القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14بقلم سوما العربي

 

رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14بقلم سوما العربي



رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الرابع عشر 14بقلم سوما العربي




#شط_بحرالهوى١٤_الجزءالثالث

#سوما_العربي


وقف في المطار وهو لا يكاد يصدق ما أخبرته به، اقترب الموعد وقلبه ترتعب دقاته.


كله خوف لو خابت ظنونه، بالتأكيد كانت تُهزي، هو أعلم الناس بفيروز، عندها،غرورها وصلابة رأسها.


هي بلا شك كانت تمزح، أو ربما كانت لحظة تهور أو جنون منها وتراجعت.


أنب نفسه، لما عشًمها من جديد بعدما بدأ يحاول تعويدها على معايشة الوضع الراهن..


انتبه على مكان خروج الرحلة القادمة من القاهرة، الأقدام تتوافد ودقات قلبه تقرع كالطبول، ملامحه كلها لهفه وعيونه تمشط المكان وما خلفه.


يهز رأسه كلما بدأت الأعداد تقل وتقل وتقل..ثلاثة أشخاص..شخصين...شخص...وكلما تضائل العدد كلما زاد وجع قلبه فقد شعر بسكين غدر غمد في أوسطه، والضربة كانت مؤلمة لأنه لم يطلب منها هي من بادرت تعطيه الأمل فاحيت بداخله ما جاهد ليدفنه.


بهتت ملامحه والتف بظهر محني و وجه ينظر أرضاً يلتف ليغادر بعدما نخور المرار عظمه وبدأ يتحرك باتجاه الخروج.

-ماااااجد.


صوت أحياه، كأنه آتي من مدينة ظنها خالية من الحياة وهو سيموت فيها جوعاً أو ينسى النطق من قلة الكلام مع بشر.


ولكن ماااااجد...ذلك الرجل ذو الطول العظيم والعرض المهيب كان خائف؛ يخاف أن يلتفت لا يجدها ويدرك خيبة الأمل فقد بدأ يتوهم كما المجانين.

-ماجد؟!


صوت ناداه مجدداً من بعيد يحسه على أن يلتفت ففعل لكن وهو خائف مترقب، يخاف من الخذلان.


لكنه كان محتاجاً لأن يفعل ويتأكد فصرف وجهه للجهه الأخرى لتجحظ عيناه، أنها هي، هي والله هي، فيروزته التي أتعبت روحه.


بينما قدماه تقوفتا عن الحركة، كأنه مازال يستوعب ولم يكن يتوقع.


فيروز تقف أمامه مستغربة ومتعجبه كأنها تقول لها ها أنا قد أتيت!!!


-ماجد.


نادته مجدداً قانفعلت ملامحه وبدأت تتحرك كتمثال نُفخت فيه الروح واندفع ناحيتها يجذبها ليوقفها بين ذراعيه يردد:

-انتي! أنتي بجد ؟!

هزت رأسها وهي تبتسم وتحاول منع دموعها ثم ردت:

-أيوه، جيت لك.

هز رأسه بجنون والمكان كله لا يسع أجنحته من السعادة، دفعها داخل أحضانه بلهفه يردد بهوس:

-يا روح ماجد يا روح ماجد، ياروح ماجد انتي، يا روحي.


اخرجها من احضانه ونظر لها يردد:

-انا مش مصدق نفسي، ماكنتش مصدق انك هتعملي كده فعلاً.


فمها كان صامت. عيونها الرصاصيه تتحدث، تنهد بتهب  و وله يردد:

-تعبتيني، تعبتيني قوي يا عمري.


لمعت عنينيها من كلمته، سألته ملامحها بلا حديث فردد :

-روحي وعمري وكل الي ليا.


مرر عيناه على وجهها ثم سائر جسدها وعاد بعيناه لملامحها يخبرها:

-انا كأن روحي ردت لي، وحشتيني وتعبتيني وطلعتي عيني.

-أنا أسفه.


هز رأسه مجدداً يرفض أسفها ولم يستطع...اندفع يقبلها، يلتهم شفتيها بجنون، يحتضنها له بصبابة وتوق يعتصرها عصراً من شدة جنونه وعدم تصديقه انها جاءته بقدميها.


يقبلها ببطئ مثير وهو يحتضنها ، أفلتها بصعوبه يلتقط أنفاسه فقالت:

-ايه الي عملته ده احنا في المطار.

-غصب عني، وحشتيني موت...وبعدين انتي مراتي أعمل فيكي الي انا عايزه.

صمتت تنظر له بلا كلام تأكله بعيناها فانتظر ثم سأل:

-مش عايزه تقولي لي حاجه؟


امأت برأسها إيجاباً جعلته ينتشي ثم دغدغت حواسه  وهي تصرح بصوت خافت:

-وحشتني...وحشتني قوي يا ماجد..اكتشفت اني مش هقدر أعيش من غيرك.


كانت تتحدث وعيناه تتسع مما يسمعه من فيروز أخيراً بعد طول صبر وأنتظار فأعطته القاضيه حين قالت:

-انا إختارت افضل معاك يا ماجد.

اقترب يمسك يديها وردد بلهاث:

-براحه عليا يا فيروز .

-حاضر.


-عايزه تفضلي معايا؟!

-ايوه؟!

-العمر كله؟!

-العمر كله يا ماجد.

-يا روح ماجد..يا روح ماجد.


قالها وهو يضمها يبتلع شفتيها من جديد برومانسية وبطء شديدن، قلبه الصغير غير قادر على التحمل ولا قلبها الذي لا يرحمه.


 ذابت بين يديه تماماً وهو شعر بها فابتعد ثم رددت:

-خدني لبيتك يا ماجد.


كلامها كبساط يُطيره فوق الريح، هل تريد التعجل بالذهاب للبيت و لا تطيق صبراً على أن تصبح بين يديه وينغلق عليهما باب واحد؟!


الفكرة وحدها جننته وذبذبت كل مشاعره بل قشعرت بدنه الذي ذاب ما أن لمسها ولمسته.


حرك رأسه بجنون وهو يردد:

-حاضر يا روحي حاضر.


فسحب حقيبتها وسحبها هي شخصياً يسير متحركاً بها كأنه قابض عليها يخاف من أن تفر أو تبتعد وتلاعبه وتلك المرة لن يتحملها..لن يتحمل حقاً بعدما عايش جنون وهوس شعوره لمّا جائته ...لن يتحمل لا.


_____سوما العربي____


مرور الأيام كان يزيد جنونهم، وذهابهم لقسم الشرطة لم يضيف جديد فالنتيجة لحد الأن صفر.


والأبشع من كل شيء هو شعور العجز وقلة الحيلة حين تصيب رجل ، كل ساعه تمر وهي بعيد تخبره انه ليس بقادر على حماية زوجته بل حتى غير قادر على الوصول لها.


كانوا لازالوا مجتمعين يبحثون عن حل وصدح صوت أشجان الغاضب:

-هو جرى ايه؟! يوم بيجر يوم واحنا قاعدين كده زي خيبتها؟! 

-ماحنا بلغنا البوليس.

صرح والد ضياء ليرد ضياء بهياج وغضب:

-مش كفاية..مش كفاية .

فرد الجد بأسى:

-المشكلة مش معاها كريدت ولا اي حاجة لو سحبت فلوس نعرّف سحبت منين وامتى.


-مش كنتوا بتعاندوها عشان تتجوز الوريث، شرفتوا أخرتها؟؟


صرخ فيهم كاظم بحده وغضب ليهتف الجد:

-مش وقت خلاف دلوقتي يا كاظم، احنا لازم نوحد جهودنا ورأينا ، ليلة ورا ليلة بتعدي وتقى مش قدامنا، والبنت حلوها بزيادة وفيها الطمع ياخونااا.


جملته الأخيرة جنت جنون ضياء تزيد إشتعاله فتلك حقيقة يدركها وتخوفه فوق خوفه على قصة إختفاءها المرعبة لوحدها.


فانتفض بحده ينظر لتلك السيده العجيبة وسألها:

- يعني كل الايام دي لا نعرف فين ست غنوة ولا هارون بيه؟! مش غريبة إختفائهم في نفس الوقت؟!

فرد كاظم بحده:

-انت دماغك بتسوحك في اي حته وخلاص؟! واحد ومراته كانوا على خلاف واخيراً اتصالحوا واخدوا اجازة شهر عسل وفاصلين عن الدنيا شوية.

-شوف اي طريقه توصلنا بيهم؟! أكيد عارفين هي فين ولا في بينها وبين  غنوة دي شغل، ماهو اختفائهم ده مش طبيعي.

-صحيح حاول توصلوا يمكن تقى كلمتهم.


سألت ناريمان بلهفه ليجيب بحده:

-قافلين موبايلاتهم ، قافلينها هوصلهم ازاي.

-يعني ايه؟! مقفلة ضبة ومفتاح؟!


سحب كاظم نفس عميق يفكر الى ان قال:

-هارون كان قالي ايام الفرح إلي اتلغى انه ناوي ياخد مراته بعد الفرح ويسافروا شرم.

-والله؟!! انت عارف شرم فيها كام فندق؟!

-لا هارون لما بيروح هناك مابينزلش غير على فندق واحد بس…انا عارفه..صح ازاي فاتتني دي.


همّ واقفاً يصرخ:

-أنا قايم رايح له، هروح طيران.


-انا جاي معاك.

هتف ضياء بلهفه و بدأ بالفعل بحجز تذاكر الطيران منعاً لتسرب الوقت.


_______سوما العربي_____


جلس ذلك الخواجة متسع الأعين يضع يديه في حجره يطالع كل تلك الأفعال العجيبة التي تصدر من هؤلاء الناس غريبي الأطوار.


وكذلك تلك الفاتنة ماريا وقفت على مقربة من فراشه تضع يدها على فمها تكتم شهقتها وهي ترى مايحدث مع الأجنبي الفرنجي ألبير.


ورويداً رويداً تظهر الصدمه، إن السيدة چانيت والدة ماريا قد أعدت له فتة بالكوارع وتجلس منتظرة منه أن يأكلها بالهناء والشقاء بل ومتعجبة لما لم يبادر بالتهام الصحن كله للأن فهتفت مستنكرة:

-ما تاكل يا حبيبي ده انا عملاهالك بإيديا دول.


نظر لها بإستغراب واستنكار وتعجب وكل ردود الفعل التي خلقها الرب ثم نظر لماريا وكذا چانيت نظرت لها تصرخ فيها:

-ماتترجمي له يا أخرة صبري.

-طب بتزعقيلي ليه طيب؟!

-مش انتي السبب في كل الي احنا فيه ده؟!

-يوووه، كل حاجة هاتوها في ماريا بقا، وبعدين فتة كوارع ايه الي عملاها للألماني ده؟! دول بياكلوا خس وسحالي.

-اعمل ايه ياختي، اهو أديني عامله له خدي مداس لحد ما ينسى الي عملتيه فيه.


قالتها لينظر كل منهما على رأس ألبير المضمضه بشاش طبي أبيض لفها كلها ، نظرتا له ليجداه يبادلهما النظره بأخرى حادة متوعدة جعلت ماريا تخاف وتتراجع خطوة للخلف خصوصاً وان صمته قاتل يخوفها بينما حمحمت چانيت وحاولت الحديث معه كمن يحايل طفلاً صغيراً ليتناول طعامه:

-ماتاكل بقا، جربها دي هتعجبك قوي قولنا نعملوها قبل الصيام الكبير.

-تلاقيه مابيصومش.

-عيب أختشي، كنتي دخلتي في نيته.


ثم نظرت لألبير تغمز له:

-ماتاخدش على كلامها دي عيلة.

-أمري تلك الثرثارة أن تتوقف قليلاً عن الحديث فقد أكلت رأسي.


قالها ببرود وهو يقلب عيناه بملل، كانت ستهم بالصراخ في وجهه فكيف تتركه يتحدث عن والدتها هكذا لكنها حاولت التعقل وتراجعت فنبرته توحي انه يتحسس مسدسه.


-طب بالسلامة أنتي يا ماما دلوقتي.

قالتها ماريا بخوف بعدما أرتعبت والدتها من تهور ذلك المجنون الغير متزن  لتصرخ چانيت:

-بالسلامة أروح فين واسيبك معاه ؟!

-ياماما انا بيني وبينه شغل لازم يخلص .

-وكان فين الكلام ده قبل ما تفتحي قرنه وتحطي صابعنا تحت درسه، اهو اديني قاعده حاطه ايدي على قلبي لا يبلغ عنك ولا يروح السفاره بتاعته وتبقى حكاية.


زارها الخوف للمرة الألف وزاد من نطرات عين ألبير الذي بقا يطالعها بشر مكتوم لكنها رأته فقالت مرتبكه:

-ماعلش اطلعي انتي خليني أتفاهم معاه.

-اللهم طولك يا روح، ماشي بس تسيبي الباب مفتوح، الا يفكرها سايبه.

-حاضر.


قالتها و وقفت على مضض لتخرج فتبقى ألبير مع ماريا وحدها ينظر لها بحاجب مرفوع وقال:

-هل تعلمين أنه بكلمة مني أستطيع حبسك وتدمير مستقبلك؟؟


انحشر صوتها في حلقها وهي تحاول أن تحدثه بنبرة صوت تمثل فيها البراءة علها نجحت في إستعطافه:

-ولما؟! لما سيد ألبير، فأنا..

قاطعها بغضب:

-أنتي ماذا؟! أم نسيتي مافعلتي؟  أنه شروع في قتل.


اتسعت عيناها وقد عادت بها ذكرياتها أياماً للخلف بعدما هاتفها يطلبها أن تأتيه في الحال لكنها أخبرته بأنها قد عادت لحيها بالأسكندرية وعملهما معاً قد أنتهى . وتلك كانت الحقيقة فقد أوصلته بغنوة التي كان يبحث عنها كما اتفقا وأخذت أموالها وعادت من حيث أتت تسارع لحضور حفل حناء أبنة خالتها ولم تكن تعلم أنه مجنون ومتهور للدرجه التي قد تجعله يسافر خلفها مستدل ببطاقتها التي كانت في الإستقبال حتى وصل حيها ودلف للبيت أيضاً.


يومها هاتفها وهي لم تبالي به، ظل يتصل ويتصل وهي غير مهتمة وهو بداخله ثورات غير معلومة المصدر أو الهوية.


وقف أسفل السلم ينوي الصعود لعندها لكنه تراجع مع نزول بعض أقاربها يضحكون ومن بعدهم نزلت هي تركض للحاق بهم .


ومدخل البيت كان حالك ومظلم لدرجة كبيره وهو يقف فيه، غضبه منها ومن نفسه جعله يجذب يدهل بغتته يوقفها فظنته شخص متربص لها ولم تفكر مرتين فرفعت مابيدها تضرب به هذا المجهوول حيث مدتها ناحية قصيص الزرع الفخاري والتفت بمهارة تباغته بضرب رأسه ليصرخ صوته متألماً فتلتفت له و وقتها فقط تدرك من ضربت .


اعادها من ذكرياتها وهو يصرخ فيها:

-هاااي، أنا أحدثك.

-حسناً لقد ضربتك على رأسك، ها وماذا بعد؟!


قالتها غير مباليه أو هكذا تمثل جعلت غضبه يزداد فهتف متوعداً:

-وتتحدثين بكل تلك الإستهانة؟! ربما الخطأ عندي أنا من صبرت عليكي بداية من هروبك بعد إرتباطك معي بعمل تقاضيتي أجره بالكامل وبعدها شروعك في قتلي،  أقسم أن أدمر لكي مستقبلك.


هبت واقفه بعدما سمعت تهديده وملت منه فرددت:

-سيد ألبير، أستيقظ هااا! أنا لم امضي معك أي عقود ملزمة لي كي تقاضيني بها والمال الذي تتفاخر بأنك أعطيته لي بالكامل هو مقابل عملي الذي قمت به فعلياً فلا سبيل أمامك للتحدث عنه انه كان على سبيل المن أو البقششة، ولو ذهبت للقسم فأنت من سيحبس لانك تهجمت علي بمنزلي ، انا كنت في حالة دفاع عن النفس بالنسبه لمستقبلي الذي تقسم بتمدميرة فهنيئاً لك، إن وجدته دمره.


صدمته بحديثه المُجهز وقد فاض بها الكيل منه ومن تصرفاته  لكن…..ثواني ولمعت عيناه ببريق واضح وهدأت ملامحه ثم سألها:

-وطالما ان الوضع كذلك وانتي على درايه بما لكي وما عليكي فلما ها؟!! لما صبرتي علي وضايفتني عندك وقدمتي لي أنتي و والدتك كل سبل العناية والطعام.

فرحه عارمه غزته وهر يرى إرتباك ملامحها أمامه و وضوح ذلك على لغة جسدها ثم تقدمها منه تردد بتحفز :

-عشان أنا بنت بلد وجدعة وأفهم في الأصول.


ضيق عيناه ثم وقف متأرهاً وأخذ يقترب منها يردد بصوت خافت:

-ماذا قولتي؟؟ فكما تعلمين انا لا أعرف العربية.


حمحمت بتوتر زاد بعدما داهمتها رائحته وقرّبه منها زوده فابتسم زياده وردد:

-لم أتلقى جواباً!!!

-حممحممم، هذا كان مجرد تعامل إنساني وكذلك لإسكات والدتي أنت لا تعلم الأم المصرية بعد.


طالعها بأعين شغوفة ثم ردد:

-لذيذة جداً والدته، الأن فقط عرفت منبع تصرفاتك.


رفعت إحدى حاجبيها ثم رددت بتجهم:

-ماذا تقصد بتصرفاتي؟! 

-لذيذة، مثلك.


هبط ضغط الدم من كلماتها وهي لن تتمادى معه في الملانهاية لذا سارعت تعيده للواقع مرردة:

-جرحك طاب وهو بالأساس سطحي، يمكنك الأن العودة بمفردك للقاهرة كي تكمل بحثك عن حبييتك التي قطعت المسافة من ألمانيا للقاهرة لأجلها.


رفع حابيه وهو يضحك ثم التف يعود للفراش كي يجلس عليه مردداً:

-لن أستطيع الذهاب بدونك فكما تعلمين انا لا أتحدث العربيه.

-جد لك مترجم غيرك.

-لن أستطيع فانا لا اعرف أحد هنا غيرك ولا أعرف لغتكم كي أتعامل وحدي.

-اذا لما جئت من بلادك لبلادي وانت لا تفقه شيئاً هنا؟!

تنهد وهو سعيد يهز كتفيه مردداً:

-معك حق، كانت لحظة عند وتهور لكن ربما القدر يحمل لي شيئاً جميلاً في مصر.


نظرت له بترقب مستنكرة تطلب معنى لكلامه لكنه لم يفعل بل تمادى في الإستعباط يقول:

-أرى أن من الإنسانية إستمرار عملك معي.


هزت رأسها بضيق وقد بات كل همها التخلص من العمل معه فردت بعصبيه:

-هل تحاول إقناعي أن رجل مثلك بأموالك وعلاقاتك لن يستطع تدبير أمره؟! كيف؟! هاااا؟! وكيف تحاول إقناعي بذلك وقد تقابلنا صدفة؟!!


تبسم بسمة حلوة وردد:

-أجمل صدفة.


كلماته وعيونه الامعة ضربت قلبها فأرجعته لتردد:

-من الغد سأعود بك للفندق في القاهرة واتفق لك مع مترجم غيري يتابع معك كل خطواتك حتى تصل لحبيبتك.


قالتها قبلما تخرج من الغرفة نهائياً معلنة إنتهاء الحديث فهتف :

-لقد علمت مكانها.


وقفت أمامه متماسكة تُظهر الفرحة على ملامحها ثم تقول:

-حقاً؟!!! حسنا..أحممم..جيد.

-ومع ذلك أنل هنا معكي أنتي.


قالها بنبرة موحية خوفتها لكنها لم تسمح لنفسها بالتمادي فقالت بحسم:

-وأنا غداً سأعيدك للقاهرة.


نطقت بقوة كانّها تقرر كما يقرر فحياتها تسير وفق هواها هي ولا أحد غيرها وغادرت بخطى واثقة تغلق الباب خلفها بعدما بدلت ملامحه للحنق الشديد فجلس ينظر على مكان خروجها وهو يردد:

-أنا هنا من يقرر وليس أنتي أيتها ال..


حلمت عيناه وهو يغمضهما مبتمساً ويتمدد على الفراش يكمل:

-الشهية القابلة للأكل والعض.


قالها وبعدها أرتفع إحدى حاجبيه بعدما داهمت أنفه رائحة التقلية على الفتة، فتح أحدى عينيه ثم الاخرى وقد زاره الجوع وفكر في التجربه.


انتفض ثم أستوى في جلسته و سحب معلقة الطعام مقرراً التجربة فملأ المعلقة قليلاً ثم قربها من فمه يأخذ ما على طرفها بتأنف وتأفف، جعدت ملامحه مستغرباً للمذاق إلى أن انفرجت من جديد وقد وجد بها لذة جعلته يفكر في التهام صحن الفته كله.


______سوما العربي____


في مسبح خاص كان يقف في المياه وهو يضمها لأحضانه، مظهرها بالمايوه الأخضر يسير أعصابه.


رفع القليل من الماء وداعب بهم كتفيها فصرخت:

-بس يا هارون.


مال يعض كتفها ويردد:

-أنتي جننتي هارون.


سرحت عيناه على مفاتنها الظاهرة لعيناه ثم ردد بحنون:

-ايه يابت الحلاوة دي كلها يخربيتك.


ضمها لحضنه بقوة يخبرها:

-صارووخ. 


تهدجت أنفاسه وردد:

-ماتيجي ندخل جوا.

فهمت عليه لتغمزه مرددة:

-و جوا ليه ماهنا حلو؟!

إتسعت عيناه وصرخ:

-أه يا سافلة!!!

صدحت ضحكتها فاقترب منها يضمها:

-صحيح ماجمع الا ما وفق، بس حلو التغيير مطلوب والجنان كمان و…


قطع حديثهم دقات عاليه على الباب الخارجي للشاليه المخصص لهما فجعد مابين حاجبيه وهي كذلك لتسأله:

-إنت طالب حاجه من برا؟!

-لأ، يمكن حد جاي ينضف.

-يووه وده وقته.


ابتسم يضمها مقبلاً وفكرة انها شغوفة مثله تثير إعجابه بها أزيد فقال:

-خليكي هنا هطلع أشوف مين وأجي لك.


قالها وغادر بعدما زاد الحاح الدقات على الباب وفتحه ليصدم من وقوف عمه و ضياء و والد ضياء ينظر لهم بتعجب وجهل وإستنكار.


_____سوما العربي_____


-بابا…بابا..يابابا لو سمحت أنا بكلمك أقف ورد عليا.


التفت له يحي ورد بنفاذ صبر:

-وفر مجهودك يا يوسف أنا الي عندي قولته.

-يعني ايه؟! يعني خلاص كده؟!


جلس يحيي على أول مقعد وردد:

-هو ايه الي خلاص، بقولك ايه الحبيتن دول تعملهم على أي حد لكن عليا لا انا الي جايبك يالا مش انت الي جايبني، يعني الحبيتين بتوع أصلي بحبها وناوي اتجوزها دول مش هيخيلوا عليا.


تقدم من الأريكة التي يجلس عليها والده وركح بنصف ركبته وردد:

-والله بحبها وناوي اتجوزها مش فاهم فين اللعب في كده؟!

-يوسف، روح مثل على حد غيري، ولازم تبقى عارف ان قبل كده لما كنت بشجعك تتجوزها حاجة ودلوقتي حاجة تانيه خالص.

-ماهو بالظبط، عايز اعرف ايه الي حصل ؟! ايه الي جد مانت الي كنت بتشجعني اخذ خطوة!!!

-كنت شايفها بنت لقطة ادب وجمال واخلاق وابوها صاحبي أحبها تكون مرات ابني وام أحفادي وكان ابوها عايش يعني هي في رقبته لسه لكن الي حصل ايه؟! فاكر!


صمت يوسف فرد يحيى:

-انت لاوعت و زوغت، والبت كان متأثرة بيك ومياله قومت مزودها وسايق فيها بالجامد قوي وطلعت عينها، أبوها كان عنده حق وشايف الي احنا مش شايفينه ولا يمكن عشان انت ابني أنا ماكنتش راضي اشوف صح، انت بذمتك اتحركت امتى؟! اتحركت لما هي رفضت واتقال لا وكنت بردو بتتحرك ببطىء انت ماستقتلتش عليها غير لما أتمنعت عنك خالص بقيت عايز تتجوزها زي الفاكهة المتحرمة بالظبط مش كده؟


واجهه بصراحة للدرجة التي صدمت يوسف وحاول الرد:

-لا، انا بس كنت باخد وقتي، قرار الجواز ده قرار مش سهل .

-عندك حق، خده بقا على مهلك واهي البنات كتير.

-بس انا مش عايز غير زينب.

-كلام، وابوها موصيني عليها وانا مش هخالف الوصية.


صك يوسف أسنانه بضيق ثم ردد:

-وهتسيبها عايشه معانا كده من غير مابقى متجوزها؟!

-عادي يعني ماهي كانت قاعده ضيفة معانا قبل ما ابوها ييجي من برا وانت كنت هنا.


رفع يوسف احدى حاجبيه وردد:

-بس ده كان قبل كده يعني ممكن تعدي لكن دلوقتي انا عيني منها وعايزها في الحلال وانت ممانع، ده خطر كبير قوي يا حاج وانت سيد العارفين الممنوع مرغوب.


اتسعت عينا يحيى بغضب وصرخ:

-انت اتجننت؟! وصلت بيك البجاحة لهنا؟! طب تمام قوي يا يوسف، اما ماحبش أقاوح في الغلط ابداً، من بكره هجوزها هي اصلا في كذا واحد كان طالب ايدها، ايه قولك بقا؟!!


و وقف يحيى بقوة وتحدي يناظر ابنه المصدوم من تعنت والده وتصميمه.


______سوما العربي_______


وقفوا جميعاً ينظرون لها ومن ضمنهم هارون فقالت مستغربة وهي تضبط حجابها فوق شعرها:

-بتبص لي كده ليه يا هارون؟!

-غنوووة.


قالها بنبرة تحذيرية فردت على الفور:

-ماجتش ناحيتها والله.


ثم هزت رأسها بجنون:

-هو خلاص كل ما حد يجرى له حاجة هتلزقوها فيا؟!!!

ضيق عنياه وهو لا يزال شاكك بها فهو على علم بجنون غيرتها وتملكها القاتل لتردد:

-عيب عليك انا عمري ما افكر اقتل حد غيرك.

-أصيلة يا غنوتي.

=بذمتكوا ده وقته؟!


صرخ بها ضياء المصدوم منهما ثم صرخ:

-انا مراتي بقالها كذا يوم غايبة.


لأول مره يتعاطف معه كل من هارون وغنوة وكذلك كاظم ليتقدموا منه يحاولون تهدئته وهو يردد:

-بقا بالذمة أنا راجل؟! أنا اول مره أحس اني مش راجل.


تدخل والده يحاول تهدئته:

-يابني براحه على نفسك هو انت بيدك ايه؟!


هز رأسه بجنون وهو يضع يديه فوقهما ويردد بقلة حيلة:

-هو في راجل يبقى راجل بحق وهو مش عارف فين مراته وقاعد كده قليل الحيلة زيي؟! أنا حتى مش عارف أوصلها! لا وعامل فيها جامد وبتاع.


وقبلما ينهي كلمته صدح رنين هاتفه بإتصال ففتح المكالمة على الفور يردد:

-خير يا باشا؟؟ لاقيتوها؟!


اتسعت عيناه وسقط الهاتف من أذنه بصدمه وهم من حوله يسألونه ما الجديد وبماذا أخبره….


يتبع



جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

لمتابعة  باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع