القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بعينيك أسير الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة

 


رواية بعينيك أسير الفصل  الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 





رواية بعينيك أسير الفصل  الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 







#الفصل_الحادي_عشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

تماسك بصعوبة حتى لا يلتقط هاتفها و يفعل ما قالت جدته لكن لحظة اثنان ثلاثة و لم يصمد و التقطه يبحث عن اسم جيجي و اتصل بها لحظات و جاءه الرد لتتوسع عيناه بصدمة عندما استمع لصوت رجولي على الطرف الأخر


خرجت نرمين من المرحاض بتلك اللحظة لتتوسع عيناها بزعر ما ان رأت سفيان و تعابير وجهه المرعبة و قد ظنت انه اكتشف خيانتها !!!


ما ان رأها دفع بالهاتف على الفراش بغضب قابضاََ بيده على ذراعها صائحاََ بغضب أعمى :

مين اللي مسجلاه باسم جيجي


ثم تابع بصراخ و هو يصفعها بقوة اسقطتها ارضاََ :

انطقي يا......بتخونيني !!


صرخت بألم صارخة عليه :

محصلش ، انت بتشك فيا يا سفيان


جذبها من خصلات شعرها بقسوة صارخاََ عليها بغضب و هو يضع الهاتف أمام وجهها :

اومال ايه ده ، ابويا اللي رد عليا مثلاََ ، راجل و رقمه عند مراتي متسجل بأسم واحدة ست ، ده يبقى ايه يا بن......


بكت بقوة و هس تحاول التخلص من قبضة يده المحكمة حول خصلات شعرها :

اسمعني ، كل ده كدب اسمعني و بلاش تخسرني باللي بتعمله ده ، اكيد فيه سوء تفاهم


اتصل بالرقم مرة أخرى و لازال محكم قبضة يده على خصلات شعرها بقسوة حتى جاء صوت امرأة تتحدث برقة :

سوري يا نروم بس كنت مشغولة مع ابني ، اصل احنا في تمرين السباحة دلوقتي و قولت لتوفيق جوزي يرد عليكي و انتي الظاهر كده اتحرجتي تردي عليه و الخط قطع


تنفست نرمين بارتياح و بدأت بالبكاء بينما سفيان تبدل غضبه بلحظة لندم و قد ايقن ان غضبه تمكن منه على الأخير ليشك بزوجته التي يحبها و يحفظها على ظهر قلب كيف فكر انه من الممكن ان تفعل زوجته و حبيبته هذا  !!

.........

هرب من امام زوجته غير قادراََ على تحمل نظرات العتاب التي تناظره بها و استخدم نفوذه و مكانته حتى يعبر تلك البوابة و يدخل الجامعة كالمرة الماضية و اخذ يبحث عنها هنا و هناك لكن لا أثر لها و ما ان أبصر رفيقاتها الاثنتان همس و لينا أسرع إليهم قائلاََ بغضب :

هي فين


لينا بتساؤل :

هي مين !!


جز على أسنانه قائلاََ بغضب و نفاذ صبر :

ميان فين


لينا بضيق :

سيبناها ع البحر من شوية في........عايزها ليه


لم يجيب و قبل ان يرحل توقفت همس أمامه قائلة بغضب :

عايزها ليه ابعد عنها بقى مش شوفت حياتك و اتجوزت خليها هي كمان تشوف حياتها


سفيان بغضب :

قوليلها هي الكلام ده ، انا لا بجري وراها و لا طايقها من أساسه سبق و رمتها من زمان و انا عمري ما باخد حاجة خلاص رميتها


قالها ثم غادر بغضب مثلما دخل بينما همس صاحت بغضب :

يا اب......متفرعن على ايه و شايف نفسه هو كان يطول تحبه اصلا


لينا بضيق و حزن :

همس


لكن الأخرى لم تجيب و أكملت حديثها بغضب :

ده فعلا اخره اللي متجوزها دي ، ظلم ميان و شاف نفسه عليها و شكك في أخلاقها فربنا بلاه بواحدة زي مراته مغفلاه و بتنام في حضن غيره ساب دي عشان دي اش جاب لجاب


لينا بتحذير :

همس الكلام ده ميان مش لازم تعرفه ، هتزعل اوي


همس بغضب :

لا هتعرف و هقولها خليها تفوق بقى ده مينفعش معاه معروف و لا حتى يستاهل تقف جنبه


ثم تابعت بعصبية و غضب من أجل رفيقتها :

ده من الكلام اللي كانت بتحكيه ميان عن طفولتهم ازاي كان أهلها بيحبوه و كان احيانا يبات في بيتهم بالأيام و العيش و الملح اللي كلوه سوا في الاخر عشان ذنب مش ذنبهم بعد عنهم و اعتبرهم اعداء نسي العشرة و اللي كان بيشوفوا منهم ده ناكر للمعروف مش بعيد بعد كل ده يرميها تاني و يقولها مطلبتش تساعديني


لينا بحزن :

بنعمل اللي علينا و بننصحها يا همس مفيش في ايدينا حاجة تاني ، حبها ليه عاميها ع الاخر


همس بحدة :

يغور ده حب و تغور اي حاجة تيجي من وش واحد زي ده أعوذ بالله منه


تنهدت لينا قائلة برجاء :

همس ميان مش هتعرف حاجة ، اتفقنا


صمتت همس للحظات ثم قالت بعدم اقتناع من صمتها عن حديث ذلك البغيض :

موعدكيش

........

اصدر صوت احتكاك اطارات سيارته بالأرض صوتاََ عالياََ مزعجاََ ثم نزل هو منها بغضب يبحث عتها يميناََ و يساراََ حتى وجدها تقف على ذلك الجسر الذي يصل مبنى بمبنى اخر تتمسك بالسور الحديدي و تنظر للأسفل حيث مياه الشاطئ توسعت عينيه بصدمة ماذا تفعل انها ستلقي بنفسها ستنتحر  !!!


ركض بكل ما يملك من قوة سريعاََ حتى صعد وصل إليها كانت تترنج يميناََ و يساراََ التقطها بين يديه قبل ان تسقط صارخاََ عليها بغضب :

انتي كنتي هتعملي ايه


لا رد تمسك رأسها بيدها و هي تجد صعوبة في الرؤية و تلك السحابة السوداء تسحبها إليها سألها بقلق نابع من كل قلبه :

مالك


فقدت وعيها بين ذراعيه حاول افاقتها لكن دون جدوى فحملها بين يديه بسرعة و ركض لسيارته متوجهاََ لأقرب مستشفى و ها هو الطبيب يخبره بحالتها :

الانميا عندها ضعيفة جداََ لازم تهتم بأكلها و صحتها علقنا محاليل ليها و اول ما يخلص تقدر تخرج من المستشفى بس بحذر تهتم بأكلها


دخل لغرفتها وجدها لازالت نائمة الإرهاق بادياََ على ملامح وجهها الشاحب


جلس على المقعد المجاور للفراش ينظر لها بصمت كلما جاء ليتحدث يغلق فمه و يصمت


ابعد خصلات شعرها خلف اذنها مردداََ اخيراََ بما يكتمه بقلبه لسنوات و بخنقه :

انتي اللي وصلتينا لكده ، ياريتنا ما كبرنا و فضلنا عيال صغيرين او الاصح ياريتك ما كبرتي و فضلتي نفس العيلة الصغيرة ام ضفاير ياريتك فضلتي زي ما انتي يا ميان


مسك يدها بين يديه قائلاََ بصوت مختنق :

يوم ما قررت انسى كل حاجة و لومت نفسي ع اللي حصل مني السنين دي كلها و جتلك خلتيني اندم اني فكرت في كده


اسند رأسه على كف يدها متابعاََ بحزن :

فكرت ان دفنت حبك في قلبي بس كنت اكبر غلطان كل مرة بسمع اسمك و كل مرة بشوفك بحس بشعور مينفعش احسه لأني مش عاوز اكون خاين لمراتي لا بجسمي و لا بمشاعري و لا اي حاجة عايز كلي يبقى ملكها لأنها تستاهل


تنهد متابعاََ بشرود و حزن :

عملت اللي انتي فشلتي تعمليه يا ميان خلتني احترمها و احبها لكن انتي عشقتك بس فقدتي احترامك في عيني و نزلتي من نظري اوي قسوتي معاكي انتي السبب فيها ، انتي اللي خلفتي العهد الأول و انتي اللي خنتي و انا مفيش حاجة بكرهها في الدينا قد الخيانة  !!!

.........


كانت ميان تدخل من باب المنزل بمساعدة والدها شاردة فيما حدث قبل ان يأتي والدها ليأخذها من المستشفى ما ان علم بتواجدها هناك


كيف صرخ عليها بغضب رافضاََ تصديق ما تقوله جدته و هي قابضاََ بيده على فكها :

اسمعي الكلمتين دول كويس قسماََ بالله لو ما بعدتي عن حياتي و عن مراتي لهخليكي تعيشي اسود ايام حياتك انا استحملتك كتير اوي و معنديش استعداد استحملك تاني ابعدي عن حياتي بوس.....و قرفك و روحي اقرفي حد تاني و مثلي عليه دور الحب حد يكون بريالة مش انا لأني محدش في الدنيا دي عارفك قدي و عارف قذا.....ممكن توصل لأيه بسببك بيتيكان هيتهد انهاردة و انا مش هسمحلك بده انتي لحد دلوقتي شوفتي مني تهديد بس لكن اقسم بالله العظيم المرة الجاية مش ههدد هنفذ علطول فاااهمة


قالها دافعاََ وجهها بتقزز مغادراََ المستشفى بأكملها تاركاََ رقم والدها لهم حتى يتصلوا به ليأتي و يأخذها

ها هو والدها عاد بها و من حينها و هي شاردة ما ان علمت همس و لينا ركضوا الى منزلها على الفور جالسين بمفردهم لتسألها همس بقلق :

مالك يا ميان سرحانة في ايه !!


ميان بحزن و دموع :

كان معاكم حق انا اللي غلطانة كان لازم ابعد عن الموضوع ده من الأول و اشيل ايدي منه


لينا بابتسامة صغيرة :

المهم انك فوقتي يا ميان


همس بغضب من سفيان :

مظبوط و احلفك مية يمين الواد ده ميستاهلكيش خالص ده جالنا الجامعة يسأل عليكي و قال كلام زبالة زيه ، قالنا.......ثم قصت عليها كل ما قاله لهما متجاهلة نظرات لينا المعاتبة و المحذرة لها


ميان بهدوء واهي :

انا عملت اللي عليا و حذرته و هو حر بقى كل واحد يشيل شيلته مش هاجي على نفسي بعد كده عشانه


همس بسعادة :

هو ده الصح يا بت سيبك منه و ركزي مع الواد اياد ده بيتمنالك الرضا ترضي و بيتمنى منك نظرة


صمتت ميان و لم تجيب و بعد حديث قصير استأذن كلتاهما و غادرا حتى ترتاح بينما ميان دفنت وجهها بالوسادة تبكي بقوة و قلبها يتمزق من الألم و الوجع

..........

تفاجأت لينا ما ان فتحت الباب الذي تعالي رنين جرسه بعمار يقف أمامها يستند على عصاه طبية فسألته سريعاََ بقلق :

انت نزلت من البيت ليه مش لسه تعبان


اقترب خطوة منها قائلاََ بمراوغة :

جاي أزور خالتي ايه ما ازورهاش


سألته بابتسامة جميلة و هي تشير لباب خلفه :

خالتك في الشقة دي


ردد بغزل و هيام و هو يستند بيده على إطار الباب :

طب ما انا عارف بس ينفع اجاي و معديش عليكي اقولك صباح الورد يا ورد


ابتسمت بخفوت مشيرة بعينيها لباقة الورد التي بيديه قائلة :

ده ليا


اومأ لها بابتسامة قائلاََ بغزل و هيام :

ورد لأحلى وردة


شكرته بخفوت ليزم شفيته قائلاََ بعبوس زائف :

حاف كده


قطبت جبينها مرددة بعدم فهم و سخرية :

احطلك عليها كاتشب يعني ولا ايه


ابتسم بسخرية متمتماََ :

عسل يا بت ايه السكر ده


ثم تابع بابتسامة واسعة :

عني مفيش اتفضل اشرب شاي قهوة ماية


- مش كنت جاي لخالتك !!


سألها بعدم استيعاب و هو هائماََ بالنظر لها :

خالتي مين


ضحكت بخفوت قائلة مشيرة لشقة خالته :

خالتك عليا في الشقة دي


اقترب منها خطوة قائلاََ بغزل و صدق :

طب تصدقي بتنسيني الدنيا باللي فيها


ابتعدت للخلف على الفور قائلة بخجل و حرج :

احم ماما بتنادي عليا عن اذنك


ثم بدون مقدمات اغلقت الباب بوجهه مستندة عليه من الداخل متمتمة بابتسامة سعيدة و حب بدأ ينمو بقلبها ان لم يكن قد اكتمل :

مجنون ♡

بينما عمار يجلس برفقة ميان حيث علم بمرضها من خالته التي اتصلت للاطمئنان عليه كانت شاردة بعالم اخر ترد بكلمات مقتضبة من حين لأخر


سألها عمار بابتسامة حزينة :

بتفكري فيه


ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بصوت مختنق :

لحد دلوقتي بحط ليه اعذار بش خايفة يجي يوم و اكرهه يا عمار لو كرهته عمري ما هسامحه و لا هبص في وشه حتى على قد ما هحبه على قد ما هكرهه سفيان كل مرة بيقلل من رصيده عندي انا النهاردة قررت انِ خلاص هبطل اجري وراه مش هدخل نفسي في متاهات عشانه


عمار بعتاب :

هتسبيه مع الحرباية اللي متجوزها تدمرله حياته و يعيش معاها مخدوع


ميان بحدة :

هو اللي اختار يبقى أعمى عن كل الحقايق و يشوفها ملاك هو اللي بيدمر نفسه بأيده يبقى مع نفسهه بقى مليش دعوة و بعدين انت عرفت منين


عمار بابتسامه مريرة :

فريدة قالتلي ، قالتلي ان للأسف الست اللي جابتني ع الدنيا دي هي اللي بتتفنن تدمر لنا حياتنا

هي اللي بعتت نرمين لسفيان هي اللي رجعت بعد السنين دي كلها عشان بس الفلوس مش عشان احنا ولادها و ندمانة الست دي خسارة فيها تبقى ام


ميان بحزن لأجله :

متزعلش نفسك يا عمار


عمار بابتسامة حزينة :

ميتزعلش منها و لا عليها الست دي حتى الكره متستاهلوش


عمار برجاء :

خليكي جنب سفيان هو محتاجلك يا ميان


ميان بحزن :

هو مش محتاجلش و لو ليا خاطر عندك بلاش تضغط عليا انا خدت القرار ده و انا مقتنعة بيه سفيان خلاص بالنسبالي و هو حر في حياته


تنهد بحزن لتتابع هي بصوت مختنق بالدموع :

متأكدة ان في يوم من الأيام سفيان هيعرف الحقيقة ساعتها عايزاك تبقى شاهد على كل حاجة على كام مرة اترحيته يسمعني و رفض على كام مرة اترجيته ميعملش فيا كده و يتجوز و هو اداني ضهره و مشي على كام مرة نزلت دموعي بسببه و كام مرة فضل يهني فيها عايزاك تبقى شاهد مين فينا اللي خان العهد و مين اللي صان يومما يعرف الحقيقة فكره بكل ده فكره اني كل ما كنت بقرب هو اللي يبعد فكره اني كنت ماسه فيه لحد اخر لحظة بس هو اللي باع و لا همه


ثم دخلت في بكاء مرير و ألم يعتصر قلبها ربت عمار على كتفها قائلاََ بحزن لأجلها و لأجل شقيقه :

خلاص عشان خاطري بطلي عياط يا ميان


ثم تابع بحزن :

رغم انه اخويا بس صدقيني ميستاهلش تبكي عليه انا عارف ان سفيان تصرفاته غلط و بيكره اللي حواليه فيه بيها و انه لازم له قلم يفوقه بس دموعك خسارة فيه شايفك كتيرة عليه و شايف انه معذور انا محتار يا ميان بس في الأول و الاخر ده اخويا و انتي اختي و بنت خالتي مش عارف اشجعك تقربي و تخليكي جنبه و تستحملي و لا تبعدي و تشوفي حياتك


تنهدت بحزن تمسح دموعها بكف يدها ليقرر هو تغير مجرى الحديث قائلاََ بمرح :

اخوكي دخل القفص يا ميمونة و عاوزك تساعديه بس اقفلي حنفية الماية اللي اتفتحت في عنيكي دي عشان نعرف نتكلم 


ضحكت بخفوت قائلة :

مصر كلها عرفت انك وقعت و البت زيك مفضوحة


ابتسم بتوسع قائلاََ بمرح :

الله يطمنك


تنهدت قائلة :

لينا يا عمار غيري انا و همس تماماََ


نظر لها بعدم فهم فتابعت هي : 

لينا رقيقة و طيبة اوي و خجولة كمان عاقلة انا اعرفها من زمان اوي من ايام ما كنا أطفال صغيرين مفيش حاجة طفتها و كسرتها غير موت والدها الفترة دي أصعب فترة في حياتها و لحد دلوقتي مش قادرة تتجاوزها لو شايف انك مش هتقدر تصونها ابعد من دلوقتي قبل ما تعلقها بيك اكتر و تبعد و هي تتوجع


تنهد عمار بعمق مردداََ : 

انا بحبها يا ميان مش عارف امتى و ازاي بس حبيتها لما شوفتها مش بيقولوا أصدق حب انك تحب و انت مش عارف بتحب ليه و عشان ايه


ميان بأبتسامة جميلة و هي تربت على قدمه :

انا واثقة فيك يا بن خالتي انك هتصونها


ابتسم قائلاََ بحماس :

الجبس هيتفك بكره بعده بقى تفضي نفسك عشان عايز.........ثم بدأ يقص عليها ما ينوي و الأخرى تستمع له بسعادة و حماس مماثل

.........

في المساء

كانت همس تجلس بغرفتها تنظر للصور التي التقطتها خلسة ليزن بالمحاضرة ذلك الطبيب تشعر بانجذاب غريب نحوه يوماََ بعد يوم


طرق على الباب افاقها من شرودها فسارعت بأغلاق شاشة الهاتف سامحة للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى والدها قائلاََ بحنان :

حبيبتي بكره الصبح هنقضي اليوم عند عمك صلاح بما انه يوم اجازة فنامي بدري عشان اليوم طويل


ابتسمت بخفوت رغم وسعادتها قائلة :

اوك يا عصومي تصبح على خير


اومأ لها ثم غادر لتهب هي من مكانها بسعادة تتعجب منها حين يتم ذكر اسم ذلك الطبيب و الحماس الذي يدب بأوصالها ما ان تعلم انها ستراه توجهت لخزانة ملابسها و لأول مرة تهتم بكيف سيكون مظهرها أمام احد تمسكت بذلك الفستان الأخضر الفاتح و قد وقع الاختيار عليه


توقفت مكانها متمتة بداخلها أيعقل ان ما تشعر به نحوه إعجاب بشخصيته فقط ام انها تخشى ان تصارح نفسها بحقيقة مشاعرها حتى لا تصاب بخيبة أمل خاصة انه يعشق أخرى و يحبها  !!!!

...........

بعد ان رفضت رؤيته و الحديث معه ها خو يجلس ببهو الفيلا حزيناََ مهموماََ من ناحية قصي الذي يرفض الحديث معه بتاتاََ و من ناحية فريدة و عمار الذين تركاه و يعيشان بمكان منفصل عنه الآن و زوجته و ما فعل بها و ميان و عند ذكر اسمها لا يتذكر سوى تلك الذكرة السيئة التي حفرت بعقله لا يستطيع نسيانها كيف حطمت قلبه و اضاعت فرصتها الأخيرة التي كان سيعطيها لها


Flash Back


كان أول عام دراسي لها بالجامعة بعد سنوات من مراقبته لها سراََ قرر الذهاب إليها و يخبرها كم يعشقها و كم كان احمق حين ابتعد عنها و انه لا يقوى على بعادها


بحث عنها بكل مكان و عندما فشل في ايجادها عندما رأها اخيراََ كانت تقف مع شاباََ يبدو انه في نفس عمرها مقترباََ منها كاد ان يذهب إليها لكن توقف عندما استمع لصوت فتيات من خلفه :

نفسي اعرف شايفه نفسها على ايه البت دي و قال ايه انا ميان القاضي انتوا مش عارفين انا مين و لا ايه دمها سم


الفتاة الأخرى بتأييد : 

سيبك منها دي بت زبالة اصلا و مدوراها مع الجامعة كلها دي اول سنة ليها و بتعمل كده اومال باقي السنين هتعمل فيها أيه ده احنا ياما 

هنشوف يا بنتي ده حتى الواد معاذ معتقتهوش و مشيت معاه و اهو سحبها من ايديها زي كل يوم و يروحوا استغفر الله العظيم ورا مبنى المحاضرات


الفتاة الأخرى بقرف : 

ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره و العيب مش عليها العيب على اللي ربوها


ايدتها الأخرى : 

انا امبارح شوفتها واقفة مع واد كده و كانت حضناه الواد قاعد يقلها بحبك و معرفش ايه و البت عاملة نفسها مكسوفة


صدمه جعلته عاجز عن الحركة مما سمعه فتاته التي تربت على يده و احبها بل عشقها كيف لها ان تكون هكذا لكن جملة الفتاة رنت بأذنه :

ما هي اكيد مش هتجيب ده من بره


هنا تذكر والدته و ما فعلته و هنا تأكد انه كان على حق حين ابتعد عن تلك العائلة و كل فرداََ بها و كم لام نفسه و عنفها على تفكيره بالعودة لها مرة أخرى هي لا تستحق


التفت للفتيات قائلاََ بنبرة جاهد لتبدو عادية :

لو سمحتي يا انسة انتي تعرفي واحده هنا في الجامعه اسمها ميان.....ميان رأفت القاضي 


الفتاة بامتعاض و قرف : 

هو في حد ما يعرفهاش في الجامعة ، بت شمال و زبالة من يوم ما جت الجامعة و هي تقف مع ده شويه و ده شويتين فاكره نفسها في كباريه


ثم تابعت بتساؤل :

بس انت بتسأل ليه !!


لم يجيب عليها و غادر المكان و لكن قبل ان ينطلق بسيارته رأها تقف بعيداََ تحتضن نفس الشاب قبض بيده على عجلة القيادة بعنف و غضب يحمد الله الف مرة انه استمع للفتيات قبل أن يورط نفسه معها و بكل غباء كان سيمنحها اسمه و شرفه و يجعلها زوجة له لازالت كما هي بنفس ملامحها الجميلة لكن ليت جمال الملامح كجمال القلب

.........



=#الفصل_الثاني_عشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلمي_شهد_الشورى

متنساش يا عسل لايك/ فوت قبل ما تقرأ عايزة

تفاعل نار يا حلوين ♡♡

.........

رحبت عائلة مهران بعاصم و أسرته ترحيباً حاراً خاصة احلام التي لم تترك همس منذ ان جاءت تحتضنها و تقبل وجنتها من حين لاخر مادحة في جمالها و ادبها جعلت الجميع يتعجب مما تفعل


كان صلاح يلعب الشطرنج مع عاصم تاركين للشباب مهمة شوي اللحم و زوجاتهم بالمطبخ يشرفون على تجهيزات الطعام


بينما همس كانت تقف بجانب يزن تمسك بيدها مروحة يدوية مصنوعة من الريش تهوي بها على الفحم و هو بجانبها يقوم بتقليب اللحم على جانبه الاخر كانت تتابعه بطرف عيناها باهتمام و اعجاب كم يبدو وسيماً باللون الأبيض و هدؤه و قلة حديثه تجعلاه يكتسب كاريزما كم يعجبها ذلك الطبيب و يجعلها تنجذب له و هي التي كما تقول والدتها " لا يعحبها العجب "


دون ان تنتبه لمس بأصبعها قطعة الحديد الساخنة بالشواية فأنت بألم و هي تضع يدها بأصبعها و تلقي الهواه من يدها


التفتت لها يزن مغمغماً بقلق و هو يمسك كف يدها يتفحصه :

انتي كويسة


اومأت له بنعم لكنه لم يصدق فيبدو انه يحرقها من الالم المرتسم على ملامح وجهها ردد سريعاً و هو يغادر لداخل الفيلا : 

استني لحظة و راجع


لكن ما ان غاب عن الانظار اقترب منها ذلك السمج كما لقبته بداخله و هو نادر زوج شقيقته ياسمين الذي لم يتوقف منذ ان جاءت عن النظر إليها بطريقة وقحة صمتت مضطرة لأنها ليست بمنزلها فلو كانت الظروف تختلف لكانت لقنت ذلك الحقير درساً قاسياً لن ينساه طوال حياته


وقف بحانبها مردداً  :

ايه يا قمر واقفة لوحدك ليه ملوش حق يزن ازاي يسيبك و يدخل كده ، معندهوش نظر صحيح عشان يسيب واحدة زي القمر واقفه لوحدها كده


جزت على اسنانها قائلة بصوت خفيض :

وانت مال اهلك ، اسمع يا بتاع انت انا ساكته عن نظراتك و عينك اللي تدب فيها رصاصة دي عشان محترمة صحاب البيت لكن قسماً عظماً لو ما لميت نفسك ما هيهمني حد و همسح بكرامتك الأرض دل لو كان عندك كرامة من اصله


قالتها ثم غادرت من امامه دافعه اياه بيده باشمئزاز جعلته يجز على اسنانه بغل متوعداً لها


اوقفها يزن قائلاََ :

تعالي جبت كريم للحروق اقعدي


ثم جذبها لتجلس على المقعد و هو انحنى هو على ركبتيه ماسكاََ يدها ثم بدأ بوضع الكريم برفق على اصبعها رفع رأسه صدفه لينظر لها فتلاقت عيناه مع خاصتها ليشرد بها و بجمالها تلك الفتاة ما بها ما المختلف بها تشبه الكثير من الفتيات ليست بمميزة بل على العكس رأى الكثير يشبهونها لكن لما هي بالأخص تثير بتلك الطريقة لطالما كان تعجبه الفتيات الهادئات و كان يحب ذلك ببسمة التي تشبه شخصيته بدرجة كبيرة و عند ذكر اسم حبيبته الراحلة انتفض واقفاََ و قد عاد لوعيه معنفاََ ذاته التي فكرت بأخرى غير حبيبته الراحلة !!


توقفت هي الأخرى بخجل و حرج لم ينقذها سوى رنين هاتفها برقم " كارم " أجابت على الفور ليأتيها صوته من الناحية الأخرى :

همس عايز اشوفك ممكن


اجابته بتردد :

بس انا بره البيت هي حاجة ضرورية اوي يا كارم


عند ذكر اسمه ذلك الضابط نظر لها يزن يتابع المكالمة باهتمام بينما كارم سألها على الفور :

انتي فين و انا اجيلك


اجابته بتردد و هي تبتعد عن أعين يزن التي تناظرها باهتمام :

احناعند صاحب بابا ، بص هبعتلك العنوان و في كافيه جنب الفيلا هقابلك فيه و ابقى ارجع تاني

....

بعد دقائق وصلتها رسالة بتواجده بالكافيه استأذنت منهم لتغادر فسألها عاصم :

رايحة فين


أجابت ببعض التوتر :

مفيش في حد من صحابي في مكان قريب من هنا اوي هشوفها و ارجع علطول


قالتها ثم غادرت و يزن يتابعها بضيق لكذبها و أيضاََ اخذ يتساءل لما تكذب هل هناك علاقة بينها و بين ذلك الضابط  !!!!

......

دخلت همس للكافيه بعد دقائق لتجده ينتظرها و ما ان رآها توقف قائلاََ أعين لامعة و حب تلك النظرة كما قالت والدته له ذات يوم انه يخصها بها وحدها دوناََ عن غيرها عيناه تلمع بالحب ما ان يراها و يصبح سعيداََ كالطفل الصغير الذي رأى والدته


سألته بعد دقيقة او اثنتان من السلام :

ها يا سيدي اي المهم اللي عايزني فيه و ما يستناش لبكره


ابتلع ريقه قائلاََ بتردد و هو خائف من رفضها له 

مرة أخرى :

همس هو مفيش امل انك ، انك توافقي على جوازك مني ، كل اللي محتاجة منك تديني بس فرصة و انا اوعدك هخليكي تحبيني


اخفضت وجهها بحزن قائلة :

مش كنا قفلنا الموضوع ده يا كارم و قولنا احنا صحاب و اخوات بس


ردد بحزن و حدة :

اتقفل بالنسبة ليكي انتي بالنسبة ليا انا لأ


رددت بحزن و هي تتخاشى النظر لعيناه :

انا مش قادرة اشوفك غير كده يا كارم ، ده مش تقليل منك انت تستاهل الأحسن مني مية مرة


ردد بحزن و رجاء :

بس انا عايزك انتي و بس


تنهدت بحزن قائلة :

كل شيء قسمة و نصيب يا كارم عشان خاطري متزعلش مني مش يأيدي والله ، مش عايزة اخسرك كصديق بس لو بعدك عني و انك تبطل تشوفني هيخليك تنساني يبقى ابعد يا كارم لاني مش أنانية و مش عايزاك تفضل رابط نفسك بيا في مية بنت غيري و احسن يستاهلوك


مسك يدها قائلاََ بحزن :

بس انتي مفيش زيك ، و مفيش احسن منك يا انتي يا مفيش غيرك يا همس


لما يصعبها عليها قلبها يؤلمها عليه حقاََ لطالما كان لديه مكانة كبيرة بقلبها رغم ان لقائهم الأول لم يكن لطيفاََ ابداََ لكنه مع الوقت أصبح صديقاََ لها بمكانة ميان و همس


تنهد قائلاََ بهدوء يخفي خلفه حزنه الكبير :

كل شيء قسمه و نصيب زي ما قولتي و مين عارف ايه اللي هيحصل بكره ، مش يمكن تكوني من نصيبي في الأخر ♡

........

ثلاثة أشهر مروا على الجميع منهم بسعادة و البعض الآخر ما بين الحيرة و الحزن كان رأفت يرى ابنته تذبُل يوماََ بعد يوم و هو ليس بيده شيئاََ لطالما كان سفيان لعنة و حَلت على ابنته ابت تركها لعنة تقتلها ببطئ يوماََ بعد يوم و هو يقف مكتوف الأيدي


دخل لغرفتها وجدها كعادتها كل يوم تجلس بالشرفة شاردة بعالم آخر تتناول طعامها بعد الحاح كبير منه و من والدتها منذ ان انهت اختباراتها منذ ما يقارب الأسبوعان و هي على ذلك الحال


اقترب منها ممرراََ يده على خصلات شعرها بحنان مردداََ بابتسامة حنونة و صوت دافيء :

حبيبة قلب ابوها مالها و ايه اللي واخد عقلها


اعتدلت بجلستها قائلة بابتسامة باهتة لم تصل لعيناها :

هو في حد يقدر ياخد عقلي غيرك يا جميل


داعب وجنتها بأصبعه قائلاََ بابتسامة :

بكاشة من يومك بس بردو مش هتزوغي من الإجابة فيكي ايه يا بنتي


ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة بكذب و هي تتهرب من النظر لعيناه :

مليش بس خايفة من النتيجة هي خلاص احتمال تظهر بكره او بعده


تنهد بحزن قائلاََ بعتاب :

بتكدبي و فاكرة اني مش هعرف يعني ، الأب اللي ميعرفش ولاده بيفكروا ازاي و لا ايه اللي شاغلهم و بيكدبوا و لا لأ يبقى مش أب


ميان بحزن :

مش عايزة اتكلم و مش عايزة اكدب عليك ممكن متسألنيش با بابا و انا هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتى عشان خاطري


تنهد بحزن قائلاََ :

خاطرك غالي يا بنتي ، بس من غير ما تحكي انا عارف السبب و هقولك كلمتين حطيهم دايما حلقة في ودنك اشتري نفسك يا بنتي و اوعي ترخصيها انتي غالية و غالية اوي كمان اللي مياخدكيش و يشيلك فوق رأسه و يكون مقامك عالي عنده اوعي تشتريه انا اقعدك جنبي طول العمر و لا اني اسلمك لواحد يقل منك و شايفك قليلة في نظره


كادت ان تتحدث ليقاطعها قائلاََ بجدية :

سفيان بايعك من زمان بايعك من يوم ما اتجوز نرمين و من يوم ما بعد عنك و عنا لمجرد انه والدته قريبتنا و خاف لتكوني زيها و تكون امك زيها باعك لما نسي الحلو كله و العيش و الملح و العشرة و افتكر بس موقف وحش و باع ، فوقي لنفسك يا بنتي ساعات الإنسان بيبقى معمي و بيفكر ان الشعور اللي حاسه ده بيبقى حب لكن بعدين بيكتشف انه تعود او تملك حب مراهقة


تنهدت بحزن قائلة بألم :

ياريته ما كانش حب ياريته يا بابا زي ما بتقول محدش بيحب وجع القلب


ربت على يدها بحنان قائلاََ :

طب قومي يلا جهزي نفسك و وضبي شنطتك هتروحي القاهرة ، جدك اتصل و حالف يمين انك تكوني عنده بكره الصبح وحشتنيه و نفسه يشوفك عمتك كمان ما بطلتش سؤال عنك و اهو بالمرة تغيري جو بدل الحبسة دي


اومأت له قائلة :

حاضر بس ممكن نأجلها يومين تكون النتيجة طلعت و ابقى اروح علطول و انا هكلمه اقوله


اومأ لها ثم قبل جبينها مغادراََ الغرفة بحزن حتى وقعت عيناه على صورة صغيرة معلقة على الحائط بجانب عدة صور بالممر لأبنه الذي أخذه الموت على غفله و بدون انذار لو كان حياََ لأطمئن على ابنته انه ترك لها سنداََ بالحياة من بعده

........

بينما على الجهة الأخرى كانت لينا تراسل عمار عبر تطبيق الواتساب و ابتسامة جميلة تزين ثغرها و عيناها تلمع بسعادة و حب كم تعشقه و كم تعشق أفعاله التي ربما تبدو بسيطة بالنسبة له و للآخرين لكنها تعني لها الكثير يجعلها تعشقه يوماََ بعد يوم اغمضت عيناها بسعادة و هي تلمس بيدها وجنتها تتذكر كيف اعترف لها بحبه بكل رومانسية

Flash Back

تفاجأت ذات يوم بميان تدخل عليها بفستان ذو لون  فيروزي جميل يصل لكاحلها بأكمام واسعة من الشيفون و فتحة صدر مثلثية جعلتها ترتديه بحجة ذهابهم لحفلة زفاف احد اقربائها لكنها تفاجأت ما ان وصلوا لهناك بميان تطلب منها الدخول و هي ستلحق بها ما ان تصف السيارة لتتفاجأ بأنوار تضيء الأرض تتخذ شكل ممر مشت فيه لتتفاجأ بالنهاية بدائرة كبيرة يتوسطها طاولة مزينة بالشموع و الأرض مليئة بالورد الأحمر المنثور


تفاجأت بذلك الصوت الذي تحفظه على ظهر قلب يهمس بأذنها بنبرة عاشقة محبة :

والله انَ قلبي بكِ مفتون ♡


التفتت تناظره بصدمة قائلة :

انت بتعمل ايه هنا و فين الفرح و ميان...ايه اللي بيحصل بالظبط انا مش فاهمة حاجة


ابتسم قائلاََ بمرحه المعتاد :

مفيش يا ستي كل الحكاية اني قررت اخطفك ، اخطفك ليا و بس ، اخطفك زي ما خطفتي قلبي من يوم ما عيني وقعت عليكي و لا انتي بس اللي من حقك تخطفي


ضحكت بخفوت و لا زالت الصدمة تؤثر عليها :

بلاش هزار يا عمار ، ايه اللي بيحصل بالظبط


ضحك بخفوت قائلاََ بابتسامة و هو يلتقط يدها بين يديه برومانسية :

اللي بيحصل اني بحبك و قلبي و عقلي ملكتيهم من اول نظرة


ثم تابع بابتسامة جذابة اسرت قلبها :

مش عارف اقول ايه الصراحة و مش عارف اعبر عن اللي جوايا و حاسه ناحيتك و مكدبش عليكي حفظت كلام كتير محضره بس نسيت كل الكلام اول ما شوفتك و سحرتيني بجمالك ، انا بحبك يا لينا و عايز اتجوزك و لو وافقتي هكون اسعد واحد و هفضل مخلص ليكي و احبك طول العمر  و لو أطول هفرشلك الدنيا كلها تحت رجليكي مش هتأخر......تتجوزيني يا لينا 


قال أخر كلماته بتوتر و ما ان انتهى تنفس براحة جعلتها تبتسم و تبكي من فرط سعادتها اومأت برأسها عدة مرات


ابتسم بتوسع قائلاََ بسعادة :

موافقة


اومأت له مرة أخرى قائلة بخفوت و خجل :

بحبك ♡


ابتسم بسعادة مقبلاََ جبينها بحب و يده امتدت لتزيل دموعها بحنان ثم أخرج من جيب سترته علبة صغيرة من القطيفة ما ان فتحها التمعت عيناها بسعادة عندما اخرج منها خاتم غاية في الجمال رقيق واضعاََ اياه بأصبعها مقبلاََ يداها بحب قائلاََ :

بحبك ♡


لم تنتهي تلك الليلة على هكذا فقط بل ظل قرابة الساعة يرقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة تحت القمر و تناولوا الطعام سوياََ بعدها اوصلها للمنزل متفقاََ معها على ان يتحدث مع والدتها بأقرب وقت

Back

سعادتها لم تكتمل للآن بسبب والدتها التي أصرت على ان تسافر لقضاء العمرة لمدة شهر و زيارة شقيقها الذي يمكث هناك منذ سنوات طوال و انشغلت معها قبلها في تحضير مستلزماتها للسفر و الآن هي و عمار منتظرين عودتها ليكون ارتباطهم رسمياََ و عن قريب تصبح زوجته

.........

كان يجلس على الاريكة بجانب والدته يشاهدون التلفاز لكنه لم يكن معها بالأساس شارداََ بعالم اخر لم يفق منه سوى على صوت والدتها قائلة بحزن :

مالك يا قصي حالك مش عاجبني


زيف ابتسامة على شفتيه قائلاََ بكذب :

انا كويس يا ست الكل ، مالي بس


تنهدت قائلة بحزن :

ما انا بسألك مالك ساكت و مقاطع ابن عمك و كذا مرة يتصل ع البيت عشان يكلمك تخليني اقوله نايم حتى جدتك مش بتروح تشوفها و لا تطمن على عمار غير بالتليفون و الشغل بتتابعو من البيت بتهرب من ايه يا قصي


قبل يدها قائلاََ بمرح زائف و هو يتخاشى النظر لعيناها :

مش بهرب من حاجة بيتهيألك بس يا ست الكل ، كل الحكاية انك وحشاني و قولت اقعد معاكي فترة في البيت عشان اعوضك على فترة غيابي عنك


نفت برأسها قائلة و هي تربت على قدمه :

ده انا امك محدش في الدنيا دي يفهمك قدي ، من صغرك كل ما تكدب بتعمل الحركة دي و تهرب بعنيك مني


لم يجيب لتتابع هي بحزن :

حيرتني معاك يا بني و محير نفسك كمان بنت خالتك موجودة و شرياك و ريداك و انت كمان رايدها ليه المكابرة و العند ليه بتضيع حياتك و معيش نفسك في حزن و حيرة و سعادتك قدامك


تنهد بحزن و هو يبعد عيناه عنها لتدير هي وجهها إليها قائلة بحزن :

بعد ما ابوك الله يرحمه مات بقيت ندمانة على كل لحظة ضيعتها معاه في خصام و زعل صحيح هو مكنش بيعدي اليوم قبل ما يصالحني بس ندمانة عشان ضيعت اللحظات دي كمان


ردد بحزن و خذلان منها :

اللي عملته سيلين ملوش مبرر و مش سهل اسامح فيه ، مش هقدر يا امي


ربتت على يدها قائلة :

هتقدر ، لو بتحبها هتقدر تسامحها ، روح عاتبها و اتصافوا و خلوا الماضي على جنب و ابتدي معاها صفحة جديدة ، ريح قلبي يا بني و ريح قلبك و قلبها المتاهة اللي انت فيها دي حلها عندك و بكلمة واحدة بس


لم يجيب لتقف هي قائلة قبل ان تغادر لغرفتها :

هسيبك تفكر و متأكدة ان ابني عاقل زي ابوه مش هيضيع حياته و سعادته من ايده


طوال الليل و هو يفكر بحديث والدته و ما ان حل الصباح وجد قدماه تأخذه إليها لكنه تفاجأ ما ان ذهب و سأل عنها :

هي سيلين مش موجودة و لا ايه !!


فردوس بابتسامة :

لا يا بني دي في الشغل من صباحية ربنا


سألها بصدمة :

شغل ايه هي رجعت تشتغل في الكافيه تاني !!


كمال بهدوء :

لأ دي بقت تشتغل سكرتيرة دلوقتي و ناوية تدخل الامتحانات السنة دي ان شاء الله


سألهم بهدوء زائف :

بتشتغل عند مين بقى


فردوس بابتسامة واسعة :

عن ابو قريبة ابن عمك ميان


ردد بصدمة :

ميان  !!!


رسم ابتسامة زائفة على شفتيه مستأذناََ منهم ليغادر لتمنعه فردوس قائلة :

على فين يا بني انت جاي في ايه و ماشي في ايه


- انا كنت جاي بس اطمن عليكم قبل ما اروح


كمال بابتسامة :

تسلم يا بني ، خليك شوية استنى اتغدا معانا زمان سيلين على وصول و ناكل كلنا سوا


رفض بأدب و غادر لكن توقف بمدخل البناية عندما شاهد من الخارج سيلين تقف برفقة شاب يراه لأول مرة فاقترب منهما قائلاََ بحدة :

سيلين


توترت من نبرته الحادة و صدمت من وجوده :

قصي  !!!


سألها بحدة :

مين حضرته


مد الشاب يده ليصافحه قائلاََ بابتسامة :

انا صالح زميل سيلين في الشغل و حضرتك


لم يرفع قصي يده و يبادله السلام فتنحنح الأخر بحرج قائلاََ :

احم طب عن اذنكم ، متنسيش بكره يا سيلين الساعة عشرة الصبح متتاخريش


ما ان غادر سأله قصي بغضب و غيرة :

هو ايه اللي الساعة عشرة الصبح و ازاي تسمحيله يناديلك بأسمك كده من غير ألقاب


زمت شفتيها قائلة بضيق :

متزعقش و اتكلم بصوت واطي انا مش طارشة


صرخ عليها بحدة :

سيلين


رددت بحدة هي الأخرى رغم توترها لكنها تفعل ما نصحتها به ميان و لينا :

بردو بتزعق راعي ان احنا في الشارع و ميصحش كده على فكرة


عنفها قائلاََ بحدة :

يعني ميصحش أعلى صوتي و يصح تقفي مع واحد غريب في الشارع و بيتفق يقابلك بكره


زمت شفتيها قائلة بحدة :

مش غريب ده صالح


سخر منها قائلاََ :

ايه صالح ده كيس شيبسي و انا معرفش و لا كان جوز امك و لا اخوكي يطلع ايه البتاع ده


زفرت بضيق قائلة :

زميلي من ايام الجامعة و طلعنا بنشتغل سوا في نفس المكان و صالح محترم جدا و ابن ناس


سألها بحدة :

كملي الباقي ، هتتقابلوا بكره ليه و فين


كادت ان تخبره لكنها تراجعت عندما انتبهت انه يشعر بالغيرة عليها فقررت ان تشعله اكثر :

مش ملاحظ انك زودتها يا قصي و عمال تسأل في حاجة متخصكش


سألها بحدة :

مالك بتتكلمي كده ليه يا سيلين و متغيرة كده ليه


سألته بهدوء :

متغيرة ازاي يعني


تردد قبل ان يخبرها انه ظن انها ستكون منهارة :

كنت فاكر......


لم يستطيع ان يكمل حديثه لتكمل هي بدلاََ منه :

كنت فاكر هتلاقيني قاعدة ببكي و مكسورة مستنية منك تتعطف عليا بنظرة و كلمة ، بس اتصدمت لما لقتني اتجاوزت اللي حصل و بطلت اطلب منك السماح كل شوية و بدأت اشوف حياتي من غيرك


صمت لتتابع هي بحزن :

انا مش عايزة اكون كده و مش ناوية اضيع عمري على الندم من خسارتك و الندم من جوازتي من الزفت راغب ، اللي حصل حصل و مش هقدر اغيره بس اقدر اكمل حياتي و اتعلم من غلطي كلنا بشر و بنغلط و انا غلطت بس ما اجرمتش عشان اقضي حياتي كلها في حزن و دموع و ندم ، غلطت فيك اه بس اعتذرت كتير و كل مرة بلقى نفس الرد انك مش هتقدر تسامحني


تنهدت متابعة حديثها بهدوء :

مش هطلب منك تاني حبك و مش هطلب السماح اللي انت شايفه صح اعمله مش معنى كده اني بطلت احبك بالعكس ، انا والله حبيتك من قلبي بس انا مش ناوية اذل نفسي تاني ليك و في الأخر يكون نفس الرد مش قادر اسامحك و مش عاوزك


اقترب خطوة منها قائلاََ بحزن و حب :

خليكي جنبي و بس حبيني زي ما بحبك بطلي تجرحي قلبي اللي ما شافش الوجع غير على ايدك هنسى كل حاجة يا سيلين و هقفل الصفحة دي بس دي فرصتك الأخيرة معايا متخسريهاش عشان هتخسريني بعدها العمر كله


سألها بحب :

تتجوزيني يا سيلين  !!!

..........

بينما على الناحية الأخرى كان سفيان مع زوجته بعطلة خارج البلاد منذ أسبوع تقريباََ كم عانى ليحصل على غفرانها بعد اتهامه الشنيع لها ، لكن بالنهاية مضت تلك الحادثة و استطاع ان يصالحها


كان يجلس على طرف الفراش ينتظر خروج زوجته من المرحاض و عقله لم يتوقف عن التفكير لم يراها منذ ما يقارب الشهران يريدها ان تبتعد و يريد قربها يشعر بأنه داخل متاهة لا يعرف كيفية الخروج منها او ربما يعرف لكنه ابداََ لن يرضى بذلك الحل ان يعيش هكذا اهون عنده من قبول هذا الحل !!!


كان شارداََ و لم ينتبه لخروج زوجته و مناداتها عليه أكثر من مرة لكنه لا يجيب لم يشعر بها إلا حينما جلست على قدمه محاوطه عنقه بيديها قائلة بدلال :

سرحان في ايه يا روحي


ابتسم بزيف قائلاََ :

الشغل يا حبيبتي


ابتسمت قائلة بتردد :

حبيبي ممكن اتكلم معاك في حاجة بس متتعصبش خلينا نتناقش بهدوء ممكن


اومأ لها منصتاََ لما ستقول باهتمام لتتابع هي بتردد :

كاميليا ، والدتك عايزة تشوفك


كور قبضة يده قائلاََ بغضب كبير :

اقفلي الموضوع ده


- بس يا سفيان ما ي.......


صرخ عليها بغضب و حدة :

مش قولت اقفلي الزفت يبقى تسكتي خالص


نظرت له بعتاب قبل ان تدخل للشرفة و تتركه وحيداً يعنف نفسه على عصبيته عليها فهي ليس لها ذنب يكفي الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحقها


تنهد بعمق ثم دخل للشرفة ليجدها تبكي بصمت ياليته يعلم انها كاذبة و نزيفة كصاحبتها تماماً ليته يرى كم هي تشبه الحية تماماً تتلون بمئة لون لتصل لما تريد


حملها بين يديه ثم جلس على المقعد و جعلها تجلس على قدمه مردداً باعتذار  :

حقك عليا يا حبيبتي بس انتي المفروض عارفه ان الموضوع ده مش بحب سيرته تتجاب و اي حاجة ليها علاقه بالست دي مش بطيقها و لا تلزمني من الأساس  ، كفاية حياتنا اللي باظط بسببها و قسوة قلبها و طمعها اللي كانوا سبب في موت ابويا


ثم تابع بسخرية مريرة  : 

هو انا بردو اللي هحكيلك ده انتي عارفه اللي حصل كله و عرفاني اكتر من نفسي حزني و قهري على ابويا عشتيه معايا  ، ميان و لما قررت اصارحها و اللي عملته و عرفته عنها  ، وجع قلبي منها كل ده عشتيه معايا قسمتيني كل. حاجة من سنين يا نرمين كنت معايا في المر قبل الحلو ليه بتفتحي في القديم و انتي عارفه انه كله هيجيب وجع قلب ليا


سألته بحزن زائف : 

قاسمتك في كل حاجة و مع ذلك لسه مقدرتش اوصل للمكان اللي ميان وصلتله في قلبك هي رقم واحد و انا رقم اتنين مهما عملت لسه مش عارفه املا قلبك كله


كاد ان ينكر لكنه لم تمهله فرصة للحديث و تابعت : 

زي ما بتقول قاسمتك كل حاجة يعني حبك الكبير ليها مش بسهولة تنساه و لا تتخطاه و في يوم و ليلة تحبني زي ما بتقول


نفى قائلاً بحزن :

بحبها ما انكرش و انا متعودتش اكدب عليكي حبيتك و حبيتها بس انتي اغلى و كسبتي احترامي،  رصيدك في قلبي اكبر بكتير منها


ثم تابع بتردد  : 

فريدة طلبت مني اتجوزها عشان تسامحني و ترضى ترجع الفيلا بش رفضت و اختارتك انتي و كل مرة هتكوني في اختيار مع حظ اتأكدي ان كل مرة هختارك انتي و بس 


احتضنته قائلة بحب زائف و ابتسامة رقيقة قادرة على ان تخدع مئات الرجال و ليس هو فقط :

ربنا يخليك ليا  يا حبيبي  ، انا بحبك اوي


ابعدها عنه قائلاً و هو يقبل جبينها  :

وانا بموت فيكي


ثم بلحظة حملها بين يديه قائلاً بمكر و مشاكشة :

تعالي بقى اقولك بخوت فيكي ازاي


ضحكت بدلال و هي تحاوط عنقه بيدها بينما هو دخل بها للداخل دافعاً الباب خلفه بقدمه

.........

باليوم التالي عاد سفيان و نرمين من سفرتهم بعد ذلك الخبر المفزع حيث تم نقل فريدة للمستشفى لم ينتظر و اخذ اول طائرة عائداََ


يركض بممر المستشفى و خلفه نرمين التي تدعو بداخلها ان تموت تلك العجوز التي لا تكف عن تعكير صفو حياتها و هدم مخططاها


سفيان بتساؤل و قلق :

حصل ايه فريدة مالها طمني عليها يا عمار


تدخل الطبيب المشرف على حالتها و الذي كان يقف برفقة عمار قائلاََ :

فريدة هانم من الواضح ان حالتها النفسية مش كويسة خالص و في عندها مشاكل في القلب غير طبعاََ انها مكنتش مهتمية بأكلها و صحتها و الأدوية مكتتش بتتاخد في ميعادها و ضغطها مش متظبط

هتفضل في المستشفى فترة و احنا هنهتم بيها بس اهم حاجة تبعد عن اي ضغطوطات و اي زعل حياتها في خطر بجد بالمعنى الحرفي


غادر الطبيب فضرب سفيان الحائط بقبضة يده منعنفاََ ذاته على اهماله لها بالفترة الأخيرة دخل إليها بعدما سمح له الطبيب بخمس دقائق فقط مقبلاََ جبينها قائلاََ بحزن :

حمد الله على سلامتك يا ديدا


رددت بتعب و صوت خفيض : 

سفيان ، عايزة ميان ، ضروري تيجي !!


تحكم في غضبه بصعوبة و كاد ان يعترض لكنها لاحظت ذلك و سبقته قائلة بتعب :

سفيان انا مش قادرة اتكلم ، نفذ اللي بقوله هاتلي ميان ضروري


تنهد بضيق و مسح وجهه بيديه ثم خرج من الغرفة بغضب لا يعرف ماذا يفعل لا يريد رؤيتها بعد أخر حديث بينهما و لأنه لا يعرف رقمها اخذه من عمار الذي اعطاه له باندهاش اتصل بها ثواني و جاءه صوتها تتساءل عن هوية المتصل تنحنح قائلاََ بضيق و غصب : 

انا سفيان ، انتي فين  !! +


صدمت بشدة و سألته :

افندم ، انت بتسأل ليه 


زفر بضيق مردداََ بحدة : 

انجزي قولي انتي فين


جزت على اسنانها قائلة بغيظ و غضب : 

انت مفكر نفسك مين عشان تزعق فيا كده و تتكلم بالأسلوب ده مي.....


قاطعها قائلاََ بنفاذ صبر : 

فريدة في المستشفى و عاوزة تشوفك و قالتلي اروح اجيبك انتي فين اخلصي


ميان بقلق و خوف : 

انا في مطعم......فريدة مالها هي كويسة


أغلق الهاتف بوجهها و رحل لمكان تواجدها هو يزفر بضيق من حين لأخر

.......

تقف تنتظره أمام المطعم و تعنف نفسها هي الأخرى على اهمالها لها كانت شاردة و لم تنتبه لوقوفه بسيارته أمامها إلا حين سمعت صوته الساخر :

اسف لو هقطع عليكي فقرة التأمل دي


ثم تابع بحدة :

انجزي اركبي


ميان بحدة هي الأخرى : 

اتكلم عدل معايا ، قولي اسم المستشفى و انا هروح على هناك لوحدي من غير ما اضطر اتكلم مع واحد كلامه كله مفتقر للذوق


زفر بضيق ثم نزل من السيارة و جرها للداخل بالقوة ثم التف و صعد مكانه لتصرخ هي عليه : 

ايه الهمجية و ازاي تسمح لنفسك تمسكني كده


انطلق بسيارته قائلاََ بسخرية :

متعمليش فيها شريفة اوي و لمستي مضيقاكي ده انتي سمعتك سبقاكي يا شيخة ميان


لم تجيب فنظر لها وجدها تستند برأسها على زجاج السيارة متجاهلة الرد عليه تنظر للطريق بحزن لاحظ شحوب وجهها و كيف تقبض بيدها على حقيبتها و تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات مانعة نفسها من البكاء تسلل لقلبه شعور الشفقة و الألم على حالته سرعان ما كان ينهر نفسه مردداََ بداخله :

اوعى تتخدع فيها و تصعب عليك كل اللي بتعمله تمثيل متخليهاش تخدعك و افتكر دايماََ انها اللي بدأت و خانت العهد


تنهد بقوة قائلاََ بسخرية قاصداََ اهانتها :

ساكتة ليه مش عمالة تتحايلي ليه و تترجيني ارجعلك و انك ملاك و اعملي الشغل الرخيص ده بتاع كل مرة و تنزلي الدمعتين بتوعك 


لم تنظر له حتى و قالت بنبرة ظهر فيها مدى ما تشعر به من قهر و ألم منه :

انت بتصعب عليا يا سفيان....بتصعب عليا اوي من اللي انت فيه و من اللي هيحصل بعد كده 

الندم وحش اوي نصيحة مني متجربوش انا يأست منك و مابقتش عاوزاك يا سفيان الكلام معاك زي قلته فالأفضل ليا اني اسكت و اريح نفسي 


ضحك بسخرية قائلاََ : 

مش على اخر الزمن هاخد النصيحة منك انتي ، ضحكتيني بجد ده انتي كفاية بس انك تقربي كامليا دي لوحدها ماركة مسجلة ان الواحد يقلق منك و من اي نصحية و كلام تقوليه


ابتسمت بسخرية قائلة بتحدي : 

انا حيالله بنت اختها ، الدور و الباقي على اللي هو ابنها من لحمها و دمها و اللي اكيد هيبقى شارب منها اكتر ، وإذا كانت بنت اختها شاربة منها زي ما بتقول هيجي ابنها اللي من دمها مش هياخد منها ده حتى عيب ، ده انا حتى من النهاردة لازم احذر منك و شكراََ انك لفت نظري للجزئية دي و هي انك ابن كامليا يعني هتبقى اكيد واخد نسبة كبيره اوي من رخصها و قلة أصلها و لا ايه يا بن كامليا 


قبض على عجلة القيادة بقوة قائلاََ بغضب و هو يجز على أسنانه : 

تتكلمي بأدب احسن و ديني و ما اعبد هنسى انك بنت و ايدي هتنزل على وشك 


غمغمت بتهكم : 

لا راجل


ثم تابعت بغضب :

طب و ديني و ما أعبد لو ايدك اترفعت لأكسرهالك  جرب و شوف كده ، عايزني اتكلم بأدب اتكلم انت كمان بأدب عشان لو حصل غير كده ايدي هتنزل على وشك بردوا انا مبخفش و مبقولش كلام في الهوا و هنفذ فعلا فتحترم نفسك في الكلام احسنلك 


نظر لها بغضب تلك سليطة اللسان دائما تسكته بكلامها الذي يجعله يعجز عن الرد


زفر بضيق و غضب شديد و لم يرد عليها و فعلت هي نفس الشئ و شرد كلاََ منهما بأفكاره ، بعد وقت  توقف بسيارته أمام المستشفى نزلت هي سريعاََ بلهفة و هو بجانبها إلى أن وصلا لغرفة فريدة


دقائق و الاثنان بالداخل و عمار ينتظر بالخارج سرعان ما انتفض على صوت صراخ 

سفيان بغضب :

على جثتي ده يحصل يا فريدة  !!!!

........


#الفصل_الثالث_عشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلمي_شهد_الشورى

تفاعل يا عسل متنساش فوت/ لايك 😘♥️

........

دقائق و الاثنان بالداخل و عمار ينتظر بالخارج سرعان ما انتفض على صوت صراخ 

سفيان بغضب :

على جثتي ده يحصل يا فريدة  !!!


فريده بتعب : 

ريحوني ، انا مش هكمل علاجي هنا و اي دوا مش هيدخل جسمي إلا لما تكتب عليها


سفيان بغضب : 

فريدة انتي بتفكري ازاي انا مستحيل اعمل اللي بتقوليه لا يمكن اتجوز على مراتي و خصوصاََ دي بالذات


ابتلعت غصة مريرة بحلقها قائلة برجاء و هي ترد له اهانته لها :

بلاش تعملي كده يا فريدة لا هو عايزني و لا انا بطيقه هتحطي النار جنب البنزين و الدنيا هتولع اكتر ما هي والعة بينا


نظر لها قائلاََ بتهكم :

شغل مسكنه عالي اوي قولي كلام غير ده ، ده انتي الود ودك تقومي تتنطتي من الفرحة


فريده بارهاق شديد و تعب : 


ريحوا قلبي و متتعبونيش ، دي وصيتي ليكم لو ليا غلاوة عندكم و عايزني ابقى موجودة وسطكم اتجوزوا ، و زي ما قولت مفيش دوا هيدخل جسمي غير بعد كتب كتابك عليها


سفيان بغضب  : 

مقدرش يا فريدة ، افهميني مرة بقى و طلعي الحكاية دي من تفكيرك مش عايزها هو عافية


تمتمت ميان بداخلها بوجع :

لأمتي هتفضل تدبح فيا بالبطيء يا سفيان


فريدة بتعب : 

بكره تشكرني ع اللي بعمله ده ، رفضك انت و هي من ورا قلبكم كفاية مكابرة بقى لسه بتحبها يا سفيان و انتي كمان بتحبيه يا ميان ، هتضيعوا عمركم كله في بعد بسبب لعب العيال ده و اسباب تافهة ملهاش لازمة


ميان بكبرياء :

خاطرك غالي عندي يا فريدة و انا ما ارفضلكيش طلب بس جوازي منه يستحيل يحصل و لو و حطي مية خط تحت لو وافقت بابا هيوافق و يرضى بيه زوج ليا


سفيان بسخرية :

يرفض ، هو يطول واحد زيي يرضى بيكي ده يبوس ايده وش و ضهر ان في حد عبر بنته


ميان بسخرية و تحدي :

اه يرفضك أصله عايز يجوزني لراجل


صرخ عليها بغضب :

بت انتي احترمي نفسك


انتبه كلاهما على صوت فريدة قائلة بصوت ضعيف متعب و هي تضع يدها على قلبها :

مش قادرة ، دكتور


فزع كلاهما و ركضوا للخارج يستدعوا الطبيب الذي دخل و طلب منهم البقاء بالخارج صرخ عليهم عمار بغضب :

انتوا الأتنين ما بتحسوش بيقولك تعبانة و حياتها في خطر ضاقت بيكم الدنيا و رايحين تتخانقوا قدامها ده انتوا لو قاصدين تموتوها مش هتعملوا كده


سفيان بغضب :

اسكت انت متعرفش حاجة


خرج الطبيب بعد لحظات قائلاََ بجدية : 

يا جماعة ميصحش كده انتوا في مستشفى مش في شارع عشان صوتكم يعلى كده و تخلوا حالة المريضة تتدهور انا اسفه ع اللي هقوله بس ممنوع زيارات لفريدة هانم لحد ما تتحسن حالتها النفسية اهم عشان تتحسن و الظاهر ان حضراتكم سبب تعبها و الحال اللي وصلت ليه ، عن اذنكم


لكم سفيان الحائط بيده من الغضب كادت ميان ان تقول انها ترفض ما قالت و انها ستقنع فريدة لكن الأخر لم يعطيها الفرصة و سرعان ما صرخ عليها بغل و غضب :

كله بسببك انتي انا مكرهتش في حياتي و لا هكره حد قدك ، قرفان من نفسي و انا بكلمك اقوم اوافق اتجوزك هي ناقصة اصلها حد من العيلة دي


صرخت عليه بغضب :

انت قليل الذوق و مش محترم و مش متربي اللي قرفان صحيح هو انا ، كأني شايفة كاميليا قدامي بقلة ذوقها و قسوتها و عدم مراعيتها لشعور حد


صرخ عليها بغضب و هو يكور قبضة يده :

امشي من هنا


لم تتحرك فقط تنظر له بغضب و صدرها يعلو و يهبط من الانفعال فصرخ عليها مرة أخرى :

بقولك غوري من هنا ، مش طايق اشوفك خلقتك قدامي ، غوري 


كادت ان تصرخ عليه لكن سبقه عمار قائلاََ بحدة :

سفيان انت زودتها اوي ، اسكت احنا في ايه و لا في ايه مش وقته خالص اللي بتعمله ده


ثم التفت إلى ميان قائلاََ :

ميان ارجوكي امشي دلوقتي و انا هبقى اطمنك على فريدة بالتليفون


اومأت له ثم غادر المكان بصمت ملقية نظرة معاتبة أخيرة على سفيان الذي يناظرها بغضب كبير و هو يظن انها من شجعت فريدة على طلبها بالزواج منها لا يمكنه تزوجها و هو لا يثق بها بل يتوقع منها كل ما هو سيء

..........

استغلت نرمين انشغال الجميع مع فريدة و ذهبت لمكان لقائها مع عشيقها ليلحق بها الأخر على الفور 

ما ان وصل قضى الاثنان وقت ليس بقصير قضاه الاثنان في ارتكاب الفاحشة الكبرى التي اهتز لها عرش الرحمن ابعدها عنه و توجه للبار الموجود بالغرفة يصنع لنفسه كأس كحول


لتفاجأه بسؤالها :

بتراقب ميان ليه يا زاهر ، ايه اللي هتستفاده منها


رد عليها ببرود و تحذير :

خليكي في اللي يخصك بس و لسانك مينطقش اسمها تاني و لا ليكي دعوة بيها


ضحتت بسخرية قائلة :

اوعى تكون حبيتها


جز على أسنانه مردداََ بتحذير حتى لا تتجاوز المساحة التي دوماََ يضعها بينه و بينها :

وانتي مال اهلك ، قولتلك خليكي في اللي يخصك و لأخر مرة بحذرك اوعي تتجاوزي حدودك معايا


صرخت عليه بغضب :

اومال اللي بيحصل بينا ده ايه ، مش عايزني اتدخل في حياتك و حاطط حدود بينا مش المفروض ان حبيبتك


ردد بسخرية مستهزءاََ بكلامها :

حب !! حب برص يا روحي فوقي لنفسك هو لو اللي بينا حب كنت دفعتلك تمن الليلة و انتي مروحة لو كان حب كنتي هتاخدي مني تمن اي معلومة بتوصليهالي من عند ابن العزايزي


اقترب منها مربتاََ على وجنتها بقليل من العنف :

فوقي لنفسك يا نروم يا حبيبتي اللي زيك مش وش حب ابداََ خلينا حبايب و حلوين مع بعض احسن ما اقلب ع الوش التاني و ساعتها هتزعلي اوي انتي اللي هتطلعي خسارنة مش انا


تعالى رنين جرس المنزل ذهب ليفتح الباب ابتسم ما ان رأى الطارقة مردداََ بسخرية :

في ميعادك بالظبط


دخلت بغرور تزامناََ مع خروج نرمين من غرفة النوم بثوبها القصيرة مرددة بصدمة و خوف :

كاميليا  !!!


زاهر بسخرية و هو يجلس واضعاََ قدم فوق الأخرى :

اه يا روحي كاميليا هانم ، تصوري اول ما قولتلها العز ده كله اللي ولادك عايشين فيه هيبقى بتاعك مترددتش و جت جري علطول


كاميليا بقرف لنرمين :

مطلعتيش سهلة بتلعبي ع الاتنين ، رخيصة


نرمين ببرود و هي تجلس عل قدم زاهر محاوطة عنقه بيدها بكل جراءة مرددة بسخرية :

نفس الرخص يا كاميليا ده احنا دفنينه سوا ، كنت بتلاغي واحد غير جوزك و انتي على ذمته و اول ما جوزك فلس اطلقتي و اتجوزتيه و بعدها خدتي اللي قدامه و اللي وراه و اطلقتي منه و روحتي شوفتي غيره و بعتيني لابنك عشان اضحك عليه و تستخدميني ورقة رابحة لو حبيتي ترجعي او لو عوزتي فلوس منه يوم من الأيام ، ادتيني كل مفاتيح سفيان و ازاي اقدر اكسب ثقته ، عملتي كتير يا كاميليا خليني ساكتة ده انتس وسا....و رخصك اتعدى بتاعي بمراحل


زاهر بسخرية :

انتوا الاتنين ارخص من بعض و لولا ان المصلحة جمعتنا مكنتش عبرتكم ، بس قبل اي حاجة سفيان العزايزي بكل عيلته هصفيهم واحد واحد اللي لسه باقية عليه و معارضة كلامي تقول من دلوقتي


ثم نظر لكاميليا مردداََ بتهديد :

بس اللي هترفض تبقى معايا تعرف في لحظتها انها هتبقى ضدي ، القبر اللي هياخد عيلة العزايزي كلهم هياخدها معاهم


كاميليا ببرود :

اللي هكسبه ايه


زاهر بسخرية :

تصدقي ان جوايا كنت مراهن على موافقتك و كسبت الرهان ، عارفك يا كاميليا تموتي في الفلوس اللي هتاخديه نص ثروة سفيان و النص التاني هيكون ليا و لنرمين


نرمين بطمع :

اشمعنى هي النص و انا الربع


زاهر بابتسامة و هو يمرر يده على ساقها المكشوفة امامه بجراءة :

بعد ما القصة دي تخلص هتبقي مراتي و اللي يخصني هيبقى يخصك يا جميل ، اصلي بصراحة مش هلاقي زيك اتجوزها نفس التفكير......ده احنا هنبقى كابل هايل


رمقتهم كاميليا بقرف ليعيد زاهر السؤال مرة أخرى :

لأخر مرة هسألك يا كاميليا باقية على حد منهم


نفت قائلة بقسوة :

انا ميهمنيش حد من العيلة دي كلها ، اللي يهمني الفلوس و لو حد فيكم فكر يلعب بديله معايا صدقوني مش هتبقوا اغلى من اللي بعتهم على القبر بنفسي  !!!


زاهر بجدية و مكر :

يبقى نبدأ بأول خطوة ، نقطة ضعف سفيان و اللي ممكن تكسره ، اخوه.....عمار  !!!


نرمين بتساؤل :

هتقتله  !!!


زاهر بشر :

تؤ الموت رحمة ، انا بس هذل اخوه بيه هموته بالبطيء ، هخليه يبوس الجزم و الأيادي عشان بس شمة واحدة   !!!


توسعت أعين الاثنتان بصدمة و ابتسمت نرمين عندما فهمت ما يدور برأسه لكنه لا تعرف انها حمقاء بدرجة كبيرة مثل الأخرى ، فأن ظنوا انهم علموا ما يدور بداخل عقله السام مخطئين هو فقط يوصل لهم ما يريد و يحركهم بين يديه كالدمية  !!!

........

بفيلا مهران كانت ياسمين تقف أمام المرآة تنظر لنفسها برضى بعدما قررت أن ترتدي الحجاب تأملت نفسها بسعادة لم تدوم بعد ان سمعت صوت نادر زوجها يأتي من الخلف بسخرية :

مبروك الحجاب يا شيخة ياسمين 


ردت عليه ببرود : 

ربنا هداني عقبال ما يهديك يا نادر 


نادر بتهكم : 

امين بس متنسيش تدعيلي و كتري من دعائك


ياسمين بقرف : 

بدعيلك بس مش عشانك لأ عشان ابني اللي ميستهلش ان يكون ليه اب بالوسا....دي 


كاد ان يصفعها فمسكت يده مرددة بقوة رغم رعبها منه و مما يمكن ان يفعله :

ياسمين القديمة خلاص راخ زمانها واللي قدامك مش هتسكت كتير يا نادر انا لو قولت لأخويا على اللي انت عملته فيه و في بسمة و انك بتهددني بشوية فيديوهات مصورهم ليا في السرير معاك اللي مفيش راجل عنده نخوة و رجولة  و كرامة يعملها مع مراته هيدفنك حي يا نادر


دفعت يده مرددة بغضب :

بلاش تختبر صبري اكتر من كده لأن انت اللي هتندم في الأخر مش انا ، اللي حياته هتتدمر انت بردو مش انا 


نظر لها بسخرية مردداََ بغل : 

انا مش بتهدد اللي هيتفضح هو انتي وعيلتك مش انا متحاوليش تجربي اسلوب التهديد معايا انا بالذات النتيجة هتقلب عكسي معايا انا طلعت نزلت راجل انما انتي ست و شرفهم يعني راسكم انتوا اللي هتكون في الأرض يا قطة


صرخت عليه بغضب و اشمئزاز : 

انا بجد ما شفتش أحقر و لا او....منك


ابتسم بسماجة و لم يعلق ثم نزل للأسفل اما عنها نزلت دمعة من عيناها حزينة على حالها و يحدث لها و تتعرض له على يد هذا الزوج القاسي !!


اغمضت عيناها تتذكر كيف كشفت حقيقته البشعة بالإضافة إلى ما فعله بشقيقها و علاقته ببسمة

Flash back

قبل أن تسافر هي و زوجها و طفلهما لأحد دول الخليج تتذكر ذلك اليوم جيداً ، اليوم الذي افيقت فيه من أحلامها الوردية على كابوس مخيف !!


بعد أن أطعمت صغيرها و جعلته يغفو بفراشه الصغير ذهبت لغرفتها و زينتها بطريقة جميلة و رومانسية للاحتفال بعيد ميلاد زوجها ثم تعطرت و ارتدت ثوب جميل ناعم


كان الوقت قد تعدى منتصف الليل انتظرت زوجها حتى ينهي عمله و يخرج من غرفة المكتب لكن طال غيابه فقررت هي الذاهاب له بخجل


كادت ان تطرق الباب لكن يدها بقت معلقة في الهواء عندما استمعت لصوت زوجها الغاضب :

بقولك ايه انت خدت الفلوس اللي تقضيك و زيادة انا مش بنك فلوس يا....فوق يالا لنفسك و اعرف بتكلم مين ، بعدين اتفقنا انك كنت تقتل يزن في الحادثة مش تقتل البت اللي كانت معاه يعني انت منفذتش المطلوب يبقى المفروض ، اصلا ما لكش حاجه عندي بس انا طلعت راجل و اديتك حقك لو فاكر بقى انك هتلوي دراعي تبقى غلطان يا روح.....كان غيرك اشطر  !!!


كانت تستمع لكل ذلك بصدمة احست بأن عالمها الوردي الذي كانت تعيش فيه ينهار فوق رأسها أيعقل زوجها و حبيب قلبها  !!!


حاول قتل أخيها و من دفع الثمن بسمة تلك المسكينة التي لا ذنب لها بأفعال ذلك الذي تجرد من الرحمة ايعقل بأن زوجها هكذا !!

هل كانت حمقاء لتلك الدرجة !!!!


ثبتت قدمها بالأرض لم تتحرك من مكانها سرعان ما انتفضت بفزع عندما وجدته يفتح باب المكتب بغضب سرعان ما تحول لصدمة و خوف مهما حاول اخفاءه لكنها رأته اقترب منها مردداََ بابتسامة :

ايه اللي موقفك هنا يا حبيبتي انتي كويسة


كاذب كيف يمكن لشخص ان يزيف مشاعره هكذا كيف استطاع خداعها و التلاعب بها و هي صدقته كانت فريسه له بمنتهى السهولة لم تشعر بنفسها سوى و هي تصفعه بكل قوك تملكها مرددة بنفور و الصدمة لا زالت حليفتها :

انت اقذ..بني ادم شوفته ، ذنبها ايه بسمة الغلبانة تموت بسببك حاولت تقتل اخويا ليه.، مثلت عليا كل الوقت ده ازاي


وضع يده مكان صفعتها و اسودت عينيه بغضب شديد مردداََ بضحكة لا تنم عن خير ابداََ :

يبقى سمعتيني و انا بتكلم طب طالما هي كده بقى يبقى نخلي اللعب على المكشوف و لو تاني مره فكرتي ترفعي ايدك عليا هيبقى ده ردي !!!


ثم بلحظة سقطت أرضًا أثر صفعة قوية تلقتها منه 

جعلتها تسقط ارضاََ و الدماء تنزف من شفتيها


صرخت عليه بقهر و دموع :

انت مين و بتعمل كده ليه ، ازاي اتخدعت فيك كده 


ضحك بسخرية مردداََ ببرود : 

شكلك فضوليه اوي ، مام عشان تعرفي اني طيب قد ايه و حنين هحكيلك و اريحك نبدأ من الأول خالص بنت صلاح مهران رجل الأعمال المعروف فرصة متتعوضش بت راجل غني جداََ لو بقى في صلة تجمعني بيه هيفيدني في شغلي و اسمي يكبر ، غير طبعاََ ان بعد ما حمايا  و حماتي يموته مراتي هتورث طبعا مش هتستخسر في جوزها حبيبها حاجة خططت و نفذت و الصراحة كنتي صيدة سهلة جدا يا سو مخدتيش في أيدي غلوة زي ما بيقولوا


ضحك بقوه مما جعل قلبها يدمي من الألم و القهر 

متابعاََ حديثه بدنائة حقارة : 

اتجوزنا و عيشنا في تبات و نبات و طبعا قدرت أكبر شركتي على حس اسم والدك و اخوكي ، اللي طول عمرها مطيرة النوم من عيني بسمة خطيبة اخوكي زي القمر هههه تتاكل اكل اللي اخوكي ميعرفهوش اني اعرف بسمة من قبله أصلها تبقى بنت خالتي حاولت معاها بس الصراحة البت شريفة و محترمة مجتش بالذوق يبقى بالعافية هددتها موافقتش و كل مرة بترفض كنت بتمسك اني افوز بيها اكتر بس قولت اضرب عصفورين بحجر اخلص من يزن و اقهر قلبها عليه و اخليها ملكي غصب عنها و بالمرة اخلي مراتي تورث الهيلمان بتاع عيلة مهران كله ايه رأيك دماغ متكلفه صح بس للأسف ماتت بدل اخوكي محظوظ اخوكي فلت من الموت زي القطط بسبع ارواح


نظرت لها بازدراء و نفور و كره لأول مره يصدر منها تجاهه مرددة بغل : 

مبقاش ياسمين مهران اما فضحتك في كل حتة بابا ويزن مش هيسكتوا هاخد حقي منك


ضحك بشر مردداََ : 

نسيت اقولك جزء مهم او يا حبيبتي شوفي كده 

الفيديو ده


قام بتشغيل مقطع فيديو على هاتفه ثم وضعه أمام وجهها ثانيه اثنان صدمت بشدة و جحظت عينيها بذعر و خوف صارخة عليه تضربه بقوة بصدره  : 

اه يا سافل يا حقير والله لقتلك


دفعها بعيداََ عنه قائلا بغرور : 

اتكلمي على قدك يا شاطرة كان غيرك اشطر لو فتحتي بوقك بكلمي يا روحي الفيديو الجميل ده و انتي في حضني مصر كلها هتشوفه طبعا اكيد انا مش هبان في الفيديو خالص 


ياسمين بغضب : 

اه يا بن......


صفعها بقوة قائلاََ بنبرة بثت الرعب بأوصالها : 

ليه بس الغلط كده ياسو قولتلك بلاش الأسلوب ده معايا و مسمعتيش الكلام استحملي اللي هيحصلك بقى !!


بلحظة جذبها من خصلات شعرها بقوه يجرها خلفه إلى غرفتهم عندما وجد ذلك الجو الرومانسي و كيف زينت الغرفة ضحك بتهكم ملقياََ اياها على الفراش بقوة مردداََ بشر هو يفك ازرار قميصه : 

بلاش ازعاج بقى و صريخ يا سو انبسطي كده ده الليله ليلتك زي ما بيقولوا


ثم انقض عليها كما ينقض الأسد على فريسته 

اغتصبها بوحشيه و قسوة لم يبالي بصراخها و قلبها الذي تحطم إلى أشلاء على يد شخص قاسي بلا ضمير تجرد من الإنسانية و الرجولة 💔


بعد أن انتهى منها و قف قائلاََ بوقاحه و هو يضغط على شفتيه السفلى بانسانه : 

الصراحه يا سو منكرش انك جامدة اوي


اقترب منها هامساََ في اذنها بخبث و شر : 

كل مره هتقلي أدبك معايا هيحصلك زي كده و اكتر 

اتقي شري يا روحي و متجربيهوش تاني احسنلك


قالها ثم غادر بعدما حطم قلبها و روحها لم يكتفى بذلك بل اغتصبها بأبشع طريقة


لعنت اليوم الذي عرفته فيه و أحبته منذ تلك الليلة تحول كل حبها و عشقها إلى كره نفور تعيش معه الإجبار لأجل خاطر طفلها و حتى لا تنفضح بين الجميع 

Back

نزلت دموعها بوجع و قهر مغمغمة بتوسل و دعاء : 

ياارب خلصني منه و من ظلمه احميني و احمي ابني منه يارب

..........

كانت فريدة ترقد على الفراش بداخل غرفتها تتحدث بصوت خفيض مع الطبيب مرددة برجاء :

نفذ اللي بقولك عليه و باقي فلوسك هتوصلك أول ما اخرج من هنا


اومأ لها الطبيب مردداََ بطمع :

احنا دايماً في الخدمة يا هانم ، انتي تأمري بس و انا انفذ ، هتخرج دلوقتي و اقول اللي اتفقنا عليه


قال الأخيرة مغادراََ الغرفة تاركاََ اياها غارقة بأفكارها تتذكر اخر مكالمة حدثت بينها و بين ميان منذ اكثر من اسبوع

Flash Back

هاتفتها فريدة تحاول اثنائها عن رأيها :

بلاش الاستسلام ده يا ميان سفيان من حقك انتي مش هي بلاش تفرطي في حقك


ليأتي رد الأخيرة بكل بصرامة :

انا متنازلة عنه يا فريدة ، سفيان مش هيبقى ليا و انا لازم افوق من الوهم ده بلاش تشجعيني على حاجة انا و انتي متأكدين انها هتضرني 


فريده بغضب :

انتي اتجننتي بعد كل اللي عرفناه ، هتسبيه كده بتقولي بتحبيه فين حبك و انتي بتتنازلي عنه من أول محنة و بتسبيه لواحدة تضحك عليه و تخدعه


ميان بسخرية :

طب هو عمل ايه عشان أصدق الحب اللي بتقولي عليه ده ، لو عليه عشان نرمين بتخدعه هو راضي باللي عايشه حذرناه كلنا و هو مغمي عينه عن كل الحقايق و حابب يعيش دور المظلوم اللي عنده خق في كل الاي بيقولوا


فريدة بحزن :

حاربي و بكره هيبقى بتاعك ، سفيان هيضيع و يدمر خليكي جنبه


ميان بدموع لم تستطيع السيطره عليها :

انا بحارب عشان واحد معرفهوش يا فريدة  بقى هو ده نفسه سفيان اللي كان بيدافع عني ، سفيان اللي لما كان حد ينزل مني دمعة كان يقف له ويهد الدنيا ، اللي قدامي ده سفيان غيره خالص ده بيتفنن ازاي يبكيني و يهني و يذل فيا ، مش ده اللي احارب عشانه ده واحد غريب عني معرفوش


فريدة بتوسل :

بكره يعرف الحقيقة و يرجعلك لما تتجوزا و تقربوا من بعض هتتأكدي من كلامي و ازاي هو بيحبك


ميان برجاء :

مش بيحبني يا فريدة افهمي ده بقى ، بلاش تعيشيني في وهم و احلام مش هتحصل ساعديني اعرف ابعد عن اللي يضرني متسحبنيش لحاجة هتدمرني و تقتلني بالبطيء


ثم تابعت بشرود و حزن :

بس عارفه يا فريدة طول عمري بحس ان نهايتي هتبقى على ايد سفيان و ان اللي بعيشه دلوقتي مش حاجة جنب اللي جاي قدام عشان كده بلحق نفسي و ببعد ساعديني على ده


فريدة بحزن و غموض :

انتوا الاتنين بتضيعوا عمركم في كلام فاضي و الوهم هو اللي انتي بتقوليه دلوقتي سفيان بيحبك و انتي بتحبيه و انا بقى هعرف اعدل حالكم المايل ده


لتقرر هي تزويجهم باستغلال مرضها و حالتها الصحية بالاتفاق مع طبيب مقابل مبلغ مالي ضخم حتى تحقق مبتغاها و تزوجهما  !!!

Back

خرج الطبيب مردداََ بأسى لعمار و سفيان و قصي الذي جاء متحاشياََ الحديث مع سفيان :

حالة المريضة بتسوء و مش راضية تقبل اي أدوية من الممرضات و بتقول ان مش هتكمل علاجها غير لما اللي هي عايزاه يحصل و رافضة اي زيارات ليها نصيحة مني يا استاذ اعملوا اللي هي عايزاه حالتها مش مطمئنة خالص و لو حصلها حاجة يبقى بسببكم


عمار بضيق ما ان غادر الطبيب :

هي طلبت ايه بالظبط


سفيان بغضب :

عايزانى اتزفت و اتجوز ميان


عمار و قصي بصدمة :

ايه !!!


زفر بضيق قائلاََ :

اللي. سمعتوه عايزانى اكتب عليها عشان تاخد العلاج و تتحسن بتلوي دراعي


قصي بضيق :

طب ما تتجوزها ، انت خسران ايه


سفيان بغضب :

ومراتي عايزانى احطها في الموقف ده


قصي بهدوء :

لو بتحبك هتوافق عشان تساعدك ان فريدة تقوم بالسلامة ، غير كده اكتب عليها بس


عمار بضيق :

طب افرض ميان رفضت هيكون معاها حق الصراحة على معاملتك الزبالة معاها دي و لا يكون قتلالك قتيل


سفيان بثقة :

هتوافق


عمار بسخرية :

جايب منين الثقة دي


سفيان بسخرية :

بكره تشوف


قصي بهدوء :

يعني نويت تتجوزها


سفيان بغضب :

معنديش حل تاني غير ده يا اتجوزها يا اخسر فريدة


قصي بسخرية :

يا اخي لو ينفع كنت اتجوزتها انا اللي زيك خسارة فيه واحدة زي ميان


سفيان بحدة :

مش وقتك يا قصي لم الدور مش وقته استفزاز دلوقتي


قالها و هو يغادر المستشفى بأكملها و بعد وقت كان يدخل من باب مكتب رأفت والد ميان بتردد يقنع نفسه ان الرفض سيأتي من رأفت و حينها سيكون فعل ما عليه و يخبر فريدة برفض والدها حينها ستستلم فريدة و لن يكون هو مضطراََ للدخول بتلك الزيجة  !!


ردد بهدوء ظاهري مرغماََ بعد ترحيب قصير من رأفت به مرغماََ هو الأخر :

انا يشرفني اطلب ايد ميان بنت حضرتك


صمت رأفت لدقائق ثم اجابه بهدوء........  !!!

..........

كان عمار يجلس بالكافيتريا الخاصة بالمستشفى

يتحدث مع لينا عبر الهاتف معتذراََ منه على موعدهم الذي التغى اليوم لتتفهم هي الأمر تواسيه بحزن على حالة جدته اما عن قصي اتصل بكمال معتذراََ منهم على موعد ذهابه لطلب يد سيلين التي وافقت بخجل على طلبه راكضة لأعلى ليلحق هو بها محدثاََ ابيها مخبراََ اياه انه سيأتي بالغد لطلب يدها مع عائلته لكن بمرض فريدة سيؤجل كل شيء


جاء النادل بكوب قهوة لعمار الذي شكره مرتشفاََ اياها لعلها تخفف من صداع رأسه لكن ما ان انهاها سعل بقوة مستفرغاََ كل ما بمعدته ليركض قصي إليه بفزع


بينما على مقربة منهم كان نفس النادل يتحدث مع احدهم بالهاتف مردداََ بسعادة :

كله تمام يا باشا ، بس متنساش حلاوتي بقى !!

........

البارت خلص ♡♡


#الفصل_الرابع_عشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

بسم الله الرحمن الرحيم

صلوا على الحبيب المصطفى


- ليه  !!!

نطقها رأفت بهدوء شديد و هو ينظر لسفيان نظرات ثاقبة جعلت الأخر رغم ثباته الظاهري يهتز من الداخل


اجابه سفيان بعد صمت للحظات :

الواحد بيتجوز ليه


رأفت بهدوء :

في كذا سبب يخلي الواحد يقرر يتجوز بس سؤالي ليه عايز تتجوز بنتي و انت المفروض متجوز !!!


نطق سفيان رغماََ عنه و بكذب :

مثنى و ثلاث و رباع ، مراتي عندها مشاكل في الخلفة يعني معايا رخصة ان اتجوز تاني لأني عاوز اكون اب اما ليه بنتك برتاح ليه و شايف انها هتكون زوجة مناسبة ليا


رأفت بهدوء و كلماته تحمل القليلمن السخرية :

طب و انا ليه اجوز بنتي واحد متجوز و اقبل بيك


سفيان بنفس النبرة و ثقة :

ليه ترفض اصلاََ انا شاب بصحتي ، عندي فلوس تعيش بنتك ملكة طول عمرها ، مش كبير عليها في السن فوق كل ده ابقى ابن خالتها و قرايب


رأفت بتهكم :

القرابة دي سبق و نهيتها انت من سنين ، جاي عايز تناسب بنت انت كنت و مازالت بتشكك في أخلاقها هي و عيلة كاميليا هانم.....


كاد سفيان ان يتحدث ليوقفه صوت رأفت الصارم :

لسه مخلصتش كلامي


صمت سفيان مرغماََ و هو يلعن تلك الظروف التي جعلتها يجلس هكذا و يطلب هذا الطلب الذي جعله يستمع لتلك الكلمات من فم ذلك الرجل


رأفت بصرامة :

بنتي هتعيش طول عمرها ملكة بيك او غيرك لو ع الفلوس اللي انت فاكر انها هتعيشها ملكة فبنتي عاشت و لازالت عايشة في عز ابوها يعني عينها مليانة و يوم ما اسلمها لواحد هيكون شاريها بقلبه يعيشها ملكة بحبه مش بفلوسه


سفيان بضيق :

يعني ايه


رأفت بصرامة :

يعني كل شيء قسمة و نصيب ، ان شاء الله تلاقي نصيبك مع اللي شبهك و اللي تستاهلك و اللي هي مش بنتي


سفيان بضيق :

اخر كلامك عندك


سفيان بصرامة :

شرفت


غادر سفيان بغضب و هو يشعر بالأهانة الكبيرة من كلمات رأفت التي صدمته ما ان غادر ة


ما ان غادر من أمامه ارتسم الاشمئزاز على ملامح وجهه لا يعرف ما الذي تحبه ابنته بذلك الرجل هو مقتنع تماماََ برفضه زوج لابنته شعر بالانتصار لكونه رد و لو قليلاََ من اهانته لابنته

..........

- انت كويس !!

قالها قصي و هو يساند عمار الذي استفرغ كل ما بمعدته و أصبح وجهه شاحب و قدماه لا تحملاه يشعر بدوار شديد


تمتم بتعب و هو يستند على قصي حتى يقوده للخارج :

هرتاح و هبقي كويس الظاهر عندي برد في معدتي او القهوة كانت بايظة و لا حاجة


قصي بقلق :

طب تعالى بالمرة نكشف طالما في المستشفى


عمار بتعب :

مفيش داعي انا هتصل بالسواق ياخدني ع البيت ارتاح شوية و هبقي ارجع تاني اطمن على فريدة خليك انت معاها لحد ما سفيان يرجع


اومأ له قصي ثم اوصله بنفسه للسيارة حتى يغادر موصياََ السائق عليه ثم عاد لفريدة و عقله مشغول مع سفيان هل سيقبل به رأفت ام سيرفض يتمنى حقاََ ان يرفض فسفيان لا يستحق زوجة كميان  !!

.........

عاد سفيان بعد وقت ليجد قصي يقف وحيداََ ما ان سأله عن عمار رد عليه الأخر بكلمات مقتضبة


لم يكن بمقدرة قصي كتم تعليقه الساخر و هو يرى غضب الأخر الكبير مهما حاول اخفائه :

ده واضح اوي انه وافق


سفيان بغضب :

ورحمة ابوك لتسكت انا فيا اللي مكفيني مش ناقصة تلقيح كلام منك


جاء الطبيب قائلاََ بحدة مستخدماََ أسلوب الضغط عليهم كما أخبرته فريدة :

فريدة هانم حالتها في النازل خالص و الأدوية رافضاها مهما حاولنا معاها ، لو خسرنا المريضة فانتوا السبب و هتتحملوا المسئولية كاملة


سفيان بغضب مفرغاََ غضبه كله الطبيب :

ما خلاص عرفنا انها في خطر هنتصرف احنا على اعصابنا مش مستحملين تقلق فينا لك شوية


رمقه الطبيب بضيق ليتابع سفيان بحدة :

لازم ادخل اشوف فريدة


الطبيب بارتباك حاول اخفاءه :

مش هينفع ممنوع المريضة


سفيان بحدة :

هما خمس دقايق مش اكتر اتصرف


الطبيب بضيق :

تمام عشر دقايق يجهزوك و هما خمس دقايق بس مش اكتر


بعد وقت كان سفيان يجلس بجانب فريدة التي اتقنت دور التعب بشدة مردداََ بغضب :

روحتله يا فريدة و رفض ، ابوها رافض و انا رافض حتى هي قالتلك مش موافقة بلاش عِند و مساومة يا اتجوزها يا تسيبي نفسك من غير علاج و لا دوا


فريدة بصوت خفيض متعب :

كلم رأفت خليه يجيلي


سفيان بضيق و غيظ :

يا فريدة

.......

خرج عمار من غرفة الاجتماعات بعد ساعة و نصف قضاها في العمل بدلاََ من الارتياح كما قال لقصي فقد جاءته مكالمة هامة تخص العمل و لعدم تواجد قصي و سفيان اضطر للحضور و هو بالكاد يفتح عيناه و يقف على قدميه


ارتمي بجسده على الاريكة الجلدية يغمض عيناه بتعب حتى شعر بأحدهم يفتح باب الغرفة و ظهرت لينا من خلفه قائلة بقلق :

مش بترد على تليفونك ليه يا عمار انا بقالي كتير بكلمك و انت مش بترد عليا اتصلت بميان عشان اتطمن عليك و هي اتصلت بقصي عشان كانت مشيت و عرفت انك تعبان ، مالك حاسس بأيه


ردد بصوت خفيض متعب :

تعبان يا لينا


سألته بقلق شديد :

تعبان مالك يا عمار حاسس بأيه تعالى نروح للدكتور 


اغمض عيناه مردداََ بتعب و خمول بجسده :

محتاج ارتاح بس الظاهر القهوة اللي شربتها امبارح كانت بايظة من ساعة ما شربتها معدتي وجعاني


تمتمت بقلق :

طب نكشف هيحصل حاجة لو كشفت و اطمنت


ردد بتعب و هو يتحسس بيده معدته :

حصلتلي قبل كده و لما خدت علاج اتحسنت خدت علاج دلوقتي بس لسه مفعوله مشتغلش


اومأت له قائلة بتصميم :

طب تعالى هوصلك البيت ترتاح


ابتسم بخفوت قائلاََ :

السواق معايا متتعبيش نفسك


تنهدت قائلة بتصميم :

يا سيدي انا عايزة اتعب نفسي تعالى يلا هوصلك انت مش شايف حالتك تعبان ازاي و وشك لونه مخطوف مش هطمن عليك لو روحت لوحدك لازم ترتاح و هعملك جنزبيل ينضف معدتك


اومأ لها استسلام ليتفاجأ الاثنان ما ان دخلا للمنزل الذي تركت لينا بابه مفتوح لنصفه بسفيان يخرج من احد الغرف يمسك بيده بأدوية تخص فريدة طلبها الطبيب


فسأل لينا مباشرة :

انتي بتعمل ايه معاها هنا


لكن عمار لم يهتم و سأله باهتمام :

حصل ايه جوز خالتك وافق


تجاهل سفيان الرد عليه قائلاََ بحدة و احتقار للينا فهو اعتقد انها جاءت مع شقيقه لقضاء ليلة :

انتي بتعملي ايه هنا معاه لوحدكم


لينا بحدة :

بتبصلي كده ليه


سفيان بتهكم و قرف :

والله اي حد مكاني هيشوفك معاه و لوحدكم هيقول نفس الكلام داخلة مع شاب في بيت لوحدكم بتعملوا ايه


عمار بحدة :

سفيان انا ما اسمحش ليك تكلمها كده ، دي هتبقى مرات اخوك يعني زي ما بتحترمني تحترمها


سفيان بصدمة و استنكار :

مرات اخوك مين !!


ثم تابع باستهزاء و هو يلقى نظرة على لينا من أعلى لأسفل بقرف :

يعني يوم ما تفكر تتجوز تفكر في دي لا بتعرف تختار فعلا يا اخويا يا زين ما اخترت


عمار بغضب و صرامة :

سفيان


نظر له سفيان بغضب مماثل و لم يفارق النظر ايضاََ للينا بغضب و اشمئزاز لتصرخ لينا عليه بغضب :

اتكلم عدل و بلاش البصة دي انا ليا عين و لسان بردو بعرف اعمل زيك


عمار بحدة :

لينا اسكتي و لا كلمة


سفيان بتهكم :

مش بقولك يا زين ما اخترت


ثم تابع بغضب لسفيان :

لأخر مرة هقولك يا سفيان تحترمها لأنها هتكون مراتي واللي يقلل منها كأنه بيقلل مني زي ما انت مش بتقبل كلمة على مراتك و انا عمري ما اتجاوزت حدودي في كلامي تحترم انت كمان لينا


سفيان بغضب كبير :

مين دي اللي تبقى مراتك فوق انت مش شايف بترد على اخوك ازاي و قبلت انها تدخل معاك البيت و انت لوحدك ده غير كله الطيور على أشكالها تقع اصل الاي زيها هتصاحب واحدة زي ميان ليه


ثم تابع بصرامة :

انا بقى مش موافق


كاد عمار ان يرد لكنوسبثته لينا التي نفذ صبرها من ذلك المتعجرف البغيض :

جرا ايه يا جدع انت محدش مالي عينك و لا ايه طايح في الكل ميان وحشة و سيلين وحشة و بعدتها عن قصي و انا مش عجباك وان شالله عني ما عجبتك انما تبصلي كده تقلل مني و فاكر هسكتلك تبقى غلطان ده انا احط صوابعي الاتنين في عينك و اردلك الكلمة بعشرة و النظرة بالنظرة


ثم تابعت باشمئزاز و لم تلاحظ نظرات عمار الحادة لها لكي تصمت :

اللي زيك اصلا مينفعش معاهم الأدب و بصراحة بقى لو فيه عيب في عمار هو انك اخوه


سفيان بغضب و تهكم :

لأ التربية واضحة فعلاََ


لينا بتهكم مماثل و حدة :

من بعض ما عندكم اصل تربيتك انت كمان واضحة اوي و على رأي المثل اللي بيته من ازاز


سفيان بغضب :

لمي لسانك يا بت انتي


عمار بحدة :

امشي يا سفيان


غادر سفيان بغضب كبير بعدها التفت عمار للينا قائلاََ بحدة :

امشي انتي كمان


- عمار


صرخ عليها بغضب و هو يشعر بالتعب الشديد :

بلا عمار بلا زفت دلوقتي افتكرتي عمار اللي اتجاهلتي وجوده و رديتي من نفسك و لا كأن فيه راجل واقف جنبك


رددت بضيق :

هو اللي بدأ بالغلط


صره عليها بحدة :

كنت سكتي و شوفتي هردلك حقك و لا لأ و لو لأ كنت اتدخلي انتي ساعتها لكن باللي عملتيه ركبتي نفسك الغلط و قللتي مني


ثم بدون كلام حذبها برفق لخارج المنزل ثم دخل و اغلق الباب خلفه ملقياََ بجسده على أقرب اريكة مغمضاََ عيناه على الفور و هو يشعر يالغرابة من ذلك الخمول الذي أصاب جسده فجأة  !!!

..........

ترددت ميان في اخبار والدها بشرط فريدة و ما طلبته منها فهس بالعادة لا تخفي عنه شيئاََ لكن بالفترة الأخيرة ابتعدت عنه للغاية و أشياء كثيرة حدثت ليس لديه علم بها


قبل ان تذهب اليه تفاجأت به يدخل من باب غرفتها المفتوح فرددت بحزن :

بابا في حاجات كتير اوي حصلت معايا لازم تعرفها 


جلس بهدوء و بصمت اخذ يستمع لكل ما تقول و ما ان انتهت لم تجد منه سوى الصمت لتنادي عليه بخوف و ترقب :

بابا


سألها بهدوء اثار ربيتها :

عايزة مني ايه بعد اللي قولتيه


رددت بحزن :

فريدة بتقول انه محتاجني


تنهد مردداََ بحدة :

سفيان مش محتاجلك ، علطول بايعك اشتري نفسك مرة يا بنتي و بطلي تجري وراه طول ما هو شايفك كده هيدوس عليكي اكتر و اكتر


اخفضت وجهها مرددة بحزن :

خدعوه و خلوه يكرهني


رأفت بحدة و غضب :

كل واحد عنده عقل يحكمه هو كان عنده استعداد للكره بِعد عن الكل و أولنا انتي كأنه ما صدق


ميان بحزن :

بس هو ابن خالتي في الأول و في الآخر


رأفت بتهكم :

ياريته هو كان راعى صلة القرابة دي سفيان و كاميليا نسخة من بعض بيدوسوا ع الكل


ثم تابع بحدة و صرامة :

لو انتي مستغنية عن نفسك و عايزة ترميها في النار انا بقى مش مستغني و مش سفيان اللي اسلمك ليه في يوم من الأيام ، كرامتك فوق كل حاجة و لو مش فارقة معاكي هي فارقة معايا انا ولو انتي عايزة تقللي من نفسك ابوكي مش هيقبل كده طول ما هو عايش اللي ياخدك يشيلك فوق دماغه مش بس كده يحطك جوه عينيه تكوني مقامك عالي عنده و يكون شايفك غالية ، لكن سفيان مش كده سفيان شايفك اقل منه و كارهك يا بنتي مش شاريكي


ميان بدموع و حيرة و تشتت :

انا تعبانة يا بابا كنت خلاص قولت هطلعه من دماغي و هكمل حياتي من غيره بس بعد كلام فريدة ليا في المستشفى رجعت فكرت تاني و رجعت احط مبررات انا عايزة انساه يا بابا ابعده عني انا بكره ع اللي بيعمله فيا و بكرهه عشان بحبه و هو ميستاهلش


جذبها رأفت لاحضانه و هو يشعر بالعجز و هو يراها تتألم هكذا و لا يعرف كيف يخفف عنها تمنى ان يكون ابنه على قيد الحياة ليسانده و يخفف عنه أعباء الحياة و يرشده كيف يتصرف ، ردد بدعاء :

الله يرحمك يا بني و يهديكي و يصلح حالك يا بنتي 

........

دخل من باب الفيلا بعد يوم عمل شاق كباقي الأيام ليتفاجأ بوالدته بوجهه قائلة بلهفة :

يزن


رذ عليها بابتسامة حنونة متعبة :

نعم يا أمي


جذبته ليجلس بجانبها قائلة بحماس :

ايه رأيك في همس  !!


سألها بمرارغة و كذب :

همس مين


ذمت شفتيها قائلة بضيق :

انت هتستعبط و انت تعرف كام همس يعني بنت اللوا صاحب ابوك ، عسولة و مؤدبة و تدخل القلب علطول و نغشة كده و زي القمر


سألها بضيق و قد فهم إلى مغذى والدته من تلك الأسئلة :

رأيي فيها من ناحية ايه


سألته صراحة :

رأيك فيها كواحد دخل ع التلاتين و لسه مفتحش بيت زي بقيت الناس و اتجوز و مون أسرة ، رأيك فيها كزوجة ليك


رد عليها باقتضاب و هو يقف ليرحل :

مش عايز اتجوز


صرخت عليه بغضب :

هتتجوز و رجلك فوق رقبتك انا مش هفضل ساكتة على عمايلك دي كتير ، اللي قدك مخلفين بدل العيل اتنين و مفرحين اهلهم بيهم و انت لا عايز تفرح قلبي و لا عايز تعيش حياتك و تفهم ان الحياة مش بتقف عند حد


زفر بضيق قائلاََ بألم للمرة الألف لهم :

بس عندي وقفت حسي بيا شوية ليه مش قادرة تفهمي اني مش قادر ، مش قادر انساها


ربتت على كتفه قائلة بحنان :

محدش قالك انساها يا بني بس عيش متوقفش حياتك ، مش يمكن لما تقرب من همس اكتر و تشيل الحواجز اللي بنيتها حوالين قلبك و قفلت عليه لبسمة بس تحبها و تشوفها زوجة ، والله يا بني البنت لسانها حلو و اهلها محترمين و تتحب ادي لنفسك فرصة و افتح قلبك


تدخلت ياسمين التي سمعت الحوار من البداية :

ماما معاها حق يا يزن محدش قالك انساها بس اتأقلم على عدم وجودها و عيش حياتك ، صدقني محدش هينفع الذكرى اللي انت عايش عليها دي مش هتسندك في يوم من الأيام لما تكون لوحدك من غير ابن او بنت تتسند عليه و لا هتنفعك لما تنام لوحدك و تصحى لوحدك و تقضي عمرك وحيد بابا و ماما بعد الشر يعني مش باقينلك و لا انا لأني هتشغل ببيتي و لو قعدت معاك هقعد يوم او اتنين و ارجع لحياتي و ابني هتحتاج لونس و عزوة لأن دي سنة الحياة


ثم تابعت حديثها و هي ترى تأثره تلك المرة بحديثها و تردده :

غير كل ده تفتكر بسمة يرضيها حالك ده ، هي بتحبك و تتمنى ليك الأحسن هي مش هتكون فرحانة بيك كده بالعكس اللي بيحب بيفضل مصلحة حبيبه و الأفضل ليه ، فكر في كلامي يا يزن اتأكد اني بقولك الصح و ان  كلنا يهمنا مصلحتك


قالتها ثم غادرت تاركة اياها في حيرة من أمره ان يختار الماضي ام يعيش الحاضر  !!

........

كان كارم يجلس خلف مكتبه الحزن يخيم على ملامح وجهه حديثه مع همس آخر مرة لم يخمد العزيمة التي بداخله على التودد لها و الاقتراب منها لعله يكسب قلبها ابتسم بحنين متذكراََ اول لقاء بينهما عندما كانت بعامها الأول من الجامعة بعد سنوات من الفراق منذ صغرهم

Flash Back

كان يخرج من مكتبه يمسك بيده احد الملفات الهامة الخاصة بمهمة كبيرة قام بدراستها و دراسة الثغرات التي بها و توجه لمكتب اللواء عاصم ليناقشه ببعض النقاط ليتفاجأ ما ان وصل بعدم تواجد العسكري أمام المكتب و الباب شبه مغلق يصدر من الداخل أصوات و كأن احدهم يبحث عن شيء لكنه بالطبع ليس اللواء فقد لمح خيالاََ لشخص يرتدي شيء أخضر اللون


أخرج سلاحه و قد ظن انه جاسوساََ ما يقوم بسرقة بعض الملفات الهامة ثم دفع الباب صائحاََ بقوة :

اثبت مكانك ااا....


توقف عن الحديث ما ان ابصر تلك الفاتنة صاحبة البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء الصافية كلون السماء و البحر خصلات شعرها البنية تنساب على كتفيها و حول وجهها بنعومة وجهها يحمل جمال و براءة سحرته حرفياََ و فستانها الأخضر ذو الحمالات العريضة جعلها فاتنة انها آية من الجمال


خرج من شروده على صوتها الغاضب :

بترفع السلاح على مين يا بتاع انت


- ياريتك ما تكلمتي

قالها كارم بداخله و هو يتعجب كيف لتلك النبرة و ذلك الصوت يخرج من تلك صاحبة الجمال الرقيق


جز على أسنانه مردداََ بغضب :

سيبي الملف اللي في ايدك ده و قولي بتعملي ايه هنا و تبع مين ، ملف ايه اللي كلفوكي تسرقيه


همس بغضب :

ملف ايه و بتاع ايه انت مين و ازاي تدخل كده و تتكلم معايا بالاسلوب ده و ايه ده اللي اسرقه انت مش عارف بتكلم مين


قبض على ذراعها بيده مردداََ بغضب :

هعرف دلوقتي انتي مين


صرخت عليه همس بغضب :

سيب ايدي يا حيوان ازاي تمسكني كده


دخل عاصم بتلك اللحظة قائلاََ بتعجب :

ايه اللي بيحصل هنا


همس بحدة :

مين البتاع ده يا بابا بيقول عليا حرامية و شوف قافش في دراعي ازاي و رفع عليا المسدس


ابتعد كارم عنها مردداََ بصدمة :

بابا  !!!


عاصم بابتسامة :

ايوه ابوها يا كارم ليك حق متعرفهاش اخر مرة اتقابلتوا كانت في ابتدائي


همس بضيق :

انا اعرف ده


كارم باعتذار :

انا اسف يا فندم فكرتها بتسرق ملفات لأني لقيتها عمالة تدور في الادراج و العسكري مش بره


همس بغيظ :

فرضاً بسرق هو فس حد عبيط يسرق في عز النهارد لأ كمان يعدي من وسط العساكر دول و ماشي بوشه كده عادي و مش خايف من الكاميرات اللي في كل حتة و اللي بصورة منها يتجاب متعلق من قفاه لا و بنت اللي بتسرق كمان


اخذت نفس عميق ثم سألته بسخرية :

انت متأكد انك ظابط


نظر لها كارم بغيظ رادداََ لها ما قالت بنفس السخرية :

وانتي متأكدة انك اسمك همس اصل طريقتك مش ماشية خالص مع شكلك و اسمك


ركلت همس الأرض بقدمها قائلة بغيظ قبل ان تغادر مكتب والدها :

انا خدت الكريدت كارد يا بابا


ثم نظرت لكارم قائلة بغيظ :

قليل الذوق


كارم بابتسامة صغيرة :

تسمحلي حضرتك الحقها اعتذر منها


اومأ له عاصم بضحك فركض كارم خلفها قائلاََ :

استني


التفتت له قائلة بغيظ :

عايز ايه


ابتسم قائلاََ بمرح :

اتقمصتي ليه مش انتي اللي بدأتي بالغلط و السخرية مني المفروض انا اللي ازعل


جزت على أسنانها قائلة بغيظ :

تزعل لو مخدتش حقك لكن انت قومت بالواجب و كلمتني بقلة ذوق


ابتسم قائلاََ :

انتي كمان كلمتيني كده يبقى خلصانة انت خدتي حقك و انا خدت حقي، صافي يا لبن


قال الأخيرة و هو يمد يده لها ليصافحها نظرت له للحظات قبل ان تصافحه قائلة على مضض :

خلاص حصل خير


ابتسم بمرح قائلاََ :

طب امشي يلا هعزمك على ايس كريم شكولاته و منجا كنت بتفضلي تزني و انتي صغيرة عليه و كنا كل ما تيجي عندنا تاكلي بتاعي و بتاعك


حمخمت بحرج قائلة :

مش فاكرة الصراحة بس مستحيل أصدق انا مؤدبة معملش كده ابداََ


كارم بسخرية :

اه مؤدبة اوي


نظرت له بطرف عيناها قائلة :

بتقول حاجة


ابتسم بتوسع قائلاََ :

بقول طول عمرك مؤدبة و هو انا اقدر اقول غير كده


ضحكت بخفوت و ابتسم الأخر على ضحكتها الجميلة التي تشبهها و من حينها توطزَدت علاقتهما حتى اصبح هو لها أقرب صديق و هي له حبيبة قلبه الوحيدة التي وقع بهواها

Back

ابتسم لتلك الذكرى الأجمل بينه و بينها لو علم انه سيقع بعشق تلك الصغيرة التي كان يلهو معها بصغره لما تركها و ابتعد عنها ثانية من الأساس


ََكم مؤلم الحب من طرف واحد ، شعور مؤلم يحرق القلب و الروح و لسوء حظه كان ممن يعانون منه قريباََ منها و ليس بقريب قربه محدود مقيد بشروط سيقف و ينتظر ان يأتي ذلك الفارس الذي سيخطف قلبها و تقبل بها و هو ما بيده شيء ليفعله 💔

.......

- الف سلامة عليكي يا فريدة

قالها رأفت الذي لبى طلبها و جاء لزيارتها


ردت فريدة عليه بصوت خفيض و تعب :

الله يسلمك ، رفضت سفيان ليه يا رأفت


تنهد رأفت قائلاََ ما جعل سفيان الذي يقف خلفه بجانب قصي يشتعل غيظاََ :

العقل بيقول انه مش مناسب لبنتي من كل الاتجاهات و انا كأب المفروض انفذ اللي في صالحها


فريدة بتعب :

هي بس اللي حقها ترفض او توافق


رأفت بصرامة :

رفضت و اتأكدي يا فريدة انها لو وافقت انا رافض مستحيل الجوازة دي تتم بنتي هتكون لراجل يصونها و تكون الأولى في حياته اديهاله و انا مطمن عليها


فريدة برجاء :

بنتك هتكون أمانة عندي يا رأفت وعد مني مفيش شعره هتتأذي منها


رأفت بضيق :

جوازها منه اكبر أذى


سفيان بغضب و نفاذ صبر من تقليله من شأنه رغم انه حقاََ لا يريد تلك الزيجة لكن رفض الأخر كان صدمة له فقد ظن انه سيقبل به على الفور كذلك ميان التي صدمته برفضها :

ليه حد قالك اني بعض مثلاََ ما انا متجوز قبلها و عمرها ما اشتكت ابويا عاش عمره كله يحب في اخت مراتك و في الأخر عملت في ايه و انا زيه بس يارب العرق ميكونش دساس و اللي عملته كاميليا ما تعملهوش بنتك


رأفت بتهكم :

ياريتك انت الأول تكون زي ابوك الله يرحمه و متاخدش من الست الوالدة يا بن كاميليا و لو على بنتي مليون واحد يتمنوها حتى انتوا منهم لدرجة انكم قاعدين تتحايلوا عليا عشان اجوزهالك


تمتم سفيان بداخله بغيظ و غل :

لولا اللي فريدة فيه مكنتش استحملتك


فريدة بتوسل و حزن :

رأفت ابوس ايدك توافق اكتب كتابهم بس


رأفت برفض :

اللي بتقوليه ده يا فريدة بنتي الوحيدة اللي هتكون

متضررة منه و زي ما انتي خايفة على حفيدك انا كمان خايف على بنتي انا مش لاقيها في الشارع


تنهدت فريدة قائلة بتعب :

سفيان سيبنا لوحدنا انت و قصي


غادر سفيان و قصي الذي كان يستمع للحديث بصمت و هو معجب باصرار رأفت على الرفض فلو كان بمكانه لما ائتمن ابنته على رجل كسفيان


فريدة برجاء :

رأفت انا متأكدة انك عارف كل حاجة من ميان ، سفيان حفيدي و قلبي واجعني على حاله هو معمي مراته عملاله غسيل مخ و محدش هيقدر يقفلها غير ميان سفيان حاله مش هيتصلح غير لما يتجوزها عقله تلقائي هيبدأ يقارن بين تصرفات نرمين و ميان


رأفت بحدة :

بنتي ما تتقارنش بحد و لو اللي عايزها للحظة قارنها بس بغيرها يبقى ميلزمنيش و فوق كل ده و اسف ع اللي هقوله بنتي مش علاج للي انتي و ابوه و امه فشلتوا فيه و اللي هو تربيته طبعاََ


تنهد متابعاََ بصدق :

صدقيني يا فريدة لو ده سفيان بتاع زمان اللي كان في كل لحظة مبين قد ايه هو شاري بنتي كنت سلمتها ليه و انا مغمض لكن حفيدك دلوقتي مش شاريها و اختار غيرها و انتي بتفرضيها عليها و انا بنتي مش معيوبة و لا لاقيها في الشارع عشان اسلمها لواحد مش عايزها و شايفها اقل منه


ترجته فريدة مستخدمة طريقة الضغط متحججة بمرضها ليأتيها رد الأخر الصارم :

بضلاش اسلوبك ده يا فريدة اللي بتعمليه هيترتب عليه حاجات كتير و بنتي هي اللي هتشيل الليلة مش انتي و لا حفيدك هي اللي هتكون في النار


فريدة بتوسل :

خليني اموت و انا مطمنة على سفيان يا رأفت طول ما هي جنبه انا هرتاح و اطمن


رأفت بضيق :

يعني انتي تطمني على حفيدك و انا اعيش قلقان طول عمري على بنتي


فريدة بدموع و صوت خفيض متعب :

الموت عندي اهون من اني اعيش و اشوف حفيدي لعبة في ايد نرمين و حياته بتدمر كده و التانية مستغفلاه ميان هتعرف تتصرف و تكشفها على حقيقتها بس كل ده مش هيحصل إلا لما تدخل للفيلا بصفة و الصفة دي انها تكون مراته


وقف رأفت قائلاََ بصرامة :

بتضحي ببنتي يا فريدة عشان خاطر حفيدك و انا بنتي مش كبش فدا و اللي عندي قولته


ثم تابع بحزن منها :

بعد اللي قولتيه يبقى ليا الحق اخاف على بنتي منك انتي كمان لأن الواضح انك بتستغلي حبها لسفيان غلط بتأثري عليها بحجة انها بتحبه عشان تنفذي اللي في دماغك و تحمي حفيدك و مصلحته بس لكن بنتي مش مشكلة في داهية


تنهد متابعاََ بضيق :

بتثبتيلي اني معايا حق ف تمسكي بقراري لأن لو مشوفتش مصلحتها في كل اللي انتي عايزاه انتي مش هتشوفيها و لا هتفكري فيها لأن ببساطة انتي كل اللي يهمك حفيدك و ده حقك زي ما حقك ان احافظ على بنت و اهتم بمصلحتها


دخلت ميان التي جاءت لتطمئن عليها برفقة لينا لتتفاجأ بوجود والدها سألته بدهشة :

بابا انت بتعمل ايه هنا  !!


دخل الجميع للغرفة و هم سفيان و قصي و ميان ليقول رأفت بجدية :

كنت بزور فريدة و كويس انك جيتي قدامهم قابلة تتجوزيه و تقبلي بالوضع ده ، قابلة ان ده يكون جوزك هتأمني على نفسك معاه هتأمني انه يصون قلبك و يحافظ عليكي و يراعي ربنا فيكي و يراعي مشاعرك بالكلمة او بالفعل


صمتت ميان تنظر لسفيان بخزى ليسألها رأفت مرة أخرى تحت نظرات الرجاء من فريدة :

موافقة عليه يا ميان


ليأتي رد الأخرى صادم لها و لسفيان الذي اشتعل غيظاََ منها و من والدها اكثر :

لأ يا بابا


رأفت بابتسامة فخورة :

الرد وصلكم بنتي مش قابلة و لا انا قابل ، يبقى الموضوع خلص و يستحسن يا فريدة تاخدي علاجك و بلاش مساومة لأنك هتكوني انتي الخسرانة


ما ان خرج من الغرفة سمع صراخ عمار باسمها تزامناََ مع دخول الطبيب قائلاََ بحدة :

الكل يطلع بره   !!!!

.........

بينما بالخارج كانت لينا تقف أمام عمار الذي ارتاح ساعتان و عاد للمستشفى ليتفاجأ بها مع ميان قائلة باعتذار :

انا اسفة ، حقك عليا بس هو استفزني اوي الصراحة


تنهد بضيق قائلاََ بصرامة :

بصي يا بنت الناس كلمتين و مش هكررهم تاني طول ما انتي معايا حد غلط فيكي تقفي ساكتة و انا هجيبلك حقك سواء في لحظتها او بعدين انما تغلطي و تطولي لسانككده بتقللي مني و بتضيعي حقك و حقي في اني اتدخل و ادافع عنك


تنهد متابعاََ حديثه :

اعملي اللي عايزاه فس حالة واحدة بس لو انا مجبتش حقك و ده طبعاََ عمره ما هيحصل ابداََ


اومأت له قائلة :

مفهوم


لحظة و خرج الجميع و حالت هرج سادت الأجواء ليعرف منهم عمار ما حدث بالداخل ليصيب القلق قلوب الجميع

بعد وقت كان رأفت يضع يده بيد سفيان مرغماََ ينظر لابنته بعتاب فهي ما ان علمت بتدهور حالة فريدة بسبب عدم تناولها للدواء و رفضها لكل طرق الطبيب حتى تتعافى و الأخر يخبرهم انها بخطر كبير


شعرت بالخوف و الحزن عليها ستموت بسبب رفضها رددت بخوف و صوت اشبه بالصراخ :

ابعت هات المأذون بسرعة


رأفت بحدة و صدمة :

ميان  !!!


نظرت له قائلة بقلة حيلة و دموع :

هتموت كده بسببي يا بابا ، مش هقدر على كده الجواز كتب كتاب بس مش هنقص ايد او رجل بس خليها تتطمن و تاخد العلاج و لما تقوم بالسلامة هطلق منه


نظرة خذلان صوبها رأفت لابنته و سفيان ابتسم انتصار رغم الموقف الذي يمروا به و رغم انه لا يرغب بالزواج لها لكن عدولها عن قرارها حتى ان كان لسبب اعاد له كبرياءه الذي اطاحت به هي و والدها برفضهم له و الآن هي من تطلب اتمام الزواج  !!!!


بينما فريدة بالداخل تتابع ما يحدث عبر شاشة الهاتف و الطبيب يقف بجانبها و ابتسامة سعيدة مرتسمة على شفتيها لنجاح ما خططت له   !!!!


تظاهر الأطباء و الممرضات بأن الوضع خطر كما اوصاهم الطبيب الذي يطمح ان تزيد فريدة من الأموال التي ستعطيها له على اتقانه لدوره


غادرت ميان برفقة رأفت الذي صمت بكمد ينتظر فقط ليصلوا للبيت بعدها سيقول ما لن يستطع قوله أمام الجميع

.........

بتردد كان سفيان يجلس بجانب زوجته على الفراش قائلاََ بتوتر :

نرمين


ردت عليه بصوت ناعم رقيق لا يليق بشخصيتها  :

نعم يا حبيبي


صمت لدقيقتان و الأخرى تنصت له باهتمام حتى جاءها رده الصادم :

انا اتجوزت ، اتجوزت ميان  !!!


انتفضت واقفة صارخة عليه بغضب و صدمة :

انت بتقول ايه اكيد بتهزر صح ، بتتجوز عليا يا سفيان و مين دي نسيت اللي عملته فيك


نلى برأسه مردداََ بحزن :

منستش بس كنت مجبور فريدة.......ثم قص عليها كل ما حدث لتصرخ هي بحدة :

فريدة قالت و انت ما صدقت ما هي حبيبة القلب و مش بعيد بكره تقدر تسيطر عليك و تخليك تطلقني و تطلعني من حياتك


سفيان بغضب :

مش هيحصل لو عايز اطلقك كنت عملتها من زمان لكن انا باقي عليكي لآخر لحظة لو مكنتيش تهميني كنت وافقت على طلب فريدة من الأول و اتجوزتها جوازي منها صوري مش اكتر عشان فريدة


تنهد محاولاََ التحكم بأعصابه و عدم التهور عليها فهو يعطيها كل الحق بما تفعل الآن :

نرمين اسمعيني بس ، صدقيني مش بمزاجي حقك تزعلي بس حطي نفسك مكاني كنتي هتعملي ايه جدتي هتموت، في مقابل جوازة على ورق مش هتنقض مني ايد او رجل


صرخت عليه بغضب و هي لا تتخيل انها أصبحت زوجة أولى و ليست الوحيدة بحياته كيف سينظر إليها الناس و من بين كل النساء تزوج بأكثر واحدة تكره بحياتها :

لو كنت مكانك عمري ما كنت هفكر اجرحك بالطريقة دي انت فاكر انها سهلة انا يستحيل اتقبل ان فيه واحدة تانية تشاركني فيك حتى لو ع الورق


سألها بضيق :

يعني ايه


صرخت عليه بغضب :

طلقني يا سفيان   !!!

.........


#الفصل_الخامس_عشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

بسم الله الرحمن الرحيم ♡

صلوا على الحبيب الذي ترجى شفاعته ♡

تنويه ⚠

الفصل الجديد هينزل اول علطول اول ما الفصل ده

يجيب 400 لايك ♡♡

......... 

- مش هطلقك

قالها سفيان بصرامة لنرمين التي يتعالى صدرها ثم ينخفض من شدة الانفعال و الغضب


غادرت من امامه بغضب لغرفة الثياب تضع ملابسها بأهمال بداخل حقيبة جذبتها بعنف من فوق الخزانة اخذ يخرج ما تضعه قائلاََ برجاء :

حقك تعملي اكتر من كده بس المرة دي اعذريني غلطت عارف بس فريدة كانت هتموت بس حاجة هايفة عارف انك حاسة نفسك قليلة عشان اتجوزت عليكي بس ده مش حقيقي انت غالية اوي و افتكري دايماََ اني اختارتك انتي بأرادتي و هي اتفرضت عليا


لأول مرة تكون صادقة معه بمشاعرها :

حاسة بنار جوه قلبي يا سفيان


نعم تشعر بنيران لكنها ابداََ ليست غيرة بل حقد و غل منها من خطفت قلب سفيان و زاهر مهما انكر فهي تعرف تمام المعرفة انه عشق تلك الفتاة  !!!


جذبها لاحضانه قائلاََ بحزن و شفقة عليها :

مش دي اللي تغيري عليا منها انتي ضفرك بمية واحدة من عينتها ، تخلص بس المحنة دي و فريدة تقوم بالسلامة و هطلقها


سألته بدموع :

مش هتقرب منها صح


اومأ لها قائلاََ :

مستحيل


شددت من عناقه قائلة :

اوعدني


ابتسم بخفوت مقبلاََ جبينها قائلاََ :

اوعدك يا حبيبتي  !!!

........

- مالك يا رأفت ساكت ليه  !!

قالتها عليا و هي تراقب صمت رأفت و ميان الغير معتاد و الأخرى تنظر لوالدها بترقب لردة فعله على ما حدث


ميان بخوف و توتر :

بابا  انا.....انا اسفه


قطبت عليا جبينها بعدم فهم و توتر من الجو المشحون بين الاثنان فقالت بضيق :

فهموني حصل ايه  !!


رأفت بتهكم و صوت غاضب :

مش تباركي لبنتك يا عليا بقت حرم سفيان العزايزي ، الزوجة التانية


شهقت عليا بقوة و صدمة قائلة بصوت مرتجف :

بطل هزارك ده يا رأفت


رأفت بغضب :

مش بتنيل بهزر بنتك......ثم قص عليها كل ما حدث ناهياََ حديثه بغضب كبير :

عمال اقول بنتي غالية بنتي رافضة بنتي ملكة مش هتقبل بالقليل و في ثانية صغرتني قدام الكل ما شوفتيش الزفت سفيان كان بيبص ازاي كأنه انتصر عشان في الأخر انتي اللي قولتيله هات المأذون ، رفضت و مسمعتيش مني قدامهم و اصريتي


ميان بدموع :

فريدة كانت هتموت ، و ذنبها هيبقى في رقبتي


رأفت بغضب :

ذنبها في رقبتها هي ، هي اللي ساومت على حياتها فريدة مش هاممها حد غير حفيدها و بس و انتي بالنسبة ليها اداة مهما كانت بتحبك عمرك ما هتكوني في مكانة حفيدها و مش هتخاف عليكي زيه


عليا بدموع و حزن :

ابوكي عنده حق انتي الخسرانة يا بنتي ، بعتي نفسك و دمرتي حياتك من قبل ما تبدأ حرام عليكي اللي عملتيه في نفسك ده يا بنتي


ميان بدموع و حزن :

كنتوا عايزني اعمل ايه الدكتور بيقول بتموت و الحل في ايدي اقف ساكتة و عادي و لا كأن في واحدة جوه بتموت و حياتها بكلمة مني و كمان مش غريبة دي من عيلتي


رأفت بغضب :

مفيش جواز عشان خاطر حد الجواز مش لعبة هتجوز عشان كذا تغور فريدة و تولع العيلة دي كلها اللي مجاش منها غير وجع القلب ، في داهية اي حاجة بس انت مكنتيش ترمي نفسك الرمية دي بعتي نفسك بالرخيص للي ميستاهلش


ميان بدموع و حزن :

غصب عني با بابا


تعلم عليا تمام العلم ما تمر به ابنتها شعرت بالشفقة و الحزن عليها فجذبتها لاحضانها لتنهار الأخرى في البكاء و رأفت يراقبها حزين منها و مشفق عليها و غضبه منها أكبر من كل ذلك

........

كان عمار قد وصل لتوه لمقر الشركة ليتولى أمور العمل بالتناوب مع قصي و سفيان


يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه و جسده بالكامل يؤلمه ما ان استيقظ هذا الصباح


طلب من السكرتيرة الخاصة به ان تأتي بكوب قهوة بينما هو اتصل بلينا كما اعتاد كل صباح ما ان اعترف لها بحبه


ليأتيه صوتها القلق :

صباح الخير يا عمار  ، احسن انهاردة مش كده و لا لسه تعبان اجيلك نروح المستشفى نكشف


ابتسم بسعادة لاهتمامها به و قلقها عليه قائلاََ :

انا بقيت زي الفل لما سمعت صوتك دلوقتي


اردفت بخجل :

عمار انا شم بهزر لو لسه تعبان نروح.....


قاطعها قائلاََ بابتسامة :

انا كويس المهم انتي طمنيني عليكي و والدتك هترجع امتى قعادك لوحدك مش كويس


تنهد قائلة باشتياق :


وحشتني اوي المفروض اخر الأسبوع الجاي الجو عجبها هناك و قررت تمد فترتها و قرايبنا هناك واخدين بالهم منها


ابتسم قائلاََ بسعادة :

ترجع بالسلامة ان شاء الله و تاني يوم هكون انا و عيلتي كلها عندك نطلب ايدك


حمحمت بحرج قائلة بخجل :

انا اتأخرت و لازم انزل عشان عندي محاضرات ميان زمانها مستنياني تحت ، سلام


ابتسم مغلقاََ معها المكالمة و هو لا يصدق متى يأتي هذا اليوم و تصبح له و على اسمه


بينما بالخارج كانت سكرتيرته تلتقط القهوة من يد الساعي و جعلته ينصرف و ما ان فعل أخرجت كيس شفاف اللون يحتوي على مادة بيضاء بعدما تأكدت من عدم تواجد اي احد حولها قامت بأفراغه في القهوة حتى ذاب تماماََ بعدها دخلت بها له و بداخلها ترتعش من الخوف ماذا لو انكشفت  !!!


أخذها من عمار يرتشف منها سريعاََ بعدها اخذ مسكناََ يساعده على انهاء العمل لحين يأتي دوره ليذهب للمستشفى ليبقى مع فريدة


خرجت من مكتبه تزفر براحة لانقضاء مهمتها أخرجت هاتفها تضرب على لوحة المفاتيح بعدة أحرف ترسل رسالة لأحدهم تنص على :

كله تمام يا باشا شربها متنساش حلاوتي بقى !!

........

بعد ان تجهز ليغادر لعمله مثل كل يوم توقف لدقائق طويلة امام صورة بسمة حبيبته يتطلع إليها بشرود حزين يشعر بصعوبة بالغة في اتخاذ تلك الخطوة بعد تفكير طويل طوال الليل


كلام والدته و شقيقته كان مقنعاََ بالنسبة له إلى حد كبير خاصة انه يكن اعجاب لهمس و عائلته بأكملها ترى انها مناسبة له ماذا سيخسر ان اتخذ تلك الخطوة سيتحدث معها و يجعلها على علم بكل شيء و لها مجال الرفض او القبول


ردد بحزن و خزى بداخله :

لو عليا افضل مخلص ليكي العمر كله و محدش ياخد مكانك المفروض انه بتاعك انتي لوحدك زي ما اتعاهدنا بس دي مش حياتي لوحدي يا بسمة انا تعبت من زن ياسمين و بابا و ماما على نفس الموضوع و في نفس الوقت خايف من الوحدة زي ما بتقول ياسمين و انتي بتحبيني و عمرك ما هترضي اكمل حياتي كده وعد مني ليكي لآخر العمر هتفضلي في قلبي و هفضل فاكرك لحد مل نتقابل


خرج من الغرفة بل من الفيلا بأكمله متجهاََ للجامعة و هو يأخر نفسه قدر المستطاع قلبه لا يطاوعه على فعل ما هو مقدم عليه !!!

........

توقفت سيارة الفتيات كانت همس و لينا يراقبون صمت ميان بحزن و همس صامتة و قد علمت ما حدث بالأمس من لينا


تمالكت نفسها بصعوبة حتى تكتم الحديث الذي بداخلها و لكنها لم تستطيع لتنفجر قائلة بحدة ما ان توقفوا بالسيارة امام الجامعة و نزلوا منها :

انا مش قادرة اسكت بقى ، انتي غبية يا ميان ازاي توافقي ع المهزلة دي جوازة بسبب ليه و عشان مين عشان واحد واطي زي سفيان ده ميستاهلش يغور في داهية هو و اللي متجوزها يولعوا في بعض ان مالك و فريدة دي ازاي تطلب منك كده ، اي حد يسمع طلبها هيعرف انها مش شايفة غير حفيدها بس لأن واحد متجوزاه لا بيطيقك و لا معبرك و متجوز و متمسك بمراته والله لو قلبتيله قرد ما هيصدقك و لا يعبرك


ميان بدموع :

كفاية بقى عمالين تلوموا فيا كنت اعمل ايه واحدة جوه بتموت و علاجها في أيدي بكلمة واحدة بس اسكت يعني و اسيبها تموت و ياريتها غريبة عني دي في مقام جدتي كان صعب اسكت محدش فيكم كان مكاني وقتها اقسم بالله غصب عني اللي حصل لو في ظروف تانية غير دي و كان الموضوع قبول و رفض كنت رفضت بس كنت مغصوبة


لينا بحزن :

طب تقدري تقوليلي هتعملي ايه دلوقتي هتكملي معاه متهانة و هو مهمشك من حياته و لا هتطلقي و تقابلي بقى نظرات المجتمع المريض ده ، انتي لسه في بداية حياتك يا ميان لو مش مستوعبة فأنتي ضيعتي مستقبلك و انتي لسه في بدايتك فريدة قضت عليكي بأنانيتها و محدش هيكون خسران غيرك


همس بغضب :

عارفه قسماََ بالله دول صنف زبالة و لا هيقدروا اللي ضحيتي بيه عشانهم


لينا بحدة :

عيب يا همس من غير غلط ميصحش كده


همس بضيق :

يصح ميصحش بقى مش فارقة دول يحرقوا الدم دمروا مستقبلها اللي هانم سلمته ليهم على طبق من دهب و لو جيتي تلومي حد ع اللي هيحصل لها هيقولوا وافقت بمزاجها محدش غصبها


ذمت ميان شفتيها و بكت بصمت و هي تستمع لحديث الاثنتان الصحيح مئة بالمئة


كادت همس ان تكمل حديثها لكن جاء من خلفهم صوت يعرفه الثلاثة جيداََ قائلاََ بصرامة :

بتعيطي ليه ع الصبح


التفت الجميع لتقع أعينهم على سفيان الذي تقدم منها حتى وقف أمام ميان ينتظر منها اجابة تحت نظرات الغضب من ميان و لينا


نظر لهم قائلاََ بتهكم :

قطعت عليكم فقرة النم على خلق الله معلش ، سيبوني معاها لوحدنا


همس بحدة :

هو سؤال واحد بس قبل ما امشي ، انت مستحمل نفسك ازاي الله يعينك عليها


سفيان بحدة و تهكم :

نفس السؤال والله نفسي اسأله ليكي انتي مستحملة نفسك ازاي


كادت همس انت تتحدث لكن قامت لينا بسحبها من يدها بعيداََ قائلة بضيق و خفوت :

الكل بيبص علينا خلينا نمشي و خليه يقول اللي عنده و يغور من هنا بقى


ذهبت معها همس على مضض بينما سفيان التفت لميان متمتماََ بضيق :

أعوذ بالله منها


تنهد ثم سألها بحدة :

مقولتليش ليه انك نازلة الجامعة انهاردة


ميان بتعجب :

اقولك ليه ما انا بقول لبابا و بستأذنه


ردد بحدة :

تاخدي اذن ابوكي لو انتي مش على ذمة راجل ، من هنا و طالع قبل ما تخطي اي خطوة تستأذني مني يا أوافق يا موافقش و اي عك و قلة أدب و مسخرة مش همسح بيها تحصل


ميان بحدة :

انا مش قليلة الادب و محترمة و تصرفاتي كلها كده عايز تصدق صدق مش عايز ان شالله عنك ما صدقت 


سفيان بحدة و غضب :

انتي قليلة الأدب


ميان بحدة :

وانتي مش محترم


كاد ان يصرخ عليها لكن توقف ما ان قالت هي :

بص هي فترة و هتعدي نستحمل بعض فيها شوية من غير غلط في بعض و قلة أدب عشان الأيام تعدي و يكون في علمك هتعاملني باحترام هتلاقي نفس المعاملة لو العكس هتلاقي بردو هتغلط فيا قدام الناس هغلط فيك قدام الناس و افتكر انك انت اللي قولتلي زمان عاملي بالمثل


اومأ لها قائلاََ بحدة :

اتفقنا بس في شوية حاجات تلتزمي بيها


سألته بهدوء :

ايه هي


تنهد قائلاََ بضيق و صرامة :

اول حاجة قبل ما تروحي اي مكان يكون عندي خبر تاني حاجة تتصرفي على اساس انك واحدة متجوزة خلاص و بلاش دلع و قلة أدب


جزت على أسنانها قائلة بحدة :

هنرجع للغلط تاني


زفر بضيق قائلاََ :

نسيت ، تالت حاجة ده ما يتقلعش من ايدك


قال الأخيرة و هو يخرج من خاتم من الذهب الأبيض بجيب سترته يضعه بأصبعها اومأت له برأسها قائلة بهدوء :

موافقة انا كمان عندي شرط


سألها بفضول :

ايه هو  !!!


تنهدت بحزن قائلة :

بابا زعلان مني عشان وافقت و شايف انك مش مناسب ليا يعني عشان كده اللي بطلبه منك حط خلافتنا على جنب و بلاش بتصرفاتك تقلقه اكتر لأن بصراحة هو عنده حق انت ميتأمنش على حد معاك


قالت الأخيرة قاصدة رد الاهانة له لكن ما ان نظر لها بحدة و غضب قالت ببرود :

نسيت


ردد الاثنان معاََ بضيق :

يبقى اتفقنا هنعصر على نفسنا لمونة لحد ما الفترة دي تعدي و نخلص من الهم ده


كاد ان يذهب لكنها اوقفته قائلة بهدوء :

شكرا ع الخاتم


اومأ لها بصمت ثم غادر المكان يتنفس براحة فمن الجيد حدوث هذا الاتفاق حتى يريح رأسه من تلك الخلافات و تمضي تلك الفترة بسلام المهم ان تتعافى جدته


اقتربت كلاََ من لينا و همس منها لتبادر همس بالحديث قائلة بحدة :

عملك حاجة


ميان بهدوء :

ميقدرش لأنه عارف انه لو غلط هتطاول عليه اكتر و مش هيهمني و الخلافات هتكبر بينا و هو طبعاََ مش فاضي فعملنا اتفاق و قواعد نمشي عليها لحد ما الفترة دي تعدي و نطلق


لينا بضيق :

لقب مطلقة مش سهل زي ما بنطقيه كده


ميان بحزن :


عارفه عشان كده هحارب بكل جهدي عشان الجوازة دي تنجح و اطلع من الموضوع ده كله بأقل الخساير هكشف حقيقة نرمين و زاهر و كامليا ليه المرة دي بدليل قوي و رد فعله ساعتها هو اللي هيحدد ايه اللي هيحصل بعدين


- همس

قالها يزن بهدوء و هو يقف خلفهم فالتفت الثلاثة له على الفور القى التحية عليهم ثم قال بهدوء لهمس :

ممكن اتكلم معاكي لوحدنا خمس دقايق بس

.....

- خير يا دكتور

قالتها همس بفضول و هي تجلس برفقة يزن بمكتبه بالجامعة


تنهد قائلاََ بصعوبة :

انا كنت خاطب قبل كده بسمة بس ، بس هي توفت من سنتين في حادثة كنت فيها انا و هي بس انا اللي نجيت منها و هي لا


سألته بتعجب :

ايوه بتقولي كده ليه


ابتلع ريقه قائلاََ بصعوبة :

عشان المفروض تعرفي عني كل حاجة قبل ما اطلب منك الطلب ده


- طلب ايه !!


تنهد بعمق قائلاََ :

تتجوزيني يا همس  !!!!


توسعت عيناها بصدمة ليتابع هو :

انا معجب بيكي و بشخصيتك لو الشعور متبادل بينا انا حابب ندي فرصة لبعض نتعرف على بعض اكتر بصفة رسمية يعني فترة خطوبة لو اتفقنا يبقى نتوكل على الله و نتجوز لو لأ يبقى كل شيء قسمة و نصيب


تنهد قائلاََ بصعوبة :

مش هكدب عليكي انا قلبي معاها لسه.....بس حاسس ناحيتك باعجاب يمكن مع الوقت يتحول لحب كل اللي طالبه منك تستحمليني و تقفي جنبي و ندي لبعض فرصة يمكن يحصل نصيب


تحاشت النظر لوجهه قائلة بحرج :

اا...ااا....هفكر و ارد عليك


ثم وقفت قائلة بحرج :

انا همشي اتأخرت ع المحاضرة بعد اذنك

.........

مر اسبوع على الجميع تعافت فيه فريدة كلياََ و بسرعة تعجب منها الجميع لكن الطبيب برر ذلك بتحسن حالتها النفسية ساعدها على التعافي بسرعة


عمار الذي بدأ يشعر بالانهاك الشديد و الخمول و الصداع الذي أصبح لا يفارقه لكنه يتحامل على نفسه مقرراََ الذهاب للطبيب بالغد سراََ حتى لا يثير قلق الجميع عليه يكفي الاسبوع الماضي و حالة القلق التي مروا بها مع فريدة


توقفت همس عن الذهاب للجامعة تفكر جدياََ بعرض يزن عقلها رافضاََ خوض تلك التجربة التي لا تعرف نتائجها و عقلها لا يتوقف عن طرح تلك الأسئلة ماذا لو....لم يحبها  !!!


هل ستتحمل هي هكذا حياة هل ستقبل به و قلبه معلق بأخرى أسئلة لا تنتهي تعصف برأسها لا تعرف اجابتها و مستحيل ان تعرف فأجابتها تكمن بالدخول بتلك التجربة و تتحمل عواقبها سواء كانت النتيجة خسارة او فشل  !!!


بينما فريدة ما ان علمت برغبة قصي بالزواج قررت ان تذهب اليوم لطلب يد سيلين له و تجهز الجميع للذهاب لم ترغب نرمين في الذهاب متعللة بالمرض لكنها تنوي على شيء آخر ما يغادروا جميعاََ


لتقرر فريدة استغلال الفرصة قائلة لسفيان ما ان غادرت تلك الحية التي من المؤكد انها ستأتي ما ان تعلم بقدوم ميان :

بقولك يا سفيان اتصل بميان خليها تروح معانا طالما نرمين مش جاية


سفيان بهروب :

تلاقيها مش فاضية ما الامتحانات قربت


فريدة بمكر :

لأ فاضية ، كلمها انت بس و قولها تيجي معانا بلاش توجع قلبي في المناهدة معاك


خشي سفيان من تدهور حالتها مرة أخرى فنفذ ما قالت و ما ان اتصل بها قال مباشرة :

فريدة عايزاك تيجي معانا انهاردة قراية فاتحة سيلين و قصي


ردت عليه بضيق :

انا اصلا كنت رايحة سيلين اتصلت بيا و عزمتني انا ولينا و أصرت اننا نروح


اجابها باقتضاب :

خلاص هنعدي عليكم و احنا رايحين ، سلام


ما ان اغلق الهاتف عاتبته فريدة :

بتتكلم معاها كده ليه دي بقت مراتك و ليها حقوق عليك زيها زي نرمين اعدل بينهم بالكلمة و النظرة يا سفيان حرام ، ثم تعالى هنا عيني في عينك كده ده انت بتحبها و بتموت فيها و كل اللي بتعمله ده من ورا قلبك


رد عليها بحدة :

مش صحيح ده موضوع و اتقفل من سنين


ربتت على يده قائلة :

ما اتقفلش و لا عمره هيتقفل ميان عملت حاجة انت مش قادر تسامحها عليها لحد دلوقتي و قبل ما تقول بسبب كاميليا انت بتكدب لأن دي حجة ميصدقهاش عيل صغير


اشاح بوجهه بعيداََ لتتابع هي حديثها بحنان :

بقت مراتك دلوقتي استغل الفرصة يا بني عاتبها صفوا اللي بينكم لو غلطت عاقبها البنت بتحبك و انت كمان بتحبها ادي لحبكم فرصة ليه قلبك شايف كل اللي بتعمله وحش و ليه بتتغاضى عن اغلاط نرمين ، لما كل مشكلة بنقع فيها مين بيجري اول واحد مراتك اللي عمرنا ما شوفناها معانا لا حزن و لا فرح و لا ميان اللي واقفة معانا علطول رغم كلامك السم ليها


ردد بحدة :

متقارنيش بينهم


فريدة بصرامة :

ليه مقارنش عشان الفرق واضح و يعرف العيل الصغير مين الأحسن بينهم


سفيان بضيق و حدة :

انتي مش فاهمة حاجة


فريدة بغضب :

طب فهمني انت و متقولش مش بحبها صورتها اللي و السلسلة بتاعتها اللي شايلهم في درج مكتبك مش بفتش وراك بس شوفتهم صدفة


فريدة بهدوء :

مش هقولك غير كلمتين بس يا بني قدامك فرصة من دهب يا تستغلها يا صدقني ورحمة ولادي الاتنين اللي مفيش اغلى منهم هتندم فكر في كلامي مش هتخسر حاجة لو جربت


سألها بحيرة :

طب و نرمين


جزت على أسنانها بضيق قائلة بهدوء :

مثنى و ثلاث و رباع و انت عندك سبب عشان تتجوز الخلفة من حقك تكون اب و نرمين لو بتحبك زي ما بتقول هتقبل باللي في مصلحتك و هتفرحلك من قلبها


غير الموضوع قائلاََ :

طب اجهزي يلا عشان هنتأخر

......

استأذنت ميان من والدها لتذهب معهم ليوافق بصمت محركاََ رأسه بنعم فمنذ ذلك اليوم و هو يتجنب رؤيتها و الحديث معها لازال غاضباََ منها


بعد وقت ليس بقصير كانت تخرج من البناية برفقة لينا و الاثنتان غاية في الجمال


كان عمار يتابع لينا بأعين تلمع بالحب و الإعجاب بثوبها الزيتوني الذي أنساب على جسدها بنعومة و خصلات شعرها المموجة او فيما يعرف بالكيرلي رفعته لأعلى اقترب منها رافعاََ يده لها لتضع يدها بها و ما ان فعلت رفعها لشفتيه مقبلاََ اياها بنعومة


ليردد قلبه قبل لسانه بتلك الجملة التي رأها قبل عدة ايام على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليجد انها تنطبق عليها تماماََ و كأنها كُتبت لتقال لها فقط :

تنازل الجَمالُ عن الجَمالِ لجَمالكِ فزادَ جمالكِ عن الجمال جمالاََ ♡


ابتسمت بسعادة متمسكة بيده بقوة بينما سفيان تصنم بمكانه و هو يراها تقف تنظر للأرض بصمت بفستانها الارجواني الذي يصل لكاحلها و بدون اكتاف تحاوط كتفيها بشال اسود من الحرير و خصلات شعرها تتطاير بفعل الهواء


اقترب منها كالمجذوب حتى وقف امامها نظرت له بصمت و كذلك هو شارداََ في جمالها متناسياََ كل شيء و اي شيء


لم يفق الأربعة من شرودهم سوى على صوت قصي الساخر :

يلا يا عم الحبيب انت و هو مش وقت نحنة اتأخرنا ع الجماعة عايز احب انا كمان


ابتسم عمار جاذباََ يد لينا ليجعلها تجلس بالخلف بجانب والدة قصي التي رحبت بها بينما سفيان اشار لميان بيده حتى تمشي هي اولاََ و ما ان خطت خطوة تعثرت بأحد الحجارة و كادت ان تسقط لولا يده التي حالت دون ذلك جعلها تستند عليه ثم

فتح لها باب السيارة الامامي لتجلس بجانبه و فريدة بالخلف تراقب الاثنان بابتسامة واسعة و هس ترى تأثر حفيدها بحديثها معه في الصباح


صمت تمام يسود الاجواء بسيارة سفيان على العكس تماماََ بسيارة عمار التي يسود المرح فيها بسبب عمار الذي لم يتوقف عن المزاح و مغازلة لينا كلما اتيحت له الفرصة


بعد وقت كان الجميع يققون أمام باب منزل سيلين التي تقف بغرفتها امام المرآة تتأكد من هيئتها للمرة المئة تقريباََ لحظات من الترحيب يليها دخول ميان و لينا إليها مباركين لها لتبدي كلتاهما اعجابها بهيئتها


مر وقت قصير بالحديث عن الأحوال العامة قبل ان تتحدث فريدة بجدية :

احنا اتشرفنا بزيارتكم انهاردة عشان طلب ايد بنتكم سيلين لابننا قصي على سنة الله و رسوله


كان الفتيات يراقبون ما يحدث من خلف الستار التمعت اعين ميان بالدموع و هي تشعر الحسرة على نفسها و ما اضطرت لفعله لثد خسرت حقها بالجلوس هكذا و عريسها يطلب يدها من والدها كما يحدث مع سيلين


كمال بابتسامة :

الشرف لينا يا ست فريدة ، انا معنديش مانع مش هلقى احسن من قصي زوج لبنتي بس الأصول أصول ناخد رأي العروسة


وقفت فردوس لتأتي بسيلين لتتفاجأ بالثلاثة خلف الستار ضحكت بخفوت ثم جذبت يد سيلين التي تكاد تنصهر من شدة الخجل و الحرج من الموقف يسألها بابتسامة عن رأيها لترد بخجل شديد :

اللي تشوفه يا بابا


ابتسم كمال قائلاََ :

يبقى على خيرة الله نقرا الفاتحة


ركضت سيلين للداخل خجلة و خلفها الفتيات يضحكون بخفوت و قصي يتابعها بعيناه هائماََ بها و بجمالها


بعد ان تمت قراءة الفاتحة دخلت فردوس للمطبخ تعد اكواب الشربات و هي لم تتوقف عن اطلاق الزغاريد العالية


لحظات و دخلت سيلين تمسك بيدها صينية كبيرة عليها المشروبات تقدمها للضيوف و ما ان وقفت أمام قصي همس لها بخفوت :

مبروك طالعة زي القمر


توترت و شعرت بالخجل الشديد كادت ان تسقط منها الصينية فمسكها هو بدلاََ عنها و جلست هي بجانب والديها تنظر للأرض من شدة الخجل


تعالى رنين جرس المنزل فذهبت سميحه لتفتح الباب لتتفاجأ بوجود كلاََ من فتحية شقيقة زوجها وابنتيها أمل و نهى ارتسمت على شفتيها ابتسامة متشفية عندما رأتهم و كالعادة كانت ابنتيها يضعون الكثير من مساحيق التجميل و يرتدون ملابس ضيقة لا تخص ملابس المحجبات بصلة :

اهلا يا فتحية اتفضلي


تمتمت فتحيه بتهكم وهي تدخل و خلفها ابنتيها :

من غير ما تقولي يا حبيبتي ده بيت اخويا اتفضل طبعا


ما ان دلفوا للداخل تفاجئوا بوجود ذلك الكم من الضيوف و كؤوس الشربات فتساءلت فتحية على الفور بفضول و شك :

سمعنا صوت زغاريد قلنا نيجي نفرح معاكم خير ان شاء الله


ابتسمت سميحة  قائله بشماتة فهي ابداََ لم و لن تنسى حديثها على ابنتها و معايرتها بكونها مطلقة لا تنكر انها مثلها و لكن تتبع ذلك المثل " ادعي على ابني و اكره اللي يقول امين " :

عقبال عندك يا فتحيه النهاردة قراية فتحة سيلين و قصي


كان ذلك الخبر بمثابة صدمة كبيرة لثلاثتهم فقد كانت تأمل فتحية بتزويج ابنتها_أمل_ من قصي بينما أمل ابنتها اشتعلت نيران الغيرة و الحقد  داخلها من سيلين لأنها سرقت منها من احببته و تمنته زوجاََ لها


لطالما كان قصي عشق طفولتها والذي لم تتخلص منه للآن و كم كانت تحقد على سيلين بصغرها حتى الآن لشدة اهتمام قصي بها و عشقه الكبير لسيلين دوناََ عن غيرها فمهما حاولت هي جذب انتباهه لم يلتفت او ينظر لها ولو لمرة


دوماََ كان شغاله الشاغل سيلين فقد كانت ترى انه الزوج المثالي فهو و سيم و يملك أموال طائلة وفوق كل ذلك تحبه بجنون


بتلك اللحظة زاد حقدها على سيلين اكثر و اكثر و هي تنوي بداخلها تفريقهما و ان يكون قصي لها مهما كلفها الأمر


لم تكن لتكتم تعليقها قائلة بضيق و حقد ظاهراََ بوضوح :

مبروك يا قصي بس بصراحة ما كنتش اتوقع خالص انك لما تتجوز تتجوز سيلين


دافعت تلك المرة سميحة عن ابنتها و تلك سابقة لم تحدث من قبل جعلت سيلين تبتسم بسعادة : مالها سيلين يا أمل ناقصة ايد و لا رجل ده حتى من جمالها اللي بيغيروا منها ويحسدوها كثير قوي لدرجه انهم هيولعوا و انا شايفاهم بعيني دلوقتي نفسهم بس يكونوا مكانها


كتم الجميع ضحكتهم بما فيهم سيلين أما عن عمار اقترب من سفيان هامساََ له بضحكة مكتومة :

طول عمري نفسي اشوف الخناقات اللي من النوع ده و تلقيح الكلام


سفيان و هو يكتم ابتسامته هو الأخر :

سيبني اتفرج بتركيز بقى شكل الموضوع هيكبر و هتبقى ليلة ما تتنسيش الواد قصي ده فقر من يومه


ضحكه عمار بخفوت بينما فريدة ابتسمت قائلة : مش تعرفينا يا سميحة مين الجماعة


ردد عمار بهمس سمعه كلاََ من سفيان و قصي و ميان و لينا حيث كانوا يجلسون بجانب بعضهم :

دول عفاريت علبة المكياج


تمالك كلاََ منهم نفسه حتى لا ينفجر ضاحكاََ فذجر سفيان عمار قائلا بصوت خفيض :

اتلم يا حيوان


سميحة بابتسامة شامتة :

دي فتحية اخت كمان و دول أمل و نهى بناتها جوزها متوفي من سبع سنين و عايشين في العمارة اللي قصادنا


عمار بصوت خفيض و مرح :

اكيد مات من الخضة لما شافها هي و بناتها من غير مكياج عيني عليه يا كبد امه


تلك المرة انفجر قصي ضاحكاََ بقوة كذلك سفيان لم يتمالك نفسه هو الأخر بينما لينا و ميان وضعت كلتاهما يدها على شفتيها مانعين انفسهما من الضحك على مزاحات عمار


حمحم قصي قائلاََ بحرج :

اسفين يا جماعه بس عمار قال لنا نكته ضحكتنا


ابتسم الجميع بهدوء عدا فتحيه و ابنتيها بينما سميحة اخذت تعرف الجميع ببعضهم


فقال كمال لها :

هاتي الشربات ليهم يلا يا سميحة


ابتسمت سميحة و هي تطلق زغاريد عالية حتى تثير حنق و غضب الثلاثة و قد نجحت في ذلك بالفعل بينما نهى كانت بعالم اخر تصب كامل تركيزها على سفيان الذي جذبها بوسامته الطاغية بقت تنظر له بجراءة فلاحظ سفيان و قصي بينما عمار مال على سفيان قائلاََ بمشاكسة :

الحق يا عم البت بتتحمرش بيك


كذلك لاحظت ميان نظرات نهى لسفيان و شعرت بالغيرة الشديدة خاصة عندما بدأت الأخرى بفتح حديث معه قائلة برقة مبالغ فيها :

مبروك يا استاذ سفيان عقبالك


لم يرد عليها و تجاهلها بينما ميان تمسكت بيده قائله بابتسامة صفراء :

عقبالك انتي يا روحي


جلست نهى أمام سفيان قائلة برقة مستغلة حديث الجميع بمواضيع عامة :

انا نهى ما تعرفناش كويس


كادت ان ترد ميان لكن عمار سبقها قائلا بمرح : سوري يا قمر بس ماما قالتله ما تلعبش مع البنات الرزله


ضحك قصي بقوة ام عن سفيان رمقها بقرف و لم ينظر تجاهها مرة واحدة حتى


حمحم قصي ثم التفت لسيلين يرمقها بنظرات عاشقة هائمة و الأخرى تخفض وجهها خجلاََ كل ذلك تحت نظرات أمل الحاقدة قائلاََ بجدية :

عم كمال بعد اذنك انا كنت عاوز كتب الكتاب بعد اسبوع و الفرح بعد الامتحانات


كمال بحيرة :

ليه الاستعجال يا ابني


قصي بلهفة :

مش استعجال بس نأجل ليه ونستنى كل ده الشقة بتاعتي جاهزة مش ناقصها اي حاجة و قدام شقة والدتي طبعاََ لو سيلين حبت تغير فيها اي حاجة انا تحت أمرها كل اللي هي عوزاه هيحصل و الحاجات اللي هي عاوزة تشتريها قدامها فترة اهي تقدر تجهز نفسها فيهم و المهر والشبكة و المؤخر و كل الحاجات دي مش هنختلف عليها اللي انتم تؤمروا بيه هيتنفذ


قبضت أمل بيدها على كأس الشربات بغل و هي ترى لهفة قصي على سيلين كذلك فتحية التي مهما حاولت اخفاء ضيقها إلا انه ظهر للجميع بوضوح


نظر كمال لابنته ليرى رأيها فأومات له بنعم


فردد كمال بابتسامة :

على خيرة الله الف مبروك يا ولاد


تدخلت فريده قائلة بلهفة :

يبقى بعد الامتحانات فرح قصي و سيلين و ميان و سفيان مع بعض 


تبادل ميان و سفيان النظرات بصدمة من حديث فريدة وكلاهما يشعر بالضيق و الغضب الشديد فيكفي انها اجبرتهما على تلك الزيجة و الآن تحدد موعد زفافهما دون الرجوع لهما


صمت الاثنان مجبران لحين خروجهم من هنا ابتسمت والدة قصي قائلة بنبرة ذات مغزى و هي تنظر للينا :

عقبالك يا عمار ما فاضلش غيرك و شكل الدور خلاص جاي عليك و هنفرح بيك قريب


ابتسم عمار قائلاََ بلهفة و هيام و هو ينظر للينا التي تخفض وجهها خجلة  :

طبعا و قريب قوي كمان هو كمان انا مليش نفس احصلهم و لا ايه


ضحك الجميع بخفوت ، كان الجو مشحون خاصة بتواجد فتحية و ابنتيها و ما ان غادروا تتفس الجميع براحة مر وقت قصير استأذن الجميع ليغادروا و اتفق قصي مع والد سيلين ليأخذها ليريها مفاجأة قام بتحضيرها لها


قائلاََ بابتسامة مطمئنة لكمال :

ما تخافش يا عم كمال مش هتأخر بس عامل لسيلين مفاجأة و عاوزها تشوفها خليك و اثق فيا انا اخاف عليها حتى من نفسي


تنهد كمال قائلاََ :

ماشي يا ابني بس خلي بالك منها حافظ عليها انا عارف انك قد الثقة


ابتسم له قصي جاذباََ معه سيلين للأسفل ليغادروا بسيارة أخرى كان قد طلب من أحد رجاله ان يأتي بها اسفل المنزل


صعدت فريدة السيارة برفقة عمار و لينا لتهرب من مواجهة سفيان و ميان عن موعد العرس الذي حددته بالأعلى بينما والدة قصي صعدت مهما بالخلف قام سفيان بتوصيل والدة قصي اولاََ ثم توقف بسيارته امام الشاطئ و نزل منها لحظات ثم لحقت به ميان الاثنان يقفان بجانب بعضهما ينظران للشاطئ بصمت


سألته ميان بهدوء :

ليه وصلنا لهنا و ليه الكره ده ليه بعدنا كده و زمان مكنش فيه اقرب منا للتاني


ردد بخفوت و صوت معاتب :

اجابة السؤال ده عندك انتي


اقتربت حتى وقفت امامه قائلة بعتاب :

اجابة السؤال ده عندك انت مش انا ، انت اللي بعدت فجأة و لا كأني كنت فحياتك احلامنا زمان كانت ايه و شوف دلوقتي بقينا ايه جوازنا مت بعض زمان كان حلم دلوقتي مغصوبين عليه


سفيان بحدة و هو يقبض بيده على كتفها :

بسببك انتي السبب وصلنا لكده بسببك خسرتيني يوم ما خلفتي العهد اللي بينا


نزلت دموعها قائلة بعتاب :

انا مخلفتش اي عهد انا لحد لحظتنا دي بحبك فضلت شرياك رغم انك خنت العهد و خليت واحدة تانية تاخد حاجة انت قولت زمان انها حقي و ملكي


دفعها للخلف قائلاََ بغضب كبير :

خسرتي حقك ده زمان يوم ما شوفتك و انتي بتخوني كل العهود اللي اتعاهدنا عليها خسرتيها لما جيتلك و رميتي كل حاجة ورا ضهرك و بعتي حبي


صرخت عليه بغضب :

قولي انا عملت ايه شوفت ايه خلاك تبعد و تقول ان خنتك و خنت العهد مع ان يشهد ربي على كل كلمة بقولها و هو العالم بكل حاجة ان فضلت صاينة العهد لحد انهاردة قلبي لسه بيحبك و عقلي مش بيفكر غير فيك و لا خونتك بكلمة او نظرة او لمسة


صرخ عليها بغضب :

اعمى انا مثلاََ


مسحت دموعها قائلة :

مش كل حاجة بنشوفها بعنينا بتبقى صح قولي انا عملت ايه و اديني فرصتي اني ادافع عن نفسي انت حكمت و قررت تبعد من غير ما تسمع مني


جلس على الرمال يضع رأسها بين يديه عقله رافضاََ الاستماع لها و تصديقها و قلبه الأحمق يريد سماعها يريدها بجواره بداخله


يشعر بالشيء و نقيضه يريديها و لا يريدها هو بالأساس لا يفهم نفسه و لا يعرف ما يريد


شعرت بحيرته فجثت على ركبتيها امامه قائلة بغموض :

لسه بتحبني ، لسه موجودة في قلبك


لم يجيب و اشاح بوجهه بعيداََ عنها رفعت يدها تضعها على وجنته تدير رأسه لها قائلة :

مش طالبة منك غير اجابة واحدة اه او لأ و مش هطلب حاجة و لا هسألك عن حاجة و لا هعاتبك بس قولي.....انا لسه في قلبك و لا لأ  !!!


وضع يده فوق يدها التي على وجنته و لسانه غير قادراََ على نطقها حاوط وجنتيها بيده يمرر اصبعه على شفتيها ثم بلحظة كانت شفتيها أسيرة خاصته في قبلة أودع فيها عشقه و حبه و حيرته و عتابه لها

تاره يقبلها بقسوة كأنه يعاقبها على ما فعلت و تاره بشغف و لهفة عاشق هامساََ بخفوت من بين قبلاته و بدون وعي :

بحبك !!!

..........


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع