القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتني لم أحبك الفصل التاسع وعشرون 29بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية ليتني لم أحبك الفصل التاسع وعشرون 29بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات





رواية ليتني لم أحبك الفصل التاسع وعشرون 29بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات


 


 


 


الفصل التاسع والعشرون




صلوا على الحبيب المصطفى ❤️✨



كانت الكلمات تتساقط على مسامعها كحجارة باردة، كل واحدة منها ترتطم بروحها فتترك فيها شرخًا جديدًا، شعرت بأن الأرض تميد تحت قدميها، وأن الهواء من حولها صار أثقل من أن يُستنشَق


قالت بصوت مرتجف، وعيناها تبحثان عن بصيص أمل في تكذيب ما سمعت :

انتي بتهزري....مش كده ؟!


ردت عليها شيري، ببرود قاتل، وقلب لا يعرف الرحمة :

أكيد مش ههزر في موضوع زي ده، دي الحقيقة، انتي لا بنتي.....ولا بنت مجدي


بينما المحامي تنحنح بحرج، ثم استأذن بالانسحاب ليترك لهم مساحة للحديث بخصوصية


وضعت شيري ساقًا فوق الأخرى في كبرياء متعمد، ثم قالت بلهجة واثقة :

ابوكي اسمه نادر الفيومي، مجدي خطفك بعد ما اتولدتي على طول، وبدلك ببنت ميتة !!!!!!!


توقف الزمن، أو هكذا خُيل إليها......

لم تدري أكانت تلك لحظات معدودة أم دهورًا كاملة مرت عليها وهي تحدق في ملامح تلك المرأة التي ظنتها يومًا أمها كانت تعلم في أعماقها أن كل كلمة تنطق بها الآن تحمل الحقيقة القاسية


همست بصعوبة وهي بالكاد تتمالك نفسها حتى لا تنهار :

ليه ؟؟


أمسكت شيري سيجارة، أشعلتها بيد ثابتة، وسحبت نفسًا طويلًا قبل أن تترك الدخان يتصاعد أمامها ببرود :

عشان ينتقم من أمك، رفضته زمان، وراحت لصاحبه نادر، فحب ينتقم من الاتنين


رفعت عينيها في ثقة وغرور، وأضافت :

مش عشان بيحبها، لا يا حبيبتي، مجدي كانت عينه زايغة شاف روحية، أمك، وعجبته، اتقدملها لأنه عارف إنها ست محترمة، ملهاش في السكة الشمال، لكنها رفضته عشان كانت بتحب جارها، نادر....اللي هو ابوكي


رمت نظرة جانبية، كأنها تستمتع بإعادة فتح جرح قديم :

وبما إن مجدي كان صاحب نادر، شافها بالصدفة وهي معاه وكان فاكرني غبية، فاكر إني عشان كنت ساعتها في ألمانيا مش هعرف إيه اللي بيعمله في مصر


ألقت بقايا الرماد في المنفضة ببطء، وتابعت :

لكن أنا كنت عارفة إنه عايز يتجوز واحدة غيري، وسكت لأنها رفضته، وكمان كانت هتتجوز خلاص


ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة تحمل سخرية أكثر مما تحمل فرحًا :

واتجوزت نادر، وأنا ومجدي سافرنا ألمانيا عشان شغله، وفضلنا هناك خمس سنين، بعدين رجعنا زيارة، وقابلنا نادر وروحية بالصدفة، كانت حامل، ومخلفة طفل صغير، سمير.... سمير نادر الفيومي، يبقى اخوكي !!!!!!!!!


حلت عليها الصدمة كصفعة مباغتة أفقدتها توازنها، فارتدت للخلف تستند بكفيها على الطاولة خلفها، قلبها يهبط في أعماقها كحجر ثقيل، فيما عقلها يترنح بين تصديق ما تسمعه وإنكاره، التقطت شيري المشهد بعينيها، وارتسمت على شفتيها ابتسامة سخرية جافة، قبل أن تقول بلهجة مشحونة بالتهكم :

مجدي كان مفكرني غبية، ومش واخدة بالي من اللي كان بيحاول يعمله مع والدتك، حاول يغريها كتير إنها تسيب نادر وتبقى ليه، بس هي رفضت، واعترفت لنادر بمحاولاته معاها نادر يومها جِه الفيلا واتخانق مع مجدي خناقة كبيرة وضربه فمجدي حلف إنه هيندمه، وبعدها بأسبوع، روحية امك ولدتك، وقتها محدي قرر يخطفك ويبدلك ببنت مولودة ميتة، عشان يقهر قلب نادر وروحية عليكي، كان ناوي يرميك في ملجأ.....أو حتى يقتلك



صمتت لحظة وهي تسحب نفسًا من سيجارتها، ثم تابعت في نبرة باردة كأنها تروي حكاية عادية :

كل ده وهو فاكرني نايمة على وداني، مش عارفة اللي بيدور حواليا، لكن أنا كنت عارفة كل حاجة، وعاملة نفسي مش فاهمة، حتى لما جالي بيك، بعد ما غير رأيه فجأة، وقالي انه اتبناكي، جاريته في الكدبة وسكت، شغله مع دولت كنت عارفة بيه وسكت، لأنه مش هيضرني، فلوس موجودة وبصرف من غير حساب، كل طلباتي مجابة، وفي الآخر اللي هيشيل الليلة هو......مش انا !!!!!


رمت رماد السيجارة في المنفضة ببطء متعمد :

قبلتك، واتكتبتي باسمي أنا وهو، لكن من كام سنة، نادر أبوكي مسك قضية كبيرة، مجدي كان جزء منها، وكان هيتاذي جامد، فحب ينهي كل حاجة، ودبر حادثة ليه هو ومراته، عشان يخلص منهم وينتقم، لكن القضية ماخلصتش، مسكها بعده واحد اسمه إبراهيم النويري، وكان نصيبه زي نصيب نادر، واتقتل.....هي دي كل الحكاية، أظن دلوقتي عرفتي إنتي مين، وبنت مين


كانت رونزي تنظر إليها بعينين تتسعان كلما انحدرت الكلمات، لا تصدق كيف يمكن لإنسان أن يحكي جريمة كهذه ببرود يليق بقراءة نشرة الطقس، أخرجت النفس الذي كان محبوسًا في صدرها، وعيناها تلمعان بالدموع، قائلة :

بتتكلمي عادي، كأن اللي عملتوه سهل، ازاي بتقدروا تعملوا كل ده وتتكلموا عنه بسهولة، فين ضميركم، ما خفتوش من ربنا، مستحيل تكونوا بشر...... مستحييييل !!


رددتخ شيري، وقد بدا عليها الضيق ونفاد الصبر :

مالوش لزوم درس الأخلاق ده، أظن دلوقتي عرفتي إنتي مين وأصلك إيه، وإنك ما تستحقيش مليم واحد من الثروة دي، مجدي مش ابوكي


ردت عليها رونزي، بوجه مشدود وملامح تحمل مزيجًا من الاشمئزاز والجرح العميق:

تفتكري لو كنت أستحق، كنت هاخد مليم واحد منها، كنت هقبل على نفسي أصرف من فلوس عارفة مصدرها إيه، وإنها فلوس حرام ؟؟


ارتفع حاجبا شيري بسخرية وهي تطفئ سيجارتها، لكن رونزي تابعت بصوت يعلوه الكبرياء أكثر من الغضب :

ما تتخيليش فرحتي دلوقتي وانتي بتنكري نسبك ونسب الراجل ده ليا، شيلتي عني حمل كبير اوي، وعار كان هيفضل ملازمني لحد ما انوت، اللي بتقوليه ده شرف في حد ذاته ليا اني اطلع بنت راجل محترم، مش بنت راجل قذر زي جوزك، أهلي طلعوا أنضف منكم بكتير، ودلوقتي فهمت إجابة السؤال اللي كان في بالي سنين إزاي انا طلعت كده وسط شياطين زيكم، والجواب هو أصلي ونَسَبي اللي هفتخر بيه طول عمري، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي وفيه


بدت شيري على وشك الرد بعنف، لكن رونزي رفعت صوتها منادية على المحامي، تحرك الرجل بسرعة، فبادرت شيري بالقول :

كل فلوس مجدي وأملاكه هتبقى ليا بصفتي وريثته الوحيدة


رد عليها المحامي، مترددًا :

بس الأنسة......


قاطعته رونزي، وهي تبتسم بسخرية مريرة وتوجه كلامها إليه دون أن ترفع عينيها عن شيري :

أنا مش بنته يا أستاذ مؤنس، تقدر تنقل كل حاجة لشيري هانم، ولو فيه أي ورق محتاج إمضتي، أنت عارف هتلاقيني فين، وأتمنى في أقرب وقت، اسمي يتكتب بعديه اسم أبويا الحقيقي.......الراجل اللي يشرف بجد




رمقتها شيري باستهزاء صامت، فيما كانت رونزي تغادر المكتب بخطوات ثقيلة، كأنها تخرج من عالم معتم إلى هواء لم تجربه منذ سنين، كانت كلمات شيري قد نزعت عنها أوهام الأمومة، لكنها في الوقت نفسه أضاءت لها حقيقة أخرى، هناك من تبقى من عائلتها.......

لديها شقيق، لم تتخيل يومًا أن تربطها به أي صلة دم


مع كل خطوة، كانت الفكرة تكبر في رأسها إن كان حقًا شقيقها، فربما يعوضها عن الحنان الذي حُرمت منه طوال حياتها !!!

..........

كانت تقف أمام بابه، تتأرجح بين اللهفة والخوف، يثقل صدرها سؤال واحد.....هل سيصدقني؟!

كأن خطواتها ترفض التقدم، وكأن الدقائق التي تنتظر فيها الإجابة عن الجرس أطول من عمرها

فُتح الباب، وظهرت "هايدي" بملامح ودودة، ما إن رأت "رونزي" حتى ابتسمت قائلة :

رونزي، عاملة إيه، تعالي ادخلي


بادلتها رونزي ابتسامة مشوبة بالارتباك :

سمير موجود ؟؟


لم تُخفي هايدي تعجبها من السؤال، لكنها أجابت وهي تفسح لها الطريق :

ايوه، جوه تعالي اتفضلي


ما إن خطت إلى الداخل حتى خرج سمير من غرفته، يفرك وجهه بنعاس، صوته دافئ :

مين يا هايدي؟


ثم وقعت عيناه عليها، فانفرجت شفتاه بابتسامة تلقائية :

رونزي، ازيك عامله ايه، وخبارك إيه ؟؟


أومأت سريعاً، قائلة بتلعثم :

كويسة.....الحمد لله كويسة


صمتت لحظة، بينما عينيها تتقلبان بينه وبين الأرض، قبل أن تقول بصوت مرتبك :

انا محتاجة أتكلم معاك، ضروري


رد عليها بدون تفكير :

أكيد، اتفضلي


ابتلعت ريقها، كأن ما ستقوله أثقل من قدرتها على النطق :

النهاردة كنت عند المحامي، أنا وشيري هانم مراة مجدي بس.......


سألها بهدوء، رغم زهوله من التحدث عن والديها بدون القاب :

بس إيه...؟!!


أطبق الصمت عليها للحظات، ثم انطلقت كلماتها كإفراج عن حبس طويل :

قالتلي ان....انا.....انا مش من ورثة مجدي


رفع سمير حاجبيه بدهشة، وسألها :

ازاي مش من الورثة، طالما بنته يبقى اكيد ليكي نصيب في الورث بتاعه


أخفضت رأسها، تحرك أصابعها بتوتر :

شيري قالت إني لا بنت مجدي،......ولا بنتها، مجدي ما بيخلفش وهي عمرها ما خلفت !!!!!!


انفجرت الكلمة من شفتيه وشفتي هايدي معاً، كصدمة :

نعم؟!


أومأت برأسها، وعيناها تحاولان كتم دموعها :

قالتلي ان والدتي، اسمها روحية، وأبويا الحقيقي اسمه نادر الفيومي.....واخويا يبقى.....سمير نادر الفيومي !!!!!!!


السكون عم المكان، ثقيلًا كالرصاص، بينما هايدي تنظر إلى سمير بصدمة، أما هو، فقد ضحك ضحكة قصيرة مرتبكة قائلاً بصدمة :

اكيد ده تشابه أسماء......مش كده



لكنها نفت بسرعة، بعينين دامعتين :

لا، مش تشابه أسماء، معقول التشابه يكون في اسم الأب، والأم.....والأخ


تراجع سمير خطوة، كأنه يحاول أن يرى ملامحها من زاوية أخرى، لأول مرة يدقق، واكتشف كم تشبه أمه في ملامحها، في تلك اللحظة تذكر حديث دولت قبل ان تسقط من على سور القصر !!!!!!!!


رددت هايدي، بصوت عملي وحاسم :

لازم تعملوا تحليل DNA د


لم تمضي ثواني حتى كان سمير ينهض قائلاً :

أنا هغير هدومي وراجع بسرعة


لحقت به هايدي، غيرت ملابسها سريعاً، وتوشحت بحجابها الجديد عليها، والذي منحها جمالاً فوق جمالها !!!!


في إحدى أكبر المستشفيات، أُجري التحليل، لم يتردد سمير في دفع مبلغ إضافي لظهور النتيجة بسرعة، وحين جاءت النتيجة، كانت الحقيقة جلية......تطابق كامل !!!!!


اقترب منها، بلا كلمات، وجذبها إلى صدره في عناق طويل، ارتجفت بين ذراعيه، وانفجر بكاؤها......

بكاء مزيج من الفرح والارتياح

الآن فقط، لم تعد وحيدة

الآن فقط.....أدرك هو أن من بين يديه الآن آخر خيط من عائلته، شقيقة ستملأ فراغاً كان يظنه أبدياً

بكى الاثنان في صمت، كلاهما يتمسك بالآخر بقوة، لما يتحدثا، فالصمت الآن ابلغ من اي حديث !!!!!

بينما هايدي تنظر اليهما بتأثر والسعادة تغمر قلبها لأجلهما

تذكرت شقيقها فادي فدعت له بالرحمة والمغفرة

...........

بالأيام الماضية، أغلق فريد على نفسه أبواب العالم، كأنما أراد أن يحتمي من الحقيقة داخل قوقعة صمته

لم يعد في قلبه مكانٌ لاستقبال وجوهٍ أو أصوات، كل ما فيه كان مُثقلًا بالخذلان

الصدمة التي تلقاها من أقرب الناس إليه....من والدته !!

لم تكن كأي صدمة، كانت طعنة باغتت روحه قبل جسده، فهدمت شيئًا داخله لن يعود كما كان ابدًا


الجميع كان يبحث عنه، قلقون، لكنه اختفى عن أعينهم جميعًا

ترك الفندق، أغلق هاتفه، اشترى منزلًا جديدًا، ودفن نفسه بين جدرانه، لا يسمع سوى صدى أنفاسه وأصوات أفكاره


في وحدته تلك، لم يشتاق لشيء قدر اشتياقه لها "جيانا"

حبه الأول، من تعلم العشق على يديها !!!


لكن الآن، وبعد عشرة أيام من العزلة، قرر أن يخرج

ليس لأنه نسي، فالجرح لم، ولن يلتئم،

بل لأنه لا يريد أن يُهزم أمام حزنه


قادته قدماه إليها، دون ترتيب، فقط شوقٌ يقوده إليها

عرف من أحد رجاله أنها في عملها الآن، فاتجه نحوها


طرق الباب، فسمع صوتها المألوف يسمح له بالدخول.

دخل، فوجدها منكبة على أوراقها، لم ترفع رأسها فورًا، لكنها حين فعلت......صمتت !!!


ظل واقفًا يراقبها، بعد ان عادت لتنظر إلى أوراقها متجاهلةً إياه !!!!


كانت مشتاقة.....نعم، والقلق ينهش قلبها، لكنها لم تنسى أنه غاب عنها دون أن يقول حتى كلمة تطمئنها




اقترب منها، وقال بعد تنهيدة عميقة :

عاملة ايه


أجابته جيانا بعد صمتٍ قصير :

كويسة


لم تسأله عن غيابه، لم تبحث عن سبب، ولم تعرض حتى جملة مواساة، فكانت غاضبة منه وبشدة !!


ابتسم بمرارةٍ خفيفة وقال :

مش هتسأليني أنا كويس ولا لأ.....؟!!


أجابته ببرود ساخر دون أن ترفع نظرها :

هسألك ليه سؤال انت ما اهتمتش ترد عليه قبل ما تختفي خالص كأن مفيش حد هيموت من الخوف عليك، لو كنت عايز تجاوب، كنت هتقول من نفسك


تنهد وهو يهمس باسمها برجاء :

جيانا


رفعت نظرها، فتابع بصوت مثقل بالحزن :

كنت محتاج أكون لوحدي، ماكنتش قادر أتكلم مع حد ولا أشوف حد، اللي حصل......ماكانش سهل عليا أبدًا


ابتسمت بسخرية باهتة وقالت بعتاب :

انا حد


نظر إليها طويلًا ثم أجاب بصوتٍ يختلط فيه الصدق بالانكسار :

انتي مش اي حد، انتي حياتي كلها، بس الموضوع ده حساس......ليا وليكي، دي أمي، واللي عملته فيكي وفي عيلتك، أنا عارف إنك ما تقدريش تسامحي عليه، ولا حتى تواسيني


كان محق في وصف شعورها، فهي لم ولن تغفر لتلك المرأة ما فعلته، لكن قلبها لم يمنعها من الرد :

كنت ع الأقل هكون جنبك، كنت هحس إني مش غريبة،

إنت يا فريد لما عرفتني كنت عارف كل حاجة عني،

أما أنا، لحد دلوقتي، لسه بعرف حاجات كان المفروض أعرفها من زمان، إنت مازلت شايفني غريبة.....مش حبيبة، ولا حتى زوجة في المستقبل


ابتسم بحزن وقال بصدق :

من وأنا صغير، متعودتش أتكلم في حاجات تخصني،

حتى أيهم، أقرب صاحب ليا، ما يعرفش، بس انا واحدة واحدة بتعود على كده معاكي، حكيتلك همي اللي مكنتش قادر اتكلم فيه مع حد


اقترب أكثر، ونظر إليها بأسف، قائلاً :

مش قصدي أوصلك الإحساس ده، أنا آسف، ومن النهارده أوعدك مش هخبي عنك حاجة، أي سؤال، أي حاجة عاوزاه تعرفيها هجاوبك عليها


سألته بعد لحظة صمت :

كنت فين الأيام دي كلها.....؟؛


رد عليها فريد بحزن :

كنت في شقة اشتريتها، قررت أقعد فيها بدل الفندق، ماقولتش لحد بسبب اللي حصل، مكنتش هقدر ارفع عيني في عينهم بعد اللي حصل


عاتبته قائلة بحزن :

ما تعملش كده تاني


ابتسم فريد وقال بهدوء :

حاضر


صمت للحظات ثم تابع بحب وصدق :

جيانا، كوني واثقة إنك رقم واحد في حياتي، وإن مفيش حد أقرب مني ليكي، ولا هيكون، إنتي حياتي والسبب إني لسه واقف ومكمل في الدنيا دي رغم كل مرها


توردت وجنتاها بخجلٍ، فلم يستطع أن يخفي ابتسامته، فقال ممازحًا :

يلهوي ع الخدود القمر دي لما تورد وتحمر



عنفته قائلة بخجل :

اتلم


زفر وكأنه طفل أُبعد عن لعبته المفضلة، قائلاً بغيظ :

ما انا ملموم اهو ومحترم نفسي، لحد ما أبوكي يتكرم بقى ويجوزنا


ضحكت بقوة، فقال بغيظٍ مصطنع :

بتضحكي ؟؟


ردت عليه بتشفي وسعادة :

ايوه......وتستاهل اللي بيعمله فيك


ضحك فريد بخفوت، ثم قال :

مش كفاية اللي بنته عملته فيا، دي عذبتني لحد ما رضيت عني


ردت عليه بدلال وغرور محبب لقلبه :

بنته لسه ما رضيتش عنك.....ما تبقاش واثق أوي


رد عليها بعشق :

وماله افضل وراها لحد ما ترضى، هو أنا عاوز ايه من الدنيا غير رضاها وبس


ارتبكت من عمق كلماته، فعادت تنظر إلى الحاسوب لتخفي خجلها :

على فكرة، أنا ورايا شغل، وأنت أكيد وراك شغل، يلا امشي


ابتسم فريد بمكر، قائلاً :

عاوزاني أمشي...؟!!


لم ترد عليه، فانحنى نحوها قائلاً بخفوت :

بس أنا مش همشي غير لما.....


رفعت رأسها، وسألته بفضول :

لما ايه ؟؟


لثم وجنتها برقة وهو يهمس بحب :

لما أعمل كده


ارتجفت، فاستدارت تخفي وجهها وقالت بتوتر :

انت قليل الأدب


ضحك واقترب، ممسكًا وجهها برفق :

عارفة، ساعات بعمل كده عشان أشوف خدودك وهي حمرا كده، بتبقى أجمل حاجة في الدنيا، وما بقدرش أبعد عيني عنك


ابتسمت رغم خجلها، ونظر إليها طويلًا، كأنما يريد أن يطبع ملامحها في ذاكرته للأبد

ثم طبع قبلة على جبينها، وغادر مبتسمًا بحب

.............

علم الجميع بما حدث......سمير ورونزي اشقاء، كانت الصدمة قوية عليهم لكنهم شعروا بالسعادة لأجلهم

حاول سمير أن يقنعها بالبقاء معه، مصرًّا على أن وجودها بجواره أفضل، لكنها رفضت بحسم، إذ لم تكن ترغب في أن تطأ قدماها مكانًا يوجد فيه آسر


ابتسمت ابتسامة هادئة وأخبرته أن منزلها قريب جدًا، في محاولة لتهدئة إصراره، تردد قليلًا، ثم ترك الأمر، وإن كان قلبه يموج بكلمات أراد قولها لها عن آسر، لكنه أجل ذلك إلى وقت آخر، فالصمت في هذا الوقت أرحم من المواجهة


مع انقضاء يوم جديد، في المساء جاء أكمل اتصالًا هاتفيًا من أيهم الذي قال بجدية رغم توتره من أكمل :

انا وفريد كنا عايزين ناخد ميعاد ونجي نطلب إيد تيا وجيانا من حضرتك......ونجيب أهلنا كمان


رد عليه اكمل ببرود متعمد :

كلامي هيكون معاكم انتوا الأول، وبعدها تبقى القعدة رسمي مع عيلتكم، لسه ليا شروط، ولو ما اتنفذتش، مفيش جواز


تسلّل الاستغراب إلى نبرة أيهم وهو يسأله بربية :

شروط ايه.....؟!!!


لكن أكمل لم يمنحه إجابة، بل أنهى المكالمة بجملة مقتضبة قاصدًا استفزاز الآخر :

هستناكم في مكتبي بكرة بعد الضهر


ثم وضع الهاتف جانبًا، لتبادره حنان بنبرة تشوبها الريبة :

اكمل، إنت بجد هتوافق كده بسهولة، وايه حكاية الشروط اللي هتطلبها منهم دي.....!!!!!


رفع عينيه إليها، ولمعت فيهما شرارة مكر لم تخطئها حدسها فانحنت قليلًا للأمام وقالت بتحذير، وكأنها تحاول معرفة ما في رأسه :

اكمممممل


ابتسم ابتسامة عريضة، وأطلق ضحكة قصيرة، قائلاً :

انا لحد دلوقتي مشبعتش من بهدلتهم ولا ربيتهم كويس


ارتسم الضيق على ملامحها وهي تقول :

انت مش ناوي تجيبها لبر بقى


ثم زفرت وهي تتابع بحدة :

حرام اللي بتعمله في العيال ده، ريحهم وريح بناتك وخليهم يتجوزوا يا اكمل الموضوع بوخ اوي


ابتسم اكمل بثقة، وأفكاره تنسج فخًا لا يراه أحد سواه :

انا بعمل كده عشان أريح بناتي وأريح الاتنين التانين بعدين، لازمهم تربية عشان يعرفوا يحافظوا على اللي في ايديهم، مش بس بناتي


اقترب منها ولثم وجنتها برفق، في محاولة لتخفيف حدة قلقها :

انا عارف أنا بعمل إيه كويس يا حنان......اطمني


لكنها حركت رأسها بعناد وقالت :

مش هطمن طول ما أنا عارفة اللي جواك، انت غيران على بناتك، وغيرتك دي هي اللي مأجلة جوازهم


قهقه ضاحكًا، ثم قال بصدق :

انا ما أنكرش غيرتي، لكن هي سبب من أسباب التأجيل، مش السبب كله


رفعت حاجبها، وسألته بحذر :

طب انت ناوي على إيه طيب....؟!!


ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، وقال بمكر :

كل خير


لم يفسر، لكنها كانت تعرف أن ما يدور في عقله لن يكون خيرًا أبدًا، فزفرت بضيق وقالت :

مفيش فايدة فيك


غمزها قائلاً بمكر :

لا يا روحي، مفيش فايدة، تعالي هنا، قوليلي، انتي هتفضلي تحلوي كده لحد امتى !!


ضحكت وهي تحرك رأسها بيأس :

انت في إيه ولا في إيه، هو ده وقته يا أكمل ؟؟


اقترب منها بمشاكسة، وقبل أن يمد يده لإطفاء الأنوار، همس بابتسامة واسعة :

ده هو ده وقته !!!!

________


البارت خلص 🔥❤️

عمو اكمل مش ناوي يجيبها لبر 😂❤️

مش هحرق عليكم، بس أيهم وفريد هيشوفوا الويل في البارت الجاي.....هيتمرمطوا ☺️

حتى آسر هيتحرق دمه وهيطق من اللي رونزي هتعمله فيه 😂

ادعولهم يا جماعة، الأيام جاية سودة عليهم 😅

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع