رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الثالث عشر 13بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الثالث عشر 13بقلم سوما العربي
#شط_بحر_الهوى_الحزء_الأخير_حلقة١٣
#سوما_العربي
وقف في شرفة البهو الكبير التي تطل على الحديقة ينظر عليها بتعاطف كبير وقلبه منفطر عليها وهي تجلس وسط الورد مع شقيقته الصغيرة بعد مده طويلة استمرت لأيام في المحايلة كي تجعلها تخرج من غرفتها ترى نور الشمس ربما غير من عزلتها وحزنها .
تنهد بحزن وهو يراها تجلس شاردة حزينه ولازالت صامته منعزلة عن العالم لا تجيب حتى على ثرثرة نور ومحاولتها المستميته التي بائت بالفشل في إخراج اي صوت أو حركه منها.
هز رأسه وقد نفذ صبره و بقى غير قادر على الصبر أو التحمل، لن يجلس يراها تذبل وتموت بالبطئ أمام عيناه.
وضع كوب قهوته على المنضدة الصغيره وهم ليتحرك بعزم ناحيتهم فخرج للجنينه بخطى واسعه تباطأت كلما أقترب منهما حتى توقف أمامهما يردد:
-نور...أطلعي انتي وسبينا.
لم تستطع نور تركها ولم يطاوعها قلبها فهمست رافضه:
-بس يا يوسف...
قاطعها يردد:
-يالا يا نور.
تنهدت بقلة حيله ورددت:
-ماشي بس خلي بالك منها بليز.
تبسم ساخراً فهل توصيه عليها؟! تابع مرورها من جواره وهي تتحرك تجاه مدخل البيت ثم عاد ينظر لتلك التي لا تحرك ساكناً سوى الرمش بعينيها.
حالتها مُحزنه و وجهها أصفر، كأنها فقدت دوافع الحياه بموت والدها.
اقترب يفترش النجيلة بجوارها ثم همس يناديها :
-زينب.
لم تجيب فأسترسل:
-هتفضلي مش بتتكلمي كده لحد أمتى؟! أنا ماصدقت وافقتي تخرجي من الأوضة وتنزلي الجنينه تشمي هوا.
لكنها كذلك لم تكن تجيب فحاول مد كفه يضعها على كفّها وهو يردد:
-زينب حبيبتي بلاش تفضلي كده انا ....
سحب نفس عميق واكمل بوجع حقيقي طافي حتى على ملامحه:
-انا قلبي بيتطقع عشانك وإلي مضايقني ان مافيش حاجة عارف اعملها تحسن حالتك او تخرجك من الي انتي فيه.
واخيراً لامس كفها كفّه فالتفت ببطء تنظر له والتقت عيناهم بصمت تام لكن بمشاعر صارخه.
هي تصرخ بوجها وألمها وقلبها المكلوم على فراق أعز الناس وهو عيناه تصرخه كونه عاجز أمام وجعها وجرحها.
اعتدل يستوي في جلسته و وضع يده الاخرى على كفها ثم همس بجدية:
-نفسي اعمل اي حاجه تخليكي مبسوطه وتخرجك من الي انتي فيه ده، عمو عبد العزيز ارتاح من التعب الي كان عنده وهو أكيد مش هيبقى مبسوط لو كان شافك وانتي في الحالة دي انتي عارفه هو كان بيحبك أد ايه.
لم تظهر مبالاه أو تأثر كبير بحديثه فكمل راجياً:
-فوقي يا زينب، فوقي وارجعي لي أنا....
=يوسف...يوسف.
أسكته عن مواصلة كلامه نداءات والده الذي وقف من اكثر من دقيقة كاملة يتابعهم عبر شرفة البهو الكبير المطلة على الحديقة وحديث عبد العزيز لازال صداه بأدنه ، فخرج للحديقة ينادي إبنه يقطع إسترسال حديثه لكن يوسف قال:
-حاضر يا بابا دقايق وجاي لك.
-لا دلوقتي.
بادل يوسف النظر بين والده وزينب عله يفهم لكن والده خالف كل توقعاته وردد بتعنت وحزم:
-يالا يا يوسف عايزك في موضوع جوا....
ثم نادى بعلو حسه:
-نوور ...نور..تعالي مع زينب.
تقدمت نور تخرج فأوصاها والدها برفق:
-خلي بالك من زينب يا حبيبتي.
-حاضر يا بابا.
ثم التفت ليوسف وقال:
-تعالى معايا.
-بس يا بابا..
قاطعه يحي بحسم:
-يوسف لو سمحت..اتفضل معايا.
وقف يوسف وتقدم على مضض مع والده الذي ظل على تجهمه حتى وصلا للداخل .
وقف أمام إبنه بجسد متخشب لا يعرف كيف يحدثه فيما سيقول ويوسف لم يستطع الصمت بل بادر يردد:
-في ايه يا بابا؟! ليه خليتني اسيب زينب انا ماصدقت انها... قاطعه يحي بعدما التف بحسم يردد:
-مالكش دعوة بزينب تاني يا يوسف.
-ايه؟! ليه؟!
-من غير ليه.
بدأت ملامح يوسف في التغير وردد:
-يعني ايه من غير ليه
-أنا أبوك وبأمرك انك مالكش دعوه بيها تاني سيبها في حالها.
فهم يوسف ...إلى حد ما فتقدم خطوتين من والده وهمس:
-انت خايف عليها مني؟!! ماتخافش انا هتجوزها.
أطبق يحيى جفناه بضيق شديد مما هو مقبل على قوله وفعله وهز رأسه رافضاً يردد:
-مش هتتجوزها يا يوسف.
في البداية ظن يوسف أن والده يراه متلاعب فأقر بصدق:
-لا بتكلم بجد هتجوزها والله انا بس مستني حالة الحداد دي تخلص.
-مش هتتجوزها.
-هو حضرتك فاكرني بلعب بيها؟! ولا عشان صايع وكنت لافف وداير؟! لا خلاص انا عايز انسى الماضي واتجوز زينب واعمل معاها اسرة وبيت.
-خلاص يا يوسف، انا قولت كلمة.
هدر صوت يحيى رج بهو البيت فتعصبت ملامح يوسف وهدر هو الاخر:
-هو ايه الي خلاص؟! لا مش خلاص انا عايز اتجوز زينب فيها ايه دي؟! الله؟!! يعني ابقى متسرمح وطايح في الدنيا عرض وطول مش عاجب! اقولك هتجوز واعمل بيت بردو مش عاجب! هو في ايه بالضبط.
التفت يحيى وتقدم ناحية يوسف الغاضب ثم تحدث بتروي:
-عايز تتجوز اتجوز، ياريت ..بس زينب لأ.
جن جنون يوسف وكاد يدور حول نفسه بجنون:
-يا مثبت العقل والدين يا رب…طب ليه؟! ليه؟! تعرف عنها حاجة؟! شوفت عليها حاجة؟!
-إخرص قطع لسانك…زينب دي زي الجنيه الدهب
-يعني ليا حق اتجنن! الله!! هو مش انت الي جيت تقررني وتقولي تعالى لي دوغري لو في بالك حاجة عشان اتصرف؟! طب انا جيت لك دوغري اهو وبقولك جوزهالي.
سحب يحيى نفس عميق ثم ردد:
-لأ.
-يانهار مش فايت…بردو لا؟! بردو لأ؟! طب ليه؟! قولي ليه؟!
-عايز تعرف؟! طيب خد عندك.
سحب نفس عميق ويوسف يقف منتظر بترقب منتظر والده الذي القى جملته دفعه واحده قبلما يفكر في التراجع من جديد:
-أبوها موصيني انك ماتتجوزهاش، انت بالذات.
هز يوسف رأسه مستنكراً، غير راضي بل رافض تماماً وردد:
-نعم؟! لا بجد بجد نعم؟! ماتجوزهاش؟! أمال مين يتحوزها؟! وليه انا بالذات يعني مالي؟!
-بتسأل بجد؟! ده انت لسه قايلها، خلص الموضوع.
-موضوع ايه الي خلص! موضوع ايه الي خلص لا ماخلصش.
-هو بمزاجك؟! دي وصية ، و وصية الميت واجبة النفااااذ.
صرخ صوته عالياً بحسم شديد كأنه يغلق الموضوع نهائياً وللأبد هز أركان البيت و هز معه كيان يوسف الذي بدأ يشعر بالخطر والتهديد لأول مرة بحياته.
______سوما العربي____
اختفت في لمح البصر، مختفية تماماً ولا أحد يعلم عنها شيئاً، جلس أمام العائلة الكريمة ينظر بغضب على عمته أس البلاء وهي أمامه تنظر لهم ببعض التوتر وتردد:
-هي مش كانت معاك في شاليه السخنة؟! انت مش كان دايما عينك عليها؟! راحت فين؟! تقى فين ضيااااء.
صك أسنانه بغضب، فتلك التي تصرخ عليه الأن هي أُس كل المشاكل، هل الأن جائتها الفوقه؟!
تحدث من بين أنيابه بغل وغضب:
-أظن حضرتك اخر واحده تتكلمي.
-نعم؟!
-انتي السبب في كل الي احنا فيه ده؟!
-ااااااه جيبها فيا بقااا…انت الي ماعرفتش تاخد بالك من بنتي.
-دلوقتي افتكرتي ان ليكي بنت؟! كنتي فين وهي بتكبر لوحدها؟ كنتي فين وهي طفلة ومراهقه مش لاقيه حد يعلمها ازاي تهتم بنفسها؟! كنتي دايرة على هواكي تتجوزي وترافقي وتطلقي وتسافري وعايشه حالة نكران أنك بتكبري وعندك بنِت محتاجه مراعيه.
اتسعت عيناها بصدمه مما وجه لها فانتفضت واقفه تصرخ فيه:
-انت واقف تحاسبني؟! واقف تحاسبني بتاع ايه؟! جايب الحق عليا مش كده؟! ليه هو انا الي كنت بتنمر عليها وأدي طفولتها ومشاعرها واسمعها اقذر كلام وماحدش كان قادر عليك بدلعك الي مدلعهولك ابوك وجدك؟ ايه عايز تشيل الغلط من عليك.
وقف بغضب من مواجهتها لأفعاله لكنه اقرها ولم ينكرها لكنه قال:
-انا قذر و وحش ومش متربي ومتدلع، تمام…بس انا مش أمها الي كان المفروض احميها مني ومن اي حد.
واجهها بالحقيقة عارية ليقف كل من والده وجده يرددان بحده:
-هو ده وقت حساب؟! هنقف نحاسب بعض دلوقتي انتو شايفين ان ده وقته؟!
صمت الجد وتقدم الأب يهتف:
-هي مش كانت معاك؟! مش قولنا لك بلاش تعرفها؟
-دخلت اصلا لاقيت الموبايل في ايدها، شافت كل حاجة وشافت كلام الناس عنها، حاولت اهديها واخدته منها ولبسنا ونزلنا العربية، افتكرت اني نسيت محفظتي فوق طلعت اجيبها بسرعه وسبتها عند العربية نزلت مالقيتهاش، لفيت عليها في كل مكان مالقتهاش.
-أبوها…أكيد راحت عند أبوها.
صرخت عمته ليهز رأسه:
-ماعتقدش.
-هو ايه الي ماتعتقدش..مش وقت كبر دلوقتي..يالا نروح له.
وقف ثلاثتهم لكن قال شديد:
-بلاش تيجي انتي خليكي هنا.
-رجلي على رجلكوا.
-من امتى الاهتمام ده؟!
هتف ضياء بضيق وهي كانت في حالة هياج وضياع منعتها من الاهتمام بمواصلة الرد عليه فقط اكتفت بنظرة حاده وقالت:
-بلاش أنت..أنت أخر واحد يتكلم.
-لو هتقضوها خناق خليكوا هنا ونروح احنا ندور على البنت.
فانتبه كل من ناريمان وضياء لهم وتحركا معهم كل بسيارته تجاه بيت الصواف.
صفوا سيارتهم ونزلوا منها بسرعه يدقوا باب بيت كاظم ففتحت لهم تلك الشرسه وهي تردد:
-خبر ايه في ايه؟! هتكسروا الباب ..ايه ده ايه ده؟!! اهلاً أهلاً بالغاليين..خير ؟!
صرخت ناريمان بغل وغضب:
-أوعي يا ست يا بيئة انتي من قدامي دلوقتي احسن لك؟!
ضربت صدرها بخفه ورددت:
-بيئة؟! بيئة مين يا ولية يا…
قاطعها ضياء الذي لم يكن ليقف متحملاً سماع إسطوانات أشجان الجاهزة لأي شجار مهما كان نوعه بل اندفع يردد بحده:
-لا مش وقتكوا انتو الأتنين أنا عايز تقى…يا تقى.
لم يتحمل وشرع في مناداتها بلهفة عظيمة اتسعت على أثرهز عينا أشجان ونزل بسببها كاظم من غرفته يربط مأزره الحريري وهو يردد:
-ايه ده في ايه؟؟ ايه الي بيحصل ده؟! وعديتو من أشجان أزاي؟!
هزت رأسها تستوعب الكلمة واخذت تردد:
-عديتوا من أشجان ازاي؟! لاهو انا كلب حاططني احرس البيت؟!
حمحم كاظم بخوف بينما اندفع ضياء يطوف البيت وهو يصرخ:
-تقىىىىى…يا تقى.
ارتعبت ملامح كاظم وشعر بالتيه فبدأ يسأل وهو قلق:
-تقى مين الي بتدور عليها؟! هي مش كانت معاك وخرجت بيها من هنا .
-عمي مش وقت لوع ولعب، كلمني جد وطلع تقى من عندك.
-مش بنلعب معاك احنا، البت خرجت في ايدك على يد الظابط وخدتها ومشيتوا.
هتفت أشجان فجننت ضياء الذي زاد جنونه وهياجه:
-يعني ايه؟! راحت فين؟! يانهارأسود ومهبب..
بدأ يدور حول نفسه بجنون:
-يعني ايه؟! لو مش هنا تبقى فين؟! يعني مراتي دلوقتي في الشوارع؟!
ذم الجد شفتيه بندم وهو يردد:
-احنا ساحبين منها الكريدت كارد والعربية وأي فلوس معاها.
-يبقى لازم نبلغ البوليس.
رد كاظم بهلع ليصرخ فيه ضياء
-نبلغ البوليس لو مخطوفه…لكن دي مشيت وسابتنا بمزاجها ..طفشت مننا ..منكوا .
عضب كاظم الذي صاح:
-قصدك منكوا…جد وخال مش شايفين غير ابنهم الوحيد عمالين يدلعوا فيه لاقوا بت تحل من على حبل المشنقة فأستخصروها في الغريب وحجزوهالك ..ذوق عافيه حجزوهالك ..وجوز زي الزفت دمر نفسيتها زمان ودلوقتي وأم…زي مانت شايف…فاكره نفسها نوغه ودايره تحب وتتجوز وياريت على كده وبس بتعمل مصايب تلبس بنتها معاها…هي كانت شايفه ابوها وأخوها بيعملوا ايه و وقفت تتفرج عشان كل همها الفلوس وبس.
فتقدمت ناريمان تردد:
-ولما هو كده وانت مافيش منك سيبتها لنا ليه؟! ماكنت جيت نشلتها من الوباء ده؟! بس البيه ماكنش فاضي كان داير ورا الستات يبعزق عليهم ثروته الي بدد تلات أرباعها على الجري وراهم كان لازم أدور لبنتي على جوازه تأمنلها ثروة كبيره طالما أبوها ضيع الي كان عنده.
-بسسسسسس….
صرخ ضياء فسكت الكل وكمل:
-مش وقت خناق…مراتي فين؟! اليوم قرب يخلص وهي برا ومش عارفين عنها حاجة.
-أول حاجة نعملها نبلغ البوليس.
=غنوة.
هتفت أشجان وسطهم فانتبه لها ضياء واقترب منها بلهفه يردد:
-انتي قولتي ايه؟! البت اللابش دي ممكن تبقى عارفه مكان تقى؟!
-بس ماتقولش لابش.
-خلاص ياستي هي ست الناس بس قولولي طريق مراتي منين.
قالها وهو ينفض ملابسه بات وكأنه على وشك الخروج منها فهتفت أشجان بحذر:
-أنا مش متأكدة بس هي في الفترة ألأخيرة انا نصحتها تستغل علاقات البت غنوة وهي راحت لها فعلاً وبدأت معاها شغل وبعدها جيت انت زي القضا المستعجل وأخدتها ماعرفش بعدها ممكن يكون حصل ايه؟!
-تعرفي مكتب غنوة فين؟!
-اه في العجوزة وخد تليفونها كمان اهو…ربنا يعترك فيها ياخويا.
نظر لها ضياء وهو غير مصدق فمن يراها وهي على وشك أن تهبشه اا يصدق تسختها تلك التي تقف أمامه متعاطفة جداً ومتعاونة حتى أكثر من أهل تقى نفسهم.
_____سوما العربي _______
وقفت بتوتر تفرك كفيها معاً، لا تعلم هل ما تفعله صحيحاً أم ماذا .
نظرت خلفها لترى فريال تقف تتابعها بأعين غاضبه حمراء كلها غيره وما أن التفت لها فيروز وشاهدت فريال حلاها وجمالها بفستانها الأحمر الرقيق حتى نزلت درج السلم بغضب واعر وتوقفت أمامها تهتز من الغليان تصرخ بلا مواربه:
-لابسه ومتشيكة كده ورايحه على فين؟! لو فاكره انه ممكن يبص لك تبقي بتحلمي..انتي سامعه.
انتشت فيروز من رؤيتها الغل والحقد في أعين فريال، ردت عليها بشماتة ثم قالت:
-هييجي دلوقتي وهتشوفيه بنفسك، دايب فيا دول ومش بيقدر يشيل عينه من عليا.
-مابقاش الا انتي يابنت الخدامة.
من قال انها لم تهتز؟
اهتزت بالفعل لكنها جاوبت بيقين وليس إدعاء:
-الخدامة الي جوزك فضلها عليكي من جمالها وحلاوتها؟!
احتدت عينا فريال فهي ببساطة تعايرها فأكملت فريال:
-هي يمكن بس كانت عبيطة وعلى نياتها، ما أمنتش غدر محمود الدهبي ولا عرفتش تكيدك بحق بس ماعلش.
اهدتها ضحكه ثم أردفت:
-بنتها موجودة، تعمل فيكي الي أمها ماعملتهوش.
لم تكد تنهي الكلمة حتى انتبهت على صوت كلاكس سيارة عثمان الباشا نهبت الطريق وتوقفت أمامها.
وزادت النيران إشتعالاً فقد نزل بهيبته الطاغية وكامل زينته وحلته، تنهدت فيروز ترى فريال مسكينه لجواره هو فعل رجل كاريزما ولولا قصتها ويا ماجد لوقعت له صريعه غير مبالية بفارق السن.
فريال في موقف لا تحسد عليه فقد تقدم الباشا من فيروز يفتح لها ذراعيه مبهوراً وهو يردد:
-مش معقول؟! هو في جمال كده على الأرض؟!
هادت تهدي فريال إبتسامة شامته ثم ردت عليه بحرج مدبر:
-شكراً ده من ذوقك.
-صوتك…يجنن.
تنهدت فيروز وهتفت داخلها(اتهد واسكت بقا ده صوتك انت الي يجنن، منك لله يا ماجد)
عثمان كان بالفعل يصرخ رجوله، هيئته توحي بالفخامة،هي متأكدة بأن لديه معجبات لا حصر لهن لكنها غير مهتمة سوى بكيد معجبة واحده…فريااااال.
تقدمت معه نحو سيارته عيونها كلها دلال ونعومة ومكر لذيذ زود حلاها بعيونه التي تصرخ إعجاباً، مسك كف يدها يساندها وهي تمشي بدلال وكبر قاصده عيون فريال غير مهتمية بعثمان .
ساعدها لتجلس في السيارة بعدما فتح لها الباب كما الأميرات..يبدو أن الكون كله متفق ليقف ضد فريال الليلة.
التف بكياسة ليجلس في سيارته العاليه السوداء كشخصيته ثم قاد ببراعة نحو الخارج ولأول مرة قد تشفق فيروز على عدوتها الكبرى..عثمان رجل متعب غير سهل ومن تلك التي لن تقع لكتلة الهيبة والكاريزما و والوقار تلك.
لكنها ما أن خرجت خارج سياج سور فيلا الدهبي حتى إستكانت ملامحها وكأن دورها التمثيلي أنتهى وبقت جالسه عادي في الكرسي المجاور له.
بقت هكذا حتى وصلا لفندق فخم وجلسا للعشاء فيه.
كان ينظر لها مبتسماً ثم قال:
-شكلك يجنن النهاردة، واضح أن كل يوم هشوفك هتحلوي أكتر من اليوم اللي قبله!
-لا براحه عليا يا باشا انا مش أد كلامك ده.
جعد مابين حاجبيه من طريقة حديثها التي أثارت إعجابه وانتباهه في آن ليردد:
-شكلك جريئة.
سحب نفس عميق وزادت إبتسامته فعلقت :
-كان ناقصك النوع ده.
رفع إحدى حاجبيه ونفخ دخان سيجاره عالياً، كانت هيئته توقع أجمل بنت في غرامه وهو في شدة غروره وثقته هذه ثم صوته الواثق:
-كمان؟!
-عملت سيرش عنك، يعني…على أدي كده.
لمعت عيناه، عجبته اللعبه فأرتشف القليل من كأسه مع السيجار وردد:
-ده انتي مهتمه بقا…طب وايه؟! عرفتي أيه عني؟!
-انك لعيب..لعيب جامد قوي.
-على كل الأصعدة وحياتك.
علق ضاحكا بثقة فهزت رأسها مؤكدة:
-دي حقيقة..بتحب تصاحب البنات الصغيرة وأول ما الواحده بتكمل الخمسه وعشرين سنه بتقلبها.
ضحك يذم شفتيه:
-الحته دي اتعرفت عني ؟! كنت فاكرها سر.
-لا سر ايه، دي أسهل معلومة عرفتها عنك.
-أصل البنات الصغيرة بتصغر وتحسسك بالشباب المتجدد وتخليك تدي في الشغل وتطمع .
-وكل ماتطمع أكتر تبقى ملهوف تعمل فلوس أكتر فتشتغل أكتر وتشغل دماغك.
-بالظبط برافو عليكي…بس لو شاطرة قوي كده قوليلي عرفتي ايه تاني عن عثمان الباشا يا قادرة هانم؟!
قالها ضاحكاً مستمتعاً وهو يضع يديه أسفل ذقنه متسلياً بالحوار فردت:
-إنك لسه مطلق طازة ودي بقا انت صبرت عليها حبه حلوين خصوصا انها كملت السبعه وعشرين سنه، ده أقصى سن صبرت عليها ليه؟! يمكن عشان مركز باباها؟!
-صح برافو عليكي؟! واهي جايه وراكي أهي .
شاور على جهه خلفها فالتفت لترى فتاة أنيقة وجميلة قادمة صوبهم بغضب فاتسعت عينا فيروز والتفت تنظر لعثمان الذي ردد:
-فيا سر عجيب مافيش واحده تعرفني وتقدر تناسني.
=هي دي الي سبتني عشانها يا عثمان.
وقفت فيروز بحرج تحمحم بخوف من شراسة تلك الفتاة:
-لا أحمم..بصي في ميس أندر إستاندنج في الموضوع.. هفهمك.
-وتفهميني ليه يا حبيبتي انا الي هفهمك.
قالتها بهدوء مخيف قبلما تحممها بعصير البرتقال الذي طلبته لنفسها.
و وسط كل هذا من شهقة فيروز وجحود تلك الفتاة و وقوف المطعم كله متفاجئ ومصدوم تقدم احد العاملين في الفندق يردد:
-يا عثمان بيه، البنت الي حضرتك حابسها فوق عماله تخبط وترزع على الباب والنزلا كلهم أشتكوا حضرتك عميل مهم عندنا بس بردو كده ممكن حد يطلب لنا البوليس.
-بنت؟! هو في بنت فوق كمان؟!!
وقف ينظر لهم بضحكة شخص فاعل لعملة جديدة اضافه لتلك المصيبة التي حدثت…انه عثمان الباشا.
______سوما العربي_____
دلف مكتب والده يقتحمه ليتفزز يحيى ويردد بهلع:
-ايه يا يوسف في ايه؟! انت داخل كده ليه؟! حد من البنات جرى له حاجه؟!
ابتلع يوسف غضبه بصعوبه وتحدث بحسم:
-بابا…موضوع الوصية ده انت عرفته لزينب؟
-لا…لسه.
رد يحيى بترقب فتنهد يوسف وردد بحسم:
-يبقى خلاص…انت مش هتجيب لها سيرة عن المرض ده.
-بجد والله؟! مين قال كده؟!
-انا.
-انت نسيت نفسك؟!
-بابا لو سمحت…أنت مش هتقولها حاجة.
-دي وصية ميت.
-وصية هتأذيني وتأذيها.
صمت يهز رأسه بقلة حيلة ثم ردد بأقرار وتعب وضياع:
-بابا..زينب مش هتعرف حاجة عن الموضوع ده تمام؟؟
لم يتحصل على رد من والده ويحيى نفسه لا يملك رد وبدا متردد وحائر جداً.
______سوما العربي________
سعلت بشدة ، لقد أصابها دور برد قاسي منذ البارحة بعدما حاولت غسل ثيابها في حمام المطعم وعادت للبيت بالفستان مبتل.
حرارتها عاليه ولم يدري بها أحد بالأساس..مرضت ولم يعرف أحد أو حتى يسأل عليها.
صدح رنين هاتفها فرفعت الهاتف تنظر فيه بتشوش لترى إسم الباشا ينوره…تنهدت بسأم تضع الهاتف جانبها وارتمت برأسها على الوسادة وقد أضناها التعب.
ليصدح صوت هاتفها من جديد فرفعته بملل متوقعه هوية المتصل وغير منتويه على الرد.
لكن اللهفة اندلعت في عيناها وهي ترى إسم ماجد يزين شاشته فردت على الفور:
-ألو.
-ألو.
رد بتوجس لتقول:
-أزيك يا ماجد.
تأكد من حدثه فسأل:
-مال صوتك؟!
هزتها الكلمة وقد فهم ما بها من مجرد (ألو) فأوشكت على البكاء وظهر ذلك في صوتها:
-تعبانه يا ماجد وماحدش أخذ باله اصلا اني ماطلعتش من الاوضه من أمبارح.
لم يهتم بكل هذيانها سأل فقط عن كل همه:
-تعبانه مالك.
-عندي برد وسخونيه وهمدانه.
صمت…لكنه صمت مؤلم هي وكأنها تشعر به وهو يجذب شعراته بعجز وضيق ثم صرخ فيها:
-قومي اتصلي جيبي دكتور ولا البسي هبعتلك عربية تاخدك توديكي.
-بس.
-مابسش..يالااا.
-حاضر.
قالتها بوجع و ألم وتعب…ثم أغلقت المكالمة.
ومرت ساعتين حتى عاود الأتصال بها يصرخ بجنون:
-أنتي فين يا هانم…العربية وصلت البيت وانتي مش هناك ووحتي فين؟!
-انا مش في البيت.
ردت بهدوء فصرخ بهياج وجنون:
-فين يعني؟! خرجتي روحتي تكشفي؟
-خرجت بس مش عشان أكشف.
-فيروووز مش عايز بروووود..خرجتي فين؟!
لتفاجئه يل قشعرته بردها الهادي والثابت:
-في المطار…جاية لك…جاية لك يا ماجد.
يتبع.
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا