القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحلة عذاب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية رحلة عذاب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 



رواية رحلة عذاب الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم اسماء العذب حصريه في مدونة قصر الروايات 


السادس 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


:انا ..أنا..ما ماشفتش ف فلوس ول ولا اخدت حاجه 


عاصم قرب منها وجنونه زاد ومن غير ذره تردد 

مسك العبايه اللي لبساها شقها نصين بطريقه مرعبه 

لحد ما مروه كانت واقفه قدامه بهدومها الداخليه بس 


بصلها وهو مغلول وقرب منها مسكها من شعرها بعنف شديد وهو بيتكلم من غير وعي


عاصم:

طول عمرك كلبه فلوس تبيعي اهلك عشان القرش يا واطيه ...

قصرت معاكي في ايه انا عشان تعملي ده كله 

عملتلك ايه عشان تسيبيني وتروحي لغيري وتقعدي تتماصي عليه قدامي زي بنات الشوارع وال***

كل ده عشان أغني مني...كل ده عشان ساكن في فيلا وانا لا...كل ده عشان ابوه معاه شركات وملايين في البنوك وهو هيورثهم بعده...


حرك شعر مروه بعنف في ايده وكمل


:بس اللي متعرفيهوش ان ايمن ده فلاتي وبتاع بنات وكل يوم مع واحده واول ما هيطول منك اللي عايزه هيرميكي زي الزباله ولا هتكوني طولتي أبيض ولا أسود ...هتعيشي مزلوله وعينك في الارض ..ولاتعيشي كده ليه ما انتي واحده بجحه وعينك ميىته 

وتعرفي تستغلي الوضع الجديد لصالحك زي كل مره 


عاصم رماها في الارض وبقي يتحرك زي المجنون في الاوضه وبيكسر كل اللي يقابله رومي لحاف السرير في الارض وبعزق حاجه مروه وعمال يقول كلام كتير 


مش مفهوم منه حاجه غير أنه انضحك عليه وهو كبير 

بيبص علي غفله لاقي مروه قاعده في زاويه في الاوضه وحاضنه نفسها بايديها وبتحاول تداري جسمها بعبايتها المقطوعة والايد التاني حطاها علي بوقها عشان متطلعش صوت 


للحظه هدي من شكلها وعيونها اللي بتتابع اللي بيعمله برعب ..وحرفيا قربت تعمل حمام علي نفسها من كتر الخوف 

عاصم سابها ونزل وهو منهار وركب عربيته 


وساق بأقصى سرعه ليه وهو مش عارف حتي رايح فين ...فضل سايق لساعات 


لحد ما نزل علي الكورنيش 

وبقي يفتكر اللي حصل في إجتماع النهارده 


كان الكل موجود في المكتب الكبير الخاص بالاجتماعات وكل اللي مسؤول عن حاجه مجهز الأوراق المطلوبه عشان تتراجع في وجود ناس مختصه 


اتكلم صاحب الشركه ماهر ابو ايمن وهو بيوجه كلامه للكل 

:دلوقتي هنراجع كل شغل الشركه والحسابات والصفقات والمصاريف وكل حاجه ليها علاقه بالشركه بشكل سنوي زي ما احنا متعودين 


بص جنبه لابنه أيمن اللي قاعد ونافش ريشه علي الباقي وسأله

:ايه اخبار الصادرات يا ايمن ..ياريت تشرح كل حاجه بالتفصيل واستاذ مجدي واستاذ سميح هيراجعو معاك كل حاجه زي ماهي مكتوبه 


أيمن اتوتر وبص لواحد من الاتنين وغمزله بالخفاء 

وابتدي يشرح 


ويعرض الورق الي معاه علي المسؤولين الموجودين ورغم الاغلاط الكبيره الموجوده كلن محدش قدر يفتح بقه بكلمه لحد ما خلص واتنفس براحه 


بعدها جه الدور علي حامد واللي كان مسؤول عن حسابات الشركه 

بعدها جه دور عاصم واللي مهنته ليها علاقه بكل ده وليها فرع في كل وظيفه عشان كده كام اكتر واحد عليه مسؤوليه 


ابتدي الشرح وهو بيستعرض الأوراق الي معاه وأوراق الحسابات والكشوفات


لحد ما قعد واحد من المسؤولين الموجودين وهو بيقول ان فيه غلط


عاصم بعدم فهم: 

غلط ازاي يا مستر سميح ...انا الورق ده ماضي عليه بنفسي بعد ما تأكدت من كل حاجه فيه وانه مضبوط ميه الميه 


سميح بعمليه:

ازاي بس يا استاذ عاصم وانت بتقول ان واردات الشركه في مايو اللي فات لوحده اكتر من خمستاشر مليون في قسم التصدير لبره البلد 


وخمسه وعشرين مليون للصادارت المحليه 

وبعد خصم مصاريف الشحن والدعاية ومرتبات ده طبعا لو خصمنا حق المتريال والمكن بتاع المصنع 

الموظفين اتبقي سبعه مليون ...مع أن المفروض ان اللي يكون متبقي بالضبط

تمانيه مليون وستمائة وعشرين الف 

يعني كده ناقص مليون ستمائة وعشرين  ..راحو فين ..تقدر تقولي يا استاذ عاصم 


عاصم تنح ومعرفش يقول ايه ..سكت للحظات وبعدها دافع عن نفسه 


:ازاي بس حضرتك...هو ده المكتوب عندي واللي اتاكدت منه بنفسي...يبقي اكيد الغلط مش من عندي..انا مش عارف حصل كده ازاي 


ايمن بنرفزه: 

اومال من عند مين ..هز مش ده شغلك ودي وظيفتك...

ولما انت مش عارف حصل كده ازاي مين يعرف 

محمود بتاع الكافتيريا 


عاصم صك علي اسنانه واتكلم بعدم استيعاب 

:مهو ده اللي هيجنني..إن كل ده شغلي انا وانا مش بكتب حاجه واسجلها غير لما اتأكد منها كويس واعرف انها مضبوطه...يبقي ازاي غلط زي ده يحصل 


ماهر بترقب:

قصدك ايه يا عاصم 


عاصم بصراحه: 

يبقي اكيد حد لاعب في الحسابات وعايز يلبسها ليا حضرتك ..اظن ان انا شغال هنا من سنين ودي اول مره تحصل 


:وليه متكونش انت طمعت في المبلغ وخنصرته عشان تزود دخلك

 

عاصم بصلها بعيون بتقدح شرار وحاول يتكلم بهدوء 


:والله يا استاذه سلمي كل واحد ادري بنفسه وانى عارف نفسي كويس ...وعارف كمان مين الي يقدر يعمل حاجه زي كده ومحدش يقدر يحاسبه ..انا هنا بفصل مجهودي وتعبي ..وبقالي هنا سنين 


من اول ما كنت موظف عادي تحت التمرين لحد ما بقيت المدير التنفيذي للشركه...يعني مش هاجي وانا في مركز زي ده والعيون كلها عليا واحاول اعمل تصرف هايف زي ده ...وانا اصلا مش مضطر اني ابرر لأي حد حاجه..واللي عنده شكوي ضدي يقدمها لمستر ماهر ومستر ماهر التصرف الصح اللي يشوفه يعمله 


ايمن بغضب :

هو ايه اللي مش مضطر تبرر ده ..ولا هو ضربني وبكى وسبقني واشتكي ...انت ملزوم انك تبرر كل حاجه وقدام الكل...لأنك الوحيد اللي علي لايحه الاتهام 

ومش بعيد تكون بتخنصر من زمان ومحدش كاشفك 

و


عاصم وقف بعنف وقاطعه بحده:

الزم حدودك يا ايمن ...انا ساكت لتلميحاتك بس عشات خاطر مستر ماهر...إنما تسوق فيها كده مش هسمحلك 

انا انسان شريف وكل اللي عملته وبنيته طول حياتي من فلوسي وتعبي ومجهودي..ومعايا اللي يكفيني وزياده كمان ..غير ده كله ان عيني مليانه ومش هعض الايد اللي اتمدتلي ...وإذا كان حضرتك ليك رأي تاني فا دي مشكلتك مش مشكلتي 


ايمن بسخريه: 

ايوه ايوه حافظهم انا البوقين دول ...ااا


ايمن بطل كلام لما ابوه خبط علي الطربيزه بغضب واتكلم بحده :

بس بقي ..ايه مفيش اي احترام ليا ولا كأني موجود ...والله عال اوي ده احنا علي كده مش في شركه محترمه ...لى احنا بقينا في أتوبيس نقل عام وكل واحد عمال يلزق التهمه في غيره انه مدفعش تذكره 


رفع صباعه في عيون الكل حتي المسؤولين 

واتكلم بتحذير :


انا عاوز اعرف الغلط منين بالضبط ...اسبوع بالكتير اوي وعاوز الأوراق المضبوطه تكون علي مكتبي وساعتها هنعمل اجتماع مستعجل وهنعرف الغلط من عند مين ...ولوقتها مش عاوز اسمع حاجه من الألفاظ السوقيه دي ..احنا هنا في شركه محترمه 

ويلا كل واحد فيكم يوريني اللي عنده يمكن في أخطاء تانيه واحنا مش عارفين 


الكل سكت وماهر شاور لواحده اسمها منه انها تشرح اللي عندها 

بينما عاصم وأيمن كانو بيتبادلو نظرات زي الرصا ص

لو كانت حقيقه كانت اخترقتهم 


فاق من شروده علي صوت رنه تليفون


اتنهد بتعب ومسح وشه بأيديه وحاول يبان طبيعي 

عاصم بتعب:

ايوه يا منه 


منه:

عاصم في فلوس لاقيتها علي مكتبك ..الفراش لاقاها وسلمها ليا...ابقي عدي عليا بكره بدري عشان تاخدوا قبا ما ننشغل في الشغل وتنساها تاني 


عاصم بلع ريقه لما سمع هي قالت وعرف انه ظلم مروه 


عاصم بتعب أكبر: 

حاضر يامنه ..متشكر اوي لأنك بلغتيني 


قفل المكالمه واتنهد بتعب وكمل بص للنيل وهو حاسس ان الدنيا متأمره عليه


....


عاصم رجع من بره ملقاش مروه ظاهره في البيت 

دور عليها لحد ما لاقاها قاعده في المطبخ في الارض وغيرت هدومها وبتخيط العبايه اللي هو قطعها عشان تلبسها من تاني لان لبسها محدود جدا 


مروه مكنتش واخده بالها منه وسرحانه في اللي حصل النهاردة ودموعها مش مبطله نزول ولسه جسمها بيتنفض من الي عاصم عمله فيها 


وكل تفكيرها لما علي كان بيعمل فيها زي كده واكتر 

كان علي اتفه حاجه يرنها علقه موووت 


لحد ما مايبقاش فيها نفس ويغمى عليها من كتر الضرب ...واثار ضرباته وتعذ يبه ليها موجوده في كل حته في جسمها 

مروه اول ما التفتت قدامها شافته واترعشت وبثت لتحت بسرعه عشان تتحاشي اي تواصل معاه 


ولأنها خافت انه يضربها تاني

عاصم سابها لما شاف نظراتها ليه وخرج يشوف هيتصرف في المصيبه اللي وقت فيها دي ازاي 


.....


مروه كانت مشغوله وماسكه ورقه وقلم وبتكتب حاجات كتير 

عاصم دخل عليها المطبخ كان عاوز يشرب وكان بيحاول يتحاشي الكلام معاها من ساعه اخر موقف 


لكن لما شافها كده الفضول اخده وسألها 


:هو انتي بتكتبي ايه 


مروه بصتله بخوف وبلعت ريقها واتكملت بتقطع

:اصل ..اصل..كنت بك بكتب ط طلبات و و الحاجات اللي البيت محتاجها عشان رمضان 


عاصم ضم حواجبه بأستغراب وحاول يجمع هي تقصد ايه 

لحد ما اتنفض من الفكره وطلع موبايله بسرعه وبص في التاريخ لاقي إن النهارده خمسه وعشرين شعبان 


ضرب رأسه بكف ايده وهو مش مصدق انه نسي شهر رمضان ولولا مروه كان زمانه مش عارف ان كمان كام يوم في صيام والشركه بتقلل ساعات العمل الرسميه لكبار الموظفين زيه والشغل الناقص بيشتغله من البيت لو الأمر اتطلب


مروه بخوف :

هو ..هو حضرتك بتصوم في رمضان 


عاصم بصلها بعدم فهم لسؤالها


عاصم: 

بتسألي ليه ..كنتي ربنا وهتحاسبيني 


مروه هزت راسها بسرعه ودموعها نزلت بخوف وهي بتقول 


:لا لا يا بيه ..انا انا بس ..بس بسأل عادي عشان ..عشان لو حضرتك هتصوم الطلبات المكتوبه دي تتجاب بعد إذنك طبعا بس لو مش هتصوم يبقي خلاص مش لازم تتجاب 


عاصم بضيق: 

لا بصوم عادي ولا شيفاني مايك إزازه البيره ليل نهار بتمطوح بيها في الشقه


سكت شويه وبص الورقه اللي في ايدها وهي ادتها ليه  وبقي يقرأ اللي فيها


:بلح ..سوبيا ..خشاف...قمرالدين ..كنافة..مكسرات ..بسبوسه 

دقيق فينو باميه و...ايه ده ايه ده كله انا مش هعرف اجيب ده كله انا... دي طلبات كتيره اوي 


مروه افتكرت انه معترض عشان الطلبات كتيره وهتاخد فلوس كتيره عشان بلعت ريقها وكملت 


:هو ..هو حضرتك ممكن في حاجات نشطب عليها ...مش مهم ..ونجيب الطلبات المهمه بس ..وبكده مش هناخد فلوس كتير 


عاصم بصلها ووشه كشر واتكلم برفعه حاجب 

:هو انتي فاكره اني مش عاوز اشتري عشان الفلوس ...ليه شيفاني بكح تراب ...اصحي...انا عاصم 

العادل ..مش واحد من الحته اللوكل اللي جايه منها 


اتنهد شويه وفكر لما لاقاها خايفه منه ومنكمشه علي نفسها 

وهي اصلا معملتش حاجه لده كله 

عشات كده غير نبره صوته للهدوء 


عاصم :

انا مشغول جدا حاليا ومش هقدر انزل اجيب اي طلبات 

ومادام قربنا علي رمضان يبقي اكيد الشغل هيكون 

الضعف عشان نعرف نريح شويه في الصيام 

يعني مش فاضي من هنا لحد خمسه او سته رمضان 


مروه بتردد:

طب ..طب هنعمل ايه...حضرتك عارف ان رمضان ليه طلبات خاصه واكلات معينه و وحاجات يعني 


عاصم سكت شويه وبقي يفطر لحد ما جات له فكره مفيش غيرها لانه مضطر حاليا يوفر كل وقته للمشكله اللي في شغله 


عاصم:

بصي علي حسب علمي انك قبل كده كنتي بتشتغلي في الحاجات دي وبتشتري طلبات للناس...مش كده


مروه هزت راسها من سكات وهو كمل 


:طيب خلاص انزلي أنتي وهاتي الطلبات دي كلها وانا هديكي الفلوس اللي محتاجاها 


مروه بتردد:

وهو ده عادي 


عاصم بملل:

اه عادي...انزلي وهاتي الحاجه وارجعي علي طول ...مش نمره هي 


مروه هزت كتافها بمعني اللي تشوفه 


....


عاصم خلي مروه تنزل 

وراح قعد مكانه وهو بيخلص اىورق اللي في ايده عشان يثبت انه موظف كوفء ويعتمد عليه 


عكس اللي اتقال في الاجتماع 

قعد في الصاله وبقي يشتغل ويراجع كويس الأوراق المطلوبه ويتأكد من الصفقات المعموله لآخر سنه في الشركه 


بعد حوالي ساعه راح المطبخ يجيب حاجه يأكلها هو وبيشتغل 

فتح التلاجه وعلي غير المعتاد لاقاها مليانه اكل 

لانه قبل ما تيجي مروه كانت تلاجته فاضيه دايما 


اخد عصير وقبل ما ياخد اكل شاف حلل متغطيه علي البوتاجاز.. راحلها وفتحها لاقاها فيها اكل لسه معمول 


بلع ريقه بجوع وجاب طبق بسرعه وبقي يغرف لنفسه 

وراح ناحيه الطربيزه اللي في المطبخ وأكل عليها 

لحد ما خلص وشبع 


ساب كل حاجه مكانها لمروه تنضفهم بمعرفتها

وراح جاب العصير اللي طلعه ولسه هيخرج من المطبخ لاقي الكيس اللي مروه جات بيه اول يوم 


الكيس اللي فيه حاجتها 

فضيله اتملك منه وسند العصير وراح ناحيه الكيس وراح بيه في الصاله وفضاه في الارض وبقي يقلب في اللي جواه 

لاقي جواه اربع عبايات بيتي منهم اللي قطعها وهي خيطتها وجمعت اجزائها من تاني 


وأربع قمصان بيتي وعبايتين بنص كم 

علي كام غيار داخلي وكيس اسود صغير في حتت قماش تقريبا بترقع بيها لبسها لما يتقطع 


ولاقي فتله سودا وبيضا ومعاهم أبره..

وبالطو صوف اسود 


ومشط مكسور منه حته وفي اسنان منه مقلعه 

و أشيربين وتلت طرح ورباط ضغط وبلاستر طبي وكيس صغير فيه قطن وكيس تاني فيه شاش 

تقريبا كلها حاجات ملهاش لازمه 


لكن لفت نظره من بين ده كله حاجه بيضا طرفها باين 

شدها بالراحه لاقاها صوره مقطوعه 


بص فيها لاقاها لوحده شايله عيل صغير يادوب عنده كام شهر وجنبها واحد باين انه جوزها 


لكن الست اللي شايله العيل كانت مكان رأسها في الصوره مقطو عه او مقصوصه..المهم ان الست مش معروف مين هي 

لكنه استنتج ان دي ام مروه وده ابوها 


اتأمل كويس في حالتهم لاقي انهم لابسين لبس كويس وأم مروه لابسه صيغة وابوها باين عليه راجل موظف في وظيفه محترمه 

كل ده عاصم قدر يلاحظ رغم الجوده السيئه للصوره خصوصا انها من سنين طويلة 


عاصم ميعرفش لسه..بس طلع تليفونه وصور الصوره اللي في ايده وحفظها 


بقي يقلب علي صور تاني لاقي صوره لمروه وهي تقريبا عندها تلت سنين وكانت مع ابوها وواحد تاني عنده حوالي ستاشر سبعتاشر سنه...بس امها مكنتش في الصوره 

بس المره دي حال ابوها كان غير ...كان باين عليه العم والزعل والضعف 


خلي كل تركيزه علي مروه 

كانت بريئه جدا وحاطه صباعها في بوقها بكسوف وهي باصه للكاميرا وماسكه دبدوب في ايدها 


عاصم مقدرش ينكر ساعتها ان طلتها البريئة اسرته 

رجع ركز في الشخص الجديد اللي في الصوره 

ومع التدقيق لاقي انه علي اخوها ...


:ياااااه هو علي ده أكبر منها بكام سنه 


عاصم سأل نفسه لملابس علي طويل وطالعله شنب بسيط في الصوره وهو لسه في مرحله البلوغ بينما مروه يادوب لسه بتتعلم تمشي كويس 


دور علي صور تاني لكنه ملقاش 

رجع كل حاجه مكانها بسرعه وهو بيسأل نفسه ..يارتي ايه اللي وصل مروه للحاله دي ...وليه علس مش بيطقها كده ...عشان مش من نفس الأم يعني 


عصام رجع كل حاجه زي ما كانت ورجع الكيس مكانه 

وفي اسأله كتيره بقي عاوز يسألها لمروه بس كبريائه مانعه 


....


مروه نزلت من البيت وهي مش مصدقه انها خرجت اخيرا ...بقالها اكتر من عشرين يوم مخرجتش من هناك 

وهي اللي مكنتش بتدخل البيت غير علي النوم 


بصت حواليها وحاولت تلاقي اي مواصله لأن السوق اللي بتشتري منه بعيد عن هنا كتير 


بقت تتمشي علي امل تلاقي ميكروباص يقرب عليها المسافه وهي متبته كويس اوي في الفلوس اللي اخدتها من عاصم 

بقت تتمشي شويه لحد ما طلعت لشارع عمومي وهناك لاقت العربيات بكل انوعها ...شاورت لاقرب ميكروباص داخل عليها وسألته علي المكان اللي ريحاه لكنه جاوبها 


:للاسف المكان اللي عاوزه تروحيه مش بيركبوا ليه من هنا ..انتي هتتمشي شويه كده لحد اخر الأسفلت..وهناك هتلاقي مفترق طرق هتروحي شمال 

وهناك هتلاقي موقف ميكروباص تقدري تركبي منه للحته اللي عوزاها 


مروه بصت لآخر الطريق لاقت انه طويل ومسافه 

عسان كده هزت راسها بسرعه وهي بتحاول تستغل كل دقيقه 

بقت تمشي لحد ما كملت نص ساعه ولاقت مفترق الطرق اللي قال عليه السواق وراحت للموقف 


وسألت علي المكان اللي عاوزه تروحه والناس دلتها عليه وركبت اخيرا 


مروه بفرحه لنفسها:

اخيرا هركب مواصلات زي الناس ...يااااه ده كل فين وفين لما اركب مواصله لحد ما رجليا بقبقت 


عدت حوالي تلت ساعه ومروه وصلت اخيرا للمكان اللي عرفاه جدا وهي كانت بتيجي ايه كل يوم تقريبا 

حاسبت السواق واخدت منه الباقي وبعدها دخلت السوق وطلعت الورقه اللي كان مكتوب فيها طلبات كتير جدا وبقت تشتريهم طلب طلب 


لحد ما اخيرا خلصت مشتريات وحطتهم كلهم فس شنطتين كبار 

راحت مكان ما الميكروباص نزلها ووقفت واحد تاني 

والسواق سألها عن وجهتها 


لكنها اتصنمت مكانها والشنط وقعت منها لما اكتشفت انها متعرفش اسم المنطقه الموجوده فيها حاليا ولا فاكره جايه من انهو طريق 


مروه بهلع:

يانهار اسود...انا توهت 


يتبع.... 


السابع 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


عاصم كان لسه بيشتغل علي الورق وبيحاول يلاقي المشكله فين 

وطبعا حاجه زي دي مش سهله لأمه بيراجع علي حسابات السنه كلها يوم بيوم 


كمل حوالي تلت ساعات غير الساعه ونص الاولانيه 

لحد ما ضهره وجعه من كتر القعده 


وقف يتمشي شويه عشان يفرد ضهره ويحرك جسمه وراح البلكونه يشم شويه هوا وهيرجع يكمل 


بالصدفه بص في ساعه يده لاقي إن الوقت اتأخر والعصر أذن من اكتر من ساعه ومروه خارجه من قبل الضهر وكان المفروض تكون هنا من وقت طويل 


عاصم بتساؤل: 

اتأخرت ليه دي ...المحلات كلها جنب البيت ..اومال مرجعتش ليه لحد دلوقتي 


فضل يبص عليها تحت البيت علي امل انها تظهر لكن محصلش 


عاصم بنرفزه: 

راحت فين الهبلة دي ...انا غلطان اصلا اني خرجتها...

واحده هبله وأكيد تاهت ...بس يارب ما تكون قالت لحد انها متجوزاني ولا تقولهم علي اسمي ...اوووف ...اعمل ايه انا دلوقتي...


عاصم قرر انه هيستني شويه ولو مروه مجتش هو هيروح يدور عليها 


وفعلا رجع كمل شغله بس باله مشغول بيها 


عشان كده اتنهد بزهق ونزل يدور عليها حوالين البيت 

في المحلات 


..... 


مروه كانت لسه تايهه وبتبص حواليها نظرات عيل صغير تايه من أهله 


حست بوجع في رجليها بعد ما مقدرتش تشيلها وراحت علي أقرب رصيف وقعدت ...ولأن الشنط تقيله مكنتش مساعده 

مسحت العرق اللي نزل منها من شده توترها وخوفها 


كالعاده رجليها بقت تخبط في بعض وهي بتبص شمال ويمين يمكن تفتكر اي علامه ترجعها او تخليها تفتكر الطريق 


لكن مفيش ...كأنه راسها بقت فاضيه مفيش حاجه مجمعه معاها وبقت حاسه انها عيله صغيره لسه خراجه للدنيا جديد 


.....


منال كانت لسه في الدوامه اللي دخلت فيها من غير معاد 

كانت ماسكه السجاد بتغسله لان ده معاد غسيله 

ورغم كل اللي فيها لكنها كانت بتحاول علي قد ما تقدر تكمل شغل بيتها ومطالب عيلتها مش عشات هي ست بيت شاطره او ست أصيله 


لا عشان خافت تقصر في حاجه الناس تجيب سيرتها 

بالعاطل ويقولو عليها خايبه 


وأكبر مخاوفها ان علي لما يشوف تقصيرها في البيت يبص بره ويروح يدور علي واخده تانيه خصوصا بعد ما القرش جري في ايده 


عشان كده كانت خايفه انه يبص بره ..لان دي طبيعه الراجل لو مراته مهتمتش بيه واخدت بالها منه ومن تفاصيله هيروح يدور علي الأهتمام بره ..


كانت مغرقه الدنيا مايه وصابون ونازله دعك في السجاد وكل تفكيرها ازاي مروه كانت بتتعمل الشغل دن كله يوميا وبترجع علي رجليها عادي 


وقفت ونفضل ايديها من الصابون اللي فيها لما سمعت رنين الموبايل بتاعها وراحت ترد لاقته جوزها


منال بتعب: 

ايوه يا علي 


علي بسعادة: 

منمن حبيبتي ليكي عندي خبر بمليون جنيه ...لى مليون ايه بأتنين مليون جنيه ...


منال بلهفة: 

خير يا حبيبي خبر ايه ده فرحني بدل الغلب ده 


علي بفرحه:

لاقيت الارض بتاعه المشروع اللي قولتلك عليه ..ومش هتصدقي المكان ولا موقعه ولا سعر الارض ...حاجه كده لُقطه من كتر فخامتها 


منال بأنتباه:

ايوه والأرض دي حقها كام..اوعي تقولي انها غاليه اوي 


علي بتهرب: 

بصي التفاصيل دي هنتكلم فيها لما ارجع ...


منال :

ليه ما تقول دلوقتي ..ما انت لسه قايل انك لاقيت الارض...اديني تفاصيلها بقي 


علي :

يا حبيبتي افهمي ...انا من فرحتي مقدرتش امسك نفسي وقولت ابلغك...بس التفاصيل دي حاجه تانيه .. عاوزين كده نكون قاعدين علي رواق احنا الاتنين ونفكر مع بعض وكل واحد عنده فكره يعرضها علي التاني 


سكت شويه وكمل بخبث


:وياسلام واحنا وبنفكر لو كنتي لابسه حاجه كده شفتيشي ومجهزه الجو ...عشان نطلع بأفكار عنب 


منال بصت للمكان حواليها والشغل اللي فوق دماغها وهمست لنفسها:


ما حقك تقول كده ما انت مش شايف المرار الطافح اللي انا فيه 


بعدها اكملت بصوت مسموع: 

حاضر يا حبيبي ...اخلص بس اللي في ايدي واريح ساعه كده ولا اتنين عشان اكون فايقه ومصحصحه لكل حاجه ..وانت لازم تقولي كل حاجه بالتفصيل يا علي ...الفلوس دي هي اللي حيلتنا وانا مش مستعده اضيع جنيه علي الفاضي ..دول تعب سنين


علي بسخريه:

متحسسنيش انك اشتغلتي بيهم يا منال ...دول تعب البت الهبلة...


منال بغرور: 

هي البت الهبلة لولا توجيهاتي و اوامري كانت عرفت تطلع بمليم احمر ...التعب الحقيقي هو تعب التفكير والدماغ مش الجسم يا لولي 


علي بمدح:

احبك وانتي واثقه من نفسك وعارفه قيمتك يا روحي ...عشان كده باخد رأيك في كل كبيره وصغيره 

عشان عارف انك دماغ 


نهي المكالمه مع منال ومنال رجعت تكمل شغلها عشان تعرف ترتاح شويه 


خصوصا ان عيالها لسه في المدارس بتاعتهم 

لكن لسه هترجع لشغلها سمعت صوت جرس الباب 


منال بأستغراب: 

غريبه ..مش ده معاد المدرسه ...يبقي دول مش العيال...اومال مين ياتري 


عدلت شكلها وراحت تفتح لاقتها الحاجه سميه 


قلبت عيونها بملل وسألت :

خير يا حاجه سميه ..مش من عادتك تيجي عندنا خصوصا أن مروه اتكلت خلاص

 

الحاجه سميه بصتلها بقلق وسألت

:طب هو انتي يا بنتي متعرفيش عنها حاجه..مكلمتكيش ولا شوفتوها صدفه حتي 


منال بسماجه:

لا ...لا كلمتنا ولا زارتنا ولا حتي اتقابلناصدفه ...منعرفش عنها حاجه خالص

 

الحاجه سميه :

طب ..طب اديني انا عنوانها اروح اطمن عليها واشوفها 

واطمنكم عليها 


منال هزت كتافها بلا مبالاه وقالت 

:ومين قالك أننا قلقانين ولا حتي هي في بالنا..وبعدين يا حاجه احنا مش معانا العنوان ..كل اللي نعرفه انها سكنت في المهندسين..بس فين منعرفش ..وعلي صدق ما خلص منها ومش بيحب يجيب سيرتها 


الحاجه سميه بصتلها بكره ونفور ولو تطول كانت تفت في وشها من بجاحتها وعينها الميىته 


لكنها اكتفت انها بصتلها بصه كلها استحقار وقرف وسابتها من غير ولا كلمه وخرجت من سكات 

ومنال بادلتها نفس النظره 


منال بقرف:

ايه يختي الناس دي ...كانت من بقيه اهلك مروه عشان محموقه عليها كده

 

هزت كتافها بمعني ولا يهمني ورجعت تكمل شغلها 


عشان تفضي لسهره بليل وتشوف علي والأرض اللي لاقاها دي موضوعها هيرسي علي ايه 


.... 


عاصم نزل وبقي يتلفت حواليه يمين وشمال 

وكل تفكيره ان مروه راحت لأي سوبر ماركت هنا او محل بقاله تشتري منه الطلبات 


ومجاش في باله ابدا ان مروه ركبت مواصله وطلعت بره الحته كلها 


بقي يتمشي ويروح كل المحلات القريبه من البيت لكن ما لاقاش حاجه...عشان كده ابتدي يبعد شويه 


وابتدي يسأل أصحاب المحلات والعمال عنها ..بس برضوا محدش دله عليها ...وكله بيقول أنهم مشفوهاش 


عاصم بقلق:

وبعدين..راحت فين دي ..يكونش طمعت في الفلوس واخدتهم ومشيت ..ولا يكونش ما صدقت تخرج وهربت ...


عاصم افتكر حاجه ونفي الفكره دي لأنها شبه مستحيله و كمل


:طب هتكون راحت فين..تكونش لما ما عرفتش ترجع رجعت بيت اخوها 


اتنهد بقله حيله وهو بجد مش عارف يعمل ايه 

مسح وشه بأيديه بتعب 


عاصم: 

هو انا هلاقيها  منين ولا منين..


لحظه وهو واقف مكانه افتكر حاجه معينه جات في باله 


عاصم بتفكير :

معقول تكون راحت هناك ...انا قولتلها تروح تجيب الحاجه هي ..لكن مقولتش ليها تروح فين بالضبط وهي اكيد راحت المكان اللي تعرفه ..يعني هي دلوقتي مش في الحته هنا اصلا ورجعت لحتتها القديمه للسوق اللي ..


بطل تفكير ورجع البيت بسرعه 


طلع الشقه  واتأكد انها لسه مرجعتش اخد مفاتيحه ونزل تاني 

ركب العربيه وهو عارف هيلاقي مروه فين وبيتمني احساسه يصدق 


عدت حوالي نص ساعه ووصل المكان ولأن ده سوق شعبي كات المكان زحمه جدا وكان صعب عليه يتمشي بالعربيه 

عشان كده ركبها علي جنب ونزل يدور عليها علي رجله 

كانت عيونه بتتلفت في كل مكان علي امل انه يلمح طيفها وهو بيلعن اللحظه اللي قالها انها تنزل 


بقي يتمشي ويروح ويجي في كل مكان ويدخل المحلات بتاعه الاكل لان ده يعتبر هو سبب نزولها

لكن برضوا مفيش فايده ..مش لاقي ليها أثر 


عاصم بتوعد:

ماشي ..بس الاقيكي ..إن ما وريتك علي الحركه دي نا ابقاش انا عاصم 


بص حواليه بتعب وكمل :

بس الاقيكي الأول 


كمل تدوير عليها ..لكن برضوا مفيش فايده ..ضربت راسه فكره انها يمكن رجعت عند اخوها لما معرفتش ترجع..عشان كده قرر يروح يسأله يمكن هي هناك 


عند مروه كانت لسه بتتلفت حواليها ودموعها بقت تنزل منها بخوف ..


وأكبر خوف ليها انها في الشارع لوحدها والليل خلاص ليل والناس كلها هتروح بيوتها وهي هتفضل لوحدها في الشارع مع المجرمين والحراميه اللي بتمسع عنهم من كل الناس ..وبتسمع عن الحاجات الفظيعه اللي بيعملوها في الناس ..خصوصا لو كانو بنات 


مروه بخوف:

انا ..انا احسن حاجه اروح عند منال وعلي اقعد هناك او اطلب منهم انهم يرجعوني لعاصم ..واهو اخد علقه احسن ما اقعد في الشارع مع الناس المجرمين


مروه ووقفت وقررت انها هترجع بيت علي من تاني 

عشان كده مسكت الشنط وبقت تخرج من السوق واحده واحده لحد ما بقت برا 


ولسه هتتحرك عشان تروح بيت علي اللي عارفه طريقه اكتر من اسمها 


لكنها وقفت مكانها لما شافت حاجه خلتها تقف وتركز فيها كويس لحد ما اتعرفت عليها 


ولما اتاكدت منها قربت عليها بلهفه 

ايوه فعلا هي عربيه عاصم...إللي حفظت شكلها من المره اللي ركبت فيها هناك وحفظت نمره العربيه 


جريت علي العربيه بسرعه وكلها امل ان عاصم هنا وهتروح معاه ..لكن اكيد مجاش في بالها ان عاصم هنا عشان بيدور عليها ..كل تفكيرها ان عاصم هنا لان عنده شغل أو نزل يتمشي او نزل يعمل ايه حاجه 


غير أنه يدور عليها ..ماهو مين هيدور علي مروه اللي ملهاش لازمه 


بقت تبص جوه العربيه لكن ملقيتش حد بقت تتلفت يمين وشمال وورا وقدام وبص في كل الاتجاهات عشان تشوف وين عاصم 

لحد ما لاقيته جاي عليها ووشه مقلوب لانه ملقاش وهيضطر يروح لاخوها المنتن عشان يسأله يم..


عاصم فاق من أفكاره لما حس بحد بيترمي في حضنه 

وللمفاجأه كانت هي اللي بيدور عليها ..مروه 


مروه متعرفش ازاي..بس اول ما شافت عاصم 

جريت عليه حضنته وهي بتعيط من الفرحه انه لاقاها ومش هتروح لعلي او مش هتبيت في الشارع 


عاصم بعدها عنه وبصلها واتنهظ براحه انه لاقاها 

عليي عكس مروه اللي حست بالأمان اللي افتقدته لما حست انها خلاص تاهت ومش هتعرف ترجع تاني 

لكن نظرات عاصم اتبدلت لما افتكر اللي عملته والقلق اللي خلته يحس بيه 


قبض بأيده علي دراعها وبقي يشدها بسرعه للعربيه 

ورماها جوه

 

بيبص في الارض لاقي الأكياس اللي اشترتها اخدها ورماهم عليها بقوه من غير ما يهتم انهم تقال وممكن يأذوها 


أما مروه عرفت ان ليلتها مش هتعدي ..وفي عقاب قاسي مستنيها لما ترجع 


....


:ادخلي 


قالها عاصم وهو مكشر وباين عي ملامحه النرفزه والعصبية 

مروه دخلت وهي منكمشه علي نفسها وخايفه وكالعادة جسمها عمال يتنفض وهي متخيله عاصم وهو بيضرب فيها زي علي لحد ما يغمي عليها 


دخلت وسندت الأكياس في الارض وعيونها متشالتش

عنهم وهي قاعده بتفرك في ايديها بتوتر شديد 


عاصم فضل واقف قدامها متحركش 

مرووه حاولت تبرر وتدافع عن نفسها عشان كده اتكملت بصوت يادوب طالع وكلمات مهزوزه 


:انا..انا ر روحت اجيب الحاجات ال المكتوبه و و لما خلصت جيت ارجع بس..بس معرفتش.. ال ..المكان انا..انا نسيته ..بس بس انا انة حفظت الطريق خلاص والمره الجايه هعرف ارجع لوحدي 


جسمها اتنفض لما زعق فيها بسخريه كبير وغضب 

:وهو كمان هيكون في مره جايه ...ليه اتجننت عشان اخرجك تاني يا هبله انتي...مش فاهم انا ازاي اخوكي ومراته كانو بيشغلوكي ويخلوكي تروحي بيوت الناس 

وكنتي بترجعي كل يوم عالبيت عادي ...وانا يادوب قولتلك روحي مكان قريب  اختفيتي ومظهرتيش 


مروه ببكا: 

والله يا بيه حاولت ارجع بس مكنتش عارفه اسم المكان ولا افتكرت ارجعه ازاي ..لاني علي طول كنت بروح المكان مشي عشان كده كنت بعلم الطريق بأي حاجه ..بس المره دي ركبت مكروباص عشان الطريق بعيد ومعرفتش أعلمه 


عاصم بجنون:

وهو ايه يوديكي هناك اصلا ..هو احنا ساكنين في صحرا مش فيه محلات هنا وكل حاجه موجوده حوالينا ايه يخليكي تروحي الحته التانيه دي يامتخلفه 


مروه بخوف :

والله وو والله مش قصدي ابعد ولا اخالف كلامك..بس ..بس انا يا بيه كنت متعوده اشتري كل حاجه الزباين من السوق ده لان الأسعار هناك ارخص 

وانا لاني متعوده علي كده روحت هناك من غير تفكير 


عاصم.كان هيقرب منها ويطلع غيره كله فيها 

لكنها كانت بتعيط وجسمها عمال يتنفض وعماله تمسح دموعها بكم العبايه بتاعتها في منظر خلي قلبه يرق ليها 

واتراجع عن اللي كان هيعمله بعد ما داس علي سنانه بغضب


حاول يغير نبره صوته يخليها اهدي وسألها


:وعلي كده رجعتي حاجه من الفلوس اللي ادتهالك


هزت راسها بسرعه وهي بتجيب طرحتها علي جنب 

كان فيها عقده كبيره حلتها وخرجت منها الفلوس اللي فيها واديتها ليه بسرعه 


مروه بلهفه: 

اهم يا بيه ...والله العظيم والله العظيم يا بيه ما اخدت منهم جنيه إلى فلوس المواصلات بس اقسم بالله 


عاصم بصلها بعدم فهم وهي بتحلف بالطريقة دي 

كأنها متهمه بسرقه بنك وبتحاول تبرأ نفسها 


عاصم لما عد الفلوس لاقاها مرجعه مبلغ كبير منها 

تقريبا نص الفلوس وهو اللي افتكر انها مش هترجع حاجه إلا كام جنيه لان الأسعار هنا غاليه جدا وده اللي اكتشفه في اللحظه دي 


رفع راسه بسرعه وسالها :

حد عرف أننا متجوزين ولا حد سألك انتي مين ولا اتكلمتي مع حد هنا وطول معاكي في الكلام 


مروه بوجع :

متخافش يا بيه والله ما حد عرف اني اعرفك اصلى..والناس هنا نضيفه اوي اوي ...وانا زي ما انت شايف ...يعني اكيد محدش منهم هيقرب من واحده زيي ...اكيد افتكروني خدامه عند حد ولا واحده بتنضف البيوت  ..هي صحيح شغلتي بس برضوا محدش سألني ولا جه جنبي ..اطمن 


هز راسه من غير كلام و

التفت عشان يمشي بس  قبل ما يمشي وطبصلها من تاني بنظره غير مريحه وكمل


:بكره الخميس ...عاوزك تكوني جاهزه اول ما انده عليكي ..ومن هنا ورايح كل خميس من بعد العشا تكوني جاهزه ومستنيه ..مش بحب اعيد كلامي أو اقوله مرتين ...مفهووووم


مروه بسرعه:

مفهوم ..مفهوم


سابها ومشي دخل اوضه مكتبه عشان يكمل شغل ...رغم ان الاوضه دي مبقاش يدخلها غير لما مروه جات ...لان البيت اصلا مكنش فيه غيره ...عشان كده كان بيقعد فيه براحته 

ومشهد مروه وهي بتترمي في حضنه مش مفارق باله 

وكأنها لاقت الامان بعد ما كانت خايفه 


مروه يادوب مشي من قدامها وقعدت في الارض تاخد نفسها وهي بتحمد ربنا 


بعد ما كانت فاكره انها هتتأدب وتتربي من اول وجديد 

علي ايدين عاصم 

لكنها مصدقتش لما عدي الموقف من غير اي عقاب 


مروه بأمتنان: 

الحمد لله..الحمد لله يارب ...كنت فاكره ان حاجه زي دي هتوديني ورا الشمس و اخد علقه موووت من اللي عملته ...لكن محصلش حاجه الحمد لله...الحمد لله 


يادوب اخدت نفسها وقامت دخلت المطبخ ترتب الحاجه اللي جابتها وترصها في مكانها 


لكنها افتكرت طلب عاصم ان بكره الخميس 

وجسمها بقي يرتجف من اللي بيعمله معاها وعقلها مش قادر يستوعب الحاجات دي ولا متقبلها 


حتي جسمها بينفر من لمساته اللي بالشكل ده 

عندها اهون انه يضربها او انه يلمسها بالطريقه البشعه دي 

غمضت عنيها بألم لما عرفت انها ملهاش حق تعترض علي اللي بيعمله  فيها 


مينفعش ترفض ولا تتمنع ولا حتي تتهرب منه 

لان النتيجه هتكون مش في صالحها عشان كده استسلمت للأمر الواقع عشان تتحاشي آذاه 


....


في اول سحور في رمضان 

كانت مروه صحيت الساعه واحده ونص ودخلت المطبخ عشات تجهز لسحور اول يوم رمضان والي المفروض يكون بعد ساعات قليله 


وطبعا لانها قديمه في الشغلانه كانت في ظرف نص ساعه نحضره كل حاجه ومخلصه 


بصت لكل حاجه برضا وهزت رأسها ببسمه 

وراحت علي اوضه عاصم 


بس وقفت علي الباب وهي مش عارفه تصحيه ازاي 

او بالاصح هي خايفه تصحيه احسن يشخط فيها او يتعصب عليها 


واللي الظاهر نسي ان بكره رمضان لانه مجبش اي سيره للموضوع او حتي نبه عليها انها تصحيه في معاد معين او تعمل اكل معين ..مجبش سيره خالص 


مروه بتردد: 

يارب ما يتعصب عليا ولا يزعق انا ما صدقت انه بقاله كام يوم كويس معايا وبقي هادي 


مروه دخلت الاوضه ولسه هتتكلم عشان تصحي عاصم 

لكنها سكتت بخضه لما فتح عيونه مره واحده بشكل مرعب 

بعدها بصلها نظره غريبه ونطق جمله أغرب 


عاصم :

عرفت عملتوا ايه و هتندموا 


يتبع....


الثامن 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه بصتله بفزع من حركته دي ومن كلامه 


رجعت لورا وهي مش فاهمه هو قال ايه او يقصد مين 

لكنها حست بالخطر من طريقه كلامه 


عاصم اتعدل في قعدته وعيونه كانت بتلمع بوعيد 

وكأنه عاوز ينتقم من حد 


فضل علي الحالي ده فتره ومروه مش عاوزه تطلع صوت عشان ما ينتبهش ليها وياخد باله منها 


لكنه حرك عيونه ناحيتها وسألها بجمود 


:خير عايزه ايه انتي كمان ..وايه مدخلك الاوضه كده 


مروه بتلعثم: 

الل ..الاكل جاهز وانا كنت داخله اصحيك عشان تاكل وبعدين انت صحيت وبقيت تقول انك هتندمهم 

وانا انا معرفتش اعمل ايه 


عاصم بضيق: 

وانتي من إمتي بتعرفي تعملي حاجه ...اخلصي عايزه ايه في ليلتك دي 


مروه بتوتر: 

ال السحور ..انا حضرت السحور وجيت اصحي حضرتك عشان تتسحر 


عاصم افتكر ان النهارده اول سحور عشان رمضان بكره بعد ما الرؤيه اتأكدت 


مسح وشه عشان يشيل اثار النوم وقام من غير ما يوجه كلمه للي واقفه دي 


راح ناحيه السفره ولاقي السحور جاهز وحرفيا كان يجوع الشبعان من شكله الحلو


قعد وبدأ ياكل ومروه واقفه جنبه مستنيه البواقي اللي هيتفضل بيها عليها 


خلص اكل ونفض ايده..بص في الساعه لاقي إن لسه في حوالي ساعه ونص لحد الفجر 


عشان كده قرر يرجع يكمل نوم ...لأن بكره يوم طويل خصوصا في الصيام 


مروه بأرتباك:

هو حضرتك خلصت اكل 


عاصم بلا مبالاه: 

اه خلصت لمي الأطباق ونضفي السفره 


مروه بتردد: 

طب ..طب ..انا ..انا 


عاصم بتأفف :

اخلصي انتي لسه هتهتهي..انطقي 


مروه بأرتباك سألته: 

أكل؟ 


عاصم فهم انها بتاخد الأذن منه زي كل مره..لانها مش بتاكل غير لما تاخد الأذن منه ..ورجح ان بيت اخوها اكيد كانوا بيعاملوها كده 


هز رأسه بلا مبالاه واخد موبايله وراح يكمل نوم 

بس قبل ما يدخل الطرقه بتاعه اللي فيها اوضته وقف  بصلها واتكلم 


:بكره طبعا انتي مش محتاجه تصحي بدري عشان تحضري الفطار ...


بصتله بعدم فهم للحظه بعدها فهمت هو يقصد ايه وهزت رأسها 

هي علي اي حال بتصحي بدري كل يوم ..


سابها ومشي وهي اخدت الاكل واخدت بواقي عاصم بقت تاكلها والاكل اللي متلمسش حطته في التلاجه 


.....


نهار رمضان 

عاصم نزل شغله بس طبعا لكام ساعه بس وهيرجع علي طول قبل آذان الضهر 


اول ما خطي الشركه عينه كانت بتدور علي اتنين بعينهم 

لمح اول واحد منهم وقرب وهو بيبتسم بسماجه 


عاصم بسخرية: 

رمضان مبارك يا ايمن باشا  ...طبعا اكيد مكنتش تعرف وفطرت الصبح عادي 


ايمن بقرف: 

ههه ..خفيف اوي انت يا عاصم ومفيش منك اتنين 

وعلي العموم انا صايم ...اصل الفطار ده للعيال الصغيره 

وبعدين بدل ما انت ماشي تستخف في د مك شوف شغلك وشوف الفلوس بتاعه الأرباح راحت فين 

ولا انت شاطر في اللعب والشغل صعب 


عاصم قرب منه واتكلم بمكر:

مش انا عرفت المشكله فين وحليتها..اه وعهد الله المشكله انحلت وجيت النهارده مخصوص عشان اطلب من مستر ماهر يعمل اجتماع تاني عشان اعرفه المشكله فين ...ومين اللي مختلس الفلوس وبمساعده مين 

وزي ما المشكله كانت علي الملا وقدام الكل ..حلها برضوا هيكون علي الملا وقدام الكل 


ايمن بلع ريقه وبان عليه التوتر 

..لكنه حاول يبان ثابت وسأله 


:وياتري مين ده اللي طلع مختلس الفلوس..


عاصم بخبث: 

هتعرف يا ايمن باشا ..مع انك اكيد عارفه اوي كمان ...ده وكأن انتم الاثنين واحد يا جدع من كتر ما انت تعرفه ..ولا شريكه ..اللي عامل نفسه باشا وابن ذوات وهو في الحقيقة حلنجي وبتاع التلت ورقات 


ايمن قرب علييه بغضب ومسكه من ياقه قميصه واتكلم بغضب 

:انت تقصد مين بكلامك ده يا جده انت ...انت عارف بتتكلم عن مين ولا الصيام مأثر علي صواميل مخك

 

عصام بصله ببرود ونزل ايده واتكلم برفعه حاجب 

:وهو انت محموق عشانه كده ليه..هو انت تعرفه ..


سكت شوبه وكأنه افتكر حاجه وضرب رأسه بكف ايده براحه وكمل بسخريه 


:اه صحيح اكيد تعرفه ...اصل هو يبقي ابن عم مستر ماهر يعني في مقام عمك ...تحب بقي تعرف مين التاني ..مين اللي سهل ليه عمليه الاختلاس يا أيمن بيه 


ايمن بلع ريقه لما قال الاسم وعرف ان عاصم وصل للحقيقة 

عشان كده ملقاش فايده من الإنكار 


داس علي سنانه بغضب وسأله بنفاذ صبر 

:اخلص عايز ايه عشان متعملش اللي في رأسك 


عاصم بمكر:

طب بما اننا بقينا نتكلم عالمكشوف كده ...فا انا عاوزك زي ما اتهمتني قدام الكل اني انا اللي اختلست الفلوس 

تلم الكل في اجتماع وتعتذر مني وتقولي انك محقوقلي 

وتبرأني من التهمه الباطله اللي حاولت تروطني فيها 


ايمن كان هيتكلم لكن عاصم قاطعه لمى رفع صباعه وحاجبه في نفس الوقت والمكر مزين وشه وكمل


:ماذا وإلا هروح انا بالورق اللي معايا والمستندات وأثبت انا صحه كلامي واخلس فضيحتك بفوانيس

قدام الكل وابوك يطردك ويمسح بكرامتك الارض 

ويمنع عنك كل وسائل الترف اللي مغرقاك 

فا انا لحد دلوقتي محترم انك ابن الراجل الطيب اللي مشغلني ومديك فرصه تنقظ بيها نفسك من اللي هيحصل ...وده مش عشان خاطر سواد عيونك ...ده عشان خاطر ابوك الغلبان اللي هيتصدم فيك لما يعرف ان ابنه بيسرقه 


سكت شويه وسأل: 

هااا يا موني ... تختار ايه ..الفضيحه ولا تتأسف وتبوس علي راسي وتقولي انا محقوقلك يا عاصم يا امين يا ابن الناس الكُمل


ايمن فضل ساكت وباصصله نظرات زي الرصا ص لو كانت حقيقه كانت زمانها موقعاه قتيىل 


عاصم بملل:

هااا انا وقتي مش بتاعي ده بتاع الشركه 


ايمن اتنهد بغل وهز رأسه واتكلم بفحيح: 


هعتذر منك ..


كمل بسرعه بعدها:


بس مش النهارده..لازم اشوف هنعمل ايه انا ومجدي ..ولازم نتفق هنقول ايه عشان منتكشفش 


عاصم بملل: 

والله مش مشكلتي ..مستر ماهر مدينا اسبوع عشان ندور عل الغلطه والحمد لله اتلقت وفاضل من الأسبوع 

يومين اتنين بس ...في خلالهم تكون محضر نفسك 

وإلا ساعتها انا هطلع علي السيد الوالد واقوله علي عمايل ابنه حبيبه 


قال كلامه وسأله ومشي وهو مبتسم بأنتصار شديد علي غريمه وعيونه بتلمع ببريق النصر 


ايمن كمان عيونه كانت بتلمع ..بس بوميض الغدر والغل والحقد وهو بيتمني انه يفتك بعاصم قبل ما يكشف سره


.....


منال كانت حرفيا مفرهده من كتر المجهود اللي بتعمله في أول يوم رمضان خصوصا انها عزمت أهلها 


ولازم كالعاده تعمل أصناف كتير واشكال وألوان ده غير الحلويات 

طبعا قبل كده كانت العزومات دي عاديه جدا قبل كده وبتحصل علي طول ..بس مروه اللي كانت بتعمل كل حاجه وفي الاخر مش بتاخد غير التريقه والسخريه 


من اهل منال وشويه ضرب لو عملت تصرف ميعجبش

حد ..وأخيرا بواقي الأكل بتاع العيال الصغيره 


منال كانت من امبارح نضفت البيت وروقته وفي أصناف اكل عملتها من امبارح عشان متتعبش في الصيام 


لكن لانها اتعدلت دايما علي الكسل والراحه وحرفيا مكنتش بتعمل حاجه غير تحرض( علي) علي مروه عشان يضربها ..زائد انها بتجيب ناس تطلب مروه للخدمه وتاخد عي الفلوس ...إنما باقي ما باقي كان كله على مروه 


منال بندم:غلطه عمري أني وافقت ان مروه تتجوز..مس كان زمانها هي اللي بعمل ده كله وانا نايمه في سريري مرتاحه ومتهنيه..لا لا الوضع ده مش هينفع ..احنا لازم نجيب خدامه او علي الاقل واحده تساعدني 


....


عاصم علي غير العاده كان راجع من شغلك مبسوط وملامح وشه مسترخيه جدا كأنه خارج من جلسه مساج 


وعقله عمال يعرض ليه اللي حصل في الشركه وازاي جاب منخير ايمن الارض 


اول ما دخل لاقي البيت هادي ومروه قاعده في الصاله علي جنب وحرفيا مفيش جهاز كان شغال غبر التلاجه 


لأنه نبه عليها متشغلش حاجه ولا مروحه ولا تلفزيون 

عشان كدت كانت قاعده ضامه رجليها وسانده رأسها عليهم 

عاصم سند حاجته وسألها من غير ما يبص عليها


:قاعده كده ليه ..مش وراكي شغل تخلصيه 


مروه :

ماهو انا خلصته كله لاني بصحي من بعد الفجر عشان كده بخلص بدري ...وبقعد طول اليوم مش ورايا حاجه 


عاصم اتنهد بملل وكمل 

:انا رايح اريح شويه وانام ..لو عاوزه تنامي انتي كمان نامي اهم حاجه مش عايز صوت ..وعلي المغرب عاوزك في حاجه مهمه 


هزت راسها بسرعه وهي بتفكر ياتري عايزها في ايه 

مهتمتش وراحت تنام بما انها مبقاش معاها حاجه 

لانها صحيت بعد الفجر وملحقتش تنام 


غمضت عنيها وهي حاسه براحه جسديه محستهاش من سنين طويلة لانها بتخدم في بيت واحد مش كذا بيت كل يوم ...ومش بتقف علي رجليها من طلعه الفجر لنص الليل 

هنا يادوب بتعمل خدمه البيت واللي بالنسبه ليها سهله جدا وبعدها بتقصي يومها راحه 


يااه لو عاصم سند لبها تشغل التلفزيون..سعادتها هتكمل 

ثواني وكانت رايحه في النوم وهي بحلم أحلامها اللي عمرها ما هتتحق غير في المشمش 


متعرفش فصلت علي الحال ده قد ايه ..بس لما فتحت عيونها لاقت عاصم هو التاني لسه نايم 


قامت وقفت وراحت للبلكونه ومن شكل السما رجحت ان الساعه حوالي خمسه ..يغني فاضل حوالي ساعه ونص علي المغرب 

راحت المطبخ اطمنت ان كل حاجه جاهزه وتمام 

طلعت خضار تعمله سلطه تسلي نفسها وطلعت العصير برضو عشان تعمله ويلحق يسقع 


لحد ما سمعت صوت عاصم وهو بيتمشي بره وعرفا انه صحي 

كملت شغل لحد ما المغرب اذن وعاصم فطر لأول مره من زمن في بيته بغد ما كان بيطلع يفطر بره لانه معندوش حد يطبخ ولا يعمل حاجه في البيت ..حتي خدم مش بيجيب لأمه مش بيوثق فيهم 


بعد ما خلص فطار ومروه كمان فطرت نادي عليها 

مروه اتقدمت وهي متوتره وخايفه يكون عملت حاجه معبجتوش

 

مروه بقلق:

ايوه يا بيه بتنادي


عاصم بجديه شديدة: 

بصي واسمعي اللي هقوله كويس اوي 


هزت راسها وبقت مركزه مع كلامه كويس وهو كمل


:بكره في جماعه اصحابي عازمهم عندي علي الفطار ...عاوزك تعملي كل اللزم وتنضفي البيت وتروقيه 

وتعملي فطار يشرف ..عاوزهم ميشتكوش من اي حاجه ..كل حاجه تكون جاهزه وكل حاجه تكون حلوه والاكل طعم وفي زينه جبتها علقيها وفي فانوس حطيه جنب الباب وظبطي المكان..مش عاوز اي غلطه انتي فاهمه 


مروه بلعت ريقها ونظت راسها بمعني فاهمه 


عاصم بتحذير:

ايه غلطه منك هتدفعي تمنها غالي اوي اوي...دول اصحابي واكتر من اهلي ..وكل رمضان كنت بتعزم عندهم وهم مش مقصرين معايا في حاجه ..وجه الوقت اللي ارد ليهم العزومات دي ومش عاوز واحده زيك تبوظها..شوفي هتعملي ايه ولو في حاجه ناقصه قوليلي


..... 


مروه صحيت من النجمه تحضر لعزومه عاصم وشافت اللصناف اللي هتعملها 


لاقت ان فيه سويه مكونات ناقصه ..افتكرت لما عاصم قالها اي حاجه ناقصه تكتبها وتديها ليه يجيبها 


كتلت النواقص كلها ورجعت تكمل باقي الاثناف وهي شغاله بأيديها واسنانها وكأنها في سباق وخايفة تخسر 


سمعت صوت المنبه الاول وعرفت ان معاد صحيان عاصم قرب 

راحت وجهزتله حاجته وجمعت جزمته 


وبما انه مش هيفطر ..وفر عليها وقت ومجهود إضافي 

دقايق وسمعت صوت المنبه التاني وبقت تسمع صوت حركه عاصم جوه الاوضه 


دخلت المطبخ وبقت تكمل شغل عشان خافت يسمعها كلمه كده ولا كده تسم بدنها علي اول النهار 


دقايق تانيه وسمعت صوت وهو بينادي عليها 


:انتي يابت ..يا زفته 


جريت بره المطبخ بسرعه 


مروه بلهفه: 

صباح الخير يا بيه..تؤمرني بحاجه 


عاصم بجديه: 

جهزتي حاجه العزومه 


مروه بلهفة اكبر:

ايوه..ايوه يا بيه ..انا بجهز كل حاجه وشغاله..هو بس فيه شويه طلبات ناقصه ممكن حضرتك بس تجيبها 


جريت بسرعه جابت الورقه اللي كتبت فيها النواقص 

وادتها ليه 


عاصم مسك الورقه وقرأ الحاجه وهز رأسه بمعني انه هيجيب الحاجه رغم انه مش بيحب التسوق..لكن اكيد مش هيخليها تنزل الشارع تاني عشان تتوه ويروح يدور عليها 


بصلها واتكلم بتحذير:

مش عايز حاجه ناقصه ولا حاجه مش علي ذوق الناس اللي جايه...ساعتها هزعلك زعل مزعلتهوش طول حياتك ..سامعه 


هزت راسها برعب من كلمه وهو كمل 


:انا هاجي علي الضهر..واجيب الحاجه المكتوبه..اشتغلي لحد ما اجي ..واعملي كذا صنف حلويات زي ما قولتلك عشان اصحابي بيحبوها 


هزت رسلها برضوا من سكات وهي خايفه تتكلم يتعصب من كلامها اللي بيطلع مهزوز من توفرها وخوفها منه 

سابها واخد الورقه ومشي 


.....


 كانت العزومه اللي قال عليها عاصم 

ومروه كانت حرفيا خلصت كل حاجه حتي السلطه والعصير كله جهز 


كان فاضل حوالي ساعه إلا ربع علي المغرب 

عاصم خرج من آلاوضه بعد ما لبس واستعد عشان يستقبل أصحابه 


عاصم:

جهزتي كل حاجه 


مروه هزت راسها بسرعه وهي بتشرح 

:ايوه حضرتك كل حاجه جاهزه والاكل سخن وسكنت الفرن وحطيته فيها عشان ما يبردش ويفضل سخن 

ولما الضيوف يجو انا هعرف علي طول وكل حاجه هتكون جاه


عاصم قطعها وهو بيتكلم بجمود:

وانتي مين قالك انك هتكوني موجوده لما هم يجو 


مروه سكتت وبلعت ريقها واتكملت بتردد 

وكل تفكيرها ان عاصم هيطردها بره البيت لحد ما الضيوف يمشوا عشان كده سألت بتردد


:اومال هروح فين 


عاصم بقرف:

هتروحي فين يعني ..للاسف متدبس فيكي ...هتترزعي في البلكونه لحد ما هم يمشوا وحسك عينك تخرجي صوت ولا تعملي اي كركبه وحد يعرف مكانك

 

مروه بتردد:

طب ..طب ما افضل في المطبخ ومش هخرج والله عشان لو حد أحتاج اي حاجه 


عاصم بقرف و سخريه :

لا كتر خيرك ..انا هتصرف ...واعملي زي ما قولت 

روحي بسرعه جهزي الأطباق اللي هنغرف فيها الاكل و السكا كين  و المعالق و الشوك 


مروه هزت راسها من سكات وراحت تجهز اللي قال عليه واللي اصلا كان جاهز بس هي راحت تتأكد منه 

رجعت تاني وقالتله ان كل حاجه جاهزه ..لسه هيرد عليها سمع صوت جرس الباب 


بسرعه مسك مروه وجرها وراه زي الد بيحه ورماها في البلكونه بتاعه  الصالون لانها الاقرب وقفل عليها بعد ما حذرها بعيونه انها متطلعش صوت 


ومروه معملتش حاجه غير انها هزت راسها من سكات 

وقفت في البلكونة تبص حواليها وبقت تبص علي الناس في الشارع وكل واحد منهم مروح بيته عشان يفطر مع أهله 


بينما هي واقفه هنا لوحدها زي المنبوذة بعد ما اتطردت 

من غير حتي بُق عصير تبل بيه ريقها بعد يوم صيام طويل وتعبها في تحضيرها للعزومه 


كانت سامعه صوت عاصم هو واصحابه وهو بيرحب بيهم وبيهزر معاهم وبيتكلم معاهم عادي وبيضحك 


وهي اللي عمرها ما شفتهوش بيبتسم حتي غير ابتسامه السخريه عليها 


البلكونه كان فيها خرم حطت عينها فيه وبقت تبص منه 

لاقت ناس شكلها نضيف خالص 


وبنات لابسين لبس حلو ومش محجبين وشعرهم ناعم واشكالهم حلوه اوي 


حتي الأولاد لابسين لبس حلو ...


مروه بزعل :

كل الناس حلوين ولابسين لبس كويس إلا انا ..عشان كده اكيد مكسوف انهم يشوفوني..وانا اصلا مين عاوز يقرب عليا وانا واحده عبيطه وهبله ولبسي كله مقطع وقديم ويكسف علي رأي ياسين 

حتي كلام عدل مش بعرف اتكلم ..


مسحت دموعها اللي نزلت منها في كُم العبايه وقعدت ضمت رجليها لصدرها وحطت راسها عليهم وغصب عنها دموعها بقت تنزل كل ما تفتكر معامله الناس ليها وخوفها منهم لما كانت تروح تخدم في البيوت 


لأنهم بيخافو تطلع حراميه وتسرقهم بسبب شكلها ومنظرها 

حتي إن فيه واحده منهم تليفونها ضاع مره واتهمتها انها هي اللي اخدته ومسكتها هي وجوزها  ضربوها وخوفوها إنها لو مجابتش اللي اخدته هيطلبوا ليها البوليس..وهي كل اللي كان بيدافع عنها دمعتها المقهوره

وكلمه (والله ما اخدت حاجه)


لحد ما التليفون اتلقي في الحمام واقع ورا الغساله لان صاحبه البيت بتدخل بيه الحمام عادي ..ساعتها بس سابوها تمشي من غير حتي ما يدوها أجرتها 


ولما رجعت البيت وقالت لمنال وعلي ..علي اللي حصل علي كمل عليها لأنها مطالبتهمش بالفلوس اللي اشتغلت بيها 


فاقت من شرودها علي صوت أذان المغرب بيكبر في كل مكان 

بعدها سمعت صوت عاصم وهو بيدعي أصحابه عشان يفطروا بعشم جامد وكانهم اصحاب البيت 


وهي اللي المفروض صاحبه البيت لانها مرات عاصم بتتعامل معامله أسوء من معامله الخدم 

بصت لفوق وبكت بتتكلم بكل رجاء


مروه :

يارب ...يارب ...ياااارب 


مره واحده باب البلكونه انفتح وطل منه عاصم 

قرب منها ومسك ايدها بالراحه وشدها عشان تدخل جوه 


عاصم ببسمه:

كنتوا بتقولو إن الاكل طعمه حلو ...وسألتو مين اللي عمله ...عاوز اقولكم إن مراتي هي اللي عملته..احب اقدم لكم مراتي مروه ...ست البيت ده 


خلص كلامه وهو بيشاور عليها ببسمه 

مروه بصتله بفرحه انه اعترف قدام الكل انها مراته ومبقاش مكسوف منها 


بصت للناس اللي بقت تسلم عليها ببمسه وهي كمان سلمت عليهم 

عاصم شدها وسحب كرسي وقعدهت عليه وقعد جنبها وبقي يحطلها اكل في طبقها 


عاصم :

كُلي يا مروه..انتي من اول اليوم علي رجليكي وانتي صايمه ..عاوزك تاكلي وتتغذي كويس ..


مروه هزت راسها وبقت تاكل وهي مبسوطه ..ومن كتر انبساطها بقت تاكل علي راحتها بأيديها من غير شوكه ولا سكينة ومن غير كسوف 


فجأه نظرات الكل اتغيرت وبقو يبصولها بقرف وسابو الاكل وقامو 

مروه بصت لعاصم بأستغراب وكأنها بتسأله هم ليه مكملوش اكل ...لكن لاقت عاصم بيبصلها بغضب واتكلم بحده 


:عريتيني قدام صحابي يا خدامه 


الله أكبر الله أكبر 

الله أكبر الله أكبر 

أشهد أن لا إله إلا الله 


مروه فاقت من نومها علي صوت أذان العشاء...بتبص حواليها بتحاول تفتكر ايه اللي حصل 


لاقت نفسها لسه في البلكونه وراحت عليها نومه ..لما ما حستش بنفسها وصحيت علي الأذان 


فركت عيونها بتعب وحلقها ناشف ..وكل اللي بتحلم بيه في الوقت الحالي هو كوبايه عصير بارد 

يروي عطشها 


قربت من الخرم اللي باب البلكونه 


بتبص لاقت اصحابه لسه موجودين وبيتفرجوا علي التلفزيون وقدامهم اطباق الحلويات اللي هي حضرتها 


وكلهم بلا استثناء عمالين يضحكوا ويهزروا ومبسوطين 


مروه بسخريه من حالها:

ماهو كان لازم يبقي حلم ...كان لازم 


يتبع.... 


التاسع 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه كانت لسه موجوده في البلكونه والساعه قرب تيجي عشره ..واصحاب عاصم لسه موجودين 


وهي من كتر الجوع والعطش شفايفها لقت ناشفه وحلقها ..حتي مكنتش قادره تكح من كتر ما حلقها ناشف ..وبطنها مش مبطله أصوات دليل علي جوعها الشديد 


وقفت على سور البلكونه وبقت تبص علي الرايح والجاي يمكن تنسي الجوع والعطش شويه لحد ما الناس اللي جوه دول يمشوا 

كان فيه عيال صغيره بيفرقعوا بُمب وصواريخ 


والزينه شكلها خطييير علي البيوت في الليل..وهلال رمضان مزين السما بجماله الخاطف 


جمال من نوع خاص ...جمال يشوفه القلب قبل العين

جمال روحاني 


مرووه ابتسمت وهي بتشوف العيال بيجروا بسرعه بعد ما رموا البُمب علي واحد ماشي عشان يفرقع تحت رجله 


ضحكت بخفوت لما لاقت الراجل ركب الهوا من الخضه ووقع كل اللي في ايده 


بعدها التفت للعيال ومن عصبيته شتمهم وزعق فيهم 

اتنهدت بقله حيله وهي شايفه كل الناس بتطلع وتدخل وتروح كل حته ..وهي هنا محبوسة 


رجعت قعدت تاني وبقت تسمع أصوات كتير متداخله 

قربت ودنها من خرم الباب وبقت تسمع اللي بيتقال 

لاقت ان اصحاب عاصم بيستأذنوا عشان يمشوا 

وعاصم بيقولهم يقعدوا شويه وان العزومه دي مش محسوبه وكلمات كتير 


لحد ما الأصوات كلها اختفت 

ثواني ولاقت باب البلكونه اخيرا بيتفتح ويطل عليها وش عاصم اللي بسمته اختفت اول ما شافها 


عاصم بنبره صوت عاديه: 

ادخلي المطبخ لمي الكركبه اللي حصلت وكلي اي حاجه بدل ما شكلك هتقعي من قله الاكل كده 


مروه بصتله وكانت بتدور في عيونه علي اي شفقه ..اي رحمه ..لو حتي شعور بالذنب عشان حبستها بالطريقه دي...لكن مفيش 


:فوقي يا مروه انتي نسيتي انتي مين فوقي وعيشي  بلاش عبط


قالت كده لنفسها وهزت رأسها وخرجت براحه وهي حاسه بدوخة من قله الاكل 


دخلت المطبخ لاقت الأطباق اللي أكلوا فيها لسه موجوده علي طربيزه المطبخ وكل حاجه في حاله كركبه 


دخلت بسرعه واخدت البواقي حطتها في طبق ولانهم كانوا كتار كان فيه بواقي كتيره..يعني اكل كتير لمروه 


بعدها جابت كوبايه عصير وكام بلحه وبقت تفطر اخيرا 

وحاجه بارده دخلت ريقها اللي نشف وبقي صحرا 

بعدها دخلت علي الاكل وبقت تاكل بسرعه بنفس الطريقه الي كانت في الحلم ..بس ده مش ذنبها..كانت بيتاكل كده من شده جوعها 


هي وبتاكل سمعت صوت جاي من الشباك ..بصت عليه لاقت قطه واقفه وبتنونو 

مروه راحت لها وفتحت الشباك..القطه بصت علي الاكل وبقت تنونو 


مروه بقت تكلمها بصوت زي ما تكون فهماها


مروه ببسمه: 

جعانه؟ عاوزه تاكلي ؟ تعالي انا معايا اكل كتير ..تقدري تاكلي معايا 


مروه بعدت من عند الشباك والقطه دخلت وبقت تلف في المكان ..

بسرعه مروه جابت طبق وحطت لها اكل عشان تاكل 

القطت قربت من الطبق وشمت فيه وبقت تاكل 

بينما مروه بصتلها بحنان وبقت تملس بأيدها علي شعر القطه 


مره بحنان: 

باين عليكي جعانه ..كولي متخافيش انا مش بكره حد وكل ما تكوني جعانه تعالي ..هأكلك حتي ولو علي حساب نفسي 


عاصم كان واقف قدام المطبخ وسامع هي بتكلم القطه ازاي وطريقه كلامها اللي مبينه انها عمر الغل ما دخل قلبها ولا الكره عرف طريقه 


القطه خلصت اكل وبقت تمونو وهي باصه لمروه ..بعدها قربت منها وبقت تتمسح فيها كأنها بتشكرها ومروه ملست عليها بحنان 

بعدها القطه راحت ناحيه الشباك وخرجت زي ما جات 


مروه وقفت وراحت عندها وبقت تكلمها زي ما تكون فهماها 


:ابقي تعالي تاني..انا هستناكي.. متخافيش ..انا معاكي ..انا جنبك وهساعدك عشان انا حاسه بيكي لاني ملقياش حد جنبي ولا عمري لاقيت..


القطه بصتلها ونونوت وكأنها بترد عليها ..بعدها ساعتها ومشت 

مروه ابتسمت وقفلت الشباك بتاع المنور ورجعت تكمل اكل 

بس انتبهت لعاصم اللي كان واقف وشاف ده كله


مروه :

هو حضرتك محتاج مني حاجه اعملها 


عاصم فاق من شروده فيها واتكلم بتوتر ملحوظ


:وهعوز منك ايه يعني ..لا  مش عاوز حاجه ولا حاجه ..انا خارج من البيت وكنت معدي عادي 


بعدها سابها ومشي 

مروه هزت كتافها بمعني ماشي وكملت اكل ..بعدها بقت تلم الكركبه اللي حصلت دي كلها 


بعد ما اخيرا بطنها اتملت ودخلها الزاد 


..... 


منال بعد ما أهلها خلصوا اكل ..كانت موجودة في المطبخ مع امها وهي بتعرف منها اخر المستجدات 


منال بمسكنه:

 وبس يا ماما من ساعه ما مشيت وانا زي ما انتي شايفه كده ..بقيت مرمطون لكل البيت 

حتي يوسف مبقاش زي الاول ومش بيكلمنا وطول الوقت قالب وشه وبيعيط عليها وعلي مش مقدر اني بتعب عشانه هو والعيال طول اليوم ولو لاقاني مش مظبطه حالي ومستنيه علي سنجه عشره يقلب وشه هو التاني 


امها شهقت وضربت علي صدرها بخضه واتكلمت بتحذير


:إوعي..إوعي يا منال إلا جوزك ..ده لازم يلاقي ملكه قدامه اول ما يدخل تلبسي احسن لبس وتحطي احسن مكياج وترشي احلي عطر ..لازم تكوني ملللللكه والا وقتها هيبص بره ولو حد غلطه هيقول انك انتي اللي مقصره 


منال بصتلها بخوف وسابت اللي في ايدها وبقت تتكلم بقلق


:معقول يا ماما اللي بتقوليه ده..معقول علي يبص بره ويفكر يتجوز عليا في يوم من الايام 


الأم بثقه:

وهو انا بجيب كلام من عندي..ما ده اللي بيحصل..الراجل لو لاقي مراته مش مهتمه بيه ولا ببيته وعياله وكل تفصيله في حياته بيلاقيها حجه ويروح يتسرمح بره وممكن واحده تلوف عليه وتاخده علي المأذون ومش بعيد يجيبها هنا عندك ويقولك انها هتعيش معاكي 


منال بخوف:

يا نهار اسود يا نهار اسود ..طب فهميني يا ماما المفروض اعمل ايه ..انا مش ملاحقه علي الشغل بتاع البيت من كنس لمسح لطبخ لغسيل ومذاكرة العيال 

مش ملاحقه ويادوب بخلص ده كله بترمي علي السرير مش بحس بنفسي ..وعلي بدأ يشتكي فعلا من العاده دي ومش عجباه 


الام بضيق:

يابنتي ما تطلبي ليكي واحده تيجي تنضف البيت كل اسبوع..هي اللي تكنس وتمسح وتغسل حتي الاكل خليها تطبخ اكل الأسبوع كله ويتحط في التلاجه ولما تحتاجي حاجه خرجيها بالطلب وبكده هتلاقي وقت لجوزك وعيالك بلاش خيابه  ..


منال بتشوش: 

ماهو انا كنت بفكر في كده فعلا ..اصل انا خلاص مبقتش قادره علي الوضع ده...انا أم لتلت عيال يا ماما وكلهم صغيرين ومحتاجين رعايه واهتمام والوقت والمجهود بتاعي مش مساعدين 


الام بغيظ:

انا مش عارفه ايه اللي هفك في دماغك وخلاكي توافقي جوزك علي موضوع مروه ده ..مش كان زمانها مريحاكي من الشقي ده كله يابنتي 


منال سكتت وبصت قدامها وعيونها بتلمع ببريق غريب 


منال بشرود:

اصل فيه حاجه في دماغي لو حصلت ..كل حاجه هتتظبط وترجع احسن من الاول ..بس الصبر ..الصبر حلو برضوا 


.....


تاني يوم عاصم راح الشغل عادي وفي دماغه الخطه اللي هينفذها

اول ما دخل مكتبه اتصل علي مديره ماهر وطلب منه إجتماع ضروري ويجمع فيه كل المسؤولين والمحاسبين عشان هو عرف الفلوس الناقصه راحت فين 


قفل التليفون وعيونه بتلمع بالشر 


عاصم بوعيد :

بقي فاكرني مش عارف اللي فيها يا يا ايمن وعارف انك بتزوغ مني لحد ما تلاقيلي تصريفه وتخرج انت منها زي الشعره من العجين ..صحيح يا ولاد عويل ولسانه طويل ..بس إن ما ندمتك ما ابقي انا 


عاصم خرج وراح لمكتب حامد ومنه وكل المسؤولين وبلغهم بأجتماع طارئ ومستناش ان المدير يبلغهم 

بعدها رجع علي مكتبه واتأكد من الورق المطلوب كله واستني لحد ما ايمن يجي ماهو واحد 


زيه اكيد مش هييجي علي معاده 

دقايق وكان داخل ايمن ومعاه خطيبته سلمي 

عاصم بصلها بغل ووعيد وهو شايفها متعلقه في دراع ايمن زي ما يكون هيطير منها 


ايمن بص لعاصم وبان علي ملامحه القلق 

خصوصا بعد ما عاصم ابتسم له بطريقه مش مريحه 

عاصم قرب عليه وهو الخبث وضح في عيونه وبيتكلم بتمثل مبتزل 


:ايمن باشا كويس انك جيت ..مستر ماهر طالب الكل لاجتماع طارئ ..اصل خلاص لاقينا المختلس وهنقول علي اسمه في الاجتماع وهنفضحه هو وشركائه عشان ينطردوا شر طرده من الشركه بعد ما ما مستر ماهر يسقط عنهم كل حقوقهم بسبب المبلغ اللي اختلسوه 

وممكن كمان الموضوع يوصل للبوليس..تعالي انت بس دي باينها هتبقي حفله جامده فحت 


عاصم سابهم ومشي بعد ما عرف ان كلامه جاب نتيجته وهو شايف ايمن الد م هارب من وشه وأطرافه بتترعش من الرعب


 وهو بيتخيل شكله وهو بيتكشف قدامم الكل بصفته مختلس وحرامي..حتي سلمي هتسيبه وتفشل معاه لما تعرف اللي عمله 

ثواني وجع الساعي يبلغه بموضوع الاجتماع وسلمي معاه 

ومن نظرات ايمن الزايغه وخوفه الواضح عرفت انه ليه يد في الموضوع..


لكنها عملت نفسها من بنها لحد ماتعرف ايه علاقته بموضوع الاختلاس ..بس من شكى ايمن عرفت ان الموضوع كبير وانه طرف اساسي فيه 


سلمي في سرها:

ايه يا ايمن شكلك طلعت بأيد طويله ولا ظروفك ايه ...ربنا يستر بقي وميحصلش حاجه قدام الكل ..وإلا ساعتها برستيجي مش هسيمح ليا اني اكمل معاك حتي ولو كنت هتورث باباك بكره ..كله إلا شكلي قدام لكل 


اتحركت مع ايمن لاوضه الاجتماعات وقعدت جنبه وكل مادا حالته بتسوء من شده توتره 


علي عكس حاله عاصم اللي كان قاعد براحه وفارد نفسه في الكرسي وبسمه ثقه ونصر مرسومه علي شفايفه

دقايق قليله وكان الكل متجمع في المكان 


اتكلم صاحب الشركه ماهر 

:ها يا عاصم ..تقدر تقول للكل سبب تجميعهم هنا ايه 


عاصم بثقه:

اوي اوي يا حضرتك ..


اخد نفس طويل وهو بيزيد من توتر الأجواء وكمل


:الحقيقة ان زي ما كله عارف ان في آخر اجتماع اتعمل 

وبعد مراجعه الحسابات اكتشفنا إن في فلوس ناقصه من الوارادت وكانت هتحصل مشكله ساعتها...بس الحمد لله ان مديرنا مستر ماهر متفهم جدا وعطاني الفرصه عشان ادافع عن نفسي لاني كنت اول واحد مشكوك فيه لان دي شغلتي..بس الحمد لله بعد ما دورت واتقصيت واتحققت قدرت اوصل للفلوس اللي راحت دي راحت فين وازاي ..واهم حاجه مين اللي اخدها


عاصم سكت ومرر نظراته بين الكل ..لكن هو قاصد اتنين بعينهم 


ماهر بجمود:

ياتري مين دول يا عاصم اللي عملوا كده ..تقدر تقول قدام الكل 


عاصم بص لأيمن وغمز ليه بخفاء بس سلمي شافته 

وكمل 


:الحقيقة يا مستر ماهر ان الشخص ده قريب منك جدا ومش هتكون مبسوط ابدا وانت بتعرف هو مين ..وانا مكنتش احب ابدا ان الموضوع يتم بالشكل ده ..بس الموضوع يمسني ويمس كرامتي ...عشان كده انا أسف لاملك اللي هيخيب اول ما تسمع الاسم 


سكت وبص حواليه للكل اللي كانت ملامحهم محفزه بشكل واضح ..بص علي ايمن لاقاه بيعرق وعيونه زايغه  والرعب باين عليه

 

عاصم فجر قنبلته وقال:

المختلس الاول هنا سيادتك هو مستر مجدي ابن عم حضرتك ..ومش بس كده ..ده كمان معاه للأسف الشديد ابن حضرتك مستر ايمن..بس احب اقولك ان مستر ايمن متورط في الموضوع لان حسب الأوراق اللي معايا اللي اخد الحصه الأكبر من الفلوس المختلسه هو ابن عم حضرتك وابنك واخد الحصه الاقل ..وده كله تثبته الأوراق والمستندات والكشوفات البنكيه اللي قدام حضرتك 


لحظه سكوت مرت علي الكل وهم مش مصدقين اللي سمعوه 

كل الأنظار اتوجهت للاثنين من الكل ماعدا ماهر المدير 


:ك كداب علي فكره ..أنا..انا ما عملتش كده ..ده كداب يا ماهر إوعي تصدقه ..ده عاوز يقلبك علبا اما وابنك عشان يطلع منها هو ..لانه اكيد هو اللي عملها 


مجدي قال كده وهو بيحاول ينفد نفسه بأي طريقه من اللي حصل 


ماهر بصله بجمود ورفع قدامه ورق وسارو عليه وهو بيتكلم بحسره هلي أهله اللي غشوه 


:طب تقدر تفهمني الورق ده بيقول ايه ..طب تقدر تقولي المبلغ ده دخل حسابك ازاي بين يوم وليله زانت كنت لسه مرتبك متحول علي نفس الحساب من يومين 

طب تقدر تقولي ازاي في نفس اليوم اللي هيتم فيه حساب المكاسب بتاعه الشركه خلال الشهر ده ...ونفس الكلام بينطبق عليك يا ايمن..ممكن تفهموني 


ايمن بلع ريقه وبان لسه هيفتح بقه عشان يتكلم بس لسانه مش مساعده وهو حاسس انه اتشل 

عشان كده قفله تاني 


ماهر وقف وبقي يزعق في الاتنين بغضب جحيمي 


:بتستغفلوني..فاكريني هفيه..ده انا مشغلكم معايا عشان استقوي بيكم وانتم اهلي وناسي تقومو تغدروا بيا وتختلسوا فلوسي لحسابكم 

لييييييييه ..قصرررررت معاك يا ايمن ولا انت يا مجدي في ايه ..كنتو طلبتو مني حاجه وقولت لا 


ايمن بندم: 

يابابا انا..


:بلا بابا بلا زفت ..اخرس خالص مسمعش صوتك يا واطي ..لا وعمال ترمي الجريمه عي غيرك وبتتكلم وانت محموق ومحروق اوي علي ابوك اللي مستغفلينه وسارقين فلوسه ..وانت اصلا اللي عامل كده ...

ماشي بالمثل اللي بيقول تق/تل القت/يل وتمشي في جنازته ..أما انك بجح بجد ومعندكش د م 


ايمن بص لمجدي بسرعه وهو بيشاور ليه برأسه 

مجدي اتكلم وهو مجبر ومتوتر


:ايمن ..ايمن ملوش دخل يا ماهر ..انا اللي عملت كل ده لوحدي ..ايمن اكتشف تنا عملت ايه وحاول يمنعني..بس كان فات الأوان والفلوس اتسجلت ومكنش ينفع نرجعها ..ساعتها انا وهو ندمنا اوي صدقني ..خصوصا هو لانه سكت ومتكلمش..لكنه سكت عشات عارف العلاقه بيني وبينك عامله ازاي وأننا اكتر من اخوات ..وعرف انك ممكن تتصدم لو عرفت اللي انا عملته ..وانا انا استحرمت الفلوس اللي اخدتها واديت نصها لأيمن وهو وافق لانه اصلا فلوسك اللي كنت ناوي تديها ليه عشان يكمل باقي التشطيبات في الفيلا بتاعته ..وباقي المبلغ كنت هديه ليه علي دفعات بشرط انه مياخدش منك مليم ..ويكتفي بالفلوس اللي معاه 


ماهر بحسره :

وانت عملت كده ليه يا مجدي ..كنت محتاج ايه وانا حرمتك منه ..كان نفسك في ايه ومش قادر تجيبه عشان تمد ايدك 


مجدي بندم :

قناعه ..كان نفسي في شوبه قناعه عشان ارضي باللي معايا ومبصش للي مع غيري 

مكنش نفسي في حاجه ..بس شيطاني كان دايما يوسوس ليا أن انت ليه يبقي معاك شركه واتنين والفلوس دي كلها وانا حتت موظف عندك ..ليه انت تبقي الكل في الكل وانا في الضل مش ظاهر 

ليه انت تكون مستر ماهر صاحب الشركه وانا مجدي المحاسب اللي ابن عمه شفق عليه من بعد ما فلس وجابه يشتغل معاه 

بس والله يا ماهر انا تُبت وعرفت غلطي واقتنعت ان دي ارزاق وربنا مقسمها ورضيت بقسمتي 

وندمت علي اللي عملته ..انا قولت ده كله عشان ارضي ضميري وعارف أن خلاص مبقاش ليا عيش هنا وانا راضي بقرارك..حتي لو بلغت عني راضي وصدقني مش هزعل  ..أنا بس مش عاوزك تظلم ابنك..صدقني هو ملهوش ذنب ..هو كان بيحاول يصحح غلطي عشان انت ما تزعلش 


مجدي وقف وقرب من ماهر وباس راسه واتكلم بندم عرف يرسمه كويس علي وشه 


:حقك علي راسي يا ابن عمي..ومهما كان عايزك ليا انا راضي وهتلقاه بسعه صدر كمان 


ماهر وقف وبص لمجدي بعدها حول نظره لابنه وساب الكل وخرج بره الشركه كلها 


مجدي بص في الارض واتنهد بعدها خرج هو التاني 

تحت نظرات الكل ونظرات عاصم الساخره وهو عارف انهم بيمثلوا وان كل اللي اتقال ده كدب 

الكل انسحب من الاوضه وخرج واحد ورا التاني من غير كلمه حتي سلمي 


ومبقاش غير عاصم وأيمن 


عاصم بصله ببمسه جانبيه ساخره ووقف عشان يخرج 

لكن ايمن قرب من عاصم قبل ما يخرج وهمس جنب ودنه بشر

 

:وحياه أمي ما هسيبك با عاصم..وزي ما خليت اللي ما يشتري يتفرج عليا النهارده..هخلي الشويخ منك بشلن ..استني انت بس وشوف ايمن هيعمل فيك ايه


عاصم ببرود وهمس:

اللي بيعمل ما بيقولش واللي بيقول ما بيعملش..وانت كل اوراقك محروقه يا ايموني..يعني لما تيجي تعمل حاجه هتلاقيني سابقك بخطوه ..بس المره الجايه مش هسمي عليك ..هضرب طوالي وافتكر أن انت اللي بدأت

لما حاولت تلبس التهمه فيا عشان تسرحني من شغلي اللي وصلتله بتعبي مش زيك يا ابن صاحب الشركه 


ايمن سابه ومشي بعد ما عاصم قال كده ...بس نظرات ايمن مكنتش مريحه ابدا...الغل كان واضح في عيونه 


.....


كان عدي حوالي نص رمضان والحال هو هو 

مفيش حاجه جديده غير أن مروه بتحاول تتجنب عصبيه جوزها عشان ميقلبش عليها وهي ما صدقت حست انها لأول مره عارفه تتنفس شويه 


لان عاصم كان بيتحاشها تماما في رمضان ..حتي يوم الخميس لغاه لحد ما رمضان يخلص 


وبقت تتفرج علي التلفزيون معاه ..هو اكيد مش بتقعد جنبه 

هي بتقعد علي الارض جنب الكنبه وتتفرج وساعات بيغلبها النوم وتنام علي نفسها 


كان وقت الفطار ومروه مجهزه كل حاجه كالعاده 

خرج عاصم من الاوضه بعد ما صحي من النوم 

كان فاضل حوالي ساعه علي الفطار 


مروه سابته بيعافر مع نفسه وخرجت البلكونه تتفرج علي الناس الرايحه والجايه بعد ما قعده زهقتها 

حطت ايدها علي خدها وهي بتراقب الناس ..اي حد رايح اي حد جاي عينها مع الكل 


كانت بتفكيرها البسيط بتسأل 

:هو الناس دي عايشه ازاي ..وحياتهم عامله ازاي 

ياتري عندهم مشاكل ..طب هم بياكلوا ايه ..بياكلوا زي عاصم كده ولا زي علي ومنال ..عاصم بياكل بالشوكه والسكينة..بس منال وعلي مش بياكلو بالسكينة بياكلوا بالمعلقه عادي وساعات الشوكه ...


سكت وبصت لنفسها زي ما تكون بتكلم شخص تاني جواها وبيرد عليها 


:طب ياتري في حد زيي كده..غلبان وعلي قد حاله ..انا مش وحه ومش عاوزه اكون وحشه دايمة بسمع كلام الناس وبحاول ارضي اي حد ..حتي لو زعلني او ضربني مش مهم المهم يكون راضي عني 


سكتت واتكلمت للشخص اللي جواها برجاء 


:طب هو انا في يوم ممكن حد يحبني ..اي حد مش فارقه ..نفسي اشوف اي حد بيبص ليا بحب ..اي حد 


هزت راسها برفض للفكرة واتكلمت بطريقه بتبين انها فاقده الثقه بشكل كلي في نفسها 


مروه برفض:

لا لا وهو انا اللي زيي بيتحب ..كان علي اخويا حبني ..هو مش اخويا والمفروض يحبني ..بس لا هو معملش كده ..حتي لما كنت صغيره مكنش حد بيحبني

والعيال مكنتش ترضي تلعبني معاها ويضربوني 

اكيد دلوقتي محدش هيحبني ..


سكتت ودموعها وقفت ومعاها أفكارها بعدها بصت لتحت تاني لاقت ولد تقريبا عنده خمستاشر سنه شايل عيل صغير باين انه اخوه ..بعدها ميل علي خده وباسه بحب وهو بيبتسم ليه والولد الصغير بيضحك ليه 


بلعت ريقها وافتكرت لما كانت صغيره وكانت بتخاف تقرب من علي بأي شكل من الأشكال 

لأنه كان ما بيصدق يلاقي فرصه يضربها ..وبيخترع حجج عشان يعمل كده 


عمرها ما شافته بيبتسم ليها حتي ولو من باب السخريه 

عمرها ما سمعت منه كلمه عدله متوجهه ليها 

إلا كان دايما بيمطرها بكلام زي السم 


:طب انتي ليه ما تجربيش تعملي حاجات جديدة وتغيري من نفسك عشان الناس تحبك ..ليه ما تحاوليش تعملي اللي هم عاوزينه عشان يحبوكي ..او حتي يقبلوكي ومع الوقت الحب هيجي ..ابدأي من عاصم مثلا ومن بعد عاصم ممكن تتعرفي علي ناس تانيه تحبك 


مروه عيونها لمعت من الفكره اللي جات علي هيئه سؤال في دماغها 


مروه بفرحه:

ايوه صح انا لسه معملش كده ...لو عملت كل اللي الناس عاوزينه وخليتهم مرتاحين اكيد هيحبوني وممكن يبقي عندي اصحاب زي ما بشوف..اي حد ..مش مهم..اي حد وخلاص النهم احس ان فيه حد بيحبني او علي الاقل طايقني 


اتعدلت في وقفتها وبصت وراها لعاصم اللي عمال يدور

حوالين نفسه ومش عارفه بيعمل ايه 


مروه بتفكير طفولي:

خلاص انا هحاول أقرب من عاصم واخليه يحبني وهعمله كل اللي عاوزه مهما كان هو ايه 

بس اهم حاجه يحبني زي ما علي بيحب منال ..وساعتها ممكن يخليني اتفرج علي التلفزيون عادي او ممكن يخليني..ممكن يخليني..ممكن يعرف صحابه عليا وميتكسفش مني..


سكتت بصت لشكلها واتكلمت بأحباط


:بس ازاي انا شكلي وحش اوي ..وهدومي وحشه هي كمان ..اكيد مش هيعمل كده طول ما شكلي عامل كده ..اكيد هيتكسف 


سكتت وفكرت في حل عشان يبقي عندها هدوم احسن من اللي عندها ..وفي وسط ده كله اندمجت ونسيت معاد الفطار وعاصم وكل حاجه وكل تفكيرها ازاي تبقي بني ادمه عاديه وازاي تخلي الناس تتقبلها من غير ما حد يعاير عاصم بيها لانها مراته وهو الشاب الحلو الغني اللي بيلبس احلي لبس وياكل احلي اكل وراكب احلي عربيه 


مروه بأحباط: 

تدةجيب منين لبس ..انا مش معايا غير الهدوم الوحشة دي ..حتي مفيش ناس هنا تديني هدومها القديمه يمكن ساعتها كنت لاقيت حاجه تنفع تتلبس قدام الناس ساعتها ..بس مفيش ..حتي عاصم مش بيخليني اخرج او اقابل حد ..


مروه عمرها ما تخيلت ولا جه علي بالها انها تلبس هدوم جديدة..ببساطه لان ده عمره ما حصل ..طول عمرها بتلبس هدوم غيرها بعد ما تبقي قديمه 


حتي لو كان فيهم حاجه تنفع تتلبس وشكلها عدل..كانت منال تاخدها منها وتديها اكتر هدوم قديمه ودايبه ومفيهاش رمق ..وتخليها تلبسها ..من صغرها وهي طول عمرها بتلبس القديم والمقطع والمرقع والمستعمل..عمرها ما كان عندها هدوم جديدة من ساعه ما كانت طفله رضيعه ..عشان كده عمر ما خطر علي بالها انها تطلب من حد انها تلبس هدوم جديدة او حتي تطلب انها تشتري ولو طرحه لنفسها ..خصوصا لوو كان الحد اللي هتطلب منه ده هو علي اخوها ومراته منال 


مروه بأحباط: 

طب اطلب منه انه يجبلي هدوم صحابه الللي قدمت عليهم ..لا لا لا ايه اللي بقوله ده ..اكيد لا ..ما ساعتها ممكن صحابه يشوفو اللبس ده عليا ويعرفوه وساعتها عاصم هيتكسف ويستعر مني  اكتر


بصت حواليها بقله حيله واتنهدت بعدها بصت علي شكل السما لاقت ان الغروب قرب ..اتحركت ناحيه المطبخ وبدأت تسخن الاكل عشان تحطه علي السفره 


دقايق وكل حاجه كانت جاهزه والاكل مرصوص وعاصم شغل التلفزيون وبقي في حس في البيت بعد ما مكنش فيه غير صوت الأطباق والمعالق اللي مروه بتطبخ بيها 


مروه خرجت وراحت البلكونه وبقت تبص علي الناس اللي بتوزع عصير وتمر للي للناس اللي في الشارع عشان مش هيلحقوا يفطروا والمغرب هتأذن عليهم في الطريق 


ثواني وكان آذان المغرب بيكبر في الجامع القريب منهم 

دخلت جوه لاقت عاصم ابتدي يفطر وهي المفروض تستناه لحد ما يخلص عشان تعرف تفطر بعد ما تاخد الاكل للمطبخ 


مروه قربت منه بتردد وهي بتفكر في كلامها عن ان عاصم لازم يحبها 


مروه بتردد: 

هو انا ينفع اقعد افطر معاك 


يتبع.... 


10 

العاشر 


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ

عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 


مروه بتردد: 

هو انا ينفع اقعد افطر معاك 


عاصم بطل أكل لكنه فضل باصص في الطبق متكلمش 

مروه بلعت ريقها بخوف 


لكنها شجعت نفسها وقالت إنها مش هتخسر حاجه من المحاوله 

قربت اكتر وبقت واقفه قصاد عاصم من الناحيه التانيه من الطربيزه واتكملت بتوتر اكبر


: ب بقول لحضرتك ينفع ..ينفع افطر معاك 


عاصم رفع عيونه عليها وكانت نظراته مابين اللا مبالاه و الاستخفاف 


بصلها من فوق لتحت واتكلم بسخريه 

:اجري يابت انجري من قدامي واتلقحي في اي حته علي بال ما اخلص فطار وبعدها تطفحي اللي يفيض مني ..قال تقعد معايا قال ..مبقاش إلا الهُبل كمان اللي يقعدوا معاك يا عاصم 


مروه علي قد ما الكلمه حزت في قلبها إلا انها حاولت مره تانيه 

اتكلمت بلهفة وتوتر:


انا ..انا مش هقول لحد اني باكل معاك ..انا ..انا بس كنت عاوزه اكل مع حد بدل ما باكل لوحدي وانت كمان بتاكل لوحدك ..فا انا قولت ليه ما ناكولش مع بعض ونونس بعض وو


مروه رجعت لورا بفزع لما عاصم ضرب بقوه علي الطربيزه وكوبايه المايه وقعت اتكسرت 


وقف وبصلها بغضب واتكلم بغضب 

:جري ايه يابت ..هو انتي هتاخدي عليا ولا ايه ..انتي نسيتي نفسك ..لو كان كده افكرك انا ..انتي واحده ملكيش عوزه شفقت عليكي من اخوكي ومراته اللي عاملين يبيعوا ويشتروا فيكي وجبتك هنا اويتك وخليتك مستوره في بيتي ..لكن تيجي تنسي نفسك وتحاولي تحطي نفسك في مكان مش بتاعك ساعتها اعرفك قيمتك و اوريكي انتي تسوي ايه 


شاور علي طربيزه السفره وكمل 

:الطربيزه دي مش بيقعد عليها الخدم اللي زيك ..عشان اللي زيك مكانهم تحت رجلين اللي زيي ..يعني انتي تقعدي في الارض زي الكلبه المطيعه لحد ما اخلص اكل وبعدها ارمي ليكي العضم والبواقي اللي فاضت مني 

اكتر من كده تتربطي زيك زي الكلبه بالجوع والعطش لحد ما تقولي حقي برقبتي ..فهمتي 


مروه بصتله وشفايفها متقوسه لتحت وكلامه رغم أنها مش اول مره تسمعه لكنه غصبا عنها بيوجعها لانها افتكرت ولو للحظه انها ممكن تبقي انسانه عاديه زي باقي البشر اللي بتشوفهم 

هي مكنتش طالبه حاجه غير قبول من الناس وشويه حب ..حتي لو بالكدب 

..

لكن حتي رفاهية الكدب عليها مكنتش عندها 

بصت لعاصم بعين مكسوره وهزت رأسها بسكات بس كانت بلاغة عيونها كفيله انها توصل للاعمي اللي هي حاسه بيه 

اتحركت ناحيه المطبخ  وجابت فرشه وجاروف وبقت تنضف مكان الازاز المكسور 


عاصم بصلها وهي بتنضف ..كانت بصه استعلاء وقرف منها ..كانت في نظره اقل من انها تتعامل زي اي إنسان عادي بيحس وينجرح وعنده مشاعر 


لا هي كانت اقل حتي من منزله الحيوان في نظره 

ومش في نظره هو لوحده ..كانت في نظر الكل كده علي خوها ومنال مراته حتي عياله ماعدا يوسف 


والستات اللي منزوعين الرحمه اللي كانت بتخدم عندهم ماعدا الحاجه سميه 


كلهم بلا استثناء كانوا بيعاملوها كده..زيها زي الجماد يتعنى فيها كل حاجه ومينفعش تنطق ولو نطقت يبقي ده شئ خارق للطبيعة ويجب التعامل معاه اى هذا الأساس 


مروه نضفت الدنيا ودخلت المطبخ تاني وغصب عنها تكشيره وشها بقت واضحه للاعمي بعد ما كانت بتحاول تقرب منه يكون ده رده ودي نظرته ليها 


وققت وغسلت وشها عشان تهدي ..وجابت لنفسها كوبايه مايه تكسر ليها صيامها لحد ما عصام يخلص اكل 


رجعت قعدت مكانها لحد ما نادي عليها ..خرجت بسرعه لاقته بيمسح ايده وبيطلع سيجارة عشان يشربها 


عاصم بأستهزاء: 

لمي الاكل وافطري بالبواقي ..وتقعدي في الارض يا بت ..طول عمرك قاعده في الارض مش هتيجي عندي انا وتعملي نفسك حاجه 


مروه بصتله بسكات ونزلت راسها في الارض وهي ضامه ايديها قدامها زي التلميذ اللي استاذه بيهزأه 


يادوب مشي لمت كل حاجه وجابت البواقي وباقي العصير والبلح وجمعتهم عشان تاكلهم 


لكن قبل ما تقعد في الارض سمعت صوت جاي من الشباك ..بصت لاقت القطه جات تاني ..ابتسمت بفرحه لما شافتها وجريت تفتح ليها شباك المنور 


القطه بسرعه نزلت الارض وبقت تنونو 

مروه ابتسمت ليها بحنان وجابت طبق وحطتلها اكل من اللي فاض من عاصم هي التانيه وخلتها تاكل 


مروه بجنان:

خودي اكل حلو اهو ..كولي واشبعي وكل ما تكوني جعانه تعالي ..انا هنا علي طول ومش هأذيكي 


قعدت هي التانيه كمان وبقت تاكل والقطه بتاكل قصادها ومروه ما صدقت اخيرا ان حد بياكل معاها 


حتي لو كان الحد ده مش من جنسها ولا شبهها..بس القطه طانت ارحم من الإنسان واختارت تجبر بخاطرها وتيجي ليها هي من بين كل البيوت وتاكل معاها 


مروه اتنهدت بتعب لما افتكرت كلام عاصم 


مروه بقله حيله: 

اعمل ايه ده مش طايق ببص في وشي ..ماهو عنده حق هو انا مين يبص في وشي اللي يقطع الخميره ده 


سكتت وبقت تكلم القطه 

:طب هو انا هسكت كده ..ولا ممكن احاول تاني ..يمكن يعني مع الوقت يرضي بيا ويعاملني زي ما علي بيعامل منال 


سكتت شويه وبصت لنفسها زاتكلمت بتكشيره 


:بس انا مش زي منال وعمري ما هكون زيها ..منال حلوه وعندها فلوس ومعاها شهاده وفي ناس بتحبها 

لكن أنا معنديش اي حاجه من دول الناس هتحبني علي ايه 


اننهدت بقله حيله وخلصت اكل وحمد ربنا علي نعمته اللي في ناس مش لقياها 


بصت لاقت القطه كمان خلصت اكل زيها 

مروه قربت عليها وبقت تملس عليها بحنان شديد والقطه بتبصلها بعيونها الخضراء اللي بتلمع ..بعدها نونوت في وشها براحه وطلعت صوت خرخره لمى مروه لمستها وبعدها نطت علي الشباك ..بس قبل ما تمشي بصت لمروه تاني ونونوت كأنها بتشكرها وتسلم عليها وبعدها مشيت 


مروه لوحت ليها بأيدها وكل زعلها راح من حركه القطه معاها راحت تلم الدنيا لكن خطرت علي بالها حاجه لو عملتها يمكن تعجب عاصم 


مروه بتردد :

انا هجرب ولو عجبته يبقي كويس ولو معجبتوش اهو علقه تفوت ولا حد يموووت 


.....


سلمي كانت قاعده في بيتها ونايمة علي بطنها وبتحط مناكير والاغاني شغاله جنبها 


سمعت صوت خبط علي باب اوضتها 

سابت اللي في ايدها وراحت فتحت الباب وهي فاكره انها مامتها عاوزه منها حاجه 


فتحت الباب من غير ما تشوف مين والتفت وهي بتتكلم  


:ماما كويس انك جيتي..كنت عاوزه منك تتصلي بخالتو عشان اقولها علي حاجه ومش هينفع علي الموبايل 


:طب ما ينفعش ايمن يعرف الحاجه دي 


سلمي وقفت وبصت وراها لاقت ان اللي علي باب الاوضه هو ايمن مش امها زي ما كانت فاكره 


اتأففت واتكلمت بضيق


:نعم عايز ايه ..


ايمن قرب عليها وهو مش قادر يشيل عينه عنها خصوصا بلبسها البيتي اللي مبين اكتر ماهو ساتر 

حضنها من كتفها واتكلم بتمثيل 


:هو انا عملت ايه ياروحي عشان استاهل منك المعامله دي ..خمستاشر يوم وانتي مش بتردي علي تليفوناتي وحتي في الشغل بطلتي تتكلمي معايا وكأني مش موجود ..ليه بقي عملت انا ايه لده كله 


بعدت ايده عنها ورجعت ايديها واتكلمت بسخريه كبيره 


:عملت ايه ..كل اللي حصل ده وتقولي عملت ايه .ايمن بص احنا خلاص علاقتنا مبقتش تنفع صدقني..فا الأحسن كل واحد مننا يروح لحاله 


ايمن قرب عليها بلهفه بعد كلمتها دي واتكلم بتوتر ملحوظ 


:ليه يا سلمي ..ليه عاوزه تنهي قصتنا قبل ما تبدأ حتي

هو مش بابا رجعني الشغل واكتفي بخصم عشان خبيت عنه حاجه زي كده ..وبعدين أنكل مجدي اعترف اني مليش دخل بحاجه وهو اللي عمل كل ده وانا لما عرفت منعته بس كان فات الأوان...وغطيت عليه عشان بابا ميتصدمش فيه 


سلمي بنفاذ صبر: 

ايمن الكلام ده تبله وتشرب مايته..انت سيرتك بقت علي لسان في الشركه..عاصم مسح بسمعتك البلاط وبقيت ابن صاحب الشركه اللي سرق باباه بمساعدة عمه ..بس باباك عشان يلم الدنيا رجعك تاني واكتفي برفد مجدي وانت لانك ابنه واسمك من اسمه اكتفي انه يعملك خصم لمده شهووور .. بس خلاص يا ايمن ثقه والدك راحت يعني عمره ما هيرجع يوثق فيك مره تانيه ..وهتفضل تحت الميكرسكوب 


ايمن وقف وسابها وبقي يتكلم بثقه عميا


:بابا سامحني علي اللي عملته لانه عارف انه مش ذنبي 

وانا مليش دخل ..حتي انكل مجدي بابا سامحه هو اكتفي انه يشيله من مركزه وخلاه محاسب عادي مش هو اللي ماسك حسابات الشركه 

وانى بقي يا ستي بابا عمل اللي عمله عشان يخوف الموظفين ويوصل رساله ان ماهر بيه عند الجد مش بتفرق بين قريب ولا غريب ..بس انا في الاول والاخر هفضل ابنه اللي من لحمه ود مه ..ومش هيقدر يستغني عني ..خصوصا اني مظلوم ومفيش دخل بالموضوع ده ولا كنت اعرف حاجه 


سلمي كانت متأكده انه بيكدب ودي مش الحقيقه وانه اكيد هو اللي مخطط للي حصل ده كله مع مجدي 

بس حتت ان ابوه سامحه دي طمنتها وخليتها تطمن علي مركزها وسمعتها 


لكنها مثلت الزعل وعملت نفسها مقموصه وقالت 


:ولو ..ليه مقولتش ليا علي كل ده وانا كنت ساعدتك وكنت اديتك حلول ووقفت معاك ..ليه تتحمل ده كله لوحدك ..هو انا مش خطيبتك برضوا والمفروض في يوم هكون مراتك وأم أولادك ولا ده كله اشتغاله 


ايمن ما صدق راسها لانت وقرب منها ومسك ايدها باسها واتكلم بأسف :


حقك عيا يا روحي بس محبتش اشيلك همي واشيلك فوق طاقتك...كفايه تعبك في الشركه كمان هتعجبك بمواضيعي 


سلمي مطة شفايفها بدلع وقربت منه وبقت تلعب في ياقه قميصه وبقت تتكلم بدلال


:ولو برضوا كنت قولت ..مش يمكن كنا لاقينا حل لده كله من غير شوشرة ولا وجع راس ..انا  زعلانه منك


ايمن قربها من اكتر لدرجه أنها بقت في حضنها واتعمد يلمسها بطريقه مش مناسبه لعلاقتهم ولا لوضعهم

دول حتي ما احترموش الشهر الفضيل 


ايمن طلع حاجه من جيبه واتكلم بمكر 


:ودي تيجي برضوا ..بصي انا جيبتلك ايه عشان اصالحك 


سلمي اخدت منه العلبه وفتحتها لاقت سلسال دهب في احجار كريمه متنوعه وباين عليه غالي جدا 


عيونها لمعت بأنتصار بس حاولت تخبي واتكملت بعتاب


:وليه يا حبيبي تتعب نفسك وتكلفها وتجيب حاجه غاليه كده

 

ايمن قربها منه من تاني بعد ما بعدت واتكلم بشهوة 


:وهو في حاجه تغلي عليكي يا عمري ..هااا بقي مش استاهل مكافأة  وتقولي انك صالحتيني


قربت منه وباست خده وهي بتتكلم بدلع 


:كده حلو 


ايمن برفض هز راسه وقربها منه اكتر 


:لا ده انتي لو بتبوسي عيل صغير مش هتكون كده 


مستنهاش ترد وحاصر ايديها في ايديه وقرب باسها من شفايفها وبقت ايده تتحرك علي جسمها بطريقه مقرفه 


وهي مستسلمه ليه لحد ما حست انه بيزيد في جرأته وبعدته عنها 

سلني بزعل مصطنع: 


ليه كده يا ايمن ..ازاي تعمل كده...انا مش مراتك ومينفعش تعمل كده..


قرب عليها حضنها واتكلم بتعب منها لانها كل مره بتهرب منه 


:اعمل ايه بس يا سلمي مش قادر اقاوم جمالك..هتجنن بجد..بجد مش قادر عاوزك تبقي مراتي النهارده قبل بكره 


سلمي استغلت ده لمصلحتها واتكلمت بدلال متعرفش غيره 


:خلاص كلم باباك وعجل موعد جوازنا..ونعمل كل اللي احنا عاوزينه بس واحنا متجوزين 


ايمن بسمته اختفت وهز رأسه من غير وهو بيزفر بضيق وسلمي بذكائها عرفت ان ايمن مش سهل وانه عاوز ياخد منها اللي هو عاوزه من غير جواز وبعدها يرميها..لكن علي مين متبقاش حوا لو مجبتهوش علي وشه 


وقفت وخرجت بره وهي بتقول 


:تعالي بره احسن ماما تدخل تلاقينا كده وتزعل 


ايمن في سره:

لا وانتم عيله محافظه اوي ..ااه يا ناااري منك ..مش هسيبك غير وانتي بتاعتي يا سلمي..ومن غير جواز ..اصل اللي زيك للمزاج وبس مش للجواز .. انا لما افكر اتجوز هجيب واحده مكنتش تعرفني وبتحب فية وهي مخطوبه لواحد تاني 

هجيب واحده مكنتش ماشيه كل شويه مع واحد شكل  زي قطط الشوارع 


.....


عاصم خرج من البيت عشان يسهر مع صحابه من بعد الفطار 

مروه فضلت في البيت كالعادة 


وبقت قاعده في البلكونه اللي بقت هي الوحيده اللي بتونس وحدتها 


بقت تتفرج علي الشوارع والناس والزينه والانوار 

ومن كل قلبها نفسها تنزل الشارع وتتفرج من قريب 

وامنيه خيالية انها تلعب معاهم زي العيله الصغيره اللي مكملتش عشر سنين 


بس كانت بتفتكر في شهور رمضان علي مدار التمن سنين اللي فاتو كانت بتقضي الشهر كله وهي بتخدم في البيوت ومش بترجع غير علي نص الليل وبتخرج من طلعه النهار...حتي من كتر التعب كانت بتنام علي نفسها ..كان شهر رمضان ليها مفهوش راحه ابدا..لأن الشغل مضاعف كل يوم عزومه وتنضيف وتروح السوق تشتري الطلبات مره واتنين وتلاته ..اهم حاجه الفلوس ومادام فيه فلوس مفيش مانع انها تشتغل الاربعه وعشرين ساعه في الاربعه وعشرين ساعه 


بصت تحت لاقت البنات بتوع المنطقه بيخرجوا ..بنات شكلهم شيك ونضيف جدااااا بالنسبه لمروه ..


وبيركبوا عربيات هي متحلمش تنفضها حتي

طبعا كل ده كان افكار في راس مروه 


نفضت الافكار دي من راسها ودخلت جوه تجهز للي هتعمله 


.....


عاصم اول ما رجع لافي البيت هادي كالعاده ومفيش نور في البيت غير النور اللي داخل من الشبابيك  والبلكونه 


لاقي مروه خارجه من  الحمام ومكنتش تعرف انه موجود...عاصم اتفاجىء من شكلها جدا 


كانت خارجه بقميص قصير بحماله وشعرها مبلول ومفرود ولأول مره ياخد باله انه طويل ومعدي نص ضهرها 


مروه اتفاجئيت من وجوده لانه لما بيدخل في العاده بينده عليها ..او حتي بيعمل صوت 


اتلبكت ومعرفتش تعمل ايه وتروح فين وهي واقفه قدامه بالهيئه دي 


عاصم بصلها من فوق لتحت ومنطقش وده زاد 

مروه توتر اكتر وبقت تفرك في ايديها وتتململ في وقفتها 


عاصم بلع ريقه واتجاهلها وراح شغل النور وفتح التلفزيون ومروه استغلتها وجريت جابت هدومها من الكيس ولبستها 


بعدها جابت إيشرب وربطت بيه شعرها وجريت علي المطبخ تنفذ اللي جه في بالها 


عاصم كان بيفكر فيها وكل ما يحاول يشيلها من دماغه ترجع تظهر ..ولانه راجل كانت غريزته هي اللي بتحركه


يعني لو كان شافها بمظهر مختلف مكنتش أثرت معاه 


عاصم بضيق: 

ايه يا عاصم فوق شويه يا حبيبي..خي صحيح مراتك بس متنساش انك قولت ان الموضوع هيتأجل لبعد رمضان وبعدين بذمتك دي أشكال تبصلها ..يع دي كأنها طالعه من بلاعه اصلا وو


عاصم بطل كلام مع ذاته لما لاقاه جايه عليه وهي مبتسمه وماسكه في ايدها صينية عليها اطباق 


وقفت جنبه ونزلت الصينيه علي الطربيزه وهي بتتكلم ببسمه 


:انا لاقيت نفسي فاضيه قولت اعمل حاجه حلوه إن شاء الله تعجبك ..


اخدت طبق ومدته ليه وهي بتتكلم بطفوله 


:بص انا عملت ايه ..حلويات حلوه اوي ..من زمان معملتهاش ..وجات علي بالي قولت اعملها يارب تعجبك 


عاصم حرك نظره من عليها ووجهه علي الطبق اللي في ايدها واللي هي مقرباه منه وو


يتبع.... 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع