القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل الخمسون 50بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات



رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الخمسون 50بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات






رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الخمسون 50بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات


#حكايات_mevo

#عودة_الذئاب

وقف براء متبجّحًا، وكلماته كسكاكين غرزها في قلب مهره أمام الجميع. تجمّدت في مكانها، شعرت وكأن طعنة نافذة اخترقت روحها، حاولت أن تُخفي وجعها لكن أنفاسها خانتها.

هنا اشتعل أسمر؛ الغضب يتأجّج في عينيه وهو يرى إهانة أخيه لزوجته، يرى كيف تنزف بصمت، وكيف تكتم صرختها داخِلها وكأنها على وشك الفرار من الجميع.

اقترب بخطواتٍ ثقيلة من براء، يده ارتفعت بعزم، ثم هوت على وجهه بصفعة مدوّية اهتزّ لها المكان، ارتدّ براء إلى الخلف مذهولًا، فيما شهقت شجن في صدمة.

رفع براء نظره إلى أسمر، الدهشة معلّقة في عينيه، بينما التفتت مهره إليه بذهول، بين صدمة وارتعاش لا تدري أهو انتقام لكرامتها… أم بداية نار أكبر.

ارتجّ المكان من صرخة أسمر، كانت نبرة الغضب تتدفق من حنجرته كسيل جارف، بينما عيناه تقدحان نارًا لا تهدأ.


قال وهو يواجه براء:

ــ "لما تاجي تكلّم مرتي، تكلّمها عدل يا براء! فاهم؟ مش علشان إنت أخوي تجلّ أدبك وتجل من احترامها واحترامي. مرتي مايتجالهاش كلمة زي دي. فاهمني؟"


خطا نحوه خطوة جعلته يبدو كجبلٍ يتهاوى على صدر أخيه:

ــ "مرتي تعمل ما بدالها، وأختها تجفلها وتحامي عنها… وانت؟ تجف مكتوم ما تنطج! مهره عامر مش أي حد، ومش أي واحد ياجي يجول لها تروح فين وتسوّي إيه. وتاني، دي آخر مرّة يا براء… آخر مرّة تتلفّظ بكلمة ما تعجبنيش قدامها. هنسي إنت مين لو عملتها تاني."


توقف لحظة وقال بقوه وسيطره، :

ــ"مرتي… تبصلها كأنك بتبص للاسمر. وجبل الأسمر كدان. كرامتها من كرامتي. أصحى لروحك! دي ستّ الناس، وأنا ما هرضى ولا هجبل بيوم حد يمسّ طرفها… لحد ما أموت. ولما أموت، هي اللي تجعد مكاني وتحكم بحكم الأسمر و صيته. فاهم يا أخوي؟"


ثم استدار بعنف، قبض على يد مهره وجذبها بقوة نحو مكتبه، بينما كانت تحاول الفكاك منه، يملؤها الذهول من هيجانه، لكنه لم يترك لها مجالًا للهرب من قبضته المشتعلة بالغضب والوجع معًا.


وقف براء مطأطئ الرأس، يعلم تمامًا أنه أخطأ في حقّها، لكن حبه لشجن، ويقينه بأنها ستلين له سريعًا، جعلاه يخشى أن تُبعده مهره عنها. رفع نظره إليها بقلق، فواجهته شجن بعينين دامعتين وصوتٍ يتشظّى بالوجع:


ــ "إنت كده يعني مبسوط؟! هو إنت لما توجع أختي وتبعدها عني… هبقى أنا مبسوطة؟!

إنت بتدور على روحك وبس، على اللي يفرّحك إنت وبس… لكن وجع أي حد تاني؟ لا.

لما وجعتني، دورت على شكلك وصيتك وعيلتك… ماهمّكش توجعني. ودلوقتي همّك كله إني ألين وأسامحك، عشان خلاص… توجع غيرك وتعيش إنت مبسوط!


جاي تقول لمهره إنها ما بتعرفش تحس؟! واحدة جاحدة؟

عارف ليه مهره كده؟! عشانكوا إنتوا… إنت وأهلك. ما خلّتوهاش تحس!

كتر خيرها إنها لسه عايشة أصلا.


أنا… أنا لو لسه واقفة وطيبة، ده من مهره.

شالت عني نديم سنين، عشان ما بقاش مهره التانية.

كانت بتاخد من نديم قسوته وتمصّها لما تشبع… وترحمني.

مهره كانت بتتمزّع بينا، عشان أعيش أنا!


أنا لو بحس، يبقى بسبب مهره.

لو بعرف أحب، يبقى بسبب مهره.

إنت وجعت أختي… واللي يوجع أختي يموّتني. هي ماتت بسببي أنا.

وإنت… إنت جاي تقولي هلبّسك السندريلا؟ إزاي وأنا موجوعة؟! قل لي… هاااه؟!"


استدارت شجن عنه، فاندفع صوته متحشرجًا بالندم:

ــ "شجن… أنا آسف! والله ما عارف إزاي قلت كده."


التفتت إليه بعينين دامعتين، وقالت ببرود مثقل بالخذلان:

ــ "إنت ما وجعتنيش عشان تقولي آسف. إنت وجعت أختي… واللي يوجعها هي اللي تطلب منه العفو.

وأنا… أنا مش عايزة في حياتي حد يوجع الناس عشان هو ينبسط، هو وبس."


ثم استدارت وغادرت بخطوات حاسمة، تاركة براء واقفًا يجلده غضبه من نفسه، يواجه اندفاعه وأنانيته التي كسرت قلبها وأطفأت بريقها.


شدّ أسمر يد مهره بعنفٍ حتى أدخلها إلى مكتبه، أغلق الباب خلفهما، ثم اجتذبها إلى صدره في احتضانٍ يائس.

ــ "أنا آسف… والله آسف. هو طوَر ما بيفهمش… ما يعرفش جواكي إيه."


كانت دموعها تنساب على وجنتيها بحرقة، دفعت صدره بقوة ونظرت إليه بعينين يملؤهما القهر:

ــ "لأ… هو عنده حق! هو مش غلطان. أنا زي ما بيقول… جاحده وما بحسش. هكدب يعني... آه… نفسي أحس، بس مش قادرة. نفسي أحب… بس مش قادرة. نفسي يبقى ليا راجل وسند… بس مش عايزة! مش عايزة حد. فعلا أنا قويه… وده عيبي. عيب القوّة يموت… ومش قادرة أسيبه."


اندفع أسمر يحتضنها مرةً أخرى، صوته يتكسر بين يديها:

ــ "أنا عايزك… والله عايزك."


ابتعدت عنه فجأة، صرخت بصوتٍ ممزق:

ــ "عايز إيه؟! عايز واحدة مسترجلة، هاه؟! تقعد تنطحك وتبقي معاك الندّ للندّ؟! عايز واحدة تتمرّس عليك وتقفلك؟! أسمر بيه الكبير… هيتجوز دكر متنقّل ما بيحسش؟! قول… قول هو صح! كفاية بقى تمزّعوا فيّا! أيوه ما بحسش… لأني ما اتربّيتش أحس. خايفة والله خايفه… نفسي أحس… ومش عارفة! أيوه هو صح! ابعدوا عني… مهره الجاحده اللي عندها عقد الدنيا… عقد السيطرة!


إنت هتقول للرجالة اللي قاعد معاهم إيه، هاه؟ متجوز واحدة عايزة تبقى زيك… وتاخد مكانك… هترضى يا أسمر بيه؟!

هترضى إن مهره تاخد مكانك… وتتصرف زيك؟!"


كانت مهره تدفع صدر أسمر بعنف، عيناها دامعتان وقلبها يصرخ قبل لسانها:

ــ "إنت بقى هترضى إني أبقى قويه؟! أنا عايزة أبقى قويه عشان بخاف… أنا بقه ما أرضاش! لا ليك ولا لأي حد! الراجل عايز ستّ حنينة… تلين له… عايز مشاعر… عايز وعايز… وكل ده مش عندي! مش عندي وما عرفتش ولا عشت بيه!

آاااه… حرام بقه! هعيش دنيتي كده، بيمزّعوا فيّا ليه؟! خلاص يا رب… أنا رضيت بحالي… لا عايزة حد ولا هحلم بحد! خلاص… مهره هتقتل الحلم اللي مش ليها!"


دفعت أسمر بعيدًا، ثم استدارت ورحلت مسرعة، تاركة وراءها قلبه يتفتّت غيظًا ووجعًا. بقي هو واقفًا يلهث من ثقل الكلمات التي مزّقت روحه، ثم اندفع نحو براء وأمسكه بعنف:

ــ "إنت… إنت يا أخويا… منك لله! إنت عملت فيّا اكده ليه؟! لييييه؟!"


رزعه بلكمة قوية أسقطت براء أرضًا، فيما صرخ أسمر بصوت مجروح:

ــ "أعمل إيه؟! أعمل إيه؟! تعبت… دي أيام سوده منك لله يا طين !"


جلس على المقعد، يدفن رأسه بين كفّيه، يفكر في وجعها، في كلماتها التي نزفت داخله أكثر مما جرحتها.


دخل نديم في تلك اللحظة، عيناه تتفحصان المشهد: براء على الأرض ووجهه أحمر من الضربة، وأسمر يجلس غاضبًا يكاد ينفجر.

ــ "إيه مالكو؟ عاملين اكده ليه؟!"


رفع أسمر رأسه وصاح بمرارة:

ــ "عشان ربنا مسلّط عليّا البهايم! الله يخرب بيت البهايم!"


هتف براء وهو يمسح الدم عن شفتيه:

ــ "ما خلاص بقه! الله! ما تتكلم… أهي اتغفلحت عليّا زيك… ما كانوش كلمتين… اتهبّبت جولتهم!"


انتفض أسمر صارخًا:

ــ "اكتم! بدل ما أجوم أخلص عليك! أنا على آخري!"


تنهد نديم وجلس بثقل، وقال بغيظ:

ــ "طب بعدين؟! هنفضل اكده؟! ما تشوفوا حل بقه! أنا مخي وجف! أنا على آخري… هخطف مرتي!"


صاح براء بعناد:

ــ "وأنا… يمين الله عايز أعمل اكده!"


نظر نديم إلى أسمر بحدة، لكن أسمر لوّح بيده رافضًا وصاح غاضبا:

ــ "ما حدش يبصلي! سيبوني في الحزن اللي أنا فيه!"


قال براء فجأة:

ــ "طب إيه رأيكو نفرّحهم بحاجة بيحبوها؟"


قهقه أسمر بمرارة:

ــ "أما نتهبّب! نتصالح الأول! في أيامنا الطين!"


صمت لبرهة، ثم التفت إلى براء وهو يكاد ينفجر من كتم الغيظ:

ــ "ولاااا جوم… اتسخمط! شوفها فين واعتذر لها… هاه؟! عشان أنا نفسي أفلجك نصين واطيح فيك !"


تنهد براء ونهض يبحث عن مهره، حتى علم أنها ذهبت مع أختها إلى البيت، فقرّر أن يرضيهما بطريقته.


جلس أسمر بجوار نديم، والوجع يثقل صدره.

تنهد نديم، فالتفت إليه أسمر متوترًا:

ــ "إيه يا نديم الأسطورة خلاص دماغه وجفّت؟!"


ابتسم نديم ابتسامة غامضة وهتف:

ــ "لا يا أسمر… دماغي ما وجفِتش… وخلاص، أنا هجيب آخرها. عشان وجد… هجتل نديم الجديم. نديم اللي خرج عيل مجهور… هجتلع ! وهتشوف… نديم هيعمل إيه عشان وجد."


ارتسمت على وجه أسمر ابتسامة باهتة، ثم همس في نفسه وهو يغالب وجعه:

ــ "أنا مش أجلّ منك يا نديم… عشان أعمل لروحي برضك… وهتشوف يا جلبي… هعملك إيه."


مرّ الوقت وعادت الفتاتان إلى القصر. جلست مهره صامتة، بينما أسندت شجن رأسها على كتفها حزينة من أجلها. حاولت أن تخفّف عنها، فهتفت بنبرة إصرار:

ــ "بطّلي بقه زعلك ده… أنا ماعتش هكلمه أصلًا! ده طوَر ووحش وما بيفهَمش. إنت مفيش أحنّ منك."


تنهدت مهره بصوتٍ مبحوح:

ــ "مفيش حاجة يا حبيبتي… خلاص. هو بس عشان بيحبك بزيادة."


انتفضت شجن غاضبة:

ــ "هو عشان بيحبني يقل أدبه ويوجعك؟! لأ خلاص… مش عايزاه!"


ابتسمت مهره رغم حزنها، وقالت بخفوت وهي تحاول التخفيف عنها:

ــ "يا بت إنتِ… يا كدّابة."


كنّ يجلسن في الجَنينَة أمام القصر، حين دخل براء يتبعه أسمر. اقترب براء من مهره وانحنى قليلًا وهو يهتف بصوت متهدّج:

ــ "أنا آسف… يمين الله ما اجصَد. دانتِ تتشالي ع الراس! هي بس أختك اللي ملوعاني… وأنا تعبت. آسف يا مهره… كان ينجطع لساني قبل ما أغلط."


قاطعته شجن بحدة:

ــ "آه! تقل أدبك وتيجي تقول أختي اللي ملوعاك؟ مش تقول إنك غلطان وقليل الأدب؟! شفتي؟! مش قلتلك اهو… ده أصلًا ينفع يتحب ده؟! امشي… مش عايزاك أنا."


تنهد براء ونظر إلى مهره بعينين مغلوبة:

ــ "والله آسف… أعمل إيه؟! حمار بينطح… طيب."


ابتسمت مهره رغم ثقل قلبها، لكن شجن صرخت فيها:

ــ "ما تضحكيلوش! الشرير ده وحش يا ساتر… يعني كلّ ما أحاول أصفي يقل أدبه؟! خلاص… فركشنا! وهاخد ورقتي."


كتم براء غيظه وهو يحدّق فيها، ثم قال بصرامة:

ــ "أنا بكلم مهره… إنتِ مالك أنا براضيها."


أجابت شجن بحدة:

ــ "وتكلمها ليه؟! أختي ولا أختك؟!"


هتف براء ضجرًا:

ــ "الله! مش غلطت فيها… ده مرار! إيه ده؟!"


وقفت شجن ووضعت يدها في وسطها متحدّية:

ــ "نعم؟! نعم؟! هي مين اللي مرار؟!"


ثم اندفعت تدفعه صارخة:

ــ "طب يلا من هنا… مش عايزاك!"


نظر براء إلى مهره مغلوبًا على أمره، وقال بصوت متحشرج:

ــ "والله مجامك عالي… وبقدّرك زي نديم. بعملك ألف حساب. أنا غلطان ومحجوج ليكي… إنتِ مرت أخويا الكبير… وأختي. وما أرضاش أبدًا أعمل اكده. آسف… والله آسف."


رفع يده عاليًا وهو يبتسم فجأة، لتشهق شجن بدهشة بينما ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه مهره… فقد انهالت عليهم من السماء عشرات البلالين والورود، تتساقط فوق رؤوسهم في مشهد ملوّن مبهج.


وقفت مهره مدهوشة تبتسم، والورود تتساقط على كتفيها وشعرها، بينما كانت شجن تقفز فرحة تحاول التقاط البلالين. اقترب براء منها أكثر وانحنى أمامها هامسًا برجاء:

ــ "آسف… والله آسف."


تنهدت مهره، ثم همست برفق:

ــ "خلاص يا براء… مفيش حاجة."


استدار ينظر إلى حبيبته، فوجدها سعيدة تقفز كطفلة تحاول أن تطول الورود والبلالين، فابتسم رغم ما يعتصر قلبه من غصة.


ضحكت مهره وهي تهز رأسها:

ـ مفيش فايده.. عيله اقسم بالله.


ابتسم براء بعينين مملوءتين حبًا وهو يردد:

ـ هو بحب.. بس والله بعشجها.


اقتربت منه مهره بخطوة خفيفة وهمست:

ـ بتحبها؟


أجاب بسرعة كمن يخشى أن يُكذَّب:

ـ والله بعشجها.


ربتت على كتفه بلطف وقالت:

ـ ربنا يسعدك.


لم يتمالك نفسه، فأمسك يدها وقبّلها بحرارة:

ـ اسف والله اسف.


تدخل أسمر بصوته المجلجل، عابسًا وهو يمد يده لبراء:

ـ يدك يا حلوف.. انت خلاص خلصت فقرة التنوره؟ اتكل بقه.


ضحك براء وانسحب بخفة، يلحق بحبيبته التي كانت لا تزال تقفز كطفلة سعيدة بين البلالين المتساقطة. كانت شجن تقفز وتلوّح بيديها، ووجهها يشع فرحًا، وقد نسيت كل غضبها. اقترب منها براء فجذبها بين ذراعيه ورفعها عاليًا لتطول البلالين وهي تضحك وتصرخ بمرح.


همس في أذنها:

ـ قلب بروءتك عجبوك يا جمري؟


كانت تضحك بلا توقف وهو يلفها حول نفسه. مدت يدها بخفة وخطفت أحد البالونات الحمراء على شكل قلب، وضغطتها إلى صدرها بفرح طفولي. أنزلها براء برفق، ثم دار بها مرة أخرى بسعادة غامرة، وهو يتأمل ضحكتها المتلألئة.


سألها وهو يتنفس بشغف:

ـ عجبوكي بجد؟


داعبت البالون بين أصابعها وقالت:

ـ حلوه قوي.. انت مجنون والله.


ابتسم بجنون العاشق، وأمسك يدها:

ـ مجنون بيكي.. يمين الله.


قطبت حاجبيها بخفة، ثم تنهدت. فأندفع يترجاها بنظراته:

ـ لا وحياة عيونك.. خليهم فرحانين، نفسي يفضلو كده.


لأول مرة، سمحت عيناها أن تفضحا حبًا دفينًا، فنظر إليها وهو يشعر أن قلبه سينفجر. جذبها إليه وهمس:

ـ أنا مش مصدج إن عيونك رايجه يا جلب براء.


كانت خجولة، تداعب أطراف قميصه بأصابع مرتجفة، وهمست:

ـ انت وحش.


طبع قبلة على خدها، وقال بعاطفة:

ـ آه جوي.


أكملت بوجع خافت:

ـ ووجعتني كتير.


رفع يده ليلمس خدها بحنان وهمس:

ـ حجك عليا.. دانتِ حبيبي.


قالت بنبرة انكسار:

ـ وتعبتني خالص يا براء.


اقترب من شفتيها وهو يتمتم:

ـ ولا عت أجدر حتى انطح جدامك.


همست بخجل متلاعب:

ـ عايزه اتعبك شويه؟


ابتسم بحب وحنان:

ـ طب أهّون عليكي؟


هزت رأسها، ونظرت إليه بعشق صريح لأول مرة:

ـ عشان تحرم توجعني.


ضغط على يديها وهو يتنفس بشغف:

ـ والله هبطل.. بس سيبيني أحب فيكي.. تعبت.


نظرت إليه بعينيها الدامعتين وسألت بخفوت:

ـ هتحبني كتير؟


تنهد براء وهو يضع يده على صدره، يهتف بوجع العاشق:

ـ جلبي مش متحمل.. آه يا جلبي.. هحبك كتير.


ضحكت شجن بخفة ودلال، وهي تنظر إليه بمكر طفولي:

ـ وهتدلعني على طول؟


ابتسم وقبّل يديها بحنان، ثم اقترب ليضع قبلة ناعمة على جانب خدها، فخجلت وابتسمت:

ـ ادلع.. بس إني هفطس كده.


رفعت عينيها إليه بعشق خجول، وهمست:

ـ طب أنا عايزه أسامحك.. بس كمان شويه.


نظر إليها بتوسل كطفل يريد شيئًا:

ـ لاه بالله.. سامحي دلوك.


ضحكت وهي تلوّح بيدها أمامه:

ـ تؤتؤ.. أما ألوّعك شويه.. وإياك تبطل تدلعني. خلاص أنا حبيبتك كتير.. بقيت طيب.. حبه صغننه.


اقتربت بخجل، ثم طبعت قبلة سريعة على خده. ارتجف قلبه من أثرها وهمس بمرح عاشق:

ـ لاه.. طالما هتلوعيني.. يبقى آخد حاجه من نفسي.


شدها بين ذراعيه بحركة مفاجئة، وأركنها برفق إلى جذع شجرة قريبة، ثم مال عليها وهو ينهال بقبلات عاشقة ضائعة في نشوتها. كانت شجن مستسلمة لعشقه، تحاول أن تجاريه وهي تتنهد بعاطفة جارفة، قبل أن يبتعد قليلًا ويضع رأسه على رأسها، فتدفن هي وجهها بخجل في صدره.


همس بحرارة:

ـ عايز حبيبي.. نفسي فيكي يا شجن.. ماكتش أعرف إني عايزك كده وبحبك كده.


ارتجفت بين ذراعيه وهمست بكسوف:

ـ بطل بقه.. بتكسف.


ضحك براء بعشق، وهمس وهو يضمها أقرب:

ـ لاه.. أبطل إيه يا حبيبي؟ دانتِ ليا.. وعايزني أندلعك.. حبيبي يسكت خالص وسيبني أشبع بقه منه.


ابتسمت بدلال ودفعته قليلًا بعيدًا، وقالت بمكر وهي تنظر في عينيه:

ـ لا يا بابا.. قلت هلوعك شويه يا بروئتي.


لمست شفتيه بخفة ثم دفعت نفسها مبتعدة، وركضت مبتعدة عنه بخجل ومرح. وقف براء مكانه سعيدًا، يضحك وهو يضع يده على قلبه الذي يكاد ينفجر:

ـ يا جلبي.. اللي هيخرج من مكانه. لوعني يا جلبي براحتك.. أنا استاهل. لحد ما نول حبيبي.. أفطسه تحت يدي. الصبر يا رب.


ثم اندفع يركض وراءها، وقلبه يرقص من الفرح.


 

 وقف أسمر يحدّق في مهره بعشقٍ يفضحه، لتستدير هي إليه وتقول مبتسمة بمزاح رقيق:

ـ اخوك طيب.. ماكنش ينفع تمد إيدك.


اندفع نحوها بخطوة سريعة، شدّها إليه بحزمٍ وحرارة، وهتف بصوتٍ مخنوق بالشوق:

ـ عشانك أعمل كل حاجه.. والله أي حاجه.. بس ترضي.


نظرت إليه بلمعة دفء خجولة، ثم تنهدت وسألته:

ـ انت اللي قولتله يجي يعتذرلي؟


ابتسم ابتسامة عريضة، وعينيه لا تفارق ملامحها:

ـ يعني يجل أدبه ع نور عيوني واسيبه؟ دانا ورمتله عنيه يمين الله.


ضحكت بخفة وهي تهز رأسها:

ـ آه.. ماهو باين عليه إيدك صعبه.. إنت تقيل.


اقترب أكثر، يرمقها بغمزةٍ ذات مغزى وهمس بصوتٍ منخفض:

ـ أنا آه تقيل.. بس باجي لحدك وأجلب السيحان كله يسيح، وربنا في ثانيه.


أحنت رأسها بخجلٍ ظاهر، وهمست مرتبكة:

ـ بطل يا أسمر.


شدّها إليه فجأة حتى شهقت بخوفٍ صغير:

ـ نهارك أسود.. إحنا في الجنينه!


ضحك بخفة، وقال بإصرار:

ـ بس كده؟


ثم حملها بين ذراعيه بخطوة واثقة، واتجه بها نحو ركنٍ بعيد داخل الحديقة حيث لا يراهم أحد، ووضعها برفقٍ على الأرض قبل أن يحتضنها بقوة وهمس:

ـ أجرب براحتي.


احمرّ وجهها بخجلٍ شديد، فابتعدت بخطوة سريعة، لكنه لم يتركها، عاد وشدها إليه من جديد، وهمس بصدق موجوع:

ـ حجك عليا من أي حد يوجعك.. مايوعي يتمّا جلبك ده.. مايستحجش إلا الخير والفرح. إنتِ اللي توجّعيلي جلبي؟! هيا مين اللي مالهاش تحس؟ دانتِ توزّعي الحس ع الدنيا كلها. هيا مين اللي مابتعرفش المشاعر؟ دانتِ عيونك بس.. أبص فيها أحس إني مش على بعضي من جمال اللي شايفه.


ارتعشت شفتاها بين رغبةٍ في التصديق وخوفٍ من الاستسلام، بينما تابع هو بعاطفةٍ جياشة:

ـ آه.. جويه بس جوتك تلين الحجر. آه.. جاسيتي بس عشّشتي ع الكل. نديم من غيرك ماكنش كمل، شجن من غيرك ماكتش عاشت. إنتِ مناره للكل.. إنتِ ليه مش حاسّه بنفسك؟ إني حاسس؟ لأني رايدك.. وبحبك.. وعارفك. إللي بيحب.. بيحس بحبيبته. مهره والله.. أسمر لو عليه يركع تحت رجلك.


ارتجفت وهي تهمس بصوتٍ ضعيف، تكاد تخشى نفسها أكثر مما تخشى كلماته:

ـ بطل.. أنا مارضلكش أنا.


لكنّه تنهد بلهفةٍ مشتعلة، وصوته ينكسر من شدّة صدقه:

ـ بس إني راضي.. وجلبي مخلوع عايزك. يمين الله عايزك. عمري ما بصيت لحد.. بس إنتِ خطفتي جلبي. ماكتش متخيل إني هعشج كده.. ورايدك كلك.. بجوتك.. بمريستك.. بحبك كلك.. على بعضك.


 تنهدت مهره وهمست بصوتٍ متردد:

ـ عشان بعد كده تقولي دكر ومسترجلة وتضربني؟ ساعتها أموتك.


ابتسم أسمر بحنانٍ يذيب صلابته وقال وهو يقترب أكثر:

ـ حبيبي مينضربش.. حبيبي يتملّس عليه. والله بس يسيبني ألمّس.. يا شيخة تعبت. رايده إيه؟ لأجل النبي جولي.


لأول مرة، ارتسم الحنان في عينيها، فالتقط هو اللحظة بلهفةٍ جعلت صوته يرتعش:

ـ شوفِ بتبصّيلي إزاي.. هتموتيني. بتجولي مابحسش؟ أروح فين أهدي النار المشعلله جواي؟ رايده إيه يا جمر؟ بالله هعمله والله.


تنهدت بخجلٍ، أضعفها صدقه وأرهقها حبسه في عينَيه:

ـ مش رايده حاجه.. بس بطل.. ماتوجعش قلبي أكتر من كده.


زفر هو بحرقة، وعينيه تشتعلان برجاءٍ مكشوف:

ـ على أساس إنك لما تروحي من حياتي.. جلبك مش هيتوجع؟ ولا أنا هموت؟ مهره.. احنا اتخلجنا لبعض. المهره لأسمر.


دمعت عيناها رغماً عنها، فرفع وجهها براحتيه وأجبرها على مواجهته:

ـ طب ليه؟ ليه طيب؟ جولي إيه اللي مخوّفك. شوفي.. جولي وطلعي اللي جواكي وأنا هحل كل حاجه. حاولي تثقي فيا شويه، وأنا هموت حالي لأجل أكون قد الثقة دي. مهره.. أسمر كلمته وحراره سيف على رقبته، حتى لو إيه حوصل.


مد يده وشدها من خصرها، اقترب حتى التصقت أنفاسهما، وهمس بحرارةٍ كالسيف:

ـ عارفه؟ من عيونك شايف جلبك نفسه يلين لجلبى.. وده مخليني حاسس إني هيجرالي حاجه. جربي تفتحيلي جلبك.. وتجولي. وإيه وعهد عليّا أتحاسب عليه لو إيه.. هعمل المستحيل لأجل أنفذه. محبه.. وعشج. والله عشج.


تنهدت بصوتٍ ضعيف، بالكاد يخرج منها:

ـ طب ابعد إيدك شويه.


فشدها أكثر، عينيه متوهجتين بجنون العاشق:

ـ لأه.. جولي وانتِ قريبه. حسي بيا.. القرب بيلين ويقرّب المشاعر.


أغمضت عينيها لحظة، كأنها تجمع شجاعتها من قلبها الممزق، ثم همست بارتعاش:

ـ طول عمري نديم حاططني في حِتة ما بخرجش منها، ماعرفش غيرها. كنت بحلم زي أي بنت.. أبقى ليا حبيب، ألبس وأفرح. نفسي أبقى ست قوية.. نفسي أدوّق الدلع وأفرح وأكون ليا حبيب. بس خايفه.. أنا مش طبيعيه، ماعنديش ثقة بحد. أخاف أقلك خلاص وألين ليك.. وإنت صعب.. بتقوم وتثور بسرعة. أخاف لو جه يوم وقفنا لبعض.. توجعني.. وتفضل الكبرياء ونفسك وتنسى إن غصب عني. أخاف تيجي يوم تكره إني واحدة بتمريس وبقف للكل. دا أنا مش عايزاه.. عايزه أتعالج.. عايزه أبطل كده.. أبطل أبقى قوية. عايزه حبيبي أكون تحت جناحه يعمل ما بداله ويسقيني حبه.. ساعتها هنسى إني مهره القوية اللي مش عايزة حد.


شهقت وهي تحاول حبس دموعها:

ـ قوتي.. نفسي تروح. بس بخاف منك.. لو سيبت قوتي.. إنت تنجبر عليّا. خايفه أخش دنيا المشاعر.. لو دخلتها واتوجعت.. هنتقتل. وهبقى مسخ.


كان أسمر يطيل النظر إليها، وعيناه تحملان إصرارًا لا يلين. اقترب منها، وصوته ينخفض كأنما يبوح بسرّ:

ـ "طب واللي يراضيك ويعملك كل ده؟"


أطرقت مهره برأسها، تنهّدت، ثم قالت بفتور يخفي ارتباكها:

ـ "أسمر، بطل… إنت مش هتعرف، بجد مش إنت ده ولا دي شخصيتك."


استدارت لتغادر، لكنه أمسكها من ذراعها، شدّها إليه، واحتضنها من الخلف وهمس بحرارة:

ـ "أسمر يعمل عشانك أي حاجه… ماتحكميش على حد من غير ما تجربي."


ظلت ساكنة لحظة، قلبها يصرخ وهي تصمت، ثم همست بصوت واهن:

ـ "مش عايزه أجرب… عشان عارفاك كويس. مش هكدب نفسي… أبقى حبيبتك بس عارفه النتيجه… هتوجع."


اندفعت مهره مبتعدة، تاركة خلفها أسمر واقفًا يحدّق في خطواتها المبتعدة، يهمس كمن يقسم:

ـ "نفسِك تبقي حبيبتي… هتبقي يا جلبي… وتشوفي أسمر هيعمل إيه."


ابتسم ابتسامة تحمل بداخلها وعدًا صادقًا، كأن شيئًا داخله قد تغيّر، شيئًا يجعلها تدرك أنه يتنازل عن كل شيء من أجلها.


...


في ركن آخر من الدار، جلس براء بجوار شجن، يمازحها بعفوية. كانت تضحك وتقاومه، حتى همست له بخجل:

ـ "اختشي… هنتفضح."


قبّل يدها بلا تردّد، وقال بمرح:

ـ "الله، مش عايزه خلاص؟ عشان تسامحيني."


زجرته بخفة:

ـ "قدام الناس يا مجنون؟"


ضحك قائلاً:

ـ "أنا واحد مفضوح مالك إنت."


قهقهت شجن بخجل، فهتف الجد ضاحكًا وهو يتابع المشهد:

ـ "إيه يا شجن؟ الواد ده نال الرضا ولا لسه؟"


خفضت شجن رأسها وقالت بخجل:

ـ "لسه يا جدو… بفكر."


قرصها براء مداعبًا، فنظرت له قاطبة العينين وقالت بجدية مصطنعة:

ـ "آه، بفكر… عاجبك ولا لأ؟"


ضحك براء، وصاح كطفل انتصر:

ـ "عاجبني… عاجبني."


ضحك الجد بدوره، رافعًا يديه:

ـ "ربنا يسعدكم يا ولاد."


...


دخلت مهره يتبعها أسمر، جلست بصمت، لكنه لم يتردّد وجلس بجوارها. مد يده بخفة وأمسك يدها، تسللت أصابعه بين أصابعها. حاولت أن تسحب يدها، لكنه شدّها وهمس:

ـ "بطّلي… عشان مش هسيبها."


أطرقت رأسها خجلاً، فاقترب منها أكثر وهمس بعاطفة لا تخفى:

ـ "حبيبي بيحمر… ما أقدرش غير إني أبقى خفيف على الآخر."


كتمت ضحكتها وهمست بارتباك:

ـ "ما تبطّليش بقى… إنت مجنون. جدو بيبص."


قطب جبينه وأجاب بثقة:

ـ "ما يبص… طب اهوه."


نهض فجأة وجثا على ركبة واحدة أمامها، ينظر إليها بعيون تفيض عشقًا. ارتبكت مهره واحمرّ وجهها أكثر وهمست برجاء:

ـ "قوم يا مجنون… اقعد ع الكرسي."ارتبكت مهره، وجهها احمرّ كأن الدم اندفع من قلبها لحد خدودها، وخافت من عيون الكل، لكنها في سرها كانت حاسة إن اللحظة دي وِدّت قلبها عنده


رفع يده، وضعها على ركبته، وظلّ محدّقًا بعشق وقال:

ـ "هو فيه مجنون بيتحاسب؟ رايد… أجعد اكده بس وأبصلك وخلاص."


ارتعشت أنفاسها، ولم تستطع سوى أن تهمس:

ـ "أسمر…"


أمسك يدها من جديد وهمس بعزم:

ـ "لاه… أسمر هيجراله حاجه."


تدخّل براء مشاكسًا وهو يضحك:

ـ "إيه يا أخوي، راكن على رجل مهره ليه؟ إنت تعبان؟ جوم ريّح ضهرك."


لم يلتفت أسمر له، بل رفع صوته وهو ما زال يثبت نظره على مهره، وقال بعاطفة تهزّ القلوب:

ـ "ماهو عشان تعبان… راكن على رجل مراتي. أمال هركن على مين؟… مهره ضهر الأسمر."


نظر إليها بعشق، وصوته يرتجف:

ـ "كنت بغير من كونك ضهر نديم… وأطول يا رب… خليها تعمل معايا نص اللي بتعمله مع نديم."


دمعت عيناها من كلماته، فاقترب أكثر وهمس بنبرة صادقة:

ـ "إني من غيرك… ضهري هينقسم نصين… يمين الله."


كانت كلماته دواءً لروحها، تذيب ما تبقى من قسوتها، وتلين أعماقها أكثر وأكثر.كانت كلماته زي البلسم على قلبها، لكن عقلها لسه بيرجعها للخوف والشكوك.. هل تقدر تسلمه ضهرها فعلًا؟"


...


في الطابق العلوي، نزلت وجد بخطوات بطيئة، تحمل في وجهها حزنًا أثقل قلبها منذ أن تركت نديم. كانت متخبطّة، تمزّقها الحيرة بين أبيها وحبيبها، بين الواجب والعاطفة. جلست، وعيناها تبحثان عنه رغمًا عنها. اقتربت منها شجن وهمست بحنان:

ـ "مالك يا قلبي؟"


تنهدت وجد، وانحدرت الكلمات من قلبها الموجوع:

ـ "موجوعه قوي… بحب نديم وماعتش قادره أصده. ونفس الوقت… نديم عمره ما هينسى. أنا تعبت والله… ذنبنا إيه؟ هو غصب عنه وأنا مقدره… بس مقهوره ."


وضعت يدها على صدرها، كأنما لتكبح الألم. وفي تلك اللحظة… انفتح الباب وظهر نديم، هي اتسمرت مكانها، قلبها وقع في رجلها، ارتجفت، وأشاحت بوجهها بعيدًا، كأنها تهرب من  بس عيونها خانتها واتجذبت ليه من غير ما تاخد بالها

  اقترب ببطء، وقف أمامها، وانحنى قليلًا ليلاقي نظرتها، وقال بصوت رقيق:

ـ "حبيبي زعلان ليه؟"


صمتت، عيناها تغرورقان بالدموع. مدّ يده، أخذ يدها بين يديه وقبّلها برفق، ثم وقف شامخًا وقال بصوت فيه قوة وحزم:

ـ "إني معايا ضيف… هترضوا بيه ولا لأ؟"


تقدّم الجد بخطوة، مستفسرًا:

ـ "ضيف مين يا ولدي؟"


تنهد نديم، رفع رأسه، ونظر إلى وجد بعشق عميق، ثم أجاب بثبات:

ـ "ضيف… من أهنه. ورايح هشيله على راسي يا جدي… ضيف نديم عامر أبو الدهب ومرته وجد جابر أبو الدهب ."


استدار متجهًا نحو الباب، بينما تجمّدت وجد في مكانها، مبهوتة من وقع كلماته، كأن قلبها قد توقف عن النبض للحظة عندما رأت.. 


إيه رأيكو بقه في الحلويات بحب الواد نديم موووت والنبي ما جبت إلا هو

تكملة الرواية من هنااااااااا

 لمتابعة باقى الروايه  زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع