رواية ثأر الشيطان الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ثأر الشيطان الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن؛ فإنه يأتي لأصحابه شفيعًا يوم القيامة". رواه مسلم.
ماتنسوش اللايك
الفصل الحادي عشر
كانت طائرته الخاصة تحلق في سماء القاهرة .. كان يجلس بداخلها يطالع والدته النائمة بالكرسي المقابل له .. يركز في ملامحها التي ذَبُلَت وشاخَت بسبب عوامل الزمن .. مشاعره مذبذبة مابين الغضب والإنتقام وأيضًا اللهفة والإشتياق، مشاعر مختلطة تعصف به من الداخل يتمنى لو يخبرها أنه هو جواد طفلها البريء الذي تلوثت براءته وأصبح ذلك الشيطان الذي يجلس أمامها .. أغمض عينيه يتنهد بعمق .. يكفي في الوقت الحالي أن تكون والدته أمام عينيه والباقي سيتصرف به، بعد مرور عدة دقائق كان يَجُّر أمامه الكرسي المتحرك التي هي نائمة عليه يسير بإتجاه باب الفيلا التي يسكن بها، استقبلته الخادمات واللواتي سيبيقون معها لخدمتها .. وضعها على فراشها بحرص وجلس بجانبها يمسك بيدها .. يريد أن يسألها عن الكثير والكثير .. يعلم تمامًا أن كل أجوبة أسئلته عندها هي .. يريد أن يعلم من فعل بها ذلك؟ ومن والدُه؟ وكيف تركهما هكذا طوال تلك السنوات؟، بداخله الكثير لكي يسألها عنه، ظل هكذا بجانبها يمسك بيدها يمسد عليها بحنان تارة ويقبلها تارة أخرى، وأخيرًا قد تركها بعد أن قام بتقبيل مقدمة رأسها، خرج من غرفتها وقابل إحدى الخادمات وأردف بهدوء:
- خدوا بالكم منها كويس.
أومأت الخادمة تنفيذًا لأوامره ثم خرج من الفيلا ليس لديه الشجاعة الكافية لكي يخبرها أنَه طفلها، ستعلم أنه هو بمجرد إستيقاظها، لأن الخادمات سيخبرنها بذلك وسيكون مستعدا للمواجهة ولكن عندما تتريث في تفكيرها قليلًا.
كانت مرتدية منامة حريرية بحمالة رفيعة وممددةً على فراشها تنظر أمامها بشرود لقد غاب عنها جواد كثيرًا، هل يُعقل أنه تركها للأبد؟ لا إنها لا تستطيع العيش بدونه .. يكفي ماخسرته لا تستطيع أن تخسره هو أيضًا .. استفاقت من شرودها على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها، لم تُجِب ولم تسمح لأحدٍ بالدخول .. تريد أن تبقى وحدها .. ولكن الطارق لم ينتظر إذنها حيث قام بفتح الباب .. تحولت ملامحها إلى الدهشة والسعادة عندما وجدت جواد يقف أمامها بملامحه الغاضبة والهادئة في آنٍ واحدٍ .. ركضت صوبه لتدخل بين ذراعيه شاعرة بالسعادة.
- أخيرًا رجعت.
تشعر بالأمان وهي بين ذراعيه هكذا .. ابتعدت عنه مسافات قليلة تطالعه بابتسامة لطيفة ارتسمت على ثغرها دون إدراكها عن ما ترتديه أمامه، كان يطالعها بهدوء، هيئتها الرائعة تلك ومنامتها الحريرية الناعمة وشعرها المنسدل على كتفيها وظهرها .. لقد كان يتمنى مظهرها ذلك في بيتهما .. كان لديه الكثير من الخيالات عندما كانت حياته تقتصر عليها فقط، ولكن الآن مع الأسف تغير كل شيء! .. أبعد عينيه عنها بصعوبة وتحدث بهدوء عكس العاصفة الهوجاء التي بداخله:
- غيري هدومك عشان رايحين للمحامي، المفروض إن في ميعاد النهاردة بخصوص وصية والدك.
هزت رأسها وهي تطالعه باشتياق ولكنه تركها وخرج دون أن يتحدث بكلمةٍ واحدةٍ إضافية، بعد دقائق كانت تنزل على أدراج القصر وهي ترتدي ثوبًا أسود طويلًا بأكمامٍ وكانت تلُفُ وشاحًا شتويًا لونه أسود حول ذراعيها لعلها تشعر بالدفء قليلًا من خلاله فعلى ما يبدو أن الطقس في الخارج بارد، ولم تضع أيٌ من مساحيق التجميل في وجهها .. كانت ملامحها بريئة للغاية..
كان يطالعها بتركيز مع خطوة تقتربها نحوه .. إنها مصرة على تحطيم حصونه دائمًا .. توقفت أمامه وأردفت بابتسامة هادئة.
- أنا جاهزة.
هز رأسه ثم سبقها وتبعته في صمت .. جلسا سويًا بسيارته وحل الصمت بينهما طوال الطريق ولكن بداخلهما الكثير من الكلام والنقاشات .. ظلا هكذا حتى وصلا إلى مكتب المحامي الخاص بالسيد بهجت.
في مكتب المحامي:
جلس الإثنان بمكتب المحامي يطالعانه ينتظران حديثه .. كان جواد جالسًا بلامبالاة واضعًا قدمًا فوق الأخرى يعلم جيدًا أنه سيحدث الكثير من الحدة بينه وبين شمس اليوم.
تحدث المحامي بابتسامة وهدوء:
- طبعا أنا ماحبتش أعلن عن الوصية بتاعة بهجب بيه إلا لما تكونوا إنتوا الإتنين موجودين ماينفعش حد يكون موجود والتاني لا .. لإن الوصية دي إنتم أطراف أساسية فيها.
ظل جواد صامتًا ينتظره أن يلقي ما بجعبته .. أما بالنسبة لشمس فقد أعطت كل حواسها لما سيقوله المحامي الآن.
تنهد المحامي وقام بفتح الوصية.
- صغاري الأعزاء .. جواد وشمس أكتب تلك الوصية وأنا أعلم تمامًا أنكما لن تخذلاني فيما سأقول .. من المعروف أن شمس سترث مني كل شئ حسب شرع الله ولكن هناك بعض الأشياء قد كتبتها بإسم جواد لأنه بمثابة بُني الذي لم أُنجبه...
ظلا يستمعان بهدوء لتوزيع التركة حيث أنه من المفترض أن بهجت قام بكتابة نصف ثروته لجواد والباقي لابنته. وعلى عكس توقعات جواد كانت ملامح شمس هادئة ومبتسمة كأنها ممتنة لوالدها لأنه أدخل جواد في حياتها.
- ونيجي على آخر بند في الوصية.
أراد جواد أن يخرج من المكتب لا يريد أن يسمع ماهو البند الأخير لأنه يعلمه تمامًا .. حاول أن يتجاهل رسالة بهجت التي تركها له قبل موته .. لا يستطيع أن يعيش مع ألم قلبه مرة أخرى، يستحيل..
- تعلمان جيدًا أن أمنيتي في الحياة كانت زواجُكُمَا والذي أتمنى الآن أكثر من ذي قبل أن يتم، أتمنى أن تتزوج بشمس يا جواد، لأنني لن أطمئن عليها مع غيرك، أنا أثق بك تمامًا أنك لن تخذلني.
توقف جواد وكان سيخرج ولكن أوقفه صوت المحامي.
- جواد بيه، أتمنى إنك تنفذ وصية بهجت بيه، كان دايمًا بيعتبرك أقرب حد ليه.
توقف جواد بمكانه لعدة ثوانٍ والتفت بهدوء للمحامي متجاهلًا نظرات شمس المعاتبة له وأردف بابتسامة غامضة:
- وهو كذلك.
ثم وجه حديثه لها صارًا على أسنانه:
- اتفضلي قدامي يا مدام شمس.
شعرت بثقل داخل قلبها بسبب ابتسامته الغير مُريحة تلك، استقامت من مقعدها وتبعته .. غابت الشمس وحل محلها الظلام وأمطرت السماء مطرًا شديدًا وكانت سيارة جواد مثل السيارات الأخرى ينلن من المطر نصيبهم في الطريق المزدحم .. كانت شاردة تتساءل لماذا يتعامل معها هكذا؟ هل بتلك السرعة تغيرت طريقته معها لمجرد أن والدها سيقوم بتزويجها إياه رغما عنه؟
كان الصمت يخيم في السيارة والصوت المسموع هو صوت هطول الأمطار الشديدة بالخارج حتى قطع هذا الصمت صوتها الحزين.
- إنت مش مُجبر تتجوزني.
- أنا مابعملش حاجة غصب عني.
التفتت إليه تطالعه كان ينظر أمامه دون الالتفات نحوها ..
- أومال ليه حسيت هناك إنك مُجبر تتجوزني؟
تحدث بوقاحة قاصدًا جعلها تتألم يطالعها بنظرات غريبة:
- كنت عايز أبقى أول راجل يلمسك، مابحبش أدخل على شغل غيري، بمعنى أصح مبحبش آخد حاجة مستعملة.
شعرت بتحطيم قلبها كيف يتحدث معها هكذا؟ لقد أشعرها أنها فتاة ليل تتنقل بين ذاك وذاك!!
أردفت بثبات مانعة إطلاق صراح عبراتها وهي تطالعه:
- انت مش مُجبر تتجوزني، وبعدين المفروض تسألني عن رأيي أنا إذا كنت عايزاك ولا لا؟
أردف ببرود:
- لو مكنتيش عايزاني يبقى مكنش زمانك حضنتيني النهاردة في أوضتك وانتي لابسة قميص النوم، أنا جاهز في أي وقت حتى لو بالجواز منك مافيش مشكلة، عشان وقت ماتعوزيني أكون موجود.
ظل يطالعها يتفرس ملامحها الحزينة يعلم أنها تحاول أن تقوم بالرد عليه بأي طريقة إنها شمسُه البريئة التي يعلمها جيدًا، توقفت السيارة بإشارة مرور وهنا انتهزت فرصتها لكي تخرج من السيارة وبالفعل خرجت وتحركت بين السيارات تَركُض واستسلمت لعبراتها حيث أنها انهارت تمامًا وهي تركض أسفل المطر الشديد ابتُل وشاحها وشعرها وجميع ثيابها وهي تبكي بانهيار .. لا تدري أين تركض، لقد أصبحت يتيمة بالفعل، كانت تظن أنه مازال يُحبها، لقد خذلها كثيرًا، توقفت بأحد الممرات في الشوارع ووضعت يدها على موضع قلبها الذي ينبض شدة من ركضها وأيضًا من ألم قلبها وصرخت بألم لعل الألم الذي بداخلها يخرج مع صرخاتها تلك .. ظلت تبكي أسفل المطر الذي يهطل بغزارة، أثناء بكاءها انتبهت لمن ضمها من الخلف .. كان هو .. كانت رائحته التي تعلمها جيدًا .. لم تلتفت له ولم تتحدث، ولكنه أجبرها على الالتفات إليه ثم أردف بهدوء والمطر الغزير يُبلل شعره الأسود:
- كل حاجة وليها سبب.
تجاهلت حديثه وأردفت ببكاء:
- أرجوك، قول إن الكلام إللي انت قولتهولي في العربية ده إنك ماتقصدهوش .. جواد ماتصدمنيش فيك .. ماتخلنيش أتأكد إني يتيمة بجد، أنا كنت معتمدة على وجودك في حياتي لإني من غيرك حياتي مش هيبقى ليها لازمة، أنا لحد الآن كويسه عشان متأكدة ومتطمنة إنك معايا.
أردف وهو يطالعها:
- جرحي منك لسه زي ماهو ياشمس، قلبي عايز يكسرك زي ماكسرتيني.
- غصب عني يا جواد، أنا مكنتش أعرف ولو كنت عرفت قبلها كانت حاجات كتير اتغيرت.
- كلامنا دلوقتي مش هيغير حاجة ياشمس، إللي حصل حصل.
ابتعدت عنه ولكنه أمسك بذراعها وقربها نحوه وأردف:
- يلا عشان أروحك.
أردفت بصراخ وبكاءٍ في آنٍ واحدٍ:
- ابعد عني أنا مش عايزاك، أنا بكرهك.
ظل متمسكًا بها حاولت ابعاده عنها بكل الطرق حتى أنها صفعته على وجهه ولكنه لم يكترث ظلت هكذا تقاوم حتى خارت قواها بين ذراعيه وظلت تبكي، وهو يربت على شعرها المُبتل..
كررت كلمتها مرة أخرى وهي تدفس وجهها في صدره:
- أنا بكرهك.
ابتسم وهي بين ذراعيه وشدد من ضمته لها، تنهدت بارتياح وتشبثت بجسدة أكثر، ظل يُرَدِد مهدئا إياها:
- كل حاجة وليها سبب .. كل حاجة وليها سبب.
أردفت بصوت متحشرج:
- محتاجة أعرف أسبابك دي.
رفع وجهها بسبابته يطالعها بحب خفي:
- قريب هتعرفي، بس بعد جوازنا.
............................................
في مكانٍ آخر في دولةٍ خارج مصر:
كان ماتيوس يقف بمكتبه ينتظر الخبر الذي أقلق نومه منذ أن اختفت .. اقترب منه أحد رجاله متحدثًا.
- لقد وجدناها .. إنها بمنزله وجاءتنا أنباءٌ أيضًا أنه سيتزوج قريبًا.
أردف بشر:
- سوف أجعله يموت من القهر على زوجته، لن يهنأ بها ثانية واحدة.
.............................................
كان فيليب يقوم باصطياد الغربان في غابةٍ ما وعندما وقع غراب على الأرض اقترب نحوه وأخذ يبحث عن غيره ولكنه انتبه على إحدى الأشجار والتي تم حَفْرُ بعض الأسامي عليها وأيضًا رُسِم قلب يخرج منه سهمين كل سهم يشير لإسم .. تنهد وارتسم الحزن على ملامحه وهو يتذكر زوجته الراحلة والتي لم يجمعهما سوى عدة أشهر بعد زواجهما ثم بعد ذلك أتاه خبر وفاتها!
كانت تقوم بالنحت على الشجرة بسعادة تملك قلبها فهي وأخيرًا اجتمعت مع حبيبها .. ولكن قاطعها عن عملها ذلك هو ضمه لها وهو يقبل رأسها، تحدثت باللهجة المصرية بسعادة:
- سيبني بقا يا فيليب.
أجابها بلهجته المصرية المنكسرة قليلًا:
- مش هسيبك.
ثم أكمل بلغته:
- لا تتركيني مرة أخرى وأنا نائم هكذا لقد شعرت بالخوف عندما اختفيتي من جانبي.
التفتت إليه تطالعه بحب:
- متخفش، محدش هيخطفني منك يعني، طول مانا معاك يا فيليب أنا واثقة إني هكون في أمان.
قبل وجنتيها ثم قرب وجهه منها حيث أسند جهته على جبهتها هي الأخرى وأردف:
- سأموت لو اختفيتي مرة أخرى.
أجابته بلغته هو:
- لا تقلق حبيبي، أعدك أن لا أتركك أبدًا.
ثم عاد الإثنان ينظران للكلمات المحفورة على جذع الشجرة والمكتوب بداخل قلب قد نُحت عليها ..
Asia loves Philip""
استفاق من شروده في ذكرياته وانتبه لعبرته التي خرجت من مقلتيه .. لقد مرت حوالي خمسٌ وثلاثون عامًا على فراقها يا الله يشعر أنه كالأمس .. منذ فراقها لم يرى الشمس في حياته أبدًا .. ظل مسجونًا في أحداث اليوم الذي توفت به.
انتبه على أحد رجاله يقف خلفه ويتحدث باحترام ووقار:
- يبدو أن السيد ماتيوس منشغلٌ في الفترة القادمة .. حيث ترك بعض المناقصات المهمة، وقد وصلنا أنه سيذهب إلى مِصر في الفترة القادمة.
ارتسمت ملامح اللهفة والاشتياق عندما سمع إسم مصر والتي تذكره بالعديد من الذكريات عن زوجته المتوفاة والتي هي مصرية الجنسية..
فكر فيليب في حديث الرجل جيدًا ثم التفت متحدثًا إليه:
- راقبوه جيدًا وأَعْلِمونِي بجميع خطواته القادمة.
هز الرجل رأسه، تنهد فيليب وهو ينظر للشجرة مرة أخرى ثم عاد يرتدي عدساته الشمسية مرة أخرى وخرج من الغابة وخلفة باقي رجاله.
..............................................
كانت تقف أمام مرآتها ترتدي ثوبًا أبيض ولكنه ليس بثوب زفاف إحترامًا لموت والدها الذي لم يُكمل شهرٌ على وفاته، لا تُصدق تمامًا أن اليوم هو عقد قرانها هي وجواد .. لم تكن تعتقد أنها ستصل لذلك اليوم بتاتًا .. وخاصة بعد حديث جواد الجريء لها في ذلك اليوم الممطر .. ولكنه بعد ذلك أصبح لينًا قليلًا معها .. يختفي كثيرًا ولكنه على الرغم من ذلك يقوم بزيارتها لكي تطمئن، كانت صباح تقف بجانبها ترسم إبتسامة بشوشة على وجهها .. سعيدة كثيرًا لأنها صديقة العروس .. تعلم جيدًا أنهما لم يريدا أن يقوما بعمل زفاف ضخم بسبب وفاة السيد بهجت فقد إكتفيا بعقد قرانٍ يحضره المعارف فقط .. وقف جواد أمام غرفتها بالفندق شاردًا يشعر أنه في متاهة كان يتمنى شيئٍا آخر مختلف .. كان يتمنى لو يصرخ للعالم كله يخبره كنم أنه سعيد أنه سيتزوج شمسه ولكن الآن الوضع مختلف .. تزوجت غيره وطلقها منه والآن هو سيكون زوجها .. هل سيتغير شيء؟ هل ستتزوجه لأنها راغبة في ذلك؟ أم لأنها بحاجته فقط؟ .. هل تحبه؟ .. مشاعر مبعثرة تشوشه ولكنه استفاق عندما فُتِحَ الباب وكانت تقف أمامه بهيئتها الجميلة البريئة الهادئة .. كم تمنى لو استطاع أن يقوم باختطافها بعد عقد قرانهما وذلك ماينوي على فعله وسيرمي الماضي خلفه .. اليوم سيجتمعان.
أمسك بيدها مبتسمًا لها بهدوء وتحركا وخلفهما صباح تمشي بسعادة خلفهما ظلا يسيران حتى وصلا عند المائدة التي سينعقد عليها عقد قرانهما جلسا وكان الشهود موجودين ومن ضمنهم صديقه عاصم .. بدأ عقد قرانهما وفي غضون دقائق أصبحت شمس زوجته شرعًا وقانونًا، وبعد انتهاء عقد القران كان ممسكًا بيدها لم يتركها أبدًا، ولكن شمس كانت تشعر بالضيق قليلًا من فستانها، حيث أن هناك عقدة داخل الفستان تضايقها، انتبه لها عندما تركت يده حرك رأسه في استفسار .. اقتربت منه تهمس له ..
- هعدل الفستان وهاجي تاني.
هز رأسه وظل يلاحقها بعينيه حتى صعدت إلى غرفتها .. التفت إلى عاصم الذي اقترب منه وبدأ حديثه:
- ناوي على إيه الفترة الجاية؟
أردف جواد بهدوء:
- هنشوف الأيام جاية وهنعرف إيه اللي مستخبي .. وشكل الإجتماع بتاعهم قرب وهنشوف وقتها.
هز عاصم رأسه بجديه ثم وقعت عينيه على صباح التي تقف بجانب والدها ووالدتها تتحدث معهم .. ربت جواد على كتفه جعل عاصم يلتفت إليه مرة أخرى.
تحدث إليه هامسًا:
- صباح لسه صغيرة.
أردف عاصم بسخرية:
- على أساس إن مراتك مش صغيرة هي كمان؟
عقد جواد حاجبيه ونظر إلى ساعته ولاحظ تأخير شمس.
- هرجعلك تاني.
ذهب إلى غرفتها وقامت بفتح بابها ولكنه تفاجأ بأنها غير موجودة بها ذهب للحمام يبحث عنها ولكنه كان فارغًا .. شعر أنه سيُجَّن أين هي؟!
عاد للغرفة مرة أخرى وانتبه تلك المرة للثوب الذي كانت ترتديه ولكن تلك المرة كانت تملأوه الدماء! .. اقترب من الثوب والتقطه يتحسسه بهيستيريا إن الدماء حديثة، وجد به ورقة كُتِبَت بها جُملة باللغة الإنجليزية.
- "See you soon in Russia, we wish you happy marriage"
صمت يحاول أن يستوعب ماحدث لقد حدث ماكان خائفًا من حدوثه ارتجف جسده عند ذلك الاستيعاب .. لقد أخذوها منه! .. لقد حرموه منها!!، صرخ بإسمها بأقصى طاقة بداخله.
- لا .. لا .. شمس!.
.............................
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ»
ماتنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل الثاني عشر
كان يصرخ بقوة بإسمها وهو يمسك ثوبها الذي كانت ترتديه قبل عدة دقائق والذي يمتلئ بدماءٍ حديثة .. اقترب منه عاصم يحاول أن يقوم بتهدأته ولكنه دفعه يضم الثوب بهيستيريا شديدة .. كانت تقف عند باب الغرفة لا تستوعب مايحدث وتتساءل أين شمس؟ ولماذا ثوبها بيد جواد ولمن تلك الدماء؟ ... انهمرت عبراتها مصدومة بسبب ما حدث.
كان عاصم يقرأ الورقة الممتلئة بالدماء وآلمه قلبه على ماحدث، بعد أن كان صديقه وأخيرًا سعيدًا بزواجه من حب حياته أصبح الآن يبكي كالطفل عندما أخذوها من بين يديه.
أخرج عاصم هاتفه من جيبه:
- بسرعة عايز القوات تنتشر في المطار في جريمة خطف تمت والمجرم هيهرب بره مصر.....
ثم صمت قليلاً وأكمل وهو ينظر إلى جواد المصدوم لفقدان حبيبته واستأنف:
- إحنا بنتعامل مع مافيا روسية....
أخبرهم بجميع التفاصيل وأرسل صورة شمس لهم، وانتبه عاصم لهاتف جواد الذي يُصدر رنينًا عاليًا باستمرار ولا يتوقف.
اقترب عاصم من جواد مرة أخرى يحاول تنبيهه بالإجابة على هاتفه ولكنه لم يستجِب له.
عاصم بغضب:
- جواد أنا بكلمك.
لم يجِبه واضطر عاصم إلى صفعه بقوة لكي يستفيق، طالعه جواد بعدم استيعاب ممزوجًا بصدمته.
عاصم بغضب:
- تليفونك.
أخذ جواد يتحسس جيبه بيده المليئة بالدماء ثم أخرج هاتفه منهم ثم قام بفتح الخط يستمع لما قيل له والذي زاد صمته كثيرًا.
أمسك بثوبها بقوة وعلا الغضب والكُره ملامحه ثم اعتدل يحاول الوقوف بسرعة وهو يمسك هاتفه يحاول الخروج ولكن عاصم أوقفه.
عاصم:
- في إيه يا جواد؟
ولكن جواد سحب يده بعنف وخرج من ذلك المكان وتبعه عاصم ولكن أوقفته صباح وهي تبكي:
- أرجوك طمني على شمس يا حضرة الظابط؟
تنهد عاصم ثم أردف بهدوء:
- هعمل كل اللي أقدر عليه وهوصل ليها إن شاء الله.
توقف أمامها لعدة ثوانٍ لا يعلم ماذا يفعل فبكاءِها ذلك يجعله يكره نفسه، ولكنه قرر أن يذهب لكي يلحق بجواد والذي صعد سيارته وأصبح يقودها بسرعة شديدة وتبعه عاصم أيضًا بنفس السرعة حتى وصلا إلى الفيلا الخاصة به والتي لم تعد فيلا بل أصبحت مبنى مهجور بسبب الطلقات النارية الموجودة على جدرانه وأيضًا الجثث الملقاة حوله.
تقدم بثبات وهو يضغط بقوة على ثوبها ويذهب في طريقه لغرفة والدته والتي لم تعد موجودة بها.
تقدم نحو كُرسِيها المتحرك الفارغ والذي يوجد بها ورقة صغيرة، أمسك وقام بقراءتها:
"I have my beloved back, don't even think of looking for her again or I will kill your wife."
"لقد استعدت حبيبتي ولا تفكر أن تبحث عنها مرة أخرى وإلا سأقتل زوجتك"
أخذ يتحسس الكُرسي بشرود بيدٍ وبيده الأخرى يضغط على ثوب شمس الذي مازال ممسكًا به حتى الآن.
- هما بيتكلموا عن مين؟
ذلك ما تساءل به عاصم وهو يقرأ الورقة الموجودة على الكرسي.
تحدث جواد بشرود:
- قصة قديمة.
ثم تركه وخرج من الفيلا يقصد المطار لكي يحاول أن يعيدهما قبل أن تكونا خارج مصر وتبعه عاصم.
ظل جواد يبحث عنهما في المطار ويجعل رجاله يراقبون كل شئ .. وأيضًا عاصم كان مع قواته يقومون بالتحقيق ولكن لم يصلوا لشيء!.
مرت الأيام وكان جواد يقاوم ألمه في فقدانهما .. كان يبحث عنهما بهيستيريا، حياته كانت تقتصر على وجودهما بجانبه ولكن كيف يختفيان هكذا بعدما أصبحا معه؟ .. لم يترك أي مكان .. كان يتمنى أنهما لم يغادرا مصر ولكنه لم يجدهما.
بعد مرور سنة من الألم والمعاناة والحزن وأيضًا الرغبة في الانتقام.
في صباحِ يومٍ مشرقٍ بدولة روسيا .. استيقظت بتكاسل من نومها وشعرت بوجود شئ يطبق على صدرها، انتبهت لوجود دفتر مذكراتها، ابتسمت عندما تذكرت أنها نامت دون أن تشعر وهي تكتب مذكراتها، تنهدت وأخذت تفتح الكتيب تقرأ آخر ماكتبته.
الحوار مترجم من الروسية إلى العربية:
- في بعض الأحيان أشعر أنني لست أنا، أشعر أنني وحيدة بذلك العالم وليس لي أحد، أشعر أنني في كل لحظة وكل يومٍ يمر عليّ قلبي يؤلمني بشده هناك شئ ما في الأرجاء يجعل قلبي يصرخ لطلب النجدة منه، لا أعلم ماذا يحدث لي في الآونة الأخيرة .. ثم إن العم فيليب يتفاخر ويخبرني دائمًا أنني إمرأة ذو شأن لا يجب أن أحزن ويكفيني أنه عمي.
قهقهت بخفة عندما تذكرت حديثه معها أمس وهي تبكي بسبب عدم رغبته في الخروج مع صديقها في ذلك الوقت المتأخر من الليل، هزت رأسها بيأسٍ ثم خرجت من فراشها بتكاسل ووضعت مذكراتها على الكومود بجانب الفراش وذهبت للحمام لتستحم وتتجهز ليومٍ جديدٍ في حياتها.
كان فيليب يجلس في غرفة إجتماعات ضخمة في قصره ويتحدث بهدوء لجميع الجالسين أمامه والذي من بينهم ماتيوس.
- الإجتماع سيُقام بإحدى القاعات المعروفة بروسيا.
صمت قليلًا ثم استأنف...
- ولكنه سيكون مختلفًا قليلًا، سيرتدي الجميع قناعًا للوجه لأننا نريد أن نحتفظ بهوية من يعملون معنا حول العالم، وذلك ليس اقتراح بل هو أمر، هز الجميع رؤوسهم إمتثالًا لأمره.
- يمكنكم أن تذهبوا الآن لا أريد من عزيزتي أن تستيقظ وتجدكم هنا.
أردف فيليب بتلك الجملة بوقاحة، تحدث ماتيوس بتساؤل وخبث:
- لم نكن نعلم أن لديك حبيبة أيها العجوز الوقح؟
صمت فيليب يطالعه بهدوء ثم أردف:
- ليست حبيبتي إنها إبنة أخي.
أردف ماتيوس بذهول:
- هل عاد أندريه؟
تحدث فيليب بابتسامة باردة ونظرة تحذيرية:
- لا ابنته فقط من عادت، ولا تنسَ نفسك وأنت تتحدث معي مرة أخرى.
ثم نظر للجميع وأشار لهم برأسه أن يرحلوا.
رحل الجميع وتوقف فيليب أمام حائط زجاجي في تلك الغرفة ينظر أمامه بشرود، يتذكر ذكريات مر عليها عقود ذكرياتٍ لن تُنسى أبدًا، تنهد بثقل وأغمض عينيه قليلًا ولكنه انتبه لمن احتضنته من الخلف.
ابتسم بحب ثم أردف:
- صباح الخير صوفيا.
- صباح الخير عمي.
ثم قبلته على وجنته، التفت للخلف يطالعها بهدوء فهي ومع الأسف تذكره بزوجته الراحلة .. يوجد الكثير من الصفات المشتركة بينها وبين زوجته.
- إلى أين تذهبين؟
أردفت بهدوء:
- لدي دروس رقصٍ اليوم، وبعدها أفكر أن أذهب لأقابل دانييل بعدما أنتهي.
فيليب بضيق:
- ذلك الفتي مرةً أخرى؟
- عمي أريد أن أخبرك شيئًا واحدًا، أقسم لك أن دانييل لديه حبيبته هو فقط صديقي .. نخرج معًا فقط ليس إلا.
- لما لا تخرجين مع فتاةٌ مثلك هذا أفضل لك؟ ثم لا تأمني للرجال مهما حدث .. حتى المتزوجون عزيزتي، الغالبية منهم يخونون زوجاتهم مع صديقاتهم، إنهم يمثلون مقولة إمرأةً واحدةً لا تكفي، انتبهي لنفسك.
اقتربت منه ثم همست:
- لا تقلق؛ فإن معي رذاذ الفُلفل والصاعق الكهربائي ابنة أخيك ليست أي فتاة.
- وأنا أثق بكِ يا فتاة.
ثم قبل مقدمة رأسها وقام بضمها بقوة.
- أحبكِ كثيرًا.
- وأنا أيضًا.
خرجت من القصر وأوصلها رجال فيليب حيث ستذهب .. أما بالنسبة لفيليب فقد أرسل رسالة من هاتفه يحدد فيها موعد الإجتماع الخاص بزعماء المافيا في العالم وسيتم الفصح عن العنوان قبل الإجتماع بثلاث ساعات.
...............................
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في مصر:
في قصر جواد (قصر السيد بهجت سابقًا):
كان يقسو على جسدة في التمارين القاسية حتى أصبحت عضلات جسده قاسية جدًا، تغيرت ملامحه إلى الأسوأ انتشرت الهالات السوداء حول عينيه .. مرت سنة ولم يتحدث كثيرًا منذ إختفاءهن .. فقط كل مايفعله خلال تلك السنة العمل والبحث عنهن وفي النهاية لا يستطيع إيجادهن.
انتبه لوصول رسالة نصية على هاتفه باللغة الإنجليزية تُفيد بموعد وعنوان الإجتماع والحضور يكون بقناعٍ على الوجه.
عقِدَ حاجبيه بغضب، ها قد حان اللقاء فقد مرت فترة طويلة وهو يخطط لنهايتهم وسيُمحِيهِم جميعًا حتى لو في ذلك موته أو سجنه مدى الحياة سيقتلهم كلهم.
قام بالانتهاء من تمارينه القاسية وخرج من الغرفة يقوم بالتواصل مع أحدٍ ما ثم أردف:
- هسافر روسيا الفترة دي إلغوا أي إجتماعات لمدة شهر كامل.
ثم أغلق الهاتف وذهب لغرفة نومه هو وشمس ودخل الحمام ليستحم ويتجهز للسفر .. دخل الحمام الزجاجي و قام بفتح صنبور المياة والذي جعل المياة تُصَّبُ عليه من جميع الجهات، استند على زجاج الحمام بكفي يديه وأغمض عينيه بإرهاق وهو يحاول الهدوء ثم ومن أين له الهدوء وقد اقترب موعد لقاءه مع حبيبته ووالدته، أخذ نفسًا عميقًا يتذكر ويتأمل ملامح شمس التي غابت عنه وعن قلبه كثيرًا .. لقد اشتاق لها كثيرًا، لماذا يحدث شيئًا يفرقهما عندما يجتمعان؟ لقد أقسم عندما يجدها لن يتركها ترحل أبدًا .. ارتسمت إبتسامة ضعيفة على وجهة وهو يتذكر شجارهما الأخير ظل هكذا شاردًا يتذكرها بملامحه المظلمة وبعد أن انتهى من حمامه قام بتجهيز جواز سفره وأيضًا حقيبة ملابسه .. وقام بحجز رحلة لروسيا عن طريق الإنترنت والتي ستكون بعد ساعتين، مرت الأيام وكان جواد يحاول أن يُدرِسَ الأماكن بروسيا بمفرده ولكن أثناء دخوله الفندق انتبه عندما لاحظ أن هناك أحدٌ ما يراقبه لم ينتبه لملامحه ولكنه تظاهر بأنه لم ينتبه إليه وصعد للطابق الذي توجد به غرفته وسار في ممر الغرف وكان يسمع وقع خطوات خلفة وفجأة التفت للخلف وهو يمسك عياره الناري مستعدٌ لإطلاق النار.
- ده أنا .. إهدى يا جواد.
كان عاصم يقف أمامه يرفع يديه، عقِد جواد حاجبيه بغضب:
- إنت بتعمل إيه هنا؟
- بقالك فترة مختفي وعرفت من شركتك إنك لغيت إجتماعاتك كلها عشان مسافر روسيا وجيت وراك.
أعاد جواد عياره الناري إلى سترته واتجه نحو غرفته وفتح الباب وتركه مفتوحًا لعاصم.
- لحد إمتى هتفضل كده؟
تساءل عاصم بشفقة على حال صديقه.
أردف بفحيح:
- لحد ما أجيب حقي منهم كلهم.
- مش هتعرف لوحدك .. أنا لازم أكون معاك عشان أساعدك .. مش هتقدر عليهم لوحدك، ده إنت حتى ماجبتش رجالتك معاك يا جواد! .. انت مستني إيه؟ ترجعلي ميت؟
لم يُجبه..
- طب على الأقل رد عليا؟ ماتحسسنيش إني حيطة بالنسبالك، خلي رجالتك ييجوا هنا عشان يقدروا يحموك.
تساءل جواد بهدوء:
- إنت سايب شغلك ليه؟
- لا مش سايب شغلي، أنا فعلا في شغلي.
طالعه جواد باستفهام وأردف عاصم بتوضيح:
- الوزارة باعتيني هنا عشان أحقق ورا المافيا الروسية .. مصلحتنا مشتركة.
جواد بسخرية:
- يعني مش جاي ورايا زي ماقولت.
أردف عاصم بإبتسامة هادئة:
- إنت هدفي التاني يا جواد متنساش إنك واحد منهم، والسنة اللي عدت دي انت نفذت أغلب مخططاتهم الغير قانونية.
إتسعت إبتسامة جواد وهو يسمع تهديد صديقه المباشر له.
- متنساش إن أنا مش محتاج أتعاون مع حد عشان أبقى مُجرم، أنا مُجرِم من زمان وانت عارف ده كويس.
ظل الإثنان يتحديان بعضهما بالنظرات ولكن قاطع نظراتهما تلك صوت رنين هاتف جواد.
التقط هاتفه ينظر من المتصل ولكنه كان ذلك الأحمق الذي يُدعى ساجد قام بفتح المكالمة.
- أيوه يا زعيم، جبتلك شوية معلومات فلة أوي.
ارتسم الخبث على ملامح جواد وهو يسمع تلك المعلومات المفيدة بالنسبة لمخططه وطالعه عاصم بتعجب ولا يدري مع من يتحدث.
يوم الإجتماع:
"هل أنتم مِثلي؟ هل ستكونون سعداء عندما يكون عمكم هو رئيس زعماء المافيا الروسية؟ أعتقد لا؛ فأنا من موقعي هذا أخبركم أن ذلك أشدُّ خطورة .. اليوم سأحضر حفلة تضم جميع زعماء المافيا .. خائفة؟! أجل .. ولكن ليس منهم .. أنا خائفة لأن قلبي يدُّق بعنف فأنا أخاف التجمعات .. ولكن لا بُد من ذلك فأنا وريثة عمي وأبي."
أغلفت دفتر مذكراتها متنهدة بعمق وبدأت تستعد لتلك الحفلة وحرصت على أن تكون أنيقة حتى القناع الذي سترتديه سيصرخ من الأناقة أيضًا.
في المساء:
كان فيليب يرتدي حُلة سوداء تُظهر أناقته وجاذبيته كرجل ستيني ولكنه يبدو كرجل أربعيني بسبب جسده القوي فقط ما يُظهر أنه عجوز هو شعره الأبيض الذي به بعض الخصلات السوداء، أمسك بقناعه الأسود الذي يخفي وجهه بالكامل وقام بارتداءه واستعد للخروج من الغرفة التي هو بها ليتابع حضور الضيوف والذين جميعهم يرتدون أقنعة ولم يكونوا جميعهم رجالًا فقط بل نساءًا أنيقاتٍ أيضًا من مختلف الجنسيات، جميع من بالقاعة ملامحهم مبهمة بالنسبة لغيرهم ولكن ملامحهم معروفة بالنسبة لفيليب فهو يعرف هوية جميع من بالقاعة .. كل شخص له علامة مميزة يعرفهم بها.. كان الجميع يتوافد لداخل القاعة ويشربون مشروباتهم التي يطلبونها وكان يتابعهم فيليب بعينيه ويقف خلفه رجاله .. دخل القاعة بحُلته السوداء الرائعة المتناسقة على جسده كليًا وهو يرتدي قِناعًا أسود يُخفِي نِصف وجهه اقترب من الجَمعِ عندما أشار لهم رجل ذو شعرٍ أبيض يقف على بداية درج كبير في القاعة يرتدي قناعًا أسود يٌخفي وجهه بالكامل ..
الحوار مترجم من الإنجليزية إلى العربية:
- سيداتي وسادتي .. مرحبًا بكم في الإجتماع المنتظر.
في تلك اللحظة تقابلت نظرات فيليب مع جواد الذي عقِد حاجبيه .. طالت النظرات بينهما لعدة لحظات ولكن استأنف فيليب حديثه بالمخططات القادمة الخاصة بالمافيا الروسية والتي تشمل جميع عمليات الإجرام على مستوى العالم من تجارة بالأعضاء والدعارة و الأسلحة والمخدرات وإلخ...
- جميعكم هُنا ضيوفي وأعزاءٌ على قلبي، وكل شخص في هذه القاعة له مكانةٌ قويةٌ في بلده وأنا أثقُ تمامًا بأننا سنحقق مانريد في الفترات القادمة بل سننتشر أكثر وأكثر، ومهماتكم ستُرسل كما هي ككُل مرة ولا يوجد تغييرٌ في ذلك، وبالطبع تتساءلون لماذا الجميع يرتدي أقنعة، لأنني أريد الحفاظ على هوياتكم، أريد نجاحًا باهرًا للمافيا الروسية والتي ستكون قريبًا عالمية والآن لتبدأ الحفلة.
بدأت الموسيقى وأصبح الجميع يتراقص ويشربون كل ماهو مُحرم، أما جواد كان يشعر بالإشمئزاز مما يحدث حوله يريد في الوقت الحالي أن يجد زوجته ووالدته، اقتربت نحو عمها تضمه بابتسامة جميلة، انتبه جواد لتلك الفتاة التي اقتربت من الرجل الذي كان يتحدث منذ قليل، كانت ترتدي ثوبًا أبيض مصنوعًا من الستان بدون أكمام وترتدي قناعًا أبيض يخفي نصف وجهها على شكل فراشة، انتبه عندما نزل للأسفل وهو ممسكًا بيدها .. ظل جواد يراقبه كالصقر وهو يقف جانبًا طوال الحفل ولم ينتبه لماتيوس الذي يرتدي قناعًا ذو لونٍ أزرقٍ ويتحكم في ذاته بصعوبة لمنع نفسه من قتل جواد لكي لا يُكشَف.
كان فيليب يراقص صُوفيا والتي كانت سعيدة وتشعر أنها حُرة فهي دائمًا ترى حريتها في الرقص.
كان الحفل موسيقاه صاخبة .. كل ما يُرى صورة للأشخاص الموجودين به وضحكات منسجمة .. انتبه فيليب عندما أرادت سيدة ما الرقص معه وسمحت له صوفيا بالرقص معها، التفتت للخلف وكادت أن تذهب لتشرب بعض المياة ولكنها اصطدمت بمن كان يقف خلفها، كان شابًا ذو بنية عضلية قوية عيناه سوداوتان كالصقر نظراته تحكي حكاية لن تُروى أبدًا يبدو على هيئته القوة والغموض .. كانت نظراته لها قوية على الرغم من لين ملامحه .. أردفت بالروسية:
- أعتذر لم أكن أقصد الإصطدام بك.
أردف جواد بعدم فهم من لغتها وتحدث الإنجليزية:
- أستميحكِ عُذرًا؟ ماذا تقولين لم أفهم شيء.
ابتسمت الفتاة وتحدثت بمثل لغته:
- أنت إنجليزي؟ رائع.
ولكنه لم يبدِ أي رد فعل لأنه لم يسمعها بسبب صخب الموسيقى ولم يتحدث .. حمحمت الفتاة وحاولت أن تغير نبرة صوتها لدرجة عالية قليلًا لكي يسمعها:
- أعتذر لم أكن أقصد أن أصطدم بك.
صمت جواد قليلًا وهو ينظر في عمق عينيها أما هي فقد تعجبت نظراته تلك ولكنه أردف بصوت رخيم جذاب:
- في الواقع أنا من تعمدت أن أقف خلفك.
ابتلعت صوفيا بتوتر ولكنها لم تستطع أن تتحدث، تغيرت الموسيقى بالقاعة وأردف جواد بهدوء:
- هل تسمحين لي بتلك الرقصة؟
تريد أن ترفض ولكنها تشعر بدقات قلبها القوية التي تخبرها بأن لا ترفض .. إن قلبها يخبرها أن ترقص معه وتتركه يطلق العنان لها، هزت رأسها له في توتر، أمسك بيدها يقبلها برقة تحت أعين فيليب الذي يتابع ما يحدث بهدوء مُبالغٌ فيه .. واقترب نحو ساحة الرقص، وضع يده على خصرها يقربها نحوه ووضع مقدمة رأسه على خاصتها ليسمحا للأعين بالتحدث .. داعب خصلة من شعرها الأسود كانت موجودة قرب وجهها .. كانت تتنفس بسرعة من توترها بسبب حركاته البسيطة تلك والتي تجعل قلبها ينتفض، يكفي لمساته لها وهما يتراقصان ولكنهما لم يكونا يتراقصان فعليا بل كانا قريبين فقط يتحركان حركاتٍ بسيطة .. أعينهما كانت تتحدث بالكثير من علامات الإستفهام تحت أقنعتهما.
رفع جواد يديه من فوق خصرها ووضعها على كتفها يلتمسهما برقة وهما يتحركان ببطئ وهدوءٍ في القاعة .. أما هي فقد شعرت بأنها قد نسيت كل دروس الرقص التي تعلمتها في الآونة الأخيرة وهي بين يديه القويتين تلك، ظلا هكذا متناغمين في الرقص بهدوء متناسيان العالم حولهما ومع قُربَ إنتهاء رقصتهما، أمسك جواد بيدها بقوة وسحبها خلفه يبتعد بها عن ساحة الرقص حتى أصبحا في شرفة القاعة، قربها نحوه لدرجة الالتصاق وظلا ينظران لبعضهما بأعينٍ تلمع ولهفة واضحة في أعينهما، ظلا هكذا ثابتين في مكانهما رفع جواد يديه ببطئ نحو قناعها يريد إزالته ولكن قاطعه صوته:
فيليب بإبتسامة:
- إنني محظوظٌ كثيرًا، أرى أنكما قد تقابلتما لقد وفرتما علي عناء لقائكما ببعض.
......................................
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم
متنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان ..بقلم/ سارة بركات
الفصل الثالث عشر
كان جواد عاقدًا حاجبيه أسفل القناع وهو يطالع فيليب الذي يقترب منهما بهدوء، ابتعدت صوفيا عنه عندما استوعبت أنها قد ذابت بين أحضانة وشعرت بتوتر وهي تطالعه تارة وتطالع فيليب مرة أخرى.
- كنت أتمنى أن نتقابل منذ زمن سيد جواد.
كان جواد يطالعه بثبات ولم يُجِبه .. اقترب فيليب من صوفيا يمسك بيدها متحدثًا:
- أريد أن أُعرِفكَ على إبنة أخي، صوفيا ستكون وريثتي في كل شيء.
تقابلت نظرات جواد مع صوفيا التي تلمع عينيها أسفل قناعها..
- تشرفت بك سيد جواد.
لماذا شعرت أنه تنهد؟ .. اقترب منه فيليب أكثر حتى أنه أصبح يقف أمامه مباشرة ومد يده لكي يصافحه وأردف بابتسامة:
- أعتذر لم أقُم بتقديم نفسي لك منذ البداية، أنا أُدعى فِيليب.
كان جواد صامتًا لم يُبدِ أي ردة فعل ولكنه بعد ثوانٍ قليلة صافح فيليب الذي اتسعت ابتسامته.
- أتمنى أن يجمع بيننا الكثير من العمل في الفترة القادمة سيد جواد لأنني وبصراحة لدي فضول في أن أتعرف على الشيطان الذي خالف أوامري.
لم تفهم صوفيا علامَ يتحدث فيليب ولكن يبدو أنه يحاول أن يُثير استفزاز جواد لأن عضلات فكه قد برزت ..
- ولكنني قد سامحتك بعدما أعطيتك دَرسًا بسيطًا لكي لا تعصِني مرة أخرى، أو كما تقولون بالمصرية .. "قرصة ودن".
تعجبت صوفيا من تحدث فيليب للغة أخرى بطلاقة ويبدو أن اللغة عربية، أما جواد ضغط على يد فيليب بقوة وأردف بتهديدٍ مُبهم بالمصرية:
- عمر ماحد فكر يقف قدامي إلا وخسر كل حاجة.
كان فيليب ثابتًا على الرغم من ضغط جواد على يده بقوة ولكن بعد ثوانٍ بسيطة من نظرات التحدي بينهما ترك جواد يد فيليب وأردف بابتسامة مريبة وهو يتحدث الإنجليزية:
- تشرفت بلقائك سيد فيليب، وسأنتظر أن توافيني بالأعمال التي ستجمعنا.
ثم التفت لصوفيا التي تنظر بأعين تلمع كأنها منبهرة به..
- تشرفت بلقائك آنسة صوفيا.
ثم تركهم وغادر الشُرفة أما فيليب فقد تنهد بعمق بعدما خرج جواد وأردف:
- غريب!.
- بأي لغة كنتما تتحدثان؟
تحدث فيليب باتبسامة جميلة:
- كنا نتحدث المصرية.
ابتسمت صوفيا لأنها تعلم أن زوجة عمها الراحلة كانت مصرية وكم عمها يحب المصريين بشكل عجيب! وليس ذلك ايضًا فهو كل فترة يذهب إلى مصر يختفي هُناك يزور أهراماتها ويغرق في ثقافتها، استفاقت عندما أمسك بيدها.
- هل أنتِ بخير؟
- بالتأكيد أنا بخير هل هناك شيءٌ ما بي؟
- لأ انا فقط أطمئِنُ عليكِ، هيا لنكمل إستمتاعِنا بالحفل.
- حسنًا ولكنني سأذهب لدورة المياة أولًا لضبط بعض الأشياء في مظهري.
-حسنًا عزيزتي أنا في انتظارك.
ابتسمت له وذهبت في اتجاه دورة المياة أما بالنسبة لفيليب فقد عاد للحفل واقترب منه ماتيوس الذي يرتدي قناعًا أرزق ..
- عجبًا لك يا فيليب إن الحفل رائع، ثم إن فكرة الأقنعة تلك جديدة! وفي ذات الوقت غامضة، وفي ذات الوقت الحراسة التي بالخارج التي تجمع من الحاضرين أسلحتهم وهواتفهم قبل الدخول خطوة ليست موجودة على البال، لقد أمّنتَ كل شئ لكي لا يحدث غدرٍ من أحدهم.
أردفت فيليب بهدوء وهو يطالع ماتيوس:
- ذلك قليل مقارنة لما في داخل عقلي، ثم إنني أثق في أعواني جيدًا وأعلم الخونة أيضًا فأنا في كل الأحوال حريصٌ في كل شيء.
- رائع.
أكمل فيليب حديثه مع ماتيوس واجتمع مع بعض الرجال يتحدثون في أمورهم في الحفل، أما بالنسبة لصوفيا فقد كانت بالحمام تقف أمام المرآة بدون قناعها تقوم بضبط أحمر شفاهها وأيضًا تقوم بضبط شكل شعرها الأسود والذي صبغته حديثًا، ابتسمت لذاتها في المرآة وارتدت قناعها وقامت بفتح الباب الخاص بدورة المياة ولكنها تفاجأت بمن يقف أمامها.
عادت إلى الخلف بهدوء أما هو فقد دخل دورة المياة وأغلق الباب خلفه.
- عُذرًا سيد جواد، يبدو أنك مُخطئ في دورة المياة.
أردف جواد بهدوء:
- لا أنا لستُ مخطئًا أبدًا فأنا هنا لأجلكِ.
ظل يتقدم بخطواته بهدوء وهي تبتعد بذات الهدوء حتى أصبح الحائط خلفها.
أردف جواد بهمس:
- هل تقابلنا مِن قبل؟
صوفيا بهمس من وقفتهما تلك في دورة مياة السيدات:
- لا أعتقد ذلك.
ظلا صامتين تمامًا وهما يطالعان بعضهما، رفع جواد يده نحو شعرها يلتمس خصلتها السوداء المتمردة بالقرب من وجنتها يلعب بها قليلًا.
شعرت صوفيا بالضعف وأردف بصوت شبه مسموع:
- سيد جواد عُذرًا منك أريد الذهاب.
أردف بصوت مهزوز:
- من الممكن أن أكون قد نسيت ملامحك، نسيت ملمس خصلة شعرك، نسيت رائحتك، ولكنني أبدًا لا يُمكنني أن أنسى نظرات عينيكِ التي تطارد أحلامي.
لم ينتظرها أن تتحدث ورفع يده نحو قناعها وقام بانتزاعه بهدوء .. لمعت عيناه كأنه كان سيبكي وتحولت ملامحه من الغضب إلى الاشتياق وقام بنزع قناعه هو الآخر .. نبض قلب صوفيا عندما رأت وجهه يبدو أنه مألوفًا كثيرًا بالنسبة إليها ولكنها لا تتذكر أين قابلته .. ذاكرتها مشوشة كالعادة .. استفاقت من شرودها به على صوته المهزوز:
- عملوا فيكِ إيه يا شمس؟
طالعته بعدم فهم وأردفت بتوتر من قربه:
- أنا أعتذر لم أفهم ماتقول سيد جواد، ثم إن عمي ينتظرني يجب أن أذهب.
حاولت أن تدفعه بعيدًا عنها ولكنه كان ثابتًا يطالعها بنظرات غريبة بالنسبة إليها .. نظرات جعلتها تشعر بالقشعريرة ..
جواد بهمس:
- وحشتيني.
ولكنها لم تفهم شيء، وما أنقذها هو قدوم بعض الفتيات لدورة المياة أخذت القناع من يده وارتدته وابتعدت عنه تخرج من دورة المياة، أما هو فقد لمعت عيناه بالدموع كانت ملامحه تدل على إرهاق عاشق مخذول يوجد في بلاد غريبة لا يعلم عنه أحد حتى حبيبته التي أتى لأجلها لم تتعرف عليه.
ارتدى قناعه وخرج من دورة المياة يسير خلفها في الممر الي القاعة بملامح غاضبة يقسم أنه سيحرقهم جميعًا سيفعل بهم الأسوأ على الإطلاق، نيران قلبه تزداد ولا تقل أبدًا كان يعتقد أنه عندما يتقابل مع شمسه أي زوجته ستركض نحوه تختبئ في أحضانه بدلًا من الهرب منه إلى أحضانِ رجل غريب.
كانت تهرول في مشيتها لتهرب منه ومن المشاعر القوية التي اجتاحتها وعندما خرجت من الممر ذهبت نحو فيليب تمسك بيده وتبتسم للضيوف أو بمعنى أدق للمجرمين الموجودين بالقاعة.
عادت الموسيقى تنتشر بالقاعة مرة أخرى وتلك المرة صرخت شمس بصخبٍ عندما رأت أن عمها أتى بالمغني المفضل لها.
قامت بضمه وأردفت:
- أنت الأفضل على الإطلاق.
ثم هرولت نحو مغنيها تشير له وهو يشير لها في المقابل .. وكل ذلك تحت أعين جواد الذي لا يتخيل أحد مدى غضبه تقابلت عين فيليب مع جواد الغاضب الذي وقف جانبًا يطالع صوفيا، عقِد فيليب حاجبيه وطالع صوفيا المستمتعة بالأغنية التي يغنيها مغنيها المفضل.
اعتدل جواد في وقفته عندما اقترب أحد الرجال من شمس يطلب منها الرقص وللعجب أنها وافقت، اقترب جواد نحوهم وأشار للرجل أن يعطيها إياه .. وبالفعل قام الرجل بلفها بيده والتقط شريكة أخرى يراقصها واستقرت شمس بين أحضان جواد تطالع تلك الأعين الغاضبة على مقطع الأغنية
"I don't deserver this, you look perfect tonight"
أكملا رقصتهما ببطئ وبعد ثوانٍ انتهت الأغنية وقام المغني بغناء أغنية أخرى، كانت تتساءل عن سبب الغضب الذي تراه في عينيه، ولكن مع وقع الموسيقى والأغنية تاهت في عينيه مرة أخرى وتركته يتحكم بخطواتهما في الرقص إذ أن رقصتهما كانت هادئة ليست مثل الجميع.
كان الإثنين يشعران بكلمات تلك الأغنية التي تذبذب المشاعر وعلى أساسها تحرك جسدهما ..
الحب يمكن أن يؤذي، الحب يمكن أن يؤذي في بعض الأحيان
Loving can hurt, loving can hurt sometimes
ولكن هذا هو الشيء الوحيد الذي أعرفه
But it's the only thing that I know
عندما يصبح الأمر صعبًا، فأنت تعلم أنه قد يصبح صعبًا في بعض الأحيان
When it gets hard, you know it can get hard sometimes
إنه الشيء الوحيد الذي يجعلنا نشعر بأننا أحياء
It is the only thing makes us feel alive
نحتفظ بهذا الحب في صورة
We keep this love in a photograph
لقد صنعنا هذه الذكريات لأنفسنا
We made these memories for ourselves
حيث لا تغلق أعيننا أبدًا
Where our eyes are never closing
القلوب لا تنكسر أبدا
Hearts are never broken
والوقت متجمد إلى الأبد
And time's forever frozen still
حتى تتمكن من الاحتفاظ بي
So you can keep me
داخل جيب الجينز الممزق الخاص بك
Inside the pocket of your ripped jeans
أبقيني أقرب حتى تلتقي أعيننا
Holding me closer 'til our eyes meet
لن تكون وحيدا أبدا
You won't ever be alone
وإذا جرحتني
And if you hurt me
لا بأس يا عزيزتي، الكلمات فقط هي التي تنزف
That's okay, baby, only words bleed
داخل هذه الصفحات، أنت فقط تمسك بي
Inside these pages, you just hold me
وأنا لن أتركك تذهب أبدا
And I won't ever let you go
انتظرني حتى أعود إلى المنزل
Wait for me to come home
أوه، يمكنك أن تناسبني
Oh, you can fit me
داخل القلادة التي حصلتِ عليها عندما كنت في السادسة عشرة من عمرك
Inside the necklace you got when you were sixteen
بجوار نبض قلبك حيث ينبغي أن أكون
Next to your heartbeat where I should be
احتفظ بها في أعماق روحك
Keep it deep within your soul
وإذا جرحتني
And if you hurt me
لا بأس يا عزيزتي، الكلمات فقط هي التي تنزف
Well, that's okay, baby, only words bleed
داخل هذه الصفحات، أنت فقط تمسك بي
Inside these pages, you just hold me
وأنا لن أتركك تذهب أبدا
And I won't ever let you go
عندما أكون بعيدًا، سأتذكر كيف قبلتني
When I'm away, I will remember how you kissed me
تحت عمود الإنارة في الشارع السادس
Under the lamppost back on Sixth street
أسمعك تهمس عبر الهاتف
Hearing you whisper through the phone
"انتظرني حتى أعود للمنزل"
"Wait for me to come home"
ابتسم فيليب لا يدري ماخطب ذلك الثنائي الغامض لكن مايراه الآن هو مشاعر قديمة قد ذكرته بزوجته .. لقد كان مثل جواد هكذا عندما كان في مثل عمره أو أصغر قليلًا .. اختفت ابتسامته لأن سعادته مع حبيبته لم تدوم، كانا يتحركان برومانسية مع الأغنية متناسيان العالم حولهما يضع يده على خصرها ويده الأخرى تمسك بيدها ..
أردفت بصوت مهزوز:
- من أنت؟
كان ينظر لها بأعين تلمع في المقابل:
- أنا الشيطان جواد .. عاشق ولهان وقع في حب طفلة بريئةٍ من أول نظرة!
قرب مقدمة رأسه منها واستأنف:
- أقسمتُ على حمايتها من أي أحد، وها أنا أُجدِدُ قسمي لكِ بأنني سأحميكِ من أي أحد.
صفق الجميع بحرارة بعدما انتهى المغني من الأغنية وأشار لهم بأنه سيرحل، ابتعد جواد عنها مسافة قليلة.
وفي مكانٍ ما بالقاعة كان ماتيوس يتحدث مع أحد الحاضرين بالقاعة وذلك الشخص كان يرتدي قناعًا بٌني اللون:
- أأنت متأكد أنه يقوم بإغوائها في نية منه للتقرب من فيليب؟
- لا تقلق سيد ماتيوس، ما أخبرت جواد أمس به بالضبط هو أن فيليب لديه إبنة أخ يمكنه أن يتقرب منه من خلالها ويحقق إنتقامه منه لأن فيليب هو من بالصورة وليس أنت سيدي.
- رائع ساجد، ذكرني بأن أعطيك مكافأة.
- يكفي أن تكون راضيًا عني سيد ماتيوس وأن تحقق انتقامك من سيد فيليب.
...............................
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
انتهت الحفلة ورحل الجميع، وفي الخارج صعدت شمس السيارة بعدما فتح جواد باب السيارة الخاص بها لها، يريد أن يضمها بين ذراعيه ويكسر عظامها من شوقه لها ويهرب بها للفندق الآن ويجعلها زوجته شرعًا وليس قانونًا فقط ولكن ما يمنعه من كل ذلك أنها لا تتذكر من هو! .. ماذا حدث لها جعلها تنساه هكذا وتنسى كل شيءٍ عنهما؟ ..
- شكرًا على تلك الرقصة سيد جواد.
- لا تعتادي على ذلك.
عقدت حاجبيها وهي تطالعه بعدم فهم من جُملته تلك.
- تفضل معنا سيد جواد.
ذلك ماتحدث به فيليب بسخرية عندما وجد جواد يقف عند باب السيارة الخاص بصوفيا، التفت يطالعه.
- أقصد أن السيارة ستتحرك، كيف ستتحرك وأنت مستندٌ عليها؟
ابتعد جواد عن السيارة بهدوء شديد متحدثا بتبجح:
- أين تمكث؟
أردف فيليب باستفسار:
- في ماذا ستفيدك إجابتي؟
همهم جواد متحدثًا بمماطلة:
- بصراحة لا يوجد معي الكثير من المال وأنا أبحث عن مكان أمكث به فكنت أتساءل لو يمكنني أن أمكث بمنزلك سيد فيليب وبما أنه ستجمعنا الكثير من الأعمال في الفترة القادمة أظن أن تلك فرصة مناسبة سنكون أمام بعضنا تمامًا لن تحتج أن تحدد معي موعد للقاءنا ثم إنك يمكنك توفير فاتورة هاتفك بسبب غلاء الرسائل النصية أسمع أن تكلفتها عاليةٌ هنا.
قهقه فيليب وهو يطالعه ولكن ملامح جواد كانت حادة وجادة، كأنه يتحداه ويجبره أنه سيمكث عنده رغمًا عنه.
أردف فيليب بالمصرية:
- وانت فاكر بقا إني هصدقك؟
أردف جواد بهدوء:
- لا مش هتصدقني ده حقك طبعا .. بس أنا عندي أسئلة كتير عايز أعرف إجابتها منك قبل ما أقتلك.
اختفت ابتسامة فيليب وحاول التحكم بغضبه وضغط بيده على عياره الناري الذي أخفاه في سترته .. وجواد أيضًا فعل ذات الشئ في استعدادٍ منه للقتال.
لم تفهم شمس علامَ يتحدثان أو ماذا يقصدان ولكنها لاحظت الجو المشحون بينهما.
- أنا مش بتهدد، إنت عارف إنت بتكلم مين؟ أنا كان ممكن دلوقتي أقتلك من غير أي تفكير.
ذلك ما أردف به فيليب بغضب..
أخرج جواد عياريه الناريين يصوبهما نحو فيليب الذي دُهش مما حدث وأيضا رجاله الذين أخرجوا أسلحتهم أيضًا يصوبونها على جواد.
فزعت شمس عندما رأت مايحدث وكادت أن تخرج من السيارة ..
تحدث فيليب بقوة:
- إبقي بالسيارة صوفيا.
وأشار للسائق السيارة بالتحرك، أغلق السائق السيارة تمامًا وتحرك بها بعيدًا يوصلها للمنزل تحت صرخاتها وأمرها له بالعودة ولكنه لا يستمع إليها فقد ينفذ أوامر فيليب.
كانا يقفان أمام بعضهما يصوبان أسلحتهما على بعضهما فيليب ورجاله يصوبون أسلحتهم على جواد الذي يصوب سلاحيه على فيليب.
أردف فيليب:
- أعجبتني شجاعتك يا فتى.
- لا يهمني إطراءُك الآن .. أنا أريد معرفة لماذا قمت باختطاف زوجتي مني؟
أردف فيليب بعدم فهم:
- زوجتك؟ من؟
جواد بغضب:
- صوفيا تكون زوجتي.
رفع فيليب حاجبيه بدهشة وأردف بهدوء:
- إن صوفيا تكون إبنة أخي وليست زوجة أحد.
جواد بغضب وهو يقوم بتجهيز إطلاقه للنار وكذلك فعل رجال فيليب..
- أنت تكذب، لقد أخذت زوجتي مني وليس كذلك فقط بل أخذت أمي أيضًا.
أشار فيليب لرجاله بيده أن ينزلوا أسلحتهم وأردف بهدوء:
- يبدو أن هناك سوء تفاهم أنا لم أفعل أيًا من ذلك .. ثم إن تلك ليست من شيمي أنا لا أختطف النساء.
جواد باستهزاء بالمصرية:
- قالوا للحرامي إحلف.
تحدث فيليب بتأكيد وصدق بنفس اللغة:
- أنا معملتش حاجة من دي، ولو محتاج أشرحلك على الرغم من اللي عملته ده وتستحق القتل عليه فأنا ممكن أشرحلك .. *أكمل بغضب* نزل سلاحك.
ظلا يطالعان بعضهما لعدة ثوانٍ وفي النهاية أنزل جواد عياريه الناريين ..
أردف فيليب بهدوء:
- ستبقى معي بالقصر لكي أعلم قصتك مع صوفيا وأيضًا بشأن العمل بيننا.
جواد بتأكيد:
- حسنًا، ولكن هذا لا ينفي أنك مُجرم وسأقتلك يومًا ما.
................................
وصلت القصر وعندما خرجت من السيارة صعدت لغرفتها تحاول أن تقوم بمهاتفة عمها بتوتر وقلقٍ لكي تطمئِن عليه فيبدو أن جواد ذلك ماهو إلا شخصٍ مؤذٍ ووقح ومتبجح أيضًا ماذا ستنتظر من شخصٍ يعمل بالمافيا؟؟ مُجرِم!.. أكيد أنه كان يحاول التقرب منها في الحفل لكي يستفز عمها لأن بالطبع عمها لديه الكثير من الأعداء ظلت تهاتفه حتى أجاب على الهاتف.
- عزيزتي.
- عمي هل أنت بخير؟
- نعم عزيزتي لا تقلقي سأعود بعد قليل.
- أنا في إنتظارك.
كان عاصم يحاول الوصول لجواد عبر الهاتف ولكنه لا يُجيب يريد أن يطمئِن عليه كان يريد أن يذهب معه للحفل ولكنه كان قلقًا من أن يتم كشف أمره .. انتبه لوصول رسالة على هاتفه.
"أنا لقيت شمس .. هرجع بيها لما آخد حقي"
من المفترض أن تطمئِنه الرسالة ولكنها أقلقته أكثر .. كان يعتمد على جواد في المحاولة الوصول للمافيا الروسية وترك الباقي للقوات المصرية ولكن جواد أخفَي كل شيءٍ عنه لأنه يعتبر الأمر صراعٌ شخصي وجواد لن يصمت ولن يتوقف .. سيحرقهم جميعًا.
قام عاصم بإرسال رسالة نصية إلى أحد جهة الإتصال.
"جواد إختار الطرف اللي هيبقى معاه ومع الأسف إختار الطرف الغلط."
وبعد عدة دقائق آتاه الرد:
"هيتم إرسال بعض القوات لمساعدتك في القبض على جواد وأعوانه من المافيا الروسية"
تنهد عاصم بحزن لأنه مع الأسف مُجبر على تنفيذ أوامر الجهات العُليا.
................................................................
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، فِي يومٍ مائَةَ مرةٍ، كانتْ لَهُ عِدْلَ عشرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنَةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائَةُ سيِّئَةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا منَ الشيطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مِمَّا جاءَ بِهِ، إلَّا أحدٌ عَمِلَ عملًا أكثرَ مِنْ ذلِكَ).
متنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/سارة بركات
الفصل الرابع عشر
خرج جواد من سيارته بعدما أوقف سيارته خلف سيارة فيليب وتلك المرة كان بدون قناع، نزل فيليب من سيارته هو الآخر بدون قناعه أيضًا ووقف جواد أمامه ينظر إلى وجهه بهدوء ..
- تاخُد صورة؟ مش بتقولوا كده بالمصري؟
أردف جواد بابتسامة:
- لا مش حابب أحتفظ بصورة لأشكالك.
كظم فيليب غيظه من ذاك المستفز وأردف بالإنجليزية بضيق مكتوم:
- تفضل إدخل القصر.
أردف جواد بالإنجليزية:
- مِن بعدكَ سيدي فأنا لا أثق بك فمن الممكن أن تطعنني في ظهري! فتلك هي شيمكم.
ظل يطالعه لعدة ثوانٍ ثم دخل القصر وتبعه جواد الذي كان ينظر حوله يتأمل قصر الضخم الذي دخله للتو ولكن تقابلت عينيه مع عينيها وهي تقف على مقدمة سلالم القصر .. كانت تنزل على الدرج بهرولة ولهفة، ابتسم جواد ينتظرها أن تأتي لكي تضمه قام بفتح ذراعيه ولكن ابتسامته قد اختفت عندما دخلت بين ذراعي فيليب.
- لقد خِفتُ كثيرًا عليك.
ربت فيليب على ظهرها بحنانٍ أبوي:
- لا تقلقي فأنا بخير، لن يستطيع أحدٌ فعل أي شيء بي.
تفاجأت صوفيا عندما أمسكها جواد من ذراعها يُبعدها عن فيليب.
أردف جواد بضيق:
- هذا يكفي.
سحبت ذراعها بقوة من يده وأردفت بغضب:
- كيف تفعل ذلك لعمي فيليب؟ من تظن نفسك يا هذا؟
تحدث فيليب بهدوء:
- صوفيا حبيبتي توقفي.
- هي ليست حبيبتك.
ذلك ما تحدث به جواد بغضب وهو ينظر إلى فيليب، تعجبت صوفيا من حديث جواد ثم أردفت بغضب:
- كيف تتحدث هكذا إليه يا هذا؟
لم يُجِبها وكادت أن تتحدث مرة أخرى ولكن قاطعها فيليب بهدوء:
- صوفيا، عودي إلى غرفتكِ لدي عمل مع السيد جواد نريد أن نُنهيه.
صوفيا بذهول من رد فعل فيليب:
- ببساطة هكذا؟ ذلك الشخص منذ عدة دقايق كان يرفع سلاحه في وجهك والآن تُخبرني أن لديك عمل معه؟
فيليب:
- سأقوم بتوضيح الأمور لكِ فيما بعد، اذهبي إلى غرفتكِ الآن.
طالعت جواد بتحدٍ أما هو فقد عقِد حاجبيه وهو يطالعها في المقابل، صعدت لغرفتها دون إضافة كلمةٍ واحدة وبعد أن صعدت أشار فيليب لجواد أن يتبعه لغرفة ما، وبعد عدة دقائق كان جواد يجلس أمام فيليب في غرفة مكتبه ..
فيليب بهدوء:
- أخبرني ماعندك بخصوص صوفيا.
- أنا من لديه حق السؤال هنا، كيف قابلت شمس؟
- وكيف أضمن أنها هي زوجتك؟
أخرج جواد هاتفه وقام بتشغيل مقطع فيديو يخص عقد قرانهما.
تنهد فيليب وصمت لعدة ثوانٍ ثم تحدث:
- كنتُ في زيارةٍ لشخصٍ عزيز عليّ، وبعد أن انتهيت وفي طريق العودة للقصر خرجت فتاة في الطريق صدفة مما جعلت سائقي يصدمها، جئت بها هنا إلى القصر مع فريق طبي والذين اكتشفوا أن تلك الفتاة تعرضت لتعذيب قوي، لأن جسدها كله كان مليئًا بالكدمات وأيضًا كان هناك آثار لسوطٍ على ظهرها بالكامل.
تنهد فيليب بصعوبة متذكرًا تلك الآثار جيدًا، أما بالنسبة لجواد فقد كانت حالته غريبة! .. يريد أن يقتل من فعل بها ذلك .. إن شيطانه يسيطر عليه الآن يريد أن يقتل فقط! .. حاول التحكم بغضبه وأردف:
- وكيف أصدق أنكَ أنت لم تفعل بها ذلك؟ فبالنهاية أنت من ترك لي تلك الرسالة ككل مرة.
فيليب بعدم فهم:
- عُذرًا ماذا تقصد؟
أردف جواد وهو يصر على أسنانه بغضب ويطالعه بغضب جحيمي:
- ما أقصده سيد فيليب .. أنك الوحيد الذي يتحدث بإسم المافيا الروسية لأنك الزعيم! ويوم اختطاف زوجتي تركت لي رسالة، وأيضًا تركت لي رسالة عندما قُمتَ بخطف والدتي، وماهي علاقتك بوالدتي لأن ماتركته لي يُظهر أن هناك معرفة قويةً بينكما.
أردف فيليب بصدق مع عدم تركيزة على الجزء الذي يخص والدة جواد:
- صدقني إن الرسالة الوحيدة التي تركتها لك بإسم المافيا الروسية هي عندما أرسلنا قواتٍ لتهديدك بحبيبتك للتوضيح لك بأننا قريبين منك، ذلك ماكان هو من أوامري وذلك عندما عصيتَ أمري وأخفقت في مهمةٍ أوكلتُها لك.
أردف جواد بسخرية:
- هل تعلم من هي حبيبتي التي كان سيقتلها رجالك؟؟ كانت صوفيا غاليتك، ثم إنني مازلت لا أصدقك .. متى قابلت زوجتي؟
فيليب:
- في الخامس عشر من كانون الثاني.
جواد بضيق:
- قل الشهر الميلادي؛ فأنا لا أفهم عن أي شهر تتحدث.
فيليب بتوضيح:
- الخامس عشر من يناير.
- أتعلم لما لا أصدقك؟
فيليب عاقدًا حاجبيه بضيق:
- لمَ؟
أردف جواد بسخرية بالمصرية:
- عشان عجوز زيك هيكون بيخرف وعنده زهايمر وقليل لما يفتكر حدث عبيط بالنسباله زي ده.
صمت فيليب قليلًا ثم أردف:
- إنك مُحِق، ولكن ذلك التاريخ مميز بالنسبة إلي فهو ذكرى وفاة زوجتي وكنت عائِدًا وقتها من المقابر.
أردف جواد بلامبالاة:
- مش مصدقك برده.
- وأنا مش مُجبر أخليك تصدقني .. أنا بحكي ليك عن اللي حصل.
أردف جواد بغضب:
- فين الدليل؟؟ عايز الدليل اللي يثبت إنك معملتش حاجة لمراتي.
فيليب:
- حسنًا، لك ذلك.
تحرك فيليب من كُرسيه وقام بالبحث في عدة ملفات على حاسوبه المحمول وكان جواد يتابعه بعينيه وبعدها قام بتشغيل شاشة ضخمة في الغرفة وقام بتشغيل فيديو ..
كان يُظهر سير سيارة فيليب في طريقٍ بين الغابات حتى خرجت شمس أمامه فجأة حاول السائق أن يوقف السيارة وأوقفها ولكن كان قد اصطدم بها، قبل الإصطدام كان مظهرها واضح حيث أنها كانت ترتدي ثوبًا للنوم ولكنها كانت مليئة بالدماء وجسدها به كدماتٍ كثيرة .. نزل السائق وفيليب من السيارة وتوقفت سيارات الحرس خلفهم .. واقترب فيليب من شمس يتفقد حالتها وبعدها قاموا يحملها لداخل السيارة وتحركت السيارة بسرعة كبيرة، ثم توقف الفيديو.
استأنف فيليب:
- تلك المقاطع جمعناها من مراقبة الطُرُق، كنت أبحث أيضًا عن من فعل بها ذلك لكنني لم أستطع أن أصل لشيء، ولكن بعد حديثك الآن تيقنت أن من فعل ذلك هو شخصٌ بداخل المافيا قد سولَت لهُ نفسه أن يقوم بإرسال الرسالة بإسم المافيا الروسية.
كان ينظر للشاشة بشرود، لا يستطيع نسيان مظهرها في الفيديو كانت تائهة تبحث عن ملجأ يأويها يبدو أنها كانت تبحث عنه .. يؤلمه قلبه كثيرًا عليها .. كيف؟؟ من الذي سولت له نفسه بفعل ذلك في زوجته؟؟.. يقسم أنه سيفعل به ماهو أشدُّ من القتل، كان فيليب يتابع ملامح جواد الغاضبة بسبب ما رأى .. ظلا صامتين قليلًا حتى تحدث جواد بشرود:
- ليه شمس باقت صوفيا؟ ليه اديتلها هوية مش هويتها؟
فيليب بهدوء:
- عندما استيقظت صوفيا كانت صامتة .. أتيت لها بالكثير من الأطباء النفسيين والمعالجين .. كنت أعتقد أنها فقدت النطق منذ البداية ولكن ما اكتشفناه أنها قد نسيت كل شئ، حتى لغتها الأصلية، كأنها طفل وُلِد مرة أخرى ويحتاج من يقوم بتعليمه التحدث، لا نعلم هل حدث ذلك فعلا بسبب شيءٍ ما فعل بها ذلك أم حالةٍ نفسية؟، في ذلك الوقت كان أخي هُنا وحاول معها أن تتحدث وساعدها في ذلك .. وتكون شخصٌ آخر جديدٌ معنا يُدعى صوفيا .. التي تعتقد أن والدها يكون أندريه وأنا عمها، وبالطبع من وقتها نفعل أي شيءٍ لأجل سعادتها، إنها إبنة أخي الذي أصرَّ على حمايتها وإبقاءها هنا بدلًا من إلقاءها في بيت للرعاية أو مشفى تحت بند فتاة مجهولة الهوية تم العثور عليها؟ هل كًنا مُخطئين؟
هز جواد رأسه بنفي وظل صامتًا يُفكر في تحركاته القادمة.
- أشعر بما تريد التحدث به، لذا لا داعي لأن تشكرني.
ذلك ماتحدث به فيليب بثقة.
أردف جواد ببرود:
- وهشكرك ليه؟ إنتم السبب في اللي أنا فيه من البداية، انتم السبب في اللي حصل لمراتي من البداية.
تعجب فيليب من حديثه ولكن جواد استقام من مقعده بغضب:
- لولا ال**** و ال ***** اللي تبعكم خلوها مدمنة مخدرات مكنش كل ده حصل، انتم السبب في كل اللي حصلنا، وأنا أقسمت من وقتها إني هفضل وراكم لحد ما أوصلكم ووقتها كلكم هتقعوا في إيدي واحد واحد، هتدوقوا من نفس الكاس إللي هي داقته وأول واحد حصل فيه كده اللي هو عمل فيها كده والتانية سبقتوني وقتلتوها والتالت قتلتوه برده قبل ما أوصله، كل فرد في العصابة دي بلا استثناء هيشرب من نفس الكاس، وانت كان عليك الدور بس مع الأسف اللي شفعلك وجودها معاك وإنك ساعدتها وفضلت جنبها إنت وأخوك، ألا بالمناسبة هو فين؟
فيليب بتحذير وهو يحاول أن يقوم بتجميع بعض الكلمات المصرية ليتحدث بها:
- إنت عارف إني سايبك تتكلم كده عادي في حين إني ممكن أقتلك حالا؟
- انا مش محتاج منك تهديد، أنا عارف أنا بعمل إيه كويس، أنا جاي آخد حقي منكم كلكم.
ظل الإثنان يطالعان بعضهما بتحدٍ ولكن جواد تحدث بضيق:
- أنا محتاج أنام، فين أوضتها؟
- ليه؟
- دي مراتي!
تحدث فيليب بهدوء:
- تحتاج صوفيا وقتًا على معرفتها للحقيقة، إنها تحتاج تمهيدًا لما يحدث لأجل صحتها النفسية، مع مرور الأيام وتعارفكما سويًا يمكنك أن تُصارحها بالحقيقة لكي تتقبلها، لأن حالتها النفسية سيئة جدا لا أستطيع أن أجعلها تعيش نفس الحالة التي كانت عليها منذ أن قابلناها أول مرة.
هز جواد رأسه ..
- لقد أمرتُ بتجهيز غرفة لك ويوجد بداخل خزانتها بعض الثياب لتقوم بتبديل ملابسك، ستصطحبك إحدى الخادمات إلى تلك الغرفة وفي الصباح الباكر سنُكمِل حديثنا بشأن ماسيحدث مستقبلًا.
أتت الخادمة تنتظره وكاد أن يخرج جواد من الغرفة ..
- وبالمناسبة إن أخي أندريه في لوس أنجلوس حاليًا يقود مجموعة من المافيا هناك سيأتي خلال الأيام القادمة لأنه كما قال لقد اشتاق إلى ابنته العزيزة وكثيرًا.
حاول جواد التحكم في غضبه بسبب فيليب الذي يحاول استفزازه بحديثه ولكنه لم يقم بإجابته وذهب للغرفة التي سيبقى بها ولكن كيف سيأتيه النوم وهو يعلم أن يفصله وبين زوجته وحبيبته عدة جُدران بسيطة! .. ظل هكذا مستيقظًا طوال الليل يفكر بحديثهما غدا وكيف سيتحدثان .. بالتأكيد لقد تحدثا في الحفل ولكن الآن الأمر مختلف سيبقى معها بنفس المنزل، كيف سيعاملها كأنها شخصٌ عادي وهي زوجته التي من المفترض أن تبقى في أحضانه كل ليلة؟
..................................
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في صباح اليوم التالي:
خرجت صوفيا من الحمام بعدما انتهت من الاستحمام تفكر بذلك الشخص الغريب الوقح الذي يٌدعى جواد الذي سولت له نفسه أن يرفع السلاح في وجه عمها، ثم لماذا تركه عمها حيًا حتى الآن؟ ماذا حدث؟ قامت بارتداء ملابسها وخرجت من الغرفة لكي تتناول الفطور وعندما دخلت قاعة الطعام تفاجأت بوجود جواد يجلس بجانب فيليب يتناقشان في شيءٍ هامٍ على الحاسوب المحمول، انتبه فيليب لوجودها وابتسم مغلقًا الحاسوب.
- صباح الخير صوفيا، هيا اقتربي عزيزتي رحبي بضيفنا السيد جواد.
اقتربت نحوهما بهدوء وجلست على كرسي عند المائدة تحت أعين جواد التي لم تتبعد عنها لحظة واحدة .. يتمنى لو يقترب منها الآن يضمها بين ذراعيه ولكنه سيصمد قليلًا .. إن حبيبته الآن معه ويجب أن يصمد لحمايتها وأيضًا لكي يصل إلى والدته التي لا يعرف طريقها حتى الآن.
- كيف له أن يكون ضيفنا وقد رفع سلاحه في وجهك أمس؟
ابتسم فيليب وأردف بتوضيح:
- حدث سوء تفاهم عزيزتي ثم إنني والسيد جواد أصبحت تجمعنا الكثير من الأعمال المشتركة، صحيح سيد جواد؟
أجاب جواد بفتور وهو يطالعها:
- أجل بالطبع.
ظلت صامتةً قليلًا تحاول فهم ذلك التغير المُدهش بينهما فبعدما كانا يرفعا أسلحتهما في وجه بعضهما بالأمس إنهما الآن يجلسان بجوار بعضهما يتناقشان في الأعمال، ابتسمت بهدوء ثم أردفت:
- أهلا بك سيد جواد، أتمنى أن تعجبك الإقامة في قصرنا.
أردف جواد بهدوء بالمصرية وهو ينظر في عمق عينيها:
- طالما إنتِ موجودة هنا ومعايا أكيد هتعجبني.
طالعته باستفسار من حديثه لأنها لا تفهم في لغته شيء ..
وضعت الخادمات الطعام على المائدة وبدأوا بتناول الطعام ولكن صوفيا كانت تشعر بالتوتر بسبب مراقبة جواد المستمرة لها، لم يُزِح نظراته من عليها تمامًا، لماذا تشعر أنه يريد أن يأكلها بدلًا من الطعام الذي أمامه أو أنها شيئًا يخُصُّهُ هو فقط وعند هذا التفكير إحمر وجهها خجلًا .. سيئة صوفيا أنتِ سيئةٌ كثيرًا ثم أنتِ لا تنكرين أنه وسيمٌ جدًا ولكن تذكري إنه شخص متبجح فقط ليس إلا.
ابتسمت لحديثها مع نفسها وابتسم جواد دون أن يشعر لابتسامتها تلك يعلم أنها تُحدِثُ نفسها تُرى هل تفكر به؟
بعد مرور عدة دقائق كانوا يقومون بشُربِ القهوة في المكتب وكانت صوفيا جالسة معهم والتي أرفت بتنهيدة:
- ثم ماذا؟
فيليب بتفكير:
- أظن أن أعواننا في مصر سيقومون بتلك المهمة.
- انا أظن العكس.
تدخل جواد بحديثه وهو يطالع شمس ..
فيليب بإستفسار:
- لماذا؟
- لأنه وببساطة الشرطة المصرية دقيقة جدا في تلك الأمور .. لن يستطيع مصري فعل ذلك، بل من الممكن أن يقوم شخص آخر بفعلها ولكن بشرط أن يحمل جنسية أخرى لأن ذلك سيكون بالنسبة لمصر هو مجرد سائح وبالعكس ستقوم الشرطة بحمايته.
- إذا ماذا تقترح بكيفية سير المخطط؟
همهم جواد بتفكير وهو يطالع شمس التي تشرب قهوتها بهدوء وتطالعه في المقابل..
- زوج وزوجته يقضيان عطلتهما الصيفية في مصر ويقومان بزيارة الأهرامات وهنا تبدأ عملية التبديل .. في الهرم الأكبر لن يتم التشكيك بأمرهما إذ هما سيخرجان من الهرم يحملان بعض الآثار الصغيرة سيعتقد الجميع أنها مجرد تذكار سياحي ولكي يتم تصديق الأمر قليلًا سيتم وضعها داخل أغلفة تقوم بتغيير شكلها .. ولكي يمران من خلال أجهزة الكشف في المطار أثناء عودتهما ستكون السيدة حامل أو ستمثل أنها كذلك منذ البداية أي منذ أن تخرج من مطار روسيا تكون حامل وحتى عودتها لروسيا مرة أخرى وستضع الآثار بداخل البطن المصطنعة وبذلك لن تدخل المرأة خلال جهاز المرور لأنه ممنوع على الحوامل المرور من خلاله وأيضًا سيحرص المصريون على أن يكونا السائحين مرتاحين .. هكذا نحن المصريون نحب أن نرحب كثيرًا بضيوفنا ونكرمهم على حساب راحتنا ولكنه يكون بسعة صدرٍ أيضًا نكون سعداءً لذلك، فإكرام الضيف واجبٌ علينا ونحن أهل كرم.
كان فيليب وصوفيا يطالعانه بتعجب من فكرته الجحيمية تلك! .. إنه رهيب كيف أن تخطر له فكرة كهذه .. رشف جواد قهوته ومازال يطالع صوفيا يرى انبهارها بفكرته تلك ..
- ذكرني أن أقوم بترقيتك.
أردف جواد ببرود:
- مش مهم، كلها فترة بسيطة وهرجع بمراتي ووالدتي لمصر وهخرج من المافيا دي.
نفخ فيليب بضيق من عجرفته تلك ثم أردف..
- ولكن كيف سيتحركون داخل مصر؟
رشف بعضًا من قهوته ثم أردف:
- أحد من أعوانك في مصر سيفعلها ولن يكون ساجد.
عقد فيليب حاجبيه..
- لم؟
- لأنه خائن منذ البداية والخائن لا أمان له، إنني أراقبه منذ البداية وأعلم أنه خائن وأقوم بتضليله أيضًا في بعض المعلومات حتى يعطيني ما أريد بالضبط.
طالعه فيليب باستفسار وأيضًا صوفيا كذلك، وكاد فيليب أن يتحدث ويعرف ما أخبره به ساجد ولكن صوت هاتف صوفيا قاطعه .. التقطت صوفيا هاتفها تقوم بالإجابة عليه..
- اوه لقد نسيت تمامًا يا دانييل، حسنًا حسنًا أنا آتية عزيزي.
نظر جواد لفيليب باستفسار بعدم فهم لأن صوفيا كانت تتحدث الروسية ..
- عُذرًا عمي أنا ذاهبة لأقابل صديقي.
ثم نظرت الى جواد وأردف بإعتذار باللغة الإنجليزية:
- أعتذر سيد جواد على مقاطعتكما ولكن فكرتك رائعة .. سأضطر إلى ترككما لكي تُكملا بدوني.
اعتدلت وخرجت من المكتب .. أما بالنسبة لجواد فنظر إلى فيليب ..
- كانت بتتكلم مع مين؟ ورايحة فين؟
نظر فيليب إليه قليلاً ولم يتحدث ولكن جواد أردف بغضب:
- كانت بتكلم مين؟
بعد مرور عدة دقائق:
خرجت من القصر بعدما قامت بتغيير ثيابها ووجدت جواد يقف بجوار سيارته..
أردفت بتعجب من وجوده أمامها:
- سيد جواد مرحبًا بك، ماذا تفعل هنا؟ أليس من المفترض أنه يوجد عمل بينك وبين عمي لكي تُكملاه.
أردف جواد بهدوء:
- لقد طرأ لي عمل مهم واضطررت للذهاب ثم ها قد تقابلنا صدفة هل يُمكنني إيصالك؟
- لا شكرًا، سائقي سيوصلني.
واقتربت من السيارة الخاصة بها ولكنها وجدت بها مشكلة حيث أن الإطارات الخاصة بالسيارة بها يحتاجان للصيانة ولكن ليس لديها وقت لذلك فهي متأخرة كثيرًا على موعدها مع دانييل.
- ماذا هناك؟
سألها جواد عندما لاحظ ردة فعلها تلك.
- يبدو أنني نسيت فحص سيارتي صباحًا إن الإطارات بها ثقبٌ كبير.
- إنني تحتُ أمرك آنسة صوفيا يُمكنني إيصالك.
- أشعر أنني أقوم بتضييع وقتك.
أردف بابتسامة:
- لا هذا يُسعدني كثيرًا فأنا أريد البقاء معكِ وقتًا أكثر.
شعرت بالتوتر عندما قال جُملته تلك .. وأمسكت بيد حقيبتها بتوتر واضح .. قام جواد بفتح باب المقعد المجاور لعجلة القيادة ينتظرها أن تصعد العربة .. اقتربت نحوه ببطئ وصعدت السيارة وهو أغلق الباب خلفها بابتسامة وركب في مقعد القيادة وبدأ بالتحرك.
تحدث جواد وهو يعطيها هاتفه..
- قومي بفتح الموقع لتحديد الطريق.
- حسنًا.
قامت بفتح الموقع له وتشغيل الإتجاهات وأعطته إياه مرة أخرى .. بعد مرور عدة دقائق .. وقف جواد بسيارته أمام مكانٍ ضخم للمشروبات ..
صوفيا بابتسامة وهي تطالعه:
- شكرًا لك سيد جواد على إيصالكَ لي.
ثم ترددت كثيرًا في فعل تلك الخطوة ولكنها قامت بها ولا تدري ما السبب حيث قامت بتقبيل وجنته وخرجت من السيارة .. أما هو كان فقد يشعر أنه تائهًا وقام بوضع يده على موضع قبلتها .. طوال حياته لم تُعطِهِ شمس قبلة وهي واعية وهي الآن تقبله وهي غير واعية؟!
......................................................
.الواجب على كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ العناية بالوالدين، والسمع والطاعة لهما بالمعروف، وعدم رفع الصوت عليهما، والحرص على الإحسان إليهما، وعلى كفِّ الأذى عنهما، يقول الرسول ﷺ لما خطب الناس: ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، كرَّرها ثلاثًا، ثم قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان مُتَّكِئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فبين أنَّ عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، ويلي الشرك.
وفَّق الله الجميع.
ماتنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل الخامس عشر
استفاق من شروده عندما دخلت ذلك المكان ونزل من سيارته وبخطوات ثابتة وهادئة دخل المكان خلفها .. وجدها تقترب من أحد الشُبَّان تُصافحه مصافحة الأصدقاء وقام بضمها وهي مبتسمة أما جواد فكان الغضب والغيرة يشتعلان بداخله بشده لأن زوجته بين ذراعي شخصٍ غيره .. اقترب نحوها بسرعة البرق يُبعدها عنه من خلال امساكه لذراعها ..
أردفت صوفيا بدهشة:
- سيد جواد؟ لماذا أتيت خلفي هل نسيتُ شيئًا ما بالسيارة؟
كاد أن يتحدث ولكن دانييل من تحدث بضيق:
- من هذا صوفي؟ ولماذا يمسك بكِ هكذا؟
كادت أن تتحدث ولكن جواد من تحدث:
- ومن أنت أيُّها المتشبه بالنساء لكي تقوم بضمها؟
- ألا تعلم مع من تتحدث يا هذا؟ اتركها إن صوفي تخصني.
أردف جواد بغضب:
- لا دي تخصني أنا يا روح أمك.
وقام بلكمه بقوة في وجهه وصرخت صوفيا، وكاد أن يُكمِلَ عليه ولكنها أوقفته بغضب:
- سيد جواد لماذا تفعل ذلك؟ إن دانييل شريكي في الرقص.
- إذا كان شريكًا لكِ إذًا لماذا يضُمكِ بين ذراعيه؟
صوفيا بضيق:
- من أنتَ لتتحدث معي هكذا؟ من تظن نفسك؟ ثم إننا هنا في بلدِ التحضر ولسنا في البلد المتخلفةٍ التي أتيت منها.
أمسك بوجهها بيده وأردف بفحيح:
- نعم .. أنا من البلد المتخلفة والتي من أولى أولوياتها أنها تُحافظ على شرف المرأة بأية طريقة .. وتؤمن بأن المرأة هي مثال العِفَّة والطهارة على عكس مابنته أفكاركم ومعتقداتكم نحو المرأة وكان سببكم الوحيد هو أنكم بلد حضارة .. وإذا كنتِ تعتقدين أن التحضر أن تكوني بين ذراعي كل شخصٍ تقابلينه فأنتِ في بلادي المتخلفة تلك يعتبرونكِ ع****.
كادت أن تصفعه بقوة ولكنه أمسك بيدها بقوة وأردف بغضب:
- هل آلمتكِ الكلمة كثيرًا لتلك الدرجة؟ ألستِ متحضرة كفاية لأن تتقبلي آراء الغير؟ أم أن حديثي لم يُعجبكِ لأنني على حق؟
ظلا ينظران لبعضهما بتحدٍ ثم أردفت بمكر واستهزاء:
- عجبًا أنك لم تتزوج حتى الآن! حقيقةً أُشفقُ كثيرًا على من ستتزوج بك لأنها ستتزوج معتوهًا مثلك .. أنت حتى لا يوجد بك أي صفات من صفات الرجل المثالي الذي تتمناه أي إمرأة .. لست ذكيًا كفايةً لمعرفة كيف تتعامل مع إمرأة.
ثم صمتت لثوانٍ ثم أردفت بكلمةٍ يمقتها كثيرًا ..
- أكرهُك.
ثم ابتعدت عنه وأمسكت بيد دانييل تتحداه وخرجت من المكان؛ أما هو فكان يقف بمكانه مشدوهًا لقد جرحته بعدما أخبرها بما بداخله بصدق وهما في طريقهما إلى هنا ..
منذ عدة دقائق:
قامت بفتح الموقع له وتشغيل الإتجاهات وأعطته إياه مرة أخرى، ونظرت للخارج بشرود وشعرها الأسود يتطاير بسبب تيار الهواء، كان يطالعها بطرف عينيه أثناء قيادته للسيارة .. كانت جميلة كالعادة بالطريقة التي دائمًا تسرق قلبه بها ..
- أوتعلمين؟
ذلك ما أردف به جواد أثناء انشغاله بالقيادة، التفتت إليه تطالعه باستفسار ..
- كل هذا لا يليق بكِ.
- ماذا تقصد سيد جواد؟
أردف جواد بابتسامة بسيطة:
- لماذا تُصرين على قول سيد جواد؟ أنا فقط أًدعى جواد.
كانت تشعر بالحيرة قليلًا ثم أردفت:
- لأنني لا أعلم جيدًا من أنت لذلك أناديك هكذا.
ابتسم نصف ابتسامة ثم أردف:
- مع الأيام ستعرفينني جيدًا وستنادينني جواد أو حب....
صمت قليلًا ثم استأنف ..
- سنترك اللقب للأيام.
ابتسمت ابتسامة سرقت قلبه، تاه في ابتسامتها تلك ولكنها تحدثت..
- هيا أكمل حديثك سيد جواد، ما الذي لا يليق بي؟
- مايحدث .. ماتفعلينه .. أشعر أن هذا ليس أنتِ.
أردفت بعدم فهم:
- ماذا يحدث وماذا أفعل أنا؟
- أقصد وجودكِ في المافيا الروسية، ذلك لا يليق بفتاة جميلة مثلك.
شعرت بالخجل من إطراءه ذلك ثم أردفت:
- أنا فقط أساعد عمي في إعطاءه بعضًا من آرائي التي من الممكن أن تساعده ولكنني لا أريد أن أنخرط في تلك الأمور الآن .. أنا فقط أحبُّ الرقص وأنا أفعل ما أحب.
طالعها باستفسار واستأنفت:
- أنا أتعلم الرقص .. جميع أنواع الرقص .. أشعر أن بداخلي فتاةً أخرى تريد الخروج، والرقص مايجعلني أشعر بتلك المشاعر وأعطيها الحرية لتخرج.
صمتت قليلًا ثم أردفت بشرود:
- أشعر أن هناك جزءٌ مدفونٌ بداخلي والرقص هو مايجعله يخرج.
كان جواد يطالعها بحب إن شمس هي التي بداخلها .. شمس الشقية التي تحب المغامرة هي أيضًا كانت تحب الرقص .. كانت دائمًا ترقُصُ خِلسَةً في غرفتها عندما كانت مراهقة وكان يراقبها عن بُعد بشغف مراهق وقع في حب تلك المراهقة المتهورة .. استفاق عندما تساءلت ..
- هل يُمكنني أن أسألك في شيءٍ ما؟
- تفضلي.
صمتت قليلًا ثم أردفت:
- لما لم تتزوج حتى الآن؟
أردف باستفسار:
- لماذا تسألينني ذاك السؤال هل يوجد شيءٌ ما؟
- لا أنا فقط أشعر أنك تكبُرُني كثيرًا أعتقد أنك قريبًا من سن عمي فيليب .. أعتقد أنك أربعيني صحيح؟
- أربعيني؟! وقريبًا من سن فيليب أيضًا؟ ذلك العجوز!!.
أردفت صوفيا بحرص:
- ماتتحدث عنه هو عمي سيد جواد.
أردف جواد بتنهيده:
- ما أقصده هو أنني صغيرٌ بالسن لستُ كبيرًا لتلك الدرجة ..
ثم صمت قليلاً وأردف باستسلام:
- حسنًا، لقد قاربتُ على الأربعين.
ابتسمت بهدوء ولم تتحدث ..
- لم تلك الإبتسامة؟
- لا شيء، في بعض الأحيان أشعر أنكَ مرحٌ قليلًا لأنني ومنذ أن قابلتك وأنا أشعر أنك تريد قتل كل من يتحدث إليك.
ابتسم بهدوء واكنه لم يتحدث ..
- لم تُجِبني على سؤالي بعد.
نظر في عمق عينيها للحظة قبل أن ينظر أمامه يكمل تركيزه في القيادة:
- لم أتزوج حتى الآن لأنني لم أجدها.
- من هي؟
- فتاة أحلامي.
أتمنى من كل قلبي أن تجدها سيد جواد.
عودة:
استفاق من شروده ووجد كل من بالمكان يطالعونه بشفقة ولكنه تحكم بغضبه وخرج من المكان وقام بقيادة سيارته يذهبُ لمكانٍ ما وأثناء قيادته قام بالإتصال بفيليب:
- أعطني رقم هاتف صوفيا.
أغلق فيليب معه وأعطاه رقم هاتفها وظل يهاتفها عدة مرات ولكنها لم تُجِب، أرسل لها رسال نصية.
"في المرة القادمة يجب عليكِ أن تفكري جيدًا في كل كلمة ستقولينها لي."
ثم ألقى هاتفه جانبًا بغضبٍ.
.......................................
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
كانت صوفيا جالسة بجوار دانييل في شقته تنظر أمامها بشرود تتذكر ماحدث بينها وبين جواد .. لماذا كان يتحدث إليها هكذا؟ لماذا قلل من شأنها كإمرأة؟ هي لم تفعل شيئًا خاطئ، وتلك الرسالة النصية التي أرسلها لها ماذا يقصد؟ هل سيقتلها؟؟ ..
انتفضت عندما أمسك دانييل بذراعها يتحسسها..
- هل أنتِ بخير؟
أبعدت ذراعها عنه بهدوء وأردفت:
- أنا بخير، إذا ماذا كنت تريد أن تُخبرني؟
اقترب دانييل منها لدرجة الإلتصاق ..
- لقد انفصلت عن حبيبتي مساء أمس ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر بأنني تائِهًا .. صوفيا، أنا بحاجة إليكِ.
رفع يده يلعب بخصلة من شعرها ولكن صوفيا ابتعدت عنه قليلًا وأردفت ..
- دانييل، أنا لستُ مُسَكِنًا لك .. وأبعد يديك عني.
أنزل دانييل يديه وأردف بهدوء:
- حسنًا .. حسنًا لا تقلقي، يبدو أنكِ متوترة بسبب ماحدث خذي ذلك المشروب سيهدأكِ قليلًا.
ومن غضبها شربت المشروب كله دون حتى أن تنظر إلى ماهيته، وبعد عدة دقائق شعرت بالقليل من الإرهاق والنعاس.
- يجب أن أرحل.
أمسك دانييل بذراعها يمنعها.
- إلى أين تذهبين؟
- أريد العودة إلى المنزل.
- إبقي معي قليلًا.
كان يلمس جسدها لمسات مقززة وهي كانت تحاول منعه ولكن إرهاقها كان يجعلها ضعيفة .. قامت بفتح حقيبتها بصعوبة وقامت برش وجهه برذاذ الفلفل ..
دانييل بصراخ:
- أيتها الع**** اللع***.
أخذت بسرعة الصاعق الكهربائي عندما اقترب منها أكثر وقامت بصعقه ووقع أرضًا .. أمسكت هاتفها والنوم يغلبها واتصلت بآخر رقم كان يحاول الإتصال بها وكان رقم جواد والذي أجاب مُسرعًا.
جواد بضيق:
- نعم؟
أردفت بنعاس:
- سيد جواد، أرجوك.
ولكنها لم تتحدث بعد ذلك والمكالمة تُرِكَت مفتوحة.
وقف بسيارته بعدما أصدرت صريرُا عاليا وهو يوقفها وقام بالاتصال بفيليب ..
- أعطني أي عناوين تخصُّ ذلك المدعو دانييل.
- ماذا هناك جواد؟
- لا شيء أريد عناوينه فقط.
- حسنًا.
وبعد عدة دقائق كان دانييل استفاق من الصدمة الكهربائية التي تعرض لها وكانت صوفيا نائمة بجوارهِ أرضًا ..
- غبية.
ذلك ما أردف به دانييل عندما اقترب نحوها وكاد أن يشرع فيما سيفعله بها ولكنه فزع عندما أُطلقت النيران على باب شقته حتى إنكسر مقبض الباب، دخل جواد الشقة وملامحه تحمل أكبر معاني الغضب .. اقترب من دانييل الذي كان سيفر هاربًا عندما رآه ولكنه أطلق الرصاص عليه من بندقيته التي يحملها بين يديه وأصابه في قدمه مما جعل دانييل يقع أرضًا وهو يصرخ بقوة .. اقترب نحوه وانقض عليه باللكمات .. كان لا يرى أمامه من كثرة الغضب وهو يفكر كثيرًا هل قام بإنقاذها؟ هل أتى في الوقت المناسب؟؟ بعدما انتهي منه وغاب عن الوعي هرول نحوها بلهفه وخوف ..
- شمس.
كان يحاول إيقاظها ولكنها لا تستيقظ ولكن كان تنفسها منتظم مما يدل على أنها نائمة يبدو أن ذلك الوضيع قد أعطاها شيئًا.
قام بحملِها بين يديه ووضعها في سيارته وعاد لشقة دانييل وحمله أيضًا وقام بإلقاءه في صندوق السيارة.
.............................
نبضات قلبها تتسارع تركض في غابة كثيفة حتى انقطعت أنفاسها وهي تهرب منه .. تهرب من ذلك المخادع الذي خدعها بإسم الحب .. بين الأشجار تركض وتحاول أن تبقى صامته لكي لا يسمع صوت أنفاسها لأنها تعلم أنه سيأتي لها ليقتلها .. ثم أصبح الحلم أسود وبعدها شعرت بأن هناك من يحملها ويضمها في آنٍ واحدٍ.
استيقظت وهي تتنفس بسرعة كبيرة تشعر بأنها كانت تركض في ممر طويل جدا لا ينتهي .. ما هذا الحلم الذي عاشته؟ تشعر أنه حقيقي .. نظرت حولها ووجدت نفسها بفراشها في قصر عمها .. ظلت عدة دقائق تتذكر ماحدث .. كانت قد تشاجرت مع السيد جواد وبعدها تركته وذهبت مع دانييل في شقته ..
- غبية!
ذلك ما تحدثت به لنفسها ولكنها لا تتذكر ماذا حدث بعد ذلك .. وكيف أتت إلى القصر؟ .. استفاقت عندما فُتِحَ باب الغرفة وكان فيليب من دخل.
- عمي، ماذا حدث؟
- حَمدًا لله على سلامتك، لقد خِفتُ كثيرًا عندما أخبرني السيد جواد بما حدث.
- السيد جواد! ماذا حدث عمي؟
- إن السيد جواد أنقذك من بين يدي ذلك الشاب السيء الذي يُدعى دانييل لقد حذرتك سابقًا من ذلك الشاب صوفيا، وأنتِ لا تنصِتين إلى أبدًا.
أردفت صوفيا بعدم فهم:
- إذا جواد هو من أتى بي إلى هنا؟
- أجل.
ظلت صامته تشعر بالهزيمة أمامه لقد كانا يتشاجران بسبب دانييل وفي النهاية إتضح أنه كان محقًا .. لكن لا هي ليست مخطئة .. كانت تتعامل بحُسنِ نية مع دانييل ولكن كان ذئبًا مفترسًا كغيرة من الرجال .. ثم أين هو دانييل؟
انتبهت عندما دخل جواد غرفتها وقامت بسرعة بإخفاء الظاهر من جسدها .. عقِدَ جواد حاجبيه بسبب فعلتها تلك ووجه حديثه لفيليب:
- ماذا تفعل هنا؟
عقد فيليب حاجبيه أيضًا:
- أطمئن على إبنة أخي.
جواد باستهزاء:
- حسنًا، من فضلك أخرج لدي الكثير لأتحدث به مع إبنة أخيك!
خرج فيليب دون أن يضيف كلمة أخرى أما بالنسبة لجواد فقد جلس على فراشها ينظر أمامه بشرود لبعض الوقت..
أردفت صوفيا بجفاء:
- ماذا تريد؟
- هل فعل لكِ شيء؟
ذلك ما تحدث به جواد بهدوء وهو ينظر في عمق عينيها.
- لا أعتقد .. أتذكر أنني قد بخخت رذاذ الفلفل في عينيه و صعقته بصاعقي الكهربائي ووقع أرضًا.
همهم ولكنه لم يتحدث يفكر في الكثير من الأمور ..
- أين هو؟
- ليس لكِ شأن في أن تعرفي أين هو، المهم أن تتعلمي من خطأكِ.
صوفيا بغضب:
- أنا لستُ مخطِئة.
أردف جواد بغضب:
- بل مخطئة، كيف تذهبين إلى شقةِ شابٍ أعزب وحدكِ؟
اعتدلت وتركت فراشها واقتربت منه بغضب بثوب نومها العاري:
- مُجددًا؟! ستتحدث مجددا عن معتقداتك المتخلفة أمامي؟! ثم من سمح لك يا هذا أن تتدخل في حياتي هاه؟
أمسك بكتفيها العاريين وقربها نحوه وأردف بهدوء:
- أعذركِ لأنكِ لا تفهمين شيئًا ولكن لا تمنعيني في أي شيءٍ يخصك بعد الآن، لأن ذلك لن يحدث أبدًا صوفيا.
أردفت بغضب وصراخ وهي تحاول الفكاك منه:
- أكرهُك.
نظر لهيئتها الصارخة تلك لعدة ثوانٍ ثم أردف وهو يحاول منع نفسه من تقبيلها وإتمام زواجهما الآن:
- وأنا أيضًا .. ولا ترتدي تلك الملابس مرةً أمامي أو أمام فيليب أو أي رجل آخر هل فهمتِ؟
كادت أن تتحدث وتصرخ في وجهه ولكنه ابتعد عنها بصعوبة وخرج من الغرفة ووجد فيليب أمامه.
- إذا كنت تريدها أن تُحبك مجددًا لا تفعل ذلك معها، إنها تكرهك جواد!
أردف جواد بالمصرية:
- مش مهم .. هي مش واعية للي بيحصلها .. لما الذاكرة ترجعلها هتفتكر إننا بنحب بعض وهنرجع زي الأول وأحسن.
فيليب بالمصرية:
- ولكن إنت يا جواد مش مساعدها على كده، بل إنت بتعقد الأمور أكتر، إنت كده بتخليها تبعد عنك وفرصتك إنك تساعدها في رجوع ذاكرتها بقا صعب .. حاول تكون ليَّن معاها البنات بييجوا باللين والود والمحبة والتفاهم مش الغصب! وطول مانت بتؤمر هي هتعنِد قُصادَك .. والعِند بيخرِب العلاقات.
أردف جواد بعصبية:
- يعني المفروض أعمل إيه دلوقتي؟
فيليب بعقلانية:
- هقولك تعمل إيه، بس لازم تسمع كلامي كله وتنفذه بالحرف الواحد.
جواد بغضبٍ وسخرية:
- أنا أنفذ كلامك إنت؟ إنت هتفهم إيه أكتر مني؟
فيليب باستفسار وتعجب:
- هي إزاي قدرت تحبك بأسلوبك الهمجي ده؟!
كاد أن يغضب جواد ويثور ولكن أوقفه فيليب وأردف مؤكدًا:
- هتسمع كلامي بالحرف الواحد وهتخليها تحبك من تاني تمام؟
ظل فيليب عاقدًا حاجبيه بغضب أمام جواد الغاضب أيضًا والذي لا يعجبه حديث فيليب ولكن عاد يفكر بشمس وفي طريقة أيضًا لمساعدتها في عودة ذاكرتها ..
جواد باستسلام:
- موافق.
فيليب بابتسامة وهو يقدم يده لجواد:
- اتفقنا.
ظل جواد ينظر ليده قليلًا ولكنه قام بمصافحته أيضًا.
......................................................................
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا