رواية ليتني لم أحبك الفصل الاول1بقلم الكاتبة شهد الشورى
رواية ليتني لم أحبك الفصل الاول1بقلم الكاتبة شهد الشورى
#الشخصيات
🔹 جيانا أكمل النويري – (26 عامًا)
صحفية معروفة في إحدى الجرائد المشهورة، ذات شخصية قوية وشرسة، لا تهاب أحدًا، كما تتمتع بروح مرحة وعنيدة في الوقت ذاته.
🔹 تيا أكمل النويري – (22 عامًا)
طالبة في عامها الأخير بكلية التجارة، جميلة وترتدي الحجاب، تتميز بشخصيتها الهادئة والخجولة، على عكس شقيقتها الكبرى.
🔹 رونزي – (27 عامًا)
فتاة فاتنة، ابنة أب مصري وأم ألمانية، قضت حياتها بالكامل في ألمانيا، تتميز بشخصيتها الخجولة بعض الشيء، وهي الصديقة المقربة لجيانا.
🔹 ديما محمد الزيني – (17 عامًا)
فتاة شقراء وجميلة جدًا، هادئة بطبيعتها، تمتلك شخصية طفولية وبريئة، ابنة أم تركية وأب مصري.
🔹 فريد محمد الزيني – (34 عامًا)
رجل وسيم وجاد، زير نساء من الدرجة الأولى، يدير شركات "الزيني" للحديد والصلب بعد أن ورث الإدارة من والده، ويشاركه في ذلك ابن عمه.
🔹 آسر النويري – (32 عامًا)
ابن عم جيانا وتيا، ضابط شرطة برتبة مقدم، طويل القامة ووسيم، يتمتع بشخصية مرحة، فقد والديه منذ عامين في حادث سيارة.
🔹 أيهم جمال الزيني – (34 عامًا)
ابن عم فريد وديما، لا يختلف كثيرًا عن ابن عمه، فهو أيضًا زير نساء من الدرجة الأولى ومرح، يدير شركات العائلة برفقة فريد.
🔹 فادي عبد الرحمن – (36 عامًا)
رجل ذو شخصية حقودة، يدير شركة والده، ويكن كراهية شديدة لفريد وأيهم.
🔹 هايدي عبد الرحمن – (25 عامًا)
فتاة استغلالية وأنانية، تسعى دائمًا للإيقاع بفريد والزواج منه، مثل شقيقها فادي.
🔹 رامي أكمل النويري – (16 عامًا)
الشقيق الأصغر لجيانا وتيا، يتمتع بشخصية مرحة، ويبدأ دراسته في المرحلة الثانوية
_____
باقي الشخصيات هتتعرفوا عليها في الأحداث ❤️🔥
#الفصل_الأول
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
الشخصيات
جيانا أكمل النويري – (26 عامًا)
صحفية معروفة في إحدى الجرائد المشهورة، ذات شخصية قوية وشرسة، لا تهاب أحدًا، كما تتمتع بروح مرحة وعنيدة في الوقت ذاته.
تيا أكمل النويري – (22 عامًا)
طالبة في عامها الأخير بكلية التجارة، جميلة وترتدي الحجاب، تتميز بشخصيتها الهادئة والخجولة، على عكس شقيقتها الكبرى
رونزي – (27 عامًا)
فتاة فاتنة، ابنة أب مصري وأم ألمانية، قضت حياتها بالكامل في ألمانيا، تتميز بشخصيتها الخجولة بعض الشيء، وهي الصديقة المقربة لجيانا.
ديما محمد الزيني – (17 عامًا)
فتاة شقراء وجميلة جدًا، هادئة بطبيعتها، تمتلك شخصية طفولية وبريئة، ابنة أم تركية وأب مصري.
فريد محمد الزيني – (34 عامًا)
رجل وسيم وجاد، زير نساء من الدرجة الأولى، يدير شركات "الزيني" للحديد والصلب بعد أن ورث الإدارة من والده، ويشاركه في ذلك ابن عمه.
آسر النويري – (32 عامًا)
ابن عم جيانا وتيا، ضابط شرطة برتبة مقدم، طويل القامة ووسيم، يتمتع بشخصية مرحة، فقد والديه منذ عامين في حادث سيارة.
أيهم جمال الزيني – (34 عامًا)
ابن عم فريد وديما، لا يختلف كثيرًا عن ابن عمه، فهو أيضًا زير نساء من الدرجة الأولى ومرح، يدير شركات العائلة برفقة فريد.
فادي عبد الرحمن – (36 عامًا)
رجل ذو شخصية حقودة، يدير شركة والده، ويكن كراهية شديدة لفريد وأيهم.
هايدي عبد الرحمن – (25 عامًا)
فتاة استغلالية وأنانية، تسعى دائمًا للإيقاع بفريد والزواج منه، مثل شقيقها فادي
رامي أكمل النويري – (16 عامًا)
الشقيق الأصغر لجيانا وتيا، يتمتع بشخصية مرحة، ويبدأ دراسته في المرحلة الثانوية
باقي الشخصيات هتتعرفوا عليها في الأحداث ❤️🔥
..............................
الفصل الأول
في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
مشت بثقة نحو الممر المؤدي لغرفة مدير الجريدة
وقفت أمام الباب، وتنهدت بعمق....فكانت تعلم أنها على وشك الدخول في مشاجرة جديدة معه، كما اعتادت يوميًا
سمح لها بالدخول، وما إن دخلت حتى بادرها بغضب قائلاً الجملة المعتادة التي حفظتها عن ظهر قلب، وكانت تعي ان اليوم سيكون ناقصًا إذا لم تحدث تلك المشاجرة وتسمع تلك الكلمات :
أهلاً باللي ربنا بعتها ليا عشان تكفر عن ذنوبي
كتمت ضحكتها بصعوبة، وقالت بمشاكسة :
صباح النور يا أستاذ مدحت
رد عليها مدحت بغضب :
صباح زفت ومنيل على دماغك ودماغ اللي شغلك عنده !!!
ثم تابع بلهجة مليئة بالغضب والغيظ :
أنتي مش هترتاحي غير لما تقفلي الجريدة دي، وقبل كل ده مش هتسكتي غير لما تنهي حياتك بإيدك
ردت عليه بجدية وقوة :
سبق وقلت لحضرتك إني مش هسكت غير لما أكشف حامد صفوان للكل...أنا مش بعمل حاجة غلط، أنا بكشف حقايق للناس
رد عليها مدحت بحدة قائلاً :
أنتي بتتعاملي مع الموضوع كأنه انتقام للي حصل من حوالي كام شهر، مش على أساس إنه راجل فاسد عاوزة تكشفيه وتبيني حقيقته للناس
أجابته جيانا بغضب وبلهجة مليئة بالعزم :
مش فارقة، الاتنين بيوصلوا لنفس النتيجة، قولتهالك قبل كده وهقولهالك تاني يا جوز خالتي يا أنا يا حامد صفوان...هفضل وراه ومش هسيبه غير لما أخد حقي... يا أنا يا هو !!!!!
غادرت المكتب بوجه مكفهر، وقلبها مشتعل من الغضب كلما تذكرت ما فعله ذلك الحقير بها والحادث الذي تعرضت له، اشتعلت نار الانتقام في قلبها و أقسمت أنها ستجعل حسابه عسيرًا، ولكنها تعلم أن الصبر هو المفتاح، فكل شيء يأتي في وقته جميل
.......
في أحد القصور الضخمة، جلس ذلك الرجل يقرأ المقال الذي كُتب عنه في إحدى الصحف الشهيرة، وعيناه تشتعلان بالغضب الشديد
صرخ بغل وحقد بعد أن انتهى من القراءة :
البت دي مش ناوية تريحنا وتجيبها لبر ولا ايه !!
رد عليه ذراعه الأيمن "حسين" :
يا حامد باشا، من ساعة ما قرصنا ودنها من كام شهر، وهي مش بتسكت، بتدور ورانا أكتر من الأول
حامد بنبرة تهديد وشر :
تبقى هي السبب في اللي هيجرى ليها ، دبور زن على خراب عشه !!!
سأل حسين بجدية :
تأمر بإيه يا باشا
أجابه حامد بلهجة حازمة :
عينك تفضل عليها 24 ساعة، ما تغيبش عنها لحظة، وأنا هتصرف بطريقتي !!!!
أومأ حسين بالإيجاب، واستأذن للخروج بعد مغادرته، تمتم حامد بوعد مليء بالشر والانتقام :
خلاصك هيبقى على إيدي يا بنت النويري !!
.......
في صباح هادئ بإحدى المدن الألمانية، كانت تلك الفتاة الجميلة ذات البشرة البرونزية تجري في الشوارع تمارس رياضتها اليومية المعتادة
بعد انتهاء جولتها، جلست على أحد المقاعد الخشبية لتلتقط أنفاسها، ثم أخرجت هاتفها واتصلت بصديقتها الوحيدة التي تعرفت عليها صدفة، وكانت تلك الصدفة من أجمل الصدف في حياتها.
بمجرد أن أجابت صديقتها قالت بفرحة واضحة : جيانا إيه الأخبار، وحشتيني اوي
ابتسمت جيانا وأجابت بحب :
الحمد لله، طمنيني إنتي، أخبارك إيه، وناوية تنزلي مصر إمتى بقى يا رونزي وحشتيني أوي والله
ردت عليها رونزي بسعادة :
أنا خطوبتي بعد عشرة أيام، وهنزل مصر بكرة، العريس مصري وهيستقر في مصر، فطبيعي إني هعيش في المكان اللي هيعيش فيه جوزي
ضحكت جيانا وقالت بمزيج من الصدمة والمرح :
آه يا سوسة، هتتخطبي كده فجأة ومخبية عليا، كنتي ناوية تقوليلي يوم الفرح ولا إيه !!!!!
ضحكت رونزي وأجابت :
كل حاجة جات صدفة، صدقيني....هو عرض عليا الجواز من يومين، واتفقنا على كل حاجة
ابتسمت جيانا بسعادة وسألتها :
اتعرفتي عليه إزاي
رونزي بابتسامة جميلة :
كان فيه شغل بينه وبين بابا، وشوفته صدفة، واتقابلنا كذا مرة !!!
ابتسمت جيانا بفرح لأجلها وقالت :
اسمه إيه بقى سعيد الحظ ده
كادت رونزي أن تجيب، لكن هاتفها اهتز معلنًا عن وصول مكالمة أخرى، فقالت سريعًا :
سوري يا جيجي، مضطرة أقفل، بيرن عليا !!!
ضحكت جيانا وقالت :
روحي ياختي، كلميه، بس اتقلي كده ها
ضحكت رونزي وأغلقت المكالمة لترد على الاتصال الجديد بسرعة، بينما جلست جيانا على الأريكة، شاردة الذهن....الحماس الذي شعرت به رونزي الآن كان شبيهًا بما شعرت به جيانا في الماضي تجاه شخص لم يكن يستحق
أغمضت عينيها، وترددت في ذهنها كلمات قديمة من سبع سنوات :
حبك نعمة كبيرة، وغبي اللي يفرط في الحب ده أو يضيعه من إيده
ابتسمت بسخرية فقد كان هو أول من أضاعها أول من فرط بها وبحبها....بل كان أول من لقنها درسًا قاسيًا في الحياة " لا تثقي بالرجال "
نفضت تلك الذكريات من عقلها، مصممة على ألا تفكر فيه فهو لا يستحق حتى أن يخطر على بالها...لقد أصبح ماضيًا وانتهى
جلست خلف مكتبها، وركزت على عملها بجدية، متجاهلة تلك الذكريات التي حاولت اقتحام عقلها
.......
في إحدى المناطق الراقية التي تعكس ثراء سكانها تقع بناية فاخرة تطل مباشرة على البحر مكونة من عدة طوابق...مملوكة للمحامي الكبير "أكمل النويري"
الذي خصص الطوابق الثلاثة العليا لعائلته، حيث يتصل آخر طابقين ببعضهما البعض ويقيم فيهما مع زوجته حنان وأبنائه جيانا، تيا، ورامي
أما الطابق الذي يقع أسفلهم فيقيم فيه "آسر" ابن أخيه الراحل وزوجته، الذين توفوا في حادث سير منذ عام ونصف تقريبًا
في الطابق الثاني من منزل أكمل النويري، في غرفة تيا التي يغلب عليها اللون الأبيض مع لمسات من اللون الزهري والتي تحتوي على حمام خاص، وسرير كبير، وخزانة ملابس كبيرة ومكتب صغير، وطاولة للزينة
استيقظت تيا من نومها. بعد أن قامت بواجبها الديني، ارتدت فستانًا طويلًا باللون الأزرق الفاتح وحجابًا باللون الأبيض، ثم أخذت متعلقاتها ونزلت إلى الطابق السفلي حيث كانت والدتها "حنان" تجلس في بهو المنزل تشاهد التلفاز
اقتربت تيا من والدتها وقالت برقة :
ماما، أنا رايحة الجامعة ، هخلص محاضراتي وهرجع
حنان بابتسامة دافئة :
ماشي يا حبيبتي، بس استني أفطري الأول
تيا بابتسامة معتذرة :
مستعجلة، هبقى أفطر في الجامعة مع السلامة
غادرت تيا المنزل وهمست والدتها بدعاء حنون :
ربنا يوفقك يا تيا....ويهديكي يا جيانا
لكن فجأة، انتفضت حنان بفزع عندما شعرت بابنها رامي يرمي نفسه بجانبها على الأريكة قائلاً بغيظ : طبعًا تدعي لتيا وجيانا، وأنا لأ ما أنا ابن البطة السودا مش كده !!!
نظرت له والدته بغيظ، وأمسكت بخفها، مما جعله يقفز من مكانه بسرعة وهو يقول بمرح :
لا، كله إلا الشبشب
ألقت الخف عليه بغيظ قائلة :
امشي من وشي يا حيوان
نظر إليها بغيظ مماثل، ثم قال بغرور وهو يخرج من باب المنزل :
همشي، أصلاً أنا خسارة في البيت ده...وربنا ما أنا قاعدلكم فيه...أنا هنزل أصيع مع صحابي
ضربت حنان يدها بالأخرى وقالت مستسلمة :
عوض عليا عوض الصابرين يارب
.......
ركبت تيا التاكسي وهي تعبث بهاتفها، لكن السيارة توقفت فجأة نظرت إلى السائق وسألته :
وقفت ليه حضرتك
رد الرجل ذو الوجه البشوش والذي بدا كبيرًا في السن :
معلش يا بنتي، البنزين خلص انزلي خدي تاكسي تاني
أومأت تيا برأسها وقالت بابتسامة هادئة :
ولا يهمك
أخرجت النقود وأعطتها له، ثم نزلت ووقفت تنتظر تاكسي آخر وبعد فترة وجدته أخيرًا أشارت له قائلة : تاكسي
في ذات اللحظة، جاء صوت شخص آخر قائلاً :
تاكسي !!!
اقتربت تيا وفتحت الباب لتدخل لكنها وجدت الشاب الآخر يفتح الباب أيضًا وكاد أن يركب فقالت له بهدوء :
لو سمحت ، حضرتك أنا وقفته قبلك ممكن تشوف تاكسي تاني
رد عليها بضيق :
أنا شاورتله قبلك، شوفي أنتي واحد تاني، أنا مش ناقص عطلة ع الصبح !!
تنهدت تيا بضيق وقالت :
أنا كمان عندي محاضرة ومتأخرة، فلو سمحت سيبني أركب وشوف تاكسي تاني
رد الرجل بحدة وعند :
مليش فيه، أنا وقفته وهركب اتصرفي أنتي ، كانت ناقصاكي أنتي كمان ع الصبح
فقدت تيا أعصابها وقالت بعصبية لكن ليس بصوت عالي :
جرى إيه يا أستاذ ، ما تتكلم باحترام وخلي عندك ذوق....إيه كانت نقصاكي دي ، قلة ذوق !!
صرخ عليها بغضب قائلاً :
جرى إيه يا بت، لمي نفسك ، واعرفي أنتي بتكلمي مين...ده أنا ممكن اوديكي ورا الشمس !!!!!
ردت عليه تيا بحدة :
هكون بكلم مين يعني.....بني آدم قليل الذوق ومش متربى، بلاش تهديد، لأني ممكن أهدد زيك...بس أهلي علموني ما أشوفش نفسي على حد أقل مني في الأخلاق والتربية
كاد أن يرد عليها بعجرفة، لكنه قاطعه صوت السائق الذي صاح بضجر :
ما تخلصونا بقى، يا أخونا ورانا أكل عيش مش طالبين خناق ع الصبح
نظرت تيا إلى السائق بغيظ، ثم أوقفت تاكسيًا آخر، أعطته العنوان وغادرت، تاركة ذلك الشاب المغرور يكاد ينفجر من شدة الغيظ
.......
في أحد المنازل الكبيرة ذات الذوق الرفيع في ألمانيا
جلس ذلك الشاب على الأريكة في بهو المنزل واضعًا قدمه على المنضدة أمامه
عم الظلام المكان بينما كان ينظر إلى الفراغ بشرود كان يفكر فيما إذا كانت الخطوة التي اتخذها صحيحة أم لا، خاصة أنها جاءت بدون مقدمات
تجاذب قلبه وعقله حوارًا داخليًا !!
قلبه كان يشتهي وصالًا أضاعه، في حين كان عقله يسعى لتخطي تجربة الماضي والبدء من جديد عسى أن يتمكن من النسيان
انتهى هذا الصراع الداخلي بجملته المعتادة التي يرددها كلما فكر في الأمر "من يريدها اضاعها من بين يديه وانتهى الأمر"
توقفت تأملاته على رنين هاتفه، فتلقى المكالمة من ابن عمه "ايهم" الذي رد عليه بمشاكسة :
إيه يا عريس، أخيرًا قررت ترأف بينا وتنزل مصر وتستقر بدل ما تقضيها سفر رايح جاي
ابتسم فريد قائلاً :
اه يا أخويا، أخيرًا !!!!
ثم تابع بجدية :
أخبار الشغل عندك إيه
أيهم بجدية مماثلة : كويس
ثم تابع بوقاحته المعتادة :
مجهزلك حتة سهرة، إنما إيه، لا تقولي مزز ألمانيا ولا بتاع الواد أركان، كلمته إمبارح وهيظبط الدنيا
ضحك فريد وقال بيأس :
مش ناوي تبطل عك وقلة أدب أنت وهو بقى
أيهم بسخرية :
شوف مين بيتكلم، حبيب قلب البنات. ده أنت تخطيت الرقم القياسي في العك وقلة الأدب
أغلق فريد عينيه بسخرية، ومع ذلك كان من الصعب عليه نسيانها...كلما اقترب من أخرى، كان يتخيلها هي بين ذراعيه ويذكر اسمها بشغف، لكنه في كل مرة يستيقظ ليشعر بالاشمئزاز من ذاته
آخر مرة رآها، ألقت عليه نظرة احتقار واشمئزاز لم يتمكن من نسيانها !!!
استفاق من شروده على صوت ابن عمه يصيح :
انت يا بني روحت فين !!
رد عليه فريد ببرود مصطنع :
بتقول حاجة
أيهم بتساؤل :
سرحت في إيه بقالي ساعة بكلمك ومش بترد
رد عليه فريد بنفس لهجته السابقة :
مفيش ولا حاجة
شعر برغبة في سؤاله عن شيء ما، لكنه تردد ، تدفقت الأسئلة في مخيلته
كيف هي الآن؟
هل تزوجت؟
هل أحبت؟
كيف تعيش حياتها؟
هل مازالت كما هي أم تغيرت؟
تلاطمت هذه الأسئلة في رأسه، لكنه حسم أمره بسرعة وأنهى المكالمة مع ابن عمه ثم ارتدى ملابسه وذهب إلى الشركة ليباشر عمله
.......
في إحدى الجامعات الخاصة بكلية التجارة
جلست تيا في الكافتيريا مع زميلتيها رغد ومي
رغد بغيظ :
مش عارفة امتحان إيه ده اللي حاطينه لينا وإحنا بدأنا الدراسة، مبقالناش شهر ونص
مي بضيق :
يلا، هنعمل إيه بقى هضطر ألغى سفرية الجونة، كنت نفسي أروح أوي
تيا بابتسامة :
يا بنتي، ارحمي نفسك شوية، حياتك كلها سفر ، ركزي في دراستك، دي آخر سنة ليكي
ضحك رغد قائلة :
سيبك منها، دي كل اللي بتفكر فيه هتسافر فين بعد ما تروح الجونة وترجع
مي بغيظ :
انتوا هتمسكوني تريقة، أنتوا الاتنين ولا إيه
ثم تابعت بحماس فجأة :
متنسوش، الأسبوع الجاي عيد ميلادي، هستناكم و انتي يا تيا، خلي جيانا تيجي معاكي هي ورامي
أومأت تيا بهدوء : حاضر
استمر الحديث بينهم لعدة دقائق، ثم توجهن الثلاثة إلى المحاضرة الثانية
......
انقضى اليوم سريعًا، وجاء المساء جلست تيا في غرفتها أمام حاسوبها تبحث عن شركة للتدريب، مثلما يفعل باقي الطلاب
بعد بحث طويل، وجدت العديد من الخيارات لكن مع شروط متنوعة ورغم أنها تفي بجميع الشروط
كان عليها اختيار الأنسب
اختارت تيا الشركة الأفضل وقررت التقديم عليها غدًا، داعيةً الله أن يوفقها...أغلقت الحاسوب وبدأت تراجع دروسها قليلاً قبل أن تنام
......
في قصر الزيني الفخم، الذي يعكس الثراء الشديد لأصحابه، اجتمع الجميع حول مائدة الطعام الكبيرة يتناولون الطعام في صمت
قطع صلاح الزيني هذا الصمت قائلاً :
أيهم فين
ردد جمال الابن الأصغر ووالد أيهم قائلاً :
خلص شغله وخرج مع أصحابه
رد صلاح بتهكم :
هي شلة الصيع دي تتسمى أصحاب
ثم توجه بكلامه إلى ابنه الأكبر محمد :
أنا صبرت كتير على طيش ابنك، أنت وجمال، لكن للصبر حدود ، إذا ما كنتوش قادرين تربيوا عيالكم، أنا هربيهم
تدخلت دولت زوجة محمد.قائلة.بضيق :
"ابني متربي كويس، يا عمي...وبعدين هو هيتجوز قريب، وبعد كده يعمل اللي يعوزه...طالما سيرة العيلة محدش مسها، ده راجل مش بنت
رد صلاح بغضب وسخرية :
مش عارف كنت متوقع إيه منه...طبيعي يتصرف كده طالما إنك أمه...أمه اللي محاسبتهوش على غلطاته، وبتسانديه في كل تصرفاته، سواء كان شرب وسهر كل ليلة أو النوم مع واحدة كل يوم.
تنهد صلاح بغضب وأضاف :
بتقولي متربي ، طيب الشرب والسهر والنوم مع واحدة كل يوم...دي كلها من أصول التربية
اعترض محمد قائلاً :
بابا !!!
قاطعه صلاح بحدة :
خليك ساكت....العيشة معاكم تقصر العمر واحد رامي بنته وميعرفش عنها حاجة غير اسمها، وكل ده عشان خاطر عيون دولت هانم ، والتاني وقف حياته على موت مراته واهمل ابنه، والتالتة معرفتش تربي عيالها....طلعتهم طماعين والغل والحقد مالي قلوبهم
قالها وخرج من غرفة الطعام تاركًا خلفه جمال بحزن، ومحمد بضيق، ودولت بغل شديد لطالما كانت تكره صلاح بشدة
.
......
انتهى اليوم سريعًا ليبدأ يوم جديد مليء بالأحداث
في منزل أكمل النويري، بغرفة جيانا، ارتدت ملابسها الكاجول كما تحب دائمًا، وأخذت متعلقاتها بعد أن رفعت شعرها بعشوائية
نزلت للأسفل إلى غرفة الطعام حيث كان الجميع جالسين يتناولون الإفطار بهدوء وسحبت مقعدها وجلست عليه قائلة :
صباح الخير
رد الجميع بتحية الصباح لكن حنان نظرت إلى ملابس ابنتها بعدم رضا ثم قالت بضيق :
جيانا، إيه رأيك تنزلي مع تيا النهاردة أو بكرة وتشتري شوية فساتين ،هيبقوا حلوين أوي عليكي
جيانا بهدوء :
حضرتك عارفة إني مش بحب الفساتين...أنا مرتاحة في هدومي دي أكتر
حنان بحدة ونفاد صبر :
بس أنا قولت يبقى تعملي اللي أنا قلته ، إنتي ما بتسمعيش كلام حد، وأنا زهقت منك ومن تصرفاتك اللي لا تطاق دي نفسي احس إني مخلفة بنتين مش واحدة بس
ابتلعت جيانا غصة مريرة دون أن تدري والدتها أنها بحديثها ضغطت على جرحها الغائر
دون أن ترفع رأسها أو ترد على أي أحد أخذت أغراضها وغادرت المنزل متوجهة إلى عملها، متجاهلة نداء اختها تيا وكذلك رامي
بعد أن غادرت ذهب رامي إلى مدرسته، فهو في الصف الثاني الثانوي، بينما ذهبت تيا لموعدها
التفت أكمل إلى حنان وقال :
ليه كده يا حنان....أنا قلتلك هتكلم معاها
تنهدت حنان بحزن قائلة :
اهو اللي حصل بقى ، مش هاين عليا افضل ساكته وأنا شايفة بنتي غرقانة في شغلها ومش عايشة حياتها زي باقي البنات دي عندها 26 سنة، واللي في سنها بتكون متجوزة ومخلفة يا أكمل !!!
تنهد أكمل بضيق قائلاً :
سيبيها النهاردة...بكرة الصبح هكلمها....بالمناسبة، قالتلي امبارح إن صحبتها جاية تقعد معانا فترة لحد فرحها....فجهزي لها اوضة
أومأت له حنان فقبل رأسها ثم غادر متوجهًا إلى عمله وهو مشغول بتفكيره في ابنته التي يشعر أنها تخفي شيئًا منذ زمن
وصلت جيانا إلى مكان عملها، صعدت إلى مكتبها سريعًا، ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها
جلست على أقرب مقعد لها تتنفس بعمق كلمات والدتها أثرت بها كثيرًا....لا أحد يفهمها أو يشعر بها
الجميع يظن أن سبب رفضها للزواج هو حبها لعملها وعدم رغبتها في الانشغال عنه ، يعتقدون أنها قوية لكنهم لا يعلمون أن بداخل هذه الفتاة القوية توجد فتاة حزينة تبحث عن شخص يحبها كما هي ، دون شروط !!
تريد شخصًا يتحملها بكل ما فيها، وقد أقسمت أنها حينها ستتغير لأجله ، لكنها لم تجد من أحبته بصدق خذلها !!!
ذهبت إلى المرحاض الموجود بمكتبها تصفع وجهها بالماء ثم جففته وخرجت لتتابع عملها بتركيز بعدما نفضت تلك الذكريات بعيدًا عن رأسها
جاءها اتصال من مكتب المدير يطلب منها الذهاب إليه....تنفست بعمق وذهبت وعندما دخلت قال بابتسامة :
تعالي اقعدي عايزك في شغل مهم
أومأت جيانا وجلست على المقعد الموجود أمام مكتبه قائلة بهدوء :
اتفضل حضرتك
بدأ مدحت الحديث بجدية قائلاً :
طبعًا عندك خبر بالمستشفى الخيرية اللي بناها رجل الأعمال أيمن الغانم
أومأت له فتابع مدحت قائلاً بجدية :
حفلة افتتاح المستشفى هتكون بعد تلت ايام، هتروحي أنتي ونادين وهند لتغطية الحفلة دي بدل مكرم ، وتعملوا لقاء صحفي مع الموجودين، وتصوروا كل حاجة لأنه هيبقى بث مباشر على صفحتنا
تنفست بعمق وقالت :
حاضر ، حاجة تانية !!!
نفى برأسه قائلاً بابتسامة :
لا، مفيش...قوليلي، مالك ، باين عليكِ متضايقة ، حصل حاجة !!
ردت عليه بابتسامة باهتة :
مفيش....اتخانقت مع ماما كالعادة
سألها بتفهم :
طبعًا عشان نفس الموضوع
أومأت له بنعم ثم قالت بمرح باهت :
أنا أصلاً اتعودت خلاص...لو عدت يوم الصبح من غير ما أسمع الكلمتين دول يومي ميكملش
ضحك مدحت بخفوت، فاستأذنت جيانا وغادرت بعد أن أخبرته أنها ستغادر باكرًا لأن لديها موعد !!!!!
.......
البارت خلص ♥️
مستنية رأيكم يا قمرات ♥️
ايه رأيكم في البداية.......؟؟
توقعاتكم للقادم......؟؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا