القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بعينيك أسير الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة

 


رواية بعينيك أسير الفصل  السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 




رواية بعينيك أسير الفصل  السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة 






#الفصل_السادس

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

جلس سفيان وحيدًا في بهو الفيلا يحدق في الفراغ أمامه كأنما يبحث عن شيء ضاع منه المكان الذي كان يومًا يعج بضحكات جدته أصبح صامتًا على نحو مزعج رحلت عنه غاضبة رافضة أن تنظر في وجهه تاركة خلفها إحساسًا بالذنب لا يفارقه حتى شقيقه لم يقف إلى جانبه بل تبعها ليكون معها


رنين جرس الباب قطع الصمت بعنف تبعه طرقات متتالية كأن الطارق يوشك أن يقتحم الباب نهض سفيان متوجسًا ليفتح الباب بالكاد أدار المقبض حتى تلقى لكمة قوية على وجهه من قصي وقد كانت كافية لتدفعه عدة خطوات إلى الخلف


اندفع قصي إلى الداخل وصوته يملأ المكان بغضب جامح :

روحت لسيلين وطلبت منها تعمل فيا كل ده ليه، بدل ما تهدي بينا زودت النار ليه يا بن عمي!!


عدل سفيان من وقفته ومسح الدماء عن زاوية شفتيه قبل أن يرد بغضب :

انت اتجننت يا قصي إيه اللي بتقوله ده


دفعه قصي بكتفه صارخًا بغضب :

مروحتش لسيلين وطلبت منها تكرهني فيها، ما قولتلهاش تقولي الكلام اللي قهرني ووجع قلبي مكنتش السبب إنها تيجي وتبهدلني قدام الموظفين، مش انت اللي بعت رجالة يضربوا خطيبها وخلته يقدم بلاغ ضدي!!


صرخ عليه سفيان بحدة :

أيوه أنا اللي عملت كده، أنا اللي خططت لكل ده كنت عايزني أعمل إيه؟ وأنا شايفك كل يوم بتموت بالبطيء، لأنها مش بتحبك وهتتجوز غيرك مشوفتش نفسك ساعتها كنت عامل إزاي؟ كنت لسه بتحبها، وهي متستاهلش حبك سابتك وراحت اختارت واحد ميسواش ضفرك ساعتها كان لازم اتدخل واخليك تكرهها عشان تقوى وتقف على رجلك بدل ما تفضل قاعد تبكي زي الحريم


رد عليه قصي بلكمة ثانية جعلت سفيان يتراجع للخلف عدة خطوات بعدها صرخ عليه بغضب شديد :

حد كان قالك اني قاصر مش بعرفش اتصرف ليه تحشر نفسك في حياتي، طب شوف نفسك الأول، وصلح حياتك


رد عليه سفيان بحدة :

انا عملت كل ده عشانك....عشان ده الصح، الهانم باعتك زمان واختارت غيرك دي ما تستاهلكش!!!


ضحك قصي بسخرية مريرة قائلاً بغضب :

تبعتني لو كانت عشمتني بحاجة وسابتني، لكن هي عمرها ما عملت كده كانت شايفاني أخ، وأنا اللي فهمت إنه حب....ولو زي ما بتقول، وهي عملت كل ده معايا، انت ما عملتش زيها، ما عشمتش ميان واتخليت عنها وبيعتها


ثم تابع قصي بسخرية مواجهاً إياه بحقيقته:

إنت عايزني أبقى نسخة منك؟ عايزني أعيش بجسمي مع واحدة وقلبي وعقلي مع واحدة تانية


حاول سفيان التظاهر بالثبات وهو يرد بحدة :

انا قلبي وعقلي وكلي ملك لمراتي 


ضحك قصي مرة أخرى قائلاً بسخرية :

برافو اضحك على نفسك زي ما طول عمرك بتعمل، بس خليني أقولك حاجة انت عمرك ما نسيت ميان ولا هتقدر تنساها مع انها أصلاً ما تستاهلش واحد زيك


صرخ عليه سفيان بحدة :

نسيتها لأنها ما تستاهلنيش ولأنها أرخص من جزمة قديمة عندي، نسيتها عشان اللي زيها خسارة حتى يخطروا على البال، الصح إنك تقول هي اللي ما تستاهلنيش


نظر إليه قصي نظرة طويلة وكأنه يرى شخصًا غريبًا قائلاً بخيبة أمل :

انت مريض....مريض يا سفيان 


ردد سفيان بسخرية مريرة :

الحقيقة واضحة متخدعش نفسك الستات اللي زيها بيتلونوا بمية لون تاخد اللي هي عايزاه وتسيبك....زي ما عملت كاميليا مع أبويا بالظبط، سيلين كمان كانت بتستغلك بتعوض معاك كل اللي ما عاشتهوش مع أهلها ميان زيها زيهم أول ما لقيت البديل نسيتني!!


توقف فجأة وكأنه أدرك أنه قال أكثر مما يجب رفع قصي حاجبيه وسأله بحدة :

كمل ميان عملت ايه؟


صمت سفيان فتابع قصي بصوت أكثر هدوءًا لكن مليئًا بالمرارة :

مش كل الستات زي ما إنت فاكر في منهم جدتك وأمي ومراتك اللي إنت شايفها ملاك حتى سيلين ما استغلتنيش زي ما بتقول أنا اللي كنت بفرض نفسي عليها أنا اللي كنت بجيب ليها اللي هي عايزاه حتى من غير ما تطلب ولولا اللي عملته انت كان زماني انا وهي قادرين نتعامل حتى كقرايب لكن دلوقتي لا هي قادرة تحط عينها في عيني ولا أنا قادر انسى


ثم أكمل بحزن وهو يستدير ليغادر :

انا مش مسامحك على اللي عملته فيا يا سفيان!!!

.........

دخلت كوثر من باب منزل قصي بالمفتاح الذي تحمله معها لتجده يجلس على الأريكة المقابلة للباب يضع رأسه بين يديه

اقتربت منه مربتة على كتفه بحنان قائلة : مالك يا حبيبي


تنهد ثم سألها بعد تردد :

ايه اللي حصل ما سيلين يا امي عشان تطلق


اجابته بحزن :

انا عرفت من قريب خالتك كانت مكتمة على الموضوع، مكنتش عايزة حد يعرف ويشمت فيها


ثم تابعت تسرد عليه ما سمعته من شقيقتها :

يوم فرحهم بعد ما وصلوا بيتهم سمعته بالصدفة بيتكلم مع واحد صاحبه على باب الشقة اصله كان فاكرها في الأوضة،ط لكن عشان نيته السودا، طلعت بالصدفة وسمعته بيقول إنه عمل كده عشان عجباه ومش طايلها، وعشان في شخص دفع ليه فلوس يدخل حياتها


صمتت للحظات قبل ان تستكمل حديثها بحزن :

اول ما قفل الباب لقاها في وشه صرخت عليه واتخانقت معاه استقوى عليها وفضل يضرب فيها ، خلصت نفسها منه بالعافية وقفلت على نفسها باب الاوضة لحد تاني يوم خالتك وجوزها لما كانوا بيزورهم في الصباحية شافوا اللي حصل لبنتهم، ابوها قوم الدنيا وقعدها، ولما حاول ياخد بنته هددهم انه هيفضحها قدام كل الناس


قبض قصي على قبضة يده بغضب وغل، وهو يستمع إلى كلام والدته عن ما حدث لسيلين :

انه مش الأول في حياتها يعني، خالتك وجوزها مشيوا من هنا والواد حاول يقرب منها بالغصب بس جوز خالتك رجع مع البوليس واتقبض عليه وكان شارب اتعملوا كذا محضر فضلت سيلين قاعدة في بيته، وقبل ما يخرج من السجن بفترة رجعت بيت أهلها على أساس فيه بينهم مشاكل ومش متفقين


تنهدت والدته وواصلت حديثها بحزن :

رفعت عليه قضية طلاق قبل ما يخرج من السجن، واطلقوا بس الصراحة، الواد ما كانش يبان عليه إنه بالأخلاق دي بيني وبينك، خالتك اتصرفت صح لو كانت اتطلقت تاني يوم كلام الناس مكنش هيرحمهم عشان كده أبوها وافق لكن من بجاحة التاني لما خرج من السجن، هجم عليهم في البيت ابوها كان في شغله، فنزل في سيلين ضرب ولحقوها من بين ايديه ودخل السجن من تاني


اومأ لها بصمت وهو يكور قبضة يده بغل متوعداََ للأخر بكل شر لكن صبراََ


ربتت والدته على يده قائلة بحنان :

انا عارفة يا بني ان اللي سيلين عملته مش سهل، لكن لو لسه بتحبها يا حبيبي اتقدملها ربنا حافظها ليك هي ندمانة على اللي عملته بلاش تعذب نفسك، اتجوزها وريح قلبك وقلبنا خليني أفرح بيك يا حبيبي، واتجوز


تنهد بحزن قائلاََ بألم ينهش قلبه :

مش هينفع يا امي...صدقيني مش هينفع اللي سيلين عملته مقدرش انساه كلامها اللي يوجع لسه فاكره لحد دلوقتي هيفضل بيني و بينها انا اه بحبها بس قدرت اعيش من غيرها يبقى هقدر اكمل اللي باقي من عمري من غيرها و هقدر اتجوز عادي...الحياة مش بتقف على حد انا مش هقدر اتقبلها لا حبيبة و لا زوجة و لا حتى اخت و صديقة زي الأول انا بالعافية قادر اتعامل معاها لأنها في الأول و الأخر بنت خالتي


لم تجد ما تقول تعطي كل الحق لابنها فسيلين تجاوزت كل الحدود بتلك الفترة كلماتها القاسية لولدها الجارحة لرجولته و كرامته عالقة بذهنها للآن هي الآخرى، وصل الأمر ان ذلك المدعو راغب قدم بلاغًا ضد ابنها وشهدت سيلين عليه بالكذب رغم أنها لم ترى منهما إلا كل خير

.......

كان عاصم يجلس بمكتبه الموجود بالطابق الأسفل في منزله والقلب ينهشه القلق بعد وصول تلك الرسالة كان يخاف على ابنته بشدة على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تصل له تهديدات بشأنها إلا أن هذه المرة كانت مختلفة هؤلاء الناس لا يعرفون الرحمة لقد تعب هو وفريقه سنوات وبالأمس استطاع أحد الضباط الماهرين "كارم" في فريقه أن يحصل على تلك المستندات التي تدينهم هل يسلمها أم يحافظ على حياة ابنته الوحيدة وإن وافقهم كيف يضمن التزامهم وإن غدروا كيف يضمن حماية ابنته كان خائفًا ولأول مرة يشعر بهذا القلق


قاطع شروده رنين هاتفه فالتقطه مجيبًا على الفور عندما رأى أن المتصل هو "صلاح" صديقه القديم الذي فرقت بينهما الأيام وانشغل كل منهما بحياته لكن من حين لآخر يلتقيان أو يتحدثان على الهاتف


سأله عاصم بشرود :

اخبارك إيه يا صلاح


رد عليه صلاح :

بخير يا صاحبي، انت أخبارك إيه


تنهد عاصم وقال بشرود :

مش كويس خالص


سأله صلاح بقلق :

خير المدام وبنتك كويسين


قص عليه الآخر ما حدث خاتمًا حديثه بضيق :

همس عنيدة ومش هترتاح أبدًا تمشي بين حراس حتى لما كنت بعمل كده غصب عنها كانت بتهرب منهم هي دايمًا شايفة أنها تقدر تحمي نفسها كويس


جاء الرد من صلاح بهدوء :

عاصم أنت في كل الأحوال مفيش ضمانات إنهم يوفوا بكلامهم زي ما قلت هما مفيش في قلوبهم رحمة والخطر كبير وأنت عارف كويس إنك مستحيل تقدر تخالف مبادئك والقسم اللي أقسمته اعمل اللي عليك وقدم الورق والمستندات اللي معاك وربنا إن شاء الله يعدي الموضوع ده على خير أما بنتك تقدر تعين اللي يحموها من بعيد لبعيد من غير ما تاخد بالها لو رفضت رغبتك في أن يكون معاها حراس أو ممكن تخليها في البيت لحد ما الفترة دي تعدي


تنهد عاصم بحيرة ليتابع صلاح مغيرًا مجرى الحديث :

أنا عارف إنه مش وقته بس كنت بتصل بيك عشان أعزمك على الغداء إنت وأسرتك لأنني لأول مرة اخد بالي اننا أصحاب بقالنا قد إيه وعمري ما اتعرفت على أسرتك وانت نفس الحكاية


رد عليه عاصم بمجاملة :

في الحالة دي يبقى العزومة عندي


ضحك صلاح بخفوت قائلاً :

عندي وعندك واحد يا صاحبي


ابتسم عاصم قائلاً قبل أن ينهي الحديث معه :

خلاص هنستناكم بكرة بإذن الله

........

في مكان نذهب إليه لأول مرة، بأحد غرف الفنادق الفخمة، كانت تقف تلك السيدة ذات الجمال الساحر الذي، رغم مرور الزمن، لا تزال تحتفظ به


كانت تتحدث عبر الهاتف بجدية وصرامة :

اعمل اللي قولتك عليه وانت ساكت بكره اسمع الخبر، ولو حصله حاجة أو مات هطلع بروحك....انت فاهم


أجابها الآخر بطاعة :

اللي تؤمري بيه يا هانم، بس المبلغ هيزيد شوية دي بردو عملية مش سهلة، وهيبقى فيه سين وجيم


صرخت عليه بغضب :

خمسمية ألف جنيه، مفيش غيرهم، أومال لو بقولك اقتله، هتاخد كام؟ بلاش طمع في غيرك كتير يقدروا يعملوا كده


قالتها ثم أغلقت الهاتف في وجهه بعدما أخبرها بالموافقة على المبلغ الذي حددته


جلست على الفراش تدخن سيجارتها بشراهة وهي تخطط لخطواتها القادمة بعقل خبيث كقلبها الذي تملك منه الحقد والغل، حتى باتت لا تريد من الدنيا شيئًا سوى إفساد سعادة الجميع!!

.......

في صباح يوم جديد، خرجت ميان من غرفتها تحاول مقاومة رغبتها الشديدة في النوم، لكن رنين جرس المنزل في ذلك الوقت الباكر أزعج نومها ونوم والديها، فلم يعتادوا على زيارات بهذا الوقت


فتحت الباب وسرعان ما توسعت عيناها بصدمة، وكذلك والديها من خلفها، لتردد بصدمة وزهول :

انتي!!


اقتربت عليا من الباب قائلة بصدمة :

كاميليا، إيه اللي جابك هنا !!


اجابتها كاميليا بانكسار :

ممكن أدخل يا عليا، ولا وجودي مش مرحب بيه


ردت عليها عليا بهدوء زائف ونظرات لوم وعتاب :

بيتي مفتوح ليكي من زمان يا بنت أبويا وأمي، وبيت أولادك كان هيفضل مفتوح ليكي لو بس فكرتي فينا قبل ما تعملي عملتك وتمشي


افسحت لها ميان المكان لتدخل، وهي تلقي عليها نظراتها الغاضبة والكارهة بدون حرج في إظهار بغضها لها فتلك المرأة لا تستحق أي شفقة أو مجاملة، يكفي أنها سبب تعاستها !!


رددت عليا بعتاب :

اتخليتي عن الكل ومشتي يا كاميليا، كرهتي ولادك فينا، وفيكي، ليه عملتي كده؟


جلست كاميليا على الأريكة قائلة بدموع :

غصب عني يا عليا، انا خوفت.....خوفت من الفقر، لما طلبت من شريف الطلاق، قالي انه هيتطلقني مقابل إني أبعد عنه وعن ولادي حتى كل الحوار اللي دار بيني وبينه وبين عمار و سفيان سمعوه، كان باتفاق معاه عشان يكرهوني ويبعدوا عني


صرخت عليها ميان بغضب :

انتي كدابة؟ عمي شريف عمره ما يعمل كده احنا زي ما عارفينك، عارفينه وعندنا عقل يميز مين اللي مظلوم ومين الظالم ولو فرضنا، هو اجبرك على كده مظهرتيش ليه بعد ما مات؟


تدخل والد ميان ونهرها على طريقة كلامها مع خالتها، رغم أنها بالفعل تستحق كل ما يُقال :

ميان، متدخليش في كلام الكبار، اياكِ تكلمي خالتك بالأسلوب ده تاني


كورت قبضة يدها بغضب وضيق ثم غادرت إلى غرفتها، بينما عليا التفتت لكاميليا عندما قالت بدموع :

غصب عني يا عليا، أنا خوفت أرجع كنت هقولهم إيه؟ هقولهم أبوكم فرقنا عن بعض؟ هقولهم إيه بعد اللي سمعوه مني؟ هحط عيني في عينهم إزاي؟ حتى انتي مكنتش قادرة أرفع عيني في عينك، كنت بطمن عليكم من بعيد وده كان كفاية


سألتها عليا بحدة غير مصدقة أي كلمة تفوهت بها ولا حتى دموعها الكاذبة :

طب وجوازك بعد العدة على طول،  تسميه ايه ؟


اجابتها كاميليا بقهر، وهي تمسح دموعها :

قولتلك خوفت...خوفت من الفقر، خوفت اترمي في الشارع شريف كان خسر فلوسه كلها كنا هنعيش إزاي؟ وفين؟ كنت هتجوز وأخدهم يعيشوا معايا، بس شريف رفض ساعتها اضطريت أوافق، وياريتني ما وافقت، ولادي وحشوني اوي يا عليا نفسي بس يسامحوني، نفسي أخدهم في حضني، وأشبع منهم....منه لله شريف، هو السبب!!


سألتها عليا بضيق :

انت جيالي دلوقتي، اعملك ايه؟


رددت كاميليا بحرج :

ممكن اقعد معاكم كام يوم لحد ما أشوف مكان أعيش فيه على قد الفلوس اللي معايا


نظرت عليا إلى رأفت الذي أومأ برأسه موافقًا، تاركًا لها حرية التصرف فلم تستطع الرفض فهي في النهاية شقيقتها الكبرى

.........

كانت ميان تجوب بسيارتها في الشوارع، غاضبة من ظهور تلك المرأة "كاميليا" ومن موافقة والدتها على إقامتها معهم كانت تعلم تمام العلم أن تلك المرأة كاذبة، وتخفي نوايا خبيثة، فقد استمعت لما قالته لوالديها بعد مغادرتها، أو هكذا ظن الجميع، إذ اختبأت خلف أحد الجدران


كانت نظرات تلك المرأة تحمل مكرًا وخبثًا، ومهما تظاهرت بالحزن والبكاء، إلا أن ميان استطاعت أن ترى حقيقتها بوضوح


سرعان ما توقفت فجأة بسيارتها بعيدًا عندما رأت نرمين زوجة سفيان تخرج من أحد المباني، وأحد الرجال يطوق خصرها، قريبًا منها جدًا، بينما كانت الأخرى تضحك وتلتصق به وتبادلته الهمسات قبل أن تستقل سيارتها وتغادر!!!!!

.......

في منتصف اليوم كان عمار يخرج من باب الشركة متوجهًا إلى منزل فريدة وذهنه شارد بتلك الحسناء التي اجتذبته من النظرة الأولى قلقًا عليها ويريد رؤيتها، لكنه في حيرة من أمره بأي صفة سيذهب إلى منزلها؟

هي تعجبه، لكن لا يستطيع تحديد ما إذا كان ذلك حبًا أم مجرد إعجاب....مترددًا في أخذ خطوة رسمية

كان غارقًا في شروده ولم ينتبه للسيارة التي ظهرت أمامه فجأة حاول تفاديها، وبالفعل نجح في ذلك، لكنه اصطدم بجدار ضخم مما أدى إلى تحطم سيارته من الأمام واشتعال النيران بها !!!!!

........

كانت فريدة تجلس أمام الطعام الذي أعدته خادمتها تهاني بدون شهية، لا زالت حزينة مما فعل سفيان لقد تغير حاله منذ أن تزوج من نرمين


تعالى رنين جرس المنزل فظنت أنه عمار، فتحت الخادمة الباب لتردد فريدة دون أن تلتفت للخلف :

نسيت مفتاحك ولا إيه يا عمار؟


جاءها صوت سفيان من الخلف قائلاً :

أنا سفيان، ينفع أدخل


سألته بضيق:

جاي عايز إيه


اقترب منها ثم انحنى مقبلاً يدها وجبينها قائلاً بأسف وحزن:

حقك عليا يا ست الكل، ده بيتك وهيفضل بيتك طول العمر، واحنا ضيوف عندك، والله ما كان قصدي حاجة باللي قولته كان كلام وقت غضب


أشاحت بوجهها بعيدًا عنه بصمت، متجاهلة النظر إليه فقبل يدها مرة أخرى قائلاً بتوسل :

حقك عليا يا فريدة والله زعلك عندي بالدنيا، قوليلي اعمل إيه بس عشان تسامحيني؟ ده انتي عمرك ما عملتيها، ودلوقتي حتى مش عايرة تبصي وشي


رددت فريدة بصرامة بعد صمت طال لدقائق :

انا موافقة اسامحك وأرجع الفيلا، بس بشرط!!!


سألها بلهفة :

اعتبريه اتنفذ


صمتت لحظات ثم قالت بصرامة :

تتجوز ميان !!!!!!

........

البارت خلص 🔥❤️

مستنية رأيكم يا حلووووين 🥹❤️


#الفصل_السابع

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

يركض سفيان في طرقات المستشفى، عينيه تتنقلان بين الأبواب، يبحث عن رقم الغرفة التي فيها شقيقه من جهة أخرى، كانت فريدة التي تستند على يد خادمتها، تمشي بتعجل، ملامح وجهها تحمل قلقًا ورعبًا تفكيرها مشغول بحفيدها، الذي قام المارة في الطريق بإسعافه على الفور وجاءوا به إلى أقرب مستشفى قبل أن تنفجر سيارته


خرج الطبيب من غرفة عمار في نفس اللحظة التي وصل فيها سفيان وفريدة، ومعهم قصي الذي علم من يزن، صاحب المستشفى، والذي اتصل بسفيان بعدما علم بإصابته أيضًا


سأله سفيان بقلق واضح :

عمار فين، أخويا ماله يا يزن؟ هو كويس مش كده


رد عليه يزن بهدوء :

اهدى يا سفيان، مفيش داعي للقلق، هو بخير الحمد لله


سألته فريدة بقلق :

طمني عليه يا بني


تنهد يزن ثم قال بأسف :

عمار بخير، الحمد لله بس عنده شوية كدمات وكسر في ايده الشمال، لكن حالته مستقرة مفيش اي قلق عليه


سأله قصي بلهفة :

نقدر نشوفه طيب؟


نفى يزن برأسه قائلاً :

هيفوق بكره الصبح إن شاء الله، دلوقتي ممكن تمشوا، وبكره تعالوا اطمنوا عليه، مسموح يكون معاه مرافق واحد بس


التفتت سفيان لقصي قائلاً بجدية :

وصل فريدة البيت، وبكره الصبح عدي عليها جيبها هنا، انا هفضل مع عمار


تجاهل قصي النظر أو الحديث معه رافضاً الدخول في أي نقاش أو مجادلة بعدما علم ان ما مر به من معاناة طوال تلك السنوات بسببه


رفضت فريدة المغادرة، لكن بعد توسل متكرر من الجميع غادرت برفقة قصي على أن تعود في الصباح الباكر


بينما كان سفيان يراقب شقيقه من خلف الزجاج الشفاف بقلق وخوف كبير ربت يزن على كتفه يطمئنه قائلاً :

هيقوم بالسلامة إن شاء الله، اتطمن يا سفيان


ثم تابع، وهو يشير إلى داخل الغرفة :

ادخل عنده في الأوضة، أنا طلبت منهم ينقلوا سرير تاني عشان تفضل معاه جوه


ربت سفيان على كتفه قائلاً بامتنان :

تسلم يا صاحبي


منحه يزن ابتسامة صغيرة ثم غادر إلى مكتبه بالمستشفى، مقرراً أن يبيت هناك الليلة ليبقى بالقرب من صديقه وما إن دخل وجلس خلف مكتبه حتى التقط بيده الإطار الخشبي الذي يحتوي على صورة له ولخطيبته الراحلة "بسمة"


نظر إليها بحنين لا يوصف، وعيناه تلتقطان تفاصيل وجهها كانت أجمل ما في حياته رحلت، ورحلت معها كل لمحة من جمال الحياة، ابتسامته التي كانت تشرق معها، سعادته التي كانت ترافقها، ورغبته في العيش التي كانت تتجدد كلما رآها رحلت، وتركته في عالم مظلم، جسدًا بلا روح، يتنقل بين آلامه وفجوات الفقد التي خلفتها وراءها كان يعاني، يعذب نفسه بتذكر كيف كان هو سببا في هذا الفراق


أغمض عينيه، واخذ عقله يسترجع اللحظات الأخيرة التي جمعته بها في تلك الليلة كيف استند جبينه على جبينها برقة هامساً لها من كل قلبه :

بحبك


ثم جاءت بعدها الكارثة انقلبت سيارتهما عدة مرات، وفقد الوعي تمامًا وعندما أفاق بعد أيام من الغيبوبة، كانت الصدمة أكبر من أن يتحملها بسمة رحلت، اختفت فجأة، دون أن تترك له حتى فرصة للوداع، غابت وتركته في فراغ لا يحتمل

تركته يواجه الوحدة التي عجز عن التكيف معها دُفنت قبل أن يلمس يدها للمرة الأخيرة، قبل أن يهمس في أذنها وداعًا... إلى الأبد


استفاق من شروده والدموع تغرق وجهه على صوت رنين هاتفه التقطه مجيبًا على الفور عندما رأى اسم المتصل انها شقيقته الصغرى "ياسمين" التي تعيش في دبي برفقة زوجها نادر وطفلهما الصغير :

حبيبتي، أخبارك إيه؟ وحشتيني، ونادر عامل إيه؟ أوعى يكون مضايقك في حاجة


ابتسمت ياسمين على الناحية الأخرى قائلة :

الحمد لله يا حبيبي، كلنا كويسين


ثم تابعت بابتسامة ساخرة، مبتلعة غصة مريرة تسد حلقها :

وبعدين نادر مين اللي يزعلني؟ ما أنت عارف هو بيحبني قد ايه


أومأ يزن برأسه قائلاً بابتسامة :

عارف يا حبيبتي، أنا بس بهزر، ربنا يحفظكم لبعض، طمنيني زين حبيب خاله، عامل إيه واحشني اوي


تنهدت بعمق ثم قالت :

بخير يا حبيبي ، المهم خلينا في خال زين اخباره ايه؟


تنهد قائلاً بصوت متحشرج :

اهو....عايش


عاتبته شقيقته قائلة بحزن :

وهي دي عيشة يا يزن، حرام عليك اللي بتعمله في نفسك، بسمة ماتت والحياة لسه مكملة، اتقبل الحقيقة دي واتعايش معاها سنين عمرك بتضيع منك في حزن وقهر


انسابت دموعه من جديد وهو يقول بصوت مختنق :

بس عندي أنا وقفت، كانت كل حياتي، وخسرتها....خسرتها وخسرت معاها نفسي


ردت ياسمين بصوت مليء بالحزن :

ماما زعلانة أوي يا يزن وقلقانة، نفسها تشوفك مبسوط وتفرح بيك، حتى بابا نفسه يطمن عليك


غمغم يزن بحدة وغضب :

كلكم أنانيين ليه؟ عايزني أتجوز واحدة مش بحبها عشان بس تتبسطوا؟ أنا مش هبقى مبسوط لما أتجوز، ولا هقدر أديها اللي هي عاوزاه، لا حب ولا حتى ود واحترام، مش هبقى قادر ابص في وشها، وساعتها هظلمها وهظلم نفسي معاها....وهخون بسمة


ردت ياسمين بعتاب خافت :

محدش فينا أناني يا يزن، لو كنا أنانيين زي ما بتقول كنا سيبناك في حالك مكنش حد فينا هيقعد يقولك نصايح تقرفك كل شوية زي ما بتقول.... سلام يا اخويا !!


قالتها ثم أغلقت الهاتف دون أن تنتظر رده، شقيقها الأحمق يعيش في وهم كبير وهم سبق وعاشت فيه، لو يعلم انه يستطيع تخطيه والمضي قدما، ليس مثلها هي ظلت عالقة به، تسكن في قلبها جراحًا لا تستطيع البوح بها، تعيش وتتنفس، تقدم نصائح فارغة لا تنقذ شيئًا، ولا تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك... وإلا....

.......

عاد قصي إلى منزله، وما إن هم ليضع المفتاح في باب المنزل، تفاجأ بصوت فتح باب شقة والدته من خلفه ظن أنها والدته لتطمئن على عمار لكنه تفاجأ "بسيلين" فسألها بتعجب :

خير يا سيلين، إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي، محتاجة حاجة؟


أومأت له قائلةً بأعين تلمع بالدموع :

أه محتاجة....محتاجة إنك تسامحني، غصب عني اللي حصل يا قصي أنا كنت مشوشة مش عارفة أعمل إيه، ولا مرة خطر على بالي إنك ممكن تكون بتحبني، وكنت مصدومة، كنت عايزة أخليك تكرهني عشان تكمل حياتك


اقترب منها قائلاً بسخرية :

طب اديني كرهتك وكملت حياتي، عايزة إيه تاني يا سيلين؟ مش كل اللي عاوزاه حصل


أنسابت دموعها على وجنتيها قائلة بندم :

أنا بحبك يا قصي


أومأ لها بابتسامة ظنت أن قلبه قد لان، لكن كلماته صدمتها : طب ما أنا كمان بحبك، ده انتي حتى بنت خالتي وزي اختي الصغيرة....في حد يكره أخته


ردت بصدمة ودموع تغرق وجهها :

اختك!!!


أومأ لها بصمت ثم دخل لمنزله وأغلق باب الشقة خلفه بقوة، جعلتها تنتفض في مكانها بكت اكثر ثم دخلت للشقة هي الأخرى تحت عيناه التي تراقبها بحزن من ذلك الثقب الموجود بالباب


أغرقت سيلين جسدها في المياه الباردة، وبدأت تبكي بشدة، قرارًا واحدًا فقط هو جعلها تخسر كل شيء، الآن يلتهمها الندم لحظة بعد لحظة، ويزداد قهرها مع مرور الأيام لا تكف نظرات الناس عن تتبعها، تلحق بها العار بسبب لقب يعد وصمة في مجتمعنا المريض، وصمة بحق المرأة


كره والدتها لها دفعها لتترك منزلها وتأتي هنا، تشعر بأنها عبء على الجميع، خالتها لا تزال غاضبة، ولم تسامحها بسبب ما فعلته بقصي في الماضي، وحتى هو بالكاد يتحمل وجودها


ماذا تفعل الآن؟ لا مكان لها تذهب إليه، ولا شخص يتحملها لا تريد توبيخًا، ولا تعنيفًا، ولا عتابًا هي فقط بحاجة إلى عناق دافئ، وكلمات تواسي قلبها المجروح لا تستطيع أن تعالج جروحها بمفردها حتى يتمكن هو من مسامحتها وتستعيد حبه، الذي اكتشفت بعد غيابه أنها تكن له أكثر مما كانت تظن تحتاج فقط من يداوي جروحها الآن


كما انها لا تريد العودة لمنزل والديها، لكنها مجبرة انتظرت حتى جاء الصباح، وقبل موعد استيقاظ الجميع، رحلت تاركة له تلك الرسالة التي دفعتها من أسفل باب منزله !!!

.......

ما ان اشرقت الشمس كانت ميان تركض في طرقات المستشفى برفقة والديها ليطمئنوا على عمار، تعجبت عندما أصرت لينا على المجيء معها حتى همس ما إن علمت بالصدفة منهما قررت أن تأتي وتطمئن عليه هي الأخرى


في نفس الوقت وصل قصي برفقة فريدة ووالدته، يمشي برفقتهم بشرود تلك الرسالة التي تركتها له جعلت قلبه يدمي من الحزن على حالها وحاله


بعد دقائق وصل يزن وسمح لهم بالدخول قائلاً لعمار الذي استفاق منذ ساعات قليلة :

حمد الله على السلامة يا بطل


ردد عمار بابتسامة متعبة :

الله يسلمك يا يزن


اقتربت منه خالته عليا قائلة بدموع وهي تلثم جبينه بحنان : الف سلامة عليك يا بني، قدر ولطف الحمد لله انك قمت بالسلامة وبخير


التقط كف يدها لاثماً اياه بحب ثم قال :

الله يسلمك يا خالتو


ربتت على رأسه لتأتي دور فريدة ومن بعدها كوثر، الجميع حوله بلا استثناء يطمئنون عليه كم شعر بتلك اللحظة بالسعادة، الجميع مجتمعين معًا لأول مرة منذ سنوات طوال، ليته تعرض لهذا الحادث منذ زمن


اقتربت لينا خطوات قليلة من فراشه قائلة بابتسامة رقيقة مثلها :

الف سلامة عليك يا استاذ عمار


ردد عمار بهيام مشاكسًا اياها :

احلى حمد الله على السلامة اتقالتلي والله


ضحك الجميع عليه، لتقول همس بمرح وهي تحيط كتف لينا :

يا بني انت في إيه ولا في إيه، قوم بس كده وابقي عاكس براحتك، نفسي أعرف مين الحمار اللي قالك اركب عربية طالما مش بتعرفوا تسوقوا، بتركبوا عربيات ليه


تنحنح عمار مشيرًا بعينيه لسفيان الواقف بجانبه لتنظر له فابتسم لها بتصنع :


سألته بحرج :

انت الحمار ؟


نظر لها بحدة فضحكت قائلة بمرح :

متزعلش، ما هو أحمر منك عشان مش بيعرف يسوق كويس


ردد عمار بمرح وهو يعتدل بجسده بمساعدة قصي الذي أخذ دور الصامت منذ أن جاء :

يا بنتي، والله انا مشوفتش حمار غيرك، بدل ما تكحليها عميتيها


ابتسمت له بتصنع قائلة :

مش هرد عليك


رد عليها عمار بسخرية :

لا والله ردي


زفرت ميان بضيق قائلة :

ما بس انتي وهو ايه قط وفار


ردد عمار بطفولة :

هي اللي لسانها طويل يا ميان


استفزته همس قائلة بسخرية :

عاجبني


عاتبتها لينا قائلة بخفوت.:

بس يا همس، عيب كده


ردد عمار بهيام ونظرات إعجاب واضحة للجميع :

انتي مصاحبة دول إزاي؟ ما تعلميهم شوية رقة


شعرت لينا بالحرج فاستأذنت منهم قائلة :

عن إذنكم، هعمل تليفون بس بره


ما إن غادرت لينا جلست خالته بجانبه على الفراش قائلة بهمس لم يسمعه سواهما :

عجباك، أخطبهالك ؟


رد عمار بهمس مماثل :

ياريت يا خالتو، بس أنا عايز أتعرف عليها، خايف أخد الخطوة دي، بس هي عجباني الصراحة


ابتسمت قائلة بهمس وهي تربت على يده :

هتتفقوا متخافش، قلبي حاسس إنها هتبقى من نصيبك، لينا دي العاقلة اللي في جوز المجانين دول صدقني


ضحك بخفوت لتتابع حديثها :

قوم انت بس بالسلامة، ونبقى نشوف الموضوع ده سوا تكون فكرت بردو وخدت قرار


أومأ لها بابتسامة واكتفى بالصمت كان سفيان يتابع الحديث الدائر بينهم بفضول وضيق لتقارب عمار منها ومن تلك العائلة، مهما حاول ابعاده عنهم منذ سنوات


دقائق وعادت لينا، بعدها دخلت عليهم نرمين بكامل أناقتها نظرت لها ميان باشمئزاز وألم ضري قلبها ما إن اقتربت من سفيان تتعلق بذراعه قائلة لعمار برقة بالتأكيد زائفة فالوضع المشين الذي رأتها به ينفي وجود تلك الصفة بشخصيتها الخبيثة :

حمد الله على سلامتك يا عمار


رد عليها عمار بجفاء و بدون ابتسامة حتى :

شكرا


كان والد ميان من حين لآخر ينظر لسفيان بغضب، ثم ينظر لابنته متحسرًا، يتساءل ما الذي تحبه فيه لقد رفضها واختار أخرى لتكون زوجته، وابنته الحمقاء رغم ما يوجه لها من إهانة، لا تزال تعشقه، لديه يقين أن نهاية ابنته ستكون بسبب هذا الحب، لطالما كان يرى سفيان بمثابة لعنة أصابت قلب ابنته


كان يتابعها بحزن وهي تنظر بقهر لتعلق زوجته بيده بدلال بينما الآخر يحيط كتفها بحب غير مبالي بالجميع


تمسك رأفت بيد ابنته يدعمها، ناظرًا إليها بعينيه كأنه يقول "أنا هنا بجانبكِ دائمًا، سأدعمكِ مهما حدث وفي أي وقت"


التقت أعين نرمين وميان صدفة، وكلاهما تحدق في الأخرى بنظرة مليئة بالتوعد، لكن من ستنتصر في النهاية؟


مرت اللحظات وغادر الجميع، باستثناء سفيان الذي أصر على البقاء بجانب شقيقه

........

عادت همس للمنزل متأخرة نصف ساعة عن الموعد المحدد، حيث كان والدها قد دعى صديقه وعائلته، وطلب منها أن تكون موجودة في وقت مبكر، لكنها نسيت نفسها ومر الوقت وهي برفقة لينا في منزلها لتطمئن على والدتها


دخلت المنزل، وعندما سمعت صوتًا آتيًا من الصالون، ذهبت على الفور، وقالت معتذرة :

آسفة على التأخير


شعرت همس بالصدمة عندما رأت يزن أمامها، وكذلك هو والآن تذكر من أين سمع اسم عاصم الشريف عندما قدمهم والده لبعضهم منذ قليل


غمغمت همس بتعجب :

انت


تساءل عاصم بتعجب :

انتوا تعرفوا بعض


اجابه يزن بهدوء :

همس طالبة عندي السنة دي


رد صلاح والد يزن بابتسامة :

ما شاء الله، بنتك زي القمر يا عاصم، ربنا يحفظها


شكرته همس بتهذيب قائلة :

اهلاً بحضرتك


ثم اقتربت وصافحته، وما إن وقفت أمام والدة يزن حتى جذبتها إلى حضنها قائلة بحنان ومرح :

أهلاً يا حبيبتي، أنا أحلام مرات الراجل ده وام الدكتور القمر ده


ضحكت همس بخفوت وقالت بمرح :

شكلك كده يا طنط ماشية على نفس الخط بتاعي، بتحبي الفرفشة مش زي سيادة اللوا وحرمه


ضحك الجميع على كلماتها، عكس يزن الذي اكتفى بابتسامة صغيرة كعادته، فقال صلاح بابتسامة :

ربنا يخليهالك يا عاصم، بسم الله ما شاء الله عليها قمر، تلاقي العرسان عليها قد كده


ضحكت هبة والدة همس وقالت بغيظ :

من ناحية قد كده فهم فعلاً قد كده، بس عمر ما حد منهم طلع من البيت ده زي ما دخل


لم يفهم صلاح وأحلام، وكذلك يزن ما تقصد، فوضح لهم عاصم ضاحكًا :

أصل همس بتقوم بالواجب مرة تكسر رجل، مرة دراع، كل واحد ونصيبه بقى


ضحك صلاح وأحلام، أما يزن فظل مبتسمًا، فرددت همس ببراءة مدافعة عن نفسها :

يعني، يرضيك حضرتك مرة واحد منهم حرق دمي، جاي هو وأهله بيتشرطوا علينا، قال ايه انتي رفيعة كده ليه؟ مش بتاكلي ليه؟ أهلك بخلا ولا ايه، ومش هتكملي تعليم، أنا عايز ربة منزل ويرموا بكلام يحرق الدم، طبعًا أنا مش طالعة هادية لسيادة اللوا، قومت من غيظي وضربته بطفاية السجاير في دماغه، غلط أنا كده ولا هو اللي غلطان


ضحك صلاح بقوة، فرددت أحلام بمرح :

لا طبعًا هو اللي غلطان، وكويس أوي انك ضربتيه واخدتي حقك منه


رددت همس بابتسامة وغرور محبب لوالديها :

شوفتوا بقى عندي حق في اللي عملته وانكم ظلمتوني


ردد يزن بداخله بزهول :

مجنونة


التفت عاصم لزوجته قائلًا بابتسامة :

جهزي الغداء يلا يا حبيبتي


أومأت له هبة بصمت فتدخلت احلام قائلة :

استني هساعدك


رفضت هبة لكن بعد إصرار وافقت وتوجه الاثنان للمطبخ بعدها استأذنت همس من الجميع قائلة :

طب بعد اذنكم دقايق وراجعة


اومأ لها الجميع بصمت، فصعدت إلى غرفتها وقامت بأداء ما فاتها من فروض ثم أبدلت ملابسها لفستان طويل باللون البني لاق بها كثيرة ونزلت للأسفل حيث المطبخ قائلة بابتسامة :

اساعدكم في ايه يا حلوين


التفت الاثنان لها فردت أحلام بإعجاب واضح :

بسم الله ما شاء الله، زي القمر يا همس


رددت همس بابتسامة، وهي تبعث لها قبلة في الهواء :

ده انتي القمر


ضحكت أحلام مربتة على وجنتها بحنان وعادت تكمل ما تفعله هي وهبة وهي عازمة بداخلها على شيء ما.....

.....

بينما على الناحية الأخرى في منزل سيلين

دخلت غرفتها وأغلقت الباب عليها، رافضة كل محاولات والدتها للتودد إليها اكتفت فقط بإلقاء السلام على والدها الذي كان يشعر بالحزن على ابنته التي تذبل يومًا بعد يوم


كانت تستند برأسها على الحائط، تنظر للفراغ بشرود تتذكر ذلك الموقف الذي مهما مر من العمر، لن تنساه أبدًا


كانت ابنة الثامنة من عمرها، وكانت حياتها برفقة والديها يسودها الحب والسعادة التي اكتملت عندما علموا بقدوم مولود آخر ينضم لعائلتهم الصغيرة لقد كان صبيًا، وكانت والدتها في شهرها السابع


كانت تلهو برفقة أصدقائها أمام باب المنزل بكرة القدم و الألعاب متراصة بأحد الجوانب بعشوائية كانت والدتها تصعد الدرج بحذر من عند جارتهم بالأسفل تضع يدها على بطنها المنتفخ ووالدها بالداخل يقرأ أحد الكتاب كانت تقذف الكرة لطفل آخر من عمرها ليلتقطها الآخر، ثم تمررها لطفلة أخرى جاء دورها لتقذفها له، لكنها تلك المرة قذفتها بقوة دون قصد لتصيب وجه والدتها التي ظهرت فجأة خلف الطفل، ليختل توازنها من المفاجأة وتفقد توازنها، فتسقط من على الدرج، تنزف الدماء بغزارة تعالى صراخها هي والأطفال ليهرع الجميع من منازلهم مصدومين


ركض كمال لأسفل حاملاً زوجته بين يديه لأقرب مستشفى، تاركًا ابنته عند أحد الجيران ليصدم مما قاله الطبيب بعد عملية دامت لساعات أن زوجته ولدت طفلهم متوفى والأسوأ أنهم اضطروا لاستئصال الرحم لإيقاف النزيف

ما إن تعافت والدتها من تلك الحادثة، باتت تعاملها بقسوة و غلظة، محملة إياها ذنب ما حدث لها ولشقيقها الذي كان مقررًا تسميته "محمد" كانت تحاول خالتها تعويضها، وكذلك قصي الذي كان ملجأها عندما تريد الشكوى من قسوة والدتها


تنهدت بحزن، ثم ألقت بجسدها على الفراش، تضم قدمها إلى صدرها متخذة وضعية الجنين دموعها تنساب بصمت حتى غفت مكانها عندما أصبح الوقت متأخرًا، خفت الأقدام في المكان، كان أسفل المنزل يقف ذلك الماكر برفقة صديقه يصعدان الدرج إلى منزلها بخفة مثل اللصوص أخرج أحدهم مفتاحًا من جيبه، ثم وضعه في الباب ففتحوه بحذر ثم سار كلاهما على أطراف أصابعه توجه أحدهم لغرفة والديها مخرجًا بخاخًا مخدرًا، ناثرًا منه على وجههما بحذر وما إن تأكد من تخديرهما، خرج متوجهًا لغرفة أخرى برفقة صديقه مبتسمًا بمكر ما إن وجد مبتغاه "سيلين" نائمة على الفراش بسكون أخذها أحدهم مغادرين بحذر ودون إصدار صوت متجهين إلى السيارة التي كانت تنتظرهم أسفل البناية يقودها ثالثهم!!!

......

عاد رأفت من عمله، يشعر بالإرهاق بحث بعينيه عن ابنته أو زوجته فلم يجدهم كاد أن يصعد الدرج ليتفاجأ بكاميليا شقيقة زوجته تنزل الدرج مرتدية فستانًا بالكاد يغطي ركبتيها ضيقًا ويرسم منحنيات جسدها بوضوح ورغم مرور سنوات ما زالت تحتفظ بجمالها ورشاقتها


ادار وجهه سريعًا متنحنحًا بحرج فرددت كاميليا بخوف وصوت رقيق مبالغ فيه :

رأفت، أنا آسفة، مكنتش أعرف إنك رجعت


ردد رأفت بحرج وهو يتحاشى النظر إليها :

حصل خير، اتفضلي اطلعي يلا


رددت برقة، وهي تصعد لغرفتها :

حاضر


لكن فجأة شهقت بألم وجلست على الدرج قائلة وهي تتمسك بقدمها :

آه....رجلي


التفت رأفت إليها بعدما كان يعطيها ظهره، وكانت علامات القلق واضحة على وجهه :

انتي كويسة


أجابته كاميليا بصوت رقيق، رغم الألم الذي يعتصر قدمها : مش قادرة، رجلي بتوجعني أوي يا رأفت


ردد رأفت الذي بدا مشوشًا، نظر حوله في حيرة وقال :

طب حاولي تمشي عليها كده أو حركيها


حاولت كاميليا السير على قدمها، لكن سرعان ما تعثرت، فامسك بها رأفت لتثبيتها بين يديه بشكل تلقائي، مما جعلها تقترب منه أكثر، كانت كاميليا في داخلها تبتسم بابتسامة خفية وفي قلبها كان يملؤها المكر وهي تهمس في نفسها بحقد :

مش هبقى أنا لوحدي اللي خسرت يا عليا


لكن لم يفق الاثنان من شرودهما إلا على صوت ميان التي دخلت للتو من باب المنزل بعد سهرتها مع لينا لترتسم الصدمة على معالم وجهها وهي تنطق بزهول :

بابا !!!!

.......

البارت خلص 🔥❤️ 

مستنية رأيكم وتوقعاتكم للقادم.......؟؟


#الفصل_الثامن

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

ما إن استمع رأفت لصوت ابنته، انتفض مبتعدًا عن كاميليا، ينظر إلى ميان التي رمقته بنظرة عتاب بعدما رأت كيف كان ينظر إلى تلك الأفعى


تمتم بتوتر وحرج وهو يتجنب النظر لها ويلعن نفسه على ما فعل وعلى نظرة ابنته له :

رجليها اتلوت وكانت هتقع فمسكتها


قال ذلك ثم صعد لأعلى متحاشيًا النظر لابنته وما إن غادر صعدت كاميليا وهي تشعر بالضجر من مجيء ميان في هذا الوقت، متناسية أنها كانت تدعي أن قدمها تؤلمها كما تقول !!


لاحظت ميان ذلك، فجزت على أسنانها بغضب وقد فهمت ما تنوي تلك الأفعى كانت تنوي سرقة زوج أختها وهدم العائلة


انتظرت حتى صعدت كاميليا لغرفتها، ثم صعدت خلفها مغلقة الباب بالمفتاح جيدًا قائلة بقرف ونظرات تنم عن كل شر :

اسمعي مني الكلام ده كويس ولآخر مرة، أنا مش أمي اللي بدموع التماسيح بتاعتك هتصعبي عليها لأنك في الأول والآخر أختها للأسف، ومش أبويا اللي قبلك في بيته مجبور عشان ميزعلش ماما ومش زي كل اللي بتضحكي عليهم بدمعتين....يا كاميليا


اقتربت منها تتابع حديثها بشر :

صدقيني، أنا أسوأ مما تتخيلي ولو حسيت إن اللي أبويا وأمي بنوه كل السنين دي والبيت اللي حافظوا عليه بيتهدم بسبب واحدة زيك، قسماً بالله لأخليكي تشوفي الأسوأ وأقدر أخليكي تمشي تلفي حوالين نفسك من الرعب.د


رددت كاميليا ببرود وتحدي :

تصدقي، خوفت! روحي العبي بعيد يا شاطرة وبعدين فيه بنت محترمة ومتربية تنادي لخالتها باسمها من غير ألقاب وتعمل كده؟ لأ بجد، عليا عرفت تربي بصحيح


ردت عليها ميان بغضب وتوعد :

مظبوط، أنا بقى متربتش يا كاميليا واتقي شري احسنلك، انت تعرفي ميان البنت الصغيرة، لكن متعرفيش ميان بعد ما كبرت تقدر تعمل ايه 


نظرت لها كاميليا ببرود رغم غضبها الداخلي من حديثها بتلك الطريقة معها، فغادرت ميان بغضب وصفعت الباب خلفها بقوة انتفضت على اثرها كاميليا


نزلت ميان لأسفل حيث طاولة الطعام لتجد والدها يجلس على الطاولة وقد بدل ملابسه، ينظر للفراغ بشرود فجلست يمينه على المقعد قائلة بعتاب :

بابا انا عندي ثقة كبيرة فيك انك عمرك ما تجرح ماما أو تخليني أفقد في يوم احترامي ليك، الست دي داخلة بيتنا وهي ناوية على كل شر، بعد ما حضرتك طلعت، مشيت عادي رجليها سليمة مفيش فيها اي حاجة....يعني كانت بتمثل


أومأ لها قائلاً بصدق :

انا في حياتي كلها مجبتش حد قد ما حبيت والدتك يا ميان، لا يمكن أجرحها أبدًا، كوني واثقة من ده، أما بالنسبة لكاميليا أنا هعرف أتصرف معاها كويس


اومأت له بصمت وبعد دقائق، انضمت لهما والدتها وكاميليا كانت ميان تتابع كل ما يصدر منها بترقب


سعل والدها في منتصف الطعام، كادت أن تعطيه والدتها الماء لكن سبقتها يد كاميليا قائلة برقة :

اتفضل يا رأفت


نظر لها بطرف عينيه بقرف واستنكار، ثم تجاهلها ملتقطًا الكوب من زوجته شاكراً إياها بابتسامة جميلة شعرت الآخرى بالحرج والتقت عيناها بعين ميان صدفة لتجدها تناظرها بتحدي واشمئزاز


بعد دقائق ردد رأفت بهدوء :

انا اشتريت شقة في العمارة اللي قدامنا عشان كاميليا تنقل فيها وتكون على راحتها، تقدر تنقل فيها من بكره


ابتسمت ميان بتوسع، فقالت كاميليا بضيق وحرج زائف :

انا آسفة لو وجودي مضايقكم


رد عليها رأفت بجدية :

ده حل أفضل عشان تكوني على راحتك، وبكره الشغالة لما تيجي خليها تنقل حاجتك هناك


أومأت له كاميليا بضيق ثم قالت '

تمام بألف هنا، أنا شبعت


بعد أن غادرت سألته عليا بتعجب :

ليه عملت كده يا رأفت


رددت ميان بتأييد لتصرف والدها :

بابا عمل الصح يا ماما


نظرت لهما عليا باستغراب ثم قالت :

انا مش متضايقة، بس ليه عملت كده من غير ما تسألني يا في حاجة حصلت منها ضايقتك؟


اجابها رأفت بابتسامة جميلة :

لأ، أبدًا يا حبيبتي، أنا عملت كده عشان هي تكون على راحتها واحنا كمان نكون على راحتنا....بس هي دي كل الحكاية


أومأت له بصمت، فقالت ميان بابتسامة :

أنا طالعة أنام، تصبحوا على خير


أومأ لها الاثنان وما إن غادرت لثم رأفت يد عليا قائلاً بحزن :

أنا آسف يا عليا


سألته بعدم فهم :

آسف على إيه ؟


ابتسم بخفوت قائلاً :

على كل حاجة، على أي تصرف عملته وضايقك بقصد او من غير قصد


ردت عليه عليا بحب :

انت آخر واحد ممكن يضايقني يا رأفت، عيشت عمري كله معاك في امان وراحة وأنت رعيت ربنا فيا، ومخلفتش بوعدك مع بابا اللي يرحمه، وصنت الأمانة


ابتسم لاثماً يدها مرة أخرى بحب، وبداخله متعجبًا من الشقيقتين فكيف لرجل وامرأة أنجبا عليا أن ينجبا تلك الحية أيضًا !!!

.......

في الصباح الباكر كانت همس تنتقي أحد الكتب الخاصة بالطب من مكتبة الجامعة لحين وصول ميان ولينا


لم تجد أحدًا يساعدها لالتقاط ذلك الكتاب الموجود على الرف العلوي، كان يصعب عليها الوصول إليه، بسبب ان المكتبة خالية في ذلك الوقت الباكر


استعانت بالمقعد الخشبي القديم الذي كان يهتز، وصعدت عليه بحذر وما إن التقطت الكتاب المنشود حتى سمعت صوت أحدهم يأتي من خلفها مباشرة قائلاً بجدية :

بتعملي إيه يا دكتورة


فزعها صوته فقبل ثوانٍ لم يكن أحد موجودًا، اختل توازنها وسقطت فوق جسده، بسبب وقوفه خلفها مباشرة


لتتفاجأ، ما إن رفعت وجهها له بأنه "يزن" الذي كان ينظر إلى داخل عينيها الزرقاوين بانجذاب لا يعلم سببه مهما حاول الإنكار. تلك المجنونة صاحبة اللسان السليط تعجبه شخصيتها وجمالها البريء الذي لا يتلاءم مع صفاتها أبدًا

لتشرد به هي الأخرى، جذاب ذو هيبة تطغى بأي مكان يدخله يعجبها هدوءه وشخصيته الرزينة والثقيلة


انتبهت بعد لحظات لوضعهم فابتعدت على الفور، كذلك فعل هو محمحمًا بحرج، اخذ يلوم نفسه ويعنفها لأنه نظر إلى فتاة أخرى غير حبيبته حتى ولو للحظات دون وعي منه


تمتمت همس بخفوت وحرج :

انا آسفة


بنفس النبرة تمتم يزن هو الآخر بحرج :

حصل خير، بتعملي إيه هنا في الوقت ده


التقطت الكتاب الذي وقع أرضًا قائلة :

المحاضرة الساعة تمانية النهاردة، وصحابي ما وصلوش لسه فقلت أجيب كتاب اتسلى فيه على ما يوصلوا، بس كان في رف بعيد فوقفت على الكرسي ولما سمعت الصوت اتخضيت لأني كنت فاكرة مفيش غيري هنا


أومأ لها بصمت قائلاً :

حصل خير، استأذنك عندي محاضرة دلوقتي


أومأت له بصمت، فغادر من أمامها حزينًا، يلوم ذاته ويعنفها على ذلك الخطأ الفادح الذي ارتكبه بحق حبيبته الراحلة

.......

استفاقت والدة سيلين في الصباح تشعر بألم شديد في رأسها، كذلك زوجها، لكنها لم تهتم وذهبت لتحضر الإفطار بينما كمال توجه إلى غرفة ابنته ليطمئن عليها طرق الباب مرة، مرتين، ثلاث....لكن لا رد ففتح الباب ودخل بحذر خشية أن يوقظها ان كانت نائمة


لكنه تفاجأ بالغرفة فارغة قطب جبينه بقلق، أين ذهبت منذ الصباح الباكر؟

كاد أن ينادي على زوجته، لكن رنين الجرس منعه من ذلك ذهب ليفتح الباب، فتفاجأ بقصي أمامه سأله بقلق :

خير يا بني، هي سيلين معاك


سأله قصي بقلق هو الآخر :

هي ما رجعتش امبارح ولا ايه؟


اجابه كمال بقلق :

رجعت، بس صحيت ملقتهاش في أوضتها


في نفس اللحظة، صعد صاحب القهوة المقابلة للبناية قائلاً بسرعة :

الحق يا عم كمال، الواد عنتر وهما بيفتحوا سجلات الكاميرا شافوا شابين نازلين امبارح في نص الليل من العمارة هنا واحد منهم شايل بنتك سيلين وهي مغمى عليها


توسعت عيون قصي وكمال بصدمة فركض قصي مسرعًا إلى الغرفة ينظر لها بتفحص لا يوجد أي أثر لشجار كل شيء مرتب مكانه كاد أن يغادر لكنه توقف عندما دعس على شيء بقدمه أنزل عينيه ليجد انها زجاجة التقطها يقرأ المدون عليها ليجد انها زجاجة مخدر !!!!


خرج للرجل صاحب القهوة قائلاً بصرامة :

فين تسجيل الفيديو ده


كانت والدتها تبكي وتنواح بقوة على ابنتها بينما كمال لحق بهما شاهدوا تسجيل الفيديو سيارة سوداء بها شخص وآخران يصعدان للبناية مر وقت قصير، وخرجوا منها أحدهم يحمل سيلين بين يديه وانطلقوا بها مغادرين


ردد قصي بحدة :

قرب من رقم العربية دي


دقائق وكان يغادر المنطقة بأكملها قائلاً بصرامة لزوج خالته :

اطمئن يا عمي، بنتك هتبات في حضنك الليلة من غير ما يمسها اي سوء

........

بعد حوالي ساعة ونصف، وصلت رسالة إلى قصي من أحد رجاله تُحدد مكان السيارة ومالكها وكان العنوان في إحدى المناطق الشعبية


توجه إلى هناك فورًا برفقة عدد من رجاله صعد الدرج المتهالك حتى سمع صرخة من سطح البناية يعرف صاحبتها جيدًا !!!!


في الأعلى، كانت سيلين مقيدة من قدميها ويديها إلى طرف الفراش المتهالك، وفمها مكمم بقماشة تمنعها من الصراخ

في تلك لغرفة الصغيرة وقف ثلاثة شباب أمام الباب يتقدمهم راغب الذي أشرقت عيناه بشر خبيث، مستمتعًا بصدى صراخها المكتوم، قبل أن يقول بوقاحة :

ست الحسن والجمال فاقت أخيرًا، قسماً بالله لكسر عينها


نظر لهم بوقاحة قائلاً :

هدخل أنا الأول وابدأ معاها، وانتوا ورايا ظبطوا سوا مين هيكون بعدي


ضحك الاثنان بحماس، وأحدهما لعق شفتيه بإثارة قائلاً :

طب أنجز وحياتك


ابتسم راغب بشر ودخل الغرفة، صافعًا الباب خلفه بقوة اقترب منها وعلامات السعادة والانتشاء واضحة على وجهه من الذعر المرتسم على ملامحها حين رأته يدخل


مرر يده بوقاحة على قدمها الظاهرة أمام عينيه، إذ كانت ترتدي جلبابًا منزلياً يصلح للنوم فقط، حاولت سحب قدمها بعيدًا، لكنه أحكم قبضته عليها، قائلًا بشر :

مالك خايفة ليه؟ ده الليلة ليلتك يا حلوة


تابع راغب لمساته الوقحة على جسدها وهو يقول بغضب :

اجمدي كده معايا، لسه ليلتك طويلة، ده فيه اتنين غيري بره مستنين دورهم، وحياة أمي لتدفعي تمن كل ساعة قعدتها في السجن


اقترب منها بجرأة ومد يده نحوها، بينما حاولت التملص بكل ما أوتيت من قوة أرادت الصراخ وبالرغم من القماشة التي تغطي فمها، تمكنت بصعوبة من إطلاق صرخة مكتومة اخترقت الصمت


ركض قصي للأعلى ما إن سمع صراخها تفاجأ بشابين أمامه فتولى أحد رجاله التصرف معهما اقترب من باب الغرفة ودفعه بقدمه بقوة، انتفض راغب مبتعدًا عن سيلين، التي كانت تبكي بقوة وجسدها يرتعش من الخوف


اقترب قصي منهولكمه بكل قوة صارخًا على رجاله بالبقاء خارجًا استمر في لكم الآخر حتى فقد وعيه والدماء تغطي وجهه بالكامل ثم توجه نحو سيلين يحل الحبال عنها ثم سترها بذلك المفرش الخفيف وحملها بين ذراعيه وغادر البناية، طالبًا من رجاله التحفظ على الثلاثة !!


بعد مرور بعض الوقت، دخل قصي شقته التي تقع أمام شقة والدته التي كانت في منزل خالته في ذلك الوقت تخفف عنها 


وضع سيلين الفاقدة للوعي برفق على الفراش ثم غادر سريعًا إلى منزل والدته ليجلب لها جلباب خاص بالصلاة، بعدها اتصل بالطبيبة التي تسكن في الطابق الأسفل وطلب منها الحضور لفحصها ومساعدتها في ارتداء الملابس


بعد وقت غادرت الطبيبة وبدأت سيلين تستعيد وعيها وما إن تذكرت ما حدث، حتى صرخت بفزع، وهي تنظر حولها

اقترب منها قصي قائلاً بقلق :

سيلين، اهدي ياحبيبتي مفيش حاجة، انتي هنا معايا في امان، متخافيش


تمتمت بذعر، وهي تضم جسدها بيديها :

كا...كان...عايز...


قاطعها قائلاً بنبرة كلها توعد :

ملحقش، متخافيش...وأقسم بالله هخليه يشوف جهنم على الأرض!،حقك هيرجع، ومحدش هيقدر يقرب منك طول ما انا عايش على وش الأرض


كان جسدها يرتعش بشكل يثير القلق وهي تردد بذعر:

أنا خايفة أوي يا قصي مش هيسكت، هيرجع تاني دي مش أول مرة يعمل كده.....احميني منه


قاوم نفسه بشدة، محاولًا كبح رغبته في جذبها إلى أحضانه، لكنه لم يستطع إلا أن يطمئنها بكلمات هادئة :

انا هنا يا سيلين، اهدي، مش هيقربلك تاني ولا حتى هتشوفيه....وعد مني يا حبيبتي


ظل يطمئنها بكلماته الدافئة حتى هدأت ونامت وبقي هو يتأمل ملامحها بحزن عميق، وكأن الألم الذي عاشته انعكس على روحه

........

خرج عمار من المستشفى في اليوم التالي، رافضًا البقاء أكثر من ذلك، كما رفض الذهاب إلى تلك الفيلا وقرر الإقامة في منزل فريدة أما عن سفيان، فقد عاد إلى الفيلا بعد أن أوصله عمار واطمأن عليه، وقام بتعيين ممرضة لتعتني به


قررت ميان زيارته، وهذه المرة رافقتها لينا فقط استقبلتهم فريدة بحفاوة ثم أخذتهم إلى غرفة عمار للاطمئنان عليه


ردد عمار بمرح ان دخلوا عليه :

يا مساء الورد


قالها وهو ينظر إلى لينا بتأمل، جميلة تلك الفتاة ليست جميلة فقط بل جميلة كثيراً تأملها بإعجاب بفستانها الاسود المحتشم الذي يصل إلى كاحلها وخصلات شعرها المموج التي تناسب وجهها الجميل


خجلت من نظراته التي لاحظتها ميان وفريدة التي ابتسمت بفرح حفيدها معجب بفتاة ويبدو أنه سيدخل عش الزوجية قريبًا


اطمأنت ميان عليه لدقائق قليلة، ثم غادرت برفقة فريدة التي غمزتها بخفية، تاركةً الاثنين وحدهما

ساد الصمت المكان بعد مغادرتهما، فقطعته لينا قائلة بحرج :

أنا هقوم أشوفهم فين


أوقفها قائلاً بلهفة :

خليكي قاعدة معايا


جلست مرة أخرى، تفرك يديها بتوتر وخجل من نظراته المتأملة لها، ثم تمتمت بخجل :

بس بقى


سألها بابتسامة مشاكساً إياها :

بس إيه؟


قالت بضيق زائف وهي تتهرب من النظر في عينيه التي لا ترحمها :

بطل تبصلي كده، وإلا همشي


غازلها قائلاً بمرح :

طب انا ذنبي ايه، عيوني هي السبب طول عمرها بتعشق القمر وتحبه، يوم ما تلاقيه جنبها، تبطل تتأمله، ده يبقى ظلم ليه وليها


أطالت النظر له للحظة، ثم أطرقت رأسها بخجل، تاركة الصمت يتحدث نيابة عنها، فارتسمت على شفتيه ابتسامة هادئة قبل أن يحاول تحريك جسده، لتخرجه آهة ألم حادة منه انتفضت على اثرها لينا قائلة بقلق وهي تقترب منه :

مالك حاسس بأيه بيوجعك


ربت على يدها التي لامست كتفه بعفوية، ثم أمسك بها لاثمًا باطن كفها برقة جعل جسدها يرتعش خجلًا فسحبت يدها فورًا قائلة بخجل وضيق :

انا كده اطمنت عليك، ولازم أمشي، وآه ياريت تاني مرة ما تتجاوزش حدودك معايا وتعمل اللي عملته من شوية

قالت ذلك وغادرت الغرفة بسرعة، متجاهلة محاولته إيقافها


بينما في الخارج قبل خروج لينا كانت ميان تجلس مع فريدة صامتة، تشعر بالحيرة هل تخبر فريدة بما رأت؟ أم تبقى صامتة لكن بعد تفكير قررت إخبار فريدة، فهي الوحيدة التي قد تصدقها وتساعدها


تشجعت وقالت بتردد :

فريدة...اا...ااا...


طال صمتها، فسألتها فريدة بقلق :

مالك يا ميان من ساعة ما جيتي وانتي ساكتة، عايزة تقوليلي ايه؟


ابتلعت ميان ريقها وقالت بتردد :

فريدة أنا...


صمتت مرة أخرى، فزفرت فريدة بضيق قائلة :

انتي ايه...هتفضلي تنقطيني بالكلام كده


نطقت ميان بصعوبة لا تعرف إن كان ما تفعله صوابًا أم خطأ :

انا شوفت نرمين مع واحد....


سألتها فريدة بترقب :

واحد مين؟


خفضت ميان وجهها وقالت بحرج :

كانوا قريبين من بعض و...


صمتت ولم تجد القدرة على المتابعة، فقالت فريدة بدلاً عنها بهدوء تعجبت منه الأخرى :

عايزة تقولي ان نرمين بتخون سفيان؟


اتسعت عينا ميان بصدمة وهي تستمع لفريدة التي قالت بحزن :

انا عارفة


سألتها بزهول :

من إمتى، وازاي ساكتة كده؟


اجابتها فريدة بضيق :

عرفت من فترة قريبة، وما كنتش عارفة اعمل ايه، سفيان بيسمع لها وواثق فيها جدا وعارف اني مش بحبها فحتى لو قولت ليه مش هيصدقني وهيفكرني بوقع بينهم كمان خوفت كمان لو صدق يموتها ويروح في داهية


رددت ميان بذهول :

ازاي مش هيصدقك، ده عمره ما حب حد زيك


تنهدت فريدة ثم قالت بسخرية مريرة :

بتهيألك، سفيان اتغير، وانتي أكتر واحدة عارفة ده، كلمة منها توديه وتجيبه ده طردني من بيتي ونسبه لمراته، لمجرد انك غلطتي فيها


ثم تابعت بحزن :

مقدرتش اعمل حاجة غير اني اسكت واتحايل عليه يتجوز واحدة تانية، لكن هو عنيد اوي


تنهدت ميان ثم سألتها :

عرفتي إزاي؟


ردت عليها فريدة بضيق :

انا اللي قاعدة معاها في الفيلا، بشوف اللي سفيان مش هيشوفه، سمعتها مرة بتتكلم في التليفون، وبعدها اتأكدت لما شفت سجل المكالمات بتاعها


ثم أخرجت هاتفها تعبث فيها قليلاً ثم وضعته بيد ميان قائلة بحدة :

ده اسمه وصورته اسمه "زاهر السلطان" الهانم عرفت بالصدفة انها مسجلاه على تلفونها باسم واحدة من صحابها عشان محدش يشك فيها 


سألتها ميان بحيرة :

طب والعمل؟


ردت عليها فريدة بهدوء يسيق العاصفة :

طلبت من سفيان يتجوز، واخترت ليه العروسة....والعروسة دب هي.......هي انتي يا ميان !!!!


سألتها ميان على الفور بصدمة وزهول :

ايه اللي بتقوليه ده يا فريدة، مش ممكن ابدا يحصل


استمرت فريدة في محاولتها اقناعها، لكن ميان رفضت الفكرة تمامًا، مؤكدة أن حبها لسفيان أصبح عبئًا عليها، ثم خرجت مع لينا هاربة من نظرات فريدة ومن المنزل ومن كل شيء

........

كانت همس تجلس وحيدة في الجامعة، تتذكر ذلك الطبيب المدعو "يزن" يجذبها يومًا بعد يوم، لقاءاتهما وحديثهما قليلة لكنها تشعر بانجذاب نحوه، هو هادئ الطباع عكسها تمامًا، كتلة من الحركة والجنون، متنقلة من مكان لآخر لطالما كانت تقول إدان شرطها الأساسي في زوجها المستقبلي ان يكون مختلفًا عنها، لا تريده يشبهها أو يمتلك نفس صفاتها وشخصيتها المجنونة، بل تريده هادئًا، ثقيلًا، يتمتع بالرزانة التي تغيب تمامًا عنها

فما الجيد في أن تتزوج شخصًا يشبهها؟

هي لا تفضل ذلك أبدًا، وذلك الطبيب يتسلل الى قلبها، وإعجابها به يزداد يومًا بعد يوم


لمحته من بعيد وهو يستقل سيارته مغادرًا الجامعة تنهدت ثم وقفت لتذهب إلى دورة المياه بالجامعة كان حراس والدها يحيطون بها من كل جانب تنفيذًا لأوامره الصارمة


دخلت وهم ينتظرونها بالخارج وبعد دقائق، كانت تقف أمام المرآة الكبيرة المثبتة على الحائط تضبط ثيابها كان خاليًا من الفتيات في ذلك الوقت، فالشمس على وشك الغروب والجميع يغادرون


كادت أن تخرج، لكنها تفاجأت بثلاث سيدات منتقبات، إحداهن فاقدة للوعي، بينما الاثنتان الأخريان تسانداها سألتهم بقلق تعرض عليهم المساعدة :

تحبوا اساعدكم في حاجة او أتصل بالدكتور؟


ردد إحدى السيدات بمكر :

طبعًا يا حلوة، نحب أوي إنك تساعدينا


تفاجأت همس بصوت رجولي وليس صوت فتاة وقبل أن تتحرك، أتاها أحدهم من خلفها وغرز إبرة رفيعة في رقبتها فسقطت فاقدة الوعي!!!


كشف الثلاثة عن وجوههم، ليتضح أنهم رجلان وفتاة تخلصت الفتاة من نقابها وجعلت همس ترتديه لتسهيل الخروج بها دون إثارة الشكوك


كان أحد الرجلين يساعد الفتاة، بينما الآخر أغلق باب المرحاض حتى ينتهوا لحظات وخرجت الفتاة أولًا، تبعها الرجلان بالطريقة نفسها التي دخلوا بها، ولم يشك أحد بهم فالمشهد كان طبيعيًا ثلاث فتيات إحداهن فاقدة الوعي يساندونها


ابتعد الرجلان بها خارج الجامعة، ثم تسلمها منهم ثلاثة آخرون، وانطلقوا بها بعيدًا !!

.......

أفاقت سيلين من غفوتها، تشعر بألم في كامل جسدها فتحت عينيها لتتفاجأ بقصي غافياً على المقعد بجانبها اعتدلت تنظر حولها بصدمة، متذكرة ما حدث في الصباح


تأملت وجهه بحزن وحب كيف لها أن تكون حمقاء إلى هذه الدرجة؟

كيف فضلت ذلك الحقير عليه؟

وكيف أوصلتهما إلى هذه الحالة؟


فتح عيناه ليجدها تتأمله بحزن وحب قبل أن يتحدث سألته بحزن :

لأمتى يا قصي؟


لم يفهم ما تقصد، فتابعت بصوت مكسور :

لأمتى هتفضل بعيد؟ ولأمتى هنفضل كده؟ مرة تقرب وأنا أبعد، ودلوقتي أنا أقرب وانت تبعد


لم يقل سوى جملة واحدة :

انتي اللي وصلتينا لكده


وقفت أمامه قائلة بقهر ودموع تغرق وجهها :

بقيت تكرهني خلاص


نظر في عينيها قائلاً بسخرية مريرة :

ياريتني قادر أكرهك...كنت ارتحت، لكن انا مش قادر انسى اللي عملتيه يا سيلين


تمسكت بيده قائلة برجاء :

طب أنا غلطت، بس غلطي يستاهل تعاقبني ببعدك طول العمر؟ يستاهل نتوجع إحنا الاتنين؟ غلطي ملهوش فرصة تانية خالص؟


صمتت للحظات قبل ان تقول بحب صادق نابع من قلبها :

انا بحبك يا قصي


الكلمة التي انتظر سماعها لسنوات طويلة، سمعها أخيرًا... ولكن بعد ماذا، تنهد بحزن عميق ثم قال :

بعد ايه ؟


اخفضت وجهها بخزى، فتابع قصي بحزن :

عارفة انا فضلت قد ايه مستني اسمع الكلمة دي منك، طب عارفة شعوري دلوقتي وانا بسمعها منك....مش قادر افرح بيها، مش قادر انسى يا سيلين....


انسابت دموعها اكثر فتابع هو مرة أخرى بخيبة أمل :

أنا مش واثق في حبك ده، ولا حتى واثق حياتنا هتكون ازاي قدام 


ترجته سيلين قائلة بحزن ودموع :

انا عايزة فرصة واحدة بس يا قصي، صدقني هكسب ثقتك من تاني وكله هيرجع زي الأول واحسن


أشاح بوجهه عنها وقال بهدوء موجع :

جهزي نفسك، لازم نمشي، أهلك زمانهم قلقانين عليكي، انا لسه مكلمتش حد ولا عرفتهم اني لقيتك


جلست على الفراش تبكي بحرقة، جسدها يهتز من شدة البكاء وهي تقول بتوسل:

انا محتاجاك جنبي، متسبنيش يا قصي، أنا عايزة أرجع زي زمان...عايزة أرجع سيلين القديمة اللي كنت بتحبها، عايزة الزمن يرجع لأيامنا الحلوة، ياريتنا ما كبرنا، وياريتني ما عملت اللي عملته


اقترب وجلس بجانبها على الفراش مرددًا بقلق وهو يرى انهيارها :

اهدي يا سيلين


زاد بكاؤها وهي تقول بقهر :

ياريتني ما جيت على الدنيا دي، ياريت أنا اللي موتت، كنت ارتحت وريحتكم مني، محمد هو اللي كان المفروض يفضل عايش مش انا....انا حمل على الكل


اقترب منها اخيرًا يزيح دموعها بيده هامساً بوجع يمزق قلبه من الداخل :

سيلين عشان خاطري اهدي


تمسكت بيده بحزن وقالت بصوت بتوسل :

سامحني يا قصي، فرصة واحدة بس


نظر إليها بعينين مليئتين بالألم قائلاً :

عشان خاطري كفاية لحد كده يا سيلين....مش هقدر انسى


اغمضت عينيها لثوانٍ، ثم ردت بصوت مليء بالأمل والرجاء :

هنسيك

......

بينما كانت كاميليا تجلس على الأريكة في المنزل الذي انتقلت إليه، كما أخبرها رأفت تكاد تموت من الغيظ مما فعله لكنها أبداً لن تصمت فإن فشلت في التواجد داخل منزله، فهناك طرق أخرى!!


أما الآن، فقد حان الوقت للعودة إلى تلك الفيلا التي تركتها منذ سنوات، ولن يساعدها سوى شخص واحد فقط


التقطت هاتفها واتصلت برقم ما وما ان جاءها الرد من الطرف الاخر قالت بلهجة قاسية :

اسمعي، أنا ماصرفتش عليكي كل ده، ولبستك ونضفتك عشان تفضلي نايمة على الخط وما استفدتش من وراكي حاجة، أنا لازم أدخل الفيلا وأرجع أعيش فيها، وإلا عليا وعلى أعدائي، زي ما دخلتلك النعيم اللي عايشة فيه دلوقتي اقدر بسهولة اخرجك منه....يا مراة ابني !!!!

.........

البارت خلص 🔥❤️ 

مستنية رأيك في التعليقات يا حبيباتي ❤️


#الفصل_التاسع

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

تمسكت بيده التي تحاوط وجهها قائلة بدموع عادت تنهمر من عيناها :

سامحني


تمتم بحزن :

مش هقدر انسى


نظرت لداخل عيناه قائلة بتوسل و دموع :

هنسيك


نظر لعيناها لحظة قبل ان يردد بحزن و كلماتها منذ ذلك اليوم تتردد بأذنه لا يستطيع نسيانها و كلما تتردد بعقله يأبى الاستسلام لتلك المشاعر التي تسببت في التقليل من كرامته و رجولته مرة أخرى ليتها تعلم ان ما يفعله هو الآن انه يحمي قلبه الذي لن يتحمل غدر و استهانة بحبه مرة أخرى :

مفيش غبي بيوقع في نفس الغلطة مرتين


كلماته حطمت قلبها عشقه لها خطأ لا يريد الوقوع به مرة اخرى قبل ان تتفوه بأي كلمة و تتوسله مرة اخرى تراجعت عن ذلك و قد تعالى صوت كرامتها على صوت قلبها


لذا بصمت احكمت وشاح الأسدال الذي ترتديه على رأسها ثم تماسكت بصعوبة حتى تقف على قدمها قائلة بهدوء اقلقه :

شكرا على مساعدتك عن اذنك


اوقفها قبل ان تغادر الغرفة قائلاََ بهدوء :

استني هوصلك بلاش تمشي لوحدك في الوقت ده


اشارت لساعة على الحائط قائلة :

الوقت مش متأخر اوي اقدر اروح لوحدي


تنهد قائلاََ بصرامة :

انا اصلا رايح عشان اجيب أمي لانها عندكم من الصبح فطريقنا واحد يلا


اومأت له بصمت ثم غادر الاثنان و الصمت يسود الجو بينهما لا هو يجد ما يقول و لا حتى هي !!

.......

قلب عاصم الجامعة رأساََ على عقب ما ما علم باختفاء ابنته من الجامعة سيارات الشرطة ملئت المكان و بعضهم يتابع كاميرات المراقبة التي ظهرت بها و هي تدخل المرحاض و لم تخرج منه  !!!


كان عاصم متمالكاََ نفسه بصعوبة حتى لا يضعف او ينهار من خوفه على ابنته كان يزن عاد للجامعة ليأخذ هاتفه الذي نساه بمكتبه ليتفاجأ بما حدث بقى معهم حتى يقدم مساعدته و لا يعلم لما شعر بالمسئولية تجاه تلك الفتاة  !!!


كان " كارم " ذلك الشاب الضابط صاحب الثلاثون عاماََ و الذي يتمتع بوسامة عالية يراقب شرائط المراقبة بتركيز شديد اكثر من مرة و من خبرته من عمله لاحظ ثلاث فتيات منتقبات دخلن للمرحاض قام بتبكير احد اللقطات لهم و هم يدخلون للمرحاض كان الفتاة الفاقدة للوعي تردتدي حذاء اسود ذو كعباََ عالياََ و قصيرة القامة


بينما عند خروجهم كانت ترتدي الفتاة حذاء رياضي و أطول و فتاة ترتدي حذاء اسود ذو كعب مماثل للمنتقبة ترقب اثر هؤلاء حتى وجد سيارة مصفوفة على بعد ليس بقليل من المرحاض و من ثم تفاجأ بأحد المنتقبات تكشف عن وجهها دون رقم السيارة سريعاََ ثم هرول لعاصم الذي يحاول تهدئة زوجته عبر الهاتف و التي تبكي بانهيار طالبة منه اعادة ابنتها لها :

سيادة اللوا في تلت منتقبات.......ثم قص عليه كل ما رأى باختصار ناهياََ حديثه بسرعة :

بعت الرقم على كل لجان المرور و جاري البحث عنها حضرتك


لكن خيبة امل اصابت الجميع و جعلت الخوف متمكن من قلب عاصم اكثر عندما جاءهم خبر بتواجد السيارة متفحمة على احد الطرق الصحراوية

عاصم بقلق :

طب وبعدين محدش اتصل و لا عارفين ليها طريق اعمل ايه ، هينقموا مني في بنتي


يزن بتهدئة :. اهدي بس حضرتك ان شاء الله هترجع و هتبقى بخير و تطمن عليها


تعالى رنين هاتفه برقم ميان رفيقة ابنته أجاب سريعاََ على أمل ان تكون توصلت لها و بالفعل ما ان أجاب قالت بسرعة و لهفة :

عمو عاصم همس امبارح خدت مني عقد عجبها عشان تلبسه انهاردة و بابا كان حاطط في جي بي اس و فتح على تليفون بابا و حدد مكانها


عاصم بلهفة :

ابعتيه بسرعة


على الفور نفذت ما قال ليجد المكان المنشود بمنطقة صحراوية خالية من الناس قام بتجميع قوات كبيرة و انطلق بها و معه يزن الذي فسر له سبب ذهابه معهم :

همس تلميذتي يا عمي و غالية عندي و لازم اقف جنبها في وقت زي ده


اثارت تلك الكلمات ربية كارم الذي انقبض قلبه ما ان رأى ذلك الطبيب و شعر بالخطر نحوه  !!!


بعد وقت طويل كانت عناصر الشرطة تحاوط المكان بهدوء شديد و تصيب الرجال الذين يحرسون ذلك المبنى مرحبا بخفة و بدون اصدار صوت حتى لاحظ احد الرجال و اطلق النار عليهم و بعدها بدأ الجميع يتبادلون اطلاق النار

.....

بينما قبل قليل

بداخل ذلك المبنى المهجور الذي يقع على الطريق الصحراوي قكانت همس مستلقية على الأرض الصلبة بأهمال و يداها مقيدة بحبل سميك فاقدة للوعي ليست على دراية بما يحدث و لا بعائلتها بل جميع معارفها الذي دب القلق بقلوبهم على اختفائها خاصة والدها !!


فتحت عيناها ببطيء و هي تشعر بصداع رهيب يضرب رأسها ما ان فتحتها شعرت بشيء يقيد يدها بل انها بمكان لا تعرفه بالمرة انتفضت بمكانها عندما تذكرت ما حدث بمرحاض الجامعة !!


تحاملت على نفسها و توقفت متجهة نحو ذلك الباب الخشبي تحاول فتحه لكنه مغلق بمفتاح دفعت الباب بقدمها صارخة بعلو صوتها :

انتوا مين طلعوني من هنا


لا اجابة فاستمرت بركل الباب بقدمها صارخة :

انتوا يا بهايم خرجوني من هنا


الرد كالمرة السابقة استمرت بركل الباب حتى شعرت بالتعب فجلست ارضاََ تتنفس بعنف من المجهود و الغضب


لحظات و انفتح الباب و دخل منه رجل يبدو في الأربعين من عمره يتفحصها بعيناه الوقحة متمتماََ باعجاب باللغة الإنجليزية :

مثيرة


صرخت عليه بغضب :

انت مين !!


اقترب منها قائلاََ بفحيح بجانب اذنها بلهجة عربية متقنة :

انا عزرائيل ، اللي هياخد روحك


تراجعت للخلف قائلة بغضب و تحدي :

طب ما تفك الحبل ده و نشوف من فينا اللي هيكون عزرائيل و ياخد روح التاني الأول


ضحك الأخر بسخرية قائلاََ :

حلوة و شرسة ، خسارة في الموت بس هعمل ايه في ابوكي اللي مش عاوز يجيبها لبر


صرخت عليه بغضب و قرف :

ابويا هيعمل لواحد زيك ايه


قبض بيده على فكها متمتماََ بغل :

عمل كتير ، كتير يا حلوة ده اقل الأسباب قتله لأخويا الصغير و اكبرهم و اسوأ غلطة عملها معايا انه عايز يلف حبل المشنقة حوالين رقابتي و ضيق عليا كل الطرق في تهريب السلاح


همس بغضب و باشمئزاز :

ما هو ده شغلة ابويا يخلص الناس من الو......اللي زيك و يريح الدنيا من قرفهم


جذبها من خصلات شعرها متمتماََ بشر :

لسانك طويل شكلك كده طالعة لأبوكي ال.....


صرخت عليه بغضب و توعد :

اياك تغلظ في ابوايا او تجيب سيرته على لسانك الو....ده و الا قسماََ بالله هقتلك


دفعها على الفراش خلفها قائلاََ بسخرية :

بجد طب ازاي و انت متكتفة كده !!!


اعتدلت على الفور و كادت ان تركض لكنها جذبها من خصرها يلصقها بصدره و يقربها إليه اكثر قائلاََ باعجاب و اعين تلمع باثارة و رغبة بها :

قبل ما ابعتك عند اللي خلقك هستمتع الأول بالجمال و بعدها هخلي رجالتي تستمع زيي


ثن تابع باستمتاع و هو يتخيل تلك الفكرة و ما ينتج عن تنفيذها :

تفتكري سيادة اللوا هيحصلوا ايه لما يشوف بنته في الوضع ده يمكن يموت و يطب ساكت فيها او يعيش مزلول


صرخت عليه بغضب :

ده انا اموت نفسي و لا انِ اسمح لأي مخلوق يمس شعره مني و لا انِ اعيش ابويا مذلول


ثم تابعت بتحدي و هي تقف امامه :

لو كنت راجل مع انِ اشك في كده فك الحبل ده و خلينا اشوف ساعتها هتقرب مني ازاي


نظر لها بتحدي مماثل قائلاََ :

زي ما تحبي يا قطة ، تعرفي انِ بموت في القطط المخربشة اللي زيك كده


حل الحبال من حول يديها و ما ان فعل تفاجأ بركلة اسفل بطنه جعلته ينحني من الألم و على الفور سددت له ضربة قوية بقبضة يدها بعيناه و الأخير يتأوه من الألم و هو يضع يده على عيناه


اعتدل حتى يصفعها و ينتقم منها لكنه لم يجدها امامه و قبل ان يلتفت ليبحث عنها بأنحاء الغرفة تفاجأ بضربة قاسية على رأسه من همس التي التقطت تلك الخشبة القديمة الملقاة بأحد زوايا الغرفة و ضربتها على رأسه بكل قوتها فسقط ارضاََ الدماء تنساب على وجهه تزامناََ مع صراخه و صوت طلقات رصاص انتشر بالمكان


ركضت لتختبأ أسفل الفراش و جسدها ينتفض من الخوف الذي جاهدت حتى لا يظهر عليها امام ذلك الحقير  !!!

........

استطاع يزن و كارم و عاصم و بعض الضباط دخول المبنى يقتلون كل من يظهر امامهم اخذ يبحث عنها كارم بجميع الغرف و معه يزن و ما ان وصل لتلك الغرفة فتحها و كاد ان يغادر لكنه توقف عندما رأى تلك الجثة و صوت احد يبكي أسفل


دخل للغرفة و خلفه يزن الذي يبحث عنها بعيناه يحاول معرفة اين صوت البكاء هل من الشرفة المكسور زجاجها ام من الخزانة او أسفل الفراش  !!


كارم بقلق و صوت حنون دافيء :

همس انتي هنا ، اطلعي متخافيش انا كارم


ما ان سمعت صوته خرجت من أسفل الفراش بجسد يرتجف من الخوف تلقي بنفسها من بدون تفكير بأحضانه و دموعه تنساب على وجنتيها مرددة بخوف و ذعر :

طلعني من هنا يا كارم ، انا خايفة اوي


ربت على رأسها و خصلات شعرها بحنان متمتماََ :

حاضر اهدي خلاص مفيش حاجة و محدش يقدر يأذيكي كلنا هنا عشانك يا همس اهدي متخافيش


كان يزن يقف بالخلف يتابع ما يحدث و شعور الضيق و الغضب تمكن منه عندما رأهم هكذا  !!!


اخذ يتساءل لما هو هنا الآن !!

لما شعر بالضيق من هيئتهم تلك !!

اسئلة كثيرة عصفت برأسه عجز عن ايجاد اجابة لها


ابتعدت همس عنه و لازالت تبكي جعلها كارم تستند على يده قائلاََ بحنان :

سيادة اللوا هيموت من القلق عليكي خلينا ننزل نطمنه


سألته بدموع :

طب هو مطلعش ليه


تنهد قائلاََ بتردد :

سيادة اللوا اتصاب في دراعه مفيش خطر عليه متخافيش الإسعاف قربت توصل


توسعت عيناها بصدمة و قبل ان تصرخ اوقفها قائلاََ بتهدئة :

ارجوكي اهدي احنا هننزل عشان يطمن عليكي و تطمني عليه يا همس


ركضت للأسفل مسرعة تلقى بنفسها باحضان والدها الذي ضمها لصدره بارتياح مغمغماََ بخفوت :

الحمد لله يارب

........

عاد الجميع لمنازلهم و بعد اصرار من عاصم و كارم رحلت همس و والدتها للمنزل و تبقى هو برفقة عاصم بالمستشفى


بينما يزن ابتهجت ملامحه و سعادة تملكت منه و هو يحتضن ابن شقيقته الصغرى الذي ركض إليه ما ان دخل من بابا الفيلا صارخاََ بصوته الطفولي الجميل :

خالووو


يزن بحنان و اشتياق و هو يقبل جبين الصغير :

حبيب خالو اللي واحشني


ضحك الصغير بمرح عندما دغدغه يزن برفق اقتربت شقيقته الصغرى منه " ياسمين " فجذبها معانقاََ اياها بيده الأخرى مقبلاََ جبينها قائلاََ بحنان :

واحشاني يا ياسمينة


ابتسمت له قائلة باشتياق مماثل :

مع انِ زعلانة منك عشان آخر مكالمة بس انت كمان وحشتني اوي يا اخويا


ابتسم قائلاََ بخفوت :

حقك عليا


ابتسمت له هي الأخرى فاقترب منه زوجها " نادر " مغمغماََ ابتسامة واسعة :

حبيبي يا ابو النسب واحشني


اقترب منه يزن معانقاََ اياها بابتسامة قائلاََ :

اخبارك يا نادر واحشني


تبادل الجميع السلام بحرارة ثم جلسوا بالصالون يتبادلون الحديث


احلام والدة يزن و ياسمين :

انا قولت للخدم يجهزوا الاوض ليكم خمس دقايق بس و اطلعوا ارتاحوا يا حبايبي


نادر بابتسامة :

تسلمي يا أمي بس احنا هنقعد في أوتيل لحد ما نشوف شقة جديدة بما اننا ناوين نستقر في مصر خلاص


صلاح باعتراض :

ايه اللي بتقولوا ده أوتيل ايه اللي تنزلوا فيه و بيت اهلكم مفتوح و بلاش بيت جديد كمان زي ما انتوا شايفين الفيلا واسعة و كبيرة اقعدوا معانا نتونس ببعض


بعد الحاح من الجميع وافق نادر و صعد ليرتاح هو و ياسمين التي لم تفارق البسمة وجهها سعيدة ببقائها بمنزل عائلتها


ما ان دخلوا للغرفة اغلق نادر الباب بالمفتاح ثم اقترب من ياسمين يحتضنها من الخلف متمتماََ :

وحشتيني


ابعدت يداه من عليها قائلة بحدة :

متلمسنيش


جز على أسنانه قائلاََ بغضب :

انتي مراتي


ابتعدت عنه قائلة بقرف و غضب :

مية مرة اقولك إياك تلمسني انا بقرف منك


جذبها بحدة يلصق ظهرها بالحائط بغضب و توعد :

انا صبري ليه حدود اتعدلي عشان ما اعدلكيش انا ، مش عشان بقينا في بيت اهلك هتسوقي العوج و مش هعرف انا اعدلك


جذب خصلات شعرها بقسوة قائلاََ بشر :

لا وحياة امك ده انا اعدلك و اعدل اللي خلفوكي كمان اظبطي كده عشان اللي معايا مش شوية اللي معايا يفضحك انت و اهلك كلهم فضيحة بجلاجل لأخر يوم في عمركم


ابعدت يده عنها خصلات شعرها بغضب قائلة :

انا و أهلي انضف منك انت و اللي خلفوك و اللي مكنتش تحلم حتى تناسب عيلة زينا و لا نسيت انت كنت ايه و بقيت ايه بعد ما دخلت بينا


قبض بيده على فكها بكل قوة قائلاََ بغضب و فحيح جاعلاََ الخوف يدب بأوصالها و أنفاسه الساخنة تضرب وجهها تصيبها بالاشمئزاز اكثر منه :

اه انا زبالة و اوسخ مما تتخيلي فخافي مني انتِ مش أغلى من اللي راحه اللي من دمي بأيدي قتلتهم ما بالك انتي يا بنت اكتر حد كرهته في حياتي هتكوني اغلى منهم مثلاََ


حركت رأسها بقوة لتفلت من قبضة يده قائلة بغضب و قهر :

لو شايف نفسك قوي فأحب اقولك ان فيه الأقوى منك و من الكل ربنا اللي خلقني و خلقك ربنا العادل اللي قال ان اللي بيعمل حاجة بيشوفها من قتل يقتل و بسمة اللي قتلتها ذنبها في رقبتك !!


ثم تراجعت للخلف قائلة بتحدي :

زي ما انت لاوي دراعي انا كمان لاويه دراعك اخويا هيعمل ايه لما يعرف انك انت اللي قتلت خطيبته هيعمل ايه لما يعرف لعبتك الحقيرة  !!!!!

........

في صباح اليوم التالي

الجميع بأعمالهم و اشغالهم بينما هاذان الاثنان بتلك الغرفة يفعلون الفاحشة الكبرى بعد وقت طويل كانت تلقي برأسها على الوسادة تتنفس بعنف كذلك هو


اعتدلت جالسة قائلة بضيق :

انا خايفة من كاميليا يا زاهر كنت فاكرة ان بجوازتها الأخيرة هتبعد عني و تحل عني و اهي رجعت تاني عايزة فلوس و عايزة ترجع للفيلا وسط ولادها لو فتحت الموضوع ده مع سفيان مش بعيد يطلقني


زاهر ببرود و هو يدخن السيكارة التي بيده بشراهة :

كاميليا مش سهلة ابداََ محدش في الدنيا دي يعرفها ادي و دماغها سم ده الشيطان يتعلم منها كل اللي عملته في حياتها و شغلها ال......عندي


سألته بضيق :

طب ساكت ليه ما تبعته لسفيان و نخلص منها


زاهر بضيق :

بلاش غباء اهلك ده ، احنا عايزين نكسب كاميليا و تبقى في صفنا لحد ما نوقع سفيان و بعدها نبقى نغورها في داهية مش عايزين شوشرة او مشاكل


كاميليا بضيق :

طب الفلوس اللي عايزاها دي اجيبها منين


زفر بضيق قائلاََ :

مش قضية يعني هبقى ادفعهم انا


اومأت له قائلة بفضول :

بتكره كاميليا ليه كده يا زاهر و كرهك لسفيان بسببها و لا في سبب تاني و ليه طلبت مني اكرهه في ميان و نعمل كل الفيلم ده  !!!


حدجها بحدة قائلاََ :


نرمين وجع دماغ مش عاوز ، مش كل حاجه لازم تعرفيها احنا اللي بينا مجرد وقت نقضيه سوا و ننبسط متتدخليش في اللي ميخصكيش اللي يخصنا مسموح تتكلمي فيه اما اللي يخصني و بخليكي تعمليه بتقضي تمنه و غالي اوي مرة مني و مرة من ابن العزايزي اللي بيتمنالك الرضى ترضي


زفرت بضيق و غيظ و لم ترد ليتجاهلها هو ببرود شارداََ في الفراغ بينما الاثنان يتحدثون بأريحية كان هناك من يستمع لكل شيء بصدمة  !!!!!

.........

بينما على الناحية الأخرى بمنزل فريدة كان عمار يستمع من غرفته لمشاجرة شقيقه مع فريدة بصدمة  !!!


حيث صرخ الاخر غاضباََ من طلبها المتكرر للمرة الثانية بالزواج من ميان :

ميان مين اللي عاوزاني اتجوزها يا فريدة ، دي بالذات لو فكرت اصلا اتجوز هتبقى اخر واحدة افكر فيها


فريدة بغضب :

مالها ميان عملتلك ايه فوق من الوهم اللي انت معيش نفسك فيه لامتى هتفضل تضحك على نفسك انت شايف ان نرمين دي تتحب و لحقت تحبها امتى و تقرر تتجوزها و انت كنت لسه قبلها بتقول بحب ميان و عايز اتجوزها طلعلي عيب واحد في ميان يخليك رافضها كده بتحبك و بتحبها و اخلاقها عالية


سفيان بغضب و صرامة :

انا حر يا فريدة و بقولك مرة تانية و تالتة و لأخر يوم في عمري ميان عمرها ما هتشيل اسمي


فريده باصرار و قوة : 

طيب يا سفيان اقسم بالله لو ما تجوزت ميان لا هتبقى حفيدي و لا اعرفك و مش عاوزه اشوفك تاني و ابقى خلي حبيبة القلب مراتك اللي عمالة تخسرك اهلك واحد ورا التاني تنفعك


سفيان بصدمة و غضب :

ليه يا فريدة عايزة توصلي لايه بتجبريني على واحدة مش عاوزها و لا بطيقها ليه


فريده بهدوء : 

بكره تعرف السبب و تعرف اني بعمل كده لمصلحتك و تيجي تشكرني و كلامي هيمشي يا سفيان و لو رفضت يبقى انت اللي اختارت 


سفيان بصرامة و بعد تفكير :

مش هعمل حاجة مراتي مش موافقة عليها لو رفضت يبقى انسي الموضوع ده لو وافقت انا موافق يا فريدة انا مش هقهر مراتي و صدقيني لو الجوازة دي تمت يبقى انت اللي حكمتي عليها بالعذاب صدقيني هخليها تتمنى الموت


فريده بسخرية : 

متخفش مراتك هتوافق بعدين يوم ما تفكر تأذي ميان محدش هيقفلك غيري يا بن شريف سامعني


نظر لها بغضب كبير مغادراََ المكان صافعاََ باب المنزل خلفه بقوة تنهدت فريدة قائلة بحزن :

صدقني يا بني انا عايزة مصلحتك بكره تفوق من الوهم ده بش يارب تفوق قبل ما الأوان يفوت  !!

.........

بينما بذلك المصنع الكبير الخاص بالأدوية كان رأفت يلقي نظرة على العمال قبل ان يدخل لمكتبه ليرى الضيفة التي في انتظاره و رفضت التعريف عن نفسها للسكرتير


ما ان دخل تفاجأ بكاميليا تجلس أمام مكتبه تضع قدم فوق الأخرى بغرور و بكامل زينتها و اناقتها من يراها يظن انها في بداية الأربعين كأقصى تقدير لطالما كانت تتمتع بجمال و ملامح جريئة خلاف عليا شقيقتها التي تمتلك ملامح هادئة تشع براءة


سألها بجدية :

خير يا كاميليا هانم في حاجة


اومأت له قائلة برقة زائدة :

اه قولت اجي بنفسي و اشكرك يا رأفت ع البيت و على كل اللي عملته عشاني


قالت الأخيرة و هي تقترب منها وضعة يدها على صدره تتحسسه بدلال محاولة اغواءه ثم فجأة مالت عليه مقبلة وجنته برقة ليضع يده على يدها.....  !!!

........

كارم علي الحسيني

في الثلاثون من عمره ذو شخصية يغلب عليها الطابع المرح رغم طبيعة عمله فهو ضابط بالشرطة برتبة رائد توفى والده الذي كان صديق عاصم الشريف منذ خمس سنوات و يعيش برفقة والدته


ملحوظة : ليه دور كبير قدام 😘

..........


#الفصل_العاشر

#رواية_بعينيكِ_أسير

#بقلم_شهد_الشورى

قالت الأخيرة و هي تقترب منها وضعة يدها على صدره تتحسسه بدلال محاولة اغواءه ثم فجأة مالت عليه مقبلة وجنته برقة ليضع يده على يدها !!


ظنت انها استطاعت التأثير عليه لكن سرعان ما شهقت بألم عندما قام يثني زراعها خلفها ليصبح ظهرها امامه صارخة عليه بحدة :


رأفت انت اتجننت !!


دفعها بعيداََ عنه باشمئزاز قائلاََ بحدة :

المجنون هو انتي ، محدش مجنون و مريض غيرك يا كاميليا


أشار لها بيده من أعلى لأسفل متابعاََ بقرف :

السنين عدت و انتي بردو لسه بنفس وس....اللي معرفتيش تعمليه زمان بتحاولي تعمليه دلوقتي  !!


نظرت له بغل من اهانتها ليتابع الأخر بغضب :

اختك اللي هي مراتي لحد دلوقتي متعرفش ان اختها من زمان بتحاول تسرق جوزها منها و تدمر حياتها و بيتها و بعد كل السنين دي راجعة بنفس تفكيرها الو.....اللي متغيرش و اللي اي حاجة في الدنيا تتغير إلا هو  !!!


ضحكت بخفوت مبتلعة اهانتها قائلة بتحدي :

ما تنكرش اني عجباك


ضحك بقوة قائلاََ :

عمرك شوفتي حد بتعحبه الزبالة و الحاجات الرخيصة المكشوفة


جزت على اسنانها بغل و صمتت ليتابع هو :

مفيش صح ، ما عشان كده انا اتجوزت عليا زمان و مرضتش بيكي لما خيروني بينكم


رفعت يدها لتصفعه لكنها ظلت عالقة بالهواء :

اخرس يا حيو......


قام بثني ذراعها قائلاََ بغضب :

لولا انك ست كنت كسرت عضمك ، اللي مصبرني عليكي هي عليا اللي لولاها ماكنتش قعدتك دقيقة واحدة في الشقة و لا عبرتك و رميتك في الشارع


ثم تابع بقرف و الأخرى تتألم من ذراعها الذي قام بثنيه بعنف تستمع اهانته و قد فشلت في الرد على اي منها لطالما كان هكذا دوماََ يوقفها عند حدها كلما حاولت اغواءه و قد ظنت ان السنوات غيرته :

متستاهليش اخت زي عليا و لا ابن زي عمار مش هقول سفيان لانه طالعلك نسخة منك يا كاميليا و لا كنتي تستاهلي شريف اللي يرحمه


غمغما بغل و توعد :

صدقني هتدفع تمن كلامك ده غالي اوي


استهزاء بها قائلاََ بحدة :

أعلى ما في خيلك اركبيه و حذاري يا كاميليا تقربي من عيلتي او تأذي حد فيهم همحيكي من على وش الدنيا


ضحكت بقوة قائلة بغموض :

هو انا لسه هقرب يا رأفت ما انا قربت خلاص !!!


قطب جبينه قائلاََ بعدم فهم :

قصدك ايه !! 


لوحت له بيدها قائلة بتوعد و غل :

بكره تعرف و بلاش تهدد و تقول كلام مش هيحصل كان غيرك اشطر يا......جوز اختي !!

.........

كانت لينا تجلس برفقة ميان بشرفة غرفتها تفرك يدها بتردد بينما ميان تقف تراقب الشارع بتركيز مصوبة عيناها على تلك البناية المقابلة لها بالتحديد


دخلت عليهما همس فجأة قائلة بابتسامة واسعة :

لقيت نفسي فاضية قولت اعدي عليكم احكي الاكشن اللي حصل معايا كله


ثم جلست بجانب لينا تضع قدم فوق الأخرى مرددة بغرور زائف :

هاتيلي عصير فراولة


ميان بسخرية دون الالتفات لها :

كان على رجلك نقش الحنا و انا معرفش قومي اعملي لنفسك انت عارفة طريق المطبخ


همس بغيظ :

باردة


سألت لينا بتردد :

ميان هو عمار كويس


ميان دون لن تنظر لها :

اه بيتحسن


سألتها بتردد مرة أخرى :

طب مش واجب تروحي تزوريه


التفتت لها ميان لحظة تسألها :

ليه


شاكستها همس قائلة بمرح و غمزة من عيناها :

ياواد انت يا بتاع الواجب


لينا بضيق و غيظ  :

انا غلطانة كنت عايزاها تعمل الواجب و تطمن على ابن خالتها


همس بمرح :

طمن عليه و تطمنك انتي كمان مش كده ، الواد ده شكلك وقعك والله


لينا بضيق :

ايه وقعك دي هتعملوا عليا حفلة بس انا اللي غلطانة اني اتكلمت و نصحتها


همس بسخرية :

متغلطيش تاني بقى و لو قلقانة عليه اهو انتي عارفه طريقه فين روحي انتي يا لينو


همس بضيق :

بت انتي مالك واقفة عمالة تبصي للشارع كده و مش معبراني انا و هي ايه اللي مركزة معاه اوي كده


ميان بتوتر :

مفيش


لينا بشك :

معاها حق انا بردو من ساعة ما دخلت و انتي واقفة كده و مركزة مع حاجة ، في ايه يا ميان  !!!


ميان بانفعال :

قولت مفيش حاجة هي قصة


همس بحدة :

بت انتي تعدلي و متعليش صوتك و قولي اللي عندك احسنلك و بلاش لف و دوران


ميان بحدة مماثلة :

مش بلف و ادور قولت مفيش حاجة


تعالى رنين هاتف ميان أجابت على الفور ما ان علمت اسم المتصل و الذي لم يكن سوى حارس البناية المقابلة لهم قائلاََ بلهفة :

ست ميان الست كاميليا لسه طالعة من العمارة دلوقتي و وقفتلها تاكسي و مشيت خلاص


شكرته ثم ركضت لداخل غرفتها تجذب ذلك الصندوق الصغير و تركض للخارج و خلفها الاثنتان لا يفهمان شيئاََ


قطبت همس جبينها و هي ترى ميان تدخل لتلك الشقة و تضع أجهزة تعرفها جيداََ من عمل والدها انها أجهزة تصنت صغيرة الحجم تضعها بأماكن مختلفة غرفة النوم ، المطبخ  ، الصالون ، الشرفة لم تترك مكاناََ إلا و وضعت به


لينا بضيق :

ميان انتي بتحطي ايه في بيت الست دي


همس بعدم فهم :

ست مين


لينا بضيق :

خالتها كاميليا ام سفيان و عمار


ميان بضيق مماثل :

هفهمكم كل حاجة بس مش وقته خلينا نمشي من هنا بسرعة قبل ما ترجع


ها هي عادت معهم حيثما كانوا من البدايه بغرفتها تقص عليهما ما حدث من البداية :

لما شوفت نرمين و اتأكدت من فريدة خليت الشغالة اللي بتنضف البيت عنده تعمل نفس اللي انا عملته من شوية و حطت أجهزة تصنت في كل مكان و سمعتهم بيتكلموا و جابوا سيرة كاميليا......ثم جعلتهما تستمعان للحوار الذي دار بين نرمين و زاهر و ما ان انتهى قالت بغضب :

كان لازم اراقب كاميليا هي كمان بعت حد يراقبها زي ما عملت مع نرمين و اللي اسمه زاهر لازم يكونوا تحت عيني انا دلوقتي اتأكدت ان سفيان لسه بيحبني و انهم عملوا حاجة كبيرة اوي خليتوا يبعد عني كده هما السبب في عذابي السنين دي كلها و بعدنا عن بعض


همس بحزن لأجلها :

ميان سفيان بعد عنك قبل حتى اللي عملوه هو ما يستاهلكيش صدقيني


ميان بدافع عنه :

غصب عنه يا همس اللي حصل بردو مش سهل انا عذراه و اكيد اللي عملوه التعابين دول كبير لدرجة تخليه يعاملني كده


همس بغضب :

باقية عليه يا ميان ليه ده لو مكتبك وصلات أمانة و متبرعلك بكليته مش هتعملي كده اش حال ما بيفوتش فرصة الا لما يسمعك كلام زي السم ابعدي عنه يا ميان و اشتري كرامتك و هو اللي هيجيلك زاحف


ثم تابعت بقرف :

اللي زي سفيان ده طول ما انتي لازقة فيه هيشوف نفسه عليكي لكن لما تتجاهليه و تديه بالجزمة هيلف و يدور حوالين نفسه عشان بس يرجعك ليه زي ما كنتي و يرضي غروره هو ما ينفعش معاه غير العقربة اللي متجوزها ، طلعي نفسك من الليلة دي يا ميان بتتعبي نفسك ع الفاضي مش هيصدقك زي ما جدته قالت


ميان بدموع مهددة بالنزول :

هيقضوا عليه هو بيحبني بس محتاج اللي يشيل الغشاوة دي من على عينه


لينا بحزن لأجلها :

همس معاها حق يا ميان ، البعد عن اللي زي ده راحة انتي تستاهلي الأحسن منه


ميان بدموع :

مش بأيدي والله ، مش عارفه اشوف غيره مش قادرة انساه ، نفسي اطلعه من دماغي والله مش عارفه ، سفيان كويس مش وحش هو بس محتاجني جنبه عشان اخد بأيده و اطلعه من اللي هو فيه


همس بضيق و حزن :

احنا نبهناكي يا ميان و انتي حرة بس هقولك حاجة اخيرة احنا مش عايزين غير مصلحتك و مراية الحب عامية احنا شايفين اللي انتي مش شيفاه اسمعي مننا و بيعيه مرة زي ما طول عمره بايعك و اشتري نفسك و كرامتك بلاش تجري ورا وهم


ثم تابعت و هي تنظر للساعة بهاتفها :

انا لازم امشي هعدي ع المستشفى عشان بابا هيخرج من المستشفى كمان ساعة يدوب الحق


ميان و همس معاََ :

الف سلامة عليه و حمد الله على سلامتك يا همس


اومأت له بابتسامة ثم غادرت فالتفتت لينا لميان قائلة بتردد و توتر :

ميان هو عمار مش شبه اخوه صح يعني مش نفس الطباع مش كده


تنهدت ميان قائلة :

بتسألي ليه


لينا بضيق :

هو السؤال حُرم ، كل ما اتكلم ليه ليه لو مش عايزة تجاوبي متجاوبيش و بطلي تعملي عليا حفلة انتي و همس بقى


ميان بابتسامة خافتة :

خلاص متزعليش


ثن تابعت و هي تربت على يدها :

عمار مش زي سفيان خالص متقلقيش منه عمار طيب و بيعرف يحكم عقله كويس و لين في المعاملة و في صفات كتير اوي حلوة عنده عيب واحد بس


لينا بقلق :

ايه هو  !!!


زمت الأخرى شفتيها قائلة بغيظ :

بيقولي يا ميمونة


تمزح بينما هي أصابها القلق مما قالت فوكزتها بكتفها قائلة بضيق :

تصدقي انك رخمة و باردة اوي


ضحكت ميان بخفوت قائلة :

بهزر قومي يلا خلينا نمشي


- على فين !!


ابتسمت ميان و هي تضبط خصلات شعرها قبل ان تغادر و تجذب الأخرى معها :

نروح نطمن ع الواد زمانه مشتاق هو كمان و قاعد على نار


لينا بهدوء تخفي به لهفتها :

معنديش حاجة ممكن اروح معاكي عادي


ميان بمشاكسة و غمزة من عيناها :

يا واد يا تقيل

........

ارتدت سيلين ملابسها بأهمال متجاهلة والدتها التي تحاول منعها قائلة بقلق :

رايحة فين يا بنتي خليكي مرتاحة


احكمت سيلين حجابها حول رأسها فاقتربت منها سميحة قائلة بحزن :

حقك عليا يا بنتي ، انا عارفه اني قصرت في حقك و كنت قاسية عليكي بس انا ندمت و فوقت متأخر صحيح بس عشمانة انك تسامحيني


نظرت لها سيلين للحظات مرددة بنبرة خاوية من المشاعر :

فوفتي متأخر اوي


بكت سميحة بندم بينما كمال كان يراقب ابنته بحزن و ألم على حالتها التي وصلت إليها لم تعد كما كانت في السابق لا بهيئتها و لا بشخصيتها سيلين التي أمامه ليست ابنته التي كبرت امامه يوما بعد يوم   !!!

.......

كانت ميان تقود سيارتها متجهة لمنزل فريدة برفقة لينا سرعان ما توقفت بسيارتها عند إشارة المرور و عندما نظرت لجانب الطريق وقعت عيناها على سيلين لما تتعرف عليها للوهلة الأولى لكن عندما دققت النظر بها ابتسمت و صفت سيارتها على جانب الطريق و نزلت منها هي و لينا التي لا تفهم شيئاََ و ما ان اقتربت منها قالت بلهفة :

سيلين  !!!


قطبت الأخرى جبينها قائلة بخفوت :

حضرتك تعرفيني


ميان بابتسامة جميلة :

مش فكراني ، انا ميان بنت خالة عمار و سفيان كنا بنلعب سوا و احنا صغيرين و كمان قصي و مروان اخويا اللي يرحمه


تذكرتها سيلين فابتسمت لها الأخرى قائلة :

ميان اخبارك ايه !!


جلست ميان بجانبها على المقعد الحجري الذي يطل على البحر قائلة بابتسامه :

اهو عايشة انتي اخبارك ايه


تنهدت سيلين بحزن مرددة :

عايشة بردو


انسابت دموعها على وجنتيها بحزن فسألتها ميان بقلق و هي تضع يدها على كتفها :

بتعيطي ليه انتي كويسة


لم تجيب سيلين و اكتفت لينا بمتابعة الحديث بصمت فتنهدت ميان بحزن قائلة :

انا عرفت اللي حصل زمان من فريدة ليه عملتي كده في قصي كلنا كنا عارفين انه بيحبك


سيلين بدموع و ندم :

انا الوحيدة اللي كنت غبية كنت شايفة معاملته ليا معاملة اخ لاخته كنت فكراه بيتعامل معايا ع الأساس ده و مكنش في دماغي حاجة تانية لما طلب مني الجواز و قالي انه بيحبني اتصدمت يا ميان و اتلخبطت انا كمان يومها كنت رايحة اقوله ان معجبة بشاب معايا في الجامعة اتعرفت عليه من سنة اولى و طلبني للجواز و انا وافقت لقيت نفسي يومها بقوله انا بحب راغب و هتجوزه و سيبته و مشيت و اتفاجأت بسفيان بعدها بكام يوم عندي بيتهمني ان سبب حالة قصي و انه حابس نفسه قالي اني مسئولة عن اللي هو فيه و لازم اعمل اللي هيقول عليه عشان قصي يقف على رجليه من تاني


تنهدت ثم أكملت حديثها :

كنت يومها مصدومة يا ميان مش قادرة اشوف قصي غير اخ زي كل السنين اللي فاتت فاختارت راغب و رفضت قصي ساعتها سفيان قالي اعمل كل اللي عملته عشان يكرهني و يقف على رجليه من تاني و يتخطاني و يكمل حياته


بكت اكثر قائلة بحزن :

نفذت و عملت اللي طلبه عارفه انه غباء بس هتكلم مع مين و اخد رأيه و هو كان الوحيد اللي القريب مني اقرب من ابويا و امي اللي رمياني من سنين


ميان بصدمة :

سفيان  !!!!


اومأت لها سيلين عم الصمت للدقائق بعدها اردفت ميان بحزن :

قصي بيحبك


اومأت سيلين برأسها قائلة بندم و حزن :

بس مش هينسى الكلام اللي كنت بقوله ليه صعب مفيش حد يقبل على نفسه كده


ميان و هي تربت على يدها بحزن و شفقة :

طريقكم لسه مفتوح و في فرصة


نفت برأسها عدة مرات قائلة بدموع :

اترجيته بدل المرة ألف لس مفيش فايدة كل اللي على لسانه انتي اللي وصلتينا لكده و مش هيقدر ينسى


نطقت ميان بتلك الجملة التي لم تصدقها بالأساس :

الوقت بينسي كل حاجة


سألتها ميان لتغير مجرى الحديث :

انتي بتشتغلي ايه يا سيلين و بتعملي ايه في حياتك


سيلين بدموع :

مش بعمل ايه حاجة


ميان بسخرية :

مقضياها بكى ليل نهار يعني


ثم تابعت بجدية :

كده غلط ضعفك و استسلامك ده غلط البكى هيعملك ايه يعني ، ضعفك ده غلط يا سيلين اشتغلي و كملي حياتك بلاش تخسري كله مش عشان خسرتي قصي مع انِ متأكدة انكم هترجعوا لبعض بس هي مسألة وقت توقفي حياتك عليه الحياة فيها حاجات تانية لازم تعيشيها غير البكا و الدموع 


سيلين بدموع و سخرية :

مكملتش اخر سنة في الجامعة مين هيرضى يشغلني اصلا


ميان بتشجيع :

أمرها سهل ، ايه رأيك تشتغلي مع بابا هو كان بيدور على سكرتيره بقاله يومين و هو مستحيل يرفض لما يعرف ان انتي اللي هتشتغلي


صمتت سيلين بحيرة و هس تشعر بانعدام رغبتها بفعل اي شيء فعادت ميان تبث الحماس فيها :

فوقي يا سيلين انتي ليه ميتة في نفسك كده فوقي كده و عيشي حياتك اخرجي و اشتغلي و العبي رياضة مارسي هوايتك ، الحياة فيها حاجات جميلة اوي احسن من الدموع و البكا طب ما انا كمان زيك يمكن اكتر منك بس مخلتش حزني يأثر على حياتي كملت و لسه بكمل


تنهدت سيلين بحزن و صمتت لدقائق لتقول ميان بتردد :

هحاول اساعدك عشان ترجعه لبعض


سيلين بلهفة :

ازاي  !!!


ميان بابتسامة صغيرة :

هقولك بس تسمعي الكلام  !!

........

كالعادة اطمئنت ميان على عمار و تركته برفقة لينا التي لا يفوت عمار فرصة إلا و غازلها بطريقة جعلتها تخجل بشدة


بينما فريدة كانت تؤدي فرضها كانت ميان تجلس بالصالون تستمع لتلك الأصوات التي تنبعث من جهاز التصنت التي قامت بوضعه بمنزل كاميليا  !!!

..... 

حيث كان الوضع على الناحية الأخرى كالتالي

أسفل البناية التي تقيم بها كاميليا كانت فتاة منتقبة تدخل بحذر لمدخل البناية ثم استقلت المصعد ضاغطة بيدها على زر الطابق المنشود لحظات و كانت تدخل الشقة و الأخرى اغلقت الباب خلفها بقوة صارخة عليها بغل :

بعد كل اللي عملته ليكي بتغدري بيا و بتتهربي مني نضفتك و خليتك هانم و ساعدتك تتجوزي سفيان بتنكري جميلي عليكي و عايزة تلهفي كل العز ده لوحدك


أزالت الأخرى النقاب عن وجهها قائلة بغضب :

عملتي كل ده لمصلحتك يا كاميليا و زي ما كنت باخد كنت بديكي نسيتي الفلوس اللي كنت بسحبها منه ايام الخطوبة و كنت بغرقك بيها


ثم تابعت بحدة :

نسيتي اللي عملته عشان ابعد ميان عنه و نسيتي انِ كدبت عليه زمان عشان يكره ميان و يطلعها من حياته نسيتي راغب اللي عرفتك عليه عشان يوقع سيلين و يتجوزها عشان تننقمي من اللي خطفت حبيب القلب زمان بلاش اعدلك الباقي اللي عملتيه ليا نقطة في بحر من اللي عملته ليكي يا كاميليا


كاميليا بغل :

بتهدديني يا نرمين


نرمين بسخرية و غرور :

اللي اقصده لا تعايريني و لا عايرك ، الفلوس اللي بتعوزيها بتاخديها ع الجزمة لكن اياك تطلبي مني ارجعك الفيلا من تاني و افاتح سفيان في كده


صفعتها كاميليا بقسوة قائلة بغل :

هقوله ع الحقيقة و هفضحك


ردت ليها نرمين الصفعة بقوة اكبر ببرود قائلة بسخرية و عدم مبالاه :

قوليله اولا هتخسري الفلوس اللي بتسحبيها مني و انسي انك تعرفي تضحكي على ولادك او حد منهم يصدقك و قبل كل ده


اقتربت منها قائلة بتحدي :

سفيان نفسه مش هيصدقك ، ايه يا كاميليا ده احنا دافنينه سوا و كله كان بتخطيطك ازاي اقدر اسيطر عليه و اخليه ميصدقش غير اللي انا اقوله بس و ازاي افضل في نظره ملاك نازل من السما


جزت الأخرى على أسنانها بغل و حقد :

خليكي مطيعة و ارضى باللي بتاخديه مني يا كاميليا بدل ما اقطعه عنك و اروح لاختك و اقولها كل بلاويكي و ساعتها هتطردك من بيتها زي الكلاب


ثم ربتت على وجنتها قائلة باستهزاء  :

في الاخر مش هيبقى ليكي غيري و ساعتها يا هقبل اساعدك يا لأ    !!!!


اغلقت ميان هاتفها بصدمة مما سمعته لحظات و دخلت عليها فريدة قائلة بلهفة :

فكرتي في اللي قولته و موافقة صح  !!!


ميان بصدمة و عدم تصديق :

سفيان وقع نفسه في ايه يا فريدة ، كلهم عصابة عايزين يدمروه ، كل مرة بكتشف حاجة تخليني اتصدم فيهم و قد ايه هما شر و الكره مالي قلوبهم


فريدة بعدم فهم :

عرفتي ايه


قصت عليها ما حدث لتكون الصدمة حليفة الأخرى قائلة بغضب :

الوضع ده ما يتسكتش عليه هقوله و اللي يحصل يحصل هقوله


ها هي ما ان اخبرته كما توقعت لم يصدقها

قائلاََ بغضب :

مستحيل أصدق الكلام الفارغ ده و ميان مين دي اللي ممكن أصدق اللي تقوله و ادمر بيتي بأيدي و اهده عشان شوية كلام قالته من غيرتها من مراتي عشان هي مش مكانها


فريدة بغضب :

عملالك ايه عشان تبقى معمي كده ، فوق بقى لنفسك انت بتمسكك بيها بتدمر نفسك و حياتك مش مصدقني روح دور في تليفون مراتك هتلاقيها مسجله عشيقها باسم واحدة من صحابها اسمها جيجي يارب تفوق بقى لان محدش هيخسر غيرك


غادر بغضب من امامها و ما ان وصل للفيلا ركض لأعلى حيث غرفته وجد زوجته بالمرحاض


تماسك بصعوبة حاى لا يلتقط هاتفها و يفعل ما قالت جدته لكن لحظة اثنان ثلاثة و لم يصمد و التقطه يبحث عن اسم جيجي و اتصل بها لحظات و جاءه الرد لتتوسع عيناه بصدمة عندما استمع  !!!

.........


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا





تعليقات

التنقل السريع