القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام الفصل الحادي والخمسون 51بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات


رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الحادي والخمسون 51بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات






رواية عودة الذئاب (الجزء الثاني) ملحمة العوده والانتقام  الفصل الحادي والخمسون 51بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة قصر الروايات


#حكايات_mevo

#عودة_الذئاب

كانت وجد تجلس وسط الكل، حزينة متمزقة، تريد حبيبها ولكن تعلم أنّه لن ينسى الانتقام للأبد. وأخبرته بذلك، وأنهم لن يكون لهم مستقبل. لتجده يدخل عليهم ويقف للجميع، مقترباً منها وعيونه تلمع، ويقول:


ـ جدي… أنا معايا ضيف، يا ريت تجبلوه.


هتف الجد بغضبٍ مستنكر:

ـ ضيف مين يا ولدي؟


هتف نديم مبتسماً، وقد علا صوته ويظهر الصدق والرجاء فيهم:

ـ ضيف… بدخوله عن طريجي، هيقضي على كل اللي حصل، وهيشيل الوجع اللي حصل لينا كلنا. ضيف يا جدي… بيدي بدخله. ضيفي… وإكرام الضيف محبّة وكرم، كرم القبول، وكرم الوَنس بيناتنا يا جدي.


نظر الكل إليه بعدم فهم…ساد صمت ثقيل بين الجدران، العيون متسمّرة على الباب، والأنفاس محبوسة كأن الزمن توقف. لحظة واحدة بدت كأنها دهر، استدار وخرج. ليعود، فاندفعت أنظار الكل للباب، فإذا به يدخل وهو يدفع كرسياً بعجل، يجلس عليه جابر متهالكاً من ذلّه ومرطه نفسه. يُدفع الكرسي أمامهم، يعلو صرير عجلاته في صمت القاعة.


جابر… ذلك الاسم الذي ارتبط بالدم والخراب، يدخل الآن منكسراً، جسده منهك، رأسه مطأطأ، والذل يقطر من عينيه. لم يعد ذاك الرجل المتجبر، بل ظلّ باهت لذكريات غابرة. 


بهت الكل، ونظراتهم معلّقة بنديم… كان منظراً عجيباً: جابر يجلس، نظرات الأسى تبدو عليه، ونديم خلفه يمسك بيد الكرسي ويقف ينظر إليهم مبتسماً.


نظر جابر إلى ابنته، التي لم يرها منذ أن أطلقت النار على نفسها، ودموعه تسيل… ثم نظر إلى أبيه بذلٍّ وقهر.

نديم، شامخاً خلفه، يضع يديه بقوة على مقبضي الكرسي، يجره بثبات وكأنه يسوق قدره وقدرهم جميعاً. عينيه تتلألأ بابتسامة غريبة، ابتسامة لم يعرفها أحد من قبل، ابتسامة تحمل تحدياً وصدقاً ورجاءً في آنٍ واحد.


شهقت "وجد" بلا وعي، قلبها انقبض بين الأمل والخوف، والدمعة كادت تفر من عينيها. نظرت لجابر… أبوها، الرجل الذي هدم عمرها بقراراته ونزواته، ورغم ذلك، الدم لا يُمحى من الروح مهما حاول الانتقام أن يمحوه.


رفع جابر عينيه المرتعشتين نحوها، ودموعه تنحدر صامتة، كأنه يطلب منها غفراناً لم يجرؤ على النطق به. ثم حوّل بصره للجد… صلب، متماسك، رغم ارتجاف عروقه غضباً.


وقف الجد يضرب الأرض بعصاه وصوته يهدر:

ـ ده إيه اللي جابه؟ برّه! ماعايزهوش هنا! ده ما خلّفش غير الخراب والوجع.


ارتفعت الهمهمات من العائلة، كل واحد يتلفت في حيرة وارتباك، غير فاهم لما يفعله نديم. أما نديم فظل ثابتاً، نظرته لا تتزعزع، صوته يعلو من جديد بهدوء وصرامة:

ـ ده ضيفي يا جدي… والضيف ليه حرمة. وبدخوله اهنه مش بيطلب غفران… بدخوله بيعلن إننا لازم نكسر الدايرة اللي مربطانا بالدم والانتقام.


ثم أضاف وهو يضع يده بثبات على كتف جابر المنهك:

ـ النهارده… مش جابر اللي داخل. النهارده داخل وجعنا كلنا… وأنا جيت أواجهه معاكم.

هنا اقترب نديم من وجد وقال مخاطبًا الجد، ولكن عيونه على حبيبته...

ـ بتجول ماعايزهاش.. بس أنا عايزها يا جدي، عايزها عشان نجفل سلسال الخراب ونبتدي من الأول.

ـ عايزها عشان حبيبي يتراضي؛ إن نديم بقي حد تاني عشانه.

ـ عايز أجف جنبه كتف بكتف، وأحاول أنسى وأسامح عشان مرتي تحس إنّي أضحي عشانها بحجات كتير.

ـ أعمل إللي استحاله يتعمل عشانها... نديم عامر وانا واجف حاطط يدي على كتف جابر ورايد مرته تتراضي.أضحي بعذاب سنين ماخدش حجي خلاص. أضحي بوجع أخواتي عشانها وماخدش حجهم. أضحي بوجع أمي وماخدش حجها. أضحي بكل حاجة بس عشان ترضى ترجعلي.

ـ الغِلّ والانتجام مش هيجيب حب. أهوه قدامكو جابر أبو الدهب مكسور، عرف إن الدنيا فانية والفلوس مابتسعد نفوس. أهوه نديم وجابر وجفو طالبين السماح... جابر طالب السماح من الكل ونديم طالب السماح من حبيبته.

ذهب ودفع جابر الي جده:

ـ اجبله يا جدي، ربنا بيغفر وانا مسامح مش هكدب واجول هنسي بس مسامح. اقبله يا جدي عشاني وعشان الكل، عشان الأخوات يتصافوا، والحبيب يلين، والابن يعمر، وولاد العم يبقوا كتف في كتف.

ـ اقبله يا جدي عشان مابقاش ديب، ولا عايز أبقى ديب يكمل انتقامه. اقبله.


نظر إليها بعشق... ليذهب إلى زوجته التي سألت دموعه:

ـ مسامح أبوكي يا وجد؟ ولا عمري هتعرض له؟

ـ مسامح أبوكي جابر أبو الدهب اللي عشت سنين نايم أحلم أنتقم منه... مسامحه عشانك أنت. عشان قلبك يحس بيا ويرجعلي. آه وجعتك بس غصب عني. مسامح عشان عايز أعيش؛ ماعِشتش يا وجد إلا يومين معاكي. مسامح عشان عايزك ليا، حبيبتي، وأم عيالي — عيال نديم عامر من وجد جابر. مسامح يا قلب نديم.


وروح نديم عايزاني؟ أوطي قدامه، هوطي أطلب منه يتحكم. هطلب بس ترضي. كانت بتبكي، فهمس:

ـ دموعك دي بتقطعني. فنظر إلى أخته... قوليلها يا مهره أنا عشت إيه؟ قوليلها إن نديم كان بيتعذب أد إيه: عيل صغير اتضرب واتهان، وأبوه اتهان قدامه... قوليلهم نديم ماعاش ونفسه يعيش، وحبيبته تِرضى. قولي أنتِ أكتر واحدة حاسة بيا، أنتِ أكتر واحدة اتعذّبتي معايا. قوليلهم: نديم خلاص رجع العيل اللي كان جوه مع أبوه؛ نفسه دلوقتي في عيلة. نديم راجع يا عيلة أبو الدهب — نفسه يبقى منكو وبيموت، وعشان أبقى منكو أخش أكمل مش أنقص، 

وعشان أكمّل لازم تسامحوا.جابر، بكل اللي عمله وبكل وجعه وأيامه السودا، يشهد ربنا إني مسامحه.  نفسي في حبيبي يتراضي. أكسر أي حاجة، أنا مش أقل منك إنك تضحي عشاني. آه، أنا أضحّي وأضحّي وأضحّي عشانك، عشان تستاهلي... أرضي يا قلبي. لو عايز إنّي أبوس راسه، هابوس — بس ترضي يا قلب نديم.


الحب الحقيقي وبوسه الحب الحقيقي هي اللي تشفي القلوب. أنا قربك شفى قلبي من أي غِلّ عاش جواه؛ أنت نورتي جوايا. وبقولها عن طيب خاطر وبعلو صوتي:

ـ نديم عامر أبو الدهب مسامح جابر أبو الدهب لأجل حبيبته، حبيبته وبس.

هنا لم تعد تحتمل وجد أكثر من ذلك، فاندفعت واحتضنته، فحملها بقوة وظل يحتضنها بعشق ويهمس:

ـ بحبك وبعشقك، ولا يومٍ لا ماتمنيتك حبيبتي.

ـ (عشانك اتنازل عن روحي).


كانت تبكي، ابتسم الجد واقترب وربّت على كتفه:

ـ أكده أنت فعلاً ابن عامر الطيب اللي جلبه دهب.


نظر إلى جابر، وهتف:

ـ وأنت يا ولدي، الذل عرفك إنّ الله حجّ.


نظر إليهم جابر، والخزي ينهشه... قال بصوت مكسور:

ـ عرفت يا أبوي، عرفت أد إيه إني جليل، وإن الحب مش بالعافية. أهوّ شيطان اتملك خلّاني أعمل العيبه. اترميت كيف الكلب لو كنت مت كنت هندفن وماحدّ يصلي عليا حتى. عرفت وطالب السماح من ولاد عامر، من مهره، جِبل نديم إنّي عيبت كتير وجولت كتير، وإنّي جوّاّتي كنت أتمنّى إنّي أبقى مكانهم، أبقى زيهم. بس ربّك لما يسيب الشيطان يتملك، إنّي ماعِدتش أجدر أعمل حاجة. إنّي استحج إنفضح، استحج إنْجَتِل — أهوه ماعارفش أصلب طولي، والكل بيعيّب فيّا، وسيرتي على كل لسان. العيال عامليني... حكيوه ومجلّته مابجدرش أعين راسي. بس أهه، قدّام الكل إنّي طالب السماح. رايد أموت وسطِكو، بالله يا أبوي سامحني، وجولهم يسامحوني.


تنهد الأب...

ـ السماح لأهل السماح، ونديم سامح.


فنظر إلى مهره التي أحنّت رأسها. فتقدّم جابر وهي واقفة، نظر إليها برجاء:

ـ أهوه يا بتي... بارك. عارف إنك اتوجعتي، اتوجعتي لما شفتي عفاشتي وكتمتي فضيحتي. عارف إنك شفتي الجهر مني. بس عمك—آيوه عمك—اتبدل، وعرف إنّ الله حجّ. إني رايد أحب على يدك لو ترضي إنتِ بالذات اللي عرضتك لكل ده. إني مججولك يا بنت شمس اللي ضفرها ببلد. محجوجلك يا بنت أشرف الناس. فعلاً الجلب الطيب يستحج الطيب. شمس وعامر شكل بعض. كت هروح بجلبي الاسود فين إني... حجّك عليا يا غالية، يا بت الغالين.


مَسَك يدها... ونزل يقبلها. فشدّت يدها مسرعة، نظر إليها دامعًا فتنهدت وشدّتها...

ـ خلاص يا عمي، المسامح كريم.

اجعه بالبكاء.

ـ جولتي إيه؟ جولتي؟يا عمي صوح، سمعتها. مهره جالتلي: "يا عمي، سمعتها!" صوح والنبي...

اقتربت وربتت عليه؛ فهو فقد قوته تماماً.

مَسَك يدها، احتضنها بقوة.


هنا وقف الجد... وأكّد:

ـ نحمد ربنا إن الجلوب اتصافت ونعيش حياتنا، وإلا إيه يا ولاد؟! (ليصرخ في الخدم)

ـ يلا قيمو الدبايح، هنعمل لأجل الخير يعم.


هنا شد نديم زوجته وصعد بها إلى الأعلى، وجلست مهره تحس براحة كبيرة.


فهتف الجد:

ـ من بكرة يا مهره، انتِ أسمر المشروع يخلص، هاه؟ إني معتمد عليكو، كفاية خسارة أكده.


ابتسم أسمر:

ـ إحنا أدّها يا جدي، اطمن، ماتحملش هم.


مسك يدها وقبلها:

ـ مهرتي شاطرة وماحدش يجدر عليها.


تنهدت وسكتت؛ لا تريد تفسد ذلك الجو العائلي.


هنا همس براء:

ـ مزتي ماتيجي أما أدلعك؟ فوج الواد أخوك باين هيفرح جبلنا.


خبطته:

ـ ماتسيبهاش! هتنقّ عليه دا تعب خالص.


هتف بهيام:

ـ واني تعبان أكتر منه، تعالي بس.


همست:

ـ بطل! إيه ده؟ متبقليش كده، عيب، هنتفضح. وقلتلك هلوعك شوية، هاه؟


فهتف:

ـ طب تعالي لوعيني فوج بالله شويه من نفسي، هعض في حالي.


همست براء:

ـ بطل يا الله، انت هتعمل قلة أدب.


هتف:

ـ هكدب؟ آه، نفسي أعمل، والله.


ضربته...

ـ قلة أدب في عينك! دا نا ليا طلبات اااااد كده.


فهتف:

ـ تعالي بس فوق واطلبي براحتك.


فشدها الأعلى وصعد بها، ودخل واحتضنها.

فَهتَفت:

ـ شوف بقه، عشان أرضى عنك عايزه حاجات ااااد كده.


فحملها بين يديه ودار بها...

ـ حبيبي يؤمر! يا لهوي، دانا أجبله حتة من السما بس يرضى.


ذهب وجلس وأجلسها واحتضنها.

هتفت بحب:

ـ عايزه فرح كبيييير خالص...


مسك يدها وظل يلمسها بحنان؛ كانت تتكلم وهو يتلمسها ولا يسمع لها من الأساس. وهيا تطلب فصرخت:

ـ انت مش معايا! اوعى! انت وحش خلاص، مش عايزه منك حاجة!


قامت وتركته. تنهد بغلب...

ـ يا سوادم يا براء هفرح ميته.


قام يحاوطها، فهتفت:

ـ اوعى بتقل أدبك انت.


قبل خدها:

ـ طب خلاص، عايزه ايه؟


لتهز كتفها باعتراض، فهمس:

ـ خلاص يا جلبي...


ولمعت عيونها. طبعًا بعد ما الوَغك شوية كتير هاه كتير، فضحك:

ـ تمام، بعديها ها جولي.


رفعت يدها تحذيرًا:

ـ انت ماتستهونش بيا، بقلك اهوه.


انفجر ضاحكًا:

ـ انا أجدر...


فاندفعت تقول:

ـ عايزه فستان واسع أبيض شكل بتاع السندريلا، وعايزة فرح كبير، وعايزة مكان مليان ورد ونجوم كتير وقلوب. وانا أمشي في وسط النجوم وانت واقف بعيد مستنيني... واقف بقه عروسه قمر كده وانت تقرب مني وتحب فيا بقه ونرقص كتير. عايزه فرح في فندق كبير يا بروءه عشان خاطري...


كان ينظر إليها بحب:

ـ طلبات أميرتي أوامر.


همست بعشق:

ـ صحيح يا براء انا أميرتك.


مسك وجهها:

ـ أميرتي بس... دا يوم ماطلعتيلي مابين الصخور خطفتي جلبي. والله خطفتي جلبي.


همست بعشق:

ـ وانت كمان والله براء انا انا.


شدها يحاوطها أكثر:

ـ ايه جولي، نفسي اسمعها.


همست بعشق:

ـ هقول اهو استنى... انا اقترب.


وتلمسها بعشق:

ـ سامع يا جلبي جولي انا ماعِدتش جادر هتلوعيني اكتر من اكده فين؟


ليشدها وينهال عليها وهي انسابت بين يديه وهو يجتاحها بقوة وعنفوان، وهيا استسلمت له من قوة مشاعرهم معًا. فحملها وذهب بها للفراش اقترب حتى ذابت المسافات، فابتلعها بين ذراعيه، واختفى صوتها في أنفاسه."

لم يستطع أن يكبت نفسه، فاندفع يتجاوز معها، فانتفضت بخوف وحاولت أن تبتعد، إلا أنّه كبّلها بذراعيه  وهو يهتف:

ـ بس عشان هطين الدنيا… سيبيني أهدي.


ظلّ فترة ملتصقًا بها، يتجلّد، يتنفسها وكأنّه يحاول أن يطفئ النار داخله. دفعتْه بخجل وهي تهتف:

ـ إنت وحش! مش عايزني أبقى عروسة… وعايز تقل أدبك! صح؟ وكمان ما لوّعتكش! إنت بتضحك عليّا.


ثم صاحت بغيظ:

ـ طب خلاص… مش هتصالح دلوقتي بقلة أدبك! أوعي! إيه ده، أنا عايزة أبقى عروسة وألبس أبيض… أوعي!


تركتْه مسرعة، بينما هو ينظر للسقف ينهج مما كان فيه، يهمس متحسرًا:

ـ جلبي هيوجف… يا جزمة وعروسة وطين! أنا ولعت. يا ربّي هاصبر إزاي؟ ما جدرتش… اهي اتغفلجت تاني.


تنهد وجلس، وحدف المخدة بعيدًا:

ـ ماكت تجمد… جك مصيبة تشيلك. إيه المرار ده؟ إنت متجوز مسخوطة! عيلة صغيرة بتغضب… راحت فين دي دلوك؟


نهض يلف وراها، يحدث نفسه:

ـ قوم، احترم نفسك وخليك مؤدب عشان تطولها. والله يا جلبي، هعملك اللي تتمنيه.


تنهدت وصمتت ولم تتكلم، فهتف:

ـ وجد؟


همست:

ـ اسكت يا نديم، عايزة أحس بيك وبقلبك. عايزة أحس بإيدك محاوطاني؛ عايزة أحس إن روحي بترجعلي وإن بقى ليا ضهر وسند. عايزة أحس إن حبي اتقدَّر، ونفسي بقت عالية لحبيبي. اسكت… أنا تعبت من الكلام، مش مصدِّقة إنك بقيت كده. ضمّني يا نديم وبس.


تنهد وهمست:

ـ آه، قلبي حاسس إنه تعب قوي وعايز يرتاح.


رفع وجهها:

ـ هيرتاح يا عمر نديم… هيرتاح يا قلبي من جوا. وجد قلبي، نجمت العاليه.


ظلت صامته تتنهد فقط، لا تنطق، وهو بيمسح عليها بحب. فهمست:

ـ حاسّة نفسي في دنيا تانية سعيدة. حلمت إنّي شايفاك قدامي لابس لبس فرسان وراكب حصان. نزلت وقربت مني، كنت موجوعة قوي. رفعت عيونها وشفتك بتمسكني وبتهمسلي: "بحبك". شفتك بتبوسني وردّ فيا الروح.


سالت دموعها:

ـ هو أنا في حلم يا نديم؟ قول، أنا خايفة.


قبل خدها وهمس:

ـ حلم؟ حلم إيه دا؟ أحلى دنيا.


قبلها قبلات متفرقة:

ـ عهد عليّا إني أسعدك وأحطّك جوا عيوني، وتبقي وجد جابر أحلى حاجة دخلت حياتي.


همست:

ـ يعني مش هتبقى ابن عامر وبنت جابر؟


قبلها وهمس:

ـ هنبقى أحفاد عمرات، ولاد العم… اللي بينا دم ونسب.


همست:

ـ نديم، أنا بحبك قوي.


ابتسم ونظر إليها واقترب وهمس. نديم بيعشق تراب رجليك؛ نزل عليها واتوها معًا في حب جارف. تستسلم له تمامًا وتعود إليه كجسدٍ آخر؛ تَلْقَفها يداه كمحب عاشق وتاه معها بعدما ضحّى بكل شيء من أجلها.


لترتخي بين يديه، ليشدها ويحتضنها بقوة، لتندس في أحضانه أكثر وأكثر، وهو يمسح عليها بحنان وتدخل في سباتٍ عميق. فحسّ بها وهمس:

ـ وجد… حبيبي، إنتِ نمتي يا قلبي؟ يا ربي على جمالها. حقك عليّ يا عمري؛ تعبتك. شوف نايمة رايقة كده! كان عقلك فين وانت بتأذيها؟ راحتها عندك بالدنيا… ربنا يخليكي يا عمري وأقدر أسعدك العمر كله.


عند أسمر ومهرة، كان الشغل عَ أهبة الاستعداد. استدعاها… وسمع خبط عالباب، فقام مسرعًا. دخلت هيّا وهي بتدور بعينيها، ملقتهوش على مكتبه. همست في سرها: راح فين ده؟ مش جاي له أنا؟

تنهدت، لتشهق فجأة لما الباب اتقفل وراه… وشدها بسرعة، راكنها عالباب. بصّتله برهبة:


– إيه! في إيه؟

بصّ ليها بعشق، وقال: – وحشتيني… أعمل إيه؟


تنهدت هيّا وصمتت، كانت بدأت  تتقبّل مغازلته.همست بلين: – عندنا شُغل.

رفع إيده ولمس خدها: – هو فيه أحلى من اكده شُغل؟

هزّت راسها: – ما تعقّل بقه… الله!


مد يده وحطها على خصرها وشدها بقوّة، خبطت في صدره، اتراجعت براسها واتلخبطت: – أوعى يا مجنون! عندنا اجتماع مجلس إدارة!

ضحك وقال: – ولا في دماغي… مافيش في دماغي غير اللي عيونه خطفاني.


إيدها كانت لسه ع صدره، سامعة دقاته. همست بخجل: – بطل بقه واعقِل.

ابتسم: – عايزاني أعقِل؟ تنهد وقال: – ترضي عليّا؟ ما أنا لا ههمد ولا هسكت… دانا أسمر!


رفعت حاجبها وهي بتتحداه: – يا سلام؟! وأنا مهره.

مسك وشها، ارتبكت… همس: – لا… إنتي مش مهره، إنتي مهرة الأسمر… بتاعته.


ابتلعت ريقها. فاقت على همسه: – إنتي بتاعتي… رحتي، جيتي، بعدتي… بتاعتي.


بعدته عنّها وهمست بكل قوّة: – أنا مش بتاعه حد!

قرب تاني، مسكها، رفع وشها وبصّ في عينيها بعشق: – جولي في عيوني اكده إنك مش… إيه؟


تنهدت وهي مغلوبة، ما بقتش قادرة عليه. اقترب، قبل جانب شفايفها وضغط عليها وهو يهمس: – مستني… مستني عمري كله إنك تخشي حضني بكيفك.

همست بخفوت: – أسمر…

مسك وشها وقرب: – بيعشجك يا جلب الأسمر… أسمر أبو الدهب مستني الهانم بتاعته ترضى وتتنازل وتخش حياته.


همست وهي بتتحدى: – أنا أتنازل؟! دانت أسمر أبو الدهب… كبير الشباب ورئيس مجلس إدارة… مستني مهره تتنازل؟

ضحك وقال: – كل ده  فاضي! اللي ضهره مش موجود  هيستجوي إزاي؟! رجّعيلي ضهري… وجلبي معاه.


انحنى لرأسها، شدّها، فارتبكت: – بطل… الناس جاية!

همس بابتسامة: – طب ينفع آخد حاجة من الجمر؟

قطّبت جبينها. همس بشوق: – نفسي تقربي مني بكيفك… يا مهرتي.


تنهدت: – بطل.

شدها والتصق بيها: – باين إنك عمرك ما هتيجي بكيفك.

نظرت ليه بحدة: – أوعى! هنتفضح.

ضحك وأشار لخده: – زغديني.


زغدته بخفة: – اتلم!

هز اكتافه وقال: – خلاص… أنا بحب الفضايح. شوفي… فيه جورطة داخلين دلوك هيشوفوني وأنا جافش فيكي… هيعملوا لنا حكاية. يلا بقه… دي بوسة بريئة.

همست بتحذير: – أسمر… بطل.

ابتسم: – ورحمة الغاليين… ما هبطل.


هزّت راسها بيأس، وقربت بهدوء… لمست خدّه بقبلة خفيفة. أغمض عيونه، وهمس بحرقة: – هنتجوز إمتى؟… مش جادر.


انفتح الباب فجأة، شهقت وابتعدت بسرعة. كان براء وشجن. جريت مهره بسرعة، بينما أسمر وقف متنهد. قرب براء وهمس ساخرًا: – إيه يا واد؟ المكنة طلعت قماش؟

زغده أسمر: – اتهبب! سيبني بقه… يا رب أعمل إيه؟! حد يخش كده من غير استئذان؟!

غمز براء: – إيه؟ جطعت عليك؟ مش اكده؟! جُول جُول!


دفعه أسمر، واتجه لكرسيه وهو متضايق. أما شجن، قربت من مهره تهمس: – إيه الواد ساح! ما ترحنيه بقه.

نظرت ليها مهره بصرامة. همست شجن بدلع: – يا بت… كفاية! هتموتي عليه.


ودخل نديم، ماسك إيد وجد… ومعاهم مدراء الشركات عن بكرة أبيهم. جلسوا كل أولاد العم: شجن، براء، وجد، ونديم. أسمر قعد في نص ترابيزة الاجتماعات، بصفته رئيس مجلس الإدارة، والباقي من المهندسين حوالين الطاولة.


ابتدى النقاش. مهره بتتكلم بطلاقة، بتحب شغلها من قلبها. ونديم بيشارك، أصلها شركاته من الأساس. الحوار سخن… والنقاش أخد منعطف قوي.

هتف أحد المدراء: – بكده يا أسمر بيه… فاضل بس توقيعك كرئيس مجلس الإدارة، عشان نسرّع في البنا. مجرد ما حضرتك تدي أمرك… يبقى كده كل حاجة هتسير.


نظر أسمر للرجل، وصمت قليل. ابتسم بخبث، مسك ملف من جانبه، وقف بهدوء واتجه ناحية مهره. سلّمها الملف اللي فيه أوراق، وهتف: – مهره هانم… هترد.


نظرت له وهي مش فاهمة… خدها من إيدها، وسار بيها. فتحت الملف… لتشهق بقوّة، لما…


..... لو قلتلكو إني بحب نديم آكتر من أي حد مش هتصدقو بس انهارده أنا هحب اسمر كتير قولو ليه بقه ليه ليه.. عسل الواد ده... 

......ايه رأيكو في تصرف نديم واسمر هيعمل ايه


تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة باقى الروايه  زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع