رواية ثأر الشيطان الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ثأر الشيطان الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ألا أخبركم من المسلم، من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل. رواه أحمد.
ماتنسوش اللايك
رواية / ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل السادس عشر
في مكان معزول في روسيا وفي غرفة بيضاء بداخل مبنى ضخمٍ لا يوجد بها سوى نافذة واحدة محاطة بالقضبان الحديدية .. كانت آسيا صاحبة البشرة البيضاء الشاحبة ذات الشعر الأسود المختلط ببعض الشعيرات البيضاء تجلس على فراشها وتنظر أمامها بشرود .. خرجت من شرودها ذلك عندما فتح باب الغرفة ورأته يدخل للغرفة تحولت من ملامحها إلى الذُعر وعادت للخلف بهدوء حتى التصقت بحائط الغرفة بجانب الفراش ..
أردف ماتيوس بلوعة وهو يقترب:
- إشتقت إليكِ كثيرًا آسيا.
أردفت بارتعاش:
- أرجوك، ابتعد عني.
- إهدأي حبيبتي، لن أؤذيك أنا فقط جئت لأطمئن عليكِ.
كلماته لها لم تجعلها تهدأ يل جعلتها تشعر بالخوف أكثر.
اقترب منها كثيرًا حتى أمسك بيدها يقبلها ولكنها اشمئزت منه وأبعدت يدها عنه بسرعة، وأردفت باشمئزاز وخوف في آنٍ واحدٍ:
- أنا أكرهك كثيرًا ماتيوس، ابتعد عني.
ولكنه لم يبتعد بل أمسك بخصلة من شعرها يقوم بإستنشاق رائحتها، ابتلعت بخوف.. أردف بهدوء وهو مغمضٌ عينيه يمسك شعرها..
- أنا أكرهه كثيرًا آسيا لقد أخذكِ مني مرة ثم أتى إبنه ليأخذكِ مني مرة أخرى! لكن لا .. لن يستطيع أحدٌ أن يأخذكِ مني حبيبتي، نحن لبعضنا منذ أن تقابلنا.
أردفت بغصة:
- أنت مريض ماتيوس.
أردف بتأثر وهو يطالعها:
- لا أنا لست مريضًا أنا فقط أحببتكِ، وإذا أخذكِ مني أحدٌ سوف أقوم بقتله، أتعلمين ما يغضبني .. أن إبنكِ وزوجكِ قد تعاونا سويًا في أعمالهما.
تحولت ملامحها للدهشة وأردفت بإرتعاش:
- كيف؟! .. هل .. هل فيليب حي؟
- أنتِ مسكينةٌ آسيا لقد عشتِ طوال حياتك تبكين على الأطلال بينما هو حي يُرزق ويعبث مع الأُخريات بعدما قام بتزوير وفاته لكي تبتعدي عنه.
أردفت ببكاء:
- أنت كاذب، إن فيليب لا يمكنه تركي وحدي .. إن فيليب يحبني.
- لا عزيزتي .. إن فيليب قد ترككِ وحدكِ بإرادته ولو كان يحبكِ لكان بحث عنكِ طوال الثلاثون عامًا الماضية لكن يبدو أنه مستمتع بحياته بدونك.
انهمرت عبراتها بغزارة واستأنف ماتيوس حديثه:
- لا تحزني حبيبتي، سأقتله هو وابنه لأجلكِ.
طالعته بذهول وأردفت بصراخ:
- لا .. لا تفعل .. أرجوك .. اقتلني أنا بدلاً منهما .. اتركهما أرجوك.
أردف ماتيوس بابتسامة واستفزاز:
- وفري صراخكِ ذلك، عاجلًا أو آجلًا فقد اقتربت نهايتهما حبيبتي.
قبل مقدمة رأسها بهوس أما هي قد دفعته بضعف ولكنه ابتسم وأردف:
- سآتي لكِ مرة أخرى .. سأترككِ لكي ترتاحي قليلًا.
ثم خرج من الغرفة وتركها تبكي بحُرقَةٍ بسبب خوفها على زوجها وابنها .. تشتت تفكيرها عندما أخبرها ماتيوس بأن فيليب حي .. كيف؟ كل تلك السنوات كانت تظنه متوفي .. لا بل هو توفى بالفعل .. كيف يكون حي ويتركها ولا يبحث عنها؟ .. كيف؟ ألا يعلم كم عانت بعد وفاته؟ لكن لا إنها لن تصدق ماتيوس إنه بالتأكيد يكذب .. إن فيليب لن يتركها مهما حدث .. ما بينها هي وفيليب ليس مجرد زواج! إن بينهما عشقٌ كبيرٍ لم ينتهي! .. أغمضت عينيها تسمح لتلك العبرة بالنزول عندما أتى على بالها كيف التقيا.
منذ ثلاثون عامًا:
كانت تقف بابتسامتها اللطيفة في مطار القاهرة تحمل لافته بأسماء السائحان الروسيان اللذان سترافقهما طوال رحلتهما في مصر وتلك طبيعة عملها كمرشدة سياحية .. تتذكر جيدًا كم وصاها رب عملها عليهما يبدو أنهما مهمان كثيرًا وتذكرت حديثه الذي لا يذهب من ذهنها تمامًا:
- لازم زيارتهم لمصر تعجبهم يا آسيا، لازم تكوني متعاونة معاهم وفاهماهم وتساعديهم متحسسيهمش إن في صعوبة في زيارتهم هنا.
تمتمت بهدوء لنفسها:
- كلها كام يوم وهيمشوا وهاخد أجازة لطيفة.
انتبهت عندما خرج المسافرون من المطار ورفعت اللافته لعلهما يلاحظانها وذلك لأنها لا تعلم ماهو شكلهما حتى الآن .. انتبهت لشابين ينظران للافته وهما يقتربان منها، أحدهما كان شعره أشقر قصير كان متوسط الطول ملامحه كانت عادية، كان أملسًا، بشرته بيضاء وأما الآخر كان شعره أسود يميل للون البني مجعدًا أو كما يقولون في أيامنا الآن *كيرلي* .. كان شابًا طويلاً قليلًا ملامحه كانت هادئة بشرته قاتمة ذو شارب ولحية غير كثيفين كان جسده ممتلئًا بالعضلات ولديه وشم عند كتفه لكنه غير ظاهر كله بسبب القميص الأبيض الناصع الملتصق بعضلات جسده .. كانت شاردة بذلك الشاب ولم تنتبه لحديث الآخر لها ..
- مرحبًا آنسة أنا ماتيوس وهذا فيليب.
ظلت تُحملق في ذاك الشاب الجذاب الذي يُدعى فيليب والذي ابتسم لها ابتسامة جذابه أظهرت أسنانه ناصعة البياض عندما لاحظ نظراتها تلك، استفاقت وشعرت بالإحراج عندما انتبهت أنه يبتسم لها ..
- اه أهلا بيكم.
أردف ماتيوس بإستفهام:
- عفوا، ماذا تقولين؟ هل تتحدثين الروسية؟
أجاب فيليب بدلًا عنها:
- بالطبع عزيزي ماتيوس إنها تتحدث الروسية لقد أخبرنا الرئيس بذلك، مرحبًا آنسة .. أنا فيليب.
مد يده يصافحها ابتسمت بتردد وصافحته هي أيضًا بيدها والتي هي صغيرة جدا بالنسبة ليده الضخمة بارزة العروق.
شعرت أنه يحتويها بيده، علت ملامح الاستفهام وجهه عندما أمسك بيدها وشعر بشعورٍ غير مفهوم .. انتبه الإثنين عندما قدم ماتيوس يده ليصافحها هي أيضًا ..
- مرحبًا بكِ.
أردف بتلك الكلمة بابتسامة بلهاء أما هي فقد أخرجت يدها من يد فيليب التي شعرت أنها هجرته فجأة بفعلته تلك عندما أبعدتها عنه وصافحت ماتيوس بشكل رسمي مردفة بابتسامة..
- مرحبًا بكم في مصر، أنا أُدعى آسيا سأرافقكم طوال الرحلة لكي أرشدكم لكل الأماكن التي تريدون الذهاب بها هنا.
أردف ماتيوس بابتسامة:
- نحن فقط نريد الذهاب إلى........
ولكن قاطعه فيليب بهدوء وهو يطالع الجميلة التي أمامه:
- ستسعدنا كثيرًا رفقتكِ لنا آنسة آسيا، أوتعلمين نحن نريد أن نعرف الكثير عن مصر ومعالمها السياحية .. سنبقى هنا لشهر تقريبًا وأريد في ذلك الشهر أن نزور كل معلمٍ سياحي بها.
أردفت آسيا بالمصرية بصوت مسموع ولكنهما لم يفهما ماتقول:
- يعني مش يومين تلاتة؟؟ شهر! يعني هشتغل شهر من غير ما آخد أجازة!!
فيليب باستفسار:
- عُذرًا ماذا تقولين؟
آسيا بابتسامة:
- لا شئ، سأكون سعيدة جدًا بمرافقتكما أيها السيدان، هيا اتبعاني.
التفتت للخلف ونفخت بضيق ثم ذهبت نحو السيارة التي سيتحركون بها طول تلك المدة.
كان فيليب وماتيوس يسيران خلفها وهما يحملان حقائبهما وتحدث ماتيوس بتعجب:
- لما أخبرتها أننا سنبقى شهر؟ مهمتنا لن تستغرق يومين فيليب.
أردف فيليب بابتسامة:
- هل تمزح؟ نأتي لمصر مرة بالعمر ولا نعلم متى سنأتي مرة أخرى وتقول لي يومين؟؟ سأختلق حُجة نخبر الزعيم بها .. ولكننا سنستمتع قليلًا فمن الواضح أن مصر جميلة جدا.
قال آخر كلمة وهو يطالع آسيا التي تشير لهما بأن يركبا السيارة والتي تنتظرهما.
تحركت السيارة بعدما ركبا .. كانت آسيا تجلس بجانب السائق مرتدية عدساتها الشمسية وتنظر للطريق بجانبها بشرود فهي هكذا عندما تركب أي سيارة تشرد بالطرقات ولم تنتبه لفيليب الذي يجلس خلفها يراقبها ويراقب شرودها وأيضًا شعرها الذي يتطاير خلفها بسبب فعل تيارات الهواء .. وصلا بعد عدة دقائق لفندقٍ ضخم ونزلا من السيارة وتبعاها لداخل الفندق، أخذت مفاتيح الغرف من الإستقبال في الفندق واقتربت نحوهما تعطي كل واحدٍ منهما مفتاحًا وأردفت بابتسامة:
- تلك مفاتيح غرفة كلًا منكما، يمكنكما أن تستريحا اليوم وأنا سآتي في صباح الغد لاصطحابكما إلى الأهرامات.
أردف ماتيوس باهتمام:
- وأين ستكونين أنتِ؟ ألن تبقي معنا هنا، كنت أعتقد أنكِ قمتي بحجز غرفة معنا.
ولكنه تأوه بصوت غير مسموع لها عندما ضغط فيليب على قدمه.
آسيا بإبتسامة:
- شكرا لإهتمامك سيد ماتيوس ولكنني لدي منزل.
فيليب باستفسار:
- كيف سنتصرف هنا دون وجودكِ معنا؟ فلنفترض أنني أريد الذهاب بعد قليلٍ لمكان ما، كيف سأفعلها؟ أليس عملك هو أن ترافقينا في جميع الأماكن التي نود الذهاب إليها؟
تشعر أنه يضغط عليها كثيرًا بكلماته تلك ولكنها أردفت:
- سيد فيليب لدي عائلة تقلق عليّ إذا غبتُ كثيرًا من الممكن أنني إذا اختفيت ساعة واحدة دون أن أخبرهم أين أنا سيعتقدون أنني قد أختُطِفت، أعدكم أنني سأكون معكم بداية من الغد ثم إنني لن أترككم سوى اليوم فقط .. يجب أن ترتاحا قليلًا.
ظلا ينظران لبعضهما قليلًا ثم أردف فيليب بهدوء:
- حسنًا آنسة آسيا، عمتِ مساءًا.
ثم التفت للخلف وأمسك بذراع ماتيوس ليجعله يلاحقه..
أما بالنسبة إليها فقد أخذت نفسًا عميقًا عندما تركاها وأردفت:
- ماتعصبيش نفسك يا آسيا، هما ممكن بس عشان حاسين إنهم تايهين فبيتكلم كده، أنا فعلا مكنش ينفع أقولهم إني حاجزة أوضة هنا فعلا عشان خوفت من اللي اسمه فيليب ده، هو اه حلو وقمور بس .........
استفاقت مما تقول عندما انتبهت أنها تغازله! تنهدت ثم انتظرت قليلًا وبعدها صعدت خلفهم بعدما تيقنت أن كل واحدٍ منهما دخل غرفته .. دخلت غرفتها هي أيضًا وارتمت بجسدها على الفراش تُغمض عينيها بارتياح ولكن بعد عدة دقائق .. انتبهت أن هناك طرقات على باب غرفتها، اعتدلت وذهبت لتفتح الباب وصُدِمَت عندما وجدت فيليب يقف أمامها وأردف بابتسامة:
- يبدو أنكِ قمتِ بتغيير رأيكِ بسرعة.
كادت أن تتحدث محاولة تبرير وجودها هنا ولكنه أردف بدلًا عنها:
- أو من الممكن أن نقول أنكِ كذبتي منذ البداية.
- سيد فيليب كيف تقول ذلك ؟ أنا لستُ كاذبة.
- آنسة آسيا لقد علمت منذ أن قابلناكي أنكِ ستبقين معنا بنفس الفندق .. لقد رأيت حقيبتكِ موجودة بجوار حقائبنا عندما وصلنا إلى الفندق ناهيك عن ذلك لقد انتبهتُ لوجودِ مفتاحٍ ثالثٍ بين يديكي .. لماذا تكذبين إذا؟
ظلت تطالعه بإحراج لقد تم ضبطها كالطفلة صغيرة التي قامت بسرقة حلوى لمجرد أنها تريد تزَوُقِها ..
- أريد أن تخبرينني لما؟
- لقد قلقت منكما .. إنكما ترعبانني .. يبدو من مظهركما أنكما لستما مجرد سائِحَين، أشعر أنكما مجرمَين.
ظل يطالعها بهدوء ولكنه أردف بابتسامة:
- تُعجبني صراحتكِ تلك، لكن لا تقلقي إننا مجرد سائحين نريد رؤية معالِم مصر فقط ليس إلا.
ظلت تطالعه في المقابل بعدما طمأنها .. لقد كذبت إنها لا تراهما هكذا بالأخصِ هو .. إنه شابٌ لطيف جميل .. وسيم!
- دعينا نتفق على شيءٍ ما.
آسيا باستفسار:
- ماهو؟
فيليب بابتسامة:
- إننا رِفاقُ رحلةٍ ستدوم لعدة أيام، لا نريد سوى أن تنتهي رحلتنا بسلام.
هزت رأسها واستأنف:
- حسنا، سعدِتُ بلقائكِ آسيا.
طالعته باستفسار ثم أردف:
- لا نريد أن يكون هناك رسمياتٌ بيننا فنحن كما ذكرت أننا رِفاق رحلة.
- حسنا ... فيليب.
نطقت اسمه بتوتر .. أما هو فلا يدري ماذا حدث له عندما نطقت اسمه..
- عمتَ مساءًا.
- عِمتِ مساءًا.
كاد أن يذهب لكنه عاد يقف أمامها مرة أخرى وأردف..
- لقد سمعتُ أن الفندق يُقيم حفلة بعد ساعتين، ما رأيكِ أن نحضُرها؟
أردفت بتعجب:
- كيف علمت ذلك؟
فيليب بإبتسامة:
- أنا لست جاهلًا آسيا فأنا أتحدث الإنجليزية بطلاقة.
حمحمت بإحراج ثم أردفت:
- إذا أردت أن تحضرها أنت والسيد ماتيوس فلتذهبا ولكنني أحبذ أن ترتاحا قليلًا.
- ماذا؟ إن ماتيوس نائم، ثم أنا أقصد أن نذهب سويًا أنا وأنتِ، ما رأيُك؟
شعرت بالخجل والإحراج في آنٍ واحدٍ ثم أردفت بتوتر:
- فيليب نحن في مصر ولسنا في روسيا ثم إنني لست فتاة تخرج مع شابٍ لا تعرفه.
- ماذا تقصدين؟ ثم ألم نتفق منذ دقائق أننا رفاق رحلة، ذلك يعني أننا أصدقاء، ثم يمكن أن تعتبريها أنها جزءٌ من عملك فأنا أريد حضور الحفل.
صمتت قليلًا مرتبكة لا تدري ماذا تقول له..
- ما رأيك؟
آسيا بإستسلام:
- حسنًا سأتجهز.
فيليب بإبتسامة:
- هذا رائع وأنا أيضًا سأتجهز، سأنتظرك هنا بعد ساعتين أمام باب غرفتك، إلى اللقاء.
ثم تركها ورحل وأردفت بتعجب:
- قدام باب الأوضة؟! ده ناقص يدخلها غصب عني، الأجانب دول عليهم دماغ غريبة.
ولكنها أغلقت الباب وذهبت للحمام لكي تزيل عن جسدها إرهاق السفر فهي بالطبع ليست من القاهرة هي من الإسكندرية وأتت إلى هنا لأجلهما ولأن أيضًا طبيعة عملها تعتمد على سفرها للقاهرة دائمًا فهي تعتبر من سُكانها أيضًا.
بعد ساعتين:
كان فيليب يقف أمام بابها مرتديًا بنطالاً أسود وقميصٍ أسود يلتصق بجسده بسبب عضلاته القوية، فتحت آسيا باب غرفتها وكانت مرتدية ثوبًا ذو لونٍ أحمر دون أكمام يصل لما بعد ركبتها بقليل وقد تركت العنان لشعرها مما زاد إعجاب فيليب بها.. كان يطالعها بهدوء ولكنها أردفت:
- هيا يجب أن ننزل.
هز رأسه ولكنه ظل واقفًا مكانه، وشعرت بالتوتر بسبب نظراته تلك والتي تشعر أنها تخترق روحها ولا تدري لماذا؟
- سيد فيليب، يجب أن تتحرك لكي أستطيع أن أخرُجَ من الغرفة.
استفاق فيليب وابتعد عنها وهو يحمحم مردفًا..
- أعتذر.
ابتعد من أمام الغرفة يفسح لها المجال وخرجت من غرفتها ونزلا سويًا وذهبا لمسرح الفندق والذي يوجد به الحفل حيث يغني به العديد من الفنانين المصريين.
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
بعد إنتهاء الحفل:
كانا يسيران في ممر الغرف ..
فيليب بإبتسامة وضحك:
- كان الحفل رائعًا ولكنني لم أفهم أي شيء مما كانوا يقولون.
آسيا بإبتسامة:
- لا تقلق سأجعلك تتحدث المصرية بطلاقة خلال هذا الشهر لكي لا يجعل الآخرين منك أضحوكة، فأنت سترى أعجوبة هنا في الشعب المصري.
صمت فيليب قليلًا وهو مبتسمًا ثم أردف:
- يبدو أنكِ تحبين بلدكِ كثيرًا.
آسيا بإبتسامة:
- لما لا أحبها؟ إنها بلدي لا ملجأ لي سواها.
توقفا أمام غرفتها وأردف:
- وأنا أيضًا أريد أن أُحبها.
ظلا يطالعان بعضهما لبعض الوقت ثم أردفت آسيا ببعض المرح:
- ستحبها كثيرًا عندما تتحدث مع شعبها وتتعامل معهم إن المصريين يتميزون بخفة دمهم.
تحدث فيليب وهو ينظر في عمقِ عينيها:
- ألا يكفيني أنتِ؟
شعرت بالتوتر بسبب سؤاله ذلك ولكنها اعتبرته سؤالا عابر وأردفت:
- كفاكَ أسئلة كثيرة فيليب، يجب أن تنام جيدًا لأننا سنبدأ رحلتنا في صباح الغد.
هز فيليب رأسه وأردف:
- حسنًا نتقابل غدًا.
دخلت غرفتها وهو توقف لعدة دقائق يحاول أن يفهم ماذا يحدث له ولكنه بداخله يعلم أنها مجرد فتاة جميلة يقابلها مثل أي فتاة أخرى قبلها..
في صباح اليوم التالي:
كان ثلاثتهم يقفون أمام الفندق ينتظرون السيارة وكان فيليب وماتيوس يمسكان حقيبتان كبيرتان ..
أردفت آسيا باستفسار:
- لماذا تُمسكان حقائبكما؟ نحن سنتنزه ولن نسافر.
أردف فيليب:
- لا تقلقي نحن نخاف على أشيائنا.
أردف ماتيوس باستفسار يقوم بتغيير الموضوع:
- أخبريني مجددًا أين سنذهب آنسة آسيا؟
- سنذهب لنتناول طعام الفطور أولا ثم سنأخذ جولتنا في الأهرامات ثم بعد ذلك إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي وبعدها سنتناول طعام الغداء.
وصلت السيارة وصعدوا إليها وبعد عدة دقائق كانا يجلسان معها في مطعمٍ لا يعلمون ماهيته وينظرون للأشخاص حولهم بتعجبٍ ..
فيليب بإستفسار:
- ماذا سنأكل؟
أردفت آسيا بابتسامة:
- فول وطعمية.
ماتيوس بإستفسار:
- ماهذه الأكلة؟
- إنها أكلة مصرية شعبية نتناولها في الفطور.
- حسنا.
أما فيليب فقد ابتسم ولم يُزِد وأتى طعامهما، أردفت آسيا بتحذير..
- لا أريد أن تأكُلا كثيرًا لأن معدتكما لن تتحمل الكثير منه، وكُلا مِثلي
هزا رأسيهما وبدءا بتناول الطعام مثلما تأكل .. وكانت آسيا تتناول الطعام وهي تستمع لأغنية للمغنية القديرة أم كُلثوم قا بتشغيلها صاحب المطعم على الراديو.
وبعد أن انتهوا ذهبوا للأهرامات وكانت آسيا تشرح لهما كل شيءٍ هُناك .. وأثناء الشرح همس فيليب لماتيوس.
- حاول أن تقوم بإشغالها .. سأقوم بإتمام المهمة وسأعود.
هز ماتيوس رأسه وتركهم فيليب حاملًا الحقيبتين وتعجبت آسيا بسبب رحيله...
- أين ذهب؟
ماتيوس بإبتسامة:
- لقد ذهب إلى الحمام سيأتي بعد قليل .. ماذا كنتِ تقولين؟ أكملي.
كانت تشعر أنهما غريبا الأطوار وذهب فيليب يقابل أحدهم خارج منطقة الأهرامات وأخذ يسأل المارة باللغة الإنجليزية حتى وصل لفندقٍ قريبًا من تلك المنطقة وقابل أحد تجار المخدرات حيث أنه ستحدث عملية مبادلة .. مخدرات مقابل الكثير من الأموال .. وقام فيليب بتلك العملية بذكاء ونجح بها وتم الإحتفاظ بالبضاعة في مكان يخص ذلك التاجر حتى موعد سفر فيليب وماتيوس.
انتهى فيليب من عمله مع ذلك الرجل وعاد للأهرامات مجددًا بدون أي حقائب .. وكانت آسيا تشعر بالقلق بسبب تأخره لقد تأخر ساعتين أي الوقت الذي من المفترض أن تنتهي فيه زيارتهم للأهرامات ..
- لا تقلقي سيعود، ثم ألم أخبركِ كم أنني سعيدٌ عندما علمت أنكِ ستقيمين معنا بنفس الفندق؟
طالعته بتعجب..
- لقد أخبرني فيليب بأنكِ ستبقين معنا بالفندق.
ذلك ما أردف به ماتيوس بابتسامة وهو يطالعها، ولكنها عادت للحديث مرة أخرى بقلق:
- أخاف أن يكون الطعام الذي تناولناه قد سبب له مشكلة.
كاد أن يتحدث ولكن فيليب قد اقترب منهما ..
- أين كنت؟
أردف فيليب بهدوء:
- لقد كنتُ في الحمام ثم حدثت مشكلة عند المدخل وكنت هناك أ.....
أردفت آسيا بضيق وهي تقاطعه:
- قبل أن تتحرك أخبرني أين ستذهب لأنني مسئولة عنكما وعن رحلتكما.
صمت فيليب قليلًا ثم أردف:
- أنا أعتذر لأنني لم أخبركِ.
وكأنه قد أراحها بتلك الكلمة وأردفت:
- لقد انتهى وقتنا هنا فلنذهب.
ثم تركتهما وتابعاها .. وأردف ماتيوس بهمس غير مسموع لفيليب:
- هل تمت المهمة؟
فيليب بابتسامة:
- لا تقلق .. لقد فعلتها.
- ألا يفترض بنا أن نعود؟
- إذا أردت أن ترحل فلترحل أنت، لكن أنا...
ظل يطالع آسيا قليلًا ثم أردف:
- سأبقى لشهر.
- حسنًا سأبقى معك.
وكان ماتيوس أيضًا ينظر لآسيا بإعجاب خافي .. ذهبوا معها إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي وبعد ان انتهوا من زيارته ذهبوا لتناول الغداء والذي كان مفاجأة بالنسبة إليهم فقد كان إسمه كُشري .. مرت الأيام وكان يزداد تقرب فيليب من آسيا بسبب وجودهما سويًا طوال الوقت بسبب زيارتهم للمعالم الأثرية في مختلف محافظات مِصر.
وفي يومٍ ما في القاهرة:
كان فيليب يقف بشرفة غرفته في الفندق ينظر للسماء بشرود يفكر بتلك الفتاة التي شغلته منذ أن أتى إلى مصر تنهد ثم خرج من الغرفة في نية منه للذهاب إلى غرفتها أيضًا ولكنه وجد ماتيوس يقترب نحو غرفتها ..
- ماتيوس؟ إلى أين تذهب؟
ارتبك ماتيوس ولكنها أردف مسرعًا:
- كنت أريد أن أسأل آسيا بخصوص شيءٍ ما.
فيليب باستفسار:
- ماهو؟
بسبب تردده اشتعل الغضب بداخله..
- وما شأنكَ أنت؟ أريد أن أذهب إليها فقط لأمرٍ يخُصنا سويا أنا وهي.
اقترب فيليب منه ممسكًا بياقته وأردف بغضب:
- إن الأمر كله يخصني أنا أيضًا .. لأن آسيا تخصني أنا هل فهمت؟ إنها لي.
ماتيوس بضيق:
- ماذا؟ منذ متى يحدث ذلك؟؟
- منذ أن آتينا ماتيوس وإياك أن تقترب منها مرة أخرى وإلا سأقتلك وأنا لا أمزح في ذلك الشأن.
ظل يطالعه بغضب وابتعد ماتيوس عنه وعاد لغرفته وظل فيليب بمكانه في ممر الغرف يتعجب لما تحدث إلى صديقه هكذا؟ ولماذا قال عنها هكذا؟ ولكن مايعلم أنها قد سرقت قلبه منذ أن تقابلا، أخذ نفسًا عميقًا ثم وقف أمام غرفتها يُطرقها بهدوء .. فتحت باب الغرفة وابتسمت عندما وجدته أمامها وأردفت بالمصرية..
- محتاج مني حاجة؟
أردفت ببعض الكلمات المصرية البسيطة التي علمته إياها في الأيام الماضية:
- تيجي نتمشى شويه؟ محتاج أتكلم معاكِ.
فكرت قليلًا ثم أردفت بابتسامة:
- انتظرني 10 دقاق سأتجهز.
وأعادتها بالمصرية مرة أخرى لكي يتعلمها:
- استناني عشر دقايق هجهز نفسي.
هز رأسه قائلاً وهو يحفظ تلك الجملة بداخل عقلة:
- سأنتظرك.
بعد مرور عدة دقائق كانا يسيران بجوار بعضهما في شوارع قريبة من الأهرامات تلك الشوارع كانت بها إحتفالات يحضرها السياح والمارة ..
أردفت بإستفسار مرة بالروسية ثم يعقبها معناها بالمصري كما اتفقا:
- ماذا هناك؟ .. مالك؟
أردف فيليب وهو يتابع تلك الإحتفالات:
- أنا أفكر لمَ لم أسافر حتى الآن.
- تقصد إيه؟
التفت لها يطالعها لأنه يفهم معنى ما قالته:
- كان من المفترض أن أزور مصر يومين ثم سأعود إلى روسيا ولكنني غيرت رأيي بمجرد رؤيتك.
توقفت بمكانها وطالعته باستفسار وتوقف هو أيضًا واقترب منها ..
- لا أعلم ماذا حدث لي عندما رأيتكِ .. ولكنني تحججت بأي شيء للبقاء معك.
- فيليب أنا .......
قاطعها وأردف:
- لا أريد معرفة رأيكِ الآن .. فقط أريدكِ أن تفكري قليلًا بعلاقتنا وتعطيها فرصة.
صمت وهزت رأسها .. انتبه الإثنان لموكب زفاف يحدث في أحد الشوارع ..
- هيا لأريكَ كيف تُقام الأعراس بمصر.
تبعَهَا وذهبا للعُرسِ ووجدا الرجال يرقصون مع بعضهم والنساء منفصلين عنهم .. واقترب الرجال والنساء نحوهم يرحبون بهم عندما لاحظوا وجود سائحٍ بالعُرسِ .. أخذوا بيده وقاموا بجعلهم يرقصون .. وكان الإثنين سعيدين كثيرًا بتلك الجولة اللطيفة وأخذ فيليب بيدها وهو يراقصها ولكنه أراد أن يذهب بها بعيدًا عن تلك الإحتفالات .. أخذ بيدها يركضان مما جعلها تركض خلفه وهي تضحك وتبتسم وكان يشاركها الضحك وتوقف في شارع مُظلِم عند باب منزلٍ في ذلك الشارع وجعلها تستند بظهرها على الباب واقترب منها لدرجة الإلتصاق ..
كانت تشعر بالضعف وهو قريبٌ منها هكذا ..
فيليب بهمس ووجهه مقاربًا لوجهها:
- لا أستطيع الصمود أمامك، أنا أحبكِ آسيا.
كاد أن يقبِلها ولكنها ابعدته عنها بضعفٍ تمنعه وأردفت:
- فيليب، نحن لسنا بروسيا نحن بمصر.
- فليكن.
كاد أن يقبلها مرة أخرى ولكنها ابتعدت عنه وكادت أن تذهب ولكنه أمسك بيدها يطالعها بتعجب ولكنها أردفت بتشتت:
- هذا لا يصِح فيليب .. لا يمكن أن أفعل ذلك.
- كيف لا يمكن؟؟ أنا أحبكِ آسيا وأنتِ أيضًا تكنين لي المشاعر ما الذي يمنعنا من التعبير عن حبنا لبعضنا؟
أردفت وهي تطالعه في عمق عينيه:
- إننا لسنا متزوجين.
- فلنتزوج إذا والآن.
تحدث بتلك الجملة وهو عاقدًا حاجبيه كانت تطالعه بتعجب، هل ماسمعته حقيقي؟ إنه يريد أن يتزوجها! ..
- هل تمزح؟
- أنا لا أمزح في تلك الأمور.
- لكن كيف؟ لقد تقابلنا فقط منذ ثلاثة أسابيع!
- إذا لمَاذا أشعر أننا قد تقابلنا منذ سنوات؟
ظلا يطالعان بعضهما بحبٍ وأردفت آسيا بصوت مبحوح:
- السفارة المصرية، نقدر نتجوز فيها.
وهكذا قد تزوج الإثنين وعبَّر الإثنين عن حبهما لبعضهما بأفضل طريقة.
.......................................................................
اليومين دول أنا في أسوأ حالاتي أعذروني لو اتأخرت مش بإيدي دعواتكم لإبني بالشفاء العاجل
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل السابع عشر
استيقظت في الظهيرة وهي بين ذراعيه قامت بفتح عينيها ببطئ شعرت أنها كانت تحلم ولكن الحلم كان حقيقة حيث كان يحيطها بذراعيه القويتين تنهدت بارتياح وكانت سعيدة كثيرًا حيث أنها لم تكن تتوقع أن كل ذلك سيحدث أثناء ممارستها لوظيفتها.
- بتفكري في إيه؟
نطق فيليب بتلك الجملة محاولًا التحدث بالمصرية وبنعاس ..
ابتسمت بهدوء وأردفت:
- مكنتش مصدقة الحركة المجنونة اللي عملناها دي.
صمت قليلًا يطالعها بابتسامة وتحدث بلغته:
- وأنا أيضًا.
كان ماتيوس يبحث عن فيليب ولكنه لم يجده حيث أنه طرق على بابه كثيرًا ولم يُجِب وبحث عنه في الفندق بأكمله ولم يجده أتى على باله فكرة أنه من الممكن أن تكون آسيا تعلم بمكان وجوده
توقف أمام غرفتها وقام بطرق الباب عدة طرقات وانتظر قليلًا حتى فُتِحَ الباب وما صدمه هو وقوف فيليب أمامه عاري الصدر وينظر له باستفسار ..
ماتيوس بعدم استيعاب:
- ماذا تفعل هنا؟!
أردف فيليب بضيق:
- بل أنت ما الذي تفعله هنا؟
لم يستطع ماتيوس أن يتحدث بكلمة وماصدمه أكثر هو ظهور آسيا خلفه وهي تتحدث:
- مين يا حبيبي؟
ولكنها توقفت عندما رأت ماتيوس أمامها وابتسمت:
- مرحبًا بك سيد ماتيوس.
صمتت قليلًا ولكنها استأنفت بخجلٍ واضح:
- لقد تزوجت أنا وفيليب أمس .. صدقني لم نستطع أن نُخبر أي أحد حتى عائلتي .. سيقتلونني أعلم *قهقهت بخفة* ولكننا قد تزوجنا.
ظل ماتيوس صامتًا لم يستوعب حتى الآن زواج صديقه من الفتاة التي أرادها لنفسه.. شعرت آسيا أنه قد تضايق وأردفت:
- سيد ماتيوس أنا أعلم أنك وفيليب أصدقاء ولكننا.........
تحدث فيليب وهو يقاطعها:
- لماذا تُبررين له؟ نحن لم نفعل شيء سيء....
والتفت لماتيوس مردفًا بضيقٍ خافي:
- صحيح ماتيوس؟
ابتلع ماتيوس ريقه وأردف:
- مباركٌ لكما.
ظل صامتًا لم يفعل شيء بعدها.
- العُقبى لك.
ثم أغلق فيليب الباب بوجهه ..
- ماذا فعلت فيليب؟؟ كيف تغلق الباب بوجهه؟
التفت إليها بابتسامة وهو يحملها بين يديه:
- تزعجني رؤيته قليلًا .. دعيني نُكمل ما كُنا نتحدث به.
****
تحرك ماتيوس بذهول في ممر الغرف وهو عائدًا إلى غرفته .. كيف؟! كيف يأخذها منه؟؟ .. كان يعتقد أنه يريد اللعب بمشاعرها قليلًا عندما أخبره بأنها تخصه .. لم يكُن يعتقد أنه سيتزوجها! .. كيف تزوجها؟ شعر أنه قد خسر التحدي أمام فيليب العنيد المغرور الذي يؤمن بأنه لا يمكن لأحدٍ هزيمته .. ظهر الغضب الشديد في ملامحه وأردف:
- سأُريك يا فيليب من هو ماتيوس! .. سأُريك.
وقام بكسر كل شيء في غرفته وهو غاضب ..
مرت الأيام وكان فيليب وآسيا يعيشان كأسعد زوجين وعندما اقترب موعد رحيل فيليب كانت آسيا جالسة بفراشها تنظر أمامها بشرود وكان فيليب يقوم بتجهيز حقيبته ولكنه انتبه لشرودها، اقترب منها يُمسك يدها وأردف باستفسار:
- مالك؟
نظرت في عُمق عينيه وأردفت بحزن بالروسية:
- أنا خائفة كثيرًا أشعر أنك لن تعود لأخذي فيليب! ثم إنني خائفةٌ من أقوم بمواجهة عائلتي وحدي.
ضغط على يدها برفق يهدأها:
- لا تقلقي حبيبتي، سأغيب عنكِ عدة أيامٍ فقط سأقوم بضبط الأمور في عملي هناك وسأعود هنا لكي نبقى بعض الوقت ثم سأذهب بك إلى روسيا، ما رأيك؟
أردفت بحزن:
- هل من الممكن أن تقوم بتأجيل عملك قليلًا فيليب وتبقى معي قليلا؟ لا أُريد الإبتعاد عنك.
كان يُطالعها قليلًا وهو يفكر ولكنها أردفت:
- أرجوك حبيبي.
تنهد فيليب باستسلام وأردف:
- حسنًا.
قفزت بين ذراعيه بسعادة وهو قام بضمها بقوة .. يشعر أنه لم يكن حيًا قبل أن يقابلها لقد شعر بالحياة فقط عندما تقابلت عينيه مع عينيها في المطار! .. ثم ابتعدت عنه وأردفت:
- ماذا ستفعل بموعد عودتك؟
- لا تقلقي سأتصرف ثم إنني أعلم أن الزيارة تكون ثلاثة أشهر هذا صحيح؟
- نعم! ولكنك تعتبر أنك حصلت على الجنسية المصرية حقك أن تبقى هُنا.
- لم تكتمل إجراءات الجنسية المصرية بعد وهكذا إذا يتبقى لي شهرين .. ثم سأسافر لضبط أوراقك عندي وبعدها سأرسل لكِ لكي تكوني معي في روسيا ما رأيك؟
أردفت بابتسامة وسعادة:
- أفضل حل.
ثم صمتت قليلًا وأردفت:
- محتاجاك تتكلم مصري طول الوقت عشان تقدر تمارس اللغة بشكل كويس.
هز فيليب رأسه ثم أردف بتقطع في حديثه:
- بس مش هيكون واضح إني بتكلم مصري مكسر؟
كانت تطالعه بانبهار وهو يتحدث المصرية بشكل مفكك كالأطفال الذين يتعلمون التحدث في بداياتهم وأردفت بحب:
- هتبقى حلو أوي على فكرة وانت بتتكلم مصري مكسر.
قبل رأسها ووجنتها وأيضًا يدها وهي كانت مبتسمة بسعادة وهي تطالعه هكذا ..
- ممكن أنا أطلب طلب بقا؟
- أكيد.
- في شغل محتاج أنفذه الأول بعد ميمشي ماتيوس من مصر.
آسيا بعدم فهم:
- تقصد إيه؟
- هغيب يوم ممكن بس هكون موجود بمصر، أنا مش هسافر روسيا .. أنا بخلص شغل بسرعة وبرجع ليكِ.
- تمام ماشي هستناك.
بعد مرور وقت بسيط، في باحة الفندق كان فيليب يقف أمام ماتيوس الذي يطالعه بهدوء ..
- ستعود أنت وسأرسل خلفك الصفقة التي ربحناها سويًا .. وأخبرهم بزواجي وأنني سأعود بعد شهرين من الآن.
هز ماتيوس رأسه دون إصدار كلمة إضافية وكاد أن يذهب ولكن فيليب أمسك بذراعه وأردف باستفسار:
- أمازلت تشعر بالضيق بسبب ما حدث؟
أردف ماتيوس بابتسامة:
- لا يا صديقي، كنت أعتقد أنني مُعجبٌ بها ولكنني فهمت تلك المشاعر بشكلٍ خاطيء ثم يكفي أنها زوجتك أنت، أي أنها بمثابة زوجة أخي.
تحدث فيليب بابتسامة:
- لا تحزن ماتيوس ستجد فتاتك المناسبة قريبًا لا تقلق.
وربت على كتفه .. أردف ماتيوس وهو يطالع يده التي على كتفه:
- مباركٌ لكَ مرة أُخرى.
ضمه فيليب وقام بتوديعه وركب ماتيوس مع السائق الذي كان يرافقهم طوال الرحلة لكي يوصله إلى المطار، ثم ذهب فيليب بعدها للمخزن الذي قد أبقى به البضاعة وقام بنقلها بمساعدة سيارات نقلٍ ضخمة ونقلها لأقرب ميناء للقاهرة وهو ميناء الإسكندرية، وذلك لكي يتُم شحنَها إلى روسيا على حسب المُتفق سابقًا مع المافيا الروسية وكل ذلك مُخطط له منذ البداية لكي لا يتم كشف أي شيء .. عاد فيليب للقاهرة مرة أخرى وبقي بها مع آسيا يومين آخرين في سعادة أيضًا ثم عادا بعدها سويًا إلى الإسكندرية .. كانت تمسك بيده بقوة وهي تقوم بطرق باب منزلهم والذي كان عبارة عن مبنى بسيط من طابِقين بالقرب من شاطئ الإسكندرية و "كوبري استانلي" .. فُتحَ باب المبنى وكانت والدتها ذات الشعر الأسود الموجود به بعض الشعيرات البيضاء هي من قامت بفتحه والتي ابتسمت بفرحٍ عندما رأت ابنتها الغائبة عنها لشهرٍ كامل ولكن ابتسامتها اختفت عندما رأتها ممسكة بيدِ شاب يبدو من هيئته أنه ليس مصري!.
- مين الواد ده؟!
شعرت آسيا بتوتر من طريقة سؤال والدتها ..
آسيا:
- ممكن ندخل الأول طيب وهشرحلك؟
أفسحت المجال لها ببطئ وهي تطالعها وكاد أن يدخل فيليب ولكنها وقفت أمامه تمنعه من الدخول ..
آسيا:
- ماما معلش سيبيه يدخل.
ظلت والدتها ترمقة بنظرات شريرة كما اعتقد فيليب ولكنه دخل المنزل، كان يجلس مع آسيا في صالة الشقة الموجودة في الطابق الأول وكانت شقة بسيطة جدًا مُريحة وهادئة .. انتبه عندما تحدثت والدتها:
- مش هتقولي بقا مين الواد ده؟
كادت أن تتحدث ولكن فيليب هو من تحدث بعد أن اعتدل من مقعده واقترب منها يمد يده ليصافحها:
- أنا فيليب زوج آسيا.
صُعِقَت عندما من حديث ذلك الشاب وأردفت بذهول ..
- جوز مين؟! بنتي أنا؟؟
آسيا بهدوء:
- ماما هشرحلك.
- تشرحي؟؟!! تشرحي إيه يابنت ال***
ثم أخذت نعلِها من قدمها وقامت بإلقاءه عليها ولكنها أتت في فيليب الذي أخذ تلك الضربة في وجهه بدلًا منها .. اقتربت والدتها نحوها تنوي أن تقوم بجذب شعرها لكي تجعل منها صلعاء ولكن فيليب هو من أمسك بيدها يمنعها:
- سيدة كريستين ممنوع أن تقومي بضرب إبنتكِ.
- نعم ياخويا؟ بيبرطم بيقول إيه ده؟
آسيا:
- يا ماما اسمعيني بقا وبلاش ضرب وبعدين مانتي دايمًا متفهمة في كل حاجة، اشمعنا في الحاجة دي مش قادرة تتفهميني فيها!.
- نعم ياختي؟ تتجوزي من غيري أنا واخواتك ومنعرفش نحضر الإكليل بتاعك!! وتقولي ليه مش قادرة أتفهمك! إنتِ أكيد بتهزري يا آسيا صح؟؟!
صمتت آسيا قليلًا تطالع والدتها التي اتضح الحزن على ملامحها ..
- ماما.
اقتربت منها تحاول أن تمسك بيدها ولكنها أبعدتها عنها..
- أنا معملتش حاجة غلط .. أنا اتجوزت بشكل قانوني.
لم تتحدث والدتها وكاد أن يتحدث فيليب ولكن آسيا من تحدثت ..
- ممكن يا ماما نتكلم طيب بعيد عن فيليب.
رفعت والدتها حاجبيها من إسمه الغريب ذاك! اقتربت منها آسيا تُمسك بيدها مرة أخرى وأخذتها معها لإحدى الغرف وجلست أمامها ..
- ماما .. صدقيني أنا حبيته ومش عارفة أشوف نفسي غير وأنا معاه وحسيت إن روحي هتطلع لو هو بِعِد عني .. أنا مستعدة أقضي باقي حياتي معاه.
أردفت والدتها بحزن وهي تنظر في عمق عينيها:
- طب وأنا .. إخواتك؟ مش مكتوبلنا نفرح بيكِ؟ ولا المفروض نعدي إنك خلاص اتجوزتي من غيرنا؟ المفروض نتقبل فِكرِك الحُر .. مش كفاية مستحملين بُعدِك عننا تقومي ترجعيلي متجوزة!.
قبلت يدها وأردفت:
- حقك عليا، أنا آسفة ... بس صدقيني فيليب طيب وعسول أوي وهتحبوه خالص ده مفيش أطيب منه بجد.
ظلت والدتها تطالعها قليلًا ثم تنهدت باستسلام وأردفت ..
- مش مقتنعة بكلامك، وعمومًا إنتِ حرة طالما اخترتي بإيدك إننا منبقاش معاكِ في القرار ده، إنتِ واختيارك.
آسيا بابتسامة:
- صدقيني عمري ماهندم إني اتجوزت فيليب، أنا بحبه أوي بجد.
كريستين بإمتعاض:
- أما نشوف.
اقتربت منها آسيا تقبل مقدمة رأسها وأردفت:
- وحشاني أوي يا ماما.
ابتسمت كريستين وربت على ظهرها بخفة وأردفت:
- وإنتِ كمان بس أنا زعلانة منك .. ومش عارفة إخواتك هيتقبلوا الموضوع ده ولا لا.
أردفت آسيا بغرور:
- متقلقيش هما بيثقوا في اختياراتي.
- بس هيزعلوا.
- متقلقيش هتعدي وأنا هعرف أظبط الأمور معاهم، يلا بقا اطلعي معايا اتعرفي على فيليب عشان المنظر اللي شافنا بيه ده مينفعش خالص.
قهقهت وهي تسحبها من يدها خلفها وقام فيليب بمصافحة كريستين وأيضًا قبل يدها.
رواية ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
وفي المساء:
عاد إخوة آسيا من عملهما وهما بيشوي و كيرلس أخويها اللذان يكبُراها سنًا وتفاجآ بوجود فيليب وبعد معاناة ومتاقشات قوية وغضب ومحاولة إقناع آسيا بزواجها منه قد وافقا لأنها تحبه ولكنهما لم يرضيا بزواجها من أجنبي كانا يريدان أن تتزوج مصري.
بقيت آسيا مع فيليب في الشقة بالطابق العلوي وتطورت علاقتهما ببعضهما حيث صارا أكثر تعلقًا ببعض وأكثر حُبًا لبعض وكان أهلها يعاملانهم معاملة حسنة وبمرور الأيام أصبح فيليب صديقًا لأخواتها.
وفي يومٍ ما:
كانت تقف أمامه وتبكي..
- هتمشي وتسيبني؟
أردف فيليب بحب وهو يلتمس وجنتها:
- لازم أمشي آسيا، عندي شغل كتير وهحاول أجيبك عندي في أقرب وقت.
آسيا وهي تدفن وجهها في صدره:
- وانت فاكر إني هقدر أستحمل بُعدك عني؟
- ولا أنا كمان هقدر أستحمل، بس هي الظروف كده .. محتاج أخلص شغلي وصدقيني هجيبك عندي مش هنبعد عن بعض كتير.
ثم ابتعد عنها قليلا يمسك وجهها بيديه:
- أنا بحبك.
- وأنا كمان يافيليب .. ماتتأخرش عليا.
كاد أن يتحرك..
- أنا هاجي معاك المطار.
- بلاش يا آسيا نفسيتك هتتعب .. أنا هروح لوحدي وصدقيني مش هتأخر عليكِ.
قبل يدها وهي تبكي وقام بضمها بقوة وبعدها خرج من المنزل وسافر للقاهرة لكي يذهب للمطار.
مرت الأيام وكان فيليب يُنجز أعماله ف المافيا الروسية وأيضًا كان يقوم بتجهيز أوراق زوجته لكي تأتِ إليه وفي ذات الوقت كان يفكر أنه كان يكذب عليها طوال تلك الفترة، كيف سيخبرها إذا أنه عضو مهم في المافيا الروسية .. ولكنه قرر أنه سيعترف لها بكل شئ بعد أن تأتي .. كل ذلك كان يتم تحت أعين ماتيوس الذي يراقبه كالذئب الذي يريد أخذ كل شيء منه.
خطت قدميها أرض روسيا بعد غيابهما عن بعض شهرًا كاملًا ولكن ها هي قد أتت إليه كانت تبحث عنه بعينيها بداخل المطار حتى وجدته وابتسمت بسعادة وركضت بإتجاهه وقفزت بين ذرعيه ..
- وحشتني.
فيليب وهو يضمها بقوة:
- وإنتِ كمان يا حبيبتي وحشتيني.
ثم وضعها أرضًا وأمسك وجهها بيديه يطالعها بحبٍ دون كلمة.
- أنا جهزت لينا شقة نقعد فيها وأتمنى إنها تعجبك.
آسيا وهي تطالعه في عُمق عينيه:
- مش مهم المكان، المهم أكون معاك حتى لو هنقعد في الشارع.
وضع يده على فاهها يقول:
- متقوليش كده، إنتِ مقامك قصر مش شقة كمان .. يلا بينا نروح شقتنا عشان إنتِ وحشاني جدا.
**
في اليوم التالي:
كانت تقف بالمطبخ تقوم بتحضير طعام الفطور لهما بابتسامة مرسومة على وجهها ولكنها شعرت بالدوار لوهلة وكادت أن تقع الطنجرة من يدها وانتبه فيليب لذلك عندما اقترب نحوها وحمل الطنجرة بدلًا عنها ووضعها جانبًا..
- مالك؟
وضعت يدها على رأسها ثم أخذت نفسًا عميقًا وأردفت:
- مفيش شوية إرهاق وتعب حاسة بيهم من وقت مانت سافرت.
فيليب بقلق وهو يبعد خصلة شعرها الملتصقة بوجهها:
- مكشفتيش ليه؟
- مش مستاهلة.
- لا مستاهلة .. هروح الشغل وأرجع نكشف ماشي؟
هزت رأسها وقام بتقبيل يدها وتناولا طعام الفطور سويًا ثم ذهب لعمله المزعوم .. أما هي كانت تضع يدها على بطنها تشعر بتقلصات وصاحبها شعورٌ بالغثيان ذهب للمرحاض لكي تتقيأ ثم عادت للمطبخ مرة أخرى تحاول أن تهدأ وتفكر في تلك الأعراض والتي بالتأكيد هي أعراض حَمل وعند ذلك الشَك كانت سعيدةً كثيرًا انتبهت على صوت طرقات باب الشقة .
- أكيد نسي حاجة.
اقتربت نحو الباب وقامت بفتحه ولكنه لم يكن فيليب بل كان ماتيوس والعديد من الرجال ..
آسيا بقلق:
- سيد ماتيوس ماذا تفعل هنا؟.......
ولكنه لم يُجيبها .. تحرك رجاله نحوها وقاموا بحملها على الرغم من مقاومتها وصراخها.
- ماذا تفعلون أيها الحمقى اتركوني.
ظلت تصرخ بقوة وتحاول أن تخرج من قبضتهم ولكنهم قاموا بضربها على رأسها بقوة مما جعلها تفقد الوعي.
بعد مرور عدة ساعات إقترب فيليب من المبنى السكني الذي يقطن به هو وآسيا يحمل في يده باقةً من الزهور ومعه العديد من الشوكولا ولكنه تفاجأ من التجمع الهائل الموجود أمام المبنى وصُدم عندما رأي حريقًا بالمبنى حاول الصعود للمبنى ولكن رجال الإطفاء منعوه بقوة .. ظل فيليب يصرخ ويقاتلهم لكي يصعد لزوجته ..
- اتركوني إن زوجتي في الأعلى .. اتركوني.
ولكن لم يستجيب أحد حيث تجمع الرجال حوله وأوقفوه .. كان فيليب ينظر للمبنى الذي تأكله النيران ويصرخ بقوة..
- آسيا!!!!!!!!!!!!.
**
آرائكم؟ توقعاتكم؟
الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغُفر ذنبه في الآخرة، وهي جالبة للخيرات، قاضية للحاجات، دافعة للنقمات، بابٌ لرضاء الله، وجزيل ثوابه ومحبته لعباده؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا؛ لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة.
ماتنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل الثامن عشر
في مكانٍ مُظلمٍ يتخلله بعضٌ آشعة الشمس من ثقوب سقف القبو التي هي بها، كانت مُكبلة بالسلاسل الحديدية وهي تبكي وتصرخ بشدة ولكن لا أحد يُجيبها كأنها تُحدثُ نفسها ...
كان يقف مصدومًا أمام المبنى المتفحم وعبراته لا تتوقف تمامًا عن النزول .. لا يصدق أنه لم يستطع أن يقوم بإنقاذها .. يقولون أن الحريق قد حدث في الطابق الأول ثم انتشر في المبنى بأكمله .. وقعت عينيه على الجثث المتفحمة لا يستطيع أن يميزها من بينهم جميعهم يتشابهون .. لم ينتبه على ماتيوس الذي وضع يده على كتفه التفت له فيليب بذهول ولكنه بكى كالطفل الصغير وارتمى بين ذراعي صديقه، قام ماتيوس بضمه بشدة ولكنه كان مبتسمًا لأنه وأخيرًا تخلص من الطرف الذي كان يوقفه عن فعل مايريد وهو وجوده مع آسيا.
مرت الأيام وكانت آسيا تصرخ في القبو الموجودة به ولكن لم يُجِبها أحد .. ظلت هكذا عدة أيام بدون طعام حتى هزلت وأصبحت لا تقوى على الحركة .. وفي يومٍ ما.. كانت نائمة على أرضية القبو الباردة بوجهٍ شاحب انتبهت على صوت أقدام بالقرب من سقف القبو وصاحب تلك الأقدام قام بفتح السقف ونزل القبو من خلال سُلم مصنوع من الأربطة واقترب منها ونزل في نفس مستواها ..
ماتيوس بهوس:
- حبيبتي آسيا.
لم تقوى على التحدث لأنها متعبة للغاية ..
-أعتذر لغيابي عنكِ فلقد كنتُ مشغولٌ مع زوجكِ بإقامة جنازتك ثم مواساته ومواساة عائلتك أيضًا في رحيلك.
وضع يده على وجهها يلتمسه ولكنها شعرت بالتقزز منه ولم تتحمل وقامت بالتقيؤ ..
- مُقزِزة
ذلك ما قاله ماتيوس عندما رأي تقيؤها ..
- أرجوك.
ذلك ما قالته أثناء تقيؤها.. ثم أردفت بصوت ضعيف:
- أرجوك ماتيوس .. إنه يموت.
ماتيوس بعدم فهم:
- ماذا؟ لم أسمع جيدًا.
- أرجوك .. أنا بحاجةٍ للطعام إن طفلي يموت فأنا لم أتغذى منذ عدة أيام.
- أنتِ تحملين جنينه!!
ذلك ماتحدث به ماتيوس بغضب وقام بإمساك شعرها بقوة صرخت بسبب فعلته تلك وقام بجعلها تقف رغمًا عنها وهو ممسكًا بشعرها .. كانت تتحدث بألم وبصراخ:
- أرجوك اتركني.
ولكنه صفعها بقوة جعلها تقع أرضًا من هزلها .. ثم عاد للأرض مرة أخرى يقترب منها ..
- إذًا قد نجح في جعلكِ تحملين بطفله! ما رأيك إذًا في أن أقوم بمنافسته فأنا أفضل منه ولكنكِ لم تُعطيني أي فرصة.
اعتدلت بسرعة وأردفت بحذر:
- لا لا .. أرجوك .. فقط دعني وشأني أنا وبُنيّ .. سأبتعد يا ماتيوس صدقني .. أرجوك.
ثم انفجرت في البكاء وصرخت بهيستيريا عندما رأته يقترب منها ولكنها لا تستطيع الهرب لأنها مكبلة في الحائط ..
- سأريكِ آسيا.
- لا .. لا أرجوك.
ولكنه لم يستمع لها ولا لرجائها واهتزت الجُدران بسبب صرخاتها بإسم *فيليب* أثناء إغتصابه لها بوحشية.
مرت أسوأ أيامها هكذا يغتصبها ذلك الحقير تارة ويرمون لها الطعام كالحيوانات تارةً أخرى .. ومع مرور الأشهر كان جنينها يكبُر في رحمها وكان هو أملها الوحيد أثناء مايحدث لها .. كانت تتشبث به بدلًا من الإنتحار! .. صبرت على تعذيب ذلك الحقير الساديّ لها كثيرًا .. كانت تشعر أن جنينها هو معجزتها في البقاء على قيد الحياة حتى الآن .. وأنها لمُعجِزة أنه ظل برحمِها حيًا ولم يمُت، لم تكن تعلم جنسُ المولود حتى أتى يوم ولادته! .. كانت مكبلة كعادتها في القبو ببطن منتفخة ووجهٍ شاحب وأعين تحيطها الهالات السوداء، أخذت نفسًا عميقًا ووضعت يدها على بطنها بإبتسامة مكسورة عندما تحرك جنينها بشكل ملحوظ في بطنها .. انتبهت عندما فُتِحَ سقف القبو التصقت بالحائط المُكبلة به بخوف عندما نزل ماتيوس وتحرك حتى أصبح أمامها وتحدث مبتسمًا وهو يطالع بطنها ..
- لدي خبرٌ رائعٌ لكِ أو فلنقل لي .. مباركٌ لكِ لقد تحررتي من ذلك المدعو فيليب.
أردفت بارتعاش وعدم فهم:
- ماذا؟
- ألم تفهميني ياعزيزتي جيدًا؟؟ أم أن إحتباسكِ هنا جعلكِ تفقدين عقلك؟
ظلت تطالعه بكُرهٍ بين خوفها ثم بصقت في وجهه بقوة، اقترب نحوها بغضبٍ وأردف بقوة وهو يضغط على عنقها بقوة:
- إن فيليب مات متأثرًا بوفاتكِ.
نزلت عبراتها من مقلتيها عندما سمعت ذلك الخبر وأيضًا بسبب ضغطه على عنقها كانت تعتقد أن هناك فرصة ستجمعها هي وفيليب! ولكن كيف وهو ميت الآن؟ أغمضت عينيها تستسلم لاختناقها وهي تبكي ولكن في تلك اللحظة شعرت بألم المخاض يقطع أحشائها صرخت بأقصى طاقة لديها ونزلت منها المياة المحيطة بالجنين .. ابتعد عنها ماتيوس بسُرعة يراها وهي تتألم ألمًا لم يرى مثله قبلًا .. ولكنه لم يهتم يشعر أنه قد أخذ كفايته منها سيتركها تموتُ هنا .. خرج من القبو وترك بابه مفتوحًا يستمتع بصرخاتها المتألمة .. صرخت بقوة وهي تحاول أن تأخذ نفسًا عميقًا تحاول أن تساعد نفسها في الولادة .. وبعد محاولات عديدة وصعبة استطاع الجنين الصغير أن يخرُج ويتحرر من الرحم الصغير الذي كان يقوم بتقييد حريته وأطلق صرخة تعلن عن حياته وحياتها من جديد.
.........................................
في الوقت الحالي:
كان جواد جالسًا أمام فيليب يطالعه بضيق، أما بالنسبة لفيليب فكان يتحدث بهدوء تام:
- عشان تقدر تسعد قلب أنثى .. إتكلم بلغة الحب.
جواد بعدم فهم:
- مش فاهم؟
صمت فيليب يفكر في ذكرى بينهما هو وآسيا ثم أردف:
- ورد.
توقف جواد متحدثًا بضيق:
- إيه التفاهة دي؟ ورد!.
فيليب بهدوء:
- مش تفاهة على فكرة لو محتاج تحافظ على علاقتك بزوجتك لازم تخليها تحبك من جديد .. خليها تشوفك بشكل تاني خالص.
كاد أن يعترض ولكنه أردف بتحذير:
- جواد، إحنا اتفقنا إنك هتحاول تصلح علاقتك بزوجتك بأي طريقة يعني هتخليها تحبك من تاني وده هيساعدها في إن ذاكرتها ترجعلها، إنت كده بالشكل ده بتبعد عن هدفنا، إنت كده عايزها تكرهك أكتر.
ظل جواد صامتًا ولم يتحدث وبعد عدة ثوانٍ أعاد فيليب حديثه..
- ورد! شوكولا كتير .. تشاركها في كل حاجة هي بتحبها.
كاد جواد أن يتحدث ولكن قاطعهما اقتراب صوفيا نحوهما وقامت بتقبل وجنة فيليب مما أشعل الغيرة في صدر جواد.
- مرحبًا عمي.
- مرحبًا عزيزتي.
لم تلقِ التحية على جواد وتجاهلته..
- إلى أين تذهبين هكذا عزيزتي؟
- ذاهبة لقاعة الرقص ولكنني أردت أن أمُرَّ عليك لكي أطمئنّ قبل أن أبدأ.
أردف فيليب بابتسامة:
- أنا بخير، إذهبي عزيزتي.
ثم تحركت نحو قاعة الرقص وأغلقت الباب خلفها .. كان جواد يقف يحاول أن يتحكم بأعصابه بسبب تجاهُلِها له .. وكاد أن يتحرك ليذهب خلفها أمسكه فيليب من ذراعه وأردف:
- إنت كده بتعمل عداء بينكم، تجاهَل تجاهُلهَا ليك هي زعلانة منك شوية.
- مين قال إني رايح أتخانق معاها؟ مش انت قولت أشاركها في حاجة هي بتحبها؟
طالعه فيليب باستفسار ولكن جواد ابتسم بهدوء ثم خرج من الغرفة التي كانوا بها ودخل خلف صوفيا القاعة التي دخلتها والتي بدأت الموسيقى بها للتو.
وقفت تأخذ نفسًا عميقًا تغمض عينيها تحاول أن تجعل الموسيقى تصل لجميع حواسها لكي تشعر بها وترقصَ بحرية .. ثم قامت بفتح عينيها وبدأت بالرقص بإحساسٍ عالٍ قليلًا .. كان يقف خلفها يراقبها وهي ترقص هكذا بحرية .. تلك الحرية كانت بداخل شمس من قبل .. تلك كانت شمسه التي غابت عنه وأصبحت حياته ظلام .. اقترب منها بخطواتٍ بطيئة ولف ذراعه حول خصرها بهدوء التفتت بسرعة لكي ترى من خلفها ولكنها وجدت جواد يقف أمامها مُبهمة .. رفع يده لها ليحثها على إمساكها وبالفعل أمسكت بيده وبدأ الإثنان يرقصان بشكلٍ متناغم بينهما كأنهما يعبران عن مشاعرهما من خلال تلك الرقصة .. كل ذلك تحت أعين فيليب الذي يطالعهما بأعين تلمع وحزينة في آنٍ واحدٍ .. وبعد أن انتتهى الإثنان من رقصتهما كانت صوفيا تتنفس بقوة بسبب المجهود الذي فعلاه ..
صوفيا:
- متى تعلمت ذلك الرقص، أشعر أنكَ محترف.
أردف جواد بهدوء وهو يتذكرها عندما كانت ترقص أمام مرآتها في غرفتها منذ زمن:
- كانت هناك فتاةٌ اخترقت عالمي وسرقت مني كل شيء حتى قلبي دون أن تنتبه وأغرقتني معها في طريقٍ لا عودة منه .. تلك الفتاة هي من علمتني الرقص.
اقترب منها قليلا حتى أصبح ملتصقًا بها وهمس بصوت مسموع:
- وأيضًا علمتني كيف أصبح حبيبها، عاشقها .. أو كمان يقول الجميع *مهووسًا بها* .. حياتي كانت كلها عبارة عن تلك الفتاة التي سرقت مني أحلامي، عندما كنت مستيقظًا كنتُ أراها وعندما أنام أحلُم بِها .. لكنها لم تكن تعلم أنها أرهقتني .. كانت كل شيء يا آنسة صوفيا .. كانت شمسِي وليلِي .. كانت تنَفُسِي الذي لا أقوى على العيش بدونه.
صوفيا باستفسار وتأثر:
- كانَت؟؟
جواد بتأكيد وحُزن وهو ينظر في عُمق عينيها:
- كانَت.
- أين ذهبت؟
- لا أعلم
ظلا يطالعان بعضهما ولكنه ابتعد بهدوء بعد عدة ثوانٍ وأردف بابتسامة هادئة:
- أتمنى أن أكون شريكًا رائعًا في الرقص، ثم إنكِ بحاجة للراحة قليلًا فلقد إنتبهت أن جسدكِ مازال يؤلمكِ من حادث أمس.
كاد أن يتحرك ولكنها أوقفته:
- دانييل .. أين هو؟ .. ماذا فعلت به؟
أردف بابتسامة لطيفة وهو يلتفت إليها:
- أرسلته في رحلةٍ بمساعدة صديقٍ ما وأتمنى أن تُعجبه الرحلة.
وفي تلك الأثناء في أسبانيا المكسيك، كان نائمًا بهدوء ولا يشعر بأي شيءٍ حوله حتى بدأ ينتبه للأصوات حوله شيئًا فشيئًا، كان صوت ضجيج وصراخٌ اعتدل بصعوبة بسبب الضرب المُبرِح الذي تعرض له ما سبب الكدمات الصعبة والموجودة في جسده أخذ يلتفت حوله وجد نفسه موجودًا في حلَبَةٍ حولها أسوارًا عالية وانتبه لما يرتديه كان يرتدي زيًا باللون الأحمر، التفت للخلف عندما ضُرِبَ جرَس تلك الحلبة ووجد ثورًا يدخلُ الحلبة ويركض نحوه بقوة ..
دانييل بصراخ:
- لا .. لا .لا!!!!!!!!!!
................................................
روية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في اليوم التالي:
كان جواد يقف بشرفة غُرفته في قصر فيليب وينظر أمامه بشرود منذ أن أتى هنا وهو لم يتوقف عن التفكير في كيفية عودة زوجته إليه وأيضًا في البحث عن والدته لقد تعبَ كثيرًا في البحث عنها منذ أن أتى ولكنه يعلم جيدًا ماذا يحدث حوله وخاصة في أمر فقدان والدته! .. الذي قام باختطافها هو نفسه من قام باختطافها منذ أن وُلد أو قبلها وهو نفسه من قام بإبقائها في تلك المصحة طول السنوات الثلاثون الماضية .. سيصل له .. سيصل له قريبًا وستكون نهايته على يده .. كانت نظراته غاضبة وهو يفكر بأمر والدته .. لقد عانت كل ما هو مُرٍ في حياتها .. وفاة والده وأيضًا أمر اختطافها ذلك كل ماجواد يعلمه لأنه يتذكر جيدًا ذلك المشهد الذي لن ينساه أبدًا ...
كانت تركض وهي تلهث بقوة وتمسك بيده وهو يركض بجانبها محتضنًا دميته بقوة ..
- ماما، أنا مش قادر أجري أكتر من كده .. ماما أنا تعبت.
التفتت آسيا له وهي تتنفس بسرعة وتنظر خلفها ثم حملته بين يديها وأخذت تركض ولكن الرجال الذين يركضون خلفها قربوا على الإمساك بها .. إختبأت خلف شجرة وأخذت نفسًا عميقًا وأردف بهمس تتسائل..
- إزاي عرف يوصلِّي في مصر؟ أنا عملت المستحيل عشان أعرف أجي هنا.
ثم طالعت طفلها الصغير ذو الخامسة من عمره وقامت بضمه بقوة ... ثم سمعت حديث احدهم..
- عندنا أوامر إننا نقتل ابنها ونرجعها للزعيم.
ضمته بقوة وهي خائفةٌ كثيرًا لا تدري ماذا تفعل .. سيقتلون طفلها! لا لن يحدث هذا أبدًا .. أخذت تبحث حولها ثم ركضت واقتربت نحو أحد المنازل القريبة من المكان الذي كانت تركض به واختبأت بمدخل مبنى منهم ..
آسيا بابتسامة مطمئنة وهي تمسك وجنتيه بكلتا يديها:
- جواد .. حبيبي.
أردف بصوت طفولي:
- نعم يا ماما؟
- عايزاك تفضل هنا متخرجش أبدًا ماشي؟
- ليه؟
- اسمع كلامي يا حبيبي .. عشان خاطري متخرجش من هنا.
- حاضر.
كادت أن تذهب ولكنه تحدث ..
- ماما.
التفتت إليه تطالعه باستفسار:
- توعديني إنك هترجعيلي؟ توعديني إنك هتيجي تاخديني تاني؟
قامت بضمه بقوة وأردفت:
- أوعدك إننا هنتقابل تاني يا جواد .. عايزاك متنسانيش.
لم يفهم حديثها ولكنه بكى كأنه قد حان وقت الوداع .. ابتعدت عنه وهي تبكي أيصًا وأردفت وهي تقوم بمسح عبراته:
- متعيطش .. خليك قوي وشجاع عشان محدش يقدر عليك ويظلمك.
هز رأسه بطفولية وقامت بتقبيل وجنته ثم طالعت صليبها المعلق في عنقها وقامت بخلعه وأعطته إياه..
- خليه معاك عشان ربنا يحميك.
هز رأسه بطفولية وأمسكه من يدها ووضعه في جيبه، وقدم لها دميته وهو يبكي وأردف ببراءة:
- خليه معاكِ عشان ياخد باله منك.
قبلته مرة أخرى وضمته بقوة وأخذت دميته ثم خرجت ومن وقتها وهي لم تعد .. كانت ينتظر أسفل الدرج في المبنى حتى حل الليل ولم تعد إليه والدته .. خرج من المبنى يبحث عنها بعينيه الباكيتين حتى توقف أمام باب كان هناك أناسٌ ذوي لحية طويلةً يدخلون مبنىً ضخمًا مفتوحًا .. كان ذلك المكان يصدر صوت به ذِكر كما إعتقد .. كان الناس يطالعونه بتعجب واقترب نحوه أحدهم:
- باباك فين ياحبيبي؟
لم يستطع جواد أن يتحدث لأنه يخاف التحدث مع الغرباء إنه فقط يريد والدته.. قال جملة واحدة بخوف وذلك بعدة كلمات بسيطة:
- أنا عايز ماما.
اقترب منه رجل آخرٍ ذو لحية ويمسك بيده كتابًا يضعه بالقرب من قلبه كان مكتوب عليه كلمتين بشكل منمق وجميل وبيده الأخري وضع يده على كتفه:
- متخفش، تعالى إدخل معانا المسجد لعل وعسى أهلك يلاقوك هنا.
هز جواد رأسه ودخل المسجد معهم وهو ممسكٌ بيد الشيخ بخوف ولكن هدأ قلبه قليلًا لأنه يتمنى أن تجده والدته هنا .. بقي جواد في المسجد ينتظر أن تأتي والدته لتأخذه ولكنها لم تعد وأتى يومٌ ما كان يبكي بحُرقةٍ واقترب منه إمام المسجد عندما رآه يبكي ..
- مالك يابني؟ بتعيط ليه؟
- ماما مرجعتش تاخدني.
- طب ادعي ربنا إنها ترجعلك.
سأله جواد باستفسار طفولي:
- إزاي؟
- تعالى هعلمك.
وعلمه الشيخ الوضوء والصلاة وكان كل يومٍ جواد يصلي بطفولية ويدعو الله أن تعود إليه والدته ولكنها لم تعُد حتى أتى يوم جلس أمامه أحد الشيوخ وأردف باعتذار..
- كان بإيدينا نساعدك يابني بس لحد الآن ماحدش سأل عنك وكل يوم بننادي في الميكروفون في الجوامع في المنطقة دي والمناطق اللي حوالينا مفيش حد بييجي.
أردف جواد بطفولية بعدم فهم:
- بس ماما قالتلي إنها هترجعلي تاني.
فكر الشيخ قليلًا ثم أردف بتنهيدة:
- طيب لحين أما ترجع مش هينفع نومك على الأرض هنا في المسجد لازم تروح مكان تنام فيه على مرتبة حلوة.
أردف ببكاء:
- بس أنا معرفش حد يا عمو.
- ثِق فيا، وبعدين مش إحنا اتفقنا إننا طول ما بنصلي وبندعي ربنا يبقى مفيش قلق؟
هز جواد رأسه بطفولية ..
- طب ليه مخوف نفسك كده؟ طول ما ربنا معاك طول مانت هتبقى بخير .. يلا تعالى معايا.
أمسك بيده وخرج من المسجد وارتدى حذاءه ووقف الشيخ به أمام ملجأ وتحدث مع مشرفة الملجأ ببقاءه لفترة لحين العثور على أهله.
في الوقت الحالي:
أغمض جواد عينيه بحزن ثم أخذ سلسال الصليب الخاص بوالدته من جيبه يحمله وأردف بحزن شديد:
- أخدونا من بعض يا أمي.
ولكنه انتبه عندما طرق احد على باب غرفته وأعاد الصليب في جيبه مرة أخرى ..
- تفضل.
دخل فيليب الغرفة واقترب نحوه..
- بخصوص دانييل .. أمره خلص خلاص.
هز جواد رأسه بهدوء وكان يطالع فيليب بهدوء غريب ..
فيليب بتعجب من نظراته تلك:
- مالك؟
- شكرا على إنك ساعدت مراتي.
فيليب بتعجب من شُكرِه:
- العفو أنا معملتش غير الصح.
صمت فيليب قليلًا ثم أردف:
- على فكرة العملية بتاعة مصر نجحنا فيها وده بفضلك.
ابتسم جواد بهدوء ولكنه لم يتحدث كان يُطالع الوقت في هاتفه ..
- تمام شكلك مشغول في حاجة، نبقى نتكلم وقت تاني.
همهم جواد ثم خرج فيليب من الغرفة أما جواد ذهب لحمام غرفته لكي يتوضأ لآداء فريضة المغرب وذلك لغروب الشمس ودخول وقت المغرب عليه.
.................................
آرائكم؟ توقعاتكم؟ هنتظر ريفيوهاتكم.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
"ماتنسوش الفوت"
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل التاسع عشر
في أحد الأيام في المساء:
كانت تقف أمام خزانة ملابسها وهي ترتدي منشفة تغطي أغلب جسدها فقد انتهت من حمامها للتو وكانت حائرةً فيما سترتديه اليوم فهي تريد أن تخرج لتستنشق بعض الهواء قليلًا، لأنها قد سئمت البقاء في المنزل؛ فذلك الشخص المتطفل الذي يُدعى جواد يقوم بتقييد حريتها في منزلها! ومايضايقها أكثر هو صمت عمها وتقبله لما يحدث ولكنها لن تسمح له بذلك مرة أخرى لا تُنكر أن تصرفاته في الآونة الاخيرة معها قد أصبحت لطيفة نوعًا ما ولكن لا لن تنخدع بإبتسامته اللطيفة والجذابة تلك و..... هزت رأسها لعلها تستفيق من موجة المشاعر التي اجتاحتها تلك، ثم تنهدت وانتقت الثوب المناسب لها وارتدته وقامت بتزيين نفسها ثم خرجت من غرفتها اقتربت من باحة القصر وانتبهت لجلوس فيليب مع المدعو جواد في غرفة المكتب .. طالعتهما قليلًا تشعر أنهما يكونان فريق عملٍ ممتاز ثم طالعت جواد كان يبدو تركيزه واضحًا فيما يقوله عمها .. شردت في تفاصيل وجهه إنه وسيم، جذاب .. فكه البارز .. تفاحة آدم البارزة في عنقه .. جسده المليء العضلات القوي وعندما انتبهت أنها شردت به هزت رأسها بسرعة لعلها تستفيق من شرودها ذلك، شعرت بإحمرار وجنتيها وخجلها وعادت تطالعهما وهما يركزان فيما يقولان ولكن لحظة هناك شيءٌ غريب! لماذا يبدوان متشابهين هكذا؟؟ نفسُ الملامح!! أغمضت عينيها وقامت بفتحهما مرة أخرى تحاول أن تصدق ماتري، هي بالطبع تريد أن تقع في حب شخص يشبه عمها أو أباها ولكن ليس لدرجة أن تتخيل جواد يشبه عمها! وضعت يدها على قلبها لأنها شعرت بالحماس فجأة وهي تحاول أن تتعمق في ملامحهما .. لو كان لديها علم أن عمها لديه إبن بالطبع سيكون السيد جواد هو ابنه درجة التشابه بينهما غريبة! الفرق بينهما هو علامات السن على وجه عمها والذي على الرغم من سنه فقد إحتفظ بشبابه وصحته لم يكن مثل باقي الأشخاص في مثل عمره .
- إلى أين تنظرين يافتاة؟!
فُتِحَت عينيها على وسعيهما عندما سمعت صوته والتفتت تطالعه بهدوء شديد كأنها تحاول استيعاب وجوده أمامها .. رجل أنيقٌ في بداية الخمسينيات ووسيمٌ أيضًا ذو جسدٍ منحوت يبدو مثل أخيه تمامًا في بنيته الجسدية ...
- أبي!
أندريه بإبتسامة كبيرة وهو يقوم بفتح ذراعيه لها:
- إلى أحضان أبيكي عزيزتي.
صرخت بحماس وركضت نحوه وقفزت بين ذراعيه وعلى صرختها تلك انتبه فيليب وجواد لما يحدث ..
صوفيا وهي تقبل أندريه من وجنته:
- اشتقت إليك كثيرًا أبي.
- وأنا أيضًا عزيزتي.
خرج جواد قبل فيليب ليرى مايحدث ورأي ذلك المشهد الذي أغاظه كثيرًا وأسرع نحوهما لكي يُبعِدهما .. أمسك بذراعها يُبعدها عن أندريه الذي عقِدَ حاجبيه وهو يطالع من أبعدها عنه لعدة ثوانٍ ثم أردف بذهول..
- يا صاح لم أعرفك!! هل قمت بعملية تجميل؟
وكاد أن يقترب منه ليقوم بضمه ولكنه انتبه لخروج فيليب من غرفة مكتبه وتوقف يتعجب الشبه الذي بين فيليب وذلك الشاب الذي أمامه ..
- أرى أنكَ أتيت أندريه، لدينا الكثير من العمل.
عقِدَ أندريه حاجبيه وأردف:
- لقد غبتُ عنك لشهر ثم تخبرني بالعمل بمجرد رؤيتي، ألن تقم بالترحيب بي حتى يا أخي؟؟؟
اقترب فيليب منه يضمه بإبتسامة ثم ابتعد عنه وأردف:
- أُعرِفُك بضيفي .. السيد جواد إنه أحد أهم أعضاء المافيا الروسية.
أندريه بتلقائية وذهول وهو يقوم بإمساك وجنتي جواد:
- يا الله، إنه يشبهك كثيرًا فيليب، كنت أعتقد أنك هو.
أبعده جواد عنه بضيق وأردف فيليب بمأساة:
- عُذرا سيد جواد على تلقائية أخي تلك فهو هكذا مع كل ضيوفي .. أخي الصغير للأسف ويجب أن أتحمله قليلًا.
أخذ نفسًا عميقًا ثم استأنف موجهًا حديثه لأندريه:
- حسنًا كفانا مُزاحًا هناك الكثير من الأشياء أريد التحدث معك بها فلدينا الكثير لنفعله في أيامنا القادمة.
هز أندريه رأسه لفيليب وتقابلت عينيه مع خاصتي جواد الذي يطالعه بهدوء في المقابل .. دخل الإثنان لغرفة مكتب فيليب أما جواد فقد ظل واقفًا أمام شمس ولكنه كان في عالمٍ آخر يفكر في شيءٍ ما.
كانت تقف أمامه تطالعه ولكنها عادت إلى غرفتها في نية منها لتبديل ثيابها والبقاء مع والدها قليلًا، ولكنها توقفت عندما أمسكها جواد من يدها ..
- لماذا ترتدين ذلك الثوب؟ ألم تلاحظي أنه عارٍ قليلًا؟
التفتت إليه تطالعه وأردفت بهدوء:
- ليس من شأنك.
أردف جواد بتنهيدة:
- لقد ظننت أن علاقتنا تحسنت قليلًا آنسة صوفيا.
أردفت بضيق:
- لا لم تتحسن سيد جواد، ثم ليس لي شأنٌ في وجود علاقةٍ بيننا
استأنفت بهمس وهي تقترب منه:
- أم أنني قد أثرت بك؟
كانا يطالعان بعضهما في صمت ثم أردف جواد بهدوء وذكاء:
- ألا تعلمين كم أنتِ جميلة؟
كادت أن تتحدث ولكنه استأنف:
- ألا تخافين من رؤية أحد المجرمين لكِ فيؤذونكِ؟ ألا تخافين على والدكِ أو عمكِ ماذا سيحدث لهما إذا حدث شيئًا لكِ؟
وضع يده على ذراعيها العاريتين:
- أوتعلمين شيئًا؟؛ حتي إذا حدث ذلك فأنا لا أسأم من اللحاق بكِ وسأكون خلفكِ حتى لو ذهبتي لآخرِ العالم سأظل ورائك وسأقتل كل شخصٍ سيفكر فقط أن يلمس خِصلةً من شعرك .. مُجرد التفكير يا صوفيا سأفعلها صِدقًا.
أردفت بعدم استيعاب وهي تطالعه:
- لماذا؟ لماذا أنا؟
تأثرت ملامحه وهو يطالعها:
- ألم تفهمي بعد؟
- لم أفهم ماذا؟
تحدث وهو يتذكر أول يومٍ تقابلا به كان في قصر والدها السيد بهجت:
- منذ أن تقابلنا وأنا أشعر أنني يجب أن أبقى بجانبكِ وأقوم بحمايتكِ ولا أعلم ما السبب أو الدافع في فعل ذلك .. أعلم أنني قد أبدو متطفلاً قليلًا من وجهة نظرك ولكن تلك هي الحقيقة آنسة صوفيا.
أثناء حديثه ذلك كانت تتذكر أول مرة تقابلا بها في الحفل ووقتها شعرت بالأمان وهي بين ذراعيه ولم تكن تدري ما السبب ولماذا تنجذب إليه كثيرًا هكذا كأنها تريد الإختباء بين ذراعيه وألا تخرج منها أبدًا.. تنهدت بعمق وأردفت:
- إنني ألتمس الصِدقَ في حديثك حقًا سيد جواد، إنك مُحِق يجب أن أراعي مشاعر والدي وعمي.
أردف جواد بابتسامة وهو يحيط وجنتيها بيديه:
- ومشاعري أيضًا.
إحمرت وجنتاها وأردفت بتوتر:
- سيد جواد.
- فقط جواد.
ابتعدت عنه بهدوء وكادت أن تعود لغرفتها ولكنه أوقفها ..
- ما رأيك بأن نذهب للعشاء اليوم بالخارج؟
لم ينتظر ردها واستأنف:
- سأنتظركِ هنا أمام القصر في العاشرة مساءًا أي بعد ثلاثِ ساعات من الآن.
ابتسمت وأكملت صعودها إلى غرفتها لكي تقوم بتغيير ثيابها .. كان جواد يتابعها بعينيه وهي تعود لغرفتها ويتذكر جيدًا كلمات فيليب
- البنت بتحب الرجل العقلاني الصريح اللي يبين إهتمامه بيها وهو بيتكلم معاها .. حتى في النظرة واللمسة لازم وانت بتكلمها تكون مسيطر لكل حاجة حواليكم حتى حواسها .. بتخليها تسرح فيك وتفكيرها بيك يزداد وبعد ماتلاقي دماغها لانت استغل الفرصة واعزمها على العشاء.
تنهد جواد بعمق وعاد لغرفة المكتب حيث كان فيليب و أندريه..
كان أندريه شاردًا وغير منتبهًا تمامًا لما يقوله فيليب ..
- أندريه، أخبرني ماذا يُشغِل عقلك؟
أردف أندريه بشرود:
- أوتدري فيليب اعتقدت لوهلة أنه إذا كنتَ قد أنجَبتَ طفلًا من آسيا لكان الآن في نفس عمر ذلك الشاب الذي يُدعى جواد.
صمت فيليب قليلًا وارتسم الحزن على ملامحه لتذكره آسيا .. كأن الألم قد زاد عنده لمجرد التفكير في ذلك الأمر .. إنه حتى لم يبقى معها سوى عدة أشهر ..
-إتأخرت؟
ذلك ما أردف به جواد بالمصرية عندما دخل عليهما الغرفة وكانت ملامحه مبهمة وهو يطالعهما وأردف بوعيد:
- تحذير ليكم إنتوا الإتنين للمرة الأخيرة .. إياك حد فيكم يفكر مجرد تفكير إنه يقرب منها مرة تانية، ماشي؟
تحدث أندريه بصدمة وعدم فهم لما يحدث:
- أفندم؟
تدخل فيليب:
- نسيت أعرفكم على بعض بجد، جواد زوج صوفيا أو بمعنى أصح شمس.
جواد بسخرية:
- من الواضح إن العيلة دي شاطرة في المصري أوي.
أردف أندريه بخبث وهو يطالعه:
- أغلب شغلي كان في مصر.
جواد بابتسامة مصطنعة:
- مش هتفرق كتير، وأظن رسالتي وصلت ومش محتاج أكررها مرة تانية.
- حقك.
ذلك ما تحدث به أندريه وهو يطالع جواد بهدوء .. نفخ فيليب بضيق ..
- مش هنخلص، أظن إننا ورانا شغل مهم جدا محتاج نتكلم فيه أفضل من إننا نرمي لبعض كلمتين ملهومش لازمة، إجتماع زعماء المافيا لازم نحدده في أسرع وقت عشان في حاجات محتاجين نعلن عنها.
لم يفهم جواد مايقول ولكن أندريه هز رأسه وبدأ فيليب بالتحدث .. أما عند صوفيا فقد كان قلبها ينبض بشدة بسبب حديث جواد لها .. ولا تُنكِر أنه قد أثر عليها وعلى مشاعرها اتجاهه هي بالفعل تشعر بالإنجذاب نحوه منذ أن قابلته ولكنها كانت تشعر بالضيق عندما كان يتحكم بتصرفاتها .. ولكن الآن! إنه أصبح مختلفًا تمامًا عن ذي قبل، شخصٌ متفهمٌ كثيرًا يتحدث بعقلانية وهدوء .. هل من الممكن أن يكون هناكَ شيءٌ بينهما فيما بعد؟ وعند ذلك التفكير إحمر وجهها خجلًا.
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
بعد ثلاث ساعات:
كانت تقف أمام مرآتها تنظر لثوبها الأسود الذي ترتديه وتفكر هل من الممكن أن يتضايق جواد بسبب إرتدائها ذلك الثوب؟ أم سيمر الأمر على خير؟، شعرت بالتوتر لأنها ليس من المفترض أن تفكر هكذا فمنذ متى وهي تفكر بمشاعره؟ خرجت من غرفتها وهي تهبط على الدرج وشعرها الأسود يتطاير خلفها وعندما خرجت من القصر وجدته يقف أمامها بجوار سيارته مرتديًا حلة سوداء يبتسم لها اقتربت منه بتردد وقام بفتح باب المقعد الجانبي له .. جلست داخل السيارة وأغلق الباب خلفها ..وجلس بجانبها عند مقعد القيادة. طالعها بابتسامة وأردف:
- تبدين جميلة أكثر من ذي قبل آنسة صوفيا.
قامت بفرك يديها بتوتر في ثوبها ..
- شكرًا لك.
ثم بدأ بالقيادة وبعد مرور عدة دقائق كان الإثنان يجلسان في مطعمٍ راقٍ يشربان مشروبًا باردًا.
- فكرة جيدة لعدم رغبتك في تناول النبيذ.
أردف جواد بهدوء:
- أريد أن نكون واعيين ونحن نتحدث اليوم لذلك أخرجت ذلك الشيء من القائمة، ثم إنني لست من هواة الكحول وهو مُحرمٌ عليّ فلمَ أشربه؟
ابتسمت وأردفت بهدوء:
- أحترم صراحتك تلك.
ابتسم جواد واقترب بجذعه قليلًا نحوها وهو جالسًا أمامها:
- من الجيد أن هناك تفاهمٌ بيننا أوتعلمين شيئًا إن ذلك سيساعدنا قليلًا في المستقبل القريب.
صوفيا باستفسار:
- ماذا تقصد؟
أردف وهو يطالعها في عمق عينيها:
- أنتِ تعلمين مقصدي جيدًا.
وفي تلك الأثناء اقترب نادلٌ نحوهما كان يرتدي قناعًا للوجه مثله مثل غيره وضع النادل مشروبًا إضافيًا ثم رحل تابعه جواد بعينيه ولكن بعد ثوانٍ فقط تحدث جواد بصوتٍ عالٍ ..
- صوفيا اختبأي.
كادت أن تتحدث ولكن تعالت أصوات طلقات النيران حولهما وأخرج جواد عياريه الناريين والتفت لكي يقوم بالتصويب على من يقومون بمهاجمتهما.
مات أغلب الموجودين في المطعم وكانت صوفيا مختبئة أسفل الطاولة تحاول الإتصال بوالدها وعمها، وكان جواد يصوب على من يطلق النيران .. كانوا رجالًا ملثمين .. أوقع جواد البعض أرضًا وتحركت صوفيا بخفاءٍ وأخذت عيارًا ناري يخص أحدهم .. وكانت تساعد جواد حيث تطلق النيران معه .. وبعد أن انتهي جواد كان يتنفس بصعوبة لا يدري متى وكيف أتوا إلى هنا؟ لقد حدث ذلك بلمح البصر .. اقتربت منه صوفيا وهي تتنفس بصعوبة وهي تحمل عيارًا ناريًا بيدها ..
- هل انتهينا منهم؟
ظل يطالعها بهدوء وكاد أن يتحدث ولكن تعالت أصوات طلقات النيران مرة أخرى .. والتصق الإثنين بظهر بعضهما يقومان بالتصويب محاولين أن لا تخترقهما أي رَصاصات.
أردف جواد بصوت عالٍ:
- لما لاتنصتين لي صوفيا؟
أردفت بابتسامة:
- أحب أن أثير غضبك قليلًا.
التفت الإثنان لبعضهما وأردف جواد بغضب:
- أنتِ عنيدة، ستقتلين نفسكِ.
- دعني أجرب تدريبي على الأسلحة .. لقد كان والدي مستمتعًا بتعليمي، والآن أنا أشعر بشعوره ذلك.
- لقد أفسداكِ صوفيا!.
رفعت حاجبيها بعدم فهم ولكن جواد قام بدفعها جانبها وقام بالتصويب على من كان سيصوب على ظهرها، ثم أمسكها من ذراعها وخرجا من المطعم وبدأ بالتحرك بسيارته بأقصى سرعة وهما مُطاردان من فريق كامل من الأشخاص الملثمين .. وبعد عدة دقائق استطاع جواد الابتعاد عنهم ووصل لقصر فيليب وخرج من السيارة بغضب .. ودخل القصر وصوفيا تتبعه بعدم فهم .. دخل جواد مكتب فيليب وأمسكه من تلابيبه متحدثًا بغضب:
- المرة دي كلابك معرفوش يقتلونا زي المرة الأولانية .. أنا هوريك مين هو جواد الجندي.
..............................................................
(اللَّهُمَّ أعنَّا على شُكْرِكَ وذِكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).
ماتنسوش اللايك
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
الفصل العشرون
كان فيليب مشدوهًا مما يحدث! .. يطالع جواد الغاضب أمامه ولكنه شعر بالغضب أيضًا وقام بإبعاد يد جواد عنه بقوة وأردف:
- إنت فاكر نفسك مين عشان تمسكني بالشكل ده؟
قام جواد بتكوير كف يده اليمنى ووضعه خلف ظهره وأردف بثبات وقوة وهو يطالعه في عُمق عينيه:
- أنا شخص عمرك ماهتقابل حد زيه، وبالنسبة للي حصل واللي انت كررته تاني مش هعديه.
تدخل أندريه بضيق وأردف:
- في حاجة اسمها عقل .. نتناقش ونفهم إيه اللي حصل؟
التفت جواد نحو صوفيا وأردف:
- أهي عندكم أهيه تقدروا تعرفوا السبب منها.
ثم تركهم وصعد لغرفته تحت أعين فيليب الغاضب جدًا.
التفت أندريه لصوفيا:
- حبيبتي، ماذا حدث؟
قصَّت لهم ماحدث بعدم فهم لأي شيء .. دخل جواد غرفته وكان يبحث عن شيئًا ما في حقيبته كانت حقيبة بلاستيكية صغيرة جدا فتحها جواد بهدوء بعدما جلس على فراشه وقام بفتح كف يده اليمنى ليظهر بها بعضًا من خصلات شعر فيليب والتي استطاع جواد انتزاعها منه وبمهارة .. وضعها بها وأغلقها بهدوء وأخذ نفسًا عميقًا ثم أخذ أخرج هاتفه من جيبه بسرعة وأخذ يتصل برقمٍ ما:
- أريد أن أقوم بحجز طيران لمصر في أقرب رحلة.
قام بإعطائهم بياناته وقام بحجز رحلة طيران بعد ساعتين .. قام بتجهيز حقيبته وخروج من غرفته ووجد أمامه صوفيا التي تطالعه بصدمة بسبب حقيبته التي يُمسكها..
- إلى أين تذهب؟
أردف بملامح مبهمة:
- أنا عائد حيث أتيت.
- صِدقنِي جواد، إن عمي لم يأمر أحد بفعل شيءٍ لنا، كيف سيؤذينا؟
- لا يَهُم، لكن من الواضح أن من فعل ذلك يكونُ شخصًا قريبًا منه جدا، يجب أن ينتبه جيدًا.
ثم ابتعد عنها وأعطاها ظهره، أغمض عينيه يحاول التحكم بمشاعره لا يريد الإلتفات للخلف لا يريد أن يضعُف هناك أشياءٌ مهمة أيضًا يجب أن يعود لمصر لأجلها يخاف أن يضعف إذا التفت لأنه لا يدري ماذا سيفعل بهاّ! من المُحتمل أن يقوم بكسر عضمها من كثرة ضمه لها كانت تأتيه الكثير من الأفكار وأولهما إتمام زواجهما، ولكنه استفاق لنفسه يريد فقط أن يُنهي ما بدأه .. وأهمهم الوصول لوالدته ثم عودة حبيبته إليه! .. فإن كان فيليب والده كما يظُن فإنه بالتأكيد سيستطيع الوصول إليها.. يجب أن يتأكد من ذلك أولا ثم سيعود وسيقوم بإحراق كل شيء! .. كان أن يتحرك خطوة ولكنها أوقفته..
- جواد.
التفت إليها يطالعها بهدوء .. اقتربت منه وأردفت باستفسار وحزنٍ في آنٍ واحد:
- لماذا قمت باتهام عمي بفعل ذلك؟
أردف بغضب:
- لأنه كان سيقتلني ويقتلـ....*صمت قليلًا ثم أردف* .. لقد فعلها من قبل صوفيا في مصر بأحد المطاعم كان سيقتل شخصًا عزيزًا علي ثم أرسل لي خطابًا بعدها يُخبرني أن ذلك هو عقابي على عدم إتمام إحدى الصفقات بشكل جيد!.
استأنف بقوة:
- من يحاول الإقتراب من أي شيءٍ يخصني يكون عدوي، أنا لا أثق به هو وأخيه وأي شخصٍ يعمل معهم.
ظلت تطالعه بهدوء وأردفت بثقة:
- إن عمي لا يمكنه أذيتي جواد، وأنا أثق به تمامًا ولكن على مايبدو أنك أنت من يجب ألا أثق به.
ابتسم جواد بحزن وهو يطالعها ثم التفت ورحل دون أن ينظر خلفه مرة أخرى ... كانت تتابعه بعينيها وهي تشعر أن هناك خطبٌ ما .. سارت خلفه بهدوء حتى خرج من القصر وشعرت أن قلبها يتمزق ولا تدري ما السبب، تريد أن تقول له لا تتركني! خُذني معك! ..
وعند تلك اللحظة هيطت عبراتها من مقلتيها وانتبه فيليب لها أثناء خروجه هو وأندريه من غرفة المكتب ..
- صوفي، ماذا هناك؟
لم تلتفت إليه وهي تبكي ولكنها شعرت بالضعف عندما جعلها تلتفت إليه وبكت بقوة وألقت بنفسها بين ذراعيه تبكي فقط على رحيله الذي آلم قلبها ولا تعلم ما السبب .. ذهب جواد لغرفته بالفندق وترك حقيبته وأخذ بعض الأشياء المهمة ثم خرج من الفندق وذهب في طريقه إلى المطار .. بعد مرور عدة ساعات هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي، وخرج جواد من المطار وكان رجاله بانتظاره ولكنه تفاجأ بوجود عاصم أمامه أيضًا.. وقف الإثنان أمام بعضهما لعدة ثوانٍ ولكن عاصم ابتسم وقام بفتح ذراعه له ..
ضمه جواد وأردف:
- هحكيلك كل حاجة لما أرجع.
أردف عاصم باستفسار:
- رايح فين طيب؟
- إسكندرية.
عقد عاصم حاجبيه باستفسار وتابع تحدث جواد مع رجاله حيث أعطاهم حقيبتين صغيرتين وكل ما سمعه:
- دول عينتين لل DNA نتيجتهم تطلع في أسرع وقت.
هز رجاله رؤوسهم وركب سيارته والتي قام أحد رجاله بقيادتها .. وضع يده يدلك المنطقة بين عينيه بهدوء وهو يقرأ الرسال النصية التي قد وصلته في وقت محاولة هروبة هو وشمس من العصابة التي كانت تطاردهما في روسيا والتي كانت من أحد رجاله.
- جدة حضرتك نقلوها للمستشفى بشكل مفاجئ، واحنا بنراقب الوضع ومنتظرين أي نتيجة.
بعد مرور عدة ساعات وصل جواد للمشفى التي توجد به جدته ولكنه لم يدخل .. ظل يراقب الوضع عن بُعد .. التمعت عيناه عندما رأى خاله بيشوي يخرج من المشفى يبدو عليه أنه يحمل الكثير من الهموم على عاتقيه .. فقد كان متوسط الطول ذو شعرٍ أبيض ممتلئٌ قليلًا إلى حدٍ ما.. وعندما تأكد من خروجه خرج من سيارته ودخل المشفى في إتجاهه نحو غرفة جدته ولكن قبل ذلك ذهب إلى غرفة ما وقام بالتنكر على هيئة مُمرض وارتدى قناعًا طبيًا يُخفي نصف وجهه، وذلك لوجود خاله كريلس وزوجته وأطفاله أمام غرفة جدته .. وأثناء دخوله هز رأسه لخاله كريلس يُحيِيه ثم دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه .. كان جسدها الهزيل الواضح عليه التقدم في العُمر موصل بالأجهزة اقترب منها وجلس بجانب سريرها يطالع ملامحها بتأثر أسفل قناعه .. يقول الأطباء أن حالتها تسوء ... لا يمكن أن تسوء قبل أن يُعيد إليها ابنتها .. لا يُمكن .. قامت بفتح عينيها ببطئ وتقابلت عينيهما ..
- جواد؟
قام جواد بانتزاع القناع الطبي وابتسم لها بهدوء ..
أردفت بارهاق وألم:
- إيه يابني؟ فينك؟ بقالي فترة بروح السوق مش بتيجي تساعدني في الشيلة وتيجي تقعد معايا شويه تشربلك كوباية شاي لحد ما أحفادي يجولي .. إنت مباقتش عايز تقابلني ولا إيه يا ولد؟
أخذ جواد نفسًا عميقًا وأردف:
- أعذريني يا ست كريستين، كان عندي شوية مشاكل.
أردفت باستفسار:
- وحليتها؟
هز رأسه نافيًا ..
- متقلقش، هتتحل انت بس اصبر.
هز رأسه ثم ظل صامتًا يُطالعها ..
- متبصليش كده عشان مضعفش، وانت راجل حليوة كده وأنا أخاف على نفسي.
قهقه جواد بخفة ثم عاد يُطالعها مرة أخرى ..
- أيوه كده اضحك، محدش واخد منها حاجة.
تنهد جواد بعمق وأردف:
- عندك حق.
ظلت تطالعه بهدوء وهي صامته .. ثم أردفت:
- بتفكرني ببنتي الله يرحمها وجوزها..
ظل منصتًا إليها وهي تتحدث ..
- مش عارفة فيك منهم .. ساعات بحسك مرة قالب عليه ومرة قالب عليها، معلش يابني يمكن من كتر مابنتي وحشاني بشوفها في كل اللي حواليا.
قهقهت بخفة ثم تألمت ..
- إهدي.
- متخفش عليا.
ظل الإثنان صامتان قليلًا ..
أردفت بإرهاق وهي تراه شاردًا هكذا:
- لقيتها؟
هز رأسه وأردفت بابتسامة:
- أنا مبسوطة عشانك أوي يابني، يا رب تلاقي السعادة معاها.
أردف بتأثر:
- دعوتك دي جميلة أوي.
انتبهت كريستين على الآذان يُرفع في مسجدٍ قريبًا من المشفى .. وأردفت بصعوبة:
- وانت كمان ادعيلي دعوة جميلة وانت بتصلي يا جواد .. ادعيلي أشوف بنتي لما أموت.
خرجت الدموع من مقلتيها ..
- إنتِ محتاجة ترتاحي شويه، أشوفك وقت تاني.
ثم اعتدل وكاد أن يذهب:
- أشوف وشك بخير يابني.
التفت اليها وأردف بابتسامة:
- إن شاء الله.
خرج من الغرفة وهو يخفي وجهه ثم خرج من المشفى جلس بسيارته وهو يحاول منع عبراته من النزول .. لا يستطيع التحمل! .. لطالما حياته كانت هكذا! .. يعيش في خفاء لا يوجد لديه عائلة أو بمعنى آخر عائلته لا تعلم بوجوده تمامًا ولن يصدق أحد ذلك لأن الجميع يعلم أن آسيا قد ماتت قبل أن تُنجب أطفال .. أخذ نفسًا عميقًا وذهب للمسجد للصلاة لعله يرتاحُ قليلاً وبعد أن انتهى ظل جالسًا في المسجد يقرأ في المصحف الشريف قليلًا وفي ذات الوقت يدعوا لجدته من كل قلبه أن تُصبِح بخير وبعد أن انتهى ظل في سيارته أمام المشفى عند البَحر يفكر بشرود يتذكر لقائه بجدته عندما مثَّل أنه يريد مساعدتها في حمل حقائب التسوق والتي بدأت صداقتهما من هنا .. أبتسم بهدوء وهو يتذكر حنانها وعطفها عليه وأيضًا ربتها على كتفه عندما تشعر أنه ليس بخير .. تلك المشاعر البسيطة التي عاشها مع والدته لفترة بسيطة فقط ولكنها ظلت على باله دائمًا لم تُمحَى من ذاكرته .. يتذكر أن طفولته كانت تتلخص في حماية والدته له من شيءٍ ما وأيضًا هروبهما من دولة إلى دولة أخرى عن طريق البحار! .. لم يكن يعلم ممن كانا يهرُبَان ولكن صبرًا لكل وقتٍ آذان كما يقولون، شرب قهوته الفرنسيه وهو ينظر أمامه بشرود باتجاه البحر ولكن قاطع شروده أحد رجاله والذين تبعوه بعدما قاموا بتنفيذ مهمتهم وهو تقديم العينات لتحاليل ال DNA.
- جواد بيه.
التفت اليه وهو يطالعه باستفسار..
- آنسة صباح عايزة تكلمك.
التقط جواد منه الهاتف وأردف:
- إزيك يا صباح عاملة إيه؟
- بخير الحمدلله، وأخيرًا حضرتك ظهرت .. أنا ماصدقت إن بابا قالي إنك رجعت من بره .. حمدالله على السلامة.
أردف بابتسامة هادئة:
- الله يسلمك، أخبار الشغل معاكِ إيه؟ في حد من الزملاء بيضايقك؟
- لا بالعكس خالص كلهم متعاونين جدا الحمدلله.
- طب الحمدلله.
صمتت قليلاً وهو أيضًا ظل صامتًا ينتظرها أن تتحدث..
- لو عايزة تتكلمي في حاجة أنا موجود.
حمحمت بإحراج وأردفت:
- بص هو عاصم كان عايز يتقدملي وكده وأنا مُحرجة أكلم بابا فأعتقد إنت أحسن حل إنك تفتح مع بابا الموضوع وخاصة إنه بيعزك أوي وكان في بينكم عِشرة.
ابتسم جواد بهدوء ثم أردف:
- مافيش مشكلة أول أما أرجع القاهرة هكلمه إن شاء الله.
- إن شاء الله.
ظلت صامتة ثم أردفت بصوت متحشرج:
- كان نفسي شمس تبقى معايا في لحظة زي دي.
أردف جواد بابتسامة:
- إن شاء الله هتكون معانا.
...............................................................
تجلس في غرفتها المنعزلة عن العالم وهي تنظر أمامها بشرود تفكر في ماضيها المؤلِم .. كيف تمكنت من البقاء على قيد الحياة هكذا طبقًا لِمَا مرَت به؟؟ .. يا الله لقد واجهت الكثير من الصعوبات كان من الممكن أن تجعلها مجنونة ولكن صبرها كان لأجل طفلها وصغيرها الذي أعاد لها الحياة مرةً أخرى ..
منذ أعوامٍ كثيرة مضت:
مرت أيام منذ أن وضعت طفلها وكان باب القبو مفتوحًا ولكنها لم تكن تستطع الصعود بسبب ارهاقها وألم جسدها بسبب الولادة وأيضًا كانت تقوم بإرضاعِ صغيرها دون أن تأكل شيء فلم يكن يوجد شيء تكسب قوتها الجسدية منه .. كانت جالسة تقوم بضم صغيرها والذي قد نام بسلام بعد أن شَبِعَ من جوعه .. وظلت تطالعه في ملامحه إنه يشبه والده كثيرًا تنهدت بحزنٍ لأنها لم تتعافى من موت زوجها الآن لم يتبقى لها سوى صغيرها أما بالنسبة لعائلتها فهم لا يعلمون بوجودها لأنهم يعلمون بوفاتها والذهاب إلى مصر بدون أوراق سيكون صعبًا كثيرًا حيث أنها ستسافر هاربة في سُفُنِ الشحن حتى لو أخذت أشهر وسنوات في رحلتها تلك ولكنها ستفعلها الأهم هو أن تهرب من ذلك المُختَل .. انكمشت في مكانها عندما نزل ماتيوس للقبو وابتسم ابتسامة خبيثة لها ..
- يبدو أن وجودكِ هُنا قد أعجبكِ.
لم تُجبه ولكنها كانت تنظر لجواد بحنان ولا تنظر لماتيوس الذي أردف بغيرة:
- لقد حمِلتِي بنُسخة صغيرة منه .. عيشي أيامك القادم معه فلن يبقى معكِ كثيرًا وريثُ فيليب ذاك.
طالعته بعدم فهم:
- ماذا تقصد بوريث فيليب؟
- ألا تعلمين أن زوجكِ الحقير ذلك كان سيصبح زعيمًا للمافيا الروسية في الأيام القادمة .. والآن قد مات ومن المفترض أن وريثه ذلك الطفل و........
قاطعته آسيا بغضب:
- ماذا تقول عن زوجي يا هذا؟؟ إن فيليب كان شخصًا بسيطًا يعمل في شركة للهندسة! .. إن زوجي بعيدٌ تمامًا عن كُل ماتقول.
قهقه ماتيوس بخبث وهو يطالعها:
- الحقير .. ألا تعلمين أنه قد قام باستغلالك عندما كُنَا في مِصر! كان يتركني معكِ ليكمل مهماتنا التي آتينا لأجلها ثم يعود ويتعامل كأن شيئًا لم يَكُن، قرر البقاء لشهر إضافي للبقاء معكِ عدة أيام فقط لأنه قد أُعجِبَ بكِ .. مثلي!.
أردفت بصراخ:
- كفاكَ كذِبًا .. لقد سئمت من حديثك السيء عن زوجي .. إياكَ ثم إياك أن تتحدث عنه هكذا مرة أخرى .. ثم إنني أحبُ فيليب ولن أنساه أبدًا ومهما حاولتَ التحدث عنه بسوء لن أكرهه أبدًا.
شعر ماتيوس بالغضب كثيرًا .. لاتزال تريد فيليب! ..
- هل مازلتي تحبينه؟
أردفت بتحدي:
- من قال أنني اكتفيت من حبِه؟ إن زوجي بقلبي ولن أنساه أبدًا.
شعر ماتيوس بالغصب يكبر داخله لأنها مازالت تُفضل فيليب عليه .. أخذ سوط مصنوعُ من الجلد وتفاجأت مما فعل وقامت بوضع جواد خلفها وحاولت أن تحميه بجسدها وأخذت كل الجلدات التي كان يجلدها بها ماتيوس بغضب تحت صرخات وبكاء الرضيع في الغرفة.
ماتيوس بغضب:
- حسنًا إذا، يبدو أنكِ ستبقين هنا تحت إقامتي لمدة طويلة لا نعلم ماهيتها.
لم تكن تستطيع الحديث حيث أن جسدها كان ينزف بقوة وتنظر لطفلها الذي يصرخ وهي تبكي في صمت خرج ماتيوس من القبو وقام باغلاقه خلفه وبكت بقهرٍ على ضعفها الجسدي فالولادة والحمل دون تغذية جيدة قد أخذا منها كل طاقتها إنها تحتاج لفترة طويلة لإستعادة طاقة جسدها وذلك يستحيل بسبب ضعف غذائها.
في الوقت الحالي:
قامت بمسح عبراتها وهي تتذكر كم عانت بسبب ضعف جسدها وعدم قدرتها على حماية نفسها بل كل ماكانت تستطيع فعله هو حماية طفلها فقط .. ظلت هكذا لأربع أعوام .. تعانِي من ضعف غذائها لانها وبعد فِطامها لطفلها كانت تجعله يأكل طعامها البسيط لكي يشبع .. طفلها المحجوز معها في ذلك القبو .. تتذكر تلك السيدة العجوز التي أتت لتنظيف القبو والتي ساعدتها في الهرب من ذاك المكان بصعوبة بالغة ولكن مع الأسف قد انتهى الأمر بمقتل تلك العجوز بعد اكتشاف ماتيوس للأمر وظل بعد ذلك يلاحقها! .. ظلت تهرب منه عبر السُفُن المحملة بالبضائع والتي تذهب إلى دولة معينة كانت هكذا تتنقل عبر البحار مع جواد دون وجهة معينة تقوم بترجي المارة المتنقلون من مرفأ إلى آخر لكي يعطونها طعامًا تُطعِمُ طفلها إياه.
أردفت بحزن:
- أتمنى إنك تكون بخير يابني.
ثم عادت غائبة في ذكرياتها السيئة التي جعلتها تتذكر ماضيها وتتذكر كل شيء، وذلك عندما رأت ماتيوس يقوم بتعذيب فتاة شابة بقسوة بنفس القبو التي كانت به ولكنها تلك المرة ساعدتها على الهرب قبل أن يقتل تلك الفتاة وتتمنى أن تكون الفتاة قد وجدت عائلتها ولكنها تعتقد أن ذلك صعب لأن الفتاة كانت فاقدة للذاكرة تمامًا لأنه على مايبدو أن ماتيوس قد فعل شيئًا بعقل تلك الفتاة كان هناك جهاز يُخفيه في إحدى حقائب عمله .. هل يا تُرى إستخدم ذلك الجهاز على عقل تلك الفتاة؟ ذلك ليس بغريب على رجل مافيا مثل ماتيوس.
آسيا بتنهيدة:
- ربنا معاكِ يابنتي وتكوني وسط أهلك.
.......................................................................
آرائكم؟؟ توقعاتكم؟
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا