رواية ليتني لم أحبك الفصل الثلاثون 30بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليتني لم أحبك الفصل الثلاثون 30بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثلاثون
لا تنسوا ذكر الله ❤️✨
_________
- اخبارك إيه يا حمايا !!!!
قالها أيهم بابتسامة صفراء، وهو يقف أمام مكتب أكمل برفقة فريد
رد عليه أكمل ببرود، دون أن ينظر إليهم :
اقعد يا زفت إنت وهو
جز الاثنان على أسنانهما من شدة الغيظ، وتمتم أيهم بضيق وبصوت خافت للغاية لا يُسمع :
ليه قلة القيمة دي طيب ؟
لكن أكمل قد سمع ما قال، فرد عليه بسخرية :
لا وحياة أهلك، قلة القيمة كلها لسه جاية
تدخل فريد قائلاً بجدية، ناهيًا أي مشادة قد تحدث بين الاثنين، خاصة بعد أن رأى الغضب في عيني أيهم الذي يعرفه تمام المعرفة، متهور ويفقد أعصابه سريعًا :
حضرتك قلتلنا نيجي النهاردة عشان.....
قاطعه السكرتير الخاص بأكمل، وهو يدخل قائلًا بقلق :
أكمل باشا....النقاشين خلصوا الشغل في الدور اللي فوق، بس الناس اللي اتفقنا معاهم ينضفوا ويحطوا المكاتب في أماكنها ماجوش، وقالوا إنهم مش فاضيين يومين، والمفروض المحامين الجداد يستلموا شغلهم بكره، ايه العمل
ابتسم أكمل بمكر، ثم نظر إلى الاثنين، ليرد كلاهما في نفس الوقت بتوجس من نظراته الماكرة :
نعم ؟؟
ردد فريد بداخله بتوجس :
مش مستريح للنظرة والابتسامة دي، ربنا يستر
قال أكمل لسكرتيره بجدية ومكر يلمع بوضوح دخل عيناه :
طب روح إنت يا صابر
ما إن غادر، حتى سألهم أكمل بهدوء ومكر :
وراكم شغل أو حاجة....؟؟
رد عليه أيهم بتلقائية :
لا طبعًا، إحنا مفضيين نفسنا لبقية اليوم وجينا عشان نتفق على كل حاجة مع حضرتك
بابتسامة ماكرة تمتم أكمل بتحدي:
اممم....قولتلي، طب بما إنكم فاضيين، وأنا عندي اجتماع كمان عشر دقايق مع المحامين ومش فاضي، تقدروا تطلعوا فوق وتعملوا شغل الناس اللي ماجوش، اهو تسلوا نفسكم لحد ما أخلص الاجتماع
- نعم؟!!!!
خرجت من شفتي الاثنين في وقت واحد، غير مستوعبين ما قال، ليضيف أكمل بسخرية وبرود :
ايه؟ كلامي مش عاجبكم ولا حاجة ؟
رد عليه أيهم بغيظ وهو يجز على أسنانه :
ده مش شغلنا، وبعدين إحنا مش فاضيين، وفيه ناس تعمل الشغل ده مش احنا
رفع أكمل حاجبه ورد عليه بإعادة مقصودة لما قاله قبل دقائق :
الله، انت مش قولت مفضين نفسكم، لبقية اليوم، اشغل نفسك بحاجة لحد ما أخلص الاجتماع وافضالكم
ردد فريد بابتسامة صفراء، بينما بداخله يغلي من الغيظ :
في ظرف ساعة هيكون عند حضرتك عمال يخلصوا كل اللي محتاجه
رد عليه أكمل بابتسامة صفراء :
بس أنا عاوزكم انتوا، تخلصوا الشغل فوق لحد ما أخلص اللي ورايا ونحدد ميعاد رسمي، يا إما تروحوا وتيجوا يوم تاني أكون فاضي، واللي هو بعد أسبوع إن شاء الله
خرج أكمل من المكتب متوجهًا لغرفة الاجتماعات، ليرد أيهم بحدة :
انا مستحيل أعمل كده
بعد وقت.......
كان أيهم في حالة مزرية، يطوي أطراف بنطاله إلى أعلى، وقد خلع سترته، وبقي بقميصه الذي طوى أكمامه
تمتم بغيظ وهو يكنس الأتربة من على الأرض :
أقطع دراعي لو ما كانش الراجل ده هو اللي خلا العمال مايجوش عشان يخلينا إحنا نشيل الليلة ونتبهدل ويذلنا
رد فريد بغيظ مماثل، وهو يزيل الأكياس البلاستيكية عن المقاعد الجديدة، ولم يكن حاله أفضل من الآخر، فقد خلع قميصه وبقي عاري الصدر :
طب طالما إنت عارف إنه بيعمل كده عشان يغيظك، بتبين غيظك ليه؟ كده بتحسسه إنه انتصر وحقق اللي عاوزه
رد عليه أيهم بسخرية :
يعني انت مكنتش متغاظ
اجابه فريد، وهو يكور قبضته بغيظ :
مين قالك؟! ده أنا هفرقع من الغيظ، بس محبتش أبين ده عشان مايحسش إنه غاظني وحرق دمي
تمتم أيهم بحسرة وسخرية من حاله :
على آخر الزمن، أيهم الزيني بيمسح ويكنس، الله يرحمك يا برستيجي، الحمد لله إن البت ما شافتنيش وأنا كده
رد عليه فريد بسخرية، وهو يدفع المكاتب إلى أماكنها :
نضف يا أخويا، خلينا نخلص
كل ذلك كان تحت نظرات أكمل المليئة بالشماتة والتسلية، وهو يراقبهما من الكاميرا التي ركبها في أحد الزوايا، دون أن يلاحظها الاثنان
........
بعد وقتٍ من العمل المرهق، كان الاثنان يلهثان بقوة؛ العرق يتصبب منهما بعد أن فرشا المكاتب بالسجاد، ونقلا الأثاث، ومسحا الأرض، وكنسا الغبار
أصلحا من هيئتهما، وارتديا ملابسهما، ثم توجها إلى الطابق الأسفل حيث مكتب أكمل
لكن ما إن سألا عنه، حتى رد السكرتير ببرود مهني :
اكمل باشا روح، وبيقول لحضراتكم تأجلوا الميعاد ليوم تاني، هو هيحدده ويكلمكم
تبادل الاثنان نظرات غاضبة، الشرر يتطاير من أعينهما غادرا المكان وكلٌّ منهما يواسي نفسه بفكرة واحدة في النهاية، سيحصل كلاً منهما على حبيبته
...........
في مقهى هادئ، جلست رونزي أمام فنجان قهوتها، تقلب الملعقة بشرود، وعيناها معلقتان بهاتفها، فجأة، جلس امامها آسر، قائلاً بصوت خافت :
رونزي
رفعت عينيها ببرود، وزفرت ضيقاً، قائلة بحدة :
خير
رد عليها آسر بحزن واضح :
هنفضل كده لحد امتى، انتي مش مدياني فرصة أشرحلك
أجابته دون أن ترفع عينيها عن هاتفها :
قولتلك قبل كده، مفيش حاجة تتشرح أو تتقال
تململ في مقعده، يحاول كسر الجدار الجليدي الذي تضعه امامه :
رونزي، بلاش عناد، انتي عارفة اني بحبك
ابتسمت بسخرية مريرة، وقالت :
اللي أنا عارفاه إنك كداب وما يتوثقش فيك، واللي متأكدة منه أكتر، انك بتحاول معايا دلوقتي عشان مصلحتك
سألها آسر بزهول وصدمة :
مصلحتي هتكون إيه؟!
ضحكت بتهكم، ثم قالت :
انك تأثر عليا مثلاً عشان أتنازل ع الشكوى اللي قدمتها ضدك، زي ما قبل كده كنت برده ليك مصلحة عشان كده مثلت عليا، عشان توصل لمجدي
ارتفع صوته بنبرة دفاعية :
لأ، مش صح، وإلا ما كنتش هجري وراكي عشان تسامحيني قبل ما تقدمي الشكوى
حركت رأسها بعدم اقتناع، وقالت بسخرية :
اكيد كان ليك مصلحة تانية ساعتها، بس إيه هي....الله اعلم
مد يده يمسك يدها، وصوته مليء بالرجاء :
رونزي، صدقيني، والله ما في نيتي حاجة وحشة، والكلام اللي قولته ساعتها كان وقت غضب، مش قصدي، انا بحبك صدقيني
لكن عينيها لم تلمع إلا بالسخرية وعدم التصديق، قبل أن يواصل، جاء صوت رجولي من خلفهما، فيه شيئاً من اللهفة :
يا آنسة.......
التفتت رونزي، لتجد رجلاً يمد يده مصافحاً :
أنا نديم، صاحب شركة مستحضرات تجميل اسمها.........
حدثها عن الشركة ثم قال بهدوء :
اكيد تعرفيها
مدت يدها لترد التحية، لكن آسر كان أسرع، صافح الرجل، قائلاً بابتسامة صفراء :
الآنسه ما بتسلمش
تراجع نديم بحرج، بينما قالت رونزي بجدية :
ايوه، اعرف الشركة فعلاً، بس أنا حضرتك انا دخلي ايه باللي بتقوله ده.....؟!!!
ابتسم نديم موضحاً :
كنت بدور على موديل تكون الوجه الإعلاني الجديد للشركة، شوفتك ولقيت فيي المواصفات اللي بدور عليها، ممكن نقعد في مكان هادي واشرحلك التفاصيل.....
لكن آسر قاطعه قائلاً بحدة :
عرضك مرفوض......يلا ورينا عرض أكتافك
تجاهلته رونزي تماماً، موجهة كلامها لنديم :
استاذ نديم، أنا موافقة نقعد ونتكلم
صرخ عليها آسر بغضب :
موافقة على ايه، مفيش الكلام ده، انتي اتجننتي
سألته رونزي بتحدي :
علاقتك بيا ايه اصلاً عشان تتدخل وتحشر نفسك
رفع حاجبه بدهشة، وردد باستنكار :
نعم؟!
وقفت رونزي وقالت له بحدة :
حضرتك لا ولي أمري ولا تقربلي، عشان تقرر عني، ياريت ما تتخطاش حدودك طالما أنا ما سمحتش ليك، مفهوم !!
ثم التفتت إلى نديم، متجاهلة آسر الذي يكاد ينفجر من شدة الغيظ :
لو مع حضرتك عربية، سوق.....وأنا همشي وراك
ردد نديم سريعًا :
آه طبعاً، اتفضلي
انصرف نديم نحو سيارته، لكن آسر أمسك يدها بعنف، قائلاً :
مش هتروحي في حتة
انتزعت يدها بقوة، وتحدته قائلة :
لأ، هروح، وإياك مرة تانية تتجرأ وتلمسني، وأظن جربت المرة اللي فاتت لما قعدتك من شغلك، بلاش تخليني أعمل حاجة تخليك تندم اكتر
اقترب منها آسر، قائلاً بلا مبالاه :
اعملي.....لو ده هيشفي غليلك مني، اعملي اللي تعمليه
ابتسمت ببرود وقالت بتوعد رغم ألمها :
ما تستعجلش، هعمل، وبعدين مين قالك إني مستنيا موافقتك
ثم غادرت، وتركت آسر يغلي مكانه، عازمة على أن تفكر في عرض نديم قبل أن تعطيه ردها النهائي !!!!
...............
بعد وقت قصير، اقتحم آسر مكتب سمير بلا أي سابق إنذار، صوته يقطر غضبًا :
هي عايزة توصل لإيه، مش عايزة تسمعني....مش كفاية مستحمل اللي بتعمله وكلامها، وشغلي اللي هخسره بسببها، تقوم تعمل كده كمان
رفع سمير رأسه من على الأوراق التي بين يديه، ملامحه متجهمة وهو يقول :
في إيه بس؟
صرخ عليه آسر، وهو يلكم الحائط بقبضة يده، يكاد ينفجر :
الهانم بتفرسني،أما وريتها، والله لأخليها تيجي وتقولي اتجوزني بنفسها
ارتفعت حدة صوت سمير، وقد فهم انه يقصد شقيقته :
احترم نفسك يا آسر
صرخ عليه آسر بغضب :
وانت مالك أصلًا....؟!!!!
جز سمير على اسنانه، وقال بغضب مماثل :
دي أختي يا بني آدم، وبعدين، مين دي اللي تيجي تقولك اتجوزني، مش لو أنا وافقت أصلاً عليك
قال الأخيرة بنبرة تحدي، ليغضب آسر أكثر، ويلتقط مزهرية صغيرة من على المكتب، ويحطمها بعنف قائلاً :
نعم يا روح أمك؟!
غضب سمير فصرخ عليه قائلاً بحدة :
احترم نفسك يا آسر
صرخ عليه آسر بغضب جامح :
شوف كلامك الأول، انت واختك، قال لو وافقت قال، طب ايه رأيك بقى، انا هتجوزها وغصب عنك وعنها !!!!!
صرخ عليه سمير بنفاذ صبر :
آسر، إهدى واعقل الكلام اللي بتقوله.د
رد عليه آسر بسخرية حادة :
عقل انت اختك الأول
زفر آسر بغيظ، ثم تابع وعيناه تتقدان بالغيرة والغيظ :
الهانم عايزة تشتغل موديل وتعرض جسمها.......
قاطعه سمير، غير مصدق :
إنت بتقول إيه؟!
صرخ عليه آسر بحدة :
اللي سمعته، قابلنا واحد النهاردة.......ثم قص عليه كل قاله نديم وما حدث بعدها، فرد عليه سمير بهدوء متزن :
ما هي ممكن ترفض
صرخ آسر وهو يدور في الغرفة ذهابًا وإيابًا :
لا، انا عارفها هتقبل بس عشان تقهرني
قبض يده بقوة، وقال بغضب :
ده أنا اصور قتيل فيها لو عملت كده، الهانم عايزة تلبس ملزق وتتزوق، والكل يشوف صورها ليه.....شيفاني اريل
صرخ عليه سمير بحدة وتحذير :
آسر، حاسب على كلامك، بقولك دي أختي، ولو حد هيحاسبها أو يتكلم معاها يبقى أنا، مش إنت، ولو هي رفضاك، ده قرارها، وانت مش هتجبرها، ولا أنا هاجبرها.د، وطول ما هي متقربش ليك بأي صفة، يبقى مش من حقك تدخل في أي حاجة تخصها......سامعني
سأله آسر بنظرة كفيلة بكشف كم الغضب المشتعل بداخله الآن :
بقى كده.....؟!
رد عليه سمير بصرامة :
ايوه
اقترب آسر منه، نظر في عينيه بتحدي قائلاً :
اختك تخصني، وبحبها من قبل ما تعرف إنها أختك، وحكاية إني ما أتدخلش دي، أحب أقولك اني هفضل أتدخل، وهكون موجود في كل دقيقة من حياتها، لأنها تخصني، وإنت احتفظ برأيك لنفسك
تحداه سمير قائلاً بسخرية :
انت عارفني كويس يا آسر، بلاش نخليها تحدي قصاد بعض
ابتسم آسر بسخرية مماثلة، وغادر المكتب، وبعد دقائق، لحق به سمير متجهًا إلى بيت شقيقته بعد أن علم انها بالمنزل
...........
بعد وقت جلس سمير أمامها، ينظر إليها مباشرة قائلاً :
ممكن أعرف إيه اللي حصل النهاردة، انا وآسر كنا على وشك نتخانق بالايد.....من غيظه منك
ردت عليه رونزي ببرود :
يستاهل، ده لسه ماشافش حاجة
باغتها سمير بسؤاله :
لسه بتحبيه.....؟!!
ترددت، خشية أن يبوح بما تقوله لآسر، لكنه طمأنها :
متخافيش، كل اللي هتقوليه هيفضل بينا
تنهدت، ثم قالت وعيناها تحملان حزنًا عميقًا :
مجروحة منه اوي، كان واخدني وسيلة عشان يوصل للي عايزه، بيمثل عليا، وما فرقش معاه شعوري ولا قد إيه هتعذب لما أعرف إن كل ده تمثيل، ده كان هيرفع إيده عليا، قال كلام يوجع، الحب ما بيتنسيش بسهولة، أكيد لسه بحبه، بس مش عارفة اذا كنت هقدر أسامحه وأثق فيه تاني ولا لأ، انا فكرتهم غيرهم......كلهم كانوا بيستخدموني وسيلة، طلع هو كمان زيهم، بس ضربته هو وجعتني اوي
صوتها خفت وهي تسرح في الفراغ :
اذاني عشان شغله، أكتر حاجة بيحبها، فكان لازم أردها له بنفس الطريقة، وأوجعه زي ما وجعني
رد عليها سمير بحزن لأجلها :
بس آسر بيحبك بجد، اقعدي معاه، اسمعيه، يمكن تقدري تسامحيه
صرخت رونزي بغضب :
مش هيحصل قبل ما آخد حقي منه الأول، مش قبل ما انتقم لوجع قلبي
سألها بضيق :
طب والشغل اللي اتعرض عليكي.....هتوافقي عليه ؟؟
ابتسمت بسخرية، وقالت بتحدي :
هوافق، هعمل أي حاجة تخليه يتغاظ، حتى لو مش حباها
رد عليها سمير بضيق :
هو مفيش غير ده تغيظيه بيه، انا مش موافق، طالما واخداها عناد
ثم مازحها قائلاً بابتسامة :
انتي دكتورة بهايم قد الدنيا، افتحلك عيادة من بكره، واشتغلي فيها بدل المسخرة دي
ردت عليه رونزي بسخرية :
دكتورة بهايم؟! ماشي هفتح عيادة عشان اعالجك انت بس
تمتم بغيظ :
بت.....احترميني، ده أنا أخوكي الكبير
سخرت منه قائلة بمرح :
يا شيخ، اتلهي، ده آسر ممرمطك ومكسر برستيجك، روح اتشطر عليه هو
رد عليها بغرور :
كله بمزاجي، لو عايز آخد حقي، هاخده وقتي
سألته بسخرية :
لا والله.....؟؟
رد عليها بنبرة مضحكة :
أومال إيه، هخاف من إيده التقيلة مثلاً ؟؟
انفجرت ضاحكة، وشاركها الضحك، ثم عاد للجدية :
على فكرة، بابا الله يرحمه سايب ورث كبير، هنتقابل مع المحامي بكره، وننقل نص الفلوس والأملاك باسمك
سألته بتعجب :
النص ليه، مش المفروض انك تاخد ضعف نصيبي
ابتسم قائلاً بحب :
يا ستي أنا عايز كده، كل حاجة تتقسم بينا
تنهدت بعمق ثم ردت عليه بهدوء :
أنا مش محتاجة فلوس، كنت بشتغل في ألمانيا، وعندي عيادة كبيرة هناك، ممكن أبيعها وأفتح هنا، ومعايا فلوس في حسابي في البنك
رفض سمير قائلاً باصرار :
لا، ده حقك، وهتاخديه غصب عنك، حتى لو هتولعي فيه براحتك
ابتسمت، وابتسامة شقيقها لها الآن تعكس نفس الشعور، فرددت بحب اخوي :
عارف، أنا مبسوطة إني ليا أخ، طول عمري كنت حاسة إني غريبة وسط مجدي وشيري، كان لازم أعرف إنهم مش أهلي، عشان مفيش أب وأم قاسين كده
ربت على شعرها بحنان قائلاً :
صدقيني، أنا أكتر واحد مبسوط، بعد موت بابا وماما، كنت عايش في وحدة رغم وجود كتير حواليا، فرحت أوي لما عرفت إنك أختي، كنت بشوف جيانا مع إخواتها، وعمي أكمل وعمي إبراهيم في ضهر بعض، وأتمنى يكون ليا أخ أو أخت
ارتمت في حضنه، فبادلها العناق بحب، لكن خلف هذا الحنان، كان قلبه مثقلًا بالحيرة بين حزنه على صديقه، وخوفه على شقيقته
................
مرت عشرة أيام ثقيلة على أيهم وفريد، أيام امتلأت بالغضب والغيظ من أكمل، الذي ما إن يحدد موعدًا للقاء حتى يلغيه في اللحظة الأخيرة، تاركًا إياهما في حالة إحباط متجددة
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل عمد أكمل إلى توظيف حراس يمنعون أي محاولة لرؤية حبيباتهم، حتى لو خرجت إحداهن من المنزل، فكان الطريق إليها مسدودًا
تراكم الغضب في صدريهما حتى صار كالبركان على وشك الانفجار، واليوم - كما قال أكمل - سيكون اللقاء في منزله اتجه الاثنان إلى هناك، وكل خطوة تقربهما من الباب كانت تزيد النار اشتعالًا في داخلهما، يحاولان بصعوبة أن يتمالكا نفسيهما !!
......
داخل منزل أكمل النويري
جلس أيهم وفريد في الصالة السفلية، متجاورين على الأريكة، وكلاً منهما يحرك قدمه بعصبية، مضت أكثر من نصف ساعة منذ وصولهما، وصاحب البيت لم يتكرم حتى باستقبالهم
قال أيهم وهو يضغط على أسنانه بغل :
كده كتير، ده زودها اوي
أما فريد، فزفر بضيق، يلعن في سره الحظ الذي جعل رجلاً كهذا حماه !!!!
..........
في الطابق العلوي، كانت حنان تحاول إيقاظ أكمل، قائلة بضيق:
يا أكمل قوم بقى، عيب كده، بقالهم ساعة قاعدين، وانتا سايبهم، انزلهم يلا
زفر أكمل، ثم رد عليها وهو يتقلب بنعاس :
قوليلهم ييجوا بكره، انا مش فايق، عاوز انام
صرخت عليه حنان، وقد اشتعلت غيظًا :
يعني ايه، دي قلة ذوق، قوم قابلهم، وبلاش لعب عيال بقى
رفع حاجبه قائلًا بحدة :
عايزاني أنزلهم، حاضر هنزلهم
نهض من فراشه، ارتدى خفه المنزلي، فاعترضت باستنكار :
مش هتغير هدومك؟! هتنزل بالبيجامة....والشبشب !!!
التفت إليها محذرًا :
اقسم بالله أرجع أنام وأسيبهم يولعوا
رفعت كتفيها استسلامًا وهي تضيق به، فنزل الدرج متثاقلًا
........
في الصالة، وجدهما يجلسان والغضب واضح على وجهيهما زاد استياؤهما حين رأوا مظهره المهمل، لكنهما وقفا رغمًا عنهما، يبتسمان ابتسامة مصطنعة، وألقيا السلام، مد فريد يده لمصافحته، لكن أكمل تجاهله، وجلس واضعًا ساقًا فوق الأخرى، دون حتى أن يرد السلام. قبض فريد يده مغتاظًا، فيما حاول أيهم أن يتمالك نفسه
قال أكمل ببرود، مستفزًا اياهما :
أنا سمحت ليكم تقعدوا
تبادل الاثنان نظرات الغضب، ثم وقفا مرة أخرى لمدة ثلاث دقائق كاملة وهو يحدق فيهما بتسلية
تناول اكمل جهاز التحكم بالتلفاز وقال بلا اكتراث :
اقعدوا
زفر الاثنان من الغيظ، لكنهما جلسا، تجاهلهما أكمل تمامًا، منشغلًا بمباراة كرة قدم، حاول فريد أن يتحدث بهدوء مفتعل :
طبعًا حضرتك عارف إحنا جايين ليه
لم يرد، فتابع أيهم بابتسامة صفراء :
يشرفنا نطلب إيد الآنسة تيا، وجيانا
رفع أكمل عينيه فجأة، وكأنه لم يسمع شيئًا، وسأل :
انتوا أهلي ولا زمالك....؟!!!
التزما الصمت بغل، فنظر إليهما بتحذير :
مش سامع اجابة
رد عليه أيهم على مضض، والغضب يتصاعد بداخله اكثر :
اهلي، احنا الاتنين.....اهلاوية
في تلك اللحظة، جاءت حنان تحمل المشروبات للمرة الثالثة، وتفاجأت بمشهد زوجها، فقالت بضيق :
ايه يا أكمل، هو ده وقت تليفزيون
رد عليها أكمل ببراءة مصطنعة :
ما أتفرجش على الماتش يعني....؟!!!~
ابتسمت ابتسامة مشدودة وهي تحذره بنظراتها :
وده وقته يعني؟؟
- عندك حق، مش وقته
قالها، ثم التفت إليهم قائلًا ببرود فج :
اتفضلوا امشوا، ونبقى نحدد ميعاد تاني بعدين، الماتش مهم انا اهلاوي اصيل، ولازم اتابعوا.....شرفتونا
هنا، انفجر أيهم قائلاً :
يعني ايه ميعاد تاني، حضرتك عارف ده الميعاد الكام اللي نيجي فيه ونمشي
رد عليه اكمل ببرود :
خلاص، بلاش منها دي جوازة، عاجب أهلا وسهلا، مش عاجب......بالسلامة
تدخلت حنان قائلة بغيظ :
اكمل، عيب كده
لكن أكمل واصل بروده :
من أولها مش موافقين على تأجيل الميعاد، أومال ع الشروط هيعملوا ايه بسلامتهم !!!!
أنهى الحوار بعبارة أشعلت الغضب بداخلهم اكثر :
بالسلامة، وبكره هيوصلكم الميعاد الجديد
كاد أيهم أن يتشاجر معه، لكن فريد أمسكه بقوة، وغادرا المكان غاضبين وبشدة !!!!!!
.......
بعد مغادرتهما، قالت حنان وهي تشتعل غضبًا:
أكمل، كفاية لحد كده، بكره تتكلم معاهم وتخلص كل حاجة، حرام اللي بتعمله ده
رد عليها ببرود :
لسه ماليش مزاج
فصرخت عليه بنفاذ صبر :
والله يا أكمل لو ما عملتش كده، هروح أقعد مع بابا في بيت اختي لحد ما تنفذ
سألها اكمل بغضب :
بتحلفي عليا عشان مين يا حنان ؟؟
ردت عليه حنان بضيق :
عليك يا أكمل، بجد والله لأسيب لك البيت لو ما بطلتش الحركات دي
ابتسم ابتسامة صفراء، وقال :
حاضر، من عنيا، بس يا رب هما يوافقوا على شروطي
تبادل معها نظرة طويلة، ثم صعدت للأعلى، بينما هو يفكر بتسلية سيفعل ما تريد هي ويلقي الكرة داخل ملعبهم !!!
..........
على الناحية الأخرى......
عاد آسر من الخارج، وما إن دخل البناية حتى توقفت خطواته فجأة، أمام المصعد، كانت رونزي واقفة، لكن ليست وحدها، بجانبها رجل طويل القامة، وسيم الملامح، تمسك بيده وكأنها تعرفه جيدًا
ما زاد النار اشتعالًا في صدره هو ما كانت ترتديه، فستان أسود ضيق يلتصق بجسدها، قصير إلى ما قبل الركبة، وبدون حمالات، يكشف عن كتفيها بجرأة
اشتعلت عيناه غضبًا، واندفعت الغيرة في عروقه كاللهب تقدم نحوها بخطوات سريعة، وصوته يقطر حدة :
ايه اللي انتي لبساه ده....؟!!!!
التفتت إليه رونزي بعينين متحديتين، وردت بحدة :
وانت مالك انت
تدخل الرجل، يبعد يد آسر عنها، يسأله بضيق :
مين حضرتك؟!
لم يلتفت آسر إليه، بل ثبت عينيه على رونزي، قائلاً بصرامة :
مين ده...؟!!
أجابته بحدة وغضب مكتوم :
مالكش فيه، سيبني في حالي وبطل تدخل في اللي ما يخصكش
ضاق صدره أكثر، وزفر بغليان وهو يصرخ :
انطقي قبل ما أصور قتيل هنا
حينها، خطا الرجل خطوة للأمام، وقال بلهجة حادة :
انا حسام عبد الشكور.....حبيبها !!!!!!
صرخ عليه آسر بغضب مميت :
نعم يا روح أمك، ده انت ليلة أهلك سودة
مد يده فجأة، وجذب رونزي خلفه، وقبل أن يتدخل حسام، كانت قبضة آسر تعرف طريقها لتستقر بقوة على وجهه، فارتد للخلف مترنحًا........!!!
________
البارت خلص 🔥❤️
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا