القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحلة عذاب الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية رحلة عذاب الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 




رواية رحلة عذاب الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر  بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 



11


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم حرك نظره من عليها ووجهه علي الطبق اللي في ايدها واللي هي مقرباه منه 


شال عينه من علي الطبق وبصلها من جديد واتكلم بهدوء ما قبل العاصفه 


:وانتي اخدتي إذن من مين عشان تعملي حاجه من دماغك وتتصرفي علي هواكي 


مروه اتراجعت لورا بعد سؤاله وبلعت ريقها بصعوبه ورغم أنها لسه مستحميه مايه ساقعه انعشتها لكنها حست ان الجو ناااار من بعد سؤاله من شده خوفها 


متعرفش إمته وازاي لاقت ايد عاصم ماسكه شعرها بعنف وهو بيشده واتكلم بعصبية 


:جري ايه يابت..انتي ختسوقي فيها ولا ايه..ولا تكونيش حاسبه نفسك مراتي بجد ..انتي ياحلوه هنا خدامه ..خدامه..ولو ضاقت عليا بجيبك لمزاجي من وقت للتاني..


شد شعرها اكتر وبقي يحركها بعنف أشد..لدرجه مروه حست أن راسها هتتقلع في ايده وهو كمل


: إنما بقي شيطانك يوزك ويقولك انك ليكي كلمه ولا صوت في ام البيت ده ..يبقي كتبتي نهايتك بأيدك 


سابها وزقها بعيد ووقعت في الارض علي بطنها والطبق اللي في ايدها وكله اتدلق في الارض

 

قرب منها ورفع صباعه بتحذير 


:عارفه لو لاقيتك بتتصرفي من دماغك تاني ولا بتحاولي تعملي نفسك بني ادمه عليا ..هقطع خبرك من الدنيا كلها وارميكي في الشارع مع الكلاب اللي انتي شبههم وواحده منهم فاهمه 


مروه بعياط :

انا ..انا بس كنت كنت 


عاصم بجنون :

كنتي ايه ..عاوزه تثبتي ايه باللي بتعمليه ..انتي مش شايفه نفسك ولا شايفه شكلك وحركاتك..يا شيخه ده انا بشوف خدم كتير عند الناس ولما اجي اقارن بينك وبينهم الاقي إنك انتي متنفعيش تشتغلي خدامه عند الخدم دول ..ولا هو انا عشان شفقت عليكي واتجوزتك ورحمتك من اخوكي ومراته هتفتكري إني بيدوب في هواكي ..ده انا بكره شوفتك وبكره شكلك وبكره اسمك وبكره صوتك وبكرهك كلك علي بعضك وانتي اصلا جايه عليا بخساره 


مروه كانت بتسمعه ودموعها نازله شلالات من قسوه كلماته عليها 

وقفت وقربت منه واتكلمت بنفس مكسوره وبشهقات


:انا ..انا اسفه ومش هعمل كده تاني ..انا ..انا 


سكتت وبصتله بوش شاحب زي ماتكون بتنازع للحياة 

وكملت


:انا بس افتكرت ان حضرتك ممكن في يوم تتقبلني وتعاملني زي ما علي بيعامل منال..بس انا ..انا غلطانه ومش بفهم ..اصل ازاي واحد زيك هيبص لوحده زيي 

خدامه ..انا اسفه مش هتتكرر تاني 


عاصم رفع ايده واتكلم بتحذير:

يكون احسن لو عرفتي قيمتك كويس وعرفتي تتعاملي مع اسيادك بطريقة احسن عشان مترجعيش تعيطي زي دلوقتي 


سابها ومشي وهي بقت واقفه مكانها تبص لطيفه بخواء وقلب مكسور للمره الألف بعد المليون 


.....


:علي عوزاك في موضوع 


علي بصلها وقلب عيونه بملل وكمل فرجه علي التلفزيون لأنه عارفها هتقول ايه 


علي بملل: 

بعدين يا منال ..بعدين 


منال نفخت بضيق وبصتله بغيظ بعدها قعدت جنبه ومسكت الريموت منه وقفلت التلفزيون  ربعت ايديها بحسم 


علي اتنفس بضيق وبصلهاا برفعه حاجب واتكلم ببسمة سمجه 


: نعم يا روحي عاوزه ايه ..اتحفيني 


منال حمحمت وحاولت تهدي ورسمت ملامح بريئه مش لاقيه مع شخصيتها وقالت 


:كنت عاوزه اقولك اننا نج


:لا 


قاطعها علي بملل واخد الريموت منها وفتح التلفزيون من تاني وكمل تقليب بين القنوات 


لكنه سمع صوت منال اللي اتغير ميه وتمانين درجه لما قالت 


:هو ايه اللي لأ مش لما تسمع انا عاوزه أقوى ايه وبعدين ابقي اقبل ولا أرفض 


علي اتكلم من غير ما يبصلها 


:ماهو انا عارف انتي عاوزه تطلبي ايه ..ليكي خمستاشر يوم مش بتطلبي غير الطلب ده ...خدامه مش هتدخل بيتي يا منال ..احنا داخلين علي مشروع كبير وقرض ومحتاجين كل جنيه وانا مش هروح ارميلي تلات أربع آلاف كل شهر لوحده بتعمل شغل البيت وانا متجوز ومعايا ست المفروض دي شغلتها 


منال بردح:

نعععععم ..هو انت متجوزني عشان الخدمه 


علي اتنهد وبصلها وابتسم بأصفرار 

:يا حبيبتي انا مقولتش كده...بس انتي ما شاء الله يعني صحتك كويسه ولا انتي شغاله ولا معاكي وظيفه وطول اليوم في البيت مش بتعملي حاجه ..اقوم اجيبلك خدامه تخدمك وانتي اصلا موراكيش حاجه ..طب ده كلام ناس عاقلين 


منال دبدبت برجليها في الارض قال يعني ايه بتدلع واتكلمت  بعناد 


:مليش دعوه بقي انى وسطي اتقطم من الشغل اللي مش بيخلص ده ..انا عاوزه علي الاقل حد يساعدني شويه خليني اعرف ابص لنفسي واهتم بيها زي زمان 


علي بملل:

ايوه يعني انا المفروض اعمل ايه دلوقتي 


كانت لسه هتتكلم لكنه كمل برفض


:ومتقوليش اجيب خدامه 


منال ذمت شفايفها وربعت ايديها وسكتت وبصت قدامها بغضب 

علي اتنهد وقرب منها وحاول يرضيها 


علي بهدوء: 

يا حبيبتي افهميني..مش ولادنا اولي بالفلوس دي ..وانتي عارفه اننا داخلين علي مرحله جديده في حياتنا عاوزين نخطط ليها كويس اوي .. ومحتاجين كل جنيه عشان المشروع..ده احنا لسه ورانا قروض ومصاريف بنيان واجور عمال ومواااااال طويل اوي اوي 


يعني كل جنيه احنا اولي بيه وعيالنا كمان اولي بيه ..يعمي دلوقتي افرض جبتلك خدامه ولطشت نص المرتب بتاعي ..هنعيش منين ولا حتي هندبر أمورنا ازاي..لكن انتي يا حبيبتي ده دورك كا زوجه بتحب جوزها انك تخدميه هو وعيالك وتشوفي ايه ناقصنا..هو انتي جديده في عالم المتجوزين يا منال ولا ايه ما كلها بتعمل كده...وبعدين يا ستي ليكي عندي كل شهر  ألف جنيه مصروف خاص بيكي انتي تتصرفي فيه براحتك 

وملوش دعوه بمصروف البيت ..هااا بقي مرضيه يا روح قلبي 


منال فرحت لما سمعت انه هيديها فلوس وكأنها محتاجه ومش بتاخد اللي عوزاه 


مثلت الرضا وقالت


:يا حبيبي انا مش قصدي اني اخد فلوس ولا حاجه ...انا بس صعبان عليا انت..انا بقيت بتعب ومش مهتمه بيك خالص وبقيت مهله فيك جدا


منال قربت منه بدلع وحطت ايدها علي صدره وتكلمت بمسكنه وقله حيله مصطنعه


:ده حتي انا جبت قميص جديد مخصوص عشانك ومكنش عندي الوقت اني البسه واريه ليك ..

عشان تعرف بس ان شغل البيت 

مفرق ما بينا..وانا كانت بس عاوزه اكون فاضيه ليك وللعيال 


كانت لسه هيشيل ايدها علي تبت عليها وبص حواليه بخبث وسأل


:هو فاضل قد ايه علي السحور 


منال بدلع :

فاضل حوالي ساعتين ..بس بتسأل ليه 


قرب منها اكتر واتكلم بمكر


:لا ابدا بس كنت عاوزك توريني القميص ده..مش يمكن ما يعجبنيش مثلا..وقتها لازم ترجعيه 


:طب ولو عجبك


علي بخبث :

لا ساعتها بقي الكلام يختلف 


بص حواليه لاقي البيت هادي من عياله وعرف انهم نامو 

بص لمنال واتكلم بتلميح وهو بيغمز


:طب قومي انتي جهزي الجو وانا هحصلك 


..... 


ومرت الايام علي ده الحال 

وبعد ما مروه كان عندها امل ان عاصم ممكن في يوم يتقبلها فقدت الأمل ده من رد فعله الاخير 


هو يأمر وهي مش مطلوب منها غير تقول حاضر ونعم وماشي ..بس كانت صحبتها الجديده بتسليها


وتيجي تشقر عليها من وقت للتاني وتشاركها الاكل اوقات كتيره ..خصوصا ان عاصم كان بيخرج يفطر بره في العزومات بتاعه أصحابه ويسيبها هي في البيت لوحدها أو مع صحبتها القطه 


مروه في الوقت ده محاولتش تقرب من عاصم تاني بعد آخر مره ورضيت بقدرها اللي اصلا كانت راضيه بيه من زمان ..بس حياتها الجديده مع عاصم خلتها تفكر انها ممكن تبقي زي منال لو سمعت كلامه 


مع انها مكنتش تقدر تعصيه وإلا ساعتها كان اللي بيحصل علي ايدين علي كان هيتكرر علي ايدين عاصم 


كل اللي كان نفسها فيه انها تحس انها انسانه زي بقيه الخلق 

لكن تعمل ايه وهي كبرت وكل اللي حواليها محسسنها انها اقل منزله من باقي البشر..زيها زي الحمار بيشتغل ليل مع نهار ولو في يوم اشتكي ولا تعب بياخد بالكرباج وبيشتغل برضوا 


حتي ام ولا اب مش عندها..امها ما تت وهي طفله عندها شهور 

وابوها من زعله عليها المرض  ركبه وبقي قعيد في الفرشه وهي عندها خمس سنين 


ومن يومها استلمها علي وأمه اللي كانت بتعاملها أسوء من علي نفسه 


ومن بعد مو ت أمه اخدها علي ومراته  ومن بعدهم اخدها عاصم 

طفله عندها خمس سنين كانت بتتكوي بالنا ر وتنام جعانه بسبب جحود مرات ابوها واخوها 


وابوها نفسه مكنش ليه حول ولا قوة وهو طول اليوم محبوس في اوضه وقاعد علي السرير 


طفله صغيره انحرمت من التعليم ومن ابسط حقوقها 

لولا ان الحاجه سميه قدمتلها علي المدرسه الابتدائية واتكفلت بالمصاريف كان زمانها مش بتعرف تفك الخط 


لكنها مكملتش التعليم ..وتكمله ازاي وهي دايما بتروح بهدوم مقطعه ووسخه عشان مكنش فيه حد يهتم بيها 


حتي كراريس ولا شنطه مدرسه كويسه مكنش فيه 

كانت الناس بتجيب حاجه عيالها القديمه وتديها ليها ..لكن لانها كانت قديمه مكنتش بتكون متحمله وبتتقطع بسرعه 


والبنات دايما تتريق عليها وعلي شكلها وشعرها المنكوش ..حتي مكنش فيه واحده منهم بتلعب معاها ولا عمرها بقي ليها صاحبه 

ولما جات منال بعد ما كانت بتتعذ ب مره ولا اثنين في اليوم ..بقي يومها كله عذاااااب علي ايدين مرات اخوها 


ودلوقتي الدور علي عاصم عشان  يفش فيها غلط السنين ويطلع عليها كرهه لسلمي 


ولو عرفوا اللي بيعملوه ده عقابه ايه عند ربنا كانوا اتقو الله فيها وفي ضعفها 


..... 


يوم الوقفة 


مروه كانت شغاله علي ايد ورجل ..من طلعه النهار مبطلتش حركه رغم أنها صايمه وتعبانه لكن رغم ده كله كانت عماله تغني وهي مبسوطه..


مروه بفرحه:

غنوا معايا غنوا ..قولو ورايا قولو ..كتر يارب في اعيادنا واطرح فيها البركه وزيد ..جانا العيد أهو جانا العيد ..جانا العيد أهو جانا العيد 

اهلا اهلا بالعيد مرحب مرحب بالعيد 


كملت غني وهي بتنشف البيت بعد ما مسحته وبقي فُله

عاصم في الوقت ده كان داخل ومعاه كحك العيد وكل مستلزماته عشان يوم بكره 


لاقي مروه عماله تغني ومندمجه جدا في الغنا والضحكه مرسومه علي وشها 


عاصم دخل ومهتمش يقلع جزمته ولا ان جزمته ممكن توسخ الارض اللي مروه بتنضف فيها من الصبح 


حط الأكياس اللي في  ايده علي الطربيزه وقعد 

مروه قربت منه ومسحت ايديها من المايه في عبايتها المقطعه اللي عاصم قطعها قبل كده وهي خيطتها ورقعتها ورجعت تلبسها من تاني بس خلتها للخدمه بس 


عاصم :

دي حاجه العيد ..رتبيها عشان بكره وشوفي وراكي ايه 


مروه بصتله بتردد وكانت عاوزه تسأله عن حاجه 


عاصم من بصه واحده فهم هي عاوزه ايه واتكلم بملل 


:عاوزه ايه 


مروه: 

هو حضرتك ..يعني حضرتك بتروح تصلي العيد ولا بتفضل في البيت 


عاصم بسؤالها رجع بالزمن لورا وافتكر لما كان صغير وكان لسه أهله عايشين وكان دايما أهله يروحو يصلوا العيد في الجامع ومن بعدها يرجعوا البيت يفطروا وبعدها يقضوا باقي اليوم بره بيتفسحوا


:يلا عاصم بابا هياخدنا نتفسح ونلعب 


عاصم بص لأمه وابتسم واتكلم بفرحه 


:بجد يا ماما..طب انا عاوز اروح جنينه الحيوان واأكل

الأسد لحمه 


:حاضر يا حبيبي هنعمل كل اللي انت عاوزه ..هو احنا يعني عندنا كام عاصم ..بس توعدني إنك كل عيد تصحي بدري وتخليك ولد شاطر وتروح تصلي العيد عشان تكون ماشي وبركه ربنا معاك وحرساك 


عاصم بسعادة: 

حاضر يا ماما 


عاصم ابتسم وفاق من شروده وبص لمروه اللي كانت بتبصله بأستغراب من سكوته وابتسامته 


بعدها لاقته بيهز رأسه بمعني ايوه وقال

:ايوه بروح اصلي العيد فيها ايه يعني 


مروه بسعاده: 

لا مفهاش حاجه ابدا 


بعدها اخدت الأكياس وراحت تكمل اللي بتعمله عشان تلحق تخلص وتنام شويه قبل الصلاه 


.....


في يوم العيد


عاصم كان خارج من البيت بعد 


ما لبس واتجهز للصلاة لحد ما قاطعه صوت بيقول بلهفه من وراه

 

:يلا انا جاهزه 

عاصم التفت وراه لاقي مروه لابسه وواقفه باين عليها الفرحه والحماس بصلها بأستهزاء وسأل :


جاهزه لايه إن شاء الله 


مروه بطفوله: 

عشان ننزل نصلي العيد ونتفسح بعدها

ونشوف الناس...ده النهارده العيد 


عاصم قلب وشه وبص عليها من فوق وتحت واتكلم بسخريه 


:وانتي فاكره اني ممكن اخرج معاكي  بشكلك العره ده ...انتي مجنونه يا بت 


مروه بأستغراب وزعل وهي بتبص علي شكلها


:ماله شكلي انا ...انا استحميت وسرحت شعري ...وغسلت الملحفه بتاعتي من امبارح


عاصم عوج بقه وهو بيبص عليها وبيحاول يعرف إذا كانت بتتكلم جد ولا لا ...لكن ملامحها كان باين عليها انها بتتكلم جد 


عاصم بجمود وتريقه

: وانتي فاهمه انك لما تستحمي وتنضفي جسمك الجربان وتسرحي شعرك المقمل وتغسلي العبايه المزيته بتاعتك هوافق واخدك معايا وأخرج بيكي قدام الناس 


مروه بصت عليه والدموع محبوسه في عيونها وكلامه صاب قلبها من جوه وهي كل مادا وبتحس انها اقل من باقي البشر 


مروه بحزن وشفايف ممدوده زي الأطفال


: انا جسمي مش جربان..انا بستحمي كل يوم ...هو صحيح اخد ضرب كتير اوي ولسه هياخد بس مش جربان

وشعري مش مقمل انا بسرحه كل يوم بعد ما استحمي ...هو صحيح استحمل شد كتييييير اوي ويمكن مش بحطله حاجات من الغاليه اللي بسمع عنها دي وبحط له زيت من بتاع الاكل ...لكنه مش مقمل 

وملحفتي مش مزيته هي صحيح قديمه اوي بس مش مزيته ولا مبقعه ولو كان عندي غيرها أو احسن منها اكيد كنت هلبسها...لكن مش عندي وده مش ذنبي 


عاصم ضم شفايفه باستياء بعد كلامها وحس انه غلطان 

لكن مرضيش يعترف بكده او حتي يعتذر منها 


عاصم بجمود:

بت ...اخفي من وشي ...النهارده العيد ومش عاوز شكلك العكر ده يعكر ليا اليوم ...خشي اتلقحي جوه علي بال ما انزل اصلي العيد وحضري الفطار علي بال ما اجي عشان عاوز افطر وأخرج علي طول اشم شويه هوا واتفسح 


مروه بغصه: 

طب...طب وانا 


عاصم برفعه حاجب:

 انتي ايه


مروه بأستعطاف:

 انا كمان عاوزه اخرج اتفسح واصلي العيد ...طب اقولك انت اكيد مش عاوز تاخدني عشان محدش يعرف اني معاك.. انا...انا ممكن اروح جامع غير اللي انت رايح عليه واول ما يخلص الصلاة اجي انا بسرعه البيت احضر الفطار...وبكده محدش هيعرف اني تبعك او اقربلك 


عاصم بحده:

هي كلمه قولتها خروج مفيش ...انتي عوزاني اخليكي تخرجي وتفضحيني قدام الناس اللي في الحته ويعرفوا انك مراتي ...اتلحدي هنا وكلمه كمان منك هخليكي تقضي العيد تعيطي فاهمه؟ ؟؟


بعدها خرج من البيت من غير ما يستني ردها 

مروه اتنفضت من صوت رزع الباب العالي وفضلت واقفه مكانها تبص عليه وهي بتفكر ليه محدش بيحبها في الدنيا دي ابدا ...


معقول مفيش اي مخلوق بين الناس دي كلها حبها أو مهتم بيها أو حتي فكر فيها في لحظه من اللحظات ..ده كان تفكيرها 

لحد ما اتحركت من قدام الباب وراحت ناحيه الكيس اللي بتشيل فيه هدومها وخلعت الملحفه ولبست مكانها عبايه حمرة وباين عليها انها قديمه 


لكن تعتبر احسن حاجه في كل اللبس اللي بتلبسه لأنها مش مقطوعه أو باين عليها خياطه 


بعدها اتحركت وهي بتجر رجليها 

ناحيه البلكونه وهي بتسمع تكبيرات العيد وتردد معاها ودموعها بتنزل بقهر 


والقهر زاد وهي بتشوف من البلكونه الناس ماشيه وهم رايحين يصلوا صلاه العيد 


بنات باين عليهم أصحاب وأم وعيالها ورجاله واطفالهم 

وشباب باين انهم اصحاب 


لكن هي مفيش اي حد ليها ابدا مفتكرها في اليوم ده 

هي مكنتش طالبه كتير...كل اللي كانت عيزاه انها تخرج تصلي العيد وتشوف الناس والأجواء عامله ازاي وتنبسط زي كل الناس في اليوم ده

 

لكن حتي الطلب ده كتير عليها ومينفعش تعمل كده 

ببساطه لانها مروه ام هدوم مقطعه ومرقعه وقديمه تعر اي حد يمشي جنبها 


أو يمكن لأنها مروه اللي بتخدم في البيوت وبتنضف من ورا الناس 

ولا يمكن عشان مروه اللي عندها توحد والناس بتقول عليها عبيطه ومبتفهمش حاجه 


لما البكا غلبها دخلت جوه البيت وشغلت التلفزيون 

اكيد عاصم مش هيعمل مشكله لو هي فتحته يوم العيد ..وحتي لو  عمل  مش هتفرق كتير ..جابت قناه من القنوات بتعرض صلاه العيد بث مباشر من مسجد من المساجد


وشكل الناس والأطفال مع التكبيرات برد نار قلبها شويه 

بعدها راحت جابت 


سجاده صلاه كانت لقيتها هي وبتنضف وفرشتها بأتجاه القبله ولبست حجاب واتوضت وبقت تصلي مع الصوت اللي خارج من التلفزيون...هو صحيح مش زي الصلاه في المسجد بطريقه مباشره...لكن اهو كل واحد بيشتغل بالمتوفر عنده 


بقت تكبر وكل تكبيره كانت بتمسح علي قلبها وتهديها شويه وإلا  كان زمانها عامله حاجه في نفسها من اللي شافته 


خلصت صلاة وسلمت ..بصت علي التلفزيون لاقت الناس كلها بتسلم علي بعض وكل واحد بيعيد علي التاني ..بصت حواليها للبيت الفاضي اللي مفهوش صريخ ابن يومين غيرها 


رغم عنها ملامحها بقت تعيسة وباين عليها الحزن وهي شايفه الناس كتيررر جدا وبيحتفلوا وبلالين بتنزل عليهم من السما وناس تانيه بتوزع حلويات وملبس وناس تانيه بتدي بلالين للأطفال 

كانت لوحه جميله سبحان من سواها ..السعاده بتنطق من كل الوشوش والضحكه مرسومه علي شفايف الكل 

ماعداها هي ..مروه 


اتحركت من مكانها وهي بتجر رجليها جر وراحت ناحيه المطبخ تجهز فطار لعاصم 


دقايق وكل حاجه كانت جاهزه 

كانت رايحه ناحيه البلكونه عشان تتفرج علي العيد اللي محرومه منه 


لكنها لاقت عاصم داخل وااضحكه مرسومه علي وشه وهو بيتكلم في التليفون بسعاده وعيونه بتلمع 


بصتله بملامح وشها اللي دبلت مره واحده كأنها بقي عندها سبعين  سنه مش بنت في أوائل العشرينات 


ده حتي ما عيدش عليها ولا وجه ليها كلام ..كل اللي عمله انه قعد علي السفره وبدأ ياكل وهو مكمل كلام علي التلفون 


وش مروه الزعل بقي واضح عليه لدرجه ان الاعمي ممكن يشوفه 

سابته بيفطر وراحت ناحيه البلكونه وبقت تبص علي الناس ورجليها بتفرك وتطلع وتنزل ومش واقفه مرتاحه خالص ..وهي شايفه كل الناس فرحانه وبتضحك وطالعه تتفسح بينما هي هنا مش بتعمل حاجه غير انها شاربه المُر في كاسات 


رجعت المطبخ وجهزت ضيافه العيد والكحك والترمس ..كل حاجه جهزتها وزينتها وسندتها علي الرخامة عشان تخرجها اول ما عاصم يخلص اكل 


ثواني وعاصم خلص اكل 

طلعت بره وبقت تلم الدنيا...جابت البواقي وحطتها في طبق ..بس لما بصت ليها حست انها مش عاوزه تاكل وملهاش نفس 


ركبتها علي جنب وجابت الضيافة والكحك وطلعت بيه بره وحطتهم قدام عاصم اللي كان بيتفرج علي التلفزيون ومشاهد العيد 


مروه سندت كل حاجه قدامه وراحت قعدت في الارض 

عند باب البلكونه وسندت راسها علي الحيطه ..وحرفيا كان شكلها زي اللي كبرت عمر علي عمرها من زعلها اللي واضح للاعمي علي وشها 


عاصم رفع عيونه ليها لاقاها قاعده وقرأ ملامح وشها 

حمحم بصوت عالي عشان يلفت انتباهها 

مروه بصتله تشوف يمكن محتاج حاجه 


عاصم بأستغراب: 

انتي مش هتفطري 


هزت راسها شمال ويمين بمعني لا وقالت 


:حاسه نفسي مش جعانه عشان كده مش هاكل 


عاصم بصلها واتكلم بسخريه 


:غريبه ده انتي لو اتحطيتي علي وليمه لوحدك تخلصيها ..


مروه بصت في الارض وسكتت 


حمحم مره تانيه وبص قدامه علي الكحك والتسالي والحاجات المرصوصه وشاور بأيديه 


:طب تعالي خدي كحك ولا اي حاجه ليكي كوليها عشان متقعيش من طولك وتشيليني ذنبك وتتحسبي علينا بني ادمه ..واعملي حسابك اللي هتاخديه دلوقتي هو نصيبك ملكيش تاني..إلا لو بواقي ممكن تاخديها 


مروه وقفت وقربت منه وبصت للطبق ومهتمتش واخدت واحده بس بشكل عشوائي ورجعت قعدت مكانها في الارض تحت انظار عاصم اللي استغرب حالتها ..وهو من معاشرته ليها عرف انها مهما تزعل ولا مهما يحصل مش بيأثر فيها وبتاكل عادي 


مروه بصت للكحكه اللي في ايدها وحطتها علي شفايفها بس مش قادره تاكل منها حته ولا حتي تدوقها ولو طانت في موقف غير ده كان زمانها أكلتها واخدت كتير بدل واحده بس 


نزلتها من تاني ووقفت بضعف وراحت البلكونه تتفرج علي الناس 

عاصم كان متابعها واستغرابه زاد من حالتها وشكلها اللي باين عليه ضعيف كأن طاقتها خلصت مره واحده 

هز كتافه بلا اهتمام وطلع تليفونه وبقي يعمل اتصالات كتيره ويعيد علي ناس 


بينما مروه فضلت في البلكونه ساعه والتانيه لحد ما تعبت من الوقفه وراحت تقعد في الارض تاني ولسه الكحكه في ايدها 

كانت عامله زي العيل اليتيم في يوم عيد ..وده كان

حالها قولا وفعلا...بنت يتيمه ملهاش حد 


قعدت وضمت رجليها لصدرها وبصت للي في ايدها 

حاولت تاكل بس لما جات تقطم منها حته كانت 

يادوب قد قطمه عصفور 


نص ساعه كمان ولاقت عاصم دخل الاوضه 

اتحركت وراه ووقفت علي الباب وسألت بصوت حزين


:هو حضرتك هتتغدي ايه النهارده..الورقه مش مكتوب فيها حاجه

 

عاصم بصلها واتكلم:

مش بتغدي في البيت ..بخرج اتغدا بره وممكن اتعشى بره برضوا 


هزت راسها وجابت الفرشه بتاعتها وفرشتها واتكلمت 

بضعف 


:طب انا..انا هنام ..لو احتجت حاجه مني ..انا دايما في خدمه اسيادي 


عاصم بصلها وميعرفش ليه قلبه وجعه عليها وحس انه لو سابها علي حالها ده ممكن يحصلها حاجه 


مروه نامت علي ضهرها وغمضت عنيها وفي صداع غريب بقت حاسه بيه 


فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق 


عاصم ببسمة: 

يلا هنخرج 


يتبع.... 


12


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق 


عاصم ببسمة: 

يلا هنخرج

 

مروه بصتله وعرفت انه بيتريق عليها وبيغيظها 

بصتله بكسره نفس ونزلت عيونها تاني لما دموعها 

بقت تنزل وشفايفها اتقوست بعياط 


عاصم نزل لمستواها واتكلم بنبره اول مره تسمعها

: بتعيطي ليه انا بقولك يلا هنخرج 


مروه رفعت وشها اللي غرقان بالدموع واتكلمت بشهقات 


:عشان انت بتتريق عليا  


:بس انا مش بتريق عليكي..انا بتكلم جد ..مش انتي نفسك تخرجي تعالي هخرجك 


مروه اتعدلت وبصتله لاقت ملامحه كلها جديه 


مروه بزهول:

انت..انت بتتكلم جد ..يعني انت هتخرجني 


عاصم ابتسم بقله حيله وكلام ابوه وأمه بيرن في ودانه لما كان صغير 


:كل بني آدم يستاهل يكون مبسوط وفرحان يوم العيد يا عاصم ..ربنا خلق اليوم ده عشان كل اللي في قلبه غمه تروح وتزول بمجرد بس ما يسمع التكبيرات 

عشان كده لما تلاقي واحد فرحان زي العيال الصغيره بالعيد اعرف انه شاف كتير وما صدق الفرح يزور قلبه عشان يرويه من عطش الحزن والغم ويبدل حاله والضحكه تترسم علي وشه 


فاق من ذكرياته علي نظرات مروه وكأنها بتسأله 

بصلها وهز  رأسه بحنين لما افتكر أهله 


اتكلم بهدوء:

 روحي البسي عبايتك عشان ننزل ونلحق اليوم من أوله 


مروه ما صدقتش نفسها ونطت من مكانها بسرعه ومن غير تفكير كانت بتقلع العبايه اللي لبساها قدامه وبقيت بالقميص وجريت علي الكيس اللي فيه هدومها وطلعت الملحفه بسرعه ولبستها


 وجابت طرحتها ولفتها بسرعه وخرجت الجزمه ومسكتها في ايدها وفي اقل من دقيقتين بقت جاهزه 


عاصم بأستغراب: 

اومال بقولو الستات بتطول علي ما تجهز ليه 


شاور بأيده ليها عشان تمشي وراه 


لكن قبل ما يخرجوا وقف وبصلهى واتكلم بتحذير شديد اللهجة وهو بيرفع صباعه 


:اسمعي كويس اللي هقوله ..انتي هتنزلي الاول وتستني جنب عربيتي وانا هنزل وراكي بدقيقة واركب العربيه واسوقها براحه خالص لحد ما نبعد عن المكان هنا ..بعدها هوقف وتركبي معايا عشان محدش يعرف اني اعرفك وكده فاهمه 


مروه بلعت ريقها وهزت رأسها بسكات وعاصم كمل 


:ولو حد سألك جايه هنا لمين تقولي انك غلطتي في العنوان ..ولازم تحفظي شكل اللي هيسألك ده كويس اوي ..والاحسن اصلا مترديش علي حد وتمشي ساكته ..وملكيش دعوه بحد و إوعي إوعي حد يعرف اني اعرفك ولا اقربلك بأي شكل ..فاهمه 


مروه اتنهدت وهزت رأسها بمعني فاهمه 


عاصم :

طب يلا انتي انزلي قبلي واعملي زي ما قولتلك..استني عند العربيه اكيد عارفه شكلها مش كده 


هزت راسها بسرعه بمعني ايوه 


عاصم بهدوء: 

طب كويس ..انزلي يلا وانا هحصلك 


مروه عملت زي ما قال ولبست جزمتها اللي كانت قديمه وفي قطع  بس الملحفه مدارياها 


..... 


مروه نزلت من السلم وخرجت بره العماره زي ما عاصم قالها

خرجت بره وبقت تبص يمين وشمال بفرحه طفل صغير علي اجواء العيد 


نسيت اللي قاله عاصم وبقت تتفرج علي الشارع والناس والألعاب والجو المليان فرح لحد ما فاقت لنفسها وخافت حد يسألها هي مين ولا يتكلم معاها وتوقع بالكلام 


بصت حواليها عشان تشوف عربيه عاصم لحد ما لاقتها مركونه بعيد شويه عن العماره 


اتمشت ووقفت تحت شجرة وبقيت واقفه 

دقايق وكان عاصم نازل وركب العربيه وبقي يتحرك بيها براحه خالص ومروه وراه من غير ما حد ياخد باله 


لحد ما بعدوا شويه عن المكان اللي ساكنين فيه ووقف 

ومروه ركبت 


كانت فرحانه زي عيل صغير وناقص بس تتنطط من كتر فرحتها 

عاصم بصلها وبص علي السعاده اللي هي فيها وميعرفش ليه بس فضوله خلاه يسألها


:انتي مكنتيش بتخرجي يوم العيد ولا ايه 


مروه بتلقائيه وبسمه

:لا كنت بخرج ..بس مكنتش بعرف اتفسح كويس زي الناس عشان كنت براقب ولاد علي ..واشوف طلباتهم 


عاصم بتشنج: 

وهو علي ده مش عارف ياخد باله من عياله هو ومراته اومال مخليفينهم ليه 


مروه بطفوله: 

اصل علي ومنال كانوا بيحبوا يقعدوا مع بعض ويتكلموا كلام حب وحاجات من بتاعه الناس الكبيره 

ومش بيكونو فاضيين للعيال وبيخلوني انا اخد بالي منهم وارعاهم في الجناين 


عاصم بقرف وهمس :

هم عندهم مراهقة متأخره دول ولا ايه ..مش فاهم انا كل واحد بيحب التاني علي ايه ..ده الاتنين انيل من بعض ..ده انا مش طايقهم ومقعدتش معاهم غير مرتين ولو حسبتها هلاقيها متكملش ساعتين ..صحيح ما جمع إلا أما وفق 


مروه بصتله بهدوء وما اتكلمتش لانها خافت تكتر معاه في الكلام يغير رأيه ويبطل يفسحها بعد ما اخيرا ربنا هداه عليها 


عاصم حمحم وسألها


:وعلي كده كنتي بتعملي ايه في العيد انتي واخوكي وعياله ومراته 


مروه بتلقائيه: 

كانو هم بيلعبوا وانا اخد بالي منهم  وأفضل مرقباهم عشان ما يضيعوش ولا يتوهو

وعلي ومنال بيكونو قاعدين علي جنب ..بس لوحدهم 

وساعات كانوا بيخلوني العب معاهم 


بصلها وكرر الكلمه

:تلعبي معاهم؟


مروه بتأكيد:

ايوه بلعب معاهم .. بجري وراهم وامسكهم..وساعات لو موجودين في مكان مقفول بنلعب استغمايه بس كل مره بكون انا اللي بغمي عيوني وهم يستخبوا بس ..كان نفسي استخبي زيهم 


خلصت كلامها وهي بتمد شفايفها زي الأطفال بالضبط 

كانت كل حركاتها وردات فعلها بتقول انها ما عشتش طفولتها ولا شافت حنيه في يوم 


وغصب عن عين عاصم قلبه رق ليها وشفق عليها 


مروه كملت :

بس يوسف ابنهم كان كويس اوي معايا ..ساعات بحس انه ابني انا ..مع اني ربيت التلاته وكنت معاهم من لحظه نزولهم للدنيا لحد ما مشيت من البيت ..لكني دايما بحس ان يوسف حاجه تانيه خالص ..ودايما بيعاملني كويس ويقسم معايا الحاجه اللي يشتريها 

حتي يوم العيد كان بيجيب ليا حاجات بالعيديه بتاعته ..بس كان لازم ياكل منها الاول عشان يقدر يديها ليا وإلا ياسين ممكن يروح يقول لمنال ومنال تقول لعلي واتضرب واتحرم من الاكل ..عشان كده بيديها ليا قدام الكل كأنها بواقي أكله..بس انا عارفه ان دي مش نيته خالص 


عاصم بأستغراب: 

مين ياسين ده 


:ده ابن علي الصغير ..بس دايما بينقل اي حاجه بتحصل قدامه لمنال وعلي

 

عاصم بسخريه :

عصفوره يعني 


مروه كملت :

واصلا هو مش بيحبني ولا بيطيقني..وساعات ممكن يكدب ويألف قصص عشان علي يضربني .. ساعات مش بصدق انه عنده خمس سنين 


عاصم بصلها بتفاجأ واتكلم بسخريه 

:يا ما شاء الله..خمس سنين وعصفوره ومحرض وفيه العبر السودا..اومال لما يقفلهم عشره ولا خمستاشر هيعمل ايه ..هيترأس الما فيا 


الاتنين فضلوا ساكتين لحد ما العربيه وقفت 


.....


منال وعلي وعيالهم التلاته كانوا هم كمان خارجين عشان يتفسحوا في العيد 


منال كانت متبته في ياسين ويوسف وعلي ماسك مصعب عشان خايفين يتوهو منهم او واحد منهم يضيع او يتخطف في الزحمه 


علي بأمر:

إوعي واحد منكم يفلت ايدي او ايد امكم يا حبايبي ..ولو كنتو عاوزين تشتروا حاجه او تعملو اي حاجه قولو قبلها عشان ناخد بالنا منكم 


منال كملت: 

وادعي حد يقول لواحد منكم تعالي معايا ولا يديكم حاجه وتاخدوها غير لو احنا موجودين وشايفين ده كله ووافقنا كمان 


علي كمل:

وبلاش وانتو بتلعبوا تبعدوا عن عنينا ابدا ابدا ...حتي لو كنتو عاوزين تروحو الحمام تاخدوا حد مننا معاكم سواء انا او مامتكم

 

منال كملت:

وفلوس العيديه متتصرفش كلها ولو لاقيتو شحات ولا شحاته إوعو تدوهم جنيه دول ناس نصابين ..واوعو تروحو مكان من غير ما تقولو وو


مصعب اتأفف بملل واتكلم بضيق 


:في ايه يماما دي اول مره تدونا الأوامر دي كلها ..ما كل عيد بنخرج عادي من غير كل الحاجات دي 


منال بضيق:

عشان دي غير كل مره ..المرات اللي فاتت كان فيه مروه وبتاخد بالها منكم ..إنما المره دي مفيش..يعني ممكن تتوهو وتضيعو عادي 


يوسف بصلها بزعل واتكلم

:هي عمتو مروه خلاص كده يا ماما مش هتيجي تاني عندنا ولا هنشوفها 


رد عليه علي بحده:

لا يا حبيبي خلاص مشيت ومش هترجع تاني ..عشان كده اتعود علي الوضع الجديد 


يوسف بدموع:

مش عارف يابابا مش عارف دي وحشتني أوي...كنت متعود انها هي اللي بتعملي كل حاجه..دي حتي من ساعه ما مشيت و كنت كل يوم بتأخر علي المدرسة حتي هدومي بتكون مش مكويه زي ما متعود ..ومحدش بقي يشجعني عشان اذاكر وابقي دكتور لما أكبر 


ياسين اتكلم بطريقته المستفزه كالعادة 


:قولتلك قبل كده خاف ان حد يعرف انها تقرب لينا..وانا اصلا بشجعك علي طول عشان تبقي دكتور 


يوسف بضيق:

انت بتقعد تشتم في عمتو مروه وتقول اني لو ما ذاكرتش وبقيت دكتور هكون خدام زيها ..بس هي مش خدامه دي عمتنا ..وعادي يعني لما تشتغل ما بابا بيشتغل في شركه عند واحد غني يبقي كده هو شغال عنده خدام ..لا طبعا يبقي عمتو مروه مش بتشتغل خدامه ..والبعدين الخدام خدام ربنا والباشا ريحته معفنه 


:يووووسف بطل الكلام ده واتكلم كويس ..وبطل تجيب سيره الزفته دي ما صدقنا خلصنا منها وارتاحنا

 

علي قال كده بحده في ابنه 

علي اخر كلامه منال حركت شفايفها يمين وشمال بتريقه واتكلمت بهمس


:مين اللي ارتاح يا حسره ..

ده انا وسطي اتقطم من الخدمه ..ولا الفلوس ..الفلوس الكتير اللي اتحرمت منها..فرخه بتبيض دهب وفرطنا فيها جتنا خيبه

 

علت صوته واتكلمت بضيق


:ممكن نتحرك بقي..احنا لسه هنروح عند ماما وبابا عشان نعيد عليهم..يعني يادوب نتحرك ونأجل اي كلام لبعدين..وانت يا يوسف بطل كلام في الموضوع ده 

خلاص خلصنا 


سابته وشدت علي وراحوا للعربيه  سابو العيال التلاته 

مصعب بص ليوسف واتكلم بتحذير 


:متجبش سيره مروه تاني يا يوسف عشان بابا بيضايق 


يوسف بغضب طفولي :

ملكش دعوه انت..انا حر احب اللي عاوزه او اكره ..


بص لياسين واتكلم بتحذير: 

وانت يا ياسين بطل تقول علي عمتنا خدامه وإلا مش هكلم تاني وشوف مين هيذاكر ليك بعدها عشان تبقي شاطر وتنجح


ياسين بسخرية: 

مش مهم ماما تذاكر ليا..ولو هس مش فاضيه هتأمرك وانت مش هتقدر ترفض وهتذاكر ليا غصب عن عينك 


يوسف بص لاخواته بغضب طفولي وهو ضامم شفايفه وسابهم ومشي


....


الاتنين وصلوا جنينه كبيره جدآ جدآ وفيها من كل الوان واشكال الزرع والورود..والناس هناك بكل أشكالها واعمارها متجمعين علي الفرحه بيوم العيد 


مروه بصت حواليها علي الجو الجميل الي خلاها تنسي اي زعل مرت بيه واخدت نفس عمييق وطلعته براحه كأنها بتقول انا اخيرا حيه وبتنفس 


عاصم اخدها وقعدوا علي جنب قدام بحيره فيها وز وبط بيعوم 

كان فيه بياع ايس كريم وغزل بنات وبياعين كتيييير بحاجات اكتر 


عاصم شاور لبتاع الايس كريم وجاله 


بصلها واتكلم: 

عاوزه الايس كريم بتاعك بطعم ايه 


مروه فضلت باصه حواليها بفرحه وما اخدتش بالها من عاصم لانها افتكرت انه بيكلم حد تاني 


لكنها اتفاجأت لما لاقيته بيهزها من أيدها وعاد سؤاله 

مروه بصتله زي ما تكون مس مصدقه وده كان حالها فعلا 


مروه بزهول: 

انت .. انت ..انت بتتكلم جد ..هو انت هتشتري ليا حاجه 


عاصم بص للبياع ولاقاه مركز معاهم ..حمحم واتكلم بالنيابه عنها

 

:انا عاوز الايس كريم بتاعي شوكولاته..وهي اممم ..هاتلها شوكولاته برضوا 


هز راسه واداهم طلبهم واخد حسابه ومشي 

عاصم مد ايده ليها عشان تاخد اللي اشتراه لاقاها لسه بصاله بأستغراب وعدم تصديق في نفس الوقت


نزلت عيونها علي ايده ورجعت بصت لوشه من تاني وسألت بحيره


:انا مش فاهمه...هو المفروض ان ده ليا انا 


هز راسه وهو باصص عليها بأستغراب 


مره واحده مروه ابتسمت بفرحه وعيونها لمعت بطريقه غريبه...لما ركز فيها لاقي في دموع في عيونها 


مدت ايدها واخدته منه وهي بتتكلم بسعاده وتلقائيه 


:بجد ده ليا انا ..ربنا يخليك يا رب ويوفقك ويكتر من امثالك..انا..انا عمري ابدا ما حد اشتري حاجه ليا خالص ..


عاصم بصلها بعدم استيعاب وسأل

:ابدا ..محدش جابلك حاجه خالص زي أيه مثلا ..يعني قصدك هدايا 


مروه اخدت قطمه من الايس كريم وسكتت شويه علي بال ما تبلع لانه كان ساقع اوي بعدها جاوبته وهي بتهز رأسها بنفي


:لا ولا حاجه ابدا ابدا ...ولا هدوم ولا هدايا ولا حتي اكل ..كل حاجه في حياتي كانت من بواقي الناس اللبس والجزم والاكل حتي امشاط الشعر والتوك..كله بتاع ناس بس بقي قديم عليهم عشان كده بيدوه ليا 

وانا باخده عشان معييش غيره ..حتي الصابون بيكون بواقي صابون متكسر بتاع البيت باخده استحمي بيه واغسل بيه هدومي 


عاصم بصلها بعدم استيعاب للي قالته وكأنه مش قادر يصدق ان في انسان عايش كده وراضي عادي 


بصلها مره تانيه وبقي يتامى فيها وهي بتاكل الايس كريم بسعاده حقيقه لمجرد سبب تافه زي ده ..لكنه ميعرفش ان اللي عمله لمروه ده كان أكبر من كل طموحها وتخيلاتها ..هي كان كل اللي في بالها انها هتخرج معاه وتتمشي بس وتشوف الناس ..حتي قعاد كانت هتقعد في الارض علي النجيله 


رجع سألها تاني وهو حاسس ان فضوله هيمو ته 


:طب واخوكي علي ده كان راضي بكده وساكت 


مروه اول ما سمعت سيره علي ايدها ارتجفت وبصتله ولمعه عيونها انطفت وتكلمت بمرار


:علي ؟  وهو في ايده ايه عشان يعمله ..اذا كان هو بنفسه بيعمل فيا اوحش من كده بكتير 


دمعتها نزلت وافتكرت حدث حصل معاها من حوالي عشر سنين واتكلمت بشرود


:تعرف انه لما كنت صغيره وهو اتجوز منال ..كان ..كان عاوز يرميني في الشارع ..بس منال مرضيتش وقالت إني هفيدها ..عشان كده بقت تشغلني خدامه ليها بلقمتي ونومتي..حتي البيت انطردت منه وبقيت انام في اوضه في بير السلم ..كنت بكون خايفه اوي وانا نايمه هناك عشان بتكون ضلمه ومفيش نور ..وبسمع أصوات طول الليل خارجه من الحيطان ..روحت وعيطت لمنال عشان تخليني ارجع ابات جوه معاهم بس ..بس هي سخنت عليا علي وضربني جامد ..كنت بحسه ما بيصدق يلاقي  سبب عشان يضربني عشانه ..وحتي لو ملقاش كان بيضربني كده من غير سبب ..إللي من باب تفريغ الطاقه السلبيه زي ما منال بتقول 


عاصم بصلها وزعق بزهول 


:هم دول بشر زينا عادي..ده حتي المفروض اخوكي من لحمك ود مك ..ازاي يعمل فيكي كده... طب مفيش حد قريبك كان ساعدك ولا مد ايده ليكي ولا نجدك من الحوش دول 


مروه بقله حيله :

لا مليش غير علي بس هو اللي اخويا..وعيله امي معرفش منهم حد خالص ..اصل انا وعلي اخوات من نفس الأب بس ..يعني عيله أمه غير عيله امي خالص ..


عاصم بتشنج: 

انتي بتشرحي ايه انتي التانيه ما انا عارف المعلومه دي 

...اوووووف انتي حكاياتك نكد خالص ..


بصلها وكمل بزهق

:كولي الايس كريم بتاعك هيسيح من الحر 


هزت راسها وكملت اكل لحظات سكوووت عدت عليهم وكل واحد سرحان في حاطه مختلفه وعيون الاتنين متابعه الجو حواليهم لحد ما مروه التفت ليه وسألت بتوتر 


:وانت


بصلها بأستغراب وسأل


:وأنا؟ 


مروه بتوتر:

قصدي وانت معندكش أهل او أب وأم ..او اخوات 


عاصم بتنهيده: 

لا معنديش..بابا وماما الله يرحمهم ومعنديش اخوات ..معنديش غير خاله واحده وساكنه في الكويت 

هي وجوزها وعيالها ..ومش بينزلوا غير كل كام سنه و..


سكت وبوصلها واتكلم بنرفزه 


:انتي مالك اصلا بتسألي ليه ..انا بس اللي أسأل هنا فاهمه 


هزت راسها بسرعه بخوف من تحوله المفاجيء 

دقايق عدت وهم ساكتين لحد ما عاصم وقف وطلب منها


:تعالي نتمشي شويه بدل القعده دي 


مروه هبت من مكانها بسرعه وهي بتهز رأسها بفرحه ومش مصدقه انه طلب منها كده 


فضلوا يتمشو ومروه عماله تعبر عن فرحتها بضحكتها وهي عماله تشاور علي كل حاجه بفرحه 


بينما عاصم كان بيراقبها ببسمه وهو حاطك ايديه في جيوبه 

لحد ما جه وقت الغدا 


اتمشو وراحوا مطعم قريب لاصحاب الطبقه المتوسطة والفقيره لانها مرضاش يروح مطعم كبير احسن يشوف واحد يعرفه هناك او من الشركه 


لكن رغم كده المطعم كان حلو شيك رغم بساطته 

مروه وقفت علي جنب بعيد عن المطعم وقالت لعاصم قبل ما يدخل


:أنا هستني هنا لحد ما تخلص


 عاصم ادور وبصلها وهو بيسأل بأستغراب 


:هتستني هنا ازاي..احنا داخلين ناكل..ايه هتاكلي في الشارع

 

مروه بصتله بعدم فهم وقالت بتوضيح 


:انا قصدي هستني هنا لحد ما حضرتك تخلص اكل وتخرج ..مش هروح في حته 


عاصم بنرفزه: 

وانتي مش هتدخلي ليه .. عليكي تار مع صاحب المطعم 


مروه بخفوت: 

اصل علي ومنال مكنوش بيخلوني ادخل معاهم لما يدخلوا مطعم ولا كافيه زي كده ..وكنت بستني بره زي كده عشان بيقولو ان شكلي يعر وهم هيتكسفوا لو انا دخلت معاهم ..و و 


سكتت وكملت بخجل


:عشان انا بقعد اكل بطريقه مش حلوه ..ومش بعرف اكل زيهم ..وكده 


عاصم اتنهد بملل وهو تقريبا بقي متوقع كل حاجه من الثنائي ده ..من غير شعور مسكها وشدها ودخل بيها المطعم وهو بيتكلم

 

:ده كان ايام زفت وزفتان..إنما انتي دلوقتي مع عاصم ..وعاصم غير ..عشان كده اسمعي كلامي من سكات مش عاوز وجع راس 


مره واحده لاقت نفسها قاعده علي طربيزه علي جنب في المطعم اللي كان نفسها تدخله من قلبها وتعمل زي ما منال بتعمل وتقعد تدي رأيها في الاكل وتطلب الاكله اللي نفسها فيها


ثواني وجاهم الجرسون وسأل عن طلباتهم 

عاصم بصلها ومسك المنيو واختار اللي عاوزه وسأل مروه عن طلبها وكانت النتيجه انها تنحت وكأنها بتساله اذا كان ده كله

 حقيقي وانه بيتكلم جد ومعاني كتير من نظراتها قدر يقراها 

بص للجرسون واتكلم بهدوء 


:هي هتاخد زيي ..


الجرسون هز راسه ومشي ومروه لسه برضوا مش مصدقه اللي هي فيه لحد ما جه الاكل وبقت تاكل علي طبيعتها مع انها بتحاول تاكل بطريقه أرقي شويه 


وهي حرفيا مش مصدقه انها بتاكل مع حد ومش اي حد ..ده واحد زي عاصم..وفي مطعم فيه ناس باين عليهم انهم اغنيا او دي كانت نظرتها ليهم 


خلصوا اكل واكلوا الحلو وخرجوا وركبوا العربيه ونزلو علي الكورنيش وبقو يتمشوا..


بس رغم ده كله عاصم حاسس انه متكتف لانه طول الوقت خايف حد يعرفه  يشوفه مع مروه وسأله مين دي


حتي الأماكن اللي متعود يروح عليها لغاها وراح أماكن تانيه ..اهم حاجه محد يعرف هو مين 


بص علي مروه اللي مسنوده علي السور وبتبص للنيل بفرحه والهوا بيحرك حجابها ويجيبه علي وشها وهي تشيله 

بصتله هي التانيه واتكلمت ببسمه سعيده وقالت


:النهارده احلي يوم في حياتي كلها ..شكرآ 


يتبع.... 



13


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:النهارده احلي يوم في حياتي ..شكرآ 


عاصم بصلها وبص لبسمتها اللي كانت صادقه ومن القلب طالعه 

من غير ما يحس طول النظر ليها ولعيونها اللي شاف فيهم براءة مش موجوده غير في طفل لسه بيكتشف

الحياه جديد 


نزل راسه بسرعه وهو بينهر نفسه 


:فوق يا عاصم بتعمل ايه ..دي بت غلبانه حبيت تفرحها وتعمل بوصيه أهلك..يبقي بتبص ليها ليه دلوقتي..فوق مش دي اللي تبصلها في يوم..دي ولا شبهك ولا تنفعك 

بص فيها كويس واتعظ..واحده هبله وعلي نياتها كل طموحها في الحياه انها تلبس هدمه جديده وتاكل اكل عدل مش بواقي الخلق ..ناسي انت متجوزها ليه ..لو ناسي افكرك ...متجوزها عشان اول ما سلمي تحر ق 


د مك تيجي وتفش غلك وغلبك فيها وهي ملهاش حد تتحامي فيه ولا تشكيله..هتلاقي واحده زي دي فين 

فوق واصحي لنفسك وبلاش قلبك يسوحك..بلاش تديها ريق حلو عشان قلبك ما يحنش خليك قاسي ..قسوتك هي قوتك ..لو مشيت ورا طيبه قلبك قلبك نفسه هينجرح زي كل مره ..وريها قسوتك بتعمل ايه ..وريها نفسك الجديده..اللي مفهاش حنيه ولا طيبه ولا عطف ولا شفقه ..


عاصم بصلها وبص لبسمتها اللي طالعه من قلبها 

قلب وشه وكشر واتكلم بسخريه 


:ماهو لازم يكون أجمل يوم في حياتك ...وهو انتي كنتي تحلمي تعملي حاجه من ده كله 


مروه مكنتش تعرف انه بيتريق عليها عشان كده ابتسمت واتكلمت بتلقائيه 


:فعلا انا عمري ابدا ما كنت احلم بحاجات حلوه زي كده وإني اكون ماشيه عادي زي الناس من غير ما احس ان كل العيون بتبصلي بقرف ..انا النهارد حسيت اني لأول مره عايشه 


بصتله وعيونها لمعت واتكملت بشجن 


:تعرف ..لما كنت بخرج مع علي و منال والعيال يوم العيد ..كانوا بيمشوا بعيد عني ولو حد سألهم مين دي ..بسرعه يقولو اني الخدامه ..وساعات بيقولو اني المربيه بتاعه الأولاد..ولما كان علي يشتري حاجه ليهم ..كان بيشتري للكل إلا انا ..ولو حد منهم فيض حاجه كان ممكن يديها ليا ..او يرميها في الزباله 

بس مكنتش بزعل عشان اتعودت لان انا عمري ما شفت منهم اي حاجه كويسه ابدا ..عشان كده مكنتش بزعل ..بس كنت نفسي اجرب اعمل كده زيهم ..اني اعمل الحاجات اللي بيعملوها بس مبعملهاش لأني مروه

بس لما انت عملت اللي عملته النهارده ده خلاني انسي كل اللي حصلي زمان وافرح من قلبي إن وأخيرا عملت حاجه من اللي كان نفسي فيها وشوفت يوم عدل اخيرا 


عاصم بصلها وملامحه رجعت تاني هاديه بعد ما سمع كلامها اللي حنن قلبه من تاني 


بصلها واتنهد وحاول يصفي ذهنه 

رجع نظراته ليها لاقاها لسه علي حالها مبتسمه ببرائه منقطعه النظير 


هرب بنظراته منها واتكلم بتوتر 


:انتي لازم تروحي دلوقتي..


اول ما قال كده بسمتها اختفت وهو كمل 


:انا هوصلك للبيت وانا هخرج شويه اقابل صحابي ..عشات اتأخرت عليهم اوي ..وانا متعود كل عيد اقضيه معاهم 

عشان كده روحي انتي ..وارتاحي 


قرب منها واتكلم بهدوء وضيق 


:وياريت تجهزي نفسك عشان عاوزك في الاوضه..وجهزي اي حاجه خفيفه للعشاء..


مروه هزت راسها بنعم ومتكلمتش..هو عنده حق اصلا انه يطلب كده ..اكيد مش هيخلي صحابه يشوفوها 


اخدها وركبت العربيه وهو ركب ..وفضل سايق لحد ما وصلو للبيت وطلع معاها عشان المفاتيح معاه 


اول ما مروه وصلت قدام الباب واتفتح ..بصت لعاصم واتكلم ببسمه 


:النهارده كان احلي يوم في حياتي كلها ..شكرآ 


عاصم بصلها وقدام نظراتها وبسمتها محسش بنفسه غير وهو بيقول 


:وانا مبسوط ..إنك مبسوطه 


قال كلمته واتدور عشان يمشي بص وقف وبص وراه 

لمروه واتكلم هو التاني ببسمه 


:متنسيش اللي قولتلك عليه ..عشان هستناكي بالليل 


خلص كلامه واتحرك لتحت بسرعه ومستناش جواب منها 


..... 


مروه اول ما وصلت البيت غيرت هدومها ولبست العبايه الحمرا من تاني والضحكة مش مفارقه وشها 


لسه هتعدي بعد ما غيرت لاقت الكحكه قاعده علي فرشتها بعد ما سابتها 


قربت عليها واخدتها وحطتها علي بُق واحد بعد ما نفسها اتفتحت من تاني واكلتها بأستمتاع 


بعدها راحت الصاله ووقفت قدام التلفزيون بتردد ونفسها انها تشغله بس بتفتكر كلام عاصم انها متعملش حاجه من دماغها ومن غير إذنه 


اتكلمت مع نفسها بطفوله كالمعتاد 


:بس ممكن لو شغلته ميزعقش تاني ..هو النهارده كان طيب خالص معايا وجابلي حاجات حلوه وأكل معايا ودخلنا مطعم حلو مع بعض واكلنا ..


سكتت وقالت بخوف :

بس برضوا مش خلاني اروح اصلي العيد واتريق علي شكلي ولبسي 

بس ماهو عنده حق..انا اصلا شكلي ولبسي وحشين وكل الناس بتقول كده مجتش عليه يعني 


بقت في مناقشه طويله عريضه مع نفسها وفي الاخر قررت متشغلش التلفزيون لما خوفها منعها وراحت تتفرج علي الناس من البلكونه 


فضلت علي حالها ده لمده مش هينه ..وبعدها سرحت في يومها اواللي حصل فيه وكل خليه جوه جسمها مش مصدقه اللي عاشته النهارده 


بعدها افتكرت طلب عاصم ..ضمت شفايفها بتردد واتنهدت وراحت تشوف حاجه في لبسها 


جابت عبايه بنص كم وجهزتها عشان تدخل تستحمي وتستناه 

بعدها راحت المطبخ وبقت تحضر حاجه خفيفه للعشاء زي ما قالها 


بعدها بصت في الساعه اللي متعلقه في الحيطه لاقتها داخله علي عشره بالليل 


حست ان الوقت بدري شويه..عشان كده خرجت تاني للبلكونه ..لكن لاقت الجو بقي اهدي والرجل خفت 

بس رغم كده فضلت واقفه ونسمات الهوا بتضرب وشها 


في الوقت ده كان عاصم في كافيه مع أصحابه

والقعده أخر انسجام 


:لا بس انت مش عادي النهارده يا عاصم 


عاصم بص لحامد واتكلم بأستغراب 


:ازاي يعني يا حامد..شايف ايه فيا مختلف 


حامد بمكر:

يعني ..جاي متأخر عن المعتاد ..وفوت نص اليوم..بعدها قولت انك اتغديت..ودلوقتي مش راضي تتعشى معانا ..لا يكون واعد حد 


عاصم ابتسم بتوتر واتكلم بكدب 


:لا ابدا ..بس ..بس كان فيه جماعه تانيين عزموني علي الغدا وقضيت اليوم معاهم 


حامد بخبث:

جماعه مين دول ياتري 


:الله ..جماعه وخلاص يا حامد ..جماعه جيراني يا عم 


حامد بتلميح: 

باين علينا هنسمع اخبار حلوه قريب وهنلبس بدل 


عاصم بسخرية: 

والجدع قال مستنيني مخصوص عشان يلبس بدل 

..بقولكم ايه انا ماشي عشان ورايا كام حاجه هخلصها 


:ماشي ايه يابني ..هو انت لحقت ..وبعدين وبعدين يادوب الساعه عشره ..هتروح من دلوقتي تعمل ايه

 

عاصم بتنهيده: 

معايا شويه حاجات هخلصها يا محمد ..وإلا انتو قعدتكم مينشبعش منها ..انتو عارفين ..هو انا يعني ليا مين اروح ليه 


خلص كلامه وسلم علي الكل وخرج عشان يروح 

اول ما دخل البيت لاقي مروه مش موجوده 


بص في الاوضه وفي البلكونه والمطبخ برضوا ما لاقاش حاجه 

للحظه قلق لا تكون خرجت من البيت ..بس هدي لما سمع صوت باب بيتقفل 


ثواني وخرجت مروه من حمام البيت وهي بتتحرك بسرعه ومش واخده بالها من عاصم اللي واقف علي جنب 


عاصم بصلها بنظرات غريبه وهو شايفها لابسه قميص قصير من اللي بيتلبس تحت العبايه وبتنشف شعرها 


مروه وقفت بصدمه لما لاحظت ظل حد واقف..بتبص لاقت عاصم واقف ومركز معاها ومع كل حركه منها 

بلعت ريقها واتكلمت بتوتر شديد وهي بتحاول تداري جسمها الباين بالفوطه 


:انا ..انا كنتوبس بستحمي ..و و..ثواني والاكل هيكون جاهز ..انا بس هلبس العبايه بتاعتي 


عاصم بسرعه: 

لا ..خليكي كده متلبسيش..


مروه بصتله بأرتباك بس رغم كده هزت راسها 


عاصم :

انا رايح استحمي واغير هدومي ..ابقي جيبي العشا وادخلي علي طول 


سابها ومشي بعد ما بصلها بصه غريبه مفهمتهاش 

وراحت عملت كل الي قال عليه 


بس المره دي انتهي بيها الوضع نايمه معاه علي نفس السرير بعد ما راحت عليها نومه من تعبها من اول اليوم 


..... 


كانت إجازه العيد خلصت وعاصم رجع لشغله وحياته الروتينيه 

لسه داخل من باب الشركه لاقي ايمن قاعد علي مكتبه الجديد بعد ما منصبه المهم نزل وبقي موظف عادي بدل ما كان من المسؤولين 


عاصم بصله بشماته منطوقه من عيونه 

قرب منه وهي بيتكلم بأستفزاز 


:صباح الخير يا أيمن بيه ..قصدي يا أيمن 


أيمن بصله وداس علي اسنانه ورغم كده ابتسم بغيظ ورد


:يا صباح  النور يا يا عاصم 


عاصم ببرود :

تؤ تؤ تؤ..مش عيب تنادي مديرك كده بأسمه حاف ..مفيش مستر عاصم ..عاصم بيه ..عاصم باشا

سيادة المدير ..مش عيب كده 


أيمن وقف وبصله بقرف واتكلم بسخريه 

:وماله يا عاصم بيه ..وماله يا سيادة المدير ..وماله يا مستر عاصم ..هااا اي طلبات تانيه 


في الوقت ده قربت سلمي لما لاقت انهم طولو مع بعض في الوقفه ساعتها سمعت عاصم اللي قال


:قصدك أوامر..اصل في العادة المدير بيدي أوامر للي أقل منه 


سكت لما شاف عيونه اللي قدامه ولعت عشان كده كمل بسماجه 


:في المركز..أقل منه في المركز ..واه كنت عاوز حاجه منك ..ياريت تجيب الورق بتاع اخر صفقه انت مسؤول عن مراجعتها عشان اتمم عليها ..ما انت عارف بقي مركز المدير التنفيذي ده حاجه صعبه اوي ومهمه 

يعني مينفعش اي شارده ولا وارده تعدي غير لما اعدي عليها بنفسي واطمن ان كل حاجه في السليم ..انت عارف بقي ده مال ناس وانا مسؤول عنه 


عاصم حرك عيونه لسلمي اللي باصه عليه وتقريبا قربت تنف جر من غيظها واتكلم بأستفزاز 


:ياريت تقولي لخطيبك يصحصح شويه يا آنسه سلمي 

مش معقول كده ..مش كل شويه هنبه علي الموظفين كأننا في حضانه 


أيمن بغضب :

وهو اما كنت بلعب ..مش شغال انا قدامك 


عصام ببرود:

اولا ياريت متعليش صوتك ..تاني حاجه..اه كنت بتلعب ..انا داخل وانا شايفك بتلعب في تليفونك ومش واخد بالك من اللي حواليك ..


اتحرك من قدامهم بمنتهي الهدوء والبرود 

ونظرات الاتنين لو كانت رصا ص كانت موتته 


سلمي قربت من ايمن واتكلمت وهي بتضغط علي أسنانها بغيظ


:عاجبك كده ..جبت لينا الكلام من اللي ما يسواش

بقي بذمتك ده مكتب واحد المفروض انه ابن صاحب الشركه دي كلها ..انت ازاي اصلا تسيبه يكلمك بالطريقه دي 


ايمن بصلها بضيق واتكلم بهمس 

:كانت نقصاكي انتي التانيه..بس معلش ليكي روقه ساعتها انا هعرف اكسر عينك كويس واطلع عليكي كل مليم صرفته عليكي ..أما سي عاصم ده إن ما كنت اوريك النجوم في عز الضهر مبقاش أيمن 


بعدها اتكلم بصوت وحاول يلطف الجو 

:معلش يا سلمي يا حبيبتي..اصل اللي زي عاصم ده طل ما يتنفخ اكتر فرقعته بتكون اسهل زي البالون..وانا في الوضع ده لفتره مؤقته ..


سلمي بغضب:

أيمن اتصرف ..انا مش هتحمل الوضع ده ..ومش هتحمل غلاسة اللي اسمه عاصم ..وبصراحه كده كارزميتك قلت من عيني بعد ما بقيت زيك زي اي موظف عادي هنا في الشركه ..خصوصا وانا شايفه عاصم بيتكلم معاك كده 


أيمن بغضب :

وهو انا يعني اللي راضي بالحال دي ..انا هروح اتكلم مع ماما وبابا بخصوص الوضع ده ..ومش هيعدي الشهر ده غير وانا راجع مكاني الطبيعي


سلمي بتحفز: 

أما نشوف


سابته ومشيت بعد ما قالت كده ..وأيمن متحتم ليها هي وعاصم وكل اللي شارك في اذيته وخساره منصبه في الشركه 

ع صوت أفكاره رنه تليفونه


فتح المكالمه واتكلم شويه بعدها خرج من الشركه بسرعه بعد ما استأذن ساعه 


.....


ايمن خرج عشان يقابل الي اتصل بيه ..وصل لمكان علي النيل ووقف بالعربيه لاقي اللي مستنيه علي أحر من الجمر 

نزل واتجه ناحيته علي طول 


اول ما وصل قلع نظارته واتكلم بضيق 


:ايه خلاك تتصل ..مش قولنا مش هنتواصل مع بعض لحد ما الدنيا تهدي يا مجدي 


مجدي بسخريه: 

مجدي حاف كده 


أيمن بسخريه مماثله: 

اه مجدي حاف كده ..ما انا لسه عاصم قايلي يا أيمن حاف 

 

مجدي اتكلم بجديه وغيظ 

:انت قولت اننا هناخد فتره مش بنتكلم ..بس عدي اكتر من شهر واحنا علي حالنا ..مفيش حاجه اتغيرت ..انا مش هينفع اكمل في الشغلانه دي اكتر من كدهو...مش بعد ما كنت في المركز بتاعي ده ..ابقي موظف عادي ..وعيل قد أولادي يبقي هو مديري وبيديني أوامر 


أيمن بغضب مماثل 

:والله الحال من بعضه ..الفرق ان حالي انيل ..بابايا يلقي صاحب الشركه والهلوما دي كلها وانا شغال عنده موظف عادي بعد ما كنت مدير وباخد أوامر من عاصم وحامد وست منه ..حتي سلمي بقي مركزها اعلي من مركزي 


مجدي بضيق :

مش مهم ..الفكره كلها كانت فكرتك ولعبت في دماغي وخليتني اخون ماهر ومش بس كده ده لما اتمسكنا خليتني اشيل شيلتك واطلعك مظلوم ومجني عليك 


سكت وكمل بغيظ :

ماهو لو مكنتش حاطط راسك برأس عاصم مكنش حاجه من دي حصلت 


أيمن بعصبيه :

يووووه..مش هنخلص بقي ..انت عاوز ايه دلوقتي يا مجدي 


مجدي بعصبيه أكبر: 

عاوز ارجع زي الاول يا أيمن..وعاوز ماهر يرجعني شغلي الاولاني..مش حتت محاسب عادي..واتصرف مع الللي اسمه عاصم ده ..عاوز الواد ده يدفع تمن عملته 


أيمن بفحيح: 

انت هتقولي ..ده انا اكتر واحد متغاظ منه ..سيبك انت ..خلينا بس نرجع زي الاول وعاصم ده ساعتها هنعرف نتصرف معاه ..اهم حاجه دلوقتي محدش يعرف حاجه من ده كله ولا حد يعرف اننا بنقابل بعض ولا لينا علاقه ببعض بعد اللي حصل ده كله ..هصبر بس كام يوم علي الوضع الجديد ده وبعدها كل حاجه هترجع لاصلها 


.....


في الصبح المنبه الاول رن 

ورغم ان عاصم سمعه لكنه حتي مكلفش خاطره يبص عليه وطفاه من سكات عشان يتنعم بالكام دقيقه زياده من النوم 

نص ساعه تانيه وكان المنبه التاني بيرن 


اتأفف واتدور علي المنبه طفاه وفرك شعره بكسل 

لسه هيتحرك من السرير عشان يبدأ يومه لاقي مروه لسه نايمه قدام الباب ومحضرتش ليه حاجته اللي رايح بيها الشغل ولا حضرت الفطار

 

عاصم بغضب:

ده انتي صباحك مش معدي النهارده..انا هعرف اخليكي تسمعي الكلام كويس .. عشان الظاهر اخدتي عليا بزياده 


بعدها قرب منها والشر باين في عيونه 


يتبع.... 


 14


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


بعدها قرب منها والشر باين في عيونه 

وقف فوقيها ولسه هيزعق فيها ...لكنه وقف لما شاف حالتها متغيره


نزل لمستواها في الارض ..لقي جبينها عرقان وجسمها بيتنفض بطريقه مش طبيعيه 


حط ايده علي جبينها لاقاها سخنه ناااار 


مروه فتحت عيونها وبصت في وشه والصوره مش واضحة بالنسبه ليها وملغوشه فضلت بصاله بلا رد فعل 


بعدها غمضت عيونها من تاني من غير ولا كلمه

عاصم بلع ريقه وقلق من حالتها ومن غير ذره تفكير كان واخدها بسرعه علي الحمام بعد ما استنتج انها محمومه 


قلعها هدومها ماعدا الداخليه ووقفها تحت الدوش وشغل المايه الساقعه وفصل واقف معاها حاضرها عشان متقعش

 

مروه اول ما المايه الساقعه نزلت علي جسمها المولع شهقت بفزع وصرخت غصب عنها ومن غير شعور حضنت عاصم اكتر وأكتر وسكتت لذرات المايه اللي نازله علي جسمها 


كل ده ومروه مش حاسه بحاجه ابدا هي يادوب بتشوف اللي حواليها .. بس الرؤيه طشاش


عاصم خلاها تحت المايه لمده عشر دقايق وطبعا كى الوقت ده وهي في حضنه واتغرق معاها 


قفل المايه وجاب فوطه كبيره لف فيها مروه وشالها وطلع بيها بره ونيمها علي السرير 


بعدها راح للكيس اللي فيه هدومها وطلعلها هدوم ناشفه 

بعدها رجع وقلعها هدومها كلها ولبسها هدوم تانيه وهو بيتحاشي انه يبصلها في حالتها دي 


خلص تغيير ليها وراح علي دولابه وجاب هدوم ىيه وغير هو التاني

 

رجعلها تاني لاقاها لسه بيتنفض بس خفت عن الاول 


عاصم بقله حيله: 

هعمل ايه انا دلوقتي..مش هقدر اسيبها في حالتها دي ..لو حالتها دي اهملتها ممكن تقلب معاها بنزله شعبيه وحالتها تسوء ..كان ناقصني هم انا يعني ..انا مش واخد بالي من نفسي لما هاخد بالي من غيري 


اتنهد بقله حيله وجه علي باله الشغل اللي المفروض يروحه دلوقتي 


ضرب رأسه بكف ايده وخرج تليفونه وطلب رقم 


:الو..ايوه يا حامد صباح الخير..

حامد معلش كنت عاوزك تغطي عليا النهارده عشان مش هقدر اجي الشغل 


حامد بقلق:

خير يا عاصم..حصل حاجه ولا تعبان 


عاصم بسرعه:

لا لا اطمن انا تمام بس حصلي ظروف مش هتخليني اقدر اجي الشغل النهارده 


حامد بقلق :

يا عاصم انت كده بتقلقني اكتر ..انت اخر مره تعبت مرضتش تقول وحالتك سائت علي الاخر وقعدت راقد في السرير اسبوعين ..فا لو فيه حاجه قول لو سمحت وبلاش الحركات دي اللي هو مش عاوز اشيل حد همي 


عاصم بأمتنان: 

والله يابني انا كويس وتمام وزي الفل الحمد لله ...الموضوع وما فيه ان واحده قريبتي تعبانه واتصلت بيا وللاسف ملهاش حد غيري  ..عشان كده هروح اخد بالي منها واجيب لها الدوا وممكن اشوف حد يقعد معاها لة لاقيت انها ممكن تطول في رقدتها 


حامد بهدوء: 

طب الحمد لله طمنتني..لو كده متشلش هم ..انا هيشيل عنك الشغل متخافش..ولو مستر ماهر سأل هقوله علي ظروفك وهو اكيد مش هيمانع انك تغيب النهارده..ما انت ياما كنت حاضر ..ومش بتغيب 


عاصم شكره وقفل معاه ..بعدها رجع بص لمروه 

وقرر أنه ينزل الصيدليه يجيب ليها اي خافض حراره 

ومسكن عشان تتحسن 


..... 


حامد كان وصل الشركه وواقف عند الاستقبال لما عاصم رن عليه وقاله علي غيابه النهارده 


في الوقت ده كان معدي أيمن وسمع الحوار اللي دار مة بينهم 

الاتنين استغربوا من طلب عاصم اللي عمره ما غاب عن الشغل حتي في عز مرضه 


أيمن قرب من حامد اللي بان عليه الاستغراب والدهشه 

وفي نفس الوقت قلق من طلبه وخاف لا يكون حصل معاه ظرف مش كويس 


أيمن بسماجه: 

صباح الخير يا حامد باشا ..


حامد بصله بضيق واتنهد ورغم كده رد عليه بهدوء 

:صباح النور يا استاذ أيمن..


أيمن بخبث: 

شايفك مش علي بعضك ..خير حصل حاجه 


حامد ببرود واستفزاز:

لا ابدا بس مستر عاصم بيه المدير التنفيذي مش جاي النهارده وكان بيبلغني بكده 


أيمن بقلق مصطنع وسخريه: 

يا خبر ..خير إن شاء الله..اكيد كان عنده ظرف قهري عشان كده مقدرش ينزل النهارده ..يلا ربنا يكون في العون 


حامد بصله ببرود واتحرك من قدامه من غير ما يرد عليه وهو اكتر واحد عارف العداوه اللي بين أيمن وعاصم 


أيمن بص لطيفه بعد مامشي وهو بيسأل نفسه بجديه 


:هو عاصم ده مخبي حاجه ولا ايه ..تصرفاته الأيام دي غريبه شويه ..معقول يكون وراه حاجه ...لو كده ممكن امسك عليه زله واجيب راسه في الارض بيها 

بس ازاي ..


سكت شويه وبعدها ابتسم بخبث وطلع موبايله وطلب رقم معين


:الو ..في واحد حبيبي كده عاوزك تجيبلي كام معلومه عنه ..وعاوز واحد يراقبه طول ماهو في البيت بتاعه 


.....


عاصم رجع البيت وجاب معاه الدوا المناسب لحالتها 

ومين اكتر منه هيفهم حالتها وهو يااامااا تعب وهو لوحده 

دخل لاقاها علي حالها 


قرب منها ومسك الأدوية اللي معاها وقرأ طريقه الاستخدام وكان فعلا هيديها الدوا..بس افتكر انها لسه علي لحم بطنها وما اكلتش حاجه 


راح المطبخ وفتح التلاجه وبقي يخرج اي حاجه سريعه 

وعملها واخد الاكل علي صينيه لاوضه النوم 


عدل مروه في نومتها وبقي يأكلها غصب عنها ..رغم أنها لحد دلوقتي مش حاسه بأي حاجه حواليها وبقت تخترف من الحمي اللي هي فيها وده قلق عاصم اكتر 


أكلها كام لقمه وبعدها جاب الدوا واده ليها وبعدها 

نومها تاني 


خرج شويه وقعد علي التلفزيون بعد ما طلب شويه طلبات من البواب


ثواني والبواب جاب الحاجه اللي كانت عباره عن فرخه وخضار عشان يعملها شوربه 


دخل الاوضه وحسس علي جبينها لاقي إن حالتها بقت احسن وارتعاشه جسمها بطلت ..حتي حرارتها خفت 

عاصم بصلها بغلب علي أمره 


:وبعدين في الحكايه دي ..إنا قلبت ممرضه لست مروه دي كمان...هو انا ناقص ..ده انا عامل زي الطفل الشريد

وعاوز اللي يهتم بيا 


اتنهد وكمل :

احسن حاجه اروح اعملها شوربه عشات تاكلها وتخف ..بدل ما انا عمال اندب حظي كده 


.....


تاني يوم كانت حاله مروه اتحسنت شويه ..بس ليه التعب باين عليها وعلي حركتها 


كانت يادوب بتقدر تدخل الحمام لوحدها أو تقف تشرب 

من غير مساعده ..بس مكنتش بتقدر تعمل اي حاجه من شغل البيت ومعظم يومها نايمه 


عصام اضطر أنه يروح الشغل ويسبها ..بس قبلها اهتم بيها وخلاها تفطر واداها الدوا ونامت 


بس استأذن في نص اليوم عشان يرجع البيت وده خلي الشكوك تزيد من ناحيته 


لكنه رجع عشان يهتم بمروه وهو مش قادر يسبها لوحدها وهي مريضه ملهاش حول ولا قوة 


وافتكر ايام مرضه ووحده وهو بيتمني ان حد.ياخد بحسه ويساعده في مرضه ..لكنه كان لوحده 


..... 


اليوك الرابع وكانت حاله مروه اتحسنت اكتر واكتر ورجعت لطبيعتها..غير بس انها كانت بتسعل من وقت للتاني 

لكنها رجعت لروتينها اليومي العادي 


ورجعت معامله عاصم معاها تبقي ناشفه زي الاول 

لكنها رغم كده مكنتش مضايقه ابدا وكانت دايما تبصله نظرات امتنان شديد 


وكانت دايما تفتكر لما كانت تتعب في بيت علي وكانت تفضل باليومين مرميه محدش بيسأل فيها 


ولولا ان يوسف كات بيجيب ليها اكل كان زمانها لو مامتتش من المرض كانت ما تت من الجوع 


لحد ما جه اليوم اللي غير كل نظراتها تماما 


.....


عاصم دخل البيت ولسه هنادي علي مروه لاقاها خارجه من اوضه النوم وشكلها متغير وباين عليها الرعب الشديد كأنها شافت شبح 

مروه قربت منه وهي حاطه ايدها علي بوقها بخوف وبتبص لعاصم زي ما يكون وحش هينقض عليها 


عاصم بريبه:

عملتي مصيبه صح ؟!


مروه متكلمتش وفضلت باصه عليه بخوف ولسه ضامه ايدها وحطاها علي بوقها 


عاصم بنفاذ صبر: 

عملتي ايه 


يتبع.... 


15


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:عملتي ايه 


مروه فضلت باصه عليه ومتكلمتش وعيونها اتملت دموع 

عصام بقي يبص حواليه بيدور علي حاجه مش طبيعيه 


لحد ما عينه وقعت علي اللي مروه خايفه منه 


قرب براحه علي الي شايفه ومسكه في ايده ورفعه 

لاقاها حا رقه  قميصه بالمكوي حر ق كبير والقميص باظ خلاص 

عاصم مصدق عيونه وهو شايف اكتر قميص بيحبه وغالي علي قلبه وهو بالشكل ده 


كان ممكن الموضوع يعدي لو مكنش ده القميص اللي اشترته ليه سلمي بعد ما اتخطبوا ونقته هي بنفسها 


عاصم بص لمروه بزهول لاقاها واقفه خايفه منه ومن رد فعله 

لكنه مشفش خوفها ده ..هو شاف بجاحه منها انها تعمل كده ..


شاف قله أدب منها انها تعمل كده 


شاف جحود منها انها تعمل كده 


عشان كده انقض عليها زي ما بينقض التمساح علي فريسته وهي جوه منطقته 


ومروه كانت جوه منطقه عاصم ولمست الوتر الحساس بتاعه 

كان بيصرب فيها بغل وغضب وكره 


ضرب لو كان راجل مكانها كان زمانه واقع من طوله 

مروه كانت بتتضرب من سكات ومش مطلعه صوت 

ولا حتي قايله كلمه آه تعبر بيها عن وجعها 


كانت زي الجماد مهما يتضرب ويتكسر ويتعمل فيه مش بينطق 


عاصم اتعصب اكتر واتجنن لما لاقاها مش مطلعه صوت رغم انه بيضرب فيها بقوه ..عشان كده زود قوه ضرباته ليها 


وبقي يضربها في مناطق حيويه زي البطن والصدر والوسط 

لحد ما مروه حرفيا بقت بتخلص بين ايديه وحست إن مصارينها اتقطعت من كتر الوجع والضرب اللي خدته 


بس رغم ده كله مطلعش صوت ومشهد قديم بيتعاد قدام عينيها 


فلاش باك 


علي كان ماسك مروه في الصالون بيضربها بعصايه الزعافه المعدن ومروه بتصرخ 


علي افتكر لما الجيران بتسمع صوات مروه بتيجي تحجز عنها ويشيلوها من تحت ايديه ويشتموه 


رمي العصايه ومسكها من شعرها بعنف شديد جدا لدرجه ان في خصلات من شعرها طلعت في ايده 


قرب وشه من وشها واتكلم بفحيح ونبره صوته اللي بترعبها...ونظره عيونه اللي زي الجحيم 


علي بفحيح: 

عارفه لو صوتي ولا طلعتي حس انتي وبتضربي ..هنود الضرب فيكي لحد ما تمو تي في أيدي وارتاح من وش امك ال****..عشان كده تتضربي وانتي ساكته ومسمعش منك صوت ...ولو عاوزه ازود الضرب فيكي اعملي بس ولو صوت صغير ..حتي كلمه آه متنطقيهاش 


في الوقت ده مروه كان عندها حوالي اربعتاشر سنه 


وكانت منال مش مخلفه غير مصعب وحامل في يوسف جديد 

ومن بعيد كانت منال بتتفرج وهي مبتسمه وماسكه ابنها بعد ما حرضت علي عليها عشان يضربها

 

لأنها بس طلبت تاكل ومنال كانت مستخسره فيها بواقي الأكل 

مروه بصتله وبصت لنظراته ورغم ان وشها وارم وملامحها مش واضحه 


هزت راسها بسرعه وتعب بلغ أشده 

علي رجع كمل فيها ضرب وكانت كل ما يطلع منها صوت يزود ضربه ليها 


لحد ما مستحملتش و أغمى عليها من كتر الوجع 

ومن ساعتها وهي بقت كل ما تضرب تكتم صراخها جواها لحد ما اتعودت وبقي ده حالها 


حتي لو فيه منشار بيقطع في جسمها حتت مش بتطلع صوت بعد ما عقلها اتبرمج علي الوضع ده 


باك 


رجعت لحاضرها لاقت عاصم لسه مكمل ضرب فيها وبيشتم فيها بألفاظ وحشه جدا 


وهي كل اللي في ايدها دموع نازله شلالات من سكات 

لحد ما عاصم بطل ضرب لما تعب وسابها مرميه علي الارض حتي وقوف مش قادره تقف 


بص عليها وعلي حالها ومفيش ذره شفقه ناحيته ليها اتحركت وهو شايفها مرميه في الارض وبتاخد نفسها بالعافيه ومفيش حته في جسمها ماطلهاش آذاه..


اخد مفاتيحه وخرج من غير اي ذره ندم واحده علي اللي عمله في مروه 


مروه بعد ما مشي بقت بتحاول تتنفس والوجع في جسمها ميتحملوش بشر ..بقت علي الحال ده فتره 

لحد ما اتقلبت علي بطنها وبقت تزحف ببطء لحد ما وصلت للحمام واترمت تحت الدش 


فضلت شويه بتاخد نفسها ..بعدها اتعدلت وسندت ضهرها علي الحيطه ومدت ايدها بضعف شديد جدا بعد قوتها راحت وفتحت المايه الساقعه عشان تخدر الآلم اللي حاسه بيه 


بس اول ما المايه لمست جسمها ولمست جرو حها 

حست انها عاوزه تصرخ من كتر الوجع بس برضوا مينفعش وكتمت صوت آهاتها جواها واتألمت من سكات زي ما طول عمرها بتعمل 


......


عاصم نزل من البيت وملامح القسوه بس اللي واضحه علي وشه 

ركب عربيته ومبقاش عارف يروح فين 


وكل تفكيره في اللي حصل ي الشركه من شويه مع سلمي ومخليه متعفرت ومش طايق نفسه 


بقي يضرب دريكسيون العربيه بغضب لولا علي العالم ممكن ينهيه 

وفي لحظه غضبه دي عقله استحضر ذكري حصلت من حوالي سنتين لما كان هو وسلمي مخطوبين 


فلاش باك 


سلمي وعاصم كانوا رايحين مول كبير وعاصم ماسك ايدها بتملك وكأنه بيوجه رساله للعالم كبه انها تخصه هو لوحده 


بصلها وهو مبتسم بسعادة بتتكون بس لمجرد انه شايفها قدام عنيه وسألها 


:بس لو اعرف انتي وخداني علي فين كده


سلمي بحماس: 

هشتري ليك حاجه علي ذوقي 


اخدته لمحل لبس رجالي وبقت تنقي بين اللبس لحد ما اختارت قميص أبيض 


عاصم بملل:

يابنتي انا معايا قمصان باللون ده كتير 


سلمى قربت منه بحماس واتكلمت بلهفه 


:بص القميص ده روعه بص لياقته عامله ازاي 


عاصم بص لتصميم القميص لاقاه عادي شويه إلا من الزخارف اللي مزينه لياقته واكمامه وخلي شكله مميز 


عاصم أبتسم ليها ورجع بص للقميص واخده منها وبقي يجربه غلي نفسه في المرايا 


سلمي بلهفه: 

انت بتعمل ايه ..ادخل جوه قيسه وشوفه عليك ..اكيد هيكون تحفه علي جسمك وعضلاتك المتقسمه 


عاصم غمزلها واتكلم بعبث:

قريب بقي هتشبعي منهم عضلاتي دول ..هروح بقي اجرب القميص 


باك 


عاصم فاق من سرحانه وبص حواليه لاقي نفسه موجود لسه في العربيه ومعرفش حتي هو علي الحال ده بقاله قد ايه 

عشات كده قرر يرجع تاني 


اول ما رجله خطت الشقه لاقي القميص لسه مكانه في الارض ..الد م غلي تاني في عروقه 


بيبص لاقي مروه خارجه من الحمام وهدومها غرقانه مايه وبتتسند علي الحيطان لحد ما وصلت وشافته 


ومن خوفها منه ضمت نفسها للحيطه


عاصم قرب منها ومسك القميص واتكلم بفحيح مرعب 


:عارفه القميص الي خربتيه ده بكاااااام 


زعق فيها في اخر كلمه وكمل بغضب 


:ده لا انتي ولا عيلتك تعرفوا تجيبوه..مغلطتش لما قولت انك جايه عليا بخساره 

عشان كده تمن القميص ده انتي هتدفعيه 

وبما انك واحده فاشله ملهاش شغله ولا عمله ..تمنه هيتخصم من أكلك..يعني هتاكلي يوم آه ويوم لأ 

والنهارده ملكيش طفح عشان تعرفي تخربي كويس ...وجربي..جربي بس تخربي حاجه تانيه وانا هطلع البلا الأزرق علي جتت اللي خلفوكي 


كل ده وهو بيتكلم في وشها وعيونه بقت حمرا وعروق رقبته هتطلع من مكانها 


بصلها بصه راعيتها اكتر وخلتها هتعمل حمام علي نفسها من كتر خوفها وبعد سابها ومشي 


...... 


:هااا  عملت ايه..فيه جديد


هز رأسه بالنفي وهو بيتكلم بضجر 


:لا ياباشا مفيش اي حاجه ..مفيش حد بينزل من البيت عنده ولا حد بيطلعله..ساكن لوحده حتي وهو جاي بيجيب طلبات عاديه جدا بتاعه البيت مفيش حاجه ملفته 


أيمن بغضب: 

اواي بس ..انا متأكد ان عاصم ده وراه حكايه ولازم اعرفها ..عاصم ده مش عِشره يوم ولا اتنين...ده شغال معايا في نفس الشركه بقاله سنين ..بس الايام دي حاله بقي متغير ودايما مستعجل علي الرجوع للبيت ..وعمل حاجه معملهاش بقاله سنين ..غاب يوم عن الشغل ولاسباب مجهوله 


الرَجل بضجر:

يابيه انا مراقب الراجل اللي بتقول عليه ده بقالي دلوقتي اسبوع ...مفيش حاجه حصلت فيهم ولا فيه اي رد فعل منه غريب

 

أيمن بغضب: 

هو انت خيخه اوي كده ليه..لا والمفروض ده مجال شغلك ..روح واسأل عنه ..اسأل البواب..اسأل جيرانه ..ادخل الشقه عنده وقلب في البيت وشوف هتلاقي ايه ..هو انا يعني هعرفك تعمل ايه ومتعملش ايه ..ولا اجيب واحد غيرك بدل القرف ده كله 


الرَجل بسرعه:

لا واحد تاني ايه بس يا باشا ..انا هتصرف وفي ظرف كام يوم هجيبلك الخبر الأكيد 

..بس انت يعني بحبحها شويه 


أيمن بصله بقرف وخرج مبلغ مالي من جيبه وحطه في ايد الرَجل 


:ادي دي دفعه والباقي تاخده لما تجيبلي حاجه عدله تستاهل عليها مكافأة 


الرَجل بص للفلوس بطمع وفرحه واتكلم بمكر 


:لا مادام انا شوفت البرايز يبقي الشغل هيبقي تمام وعلي مايه بيضا...


أيمن بترقب :

أما نشوف وخد وقتك بس هاتلي نتيجه ترضيني 


...... 


علي دخل البيت وهو حرفيا بيطير من الفرحه الي هو فيها 

رمي اللي في ايده ودخل بسرعه علي المطبخ 


لاقي منال مش واخده بالها وشغاله في الغدا 

اتسحب براحه لحد ما بقي وراها تماما واخدها في حضنه علي غفله وهو بيصرخ


:مفاجأة 


منال صرخت بفزع والأطباق اللي في ايدها طارت منها من خضتها 

بصت لعلي وهي بتتكلم بأنفاس هربانه منها 


:ليه كده ياعلي ..ليه كده يا حبيبي..ده انا كان نفسي اجيب بنوته صغننه ..تعمل فيا كده ليه 


علي بعدم فهم :

عملت ايه يا روحي بس ..انا بس كنت بعملك مفاجأة 


منال بتعب من الخضه :

مفاجأة ايه يا علي انا قطعت الخلف حرام عليك 


علي قرب منها واداها كوبايه المايه عشان تشرب وتهدي 


سألها بعد ما شربت :

هاا بقيتي كويسه 


منال بطمأنينه: 

الحمد لله بقيت كويسه..هااا خير بقي جاي منشكح اوي كده ليه وفرحان وبتعمل مفاجأت..فرحني معاك 


علي شدها بسرعه وخرجوا من المطبخ 

بعدها حاب الشنطه بتاعته وخرج منها ورق واتكلم بفرحه 


:والود ودي اقوم ارقص كمان..بصي علي دول بصي وملي عينك 


منال بصت للورق بعدم فهم وسألت 


:ايه ده برضوا انا مش فاهمه 


علي بلهفة: 

انا خلاص لاقيت حتت الارض اللي هنبني عليها مشروعنا..ومش هتصدقي السعر..حتي كلمت مهندس يعملي دراسه جدوي ويحسب التكاليف وكل حاجه ..وسألت في بنك من البنوك علي قرض وهناك اتوسطلي واحد صاحبي ليه واحد قريبه شغال هناك 

ووافقوا يدوني قرض سنوي بقيمه مليون جنيه ..علي الكام مليون اللي حيلتنا ونطلع بالعمارة 

وكل سنه ناخد قرض برضوا ونطلع بدور والدراسه بتقول ان الدور الواحد بيشيل شقتين واسعين واخر فخامه ..يعني الشقه هتتباع بالملايين يا منمن وهنعدي 


منال ابتسمت بسعاده وحضنت علي 

بس فكره ضربت بالها عشانن كده بعدت عنه وسألت 


:طاب والقرض ده هندفعله كام كل شهر ..وأكيد.هيكونو 

عاوزين ضمان بنفس قيمه القرض او ازود 


علي قعد وبقي يشرحلها براحه وواحده واحده


:بصي هم طالبين ندفع عشر تالاف كل شهر ..ده طبعا بعد تلتاشر..وده اتوسط فيه صاحبي وقريبه 

والضمان انا هديهم ورق الارض بتاعه الشرقية..كده كده اصلا تخص البت العبيطة 


منال بخوف:يالهوي عشر تالاف جنيه مره واحده ..ده المرتب يا علي هنتصرف ازاي كل شهر ..مصاريف البيت ومصاريف العيال والدروس والمدارس..كل ده هنتصرف فيه ازاي 


علي ببرود :

من المعاش بتاع الهبلة...هي مش بتاخد معاش كب شهر يعدي الخمس تالاف جنيه عشان مريضه وعندها توحد وحالتها ضنك خالص

 

منال بصتله بسخريه وعلقت:

انت هتكدب الكدبه وتصدقها ولا ايه ..ما انا وانت عارفين ان البت مروه سليمه وانسانه طبيعيه زينا بس احنا اللي مطلعين الاشاعه دي عشان نعرف نتصرف في ورثها وكل اللي يخصها ..لكن الحقيقه انها ولا فيها توحد ولا تمزق ولا اس هبل من الحاجات اللي بنقولها دي 


علي بصلها واتكلم بتحذير :

هشششش ..حسك عينك تقولي الكلام ده تاني ..احنا مفهمين الكل ان عقلها علي قدها وبالطريقه دي قدرنا ناخد ورث امها الله يحرقها مطرح ما راحت..وقدرنا ناخد لها معاش كبير حتي نصيبها في ورث ابويا ..كل ده تحت ايدنا ولوحد شم خبر انها طبيعيه ومفهاش حاجه كل ده هيطير من تحت ايدنا 


منال بنفاذ صبر: 

برضوا معاش العبيطة مش هيكفي ..دول يادوب خمس تالاف مطلوب هيجيبوا ايه ولا ايه 


علي :

اتصرفي يا منال مش انتي ست بيت دبري نفسك ..بيعي حتت صيغه من اللي عندك ..او اصرفي من الفلوس اللي حسابك في البنك ..انتي اكيد معاكي قد كده 


منال بحسره: 

مش لو كانت مروه موجوده دلوقتي كان زمانها هي اللي بتدفع مصاريف القرض من غير ما نغرم حاجه 


علي بصلها وقلب عيونه بملل وسابها وبقي يرتب في الورق وحلمه قدامه 


......


وزي ما قالو ..يبقي الحال علي ماهو عليه 

عاصم بقي مركز لمروه علي الوحده ونفذ كلامه انها تاكل يوم آه ويوم لأ 


كانت من اول الساعه ١٢ بالليل وهي بتتحرم من اي لقمه تدخل جوفها..لحد اتناشر بالليل اليوم اللي بعده..بس طبعا لان مفيش حد بياكل الساعه اتناشر كانت بتضطر تستني للصبح عشان تقدر تاكل 


حضرت الأكل بتاع الغدا وكانت مستنيه عاصم يخرج بعد ما غير هدومه ...وريحه الأكل بتدخل بطنها علي طول 


كانت واققه بتتأمل شكل الأكل اللي بتقعد تزين فيه وتفنن في شكله من كتر مابقي عندها وقت فراغ 


كانت بتتخيل طعمه وهو لسه سخن كده خصوصا الرز البسمتي اللي ريحته مفحفحه..ولا الفراخ بالخلطه 


وعليها من فوق شويه طحينه اكيد طعمها يجنن 

فاقت من التتنيحه في الأكل علي قعاد عاصم قدامها 

وابتدي ياكل ...فضلت باصه عليه  ومتابعه ايده اللي بتتحط في الاكل ونفسها تدوق حاجه منهم ومع كل لقمه بيبلعها كانت هي بتبلع ريقها معاها وتعض علي شفايفها بجوع 


عاصم بصلها لاقاها حاطه عينها في اللقمه اللي بياكلها 


زعق فيها بغضب 

:مبحلقه ليه هطفحيني اللقمه ..


اترعشت من زعقته وبصت بعيد ..لكنها سمعت صوته بيقول 


:غوري اترزعي في المطبخ ولما اخلص هناديكي..جاتك القرف 


مروه جرت نفسها لجوه المطبخ ولسه هتقعد في الارض 

لاقت صحيتها القطه قاعده في الشباك 


بس علي غير العاده كانت نايمه وضامه رجليها لقدام وبتبص لمروه بنظرات غريبه جدا علي قطه 


بتبصلها وكأنها موجوعه 

مروه فتحت الشباك وشالتها لاقت القطه برضوا بتبص لمروه بنفس الطريقه الغريبه 


مروه بزعل :

حقك عليا مفيش اكل النهارده..


سكتت وكملت 


:بس هو مفيش اكل ليا ..ممكن يكون فيه اكل ليكي ..مش عارفه انا هسأل عاصم بيه اشوفه ..بس خايفه يزعق فيا او يضربني تاني وانا جسمي لسه واجعني لحد دلوقتي وخايفه 

مروه استنت لحد ما عاصم خلص اكل وراحت عشان لتم الأطباق 

وقفت قدام عاصم بخوف وطلبت منه 

:ممكن ..ممكن اخد شويه اكل اديهم القطه عشان جعانه 

عاصم رفع عيونه ليها وبصلها وقلب عيونه واتكلم بسخريه

:مادام للقطه ماشي خليها تاكل ..اهو علي الاقل القطه ليها لازمه عنك ومش بتيجي علي صاحبها بخساره زيك 

مروه مهتمتش بكلامه وجريت علي المطبخ بعد ما اخدت البواقي وحطتهم في طبق للقطه عشان تاكل 

لكن القطه مرضتش تاكل وفضلت تبص لمروه وعيونها بتلمع بنفس النظره الغريبه 

بعدها سابت الأكل وقربت من مروه نامت في حجرها  وفضلت تنونو براحه كأنها بتكلمها 

مروه دموعها نزلت ومتعرفش ليه حست انها بتواسيها 

مروه بدموع:

انى مش زعلانه منه علي فكره ..ماهو معاه حق..انا جايه عليه بخساره وخربت قميصه الغالي انا حتي محلمش اني اخد القميص ده لو قدم عليه من كتر ما هو غالي ..عشان انا مروه مروه يا بسبوسه..مروه العبيطة الهبلة اللي عمر ما حد هيحبني ولا حتي يتقبلني 

خلصت كلامها وشالت القطه من علي رجلها عاشت ترجع تكمل تنضيف السفره 


......


سلمي كانت روحت من الشغل وغيرت هدومها 

كانت موجودة في الاوضه بتاعتها وموقفها النهارده مع عاصم شاغل بالها طول اليوم 


فلاش باك 


سلمي كانت موجودة في الكافتيريا بتاعه الشغل بتشرب قهوه في الاستراحه ومتعرفش ليه ايمن لحد دلوقتي مجاش مع انه قال انه هيحصلها 


كانت ماسكه فنجان القهوة ولسه هتتدور عشان تمشي 

لكنها حست بحد يتخبط فيها والفنجان المولع اتدلق عليه 

سلمي بصت بصدمه لعاصم اللي اتكب عليه الفنجان وهو باين عليه الآلم وبيبعد القميص عن جسمه عشان حراره السائل مش تأذيه اكتر 


رفع عيونه بحده للي كان السبب 


عاصم بعصبية: 

مش تاخد بالك يا غب..


سكت لما شاف اللي قدامه والكلام وقف علي طرف لسانه مش راضي يطلع

 

سلمي قربت منه بسرعه وهي بتخرج منديل من شنطتها وبتتكلم بتوتر


:اسفه بجد ..والله ما كان قصدي..انت اللي مره واحده ظهرت قدامي وخبطت فيا 


عصام بغضب أكبر: 

نعععم ..يعني انا المتصاب وكمان هطلع الغلطان عشان سيادتك ترتاحي 


سلمي بضيق: 

علي فكره انا بتكلم صح ..انت اللي خبطت فيا ..دي مش غلطتي ..وبعدين انا اعتذرت ..أظن ده كفايه 


عاصم بصلها بسخريه وقلدها 

:أظن ده كفايه ..


اتجاهلها وبعد القميص عن جسمه اكتر وحرارة القهوة مخلياه مش مرتاح 


كان رياح الحمام ينضف القميص ويعدل شكله اللي اتبهدل وهو متجاهل اللي وراه دي لحد ما سمع صوتها بتنده عليه 

التفت وبصلهى وهو راسم البرود ببراعه 


سلمي بتوتر:

علي فكره انا آسفه بجد ومكنش قصدي ..والله انت اللي ظهرت قدامي علي غفله عشان كدت خبطت فيك والقهوة اتكبت عليك 


عاصم اتنفس بهدوء ومن غير شعور عيونه خانته وبصت لملامحها بأشتياق وحب وهو شايفها قدامه اخيرا وقريبه منه بعد ما هجرته الايام دي كلها 


عاصم بهدوء: 

حصل خير ..انا مش زعلان 


لسه هيمشي لكنه وقف علي صوت أيمن اللي جه ولاقي الاتنين مع بعض 


:ايه ده في ايه يا سيادة المدير التنفيذي..ايه اللي مبهدلك كده 

عاصم بصله بسخريه وملامحه قلبت اول ما شاف أيمن وافتكر أن هو ده اللي سلمي باعته عشانه 


عاصم بسخريه: 

لا ابدا بس سلمي هانم تقريبا محتاجه تروح لدكتور عيون ..اصلي كنت قدامها وخلطت فا دلفت عليا قهوتها 


أيمن بصله واتصنع الاسف 

:تؤ تؤ تؤ..يا خبر ..ليه كدة يا لوما يا حبيبتي..ينفع تغرقي مستر عاصم كده وتبهدلي لبسه ..يروح ازاي بقي دلوقتي بشكله ده..


بص لعاصم واتكلم ببسمه سمجه 

:معلش يا عصوم امسحها فيا انا المره دي ..اصلك عارف سلمي حبيبتي حساسه اوي اوي ومش هتستحمل انك تتكلم معاها نص كلمه 


عاصم اتنهد بملل وقرف منه وستبهم ومشي لان الكلام معاه مضيعه للوقت 


سلمي فاقت من شرودها واتكلمت بضيق 


:كان لازم تدخل انت يعني يا أيمن ..بعدين انا مالي اصلا وبفتكر حاجه زي دي ليه ...ما خلاص بقى اللي كان بينا خلص وانا دلوقتي بقيت أخص واحد تاني 


كملت بوعبد لما افتكرت حركات أيمن 

:بس أيمن ده مش سهل زي عاصم..ولو سيبته يطول اللي هو عاوزه هيرميني في أقرب مقلب زباله 

ماشي يا أيمن فاكر نفسك مفتح اوي عليى يعني ...إن ما وريتك والمره دي يا ندخل في الجد يا إما هروح ادور علي واحد تاني غيرك ويكون ايده قصيره شويه 

في موضوع التحسيس ده ...ده انت زباله علي الاخر 

ياخي 


......


تاني يوم كان اليوم اللي مروه هتاكل فيه 

بس عاصم قرر حاجه غير كده لما خلاها تعمل اللي قاله 


يتبع.... 

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع