رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل التاسع والأربعون 49بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل التاسع والأربعون 49بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات
#عودة_الذئاب
#حكايات_mevo
كانت "مهره" تراقب تلك الفتاة وهي تغمز لأسمر، وما إن تركها واتجه خلفها، حتى اشتعلت الغيرة في قلبها كالنار المشتعلة . لم تحتمل فكرة أن يذهب إلى غيرها، فاندفعت نحو الباب، أغلقته بعنفٍ، ثم استدارت تنظر إليه بعيونٍ تشع غضبًا.
قطّب جبينه مستغربًا، لكنّها لم تمنحه فرصة للكلام، إذ صاحت بعنف، وصوتها يرتجف من شدّة الانفعال:
ــ "لااا! بقلك إيه... مش معناه إننا هنفكّ الربطة اللي بينّا، وكل واحد يروح لحاله، إن البت الزرقة دي تلاقيك راجع لها! هااه؟ أنا هنا... متزفّتة قاعدة كأني مراتك! فاااهم؟ ومهره عامر صورتها قبل أي حاجه."
بهت للحظة، وقد انعكس غضبها المتصاعد على ملامحه، غير أنّه واجه ثورتها بابتسامةٍ هادئة، متناقضة مع ما يشتعل في صدرها، ثم قال بصوتٍ لين
ــ "إنتِ غضبانة ليه؟ أرجع فين؟ هو فيه إيه أصلًا؟"
صرخت "مهره"، وقد احمرّ وجهها من شدّة الغضب، والعروق تنتفض في عنقها:
ــ "فيه شكلي يا أستاذ؟ هاااه؟ بتغمزلك ليه؟! الآهي عنيها تنقلع، السافلة!"
اقتربت منه بخطواتٍ حادّة، وضربته على صدره بعنفٍ يفضح ثورتها.
ــ "إنت قلتلها إيه؟! انطق! مش كنت قايل إنك فسخت مع الزفتة دي يا كدّاب إنت!"
رفع "أسمر" يده كمن يريد تهدئتها، وهتف متنهدًا، يائسًا من احتواء نيرانها:
ــ "آه والله! فسخت!"
لكنها لم تهدأ، بل صاحت بعنف، وكأنّها تسكب الزيت فوق النار:
ــ "أمال بتغمزلك ليه هيّا؟! آه أكيد عرفت إنك متساب، وجدّك قال ونشر... والأسمر بقى خالي! ما خلاص... مهره هتمشي، مش كده؟ والكل هينهبل ع البيه العالي!"
اقتربت أكثر، ودفعت كتفه بغضب، ثم أردفت بصوتٍ لاذع، والدمع يتراقص في عينيها رغم كبريائها:
ــ "إنت واحد مغرور! وفاكر إن الستات بتنحدف عليك... لا يا أستاذ! إنت تحترم نفسك لحدّ ما أغور من هنا... والبت دي مالكش دعوة بيها!"
رفعت أصابعها مهدّدة، وقالت بمرارةٍ تختبئ خلف التهكّم:
ــ "اصبر يا خويا... لحد ما أغور في نصيبه، تاخدني... وأرجع للهانم!"
ساد الصمت لحظة، كأنّ الهواء نفسه انقطع من شدّة المواجهة.
نظر إليها "أسمر" مذهولًا، مبهوتًا من كلماتها التي أصابته كالسهم في صدره، وهتف بذهولٍ يكاد يفقد معه توازنه:
ــ "مهره! إنتِ بتجولي إيه؟! إنتِ اتخبلتي؟!"
صرخت "مهره"، ودفعته بيديها بعنف، كأنّها تريد أن تسقط غضبها في صدره:
ــ "كمان... كمان! طبعا مهبوله! إزاي أحافظ على صورتي؟!"
اقتربت أكثر، ورفعت يدها مهدّدة، وعيناها تقدحان شررًا:
ــ "لااا... فوق والله! أموتك يا مهره عامر، مرات أسمر أبو الدهب! تبص للزرقة دي؟! هخرملك عينيك الإتنين! وأوعي... أنا مش طايقاك بوشك ده! عيل محروم!"
ثم استدارت بعنف، والشرر ما زال يتطاير من حركتها، ورزعت الباب خلفها كأنها تختم المشهد بغضبةٍ زلزالية.
وقف "أسمر" مذهولًا، عاجزًا عن استيعاب ما جرى، يحدّث نفسه باضطراب:
ــ "فيه إيه؟! هيّا انهبلت؟ هو فيه إيه أصلًا؟"
لكن الباب ما لبث أن انفتح مجددًا، لتقتحم "مهره" المكان مرة أخرى بعاصفةٍ أشدّ. هجمت عليه، رفعت إصبعها في وجهه، وصرخت بصوتٍ يجلجل المكان:
ــ "ابقي أشوفك واقف معاها! هجبهالك من شعرها... عشان لما تتجوزها هتلاقيها قرعة! وتبقى مرات أسمر... قرعة! وبطّل كدب تاني... وبحبك وبزفتك يا كداب! يا كداب! فاااهم؟!"
اقترب إصبعها من عينيه حتى كاد يغمض جفونه اتقاءً لهجومها، وهي تواصل الصراخ:
ــ "فاااهم؟!"
كان مذهولًا، صامتًا أمام طوفانها الجارف، بينما هي لا تكفّ عن الهجوم. قرصته في صدره بعنفٍ غاضب، وهتفت بمرارةٍ تكاد تخنقها:
ــ "ماكنتش أعرف إنك بديل! أوعي... أوعي!"
ثم استدارت وهي تبرطم بغضبٍ مكتوم:
ــ "والله ما ساكتالك... وهوريك!"
ورزعت الباب مرّة أخرى، حتى اهتزّت جدران المكان، تاركة خلفها أسمر واقفًا في ذهولٍ، يلتقط أنفاسه وكأنّه نجا للتو من عاصفةٍ جامحة.
دخل "براء" ليجد "أسمر" واقفًا متخبّطًا، ملامحه مشوشة وكأنّ زوبعة عبرت من أمامه للتو. نظر إليه بدهشةٍ وهتف ساخرًا:
ــ "فيه إيه؟! مراتك خارجة تعضّ روحها! يا واد، إنت بتعضّها ليه يا زفت؟ مش جُلتلنا إن مراتك هي اللي هتخلّي مرَاتنا يقعدوا؟ إنت إيه... ما فيش فايدة! تستاهل بقه تنساب!"
صرخ "أسمر"، وهو يمرّر يده على رأسه كمن يحاول إزاحة غبار المعركة:
ــ "ما عملتش طين على دماغي! هيّا جامت القيامة لما شافت زهرة... هاجت وسخمطت عيشتي! وبديل وطين على دماغي!"
رفع "براء" حاجبيه بدهشةٍ أكبر، وقال بنبرةٍ ممتزجة بالسخرية والاستغراب:
ــ "إيه ده! معجول؟ مهره... بطلالة جدرها تغيّر عليك يا حزين؟! البت بتغلي لمّا لمحت زهرة!"
أطرق "أسمر" رأسه قليلًا، ثم ما لبث أن ارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ مباغتة، كسرت ارتباكه. هتف بصوتٍ متهدّج:
ــ "صوح يا واد... البت شافتها من أهنه ولعت! يا جلبي... حبيبي غيران!"
ضحك "براء" ضحكةً قصيرة، ثم قال بنبرةٍ عملية:
ــ "خلاص... شعوطها يا واد!"
هزّ "أسمر" رأسه بعنادٍ وشيء من الحنان الدفين:
ــ "اتسخمط! أشعوط إيه... عشان أجيبلي حريقة على دماغي؟! مهره ما تجيش بالعند. لاه... مش أنا اللي أعمل بجلبي كده! ادّيني هصبر... لحد ما تحس بيا... وأماني ليها."
تنهد "براء" وهو يهزّ رأسه بأسى، ثم هتف مستسلمًا:
ــ "ربنا يعينك عليها... دي وحش يتخاف منه! واد يا أسمر... ما بتخافش منها؟ تتفرعن عليك!"
ابتسم "أسمر" وهو يركن بجسده قليلًا إلى الخلف، كمن يفضفض مع نفسه قبل أن يواجه الدنيا، ثم همس بصوتٍ خافتٍ ممتزج باليقين:
ــ "أخاف مهره؟! ما تخوفش مهره... لما بتعشج، ما بتعرفش تخوف. مهره بتدوب في اللي بتحبّه، وتفني روحها فيه. دي ما يتخافش منها... المره اللي راجلها كل دنيتها ما يتخافش منها. أسمر قدّها، ويعرف مجامها، ويجدر عليها... لا بجبر، لاه! يجدر عليها بحضنه وأمانه، تخش تنام مطمئنة. مهره نفسها في الأمان... وأنا هموّت حالي عشان تحسّ بالأمان."
في تلك اللحظة، انفتح الباب بعنف، لتدخل "مهره" غاضبة كبركانٍ انفجر لتوّه، ورزعت الباب وراءها. التفت "نديم" إليها مذهولًا، وقال بحدةٍ ممزوجة بالدهشة:
ــ "مالك يا وابور؟! فيه إيه؟"
هتفت هي بسخطٍ حارق:
ــ "مافيش... زفت!"
رفع نديم حاجبيه بدهشة، لكنها لم تمهله، بل صاحت بنبرةٍ حادة:
ــ "يلا عشان نشوف التصاميم... نخلص واغور من هنا!"
تنهد نديم محاولًا التهدئة، وقال برفق:
ــ "يا بنتي، طيّب... بتاكلي روحِك ليه؟ قولي."
كادت أن تتكلم، لكن الباب انفتح من جديد، ليدخل "أسمر". ما إن وقعت عيناها عليه حتى التهبت ملامحها أكثر، فنظرت إليه نظرةً متفجرة، وهتفت:
ــ "يلا يا نديم... نتزفت ونتلم بقه! ماشي؟ عشان أنا على آخري!"
رفع نديم حاجبيه، وهو لا يفهم شيئًا من دوّامة انفعالاتها.
تنهد "أسمر" محاولًا احتواء الموقف، وهتف بمهادنةٍ لم تُخفِ سخريةً خفيفة:
ــ "والله يا نديم، ملموم... بس نعمل إيه في العجل الأهبل!"
نظرت "مهره" إلى نديم، ثم صاحت بغيظٍ أشعل الموقف أكثر:
ــ "أهبل؟! آه أهبل... وبديل! ديلك يا نديم طول برج القاهرة!"
ابتسم "أسمر" ابتسامةً جانبية، ثم هتف بتهكّمٍ ملوّحًا بيده:
ــ "عارف يا نديم... إنت عايز علقة تلسعك! والله بدل عقلك اللي ضرب."
صرخت "مهره" فجأة، وهي تشير إلى نديم كمن يستنجد به:
ــ "نديم عقله بعشرة من عين أي حد! فاهم؟ ولا لأ؟!"
كان "نديم" يقف واضعًا ذراعيه على صدره، يتأمّل المشهد بين "أسمر" و"مهره" بابتسامةٍ خفيفة تحمل خليطًا من الدهشة والمرح.
هتفت "مهره" بحدةٍ فجأة:
ــ "وابُقَى حد يمد إيده عليه كده!"
غمز "أسمر" بخفةٍ وهو يلتفت نحو نديم:
ــ "طب ينفع نملّس على نديم... أصله واحشني!"
ابتلعت "مهره" ريقها، وكأنها ابتلعت غصّةً، ثم قالت بغيظٍ مكتوم:
ــ "آه... ما هو ديل نديم لأي حد."
ضحك "أسمر" بخبثٍ، وهتف وهو يثبّت نظره على نديم:
ــ "لا... نديم مش لأي حد. نديم لفرصته اللي دوّبت قلبه... ما تجيب بوسة يا نديم، وحشتني."
عندها، اهتاجت "مهره" واقتربت من "أسمر" بعينين تتطاير منهما الشرر، وهتفت:
ــ "بوسة في عينك! إنت مش عاتق... أوعى، بقى! قلّة أدبك دي تزيد، وأنا هفرمك!"
ثم استدارت بعنف، تاركةً إياهما، وخرجت. وقف "أسمر" في مكانه، ملامحه مزيج من السعادة والانتصار، فأطلق "نديم" تنهيدةً طويلة وهو يهتف ساخرًا:
ــ "يعني إيه... انهري تهزيج، وانت فاشخ ضبتك ومبسوط؟!"
تبسّم "أسمر" بثقة، وصوته يقطر رضا:
ــ "إلّا مبسوط! ده حبيبي شايط... بس على مين! وراها، لما أدوّخها."
أطرق "نديم" رأسه بتنهدٍ ثقيل، ثم قال:
ــ "طب ممكن تروح تجيبلي وجد؟ عشان لو رحت أنا، هتعضّ فيا! وأنا عصبي... وهموّت معتصم بإيدي، فاهم؟"
هزّ "أسمر" رأسه مستسلمًا، وهتف:
ــ "حاضر... هجف جنبك. بس عشان اتبهدلت معانا! نباصي لبعض كده... ربنا يهديهم."
أطلق "نديم" تنهيدةً أخرى ممزوجة بالندم، وقال بصوتٍ خافت:
ــ "نفسي تسامحني."
نظر إليه "أسمر" بعينين صادقتين، ثم ربت على كتفه، وقال بجدّيةٍ لم تخفها ملامحه:
ــ "وجد ضربت نفسها بالنار... عشان حاجة واحدة. لو نفذتها، يا نديم... يا نديم، صدّقني... هترجع وجد."
ثم استدار وتركه غارقًا في تفكيره، يتساءل عن مقصد كلماته.
مضى "أسمر" بخطواتٍ ثابتة، وأمر "وجد" أن تذهب للتدرّب مع "نديم"، وتترك "معتصم". ابتهجت في داخلها، إذ وجدت الفرصة قد لانت لها، وقد قررت أن تشعل قلبه من جديد. وما إن دخلت عليه حتى هتفت بصوتٍ فيه مزيج من التحدّي والبهجة:
ــ "أسمر قال إنك هتدرّبني... اتفضل."
كان ينظر إليها بضيق وقال متذمرًا:
– ومالك مكشّره كده؟ ولا مش عاجب؟
رمقته ساخطه وهتفت:
– آه مش عاجب.. إيه رأيك بقى؟
تنهد، وكأنه يكبت نار جواه، واقترب منها يخاطبها بمهادنة هامسة:
– طب إمتى هنعجب؟.. أنا تعبت.
قهقهت بغيظ:
– مالي بيك! الله يخلص منك.. يلا خلّصني، ولا أروح لمعتصم أحسن.
اشتعلت عيناه غضبًا، فاندفع نحوها حتى التصقت بالحائط، وصوته يخرج متهدجًا:
– بيقولك مرة واحد زعل نديم وخد منه حاجة تخصّه.. نديم سكت؟ لأ، دا فَلَقه نصين.
نظرت إليه متهكمة وهمست:
– يا حرام! نصين؟! دا كان حلم ولا منام؟
رفع جبينه باستفزاز وقال بحدة:
– بتمسخري عليا؟ طب تحبي معتصم يبقى كام فلقه؟ ولا نعمله شرايح؟
صرخت بغضب، وصوتها يختلط برجفة خوف:
– إنت عايز إيه دلوقتي؟!
اقترب أكثر، وعيناه تلتهمانها بحرارة، وهتف بسرعة وكأنه يعترف بجريمة:
– عايزِك!.. وحشتيني.
ارتبكت فجأة، رفعت يدها ترتجف وهي تهتف بعصبية:
– احترم نفسك بقولك!.. جدو خلاص هيقطع كل حاجه.
قهقه هو ساخرًا، عيونه مش سايباها:
– يقطع؟.. يقطع زي ما يقطع.. أنا برضه جوزك.
رمقته باستهزاء، ولوّت فمها بسخرية:
– جوزي؟! روح يا شاطر احلم بعيد.
ارتفع حاجباه بابتسامة مريبة وهو يهمس:
– احلم بعيد؟!.. لا بقه.. إنتِ نسيتي تقريبا نديم إيه.
تحرك نحو الباب وأغلقه ببطء، ليزداد ارتباكها وهي تتهدج:
– إيه ده!.. بتقفل الباب ليه؟
صوته خرج عميقًا، وعينيه تشتعلان رغبة:
– هعرّف القمر إن ولا مية ورقة يقدروا يبعدونا.. وجد.. جوا قلب نديم.
اقترب خطوة بخطوة، نظراته تزداد اشتعالًا. تراجعت للوراء ترفع يدها كأنها تدفع الخطر:
– إيه.. إيه! بتبصلي كده ليه؟! والله أصرخ عليك.
ضحك بخبث واقترب أكثر:
– صوّتي.. ولمّي الناس! يلا.. إنتي تصوّتي، وأنا أقولهم بعمل دخلة إلا المكاتب دي في الدخل نار.
شهقت غاضبة وصوتها يرتعش:
– احترم نفسك! بقلة أدبك دي.. عيب!.. أنا.. أنا…
لكن جسدها كان يرتجف. تقدم أكثر، التصق بها، رفعها فجأة بين ذراعيه وهي تتلوى محاولة الإفلات، فاحتواها بجنون وهمس في أذنها بحرارة:
– يا بت.. هنهبل عليكي.. وحشتيني.. نفسي في حُضني وحبيبي.
ضغطها لصدره بقوة، قلبه يدق بجنون تحت يديها وكأنه سينفجر، صوته اختلط بالرجاء واللوعة:
– وجد.. كفاية!.. أنا بحبك وماعدتش قادر أبعد.. والله أعقلي بقه.. هنقضي حياتنا بعاد؟!.. إنتِ بتحبيني وأنا بحبك.. ارجعيلي يا حبيبي.. والله تعبت.
.نظرت إليه بوجع، الدموع لمعت في عينيها، ثم ارتمت على صدره كأنها تبحث عن سند مفقود. همست بصوت متهدج:
– تعبت.. تعبت من إيه يا نديم؟!.. من شوية بعاد؟!.. تعبت من إيه، قولي!
رفعت رأسها، العبرات تخنقها:
– حبيت واحد وعشقته.. وغرز سكينته في قلبي! نمت مقهورة.. أعيط وأتوسّل لحبيبي يرد عليّ! اتاخدت غدر من أكتر حد وثقت فيه!.. دانا كنت بحلم بيك يا نديم، عارف يعني إيه "انت وبس"؟!.. سيبت الدنيا عشانك.
شهقت بمرارة:
– حسّيت إنك رخيص يا نديم.. وإحساس الرخص ده.. فلق قلبي نصين! وراجع دلوقتي تقول تعبت!.. تعبت من إيه؟!.. لما طلبت منك تسامح وتنسى اللي عمله أبويا، عملت إيه؟ مقدرتش!.. لما أنا موتت نفسي.. وكان نفسي فعلا أموت!
تراجعت خطوة للخلف وهي تصرخ بمرارة:
– أنا مش هانكر إني بحبك.. بس الحب ده ذلّني، وبيوجعني.. وجاي دلوقتي تقولي "جوزي"؟!.. أنا ما بتجوزش واحد ما ضحاش عشاني.. ولا اتنازل عشاني!
استدارت بعنف، تتجه لتغادر. لكن اندفع نحوها، حملها بين ذراعيه، فصاحت وهي تضربه بجنون:
– أوعي بقه!.. والله ما هسكتلك! هو أنا إيه؟!.. فاكرني إيه؟!..
صرخ فجأة، قبض على وجهها بكل قوته، عينيه تلتمعان بدموع وقهر:
– فاكرِك حبيبتي!.. وبتاعتي!.. ومش هسيبك! مش نديم اللي يسيب اللي يخصّه!.. مش نديم اللي حبيبه يفضل بعيد عنه!.. إنتِ بتاعتي!
تجمدت عيناه وهو يلهث:
– آه.. غلطت! آه.. وجعتك! بس هافضل ليكي.. وإنتِ ليا.. لحد ما أنا اللي أموت! لو عايزة إني أبعد.. خلاص، الحل الوحيد هو ده!
استدار بعنف، مد يده إلى المكتب، قبض على فتّاحة الجوابات، رفعها بقوة ووضعها على قلبه، ثم أمسك يدها المرتجفة وضغطها على يده وهي تمسك بالسكين:
– يلا!.. عايزة تمشي؟!.. دي الطريقة الوحيدة!
صرخت منهارة وهي تحاول انتزاع يدها:
– بطل بقه!.. إيه ده؟!.. إنت إيه؟!.. بطل!.. إنت اتجننت؟!.. حرام بقه!.. بطل إنت!..
لكنه لم يتوقف، صوته خرج مبحوحًا وهو يضغط أكثر على صدره، الدم ينفجر من بين ثنايا قميصه:
– أنا عاشق!.. وماعرفش غير إني أكون ليكي!.. عاشق!..
ضغط أكثر، يدها ترتجف بين أصابعه الملطخة بالدماء، لترتعب فجأة وتنتزع يدها بكل قوتها، فتفلت السكين وتسقط أرضًا، بينما الدماء تغمر قميصه الأبيض وتزحف ببطء، كأنها تنطق باسمها.
صرخت وجد بجنون وهي تجذبه نحو الحمام، يسير خلفها مستسلمًا، مغمورًا بلذة غريبة لرعبها عليه. دفعته إلى غرفة صغيرة ملحقة، بها أريكة ضيقة، فجلسته عليها على عجل. ثم اندفعت نحو الحمام، عادت مسرعة تحمل مطهرات وشاشًا ويدها ترتجف.
أزاحت قميصه بلهفة، والدماء بللت أصابعها. كان مستسلمًا تمامًا، عينيه مثبتة عليها كأنها حياته. انحنت عليه بحذر، تعالج جرحه المرتجف، وأنفاسه تاهت في خصلات شعرها المتساقط على وجهه. كان يتنهد بوجع، وصدره يرتجف تحت كفها، بينما هي تحاول التجلّد، تخشى أن ترفع بصرها إليه فتغرق أكثر.
لكنّه فجأة تأوه بعمق، فأفلتت منها لحظة الضعف، رفعت عينيها المرتبكتين نحوه، وهمست بخوف:
– بتوجعك؟
اقترب أكثر حتى لامس وجهها، صوته مبحوح والدموع تلمع في عينيه:
– بتوجع قوي.. والله.
رمقها بعينين دامعتين، ثم همس بحرارة:
– نفسي الجرح ينداوي ويروح.. نفسي القلب يروق ويبقى سعيد.
زفر بوجع أعمق، وأمسك يدها الملتصقة بصدره، ضغط عليها وهو يهمس:
– تعبت.. بس ما تعبتش من إني أدور عليكي.
تعبت من إني أشوف عيونك بتصرخ حب.. ومش قادرة تقربي.
تعبت من إن حبيبي موجوع.. ونفسي يبقالي حبيب.. ومش قادر.
رفع نديم يده المرتجفة، يمررها على وجهها برفق، كأنّه يتلمس اليقين. همس وصوته يخرج ممزوجًا بالحنين:
– فاكره لما قولتيلي إنك مستنيه بوسة طالعة من القلب.. بوسة تصرخ بالحب؟
انحنى أقرب، وعيونه تذوب فيها:
– نفسي أتوه فيكي.. أحبك وأديكي من اللي جوايا. أنا ما ديتش حد حب قبل كده، قلبي كان مقفول، كاتم نفسه.. ما سمحتش لحد يخش. بس انتي غير.. حبك إنتِ.. عشقك إنتِ.. نفسي فيكي إنتِ.
كانت دموعها تنهمر بصمت، فاندفع ببطء، يلامسها بشفتيه لمسة حالمة، هادئة، فقط ليُشعرها بوجوده. تنهدت بين ذراعيه، بينما همس:
– وجد.. حبيبتي.
ارتجفت مشاعرها، تاهت بين ضعفه وقوته، بين خوفها وشوقها. رفع وجهها بين كفيه وهمس برجاء:
– بطلي تبعديني.. أنا مش هقدر.
ثم شدّها إليه بعنف العاشق الجائع، ينهال عليها عشقًا، يتوه معها في مشاعر مختلطة؛ حب مشتعل، رغبة صادقة، وجع قديم يبحث عن دواء، وحنين طال انتظاره. كانت أنفاسهما تتشابك، حتى ابتعد أخيرًا، ليسند رأسه على رأسها، وأنفاسه تختلط بأنفاسها.
همس بصوت مبحوح:
– بحبك.. والله بحبك.
أغمضت عينيها، وهمست وهي تكاد تنهار:
– نديم.. بطل.
فصرخ كمن يختنق:
– ماعتش قادر! مش عايز أزعلك ولا أجبرك، بس والله ماعت قادر. عايز أخدك، أضمّك، أعيش فيكي، أقفل علينا مكان.. ماحدش يعرفنا.. أنا وإنتِ وبس.
دفعته بعيدًا وهي تختنق بدموعها، وقامت كأنها تهرب من نفسها:
– آه.. عشان تنسى إن أبويا جابر، صح؟ عشان مش هتقدر طول ما هو موجود. تنسى إنك ابن عامر وأنا بنت جابر؟ مستحيل يا نديم! طول ما دم ولاد عامر على رقبة جابر.. إحنا مش هنقرب.
صحيح أبويا سايب البيت، بعيد، مكسور، عايش في دنيا تانية.. بس يفضل بينا، يفضل لعنة بينا.
استدارت بعنف، واندفعت خارجة، تاركة قلبه ينهار خلفها. جلس نديم مقهورًا، يضرب رأسه بكفيه، أنفاسه تتقطع. ثم رفع رأسه أخيرًا، والدموع في عينيه، وهمس بإصرار يتخلله قسم:
– لا يا وجد.. هنقرب. هثبتلك إني جدير بحبك. هنقرب مهما كان أبوكي ومهما كنت أنا. هتشوفي.. نديم هيعمل إيه. وهعرفك إننا واحد.. واحد غصب عن الدنيا كلها.
كانت شجن تجلس متخبطة، تتصارع بداخلها مشاعر متناقضة بين الغضب والحنين. همست مع نفسها في ضيق:
"هو أنا هفضل زعلانة منه! هو آه وحش… بس ماسابنيش طور. هو… إللي إيه؟! بغيظ نديم يقوم يوجعلي قلبي ويعاملني كده؟!"
تنهدت، وقد غلبها صوت الشوق، ثم ابتسمت بخفة وهي تستسلم لذكرياته:
"دا كان كيوت وقمور… وبيعاملني بطيبة. أخص عليه!"
أغمضت عينيها، وأخذت تدندن في ضحكة باهتة:
"يعاملني بطيبة وإحساس… يدلعني قدام الناس. آه… هدلع إمتى بس؟"
وفجأة انتفضت حين شعرت بذراعين يلتفان حولها. كان رايد، يهمس ضاحكًا:
ـ "أهريكي دلع! سيبيني يا قلبي، أدلع حبيبي طيب؟"
ابتعدت بسرعة، نظرت إليه بوجه عابس وقالت بحدة:
ـ "مش عايزة منك دلع! وخليك في حالك، ومالكش دعوة بيا. قلتلك شكرًا… وجدو هيفكنا، وهبقى مفكوكة."
اقترب منها أكثر، غمزها في وسطها، وهمس:
ـ "يا مفكوك إنتِ يا عسل! تعالي بس نتفك على بعضينا. الجمَر وحشني… طيب جرالك إيه؟! كنتي طيبة."
رمقته بغضب وهمّت تصرخ:
ـ "وعشان طيبة… توجعني وجع في قلبي؟ شالله تفطس بقى! خلاص، أنا مش عايزاك."
لكنه اندفع واحتضنها بقوة، يحيط خصرها بيديه، رافعًا وجهها نحو عينيه:
ـ "مش عايزة براء خلاص؟!"
تنهدت، أصابعها تلامس قميصه بارتباك وهمست:
ـ "آه… ماعتش."
ابتسم وهو يسحرها بعينيه المتقدتين:
ـ "ماعتش إيه؟! بس أنا هفطس أكده. طب… أطبطب على قلب حبيبي طيب؟"
هزّت رأسها بخجل، ثم وضعت رأسها على صدره، فغمرها بذراعيه، يمسد عليها برفق وهمس:
ـ "بحبك! وإنتِ بتحبيني والله."
رفعت وجهها، همست وهي تخفي اضطرابها:
ـ "تؤ… مش بحبك."
ابتسم وقبّل رأسها هامسًا:
ـ "والله قلبك بيدق أهه… وبيقول بحبك يا براء."
ثم نظر في عينيها مباشرة وأضاف بصوت خافت:
ـ "مش بيقول؟ طيب… عيونك بتقول ياما."
أطرقت لحظة، ثم هامت في بريق عينيه وهمست:
ـ "لا… مش بتقول خالص."
ضحك وقبّل خدها بخفة:
ـ "والله بتقول! لما ههجم عليكي وأهريكي بوس… هموت عليكي يا شيخة."
فهمست بهيام مرتجف:
ـ "إنت وحش خالص… وجعتني. وبطلت أحبك. ومخصماك لحد ما أموت."
اقترب منها أكثر، صوته محمّل بالشغف:
ـ "ولا أقدر حبيبي يبعد ثانية!.."
ظل يتلمسها بحنان وهي تتنهد، تضعف بين يديه، حتى همس برجاء:
ـ "هتسامحيني إمتى؟ عايزك مراتي. بس… عموما إنتِ حرة. أنا ماعتش قادر بقى!"
ثم جذبها إليه بعنفوان، ينهال عليها حبًا وشوقًا، حتى أحس أن أنفاسهما تكاد تنفلت من قبضتهما. ابتعد أخيرًا، وألصق جبهته بجبهتها هامسًا:
ـ "بكره هتبقي في مجعدي… وماعتش هسيبك. خلاص… من بكره إنتِ مراتي!"
تجمدت ساهمة للحظة، ثم انتفضت وقد اجتاحها خجلٌ عنيف، فدفعت صدره وهي تهتف غاضبة:
ـ "هيا مين اللي هتبقى في أوضتك؟! إنت واحد وحش! وقلت خلاص مش عايزاك… وهنفك، فاهم؟! وبطّل بقى، أوعي!"
استدارت، ثم عادت إليه كالبركان، تلوّح بيدها غاضبة:
ـ "وبطّل تتحرش بيا، هاه! وتعمل قلة أدب… مش بعرف أنا أسكتك! الله! إيه قلة أدبك دي؟! بتقل أدبك ليه إنت يا متحرش؟! أوعي… أوعي، إياك تاني تقرب، فاهم؟! اللي في أوضتي إيه… يا بتاع نديم؟! وهوجع نديم… بتوجع نديم ليه إنت، وانت ما تعرفش هاه؟! وتوجعني عبوشكلك؟! ما كنت تسكت… كنت هحبك كتير… وأســامحك، يا رخم!"
أخذت تخبطه بيديها، تكاد تبكي:
ـ "إنت رخم… ووحش… وجعتني. كنت أسكت! أوعي… ماعتش تقرب. هموّتك والله… وأقطعك موت!"
دفعت جسده بقوة، وغادرت، بينما بقي هو واقفًا مذهولًا، يردد في نفسه:
"تجطعيني موت؟!.. يا رب متجوز هبلة! وتحرشت إيه؟! ما انتي كنتي مبسوطة! نصيبي جه في واحدة هبلة…"
تنهد بصوت مبحوح، وصمت قليلًا، ثم تمتم في مرارة:
"ياخي اتنيل… إنها هبلة؟ دا مَهرة عَجْربة… وبتسخمط عيشة أخوك! روح وشوفها… هيّا هبلة؟!.. هتلين، وعايزة تلين… بس عجلها عيالي. لأ… أنا لازم أعملها حاجة تفرجها."
كانت شجن تجلس أمام معتصم، بكل تركيزها، وقد بدت عليها ملامح الاجتهاد والنباهة. أنهى شرح الدرس وأغلق أوراقه ثم ابتسم قائلاً بإعجاب:
ــ «كده يبقى خلصنا يا شجن… ما شاء الله عليكي، نبيهة وشاطرة.»
ابتسمت هي بخجل وهمست برقة:
ــ «مرسي يا مستر معتصم.»
تأملها معتصم بعينين تنضحان بالدهشة، وكأنه يكتشف فيها طفلة بملامح بريئة تحمل بين عينيها شيئًا من السحر الخفي، ثم مال برأسه قليلًا وهو يقول بمزاح لطيف:
ــ «انتِ مالك بسكوتة كده… لأه، الرجالة هنا هيتعبوا أوي بالطريقة دي.»
في تلك اللحظة، انفتح الباب فجأة، ودخل براء بخطوات غاضبة وصوتٍ جهوري ألقى كلماته كالرصاص:
ــ «هما مين يا معتصم اللي هيتعبوا… وبسكوتة وطين مالك انت!»
ارتبك معتصم قليلًا، ثم تنهد مدافعًا عن نفسه:
ــ «إيه يا براء، ماجولتش حاجة غلط… شجن بسكوتة، وبسكوتة حنينة كمان… مش زي أختها. والجمال بيتقدّر يا أخي.»
اقترب براء، وقد اشتعلت ملامحه نارًا، وقال بحدة وهو يكاد يفتك به:
ــ «طب يا معتصم، خليك في حالك… ماشي؟ عشان متلاقيش وشك متكبق على بعضه. هاه!»
ثم التفت لشجن، وصوته يغلي بالغيرة:
ــ «وانتِ… على مكتبي حالًا!»
نظرت إليه شجن بغضب، وربعت يديها أمام صدرها متحدية وقالت بحدّة:
ــ «إيه يعني؟ زعلان ليه؟ واحد بيقدّر الجمال، مالك انت!»
ضحك معتصم بخفة وهو يتمتم بدهشة:
ــ «والله… عسلية!»
لكن كلمات معتصم كانت كوقود صُبَّ على نيران براء المشتعلة؛ اشتعل أكثر، وملامحه توترت حتى بدا وكأنه على وشك الانفجار. ضرب بيده على المكتب بقوة اهتزت معها الأوراق وهو يصرخ:
ــ «جولتِ على مكتبي! يلا!»
ارتجفت شجن من شدّة انفعاله، واندفعت هاربة من أمامه بخوف، بينما هو يتبعها كظلٍ لا يفارقها، وصوته يجلجل وراءها كالرعد:
ــ «وربنا… لأقطم رجبتك! عشان تتمايعي جوي… هرنّك علجة موت!»
قلبها يخفق بجنون، وأنفاسها تتسارع، حتى وجدت نفسها أمام مكتب مهره، فاندفعت داخلة بسرعة، وأغلقت الباب وراءها وهي تلهث، ثم ارتمت بجانب أختها وهي تصرخ:
ــ «خبيني… والنبي خبيني! هيأكلني!»
نظرت إليها مهره بدهشة، وعينيها يملؤهما القلق:
ــ «فيه إيه؟ مالك؟!»
اقتربت شجن وهمست بصوت مرتجف يكاد يذوب من الخوف:
ــ «براء… هيضربني!»
اندفع براء بعنف إلى الداخل، وعيناه تقدحان شررًا، وهو يصرخ كالعاصفة:
ــ «شجن! تعالي معايا دلوقتي!»
وقفت له مهره كالطود، عيناها تتقدان قوة وهي تهتف بحزم:
ــ «حيلك… حيلك! فيه إيه؟ مالك بيها؟!»
صرخ بصوتٍ مبحوح يغلي غضبًا:
ــ «مالكيش صالح! دي مراتي… وعايزها معايا!»
اندفع وأمسك شجن بعنف، فصرخت رعبًا، جسدها يرتجف بين يديه. ارتفعت صرخة مهره وهي تجذبه بعنف محاولة إبعاده:
ــ «أوعي تموت! اتجننت؟ سيبها يا براء!»
في تلك اللحظة، فتح الباب بقوة، وظهر أسمر، يقف كالصخرة، وصوته الجهوري يملأ المكان:
ــ «فيه إيه؟ صوتكوا!؟»
هتف براء بجنون، كمن لا يرى أحدًا:
ــ «ماحدش له صالح! عايز مرتي!»
تقدمت مهره خطوة للأمام، دفعت براء بقوة، وصوتها يقطر حدة:
ــ «تمد إيدك عليها؟! هفلقك نصين، فاكر إيه نفسك!»
التفت براء نحوها، ملامحه ممزقة بين الغضب والوجع، وانفجر كالبراكين:
ــ «أمد إيه!؟ انتِ مخبولة! دي مراتي وعايزها معايا، مالك بينا! ما تبطليش بقى يا شيخة… إيه ده؟ انتِ إيه جاحدة ليه؟ واحدة مابتعرفش تحس… مابتعرفش في المشاعر! معصّية البنتين ليه؟ هما عايزين يعيشوا! جبنا آخرنا، غلبنا، نشفلك حل… وإنت مفيش فايدة! هما يلينوا… وإنتِ لأ!
مشكلتك إنتِ… آه! مشكلتك إنك ما بتحسيش! مشكلتك إنك مش عايزة رجالة! مشكلتك إنك فارضة عقدك علينا! سيبينا في حالنا، خلينا نفرح ونعيش! روحي شوفي حالك بعيد عننا! انتِ إيه ده؟ ما كفاية عاد! واحدة ميتة من جوا… هنستنى منها إيه؟ أخرك تشتغلي… وتعملي ريّسة عالكل وبس!
سيبيلي مراتي… طيبة وحنينة… وبطلي تتعسي اللي حواليكي… انتِ سبب تعاستنا!»
تجمّدت ملامح مهره، والدم يغلي في عروقها، لكن كلمات براء كانت كالسكاكين تمزق أحشاءها. شعرت أن جسدها يتشنج من القهر… من الوصم الذي ألصقه بها ظلمًا، بما لا تشعر به ولا تريده، وهي تستميت داخليًا لتخرج من تلك الصورة القاسية التي حاصرها فيها.
الكل وقف مذهولًا… صامتًا، لا يجرؤ على مقاطعة ذاك الانفجار. دموع شجن انهمرت على وجهها، تهطل على كتف أختها كأنها نحيب قلبٍ مكلوم.
وفي لحظة مشحونة، تحرك أسمر… اقترب بخطوات كالرعد، وجهه احمرّت ملامحه من شدة الغضب، عيناه تقدحان نارًا تكاد تلتهم المكان. صدم براء بما رآه، ارتجف قليلًا، بينما شهقت مهره بصوتٍ مكتوم، وقد بدا على ملامحها ما يشبه الانكسار الممزوج بالصدمة:
ــ «عندما…!»....
يا تري الغضنفر عمل إيه.. بحبه الواد ده باد بوي بس عسليه 😀😀😀
تكملة الرواية من هناااااااااا
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا