القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتني لم أحبك الفصل الثانى 2 بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية ليتني لم أحبك الفصل الثانى 2 بقلم الكاتبة شهد الشورى





رواية ليتني لم أحبك الفصل الثانى 2 بقلم الكاتبة شهد الشورى




#الفصل_الثاني

#رواية_ليتني_لم_أحبك

#الكاتبة_شهد_الشورى

أتى المساء سريعًا، وبدأت جيانا تستعد للذهاب إلى المطار لاستقبال رفيقتها وخطيبها.


أغلقت حاسوبها، رتبت أوراقها، ثم أمسكت بحقيبتها وغادرت مقر الجريدة بخطوات واثقة. ركبت سيارتها، وانطلقت تشق الشوارع المزدحمة، بينما تتسابق الأفكار داخل رأسها، تترقب لقاءً افتقدته طويلًا.


عند وصولها، أوقفت سيارتها خارج المطار، ثم دلفت إلى الداخل، حيث امتلأت صالة الاستقبال بصخب المسافرين والمودعين، لكن عينيها لم تكن تبحث سوى عن شخص واحد. راحت تتلفت يمينًا ويسارًا، تبحث عن رونزي بين الجموع، لكن لم تكن هناك...


فجأة، شعرت بيد دافئة تُغطي عينيها، تزامنًا مع صوت مألوف يهمس بحماسة:

"أنا مين؟!!"


ضحكت جيانا، ورسمت ابتسامة مرحة على شفتيها قبل أن تجيب دون تردد:

"أنتِ اللي بحبه أنا"


انفجرت رونزي ضاحكة، ثم احتضنتها بشوق قائلة:

"قلبااااي! خش في حضن أخوك يا فواز."


ضحكت جيانا بحرارة وهي ترد لها العناق بلهفة:

"وحشتيني اوي!"


تراجعت رونزي قليلًا، دارت حول نفسها بغرور مصطنع، ثم قالت بنبرة مازحة:

"إيه رأيك؟ بقيت قمر، صح؟!"


رمقتها جيانا بنظرة مليئة بالحب قبل أن ترد بصدق:

"طول عمرك قمر، مش جديد عليكي يا رونزي."


أشارت رونزي إليها بمرح وهي تهز رأسها بيأس:

"إنتي.بقى، ما اتغيرتيش يا بنتي! نفسي مرة أشوفك بفستان، حققيلي أمنيتي بقى"


قهقهت جيانا وردت بمشاكسة:

"سيبك مني، وقوليلي، فين سعيد الحظ خطيبك؟"


تنهدت رونزي وهي تجلس على أحد المقاعد:

"بيخلص ورق السفر وجاي ورايا."


أومأت جيانا برأسها، وبدأت الاثنتان تتبادلان الأحاديث، يضحكان تارة، ويسترجعان الذكريات تارة أخرى. لكن رونزي سرعان ما زفرت بضيق وهي تراقب الساعة في يدها.

"مش عارفة اتأخر ليه... هستناه شوية كمان، ولو طول، نمشي."


مرت الدقائق، لكن لم يظهر خطيبها بعد، فقررت الاتصال به، وحين أخبرها أنه سيحتاج بعض الوقت، قالت بنبرة مرهقة:

"خلينا نمشي بقى، هو لسه مطول."


تحركتا معًا إلى السيارة، وضعتا الحقائب في الخلف، ثم استقلاها متجهتين إلى منزل جيانا


عند وصولهما، دلفت رونزي بخجل إلى المنزل، تتلفت حولها بتردد، وكأنها تخشى أن تكون ضيفًا ثقيلًا.


استقبلتها حنان بابتسامة دافئة، صافحتها برقة، بينما أكمل وتيا ورامي رحبوا بها بدورهم. شعرت رونزي بموجة من الارتباك وهي تردد بصوت خافت:

"أسفة لو هسبب ليكم إزعاج بوجودي."


تدخل أكمل بهدوئه المعتاد، قائلاً بنبرة ودودة:

"متقوليش كده، ده بيتك، لا إزعاج ولا حاجة، أنتي زي بنتنا، وجيانا وتيا ورامي إخواتك، مش كده ولا ايه؟"


ابتسمت رونزي بسعادة وهي تردد بصدق ومحبة:

"طبعًا إخواتي يا أونكل."


قالت والدة جيانا بحنان وهي تربت على يدها:

"تعالي أوريكي أوضتك ترتاحي من السفر، لحد ما الأكل يجهز."


أومأت رونزي، وتبعتها إلى غرفة الضيوف، حيث ألقت بجسدها المرهق على السرير !!!


بعد وقت قصير، اجتمع الجميع حول مائدة العشاء، تبادلوا الأحاديث والضحكات، ثم انسحب كل منهم إلى غرفته، منهكين بعد يوم طويل، تاركين خلفهم بداية جديدة تحمل في طياتها الكثير من الحكايات.

........

في قصر الزيني

وقف الجميع بترقّب لاستقبال فريد، اشتياقهم واضح في أعينهم، باستثناء صلاح الزيني، الذي ظلّ صامتًا للحظات قبل أن يقطّب حاجبيه ويقول بسخرية لاذعة:

"فرع الشركة اللي في ألمانيا هيبقى تحت إشراف حدّ ثقة، وانسى إنك تسافر تاني، وإذا كنت فاكر إني مش هعرف عن المسخرة اللي كنت بتعملها هناك، فأنت غلطان!"


رمقه فريد بنظرة جامدة، لكن قبل أن يرد، التفت صلاح نحو أيهم وأضاف بحدة:

"واضح إنكم متربتوش كويس... وأنا هعرف أربيكم، أنتوا وفادي وهايدي! وإذا الأمور وصلت إني آخد منكم الفلوس اللي بتصرفوها على المسخرة وقلة الأدب، هعملها!"


كان الصوت حادًا كالسيف، يقطع صمت القاعة، قبل أن يلتفت صلاح نحو محمد، ويأمره بنبرة لا تقبل الجدال:

"من بكرة، هبعت لبنتك تيجي تعيش في بيت العيلة، واللي مش عاجبه، الباب يفوّت جمل!"


لم ينطق محمد، وكأنه ليس المعنيّ بالكلام، وكأنهم يتحدثون عن شخص غريب، وليست ابنته... ابنته التي لم يدافع عنها يومًا!


كان الغضب يتفجر في عينيّ دولت، لكن قبل أن تتكلم، دوّى صوت فريد غاضبًا، ناريًا:

"البت دي، لا هي ولا أمها هيدخلوا القصر على جثتي! ولو حصل ودخلوا... هيحصل اللي مش هيعجب حد فيكم أبدًا!"


لم تستطع دولت إخفاء ابتسامتها، رغم أن قلبها يشتعل، نظرت لصلاح بتحدٍ، بينما الأخير لم يغيّر ملامحه الصارمة. ثم عاد ينظر إلى فريد بقوة وهو يقول:

"اطلع على أوضتك دلوقتي... وكلامك ده هنتحاسب عليه بعدين... يا بن دولت"


زفر فريد بضيق، ثم التفتت إليه دولت وسألته بنبرة مهتمة:

"قولي يا فريد، فين البنت اللي هتتجوزها؟ كان اسمها رونزي، صح؟"


أومأ برأسه وهو يرد بهدوء يخفي وراءه الكثير:

"هتقعد عند واحدة صاحبتها لحد ميعاد الفرح، بكره الصبح هتيجي عشان أعرّفكم عليها."


لم يعلق صلاح، بل رمقه بنظرة ساخرة، ثم صعد إلى غرفته غاضبًا، وتبعه الجميع، كلٌّ إلى غرفته الخاصة، لينتهي يوم آخر في قصر الزيني... لكنه لم يكن يومًا عاديًا !!!!!

......

في غرفة فريد

دخل وأغلق الباب خلفه، ثم ألقى بجسده على الفراش، عينيه تتجولان في زوايا الغرفة التي شهدت معاناته على مدار سنوات.


ابتسامة صغيرة ظهرت على شفتيه، لكن لم تكن سعيدة، بل ساخرة، تحمل في طياتها وجعًا عتيقًا. هنا، داخل هذه الجدران، كبر وهو يشاهد والديه يخوضان معارك يومية، يشعلان النار من أجل امرأة كرهها من كل قلبه.


جلس على حافة الفراش، يحدّق في الفراغ بشرود. لم يعد بإمكانه إنكار الحقيقة التي ظلّ يهرب منها طويلًا... لقد وقع في هواها، أحبها بصدق، لكنه خذلها!


يومان فقط كانا كفيلين بأن يغيّرا حياته رأسًا على عقب. بعدهما، لم يعرف طعم الراحة، لم يعرف سوى الألم.


عاد بذاكرته إلى آخر مرة التقيا فيها... يوم وقفا وجهًا لوجه، وبينهما نيران مشتعلة، كأنها تجسّد كل ما حدث بينهما.


كان ينظر إليها بحزن، بينما هي تردّدت في عينيها مشاعر أكثر مما يمكن وصفه... لم تبكِ، لم تثُر، لم تصرخ، بل اكتفت بضحكة خافتة، ضحكة كانت أقسى عليه من أي دموع أو صرخات.


لم تتكلم، لكنها لم تكن بحاجة لذلك... عيناها قالت كل شيء. رأى فيهما الخذلان، رأى الألم، رأى كيف حطمها!


وتردّدت في أذنه كلماتها، تلك التي لم تفارق عقله لحظة واحدة منذ ذلك اليوم:

"الخيانة والخذلان، مفيش أسوأ من وجعهم، وعلاجهم صعب أوي... الخيانة بتفقد الثقة، والثقة لو خسرناها، صعب نرجّعها... والخذلان كده بردو!"


أغمض عينيه بقوة، محاولًا طردها من رأسه، لكن هيهات... فقد صارت جزءًا منه.


حاول إقناع نفسه بأن كل شيء انتهى، بأن قريبًا جدًا سيصبح متزوجًا من أخرى، لكن قلبه لم يصدّقه، ولا حتى روحه التي ظلّت معلّقة بها.


تنهد بعمق، ثم أغمض عينيه مجددًا، متمنيًا لو يراها في أحلامه ولو لمرة واحدة فقط... لكن حتى أحلامه باتت تعاقبه، تحرمه من رؤيتها، كأنها انتقمت منه بأقسى طريقة ممكنة.

........

في منزل أكمل النويري – صباح اليوم التالي

كانت الشمس تنثر أشعتها الدافئة عبر النوافذ، بينما اجتمع الجميع حول طاولة الطعام في منزل أكمل النويري.

"قوليلي يا حبيبتي، خطوبتك هتبقى إمتى؟"

سألتها حنان بابتسامة دافئة وهي تملأ فنجانها بالشاي.


أجابت رونزي بابتسامة هادئة:

"بعد عشر أيام."


ابتسمت حنان ودعت لها بمحبة:

"ربنا يسعدك يا بنتي ويتمملك على خير."


أحست رونزي بالدفء في كلماتها، نظرت إليها بحب، فتابعت حنان برقة:

"قوليلي، محتاجة أي حاجة وأنا أساعدك فيها؟ أنا زي ماما يا حبيبتي، لو احتجتي أي حاجة، أنا موجودة."


ساد الصمت للحظات، وكأن الكلمات وجدت طريقها إلى قلب رونزي وأثارت مشاعر دفينة بداخلها، قبل أن تهمس بحزن وتمنٍ:

"صدقيني، ياريتك كنتي أمي، متقارنيش نفسك بيها... أنتي أحسن منها."


نظر الجميع إليها بحزن، لتسألها حنان بلطف:

"هي والدتك عايشة؟"


أجابت رونزي بحزن يخفي خلفه سنوات من الوحدة:

"هي ووالدي عايشين، بس زي المنفصلين من وأنا عندي سبع سنين، كل واحد فيهم مشغول بشغله، تقريبًا نسيوا إن عندهم بنت، ونسيوا إنهم زوج وزوجة."


كانت كلماتها تحمل جرحًا لم يندمل، جعلت الجميع ينظرون إليها بشفقة، لكنها سرعان ما بدلت الأجواء قائلة بمرح:

"عارفة يا طنط، بصراحة مستغربة إزاي اللي جابت تيا الرقيقة دي تجيب جيانا!"


ضحكت حنان بخفوت، بينما نظرت لها جيانا بغيظ، فقالت حنان بيأس مصطنع:

"نفس السؤال بسأله لنفسي والله!"


ضحكت رونزي بمرح، بينما رامي، الذي كان يتابعها بإعجاب، علّق مازحًا:

"هيييح، هو في قمر كده!"


زجرته حنان بحدة: 

"ولد! اتأدب!"


لكن رامي لم يتراجع، بل رد بحماس وهيام:

"اتأدب إيه بس يا حنون، أنا عايش مع غفر في البيت أقسم بالله، فمعذور لما أشوف العسل ده كله ع الصبح!"


انفجرت رونزي ضاحكة، بينما لكزته جيانا في كتفه قائلة بغيظ:

"اتلم يا حيوان!"


قاطع حديثهم رنين هاتف جيانا، نظرت إلى الشاشة، ثم قالت لرونزي قبل أن تغادر على عجل:

"سلميلي على خطيبك لحد ما أشوفه، عندي شغل لازم أمشي بسرعة!"


"حاضر، خلي بالك من نفسك!"

أجابتها رونزي بابتسامة.


بعد مغادرة جيانا، استأذنت تيا للذهاب إلى عملها الجديد بعد أن حصلت على موافقة والدها على التدريب في إحدى الشركات. تبعها رامي إلى مدرسته، وأكمل توجه إلى عمله.


أما رونزي، فقد نزلت إلى الأسفل حيث كانت السيارة التي أرسلها لها فريد في انتظارها.....

........

في قصر الزيني

وصلت رونزي إلى القصر، خطواتها كانت متوترة قليلًا وهي تترجل من السيارة. كان فريد ينتظرها عند المدخل، وما إن رأته حتى همست بقلق:

"فريد، أنا متوترة أوي!"


رد عليها بهدوء وابتسامة مطمئنة:

"مفيش داعي للتوتر، اهدي... الكل مستني جوا وعايزين يتعرفوا عليكي."


أومأت برأسها، وحاولت تهدئة نبضات قلبها، ثم مشت بجواره إلى داخل القصر.


في الصالون الفخم، كان الجميع في انتظارها، جده، والديه، عمه، أيهم، عمته وأبناؤها.


تقدمت دولت بخطوات ثابتة، بينما قال فريد بتقديم رسمي:

"دولت هانم، والدتي... ودي رونزي، يا أمي."


نظرت دولت إليها من أعلى لأسفل بتقييم واضح، ولم تنكر أنها أُعجبت بها. وجدتها مناسبة لابنها من جميع النواحي—عائلة ثرية، مظهر جذاب، تعليم جيد.


استفاقت من شرودها على صوت رونزي وهي تمد يدها لمصافحتها قائلة باحترام:

"أهلًا بحضرتك يا طنط."


أومأت دولت بابتسامة وصافحتها، لتنتقل بعدها إلى هايدي...


لكن هايدي لم تبادلها المصافحة، بل اكتفت بقول بارد:

"أهلًا."


شعرت رونزي بالحرج، فسحبت يدها بتوتر، قبل أن تواجه فادي الذي كان ينظر إليها بطريقة لم تعجبها أبدًا—عيناه مليئتان بالفضول......والمكر !!!!


لم تصافحه، بل اكتفت بابتسامة مصطنعة، ثم وصلت إلى صلاح الزيني.


لاحظت على الفور عدم رضاه عن فستانها الأصفر القصير، لكن عكس ما توقع، أمسكت يده باحترام وقبلتها قائلة بأدب:

"اتشرفت بمعرفة حضرتك."


تفاجأ صلاح قليلًا، لكنه ابتسم قائلاً:

"الشرف ليا يا بنتي."


رغم مظهرها الذي لم يعجبه، شعر أن الفتاة ليست سيئة، لكنه قرر أن يصبر.......فالأيام كفيلة بكشف كل شيء.


جلست رونزي بينهم، وسرعان ما بدأ الحديث في مواضيع متعددة، بينما هي تحاول التأقلم مع أجواء العائلة الجديدة التي تستعد لأن تصبح جزءًا منها قريبًا......!!!!!

........

في حديقة قصر الزيني

وقف أيهم مستندًا إلى شجرة ضخمة، أخرج سيجارة ووضعها بين شفتيه قبل أن يعطي أخرى لابن عمه.


"أيمن الغانم بكرة هيفتح المستشفى الخيري، ولازم نروح... بعت لنا مخصوص!"

قالها أيهم وهو يشعل سيجارته.


أومأ فريد برأسه دون تعليق، فتابع أيهم قبل ان يغادر:

"الواد أركان مجهز سهرة، إنما إيه! بكرة بليل بعد حفلة أيمن هنتقابل هناك."


لم يرد فريد، فقط اكتفى بالتحديق في الفراغ بشرود، حتى شعر بيد توضع على كتفه. التفت ليجدها هايدي... تلك الفتاة التي لم تعرف الحياء أو الأخلاق أبدًا.


دفع يدها بعيدًا عنه بحدة قائلًا بضيق:

"نعم يا هايدي؟ خير؟"


اقتربت منه أكثر بدلال وهي تهمس بصوت ناعم:

"إيه يا فريد، موحشتكش هايدي؟ ده أنت حتى وحشتني موت!"


نظر لها باشمئزاز قبل أن يبعدها عنه قائلاً بغضب:

"احترمي نفسك يا هايدي، واعملي اعتبار لأخوكي وأمك اللي قاعدين جوه دول."


ضحكت بسخرية وهي ترد عليه بوقاحة:

"وإنت ما عملتش اعتبار ليهم ليه لما قربت من بنتهم من وراهم، يا بن خالي؟"


تصلب جسده، نظر إليها بحدة قائلاً:

"هي بنتهم، لو كانت محترمة ما كانتش جت وعرضت نفسها على واحد سكران... وأنتي عارفة ومتأكدة، لو كنت في وعيي مكنتش هعمل كده."


نظرت له بغضب، عيناها تمتلئان بالحقد، قبل أن تهتف بتهديد واضح:

"هقول لجدو على كل حاجة، لو ما اتجوزتنيش! مش هتغدر بيا بعد ما أخدت غرضك!"


ابتسم فريد بسخرية قائلاً:

"بقولك إيه يا هايدي، الأحسن إنك تشيليني من دماغك ومتعيشيش في الدور....أنا ما عشمتكش بحاجة، ولا قلتلك تعالي تسلميلي نفسك، أنتي اللي جيتي وعرضتي نفسك على واحد سكران!"


نظر لها باشمئزاز، قبل أن يتابع بسخرية قاتلة:

"وبعدين، متعشيش في دور الشريفة ده كتير....لأن أنا وإنتي عارفين إني مش أول واحد يعني!!!!!!"


اتسعت عيناها بغضب، نظرت له بغيظ قبل أن تهمس بحقد:

"مش هتكون لغيري يا فريد....خليك عارف إني أقدر أعمل كتير أوي، وأي حد هيفكر ياخدك مني، هقتله!!!!"


لم يعرها أي اهتمام، فقط دفعها بعيدًا عنه ودخل إلى الداخل، تاركًا إياها تنظر إلى أثره بعينين يملؤهما الغضب والقهر.

.........

في أحد أحياء القاهرة الشعبية

في منزل صغير متواضع، تعيش فتاة في السابعة عشرة من عمرها مع والدتها "زينب".


البيت بسيط، يتكون من طابق واحد، وغرفتين صغيرتين، مرحاض، مطبخ ضيق، وصالون متواضع جدًا.


في إحدى الغرف، جلست الفتاة تذاكر دروسها بتركيز شديد. إنها ديما، طالبة في سنتها الأخيرة من الثانوية، تحلم بالدخول إلى كلية الألسن والعمل لمساعدة والدتها، حتى لا تضطر الأخيرة للعمل كخادمة في المنازل.


وقفت زينب على باب الغرفة، تراقب ابنتها بحنان وقهر. لم تعرف ديما معنى الأبوة، لم تعش في رفاهية كما يعيش ابن والدها وزوجته الأخرى!!!!!


توجهت الأم إلى غرفتها لتأخذ قسطًا من الراحة قبل أن تذهب للعمل، وقبل أن تغلق عينيها، تمتمت بقهر:

"بكرهك يا محمد....منك لله يا بن الزيني!!!!"


أما ديما، فقد رفعت رأسها عن الكتب، أراحت رقبتها قليلاً، فالتعب بدأ ينال منها. لا تأخذ دروسًا خصوصية، تذاكر بمفردها كي لا تُرهق والدتها بتكاليف إضافية.


أمسكت بهاتفها، راحت تتصفح الصور التي احتفظت بها من مواقع التواصل الاجتماعي... صور لوالدها، ابنه، زوجته، وعائلته بأكملها. لم يهتم بها أحد منهم يومًا!


خانتها دموعها، انسابت على وجنتيها، لكنها سرعان ما مسحتها، وهتفت لنفسها بصوت ثابت:

"في إيه يا ديما، بتعيطي ليه؟ متفكريش في حد فيهم! هما نسيوكي، انسيهم أنتي كمان وفكري في دراستك عشان تحققي حلمك!"


نهضت من مكانها، دخلت المرحاض لتغسل وجهها، ثم عادت إلى غرفتها وبدلت ملابسها. ارتدت فستانًا طويلًا باللون الأخضر الفاتح، مطرزًا بورود بيضاء صغيرة، بأكمام طويلة تصل إلى معصمها. كان هذا الفستان هدية من صديقتها العام الماضي في عيد ميلادها، وهو أجمل قطعة في خزانتها المتواضعة.


توجهت إلى والدتها، فوجدتها غارقة في النوم، يبدو عليها الإرهاق الشديد. لم ترد إيقاظها، فاكتفت بكتابة ورقة صغيرة وضعتها بجوارها:

"أنا روحت درس الإنجليزي عند صحبتي ريهام، وهرجع في ميعاد كل مرة."


ثم حملت حقيبتها، وغادرت المنزل متجهة إلى بيت صديقتها ريهام، حيث سيشرح لهما شقيقها مادة الإنجليزي دون مقابل، فهو يعلم بظروف ديما ويعتبرها مثل أخته.

.........

فيلا فادي عبد الرحمن


في زاويةٍ معزولة من الفيلا الفاخرة، جلس فادي في غرفته الفسيحة، محاطًا بأجواء قاتمة تعكس اضطراب روحه. أمسك بكأس الخمر، يتأمل السائل الذهبي بنظراتٍ جامدة، بينما الغضب يتصاعد داخله كبركانٍ على وشك الانفجار.


عبثًا حاول تهدئة أفكاره، لكنها كانت كأمواجٍ هائجة لا تهدأ، تتلاطم في رأسه بصوت جده الذي لا يزال يرنّ في أذنيه:

"أسلفك فلوس؟! عشان تروح تضيعها على القمار والستات زي ما طول عمرك بتعمل؟! أنا ممكن أديك الفلوس دي عادي، بس لما أحس إنك راجل يُعتمد عليه، مش عيل ضيع فلوس أبوه اللي مات وهو بيحاول يأمّنلك حياتك، بدل ما تحافظ عليها، صرفتها على المسخرة وقلة الأدب!!"


قبض على الكأس بيدٍ مرتعشة، ثم ألقاه بعنفٍ نحو الجدار، فتطايرت شظاياه على الأرض، زفر بمرارة، يضغط على أسنانه وهو يتمتم بحقد:

"آه طبعًا.. لو كنت فريد أو أيهم كان زمانك رحت جريت وجبتلي الفلوس! دايمًا هما رقم واحد عندك يا صلاح باشا، وأنا اللي يتداس عليا عادي!!"

.......

في الغرفة الأخرى


على الأرض الباردة، جلست هايدي متكئة على السرير، ممسكة بزجاجة النبيذ، تجرع منها وكأنها تحاول إطفاء النيران التي تشتعل داخلها. نظراتها مسمومة بالحقد، شفتاها ترتعشان بغضب، وأفكارها تغزل خيوط انتقامٍ لا تعرف له حدودًا.


تذكرت كلماته، ذلك الرفض المهين، النظرة التي جعلتها تشعر وكأنها لا شيء. ضغطت على الزجاجة بيدها حتى ابيضت مفاصلها، قبل أن تهمس بغلٍّ:

"الأيام بينا يا فريد...الأيام بينّا وبكرة تشوف، مش هتكون لحد غيري، فاهم؟! مش لحد غيري!!


فجأة، فُتح الباب بعنف، لتقف والدتها عند العتبة، تتفحص المشهد بصدمةٍ لم تستطع إخفاءها. زجاجاتٌ متناثرة، ابنتها في حالة يرثى لها، والكره يملأ الغرفة كضبابٍ كثيفٍ خانق.


تقدمت نحوها بخطواتٍ غاضبة، تردد بصوتٍ قاطعٍ يحمل بين طياته انكسار الأم التي فقدت السيطرة:

"إيه اللي بيحصل هنا؟!


لم تتحرك هايدي، لم ترفع حتى عينيها نحو والدتها، فقط تابعت النظر للفراغ، تردد بنفس النبرة المليئة بالغل:

"الأيام بينا يا فريد.. الأيام بينا!!"


اقتربت الأم أكثر، قبضت على ذراع ابنتها تحاول انتشالها من دوامة الضياع التي غرقت بها، لكن الأخيرة صرخت في وجهها بجنونٍ:

"مالكيش دعوة!!"


اتسعت عينا الأم، تجمدت ملامحها للحظة، ثم زفرت بحسرةٍ امتزجت بغضبٍ مكبوت. نظرت لابنتها، لتلك الكائن الهش الذي فقدت السيطرة عليه، وأدركت أنها لم تفشل فقط كأم، بل صنعت وحشًا لا تعرف كيف تروضه.


تنفست بعمق، قبل أن تهتف بصوتٍ حاسمٍ كالسيف حين يقطع الهواء:

أنا عارفة هعمل ايه، هقول للي هيعيد تربيتكم من الأول وجديد !!!!!


ثم استدارت، غادرت الغرفة دون أن تلتفت، بينما هايدي ظلت مكانها، تشد قبضتها حول الزجاجة بغل...!!!!!!

.......

البارت خلص 🔥 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع