القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الحادي والاربعون 41بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات  


رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الحادي والاربعون 41بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات   





رواية أنا لها شمس الجزء الثاني «أذنابُ الماضي» الفصل الحادي والاربعون 41بقلم روز آمين حصريه في مدونة قصر الروايات   


 


 


 


🔷الفصل الحادي والأربعين🔷




لا حول ولا قوة إلا بالله

لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


🔹الفصل الحادي والأربعون🔹

«أذنابُ الماضي»

#_أنا لها شمس الجزء الثاني،بقلمي روز آمين



تركزت عينيه علي المدخل الرئيسي يترقب ظهور أميرتهِ الحسناء، إشتغلت الموسيقي الهادئة المعدة لدخول العروس وبلحظه تسمرَ بوقفتهِ واتسعت عيناه بذهولٍ وانبهار حين وجدها تطلُ من الباب كحورية هبطت عليهِ من الچنان أخذ نفسًا عالياً لينتفض داخلهُ بشدة وتسارعت دقات قلبهِ بوتيرة سريعة، قلبهُ يطالبهُ بالإسراع عليها وضمها وليختفي بها عن أعين الجميع، لقد كانت جميلة بل ساحرة بطلتها الهائلة




أما تلك الجميلة الراقية،كانت تتأبط ذراع والدها،عيناها تسبحُ المكان باحثة عن مالك القلب والهوى،تطلعت أمامها وجدت عاشقُ عيناها يقف بإنتظارها بهيئة جذابة تخطف الابصار، يرتدي حِلةً سوداء جعلت منهٌ وسيمًا للغاية، تشابكت الأعين وكأن الزمان توقف والمكان خلى من الجميع عداهما، تآهب وتنافرت عروق جسده بالكامل من شدة توتره، شعر به فؤاد فاحتوى كتفه مما عزز الثقة بنفسه، أقبل عليه ماجد فاحتضنه يوسف، نطق ماجد بقلبٍ يحمل العديد من المشاعر المتنوعة، مشاعر ثائرة هزت كيانهُ بالكامل،مابين سعادة لأجل ابنته وهو يراها أميرة بثوبها الأبيض، وما بين غيرةُ على صغيرته التي عاش حياتهُ بالكامل ليحميها كظلٍ يرعاها،وما بين ألمٍ وندمٍ وشعورًا مريرًا يستقر داخل أعماقه لفراق حبة العين وذهابها لأحضان رجلاً آخر




نحى كبريائهُ وشخصيته الصارمة جانبًا ونطق وهو يوصي من اختارهُ قلب صغيرته وفضلهُ على جميع من حاول التقرب إليها من الشباب:

-أنا عارف إني ضايقتك وجرحتك كتير

غصة مُرة وقفت بوسط حلقه وهو يتابع بأعين متوسلة ونبرة متحشرجة من شدة خوفه على صغيرته:

-بس أنا عارف إنك راجل محترم وهتصون بنتي وتعاملها بما يرضي الله، عارف كمان إنك مش هترد لي الأسية في بنتي، مش كده يا يوسف؟

نطق جملتهُ الآخيرة وانتظر متأملاً الإجابة بلهفةٍ قلب أب، ابتسم الشاب وربت على كفه كي يطمأن قلب ذاك الملتاع على ابنته:

-قولتها لحضرتك قبل كده وهقولها لك تاني، بوسي بالنسبة لي هي النور اللي بشوف من خلاله حلاوة الدنيا،واللي من غيره تنطفي دنيتي وتضلم، فياريت تطمن قلبك

وأشار إلى قلبه وتحدث:

-لأن بنتك ساكنة هنا،ومش هتخرج منه غير بموتي




نطق سريعًا تحت احتراق قلب بيسان وهي ترى مدى تأثر والدها واحتباس دمعاته بالعيون:

- بعد الشر عنك يا ابني

سحب كفه من خاصته ليحتضن كف ابنته ويقبلها متأثرًا وهو يقول:

-ألف مبروك يا حبيبتي، ربنا يسعدك إنتِ وجوزك




-ميرسي يا بابي، ربنا يخليك ليا يا حبيبي...نطقت جملتها وهي تربت على كفه بحنان،سلم كفها إلى يوسف بينما سحبت فريال زوجها جانبًا كي لا تبكي صغيرتها تأثرًا من حالة ماجد الحزينة،وباتت هي في مواساته والتخفيف عنه،وقف مقابلاً لحبيبته تحت تصفيق الجميع وروعة الموسيقى،احتوى وجنتيها بكفيه ثم مال على جبينها يضع قُبلة إحترام وتقدير،ثم تحدث وهو متعمقًا بكلتا الساحرتين عيناها:

-نورتي حياتي يا كل عمري

تلألأت عينيها بدموع الفرح وما شعرت سوى وهي تقول:

-بحبك يا يوسف، بحبك

تعانقا بقوة كلاً مشددًا من احتضانه للآخر متناسيين العالم بأسره،تعانقت القلوب وتراقصت على أنغام عشقهما العتيق،تأثر الجميع بذاك المشهد وبالتحديد المقربين من دائرتهم ممن يعلمون قصة حبهما التي شهدت كمًا من المصاعب التي تجعل اجتماعهما مستحيلاً،لكن لا مستحيل أمام قدرة الله وتدابيره وسعي الإنسان،نوبة من المشاعر المتأثرة أصابت قلب إيثار،تلك الأم التي ذاقت الأمرين على أيادي الأقرباء قبل الغرباء،تذكرت رحلة كفاحهما معًا،لطالما أسمتهُ شريك الكفاح ورفيق الدرب رغم حداثة سنهِ، طريقهما كان مفروشًا بالأشواك والصعاب، ومع إصرارها تخطته بقوة إيمانها بالله وثقتها بالنفس، سارعت دموعها بالنزول لتتعالى شهقاتها،شاركتها الدموع تلك الجميلة شريكة كفاحهما،تلك المرأة التي تخلت عن إنوثتها وحلم الأمومة مقابل العيش مع من اتخذتها إبنةً لها ومن الصغير حفيدًا،بكت كلتاهما إمتثالاً للحنين وسعادة قلبيهما،تعانقت كلاهما وتشاركتا المشاعر ككل شيئًا تقاسمتاه بالماضي،تحدثت إيثار من داخل أحضان الآخرى:

-شوفتي يا عزة، يوسف الولد الصغير اللي اتشاركنا وتعبنا في تربيته، كبر وبقى راجل والنهاردة بيتجوز من البنت اللي ببحبها

-عقبال ما تجوزي الواد مالك وتفرحي بيه... قالتها بدموعها لتجيبها إيثار بوفاءٍ لتلك المرأة جميلة القلب والروح:

-وإنتِ معايا وبكامل صحتك يا أمي

لأول مرة تناديها بـ "أمي"،هذا هو اللقب الصحيح لعلاقتيهما، فلطالما كانت لها السند والداعم القوي والمعنوي والحماية، كانت كقطة شرسة تفترس بمخالبها من يحاول الاقتراب من صغارها، هكذا كانت وما زالت.


لاحظ فؤاد حالة زوجته فاقترب ليجذبها بأحضانه وهو يقول بنبرة تحمل كل معاني الحنان والاحتواء:

-إيه يا بابا، ينفع تعيطي في يوم زي ده

شدد من احتضانها وتابع تحت شهقاتها العالية:

-إفرحي يا حبيبي، إبنك عريس قد الدنيا وراجل يشرف بجد

-أنا مبسوطة يا حبيبي، بس اتأثرت شوية



إقتربت "تاج" و"نوارة" زوجة "وجدي" من "عزة" واحتضناها، تحدثت تاج:

-خلاص بقى يا زوزة، مش فاهمة إيه علاقة فرح چو بعياطك إنتِ وماما

وتابعت مستنكرة حالة كلتاهما:

-ده انتوا أوڤر دوز نكد

ابتعدت عن حضنها لتنطق وهي تجفف دموعها بكفيها:

-دي دموع الفرح يا هبلة، وإنتِ هتعرفي الحاجات دي منين وانتِ البعيدة مبتحسيش




تبدلت ملامح الفتاة وتحدثت بسخطٍ مفتعل:

-تصدقي إني غلطانة علشان قاعدة أواسيكي وسايبة أخويا لوحده

وقبل أن تنصرف تحدثت إلى نوارة:

-خليكِ معاها يا طنط وحاولي تهديها

نطقت نوارة بطمأنة الفتاة:

-روحي يا حبيبتي مع أخوكِ ومتشليش هم، خالتي عزة دي في عنيا

بعد أن انصرفت نطقت عزة من بين دموعها التي مازالت تهطل بشدة:

-ميغركيش لسانها الطويل ونفختها الكدابة اللي شبه الطاووس، دي وارثة حنية أمها وقلب جدها علام اللي زي الدهب.




تحدثت نوارة:

-كل ولاد إيثار وارثين حنيتها يا خالتي، ربنا يبارك لها فيهم


بدأ العروسان يتحركا باتجاة المكان المخصص لهما مع نغمات غنوة أدخلي عمري للفنان حسين الجسمي،تحت سعادة الجميع

نطقت مليكة وهي تتطلع على العروسان بانبهارٍ لترابطهما الروحي:

-شكلهم بيحبوا بعض قوي

وتابعت تسأل زوجها:

-بس هما مش صغيرين شوية على الجواز يا حبيبي؟!

أجابها وهو يراقب دخول العروسان:

-ما أنتِ لسه قايلة بنفسك يا قلبي،شكلهم بيحبوا بعض، فمقدروش يصبروا وخصوصًا إن ظروفهم المادية كويسة.

احتوت أيسل كف زوجها الموضوع فوق المنضدة،طالعها بأعين منزعجة تحمل الكثير من العتاب،فهو مازال غاضبًا منها برغم أنها تقربت منه وقضيا وقتًا خاصًا بهما حاولت من خلاله محو ما حدث، لكن يبدو أن الامر يحتاجُ منها بذل مجهودًا أكبر،نطقت بنبرة حنون وهي تذكرهُ بليلة زفافهما المميزة:

-فاكر يوم جوازنا يا حبيبي

تنهد براحة يحاول جاهدًا تجنب ما فعلته اليوم،نطق بهدوءٍ في محاولة منه بالاندماج:

- أكيد فاكر

-وحياتي عندك متزعل مني،أنا آسفة...قالتها بأعين نادمة لامست قلبه، نطق متأثرًا بعينيها العاشقة:

-خلاص يا سيلا، مش زعلان

-بحبك يا كراملة... قالتها بابتسامة ساحرة ليبادلها اياها بآخرى هادئة

همست مليكة إلى زوجها:

-أيسل وكارم إتصالحوا

-ربنا يهديهم... قالها ثم تحدث بغمزة من عينيه:

-هنقضي النهارده هنا في الأوتيل يا ليكة، وبكرة الصبح هنتحرك على اسكندرية إن شاء الله

تبسمت وسألته بمشاكسة:

-أيوا يعني عاوز إيه؟!

-عاوز ادوق دلع حبيب جوزه لجوزه

ضحكت بإنوثة لينطق:

-والله شكلها ليلتنا هتبقى بيضا


عودة للعروسان، وصلا للمكان المخصص لجلوسيهما، انهالت عليهم المباركات والتهاني من الأهل والمعارف والأصدقاء، احتضنت إيثار الفتاة وتحدثت:

-شكلك زي القمر يا قلبي، طالعة شبه الملايكة في الحجاب

هتفت نوال المجاورة لحفيدتها بنبرة أوحت إلى اعتراضها:

-بلا ملاك بلا شيطان، ابنك حكم رأيه ومشاه علينا ورمى كلامي تحت رجليه يا مدام، هو فيه عروسة تكتف نفسها بالحجاب في يوم فرحها؟!



-عادي يا طنط إيه المشكلة، هي بقت محجبة أصلاً ومينفعش تتخلى عن حجابها لأي سبب

قيمتها بنظراتٍ ازدرائية ثم نطقت بسخطٍ شديد:

-مجتش من ليلة فرحها يا حبيبتي، أمال هما سموها ليلة العمر ليه،علشان مبتتكررش ومسموح فيها كل حاجة

كادت أن تجيبها فاقتربت منها فريال وهمست:

-سيبك منها، ولا كأنك سمعتي حاجة

التزمت الصمت فلوت الآخرى فاهها متبرمة،ثم تحدثت تسألها من جديد:

-اطمنتي يا حبيبتي على البوفية؟

وتابعت:

-إتأكدتي إن كل الاصناف اللي طلبناها موجودة؟،وديوك الرومي أهم حاجه ،والعدد كمان علشان يكفي قرايبنا، إحنا عيلتنا الله أكبر تسد عين الشمس




أشارت بكفها صوب البوفيه ثم نطقت بحدة ظهرت بصوتها من اسلوب تلك المرأة الإستفزازي:

-البوفيه قدام حضرتك، تقدري تروحي للشيفات تسأليهم بنفسك وتتأكدي، وبعدين متقلقيش،حضرة الظابط عامل حسابه،والحمدلله الأكل كتير جداً ويكفي تلات أضعاف اللي موجودين في القاعة


نطقت بعدما استحسنت الفكرة:

-عندك حق، أنا اروح أطمن بنفسي أحسن

انسحبت مهرولة لتنطق إيثار بعدما زفرت بقوة:

-يا ستار، إنتِ متحملة الست دي ازاي يا فيري، دي بشعة


-متحملاها علشان خاطر ولادي يا إيثار، وماجد كمان كويس والله

أقبل عزيز احتضن شقيقته وهو يقول:

-ألف مبروك يا إيثار

نطقت بسعادة:

-الله يبارك فيك يا أبو غانم،عقبال أولادك يا حبيبي

احتضنها أيضًا وجدي وأيهم الذي تحدث بملاطفة شقيقته:

-كبرتي يا إيثو وجوزتي چو،كمان سنة وتبقي جده


نطقت تنفي عنها حديث شقيقها الأصغر:

-فشرت، أنا عمري ما هكبر حتى لو بقيت جده لعشر أولاد

ضحك وجدي وتحدث إليها:

-سيبك منه ده بيغيظك.

ابتسمت وتحركت بصحبة أشقائها يلتقطون بعض الصور التذكارية بصحبة العروسان


اشتغلت موسيقى الرقصة الاولى فتحرك العروسان إلى المكان المخصص للرقص، بدأت الموسيقى لرقصة السلو، تلامست الأيادي وتشابكت الاعين وبدأ أولى خطوات رقصتهما، نطق بنبرة تقطرُ عشقًا وشوقًا:

-مبروك يا حبيبي، من الليلة خلاص، هتبقى ليا وهبقى ليكِ، إنتِ متخيلة يا بوسي

وتابع بأعين تشعُ اشتياقًا:

-مش قادر أصدق إن من النهاردة مكانك بقى جوة حُضني


-طب ممكن متخرجنيش منه ...قالتها برجاء وتابعت للتأكيد:

-مش عوزاك تخرجني من حضنك أبدًا يا يوسف




-أخرجك إزاي وأنا ما صدقت إن اللحظة اللي بقى لي سنين بتمناها أخيرًا جت

تطلع على المسؤل عن الموسيقى لتنطلق موسيقى حماسية، ابتعدت بيسان قليلاً ثم أقبلت عليه ليحملها من خصرها ويدور بها وسط تصفيقٍ حار من جميع الحضور، بات يدور بها وسعادة هائلة غمرت قلب كلاهما، صاحت بصوت يقطرُ أنوثة:

-بحبك يا يوسف، بحـــــبك

أخذ يدور بحماسٍ وذيل ثوبها مثل الفراشة يلف معهُ بشكلٍ مبهر نال إعجاب الجميع ولفت أنظارهم، أنزلها بهدوء لتستقر ساقيها بالأرض، أسندت رأسها على كتفه كي تستعيد توازنها، اشتغلت موسيقى لأغاني حماسية فصعد أصدقاء العروسين ونور و مالك وزينة وزوجها وتاج وبدأو بالرقص مع شقيقيهم وعروسهُ الجميلة.

تحدث "فؤاد ماجد" إلى يوسف:

-ممكن أستلف منك العروسة القمر دي أرقص معاها شوية وأرجعها لك تاني؟

أجابه بملاطفة:

-موافق، بس بلاش تتعود على كده يا باشا

ضحك وأمسك كفاي شقيقته وهو يقول:

-إيه العروسة القمر دي، هو فيه حلاوة كده

أه فيه... قالتها بممازحة وتابعت وهي تشير على حالها:

-أنا

ضحك كلاهما ورقصت بصحبة شقيقها بسعادة أما يوسف فتشابك بكفيه مع تاج وزينة والصغيرة نور ومالك الذي رقص كثيرًا بمرح ثم انتقل ليشارك العروس الرقص هو ونور، على الطاولة الخاصة بسيادة المستشار علام زين الدين وعصمت التي كانت تنظر لحفيدتها بأعين تفيض بالحنان، تحدث فؤاد الذي حضر وحاوط كتفي زين المجاور لجده:

-ما تقوم يا حبيبي ترقص مع اخواتك



أجابهُ باحترامٍ ووقار:

-معلش يا بابي،حضرتك عارف أنا مبحبش الأجواء دي




نطق علام:

-أنا لسه قايل له نفس كلامك، بس حفيدي محترم وملوش في الكلام ده

ابتسم الفتى لجده بينما ربت فؤاد على كتف نجله، حضرت إيثار وبيدها عُلبة صغيرة ناولتها إلى علام وهي تقول:

-ميعاد الدوا بتاع حضرتك يا بابا

أخذه منها وناولته كأسًا من الماء العذب ليرتشفه وراء الدواء، نطق وهي تتناول من يده الكأس:

-تسلم ايدك يا بنتي

-بالشفا يا حبيبي...وتابعت لنجلها:

-ما تقوم يا زين تفرح مع اخواتك

أجابتها عصمت:

-ريحي نفسك، لسه جده وبباه قايلين له نفس الكلام


-سبيه براحته يا حبيبي...قالها فؤاد ليتابع بجدية:

-تعالي معايا نرحب بظباط جهاز المخابرات ونشوف لو ناقصهم حاجة

باغته علام بسؤاله:

-هو اللي اسمه ياسين المغربي ده رتبته إيه يا فؤاد؟

-معرفش يا باشا، ولا يوسف نفسه يعرف... وتابع مسترسلاً:

-جهاز المخابرات رُتب رجالته بتبقى سرية حتى عن عائلاتهم، ومش مسموح لهم بالإفشاء عنها ولا عن مهماتهم تحسبًا لأمانهم

واستطرد بتقييم:

-بس على ما أظن الراجل ده رُتبته عاليه، لأن الجهاز أسند له مهمة متابعة مشروع يوسف، وزي ما حضرتك عارف أهمية المشروع بالنسبة لتطوير الطيران الحربي

نطق علام وهو يقيم ياسين الجالس بطاولته:

-هو شكله فعلاً حد مهم،بس تحسه لئيم ومش سهل

ابتسم فؤاد يجيب والده:

-سعادتك ده رتبة في المخابرات الحربية،يعني اللؤم والخبث والدهاء أساس شغلهم،اللي عرفته من يوسف إنه نازل في الفندق على أساس إنه رجل أعمال.


_______________


على طاولة ياسين المغربي

اقبل فؤاد بصحبة الجميلة ذات الرداء النبيذي، تحدث بتوقيرًا لشخص فؤاد:

-نورتنا ياسين باشا

نطق بهدوء واحترام:

-ده نورك يا سيادة المستشار

وتابع موجهًا حديثه إلى إيثار:

-ألف مبروك لحضرة الظابط يا مدام

-ميرسي يا افندم.

نطقت أيضًا مليكة بابتسامة ساحرة:

-اللون النبيتي يجنن عليكِ يا مدام،بالمناسبة،حضرتك مش باين عليكِ إنك أم العريس أبدًا



-ميرسي على المجاملة اللطيفة دي يا افندم...شكرتها بتلك الكلمات بينما كظم فؤاد غضبه حين لاحت بمخيلته أن الرجال الحاضرين من الممكن أن يلاحظوا هم الأخرين جمال اللون على خليلة روحه،تضخمت مشاعر الغيرة لديه بعدما أكدت أيسل على حديث زوجة أبيها:

-مليكة هانم عندها حق، شكلك يقول إنك ببداية التلاتين

تبسمت وشكرت كلتاهما في حين تحدث فؤاد:

-لو احتجتم أي حاجة ياريت تبلغوني

انسحب الثنائي وتحدثت أيسل إلى كارم:

-دي الميوزك اللي بحبها يا كارم، تعالى نرقص

ابتسم لها وانسحبا ليرقصا معاً.


كانت زينة ترقص مع زوجها الحنون رقصة هادئة، نطق بنبرة رجل عاشق:

-شكلك زي القمر يا قلبي

بابتسامة حنون أجابته:

-ده علشان إنتَ بتحبني ديمًا شايفني حلوة

ضحك ثم نطق بجدية:

-زينة، بما إن اخواتك وجدتهم هنا في مصر، خلينا إحنا نتنقل في شقتنا وسيبي لهم الڤيلا يقعدوا فيها براحتهم



نطقت بهدوء:

-أنا مش فاهمة إنتَ إيه مشكلتك مع الڤيلا يا رامي، في الأول رفضت نقعد فيها بعد الجواز وصممت على رأيك، ولولا إني أقنعت مامتك وبباك وطلبت منهم يتدخلوا ويقنعوك مكنتش هتوافق

اجابها بصدقٍ:

-مكنتش أحب إننا نبدأ حياتنا في مكان مش مِلكي،كان نفسي نتجوز في شقتنا ونكبر واحدة واحدة مع بعض يا زينة

حاوطت وجنته قبل أن تنطق مفسرة:

-وأنا وانتَ إيه يا حبيبي، مش واحد، الورث ده رزق وربنا بعتهولنا في الوقت المناسب علشان نبدأ حياتنا واحنا مرتاحين

اومأ بهدوء، فتابعت هي:

-وبعدين مينفعش نسيب البيت ونائلة فيه، هتفتكر إننا مش مرحبين بوجودها


صمت كي لا يحزن تلك الرقيقة فهو يعشقها حد الجنون ولا يريد إحزانها أبدًا.




رقصت أيسل بصحبة زوجها وأنضم لهما ياسين ومليكته وحتى إيثار وفؤاد انضم للجميع، كانت الأجواء حماسية الجميع يرقص بسعادة وحماس والاطفال أشعلوا الاجواء، وذاك المشاكس رقص مع والدته بعدما نحى والده جانبًا مما جعل داخل فؤاد يشتعل بافتعالٍ ومزاح، بعد قليل افتتح البوفيه واتجه الجميع نحوه لاختيار أصنافه المحببة لديه، عدا أسرة ياسين المغربي وبعض الضباط، فقد حضر الطعام إليهم




حضر بعض رجال عائلة البنهاوي وأيضًا عائلة ناصف وعلى رأسهم السيد محمد، الجميع حصل على استقبالاً رائع وحُسن معاملة وضيافة رائعة من مأكولات ومشروبات وتقديم أنواعًا متعددة من الحلوى والفواكة، اشتدت سعادة إيثار بعدما استقبلها يوسف لترقص معه على غنوة للأم، رقصت معه بسعادة وأيضًا بيسان مع فريال التي تخطت سعادتها عنان السماء، أقبلت إيثار على ماجد وقدمت إليه التهنئة لزواج ابنته مما أسعدهُ بذاك التصرف


انتهى حفل الزفاف الذي خرج بصورة هائلة نالت استحسان الجميع، صعد ياسين وكارم وزوجتيهما للأعلى للمبيت في الفندق بعدما ودعتهم العائلة وداعًا يليق بهم، بينما ذهب كلاً من الحضور على وجهته




         ༺༻༺༻٭༺༻༺༻

ولچ العروسان إلى منزلهما بعدما انصرف الأهل، حملها وبدورها لفت ساعديها حول عنقه مما زاد من اشتياقه ووله روحه، صعد الدرج متجهًا بها إلى الغرفة المخصصة لنومهما سويًا، كان يتحرك وعينيه لا تتركان خاصتيها حتى وصل للداخل وأنزلها بهدوءٍ، تطلع بعينيها ثم تحمحم وتحدث ببحة صوت متأثرة بجمالها الفتان:

-حبيبي،هساعدك علشان تغيري الفستان ونصلي الأول،علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا




أومأت دون كلام،ساعدها بفك سحاب الثوب وهو يبتلع ريقه،توضأ كلاهما وشرعت خلفهُ بالصلاة،بعد قليل انتهى من الصلاة ليستدير لتلك الجالسة خلفهُ،وضع كف يده على رأسها وبدأ يردد بعض الأدعية المخصصة لتلك الليلة متأملين الله عز وجل أن يبارك في حياتهما ويرزقهما السكينة والذرية الصالحة،انتهى ليأخذ بيدها،نطقت بخجلٍ:

-هدخل الحمام أغير هدومي وأرجع لك

-بسرعة يا بوسي...قالها باشتياقٍ ورغبة ظهرت بعينيه، خرجت بعد عدة دقائق ليقف متسمرًا حين رأى جمالها وسحر عينيها، نظر لثوب نومها الرائع، تجولت عينيه يستكشف تلك الرسومات التي طلبها خصيصًا، كاد قلبهُ أن يتوقف من جمال ما رأى فكل شيئًا بالحبيبة كان رائعًا ويدعو لفقدان العقل والسيطرة، اقترب عليها وتلاقت الأعين لتسبح في بحر الغرام، مال على كريزتيها يقتطفُ إحدى قبلاته الهادئة سرعان ما تحولت إلى شغوفة متلهفة، حملها وتوجه نحو فراشهما الوثير المنثور بأوراق الزهور ورائحة الشموع العطرية تملؤ المكان، كانت الأجواء ساحرة وتجهيزات الحجرة التي أشرفت عليها إيثار رائعة، غاصا داخل عالمهما السعيد ليستكشفا معًا نوعًا آخر من المتعة يتشاركاها في أولى جولاتهما العشقية، بعد مدة لا تقل عن ساعة




كانت تضع رأسها على صدره العاري، محتويًا جسدها بذراعيه والبهجةِ تقطر من عينيه وعلى ملامحه السعيدة، نطق وهو يضمها إليه ويضع قبلة بجوار شفتها السُفلى:

-مبروك يا قلب حبيبك،بقيتي مراتي رسمي يا بوسي

بحبك... قالتها بنعومة وأعين ناعسة أثارت جنونه لينهال على شفتيها بقبلة عميقة ثم فصلها وبات يتحدثا بهيامٍ وولهٍ حتى غفي كلاً منهما بأحضان الآخر تحت عدم استيعاب أنهما أصبحا بالفعل زوجين شرعيين دون أية حواجز .

تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع