رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل الثامن والأربعون 48بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل الثامن والأربعون 48بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات
#حكايات_mevo
#عودة_الذئاب ما ان رأت الفتيات الجدّ يمزّق الورق حتى ارتعبوا؛ فهو قد قضى على أي رابط بينهم وبين من يعشقون.
ارتجفت شجن، وانحسرت وجد، إلا أنّ "مهره" كانت أول من شعرت بالوجع، فاندفعت تهتف بصوت مبحوح:
ـ "ليه يا جدو؟! اللي عملته ده... مش تقول بتقطع ورقة جوازنا! ليه؟! حد قالك تقطعها؟ ليه كده؟!"
اندفعت شجن، وصرخت وهي تكاد تبكي:
ـ "ورقتي...! بتقطع ورقتي ليه يا الله؟!"
وأكملت "وجد" بمرارة ودهشة:
ـ "جدو! انتَ معتصم؟! إيه ده اللي شكله زي البرص وهتجوزهولي؟! من "نديم" تجوزني البرص ده؟! كده يا جدو أبقى مطلقة؟! يرضيك كده؟! أنا مش هتجوز حد... أنااا..."
تنهد الجدّ، وصوته امتزج بالخذلان والعتاب:
ـ "الله... مش انتو مش عايزين خلاص؟! أهو برَيّحكوا. أنا ليا غير راحتكوا؟! المشاكل دي كلها ليه؟! مش عشان حِلت أدبهم واتجوزوكوا ووجعوكوا؟! لاه... خلاص يروحو بقه، الله يسهلهم... كفاية اكده.
اسمعوا... أني هكلم "أسمر" يجيبهم ويجو. هُمّه ما هيتنوليش كلمة ، متخافوش. إني هجبرهم يبعدوا... وأرجّع خطوبة أسمر لزهره. وأشوف لـ "نديم" بت حلوة برضك... ماهو تعب وغلبان، صعبان عليّا. والواد "براء" بت خاله... كيف ما جولت، هتموت عليه. استنّوا، أني هخلّصها..."
فرفع الجد الخط، لتندفع "شجن" صارخة، ودموعها تخنق صوتها:
ـ "لأ... لأ! مش عايزه... مش عايزه! اسكت! انت بتخرب علينا ليه؟!"
ثم جلست دامعة، تنظر للورق بقهرٍ موجع، هامسة بصوت منكسر:
ـ "خلاص... ماعتش متجوزة براء. طب والنجوم؟ والسندريلا؟!"
نزلت دموع "وجد"، وهي تهتف بمرارة:
ـ "هتطلقني...؟! أنا هبقى مطلقة؟! وجد هيطلقوها؟! وايه... هتشوفلو بت حلوة؟! دي مالك بيه انتَ؟! الله..."
نظر الجد إلى "مهره" الصامتة، كانت مقهورة، تغلي بداخلها بصمتٍ مرير. مال نحوها وقال بصرامة مشوبة بالحنان:
ـ "إيه... مبسوطة؟! هز راسه.. كني شايفة أسمر في عنده وجبروته... الحب يا بتي ما بيترويش بالكبر والعناد. انتِ بتحبي أسمر... صوح؟"
رفعت "مهره" عينيها المرتبكتين، لتنظر نحوهم رفعت "مهره" عينيها المرتبكتين، وارتعشت شفتيها قبل أن تُسدل نظراتها للأرض، كأنها تخاف أن يفضحها بريقها. نظرت نحو "وجد" و"شجن"، ثم حنت رأسها في خجلٍ مُرّ "
فقفزت "شجن" بسرعة، وصوتها يتسابق مع أنفاسها:
ـ "آه بتحبه! وبتموت عليه! ونفسها تبقى له
ست... بس مكسوفة تقول يا جدو!"
نظر الجد إلى "مهره" الصامتة، كانت مقهورة، تغلي بداخلها بصمتٍ مرير. عينيها متسعتان كأنهما سجنان، قلبها يصرخ باسم رجل تعشقه، وكبرياؤها يكتم الصوت كي لا يُفضح.
تنهد الجد، وكأن كل سنينه وثِقله انسكب في تنهيدته:اقترب منها الجد، وقال بصوت يختلط فيه الحنان بالصرامة:
ـ "مش عيب يا بتي إنك تعترفي... أنا عارف إنك تحملتي وأسيتي كتير. بس أسمر... بيَعشجِك. عشج.. أسمر كسر جواه كتير... ماهواش ولدي ده. ولدي فرعون... ماكنش يترجى ويحايل. وهيشيلِك زين. لازم ترتاحي من الدنيا اللي وجعتك يا بتي."
تنهدت "مهره"، وصوتها مزيج بين خوفٍ وحيرة:
ـ "خايفة يا جدو... وهو مغرور قوي! ورخم كده... وبيعصبني! لا يا جدو... مش هينفع."
همست شجن بحزن... طب ايه خلاص كده
ضحك الجد، وهز رأسه بخفةٍ تحمل في طيّاتها دهاء السنين:
ـ "بس أني... ما جطعتش حاجه! والورج لسّه معايا."
لتندفع "شجن" و"وجد" معًا، بعيون دامعة وقلوب ترتجف:
ـ "صحيح؟! والنبي يا جدو؟!"
فنظر الجد إلى "مهره"، فوجد عينها تلمع بدمعةٍ مخنوقة، فابتسم بحنان وقال:
ـ "أي والله... دا ورج فاضي.ابتسم واكمل.. طالب بس منكو فرصة. هاه؟ تشوفوا التيران اللي برّه دول... هينعدِلوا ولا لأ؟! فرصة... لأجل خاطر جدكو."
سكت قليلًا، ثم أشار بعينه نحو "مهره" التي ارتبكت:
ـ "مهره... فرصة عشان خاطر جدك."
نظرت إليها "شجن" باستعطاف، فيما خفَضت "وجد" عينيها بخجلٍ وارتباك. عندها تنهدت "مهره"، وقد استسلمت قليلًا:
ـ "طب... شوف يا جدو. إحنا هنروح... نشتغل. ونشوف... هنعرف ولا لأ... وبس."
ابتسم هو، إذ لم تعترض "مهره"، فوقف سعيدًا وهتف:
ـ "وأني من ناحيتي... هخليهم على نار!"
ثم احتضنها وخرج، بينما وقفت الفتيات، كلٌّ منهن في نفسها تتمنى حبيبها... لكن الخجل والكبرياء منعهن من الاعتراف.
نزل الجد إلى الأسفل، فوجد الشباب يأكل بعضهم بعضًا. هتف بصوته الجهوري:
ـ "اجعدوا... عايزكوا."
جلس الشباب متوترين، ليهتف الجد بنبرة حاسمة:
ـ "أني عايز أجطع الورج... وأدي كل واحد نصيبه، يشوف حاله. أني خلاص... ماعتش عايز حاجه. أني وجعتكوا كلكوا... والبنات كانوا عيروحو مني. وهُمّا بقه... يختاروا حياتهم."
فهبّ "أسمر" غاضبًا:
ـ "جدي! الكلام ده يزعل... بلاش منه! أني ما هسيبش مرتي."
ليُكمل "براء" باستهتار:
ـ "أنا ماليش صالح بالكلام ده... البِت كلها يومين وتلين. ماليش دعوة بيكوا."
هتف الجد، بعينين تلمعان دهاءً:
ـ "وأني وعدتهم... أني أديهم ورثهم... ويجرروا هما."
فصرخ "أسمر"، وقد اشتعلت الغيرة في صوته:
ـ "انت بتعصيهم علينا؟!"
رد الجد بهدوءٍ عميق، كأنه يضع الدرس الأخير:
ـ "ماهو لازم يعرفوا... إن الفلوس مش هيّا اللي هتجعدهم يا ولدي... ولا الورج. كل واحد يدور جواه... يشوف هيجعد مرته إزاي.
براء... جريب، وبيعرف باللي جواه.
إنما الجوز التّيران... واحد التار لحَس عجله. والتاني... الغرور هيخلص عليه.
انتو حرّين... عجلكو في راسكوا. ومنين ما يشاوروا... أني هنفذ."
قال "نديم" بصوتٍ متهدج، كأن روحه تنزف:
ـ "يا جدي... انت بتخربها ليه؟ هاه؟ جُول يا جدي! حرام بقه... إني ماعتش جادر... بالله يا جدي تعبت!"
ابتسم الجد، ونظر إلى "نديم" بحنينٍ لم يره فيه من قبل، ودمعت عيناه وهو يقول:
ـ "أول مرّة تجولي (يا جدي) يا نديم...! والله ابتسم جلبي قبل وشّي. كلمة (جدي) طالعة منك... تداوي الكتير. والله يا ولدي... استنيتها كتير."
أحنى "نديم" رأسه بخجلٍ مكسور، فاقترب الجد واحتضنه، ليكلبش فيه "نديم" بقوةٍ وكأنه طفل عاد لأمانه، فاحتضنه الجد أيضًا، ثم ابتعد "نديم" وقبّل يد جده بحرقة:
ـ "انت جدي... وياسيدي... وتاج راسي يا جدي."
ربت الجد على كتفه، هامسًا:
ـ "ربنا يراضيك يا ولدي."
ثم رحل ببطء، تاركًا خلفه قلوبًا مثقلة.
جلس الرجال يفكرون، كيف سيخرجون من تلك المعضلة التي وضعهم بها الجد. جلس "نديم" حزينًا، ثم التفت إلى "أسمر" وقال بنبرة مخنوقة:
ـ "أنا عايز مرتي... جدك بيعمل ليه اكده؟"
رزع "أسمر" أحد الكراسي بغضبٍ، وصوته يتفجر:
ـ "أنا خلاص جبت آخري! ما تجولي يا عم... سِكّة أختك.. عملت فيها إيه؟! مابتلينش خالص!"
كان "براء" جالسًا، يبعث رسائل إلى "وجد"، مبتسمًا بخبثٍ خفيف. نظروا له بغضب، فصرخ "أسمر":
ـ "بتعمل إيه يا زفت؟!"
بهت "براء"، محاولًا الدفاع:
ـ "مالكو! بعمل وبهبّب..."
نظر إليه "نديم" بحدة، وصوته يغلي:
ـ "ولا أختي لإنت... صح؟! ما هي هبلة... والله لو حصل... لاوريّك."
رد "براء" ببرود مستفز:
ـ "مالك يا عم! إيه الجرف ده؟! ما لِكو بيا؟!"
اقترب "أسمر" بخطوات غاضبة، وأمسك "براء" من رقبته وهو يزمجر:
ـ "إنت فاكر إنك لو اتهنّيت... هنسيبك؟! والله لأكسر رجبتك! إحنا نأكل حالنا... وانت تسبسب؟!"
دفعه "براء" بعصبية، وهو يصرخ:
ـ "منكو لله! أني ناجص؟!"
تنهد "براء" في النهاية، ورمى الكلمات باستهزاءٍ:
ـ "اتسهوكو... النسوان بتحب الملاينة. يا جوز أغربة... واد يا نديم، وجد هبلة... اتمسكن يا واد!"
هتف "أسمر" بغضبٍ، وصوته يزلزل المكان:
ـ "وأني...!"
ضحك "براء" بخفةٍ ساخرة، وقام واقفًا قبل أن يعدو للخارج، وهو يلقي كلماته كسهامٍ مسمومة:
ـ "لا... انت مافيش منك رجا. والله لو طلعلك ديل! مرتك عاملة زي الوابور... روح حج، ولا اطلع عُرفه! إنت مالكش إلا ربنا.دا ذنب وبخلص من جتتك"
اشتعل "أسمر" كالنار، فمسك أحد الفازات وحدفه فيه بعنف، لكن "براء" هرب سريعًا وهو يضحك.
جلس "أسمر" بعدها وحيدًا، قبضته ترتجف ووجهه محتقن بالغضب. أطرق رأسه، وأفكاره تتناوشه كالسكاكين: كيف يجعل من شغفه بها... حبًا صادقًا؟ كيف يلين قلبها القاسي... وتؤمن جانبه؟
*******
في مكتب جدها... كانت "مهره" تجلس بحالٍ متقلب، ومعها "وجد" و"شجن".
لتجلس "شجن"، وتهتف بصوتٍ مرتجف:
ـ "إيه؟ هنعمل إيه يا مهره؟ هما مش هيسكتوا... ومش هيسيبونا... وعايزين يصالحونا."
هتفت "مهره" بمشاكسه، وعينيها تضيق بخبثٍ لطيف:
ـ "وطبعًا... سيادتك واقعة، ومستنيّة تتصالحي! أنا عارفاكي."
أحنت "شجن" رأسها، وقد فضحها الخجل؛ فهي تحب "براء"، واعترافه لها أنه يحبها كان قد ملأ قلبها دفئًا.
جلست "وجد"، وقالت بعنادٍ متوتر:
ـ "أنا بقه... مش هلين. ومش عايزه! أخوكو دا جاي يقولي (عاوزك)... أهرضي وأوافق كده؟!"
فهتفت "شجن" تدافع:
ـ "ماهو يا وجد... مش بيعرف يتكلم! أخويا طور."
تنهدت "مهره"، ونظرت لأختها وابنة عمها بعينين تملؤهما الحكمة وقالت:
ـ "شوفي يا وجد... أنا مش هقلك إن (نديم) غلط وحسّ بغلطته. والكلام دا... نديم طول ما أبوكي بيحاربه... مش هيلين! وهتفضلوا في مشاكل. بس أبوكي خلاص... انهد وبرك. لو بتحبيه... ما تسيبهوش."
تنهدت "وجد"، كأنها تفرغ قلبها لأول مرة:
ـ "أحبه... آه بحبه يا مهره... وقوي كمان. بس أخوكي قتلني."
تنهدت "شجن"، ورفعت عينيها للفراغ:
ـ "ما كلنا مقتولين. أخويا... غصب عنه يا وجد، والله."
قالت "شجن" ضاحكة بخبث:
ـ "طب خلاص... الحل في (معتصم)! اتجوزيه... حلو الواد."
خبطتها "وجد" في كتفها، وهتفت بغضبٍ مرتبك:
ـ "ما تحترمي نفسك بقه!"
قهقهت "شجن"، وغمزت بعينها:
ـ "عيني فيه... وأقول أخيه! يا بت هتموتي عليه يا كدابة."
قامت "مهره" واقفة بحزمٍ، وهتفت بجدية:
ـ "قوموا يلا! إنتِ يا وجد، وإنتِ يا شجن... هنشتغل في الشركة. ونثبتلهم إننا من غيرهم أحسن. عشان يعرفوا... إن إحنا نقدر نبعد، وهما اللي يتعبوا في بعدنا. السهل بيستاهل في حقه... اسألوني أنا!"
هتفت "شجن" بخبثٍ مشاكس:
ـ "هتتدربوا تحت إيد (معتصم)!"
لتبهت "وجد"، وترتجف ملامحها:
ـ "إيه! (معتصم)؟! مالقيتيش إلا (معتصم)؟!"
قطّبت "مهره" جبينها، وقالت بصرامةٍ هادئة:
ـ "ماله (معتصم)؟! ابن عمك... ومحترم... وبيشتغل كويس. إيه المشكلة؟"
هتفت "وجد" بخجل، وهي تلوي أصابعها:
ـ "أصل... أصل (معتصم) كان مكلم بابا... يخطبني. وهو كان عايزني لأسمر... أو براء."
نظرت إليها "مهره"، فابتسمت بخبثٍ أكبر وقالت:
ـ "دا عز الطلب يا حبيبتي! اتكلي على الله بس... وهتلاقي الغلاية رشقت في وشّك. خليه يتربّى!"
قطبت "وجد"، فهتفت "شجن" بمشاكسه:
ـ "مين؟!"
ضحكت "مهره" بخفة، وقالت:
ـ "اللي عليه العين يا حبيبتي! يلا روحوا... وسيبوني أشوف شغلي. نحاول نكمل التصاميم، ونبتدي شغل الشركة اللي سيبناها من فترة. أنا هخلص المشروع... وساعتها أقرر أمشي... ولا أقعد."
رجف قلب "شجن"، فهي تعلم أختها... وما إن تقول، ستفعل. لتخاف أن تمشي.
نظرت إليها "مهره" بجدية، وسألت:
ـ "إيه؟ بتحبيه قوي كده... حتى بعد اللي عمله؟"
تنهدت "شجن"، وهمست بعين دامعة:
ـ "ماهو... قال مش هيسيبني يا مهره. وحبس نفسه عشاني شهر... يعالجني."
هتفت "مهره" بحزمٍ هادئ:
ـ "إنتِ حرة. دي حياتك. يلا مع (وجد)."
ثم جلست تُعد وتُصمّم المشاريع الناقصة.
ذهبت "وجد" و"شجن" إلى "معتصم". وما إن دخلا عليه حتى هبّ واقفًا، متهلل الوجه:
ـ "يادي النور! بت عمي أهنّه... إني حاسس إن العيد داخل عليّا!"
تنهدت "وجد"، وقالت بخجلٍ مرتبك:
ـ "إزيك يا معتصم؟... أنا وشجن هنتدرّب معاك، عشان نقدر نشوف شغلنا."
هتف بسعادةٍ مشبوبة:
ـ "دا يوم المنى!"
وكانت عيناه لا تفارقها... ينظر إليها برغبةٍ واضحة. فخجلت "وجد"، وسرعان ما شدت "شجن" يدها هامسة بغيظ:
ـ "بت يا وجد! الواد ده بيبص... قلة أدب! أخويا لو شافه... هيرقده في المستشفى."
نظرت إليها "وجد"، وقالت بعنادٍ ممزوج بالخجل:
ـ "ماله بيا؟ هو أنا حرّة."
فخافت "شجن"، وهتفت محذّرة:
ـ "يا بت! نديم هيضربك! دا إيده طرشة..."
نظرت "وجد" إلى "شجن"، وقالت بعنادٍ متهكم:
ـ "طب يبقى يقرب كده..."
ثم عادت إلى "معتصم"، وبدأ هو العمل معهما، وكل حين يُشاكس "وجد"... ونظراته تأكلها كالنار.
دخل "أسمر" و"براء" و"نديم" إلى الشركة. هتف "أسمر" وهو يتنهد:
ـ "طب شوفوا بقه... كل واحد يرشق مع اللي يخصه، ماشي؟ لحد أما نشوف... هيتهببوا يتراضوا ولا إيه! إني عارف... إنتو هتراضوهم، وأنا هجعد آكل حالي... وآخرتها أرقعها علقة عشان تعبت!"
مرّ الساعي، فسأله "أسمر":
ـ "فين ولاد عمي يا فرج؟"
قال الرجل:
ـ "الست (مهره) في مكتب عمران بيه... والباقي عند (معتصم)."
هبّ "نديم" واقفًا، وصرخ:
ـ "عند مين؟! نهارها اسود! راحة للزفت ده ليه؟! مش ده يا طين منك له... اللي كان متقدملها، وجدو قال هيدهالها!"
هتف "براء" مستفزًا:
ـ "متجدملها بس... دا (معتصم) كان ناقص يمسك ربابه ويدور وراها!"
استدار "نديم" غاضبًا، وهتف:
ـ "طب أنا رايح... والله ما هيعدي اليوم!"
تركهم وذهب مع "براء" لمكتب "معتصم".
فتح "نديم" الباب، فوجدهم يضحكون، و"معتصم" ينظر لزوجته برغبةٍ حارقة. فصرخ بصوتٍ هادر:
ـ "شايف بنت عمك؟! أروح أفلجها نصين؟! شوف الواد... بيبصلها إزاي؟!"
أما "براء" فكان سارحًا ينظر إلى "شجن" بحبٍ واضح، ليزغده "نديم" بغيظ:
ـ "إنت بتبُص على إيه؟! ما تخليك معايا!"
فانتفض "براء"، وهتف:
ـ "الله! مالي بيك أنا؟ أنا مالي!"
هنا التفت "معتصم" وقد سمع كل شيء. قالت "وجد" محاولة قطع التوتر:
ـ "طب هاتلنا بقه بقية التصاميم يا (معتصم)، وإلا هنتعبك."
اقترب "معتصم" بابتسامةٍ متعمدة:
ـ "ده أنا أجيبلك الدنيا بحالها..."
فاندفع "نديم"، صوته يمزق الجو:
ـ "وتجيب لها الدنيا ليه يا باشا؟! كان جوزها إنشل؟!"
نظر إليه "معتصم" بغضبٍ مكبوت، وهو يعلم ما فعله "نديم" بـ "وجد"، فهتف بحدةٍ جارحة:
ـ "أظن... اللي يضحك عالناس... ما يتكلمش."
هنا اندفع "نديم" وأمسك "معتصم" بعنف، يهدر صوته:
ـ "هو مين اللي ضحك؟! مالك إنت؟!"
رد "معتصم" بحدةٍ جارحة:
ـ "إنت اللي ضحكت عليها... اتجوزتها عشان تنتقم منهم! جاي ليه دلوقتي؟ عايز منها إيه؟! اللي زيك يبعد خزيان!"
لم يستطع "نديم" أن يتركه، فانهال عليه ضربًا، واشتعل الصراع. صرخات "وجد" و"شجن" ملأت المكان. اندفعت "شجن" تحامي عن أخيها، لكن "معتصم" دفعها بعنف فسقطت أرضًا، وجرح دمها الأرض.
صرخت "وجد"، مرتجفة:
ـ "بطّلوا! نديم... أوعى يا (معتصم)! سيبه!"
كانت عيناها تفضحان رعبها على زوجها.
عمّ الهرج بالمكتب، وفي تلك اللحظة دخل "أسمر"، اندفع بكل قوته يبعدهما. بينما "براء" جرى إلى زوجته التي تبكي، وانحنى بجانبها يصرخ:
ـ "عمل فيكي إيه؟!"
همست، وصوتها يتهدج:
ـ "الراجل ده وقعني... وضرب نديم."
احتضنها "براء" بشوقٍ وحماية، رفعها وجلس بها على الكرسي، يده تمسد على ذراعها:
ـ "طب... بيوجعك يا جلبي؟"
تنهدت بلين، عيناها دامعتان:
ـ "قوي... قوي..."
شدها أكثر إلى حضنه، ظل يضمها كأنه يخبئها من العالم، وسرحا معًا، ينسون الآخرين.
هتف "أسمر" بغضب، كصوت الرعد:
ـ "فيه إيه اللي بيحصل أهنه؟! (معتصم)... إنت اتخبلت؟!"
رد "معتصم" متحديًا:
ـ "إيه؟ والبيه جاي أهنه ليه؟!"
صرخ "نديم"، والدم يغلي في عروقه:
ـ "مالك إنت! أجي ولا أتهبب! شركة جدي... وإحنا اللي بنديرها!"
نظر "معتصم" له بغضبٍ أسود، لكن "أسمر" رفع يده، صوته حازم:
ـ "معتصم... من فضلك! إنت ابن عمي، مالكش دعوة بـ (نديم)... (نديم) من العيلة."
هتف "نديم"، يكاد ينفجر:
ـ "وجوز (وجد)... هاااه! جوزها!"
ارتفع الشرر في عيني "معتصم"، لكن "أسمر" ضغط الموقف:
ـ "عشانك يا (أسمر) بس... غير كده، كان ليا تصرف تاني!"
قهقه "نديم" بمرارة:
ـ "لا والله؟ كتر خيرك! كرم أخلاقك عالي!"
ثم التفت إلى "وجد"، صوته يقطر غيرة:
ـ "أنا ليا تصرف معاكي إنت."
استدار ليخرج، لكن "وجد" هتفت بغضبٍ وارتباك:
ـ "استنى يا (معتصم)! جايه معاك... عشان التدريب!"
انتفخت أنفاس "معتصم"، وهتف بابتسامةٍ مستفزة:
ـ "ده أنا أشيلك على راسي!"
واستدار مغادرًا، تلحقه "وجد" مسرعة.
كاد "نديم" يندفع وراءه، لكن "أسمر" أمسكه بقوةٍ من ذراعه، يهتف بصرامة:
ـ "أهدى اكده! براحه، هااه؟ هتنطحها؟ هتتغفلج؟! وجدك هيطربجها على دماغنا! ماشي؟!"
هتف "نديم"، عروقه نافرة:
ـ "الواد ده... أنا هضربه، ماشي؟! أنا ما متحمل! شوفلكوا صرفه، هعملكو نصيبه!"
رد "أسمر" محاولًا يهدّيه:
ـ "طب بس... خد (براء) وروح، هيفهمك نظام الشغل والورق نخلصه... والا إيه؟"
استدار "نديم" و"أسمر"، ليصدمهما المشهد: "براء" يحتضن "شجن"، يملّس عليها وهي حزينة، يهمس لها بكلمات دافية.
جمد "نديم" مكانه، صرخ بغليان:
ـ "اتفضّل! عالحزين اللي زانج أختي... وبيسبسبلها! مانا أختي هبلة! إيه الهم ده؟!"
ضحك "أسمر"، يصفع كتفه بخفة:
ـ "أخوي ده... عالم لوحده! واختك فعلاً هبلة... مش زي الوحش التاني. شوف الجوز! كأننا مش موجودين!"
تنهد "نديم"، يكاد يشتعل:
ـ "نفسي أروح أفركش قعدتهم... مش احنا نعض في روحنا وهو جاعد يحب البيه!"
لم يحتمل، اندفع فجأة، شد "شجن" بعنف:
ـ "انتو سايبنا بنتهبب... وجاعدين تسحسحوا؟!"
ارتبكت "شجن"، عيناها دامعتان، هتفت مذعورة:
ـ "ماهو... هو وقعني... وأنا بادفع عنك! واتوجعت والله!"
اقترب "براء"، صوته يقطر غضب:
ـ "والله يا جلبي... أروح أفطسه!"
قهقه "أسمر" ساخرًا:
ـ "وصله العِشج الممنوع!"
خجلت "شجن"، وجهها احمرّ، اندفعت للخارج مسرعة. صدمها "براء" وهو يصيح غاضبًا:
ـ "فيه إيه يا طين منك له؟! الله! مالكو بيا؟! البت لانت في حضني!"
صرخ "نديم"، غليان صوته يهز المكتب:
ـ "ونعض احنا في روحنا!"
رد "براء"، ببرودٍ مستفز:
ـ "مانتو اللي متجوزين بوم! وجد بت عمي بومة! و(أسمر) مرته... عَجربة! مالي بيكو؟!"
خبطه "أسمر" ، يهدر صوته:
ـ "احترم حالك يا مسخمط! مين اللي عجربة؟!"
تنهد "براء"، بملامح ضجر:
ـ "نعم؟! عايزين إيه دلوك؟"
قال "نديم"، نبرته حاسمة:
ـ "هنتفج... هنلينهم إزاي؟ وكلنا و اللي يتهبب لوحده لا!"
صرخ "براء":
ـ "وأنا مالي؟! يا عم... أختك طيبة!"
هتف "نديم"، عينه تقدح شررًا:
ـ "طب أنا بقه... هعصيها! هااه... إنت حر!"
نظر إليه "براء" بغضبٍ مكبوت، لكنه تنهد، استسلم:
ـ "خلاص... خد (وجد) معاك المكتب، وخف نطح! هااه؟ (وجد) طيبة زي (شجن)... بس أنا عندي (شجن) غلبانة، هتُاجي بسهولة... والدورالباقي عالكوم الكبير!"
ثم أشار نحو "أسمر"، ضاحكًا بخبث:
ـ "نصيبك يا أسمر الأسود... هتسخمط عيشتك!"
تنهد "أسمر"، قبضته ترتجف، صوته مخنوق:
ـ "إني... كابت حالي! في الآخر هضربها! أنا تعبت... هي بتحبني، بس ماعرفش دماغها فين!"
. دوك النهار... دخلت البت تنظّف، لقت (جابر) ملقى عالأرض، بيبكي زي طفل. نزلت تجول لجدي... وكت جاعد، سايباه يتعذب وحيد. خلاص... ماعتش ليه حد، خرج من العيلة واترمي براها.
التفت "براء" إلى "نديم"، عينه محملة بعشم وأسى:
ـ "حجّك حالك يا نديم... وربنا بزيادة. حد زي (وجد) في حضنك... لو حسّيتها باللين، هتفتّح قلبها ليك، وتحس إنها بالدنيا."
سكت "نديم"، فكره سارح بعيد. وشه غيم وسهم، وبعدين تنهد فجأة، ارتسمت ابتسامة صغيرة في ركن فمه. جواه نار وعزم، كأنه لقى الطريق.
ـ "ربنا يعدّيها بقه..."
وقف بثبات، مد إيده على كتف "براء":
ـ "تعال... ورّيني الشغل. هنبتدي."
في مكتب الشركة، كانت "وجد" منحنية على الأوراق، عينيها مركزة، بس قلبها متوتر من وجوده حواليها.
دخل "نديم" بخطوات أهدأ من المعتاد، لا صراخ ولا عنف... وقف قدامها بصمت لحظة، كأنه بيتأملها.
رفعت راسها بحذر:
ـ "عايز إيه يا نديم؟"
اقترب منها، بس المرة دي من غير عصبية... صوته هادي، نغمة ما سمعتهاش منه قبل كده:
ـ "عايزك تسمعيني... مش عشان الجد، ولا الورث، ولا العيلة... عشان أنا وإنت."
توترت "وجد"، قلبها دق بسرعة:
ـ "أنا وإنت؟! هو في بينا حاجة أصلاً؟"
ابتسم نديم ابتسامة حزينة، عينه مغسولة بندم:
ـ "كان المفروض يبقى في... وأنا اللي كسّرته بإيديا. بس خلاص، تعبت من الزعل والخناق. عايز أجرب أكون مختلف... أجرب ألمس قلبك باللين، مش أوجعك."
ارتبكت "وجد"، لأول مرة تحس في صوته صدق بيخوفها أكتر من غضبه:
ـ "نديم... أنا مش قادرة أنسى اللي عملته فيا."
اقترب خطوتين، مسك الكرسي اللي جاعدة عليه، بص في عينيها:
ـ "ما بطلبش تنسي... بس بطلب فرصة أثبتلك إن نديم اللي وجعك... يقدر يكون هو نفسه اللي يداويك."
سكتت "وجد"، ودمعة صغيرة لمعت في عينها من غير ما تاخد بالها... قلبها بيتنازع بين خوفها القديم ورجاء جديد بيتسلل جواها. شدها اليه في احضانه واستكانت يا لبرهه..
بينما العشق مالي الجو بين "نديم" و"وجد"، واللحظة تكاد تبوح بليونة صغيرة من قلبها...دق باب المكتب فجأة. انتفضت وجد ، ودخل "معتصم" بابتسامة متعمدة، عينه أول ما وقعت على "وجد" بقت كلها نظرات متملّكة.
ـ "إزيك يا بت عمي؟" قالها معتصم وهو يتجاهل وجود نديم، وبيمدلها فايل كأنه عايز يديها حاجة بإيده شخصيًا.
شد نديم الورق من إيده بعنف:
ـ "أدي الورج هنا... مالكش دعوة بيها."
ابتسم معتصم بسخرية:
ـ "ليه متعصب كده؟ يا نديم، مش يمكن هي عايزة تتعامل معايا أنا؟... على الأقل أنا عمري ما وجعتها ."
وجه نديم احمر غضبًا، صوته خرج غليظ:
ـ "كلمة تانية من بقك... والله لأكسر سنانك هنا."
نظرت وجد بارتباك تحاول تفك الاشتباك:
ـ "بطلوا! يا نديم كفاية، ومعتصم امشي دلوقتي."
نظر معتصم غاضبا ونديم مشتعل فنظرت وجد انا إللي همشي وتركتهم ورحلت وتبعها نديم بعد أن دفع معتصم بعنف.
*****
كانت "مهره" جالسة مع كبير المهندسين، وقد عادت أخيرًا بتصميم شركة "الديب" لتُكمِل المشروع، حتى لا تحدث خسائر.
بدأت تستعيد نشاطها، فهي تحب شُغلها، وعندما انتهت، قامت وأمرت المهندس أن يُسرعوا في التنفيذ.
اقترب منها المهندس مبتسمًا، وقال بإعجاب:
ـ "أنا سعيد إنك رجعتي يا باشمهندسة... بجد إنتِ فخر لأي حد، شُعلة نشاط.
أسمر بيه... إنتو الوقتي عليتو عليه بجد، وإنكو عملتو اللي عملتوه، خلا شكله مش قد اكده."
هنا هبّت "مهره" غاضبة، عيناها تلمعان كالصقر:
ـ "هو مين اللي شِمكلُه بقه وحش اسمر أبوالدهب فوق الكل... فاهم يا باشمهندس!"
ارتبك الرجل، وتلعثم وهو يرفع يديه نافيًا:
ـ "لاه... إني والله بس كنت بامْتدح فيكي. اللي صحيح... هيئتك اتغيرت.
بس حجيجي... الشعر الأسود... والعيون الخُضر... ياخدو العَجَل."
.
ليسمع صوتًا غاضبًا:
ـ "هو إيه اللي ياخُد العَجَل يا رائد؟!.. ما تِخلي بالك من كلامك!"
بُهِتَ الرجل وقال مرتبكًا:
ـ "أسمر بيه... فيه إيه؟"
اقترب أسمر وهتف بغضب، صوته كالرعد:
ـ "فيه إنّ الآنسة مهره... تَخصّني! فاهم؟! وآخر مرّة تِبَص لها، حتّى لا أخضر ولا أصفر... فاهم!"
استدار الرجل يعتذر وهو يعلم مَن يكون أسمر.
ليستدير هو إليها، عينيه تلمعان بنيران الغضب، فتهتف هي بغضبٍ مضاد:
ـ "انت بتكلمه كده ليه؟! مالك إنت!"
رفع حاجبيه وقال بسخرية جارحة:
ـ "لا والله... لاهو يِجعد يتغزّل في مرتي وأنا أطبّلكو؟!"
صرخت مهره بحرقة:
ـ "ماعتش خلاص! وجدو هيقطع الورق، وقال خلاص ويدّينا نصيبنا... ومافيش حاجه هتربطنا."
اقترب منها خطوة، صوته عميق كأنّه يخرج من صدرٍ مشتعل:
ـ "يعني صُوح؟ ماعتش بينّا حاجه هتربطنا... أكده خالص؟"
هتفت بعنادٍ مرتعش:
ـ "أيوه... خلاص."
اقترب أكثر، مائلا عليها لترتكن على المكتب، عيونه تلتهمها:
ـ "يعني ماعتش حاجه... هتجبر الجمر إنه يبقى ليا... خلاص؟"
ابتلعت ريقها وهمست بصوتٍ مكسور:
ـ "لا... ماعتش."
ابتسم بخبث ورفع يده يلمسها، كلماته كالسياط:
ـ "أمال... الجَمر كان زعلان على شكل أسمر وهيبته اللي فوج؟!"
ارتبكت، وعلمت أنه قد سمعها... فقال بحدة:
ـ "هاه؟!.. إيه المشكله؟! أنا عيلتي... ماحدش يِمسّها!"
كانت أصابعه تُداعب رقبتها، وهي تتحمل بصعوبة، فهَمسَت بكل ما أوتيت من قوةٍ وصدق:
ـ "انت... انت... إنت بطل بقه وابعد
تنهدت وهي تتجلّد، وصوتها يتشقق من الداخل:
ـ "أنا... مش عايزاك. هاخُد نصيبي وأمشي."
اقترب أكثر، التصق بها، فوضعت يدها على صدره، لكنه قبض على خصرها وشدّها شدةً قوية، لترتطم بصدره:
ـ "يعني... هتاخدي نصيبك وتمشي يا مَهْرتي؟! ما هتبُصّيش وراكي؟!"
كان قلبها يدق بعنف، وصدرها يعلو ويهبط من لَمساته. هَتفت بصوتٍ مُتكسّر:
ـ "لا... هبُص ليه ورايا؟!.. ما عادش بينّا حاجه... خلاص."
اقترب أكثر من وجهها، صوته غليظ، كأنه قَسَم:
ـ "لو إنتِ ماعتش... أنا بقى عاد... وعاد... وعاد. واللي بينّا... ما يِروحش إلا بموتي."
فهمست بضعف، عيونها مغروقة بالدموع:
ـ "بَطّل بقى خلاص... وهتنسى."
اقترب أكثر، أنفاسه تلفح وجهها، كلماته تُذيبها:
ـ "أنسى؟!.. أنسى إنّ جلبي ماعتش بيدي؟!.. أنسى إنّ الفرسه بتاعتي عايزه ترمح بعيد؟!.. أنسى إنّ أسمر جلْبُه بيدج زي الطبل لأول مرة؟!.. أنسى إني عايز... أحب واتحب؟!"
همست وهي معلّقة بعيونه، صوته سرى في دمها:
ـ "تنحَب؟.."
لمس وجهها بشفتيه، فأغمضت عينيها، همست والدمعة تترقرق:
ـ "هموت... وانحب... من حبيبي."
ظلت صامته، عقلها يصرخ أن تقاوم، لكن قلبها سكت وانساق؛ كانت تريده بشدة، تُعشقه بجنون. لكن خوفها منه... ومن الدنيا... كان يوجعها.
مسّ شفتيها، تاه فيهما، وهي مستسلمة، وهو غير مُصدّق أنّها لانت هكذا..
وفجأة...
يسمَع خَبطٌ على الباب!
.. وتتجمّد اللحظة.
وتدخل "زهره" ابنة عمّهم، تتدلل بصوتٍ مُغوٍ:
ـ "كنت بدوّر عليك يا أسمر... قالولي إنك هنا. تعالَ... عايزاك."
انفضّت مهره بعنف، تباعدت، عيونها تفرّ إلى الأرض.
تقدّمت زهره بدلال، ضحكةٌ على فمها:
ـ "هيروح هو يعني... هيتأخر عني؟! دانا غالية عليه جوي!"
نظر إليها أسمر بغلبٍ وكظمٍ للغضب، ثم استدار.
مهره أحسّت بغليانٍ يحرق جوفها.
خرجت زهره... وأسمر وراءها. لم تتحمل أن تراه يذهب معها
لتندفع مهره بعدها، تمسك بيده، تشده إليها، ثم ترزع الباب خلفها بكل عنف!و....
تكملة الرواية من هنااااااااا
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا