رواية أغوار عزيز الفصل الحادي وعشرون بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أغوار عزيز الفصل الحادي وعشرون بقلم سارة الحلفاوي حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الحادي و العشرون
- قصدك إني مش هخلف؟
قلبت الطبيبة شفتيها للداخل بأسف و رجعت قالت بهدوء:
- مافيش حاجة بعيدة عن ربنا يا حبيبتي .. ناخد بالأسباب و إن شاء الله خير!!
مرتاحتش لكلامها .. و كإنها بتديها مُسكن لساعتين و يرجع الألم بعدها ينهش فيها تاني، بصِت لعزيز اللي حالتُه مكانتش أفضل منها للصدمات اللي توالت عليه، كان واقف ساكت مُتسمر شارد، و بعد ترك الطبيبة لورقة بها التحاليل المطلوب و إستئذانها للخروج، مسكت دراعه بإيدها التانية فـ إستفاق من شرودها، قعد قُدامها و حاول يبتسم لكن إتصدم بوشها الأحمر و الدموع اللي لطخت كامل وجهها، بتهمس بإسمه و كأنه بترجوه ينتشلها من الدوامة دي:
- عزيز!!!
قرب منها بيحاوط وجنتيها بيقول في محاولة لتهدأتها:
- يا نور عين عزيز! إهدي يا حبيبتي .. نعمل زي ما هي قالت و ناخد بالأسباب و نعملها التحاليل و نرجعلها!
كإنه مسمعتهوش، الدموع بتنزل أقوى من ذي قبل بتحفر وجنتيها و هي بتردد و بتبصلُه:
- مش هخلف .. مش .. هخلف، جسمي .. جسمي بيهاجم إبني يا عزيز!
تابعت و هي بتبكي بتميل براسها و جزعها العلوي لقدام:
- إبني النهاردة مات يا عزيز، مات قبل ما أعرف حتى بوجوده!!
و بسرعة كان بياخدها في حضنه بأقوى ما عنده، بيمسح على شعرها و ضهرها و هو بيهمس لها بحنو:
- ششش إهدي يا حبيبتي .. نجيب تاني يا نادين لسه العُمر قدامنا!!
نفت براسها بتقول و هي ماسكة في قميصه منهارة في العياط:
- نجيب تاني إزاي .. إزاي و أنا جسمي رافض أي محاولة مني في إني أبقى أُم!!
سكت .. مش عارف يقول إيه، لحد ما قالت بألم رهيب وسط عياطها:
- مش هبقى أم يا عزيز .. أنا مش هبقى أم أنا أسفة، و الله كان نفسي أعملك عيلة .. كان نفسي أخليك أب يا عزيز سامحني!!
بعدها عنه بيحاوط وجنتيها بيقول بغضب من حديثها:
- نادين إهدي .. إنتِ أقوى من كدا يا حبيبتي، هنلاقيحل بإذن الله متفيش حاجة بعيدة على ربنا، إهدي يا نادين!!
بصتلُه ورجعت غمضت عينيها بتعبط أكتر،، فـ ميل يُقبل وجنتها و دقنها و شفتيها مغمغمًا:
- يا روح قلبي إنتِ بنتي .. و عيلتي، و الله بعتبرك بنتي قبل مراتي فـ أنا كدا كدا أب أهو!!
نفت براسها بتحاوط عنقه بكل قوتها بتلقي بجسمها المتعب بين أحضانه بتقول بألم:
- لاء .. بتقول كدا بس عشان متزعلنيش!! إنت نِفسك في بيبي .. و أنا مش هعرف أعمل ده!
شدد على إحتضانها بيدفع بخصرها أكتر نحو صدرُه بيهمس بحنان:
- والله ما بحايلك يا حبيبتي .. إنتِ حقيقي بنتي، و مش فارق معايا طفل .. إنتِ اللي فارقة معايا!!
نفت براسها بتبكي أكتر بعد ما إفتكرت كلامه:
- مكُنتش قولتلي إمبارح الصبح في الحمام إنك نفسك في بنت!!! أنا أسفة يا عزيز!!!
قالت و وإنهارت في البُكاء بتريح راسها على كتفُه و بتتمسك فيه أكتر خايفة يسيبها، سكت و لكن نقالت بعد لحظات:
- إنتِ بنتي يا حبيبتي!!!
******
رجعت معاه للبيت، كان شايلها على ذراعيه و هي نايمة على صدرُه مغمضة عينيها المنتفخة من شدة البكاء، ماسكة في قميصه بتحاول تمنع تلك الشهقات التي تلي البكاء من الخروج، دخل الفيلا فـ صادف والدته نازلة من على السلم بتقول بإستنكار:
- مالها الغندورة!!
قطب حاجبيه بضيق، فـ آخر ما يود أن تراه زوجته هي أمه، بيقول بهدوؤ و هو بيعديها عشان يطلع بـ نادين السلم:
- و لا حاجة يا أمي متشغلش بالك!!
مسكت في قميصُه بقوة و كإنها بتستمد قوتها منه، دخل جناحهم و منه للمرحاض، قعدها على التويلت بعد ما قفل غطاه، و جهزلها مايه دافية في البانيو و صابون، و رجع لفِلها بيمسك ذراعيها بيقول بهدوء:
- أقفي يا حبيبتي أغيرلك هدومك!!
مقدرتش تمنعُه، كانت في حالة لا هي قادرة تمنعه عن فعل شيء و لا حتى قادرة تستجيب، كانت مُستسلمة تمامًا ينزع عنها ثيابها بما فيها الداخلية، و رجع حملها بين ذراعيه بيدخلها البانيو، إستلقت جوا البانيو مغمضة عينيها، إستغرب حالتها و للحظة إنتابُه الخوف عليها .. قرر ميسيبهاش و يخرج، فضل جنبها بيمسح على شعرها بيوجه عليه مايه خفيفة رقيقة من الدُش بيغسلُه ليها، قلق عيها أكتر من عينيها المغمضة من ساعة ما دخلت البانيو، فـ قال بيرفض يسيبها لأفكارها تنهش فيها:
- بُصيلي يا نادين!!!
فتحت عينيها الحمرا و بصتلُه، رفع كفها المبتل لشفتيه يقبلُه بحنان .. باطنه و ظاهرُه، و قال و هو بيرمقها بعشقٍ خالص:
- بحبك أوي!
إبتسمت رغمُا عنها، و أمسكت هي الأخرى بكفُه تقبل باطنُه بحُب و أعين دامعة بتمتم بصوت مبحوح من عياطها:
- و أنت بموت فيك!!
إبتسم و قال بمزاحٍ:
- طب حيث كدا أنزل معاكي بقى!!
و لصدمته لاقاها بتومئ و كأنها ترجوه أن يفعل و ميسيبهاش وحيدة أفكارها، بتقول:
- ماشي تعالى!!
إندهش من موافقتها السريعة عكس خجلها السابق، لكنه إنتهز الفُرص و أسرع يحرر أزرار قميصه مرددًا بأسلوب فكاهي علُه يرى ضحكتها:
- يا فرج الله!!
ضحكت فعلًا و هي شايفاه ينزع بنطاله مكتفيًا بـ سروالُه الداخلي على جسده، قال و هو بيشاورلها:
- إطلعي قدام شوية!!
فعلت و هو لسه مستغرب، لكن أدرك إنها في أمسّ الحاجة للدعم النفسي، إستلقى بيفرد قدميه جوار قدميها، يأخذها بأحضانه و إلتفتت هي بجنبها تنام برأسها فوق صدرُه، إبتسم و أخذ يمسد على خصلاتها و ظهرها من أسفل المياه يحاوطها، تمتمت هي و هي مغمضة عينيها:
- تقيلة عليك؟
هتف بحنان:
- لاء يا عُمري!!
إبتسمت و قد ذاب قلبها لجرعات الحنان اللي بيدهالها، رفعت نفسه أكتر بتحاوط عنقه وراسها مسندة على كتفه تنهمر بالقبلات البطيئة على عنقه مغمغمة بألم إختلط بـ حُب حقيقي:
- بحبك أوي يا عزيز .. أوي!!!
إبتسم و قبل ذراعها العاري المُلتف حول عنقه، حتى سمعها ترجوه بتمتمة خافتة و دموع أحرقت بشرة عنقه من لهيبها:
- عزيز أحضُني جامد!!
ضمها لصدره بالفعل بقوة بيتمنى لو يدخلها جواه بيمسح على وجنتها و شعرها، كانت شفتيها لازالت فوق وريد في عنقه و أنفاسها الحارة من بكائها الصامت تحرق قلبُه!!
********
دلفت للطبيبة مُمسكة بكفه و بكفه الآخر فحوصاتها و تحاليلها، قدمها للطبيبة و جلست نادين و وقف هو جوارها يحاوط كتفها، طالعت الطبيبة الأوراق بنظارتها الزجاجية، لـ تتنهد واضعة الأوراق أمامها:
- للأسف الأجسام المُضادة موجودة بكثرة، و إحتمال إن الحمل يكمل شبه معدوم، لكن بردو هديلك أدوية تقلل من الأجسام المُضادة دي!
سكتت هي بعيون دامعة، لكن رفعت راسها لعزيز اللي سأل الطبيبة بهدوء:
- مينفعش نعمل منظار و نقتل الأجسام المضادة مثلًا؟
هتفت الطبيبة بعملية:
- هيبقى على الفاضي، الجسم هيصنّع الأجسام المضادة مرة تانية!!
- طب الحل إيه؟
قال عزيز بإهتمام حزنت نادين لأجلُه، و تأكدت هنا أن أمر الإنجاب أكثر من هام لديه، حسِت بقلبها بيتكسّر حتت لما قالت الطبيبة تنظر لـ نادين بشفقة:
- مافيش حل غير إنها تستمر على الأدوية و تاخدهم في ميعادهم و العلاقة تحصل بإنتظام، و بإذن الله خير!!
أومأ لها عزيز بهدوء و شكرها، سعد بكفه و هبط فوق كتفها بيقول بحنان:
- يلا يا حبيبتي!!
قامت معاه و الشرود متملك منها، بتمشي معاه مسلوبة الإرادة مش عارفة تعمل إيه، وقفوا قدام العربية، مسك طرف دقنها و قال بلُطف:
- حبيبتي سرحانة في إيه؟
رفعت عينيها ليه، بتبصلُه للحظات قبل ما تقول بهدوء:
- ولا حاجة يا عزيز!
مال و وإلتقط قبلة من شفتيها ضاربًا بالمرء حوله و نظراتهم عرض الحائط، فقط لكي يشتت تفكيرها، و بالفعل إتلغبطت و شهقت بصدمةو هي بتبص حواليها و بتقول:
- عزيز إحنا في الشارع!
قال و هو بيمسد على وجنتيها:
- حتى لو فين .. مدام حسيت إني عايز أبوسك هعمل كدا أيًا كان المكان!!
إبتسمت بخجل فـ همس لها بمكر:
- بقولك إيه .. إحنل نروّح نستحمى مع بعض بقى زيي ما عملنا من يومين!!
أسرعت تنفي برأسها بخجل رافعة سبابتها له:
- لاء إنسى الكلام ده!!
و تابعت بحيرة:
- أنا مش عارفة إزاي عملت كدا .. بس كنت محتاجالك جنبي بشكل غريب!!
إبتسم و طبع شفتيه فوق جبينها بيقول بحُب:
-و أنا جنبك يا حبيبتي طول الوقت .. يلا إركبي!!!
صعدت معاه بالسيارة و ريحت راسها على كتفه لحد ما وصلوا، إعتدلت بجلستها و تنهدت و نزلت من العربية و رجع الشرود يسيطر عليها، أخد كفها بـ كفه و سارا للداخل، كانت ثُرية قاعدة على الكنبة، و لما وقعت عينيها عليها قامت و قالت بحدة بتقفوا قدامهم:
- كنت فين يا عزيز ..بتنزلوا إكده كل يوم بتروحوا فين!!
هتف عزيز بهدوء:
- عادي يا أمي مشاوير!!
هتفت ثرية بعنف:
- بلاش الحجج الخايبة دي، قولي بتروحوا فين!
تضايق عزيز مقطبًا حاجبيه بيقول:
- هو تحقيق يا امي!!!
هتفت الأخيرة بقسوة:
- آه تحقيق يا ولَدي!!
- كُنا عند دكتورة نسا .. و قالتلي إني مبخلفش!!!
قالتها نادين ببرود تام بتبصلها بأعين خالية من الحياة، مسح عزيز على وجهه بغضب من اللي قالتُه، آخر حاجة كان عايزها إن أمُه تعرف!! و كانت صدمة ثُرية شديدة، بتقول بغضب:
- كمان!! كمان أرض بور و مبتخلفيش!!! كمان ولَدي وحيدي هيتحرم من ضناه بسببك!!!
مقدرتش تسيطر على إنفعالها، و إنقضت عليه بتحاول تنال منها لكن عزيز وقف قدامها بيخبي نادين ورا ضهرُه و بيقول بحدة:
- أمــــي!!!!
إنتفضت ثُرية بتصرخ فيه:
- بلا أمي بلا زفت!!! مش كفاية خدت مني حق إني أبقى أم لشريف .. عايزة تاخد مني حق إني أبقى جدّة كمان!!
غمّض عينيه بيحاول يتحكم في أعصابه، و إلتفت براسُه لنادين اللي رغم الجمود اللي كان في عينيها لكن كانت الدمعات بتتساقط منها تباعًا، قالها بهدوء:
- إطلعي يا نادين الأوضة دلوقتي!
بصتلُه للحظات قبل ما تتحرك لأعلى تحت نظرات ثُرية و أنفاسها الهادرة، لما إتأكد من طلوعها بص لأمه و قال بهدوء:
- إسمعي يا أمي، نادين كون إنها مبتخلفش دي حاجة مش بإرادتها .. و لا أنا ولا إنتِ هنعاقبها على الموضوع ده لإنه مش بإيديها، لو إنتِ مش هتقدري تصبُري و تدعيلنا و هتبكتيها بالكلام في الرايحة و الجاية يبقى هاخدها و همشي من هنا خالص!!!
إنتفضت ثُرية تطالعه بضيق مقطبة حاجبيها، تقول و قد إنهمرت
معاتها:
- كمان يابني .. كمان عايز تمشي و تسيبني و خلاص كدا ميبقاش ليا حد، تبقى خدت ولادي الإتنين و حفيدي كمان!!
جذب خصلاته للخلف بيقول بضيق:
- فين حفيدك ده اللي هي عايزه تاخده!!!!
ختفت ثرية تقترب منه و عيناها ترجوه:
- هي مبتخلفش .. بركة إن شالله تولَع، لكن إنت يابني، راجل و بصحتك و ما شاء الله عليك تقوم بيها و بتلاتة كمان! بس أنا مش عايزة التلاتة .. أنا عايزة واحدة بس .. واحدة بس تتجوزها و تخلف منه ولد يبقى من صُلبك و يشيل إسمك يا عزيز!!
بصلها عزيز بصدمة للحظات، قبل ما يقول بدهشة:
- عايزاني أتجوز عليها؟ عايزاني أقهرها تاني؟!!
أسرعت هي بتقول بحدة:
- م تتقهر و لا تموت، و هي لو معرضتش عليك تتجوز تبقى أنانية! فاكر ندى يا عزيز؟ رجّع ندى و خلف منها و ساعتها إعمل اللي إنت عايزُه!!
توسعت عينيه بصدمة و في لحظة غضب ضرب على ضهر الكنبة وراه بيقول بحدة:
- إنـــتِ بتقـولـي إيــه!!! إسمعي يا أمي .. شيلي الموضوع ده من دماغك خالص، إبني لو مكانش من نادين يبقى مش عايزُه!!
و طلع على السلم بخطوات قوية عنيفة و صوتها بيصدح خلفه قائلة:
- خليها تنفعك يا ابن بطني، خليك جارها!!!
وقف قدام باب الجناح بياخد نفس عميق بيحاول بيه يهدى إضطراب الدم في عروقُه، و كإن مجرد ذكر اسم امرأة غيرها غيّر تركيبة الدم في جسمُه، فتح الباب. و رجع قفلُه وراه، تقدم لغرفتهما و فتح الباب فـ لاقاها قاعدة على المصلية، بتدعي ربنا و وشها متغطي بالدموع، إتنهد و ميّل عليها بيُقبل رأسها، و دخل يغير هدومُه، طلع لاقاها قاعدة على الكنبة بمنامية حريرية بتتكون من شورت قصير و بلوزة بحمالات واصلة لمنتصف بطنها، و لما طلع قامت بتقرب منه بتقول بعيون قوية و هي بتبصلُه:
- عزيز .. إتجوز!!!
قطب حاجبيه من كلمتها، و غمض عينيه بيتنفس بغضب، فتحها تاني و قال بضيق و هو بيبعد عنها و بيدخل البلكونة بيخرج سيجارة من جيبُه:
- هتعمليلي زيها بقى!!!
قربت من البلكونة عشان تدخل لكنه منعها بكفه اللي حطُه على بطنها بيقول و هو بيرفع حاجبه بتحذير:
- هتطلعي البلكونة كدا و لا إيه!!
دخلت لبست إسدالها و بعفوية حطت طرحته على شعرها، دخلت البلكونة بتقف جنبه و بتقول بسُخرية:
- يعني هي قالتلك تعمل كدا؟ على فكرة عندها حق مش هلومها، هي بردو عايزة تبقى جدة .. و أنا مش هقدر أعمل ده!!
سكت .. بينفث دخان سيجارته و عينيه بتدور قدامه بضيق، فـ تابعت بألم:
- عزيز أرجوك فكر في الموضوع .. إنت نفسك في بيبي .. و أنا كمان!
قالت آخر جملة بصوت مخنوق بالبكاء، و لكن تابعت بتحاول تصمد:
- بس أنا مقدرش أظلمك معايا .. ده حقك، أنا ربنا مش كاتبلي أبقى أم بس كاتبلك إنت تبقى أب يا حبيبي!!!
مقدرش يمسك نفسُه و ورمى السيجارة بحدة من البلكونة بيلتفت ليها و بيمسك أكتافها بحدة بيهزها بعنف مميل عليها عشان يبقى في مواجهة وشها:
- هو الموضوع عندك سهل للدرجادي!! عايزاني أتجوز عليكي و يبقى عندي طفل من ست غيرك عادي كدا!! إنتِ من كُل عقلك بتطلبي مني أنام مع واحدة غيرك و أعمل معاها اللي بعمله معاكِ!!!
قطبت حاجبيها لمجرد الفكرة بترجوه يسكت:
- عزيز كفاية!!!
هزها بعنف أكتر و كإنه بيفوقها بيصرخ في وشها:
- لاء مش كفاية!!! إنــتِ غـبـيـة، عشان إنتِ بتطلبي مني حاجة مش هتقدري تتحمليها، مجرد الكلام مش قادرة عليه، ما بالك تبقي قاعدة هنا و عارفة إن جوزك في حضن مراته التانية!!
بكت بحُرقة بتنكمش بين ذراعيه و كإنها ورقة في مهب الريح، تعالت شهقاتها فـ زود أكتر الضغط عليها بيقربها منُه بيصرخ فيها:
- حابة تعرفي هعمل إيه مع ضُرتك؟ أوريكِ؟
نفت براسها برجاء لكنُه دفعها ضد الحائط بينزل بشفتيه على طول عنقها، يُقبلها قبلات عنيفة عكس المُعتاد، حاولت تدفعه على صدرُه بضعف لكنه كان زي الجبل مبيتهزش، مجرد التفكير في الأمر خلها قشعر بدنها،أن يلصق شفتيه بجسد غيرها، أن يتلمس بأناملُه فتاة دونها، يخبرها كم يعشقها بين قبل و الأخرى و إن كان كذبًا، أن يضمها له زي ما بيعمل دلوقتي، و يرتفع بشفتيه لوجهها، فقدت السيطرة على نفسها، و بكت بقوة بتترمي في حضنه بتقول بعياط:
- لاء لاء .. لاء خلاص مش عايزة .. مش عايزاك تتجوز!! أنا أسفة خلاص .. متعملش كدا .. مش عايزة أحس الإحساس اللي إتخيلتُه دلوقتي ده، متعملش كدا يا عزيز أرجوك!!!
غمض عينيه و هو بيضمها لصدره بيتنفس بصعوبة، مسح على شعرها اللي وقعت من عليه الطرحة بيضمها له بقوة أشد، بيحاول يهدي عياطها في حضنه و هو بيميل براسه بيهمس في ودنها:
- إهدي يا حبيبتي .. مش هيحصل أصلًا، أنا قولت لأمي تحت و هرجع أقولك تاني .. لو الطفل اللي هجيبه ده مش منك يبقى مش عايزُه!!!
شددت على أحضانُه بتقول و قد هدأت شهقات بكائها:
- أنا بحبك .. بحبك أوي!!!
- و أنا بعشقك!!!
قال بحنان بعدما قبّل رأسها، رفعت راسها ليه و هي لسه حاضناه بتقول بعيون بترتجف:
- أنا بنتك صح؟
إبتسم و مال يلتقط كرزتين ترتجف، و ألصق جبينه بـ جبينها بيقول بحنان:
- إنتِ بنتي .. و حبيبتي .. ومراتي، إنتِ كُل حاجة في حياتي و أهم عندي من أي طفل!!!
إبتسمت وسط دمعاتها و ريحت راسها على صدرُه تلتصق بـ جسمها في حضنه أكتر مُقبلة موضع قلبُه برقة!!
**********
كانت نايمة في حُضنه نص جسمها العلوي مُرتكز على صدرُه و خصلاتها مفترشة ضهرها، فتحت عينيها بتبُص قدامها فـ لقت البلكونة مفتوحة و النهار طالع، رفعت راسها ليه و إبتسمت و هي شايفاه غارق في النوم، قبّلت صدغُه و قامت، لبست شبشب و خرجت من الجناح بنفس المنامية الحرير القُصيرة قاصدة المطبخ بعد ما شعرت بجفاف غريب في حلقها، دخلت المطبخ اللي كان فاضي و فتحت التلاجة، طلّعت إزازة مايه إزاز و إبتدت ترتشف منها بعطش شديد، قلبت عينيها بتغمضها لما سمعت صوت ثُرية وراها بتقول بضيق:
- يا بجاحتك يا شيخة!!
حطت نادين الإزازة مكانها و بصتلها ببرود شديد، و مشيت تكاد تمر من جنبها و تطلع من المطبخ لكن كف ثُرية القوي مسك دراعها و رجعها قدامها بتنفض دراعها عن كفها و بتصرخ فيها بحدة:
- لما أكلمك تُجفي و تتحدتتي معايا زي العالم و الناس!
ربعت نادين ذراعيها و قالت ببرود:
- هاتي اللي عندك!!
هتفت الأخيرة بقسوة:
- إبني مالوش ذنب في عُقمك!!!
و رغم قسوة الكلمة اللي نزلت على قلبها زي الرُصاصة، إلا إنها قالت بجمود:
- عندك حق .. و عشان كدا أنا عرضت عليه يتجوز واحدة تانية، و هو اللي مرضيش .. عارفة ليه؟
تابعت بخبث و هي بتقرب وشها منها:
- عشان بيموت فيا .. بيعشقني و ميقدرش يلمس ست غيري!
قطبت الأخيرة حاجبيها بضيق رهيب، حاسة إن كلامها فوّر الدم في جسمها أكتر، فـ قالت بحدة:
- إنتِ موهومة يا بنت رفعت!!
و من ثم تابعت بمكر:
- مكانش لمس ندى .. و نام معاها لما كانت على ذمتُه!!!
يُتبع ♥️
#أغوار_عزيز ♥️
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا