رواية ليتني لم أحبك الفصل الثالث عشر 13بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ليتني لم أحبك الفصل الثالث عشر 13بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات
#الفصل_الثالث_عشر
#رواية_ليتني_لم_أحبك
#الكاتبة_شهد_الشورى
سيطر عليه صمتٌ مرير، كأن الزمن جمد بين أنفاسه، وما إن التفت حتى التقت عيناه بعيني "رونزي" التي كانت تقف خلفه، لا شيء في ملامحها سوى تساؤل خافت تسلل إلى صوتها قبل أن ينطق :
– فريد... مالك؟ كنت بتزعق ليه؟
جاء رده ثابتًا، قاسيًا كجدار، يحجب خلفه عاصفةً لا تُرى:
– مفيش
غادر الغرفة تاركًا خلفه ثِقلًا من الوجع عالقًا في الهواء، نظرت رونزي إلى والديه، فوجدت الغضب ساكنًا في الأعين، صامتًا لكنه قاتل، ثم غادرا هما أيضًا، وبقيت وحدها، تحاول أن تستوعب ما حدث !!!
فجأة جاءها صوته....ذلك الصوت الذي لطالما كرهته دون سبب واضح، وكأن حدسها يرفضه دون تفسير :
– مالك يا قمر؟ واقفة لوحدك ليه؟
زفرت بضيقٍ وهي تشعر بثقل وجوده، وقالت بفتور:
– عن إذنك
خرجت من القصر وهي تقاوم شعورًا بالخيانة، كانت قد خرجت وهي تنوي الإفطار مع "فريد" لكن ما سمعته بعثر كل نواياها !!!!!!!
أما هو، فكان يسير في ممرٍ جانبي، يده في جيب بنطاله، وابتسامة خبيثة ترتسم على شفتيه حين استقبل اتصالًا من أحد رجاله، بعدها ابتسم بمكر وهو يتمتم لنفسه :
– انت وقعت... ولا الهوا رماك يا بن الزيني
أغلق الهاتف، ثم اتصل بشخص آخر، جاء صوته هامسًا، وشره يتسلل عبر كل كلمة :
– نفذ في أقرب وقت، تبان إنها حادثة قضاء وقدر
رد الطرف الآخر بحسم :
– أوامرك يا فادي باشا
أغلق الخط، ثم همس لنفسه وكأن القدر بات طوع أمره :
– كل حاجة هتتم زي ما أنا عاوز......وفي أقرب وقت
.........
في الجهة الأخرى، كانت رونزي تعود إلى شقتها، وقفت تنتظر المصعد، قبل أن يُفتح بابه ليخرج منه "آسر" يحمل ملفًا نساه، لكنه ما إن رآها حتى وقف يسد طريقها، وعيناه تتفحصانها بنظرة تحمل أكثر مما تحتمل :
– اممم... هو انتي كل لبسك كده؟
نظرت له باستغراب ممزوج بالحدة، وقالت:
– كده إزاي؟ مش فاهمة... وبعدين انت مالك؟
ابتسم ابتسامة جانبية، وعيناه لا تزالان تحومان حولها:
– ضيق... قصير... مكشوف شوية، وبعدين ده مالي ونُص، أنا واحد ما بحبش أشارك اللي يخصني مع حد
رفعت حاجبها، وقسوة نبرتها تخفي الارتباك :
– نعم؟!
فاجأها بغزلٍ مفاجئ، صوته ناعم لكنه يخفي نية لم تُفصح عن نفسها بعد :
– تعرفي إن لون عنيكي حلو أووي؟
ارتبكت للحظة، نظرت بعيدًا وكأنها تفر من ضعْف لا تعترف به، ثم قالت بحدة تُخفي خجلها :
– أنا مش عارفة أنا واقفة معاك بعمل إيه أصلًا
استدارت لتغادر، لكنه أوقفها بسؤالٍ باغت قلبها قبل عقلها :
– بتحبيه؟
تجمدت للحظة، ثم نظرت له بضيق وقالت :
– رغم إنه شيء ما يخصكش، بس هرد عليك، لو مش بحبه أومال اتخطبت ليه وهتجوزه ليه....؟!
ضم شفتيه وكأن كلماته التالية ستقتلع شيئًا ما بداخلها، ثم قال بهدوء :
– زوج مناسب، مثالي في كل الصفات اللي تخليكي توافقي عليه، أسباب كتير.....إنما حب؟ لأ!!!!
تقدمت منه خطوة، وكأنها تدافع عن مشاعر لم تعد واثقة من وجودها :
– وانت يهمك في إيه؟ أحبه ولا لأ، وبتتدخل ليه في حاجة مالكش فيها ليه ؟
اقترب منها، صوته انخفض حتى صار همسًا لا يسمعه سواها، وقال بجمرٍ تسلل إلى أذنها :
– مش يمكن مستني الفرصة اللي تسيبيه فيها، عشان أفوز أنا بيكي؟
ابتعدت عنه، نظراتها تحمل صدمة لم تُدركها بعد، وقالت:
– إنت... إنت بتقول إيه؟
ابتسم بغموض، وكأنه يُلقي إليها بطرف الخيط ويختفي:
– هتعرفي بعدين كل حاجة......يا روز
بقيت مكانها تنظر إليه بقلق وفضول !!!!!!!!
...........
في شركة "الزيني"، كان "أيهم" جالسًا خلف مكتبه الفخم، عيناه مثبتتان على الشاشة أمامه، لا تتابع الأرقام ولا البريد الإلكتروني، بل تتابعها هي.....
تلك الفتاة التي تسير بثقة رقيقة، تحمل بين خطواتها هدوءًا مغلفًا بجمالٍ فطري، وكأن حضورها يعزف على أوتار لم تُمسّ من قبل، لم يستطع أن يُبعد عينيه عنها، فهناك شيءٌ في وجهها يوقظ بداخله مشاعر كان يظنها نائمة
قطع حبل أفكاره صوت "سالي" سكرتيرته، تدخل بدلال وهو يقول دون أن يلتفت إليها :
– قولي للأنسة تيا النويري تيجي عندي المكتب ضروي
لم تمضي دقائق حتى طرق الباب، تردد صوتها الناعم على مسامعه :
– السلام عليكم
تَنحنح وهو يحاول أن يُخفي توتره :
– أحم... وعليكم السلام، اتفضلي اقعدي
جلست في هدوء، وابتسامتها الرقيقة سبقت كلماتها :
– حضرتك كنت طالبني ليه؟
وقف بهدوء واتجه إلى الطاولة الجانبية، التقط علبة صغيرة وقدمها لها، قائلاً بنبرة هادئة :
– اتفضلي
نظرت إلى العلبة ثم فتحتها، وعيناها اتسعتا بدهشة :
– ده الخاتم بتاعي، كان فين؟
أجابها دون أن يحيد بنظره عنها، وكأن ملامحها تسرق منه الحروف :
– وقع منك امبارح في أوضة والدي
ابتسمت بلطف، وقالت بصوتها الذي يحمل شيئًا من الخجل:
– شكرًا... شكرًا بجد
ابتسم هو الآخر، ثم جلس أمامها قائلًا بصوت خافت يحمل شيئًا من الود الخفي :
– أنا... أحم... كنت حابب أشكرك على اللي عملتيه مع بابا امبارح، انك ساعدتيه... ده فرق معاه جدًا
حركت رأسها بلطف، ونبرة صوتها تنم عن خجلٍ لا تريد إظهاره :
أنا ما عملتش غير اللي المفروض يتعمل، مفيش داعي للشكر
تأمل وجهها، وكأن شيئًا فيه يُربكه، فهمت هي بإنهاء اللقاء :
– حضرتك عاوز مني حاجة تانية....ولا أرجع أكمل شغلي؟
أجابها وهو يُخفي لمحة الحزن في عينيه :
– لا خلاص....تقدري تتفضلي
نهضت وغادرت المكتب بعد أن قالت بلطف :
– عن إذنك
تركته خلفها، عيناه تتبعان خطواتها، وداخله يتسع لصوتٍ لم يعتده، الإعجاب......وربما، ما هو أكثر !!!!!
........
في الجهة الأخرى، داخل مكتب "أكمل النويري"، كان التركيز يملأ الأجواء، بين الأوراق والملفات، وبين صمتٍ لا يقطعه سوى صوت العمل المتواصل
لكن طرقًا خفيفًا على الباب كسر الصمت، تلاه دخول السكرتير قائلاً بجدية :
– أكمل باشا، في واحد بره بيقول اسمه في واحد بره اسمه جواد المصري عاوز يقابل حضرتك
رفع أكمل حاجبيه في دهشة، الاسم لم يطرق أذنه من قبل، لكنه أشار للسكرتير أن يدخله وما إن فُتح الباب، حتى دخل شاب طويل القامة، وسيم الملامح، يمشي بخطواتٍ واثقة
صافحه أكمل بينما يقول الآخر بنبرة ثابتة :
– أعرفك بنفسي... جواد مراد المصري
– أهلاً بيك، اتفضل
جلس "جواد"، وعيناه تحملان صراحة رجلٍ لا يعرف الالتفاف، ثم قال بهدوء :
– أنا يشرفني أطلب إيد بنت حضرتك....الآنسة "جيانا !!!!
صُدم أكمل، إذ لم يتوقع هذا السبب، فقال بجدية :
– وانت تعرف بنتي منين؟
أجابه جواد بنفس الثبات :
– شوفتها في خطوبة فريد الزيني امبارح
سأله أكمل بشك :
– وأول ما تشوف واحدة تروح تطلب إيدها؟ مش يمكن مخطوبة؟ أو متجوزة؟
ابتسم جواد بثقة وقال:
– أكيد مش هاجي أطلبها من غير ما أعرف... وعلشان كده، جيت من الباب، وبكل احترام بطلب ايد بنتك واتمنى حضرتك توافق !!
استمر الحديث بينهما لدقائق، سأل فيها أكمل عن عائلته، عمله، وأخلاقه، ثم نهض "جواد" ليصافحه من جديد وقال:
– اسمي مع حضرتك، اسأل زي ما تحب، وده كارت فيه كل بياناتي، هستنى ردك
أومأ له أكمل باحترام، وغادر جواد المكان بخطواتٍ رزينة
لحظات بعدها، التقط أكمل هاتفه وقال بصرامة :
– جواد المصري، عاوز كل حاجة عنه في ظرف ساعتين تلاتة، تكون قدامي
بالفعل، لم تمر أكثر من ثلاث ساعات، حتى كان الملف بين يديه، فتحه وقرأه بتركيز شديد
شاب ناجح، صاحب أخلاق رفيعة، يعيش مع والديه، وله أخ أصغر يدرس في الخارج، يملك عمله الخاص، وسيرته نظيفة، مشرفة، لا غبار عليها !!!!!!
.............
مساءًا في منزل "أكمل النويري"
ساد هدوءٌ خافت أرجاء الصالة بعد تناول العشاء، الجميع تجمع أمام التلفاز، لكن لا أحد كان حقًا يشاهده، العقول شاردة، والنفوس مثقلة، وكأن الهدوء الظاهري يخفي عاصفة داخلية في كلٍ منهم
أما رونزي، فكانت في غرفتها، ملتزمة بصمتها منذ أن عادت إلى المنزل !!
قطع أكمل هذا الصمت بهدوء غريب، حين نطق قائلاً كمن يلقي حجرًا في بحيرة راكدة :
– في عريس متقدم لجيانا !!!!!!
تعلقت الأنظار به، وارتفعت الحواجب بدهشة، ليسأله عز بجدية :
– مين هو ؟
رد عليه أكمل بهدوء :
– اسمه جواد......جواد المصري
أومأ له عز قائلاً :
– أنا عارفه، سمعت عنه كلام كتير انه كويس واخلاقه عالية
تنهد أكمل ثم قال بهدوء :
– مظبوط، أنا سألت عنه....محترم جدًا
لكن قاطعهم فجأة صوت جيانا الحاد :
– أنا مش موافقة
التفت الجميع نحوها في صدمة، قبل أن تنفجر حنان في وجهها بغضب :
– هو إيه الحكاية، أي عريس يتقدم مش موافقة، إنتي عارفة ده العريس الكام اللي بترفضيه؟!
قالت جيانا بضيق واضح :
– ماما...
لكن حنان قاطعتها، ونار الغضب تأكل ملامحها :
– بلا ماما بلا زفت أنا رهقت منك ومن اللي بتعمليه، كل ده بسبب دلعك ليها يا أكمل، محدش عارف يمشي عليها كلمة
تدخل أكمل قائلاً بصرامة :
– حنان، خلاص
ثم التفت إلى جيانا قائلاً بهدوء :
– تعالي ورايا ع المكتب يا جيانا
.........
داخل المكتب، كان الصمت في البداية أبلغ من الكلام، حتى كسره "أكمل" بجديته وهو يجلس بجوار ابنته، يحاول أن يحتفظ بثباته :
– أنا مش شايف أي سبب للرفض، الشاب كويس، مفيش فيه غلطة يبقى ترفضي ليه؟
ردت عليه جيانا بضيق :
– عشان مش بحبه
تنهد أكمل بعمق ثم قال بتريث :
– يا حبيبتي، انتي شوفتيه أو كلمتيه عشان تحددي، اقعدي معاه واتعرفي عليه، أومال فترة الخطوبة دي اتعملت ليه؟! اتعرفي عليه واحكمي في الآخر، يمكن تحبيه لكن ترفضي كده وخلاص لأ
اعترضت بصوت متردد، لكنه قاطعها بحسم :
– مفيش بس هو ده الصح، اتعرفي عليه واحكمي، لكن ما ترفضيش من الباب للطاق، الشاب محترم، شافك في حفلة إمبارح ودخل البيت من بابه
بعد إصرار تنهدت جيانا بضيق، ثم قالت :
– حاضر يا بابا
ربت على يدها بحنان، وصوته عاد لينًا :
– أنا مش بضغط عليكي بس هو ده الصح، ماينفعش ترفضي وخلاص، لازم تتعرفي عليه، لو مرتاحة يبقى على بركة الله، لو مش مرتاحة، خلاص وفي الآخر، اللي انتي عاوزاه هو اللي هيحصل، بس اديله فرصة، بلاش الرفض على طول
أومأت له رغمًا عنها وقالت بنصف ابتسامة :
– اللي تشوفه يا بابا !!!
......
داخل فيلا "حامد صفوان"
جلس يتناول العشاء مع زوجته "هدير"، لكن الطعام لم يخفف من التوتر بينهما هو شارد، غارق في أفكاره، وهي تراقبه بعين متحفزة، كأنها تنتظر لحظة الانقضاض
قطعت الصمت بسؤال جاء كالسهم :
– مين الست اللي جت الشركة عندك امبارح واتخانقت معاك
رفع رأسه بحدة وقال :
– وانتي عرفتي منين؟
ابتسمت ابتسامة باردة وقالت :
– مصادري الخاصة.....تبقى مين؟
رد عليها ببرودٍ مصطنع يخفي انزعاجه :
– ملكيش فيه
صرخت عليه غاضبة:
– يعني إيه ماليش فيه، أنا مراتك، ومن حقي أعرف كل حاجة تخصك
رمقها بلا اهتمام، وقال بتهكم :
– والله تقدري تعرفي من مصادرك الخاصة يا هدير هانم
نار الغيظ أكلت صوتها وهي تقول بغضب :
– انت مستفز
صرخ بغضبٍ قاطع، كأن كل ما كتمه انفجر في لحظة :
– احترمي نفسك وصوتك ما يعلاش عليا، انتي سامعة !!
ردت وهي ترتجف من الغضب :
– إنت نسيت نفسك؟! هو انت كنت تطول تتجوز هدير هانم بنت حسب ونسب زيي؟! فوق لنفسك، شغلك ده ما كانش هينجح من غير فلوسي
رفع يده، وكاد أن يصفعها، لكن عقله سبق يده، جمدها في الهواء، ثم أنزلها ببطء، وغادر بسرعة، كأن المكان أصبح ضيقًا عليه !!
خرج بسيارته، لا يدري إلى أين، حتى وجد نفسه عند زاوية الحي القديم توقفت قدماه أمام باب لطالما عرفه قلبه، طرق بخفة كأنه يخشى رده، ليُفتح الباب بعد لحظة
عينيها ظهرت خلف الشق الصغير، ليقول بصوتٍ مخنوق :
– وحشتيني يا نعمة
نظرت إليه، ثم أشاحت وجهها بمرارة وقالت:
– امشي يا حامد
دفع الباب برفق، صوته أكثر ألمًا من كل ما مر به :
– بتقفلي بابك في وشي؟
نظرت له، بعينين غارقتين في الخذلان :
– بقفله في وش واحد غريب، معرفهوش أنا مبقتش أعرفك
فاجأها بقوله :
– أنا محتاجلك يا نعمة.....تتجوزيني؟
تجمدت نظراتها، وارتجف صوتها وهي تقول :
– سبتني في أكتر وقت كنت محتاجالك فيه....فاكر؟
خفض رأسه للأرض، والصورة تعود لذاكرته، تلك الليلة، حين وقف أمامها بقسوة، وقال :
انتي طالق ورقة طلاقك هتوصلك في أقرب وقت يا نعمة
ثم غادر دون أن يلتفت، تاركًا جرحين لا يندملان فيها، فُقدان طفلهما، وهجران حبيب وزوج
ردت عليه والدموع تغمر وجهها :
– لا يا حامد
كادت أن تغلق الباب، لكنه منعه، واحتضنها فجأة، كأنه يحاول جمع شتاته بها، لكنها دفعته وهي تصرخ بغضب :
– أنا ما بقتش مراتك، مراتك نايمة في الفيلا بتاعتك، اطلع بره! امشي يا حامد، امشي
اقترب منها خطوة، وقال بصوت متحشرج :
– نعمة
لكنها صرخت بانكسار :
– امشي يا حامد، امشي عشان خاطري
أومأ وهو يغالب دمعته :
– حاضر، هعمل اللي انتي عاوزاه
غادر دون كلمة أخرى، وقبل أن يختفي، ألقى نظرة أخيرة عليها... نظرة ندم لا تشبه سواها
أغلقت الباب، وانهارت على الأرض تبكي، تحتضن جسدها بيديها، وكأنها تحاول أن تمنع قلبها من التمزق، وبكت حتى غفت دون أن تشعر !!!!
.......
في مساء اليوم التالي......
ساد الهدوء أرجاء الصالون بعدما تركهم الجميع بمفردهم،
كأن الزمن قرر أن يمنحهما لحظة تعارف لا تُقاطعها أنفاس أخرى، جلس جواد قبالتها، وابتسم ابتسامة هادئة امتزج فيها الاتزان بالود ثم قال :
ـ أعرفك بنفسي، جواد مراد المصري، عندي تلاتة وتلاتين سنة، والدي ووالدتي عايشين، بس فضلت إنهم ميكونوش موجودين غير لما الموضوع يتم رسمي، أنا خريج هندسة ميكانيكا، وعندي شركات خاصة بعيد عن شُغل والدي
لم تُجبه، بل اكتفت بهزة خفيفة من رأسها، تحتفظ بحدود الصمت كما لو أنها سور يُحيط بها
نظر إليها جواد نظرة خفيفة من الاستفهام ثم قال :
ـ طب إيه؟ مش ناوية تعرفيني على نفسك؟
رفعت عينيها إليه، نظرة ثابتة جادة، وقالت بجفاء :
ـ أظن اللي قالك إني مش مرتبطة قالك كمان أنا مين
ضحك بخفة، ثم قال بهدوء :
قالي بس مش كل حاجة.....عايز أسمع الباقي منك
تنهدت، ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة، وقالت:
ـ جيانا، عندي ستة وعشرين سنة، خريجة كلية اعلام، بشتغل صحفية في جريدة كبيرة
امتد الحديث بينهما، هادئًا وعذبًا، تحدثا عن العمل، عن الهوايات، عن تفاصيلٍ صغيرة صنعت أُلفة مباغتة بينها وبينه ولأول مرة، شعرت جيانا بشيء من الراحة، كأن هدوءه اخترق حواجزها
لكن، فجأة، قال دون مقدمات :
ـ أنا كنت خاطب قبل كده... وفسخت الخطوبة
رفعت حاجبيها ثم أومأت، دون أن تنطق، فبادرها بالسؤال:
ـ مش هتسألي عن السبب؟
سألته بهدوء:
ـ إيه السبب؟
رد عليها جواد بضيق :
ـ تقدري تقولي كانت شايفاني بنك فلوس أظن ده سبب كفاية
أومأت مرة أخرى، واستمر الحديث بينهما إلى أن قاطعهم صوت رنين جرس الباب، هرعت رونزي لفتح الباب، وما إن فعلت، حتى اصيبت بالده !!!!!
فقد كان فريد !!!!!
نعم، فريد الذي هاتفها قبل قليل، وما إن سمع منها عن وجود ذلك الغبي الذي طلب يد جيانا، حتى جاء مهرولًا، دون تفكير، فقط تملكه الغضب
حدق فيه أكمل وعز بنظرات استنكار، لكنه لم يُعرهم اهتمامًا بادرت حنان بمحاولة احتواء الموقف، رحبت به، وأجلسته، ثم ذهبت لتحضر له مشروبًا، تاركة رونزي تُحادثه، لكنه لم يكن معها......كان يبحث عنها بعينيه.
وحين ظهرت أخيرًا، خرجت من الغرفة بجانب جواد !!!
تلاقت الأعين وتلك النظرة وحدها كادت تُشعل المكان
رأته... ورأت في عينيه نيرانًا تتراقص، غضبًا كاد أن ينطق، وجنونًا يتلوى بصمتٍ مخيف
شعرت رونزي بتلك النظرات، وبدأ الشك يتسلل إلى عقلها مجددًا !!!!
قطعت حنان حبل التوتر، وقالت بلهفة :
ـ ها يا ولاد، اتفقتوا؟
رد عليها جواد بابتسامة هادئة :
ـ والله أنا لسه عند كلامي، ويشرفني جدًا لو الآنسة جيانا تقبل تكون مراتي
ابتسمت حنان، وظهرت السعادة على وجوه الحاضرين....إلا فريد وجيانا
كان يتفحصه بنظراتٍ لو كانت خناجر لطعنته، لو كانت نارًا لأحرقته وفي داخله، اشتعلت رغبة الانتقام
ردت جيانا، وهي تنظر لوالدها، تُخفي ارتعاشة شعورٍ لا تفهمه بعد، وقالت بصوت حاسم :
ـ أنا موافقة يا بابا !!!!!!!
بعد ساعات بقصر الزيني، تحولت الغرفة إلى ساحة دمار
تحطم الأثاث، تكسرت المرايا، واهتزت الجدران من وقع غضب فريد، كل ما تقع عليه يده، يُحيله إلى حُطام
لكن النار بداخله... لم تنطفئ !!!
كلما تذكر نظرات جواد لها، كلما تخيلها معه، كانت الغيرة تفتك به، تمزق صدره تمزيقًا
دخل أيهم، فزِعًا مما سمع، جذب فريد إلى الحمام، وضع رأسه تحت الماء البارد، ثم أعاده إلى الغرفة، وجلسا على الأريكة التي لم تصلها يد الغضب :
ـ مالك؟ فيه إيه؟
لم يُجبه، عيونه مُحمرة، أنفاسه متلاحقة، وجسده يرتجف، فسأله مرة أخرى :
ـ هو إيه اللي حصل؟ ما تنطق
صرخ فريد بعينين زائغتين :
ـ وافقت عليه، وافقت تتجوزه، هي بتاعتي انا، جيانا مش هتكون لغيري، مش هتحب حد غيري، هي دي حبيبتي انا،
مش هسمح لزبالة زيه ياخدها، ده أنا أطلع بروحه وروح أي حد يقرب منها، هي ليا... ليا أنا وبس
سكت أيهم، يشعر بشفقةٍ تُمزّق قلبه، ولا يدري ما يقول،
لكن فريد لم يصمت طويلًا، قام فجأة، والتقط سلاحه، وعيناه تلتمع بشر :
ـ هقتله... وحياة أمي لاقتله !!!!!
خرج، يفتح الباب بقوة، وقلب أيهم يدعو بكل صدق ان تمر الليلة على خير
___________
البارت خلص يا عسلياتي الحلوين ♥️♥️
قولولي بقى....
ظهر منافس لفريد يا ترى فريد هيعمل إيه....؟؟
آسر شكله ناوي على حاجة.....؟؟
حامد في حاجة وراه مش مفهومة ايه هي.....؟؟
توقعاتكم إيه للي جاي.......؟؟
مستنياكم تقولولي رأيكم ♥️
متنسوش الفوت الحلو بتاعكم اللي بيفرحني دايمًا يا حلووووين يا أحلى متابعين في الدنيا كلها 😍♥️
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا