رواية ليتني لم أحبك الفصل الرابع والثلاثون 34الاخيروالخاتمه بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليتني لم أحبك الفصل الرابع والثلاثون 34الاخير و الخاتمه ماشاء الله تبارك بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
#الفصل_الرابع_والثلاثون "الأخير"
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ❤️✨
متابعة حلوة زيكم هنا عشان يوصلكم كل جديد يا حلووووين 😚 الكاتبة شهد الشورى
...........
ها قد أسدل الليل ستائره الأخيرة عن قلبٍ أنهكته العواصف، وها هو الفجر يطل، يعلن أن الحزن قد مضى، وأن الألم الذي استوطن الأرواح تلاشى كما تتلاشى قطرات الندى تحت وهج الشمس
لم يكن الطريق قصيرًا، ولا الأيام سهلة، لكن السعادة حين تتأخر يكون لها وقعٌ أعمق، وكأنها تأتي بعد اختبارٍ طويل لتثبت أن للصبر ثمارًا لا يقطفها إلا من أرهقته الخطوات
اليوم، وبعد رحلة انتظارٍ شاقة، يقف أمام مرآته كمن يتأمل ملامحه لأول مرة، يبتسم ابتسامة النصر، ابتسامة من نجا من الغرق بعد أن كاد البحر يبتلعه
ينظر إلى نفسه لا بعيون عابرة، بل بعيون امتلأت بالامتنان، فقد غُفِر له، وتطهرت أيامه من شوائب الماضي، وها هي الحياة تعود لتُهديه ما ظنه قد رحل إلى الأبد
ذلك اليوم، الذي كان نقطة تحول، لم يعد جرحًا ينزف، بل صار ذكرى تحكي كيف يُمكن أن يولد من الرماد قلب جديد لقد عاد الآن أكثر قوة، وأكثر صفاءً، يُمسك بسعادته بيدين ترتجفان رهبةً وامتنانًا، وكأن العمر كله كان مجرد انتظارٍ لهذه اللحظة
إنها النهاية التي لم يتخيلها، والبداية التي لم يحلم بها
النهاية للألم، والبداية للحب......وللحياة !!!
عودة بالزمن لذلك اليوم الذي احتجزت فيه قسرًا معه
تبادل الأربعة نظرات صامتة، قبل أن تفتح جيانا الباب، وما إن خرجت رونزي حتى قالت بهدوء، دون أن تنظر إليه :
خد من سمير أخويا ميعاد......وقابله
سألها بصدمة، وهو يتمنى أن يكون ما فهمه صحيحًا :
انتي موافقة صح، سامحتيني يا رونزي ؟؟
ارتسمت ابتسامة خفيفة على زاوية شفتيها، وقالت بهدوء وهي ما زالت تعطيه ظهرها :
لو لأ.....ماكنتش هقولك روح خد ميعاد من سمير
قالتها ثم خرجت بخطوات سريعة، هاربة من نظراته، خجلة متوترة، يعتصرها خوف خفي أن تندم على قرارها لاحقًا
ما جعلها تتراجع عن رفضها لمسامحته هو ذلك الندم الصادق الذي لمسته في حديثه، تتمنى حقًا ألا يأتي يوم تندم فيه على منحه فرصة جديدة
ما إن غادرت حتى انفجر الجميع بالضحك على هيئة آسر الذي كان يبتسم ابتسامة بلهاء واسعة، وعيناه تشعان سعادة
ربت فريد على كتفه ضاحكًا، وقد غمرته هو الآخر سعادة حقيقية لأجله، وربما شعر بها أكثر حين تذكر جيانا حين قالت له احبك وسامحته بعد عذاب، بعد ان تخيل يومًا أنه لن سيحظى بسماعها من جديد :
مبروك يا ابن خالي
احتضنه آسر بحماسة، وأخذ يمطرهم بكلمات الشكر، بعدها تحدث مع سمير وحددا يوم الغد ليتقدم رسميًا لخطبتها، وبالفعل أقاموا حفل الخطوبة بعد أسبوعين، واستمرت خطبتهما خمسة أشهر كاملة بناءً على رغبتها، وها هو اليوم أخيرًا.....يوم الزفاف الذي انتظره طويلًا
عودة للحاضر، حيث اقترب منه أكمل، وساعده على ارتداء الببيون السوداء، ثم احتضنه قائلاً بسعادة :
مبروك يا بن الغالي، ربنا يسعدك يا بني
بادله آسر العناق، وهمس بابتسامة حزينة تمنى لو أن والديه شهدا هذا اليوم معه :
الله يبارك فيك يا عمي
ابتعد أكمل، سامحًا لبقية الشباب بتهنئته، ثم غادر الغرفة متوجهًا نحو قاعة الزفاف في الفندق الكبير
في الجهة الأخرى، كان سمير يدخل غرفة الفتيات، وما إن وقعت عيناه على شقيقته، حتى ابتسم بحنان، كانت تدور حول نفسها بسعادة، تتأمل هيئتها في المرآة بفستان الزفاف الأبيض، بينما حنان وعليا والدة هايدي يلقيان عليها الورد الأحمر ببهجة غامرة
اقترب منها سمير، لثم جبينها قائلاً بحب اخوي :
مبروك يا قلب أخوكي.....الف مبروك
التمعت عيناها بالدموع، كذلك هو، احتضنته رونزي بامتنان وسعادة، ثم وضعت يدها بين يديه، لينزل بها إلى القاعة حيث ينتظرها آسر، وما إن رآها حتى تلألأت عيناه بالإعجاب والهيام، ودق قلبه بقوة حتى كاد يخرج من صدره
تسلمها من يد سمير الذي أخذ يوصيه عليها، فيما انطلقت الزغاريد من حنان وعليا، وتعالى التصفيق الحار من جميع الحضور
...........
بعد وقت، جلس المأذون بين آسر وسمير، يرددان خلفه بسعادة ما يقول، وما إن انتهى اخذ يقول خطبته التي تحث على المودة بين الزوجين، ثم ختم ذلك لجملته الشهيرة :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
علت التصفيقات والزغاريد في المكان، واقترب الجميع ليهنئهما، بينما اقترب آسر من رونزي، مقبلاً جبينها بسعادة لا تخفى على عينيها
بعد قليل، كان يتمايل معها على أنغام الموسيقى، مستندًا بجبينه على جبينها، قائلاً بحب :
اخيرًا يا روني، بقيتي بتاعتي، انا بجد مش مصدق، حاسس كأني في حلم
ضحكت بخفوت، ثم قرصته بخفة، ليسألها بعبوس مازح :
ليه كده بس؟
ضحكت مرة أخرى قائلة بسعادة ومرح :
عشان تصدق يا قلب روني
قبل وجنتها بحنان، بينما استندت برأسها على صدره، يتمايلان معًا على أنغام الموسيقى، وكأن العالم كله اختصر في لحظة واحدة بينهما
بجانبهم، كانت جيانا تحاوط عنق فريد، وهو يحاوط خصرها بحب، يلقي عليها أعذب الكلام، لكن قاطعهما حضور ديما، التي اقتربت برفقة صديقها سيف، الذي دعته لحضور الزفاف
ابتسمت ديما بسعادة، تعرفهم على بعض :
فريد، ده سيف، كنا سوا في المدرسة في القاهرة، وكمان إحنا في جامعة واحدة، هو نقل مع عيلته إسكندرية من فترة صغيرة، وكمان كان جيه معايا القصر يومها !!!
صافحه فريد معرفًا عن نفسه، وفعلت جيانا المثل، لكن عيونها ألقت نظرات مشاكسة لديما، وقد فهمت من لمعان عينيها أن هناك مشاعر متبادلة بين الاثنين، خاصة بعدما قال سيف بهدوء لفريد :
ممكن رقمك، كنت حابب أتكلم معاك في موضوع مهم، والوقت دلوقتي مش مناسب زي ما حضرتك شايف
ابتسمت جيانا بسعادة، وقد خمنت ما يريده، بينما نظر فريد لشقيقته، التي خفضت وجهها خجلاً، وقد خمن هو الآخر مقصد سيف، أعطاه رقمه، ثم تابع الرقص مع جيانا، التي قالت بسعادة :
الظاهر إننا هنحضر فرح تاني قريب أوي
نظر لها بغيظ وغيرة، قائلاً :
جيانا !!!
قطبت جبينها قائلة بتعجب :
في ايه، اعتقد اللي عاوز يقوله معروف، خصوصًا من نظرات الاتنين لبعض انت مش ملاحظ
شعر فريد بالضيق وقال بحزن :
هي لسه صغيرة، وكمان هو لسه صغير، وأنا لسه مشبعتش منها، انا كنت بعيد عنها زمان اوي، ومش بعد ما بقينا قريبين من بعض، ييجي حد كده ياخدها مني، ويبعدها عني، انا بجد ندمان إني كنت بعيد عنها بسبب غيرتي منها يا جيانا زمان، قد ايه كنت غبي
ابتسمت له بحنان وقالت :
محدش يقدر يبعد أختك عنك، وكمان أنا مبسوطة أوي إن علاقتكم بقت كويسة
لثم جبينها بسعادة، وهو يهمس بخفوت في أذنها : بعشقك
بينما كان بجانبهم، يتمايل أيهم على نغمات الموسيقى برفقة تيا، التي تلمع عيناها بسعادة، شاكسها قائلاً :
فاكرة يوم الفرح، ولما طلعنا أوضتنا......
نظرت له بغيظ، ثم وكزته بصدره قائلة :
بس يا قليل الأدب
ضحك بقوة قائلاً بمكر :
طب بذمتك هو فيه في قلة ادبي !!
ضحكت عليه بخفوت، قائلة :
طب والله مجنون وقليل الأدب
رد عليها بحب وعشق :
بس بموت فيكي، ومجنون بيكي، والبوفيه فتح يلا بينا.....
قال الأخيرة بمرح وهو يسحبها خلفه، فضحكت بقوة على جنونه الذي تعشقه وبشدة !!!!
.........
بعد ساعات طويلة، دخل لمنزله وهو يحملها بين يديه، وعلى شفتيه ابتسامة عاشقة، أغلق الباب بقدمه، ثم توجه لغرفة النوم التي تزينت بالكامل بالورد الأحمر، وضعها على الفراش، مقبلاً جبينها مرددًا بسعادة وحب :
مبروك يا روني
أخفضت وجهها بخجل، ثم قالت بخفوت :
الله يبارك فيك
تحسس وجنتها بظهر يده قائلاً بابتسامة :
انا هخرج أغير هدومي في أوضة تانية، وانتي اتوضي عشان نصلي سوا
أومأت له بخجل، فغادر بعد أن أخذ ثيابه، لتفعل هي المثل، توضأت، وارتدت الرداء الخاص بالصلاة، وجلست على الفراش تنتظره، حتى دخل بعدما سمحت له بالدخول
بعد وقت، انتهى الاثنان من الصلاة، ليضع يده على رأسها مرددًا الدعاء، وما أن انتهى، قبل جبينها وسألها بحنان، مراعيًا خوفها :
جعانة، تحبي تاكلي؟
أومأت له بتوتر، فجذبها خلفه إلى المطبخ المصمم على الطراز الأمريكي، ووضع الطعام الذي أعدته حنان لهما، وجلس بها على قدميه، وهي خجلة، وظل يطعمها بحب وحنان، وبين حين وآخر يطبع قبلة صغيرة على وجنتيها، وبعد أن انتهيا من الطعام، ساعدته في تنظيف المكان
ثم، في لحظة، كانت بين يديه متجهة لغرفة النوم، وهو ينظر في عينيها ليطمئنها، وضعها على الفراش، مقتربًا برأسه من عنقها، يضع قُبلاته، ثم همس في أذنها بعشق يخصها وحدها :
بحبك
استوقفته عن ما يفعل قائلة برجاء :
وعد يفضل بيني وبينك لآخر العمر
رفع وجهه من عنقها، متسائلًا :
وعد إيه؟
تحسست وجنته بأناملها قائلة بحب ورجاء :
انك عمرك ما توجعني ولا أوجعك، ونفضل طول العمر سوا، والحب بينا عمره ما ينتهي يا آسر
وضع يده على يدها التي تتحسس وجنته، ثم جذبها لشفتيه مقبلاً إياها برقة، قبل أن يردد بحب :
وعد مني، كل لحظة من عمري الجاي هعيشها عشان أسعدك، وهفضل أحبك كل دقيقة في حياتي أكتر من اللي قبلها
كانت تلك آخر كلماتهم في تلك الليلة، وغرق الاثنان في بحور العشق اللامتناهي لبعضهما، حتى اختفت الدنيا حولهما، ولم يبقى سوى نبض القلوب وهمسات الحب، فيما سكنت الكلمات المباحة صمتًا مُقدسًا، كأن شهرزاد نفسها توقفت عن الكلام لتشهد على دفء هذا العشق الأبدي
........
داخل منزل سمير
انتفض بعيدًا عنها مرددًا بغيظ، وهو ينظر لفراش صغيرها الذي نقلته لغرفتهم :
مش كده بقى يا سي يونس، مش طريقة دي، ارحمني شوية عايز أستفرد بأمك
لكزته بذراعه، وهي تعتدل واقفة :
اتلم يا قليل الأدب انت !!!
زفر بغيظ قائلاً :
ما أنا ملموم أهو، لمي انت ابنك بس، بدل ما أرميه من البلكونة، كان مالي أنا بس ومال الخلفة، ما كنا تمام وزي الفل، رجعيه تاني، الواد ده أنا مش عايزة
ألقت عليه الوسادة الصغيرة، واكتفت بنظرة غضب له، وهي تهدد صغيرها برفق، أما هو، فابتسم بسعادة وهيام لها، وهو يحمل طفلهما بكل حنان، ممتن لأنها بحياته، وسعادته لا توصف لأنه لم يعد وحيدًا، بل أصبح لديه عائلة، وشقيقة تزوجت من أخيه ورفيقه الوحيد الذي يثق به
..........
بعد أن عاد الاثنان من الزفاف، أبدل ثيابه، ثم توجه لمكتبه لإنهاء بعض الأعمال، بينما ارتدت هي ثوبًا أبيض من الحرير طويل، بحمالات رفيعة، وتركت خصلات شعرها طليقة، وتعطرت ووضعَت بعض مساحيق التجميل الخفيفة
نظرت لهيئتها في المرآة برضا واستحياء، ثم خرجت من الغرفة، تحمل بيدها الصندوق الصغير، متجهة لمكتبه
طرقت الباب، وما إن سمح لها بالدخول، اقتربت وجلست بجانبه على الأريكة الجلدية، واخذت الملف الذي كان يعمل عليه بتركيز، ثم وضعت في يده الصندوق الصغير
سألها ايهم بدهشة :
ايه ده يا حبيبتي؟
ابتسمت تيا بخجل، قائلة :
هدية
ابتسم بحب، وهو يسألها :
بمناسبة إيه...؟!!!!
ردت عليه بخجل :
من غير مناسبة
التقط كف يدها مقبلاً إياه بحب :
تسلم إيدك يا حبيبتي
ابتسمت له بعينين لامعتين، وقالت :
افتحها
فتح الصندوق، ليجد بداخله ظرفًا صغيرًا ذو لون زهري، فسألها بتعجب :
ايه ده....؟!!!!!
ردت بابتسامة وعيون تلمع بالدموع :
افتحه
فتح الظرف ليجد عدة صور تشبه تلك التي يحصل عليها الوالدان حين يعلمان أنه سيرزقان بطفل قريبًا، نظر لها بصدمة، وسألها بقلب يكاد يتوقف من شدة خفقانه :
اللي بفكر فيه صح.....؟!!!!!!
أومأت له قائلة بسعادة ودموعها تنساب من شدة الفرح :
هديتي ليك هتشرف بعد تسع شهور من دلوقتي
توسعت عيناه بصدمة، لتتابع هي بسعادة :
هتبقى بابا يا ايهم
سألها بلهفة، وهو يحاوط وجنتها بيديه :
بتتكلمي بجد، انتي عرفتي إزاي، روحتي لدكتور ولا أقولك تعالي نروح دلوقتي
ضحكت على صدمته، قائلة بحب :
انا روحت لدكتورة امبارح، لاني كنت حاسة بشوية تعب، وعملت تحليل واتأكدت
بلحظة، كانت شفتيها أسيرة شفتيه بقبلة شغوفة عاشقة، ابتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للتنفس، قائلاً بسعادة وهو يستند بجبينه على جبينها :
هتبقي أحلى ماما يا تيا
ضحكت بسعادة، ليسرع هو بفتح باب المنزل، صارخًا بعلو صوته :
هتبقى جد يا جمال، ابنك هيجيبلك حفيد، هبقى بابا يا بشررر
ضحك الجميع على جنونه، وهنأوه بسعادة، بينما أكمل سعيد، لكنه لم ينكر شعوره بالغيرة على ابنته، الذي يلازمه حتى الآن
انتهى اليوم وهما معًا، يحملها بين يديه، يبث لها عشقه الكبير، وسعادته التي لا توصف، بعدما علم أنها تحمل طفلهما في أحشائها !!!!
...........
انتظروووا الخاتمة
#الخاتمة
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ❤️✨
متابعة حلوة زيكم هنا عشان يوصلكم كل جديد يا حلووووين 😚 الكاتبة شهد الشورى
............
بعد سنوات طوال.....
بتلك البناية، التي شهدت على السعادة التي غمرت قلوبهم
فكلاً منهم وجد سلامه المفقود، وما كان يبحث عنه طيلة سنواتٍ طوال
في صباح يوم الجمعة الباكر، وعلى سطح البناية التي اشترك الشباب في تزيينها منذ سنوات، ليصبح المكان الذي يجتمعون فيه كل جمعة أسبوعيًا، كان آسر يقف في المنتصف، وحوله الصغار أطفاله، وأطفال فريد، وجيانا، وتيا، وإيهم، وسمير، وهايدي
هدر بهم بحدة وصرامة، وهو يرى تكاسلهم عن أداء التمرينات التي اعتاد أن يدربهم عليها كل أسبوع :
يلا خلصوا، بلاش كسل
تذمرت نور، ابنة إيهم وتيا، البالغة من العمر خمس سنوات، بأعين ناعسة :
عمو آثر، إنت مثحينا بدري ليه، أنا مش بحب التدريبات دي
رد عليها آسر بصرامة :
اتدربي وانتي ساكتة يا أم نص لسان، طالعة لأبوك بالظبط، أنا عارف، ماطلعتيش لأمك، ليه، كانت ناقصة، هي حد من نفس سلاسة ايهم !!
ردد ايهم بغرور، وهو يأتي من خلفه محاوطًا خصر تيا :
مالك يا عم آسر، ده أنا حتى عسل وسكر، مفيش مني
ابتسم آسر بسخرية، قائلاً :
آه طبعا، انت هتقولي.....
ضحكت تيا بخفوت، بينما ايهم زفر بملل قائلاً :
نفسي اعرف تمارين إيه اللي عايز العيال يعملوها ع الصبح كده
رد عليه آسر بسخرية :
مش العيال بس، وانت كمان معاهم يا حلو، وانجز يلا واعمل خمسين ضغط
اقترب رائف، ابن إيهم البالغ من العمر سبع سنوات، من والده قائلاً بضيق طفولي :
بابا، اونكل آسر خنيق اوي، وكمان مش بيخليني ألعب مع ليندا خالص
رفع آسر رائف من ملابسه من الخلف، قائلاً بغيظ :
انا خنيق يا بن ايهم، هقول ايه، كله من أبوك اللي مترباش عشان يعرف يربي
رد عليه ايهم بغيظ، وهو يأخذ طفله من قبضة آسر :
اللي بيته من إزاز يا حبيبي
اقترب فريد بملل، بينما كانت جيانا تحمل طفلها الصغير أكمل، الذي أتم الثلاثة اعوام منذ أسبوعين :
وصلة وخناق كل يوم، انتوا ما بتزهقوش؟
تبادل آسر وايهم النظرات بغيظ لدقائق، فيما كان الجميع مجتمعًا، والفتيات يقمن بتحضير طعام الإفطار
قطب فريد جبينه بقلق حين رأى ابنته جيانا تتجه نحوه باكية، تمسح دموعها بكفيها وهي تقول بصوت طفولي متهدج :
بابي، زعق لجود
انحنى نحوها بلهفة، وعيناه تفحصان وجهها الصغير بقلق :
مالك يا جيانا يا حبيبتي، عملك ايه جواد....؟!!!!
أشارت الصغيرة إلى وجنتها وهي تقول بغضب طفولي :
باسني هنا.....وكان عاوز يبوسني هنا كمان
ثم أشارت إلى شفتيها، وأضافت بفخرٍ طفولي بريء :
بس أنا ضربته بالقلم !!!
اشتعلت عينا فريد بمزيجٍ من الغيرة والغضب، غير أن صوته خرج حاملاً شيئًا من الفخر :
شاطرة يا حبيبتي
في اللحظة ذاتها علا صوته بغتة :
هو فين ابنك الزفت يا ايهم
اخد يتلفت يمينه ويساره، حتى وقعت عيناه على الصغير مختبئًا أسفل طاولة الطعام، انحنى وأمسك به من ملابسه الخلفية، رافعًا إياه كما لو كان لا يزن شيئًا، وقبل أن ينطق، جاءه صوت أيهم بلهجة متململة :
في ايه، مالهم ولادي، عملوا ايه تاني !!!
ادار فريد وجهه نحو الصغير، قائلاً بصوته الحاد، الحاسم :
بص ياض، لو شوفتك قريب من جيانا، هعلقك انت وأبوك على باب العمارة دي......سامع
اقتربت تيا بخطوات قلقة، عيناها تتنقلان بينه وبين الطفل :
ليه بس، هو عمل ايه يا فريد ؟؟
رفع فريد الصغير بيدٍ واحدة، محركًا إياه في الهواء كأنه لعبة، بينما الأخير يحاول الإفلات :
قولي معملش ايه، الزفت باس البت
مد ايهم يده لينتشله من قبضة فريد، وعيناه تلمعان بفخر :
تربيتي
رمقه فريد بحدة، قائلاً :
تربية سودة على دماغك، لم ابنك وابعده عن البت، سامع
ثم تمتم بغيظ :
يارب ليه تبتليني بأيهم تاني في حياتي، مش كفاية عليا هو، دلوقتي الواد وابوه
التفت الجميع على صوت أكمل وهو يضحك بصوتٍ عالٍ، فنظر إليه فريد متسائلًا :
بتضحك على إيه يا خالي ؟؟
أجاب أكمل، وعيناه تتنقلان بين فريد وأيهم بمكر :
داين تُدان يا جوز بنتي
ثم أشار بيده وقال بخبث :
صحيح، مش نور، حبيبة قلب جدو، قاعدة هناك اهي بتبوس ساجد ابن آسر من خده
اتسعت عينا أيهم في ذهول، واستدار سريعًا إلى حيث أشار أكمل، فإذا بابنته تجلس بجوار ساجد، تقبله على وجنتيه، بينما الفتى يجلس بخجل !!!!!!!
صاح آسر بصدمة :
البت بتتحرش بالواد
انفجر الجميع ضاحكين، خاصة حين انقض أيهم على ابنته، ممسكًا بها من خلف ملابسها :
بتعملي إيه يا بت؟!
رفعت رأسها إليه ببراءة، وصوتها الصغير يتهدج بالطفولة :
ببوث ثاجد يا بابي، اصله حلو اوي وانا بحبه !!!!!
اشتدت الضحكات في القاعة، بينما التفت أيهم نحو آسر مبتسمًا ابتسامة بلهاء :
انا بقول نجوزهم ونلم الموضوع بدل التار والعار والكلام ده
صفقت نور ,الصغيرة بيديها، قائلة بسعادة :
آه يا بابا......اتجوثه، نا بحب ثاجد اوي
زمجر أيهم وهو يضغط على أسنانه :
ايه يا بت الرخص ده؟!
ثم دفعها برفق نحو تيا وهو يقول بغيظ :
امسكي بنتك، انا هتشل خلاص !!!!!
ضحك الجميع، ثم التفوا حول مائدة الطعام الكبيرة لتناول الإفطار في جو عائلي دافئ وجميل، وما إن انتهوا، جلسوا يتبادلون الحديث، بينما الصغار يلهون معًا، بعد وقت قصير، انضم إليهم حامد وزوجته نعمة، فقد أصبحا على علاقة وطيدة مع الجميع، ويعمل حامد أيضًا في الشركة برفقة فريد وإيهم، حتى أصبح يمتلك أسهمًا بها، وقد عوضه الله ورزقه بتوأم فتاة وصبي سماهما حور وحسن، على اسم طفله الراحل
كان محمد يجلس معهم، صحيح أن فريد وديما قد سامحاه بعد وقت طويل وعذاب، لكن شعور الحزن لا يزال يلازمه كلما وقعت عيناه على زينب، عشقه الأول والأخير، وبسبب أنانيته خسرها، وها هي طوال السبع سنوات ترفض النظر إليه أو التحدث معه، بإمكانه رؤية بوضوح كم أصبحت تكره حتى رؤيته !!!
بينما ديما كانت تجلس برفقة سيف، زوجها، لقد تزوجا منذ ثلاثة أعوام، وها هي أصبحت أم لطفلة صغيرة تبلغ عامين، أسمتها "زينب" على اسم والدتها الحبيبة، أكثر من تحب في حياتها
كانت نور، ابنة إيهم، تجلس على قدم جدها جمال الذي لا يتركها بعيدًا عنه سوى قليل جدًا، فقد تعلق بها تشبهًا بزوجته الراحلة بكل شيء، ويكفي أن تحمل اسمها، يحب جميع أحفاده، لكن تلك الصغيرة تملك جزءًا أكبر من ذلك الحب
نظر ايهم إلى تيا وهمس في أذنها بشيء جعل وجنتها تشتعل بحمرة قانية، ضحكت بخفوت وسعادة، بينما جمال يتأمل ابنه الذي أصبح لديه أسرة وبيت، وقد وجد ضالته أخيرًا، مع من سكنت قلبه، لو توفاه الله الآن، لن يكون قلقًا عليه ابدًا
وقعت أعين ايهم على والده، الذي كان يراقبه بابتسامة حنونة، اقترب مقبلاً يده وجبهته، قائلاً بحب :
ربنا يخليك لينا يا بابا
ابتسم جمال، مربتًا على كتف ابنه بسعادة وحب
.........
بينما هايدي كانت تجلس ممسكة بيدها طبق الفاكهة، تتناول ثمار الفراولة بنهم شديد، وهي تصدر أصوات الاستمتاع بمذاقها، ليشاكسها سمير قائلاً :
فراولة بتاكل فراولة يا ناس
ضحكت بخفوت، فلثم وجنتها بقوة، اقترب طفلهما البالغ من العمر ثماني سنوات قائلاً بغيرة :
ماما بتبوسي بابا ليه، بوسيني انا بس....!!!
دفعه سمير برفق، قائلاً بسخرية :
يلا ياض، من هنا
ركل الصغير الأرض بقدمه بغيظ طفولي، وأكثر عندما لثم سمير وجنت هايدي، ليستفز صغيره أكثر، ضحكت هايدي، ثم جذبت طفلها نحوها وقبلت وجنته بقوة قائلة بحب وحنان :
حبيب قلب ماما يا ناس
بينما سمير كان يحمل طفله الصغير يزيد، الذي أتم عامه الأول منذ شهرين، يقبله بحنان، وهو ينظر إلى أطفالهم بسعادة، ثم إلى زوجته، التي أضافت لحياته كل شيء جميل نظرت له بابتسامة قادرة على أسر قلبه في كل مرة، ثم همست له قائلة بخفوت :
بحبك
لثم جبينها قائلاً بعشق :
وأنا بموت فيكي
ثم جذبها إلى حضنه، يلهوان مع أطفالهم بسعادة غامرة
على الجانب الآخر، كانت عليا، والدة هايدي، تراقب ابنتها بفخر وسعادة، رغم الجفاء الذي كان بينهما سابقًا، إلا أن الوقت جعلهما أقرب، فابنتها سامحتها، وجاهدت لتكون قريبة منها أكثر من السابق، لا تريد أن تخسرها كما خسرت ابنها الذي توفى وهو غارقًا في معاصيه، تاركًا في قلبها حسرة لا تنتهي
........
كانت جيانا الصغيرة تجلس على الأرض أمام والديها تلهو مع شقيقها الصغير، وضحكاتهما تعلو المكان، بينما جيانا كانت بجانب فريد، الذي يحاوط خصرها، يتأملها بحب وفخر، وما إن وقعت عيناه على حجابها الذي ترتديه بعد إنجاب طفلتهما "جيانا" لقد سماها على اكثر من احب في الدنيا، ولم يحب احدًا بقدرها، تلاقت الأعين بينهما بحب وامتنان
فابتسم فريد هامسًا :
شكرًا
نظرت له بعدم فهم، ليتابع بحب :
شكرًا على وجودك في حياتي يا جيانا
ابتسمت بسعادة، مقبلة وجنته بحب، قائلة كلمة واحدة تعرف أنها تعني له الكثير :
بعشقك
في الجهة الأخرى، كان أكمل يجلس مقابل محمد، يلعب معه الشطرنج، بينما عيناه من حين لآخر تتجه إلى ابنتيه وسعادتهما الظاهرة، كذلك حنان، التي تلهو مع نور، وجواد، ورائف، أبناء تيا، انضمت لهم جيانا، الصغار سلبوا قلبها بالكامل، فكما يُقال "اعز من الابن ابن الابن"
بينما ايهم جلس بجانب تيا على الأرجوحة الكبيرة، يتغزل بها، وهي تخجل بشدة، اقترب يود تقبيلها على وجنتها، لكن جاءه صوت أكمل من بعيد قائلاً بحدة وغيرة :
اتلم يا بجح
التفت إيهم إليه بغيظ، ثم قبلها وهو يمازحه :
ايه يا عمي، ببوس مراتي.....ها مراتي !!!
تبادل أكمل وإيهم النظرات، ليبتسم ايهم باصفرار، فضحكت تيا بخفوت، رغم مرور السنوات، لازال والدها على شجار دائم مع فريد ايهم
........
بينما آسر كان يحمل طفلته ليندا البالغة من العمر ثلاث سنوات، يقذفها لأعلى ثم يلتقطها، وضحكاتها تملأ المكان ضحكت رونزي واقتربت منهم، تداعب صغيرتها قائلة بمرح :
أفضل دلع انت ست ليندا، وسيب مامتها كده، ما خلاص راحت عليا
غمزها قائلاً بمكر :
استني بليل يجي بس، وأنا أدلعك آخر دلع يا روحي
اشتعل وجهها خجلاً، لكزته بذراعها قائلة بحدة :
اتلم يا قليل الأدب
ضحك بقوة، ثم اقترب طفله الصغير، البالغ ست سنوات، قائلاً بهدوء :
بابا، عايز ليندا ألعب معاها
أعطاه شقيقته، ليتمسك بيدها برفق، ثم جلسا على الأرض يلعبان بهدوء، اخذ آسر يراقبهم، وكذلك رونزي في سعادة
همست رونزي بابتسامة :
آسر
نظر لها، لتتابع مبتسمة وهي تضع يدها على بطنها :
هنسمي البيبي اللي جاي ايه......؟!!!!
نظر لها بصدمة، وعينيه تلمعان بالسعادة :
انتي.....
قاطعته قائلة بحب :
هتبقى بابا من تاني يا حضرة الظابط
جذبها إلى حضنه بسعادة، كأنه سيرزق بطفله الأول مرة أخرى، ضحك الجميع، عندما حملها آسر يدور بها، صارخًا بسعادة انه سيصبح ابًا للمرة الثالثة
حضر رامي، حاملاً الكاميرا، قائلاً بحماس :
يلا يا جماعة، تعالوا ناخذ صورة سوا
ضحك الجميع، وركض الصغار ليقفوا جنب بعضهم، والكبار والشباب خلفهم، كل حبيب بجانب حبيبته، ضبط رامي الكاميرا لالتقاط الصورة، بينما همس كل عاشق في أذن حبيبته :
بحبك
________
تــمــت بــحــمــد الـلـه ❤️❤️
مش قادرة أصدق إن الرواية خلصت 🥺
أتمنى من قلبي إنها تكون عجبتكم واستمتعتوا بأحداثها زي ما أنا استمتعت بكتابتها ✨
مستنية آرائكم بكل حب وصراحة
لأنها بتفرق معايا جدًا 😍
الرواية هتوحشني أوي زي ما أنتم هتوحشوني 🥺
ان شاء الله الجزء الثاني لرواية ضحايا الماضي هو اللي هينزل بعدها باسم "ما ذنب الحب"
تابعووو يا حبيباتي ❤️✨
دمتم سالمين يا قمراتي الغاليين 😚
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا