رواية ليتني لم أحبك الفصل الرابع عشر 14بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليتني لم أحبك الفصل الرابع عشر 14بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
#الفصل_الرابع_عشر
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
قبل أن يصعد إلى سيارته، كانت يد أيهم تمسك بذراعه بقوة، تمنعه من التحرك، قائلاً بعصبية مكبوتة :
رايح فين، فوق بقى، ناوي تعمل إيه، هتودي نفسك في داهية
صرخ عليه فريد، والغضب يتفجر في عينيه :
ابعد عن وشي يا أيهم....أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامي دلوقتي
أيهم، وقد ارتفع صوته قائلاً بحدة :
مش هسمحلك تروح تضيع نفسك بغباوتك، قتله هيعمل إيه يعني؟ عايز تبعده عنها؟ ابعده، بس بالعقل مش بالهمجية دي
دفعه فريد بعيدًا عنه، يتنفس بعنف، وصدره يعلو ويهبط كأن النيران تأكله من الداخل
لحظة صمت....ثم قال أيهم بنبرة ذات مغزى، تحمل في طياتها كل معاني الشفقة على جيانا :
حس شوية بالنار اللي هي حست بيها، دي شافتك بعينها في حضن واحدة وعلى السرير، شافتك بتخطب غيرها، وسكتت وكل اللي عملته إنها وافقت على خطوبة تانية عشان تحس بنفس الإحساس، بس صدقني ده ما يجيش نقطة في بحر من وجعها منك
ساد الصمت بينهما، بينما كلمات والدها ارتطمت بذاكرته بقوة كأنها تُقال الآن :
الكل هيتوجع بالحاجة اللي وجع بيها غيره وده اللي بيحصلك دلوقتي، أنا صبري لو نفذ، صدقني هخليك تتمنى الموت، بنتي السلام ماترميهوش عليها حتى، هي دلوقتي مع راجل بحق، راجل هيصونها، ودخل البيت من بابه مش من شباكه زي الحرامية !!!!
نعم كان والدها محقًا، وأيهم محق، هو المخطئ الوحيد، يعلم أنه لا يستحقها، لكنه لا يملك سوى أن يحبها أكثر، ويقاتل حتى الرمق الأخير ليكسبها من جديد
صعد إلى غرفة أخرى، غير تلك التي أصبحت حطامًا
ألقى بجسده فوق السرير، والنوم يأبى أن يزوره.....
كلما أغمض عينيه، تخيلها مع رجلٍ آخر.....
فتنكسر روحه أكثر وأكثر......
..........
في صباح اليوم التالي
ترددت ضحكة حنان في الأرجاء وهي تقول بسعادة :
أنا مش مصدقة إن أخيرًا هفرح بيكي، وهشوفك عروسة
ردد رامي بملل :
خلاص بقى يا ماما، محسساني إن أختي كانت بايرة
ده إحنا عدى علينا وقت كان كل يوم بييجي عريس شكل، بس بنتك بترفضهم
تمتمت حنان بابتسامة واسعة :
بس أخيرًا جه اللي يخليها تقتنع، أنا لو بعرف أزغرط كنت زغرط
همس رامي بنبرة ساخرة :
الحمد لله إنك ما بتعرفيش
نظرت له حنان رافعة حاجبها وقالت :
بتقول إيه؟!
ارسل لها قبلة في الهواء، وقال مبتسمًا :
بقول صباح الفل عليكي يا حنون
قرصت وجنته وضحكت قائلة بحب :
طالع بكاش زي خالتك، من كتر ما كنت بتتريق عليها، ربنا رزقني بيك
رامي وهو يرفع حاجبه بدهشة :
قصدك إني......
رددت تيا ضاحكة وهي تقاطعهم :
تكفير ذنوب
رمق أمه بنظرة حانقة، ثم أمسك بحقيبته د، قائلاً وهو يهم بالمغادرة :
ماشي يا حنان خليكي فاكراها، بقى أنا تكفير ذنوب؟ ده أنا عسل محلي، ومحطوط عليه كريمة
خرج من المنزل يتمتم بكلماته، وضحكات الجميع تتعالى خلفه، لكن "جيانا" كانت شاردة، لم تتناول طعامها
لاحظ عز ذلك، تبادل أكمل معه النظرات، قبل أن تنهض جيانا فجأة قائلة :
انا اتأخرت ع الشغل.....سلام
رددت حنان سريعًا :
شغل إيه بس، ده الناس جايين بالليل، خدي انهاردة أجازة ورانا تحضيرات كتير !!!
تمتمت جيانا بضيق واضح :
يعني هو الرئيس اللي جاي، هقعد أعمل إيه، عندي شغل مهم متخافيش....هرجع بدري
ثم خرجت برفقة تيا التي طلبت منها أن توصلها في طريقها.
تنهدت "حنان" بضيق من تصرفات ابنتها، بينما كانت "رونزي" لا تزال أسيرة البارحة وما حدث
نهضت بهدوء وغادرت المنزل، تمشي على الشاطئ.....لعل البحر يطفئ ما في قلبها من اضطراب وتشوش !!!!!
............
توقفت سيارة فريد أمام بوابة الشركة في لحظة وصول ابن عمه، لحظات قليلة، وتوقفت سيارة أخرى على بُعد خطوات، لتنزل منها تيا !!!!
لم تكن عين فريد بحاجة إلى أكثر من تلك النظرة…..نظرة واحدة كانت كافية لتُشعل نيران الغيرة في صدره من جديد، نيران لم تُطفأ منذ اللحظة التي رأى فيها نظرات ذلك الرجل تتسلل نحوها ليلة أمس !!!
ما إن خطت تيا إلى داخل الشركة، حتى تحرك فريد، وكأن شيئًا ما انكسر داخله، اتجه نحو سيارة جيانا، وفتح بابها بعنف، يخرجها منه دون أي مقدمات، قائلاً بصوت متهدج بالغضب :
نصيحة مني بلاش تعاندي وتقولي كلام مستفز، عشان اقسملك بأني على أخرى وامبارح حرفيًا كنت هرتكب جناية
دفعته جيانا بعنف، وقد اشتعل الغضب في عينيها، وصرخت بصوت خافت لكنه حاد :
ابعد إيدك عني، وإياك تتجرأ تتعامل معايا بالشكل ده تاني
مرر يده على وجهه، وكأنه يحاول استيعاب جنونه، ثم جذبها من يدها بقوة حاولت التملص، ولكن قبضته كانت أقوى من إرادتها، سحبها إلى غرفة الأمن، وأمر الرجال بترك المكان فورًا
ما إن أُغلق الباب خلفهم، حتى دوى صوته كالبركان :
إزاي.....إزاي توافقـي عليه؟!
صرخت جيانا في وجهه بنفس القوة :
— وإنت مالك؟!
اقترب منها دفعة واحدة، حتى التصق جسده بها، يحاصرها على الحائط، وصوته يخرج منه كزئيرٍ، يحمل فحيحًا من الجحيم :
أوعي تكوني فاكرة إني هسيبك ليه، ده أنا أحرقه حي، ولا انه يقرب منك يا جيانا، سمعاني؟ أحرقه حي، ولو وصلت لدرجة إني أقتلك كمان وأنا معاكي، هعملها، بس ساعتها، هكون ضامن إنك مش هتكوني لغيري
دفعته بعيدًا عنها، فأمسك ذراعها فجأة، وثبّتها خلف ظهرها بقسوة، ليقربها إليه رغم مقاومتها العنيفة
نظراته كانت شرسة، أنفاسه متقطعة، وكل ذرة فيه تصرخ بها….وفي لحظة خاطفة، دون تفكير، انقضت شفتاه على شفتيها في قبلة قاسية، غاضبة… كأنها صفعة وليست لمسة حب
لكن ما بدأ بالغضب، لم يلبث أن انكسر تحت وطأة الحنين
تحولت قسوته إلى احتياج، واحتياجه إلى رجاء، وكأن قلبه انتصر على عنفه، تراجعت القبلة عن عنفها، وصارت تلهفًا يائسًا، تلتها أخرى… وأخرى… ثم انحدرت شفتاه نحو عنقها، يطبع عليه قبلات محمومة
كانت جيانا تحاول دفعه....تصده بكل ما أوتيت من قوة، إلى أن تمكنت أخيرًا الإفلات منه، فتراجعت للخلف، وصرخت فيه بفزع، والخوف يشتعل في عينيها :
إبعد......إياك تلمسني تاني
تجمد فريد، وكأن الصدمة أصابته في صميم روحه، رأى الخوف في عينيها ذلك الخوف القديم، الذي يعرف سببه تمامًا
أدرك لحظتها أن قربه منها بالقوة، وأن ما فعله منذ سنوات، لا يزال محفورًا بداخلها، وجعًا لا يُشفى منه !!!!
نظر إليها بصمت، كأن الكلام خذله، ثم قال، بصوت متهدج يختلط فيه الندم بالحب :
أنا بحبك يا جيانا......
رفعت عينيها إليه، والغضب يسبق كلماتها، مسحت شفتيها كأنها تتخلص من أثره، وقالت باحتقار :
وأنا ما بكرهش في حياتي قدك، يا أخي، عمري ما تمنيت حاجة قد ما اتمنيت إن الزمن يرجع وامحيك منه، متأكدة إن حياتي كانت هتكون أحسن بكتير
استدارت لتنصرف، لكنه أمسك بها مجددًا، يثبت كفه على الحائط خلفها، يحاصرها بعينيه، قائلاً بوجع:
كدابة، لسانك بيقول حاجة، وعنيكي بتقول حاجة تانية، انتي لسه بتحبيني زي ما أنا بموت فيكي، انتي مش قادرة تعيشي من غيري، زي ما أنا مقدرش أعيش من غيرك
ابتسمت بسخرية، وهي ترفع رأسها بتحدي قائلة :
محدش بيموت من الحب، أنا عيشت من غيرك سبع سنين، لأنك ماكنتش فارق معايا، وهعيش عمري الجاي مع اللي يستاهلني.....واللي أكيد مش انت !!!
انفجر صوته في الغرفة كبركان فقد السيطرة :
وبسلامته هو اللي يستاهل، لسه عرفاه امبارح وبتتكلمي عنه كده، ايه حب من أول نظرة
ردت عليه بنفس الحدة، لكن بصوتها كان في وجع مكبوت :
يكفي إنه دخل البيت من بابه، وآه هو اللي يستاهلني جواد مش زيك، كان عايز يرتبط بيا، فاحترم وجود أهلي، مدخلش من الشباك زي الحرامية !!!!!
زمجر غاضبًا، ولسانه سبق تفكيره :
ما الهانم كانت موافقة زمان، إيه اللي اتغير؟!
رمقته بنظرة قاسية، تمزج بين الاشمئزاز والخذلان، وردت بسخرية مؤلمة:
كنت عبيطة... صدقتك عملت حاجات تخالف كل حاجة اتربيت عليها، أنا لما اعترفتلك بحبي، كنت قد الكلمة دي، حبيتك وأنا عارفة ماضيك الزبالة، حبيتك وأنا شايفة عصبيتك، حبيتك بعيوبك قبل مميزاتك... كنت واثقة فيك
صمتت للحظات، ثم تنهدت بعمق وتابعت بألم وسخرية مريرة :
بس إنت... إنت مكنتش قد الكلمة، موفتش بوعودك، مش كل اللي يقول بحبك يبقى فعلاً بيحب، وده اللي عرفته متأخر اوي، كان لازم أفهم إن الواحدة تحب من الموقف الأول مش من النظرة الأولى
وبابتسامة باهتة، شبه منكسرة، قالت:
حبك كان مؤذي.....ما جابليش غير الأذى
دفعت يده التي تراخت أخيرًا من على معصمها، ثم استدارت وغادرت الغرفة بخطوات ثابتة رغم قلبها المرتجف
أما هو، فقد شعر بالعجز ينهار فوق صدره، طاف ببصره في أرجاء الغرفة، قبل أن يبدأ في تحطيم كل ما تطاله يده الغضب، الخيبة، والندم كانوا كوحوش تنهشه
ما إن هدأ صوت الزجاج المتناثر، حتى سقط جالسًا على الأرض، ودموعه تسيل بصمت على وجهه.....
كانت كلماتها كالسكاكين في قلبه، وكل لحظة تمر، كانت كفيلة بأن تُشعره كم هو خسرها... فعلًا !!!!!!!
..........
بالخارج......
ركبت جيانا سيارتها بعصبية، أنفاسها تتلاحق، وحرارة الغضب تتصاعد من أعماقها، قبضت على عجلة القيادة بقوة، وما إن أدارت المحرك، حتى ارتدت بسيارتها للخلف بعنف، فاصطدمت بسيارة فريد ؛؛؛؛؛
لم تكتفي بذلك، بل تقدمت قليلًا، ثم ارتدت من جديد، لتكرر الصدمة مراتٍ متتالية، حتى تحولت سيارة فريد إلى ما يشبه كومة من الخردة، سحابة من الغبار ارتفعت، والزجاج تهشم، ودهشة رجل الأمن بلغت ذروتها وهو يراقب المشهد عاجزًا عن الفهم أو التدخل
ثم... انطلقت بسيارتها بسرعة، وكأنها تهرب من كل شيء، تترك خلفها فوضى منبعها قلبها !!!
ركض رجل الأمن مذهولًا نحو المبنى، ليخبر فريد بما حدث، وما إن سمع الأخير، حتى انفجر ضاحكًا وسط همومه..... ضحكة مريرة لكنها حقيقية، تمتم لنفسه وهو يمسح دمعة غير مرئية من زاوية عينه :
آه يا جيانا وقعت فيكي.....ووقوعي ده ملهوش قيام !!
.......
داخل الشركة......
وقفت تيا أمام الزجاج الشفاف، تتابع المشهد خارجًا بقلقٍ متزايد جسدها متوتر، وعقلها يردد آلاف الأسئلة
رأته يسحب شقيقتها إلى غرفة مغلقة، وكاد قلبها يقفز من مكانه، خطت خطوة، ثم سمعت صوتًا من خلفها :
متخافيش، هو بس هيتكلم معاها، مش هينفع يتكلموا قدام الناس طبعًا
كان الصوت لـ أيهم، صوته هادئ كعادته، لكن تيا نظرت إليه طويلًا، دون أن ترد، نظرة تحمل ألف سؤال، نظرة مَن لم تنسى بعد أنه راهن على شقيقتها مع ابن عمه، حتى وإن أنقذها تلك الليلة
التفتت لتغادر، لكنها توقفت فجأة حين سمعت صوت شيء يتحطم، هرعت نحو النافذة، وكذلك فعل أيهم، لينصدما سويًا بما يحدث بالخارج !!!!
سيارة فريد تُسحق ببطء تحت عجلات جيانا !!!!
شهق أيهم وقال دون وعي :
يا بنت المجنونة
نظرت له تيا بحدة، ملامحها غاضبة كطفلة أُخذ منها لعبتها،
توتر واعتدل في وقفته سريعًا قائلاً :
آسف.....والله مكنتش أقصد
لكنها كانت قد تجاوزته بالفعل، تخرج هاتفها، تحاول الاتصال بجيانا.....لكن دون جدوى
اتصلت على والدها قصت له كل شيء، لتصدمه الحقيقة تيا ايضًا تعلم كل ما حدث بين فريد وجيانا!!!!
قالت له بنبرة هادئة مشوبة بالخذلان :
أنا سمعت كل حاجة حصلت بينه وبين جيانا ليلة ما رجعت من السفر يا بابا
أغلق والدها الهاتف بعد محاولته الفاشلة للوصول إلى ابنته، لكن قلبه هدأ قليلًا عندما هاتف مدحت فأخبره أن جيانا وصلت الجريدة، انها بأمان... على الأقل !!!!
...........
كان آسر جالسًا في مكتبه المعتاد، ذاك الركن الذي نادرًا ما يفارقه، يتابع أوراقه ويعيد ترتيب أفكاره، بينما جلس سمير قبالته، لا يبدو عليه أي نية للذهاب إلى مكتبه الآخر، والذي يقع بجوار مكتب والدة آسر بقليل
رفع آسر رأسه نحوه بنفاد صبر وقال بغضب مكتوم:
مش عندك مكتب يا اخي، لازق لأمي ليه بقى !!!
اغمض سمير عينيه وتمايل بجسده كفتاة في فيلمٍ قديم وهو يرد بصوت نسائي متقن:
مقدرش أقعد بعيد عنك ثانية واحدة يا بيبي....أموه !!!!
أطلق آسر زفرة حانقة، والتقط حاملة الأقلام من فوق المكتب وقذفها نحوه قائلاً بغيظ:
داهية في شكلك
ضحك سمير، وأرسل له قبلة في الهواء وهو يقول بذات اللهجة:
ميرسي يا بيبي، تعيش وتديني والله لتاخد بوسة
ثم تحرك بخفة باتجاهه، يحاول تقبيل وجنته، فدفعه آسر وهو يصرخ باشمئزاز :
ابعد يا قذر
توقف سمير فجأة، يضع يده على صدره متصنعًا العتاب:
بقى كده، أخص عليك يا قاسي
نهض آسر من مكانه مهددًا :
والله لأضربك
بدأ بمطاردته داخل المكتب، بينما ركض سمير بين الأرائك والمكتب بخفة قائلاً :
عيب يا بيبي، حد يدخل علينا ويشوفنا، لما نروح البيت بقى
زمجر آسر وهو يرمي بتحفة صغيرة نحوه:
بيت ايه يا سافل، يا قذر، ورحمة أمي لأفرمك
دفعه نحو الأريكة، وكاد أن يوجه لكمة نحو وجهه، حين انفتح الباب فجأة ودخل اللواء مجدي، خال سمير، بوجهٍ جاد ونظرة صارمة
تجمد الاثنان في مكانيهما، بينما قال مجدي بحدة:
إيه اللي بيحصل هنا؟!
وضع سمير يديه على وجهه متصنعًا الخجل، وقال بصوت أنثوي مصطنع:
يا نصيبتي.....يادي الكسوف
دخل اللواء وأغلق الباب خلفه وهو يصرخ بنفاذ صبر:
بطل هزار يا زفت
جلس سمير باعتدال، وتخلص من قناعه الهزلي، بينما جلس آسر وهو يُصلح من هندامه، وأخذ الاثنان يركزان مع اللواء الذي قال بجدية قاطعة :
أنا من رأيي نقفل قضية حامد صفوان، احنا مهما عملنا مش بنوصل لحاجة
رد عليه سمير مؤيدًا :
أنا كمان شايف كده
استمر النقاش بينهم لدقائق معدودة، ثم غادر اللواء، بينما
سحب آسر الورقة الصغيرة من تحت يده، تأملها لثوانٍ قبل أن يرفع عينيه نحو سمير، ونظرات مفهومة عابرة بينهما اختزلت كل شيء، عاد كلاهما إلى العمل، لكن عقل آسر لم يكن حاضرًا بالكامل كان يدور في مدار آخر، يعلمه تمامًا، مدار يحمل في طياته الكثير من القلق
كان يدرك......أن القادم لن يكون خيرًا أبدًا !!!!!!!
...........
في المساء.....
جاء الخبر كالصاعقة، اجتاح القلوب بالقلق والخوف، الجد صلاح الزيني قد تعرض لحادث سير، نُقل على إثره إلى المستشفى !!!!
هرع الجميع إلى هناك، يتخبطون في خطواتهم، يتسابقون إلى الاطمئنان عليه، كانت رونزي من أوائل الواصلين، وقد جاءت برفقة جيانا التي لم تستطع التجاهل بسبب ما لهذا الرجل من فضل عليها، فهو أنقذ حياتها ذات يوم، ولم تنسى ذلك أبدًا !!!!
في ممرات المستشفى، تجمع الأهل أمام الغرفة المغلقة، والقلق يأكل أعصابهم، دقائق مرت كأنها دهر، حتى خرج الطبيب، ببسمة مطمئنة وهو يقول :
اطمنوا يا جماعة، الحادث بسيط وعدى على خير الحمد لله، العربية خبطت في شجرة، بس ما اتقلبتش، دي نعمة من عند ربنا، الأستاذ صلاح اتعرض لشوية كدمات بسيطة، وحالته مستقرة، بس محتاج راحة تامة الفترة الجاية، أما السواق، فحصله ارتجاج بسيط في المخ، وهيبقى كويس إن شاء الله
أطلق الجميع زفرات ارتياح، وهرعوا للاطمئنان عليه واحدًا تلو الآخر، ومن بينهم جيانا التي دخلت بخطوات خفيفة، تحمِل في قلبها امتنانًا لا يُنسى لذلك الرجل
بعد لحظات من البقاء معه، قررت النزول إلى الأسفل استعدادًا للمغادرة، بينما بقيت رونزي في الداخل مع أفراد العائلة
كانت جيانا تمشي في الممرات الطويلة بصمت، تتأمل جدران المستشفى بنظرة شاردة، حتى وصل إلى مسامعها صوتٌ مألوف، صوت رجل يتحدث بغضب عبر الهاتف، توقف قلبها لثوانٍ، وهي تتأكد من أنها تعرف هذا الصوت......انه فادي !!!
اقتربت قليلًا، وبحذر، واختبأت خلف أحد الأعمدة وهي تسترق السمع، لتتلقى ما لا يمكن لعقل أن يستوعبه :
يا غبي، واخد فلوس قد كده، وفي الآخر يطلع عايش، مش ده اللي اتفقنا عليه، قولتلك يموت، والموضوع يبان حادثة قضاء وقدر.....مش شوية كدمات
شهقت بصمت، وضعت يدها على فمها وقد اتسعت عيناها من الذهول، قلبها يدق بعنف، ونفسها يتلاحق، لم تصدق ما تسمع !!!!
فادي أراد قتل جده.....؟!!
استدارت بخفة، وانسحبت من المكان بأسرع ما يمكنها، تحبس أنفاسها حتى خرجت من المستشفى تمامًا، ثم أخرجت هاتفها، واتصلت فورًا بوالدها، تروي له كل ما سمعته بصوت مرتجف، بينما كان الذهول لا يزال يسيطر عليها
استمع والدها لكلماتها حتى النهاية، ثم قال بصوت حازم :
ما تقلقيش... أنا هتصرف !!!!!!
...........
مرت الأيام سريعًا، وتمت قراءة فاتحة جواد وجيانا بحضور الأهل، والغد سيكون يوم الخطوبة، حفلة بسيطة كما اتفقا، تقتصر على الأقارب والمعارف.
في المساء، كانت جيانا تقف في شرفة غرفتها، تنظر إلى السماء بعيون حزينة، وذهنها شارِد... شارِد فيه هو، منذ ذلك اليوم في المستشفى حين زارت صلاح الزيني، ولم تلتقِ به، كان يتجنبها بعينيه، لا يقترب، لا يتحدث… وكأنها لم تكن.
رنّ هاتفها فجأة، رقم غريب… أجابت بتردد، ليصدمها الصمت من الطرف الآخر. أعادت السؤال، ليأتيها صوته الحزين بعدها:
جيانا ينفع تنزلي، مش هضايقك، هما كلمتين بس، مش أكتر، اوعدك.....
ردت عليه بنبرة حزينة مليئة بالخذلان :
مش واثقة فيك
رد عليها بنبرة مماثلة، يفيض منها الندم :
عندك حق ما تثقيش فيا، أنا ما استاهلش الثقة دي، ومقدرش ألومك، بس وحياة أغلى حاجة عندك، انزلي أوعدك، دي آخر مرة هتشوفيني فيها
أغلقت المكالمة بصمت، ثم لمحت ظله من الشرفة يقف عند سيارته، لا يتحرك
توجهت مباشرة إلى غرفة جدها، الذي كان مستيقظًا في ذلك الوقت يستعد للصلاة، وقالت دون مقدمات :
فريد تحت، وعايز يكلمني ضروري، بيقول إنها آخر مرة ومش هيخليني أشوفه تاني
سألها بهدوء، كمن يزن الأمور في رأسه :
وإنتي عاوزة إيه....؟!!
مر صمت قصير، ثم أجابته وهي تغادر :
أنا نازلة يا جدو
زفر بضيق، ثم توجه إلى الشرفة، ناظرًا إلى الأسفل، ليرى فريد واقفًا يستند بجسده على السيارة، الوقت متأخر، والشارع خالٍ، اتصل على الفور بسليمان، رجله المقرب، وأوصاه أن يراقبها من بعيد ويطمئنه !!!
في الأسفل.....
كانت خطواتها مترددة، تقرُب منه خطوة وتتأخر الأخرى، أما هو، فكان ينظر إليها بابتسامة شاحبة وعيون تتأملها بشوق، قطب جبينه بغيرة خفية حين رأى ملابسها بنطال قطني زهري، وتيشيرت أبيض بحمالات عريضة، تغطيه بشال خفيف. اقترب منها وأخرج جاكيت بدلته من السيارة، وضعه على كتفيها برفق
حاولت أن تزيحه، فقال بلطف :
خليه يا جيانا
لم تعارض، ولم تعرف حتى لماذا نزلت أخذ نفسًا عميقًا، ناظرًا للسماء، ثم إليها، وقال بابتسامة حزينة :
مبروك الخطوبة
ردت عليه بسخرية خفيفة :
شكرًا
سألها مباشرة، بدون مواربة :
بتحبيه.....وهو بيحبك
رفعت حاجبها بسخرية أكثر، وردت ببرود :
ماظنش إن دي حاجة تخصك، دي حاجة تخصني أنا وهو بس
ضغط على قبضته، يحاول كبح غيرته، ثم لمح جدها يقف بالشرفة يتابعهم.....فقال بحرج :
جدك واقف فوق بيبص علينا
أجابته بهدوء :
ما هو عارف إني معاك دلوقتي
سألها بتردد صادق :
ينفع نتمشى؟ من غير العربية مش هعمل حاجة، أقسملك اني بس عاوز اتكلم معاكي، ومش هعرف وانا كده وفيه حد بيراقبني
ردت عليه مباشرة، بعينين تُخفي وجعًا :
متقدرش تعمل حاجة أصلًا، ومهما تقول عمري ما هثق فيك تاني يا فريد
هزّ رأسه بأسى وقال :
عندك حق، مقدرش ألومك
أشاحت بوجهها عنه، وقبل أن تتحرك رن هاتفها، كان المتصل هو جدها
أجابت سريعًا، فجاءها صوته غاضبًا بعض الشيء :
الوقت متأخر ومينفعش كده......اطلعي يلا
ردت عليه بعد لحظة صمت :
جدو… نص ساعة وهطلع حضرتك باعت سليمان ورايا، مش كفاية ده، متخافش، محدش يقدر يأذي حفيدتك
زفر بضيق، وأغلق الهاتف في وجهها، تقدمت جيانا في خطوات بطيئة، يلحق بها فريد، يمشي إلى جوارها، وفي لحظة صمت قال بصوت حزين :
آسف.....على كل حاجة يا جيانا !!
صمتت فتابع بصوت مخنوق نزلت معه دموعه على وجنته دون أن يشعر :
اسف على اني خونتك واسف اني اتراهنت عليكي، اسف على كل حاجة يا جيانا، مش بقولك كده عشان ترجعيلي، لأ، انتي تستاهلي الأحسن مليون مرة، انا منفعش اي حد خالص
كأنّ صدره كان ممتلئًا بحممٍ من الذكريات، أخذ نفسًا عميقًا، ثم أردف بصوت نازف بالحزن:
انا قبل ما اعرفك كنت عايش في حزن.....حزن عمر ما حد حس بيه، عيشت بين اب وام من و انا عندي حوالي خمس سنين، يصحوا و يناموا على خناق، طفل صغير ميعرفش يعني ايه حنان، ميعرفش غير أب بيرجع كل يوم سكران وراجع من حضن واحدة تانية، وام علطول مع صحابها والكام دقيقة اللي بتقعدهم معايا في يومها تفضل تشكي من خيانة ابويا ليها و حبه لخدامة علطول كانوا بيتخانقوا بسببها، فضلت ع الحال ده سنين.....
التفتت تنظر إليه، لتُفاجأ بأنه يبكي، كان البكاء سيلًا نقيًّا لا يجيده سواه في تلك اللحظة مسح دموعه بيده المرتجفة، ثم جلس على مقعد خشبي واهن بجانب الرصيف، قائلاً بصوت طفلٍ سُلب منه دفء الطفولة:
سنين محدش فيهم حاسس بيا، بطفل صغير كل اللي كان عاوزه شوية حنان، السنين دي علمتني حاجة، اني ابقى بارد محدش يستاهل ازعل عليه ولا أفكر فيه اذا كان ابويا وامي، اللي المفروض يخافوا عليا ويحبوني، معملوش كده، هيجي الغريب ويعملها......
تنهد بعمق ثم قال بحزن دفين :
في يوم و ليلة صحيت على خبر جواز ابويا، لا وكمان مراته حامل ومراته دي هي نفسها الخدامة، حبيبته الأولى قبل ما يتجوز امي، كان سابها كنت ساعتها عندي ١٧ سنة، غيرت، ايوه غيرت.....لما لقيت ابويا متمسك بالطفل ده و بامه، حسيت بغيرة، انا ابنه الكبير، محبنيش كده ليه، مفكرش فيا كده ليه.....
تتردد كلماته داخلها كما لو كانت خناجر من ألم دفين، تستمع إليه وهي تجلس بجانبه، قلبها ينزف بصمت، بينما هو يتابع بشحوب :
من كتر ضغط جدي وجدتي وامي، وافق على كلامهم، وطلقها وجابلها شقة هي وبنتها، بعد ما انا خيرته بين الست دي وبنتها وبيني.....بس اختارني، أو بالأصح اختار اللي يريحه، والدي طول عمره مش بيحب وجع الدماغ، ممكن يتخلى عن أي حاجة بيحبها عشان يريح دماغه
صمت ثم تابع بسخرية مريرة :
سنين عدت وانا فضلت مهمش في حياتهم، حاجة مرمية ملاهاش لازمة، مش بيفتكروها غير ساعة الخناق بس، غير كده لأ....سنين عدت وانا بكبر، وعقدي من الجواز بتكبر معايا، خوفت اني افشل زي ما هما فشلوا، اني أجيب أم لأولادي تهملهم، وأب أناني مش بيفكر غير في راحته واخليهم يعيشوا اللي انا عيشته
كان كمن يسرد اعترافاته الأخيرة، يبعثرها بمرارة داخل الهواء، والهواء ذاته كأنه عاجز عن حمل كل هذا الوجع
ردد بنظرات مليئة بالعشق قائلاً :
كل القوانين اللي حطيتها في حياتي اتلغت اول ما شوفتك، في الأول كنت واخد الموضوع هزار... تسلية، بس اقسملك اني حبيتك من كل قلبي، ودي عمري ما كدبت فيها، لغيت كل حاجة، ولقيت نفسي كل ما احاول ابعد عنك واقول ده مجرد رهان، القى نفسي بغرق في حبك اكتر واكتر ومقدرتش ابعد، كل لحظة حلوة عيشتها معاكي وكل كلمة بحبك طلعت مني كنت صادق فيها وعمري ما كدبت يا جيانا
ثم صمت لحظة، كما لو كان ينتزع اعترافًا موجعًا من صدره، قبل أن يتابع بصدق :
انا مش بقول كده عشان أبرر خيانتي، لا انا خاين وماليش عذر، انا ضعفت وغصب عني، انا مكنتش قوي كفاية اني ابعد عن القرف ده
مسح دموعه، ثم نظر إليها، إلى عينيها التي كانت تراقبه بجمودٍ مشوبٍ بانكسار، واستأنف بصوت متهدج :
انا اللي كنت غبي لما فكرت اني هعمل كل الغلط ده وفي الآخر ربنا هيكافأني بيكي، انا زاني، ارتكبت أكبر ذنب، كنت مستني إيه؟ مكافأة؟ لا، كان لازم خسارة... عشان تفوقني من اللي انا فيه، وياريتني فوقت، لا، فضلت دايس و مكمل والمصيبة ان كل ما بكمل في الطريق ده، بخسر أكتر حاجة بحبها وعايش عشانها، وهي انتي يا جيانا، لما خطبت رونزي كان هدفي اني انساكي... سبع سنين، عمر ما فيه يوم غيبتي عن بالي لحظة وكنت برفض اعرف اخبار عنك، لاني كنت عاوز انساكي، لاني كنت متأكد إن بعد اللي حصل، عمر ما فيه حاجة هتشفعلي عندك عشان تسامحيني و يوم ما رجعت لقيتك قدامي، عرفت ساعتها اني مهما عملت، عمري ما هقدر انساكي، و لا هينفع أكون لحد غيرك.....
نظر إليها طويلًا، كأنه يُحمل نظرته كل ما عجز عنه لسانه، ثم قال بنبرة امتزج فيها الحزن مع العشق :
انا يا جيانا بحبك، ودي حاجة عمري ما هنكرها، انتي كنتي ومازلتي أجمل حاجة حصلتلي في حياتي، انا مش وحش صدقيني، انا يمكن لو كنت عيشت بين أب و أم، ع الأقل بينهم تفاهم و احترام، كنت بقيت أحسن من كده، انا عمري ما كنت حابب المستنقع ده أبدًا بالعكس، كنت ببقى قرفان من نفسي بعد كل علاقة كنت بعملها، بس لما الواحد بيتعود على حاجة، بيبقى صعب يبطلها وده اللي حصل معايا، ضعفت، غصب عني، انا طول ما كنت معاكي، كنت بحارب نفسي وبموت من خوفي اني أضعف وأخسرك وحصل وضعفت وكانت النتيجة خسارة، والخسارة كانت كبيرة أوي... وهي انتي يا جيانا !!!!!
حينها، لم تملك من الرد شيئًا سوى تلك الكلمات القليلة، التي خرجت من شفتيها كأنّها انزلاق دمعٍ من قلبها :
انت بتقولي كده ليه دلوقتي؟
لف وجهها نحوه، ونظر إلى عينيها مباشرة، قائلاً :
انا مش بقولك كده عشان آثر عليكي، ولا عشان أغير رأيك ناحيتي، لأ... بس مكنش ينفع امشي من غير ما اتكلم معاكي و أقولك كده وأرتاح، انا يا جيانا عارف اني مهما عملت، عمر ما هينفع أكون ليكي، لاني قليل أوي جنبك، لو جوازك من الشخص ده هيسعدك وهتكوني مبسوطة، اعمليها....لو موتي هيشفي غليلك مني، اقسملك وحياة جيانا عندي، لأعملها وأموت نفسي....اللي يريحك مهما كان، هعمله ومن غير تردد، بس انتي تكوني مبسوطة ومرتاحة.
سألته، بصعوبة، ودموعها محبوسة خلف جفن يرتجف :
هتروح فين....؟!
أجابها بابتسامة حزينة وهو يمسح دموعه :
لازم أصلح كل حاجة، هروح مكان أبدأ فيه من جديد، بس المرة دي البداية تكون صح
لم تستطع أن تصمت، لتقول له بنبرة ممزوجة بالألم :
كل اللي حصلك مش مبرر، في ناس بيبقوا زيك وأسوأ منك، بس معملوش كده وكانوا احسن
أومأ لها برأسه، قائلاً بخزى :
عارف، انا مش ببرر غلطي، بالعكس انا غلطان، وزي ما انتي قولتي، في ناس زيي وبقوا أحسن....بس مش كلهم بنفس القوة اللي تخليهم يبقوا أفضل، انتي مهما تحطي نفسك مكان الشخص ده، مش هتحسي بشعوره، انك تبقى عايشة بين أب وأم موجودين بالأسم بس، كأنك يتيمة، زي أساس البيت، لو الأساس مكنش سليم و قوي، البيت اللي بيبنوه، تفتكري هيطلع إيه.....؟!
أشاحت بوجهها بعيدًا، ليعود الصمت من جديد، لكنه ما لبث أن قطع السكون، حين لف وجهها إليه ينظر لعينيها مباشرة، يسألها بهدوء :
تسمحيلي؟
ثم، دون أن ينتظر جوابها، اقترب منها يعانقها، همس في أذنها حين حاولت أن تُبعده :
انا مش عاوز حاجة غير الحضن ده وبس يا جيانا، يمكن يكون الأخير
استكانت بين ذراعيه، لم تبادله، لكنها لم تقاوم....وبعد لحظات، ابتعد عنها لينظر إلى وجهها ويهمس بحب صادق :
مش معنى اني مشيت اني بخلي مسؤوليتي، عارف إنك مش محتجاني، و عندك أب وجد وعيلة بتخاف عليكي، بس انا دايمًا موجود، ولما تحتاجيني هتلاقيني معاكي علطول من غير ما تطلبي
كانت المرة الأولى التي لا تجد فيها شيئًا لتقوله، لا تقدر أن تكرهه، ولا تستطيع أن تغفر.....حملت عينيها كل المشاعر المختلطة، وكل الإجابات المؤجلة
أمسك يدها برفق، جعلها تقف، ثم أشار للأمام، لتسير بجانبه، يتقاسمان صمتًا هشًا، حتى أوصلها إلى منزلها وقفت لحظات أمامه، تبادلا نظرة طويلة، نظرة وداع لا تُقال، ثم صعدت بهدوء !!
حين دخلت غرفتها، وجدت والدها وجدها في انتظارها، لم تقاوم، ارتمت بحضن والدها، وانفجرت بالبكاء، كأن كل شيء كان ينتظر إذنًا بالانهيار
أما هو، في الأسفل، وقف للحظة ينظر إلى شرفتها، ثم صعد إلى سيارته، وقال بابتسامة حزينة عاشقة :
مع السلامة، يا أجمل حاجة حصلتلي !!!!!
____________
الـبـارت خـلـص 🥺❤️❤️
تفتكـروا إيه هـيـحـصـل فـي الـبـارت الـجـاي...؟
تـوقـعـاتـكـم تـهِـمـنـي جـداً 🔥
تفتكروا فريد وجيانا الموضوع خلص بينهم كده خلاص......؟؟
فادي ناوي على ايه تاني وشره وغله هيوصلوا لحد فين وهيحصلوا ايه.......؟؟
آسر ناوي على ايه وايه اللي ممكن يحصله....؟؟
رونزي.....؟؟
دمتم سالمين يا حلووووين يا أحلى متابعين
بحبكم من قلبي 🥹❤️❤️❤️
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا