القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والأربعون 45بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والأربعون 45بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والأربعون 45بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 



45


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


وهنا كان اللقاء 

بس لقاء مش عادي 


كانت العيون هي اللي بتقول اللي اللسان عجز عنه 

عاصم عيونه زي ما تكون كان عليها غشاوه وانزاحت 


بقي يتأمل ملامح مروه اللي باين عليها الشقا والتعب 

دموع مغطيه خدودها من بكاها علي بنتها 


حرك عنيه للبنت علي كتفها وسأل نفسه سؤال 


:هي مين دي ..معقول بنتها ..معني كده أنها...


مروه للحظه نسيت كل حاجه لما شافته قدامها 

اتأملت ملامح وش عاصم اللي مختلفتش..غير انه باين عليه الراحه والفرحه 


وازاي ميكونش مبسوط وفرحان ومرتاح وهو  خلص منها هي وبنتها واتجوز حبيبته اللي بينام ويقوم وهز بيفكر فيها ..عروسته اللي راحت يوم فرحهم وطبخت ليهم وجهزت السرير ليهم بأيديها 

من غير شعور نظراتها اتبدلت ليه 


مشافتوش غير عدوها..


مشافتوش غير أكبر اذي ليها ..حتي أكبر من اذي علي ومنال ..ده اذاها الأعظم 


ده اللي رماها هي وبنتها واتهمها في شرفها ومسألش عليهم اذا كان  أحياء ولا اموووات 


هو السبب في تعاسه بنته وتعاستها عشان موجوعه لوجع بنتها اللي بقي يتقال عنها بنت حرام بالظلم والافترا


هو سبب دوس الناس عليها بعد ما أخيرا افتكرت انها هتعيش زيها زي غيرها وتربي بنتها بهدوء ومن غير شوشرة ولا تعب ..هتربيها بحب وحنان 


بس ده كله محصلش لانه سلمها لعلي بعد ما اتهمها بأبشع التهم


:هي هي  دي ..دي بنتك 


مروه بصتله بكره وجمود ومردتش عليه والتفتت ومشيت من سكات 


عاصم بصدمة 


:يعني كمان بنتي..اللي انا كنت شايلها دي دلوقتي بنتي 


بص بسرعه لمروه لاقاها واخده غالية وماشيه راجعه 


جري وراها بسرعه ووقف قدامها واتكلم بعدم تصديق 


:هي دي بنتي بجد ..دي كبرت وبقت ق


مروه قاطعته لما اتجاهلته وسابته ومشيت للمره الثانيه 

مكنتش متحملخ منه أي حاجه ..ولا صوته ولا شكله ولا قربه ..

كانت كارهه كل حاجه فيه 


في اللحظه طيبه قلبها خانتها وافتكرت ليه الوحش بس ..مع انها شافت منه كام موقف حلو ..بس حاليا كل اللي جاي في بالها هو الوحش وبس 


خوفه إن الناس تعرف انها مراته 

منادته ليها دايما بلفظ خدامه مع إن الشغل مش عيب 

لكنهم حسسوها انها بتعمل حاجه غلط 


معاملته ليها علي انها اقل من باقي البشر 

حتي أنه خبي عليها انها طبيعية ومعندهاش توحد وسابها علي عماها واستغل ده ابشع استغلال 


وفوق ده كله اتبرأ من بنتها لحظه ولادتها وقال عنها مش من صلبه 


كل ده خلي جواها طاقه غل رهيبه ناحيته 


محستش بنفسها غير وهي بتقعد ايده اللي ماسكه ايدها بعنف وعنيها بتقدح شرار وسابته ومشيت


عاصم مقدرش يروح وراها بعد موقفها ده ..لكنه حس بأنه كان تايه منه حاجه ولاقاها 


راح عربيته وفضل يلف شويه بيها لحد ما  سمع صوت أذان المغرب وحس برغبه ملحه أنه يصلي ويدخل بيت ربنا 

راح لاقرب جامع هناك 


لكنه اول ما جه يدخل من الباب حس بصداع رهييييبب جدا في رأسه كأنها هتنفجر 


:مالك يابني انت كويس 


عاصم بص رواه لاقي واحد شكله شيخ وملامحه مريحه جدا وبشوشه 


الشيخ اول ما شافه عرف اللي فيه 

مسك ايده وشده براحه لجوه الجامع 


:تعالي يابني ..ربنا بينادي علينا ..تعالي نلبي النداء 


عصام هز راسه بشرود ودخل ورا الراجل المسجد 

ورغم إن الصداع مش سايبه لكنه جه علي نفسه ودخل اتوضي ..ومع كل نقطه مايه بتلمس كان حاسس زي ما يكون هم عن باله وانزاح 


لحد ما وقف وكبر مع الإمام للصلاة وساعتها حس بأحساس غريب جدا ..كأنه بقي حر ..كأن كان فيه حبى ملفوف حوالين رقبته بيخنقه واتفك خلاص 


عاصم خلص صلاه ولسه هيمشي نادي عليه الشيخ اللي شافه علي الباب 


قرب منه وكان في ايده شفشق مايه 


قعد علي جنب وحط طرف صباعه في المايه وبقي يقرأ عليها اذكار وايه الكرسي وآيات معينه من القرآن لحد ما خلص وادي عاصم يشرب 


عصام رغم إنه مش فاهم حاجه لكنه احد منه المايه وشربها 

ويادوب المايه وصلت جوفه كان زي ما يكون في غيبوبه وصحي 

لسانه منطقش غير كلمه واحده 


:مروه 


الشيخ بصله واتكلم بأسف 


:انت كان معمول ليك عمل يابني ..احمد ربك إن اللي عمله لسه مش متمكن وكان سهل فكه ..وإلا كان الموضوع هياخد منحني تاني..


عاصم بعدم استيعاب 


:عمل ..عمل ايه ومين هيعمل لسا عمل وليه 


الشيخ بتساؤل 


:متجوز يابني

 

عاصم بشرود 


:كنت متجوز واحده ومخلف منها ..بس طلقتها ومش فاكر ليه واتجوزت واحده تاني كنت بحبها ..بس مش عارف ليه في اللحظه دي مش عاوز غير مراتي الاولانيه والتانيه دي مش قابلها

 

الشبخ ببسمه 


:يبقي انت عرفت مين اللي عمل العمل ..


عاصم بصله وهو مش مصدق ولما قلب كلامه جوه دماغه لاقي إن كلامه منطقي وإلا ازاي مره واحده طلق مروه واتجوز سلمي 

طلع موبايله بسرعه وعن طريق اللوكيشن قدر يعرف مكان سلمي 

كان لازم يروح ليها ويعرف الحقيقه ويسألها عنها 


عشان كده استأذن من الشيخ بعد ما شكره ومشي 


....


سلمي كانت موجودة في المكان اللي فيه الدجال الي عمل ليها العمل 


كانت منطقه شعبية وفقيره 


البيوت لاصقه في بعض وريحه الرطوبه ماليه الجو 

والناس باين عليها انها معدمه من الحال اللي هم فيه 

والصوره اكتملت بالجهل بوجود الدجال ده في المكان


كان كل اللي رايح واللي جاي عينه عليها خصوصا الرجاله اللي كانت هتاكلها بعنيها 


مع انها كانت لابسه هدوم محتشمه ولابسه نضاره شمس عشان تخفي ملامحها 


لكن كان باين عليها العز والغنى واضح 


:هنفضل مستنيين كده كتير ..هندخل إمتي  


:بالدور يا سلمي ..ماهي مش سلطه..لازم نستني دورنا


سلمي بصت في ساعتها وكملت بقلق 


:الوقت عمال يعدي وعاصم اكيد رجع البيت من بدري وانا قولتله واصله مشوار لماما وراجعه علي طول ..انا خايفه يتصل بيها وتقوله اني مش هناك ..او يروح هو بنفسه عشان يجيبني 


:متقلقيش..لو حاجه حصلت هقول اني اتصلت بيكي وكنت عوزاكي في موضوع وطلبت نتقابل ..وساعتها نبقي نألف اي قصه 


سلمي هزت راسها علي كلام صاحبتها رغم التوتر والقلق اللي جواها


متعرفش عدي وقت قد ايه لكن أخيرا جه دورها 


دخلت للدجال وللمكان اللي بتخاف منه واللي كله حاجات اول مره تشوفها وقعد وحكت للراجل الموجود علي كل اللي حصل

 

:يبقي العمل الاولاني اتفك ..و العمل التاني من غير الاولاني بيكون ضعيف جدا ..ممكن مياخدش ايام وينفك لوحده 


سلمي بقلق


:طب ..طب انا المفروض اعمل ايه 


:لازم تعملي العمل من الأول والا ساعتها كل تعبك هيروح علي الفاضي 


.... 


رندا كانت لسه موجوده في المكان اللي حامد خاطفها فيه 

كانت رافضه تاكل او تشرب 


مش بتعمل حاجه غير العياط لحد ما عيونها ورمت وبقت حمرا 

بينما بره كان واقف حامد مع بقيه الشله 


منة بقلق


:يعني انت دلوقتي هتعمل ايه برضوا مش فاهمه 


محمد بضيق 


:يابنتي ماهو شرح اكتر من مره..مالك مش مجمعه ليه يا منة 


منة بخوف


:انا خايفه اوي ..لو الموضوع اتكشف هنروح في حديد 

ده غير إن رندا المسكينه ممكن تتصدم فينا وبالتشكيل العصابي اللي احنا عاملينه


حامد بنفاذ صبر 


:يا جماعه الموضوع مش محتاج القلق ده كله ..انا قولت لكل واحد دوره وهو المطلوب منه يعمل اللي عليه وبس ..مش صعب 


سكت وكمل بنبره اهدي 


:انا هدخل دلوقتي انفذ اللي اتفقنا عليه..خليكم مستعدين 

الكل هز راسه بمعني تمام وكل واحد راح ينفذ اللي اتطلب منه عشان الخطه تمشي زي ما خططوا 


دخل عليها حامد وهو بيمثل البرود 


رغم إن قلبه موجوع من حالتها وشكلها اللي يقطع القلب 

رندا رفعت عنيها ليه وحامد قدر يشوف الكره جوه عنيها من ناحيته 


حاول ميبانش أنه متأثر

قعد جنبها علي السرير واتكلم بهدوء 


:يلا عشان تروحي 


رندا بصتله بلهفة وعدم تصديق 

لكن أملها خاب لما حامد كمل كلامه 


:بس اسمعي كويس اللي هقوله عشان متجيش تزعلي في الاخر 


رندا بصتله بكره وهو كمل 


:انا هروحك انتي ومنة ..ومنة لحد دلوقتي متعرفش إن ليا ايد في موضوع الخطف ده ولا حد ليه علم ..يعني حسك عينك حد يشم خبر 

تاني حاجه انا هاخدكم علي بيتك وهناك هتعيطي وتنزلي دمعتين وتعملي شويه حركات وتقولي إن فيه حراميه خطفوكي انتي وصحبتك واني انا اللي لحقتكم علي آخر لحظه ولولا وجودي مكنتوش يا مساكين هتعرفوا تعملوا ايه ساعتها 


رندا بصتله بصدمه من تفكيره الإجرامي وهو عاوز يعمل نفسه بطل ومنقذ وهو السبب في كل ده 


انتبهت عليه لما كمل


:طبعا انتي بايته بره البيت يوم بليله واكيد كل واحد 

هيفكر بشكل مختلف عن التاني ..خصوصا لما تقولي انك عاوزه تفسخي خطوبتك من المحروس اللي انتي لابسه دبلته 


مد ايده وخلع الدبله من ايدها وهو بيقول 


:مينفعش تبقي علي ذمه واحد ولابسه دبله واحد تاني 

..ركزي بقي شويه ..انتي هتروحي وتعملي نفسك منهاره ومش قادره تتكلمي وانا اللي هتكلم واحكي كل حاجه..بعدها بتلت ايام بالضبط هاجي هتطلبي الواد اللي انيت مخطوبه ليه وتديه حاجته وتقوليله سوري مش هنقدر نكمل مع بعض ..ومهما حاولو يقنعوا فيكي ولا هو قال انه متمسك بيكي برضوا انتي راسك والف سيف انك تفسخي الخطوبه عشان محدش يزعل في الاخر..بعدها بقي انا هاجي واطلب ايدك ..وانتي زي الشاطره هتوافقي ..تمام 


بصلها ورندا هزت رأسها بقهر علي كلامه 


حامد ببسمه 


:طب يلا بينا عشان تروحي انتي ومنة ..اصلها لسه مغمي عليها من امبارح ..ولما تصحي الأحسن تلاقي نفسها في مكان أمان

 

حامد وقف و لسه هيخرج و رندا وراه 

التفت ليها بسرعه وكمل


:اه صحيح ..لو اهلك كانوا عاوزين يدخلوا البوليس تقولي ليهم لا وانا برضوا هضغط عليهم من ناحيتي..


يلا بينا 


....


اليوم اللي بعده 


منال جات تصحي مروه وكان في نيتها ترنها علقه لمى صحيت وملقيتش الفطار متحضر وشغل البيت خلصان 


لكنها لقيتها محمومه ومش هتقدر تشتغل ولا تتحرك من مكانها ..حتي انها عماله تخترف بكلام مش مفهوم وعماله تترعش 

اتأففت بضيق وكانت هتخليها تروح الشغل غصب عنها إن شاء الله حتي تقع من طولها كل شويه لكنها افتكرت كلام علي إنهم لازم ياخدوا بالهم من تصرفاتهم معاها


وحكايه الحاجه سميه 

عشان كده اتراجعت وبصتبهل بغضب وخرجت 


حتي مكلفتش نفسها تبص علي بنتها اللي بتلعب مع نفسها دي 

لا هي خرجت من غير اي اهتمام..كان كل اهتمامها انها تتصل بالستات اللي المفروض مروه تروح عندهم وتعتذر عشان مش هتقدر تيجي 


دخلت المطبخ وهي بتلعن مروه وكسلها وتعبها وكل حاجه 

حضرت اي حاجه بسرعه وراحت صحت علي والعيال 

وحكت لعلي علي اللي حصل 


اتنفس بضيق وبصلها واتكلم 


:معلش يا حبيبتي..استحملي ..يوم بالكتير وتقوم وترتاحي 


مسك ايدها باسها وكمل بحب


:بعدين هو افديكي الساعه لما مراتي حبيبتي هي اللي عملالي الفطار بأيديها الحلوين 


منال ضحكت بدلع 


والكل قعد يفطر لحد ما علي حس بحاجه علي رجله 

بص في الأرض لاقي غالية تحت السفره وبتلعب في رباط الجزمه بتاعه 


علي بضيق 


:يووووسف..خد البتاعه دي بعيد عني 


يوسف مفهمش قصد ابوه ..لكنه لاقاه بيشاور ليه علي تحت الطربيزه 


يوسف اةل ما نزل وغالية شافته ضحكت في وشه بفرحه وبقت تحبي عليه بسرعه لحد ما وصلت ليه 


يوسف طلعها وحطها علي السفره وهو بيتكلم بسعادة 


:غالية..انتي بتعملي ايه عندك ..اكيد جعانه تعالي هأكلك


منال بضيق 


:بس يا حبيبي ركز في أكلك وسيب البنت دي أمها تبقي تأكلها 


يوسف برفض


:لا طبعا عمتو تعبانه...وأكيد مش هتقدر تأكل غالية ..أنا هأكلها


ياسين بغضب 


:بابا قوله ينزلها..انا اكيد مش هاكل والبتاعه دي جنبي..


يوسف بعناد 

:مش مهم انت تاكل ..أهم حاجه غالية ..هي صغيره ومش بتقدر تقول جعانه ولا تأكل نفسها ..إنما أنت بتقدر تتكلم وتجيب اكل لنفسك من التلاجه..


يوسف اتأملها وبص لعيونها واتكلم بدهشه وفرح


:شايف حلوه ازاي يابابا..جميله اوي ..


ياسين بتكبر


:ماما تقدر تجيب لينا نونو احلي منها ..اصلا هي مش حلوه 


يوسف بغضب طفولي 


:بابا خليه يسكت ويبطل تريقه علي غالية..دي 

حلوه اوي اوي ..احلي بنت صغيره اشوفها في حياتي 


غالية بصت لعلي اللي باصص عليه يوسف واتكلمت بطفوله


:با 


علي رفع عنيه ليها بعد جملتها وبلع ريقه وشعور غريب حس بيه لما شافها بتبص في عنيه وتقوله كدا 


يوسف بفرحه


: الحق يابابا..غالية عاوزه تقولك بابا ..


علي بجمود


:انا عمري ما كنت ولا هكون اب ليها .. 


....


الحاجه سميه سمعت صوت تخبيط علي الباب 

اول ما فتحت الباب مصدقتش اللي قدام عنيها وصرخت من الفرحه 


:يا حبيبي 


اترمت في حضن اللي علي الباب وهي بتبوس فيه بلهفة وحب 


:يا روح قلبي يا ابني ..أخيرا جيت يا احمد ..أخيرا يا بني جيت وخليتني اشوفك 


احمد بأس ايد أمه وراسها وهو بيتكلم بحب ومشاعر مختلطه 


:غصب عني يا أمي..شغلي كان محتم عليا أعمل كده 


الحاجه سميه بسعادة 


:خلاص متفكرنيش  ..خليني اعيش اللحظه..مش عاوزه حاجه تعكر عليا فرحتي برجوعك لحضني يا ضنايا 


....


تاني يوم 


مروه راحت عشان تكمل شغلها وراحت لبيت في منطقه راقيه في المعادي 


خبطت علي الباب وفتحت لها ست كبيرة 


:انتي اللي جايه تنضف وتطبخ

 

مروه بهدوء 


:ايوه يا هانم انا ..اسمي مروه 


الست بأستعجال 


:طب يلا مفيش وقت ..انتي اتأخرتي جدا انا قولت هتيجي من طلعه النهار عشان نلحق 


مروه دخلت وراها والست شرحت ليها اللي هتعمله 

قلعت الملحفه بتاعتها وقعدت بالعباية اللي تحتها 

سندت غالية علي جنب 

وابتدت شغل 


كانت ماسكه مكنسه وبتكنس البيت عشان تغرقه مايه وتغسل السجاد وبعدها تمسحه في الوقت اللي الطبيخ واخد وقته علي النار 


:مااامااا ..في بنت صغيرة دخلت اوضتي وماسكه فرشه الشعر بتاعتي عماله تلعب بيها 


مروه سمعت صوت مألوف ليها 


التفتت بمنتهي التلقائية ..لكن وشها هرب منه الد م 

لما شافت صاحبه الصوت

 

:منة


قالتها بهمس وملامحها بان عليها الصدمه 


وصدمه منة مكنتش أقل من صدمه مروه وهي شايفه مرات عاصم هي اللي جايه عشان تخدم وتنضف


حاولت تكذب عنيها وسألت 


:مروه؟ 


مروه بلعت ريقها ومعرفتش ترد تقول ايه 

هل تقولها انها هي مروه ولمى تسألها بتعمل كده ليه وايه الشغل ده تحكيلها علي كل حاجه ..ولا تكذب وتقول انها مش مروه وتألف اي قصه 


:دي بنت البنت اللي جايه تخدم تقريبا اسمها مروه ..قوليلها تشيل بنتها عشان متبهدلش الاوضه 


لكن بعد كلام ام منة خطتها التانيه فشلت ..ومبقاش قدامها غير قول الحقيقة 


منة بأنشداه 


:انتي مروه..مروه مرات عاصم 


مروه ابتسمت بسخريه وعلقت


: قصدك طليقته..عاصم بيه طلقني..


:انتي ..انتي ازاي ..انتي بتعملي ايه ..هو انتي ..إزاي اصلا 


منة معرفتش تقول ايه ولا تعلق ازاي وهي شايفه مروه بالوضع ده والحاله دي 


لبسها قديم جدا ومرقع..وجايه تخدم عندهم في البيت


:إزاي..إزاي يا مروه بتعملي كده ..انتي بتنضفي البيوت ..هو مش انتي من عيله غنيه في الصعيد ..اومال بتعملي كده ليه 


مروه بهدوء شديد


:انا هنا عشان ده شغلي ..وانا مش من عيله غنيه ولا حاجه ..انا واحده مش لاقيه اللضا وبشتغل في البيوت وعاصم بيع اتجوزني فتره كده من باب التغيير..بس بعد ما زهق طلقني ورجعت لحياتي القديمة 


منة بصتلها بعدم تصديق وهي بتسأل نفسها اذا عاصم طلع خسيس كده ومحدش يعرف 


بص للبنت اللي خرجت من الاوضه ولسه ماسكه فرشه الشعر بتلعب بيها وعماله تطلع أصوات طفوليه 


شاورت عليها كأنها بتسألها عنها 


مروه ابتسمت بوجع وجاوبت علي سؤالها الصامت


:بنتي غالية ..وبنت عاصم ..بس هو طبعا مش معترف بيها ..اصله مش هيعترف ببنته اللي امها خدامه ..عشان كده اكتفي أنه طردنا احنا الاتنين..بس كتر خيره يعني كتبها علي اسمه في شهادة الميلاد بدل ما يتقال عليها بنت حرام 


مروه بصت للمكان حواليها واتكلمت بهدوء كأن مبقاش فيه حاجه فارقه معاها


:عن اذنك عشان اخلص شغلي يا ست هانم 


قالت كلامها وراحت لغالية اخدت منها الفرشه وسندتها علي الطربيزه وادت غالية العروسه البلاستيك اللي معاها في الكيس ورجعت عشان تكمل شغلها 


لكنها لاقت منة وراها وبتتكلم ببهوت 


:مروه انتي بتعملي ايه ..مش هسمحلك تعملي كده ..مش هقعد اتفرج عليكي وانتي بتنضفي البيت قدامي 


مروه بتعب 


:يا ست هانم الله يخليكي سيبني اكمل شغلي بلاش تقطعي عيشي ..روحي الله يخليكي وخليني اكمل شغلي ..روحي 


منة خرجت وراحت اوضتها وهي ماشيه زي التايهه ومش مصدقه اللي شايفاه 


خرجت تليفونها وطلبت رقم معين وقررت تحكي ليه عن اللي شافته


.... 


عاصم وصل للمكان اللي اللي موجود في اللوكيشن 

كانت منطقه شعبيه مستحيل يجي علي باله إن سلمي ممكن تروح ليها 


لكن كل ده مكنش مهم قد أنه يسألها عن الكلام اللي قاله الشيخ 

مشي ورا الموقع لحد ما وقف قدام بيت الرجل عليه شغاله رغم إنه يبان زي بيوت الرعب اللي في الأفلام 

لسه هيدخل 


لقي سلمي طالعه ومعاها واخده بتتكلم 


:كده انتي محتاجه تعملي عمل من الأول..مش مهم هاتي اي حاجه من بتاعه عاصم ولسه مستخدمها زي ما الراجل قال وهو يعملك واحد تاني ل ماهو كل شويه بحال ..العمل هيخليه زي الخاتم في صباعك زي الأول


عاصم كان سامع كل ده ..


سلمي وصحبتها اول ما خرجوا من باب البيت لاقو عاصم في وشهم 


سلمي حرفيا اتفزعت وركبها سابت من المفاجأة 

حاولت تبرر بأيه حاجه مجيها هنا ..لكن لسانها خانها ومعرفتش تقول ايه 


من غير مقدمات لاقت قلم نازل علي وشها بعنف 

بعدها حست ان شعرها هيخرج في ايد عاصم لما شدها منه واتكلم بفحيح 


:مكنتش اعرف انك بالوساخه دي ..بقي بتعملي ليا عمل عشان اطلق مراتي واتجوزك يا زباله ..وفوق ده كله لما اتفك رايحه تجدديه..ده وسخه وساخه محصلتش 


سابها وادور عشان يمشي بس سلمي مسكت فيه واتكلمت بخوف ورعب 


:رايح فين يا عاصم وسايبني 


:رايح لمروه مراتي ..ولبنتي اللي سحرك خلاني اتبريت منها وهي لسه لحمه حمره ..وانتي بقي ورقتك هتوصلك علي بيت اهلك واحسنلك اروح البيت ملاقيش حاجه تخصك عشان هولع فيها وفيكي لو لقيتك 


سايها ومشي وسلمي انهارت في الارض وهي بتصرخ


:يا عاصم والله عملت كل ده عشان بحبك وكنت عوزاك ترجع ليا ..عاااااااااصم 


.... 


مروه راحت عند الحاجه سميه 


أول ما دخلت كانت الحاجه سميه باين عليها فرحه غير طبيعيه 

كان وشها بيضحك لوحده وده خلي مروه تبستم لا إراديا 

أول ما قعدت علي الكرسي في الصاله وقبل ما تتكلم 


سمعت صوت باب بيتفتح ولاقت راجل خارج من إلاوضه 

اتعرفت عليه بسرعه وعرفته 


أحمد ابن الحاجه سميه الكبير واللي كان مسافر من سنين 


الحاجه سميه بفرحه


:تعال يا احمد سلم علي مروه ..انت اكيد عارفها 

أحمد قرب علي مروه وسلم عليها ببرود وبان عليه الضيق من وجودها هنا 


لكن عيونه جات علي البنت الصغيرة اللي معاها واللي كانت بتبص عليه وتبتسم بطفوله 


بعدها مدت ايديها كأنها بتقوله يشيلها 


أحمد بص لأمه بأستغراب وهي اتكلمت ببسمه


:دي غالية بنت مروه ..شيلها 


أحمد شالها براحه وهو بيبصلها بعدم فهم 

لحد ما لاقاها بتنط عليه تحضنه بمفأجاة خلته يبتسم غصب عنه 

خرج من جيبه ٢٠٠ جنيه واداهم ليها وميل بأس خدها 


مروه بسرعه 


:لا لا يا استاذ احمد ..خد فلوسك ملهاش داعي ..احنا ..احنا مش محتاجين فلوس يعني وو


الحاجه سميه ببسمة 


:خد غالية يا أحمد وروح المحل اللي جنبنا اشتري ليها حاجه حلوه علي بال ما اتكلم مع مروه في حاجه 


أحمد هز رأسه بملل وخرج مع غالية 


مروه بتوتر


: ليه يا حاجه خليتيه مياخدش الفلوس ..اهو كده منال هتاخدهم مننا ومش بعيد تقول إني مخنصره من وراها 

ومش بعيد ترنني علقه 


الحاجه سميه اتنهدت وكلمتها علي اللي بيدور في بالها بقالها فتره 

تحديدا من لما ولدت وجه الوقت عشان تقولها بما انها فاقت وعاوزه تبدأ حياه جديدة 


عشان كده قربت عليها وقعدت علي الكرسي اللي قصادها واتكلمت 


الحاجه سميه بجديه


:بصي يا مروه ..انتي دلوقتي مبقتيش لوحدك ومعاكي عيله صغيرة ومحتاجه مصاريف ..يعني البنت ممكن تكون محتاجه حاجه ضروري 


كملت بحنان امومي 


:انا لو عليا اديكي عيوني والله ..بس انتي عارفه الظروف واني ساعات مش بكون موجوده وبسافر عند قرايبي وممكن برضوا يحصلي اي ظرف ولا قدر الله ممكن أمر الله ينفذ في اي وقت 


مروه بسرعه وخوف 


:بعد الشر عليكي يا حاجه..


الحاجه سميه ببسمة 


:الموووت عمره ما كان شر يابنتي..أنا بتكلم جد ..محدش ضامن عمره عشان كده انا عاوزه اتطمن عليكي واعرف انك قد حالك وهتعرفي تتصرفي من بعدي 


سكتت وكملت بجدية شديدة 


:الفلوس اللي منال عماله تاخدها في الطالعه والنازله وفوق ده كله تضربك وتهينك وتعمل فيكي اللي ميتعملش ..وكش بتاخدي منها مليم أحمر..جه الوقت اللي تاخدي منها جزء من حقك 


مروه بصتلها بزهول وصدمه شديدة وهي كملت


:انتي هتاخدي من الستات اللي بتروحي عندهم دول من كل واحده حاجه زياده ..عشرين جنيه مثلا وتقولي إن ده حق المواصلات..وابقي خودي عشرين تانيه من الفلوس قبل ما تديها لمنال وقولي برضوا انها راحت في المواصلات لأنها غليت ..بعدها خبي الفلوس دي في اي مكان ولما تحتاجي حاجه لبنتك ولا ليكي اشتريها من حر مالك ..ولو العقربه منال قالتلك جبتيها منين قولي اني انا اللي اشتريها ليكي 


سكتت شويه وكملت


:وانتي اصلا مش هتعملي حاجه غلط..ده كله تعبك وشقاكي ودي فلوسك ..يعني مفيش حاجه غلط في اللي هتعمليه ..انا قولتلك إني مستعده اديكي اللي عوزاه ومش هبخل عليكي بحاجه ..بس انتي اللي مش بتجي تطلبي غير لما كل السبل تتسد في وشك ..وكمان عشان مش عوزاكي تفضلي خايفه من الحوش دول كتير ..انتي كلها كام شهر وهتبتدي حياه تانيه خالص بعيد عنهم 


مروه قلبت الكلام في دماغها 


لكن كالعادة خوفها كان هو المتحكم فيها 

عشان كده قالت بخوف 


:بس انا خايفه حد يمسكني أو يعرف اللي انا بعمله ..ومنال اصلا بتفتشني ولو لقيت معايا جنيه واحد زيادة مش بيطلع عليا صبح 


الحاجه سميه بضجر 


:يابنتي صحصحي معايا ..ده كله تعبك ..وانتي لو حد عملك حاجه تعالي ليا وانى هخلي احمد يتصرف 

ويمنع عنك الحوش دول ..انتي خلاص لازم تفوقي وتتعلمي تعتمدي على نفسك اكتر من كده ولازم يبقي ليكي شخصية وتعرفي تقولي لا 


مروه هزت راسها بشرود وهي بتفكر في كلام الحاجه سميه ولاقت إن كلامها صح 


لكن خوفها من المحاوله كان أكبر منها 


عاشت طول عمرها ملهاش رأي ولا شخصية مش بالساهل دلوقتي تتكلم وتقول لا وتعترض علي حياتها 


بصت للحاجه سميه واتكلمت باللي في خاطرها


:صدقيني نفسي والله اعمل كده..بس الموضوع مش بأيدي..انا عيشت طول عمري مليش شخصية ولا عارفه اقول كلمه ..مش بالساهل عليا أعمل كده..والله ما ساهل 


:لا ساهل..لما الموضوع يبقي ليه علاقه ببنتك يبقي ساهل ..انتي مش هتبدي مصلحه غيرك علي مصلحه بنتك ..مش نفسك بنتك تكبر وتروح مدرسه وتعملي ليها كل اللي نفسها فيه ..مش نفسك بنتك تشوف كل اللي انتي اتحرمتي منه ..فكرك بمطاطيتك لمنال بنتم هتعمل حاجه من ده كله ..لا يا مروه بنتك هتكون نهايتها زيك ..عايزها تكون  زيك 


مروه بسرعه ورعب 


:لاااا ..لا مش عوزاها تشوف اللي انا شوفته ..مش عاوزها تعيش اي حاجه من الي انا عيشتها ..عاوزها تعيش كل اللي انا اتحرمت منه ومشفتوش ..عوزاها يكون ليها شخصية ورأي مش زيي ..عوزاها تكون حره 


:يبقي تعملي اللي بقولك عليه ..خنصري من الفلوس وهاتيهم وانا هدسهم ولو كنت مسافره مكان هخليهم هنا في البيت عادي بس هخلب معاكي المفتاح عشان تعرفي تاخدي منهم زي ما انتي عاوزه ..وعليهم هيكون في مبلغ مني اساعد بيه بنتي وحفيدتي 


مروه عينها دمعت من اللقب واتمنت لو كانت الحاجه سميه امها فعلا مش مجرد كلام 


احمد رجع في الوقت ده وهو شايل غالية ومعاه شنطه فيها المشتريات اللي جابها ليها 


مروه بصت للحاجه سميه واستأذنت بتوتر


:طب انا همشي بقي يا حاجه..لو احتجتي حاجه ابعتي مع أي حد

 

الحاجه سميه بتلميح 


:خودي بالك من اللي قولته ليكي 


مروه هزت راسها واخدت غالية اللي ماسكه الكيس اللي اشتراه احمد بفرحه وعماله تلعب بيه وبتحاول تخرج اللي جواه من مشتريات وبقيه الفلوس 


الحاجه سميه بصت لابنها احمد بعد ما مروه مشيت واتكلمت بجدية شديدة 


:ايه رأيك في مروه يا أحمد..


احمد بعدم فهم 


:رأيي ازاي يا ماما ..وبعدين اقول رأيي ليه اصلا هو أنا مالي بيها 


:إيه رأيك فيها كا زوجه ليك في المستقبل 


يتبع.....

حرفيا الفصل ده بقالي تلت ايام بكتب فيه ومش قادره اخلصه ..لكن جيت علي نفسي وكتبته وحاولت اطوله علي قد ما اقدر 


يا شباب بجد بقي ..عاوزين مروه ترجع لعاصم ولا تتجوز أحمد وتبدأ بدايه جديده 

تكملة الرواية من هنااااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع