رواية ليتني لم أحبك الفصل الثانى والثلاثون 32بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليتني لم أحبك الفصل الثانى والثلاثون 32بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
#الفصل_الثاني_والثلاثون
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ❤️✨
_______
لقد جاء اليوم المنشود بعد طول انتظار
كان اليوم مميزًا، مليئًا بالسعادة التي غمرت الجميع بلا استثناء، حتى أكمل، رغم غيرته الشديدة على ابنتيه، لم يستطع إخفاء ابتسامته وهو يرى الفرح يكسو ملامحهما كالشمس المشرقة
الأنوار أضاءت المكان في بهجة أسطورية، والزغاريد والضحكات علت مع دقات الموسيقى، كل شيء يوحي بأن هذا الزفاف لن يُنسى مهما مرت السنين. أيهم وفريد بذلا كل ما بوسعهما ليجعلا هذه الليلة مختلفة، فها هما أخيرًا يحتفلان بتحقيق حلمهما الأكبر أن يجتمعا بحبيبتيهما بعد رحلة طويلة من المعاناة
جلس فريد بجوار المأذون، يده ترتجف وهو يضعها في يد أكمل، يردد كلمات العقد بلهفة تكاد تُفجر قلبه من فرط السعادة، وعلى الجانب الآخر كان أيهم يعيش ذات المشاعر، وحين صدح صوت المأذون بجملته التي طال انتظارها :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
تعالت الزغاريد والتصفيق، وحمل كل عريس عروسه واخذ يدور بها وسط ضحكات الحضور، صاح أيهم بأعلى صوته :
اخييييييراً
بينما فريد مال برأسه نحو جبين جيانا، يهمس بعشق :
بحبك
ضمته بسعادة والدموع تلمع في عينيها، أما أيهم، فلم يكتفي بعناق رقيق، بل فاجأ الجميع بقبلة جريئة، لتشهق تيا بخجل تخفي وجهها في صدره، وسط ضحكات عالية من حولهما
لم يتمالك أكمل نفسه، فهتف غاضبًا وهو يهم بالاندفاع نحوه.:
ابن ال.....
لكن حنان أمسكت بذراعه ضاحكة :
خلاص يا أكمل، اهدى.....بقى جوزها خلاص
زفر بضيق وهو ينظر إليهم جميعًا، بينما احتضنته حنان بسعادة وعينيها تلمعان بالدموع، وهمست وهي تتابع البنات يتمايلن في الرقص مع أزواجهن :
كبروا بسرعة واتجوزوا يا أكمل....أنا مبسوطة جدًا، بس برده زعلانة، البيت هيفضى علينا من غيرهم، حتى لو ساكنين في نفس العمارة
شد على يديها ورد بحدة يغلفها حب دفين :
يفضى إيه؟! بناتي مش هيسيبو بيت أبوهم، ولو جوز الجزم اجوازهم مش عاجبهم أطلق بناتي واخدهم تاني
ضحكت حنان بخفوت، وهي تدرك أن غيرته لن تزول أبدًا :
مفيش فايدة
ابتسم أكمل وهو ينظر حوله براحة قلب نادرة، الجميع سعيد، البهجة تملأ الوجوه، أخيرًا تخلصوا من كل الأحزان التي أثقلت صدورهم، صحيح أن بعض الجراح لا تُنسى، لكنهم تعلموا أن يتعايشوا معها، والمهم أنهم الآن معًا، سندًا لبعضهم
غاص في ذكرى قريبة، قبل ليلة الحنة بيومين تحديدًا، حينما جلس أيهم وفريد أمامه وقد أعدا عقود التنازل، ينتظران توقيع تيا وجيانا، ابتسم وقتها، لكنه باغتهم بكلماته :
فلوس إيه اللي بناتي هياخدوها منكم؟ ده كان اختبار بسيط مني ليكم.،بناتي مش محتاجين فلوسكم ولا فلوس غيركم، طول ما أبوهم عايش وعلى وش الدنيا، وحتى لو مُت، عمرهم ما هيحتاجوا لفلوسكم، أنا سلمتكم بناتي، اغلى حاجة عندي، عمري كله، مش الفلوس هي اللي هيطمنوني انهم معاكم بخير ومبسوطين، أنا عارف إنكم كويسين، وعارف انكوا يجي منكم، وإلا ما كنتش اتنازلت وقبلت أحط إيدي في إيديكم وأسلمكم بناتي، عارف إن علاقتي بيكم كانت زي القط والفار، بس بكره كل واحد فيكم هيبقى أب، ويعمل اكتر مني، وبناتي أمانة في رقبتكم ليوم الدين، ولو فكرتوا بس تزعلوا بناتي، قسمًا بالله رقبتكم ما تكفيني، واللي حصل قبل كده كله لعب عيال مش حاجة جنب اللي هيحصلهم لو شعرة من بناتي اتأذت......انا هسلمكم بناتي بالمعروف يوم مل حد فيكم يحس انه مس قادر يكمل او انه وصل لحيطة سد يرجعلي ساعتها بنتي بالمعروف
..........
على أنغام الموسيقى، كان كلاهما يراقص حبيبته والفرحة تلمع كالنجوم في عينيه، لم يتوقف لسان كل واحد منهما عن الهمس بكلمات العشق، وكأنهما وحدهما وسط الزحام
اقترب فريد من جيانا، وانحنى بخفة ليطبع قبلة رقيقة على شفتيها، ثم همس بصوت مبحوح بالحب :
بحبك، بحبك بطريقة مهما قولت من كلام مش هعرف اوصفها يا جيانا !!!
ارتجفت ملامحها بخجل، فدفنت وجهها في صدره وهمست بارتباك :
قليل الأدب
ضحك فريد بحرارة، وصوته يختلط بالموسيقى، ثم رفعها من خصرها وأخذ يدور بها وسط ضحكات الحضور، وهو يصرخ بعلو صوته يعلن للعالم أجمع انه يعشقها :
بــــحــــبــــك
تعالت ضحكات الحضور وصفقاتهم، بعضهم يشاركهم السعادة ويدعو لهم بدوام العشق، وآخرون ينظرون بغيرة وحقد مكتوم، لكن لا يستطع احدًا انكار أن الحب في تلك اللحظة كان أقوى من أي شيء آخر
..........
بينما على الناحية الأخرى، كانت هايدي تدور برفقة سمير على أنغام الموسيقى، وبطنها التي بدأت بالبروز تحكي حكاية عمر جديد ينمو بينهما، ابتسامتها لم تكن مجرد انعكاس للحظة، بل كانت سعادة كاملة لم تتخيل يومًا أن تعيشها، لكنها تحققت بوجوده، ومن أجله
مال نحوها سمير بطريقته المشاكسة وهمس في أذنها :
عقبال ما نجوز ابننا يا أم نيازي
قطبت جبينها بضيق وضربت قدمها على الأرض بغضب طفولي، قائلة بتذمر :
بطل تقول الاسم ده، وبعدين انا هسمي ابني حبيبي قيس
قهقه ساخرًا وهو يشدها إليه أكثر :
آه ونجوزه واحدة اسمها ليلى......انسي مش هيحصل
لكزته بصدره، قائلة بغيظ :
مالكش دعوة، اسميه زي ما أنا عاوزة، ابني وأنا حرة فيه
رفع حاجبه بمكر، متمتمًا بعبث :
وهو ابنك لوحدك يعني، تكاثرتي ذاتيًا وحملتي فيه !!!
احمر وجهها خجلًا ونهرته بحدة :
اخرس يا قليل الأدب
غمزها وهو يضحك بخفة :
ما هي قلة أدبي دي اللي جابتلك قيس يا ام قيس
لم تستطع منع الضحكة التي أفلتت منها، ثم ارتمت بين ذراعيه، تهمس بصدق :
بحبك، وبحب جنانك وكل حاجة فيك يا سمير، ربنا يخليك ليا يا روحي
شدها إليه أكثر، وطبع قبلة حانية على وجنتها قبل أن يهمس بعشق صافي :
بموت فيكي، وبعشق التراب اللي بتمشي عليه يا قلب سمير
.........
بعد وقتٍ انقضى بين ضحكات الشباب ورقصهم معًا، فجأة انطفأت الأضواء في القاعة، فخيم الصمت لثوانٍ متوترة وبعد دقيقة، عادت الأضواء لتكشف عن شخصٍ يقف على خشبة المسرح، يمسك بالميكروفون، يبتسم بحب ولم يكن سوا.....فريد
رفع عينيه نحو الحضور ثم ثبت نظراته عليها مباشرة، وقال بصوتٍ يتخللته الحنين :
من سبع سنين قابلت أجمل بنت شافتها عيني، من سبع سنين كنت شخص غير اللي انتوا شايفينه دهؤ كنت واحد كل همه إنه يقضي الليلة الجاية مع بنت شكلها ايه، لحد ما شوفتها وسحرتني، لقيت نفسي بدل ما أنا اللي عاوز أوقعها في حبي عشان ارضي غروري لما رفضتني، لقيتني أنا اللي وقعت..... وقعت ومقومتش أبدًا، لا في يوم نسيت حبها، ولا قلبي وقف لحظة يدق ويعشق غيرها
توقف قليلًا، تنهد بعمق، والدمع يلمع في عينيه وهو يواصل :
الفرح ده، كان ممكن يحصل من زمان، لكن اللي أخره غبائي، وعدم تقديري للنعمة اللي كانت في إيديا، جرحتها، وسببت ليها ألم كبير، أنا اللي كسرت الوعد، وهي اللي فضلت قد وعدها وصانته، سافرت وبعدت، كان عندي امل انساها بس اللي حصل.....اني نسيت الأمل ده ولا يوم نسيت حبها، بالعكس كنت بغرق اكتر واكتر
صمت للحظات ثم قال بحب :
يمكن لو جمعنا القدر زمان مكنتش هكون مبسوط زي ما انا دلوقتي، لأني دلوقتي بالذات حاسس اني استحقك بجد
في تلك اللحظة، انزلقت دمعة من عينيه أمام الجميع دون أن يخجل، فقط لأجلها، فتابع بصوتٍ مبحوح :
النهاردة، هو أسعد يوم في حياتي، لأنها بقت معايا، جيانا مش مجرد حبيبة ولا زوجة، دي نفسي اللي بتنفسه، وروحي اللي عايش بيها، فريد الزيني ولا حاجة من غيرك يا جيانا
فريد......مينفعش يكون غير ليكي وبس
تقدمت جيانا نحوه ببطء، حتى وقفت أمامه، رفعت يدها برفق، تمسح دموعه بلمسةٍ مرتجفة، ابتسمت من بين دموعها قائلة بعشق :
وجيانا ماتنفعش تكون غير لفريد
ابتسم الحضور وصفقوا بحرارة، بينما علت بعض الصافرات المليئة بالفرح، أما أكمل، فقد ابتسم أخيرًا بارتياح، وقد غمر قلبه شعور بالاطمئنان، الخوف الذي كان يثقل صدره تبدد حين رأى دموع فريد، فدموع الرجل لا تنزل إلا لأجل من أحبها بصدق
ضمها فريد بين ذراعيه، لكنه أبقاها أمامه قليلًا، ينظر في عينيها بنظراتٍ مليئة بالوعد والصدق، قائلاً :
وعد مني....لآخر نفس فيا، هفضل أحبك وأصونكؤ عمري ما هيكون لغيرك، وعنيا عمرها ما هتشوف غيرك، كل يوم هحبك أكتر من اللي قبله، كل ثانية في حياتي هتكون ليكي وبس
ابتسمت جيانا من بين دموعها وقالت :
مصدقاك.....مصدقاك يا بن الزيني
تنهد بعمق ثم سألها بحب :
سامحتيني من قلبك ؟
أومأت برأسها، وابتسامتها تنبض بالحب، ثم أجابت بحنان :
سامحتك من قلبي.... قلبي اللي عمره ما عرف غير حبك، فريد الزيني قدر ينسي جيانا وجعها منه، وداوى كل جرح جواها، وماسابش في قلبها غير حبه....وبس
.........
على الناحية الأخرى، كان أيهم يناظر ابن عمه بسعادة حقيقية لأجله، فيما تيا كانت تقف بجواره تصفق بسعادة، حتى وضع يده على خصرها فجعلها تشهق بخجل، ابتسم بوقاحة وهو يقول :
ما ترجّعيلي البوسة اللي خدتيها مني من شوية، مش المفروض اللي ياخد من جد حاجة يرجعها.....رجعيهالي يلا
احمر وجهها حتى صار قانيًا، وردت عليه بحدةٍ وخجل :
يا سافل، يا قليل الأدب
شاكسها بحاجبيه ثم غمز بعينيه وهو يهمس :
كلها شوية وتشوفي قلة الأدب والسفالة على أصولها يا روحي
ارتبكت وهي تقول بتلعثم واضح :
مين قالك إني هروح معاك أصلاً، أول ما الفرح يخلص انا هروح مع بابا وماما
ضحك بخبثٍ وهو يرد عليها :
ده عند أم ترتر يا حبيبتي
صُدمت من عبارته الغريبة، لكنها سرعان ما انفجرت ضاحكة على تعبيره، ظل يتأملها بشغف ممزوج بالوقاحة وهو يقول :
الفرح ده كفاية عليه لحد كده، يلا بينا نطلع عشان نخش دنيا
دفعت صدره بيدها قائلة باستياء وارتباك :
انت طلعت قليل الأدب أوي
غمزها بعينيه مجددًا وأجاب بفخر :
حبيبتي، أنا مش سافل ولا قليل الأدب.....نا ما اتربتش أساسًا
اتسعت عيناها بدهشة وهي تسأله بسخرية :
ومالك فخور اوي كده انك متربتش وقليل الأدب وسافل
ضحك بصوتٍ عالٍ، يفيض مرحًا :
دي أحلى حاجة فيا، خصوصًا في حالتي انا وانتي
نظرت له بعدم فهم، ليقترب أكثر وهو يهمس بوقاحة :
ما هو لو واحد محترم أوي وبيتكسف، ومعاه واحدة زيك بتتكسف من أقل حاجة، يبقى مش هنشوف عيال في حياتنا
تسمرت مكانها، انفرجت شفتاها قليلًا من صدمتها بجرأته، ليزداد هو وقاحة وهو يثبت نظره على شفتيها قائلاً :
تقفلي بوقك بالحسنى، ولا ارزعك انا بوسة زي اللي خدتيها من شوية وهيتقفل بالحسنى برده
ردت عليه تيا فجأة :
حسنى دي تبقى امك !!!!!!!
صدم ايهم من تلفظها بتلك الكلمة، حتى هي شهقت بزهول تعتذر له قائلة بندم :
والله طلعت من كده مقصدش خالص خالص
اقترب منها حتى صار قريبًا جدًا ثم قال بوقاحة :
لسانك طول اوي......واللسان الطويل
شعرت بالغضب من اقترابه الوقح هذا، لكنها تابعت بتوتر :
بنقصه
ردت عليها بوقاحة وهو يميل نحوها ينوي تقبيلها :
تؤ بنعضه !!!!
لقد فهمت مغزاه الوقح، رمقته بغضبٍ وخجل، ثم استدارت مسرعة لتغادر من أمامه، بينما انفجر هو ضاحكًا بسعادة وهو يلحق بها بخطواتٍ واثقة قائلاً بصوت عالي :
ياجماعة حد يشوفلي البت دي، واخدة قلبي ومش عاوزة ترجعه
امسك بها يعانقها بسعادة والاخرى تبادله العناق على استحياء تحت نظرات والدها الفخور بها
...........
لم تتوقف عيناه عن استراق النظرات إليها طوال الزفاف، وكلما فعل ابتعد سريعًا كأنه يخشى أن تُفضحه نظراته، وهي أيضًا لم تستطع المقاومة، كانت تختلس النظر نحوه بين الحين والآخر، اشتاقت إليه رغم كل شيء
كلاهما كان يهرب من الآخر، هو لا يملك الجرأة ليقترب، ما زالت كلمتها الأخيرة له ترن في أذنه حين صرحت بكرهها الشديد له، فتركته مكسورًا، أما هي، فرغم شوقها الذي ينهش قلبها، لم تستطع أن تنسى ما فعله، لو لم يخطئ في حقها.... ربما كان هذا اليوم زفافهما أيضًا
حين رأت فريد يحتضن جيانا، ودموع السعادة تغمرهما وسط التصفيق، شعرت بوخزة في قلبها، أرادت أن تعيش تلك اللحظة، أن تُحاط بنفس البهجة التي تراها في عيون أيهم وتيا، سنوات طوال وهي محرومة من ذلك، وقلبها رغم كل ما حمله من حب له، لم يعرف كيف يغفر !!
........
انتهى الزفاف بعد وقتٍ طويل، وقبل أن يغادر فريد بصحبة جيانا، اقترب والده منه، احتضنه بقوة، وصوته يفيض بالحنان :
الف مبروك يا بني، ربنا يسعدك
لكن فريد ظل جامدًا، لم يتعود يومًا على الدفء منه، ما زال بينهما حاجز ثقيل، بل اكتفى بأن يومئ بصمت، فانعكس الحزن في عيني محمد الذي حاول أن يخفي ألمه وهو يلتفت إلى جيانا، يلثم جبينها ويبتسم قائلاً :
الف مبروك يا بنتي، ربنا يسعدكم
ابتسمت له جيانا بخجلٍ، ثم غادر محمد وفي داخله غصة لا تهدأ
أما جمال، فلم يتوقف عن توصية أيهم على زوجته، يكرر الدعاء لهما بالسعادة، فابتسم أيهم بخفة محاولًا التهرب من جدية الموقف قائلاً بمرح :
ايه يا بابا، هو أنا اللي ابنك ولا تيا، ده انت وصيت عليها أكتر مني انا
ضحك جمال ورد عليه وهو يربت على كتفه بمودةٍ ممزوجة بالمزاح :
هي بنتي، أما إنت، أنا متبري منك من زمان لأني معرفتش أربي
قهقه أيهم رافعًا رأسه بفخر :
تُشكر يا حاج
ضحكت تيا بخجل على مشاغبة الاثنين، فيما اقترب أكمل من بناته، جمعهن في حضنه كأنه يخشى أن يتركهن للحظة، وحنان تبكي بحرقة لا تستطيع كبحها، شد من عناقهن بحنانٍ أبوي عميق
ثم التفت بعينيه الحادتين إلى فريد وأيهم، وقال بنبرة تحمل تهديدًا واضحًا :
عارف يا زفت منك ليه، لو بناتي زعلوا بسببكم أو جرالهم حاجة، هاكلكم بسناني
انفجر الجميع بالضحك، وارتفعت الدعوات والتهاني، قبل أن يودع العريسَين العائلة وينصرفا وسط مزيج من الفرح والدموع !!!
...........
أخذ فريد يد جيانا بصمت، وضع القماشة السوداء برفق على عينيها طوال الطريق وهي لا تكف عن السؤال بقلق وفضول:
فريد، إنت واخدني على فين؟
ابتسم دون أن يجيب، وعندما اجتاز بوابة حديدية ضخمة أوقف السيارة أخيرًا وقال هامسًا :
استني بس يا حبيبتي.....مفاجأة
ترجل من السيارة، وفتح لها الباب يساعدها على النزول، كانت خطواتها حذرة وهي ما تزال تتساءل:
مفاجأة إيه ؟؟
قادها بخطوات قليلة للأمام، ثم أزال القماشة عن عينيها ببطء، ناظرًا لها بلهفة وهو يقول بابتسامة مترقبة :
فتحي.
توسعت عيناها بدهشة، شهقت من المشهد أمامها....
نفس الأرض التي حملت لهما أجمل الذكريات منذ سنوات، لكن هذه المرة أكثر سحرًا، الرمال مُزينة بالشموع المضيئة، والورد الأحمر متناثر في كل زاوية، حتى الكوخ الخشبي البسيط تحول إلى لوحة ساحرة
تقدمت جيانا بخطوات مترددة ثم صعدت درجات الكوخ، عيناها تلمعان وهي تدخل، لتجد الحوائط مغطاة بصور قديمة لهما معًا، وصور حديثة لها التقطها فريد خلسة، كل زاوية تنبض بالحنين والحب
دخلت غرفة النوم فارتجف قلبها من المشهد.....
الأرض مفروشة بالورد الأحمر، الفراش مزين، والحوائط تحمل المزيد من الصور، الشموع تملأ المكان بهالة دافئة، كانت تنظر حولها بدموع فرح، بينما كان فريد يقف خلفها، يراقب انبهارها وسعادتها بلهفة أكبر من أي فرحة عاشها
اقترب منها، وصوته يفيض عشقًا :
المكان ده ليه مكانة جوة قلبي وقلبك، ليه ذكرياتنا، حبيت يكون أول يوم لينا هنا، جددته وغيرت فيه حاجات بسيطة، اتمنى يكون عجبك
التفتت نحوه تعانقه بامتنان :
جميل اوي يا فريد
شدها لصدره، مقبلاً كتفها قائلاً وهو يحيط خصرها :
جميل عشان انتي فيه
أسند جبينه على جبينها، صوته يرتجف بسعادة لم يعرفها من قبل :
مبروك عليّا إنتي، يا اجمل حاجة في حياتي
ابتسمت بخجل، وحين اقترب منها ليقبلها ابتعدت مرتبكة، واتجهت نحو الشرفة المطلة على البحر، قائلة وعيناها معلقة بالموج :
عارف نفسي في إيه؟
اقترب منها، ابتسامته رقيقة وصوته يفيض حبًا :
كل اللي نفسك فيه.....أوامر تتنفذ
أدارت وجهها نحوه بعفوية مجنونة :
ننزل البحر دلوقتي سوا
تجمد في مكانه، يحدق فيها مذهولًا :
بتهزري اكيد
حركت رأسها نافية، ثم ركضت نحو المرحاض بخفة، تخبره أن يتجهز، خلعت فستانها بصعوبة لتجد ثوب سباحة بقطعة واحدة كان موضوعًا بين حقائب شهر العسل للغد، ارتدته وخرجت، وفي تلك اللحظة دخل هو ليبدل ملابسه محاولًا السيطرة على أنفاسه بعدما رآها هكذا لأول مرة !!!!!!
..........
بعد وقتٍ طويل قضياه بالمياه، كانت ضحكاتهما السعيدة تتردّدد في الأرجاء كأنها موسيقى لا تنتهي، ظلا يلهوان كالأطفال، ثم خرج هو من البحر حاملاً إياها بين ذراعيه، قبل أن يُنزلها على الأرض برفق، لتفلت منه نظرة طويلة محملة بالشوق والحنين، اقترب منها ببطء، يحيط وجهها بكفيه، وعيناه تبوحان بما عجز لسانه عنه، وما إن هم بأن يقترب منها أكثر حتى ابتعدت للخلف، بخجل شديد، قائلة بصوتٍ خافت وهي تتحاشى النظر إلى عينيه :
انا هدخل اخد شاور
ثم أسرعت نحو الحمام، تاركة ابتسامة مُتفهمة على شفتيه لما رآه من حيائها، بدل ثيابه، وجلس على الفراش ينتظرها
في الداخل، أدركت جيانا أنها نسيت إحضار ثيابها، فوقعت عيناها على قميصه الأبيض فقررت أن ترتديه، وبعد دقائق، خرجت، ليقع بصره عليها فتتسع عيناه اندهاشًا وانبهارًا
كانت تقف أمامه مرتدية قميصه الذي انسدل إلى ما قبل ركبتيها، وخصلات شعرها المبتلة تلتصق بوجهها، فيما كانت تحاول عبثًا أن تُطيل القميص بجذب أطرافه للأسفل
اقترب منها بخطوات هادئة، وكلما خطا نحوها خطوة، تراجعت هي خطوة أخرى، حتى وجدت نفسها وقد تلامس ظهرها بالحائط، بينما أنفاسها تتسارع من رهبة الموقف والاحراج، رفعت عينيها له بتردد وقالت بصوتٍ خافت :
مكنش فيه هدوم، ولقيت القميص بتاعك بس......
لكنها لم تُكمل، فقد أسكتها بنظرة محملة بالعشق، تلك النظرة التي جعلتها ترتجف في مكانها، رفع يده ليلمس وجنتها بخفة، ثم اقترب منها هامسًا، وصوته يقطر صدقًا :
بحبك
لم تحتج الكلمات بعدها إلى تفصيل، فقد ساد بينهما صمت أرق من الكلام، ودفء أعمق من أي تعبير، بقيا الاثنان معًا في سكينة، كأن العالم اختفى ولم يبقى سوى قلبين يبوحان لبعضهما بحبٍ طال انتظاره
وفي تلك اللحظة، صمتت شهرزاد عن الكلام المباح !!!
..............
كانت الغرفة تطل مباشرة على البحر، والنسيم يدخل عبر الشرفة ليلاعب ستائرها بخفة، في قلب هذا المكان، كان ايهم يحمل تيا بين ذراعيه، يمازحها بحاجبيه، وصوته لا يخلو من وقاحته المعتادة التي ألفتها منذ اللحظة الأولى، لكنه اليوم أخذ طابعًا من المشاكسة المرحة، مقلدًا المشهد الذي شاهده بأحد الأفلام :
طلعي ورقة وقلم ولابتوباتك وفاكساتك وسجلي أهم لحظة... أهم لحظة في حياتك الزوجية
نظرت له بحدة، وتراجعت خطوة إلى الوراء، قلبها يخفق بسرعة، بعدما انزلها بلطف إلى منتصف الغرفةؤ بدأ بإزالة سترته، ثم البيبيون، ثم فتح أزرار قميصه، فصرخت عليه فجأة بحدة نتيجة خجلها الشديد :
انت بتعمل ايه يا بني آدم انت
اقترب منها، مشاكسًا اياها، بعينين تلمعان بالوقاحة والمرح :
ايه بس يا روحي ده الليلة دي اصلا ليلة قلة الأدب والسفالة
رفعت إصبعها بوجهه، تتراجع خطوة وراء خطوة، بتوتر :
والله لو ما اتلميت وفضلت محترم نفسك هتصل على بابا يجي ياخدني
ابتسم ابتسامة واسعة، وهو يقترب منها أكثر، صوته مليء بالثقة والجرأة :
بابا ايه بس ياجميل ما خلاص من هنا ورايح مفيش بابا اللي كان واقفلي زي اللقمة في الزور، دلوقتي بقى في ايهم يا روح ايهم وقلب ايهم
ثم غمزها بعينه، قائلاً بوقاحة :
ما تجيبي بوسة بدل الوقت الضايع ده
رفعت إصبعها ثانية، بحدة مزيفة تخفي خجلها وتوترها :
احترم نفسك
لم يهتم بكلماتها، واقترب أكثر، بينما كانت تتراجع ببطء حتى ركضت فجأة إلى المرحاض، وأغلقت الباب بالمفتاح، فنادى عليها ايهم بزهول :
تيا افتحي الباب......احنا فينا من كده
ردت عليه من الداخل بحدة وتوتر :
لا مش طالعة انت قليل الادب اوي
طرق الباب مرة اخرى قائلاً بفخر :
يا حبيبتي ما هي دي احلى حاجة فيا والله
زفرت بضيق، لم ترد، لكنه استمر بالمحاولة، محايلًا وكاذبًا :
طب افتحي طيب ومش هعملك حاجة وهقعد مؤدب خالص
جاءه صوتها المتوتر من الداخل :
احلف
تمتم بخفوت وهو يرفع رأسه للسماء :
سامحني يارب، مضطر أكدب وأخذها على قد عقلها
رد عليها بعلو صوته قائلاً :
اوعدك
صمت عم المكان للحظات، حتى سمع صوتها المرتجف :
هطلع بس هاتلي حاجة البسها
رد عليها بتزمر ووقاحة :
طب ما تطلعي تلبسي هنا، أنا عايز افتح السوستة ده، انا متجوز مخصوص عشان افتح السوستة
ردت عليه بحدة :
عشان تعرف انك كداب وقليل الادب
رد عليها بأسف مصطنع، صوته يمزج بين الدعابة والتمثيل :
زلة لسان يا روحي، سامحيني
لم ترد، فتابع بضيق، وهو يركل الأرض بقدميه :
اطلعي بقى و هاتي هدوم لنفسك وانا هطلع البس في الحمام اللي بره !!
غادر الغرفة، وما إن استمعت لصوت الباب يُغلق حتى زفرت بارتياح، ثم بدأت تفك ثوب الزفاف بصعوبة
دخلت لتستحم، وبعد قليل خرجت مرتدية قميصًا أبيض ناعمًا بحمالات رفيعة لم يكن أمامها غيره، وأسدلت فوقه الروب الخاص، ثم صففت خصلات شعرها على جانب واحد، محاوِلة أن تبدو أكثر تماسكًا مما تشعر به
لم تكد تمر دقائق حتى طرق الباب، فردت بتوتر، سامحة له بالدخول
دخل ايهم بلهفة، وما إن وقعت عيناه عليها حتى تجمد في مكانه، يحدق فيها بذهول وافتتان، كأنما يراها للمرة الأولى، بل وكأنها أول امرأة خُلقت على وجه الأرض
اقترب منها ببطء، بينما هي تعود للخلف بخطوات قلقة، تعصر يديها توترًا، حتى أفلتت من بين شفتيه بتلقائية تلك الكلمات التي خطفت قلبها :
يا زهرةَ الليالي وسر السحرِ في السماءِ
كيفَ للقمرِ أن يَسطعَ، وأنتِ نبعُ النورِ والصفاءِ
ساد بينهما الصمت للحظة، لم يبقى سوى صوت أنفاسهما المضطربة، ابتسم لها ابتسامة هادئة يطمأنها، ثم رفع يده برقة، يبعد خصلات الشعر المتساقطة على وجهها، ليهمس بصدق وعشق :
بـحبـك
كانت كلماته كافية لتبدد خوفها شيئًا فشيئًا، تغمرها الطمأنينة، كأنها تستند على جدار من أمان، ومع كل همسة منه كانت تتلاشى رهبتها، ويغمرها شعور لم تعرفه من قبل.....
شعور جعل شهرزاد تصمت عن الكلام المباح
___________
يتبع........
دي واحدة من عندي لولولولولولولولولي 😍❤️
اتجوزوا اخيرًا لقد هرمنا والله 😂❤️
#تكملة_الفصل_الثاني_والثلاثون
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
لا تنسوا ذكر الله ♥️✨
..........
بين يديه الآن، كأن القدر قد أعاد إليه ما سُلب منه ذات يوم...
لا يصدق أن تلك التي رحلت عنه يومًا بسببه، تلك التي نزف قلبه لأجلها حتى جف، قد عادت أخيرًا لتكون له
سنوات مضت وهو يجر خلفه ثقل الندم، يتعثر في صدى غيابها، يبحث عنها في الوجوه فلا يجد سوى مرارة الفقد
كان السبب في الألم، وكان الجرح الذي لا يلتئم، ومع ذلك ظل قلبه معلقًا باسمها، يرفض أن ينسى
واليوم يضمها كأن العالم قد توقف عند هذه اللحظة، كأن الله جبر قلبه المنكسر بمن كانت سبب ضعفه وقوته معًا
ينظر إليها، فلا يرى امرأة عادت فقط، بل يرى وطنًا استعاده بعد منفى طويل، يرى حياةً تعود لتدب في عروقه من جديد
كم مرة أقسم لنفسه أنه انتهى منها....؟؟
كم مرة حاول أن يطفئ نارها في داخله فلم يفلح
واليوم يدرك أن الحب، مهما قسونا عليه، يبقى أعمق من الفراق، وأقوى من الندم، وأن ما خُلق ليكون لك، سيعود إليك مهما طال الطريق
فهو الآن لا يصدق أنه ملكها، ولا يصدق أنها ملكه....
لكن قلبه يعرف، يعرف أن هذه اللحظة هي خلاصة كل عذاب، وأن العشق الذي وُلد بينهم لم يعرف يومًا حدودًا، ولن يعرف أبدًا نهاية
ليلة بدت له كقطعةٍ من جنة وُعِد بها منذ الأزل، عاشها بين أحضانها كأن العالم قد توقف عند تلك اللحظة، لم يذق قلبه سعادة كهذه من قبل، وعيناه تتأملان ملامح وجهها، الوجه الذي حفظ تفاصيله عن ظهر قلب، كقصيدةٍ لا يمل من ترديدها
مد يده بحنو، يزيح خصلات شعرها الناعمة التي انسدلت على جبينها، يقرب وجهه من وجهها، يدفن أنفه فيها وكأنها هواءه الوحيد، يستنشق عبيرها الذي صار إدمانه الأجمل
لطالما حلم أن يستيقظ ويجدها أول ما يفتتح به يومه، أن تكون صباحه ومساءه، أمنيته الكبرى التي من أجلها صبر وتألم، ها هو الآن قد نالها، عاهد قلبه انها ستكون ملكته، وأن العمر كله سيُسخره ليُغرقها في بحر عشقه الذي لا يعرف شاطئ !!
طبع على وجنتها قُبلةً خفيفة، ثم غادر الغرفة بخطوات هادئة نحو المطبخ الصغير في الكوخ، يعد بيديه فطورًا يليق بها
بعد دقائق عاد يحمل صينية خشبية عليها الكثير من الطعام، وضعها جانبًا، ثم التقط وردةً حمراء مررها برفق على وجنتها، هامسًا باسمها برقة حتى تفيق لكنها لم تتحرك، فاقترب أكثر، يلامس شفتَيها بقبلةٍ دافئة، استفاقت على أثرها مذعورة للحظة، ثم هدأت ما ان ادركت أن من يحتضنها هو فريد !!
تورد وجهها خجلًا حين أبعد شفتيه عنها، ساعدها على الاعتدال، وعيناها لا تجرؤان على النظر إليه، ابتسم بحب هامسًا لها :
صباح الورد
أجابته بخفوت، وعلى شفتيها ابتسامة صغيرة مرتبكة :
صباح النور.
وضع الصينية أمامها، فقالت بابتسامة خجولة :
تعبت نفسك ليه، كنت صحيتني وأنا حضرت الفطار
قابل كلماتها بابتسامة، وأمسك يدها يقبلها وكأنها أثمن ما يملك :
هو فيه اغلى منك عندي عشان اتعب ليه
ابتسمت هي الأخرى بحبٍ صافي، فبدأ يطعمها بيديه، وعيناه لا تفارقان ملامحها، بدا وكأنّه يعيش حلمًا لم يصدق بعد أنه صار واقعًا، تنهد بعشق قائلاً :
لحد دلوقتي مش مصدق إنك بقيتي ليا،خايف أصحى القي كل ده كان حلم، قوليلي انك معايا بجد، انك سامحتيني
رفعت نظرها إليه بابتسامة مطمئنة، وضعت الصينية جانبًا، ثم ارتمت بين ذراعيه تعانقه كأنها تمنحه الأمان، هامسة بصوتٍ ارتجف من شدة الصدق :
انا معاك، وبحبك يا فريد
شد ذراعيه حولها أكثر، دفن وجهه في عنقها كمن يستجير بملاذه الأخير، ثم أبعد رأسه قليلًا، ينظر في عينيها وكأنه يغوص فيهما، يقترب أكثر فأكثر حتى استلقت بين يديه على الفراش، تاركًا لعشقه أن يفيض عليها بلا حدود، بهمسٍ ودفءٍ لا تشرحه الكلمات، بل تخفيه العيون والأنفاس المرتعشة
..............
استيقظ ايهم على مهل، فتح عينيه ليجدها غافية فوق صدره العاري، خصلاتها البنية الطويلة منسابة كستارة دافئة تغطيه ابتسم بحب وسعادة لم يعرفهما إلا بقربها
ليلة الأمس، ستظل أجمل ما سطره العمر في ذاكرة قلبه
أزاح شعرها عن وجهها بحنان، أسند رأسها على الوسادة، ثم انحنى يغمر ملامحها بقبلات خفيفة، تحركت تيا بنعاس، ثم تمتمت دون وعي :
سيبيني أنام شوية يا ماما
ضحك بخفوت، ثم اقترب منها، مقبلاً ثغرها بحب، حتى فتحت عينيها فجأة بفزع، وصفعته بيدها الصغيرة على صدغه بقوة !!!!!
تجمد مكانه مذهولًا، سرعان ما استعاد نفسه، وسألها بغضب أجاد تصنعه :
ايه اللي عملتيه ده....؟!!!
أغمضت عينيها مرتبكة، الخوف والخجل يسيطران عليها، فتمتمت بارتباك طفولي اسر قلبه المتيم بها :
أنا، افتكرت حد غريب اللي بيقرب مني.....انا اسفة، والله مكنش قصدي، وبعدين فيه حد يصحي حد كده، روح البس حاجة واستر نفسك
وضع يده على صدغه متصنّعًا الألم، ثم قال بمكر :
اعمل انا ايه بأسف بتاعتك دي، هتخفف ليا يعني خدي اللي واجعني بسببك
نظرت له تيا بخوف، وسألته :
طب اعمل ايه
اقترب منها بابتسامة ماكرة، قائلاً بمشاكسة :
بوسي مكان ما ضربتي......وهو يخف !!
اشتعل وجهها حمرة، ثم صاحت عليه بخجل :
ايهــــم
غمز بعينيه، وهمس بنبرة عاشقة مضحكة :
قلبه وكليته
لم تتمالك نفسها، فضحكت رغم خجلها، حاولت دفعه لتنهض، لكنه ثبتها بحزمٍ مرح :
لا يا حلوة مش ايهم الزيني اللي يسيب حقه، انا عاوز رد اعتبار لكرامتي دلوقتي......ومش هقبل بأقل من بوسة
حركت تيا رأسها نافية، وهي ترد عليه بخجل :
مستحيييل
أدار وجهه مطصنعًا الحزن :
خلاص، براحتك يا تيا
أدركت أنها لن تفلت، فمالت إليه على استحياء، قبلت وجنته برقةٍ مرتجفة، لكنه باغتها، واستدار ليقتنص من شفتيها قبلةً أطول وأعمق، ابتعد أخيرًا، وهي تدفع صدره وقد احمر وجهها بالكامل :
قليل الأدب اووي
ضحك عليها، قائلاً بغرور وفخر :
يا روحي لأمتى هقولك ان دي أحلى صفة فيا، ده انتي المفروض تحمدي ربنا كل يوم ان جوزك عنده الصفة دي، ومن الآخر كده يا قلبي مفيش راجل محترم اللي قالك كده بيضحك عليكي
حركت رأسها، قائلة بيأس :
مفيش فايدة
اقترب منها، يمرر أنفه على وجنتها، يقضمها بخفةٍ ممازحًا اياها، ثم همس قائلاً بغمزة :
طب ايه ؟؟
سألته تيا بعدم فهم :
ايه؟!
مسك الغطاء الملتف حولهما، ونظراته تلمع بالمكر :
عيب إنك تصحي ناسية إنك خلاص بقيتي متجوزة، عارفة ده معناه ايه
سألته تيا بتعجب :
ايه ؟؟
اقترب منها قائلاً بوقاحة لا تليق إلا به :
معناه إني امبارح ما أثبتش بضمير، ولازم اخد فرصتي من تاني !!!!!
فتحت فمها لتوبخه، لكنه أسكتها بقبلةٍ مباغتة، حتى استكانت، وغرقا الاثنان في عالمٍ مليء بالعشق، وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
...........
بعد وقت طويل، كان فريد يرتدي ساعته، وهو يراقب جيانا بابتسامة ويستمع لحديثها باهتمام :
هنسافر علطول كده من غير ما نسلم عليهم
ابتسمت له وهي تشعر بالدفء يملأ قلبها :
كنا مع بعض امبارح يا روحي، وبعدين احنا مش هنعيش هناك على طول
سألته وهي تلف الوشاح الخفيف حول رقبتها وتهندم ثيابها أمام المرآة :
طب هنسافر فين، وتيا وإيهم هيكونوا معانا.....؟؟
قطب جبينه بضيق، وقال بغيظ :
ايهم مين ده اللي يكون معانا، تلاتين سنة في خلقتي، لحد ما زهقت منه، عايزانى أشوفه كمان في شهر العسل بتاعي، ده كده يبقر كتير عليا اوي
ضحكت بقوة، حتى هدأت ثم سألته بفضول :
طب هنسافر فين؟
رد عليها بمكر وابتسامة مشاكسة :
مفاجأة يا روحي، ومتسأليش تاني عشان مش هقولك
عرف أنها ستلح عليه، لكنه تابع وهو يهندم ثيابه للمرة الأخيرة :
يلا جهزي نفسك بسرعة، هنتأخر ع الطيارة
ابتعدت عن المرآة بابتسامة قائلة :
خلاص أنا جاهزة، يلا نطلع الشنط بره
توقف ينظر لها، وابتسامته تهيم بجمالها الذي لم ير مثيله من قبل، استغنت عن ثيابها الكاجوال التي تعشقها، وأخرجت من حقيبتها الفستان الطويل الأزرق السماوي، ذو الأكمام الطويلة الواسعة، تاركة شعرها طليقا، ولفت وشاحًا أبيض خفيف حول رقبتها
تحولت نظراته فجأة للمكر عندما وقع بصره على الوشاح الملتف حول عنقها، فارتبكت وهي تسأله بتوتر :
بتبصلي كده ليه ؟؟
اقترب منها فريد ببطء، وسألها بمكر :
حاطة الشال ده على رقبتك ليه، بتحاول تخفي ايه بالظبط !!
توترت، وأشاحت وجهها بعيدًا عنه بخجل قائلة :
كده، من غير سبب شكله عاجبني
أومأ لها وهو يبعد بالوشاح عن عنقها فجأة وبدون مقدامات بعد ان قال بمكر :
امم، بقى شكله عاجبك
ازداد خجلها، واصطبغ وجهها بحمرة قانية، بينما هو تحسس علامات ملكيته التي زينت عنقها، وهمس بخفوت قرب أذنها، قبل أن يضع قبلة صغيرة على رقبتها :
يعني مش عشان تداري ده
ابتعدت عنه سريعًا، منتزعة الوشاح من بين يديه، قائلة بتلعثم، وبخجل :
اا....اتأخرنا اوب على فكرة، انا هستناك بره في العربية
ابتسم بمكر، ورحلت هي للخارج، بينما ظل هو يراقب أثرها بهيام وسعادة لم يشعر بها من قبل، حمل الحقائب، ثم أغلق الأضواء وخرج خلفها، ليجدها تقف أمام السيارة، وجهها مزين بحمرة الخجل، وضع الحقائب بالسيارة، وانطلق الاثنان نحو المطار، وطوال الطريق لم يتوقف عن مشاكستها، يهمس لها بكلمات الحب والعشق التي تنبع من قلبه، وفي الطريق، غرقا معًا في عالمهما الخاص، عالم يملؤه الشوق والضحك والهمسات، حيث لم يكن للزمن أي معنى، سوى نبضات قلبين يعيشان الحب وحدهما الآن بعد عذاب ومعاناة
...........
بعد وقت طويل جدًا، خرج الاثنان من المطار، وكانت جيانا لا تتوقف عن النظر لكل ما حولها بسعادة
ــ بتهزر صح....؟!!
قالتها وهي تكاد لا تصدق أنها بالمكان الذي حلمت به طوال حياتها من جماله وروعة الطبيعة
تأمل فريد فرحتها بسعادة مضاعفة، سائلاً بابتسامة عاشقة :
عجبك ؟؟
ردت عليه وهي تحتضنه، والفرح يملأ قلبها :
أكيد عجبني، انت عارف ان طول عمري نفسي أسافر جزيرة بالي، المكان جميل أوي، مش كده
أومأ لها مبتسمًا :
أنا عندي مكان واحد، مفيش أجمل منه
نظرت له بتساؤل، فتابع وهو يبتسم بعشق :
أجمل مكان ليا هو حضنك، مفيش مكان أجمل منه أبدًا يا جيانا
غاصت عيناها في عينيه بسعادة وحب، ثم سألته بعد أن قبلت وجنته بحب :
طب هنعمل إيه دلوقتي؟
أجابها وهو يحيط خصرها بيده، متقدمًا نحو السيارة المصفوفة امام المطار في انتظارهم :
هنروح الكوخ نرتاح شوية، وبعدها نقرر نخرج بالليل، أو نبدأ من بكرة الصبح
بعد وقت قصير، وصلا إلى الكوخ المخصص لهما، وقبل أن تصعد الدرج، شهقت بخجل بعدما حملها بين يديه، يناظرها برومانسية :
بتعمل إيه يا مجنون، الناس بتبص علينا.....؟!!!
ابتسم لها وهو يلثم وجنتها أثناء صعوده الدرج :
اللي ليه عندنا حاجة ييجي ياخدها يا عشقي، الأول والأخير
ضحكت بخفوت وسعادة لا مثيل لها، شعرت بها بالقرب منه كما لم يحدث من قبل، وما إن دخلا الكوخ الذي أعجبها بشدة، حتى وضعها أمام الفراش محتضنًا من الخلف، مستنشقًا رائحة شعرها التي أصبحت إدمانه، وهمس بخفوت:
وحشتيني
توترت، قائلة بخجل :
انا هدخل أغير هدو.....
اختفت كلماتها بين شفتيه، فانساقت روحها معه إلى بحور عشقه اللامتناهية، وهو ما يزال مذهولًا من واقعية اللحظة، كأن القدر أنصف قلبه أخيرًا، لقد أصبحت مِلكه، لا كامتلاكٍ جسدي، بل كامتزاج روحين
قربها أهداه سعادة نقية محت من ذاكرته كل ألمٍ مضى، وولدت له عمرًا جديدًا يبدأ منها وينتهي عندها
.........
على الناحية الأخرى، في مكان آخر…...
ــ المالديف!!!
صرخت تيا بسعادة وهي تتأمل المنزل المحاط بالمياه من كل جانب، وجدرانه الزجاجية تكشف المنظر الساحر
صفقت بيديها بسعادة، وركضت نحو ايهم لتحتضنه معبرة عن فرحتها، بينما كان يراقبها الآخر بهيام، سرعان ما تحول الموقف لمزيج من المزاح والمكر عندما شد من عناقها، ولعبت يداها في جسده بوقاحة، فدفعته تيا قائلة بخجل :
آه يا سافل يا قليل التربية، أنا اللي غلطانة، حضنتك حضن بريء ونسيت انك ذئب مكار
ضحك بشدة، ثم حملها بين يديه على غفلة، فصاحت بخجل:
نزلني يا ايهم.....انت بتعمل إيه؟
لعب بحاجبيه بمكر، وهو يصعد الدرج نحو غرفة النوم :
زي ما انتي قولتي، انا ذئب مكار ومفترس لازم استغل الفرصة وانقض ع الفريسة بتاعتي
كادت أن تصرخ، لكن صوتها اختفى بين شفتيه.....
قبلة أحرقت المسافات، وأذابت ملامح الغضب، وأسقطت عنها كل مقاومة، وضعها على الفراش، فذابا معًا في بحور العشق والهمسات، حيث لا صوت يعلو على النبض، ولا حديث بعد الآن، فقد أسكت الحب شهرزاد عن الكلام المباح
...........
بعد وقتٍ طويل كان ايهم يسبح في المياه بمهارة، منتظرًا نزولها، وقد بدأ الملل يتسلّل إليه من تأخرها، فقد مضت أكثر من نصف ساعة وهي لم تنزل بعد، كاد أن يخرج إليها، لكن جسده تجمد في مكانه حين رآها واقفة أمامه، تتقدم بخطوة وتتراجع بأخرى، ترتدي ثوب سباحة ابيض من قطعة واحدة، وتلف شالًا خفيفًا حول خصرها، رفعت خصلاتها البنية بعشوائية ساحرة جعلته يبتلع ريقه باضطراب من هيئتها الخاطفة للأنفاس !!!
كانت خجلة بشدة، فخرج من المياه واقترب منها حتى وقف أمامها، ينظر إليها بهيام، يتساءل داخله
هل أصبحت تلك الحورية حقًا من نصيبه، أم أنه ما زال عالقًا في أحد أحلامه التي لطالما كانت هي بطلتها.....؟!!!
مال عليها يقبل وجنتها برقة هامسًا :
مكسوفة ؟؟
اكتفت بإيماءة مرتبكة، وهي تحاول تغطية جسدها بيديها، فابتسم قائلًا بمشاكسة :
مفيش داعي للكسوف يا تيا، ويا ستي اعتبريني مش موجود، أو اعتبريني جوزك يعني، ده أنا حتى مؤدب خالص ومش هبص كده ولا كده !!!
حركت رأسها بيأس من وقاحته التي لا تنتهي، وقالت بسخرية :
آه طبعًا، عارفة كويس قد إيه انت مؤدب أدب مالوش زي
ضحك هو بدوره، وقال بغرور مفتعل :
عشان بس تعرفي ان جوزك ده مفيش منه، وتبوسيه كل دقيقة وتحمدي ربنا عليه
لم تجد ردًا أنسب من أن تدفعه بقوة ليسقط في المياه، فانفجرت ضاحكة، توعدها بعينيه قبل أن يغوص ويشدها من قدمها لتسقط معه، فانطلقت الضحكات بينهما، يقذفان المياه كالأطفال، ولم يخلُ مرحهما من وقاحاته المعتادة أو قبلاته التي كان يسرقها على عجل
بعد وقت، اتصل إيهم وطلب الطعام، فلم تمض دقائق حتى جاءت فتاتان ترتديان زي أزرق ضيق يكشف أكثر مما يستر، وقدمتا لهما الطعام وسط المياه، بينما لم تتوقف نظراتهما المليئة بالوقاحة والانبهار عن تأمل وسامة ايهم الطاغية
شعرت تيا بغيرة تكاد تحرقها، ولاحظ هو ذلك، لكنه تجاهل الفتاتين وأدار اهتمامه كله نحوها فقط، ومع ذلك، لم تستطع السيطرة على انفعالها، فأشاحت بوجهها محاوِلة مغادرة المياه، فجذب يدها برفق وسألها :
تيا مالك رايحه فين ؟؟
صرخت عليه بحدة :
يعني مش عارف
حاول ضبط اعصابه وقال بغضب مكبوت :
أولًا، وطي صوتك وإنتي بتتكلمي معايا، ثانيًا، يا تقوليلي إيه اللي مضايقك، يا إما مش من حقك تبصيلي كده وكأني مجرم
رفعت عينيها الدامعتين نحوه وقالت بصوت متحشرج :
يعني ماشوفتش البنتين دول كانوا بيبصولك إزاي
ابتسم بجدية وهو يحدق في عينيها قائلاً بكل صدق :
شوفت، واتجاهلت، لأن مفيش واحدة فيهم تفرق معايا، حقك تزعلي لو كنت بصتلهم او عطيتهم وش
رأى الخوف في عينيها، ويعرف سببه تمامًا، فاقترب أكثر وقال بنبرة حنونة :
تيا، ما تخافيش مني، أنا مستحيل آذيكي
همست قائلة بحزن :
مش عايزني أخاف ليه، ما انت كل ما هتشوف واحدة أحلى، ممكن تسيبني عشانها
احتواها بين ذراعيه، وهمس بعشق صادق :
انتي ست البنات، انتي أحلى واجمل واحدة شافتها عيني، انتي اللي قلبي اختارك، انتي اللي سيبتهم كلهم عشانها، انا مش عاوز غيرك يا تيا انتي دخلتي قلبي وحياتي ومن بعدك ماتت كل الستات في عيني، قلبي اتخلق عشان يحبك انتي وبس ومش عاوز غيرك، خليكي واثقة فيا وفي حبي ليكي
ابتسمت بين دموعها، فابتسم لها هو الآخر، وبدأ الاثنان يتناولان الطعام، وهو لا يتوقف عن إطعامها بيده، ثم عادا للهو في المياه، وصوت ضحكاتهما يملأ المكان، يشهد على سعادة غامرة تسكن قلبيهما
..........
في جزيرة بالي، حيث الجمال الخلاب، كانت جيانا تمسك يد فريد الذي يقودها بخفة نحو الشلالات المخبأة بعيدًا عن الكوخ الذي يقيمان فيه، لقد حجز هذا المكان خصيصًا لهما، وحين وصلا، وقفت تنظر بانبهار إلى المشهد، مياه تتساقط برقة، وأشجار تحاوط المكان من كل اتجاه، لوحة طبيعية تُريح البصر والروح معًا
تأمل فريد ملامحها المشرقة بسعادة أكبر من سعادتها نفسها، ثم همس وهو يبتسم :
يلا ننزل الميه
نظرت إلى فستانها الأبيض الذي يصل إلى منتصف ساقيها، بأكمامه الواسعة، وقالت بتردد :
هنزل إزاي بالفستان، هيتبل و......
لم يُمهلها لتكمل، واقترب منها بخطواتٍ واثقة وقد تخلص من قميصه الأبيض، ووضع ذراعه حول خصرها وهو يهمس بمكر :
خلاص.....قلعيه !!
حركت رأسها رافضة، لكنه لم يعطها الفرصة للحديث، إذ حرر سحاب فستانها من الخلف، فسقط الثوب عند قدميها، كان الأسرع، وحملها بين ذراعيه وقفز بها إلى المياه، ارتبكت جيانا بشدة ودفنت وجهها في عنقه، بينما اخذ هو يضحك بقوة
بين المياه الباردة واللهو العفوي، انطلقت ضحكاتهما تتردد مع صدى الشلال، تسابقا في السباحة، تبادلا نظراتٍ وابتسامات، حتى غلبها الخجل بعدما تجرأ على أن يبث لها اشواقه وسط المياه بلا حرج، خرجت بوجهٍ متورد، بينما كان فريد يضحك عليها وهو يراقبها تحاول ارتداء ثوبها بخجل شديد
ارتدى هو الآخر ملابسه، وغادرا المكان، وما إن عادت إلى الكوخ، حتى فوجئت بصندوق كبير على الفراش، وضعه فريد بابتسامة واسعة وهو يقول ة
سمو الأميرة جيانا، تسمحي تستعدي، وتقبلي عزومتي ع العشا انهاردة ؟؟
ضحكت بسعادة، وانحنت بخفة تؤدي حركة الأميرات قائلة :
بكل سرور، سمو الأمير
ضحك بخفوت، ثم جذبها إلى حضنه، قائلاً بحب :
عملت ايه في حياتي عشان ربنا يرزقني بيكي، بحبك لدرجة إني مش متخيل الدنيا من غيرك، إنتي اللي خليتي قلبي يدق لأول مرة، بحبك يا أجمل حاجة حصلتلي
ارتسمت على وجهها ابتسامة يغمرها العشق، ولم تجد ما تعبر به سوى أن تعانقه، هامسة بصدق :
وأنا كمان بحبك يا فريد، بحبك اوي
اقترب منها أكثر، يرد على كلماتها بقبلةٍ شغوفة، قبلة أودع فيها عشقه الكبير لها، وكأن العالم توقف عند تلك اللحظة
.............
في مساءٍ هادئ، كان فريد واقفًا أمام الكوخ، ينتظرها وكأن الدنيا كلها معلقة على لحظة ظهورها، لم تمضي سوى لحظات حتى خرجت، لتسرق أنفاسه وقلبه، للمرة التي فقد عدها منذ زمن، كانت آية في الجمال، بعينيها اللتين لم يرى أجمل منهما في حياته، وبفستانها الزهري الذي ينساب برقة حولها، وشعرها الذي جمعته على جانب واحد فأضفى عليها سحرًا، كانت فاتنة بالمعنى الحرفي !!
اقترب منها، ثم مد يده إليها مقبلًا إياها بحب، ثم همس بصوت مليء بالعشق والهيام :
فإذا وقفت أمام حُسنك صامتًا، فالصمتُ في حرمِ الجمال جمال
ابتسمت بخجلٍ وحب، ثم أمسكت بذراعه، ليسيرا معًا نحو مكان أعده لها بنفسه، هناك، على مقربة من الكوخ، كان المكان مضاءً بالشموع، متناثرًا فيه الورد، والشاطئ أمامهما كان المكان رائعًا بمعنى الكلمة !!
جذب لها الكرسي لتجلس، وجلس هو مقابلها، يتناولان الطعام على وقع موسيقى هادئة تنساب في الخلفية
قطع سكون اللحظة، قائلاً بابتسامة جذابة :
تسمحي تشاركيني الرقصة دي يا سمو الأميرة
ضحكت وهي تمد يدها له، فنهض الاثنان ليتمايلا مع النغم أحاط خصرها بذراعيه، بينما وضعت هي يديها حول عنقه، ثم فجأة، اخذ يدندن بحنان أغنية رومانسية، صوته عذب، وكلماته خرجت من قلبه قبل شفتيه، تجمدت نظراتها عليه بدهشة !!!
كان يديرها حول نفسها برشاقة، ثم يعيدها إلى صدره، يحتضنها مدندنًا بعشق :
عمري ما أنسى أنا قبلك كنت في إيه، ومعاك بقيت أنا إيه… أنا باقي ليك، ولحد ما عمري ينتهي، هعيش وأموت بهواك
حين أنهى غناءه، أسند جبينه على جبينها، بينما قلبها يخفق بشدة، وهمست بدهشة ممزوجة بسعادة :
صوتك حلو أوي
قبّل وجنتها بحبٍ صادق، ورد عليها مبتسمًا :
مش أحلى منك
ضحكت بعذوبة، قائلاً :
عارفة نفسي في إيه يا جيانا، غير إنك تفضلي جنبي العمر كله
نظرت إليه بتساؤل، فأكمل بتمني :
نفسي يكون عندي عيلة كبيرة، أولاد كتير، وبنات زي القمر زيك، ومش هزعل لو سميت كل البنات جيانا
ارتسمت على ملامحها ابتسامة واسعة، لكنها لم تدم طويلًا إذ ارتعش صوته وهو يضيف بخوف :
بس خايف.....خايف مقدرش أكون أب كويس ليهم، خايف أفشل، وأخليهم يعيشوا نفس اللي أنا عيشته
وضعت كفيها على وجهه، ترفع رأسه إليها وتغمره بثقةٍ وحب قائلة بلهجة مطمئنة :
انت هتبقى أعظم أب يا فريد، هتبقى أب مثالي، وأنا جنبك، وهنكون سوا دايمًا، عمرنا ما هنسيب ولادنا يعيشوا أي وجع، هنمشي معاهم خطوة بخطوة، وهنحميهم من أي حاجة وحشة
ارتسمت الطمأنينة في عينيه وهو يومئ برأسه مبتسمًا، ثم ضمها إليه أكثر، استسلما معًا لإيقاع الموسيقى، وهي تضع رأسها على كتفه، بينما كان يهمس في أذنها بأعذب الكلمات، كأنها أنشودة خُلقت خصيصًا لها وحدها
..............
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا