رواية بعينيك أسير الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة
رواية بعينيك أسير الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم شهد الشورى حصريه وكاملة
#رواية_بعينيكِ_أسير
#الفصل_الواحد_والعشرون
#بقلم_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ♡
........
بمنزل رأفت القاضي
انتفضت عليا بنومها تصرخ بصوت عالي بأسم ابنتها بفزع :
ميااااان
انتفض رأفت الذي لم ينم بالأساس بل كان ينظر للفراغ بشرود على صوت صراخها قائلاََ بقلق:
في إيه يا عليا مالك !!
تمسكت بيده قائلة بخوف وقلق :
بنتي فيها حاجة يا رأفت، بنتي مش كويسه أنا متأكدة ، بنتي حصلها حاجة
صمت ولم يعرف بما يجيبها هل يخبرها أنه يشعر بنفس شعورها ما أن ودعها بعد الزفاف
تنهد بحيرة هو نفسه يشعر بالقلق كيف سيهدئها لذا ردد بقلق :
أنا كمان يا عليا قلقان عليها، قلبي بيقولي في حاجة هتحصل !!
انتفضت واقفة تردد بسرعة :
أنا هغير هدومي و هروح اطمن عليها
أوقفها قائلاََ :
استني بس يا عليا هنروح دلوقتي ، الوقت متأخر احنا عدينا نص الليل
عليا بغضب :
ان شاء الله يكون ايه ، هروح اطمن على بنتي
لم يجادل معها فبدل الاثنان ثيابهما وغادروا على الفور متوجهين حيث فيلا العزايزي !!!
..........
اقترب منها وبلحظة كانت تسقط على الفراش خلفها أثر صفعته القوية التي جعلت الدماء تنساب من جانب شفتيها من قوتها وقبل أن تعي ما فعل ارتعبت عندما رأته يسحب حزام بنطاله يلفه حول يده وعينيه تناظرها بكل شر
الآن أيقنت أن شعورها لم يكن سوى حقيقة ستحدث ستبقى الليلة أسوأ ليلة بحياتها 💔
يصفع يركل لم يترك شيئا إلا وفعله بينما هي لم تقو على الدفاع عن نفسها تعالت صرخاتها العالية كلما نزل بحزامه الجلدي على جسدها الدماء تنزف من جسدها بغزارة
جذبها من خصلات شعرها قائلا بغضب ونبرة تقطر شرا وتوعد:
قسما بالله ليكون انهاردة أسوأ يوم بحياتك، واحدة زبالة زيك تخوني إيه متقدريش تعيشين من غير رمرمة وتسلمي جسمك للي يسوى واللي ميسواش
دفعها على الفراش خلفها بقسوة ثم اعتلاها ممزقاََ بقايا ثيابها التي كانت قد تمزقت بالفعل قبل قليل من ضربه الوحشي لها متجاهلاََ صراخ الجميع عليه ليفتح الباب
تابع ما يفعل حطم ما تبقى منها اغتصبها بأبشع طريقة كل ذلك وهي تجاهد لتبقى عيناها مفتوحة لتحفظ كل ما فعل حتى تكرهه أكثر وأكثر
ابتعد عنها يرتدي ثيابه ينظر لحالتها التي تدمي القلوب بلا ذرة ندم أو شفقة انحنى بوجهه هامساََ بجانب اذنها بقسوة :
بعد اللي هيحصل مش هتقدرى ترفعي عينك في عيني طول عمرك ، لو عندك شوية كرامك ماتخلنيش اشوف وشك بعد انهاردة
توقف عندما استمع لصوتاََ يعرفه جيداََ يأتي من الأسفل و هو صوت رأفت العالي ابتسم قائلاََ بتهكم :
ابوكي تحت جيه في وقته !!
القى على جسدها فراش ابيض خفيف يلف به جسدها ثم حذبها بقسوة و عنف من يدها للاسفل ليجد الجميع بما فيهم عليا و رأفت الذي ما ان رأى حالة ابنته صعق من المنظر و قبل ان يتخذ اي ردة فعل كان سفيان يلقي بها أسفل قدم والدها قائلاََ بغضب و سخرية :
بنتك عندك اهي متلزمنيش ، انتي طالق !!!!!
صرخت عليا بفزع تحاول افاقة ابنتها لكن الأخرى لا تستجيب انحنى رأفت يحمل بين يديه جسد ابنته الساكن كسكون الأموات قائلاََ بتوعد لسفيان :
قسماََ بالله لتدفع التمن غالي لو بنتي جرالها حاجة مش هيكفيني عمرك يا سفيان !!!
غادر رأفت سريعاََ و زوجته تلحق به نظر عمار لشقيقه بخيبة أمل و اشمئزاز ثم لحق بهم يتولى القيادة لأقرب مستشفى بدلاََ من رأفت الذي لو كان الموقف يسمح لتشاجر معه !!!
بينما نرمين كانت تتابع ما يحدث بشماتة و سعادة كبيرة سرعان ما شهقت عندما هوت فريدة بكف يدها على صدغ سفيان بصفعة قاسية مصحوبة بصراخها الغاضب :
انت ايه اللي عملته ده ، وصلت للي بقيت فيه كده ازاي ، مش بتحبها ان شاالله عنك ما حبيتها انما تبهدلها و تعمل فيها كده ليه ، انت مش بني آدم ما بتحسش معندكش لا قلب و لا دم
صرخ عليها بغضب :
انتي السبب دبستيني في جوازة منها مكنتش عاوزها مع واحدة زبالة و خاينة زي دي ، خانتني كنتي عاوزاني اعمل ايه اسكت
صرخت عليه بغضب :
الخاينة اهي واقفة وراك روح حاسبها ، منك لله
قالتها ثم غادرت الفيلا تنظر له بحسرة فأخذ الأخر يكسر كل ما تطوله يداه اقتربت منه نرمين قائلة بحزن زائف :
متزعلش نفسك يا حبيبي ، انت عملت الصح هي تستاهل اللي بيحصل فيها الخاين لازم يكون عقابه قاسي و اللي حصلها قليل عليها ، انت عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي و يكون مخلص ليك زيي يا سفيان !!
.........
كان يركض كلاََ من رأفت و عليا و عمار خلف الترولي الذي يحمل جسدها الساكن متوجهاََ للطواريء
بعد دقائق خرج الطبيب يأمرهم بتجهيز غرفة العمليات لخطورة حالتها مع استدعاء طبيب الأمراض النسائية الذي ما ان رأه عمار ردد بتعجب :
انت !!!
تعجب الأخر من تواجده هنا لكنه اومأ له برأسه ثم دخل للغرفة ليباشر عمله ليتفاجأ بنفس الفتاة التي حضر زفافها قبل بضع ساعات فقط !!
........
بكت عليا بقوة و اخذت تصرخ عالياََ و رأفت يحاول تهدئتها ، ما ان علم الجميع بذلك الخبر المفزع تجمعوا بالمستشفى جدها سالم و همس و والديها حتى لينا الجميع بانتظار خروج الطبيب !!!!
بعد وقت حضرت فريدة التي ما ان رأتها عليا ركضت إليها تصرخ بغضب :
انتي ايه اللي جابك !!!
رددت فريدة بحزن :
جاية اطمن عليها
صرخت عليها عليا بغل :
يقتل القتيل و يمشي في جنازته مش كده
فريدة بتبرير :
انا معملتش حاجة ، مكنتش اعرف ان سفيان هيعمل كده
عليا بغضب :
معملتيش حاجة ، بسببك بنتي بين الحياة و الموت هخسرها بسببك انتي و حفيدك لولا اللي عملتيه في الأول و مساومتك ليها على حياتك ، قابلتي اللي عملته عشانك و اختيارها لحياتك بقلة اصل و ندالة في الأخر تقولي معملتش حاجة ، منك لله يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتي و حفيدك ربنا ينتقم منك و منه
اقترب عمار من خالته قائلاََ برجاء بالنهاية فريدة جدته و سفيان شقيقه :
خالتي كفاية عشان خاطري ملوش لازمة الكلام
اقترب سالم قائلاََ بحدة و نظرات توعد لها و لحفيدها فقط لتمر تلك الأزمة :
امشي من هنا و رجلك متخطيش مكان فيه حفيدتي يا فريدة و الحساب بينا لسه مخلصش بس كل حاجة و ليها وقتها و اعرفوا ان باللي اتعمل في حفيدتي فتحتوا ابواب جهنم عليكم !!!
غادرت فريدة برفقة عمار الذي اوصلها للمنزل ثم عاد للمستشفى مرة أخرى ليبقى بجانب الجميع حتى و ان كان وجوده غير مرحب به من البعض لكنه لم يهتم ابنة خالته و شقيقته التي وقفت بجانبه بأصعب أيام حياته لن يتخلى عنها !!!
.......
مر وقت طويل حتى خرج طبيبان من الغرفة لتتفاجأ همس عندما رأت فارس امامها فرددت بصدمة و صوت خافت سمعه يزن :
فارس !!
تنهد الطبيب الأخر قائلاََ بجدية :
انا اسف ع اللي هقوله بس حالتها ما تطمنش ابداََ ، اتعرضت لاعتداء عنيف جداََ ، كسر في ايدها اليمين و شرخ في الشمال و كدمات كتيرة جداََ و اا...اا....
تدخل فارس قائلاََ :
العنف اللي اتعرضتله اتسبب في اجهاض الجنين !!
توسعت اعين الجميع بصدمة فرددوا جميعاََ معاََ :
جنين !!!
اومأ فارس لهم قائلاََ :
ادعولها تعدي الأربعة و عشرين ساعة الجاين على خير هتتنقل دلوقتي للعناية المركزة
بكت عليا بقوة قائلة بقهر و حزن :
ربنا ينتقم منه ، حسبي الله ونعم الوكيل فيه
جذبها رأفت إليه يشدد من احتضانها بصعوبة تمالك نفسه حتى لا ينهار حزناََ على وحيدته
تحدث الطبيب بجدية :
لو سمحتوا من فضلكم بلاش صوت عالي عشان المرضى ، اصلا وجودكم ملوش لازمة تقدروا تيجوا بكره الصبح
نفت عليا برأسها قائلة بدموع :
انا مش همشي و اسيب بنتي
تدخل سالم قائلاََ بصرامة :
عليا اسمعي الكلام هتروحي دلوقتي انتي و الكل ، الصبح تعالوا
بصعوبة غادر الجميع واحداََ يلو الأخر ليتبقى فقط سالم و رأفت بينما عمار اوصل لينا و خالته للمنزل ثم توجه حيث شقيقه و ما ان رأه اقترب منه ثم باغته بلكمة قوية جعلته يرتد للخلف و لأول مرة يفعلها عمار و يرفع يده على شقيقه الذي ردد بصدمة :
بترفع ايدك عليا يا عمار ، على اخوك الكبير !!
اومأ له عمار قائلاََ بغضب :
اه ارفعها على اخويا ، بس متقولش كبير لأن الكبير كبير بتصرفاته و انت بتصرفاتك بتصغر في عيني مرة عن التانية
نزلت فريدة من غرفتها قائلة بفزع :
انتوا بتضربوا بعض !!
تجاهل الاثنان الرد عليها و صرخ سفيان على عمار قائلاََ بغضب :
بترفع ايدك عليا علشان الخاينة دي عم......
صرخ عليه عمار قائلاََ بغضب :
فوق بقسو بلاش غباء حكم عقلك ، ميان مش خاينة الخاينة اللي انتي معيشها في بيتك و مشيلها اسمك ، ميان انت متستاهلش ضفرها اصلاََ
صرخ عليه بغضب و هو يدفعه بصدره ليرتد الأخر للخلف من أثر الدفعة :
متغلطش في مراتي يا عمار
عمار بغضب :
غبي و كلمة توديك و كلمة تجيبك فكرت تسألها الأول عن أي اتهام بتتهمه بيها ، ميان اللي مش عجباك و خليتها مرمية في المستشفى بين الحياة و الموت ، عالجت اخوك مدمن المخدرات !!
شهقت فريدة بصدمة و كذلك سفيان ليتابع
الأخر بغضب :
مصدومين ليه ، ايوه كنت مدمن مخدرات مكنتش مسافر زي ما قولتلكم
ثن تابع بغضب و صراخ عالي :
انا كنت قاعد في بيت الظابط كارم لحد ما اتعالجت لينا اللي مش عجباك دي بتقولي متنفعش زوجة ليا فضلت معايا لحد ما خفيت و وقفت على رجلي حتى همس محدش فيهم سابني يمكن انت لو كنت مكانهم مكنتش عرفت تتصرف !!!
ثم تابع بتلك الجملة الصادمة :
مراتك و كاميليا و زاهر بسببهم اخوك كان مدمن ، مكنش بمزاجي ده كان غصب !!!
قالها ثم غادر بدون تفسير اي شيء ينظر لشقيقه بخيبة أمل و اشمئزاز ضربت فريدة كفاََ بأخر ثم صعدت لغرفتها مصدومة تضب اغراضها لتغادر حيث منزلها بينما هو غادر الفيلا بأكملها !!!
.......
ما ان دخل فارس من باب الفيلا اقترب منه كارم الذي كان ممدداََ بجسده على الأريكة بالبهو :
انت لحقت ترجع من السفر عشان تنزل الشغل !!
تنهد فارس قائلاََ بتعب و هو يلقى بجسده على الأريكة الأخرى :
كانت حالة ولادة متعسرة و مفيش دكاترة في المستشفى فكان لازم اروح
ثم صمت و نظر للفراغ بشرود فسأله كارم :
سرحان في ايه !!
تنهد فارس قائلاََ :
البنت اللي حضرت فرحها من كام ساعة
- مين ، ميان و لا التانية !!
فارس بشفقة :
ميان ، جت المستشفى عندي و حالتها صعبة اوي
قص عليه فارس ما حدث متجاهلاََ ذكر حملها و اجهاضها للجنين ناهياََ حديثه قائلاََ بقرف :
بس اياََ كان تحليلي قرفان من الشخص اللي عمل فيها كده ازاي اصلاََ في راجل يرفع ايده على ست مهما كان اللي عملته مينفعش راجل ده لو فرضنا انه راجل يعني يتطاول على واحدة بأيده ، لو تشوف حالتها تقطع القلب
ردد كارم بشفقة :
قتلتها في ليلة المفروض تبدأ فيها حياة جديدة
غير فارس مجري الحديث قائلاََ بابتسامة :
انت مش ناوي تتجوز بقى و تدخل دنيا
تنهد كارم قائلاََ بحزن و ألم :
اللي عايزها و اتمنتها من قلبي مش عايزاني ، اختارت غيري
ربت فارس على قدمه قائلاََ :
مفيش ع القلب سلطان ، زي ما انت مش قادر تنساها و مش قادر تحب غيرها هي كمان اكيد زيك اختارت اللي بتحبه و.....
قاطعه كارم قائلاََ بحزن و صوت مختنق :
انا عارف ده و عاذرها بس في نار في قلبي كل ما اتخيل انها مش هتكون ليا و انها بتحب غي.....
صمت و لم يقدر على اكمال جملته فأشفق عليه فارس قائلاََ :
محدش عارف بكره في ايه يا بن عمي ، لو كانت من نصيبك هتكون ليك مهما حصل ، كل حاجة تيجي من ربنا خير متزعلش نفسك
اومأ له كارم بصمت ثم تنهد قائلاََ :
سيبك مني انت مش ناوي
ضحكت فارس بسخرية قائلاََ :
انا جربت حظي مرة خلاص
ضحك كارم قائلاََ :
عايز الصراحة انجي تعقد اي حد من الجواز ، انا مش عارف يا اخي تفكيرك كان فين و انت بتتجوزها
زفر فارس بضيق قائلاََ :
قولت اهي بنت خالي و هي أولى تكون مراتي بدل ما اروح اتجوز واحدة معرفهاش و في الأول و الأخر بنت خالي عارفها و عارف طبعها اللي كان مجرد صورة مزيفة ، في حاجات مش بتبان غير قدام
ربت كارم على قدمه قائلاََ بهدوء :
ربنا يرزقك بالأحسن منها
........
عاد من الخارج بعدما قضى طوال الليل يدور بسيارته بالشوارع يفكر بحديث شقيقه الذي القى بوجهه بضع كلمات ثم غادر دون أن يفسر له كم هو أحمق حتى و ان فسر هل كان ليصدقه
عاد لمنزله بمنتصف الليل الظلام يعم المكان أخبرته الخادمة التي كانت بالمطبخ ترتشف المياه و خرجت عندما استمعت لصوت الباب يفتح :
سفيان باشا ، الست فريدة سابت البيت و مشيت
تنهد بحزن ثم صعد لأعلى حيث غرفته ليتوقف مكانه ما ان استمع لصوت زوجته بالداخل تصرخ غاضبة على أحدهم بالخارج بنا جعل الصدمة حليفته و تصنم بمكانه كأن دلو من المياه الباردة سُكب فوق رأسه بأكثر ليلة باردة :
عمار قال لسفيان ان انا و انت و كاميليا سبب انه بقى مدمن انا خايفة يصدقه ، سفيان اصلاََ بقاله فترة بارد معايا خايفة يكون اتأثر بكلامهم و بطل يصدقني ، ميان لازم تموت
صمتت لوقت ثم عادت تصرخ غاضبة :
المفروض كنت اغرز السكينة في قلبك اكتر من مرة عشان اتأكد انك موت و خلصت منك ، كان زمانها مرمية لي السجن لحد ما تعفن فيه ، انت بتحب فيها ايه انت و هو
عادت لتصمت ثم صرخت مرة أخرى بغضب :
بطل تهددني ، انت شكلك نسيت انا مين و عملت ايه ، انا طلعت و لا نزلت رقاصة و ربنا ما يوريك قلبت الرقاصات يا زاهر كاميليا اه نضفتني و خلتني بنت ناس عشان أوقع ابنها بس انا لسه زي ما انا و الطبع غلاب يعني يوم ما تفكر تأذيني اهد الدنيا فوق دماغك ، حتى كاميليا لو فاكر انك تقدر تغدر بيها تبقى غلطان كاميليا دماغها سم اكتر مني و منك اللي تعمل في ولادهاكده و تقتل مش هتسمي عليك و تعمل الأو.....من كده
زفرت بصوت مسموع ثم اغلقت الهاتف بوجهه فتحت باب الغرفة لتخرج منها سرعان ما صدمت بسفيان الذي كانت تعابير وجهه لا تبشر بخير ابداََ كانت مزيج من الصدمة و الشراسة
اخذ يقترب منها و هي تعود للخلف برعب قائلة :
سفيان انت هنا من امتى
ما ان أصبح داخل الغرفة صفعها بقوة حتى سقطت أرضاََ من قوة الصفعة ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاََ بغضب و صدمة :
ليه ، ليه تعملي كده اتجوزتك فضلتك عليها دافعت عنك قدام الكل خليتك هانم عليهم ، كل اللي كنت بتطلبيه أوامر بتتنفذ في الأخر الغدر ما يجيش غير منك انتي !!!
صرخت بألم عندما صفعها بقسوة مرة أخرى يليها العديد من الصفعات بركان و انفجر ركلات صفعات لكمات يسبها بأبشع الألفاظ ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاََ بغضب :
اسمعي يا بن.....هتقولي كل اللي تعرفيه و الو.....اللي عملتيها كلها عرفتي كاميليا منين و ايه علاقتك باللي اسمه زاهر و إلا قسماََ عظماََ لاكمل عليكي لحد ما تموتي و تغوري في داهية
اومأت له سريعاََ ثم بدأت تقص عليه كل شيء من البداية حتى اليوم بصعوبة و ما ان انتهت بكت بقوة قائلة برعب و هي تقبل يده :
ابوس ايدك سامحني انا عملت كده عشان اضمن انك ليا انا حبيتك بجد يا سفيان
صفعها بقوة قائلاََ بغضب و قرف :
انتي متعرفيش تحبي ، اللي زيك ميعرفش يحب انتي كلبة فلوس و بس اقسم بالله نهايتك انتي و هما على أيدي !!
ثم جذبها من خصلات شعرها للخارج و الأخرى تصرخ تستنجد بأحد ليخلصها من بين يديه كان الخادمات يراقبون ما يحدث بعدما انتفضوا من نومهم مفزوعين من صوت صراخهم العالي بصدمة لم يفعلها رب عملهم من قبل مع زوجته !!
صرخ سفيان على كبير الحراس بالخارج و ما ان اتي له دفعها إليه قائلاََ بغضب :
تاخذها تخفيها في اي داهية لحد ما افضالها
ثم صرخ عليها بقرف و هو يركلها بمعدتها بعدما سقطت أرضاََ أسفل قدم الحارس :
انتي طالق بالتلاتة !!!!
.........
تائه يمشي بالطريق بلا هواده يشعر بأن الدماء سحبت من عروقه يمشي و لا يعلم وجهته إلى أين كان يرى نفسه مظلوم و الجميع يرونه ظالم كذب الجميع و صدق ذاته فقط ظلمها و خسرها بسبب تلك الشياطين على هيئة بشر و لكن الحقيقة لم يخسرها بسببهم بل بسببه هو بسبب سذاجته و غضبه الذي اعماه عن كل تلك الحقائق
عن زوجة خائنة فضلها على الجميع و طعنته بظهره احبها و غدرت به ، و عدو دبر له تلك المكيدة التي جعلته بخسرها و يخسر قلباََ احبه و عشقه بصدق
كلماتها تتردد بأذنه حتى الآن :
هتندم و الندم وحش اوي يا سفيان بلاش تجربه
كان من غبائه يسخر منها و لكن هي محقه الندم ابشع شعور يشعر به الإنسان عندما تقف تنظر لعقارب الساعة تتمنى ان يعود الزمن للوراء قليلاً لكن ذلك مستحيل لكن حذره الجميع و ليته استمع ، ألمو وجع كبير بقلبه بدرجة لا يتحملها بشر اكثر اثنان من المفترض ان يكونا سنداََ له طعنوه بظهره ، الأولى والدته التي لطالما كرهته بدون سبب منذ صغره و الثانية زوجته التي باعته من أجل المال
خانته مع عدوه يقسم انها لو كانت طلبت منه لأعطاها الاضعاف
بداومه كبيرة ما الذي حدث غير ذلك ما الذي لا يعلمه بماذا خدعوه ايضاََ
قادته قدمه لذلك المكان الذي يعلمه بل يحفظه على ظهر قلب ذلك المكان الذي قبلها به أول مرة ، ذلك المكان الذي شَهِدَعلى انهيارها الكامل أمامه ، ذلك المكان الذي سخر منها و من عشقها !!
ضحك بسخرية مريرة عند تلك النقطة دائمًا ما كان يسخر من عشقها و لم يكتفي بذلك بل فعل الأسوأ بكثير !!
نظر للبحر و صرخ بعلو صوته موجوعاََ :
آآآآآآآآه
آه مليئه بالوجع آه تعبر عن ما يشعر به قلبه المتألم
قلبه الذي لو كان يتكلم لكان صرخ بعلو صوته هي أيضًا تألمت هي شعرت بما تشعر به الآن و أسوأ و لكنك لم ترحمها أبدًا بل دهستها... دمرتها جعلت منها حطام انثى أحبت و خُذلت 💔
.........
باليوم التالي مر يزن على همس حتى يوصلها للمستشفى حيث ميان و بالطريق سألها بفضول :
مين فارس !!
رددت الاسم بتعجب من سؤاله فسألها مرة أخرى :
امبارح قولتي اسمه لما شوفتيه تعرفيه منين
رددت ببساطة :
ابن عم كارم !!!
سألها بضيق فشل في اخفائه :
كارم ده الظابط اللي كان موجود ساعة خطفك صح
اومأت له ببساطة فزفر بضيق قائلاََ بأمر :
علاقتك تتقطع بيهم هما الاتنين
شبكت يدها امام صدرها قائلة بسخرية :
في أوامر تانية تحب تضيفها
ردد بحدة و ضيق :
همس انا مش بهزر
همس بحدية :
اسبابك ايه !!
ردد بصرامة :
من غير أسباب انا خطيبك و لازم تسمعي كلامي
رددت هي الأخر بحدة :
اسمع كلامك لو مقتنعة بيه
رد عليها بغضب :
أولاََ مفيش صداقة بين ولد و بنت ثانياََ حتى لو مجرد زمالة و معرفة سطحية تخلي بينك و بينه حدود ، خاصة انه واضح اوي من نظراته ليكي ان فيه مشاعر تجاهك
اومأت له قائلة بهدوء :
انا عارفة حدودي كويس ، انا و كارم متربين سوا نعرف بعض من و انا عندي سبع سنين ، مش هقطع علاقتي بيه لمجرد انك عاوز كده ، ببساطة كارم اخويا اللي امي مخلفتهوش وقف جنبي في حاجات كتيرة جداََ و بثق فيه مش هينفع انسى كل ده و أقطع علاقتي بيه عشان حضرتك عاوز كده و خلاص و انسى كل اللي هو عمله معايا
ثم تابعت بصرامة :
ابويا لو كان شاف اي حاجة غلط كان قالي الكلام ده قبلك على فكرة
يزن بحدة :
انا مليش دعوة بأبوكي كل واحد حر انا مش هقبل ان مراتي تكون على علاقة بواحد حتى لو كانت العلاقة بينهم مجرد اخوة
همس بغضب :
بتقول اللي انت مش هتقبله و عايزني انفذه تمام انا كمان مش هقبل ان جوزي يكون بيفكر في واحدة تانية غيري حتى او كانت ميتة الفرق بيني و بينك اني شيفاه اخ لكن انت......
صرخ عليها بغضب :
اسكتي !!!
نفت برأسها قائلة بحدة :
لأ مش هسكت
صرخ عليها بغضب :
والله انتي قبلتي بالوضع ده من الأول
اومأت له قائلة بحدة :
وقف العربية
لم يستمع لها و اكمل قيادته فصرخت عليه بغضب :
بقولك وقف الزفتة دي
صف سيارته جانباََ فقام بأزالة خاتم الخطبة تضعها بيده قائلة بغضب :
قبلت من الأول و غلطت و بصلح غلطي الخطوبة اللي بينا ملغية شبكتك هتوصلك لحد عندك
ثم غادرت السيارة صافعة الباب خلفها بغضب ثم استقلت سيارة أجرة نحو المستشفى حيث ميان
........
قادتها قدمه إليها لم يجد أحد أمام باب الغرفة التي علم بمكانها مسبقاََ من الاستقبال بالأسفل استند بيده على زجاجها الشفاف ينظر لحالتها بفزع و صدمة ماذا فعل ، كيف كان غبياََ لتلك الدرجة دمرها و هي التي فعلت الكثير لأجله
نزلت دموعه تنساب على وجنتيه بغزارة هي لا تستحق ما حدث ، كيف سينظر لعيناها بعد الآن !!كيف سيطلب منها المغفرة على كل ما اقترفه بحقها و ظلمه لها !!
جاء صوتاََ غاضباََ من خلفه :
انت بتعمل ايه هنا !!!
التفت للخلف ليجد انها همس و خلفها الجميع فقد كانوا مع عليا التي فقدت وعيها من كثرة البكاء على ابنتها و تم نقلها لغرفة أخرى
مسح سفيان دموعه التي سرعان ما تنساب مرة أخرى و تتجدد و لحسن حظه ان سالم و رأفت مع عليا بالغرفة التي بأخر الممر
سأله عمار بضيق :
جاي تعمل ايه يا سفيان
همس بغضب :
جاي يشمت طبعاََ انت حيوان والله الحيوان عنده قلب عندك ، لو فاكر انك باللي عملته فيها راجل احب اقولك انه ابعد ما يكون عن الرجولة ، انت مش راجل أصلاََ اللي يستقوى على ست لا راجل و لا عمره كان راجل من أساسه
عمار بضيق :
همس كفاية
همس بغضب :
لأ مش كفاية ، ده القتل قليل عليه شوف حالتها و شوف عمل فيها ايه بعد كل اللي عملته و ضحت بيه علشانهم ردوا الجيميل بأيه
كانت دموع سفيان تنساب و يستمع لكل ما يقال بصمت يستحق ما يقال و أكثر من ذلك جاء رأفت من خلفهم مسرعاََ بعدما رأه من بعيد ثم باغته بلكمة قوية مشحونة بغضبه و غله تجاهه اقترب كارم على الفور يفصل بينهما قبل ان يعود رأفت و يلكمه من جديد :
استاذ رأفت احنا في مستشفى ميصحش كده
رفع رأفت اصبعه بوجهه قائلاََ بغضب :
تغور في ستين داهية من هنا ، لو شوفتك جنب بنتي قسماََ بالله لاقتلك و اشرب من دمك ، الحساب بينا مخلصش اول ما بنتي تخرج من هنا أبواب جهنم هتتفتح عليك يا بن كاميليا
دفع عمار شقيقه قائلاََ بضيق :
امشي يا سفيان من هنا دلوقتي
لكن قبل ان يتحرك اقترب احد الضباط منهم
قائلاََ بجدية :
احنا هنا بخصوص ميان القاضي ، جالنا بلاغ انها اتعرضت لاعتداء و.....
تدخل عمار قائلاََ بجدية :
مظبوط حضرتك هي دلوقتي في العناية و حالتها ما تسمحش انها تتكلم !!!
رأفت بغضب :
اللي عمل في بنتي كده ، قدامك يا حضرة الظابط ، سفيان العزايزي !!!!!!!
.......
#الفصل_الثاني_والعشرون
#رواية_بعينيكِ_أسير
#بقلم_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ♥️
البارت يوصل لـ 400 لايك هنزل الجديد علطول عايزة بقى أشوف الناس اللي كانت بتسأل ع البارت اشوف تفاعلهم الجامد
اللي حصل الفترة اللي فاتت ان الفون باظ وغيرته خلاص الحمد لله وجدتي بعيد الشر عنكم تعبت جدا يعني أنا كمان مش في البيت والدنيا ملغبطة خالص معايا اقسم بالله ياريت نراعي ظروف بعض و ملوش لازمة الكلام السخيف اللي بيتبعت ع الخاص
........
بعد مرور عدة أيام كان يجلس بداخل الحبس حيث تم إلقاء القبض عليه بعدما شهد الجميع عليه انه الفاعل و بأعترافه ايضاً
اخذ يعيد حساباته من جديد كم كان مغفلاً احمق عندما سمح لهم بالتلاعب به هكذا دمروا حياته او بالأصح هو من سمح لهم بذلك حقاً لا يعرف بأي عين سيطلب منها السماح على ما اقترفه بحقها
......
بينما على الناحية الأخرى
فتحت عيناها ببطئ سرعان ما عادت و اغلقتها من شدة الضوء ظو بدأت تفتحها مرة أخرى رويداََ حتى اعتادت على الضوء تشعر بألم بشع يجتاح كل خلية بجسدها حاولت رفع يدها لكنها لم تقدر بسبب الجبيرة الملتفة حولها حتى يدها الأخرى نفس الشيء
نظرت لقدمها لتجدها على نفس الحالة ملتفة بجبيرة الذكريات عصفت بعقلها تلك الليلة التي مهما عاشت لن تنساها لقد تعرضت لكافة أنواع الذل و الظلم و القسوة
نزلت دمعة من عيناها يليها المزيد حتى تبللت الوسادة أسفلها و تعالت شهقاتها كانت تبكي و تنتحب بقوة لدرجة انها لم تشعر بالطبيب فارس ما ان دخل للغرفة اكتفى بالصمت و لم يعرف ما يقول كيف يخفف عنها كيف يواسيها
لا توجد كلمات تخفف من وجع فتاة تعرضت لذلك الكم من العنف و القسوة فب ليلة من المفترض ان تكون بداية جديدة لها !!
كم يشفق عليها و يحتقر ذلك الشبيه بالرجل الذي فعل بها ذلك لقد جعل منها حطاماََ
حمحم منظفاََ حلقه ثم ردد بابتسامة لطيفة :
صباح الخير
انتفضت بمكانها و نظرت له ليتابع هو بمرح لعله يخفف عنها :
اما انتوا البنات خميرة عكننة تموتوا في النكد ، ينفع كده واحدة تصحي من النوم بعد أيام طويلة أول حاجة تعملها تعيط
لم تهتم بما قال و سألته بتعجب :
مش انت....اتقابلنا عند كارم صح !!
اومأ لها قائلاََ بابتسامة :
مظبوط انا هو فارس اتقابلنا عند كارم و حضرت فرحك و انا اللي بعالجك كمان !!!
صمتت و نظرت للفراغ بشرود و لازالت دموعها تنساب على وجنتيها سحب مقعداََ ثم جلس بجانبها قائلاََ بابتسامة صغيرة :
اسمحيلي اتدخل و اخد من وقتك خمس دقايق ، هقول كلمتين لو ضايقوكي كأنك مسمعتيش حاجة
اومأت له برأسها بصمت ليتابع هو :
بلاش الضعف اللي انت فيه ده بلاش تستسلمي كده لو مش عشانك يبقى عشان الناس اللي واقفين ورا الباب ده لو تعرفي كام واحد واقف بره مستني بس يطمن عليكي و انك تقومي بالسلامة
تنهد ثم تابع حديثه بشفقة عليها :
انا معرفش ايه الحكاية و ايه اللي حصلك و مش عايز اعرف انا بس عايز اقولك ان مش ده اللي تزعلي عليه و لا حتى تزعلي منه ، اللي تهوني عليه يوصلك للحالة دي اعرفي انك هتهوني عليه طول عمرك ، كفاية انه قتل اب.......
صمت و لم يكمل جملته و لم تكن هي غبية حتى لا تفهم وضعت يدها على رحمها تتلمس مكان موضع الجنين و دموعها تنساب بصمت و حزن قائلة :
خسرته مش كده
اومأ لها بصمت و شفقة انتظر لحظات ثم استأنف حديثه قائلاََ :
اللي حصل صعب بس شوفي الجانب الايجابي من اللي حصل انتي عرفتي اللي قدامك و احمدي ربنا ان الموضوع خلص على كده مش أحسن ما كان ابنك يتولد يلقى اب زي ده ليه و انتي بدل ما تخلصي منه تلاقي اللي يربطك بيه العمر كله
اخرج محرمة ورقية من جيب بنطاله بينما هي تردد بداخلها بغضب كبير و شر :
ابداََ مخلصتش على كده !!!
مد يده بها ناحيتها فأشارت بعيناها نحو يدها المجبرة ليردد هو بحرج :
اسف نسيت ، تسمحيلي
قال الأخيرة و هو يمد يده تجاه وجنتها مجففاََ دموعها التقت عيناه بعيناها للحظات سرعان ما ابتعد بحرج قائلاََ :
انا كنت جاي اطمن عليكي و بصراحة مقدرتش امنع نفسي اني اقولك الكلام ده لأن لما دخلت و شوفت حالتك ، شوفت في عينك واحدة مستسلمة للي حصل و كأنه نهاية العالم ، مع ان العكس ساعات كتير بنكون فاكرين ان احنا خلاص وصلنا لنهاية الطريق و ان دي النهاية بس الحقيقة ان كل نهاية بداية حياة جديدة و بدايتها في ايدك يأما تختاري تكملي في اللي فات او تختاري تبدأي من جديد و كأن الماضي ده معداش عليكي من الأساس
منحها ابتسامة صغيرة ثم وقف قائلاََ :
حياتك في ايدك و انتي اللي بتختاري انتي عاوزة تكملي في ايه و تعيشي ازاي و اخيراََ اسف لو كلامي ضايقك و اسف لو ازعجتك ع الصبح كده بأذن الله تقومي بالسلامة
ثم تابع بمرح و هو يتوجه ناحية الباب :
هتطلع اطمن عليك الجيش اللي بره و شوية و كلهم يدخلوا يطمنوا عليكي
ما ان وضع يده على مقبض الباب اوقفته قائلة :
يا دكتور
التفت إليها فمنحته ابتسامة صغيرة باهتة قائلة :
شكرا على كلامك
ابتسم ثم غادر الغرفة مر وقت قصير و كان الجميع بغرفتها و أولهم عليا التي ركضت نحو ابنتها تقبل كل انش بوجهها بحب و الدموع تنساب من عيناها و هي تردد :
الف سلامة عليكي يا حبيبتي ، الحمد لله انك قومتي بالسلامة و بقيتي بخير
ثم تابعت بقهر و دعاء :
منهم لله اللي كانوا السبب ربنا ينتقم منهم
ابتلع عمار غصة مريرة بحلقة يقف في المنتصف لا يعلم بأي عين سيدافع و يقف بجانب شقيقه ابتلع بضيق دعاء عليا على شقيقه و على جدته لأول مرة بحياته يشعر بالخزى لكونهما عائلته
زجر رأفت عليا بعيناه قائلاََ بعتاب :
عليا احنا قولنا ايه
انتحبت أكثر قائلة بدموع و قهر :
عايزني اشوف بنتي كده و مدعيش على اللي كان السبب في حالتها دي غصب عني يا رأفت
تنهد رأفت بحزن ثم دنى من ابنته مقبلاََ جبينها بحب قائلاََ بصوت مختنق بالدموع :
الف سلامة عليكي يا قلب ابوكي
اقترب سالم هو الأخر مقبلاََ جبينها قائلاََ بحنان :
سلامتك يا غالية
استقبلت كلمات الجميع بابتسامة صغيرة ممتنة لوجودهم لتتفاجأ بحضور كارم حتى والدة لينا المريضة قدمت لأجلها و كذلك قصي و سيلين كم هي ممتنة لتلك المواقف الصعبة التي تبين للأنسان معادن الناس الحقيقة
ردد سالم بقوة :
حقك هيرجع لغاية عندك يا بنتي ، دلوقتي هو مرمي في الحبس و لسه لما تقولي شهادتك و اللي عمله فيكي ده غير اللي لسه هيحصله
رددت ميان بصدمة :
سفيان في الحبس !!!
اومأ لها رأفت قائلاََ :
ايوه تاني يوم علطول من دخولك المستشفى و هو في الحبس ، الظابط على وصول عشان ياخذ أقوالك
صمتت ميان و بالفعل مر وقت قصير جداََ و حضر الضابط و بعد ان أخذ أقوالها غادر لتمر لحظات و كان رأفت يندفع لغرفة ابنته قائلاََ بغضب :
انتي جنسك ايه بعد كل اللي عمله فيكي بردو طلعتيه من الحبس و اتنازلتي عن حقك ، عندك كرامة و دم زي البشر و لا ايه بالظبط اللي بيجري في عروقك ده ايه
ألمتها كلمات والدها و أدمت قلبها خاصة انه نطق بها أمام الجميع الذي دخلوا خلفه ليهدؤه نفت برأسها قائلة بغموض و نظرات عتاب له :
طلعته من الحبس اه لكن اتنازل عن عن حقي مش هيحصل يا بابا !!!!
........
باليوم التالي خرج سفيان من القسم متوجهاً حيث تلك المرأة ليكون اول لقاء بينه و بينها بعد سنوات طوال اسئلة لا اجابة لها سوى عندها
- سفيان !!
قالتها كاميليا بصدمة ما ان فتحت باب غرفتها بالفندق الذي تقيم فيه حالياً بعد ان طردتها عاليا و رأت سفيان أمامها
افسحت له المجال ليدخل و ما ان أغلقت الباب اقتربت منه كادت ان تحاوط وجهه بيدها قائلة بحنان زائف :
ابني حبيبي
لكنه تراجع للخلف غير سامحاً لها بلمسه مردداً بسخرية مريرة وعدم تصديق :
ابنك !! ، بجد انا ابنك طب انتي متأكدة انك شلتيني في بطنك تسع شهور متأكدة انك أمي وأنا ابنك !!
صمتت ولم تجيب فقط ستأخذ دور للمستمع حتى تعرف ما سبب زيارته ولما يقول هذا الحديث وخاصة الآن بالتحديد فتابع هو بعدم تصديق :
لو انتي أمي فعلاً ، جالك قلب ازاي تعلمي في ولادك كده دمرتي حياتي وحياة عمار عشان ايه !!!
ثم صرخ عليها بغضب و قهر :
عشان الفلوس يا شيخة ملعون ابو الفلوس اللي تخلي أم تعمل في ولادها كده ، ذنبه ايه عمار عشان تدمريه وهو لسه في بداية حياته ، انا ذنبي ايه تخدعيني كل السنين دي ، ميان ذنبها ايه يحصلها كده ، بعدتيني سنين عن الوحيدة اللي حبيتها من قلبي ليه
ثم أشار بيده نحو قلبها قائلاً بغضب :
هنا مستحيل يكون فيه قلب زي البشر هنا في حجر فيه سواد بس
رددت كاميليا بقهر ينهش قلبها منذ زمن :
هنا فيه قلب بيحس وبيتوجع وبيحب بس هما استكتروا عليه كده
- هما مين !!
رددت بسخرية مريرة :
كلهم ، انت ملكش ذنب ولا عمار ليه ذنب ولا حتى ميان ولا ابوك كان ليه ذنب ، الذنب ذنب عمك و كوثر وفريدة الذنب ذنب ابويا وذنب عليا ورأفت كلهم السبب !!!
سألها بغضب :
طالما ملناش ذنب ليه كده ، محدش فيهم اتسبب ليكي في اذى عشان تقولي عليهم كده الذنب ذنبك انتي وبس
سألته بغضب وغل :
تعرف منين اذوني ولا لأ اللي بتدافع عنهم دول اخدوا مني أجمل سنين عمري وعشت حياتي كلها في وجع بسببهم
صرخ عليها بغضب واشمئزاز :
مفيش أم تأذي ولادها و تعمل فيهم كده مهما كانت اسبابك مش هقبلها ولا عمري هقبلها اللي زيك متستاهلش تكون أم ولا زوجة ولا أخت اللي زيك متستاهلش تكون بني ادمة اصلاً
ابتسمت قائلة بتهكم :
ماتشوفش نفسك اوي عليا كلكم وحشين واسود من جوه بس الفرق اني كنت صريحة حتى انت نسخة مني تصرفاتك كلها كأني انا بالظبط اللي انا عملته في شريف انت عملته مع ميان وخالتك أنا وانت نسخة من بعض بس انا على اسوأ شوية
ثم تابعت بسخرية :
عمار هو اللي شبه ابوك في كل حاجة مخدش حاجة مني زيك ويمكن ده من رحمة ربنا بيه
نظر لها بغضب كبير لتفاجأه بذلك.السؤال :
نرمين فين يا سفيان !!!
رد عليها بغضب :
في المكان اللي تستحقه ولولا انك للأسف أمي كان زمانك معاها ومكنتش هرحمك
رفع اصبعه بوجهها قائلاً بغضب وتحذير :
مش عايز اشوفك ولا المحك ابعدي عن حياتي قسماً بالله المرة الجاية ما هرحمك وجربي كده وشوفي اللي هيحصلك
قال ما قال ثم غادر صافعاً الباب خلفه بقوة تاركاً اياها في تساؤلاتها وخوفها من القادم !!!
.......
بالمستشفى فتحت عيناها ببطيء عندما شعرت بيد تتلمس خصلات شعرها بحنان و كذلك وجهها لتحتد نظراتها ما رأت الفاعل " زاهر " فصرخت عليه بغضب :
انت بتعمل ايه هنا ، اطلع بره !!
اقترب منها قائلاََ بصوت خفيض :
حبيبتي وطي صوتك متخافيش مني ، انا بش كنت جاي اطمن عليكي وحياتك عندي حقك هيرجع هخليه يتمنى الموت ع اللي عمله فيكي
ثم تابع بعتاب :
شوفتي اختيارك الغلط وصلك لفين و هو عمل فيكي ايه الغبي لو انا مكانه عمري ما كنت هعمل فيكي كده ابداََ انا بحبك و هو لأ
صرخت عليه بغضب :
تولع انت و هو في ساعة واحدة غور بره اطلعوا من حياتي بقى
رددت بضيق :
انا مش هرد على كلامك ده عشان عارف انك متضايقة من اللي حصل ، بس ليه تكرهيني انا عمري ما اذيتك بالعكس انا اكتر واحد بيحبك في الدنيا دي كلها ادي لنفسك فرصة بس تعرفيني و انا متأكد انك هتحبيني زي ما بحبك بالظبط
قال الأخيرة بصوت حزين متوسل فصرخت عليه بغضب :
اللي زيكم ميعرفوش الحب واحد بحقارتك دي و قلبك الأسود و عمايلك عمر ما يكون في قلبه ذرة حب لأن الكره و الحب ميجتمعوش مع بعض
صرخ عليها بغضب :
انا وحش و زبالة بس تعرفي ايه عني اصلا ، تعرفي عشت ايه و لا شوفت ايه دخلتي جوه قلبي عشان تحكمي عليه انه مش بيحب و لا يعرف الحب ، انا حبيتك و دي حقيقة لازم تتقبليها و يكون كويس لو تتقبليها بسرعة لأن مم هنا و طالع هكون جزء من حياتك مش هتغيبي عن عيني لحظة و قريب اوي هتكوني ليا يا ميان
صرخت عليه بغضب :
اطلع بره و مش عايزة اشوف وشك تاني ، ده انا اموت و لا أكون لواحد زيك
كاد ان يرد لكن باب الغرفة فتح و دخل منه فارس الذي كان يمر من أمام باب الغرفة و سمع لصوت صراخهم العالي
قطب جبينه قائلاََ بجدية لميان :
في حاجة !!
تدخل زاهر قائلاََ بحدة :
انت مالك روح شوف شغلك و غور من هنا
رفع فارس حاجبه ثم دخل للغرفة ليقف امامه قائلاََ بتحدي :
لو ما شوفتش شغلي و غورت من هنا ايه اللي هيحصل يعني !!
ردد زاهر بغضب :
هيكون اخر يوم ليك في المخروبة دي انت مش عارف انا مين بتلفون واحد مني ارميك بره
فارس بتهكم :
لو تعرف اعملها بس يا ترى في واحد بيتطرد من حاجة ملكه !!!!!
ثم ردد بتحدي :
فارس الحسيني صاحب المستشفى !!!
ردد زاهر بغضب :
حصلنا الرعب
ابتسم فارس بزاوية شفيته و تجاهل الرد عليه ثم نظر لميان قائلاََ بهدوء :
الأخ مضايقك في حاجة !!
رددت بضيق :
خرجه بره من فضلك
اومأ لها بصمت ثم أشار بيده للباب لزاهر حتى يخرج لكن الأخر بقى بمكانه ينظر له بتحدي فردد فارس بهدوء :
طول عمري بكره العنف و مش بحب الأسلوب ده بس شكلي هستخدمه معاك ، قدامك حلين ملهمش تالت يا تخرج بالذوق يا تخرج و كرامتك ممسوح بيها الأرض و بقضية كمان
نظر زاهر لميان بعتاب و لذلك المستفز بغضب كبير فقد فهم مغزى كلمات الأخر و ما سيفعله ان رفض الرحيل فغادر مرغماََ لكن قبل ذلك ردد بغضب و بتوعد كبير :
حسابي معاك بعدين و هتشوف !!
ردد فارس بسخرية و تحدي :
لأ ما هو انا ما بشوفش الزبالة بتقرف !!!
ابتسمت ميان بخفوت فغادر زاهر بغضب صافعاََ الباب خلفه بقوة ليردد الأخر بضيق :
المفروض تجيب معطر على حسابك يضيع ريحة الزبالة دي ، ده لو راحت كمان
استمع زاهر لما قال ازداد غضبه أكثر بينما ميان ضحكت بقوة التفت فارس لها مبتسماََ بخفوت ثم ردد بعد لحظات صمت من تأمله لها :
تاني مرة لو حد ضايقك اضغطي هنا الممرضة هتكون عندك علطول
تنهدت قائلة بسخرية :
ياريت مرة بس حضرتك تاخد بالك ان أيدي الاتنين خارج نطاق الخدمة
ضحك بخفوت ثم استأذن منها و غادر لعمله بينما هي نظرت للفراغ بشرود تفكر في القادم و كيف ستجعلهم يدفعون ثمن ما حدث لها !!!
.........
بعد وقت بالمستشفى خارج الغرفة كانت همس تجلس بجانب لينا التي تنظر للفراغ شاردة سألتها همس :
مالك حاسة انك متغيرة بقالك يومين و بتتعاملي مع عمار بطريقة غريبة و بتتهربي منه هو عملك حاجة ، انتوا متخانقين سوا
نفت لينا برأسها لتسألها همس :
أومال ايه مالك !!
تنهدت همس قائلة بحزن :
انا خايفة اوي يا همس ، أنا بحب عمار بس بعد اللي حصل من سفيان و جدته بقيت أخاف منه ، خايفة يكون زيهم و خايفة يوجعني و يحصل فيا اللي حصل في ميان
ردت عليها همس بجدية :
أسئلة زي دي عمرها ما هتخطر في بالك لو انتي بتحبي عمار و واثقة فيه
لينا بحزن و صوت مختنق بالدموع :
بحبه و بثق فيه بس خايفة و ده غصب عني اي واحدة مكاني هتخاف
ردت عليها همس برفق :
اي واحدة مكانك هتحمد ربنا انها لقت حد زي عمار بيحبها و افتكري دايماََ انه عشان يحميكي حتى من نفسه سابك كان عايز الأفضل ليكي تفتكري واحد زيه ممكن حتى يفكر يأذيكي
نظرت لينا للأسفل فربتت همس على كتفها قائلة :
طلعي الأفكار دي من دماغك صوابعك مش زي بعضها يا لينا والله انتي و عمار تستاهلوا بعض شبه بعض في كل حاجة
اومأت لها لينا قائلة بصدمة عندما وقعت عيناها على يد همس:
انتي مش لابسة دبلتك ليه !!
همس بغضب :
رميتها في وشه
لينا بتساؤل :
ليه حصل ايه بس !!!
قضت عليها همس ما حدث فعاتبتها لينا:
حذرتك انا و ميان من الأول بس مسمعتيش مننا دي اشارة ليكي يا همس عشان متاخديش الخطوة دي و الحمد لله انكم لسه ع البر و انها مجرد خطوبة
اومأت لها همس بصمت فضحكت لينا بخفوت قائلة :
عارفة الإنسان ده غريب اوي دايماََ بيجري ورا الحاجة اللي بتتعب قلبه رغم ان راحته و سعادته قدام عينيه
- ليه بتقولي كده
تنهدت لينا قائلة :
انتي كارم رهن اشارة منك و مع ذلك مش حاسة بيه وعايزة واحد غيره وميان نفس الشيء اياد فضل يجري وراها و مع ذلك مكنتش شايفة حد غير سفيان دايماََ الإنسان بيجري ورا اللي تاعبه مع ان راحته بتبقى قدامه بس مش بيبقى شايف كده
اومأت همس برأسها قائلة بسخرية :
عندك حق
........
صعد لغرفته ليبدل ثيابه التي بقت عليه لأيام طويلة بعد كل ما فعله بها تثبت له أنها الأفضل لقد تنازلت عن المحضر حتى يخرج من السجن
ما ان دخل لغرفة الملابس التقط بيده ذلك الدفتر الملقي أسفل الخزانة ويظهر جزء منه، ذلك الدفتر يعرفه لقد أهداه لها بآخر عيد ميلاد حضره معها ، جلس على المقعد يفتح أول صفحاته ليتفاجأ بصورة تجمعه بها أمام كعكة عيد ميلادها تبتسم بسعادة كذلك هو بكى بقوة والندم ينهش قلبه مع كل كلمة يقرؤها بمذكراتها التي تكتب بها كمْ تحبه وتلومه على قسوته عندما توصل لتلك الصفحة المدون أعلاها ذلك التاريخ أنه يوم زواجه بنرمين الورقة مجعدة يبدو أنه ابتلت ثم جفت توقع أنها دموعها خاصة مع كلماتها التي آلمت قلبه مسح دموعه بظهر يده لكنها تعود وتنساب من جديد بقهر يتمنى حق أن يعود الزمان للوراء يتمنى لو لم يكبر أبدا ليتهما ظلا كما هما بالسابق ، بكى بقوة صارخ بعلو صوته آآآه
مرددا بداخله " ليتنا لم نكبر يوما " 💔
........
- خير
قالتها همس بحدة ما ان فتحت باب المنزل لتجد يزن أمامها
ردد بجدية :
البسي و تعالي عايز اتكلم معاكي
ردت عليه بحدة :
مش فاضية و مفيش كلام بينا يتقال يا دكتور ، غير عن الدراسة و احنا في اجازة دلوقتي
زفر بضيق قائلاََ بغضب :
همس ردي عدل و اتكلمي معايا بأسلوب كويس ، انا جاي لحد عندك بطلب منك بذوق عايز اتكلم معاكي
همس بحدة :
وانا رديت وقولت مش فاضية
زفر بضيق قائلاََ بنفاذ صبر :
همس
صرخت عليه بغضب :
جاي ليه عشان تعايرني بوضع انا قبلته بعد ما انت طلبت مني فرصة وانا عطيتها ليك واخرتها تعايرني بيها ، ليه ده انت اللي طلبتها و لا كنت انا اللي جريت وراك و قولتلك تعالي اطلب ايدي و اخطبني
ظهر بتلك اللحظة كارم من خلفه قائلاََ بحدة :
في حاجة يا همس صوتك عالي ليه !!!
جاء ايضاََ والدها و والدتها من خلفها ليردد عاصم بتساؤل :
صوتك عالي ليه يا همس ، انتوا بتتخانقوا !!
يزن بضيق :
مفيش يا عمي سوء تفاهم بعد اذنك ممكن اتكلم مع همس شوية لوحدنا
كادت ان تعترض لكن اومأ له عاصم قائلاََ لزوجته :
هبة خديهم الصالون
ثم تابع حديثه قائلاََ لكارم الذي ينظر ليزن بغضب و خوف كبير بداخله من ان يستطيع ذلك الطبيب اقناعها بالعدول عن قرارها و العودة له من جديد !!
- تعالى معايا ع المكتب
......
كانت تجلس امامه تحرك قدمها بعصبية شديدة ليردد هو بهدوء :
ممكن تهدي شوية عشان نعرف نتكلم
ردت عليه بعضب :
قولتلك مفيش حاجة نتكلم فيها دبلتك معاك و الباقي هطلع اجيبه و الخطوبة دي فضيناها خلاص
يزن بعتاب :
مش اتفقنا تصبري عليا تستحمليني مش من يوم و ليلة هنسى ، انا....
قاطعته قائلة بغضب :
استحملت و صبرت بس انت مشلتش ده ليا بالعكس عايرتني بيه و شايف اني طالما قبلت بالوضع من الأول أكمل عليه و اسكت
تنهد قائلاً بضيق :
لما خيرتك بينا اختارتيه هو
رددت بحدة :
زي ما انا خيرتك بيني و بينها و اختارتها هي
نفى برأسه قائلاً بضيق :
صعب انسى في فترة قليلة كده ، لكن بردو انا اخترتك و عايزك عشان كده جيت انهاردة ومتمسك بيكي يا همس
لم تقتنع بكلامه فرددت بضيق :
بتقول كلام و تعمل عكسه
يزن بحزن :
بسمة بالنسبة ليا حاجة كبيرة اوي صعب اتخطاها خصوصاً انها ماتت بسببي لولا ان هي اللي ساقت بدالي كان زماني انا اللي ميت وهي لسه عايشة ، غصب عني والله يا همس انا محتاج منك تساعديني وتقفي جنبي انتي من أول موقف بعدتي مش اتفقنا من الأول تستحمليني لحد ما اقدر اتخطاها
ردت عليه بحدة :
اتفقنا استحملك اه انما متفقناش تعايرني بكده انا بعدت من أول موقف بس انت اللي بدأت الأول بالمعايرة و خليك عارف كويس اوي انك مش لاوي دراعي ومش ماسك عليا حاجة عشان أقبل بالوضع ده فلو هنبندي بمعايرة يبقى المفروض انا اللي اعاير مش انت لأن انا اللي قبل بيك بالوضع ده مش انت
ردد بضيق و رمقها بنظرات حادة غاضبة :
همس !!
رفعت اصبعها بوجهه قائلة بحدة :
متبصليش كده انا اللي بقوله صح وانت عارف كده كويس انا لسه متخلقش اللي يعايرني ويكلمني كده واسكتله مهما كنت عندي ايه هرد عليك الكلمة بعشرة وهقفلك ابويا رباني السنين دي كلها عشان تيجي انت تكلمني كده واحنا لسه ع البر اومال قدام هتعمل ايه ، الحكاية بانت من اولها خلاص النهاية هتبقى ايه فأنا بنسحب عشان مش بايعة نفسي
ردد برجاء ان لا تخذله :
همس بلاش تتسرعي فكري انا مح.....
قاطعته قائلة بضيق :
تسرعي كان من الأول لما قبلت بكده بس مش مشكلة محدش بيتعلم ببلاش
تنهد ثم وقف قائلاً بضيق :
كنت فاكر هيكون نفسك طويل عن كده و هتكوني جدعة معايا وتوفي باتفاقنا من الأول بس كنت غلطان
همس بتهكم :
أنا كمان كنت غلطانة من الأول بس في حق نفسي مش في حقك
غادر يزن غاضباً ليتقابل بالأسفل مع كارم تبادل الاثنان النظران للحظات فغادر يزن اولاً بغضب تاركاً كارم يتنهد براحة اخيراً وقد علم من هيئة يزن أنها رفضت العودة له !!
........
مر ما يقارب الشهر على الجميع شهر بالكامل قضته بداخل المستشفى حتى شفيت تماماََ بقت تلك المدة بأمر من جدها و والدها لقد حاول سفيان رؤيتها طوال ذلك الشهر تعلم لكن جدها و والدها وقفوا لها بالمرصاد لم يجعلوه يرى طيفها حتى
ارتدت ثيابها ثم نظرت لهيئتها بالمرأة اختفت الكدمات تخلصت من جبيرة يداها و كذلك قدمها دخلت لتلك المستشفى محطمة منكسرة و ستخرج منها أقوى من السابق لن تفكر بأحد !!
لن تجعل من فعل بها ذلك يفلت من العقاب سيطول الجميع انتقامها !!
خرجت همس من المرحاض تجفف وجهها و ما ان رأت ميان تقف هكذا شاردة رددت بحزن :
عشان خاطري يا ميان انسي اللي حصل و بلاش تفكري في اللي فات انا عارفة انتي ناوية على ايه ، ناوية تنتقمي منه ، كفاية اللي حصلك بسببهم خليكي بعيد بقى ، المرة دي نجيتي من الموت بأعجوبة يا عالم المرة الجاية في ايه
نفت ميان برأسها قائلة بغل :
المرة الجاية هما اللي هيروحوا ع الموت برجليهم مش انا ، مش هطلع خسرانة تاني و مش هعمل حساب لحد من انهاردة ، راعيت مشاعره و خبيت جوايا أسرار و اتحملت عشانه و في الأخر عمل فيا كده شاف مني الحب و التضحية لكن من الساعة دي كل اللي هيشوفه مني الكره و بس عندي استعداد اعمل اي حاجة بس اشوفه مذلول و مقهور
ثم تابعت بدموع لمعت بعيناها و قهر :
عمري ما هنسى رميته ليا تحت رجلين ابويا و امي بالمنظر ده و لا هنسى كلامه ليا عمري ما هنسى لما قالي بعد كده مش هتقدرى ترفعي عينك في عيني ، كسرني و ذلني و هكسره و اذله
همس بحزن :
انتي كده بتدمري نفسك ، انسي....
قاطعتها ميان قائلة بغضب :
متقوليش انسي ، انتي لو مكاني مش هتنسي هو مخبطش فيا بالغلط و النسيان مش بالساهل هقول هنسى فهنسى
ثم تابعت بصوت مختنق بالدموع :
انا فيه نار جوايا ربنا بس العالم بيها موجوعة و مكسورة و عايزة اخد حقي ناري مش هتهدى غير لما يدوق اللي انا دوقته يا همس
احتضنتها همس بقوة فبادلتها ميان العناق و اخذت تبكي بقوة حتى تعالى صوت نحيبها دخلت لينا الغرفة فأدمعت عيناها لبكاء ميان الذي يمزق القلوب اقتربت منهما تتشارك معهما العناق حزينة على حالتها
........
- نورتي بيتك يا بنتي
قالتها عليا بسعادة لابنتها ما ان دخلوا للمنزل فمنحتها الأخرى ابتسامة صغيرة باهتة
كاد والدها ان يساعدها على الصعود بسبب قدمها التي مازالت تؤلمها قليلاً و لم تتعافى كلياً لكنها اوقفته قائلة بهدوء :
هعرف اطلع لوحدي
ما ان صعدت واستمعت عليا لصوت اغلاق باب غرفتها نظرت لرأفت مرددة بحزن :
وبعدين يا رأفت حالتها ما تطمنش الكلمة بتطلع منها بالعافية وعلطول ساكتة انا خايفة عليها اوي
ربت رأفت على كتفها قائلاً بهدوء زائف :
اهدي يا عليا اللي هي فيه ده طبيعي مش بالساهل هتنسى وتعدي
رد سالم بجدية :
خلينا كلنا نبقى حواليها منديش ليها فرصة تقعد مع نفسها وتفكر في اللي حصل
اومأ له الاثنان بحزن فتابع هو :
يلا خليهم يجهزوا الغدا وانا هطلع اشوفها واجيبها عشان نتغدا سوا
- مليش نفس
قالتها ميان رافضة تناول الطعام ليبتسم سالم قائلاً :
بس جدك مكلش حاجة من امبارح و لازم ياخد علاجه تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي
سألته بغته وبدون مقدمات :
حاجتي جت من بيته ولا لأ يا جدو !!!
نفى برأسه قائلاً باستنكار :
لأ لسه انت عايزاهم في ايه تولع بكره يكون عندك الأحسن منها
صمتت ولم تجيب فتنهد سالم قائلاً :
سكوتك مش مطمني بتفكري في ايه
ابتسمت بسخرية قائلة بغموض :
الكلام كله خلص مبقاش فيه حاجة تتقال العتاب و اللوم وقته فات خلاص دلوقتي وقت الفعل !!!
سألها بتوجس :
بمعنى....ناوية على ايه !!!
نظرت للفراغ قائلة بنظرات كلها توعد :
مش خير ، أكيد مش خير يا جدو
........
باليوم التالي صعدت همس برفقة عليا حيث غرفة ميان بعد تبادل الحديث القصير طلبت ميان من والدتها بتهذيب :
من فضلك يا ماما ممكن تسبينا مع بعض شوية
اومأت لها عليا ثم غادرت بصمت وما ان اغلقت الباب سألتها همس بفضول:
في ايه
توقفت ميان قائلة بجدية :
هننزل سوا مشوار مع بعض بس لو سألوكي رايحين فين قولي هننزل نتمشى شوية و راجعين
- طب ليه !!
تنهدت ميان قائلة بتحذير :
عايزة منك حاجة بس قبل ما اتكلم لو كلمة طلعت منك بره هتكون اخر علاقتي بيكي يا همس
اومأت لها همس فبدأت ميان تسرد عليها ما تريد باختصار انتظرت رد همس لتجد الصمت فقط فسألتها :
ساكتة ليه !!
رددت همس بعد صمت :
لو قولتلك رافضة ايه اللي هيحصل هتسمعي رأيي
نفت ميان برأسها قائلة بتصميم :
لأ اللي هعمله مفيش فيه راجعة
تنهدت همس قائلة بحيرة :
أنا بين نارين يا ميان هما اه يستاهلوا بس انتي كده هتدخلي في طريق وحش يا عالم ايه اخرته
ميان بغل:
مش فارقة المهم اخد حقي قسماً بالله لأخليه هو اللي ميقدرش يرفع عينه في عين اي حد بعد اللي هيحصله كل اللي حصل الليلة دي هيترد ليه اضعاف
همس برجاء :
ميان اللي يخليكي كفاية بقى
ردت عليها بغضب :
مش كفاية يا تبقي معايا يا لأ
ثم تابعت بتحذير :
بس لو لأ زي ما قولتلك لو كلمة طلعت بره هيكون اخر علاقتي بيكي
تنهدت همس بعمق ثم صمتت للحظات قبل ان تقول بضيق :
معاكي يا ميان و ربنا يستر !!
بعد وقت قصير كانت ميان تجلس بجانب همس التي تقود السيارة و تسألها بحيرة :
عنوان مين ده
صمتت ميان طوال الطريق وما ان وصلت لوجهتها سألتها همس :
طب ع الأقل أعرف انا فين !!!
ميان بصرامة وهي تشير بيدها ناحية شخصاً ما :
امشي وراه من غير ما تخليه يحس
ثم تابعت بجدية :
ده دراع سفيان اليمين بيعتمد عليه في كل حاجة ، اكيد هيروح عند نرمين يا هو يا سفيان لأن سفيان مش بيثق غير فيه ومكانها مش هيتعرف إلا من هما الاتنين
همس بسخرية :
ما يمكن يكون مروح بيته او رايح لمكان تاني
نفت ميان برأسها قائلة :
تؤ بيت ايه اللي يروحه في عز النهار غير كده ما بيقفارقش سفيان لحظة و المكان اللي بيروحوا سفيان لازم هو يكون موجود فيه سفيان دلوقتي في الشركة وكلفه يروح ليها بداله
همس بتعجب :
عرفتي منين !!
ميان بضيق :
عرفت وخلاص مش لازم ندخل في تفاصيل و بلاش اسئلة كتير يا همس
بعد وقت توقفت السيارة على جانب الطريق بعيداً قليلاً عن سيارة الأخر فرددت همس بقلق :
المكان هنا مقطوع خالص يا ميان
نزلت ميان من سيارتها بعد ان قالت :
عايزة تنزلي حصليني مش عايزة استني هنا
نزلت همس خلفها و بحذر تقدم الاثنتان من ذلك المتسودع القديم الذي نقش عليه من الخارج انه تابع لشركات العزايزي المخزن خالي من الخارج لا يوجد رجال اقتربت ميان من احد النوافذ الزجاجية المفتوحة لترى ما بالداخل لتتفاجأ بنرمين ملقاة ارضاً بينما الرجل يحقنها بشيردء ما في يدها رأت من مكانها حوالي أربعة رجال متواجدين بالمكان سحبت همس من يدها ثم غادروا المكان فسألتها همس :
ناوية على ايه
ردت عليها ميان بغموض :
اطلعي دلوقتي على........ وانتي هتعرفي
زفرت همس بضيق من ميان وصمتها الذي يثير غضبها وفعلت ما قالت بعد وقت كانت تقف برفقة ميان التي تتحدث مع ذلك الرجل الذي يرتسم الأجرام على ملامح وجهه أخذت تنظر له باشمئزاز تحول لصدمة عندما بدأت ميان تسرد عليه ما يجب ان يفعل ليرد عليها الآخر بطمع :
امرك يا هانم ، بس الفلوس مش قليلة
ردت عليه ميان بصرامة :
لو كل حاجة مشيت صح الفلوس هتزيد و حلاوتك محفوظة لوحدها بس خلصلي الموضوع ده
زي ما اتفقنا
رد عليها بسعادة:
من عنيا يا ست هانم انتي تؤمري أمر
سألتها همس بصدمة ما ان غادر الرجل :
ايه اللي انا سمعته ده وانتي تعرفي الأشكال دي منين اصلاً انتي بجد ناوية تعملي كده
ميان ببرود :
هو مش خد دفعة من الفلوس ومشي قدامك يبقى فعلا هعمل كده
همس بصدمة :
اتغيرتي يا ميان اتغيرتي اوي
ميان بتهكم :
البركة فيهم ، المهم محدش يعرف حاجة الموضوع يفضل بيني وبينك لولا ان مش هعرف اخرج لوحدي مكنتش عرفت حد باللي هعمله
غادرت همس بالسيارة تشعر بالغيظ و الضيق من تصرفات ميان وصمتها الدائم لقد تغيرت مئة و ثمانون درجة عن السابق !!
.......
باليوم التالي كانت ميان تراقب هاتفها ما ان وصلت رسالة لها ابتسمت بتوسع عندما رأت الصورة التي ارسلت إليها سرعان ما هاتفت ميان زاهر الذي أجاب على مكالمتها على الفور بلهفة وعدم تصديق :
ميان انتي بجد بتكلميني !!
غصبت نفسها على التحدث مع بهدوء و أدب :
أنا عايزة اشوفك ممكن
رد عليها فوراً وبدون تفكير :
ده ممكن اوي ده انا اللي نفسي اشوفك انتي مش متخيلة وحشتيني ازاي
رت عليه بهدوء :
أنا في شقتنا اللي في......هستناك عايزاك في موضوع ضروري جدا ، موافقة على جوازي منك بس بشرط
سألها بصدمة ولهفة :
ايه هو !!
ردت عليه بغموض قبل ان تغلق الهاتف :
لما اشوفك هتعرف ، مستنياك !!!!
......
أغلقت معه الهاتف لتأتيها مكالمة من الرجل يخبرها :
كله تمام يا هانم هي موجودة دلوقتي في المكان اللي قولتي عليه مستنين الراجل يوصل زي ما قولتي
- هو على وصول مش عايزة اي غلطة
أغلقت معه الهاتف لتردد همس بضيق :
أنا مش عارفة ازاي طاوعتك لو البلطجي ده اتمسك فكرتي هيحصل ايه مش وارد جداً يعترف عليكي
ردت عليها ميان ببرود :
مش هيحصل
زفرت همس قائلة بضيق :
ربع ثقتك دي بتتكلمي ببرود ولا كأن فيه كارثة هتحصل شوية كده
ابتسمت ميان بزاوية شفتيها قائلة بثقة :
كارثة ليهم مش ليا !!!!!!
.......
بعد وقت ليس بقصير بداخل مكتب سفيان بشركته
- يعني ايه !!!
قالها سفيان بغضب وصراخ على أحد رجاله الذي زف إليه خبر هروب نرمين وتعرضهم لهجوم من رجال آخرين
أخفض الآخر وجهه قائلاً بخزى :
مقدرناش عليهم يا باشا العدد كان كبير زي ما يكونوا حافظين المكان شبر شبر
صرخ عليه بغضب وعصبية شديدة :
غور من وشي وقبل ما الليل يليل تكون بنت....دي تكون عندي فاهم
لكن قبل ان يغادر الرجل دخلت سكرتيرته برفقة احد الرجال الذي صافح سفيان قائلاً :
رمزي عبد التواب كنت عاوز حضرتك في موضوع
سأله سفيان بفضول :
بخصوص ايه !!
رد عليه الآخر بحرج :
بخصوص زوجتك نرمين انا آسف ع اللي هقوله لحضرتك بس المدام بتاعتك موجودة عندنا في القسم !!
قطب سفيان جبينه وسأله بصدمة :
قسم !!!
اومأ له قائلاً بحرج :
من حوالي ساعة تم القبض عليها بوضع مخل مع رجل الأعمال زاهر تمَام في شقة في...... !!!!!!
........
#الفصل_الثالث_والعشرون
#رواية_بعينيكِ_أسير
#بقلم_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ♥️
الفصل يوصل 400 لايك عشان الجديد ينزل يا قمرااتي ♥️
........
بعدما حدث اشيع الخبر بين جميع الموظفين بالشركة لقد تم القبض على زوجة المدير بوضع مخل لم يقف انتشار الخبر إلى هنا فقط بل بسوق العمل و أصبح الجميع يعلمون بذلك الخبر بعدما تم نشره بعدة صحف كبيرة و على مواقع التواصل الاجتماعي اسهم شركته انخفضت بيوم و ليلة و اصبح علكة بأفواه الجميع
كل ما استطاع فعله انه رفع قضية " زنا " عليها لقد تم سجنها هي و زاهر بينما هو يحبس نفسه بمنزله منذ الأمس لا يقدر على مواجهة اي احد
تذكر جملته لها بتلك الليلة :
بعد اللي حصل مش هتقدري ترفعي عينك في عيني لو عندك شوية كرامة متخلنيش اشوف وشك تاني
نزلت دموعه بقهر أنها سخرية القدر أصبح هو الذي لا يقدر على رفع عيناه بعيناها يتهرب من لقائها للآن كرامته هي التي دهست بعدما حدث
.........
أخذت فاطمة تنقل بصرها بين كلاً من فارس وكارم كلا منهم شاردا بعالمه الخاص حيث كان كارم ينظر للفراغ شاردا يظهر على وجهه الهجوم عكسه تماماً كان فارس الذي كان ينظر للفراغ وعلى شفتيه ابتسامة صغيرة و هو يتذكر موقف صغير مر عليه من قريب مع ميان
Flash back
كعادته كل يوم يمر عليها في الصباح طوال من مكوثها بالمستشفى لمده شهر فبأحد الايام دخل عليها يحمل بيده صندوقاً صغيراً يحوي بداخله قطة صغيرة كان الصندوق مغطى بقماشة حريرية فلم ترى ما بداخله
لكنه اقترب منها قائلاً و هو يضع الصندوق على قدميها :
هدية بسيطة تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
قطبت جبينها و رفعت الغطاء من على الصندوق بتوجس و هي تتمنى ان تكون ظنونها خطأ توسعت عينها بفزع عندما ابصرت ما بداخله الأحمق بماذا جاء لها انها لديها فوبيا من القطط !!
صرخت بفزع ثم القت الصندوق بيدها قائلة بخوف شديد و هي تشير للصندوق الذي سقط ارضاً :
ايه اللي انت جايبه ده
تعجب من ردة فعلها قائلاً بضيق :
في حد يرمي الحاجة كده انا غلطان يعني عشان فكرت فيكي وجبت ليكي هدية تسليكي طول ما انت قاعدة في المستشفى
اشارت بيدها نحو الصندوق قائلة وغضب و خوف : هو اللي يجيب هدية مش يسأل اللي قدامه بيحب ايه رايح تجيبلي قطة وانا عندي فوبيا من القطط العقل زينة فعلاً
جز على اسنانه قائلا بغضب من كلماتها الاخيرة : شكراً يا محترمة
لم تهتم بنبرة السخرية التي في صوته فأشارت نحو الصندوق قائلة بخوف شديد :
خرج الصندوق ده بره
جذب الصندوق بحدة غاضباً مغتاظاً منها صافعاً الباب خلفه بقوة لتتنفس الأخرى بارتياح
Back
ضحك بخفوت و هو يتذكر هيئتها حينها سأله كارم بفضول :
بتضحك على ايه !!
نفى فارس برأسه قائلاً :
مفيش
ثم تابع بتردد :
مش واجب نروح نزور ميان
كارم بهدوء :
ابوها عازمنا مع كل اللي كانوا معاه في المستشفى ع الغدا بكره
اومأ له فارس بصمت و تابع كلاهما تناول طعامه في صمت كلاً منهما شارداً فيما يخصه !!
.........
باليوم التالي
استقبل رأفت و سالم الجميع همس و والديها ولينا برفقة والدتها كذلك عمار وكارم و فارس و يزن لقد قام بدعوة كل من سانده بالأيام الماضية
بعد وقت كان الجميع يجلسون بغرفة المعيشة فسألت همس عليا :
هي ميان فين !!
تنهدت عليا قائلة بحزن :
في اوضتها مش بتطلع منها خالص ، بالعافية كمان بترضى تاكل
تنهدت همس بحزن كذلك لينا التي رددت بابتسامة حزينة على حال رفيقتها :
هنطلع نشوفها
كان يزن و كارم يتبادلون النظرات بضيق بينما فارس يتبادل الحديث مع رأفت و عمار مر وقت قصير ثم نزلت همس و لينا و خلفهم ميان التي اقنعوها بصعوبة حتى تنزل صافحة الجميع ثم جلست بجانب جدها تنظر للأسفل بصمت غير مهتمة للمشاركة بحديثهم تشارك فقط بكلمات قليلة مقتضبة
كان فارس يتابعها بعينيه من حين لأخر مشفقاً عليها بعد وقت من تناول الطعام طلبت ميان التحدث مع كارم و همس بمفردهم لتسأله على ما طلبته منه منذ أيام ليخبرها ان كل شيء على ما يرام و سيكون التنفيذ بالغد !!
فما هو يا ترى !!!
.......
جاء اليوم المنتظر
ابتسمت ميان بانتصار وهي تتابع مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشر بها ذلك الخبر الكارثي الذي من المؤكد سيحطم سمعته بين الجميع " تم القبض على حرم رجل الأعمال المعروف سفيان العزايزي بوضع مخل برفقة رجل الأعمال زاهر تمَام بداخل أحد المنازل "
اغمضت عيناها تسترجع ما حدث بالتفصيل وكيف اتفقت مع ذلك الرجل المدعو بمرعي ليقوم بخطف نرمين من رجال سفيان ثم اخذها لمنزل زاهر القديم الذي كان يتقابل فيه مع نرمين قبلاً ثم هاتفت زاهر ليتقابل معها بمكان معين ليكون بانتظاره رجال مرعي حيث قاموا بتخديره واختطافه ثم اتوا به حيث توجد نرمين كل ذلك تم بالاتفاق مع حارس البناية الذي اخذ مبلغ وقدره ليسهل للرجال دخولهم للبناية دون ان يشعر بهم أحد و مسح سجلات المراقبة الخاصة بالبناية فهو الوحيد الذي يمتلك نسخة من مفتاح شقة زاهر للطوارئ
بعدها قام الرجال بتجريدهم من ثيابهم ثم اتصلوا برجال الشرطة و تم القبض عليهما بذلك الوضع المخزي !!
الآن تخلصت من زاهر و نرمين يتبقى فقط كاميليا حسابها معها سيكون عسير لقد قتلت شقيقها الوحيد دمرت عائلتها و دمرت سعادتها كانت قد كلفت قبلاً احد الرجال ليراقب كل تحركاتها الآن هي تقيم بأحد الفنادق لقد نفذت كل اموالها التي كانت قد اخذتها سابقاً من نرمين قبل ان يحدث ما يحدث
فقامت برهن عقداً الماسياً كانت قد احتفظت به قديماً من زوجها السابق لتستطيع سداد فاتورة قيامها بالفندق بعدها استأجرت بالمال القليل المتبقي منزلاً صغيراً بمنطقة شعبية الآن هي تماطل مع صاحب المنزل الذي يطالبها بدفع ايجار الشهر و هي لا تملك سوى القليل جداً من المال
تجهزت ثم غادرت المنزل حيث المنطقة التي تقيم فيها ملتقية بصاحب المنزل الذي دفعت له مبلغ من المال حتى يلقي بها خارج منزله انتظرت بالأسفل تبتسم بسخرية و هي تستمع لصوت كاميليا الغاضب :
أنت بتطردني يا حيوان انت كنت تطول اصلا ان كاميليا هانم تقعد في بيتك المعفن ده
دفعها خارج المنزل قائلاً بغضب :
اما انك ولية لسانك طويل صحيح ، مش كفاية قبلت اقعدك في الشقة مفروشة بالملاليم اللي بتدفعيها ده حتى الملايم دي مش عارفة تدفعيها و قال هانم قال مش لاقية تأكل و تتمنظر ع الناس
صفعته بقوة فاشتعل غضباً و دفعها خارج المنزل بقوة مغلقاً الباب خلفها ثم دخل للمنزل و بدأ يلقي بأغراضها من شرفة المنزل الصغيرة صرخت بهستيرية و هي تطرق على الباب بقوة صرخ عليها من الداخل بتهكم :
خدي الهلاهيل بتاعتك من الشارع يا.....يا هانم
نزلت للأسفل سريعاً فتعركلت بأحد الأحجار فسقطت على وجهها صارخة بألم كادت ان تقف لكنها توقفت ما ان رأت أحدهم يقف امامها رفعت رأسها رويداً لتتوسع عيناها بصدمة ما ان رأت ميان فرددت بصدمة و زهول :
انتي !!!
اومأت لها ميان بسخرية قائلة :
ده مكانك اللي تستحقيه يا كاميليا.....مقدرش اقول هانم بمنظرك ده ، تؤ تؤ يا حرام تصدقي صعبتي عليا اصلك دلوقتي زيك زي كلاب الشارع ملهمش لا مكان لا مأوى يعيشوا فيه
انتفضت كاميليا واقفة بغضب و هي تشعر بألم بشع بساقها :
كاميليا هتفضل طول عمرها هانم غصب عن الكل لولا ان امك حرامية و كل نصيبي من ورث ابويا كان زماني عايشة هانم لحد دلوقتي
رددت ميان بسخرية و نظرات مشتعلة غاضبة :
عشان كده قتلتي ابنها و دمرتي حياة بنتها !!
لم تنكر الأخرى و صاحت بغضب و تحدي :
اه قتلت اخوكي و انا ونرمين قتلنا الحارس في بيت زاهر عشان تلبسي التهمة بس لولا ان الغبي زاهر ده بسبع ترواح كان زمانك مرمية في السجن دلوقتي
كورت ميان قبضة يدها بغل قائلة بغضب :
انتي واحدة مريضة هوديكي في ستين داهية
ضحكت كاميليا بسخرية قائلة :
لو عرفتي تثبتي حاجة اثبتي يا شاطرة البلاوي اللي عملتها في حياتي كتير وكلهم محدش عرف يمسك عليا حاجة هتيجي بت مفعوصة زيك توقعني كان غيرك اشطر
ظهر من خلف ميان كارم و همس و خلفهم عدد من العساكر قائلاً بقوة و تهكم :
لأ ما هي طلعت شاطرة فعلاً
رددت كاميليا بذعر :
انتوا مين !!
ردد كارم بقوة :
مقبوض عليكي بتهمتين قتل الأولى قتل مروان رأفت القاضي و الحارس رامز منصور و محاولة قتل زاهر تمَام
رفعت ميان بيدها جهاز صغير قائلة بتهكم و تشفي :
تسجيل بأذن نيابة يا كاميليا المفروض بقى نعكس الجملة محدش كان شاطر زيي
اقترب احد العسكار منهما حتى يضع بيدها الاصفاد فدفعته بعيداً قائلة بهستيرية :
انا معملتش حاجة هي اللي هددتني عشان اقول كده انا بريئة مقتلتش حد دي نرمين مش انا
اقترب العسكري منها مرة أخرى لكنها دفعته بعيداً قائلة بغضب :
ابعد عني محدش يقرب مني انا مظلومة
رمقتها كلاً من همس و ميان باشمئزاز تحول لصدمة عندما خطفت سلاح العسكري توجهه نحوهم قائلة بغضب :
محدش يقرب مني انا معملتش حاجة انا بريئة
كارم بقوة و غضب :
نزلي سلاحك اللي بتعمليه ده مفيش منه فايدة التهمة لبساكي و باعترافك ده غير صاحب عربية النقل اللي عمل الحادثة مع مروان القاضي و شهد أنه عمل كده بالاتفاق معاكي مكنش حادث بالخطأ ولا حاجة زي ما اتأييد في التحقيق
صرخت عليهم بغضب :
كداب أنا معملتش حاجة
كارم بغضب :
نزلي سلاحك مفيش داعي لمقاومتك مش هتعرفي تهربي من هنا
اقتربت منها ميان قائلة بغضب :
كنتي فاكرة ايه يا كاميليا هتفضلي عايشة تقتلي و تدمري حياة الناس من غير ما تتحاسبي في الاخر ربنا يمهل و لا يهمل
كاميليا بغل :
هقتلك يا ميان هقتلك و اقهر قلب عليا و رأفت عليكي قسماً بالله لتدفعي تمن اللي عملتيه ده مش هرهحمك
رددت ميان بتهكم :
كان غيرك اشطر يا كاميليا
تراجهت ميان للخلف فتقدم منها كارم قائلاً بقوة :
نزلي سلاحك ز كفاية لحد كده ما تزوديش في جرايمك
اقترب منها كارم يوجه ناحيتها السلاحخو بيده الاخرى الأصفاد ما ان اقترب منها خطوة أخرى شعرت بالخوف و ضغطت على الزناد لتخرج رصاصة من سلاحها تصيب كارم فصرخت ميان و همس بقوة بينما الجميع ركضوا إليه ما ان سقط ارضاً يمسك جرحه بألم استغلت كاميليا انشغال الجميع و فرت سريعاً هاربة
حاوطت همس كارم بيدها تبكي خائفة قائلة :
كارم رد عليا هتبقى كويس ، متغمضش عينك
رفع كارم يده نحو وجنتها مردداً بخفوت :
بحبك
ثم سقطت يده بجانبه فاقداً للوعي بكت همس بقوة
حمله العسكار سريعاً لسيارة ميان متوجهين نحو المستشفى بينما همس لم تترك يده لحظة واحدة تضغط على جرحه حتى يتوقف النزيف بينما دمائه اغرقت ثيابها 💔
.......
كانت همس تجلس على أحد المقاعد بجانب غرفة العمليات حيث يوجد كارم بالداخل تنظر ليدها بأعين حمراء من البكاء و دموعها تنساب على وجنتها بغزارة تنظر ليدها الملطخة بدماءه بصدمة
اقتربت منها ميان قائلة بدموع و اسف :
ان شاء الله هيبقى كويس يا همس ، كل اللي حصل ليه بسببي
لم تجيب عليها همس دقائق و كانت والدة كارم تقترب منهم باكية برفقة فارس تردد بهلع :
ابني ، ابني فين !!
اخبرتها ميان برفق ما حدث له فسقطت على الفور ارضاً فاقدة للوعي لحق بها فارس حاملاً اياها بين ذراعه بقلق راكضا بها لغرفة الطواريء لحقت به ميان لتتبقى همس فقط وحدها تنظر ليها مصدومة
رفعت رأسها عندما شعرت بأحدهم يقف امامها لتردد بصدمة :
يزن بتعمل ايه هنا !!
تنهد قائلاً بحزن :
ميان قالت للينا و لما قابلت انهاردة لينا بالصدفة حكتلي ولما سمعت باللي حصل فجيت اطمن عليكي قصدي عليكم
رددت همس بدموع :
أنا كويسة بس....بس كارم .....لم تقدر على نطقها فجذبها يزن لاحضانه قائلاً بحزن :
ان شاء الله يقوم بالسلامة ادعيله
رددت بحزن و صوت بكاءها اخذ يتعالى :
مكنش عندي اخوات بس هو كان اخويا كل اسراري كانت معاه ذكريات طفولتي كلها كان هو جزء منها كلها ، أنا خايفة اوي يحصله حاجة
ربت على كتفها بحزن حتى خرج الطبيب انتفضت مبتعدة عنه قائلة بخوف و لهفة :
طمني يا دكتور هو كويس صح
اقترب منه فارس الذي جاء من خلفها برفقة ميان:
خير يا دكتور طمنا
ردد الطبيب بابتسامة بشوشة :
الحمد لله اتكتب ليه عمر جديد الرصاصة كانت جنب القلب علطول لولا ستر ربنا ، هننقله دلوقتي العناية
شرح لهم الطبيب حالته بالتفصيل ثم غادر لتردد همس بدموع :
الحمد لله يارب ، الحمد لله
بعد وقت كانت ميان تجلس بعيداً تبكي بصمت اقترب منها فارس قائلاً :
ليه الدموع
رددت بحزن و دموع :
أنت مش شايف اللي بيحصل ، كارم هنا بسببي انا بأذي نفسي و بأذي اللي حواليا انا ليه عايشة ليه بيحصل فيا كده
عاتبها قائلاً برفق :
مفيش حاجة اسمها ليه ربنا يعمل اللي هو عاوزه و احنا عباده نرضا بقضاءه ، ربنا مش بيجيب حاجة وحشة كل اللي بيحصل لينا في حياتنا ليه حكمة
نظرت له بدموع ليتابع هو :
مخطرش على بالك ان اللي بيحصل ده اختبار من ربنا ليكي عايز يشوفك هترضي و لا لأ ، ربنا شايلك الأحسن و يمكن ربنا دوقك الوجع عشان لما تعيشي السعادة تحسي بطعمها
مسحت دموعها لتعاود و تنساب من جديد فأعطاها فارس محرمته قائلاً بابتسامة جميلة :
ارضي بقضاء ربنا و كوني متأكدة ان كل حاجة بتحصل ليها سبب و كله مقدر و مكتوب متحمليش نفسك فوق طاقتها اللي حصل لكارم قدر
جففت دموعها ليصمت هو للحظات ثم تابع :
خليكي متأكدة دايماً ان ربنا شايل ليكي الأحسن و عشان تتجاوزي ازمتك محتاجة اربع حاجات الصبر و الرضا و الارادة و القوة ، ارضي بقضاء ربنا و اصبري و خلي عندك ارادة و خليكي قوية عشان تتخطي اللي حصل
رددت بسخرية مريرة :
الكلام سهل بس الفعل بيبقى صعب
تنهد قائلاً بحذر :
انا مش بقلل من وجعك بس فيه عاشوا الاصعب من كده و كملوا حياتهم ، مفيش حاجة بتيجي بالساهل لازم تتعبي و تعافري عشان سعادتك أصل مفيش حاجة بتيجي ع الجاهز مش دليفري هي
قال الأخيرة بمرح فضحكت هي بخفوت فتأملها للحظات قبل ان يقول باعجاب :
ضحكتك حلوة على فكرة و الحزن مش لايق عليكي خالص ، تعرفي ان من ساعة ما عرفتك ما شوفتكيش مرة بتضحكي
رددت بتمني و حزن :
ياريت ارجع زي ما كنت ، ياريت
وقف قائلاً بهدوء قبل ان يتوجه لغرفة والدة كارم ليطمئن عليها :
كله في ايدك على فكرة قولتهالك قبل كده حياتك الجاية في ايدك تختاري هتكون ازاي
.......
كانت همس تجلس كما هي اقترب منها يزن قائلاً باعتذار :
انا اسف يا همس
نظرت له قائلة بضيق و دموع :
مش وقته الكلام ده
نفى برأسه قائلاً بحزن :
انا اسف ع اللي قولته و عشان طلبت منك تقطعي علاقتك بكارم انا كنت غلطان
لم ترد عليه فتابع هو بحزن :
طب ردي عليا
ردت عليه بضيق و هي تمسح دموعها :
مفيش حاجة يترد عليها الموضوع ده اتقفل خلاص
رد عليها يزن بحزن :
أنا با همس منكرش اني بحس ناحيتك بمشاعر بس كل اللي محتاجة وقت حتى انتي نفس الكلام الشعور متبادل بينا ليه تبعدي ، عشان كلام طلع مني في وقت غضب ، كنت متضايق من قربك من كارم
همس بضيق و حزن :
كلام طلع في وقت غضب بس صح
يزن بنفي :
لو صح مكنتش جيت لحد عندك طلبت منك ترجعيلي انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
همس بحزن :
مش واثقة فيك عشان اديك الفرصة دي ، مش عايزة اجازف خايفة تخليني اندم
يزن برجاء :
طب جربيني يا همس عمري ما اخليكي تندمي بعد ما وثقتي فيا و وقفتي جنبي
إلحاح كبير منه لم تراه من قبل كلماته تدور بعقلها : انتي غالية عندي يا همس و شاريكي لو ليا خاطر عندك اديني فرصة اخيرة ، انا محتاجلك جنبي
هل حقاً يريدها و كلماته كانت بوقت غضب !!
ما يجعلها مترددة انه طوال الشهر الماضي يطلب منها اعطائه فرصة اخيرة و الآن ايضاً يطلب منها هل ذلك لأنه يريردها و لم يقصد ما قال ان ماذا !!
هي لا تنكر أنها تشعر بانجذاب نحوه و طوال الشهر الماضي لم يغيب عن تفكيرها هو اتوافق الآن على العودة له في كل الاحوال توسله له الأيام الماضية اعادت لها كرامتها بأنه هو الذي يركض خلفها و ليس العكس !!!
تنهدت قائلة بحيرة :
اوعى تخليني اندم يا يزن
ابتسم بهدوء مقبلاً يدها بعد ان اخرج من جيب سترته خاتم خطبتهما السابق يضعها بأصبعها !!!
........
عادت ميان للمنزل في صباح اليوم التالي بعدما اخبرت والدها ما حدث و كيف هربت كاميليا و طلبت منه اخفاء الأمر عن والدتها التي بالتأكيد ستنهار ما ان تعلم ما فعلته شقيقتها الوحيدة بعائلتها
استقبلها والدها و جدها بوجوم و ما ان دخلت معهم لغرفة المكتب ردد رأفت بغضب :
فهميني لأمتى هتفضلي تعملي اللي في راسك من غير ما ترجعي لحد ، فكرك اني مش عارف ان ليكي يد في الفضيحة اللي حصلت لسفيان العزايزي بس سكت و قولت بنتك هتيجي تحكيلك عديها المرة دي لكن الظاهر ان سكوتي خلاكي تتمادي و بتتصرفي على ان ملكيش كبير ترجعيله قبل ما تعملي المصايب دي كلها
ردت عليه ميان بحزن :
انا كل اللي عملته اني كنت باخد حقي
صرخ عليها بغضب :
حقك هيجي ابوكي لسه عايش مماتش و جدك ربنا يديه الصحة و يطول في عمره موجود ولاد عمتك موجودين وراكي رجالة يعرفوا يجيبولك حقك ، عاملة فيها هيرو و بتتفقي مع بلطجية و بتعملي مؤمرات وصل بيكي الحال لكده
ردت عليه بصوت مختنق :
هما اللي وصلوني لكده يا بابا هما السبب
رد عليها بغضب :
مش هما بس السبب ، انتي اللي سمحتي ليهم بكده من الأول دلقتك عليه و تمسكك بيه في كل مرة هانك فيها خلتهم عرفوا أنه مهما عمل هترجعيله
انسابت دموعها على وجنتها بغزارة قائلة بغضب :
انا فوقت قبل فوات الاوان يا بابا كنت هبعد بس خوفي على فريدة خلاني اوافق على كتب الكتاب و يوم ما كنت هنهي كل حاجة و اطلق منه اجبرتني بالحيلة أكمل معاه و بعدين حتى لو اللي قولته يا بابا صح هل ده يديهم الحق يعملوا فيا كده
سالم بحزن و رفق :
يا بنتي ابوكي يقصد حقك هيرجع بس بطريقتنا تكوني انتي بعيد عن الصورة
رددت ميان بحزن :
انا اللي اتضررت منهم يا بابا و اتأذيت كنت عاوزة اخد حقي اشفي غليلي منهم مكنتش هرتاح غير لما أعمل كده بنفسي اللي شوفته مش شوية عشان اتخطاه كده و انسى
رأفت بحزن :
كلنا اتأذينا معاكي عارفة شعوري انا و امك كان ازاي كنت انا و هي حاطين ايدينا على قلبنا بندعي ربنا انه ينجيكي و ما تفارقيناش زي اخوكي الله يرحمه
رأفت بعتاب :
ايا كان اللي كنتي عاوزاه كنت هعمله ليكي بس كل اللي كنت مستنيه منك تيجي تقوليلي تاخدي رأيي كنت هعمل اللي عاوزاه و انا ضامن ان مفيش اي حاجة هتأذيكي ، نفسي تفدري و تفهمي اني انا ابوكي محدش هيخاف عليكي قدي نفسي تبطلي تمشي بدماغك و ترجعي للي حواليكي قبل ما تاخدي اي خطوة
اخفضت وجهها ملقية بنفسها بين احضانه قائلة بصوت مختنق و اسف :
حقك عليا يا بابا
ربت على رأسها بحنان متنهداً بعمق قبل ان يقول بعتاب و حزن :
يا بنتي ماشيك بدماغك هو اللي وصلك لهنا ، كلنا فضلنا ننصح فيكي بس حبك ليه كان عاميكي عن كل ده
تمسكت به قائلة بدموع و صوت مختنق :
انا عايزة ارجع زي ما كنت يا بابا ، عايزة ارجع ميان القديمة انا تعبانة اوي
شدد رأفت من عناق ابنته و قلب يتفتت من الألم حزناً عليها تنهد سالم بحزن ثم اقترب منها مربتاً على كتفها و كتف ابنه بمواساة
........
بينما بالمستشفى عادت همس باليوم التالي بعدما غادرت بالأمس بعد اصرار من الجميع كانت تقف امام غرفة كارم برفقة والدته و فارس و والديها خرج الطبيب بعد وقت قائلاً بابتسامة :
تقدروا تدخلوا تطمنوا عليه بس بلاش نجهده بالكلام
اومأ له الجميع و دخلوا للداخل ابتسم كارم بتعب ما ان رآهم كان مثبتاً نظراته على همس احتضنته والدته بحذر حتى لا تؤلمه :
ألف سلامة عليك يا بني
قبل جبينها بحنان تمنى له الجميع الشفاء بقى معهم لوقت قصير بعدها امرهم الطبيب بالخروج لكن طلب من همس البقاء اقتربت منه قائلة بابتسامة :
موتني من الخوف عليك يا كارم
سألها بلهفة و اعين لامعة :
بجد خوفتي عليا
اومأت له قائلة :
اكيد طول عمرك اخويا و سند ليا بعد بابا
ارتسم الاحباط و خيبة الأمل على ملامح وجهه رفعت همس يدها تحك مقدمة انفها ليجتذب نظره الخاتم اللامع الذي زين اصبعها فسألها بصدمة :
رجعتي ليزن !!!
توترت و شعرت بالحرج و الخجل الشديد فأومأت برأسها بصمت و هي تتحاشى النظر له اومأ برأسه عدة مرات بصمت قائلاً بعدها :
قولي لفارس يسأل الدكتور هخرج امتى !!!
سألته بصدمة :
خروج ايه اللي بتفكر فيه أنت مستوعب ايه اللي حصلك و انك نجيت بصعوبة
نظر لها كارم بخيبة أمل مردداً بداخله بحزن و ألم :
الرصاصة ما قتلتنيش ، رجوعك ليه هو اللي قتلني يا همس 💔
........
غادر سالم و رأفت المنزل بصمت ذاهبين اولاً للأطمئنان على كارم بعدها سيتوجهون للقسم لمتابعة ما حدث لكاميليا و هل عثروا عليها ام لا كل ذلك و عليا لا تعلم بما حدث
علم عمار ما حدث من لينا و بدوره اخبر سفيان فركض الاثنان للمستشفى ظناً من سفيان ان ميان قد اصابها مكروه ليكون من سوء حظه انه التقى بكلاً من رأفت و سالم اللذان اشتبكوا معه ما ان ابصروه امامهم !!
فض فارس النزاع بينهم قائلاً :
اهدوا يا جماعة احنا في مستشفى ميصحش كده
قبل ان يرد رأفت بغضب تعالى رنين هاتفه برقم لينا اجاب عليها ليأتيه صوتها الخائف :
اونكل رأفت الحقني من سمعت صوت صريخ من عندكم و قدام باب الشقة فيه بقع دم انا مش عارفة اعمل ايه بخبط الباب محدش راضي يفتحلي
اغلق رأفت الهاتف قائلاً باستنتاج و فزع :
كاميليا ، كاميليا في البيت عند عليا و ميان
ركض الجميع خلفه من ضمنهم فارس بعد دقائق كان يتسللون جميعاً من باب الخدم ليكون ظهر كاميليا مقابلاً لهم قبل ان يتقدموا منها توقفوا مكانهم و الصدمة مرتسمة على ملامح وجههم خاصة سفيان و عمار مما استمعوا !!!!!
.......
قبل قليل كانت ميان بالمنزل بمفردها بينما والدتها كانت بمنزل لينا تطمئن على والدتها تعالى رنين جرس المنزل ظنت انها والدتها ذهبت لتفتح لتتفاجأ بكاميليا امامها قبل ان تبدي ردة فعل هوت كاميليا بعصاة خشبية على رأسها بقسوة فسقطت فاقدة للوعي جرتها من قدمها بصعوبة لداخل المنزل ثم اغلقت الباب قائلة بغل و غضب :
هحرق قلبها عليكي هقتلك و اقتلها حتى كوثر و كمان و فريدة و رأفت هقتلهم كلهم محدش فيكم يستحق يعيش كلكم اذتوني
بعد وقت دخلت عليا للمنزل سرعان ما شهقت بقوة و هي ترى ابنتها ميان ملقاه ارضاََ الدماء تسيل من رأسها فاقدة للوعي بعالم اخر و شقيقتها تقف بجانبها تصوب السلاح على رأسها
كادت ان تنحني لتتفحص ابنتها لكن الأخرى هددتها قائلة بغضب :
خليكي مكانك لو اتحركتي هموتها و اقهر قلبك عليها يا عليا
عليا بدموع و خوف :
بلاش بنتي يا كاميليا
ردد الأخرى بغل و حقد :
انا كده بسببكم ، انتي و كوثر و بابا ، انتوا اللي عملتوا فيا كده !!!
عليا بدموع و كل تركيزها على ابنتها :
كاميليا اعقلي و سيبي ميان ، اياََ كان اللي حصل بنتي ملهاش ذنب فيه
حركت الأخرى رأسها بنعم قائلة بغضب :
هي ملهاش ذنب و لا مروان كان ليه ذنب بس انتي
اللي خلتيني ادخلهم جوه الأنتقام !!
رددت عليا بزهول و صدمة :
تنتقمي من مين ، من اختك يا كاميليا !!
صرخت عليها الأخرى بغل :
انتي عمرك ما كنتي اختي ، طول عمرك عدوتي
رددت عليا بحزن :
احنا اخوات ملناش غير بعض ، عمري ما اذيتك ليه بتكرهيني و انتي مشوفتيش مني غير كل حب
نزلت دموع كاميليا بحزن و حقد قائلة :
انتي اكتر واحدة اذتيني و عمرك ما حبتيني يا عليا
اخفضت يدها الممسكة بالسلاح قائلة بحزن و هي تسترجع ذكرياتها المؤلمة :
لو كنتي حبتيني بجد ماكنتيش خطفتي بابا مني ، ما كنتيش فضلتي دايماََ تثبتي ليه انك احسن مني كنتي دايماََ بتتعمدي تنجحي في الحاجة اللي بفشل فيها عشان يحبك اكتر مني و يكرهني
استمعت لها عليا بصدمة و الأخرى تتابع بغل :
من يوم ما اتولدتي و خلتيه يكرهني و يبعد عني حتى ماما موتيها يوم ما جيتي ع الدنيا !!
عليا بحزن :
بابا عمره ما كرهك بابا كان بيحبنا احنا الاتنين زي بعض و عمره ما فرق بينا ، مفيش اب بيكره حد
من اولاده
نفت كاميليا برأسها قائلة بدموع :
لأ فيه ، هو كرهني زي ما انا كرهت ولادي انا طلعاله هو كان بيكرهني و انا بردو كرهت ولادي يا عليا عملت زي ما عمل فيا بالظبط اذيتهم زي ما كان بيأذيني
اغمضت عيناها بحزن تسترجع تلك اللحظات المؤلمة :
لو كان بيحبني ليه مكنش بيقولي كده زي ما بيقولك علطول ، ليه كان بيجيلك انتي حاجات حلوة و هو راجع من الشغل و انا لا و كل ما اسأله مجبليش ليه يقولي انتي كبرتي ع الحاجات دي ، مكنتش لسه كملت الاتناشر سنة و انتي لحد ما دخلتي الجامعة كان بيجبلك
ثم تابعت و هي تكرر كلماته و الأخرى تستمع لها بحزن و ألم :
دايماََ يقولي انتي فاشلة مش نافعة في حاجة انتي كذا و كذا ده انا حتى يوم نتيجة الثانوية قالي لو سقطتي مش هتعيدي تاني و تقعدي في البيت انتي مش نافعة في حاجة
ثم تابعت بغل و حقد كبير و دموعها تغرق وجهها :
بس انتي قالك اياََ كان مجموعك متزعليش يا حبيبتي ، ده نصيبك و قدرك و لو عايزة عيدي لحد ما تجيبي المجموع اللي انتي عاوزاه و ادخلي الكلية اللي نفسك فيها
رددت عليا بدموع :
كاميليا......
قاطعتها الأخرى مرددة بكره :
انا كل كلمة لسه فاكراها لحد دلوقتي ، عمري ما بنساها و بترن في ودي كل يوم و كل دقيقة و مع كل مرة بفتكر بكرهك اكتر و بكرهه و بكره ولادي !!
ثم اقتربت منها تدفعها بكتفها قائلة بغضب :
المفروض كان يكرهك انتي مش انا ، انتي اللي لما اتولدتي موتيها مش انا
عليا بتبرير :
بابا كان بيحبك بس يمكن عبر عن حبه غلط.......
صرخت عليها الأخرى بغضب كبير و حزن :
متقوليش بيحبك مفيش اب بيعامل بنته كده ، انا عارفة اني كنت بعمل تصرفات طايشة بس ده عشان الفت نظره كان كتير اوي بيتجاهلني فكنت ببقى عايزاه يكلمني يحس بوجودي
ثم تابعت بخذلان و حزن عميق :
عمري ما انسى فرحته يوم ما دخلتي جامعة كبيرة ازاي كان بيبصلك بفخر و انا نظراته ليا كلها خيبة امل لما جيبت مجموع يدوب دخلني كلية ملهاش اي لازمة
ثم تابعت و هي تشير لنفسها بحزن و حرمان :
بس لو كان قعد و ذاكر معايا قد ما ذاكر معاكي و اهتم بيا زيك كنت هجيب مجموع اكبر منك كمان
ثن تابعت بغل و كره :
ساكتة ليه عشان انا عندي حق مش كده ، هو بيكرهني اي حد سهل يشوف كده و انتي كنتي بتساعديه على انه يكرهني
عليا بدموع و حزن :
عمري ما عملت كده كاميليا و ربنا شاهد عليا
صرخت عليها الأخرى بحدة :
انتي كدابة كنتي بتخليه يكرهني في كل مرة تنجحي في حاجة كان بيكون فرحان بيكي و انا دايماََ باصصلي بخيبة أمل كأنك قاصدة تقوليله شوف انا عملت اللي كاميليا فشلت فيه
تماسكت عليا حتى لا تنطق بتلك الكلمات التي عاهدت قبلاََ والدها ان لا تخبر احد بها :
يوم ما رأفت جيه يتقدملك قبلها بابا قاله عليا و رفضني و قاله انه عايزك انتي و مرة تانية اترفضت من حد بعد بابا عشانك يا عليا ، كنت بكرهك اوي و لحد دلوقتي لسه بكرهك و كنت بحاول على قد ما اقدر اسرق رأفت منك بس هو كان متمسك بيكي مهما اعمل يرفض و يقولي انه بيحبك
ثن تابعت بدموع و حنين لتلك الأيام :
بعدها اتعرفت على راشد العزايزي كان حنين اوي بيعاملني غيرك انتي و بابا اول لما بقوله على انجاز عملته حتى لو كان صغير كان بيشجعني و بيحسسني بقيمتي كنت بشوف في عيونه احترام عمري ما شوفته في عيون بابا ، حبيته يا عليا و محبتش في حياتي غيره
نزلت دموعها أكثر تتذكر تفاصيل ذلك اليوم :
يوم ما قولت هعترفله صدمني بأنه عايز يتجوز واحدة تانية بيحبها و القصة بتتعاد تاني ، قولتله اني بحبه و يسيبها و يتجوزني انا ، بس رده كان اختيارها هي و اترفضت بردو منه
جلست أرضا تبكي بقوة :
يا قهرتي يومها اتوجعت اوي ، ليه كله مش بيحبني ،
ليه انتي بس اللي تتحبي يا عليا و انا لأ ، ليه السعادة ليكي انتي بس
اقتربت منها عليا مشفقة عليها قبل ان تضع يدها على كتفها صرخت عليها كاميليا و هي تنتفض واقفة :
متقربيش مني
صمتت لدقائق ثم عادت تستكمل حديثها بقهر :
اخوه اتقدملي بعد ما شافني كذا مرة و حبني ساعتها وافقت عليه و بصراحة مكنتش مصدقة مشاعره ناحيتي ما هو مافيش واحدة هتترفض من دول كلهم و ابوها على راسهم و حد يجي يحبها انا خلاص كنت اقتنعت ان مفيش حد بيبحني و لا انا ينفع اتحب
ثم تابعت بغل و غيرة :
كنت كلما اشوف كوثر مع راشد اتجنن و اتقهر كنت بشوفها ازاي مبسوطة ابقي نفسي اعيش زيها ، مكنتش قادرة اتقبل شريف ، كنت علطول بعمل مشاكل بينهم و انا اللي سقطها اول مرة لما كانت حامل ، ليه هي تشيل في بطنها ابنه و انا لا ، انا كنت بحبه اكتر منها
كانت عليا تستمع لها بصدمة و الأخرى تتابع حديثها :
خلفت سفيان و بعده عمار ، صدقيني يا عليا حاولت احبهم معرفتش ، حاولت اكون حنينة عليهم معرفتش علطول كنت شيفاهم ولاد شريف. ، اما انا فولادي من راشد بس هو اللي المفروض يكون اب اولادي مش حد تاني
ثن تابعت بغل :
سنين تعدي و تمر و كل واحد مبسوط في حياته الا انا ، عارفه يوم ما بابا مات مزعلتش عليه كرهني فكرهته دعيت عليه بدل ما ادعيله
تعالت شهقاتها و هي تردد :
راشد كمان مات و مات معاه كل الحب اللي في قلبي ، اتجوزت شريف عشان متكونيش احسن مني و عشان كوثر اللي مش لاقيه تاكل متكونش احسن مني اتجوزته عشان ابقى قريبة من راشد علطول و لما مات قرفت كوثر في عشيتها لحد ما سابت قصر العيلة و مشيت و شريف افلس ساعتها اخدتها حجة عشان اطلق منه ما هو مفيش سبب عشان افضل متجوزاه ، هو اه حبني لكن انا مقدرتش احبه
ثم تابعت بحقد و هي تشير لنفسها :
كوثر مكنتش تستاهل راشد انا و هو كنا نستاهل بعض لما كنا بنتصور سوا ايام الجامعة كنا بنطلع حلوين اوي في الصور اللي يشوفنا يقول دول مرتبطين
كانت عليا تتابعها بصدمة ترى فداحة ما فعل والديها بالماضي بكاميليا و بالأخص والدها
ثن رددت كاميليا بحزن :
بعدت سنين بعد ما اتجوزت واحد تاني عشان محتاجة فلوس بعد ما بابا كتب ثروته كلها ليكي حتى في دي فرق بينا
نزلت دموع عليا بشفقة عليها قائلة :
بس يا كاميليا
لكن الأخرى لم تستمع لها و تابعت حديثها :
جبت نرمين كانت رقاصة في كباريه شوفتها صدفة نضفتها و زقتها عليه تبقى عيني وسطهم ، عرفتها ازاي تقنعه و اتفقنا مع شوية بنات عشان يخلوه يشك في ميان و ساعدتها تتجوزه
مسحت دموعها التي سرعان ما تتمرد و تنساب على وجنتيها قائلة بحقد :
كنت بعيد عن هنا بس عيني كانت عليكم كلكم ، كل ما اعرف انكم مبسوطين في حياتكم اتقهر ، ليه انا مش كده ليه انتوا تكونوا مبسوطين و انا لأ يا عليا
اخذت نفس عميق ثم عادت لتستأنف حديثها الذي جعل عليا تصاب بالذهول و الصدمة :
انا عملت كتير اوي بس بردو مش مبسوطة دمرت سعادتكم قهرت قلبك على ولادك الاتنين يا عليا بس بردو مرتاحتش
رددت عليا بذهول :
اذيتي ولادي في ايه ، ميان و عارفه اللي عملتيه فيها ، مروان اللي يرحمه عملتي في ايه !!
رددت كاميليا بغل و شماتة :
انا اللي ورا حادثة موته عشان اقهر قلبك عليه و تدوقي شوية من اللي انا عيشته و بعيشه و عشان اقهر قلب رأفت كمان لما رفضني في كل مرة حاولت اسرقه منك عشان اخرب بيتك عشان متكونيش احسن مني
رددت عليا بصدمة و قهر :
ابني !!
اكملت باقي حديثها الذي صدم الأخرى بدموع :
بس عارفه اللي قهرني ايه يا عليا ، ان بعد اللي ابوكي عمله فيا ده و تفضيلك عني في كل حاجة عرفت انه مش ابويا و لا انتوا عيلتي و لا انتي تبقي اختي حتى !!!!!!
..........
البارت خلص ♥️
كان هينزل امبارح والله بس راحت عليا نومة وانا بكتب قبل ما حد يقول حاجة الشتيمة حرام 🫣😂
مستنية رأيكم لايكات بقى و كومنتات و ريفيوهات قمر زيكم 😘😘♥️
توقعتكم ايه للبارت الجاي.....؟؟
كاميليا مش أخت عليا بس السؤال هنا عليا كانت تعرف و لا لأ .....؟؟
#الفصل_الرابع_والعشرون
#رواية_بعينيكِ_أسير
#بقلم_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ♥️
تفاعل جامد فصل طويل والله كتبته بالعافية الدنيا ملخبطة عندي والظروف اللي بيمر بيها اهلنا و اخواتنا في فـ..لسطين النفسية مش تمام خالص اللي بيحصل صعب جداً رجاءاً قبل ما تقروا البارت ادعولهم كتير اوي 💔
.......
صرخت كاميليا بغضب :
ليه عمل فيا كده يا عليا ، لو كان قالي اني مش بنته كنت عرفت مكانتي كويس مكنتش عيشت حياتي كلها اسأل نفسي انا غلطت في ايه عشان يكرهني
ثم تابعت بقهر :
مكنتش فضلت معيشة نفسي في مقارنة بيني و بينك ، مكنتش هعيش شايفة اني استاهل السعادة اللي كل واحد فيكم عاشها و انا لا من القهر اللي عيشته طول حياته
سقط السلاح من يدها ارضاً وجلست هي على ركبتيها قائلة بدموع و ألم :
لو كان قالي كنت هقبل بوضعي و اعرف ان مش من حقي اطالب بأي حقوق مش حقي ، بس هو عايشني في قهر و ذل و حرمان طول عمري
نظرت لعليا قائلة بحيرة :
السؤال اللي فضل محيرني انا اصلاً مش فارقة معاه ليه يخبي عني ليه مقاليش يا عليا ، ليه استكتر يديني تبسط حقوقي لا منه اعتبرني بنته و عاملني كويس و لا منه قالي و عرفني الحقيقة و قالي انا ابقى مين ، هو السبب يا عليا المفروض هو اللي يتحاسب مكاني على كل الجرايم دي
رددت عليا بدموع :
كان بينفذ وصية ماما الله يرحمها يا كاميليا !!
سألتها الاخرى بصدمة :
انتي كنتي عارفة !!!
اومأت لها قائلة بحزن و هي تجلس بجانبها ارضاً :
لما كنت في الثانوية ، كنت مستغربة السنين اللي فاتت دي معاملته ليكي اتشجعت و سألته و حكالي كل حاجة من الأول و حلفني الكلام اللي يتقال ما يخرجش بيني و بينه !!
ثم تابعت بتذكر لذلك الحديث الذي دار بينها و بين والدها الراحل منذ سنوات طوال :
قالي ان قبل ما يخلفوني كانت فرصة حمل ماما ضعيفة كانت عايزة تتبنى بس بابا رافض الحكاية دي بس وافق عشان خاطرها لحد ما حصل و قدرت ماما تخلف و انا جيت ع الدنيا ساعتها هو كان عايزها تتخلى عنك و يرجعوكي من المكان اللي جيتي منه بس هي رفضت لحد اخر يوم في حياتها كانت متمسكة بيكي و وصت بابا بعد موتها ان سر انك مش بنتهم يدفن معاها ، بس هو......
لم تقدر عليا على قولها فقالت كاميليا بدلاً عنها بقهر :
مقدرش يحبني و لا يتقبلني مش كده
سألتها عليا بقهر وهي تتفحص ابنتها بقلق :
ابني كان ذنبه ايه و بنتي ذنبها ايه يا كاميليا
سألتها الاخرى بدموع :
انا كمان ذنبي ايه
ثم تابعت بحقد :
الذنب ذنبك و ذنب ابوكي و ذنب راشد عشان محبنيش زي ما بحبه و ذنب كوثر عشان هو حبها و انا لأ ، انا مستهلش كل ده يحصلي
جاء صوت عمار من خلفها قائلاً بقهر و حزن :
طب انا و سفيان ذنبنا ايه ، المفروض انا احنا ولادك
اقترب سفيان من ميان يتفحصها بقلق شديد ليتفاجأ بيد رأفت تدفعه بعيداً عنها بقسوة ميان قائلاً بحدة :
ابعد ايدك الو.....دي عن بنتي
انحنى فارس على الفور يتفحص جرحها حتى يسعفها سريعاً بعدها وقف سريعاً يجذب احد المفارش التي تزين احد الطاولات يلفها حول رأسها سريعاً حتى يتوقف النزيف ثم حملها بين ذراعيه ليتوجه بها للمستشفى قائلاً لرأفت بسرعة :
الوضع ما يسمحش ان حضرتك تمشي انا هاخد ميان ع المستشفى بسرعة و ابقى حصلني على هناك
ارغم رأفت على الموافقة سريعاً قائلاً برجاء :
خلي بالك منها يا بني همس هتكون معاك
اومأ له سريعاً ثم غادر وخلفه همس متجهين للمستشفى بينما رأفت التفت ينظر لكاميليا بأعين قاتمة تنوي على كل شر لكنه توقف مكانه عندما رأي عليا تحتضن كاميليا وكلتاهما تبكيان بقوة
جذبها بقسوة قائلاً بغضب لعليا :
انتي بتعملي ايه دي قتلت ابنك وكان هتموت بنتك و توديها في ستين داهية ، في الآخر تحضنيها !!!
عليا بقهر و اعتراف منها :
ابويا السبب يا رأفت ، ابني مات بسبب ابويا الذنب اللي ارتكبه زمان معاها ولادي بيدفعه تمنه و ولادها كمان كلنا دفعنا تمن اللي عمله ، مش طيقاها و صعبانة عليا في نفس الوقت ، قلبي محروق على ابني و بنتي و.........
لم تكمل حديثها فقد سيطر على الجميع حالة من الفزع و الصدمة عندما سقطت كاميليا ارضاً و الدماء تغطي وجهها اثر تلك الرصاصة التي اخترقت منتصف جبينها !!!!
انحنى عمار يتفحصها بصدمة و اعين جاحظة كذلك سفيان كلاهما طوال الاعوام الماضية لم يكف كلاهما عن قول انهما يكرهونها لا يكترثون بها لكن تلك اللحظة تبخرت تلك الكلمة من قاموسهما الانكسار و الحزن سيطر عليهما تلمس عمار جبينها قائلاً بدموع :
قومي كلميني مش هقولك بكرهك تاني ، هقولك بس قد ايه بحبك و قد ايه كان نفسي تفضلي جنبي متسبنيش ، هقولك برغم كل اللي عملتيه قلبي مش عارف يكرهك يا....امي 💔
حالة صمت سيطرت على سفيان لم ينطق بأي كلمة فقط ينظر لها مصدوماً كان رافت وسالم و الرجال يبحثون عن من اطلق النار لكن لا اثر لأحد !!
احتضنها عمار و سفيان متشبثين بها بقوة كلاهما في حالة صدمة و عدم تصديق ألم عاصف يضرب قلبهما على ما مرت به والدتهما مذنبة لا احد منهما ينكر لكنها ايضاً ضحية 💔
.......
مرت الجنازة و العزاء بحضور سفيان و عمار تجاهل الجميع تعزية سفيان تماماً اكتفوا بتقديم واجب العزاء لعمار وحده مما اثار حزن سفيان أكثر بيده جعل الجميع يبغضه و ينفر منه لقد أصبح وحيداً بهذه الحياة يتمنى لو الزمن يعود لما سمح لهم بخداعه ، لكان استمع لها و كانت الآن بين ذراعيه بجانبه
بينما ميان خرجت باليوم التالي من المستشفى لقد كان جرحها سطحي و علمت كل ما حدث من جدها لم تشفق عليها ابداً فلا مبرر لجرائمها هي من اختارت ان تكمل حياتها هكذا
........
- انا ابتديت احس ان الجوازة دي منحوسة !!
قالها قصي بأحباط لسيلين التي كتمت ضحكتها بصعوبة قائلة :
ليه بس كده
رد عليها بضيق و نفاذ صبر :
انتي عارفة كام مصيبة حصلت من بعد الفرح لحد دلوقتي ده احنا الحمد لله ان لسه عايشين اصلاً
اومأت له قائلة بابتسامة حزينة و هي تحتضنه :
اللي حصل الفترة اللي فاتت دي صعب اوي ، ميان صعبانة عليا اوي اللي حصل صعب على اي حد يتحمله ، تخيل في ليلة المفروض انها ليلة العمر زي ما بيقولوا يحصلك كل ده ، قتلها وهي هي لسه عايشة ، معندوش قلب اياً كان كرهك لشخص ده ميعنيش انك تدمره بالشكل ده
تنهد بحزن قائلاً :
سفيان طول عمره متهور بيحكم من غير ما يسمع ، علاقته بنرمين زمان من ايام الجامعة كانت قوية كانوا اصحاب جامد اوي ، كان بيثق فيها في نفس الوقت ثقته في ميان مهزوزة ع الآخر كام كلمة منها نهوا الثقة تماماً ناحية ميان
سيلين بحزن و دعاء :
ربنا يعوضها و يرزقها بالأحسن منه ، بنت حلال و جدعة و تستاهل كل خير والله
اقترب منها قائلاً بمكر :
بقالنا ساعة بنرغي سوا مع ان المفروض كنا نستغل الوقت ده !!
سألته بعدم فهم :
نستغله في ايه مش فاهمة !!
ردد بابتسامة ماكرة :
حالاً هفهمك
باللحظة التالية كان يحملها بين يديه لداخل الغرفة مغلقاً الباب بقدمه سرعان ما تعالى صراخها بسعادة عندما أخبرها ان شهر عسلهم المؤجل سوف يبدأ من الغد حيث سيسافر الاثنان بداخل مصر لمدة اسبوعان و الاثنان غافلان عن ما ينتظرهم بعدها !!
.......
بينما بأحد السجون كان زاهر يستمع لأحد المساجين الذي يتحدث معه بصوت خفيض :
كله تمام يا باشا الست اللي قولت عليها باتت الليلة في قبرها و الباشا الكبير بيقولك هيخرجك من هنا لما يجي الوقت المناسب يا زاهر باشا !!!!
اومأ له الآخر يبتسم بتوسع لقد تحققت واحدة من امنياته كاميليا ماتت لقد انتظر تلك اللحظة سنوات طوال صحيح انها لم تموت بيده لكن المهم انها ماتت أخيراً تلك الحقيرة سبب كبير من اسباب دمار حياته سابقاً الرصاصة التي قتلت بها غالية كثيراً على رخيصة مثلها !!!!
......
بينما بسجن اخر خاص بالنساء كانت امرأة بحالة يرثى لها تنظف الأرض بخرقة قديمة تلك المرأة بالطبع جميعاً نعرفها انها هي " نرمين "
كانت تنظف و هي تشعر بالانهاك الشديد تحاول ان تنهي عملها سريعاً حتى لا تتعرض للضرب المبرح من المسجونات التابعات لكبيرة السجن التي تدعى بـ " تفاحة " لكن يبدو ان اليوم لن تفلت من ايديهم ايضاً فقد اقتربت منها تفاحة تركلها بقدمها غي جانبها حتى سقطت ارضاً و تبللت ثيابها بالماء فضحكت المسجونات عليها وضعت الأخرى قدمها فوق وجهها تضغط عليه بنعلها بقوة حاولت الأخرى الابتعاد لكن دون جدوى فتلك تفاحة بنيتها ضخمة لن تقدر عليها حاولت حتى استطاعت في النهاية فسقط الأخرى ارضاً فوق ظهرها اثر حذب نرمين لقدمها
تراجعت نرمين للخلف برعب عندما انهالت عليها المسجونات بالضرب المبرح دفاعاً عن كبيرتهم التي وقفت قائلة بغضب كبير :
ده انتي ليلة اهلك سودة كتفوها يا نس....وهاتوها !!
كانت تنتحب بقوة سرعان ما توسعت عيناها بذعر عندما رأتها تخرج شفرة حادة سرعان ما نزلت بها على وجهها تشوهه لها و الأخرى تصرخ بعلو صوتها طالبة النجدة لكن بعد ماذا !!!!!
........
مرت الأيام سريعاً مضى شهران على وفاة كاميليا لم يحدث بهم شيئاً جديدًا سوا ان عمار ذهب برفقة فريدة و سفيان لطلب يد والدة لينا لتصبح الأخرى خطيبته رسمياً و همس تتقرب من يزن يوماً بعد الآخر و ميان منذ ان بدأت الدراسة و هي تصب كامل تركيزها عليها
اليوم هو حفل خطبو " لينا و عمار " حفل بسيط بأحد المناطق المفتوحة على البحر يقتصر فقط على المقربون و الاصدقاء كما رغب الاثنان بذلك ، حضر ايضاً كلاً من فارس و كارم و حضر يزن بينما رأفت و عليا و سالم اعتذروا عن الحضور لقد كانت حالة عليا النفسية مدمرة على الأخير بسبب ما حدث من كاميليا و طريقة موتها البشعة كان رأفت بجانبها طوال الوقت بينما سالم قد عاد للبلد ليتابع اعماله المعطلة منذ فترة
كان سفيان يقف بجانب منفصلاً عن الجميع الكل يتعامل معه بحدود بعدما فعل ما فعل مع ميان سقط بنظر الجميع و خسر احترامهم
كان يتابع باب الدخول بلهفة بانتظار دخولها لم يراها سوى مرتان يوم مكوثها بالمستشفى و يوم اعتداء والدته بالضرب عليها
حبست انفاسه ما ان رآها تدخل من الباب بفستان اسود طويل بدون اكتاف و خصلات شعرها المموجة طليقة صبغت شفتيها بأحمر شفاه ناري خطواتها كلها ثقة نظراتها مختلفة عن السابق تلك لا يعرفها.....يعرفها !!!
ضحك بسخرية كأنه كان يعرفها قبلاً لو كان يعرفها قبلاً لكان صدقها و وثق بها لكنه ابداً لم يفهمها
مضت من امامه دون ان تعطيه نظرة واحدة و تخطته مقتربة من لينا و عمار تهنئهم و لم تعيره اي اهتمام بعدها بحثت عن همس لتجدها تقف بجانب يزن الاثنان مندمجان بالحديث و كذلك قصي و سيلين
ذهبت باتجاه طاولة كارم و فارس ما ان وجدت انها لا تعرف بالزفاف سواهم حيث عائلة سيلين يقفون بجانب فريدة و بالطبع هي لا تطيق النظر إلى فريدة حتى لا الحديث معها
منحتهم ابتسامة صغيرة فحياها الاثنان بنفس الابتسامة لكن ابتسامة فارس تختلف فقد كانت ممزوجة بأعجاب شديد بجمالها ابعد عيناه عنها بحرج بعدما لاحظ انه بقى متأملاً فيها لوقت
عكسه كان كارم الذي يكور قبضة يده بحقد و غل من يزن الذي يقف و يتبادل الحديث باندماج و استمتاع مع همس التي تبادله الحديث بشغف ايضاً
ردد فارس بخفوت و حزن بعدما غادر كارم بعيداً :
بيحبها اوي
اومأت ميان قائلة بأسف :
سهل ان اي حد يعرف انه بيحبها ، بس للأسف قلبها مع غيره ، انا اكتر واحدة جربت وجعه بس الفرق ان وجعي على حد ما يستاهلش
ردد فارس بهدوء :
محدش بيتعلم ببلاش
رددت بخفوت و هي تتحسس موضع رحمها :
بس التمن كان غالي اوي
اخذت تغلق عيناها و تفتحها عدة مرات تمنع نفسها بصعوبة من البكاء خاصة في وجوده فهي متأكدة مئة بالمئة انه يراقبها الآن !!
تركت فارس و توجهت ناحية الشاطيء تقف امامه تأخذ زفس عميق و تخرجه تحاول ان تهدأ من انفعالها بعدما داهمت الذكريات عقلها بقوة
اخذت تتحسس ذراعيها تشعر بالبرد الشديد فقد تركت الفورير الخاص بها بالسيارة كادت ان تلتفت لتذهب و تأتي به لكنها توقفت مكانها ما ان شعرت بأحدهم يضع على كتفها سترته بالطبع علمت من انه هو رائحته التي تميزها من بين الجميع قبلاً كانت تعشقها اما الآن تشمئز منها حقاً انتابتها رغبة ملحة بالتقيء التفتت دافعة سترته من على ذراعيها بقرف
كادت ان تغادر لكنه اوقفها متمسكاً بيدها مردداً برجاء :
ميان اسمعيني لحظة بس
دفعت يده بعيداً عنها بقرف دون ان تنظر له او توجه له اي كلمة ثم اقتربت من طاولة فارس مرة أخرى الذي كان يتابعها بعيناه منذ البداية نظر لها ليجدها تحك جلد معصمها و ملامح الاشمئزاز و القرف مرتسمة على وجهها
سألها بهدوء :
فيكي حاجة
نفت برأسها قائلة بنفس ملامح الاشمئزاز و هي تلتقط حقيقة يدها الصغيرة :
انا ماشية
لحق بها سريعاً و اعين سفيان تتابعهم بغيرة شديدة لا يعرف من ذلك الرجل الذي تقف بجانبه منذ مجيئها ثم لحق بها الآن ما ان غادرت !!
لحق بهما ليتوقف بمكانه بصدمة مكوراً قبضة يده بغل عندما شاهد ما يفعل ذلك الرجل !!
لحق فارس بها قائلاً بهدوء :
استني ، مينفعش تمشي دلوقتي و لوحدك
رددت بقهر :
مش قادرة استنى هنا ، مش طايقة اشوفه لو فضلت هنا دقيقة كمان مش بعيد اقتله من غلي و غضبي منه
كانت ترتجف من الغضب و البرد ازال سترته سريعاً يضعها على كتفها قائلاً بقلق :
طب اهدي و خدي نفس ، انا هوصلك
دفعها برفق نحو سيارته و الأخرى ترتعش من الغضب من الذكريات التي عصفت برأسها صعدت للسيارة تردد بغضب كأنها تحدث نفسها و الآخر يقود السيارة بصمت و يتابعها بشفقة و حزن :
عايزني اسمعه ، طب هو مسمعنيش ليه ، سنين فضل يهين و يذل فيا من غير ما يسألني و يسمع ردي عمل فيها قاضي و حكم من غير ما يسمع ، سنين فضلت اتحايل عليه يسمعني مسمعش اتهمني في شرفي اكتر من مرة من غير ما يدي لنفسه فرصة يسمعني ، حتى أجمل ليلة في حياة كل بنت خلاها اسوأ ليلة في حياتي عشان بردو مسمعنيش
توقف فارس بسيارته على جانب الطريق ينظر لها بشفقة و حزن قائلاً :
انسي و......
قاطعته قائلة بغضب و قهر :
بطلوا تقولولي انسي مش زرار هو هضغط عليه وانسى علطول محدش فيكم مكاني ، محدش شاف اللي شوفته ، واللي قاهرني اني مش قادرة اشتكي من الوجع اللي جوايا لأن متأكدة أول كلمة هتتقالي انتي اللي عملتي في نفسك كده ، قبلت الأول وبعدين انسحبت وانا ع البر بس هي استكترت عليا ده اجبرتني أكمل معاه وخلتني غصب عني جوه اللعبة بعد ما كنت انسحبت منها
دخلت بنوبة بكاء مرير و هي تضع يداها على وجهها تنهد بحزن عليها التفت بجسده إليها ثم برفق نزع يدها عن وجهها والأخرى ترتعش من شدة البكاء
رفع يداه يحاوط وجهها برقة ثم اخذ يزيل دموعها بحنان قائلاً بنبرة لينة :
كفاية دموع يا ميان
اخذ يمرر اصبعه على وجنتها برفق يمسح دموعها التي تعود و تنساب من جديد تفاجأ بها تعانقه وتبكي بقوة تعالت ضربات قلبه من قربها رفع يده يضمها إليه هو الآخر كانت تبكي بقوة و ترتعش بين يديه لم تكن تعي ما تفعل تعالى رنين هاتفها جعلها تنتفض بعيداً عنه مصدومة مما فعلت !!
رفع يده يحك عنقه بحرج من الموقف رددت ميان باعتذار و خجل من فعلتها :
اا...اسفه
ردد هو الآخر بحرج :
انا كمان اسف ، خليني اوصلك ع البيت يلا
قبل ان يقود سيارته اعطاها منديلاً و زجاجة مياه التقطتهم منه قائلة بصوت خفيض :
شكرا
بعد وقت توقف بسيارته اسفل منزلها شكرته و قبل ان تنزل من سيارتها اوقفها قائلاً :
المستشفى عندي بتقبل متدربين في الفترة دي ، يعني لو حابة تقدري تيجي المستشفى بكره انا قولت لهمس و لينا و موافقين لو انتي كمان موافقة بكره الساعة عشرة الصبح تعالي المستشفى
اومأت له بصمت ثم غادرت السيارة على الفور بقى مكانه يراقبها حتى اختفت عن انظاره ثم انطلق بسيارته مغادراً يفكر بها لما باتت تشغل حيزاً من تفكيره في الفترة الأخيرة تنهد مجيباً نفسه بنفس الاجابة التي كان يخبر نفسه بها الأيام الماضية انه فقط شعور الشفقة و الحزن عليها بسبب ما مرت به هو الذي يسيطر عليه تجاهها لا غير !!
........
قام عمار بتوصيل لينا لمنزلها فبعد انتهاء الحفل ذهب الاثنان لتناول العشاء بالخارج قبل ان تنزل من السيارة رددت بمزاح :
على فكرة شنطة السكاكين لسه مجبتهاش
ضحك قائلاً بغيظ مقلداً اياها :
متنساش الساطور
ضحكت بقوة و هي تتذكر ما حدث بينهما قبل يوم من وفاة كاميليا
Flash back
- لينا مالك فيكي ايه
كلها عمار بنفاذ صبر للينا التي كانت تتهرب منه
رددت لينا بتوتر وتهرب من الجواب :
ماليش فيا ايه يعني
زفر بنفاس صبر قائلا بضيق :
معرفش والله بس انتي اللي عارفة
تهربت من النظر الى عيناه قائله بتوتر وكذب :
بيتهيألك يا عمار انا كويسة
رد عليها عمار بسخريه قائلا :
كويسة !!
او ما اتلغوا عده مرات بصمت فراف عه هو يده يثبت بها وجهها حتى تنظر له قائلا بتهكم وعدم تصديق :
كان ممكن اصدقك لو قولتي الكلام ده من غير ما تتهربي بعينيكي مني
ردت عليه بصوت مختنق :
مش بهرب
صرخه عليها بغضب قائلا :
في ايه يا لينا بقالك فترة متغيرة معايا قولت يمكن من اللي حصل بس انتي معايا انا بس لو زعلانة مني قولي علطول
انسابت دموعها على وجنتيها فسألها عمار بنبرو لينة قائلاً بعتاب :
طب بتبكي ليه دلوقتي ، انا زعلتك في حاجة من غير قصد فهميني في ايه يا لينا
نفت برأسها فسألها بعتاب :
طب اومال ايه يا لينا فيكي ايه
بعد صمت دام لدقائق قليلة رددت هي بتوتر وخوف من ردت فعله على ما ستقول الان :
انا خايفة يا عمار !!!
سألها بصدمة :
من ايه !!
ردت عليه بخوف و حزن :
منك و من اللي ممكن يحصل قدام !!
سالها بصدمة :
مني !!
ثم تابع بانكسار :
خايفة مني ليه عشان كنت مدمن يعني
نفت برأسها فسألها بحزن :
اومال ايه ، ايه اللي عملته عشان تخافي مني
رددت بانهيار وخوف :
معملتش حاجة بس خايفة تعمل ، خايفة تبقى زي سفيان بعدين خايفة اكون مكان ميان في يوم من الأيام
صمطه للحظات قائلاً بحزن :
ليكي حق تخافي
كاده ان يرحل من امامها لكنها وقفت امامه تمنعه من الرحيل قائلة بحزن :
رايح فين !!
ردد بالم وحزن منها :
فهمت رسالتك مش عايزة تكملي ، بس مكنش فيه داعي للف و الدوران كنتي قولتي من ساعة ما حسيتي مني بالخوف انك مش عايزة تكملي بدل ما تفضلي تتهربي مني كده
رددت هي بتوسل ان يفهمها :
عمار افهمني بس....
قاطعه قائلا بألم :
انا فاهمك كويس يا لينا
نفت برأسها قائلة بدموع :
لأ مش فاهمني
ثم تابعت بحزن وهي تتمسك بيده :
فاكر اول مرة قولتلي بحبك قولتيلي ايه كمان قولتلي انتي يعني انا رديت عليك و قولتلك وانا يعني انت ، انا بتكلم معاك دلوقتي كأني بكلم نفسي
ثم تابعت بعتاب :
انا بقولك ع اللي جوايا مش عشان تسيبني و تبعد بقولك عشان تطمني يا عمار ، تطمني انك دايما جنبي و هتحبني و مستحيل تكون كده
عاتبها قائلاً :
المفروض انتي تكوني عارفة كده من نفسك و يكون عندك ثقة فيا
تنهدت قائلة بحزن :
مين قال اني مش واثقة فيك ، كل الحكاية اني محتاجة اطمن يا عمار مش محتاجة منك لوم و عتاب انا بس محتاجة منك تطمني ، صورة ميان مش بتفارق بالي من يومها مرعوبة خايفة يجي يوم
يحصلي اللي حصلها
تنهد قائلاً وهو يحاوط وجنتيها بحنان :
أنا جنبك و معاكي صدقيني الموت عندي اهون من اني اخليكي تعيشي اللي هي عاشته انتي بنتي قبل ما تكوني حبيبتي و الأب عمره ما يأذي بنته
ضمت شفتيها قائلة و هي تمسح دموعها بظهر يدها :
طب لو عملت كده في يوم من الأيام
ضحك بخفوت قائلاً بمرح :
هشتريلك شنطة سكاكين بحالها ادبحيني بيهم كلهم لو جيه اليوم ده مع اني واثق زي ما ان شايفك دلوقتي ان عمره ما هيجي
ضحكت بخفوت قائلة وهي تلكمه بصدره :
مستناس تتأكد ان معاهم الساطور
ضحك بقوة قائلاً وهي يضع يده على رقبتها بمزاح كأنه سيخنقها :
ساطور ها
اومأت له بضحك فجذبها لاحضانه قائلاً بعشق :
انا بموت فيكي يا قلب عمار
Back
ضحك الاثنان بقوة مقبلاً يدها قائلاً بحب :
مبروك عليا انتي يا لينا وعقبال كتب الكتاب والفرح
........
باليوم التالي اتفق الثلاث فتيات مع فارس على التدريب بالمستشفى الخاص به بداية من الغد
ابتسمت ميان بسخرية و هي تجلس امام فريدة التي فجأتهم بزيارتها صباح اليوم تخبرها عندما جلست معها بمفردهم كما طلبت :
أنا عارفة ان سفيان غلط بس ندمان ، ارجعيله يا بنتي ان.......
قاطعتها ميان قائلة بسخرية :
انتوا الاتنين بتحبوا بعض و ندمان و الكلام اللي كنت بتشجعيني عليه زمان كنتي بتستغلي حبي ليه عشان توصلي للي عاوزاه ، بعد كل اللي حصل جيتي بس عشان صعب عليكي حفيدك انما انا اولع بجاز ، كل اللي قولتيه غلط و ندمان ارجعيله
نظرت لها باشمئزاز متابعة حديثها بغضب :
غلطه بقى ده نتج عن ايه ، دمر مين بسببه ولع مين مايخصكيش انتي كل اللي يخصك حفيدك بس
صمتت ميان لحظة قائلة بغضب :
حقارت سفيان دي انا عرفت منين جدته مثل أعلى و الست الوالدة طبعاً ، ده في مثل بيقول الإحساس نعمة بس للأسف مش عندك و لا عند حفيدك
فريدة بحدة :
ميان اتأدبي و اعرفي انتي بتكلمي مين
ردت عليها ميان بصرامة :
اطلعي بره !!!!
سألتها فريدة بصدمة :
انتي بتقولي ايه !!
ميان بغضب بعد ان نادت على الخادمة :
اللي سمعتيه بعاملك بالاسلوب اللي بتفهمي بيه ، مش عايزة اشوفك تاني حتى لو صدفة و ان كان على حفيدك يولع بجاز ميهمنيش
جاءت الخادمة فأمرتها ميان بحدة و صرامة :
وصليها للباب
نظرت لها فريدة بغضب كبير ثم غادرت نادمة على مجيئها إليها
........
بمنزل عاصم الشريف حيث يجتمع العائلتان على الغداء رددت والدة يزن فجأة و بدون مقدمات :
ايه رأيكم نخلي الفرح بعد شهر !!!
ردت عليها والدة همس :
ليه الاستعجال بس
نفت الأخرى برأسها قائلة بحماس :
لا استعجال ولا حاجة يا هبة بذمتك مش نفسك تشوفي ولادهم بيلعبوا حواليكي كده ويقولولك يا تيتا و تفرحي بيهم
هبة بتمني :
ده انا مستنية اليوم ده بفارغ الصبر
ثم نظرت لعاصم قائلة:
ايه رأيك يا عاصم
صمت عاصم للحظات ثم قال و هو يشير ليزن و همس اللذان يستمعان للحديث بصمت :
والله الرأي رأيهم هما الاتنين لأنهم اللي هيتجوزا مش احنا ، و هما اللي يقرروا مستعدين للخطوة دي دلوقتي او لأ
ردد والد يزن مأيداً حديثه :
معاك حق يا عاصم
صمتت همس تنتظر سماع رد يزن فعلى أساسه ستقرر شيئاً ما ليصمت الآخر متحدثاً بعد لحظات :
انا عن نفسي موافق
ابتسمت همس بخفوت تنظر لوالدها تحرك رأسها بنعم فردد صلاح بسعادة :
يبقى على بركة الله نبدأ بالتجهيزات من انهاردة
كان عاصم صامتاً طوال الوقت و ما ان غادر الجميع استوقف ابنته قبل ان تصعد لغرفتها قائلاً :
همس لأخر مرة هسألك انتي مرتاحة و مبسوطة ، احنا لسه ع البر لو مش مرتاحة قولي فكري كويس يا بنتي ده جواز
منحته ابتسامة صغيرة قائلة :
انا كويسة يا بابا و مبسوطة متقلقش عليا
صعدت لغرفتها فجلست هبة بجانب عاصم تلومه :
مالك يا عاصم كنت ساكت خالص طول ما كانوا هنا , بتسأل همس كده ليه هو حصل حاجة
عاصم بقلق :
انا مش مرتاح يا هبة ، يزن محترم و كل حاجة بس مش بيحب بنتك
سألته بتعجب :
ليه بتقول كده بس !!!
عاصم بشرح لتلك التفاصيل التي لم تفوت عليه :
لما والدته فتحت موضوع الجواز مكنش عنده لهفة يعني اي واحد بيحب واحدة بيكون ملهوف عليها و مستني اللحظة اللي تكون مراته لكن هو لأ لو فرضنا مثلاً انه خجول مفيش اي تأثر في عينه بالعكس شوفت حزن حتى ساعة الخطوبة كان نفس الكلام ، لما اتخانقوا و رجعوا اتصالحوا رجع صالحها بعد ايه
تنهد قائلاً بحزن :
اللي مسكتني ان بنتك مبسوطة و موافقة
هبة بابتسامة صغيرة :
والله هتطلع كل شكك ده اوهام ملهاش داعي ، انت بش ادعيلهم ربنا يسعدهم سوا
اومأ لها بصمت و عقله مشغولاً بابنته يتمنى حقاً ان تكون اوهام و ان يخيب ظنه !!
........
بعد مرور ثلاثة اسابيع كان سفيان يجلس ببهو فيلاته التي أصبحت ساكنة بدون حراس و خدم يعيش بداخلها بمفرده كانت حالته يرثى لها اهمل عمله هيئته غير لطيفة بالمرة ينظر للفراغ بأعين حمراء من البكاء لقد خسر الجميع ميان لا تقبل النظر لوجهه حتى او الحديث معه بكلمة واحدة كل يوم يذهب إليها ينتظرها أسفل تلك المستشفى التي تعمل بها مؤخراً برفقة ذلك الطبيب الذي يتمني حقاً تشويه وجهه و قتله دوماً بجانبها نظراته لها تثير غيرته اغمض عينيه يتذكر ما حدث منذ ما يقارب الأسبوعان عندما ذهب للحديث معها لتفاجأه بردة فعلها
Flash back
دخل للمستشفى يسأل عنها حتى علم انها بغرفة العمليات صعد لها على الفور
ما ان وصل رأها تخرج من غرفة العمليات برفقة ذلك الطبيب تبتسم بتوسع و هي تحمل بيدها طفل رضيع يلتف بفراش صغير ازرق و الأخر يحمل على ذراعه طفلة صغيرة ملتفة بفراش مماثل لكنه ذو لون وردي
اقترب منهما و الغيرة و الندم ينهشان قلبه لكن توقف ما ان استمع لوالد الطفلين يقول بسعادة :
توأم
اومأت له ميان قائلة بابتسامة جميلة :
الف مبروك يتربوا في عزك و عز مامتهم
ردد ذلك الطبيب بابتسامة جذابة :
مكنتوش تعرفوا !!
اومأ الرجل برأسه و هو يأخذ الطفلة منه :
قولنا نخليها مفاجأة و كانت احلى مفاجأة ، كرم ربنا كبير رزقنا بيهم بعد خمس سنين حرمان
ربت على كتفه قائلاََ بابتسامة :
الف مبروك ، زوجة حضرتك هتتنقل اوضتها و تقدر تطمن عليها ، هي بخير و أولادك كمان بخير بس الممرضات هيبدلوا هدومهم و على ما المدام تفوق هيكونوا خلصوا
اومأ له الرجل بلهفة فتسألت ميان بفضول :
هتسميهم ايه !!
نظر لهم الرجل بابتسامة بشوشة قائلاََ :
حضرتك اسمك ايه
ردت على سؤاله فكرر سؤاله للطبيب فأجابه منحهم ابتسامة جميلة قائلاََ :
فارس و ميان ، اسامي ولادي !!!!
توسعت اعين الاثنان بصدمة و سعادة لكن فارس ربت على كتفه قائلاََ بابتسامة :
متستعجلش و خد رأي المدام ، ربنا يباركلك فيهم و يجعلهم ذرية صالحة
ابتسم الرجل و قرب شفتيه من اذنهم مؤذناََ بها ثم اخذهما الممرضات و دخل الرجل للغرفة مع الباقين ليساعد زوجته
فرددت ميان بابتسامة واسعة :
شوفت يا دكتور فارس حلوين ازاي ما شاء الله ، زمان مامتهم هتفرح بيهم اوي
ابتسم بهدوء قائلاََ :
اكيد ، انتي خلاص نويتي تتخصصي في أمراض النساء و التوليد
اومأت له قائلة بابتسامة :
ان شاء الله ، بس يا ترى لما اتخرج ليا مكان هنا اشتغل فيه و لا اشوف مستشفى تانية
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاََ :
المستشفى كلها تحت امرك ، اعتبريني ضيف عندك و اعملي اللي عاوزاه
ضحكت بخفوت قائلة :
مش للدرجة دي يعني ، اصل بصراحة بعد اقتراحك ليا ان اتدرب هنا حبيت جو المستشفى اوي و حبيت الشغل هنا و حابة استمر ان شاء الله
نظر لها للحظات ثم قال :
انبسطت انك مرتاحة معانا هنا ، و زي ما قولتلك المستشفى كلها بتاعتك
كادت ان ترد لكن ماتت الكلمات على شفتيها ما ان استمعت لصوت تعرفه بل تحفظه على ظهر قلب انه هو " سفيان " منادياََ اسمها
التفتت له تنظر لوجهه الذي كلما لمحته تعود ذكريات تلك الليلة تتدفق لعقلها و كلماته الممزوجة بصوت صراخها ترن بأذنها انتفضت ما ان وضع يده على ذراعها قائلاََ بتوسل ان تستمع له و لو لمرة :
ميان ، ممكن تسمعيني
نظر لعيناها لتصدمه بنظرات نفور و كره كبير لم يسبق ان رأه بداخل عيناها دوماََ ما كان يرى الحب ، الحب فقط !!!
خطت للأمام متجاهلة اياه تماماََ فعاد و ركض خلفها يتمسك بيدها حتى لا تذهب لكنها دفعته بقوة كبيرة بعيداََ عنها مشمئزة نافرة منه و حاقدة عليه أشار لها بيده انه لن يقترب قائلاََ :
مش هقرب و مش هلمسك ، بس اسمعيني ، انا كنت معمي و مغفل و غبي انا غلطان يا ميان و غلطي كبير مش سهل يتغفر ، بس حطي نفسك مكاني كل حاجة كانت بتقول اني لازم اكدبك و لازم اصدقها انا شوفتك بعيني و سمعت اي حد مكاني كان هيفكر كده ، انا مش بحط مبرر بس ، بس يمكن اللي بقوله يشفعلي عندك انك تسامحيني ، انا بحبك و كل كلمة كنت بقولها و بوجعك بيها كانت من صدمتي فيكي و وجعي منك
كان فارس يضم ذراعيه لصدره يتابع ما يحدث بهدوء لكن عيناه لا تتوقف عن القاء نظرات محتقرة نحو الأخر يتساءل اي نوع من الرجال هذا !!!
كلمات اعتذار واحدة تلو الأخرى يقولها و الأخرى تستمع له دون حديث و ما ان انتهى نظرت له مطولاََ ثم تحدثت له و لأول مرة بعد تلك الليلة :
عايز تعرف ردي مش كده !!
اومأ لها بأعين حزينة و الندم يقطر منها فابتسمت هي بزاوية شفتيها ظن انها اقتنعت بما قال و ابتسم بسعادة سرعان ما تبددت عندما رفعت يدها ثم هوت بها بقوة على صدغة ، صفعة قوية تعالى صداها بالأرجاء ، صفعة قوية مهينة لكرامته !!
تعالت همسات الجميع من حولهم على بينما اعتدل فارس بوقفته متأهباََ ان حدث اي شيء رددت ميان بقوة و اشمئزاز :
ردي وصلك صح ، بس عايزة اقولك حاجة انا مش هحط نفسي مكانك لأن ميان القاضي مكانها مش الزبالة !!!!
صفعة و كلمات مهينة شهدها الجميع كور قبضة يده غاضباََ و صمت مبتلعاََ الإهانة لأنه يستحق !!
Back
مسح دموعه التي عادت تنساب على وجنتيه من جديد من شدة الندم و الحزن على حالته التي وصل لها بفضل
غبائه و تهوره
دخل عمار من الباب المفتوح بأهمال ليتفاجأ بحالة شقيقه اقترب منه قائلاً بحزن و اشفاق عليه :
هتفضل ع الحال ده لحد امتى
لم يرد عليه فتابع هو بضيق :
دي مش عيشة دي يا سفيان ، فوق بقى و ارجع اقف على رجليك انت كده بتخسر كل حاجة شغلك و حياتك و اللي بنيته السنين اللي فاتت هيضيع منك
رد عليه بحزن و ألم :
كل ده ملوش لازمة من غيرها ، ياريت كل ده يضيع و اكسبها هي من تاني ، الندم بينهش قلبي يا عمار و جملتها مش بتفارقني قالتلتي الندم وحش اوي بلاش تجربه و يارتني سمعت منها ، ياريت كنت سألتها يا عمار ، كاميليا ماتت بعد ما دمرتني و مع ذلك رغم كل اللي عملته موتها كسرني يا عمار
تنهد عمار قائلاً بحزن متجاهلاً الحديث عنها :
خسرتها فبلاش تخسر كل حاجة يا سفيان فوق لحياتك بقى و ابعد عنها سيبها تعرف تداوي جرحها اللي في كل مرة بتشوفك فيها بيرجع يتفتح من تاني انت مخبطش فيها بالغلط ، شافت منك وجع و عذاب سنين عشان تيجي انت و تختمه باللي عملته ، انت و ميان الحياة بينكم بقت مستحيلة و ان كانت هتنفع زمان فدلوقتي و بعد اللي حصل لأ
سفيان بغضب و أمل :
بس انا مش هيأس انا وراها لحد ما تسامحني ، هي بتحبني يا عمار حب سنين مش ممكن يتنسي في بسهولة كده ، هي بس محتاجة شوية وقت
قبل ان يتحدث عمار بكلمة كان سفيان يخرج من الفيلا سريعاً متوجهاً حيث هي سيحاول الحديث معها اليوم ايضاً
.......
كرامتها استُردت الآن !!
كبريائها الذي كان يدهسه يوماََ بعد يوم عاد إليها من جديد و هي تراه يقف بتلك الهيئة المزرية و حالته التي يرثى لها يكاد يقبل قدمها لكي تنظر له نظرة واحدة ليس فقط كلمة !!!
بل يتمنى نظرة !!
ابتسمت بتشفي و هي تراه من الأعلى عبر واجهة المستشفى الزجاجية التي تعمل بها يجلس على مقدمة سيارتها شعره مشعث و ذقنه التي كانت دوماََ حليقه نبتت و اصبحت مشعثة ملابسه التي كانت دوماََ مهندمة لم تعد كما كانت !!
لقد تغير كلياََ الحزن يملئ قسمات وجهه عيناه زابلة حمراء من كثرة البكاء كلما رق قلبها له تذكر نفسها بما فعله قبل شهور طويلة و كيف بكل برود دفعها عارية لا يسترها إلا القليل أسفل قدم والدها قائلاََ بجبروت و قسوة :
بنتك مبقتش تلزمني ، انتي طالق !!
ربما كانت تغفر له ما مضى بأكمله لكن ما حدث تلك الليلة و فقدان طفلها الذي قتله بقسوة و بدون رحمة كانت نقطة تحول لقد جعلها تلك الليلة من امرأة عاشقة له إلى أخرى لم تكره بالعالم سواه !!
تراجعت للخلف متوجهه للمرحاض تهندم من ثيابها تنظر لنفسها بالمرآة مرددة بغل :
لسه ، الحكاية مخلصتش على ندم و بس ، الحكاية مخلتصش لحد كده يا سفيان كل اللي انا عيشته انت لازم تعيشه و اكتر.....اكتر بكتير !!
نظرت لنفسها بثقة ثم غادرت المرحاض متوجهة لخارج المستشفى بخطوات واثقة و كبرياء ما ان لمحها تخرج من الباب ركض إليها متوسلاََ :
ميان ارجوكِ كفاية كده بلاش سكوتك ده اصرخي اتكلمي و عاتبي حتى لو هتضربيني مش هقدر افتح بوقي بكلمة اعملي اي حاجة بس بلاش سكوتك و تجاهلك ده ، بيموتني بالبطيء
توقفت عن السير بينما هو يسير خلفها كالمتسولين
التفت له قائلة بابتسامة لا تنم عن خير ابداََ مرددة بثقة و غل :
احب ما على قلبي انك تموت بالبطيء !!
قالتها ثم صعدت لسيارتها مغلقة اياها عليها من الداخل بينما هو يطرق على الزجاج حتى تنظر له او تسمعه لكنها لم تلتفت له من الأساس بل قادت سيارتها غير مبالية به او بتوسلاته
........
الوقت يمر سريعاً كذلك الأيام لقد جاء اليوم المنتظر انه زفاف همس و يزن الذي سيقام بأحد الفنادق الكبيرة بحضور الجميع بلا استثناء
علم كارم قبلها بيوم فقط من عاصم لم تكن همس تملك الجراءة لتخبره بذلك لينهار حرفياً
وضع يده على قلبه يحاول ان يتنفس قائلاً بصعوبة :
فرحها بكره يا فارس 💔
فارس بحزن :
كارم اهدى عشان خاطري
نفى الآخر برأسه قائلاً بدموع و ألم لا يحتمل ينهش قلبه على ضياع من حلم بها و عشقها :
هتبقى معاه هيلمسها ، بعد كده مش هيكون ليا حق افكر فيها هتبقى لغيري ، هعيش ازاي من غيرها اللي كان مصبرني ان كان فيه فرصة ليا معاها عشان مكنش فيه في حياتها حد انما دلوقتي أعيش ازاي ، رد عليا يا فارس هكمل ازاي من غيرها 💔
عانقه فارس بقوة فلم يجد ما يواسيه به غير العناق اخذ يردد بداخله داعياً له ان يصبره الله على القادم ان كان الآن و هكذا فكيف القادم 💔
........
في صباح يوم الزفاف كانت بسمة تخرج من منزلها لكن قبل ان تفتح باب المنزل استوقفها صوت شقيقتها هند تسألها :
رايحة فين يا بسمة !!!
تنهدت بسمة بعمق قائلة :
اتصلوا بيا من الاوتيل بيقولوا فيه فرح انها ردة محتاجني معاهم فهقطع الاجازة بقى و ارجع الشغل
ردت عليها هند بعتاب :
مش كان زمانك بتشتغلي غي مستشفى محترمة بدل الخدمة في الافراح
تنهدت الأخرى بحزن قائلة :
ياريت كان ينفع بس انا في نظر الكل ميتة ، يعني لازم اثبات و بطاقة و حاجات كتير ، انا يدوب بمشي نفسي بالبطاقة المضروبة اللي عم مصلحي عملهالي ، لولا بردو قرابته مع صاحب الاوتيل مكنتش عرفت اشتغل لأنهم كانوا عايزين فيش و ورق مش هعرف اتصرف فيهم
هند بتعنيف :
والله انتي اللي عملتي في نفسك كده
بسمة بضيق و غضب :
مش هنخلص بقى من الاسطوانة دي بتاعت كل يوم ، قولتلك مية مرة انا مش قدهم
هند بغضب و تهكم :
فالحة بس تقولي انا بحب يزن ، والله لحد دلوقتي انا مش شايفة اي دليل على كلمتك دي
بسمة بغضب و وجع :
انتي مش في النار عشان كده بتحكمي ع الامور بمنظورك انتي بس ، انتي مش مكاني عشان تحسي باللي حاسة بيه يا هند
هند بحزن و ضيق :
لأ مقدرة بس الغلط عليكي من الأول يزن بيحبك لو كنتي قولتيله كل حاجة من الأول كان زمانك معاه دلوقتي من غير ما تكدبي الكدب ده كله
- مش هيصدقني
هند بتصميم على موقفها :
مش بتقولي بيحبك
اومأت لها بسمة بصمت لترد عليها الأخرى:
لو بيحبك هيصدقك
تهربت منها قائلة بتعجل :
لازم امشي هتأخر ع الشغل
هند بسخرية :
اهربي زي كل مرة ، بس هيجي يوم و الحقيقة هتبان ابقى شوفي بقى هتواجهي يزن ازاي هتبرري عملتك بأيه ، انتي عارفة و متأكدة انه زمانه موقف حياته عليكي و سنين ضاعت من عمره وهو معيش نفسه في وهم مش بعيد يكون بيلوم نفسه انه سبب موتك
ابتلعت بسمة ريقها بصعوبة و هي تستمع لحديث الأخرى:
لما يجي يوم و يعرف الحقيقة و تتواجهوا هتقوليله ايه يا بسمة هتبرري اللي عملتيه بأيه بعدتي عنه عشان خايفة عليه و على نفسك فعملتي الأسوأ صح
ثم تابعت بغضب:
اللي المفروض يخاف نادر مش انتي روحي ليزن عرفيه الحقيقة حتى لو بعد عنك بس تكوني ريحتي ضميرك الله اعلم اللي اسمه نادر ده معيش اخته ازاي ذنب العيلة دي و ذنب يزن و اخته في رقبتك لأنك عارفة الحقيقة و سكتي خلتيهم لحد دلوقتي مخدوعين فيه
غادرت بسمة بغضب صافعة الباب خلفها بقوة حديث شقيقتها صحيح لكنها خائفة و بشدة لقد ذاقت الكثير من حقارة نادر لذا تخشاه شرفها و عرضها بين يديه صور ليست بزائفة من يراها سيظن انها حقيقة هي بالفعل ذلك لكنها كانت رغماً عنها سيتركها يزن و يشمئز منها ربما لا يصدقها حتى الجميع سيظن انها فتاة بلا شرف عائلة والدها بالصعيد متشددين للغاية ان علم احدهم بأمر تلك الصور فستكون النهاية الموت الحتمي لها !!
........
دخل زفافها يجر قدمه للداخل بصعوبة و معه فارس بينما والدته رفضت الحضور و تعللت بمرضها لم تشأ رؤية حلم ابنها الوحيد يذهب لغيره لا تكره همس على العكس هي تعدها ابنتها التي لم تنجبها كم يعز عليها تركها بيوم كهذا لكنها لم تقدر
ابتلع كارم غصة مريرة بحلقه بصعوبة و التمعت عيناها بالدموع وهو يراها تجلس بفستانها الجميل مثلها تماماً تستقبل التهاني من الجميع يرى السعادة بوضوح مرتسمة على قسمات وجهها ياليته مكان ذلك الرجل ليت تلك الابتسامة و الضحكة له ، ليت اليوم زفافه عليها.....يا ليت 💔
ردد فارس بخفوت و حزن شديد لأجله :
ورحمة ابوك اهدى وامسك نفسك انا مكنتش عايزك تحضر بس انت اللي صممت بارك لها و نمشي علطول
اومأ له كارم بصمت ثم اقترب منها بينما كان يزن منشغلاً بالترحيب بأصدقائه قائلاً بابتسامة رسمها على شفتيه غصباً :
مبروك يا عروسة 💔
تفاجأت بوجوده فتحاشت النظر له خجلة من الموقف نظرت للأسفل تحاول ايجاد كلمات تواسيه بها لكنها لا تجد :
كارم اا...انا.....
تنهد قائلاً بابتسامة حزينة متألمة :
أجمل عروسة في الدنيا كلها
ترى الألم بعيناه بوضوح و تشعر به في صوته عيناه اللامعة الممتلئة بالدموع المهددة بالسقوط في بأي لحظة كل ما نطقت به :
ربنا يرزقك بالأحسن مني يا كارم
ردد بداخله بقهر :
انتي مفيش أحسن منك في الدنيا يا همس 💔
اخرج من جيب سترته الداخلي وردة بيضاء كما تحب هي يضعها خلف اذنها قائلاً بوداع :
يارب تكون حياتك الجديدة مليانة سعادة و تكون كل ايامك جميلة زيك ، أنتي تستحقي كل خير يا همس
تراجع للخلف ثم اختفى عن الانظار قبل ان يغادر برفقة فارس استوقفتهم والدة همس قائلة بعتاب :
ماشين علطول جيتوا في ايه وماشين في ايه استنوا حتى لكتب الكتاب ما يخلص
ابتعد يزن قليلاً ليخرج من القاعة فهو لا يحب الصوت العالي و الضوضاء لكن قبل ان يخرج تفاجأ بكارم يقف امامه قائلاً بصعوبة و هو يشير برأسه ناحية همس :
خدت فرصة غيرك بيتمناها ، معاك كنز كبير حافظ عليه بأيدك وسنانك عاملها كبنتك قبل ما تكون مراتك ، هي عنادية بس من كلمة حلوة بتلين ، اللي في قلبها على لسانها صدقني انت لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زيها
نظر له يزن مشفقاً عليه لكن سرعان ما تحول لضيق عندما قال كارم قبل ان يبتعد من امامه :
انا بقولك كده عشان قلبي بيقولي انك بدل ما تكون سبب سعادتها هتكون سبب في وجعها !!
خرج يزن من القاعة يستنشق الهواء قليلاً ثم سيعود لكن بمجرد خروجه اصطدم بفتاة تمشي بسرعة كادت ان تسقط فمسك بكتفيها ليحول دون ذلك لكن بمجرد ان رفعت رأسها توسعت عيناها بصدمة كذلك هو ابتعدت للخلف سريعاً فزعة سرعان ما تحولت لصدمة أكبر عندما قال احد المدعوين و هو يضع يده على كتفه قبل ان يدخل للحفل :
مبروك يا عريس !!
ردد يزن بصعوبة و عدم تصديق :
بسمة ، انتي عايشة !!!!
سقطت مغشي عليها من الصدمة فحملها على الفور قبل ان تسقط يضمها لصدره بقوة متشبثاً بها كالطفل الصغير المتشبث بوالدته خائفاً من ان تضيع منه مرة أخرى حملها و ركض بها خارج الزفاف و الفندق بأكمله لأقرب مستشفى متناسياً كل شيء فقط ما يفكر به الآن هي فقط بينما التي بالزفاف من اعطته ثقتها و قلبها لم يفكر بها لم تأتي على باله للحظة تركها تواجه الجميع !!
......
بعد وقت طويل مضى تعالت همسات الجميع من حولها منهم المشفق منهم الشامت و هي تجلس مكانها لا تبكي فقط تردد بخفوت و عدم تصديق :
هيجي يزن هيجي هو مش ممكن يعمل فيا كده
بدأ المعازيم يغادرون الزفاف واحداً يلو الاخر بينما هي تجلس مكانها.....حتى اقترب والدها منها قائلاً بحزن ظهر بوضوح بصوته و هو يتوعد لذلك الوغد على ما فعله به و غاليته :
يلا يا همس خلينا نمشي
حركت همس رأسها بنفي و عيناها تدور بالمكان رافضة تصديق ما يحدث لا يمكن ان يحدث معها هذا بعد كل ما تحملته لأجله و فعلته له يتركها
بيوم كهذا و يغادر !!!
والدها بغضب :
مش هيجي يا همس يلا خلينا نمشي انا اللي......
قاطعته قائلة بسعادة :
يزن !!!
التفت عاصم للخلف لتقع عيناه على يزن الذي دخل لقاعة الزفاف يتمسك بيد فتاة......بينما همس اقتربت منه قائلة بسعادة و لم تلاحظ الفتاة :
انا بردو قولت مستحيل تعمل فيا كده ايه اللي حصل و خلاك تتأخر عن الفرح
اخفض وجهه قائلاً بحزن :
انا اسف......مش هقدر !!!
همس بعدم فهم و هي تنظر للفتاة التي تتمسك بيده بقوة و كذلك يفعل هو يبدو وجهها مؤلفاً لها :
مش فاهمة مش هتقدر ايه و مين اللي انت ماسك ايدها دي !!!!
صمت للحظات قبل أن يقول بحزن و هو يتحتشى النظر لعنياها و خلفه تلك الفتاة تنظر لها بحزن مماثل كم تشفق على تلك الفتاة :
اسف.....لأني مش هقدر اتجوزك !!!!
صدمة حلت عليها نظرت له بخزى بعدما دققت بالنظر لوجه تلك الفتاة انها هي.....حبيبته السابقة لقد عادت فتخلى عنها !!!!
ركضت لخارج القاعة و الدموع تغرق وجنتيها بقلبها ألم لا يحتمل لقد خذلها....تخلى عنها بسهولة كم هو اناني بلا قلب.....كانت تركض خارج الفندق و بلحظة ظهرت سيارة امامها صدمتها بقوة لتسقط ارضاً و الدماء تحيط بها من كل جانب !!!!!
.............
#الفصل_الخامس_والعشرون
#رواية_بعينيكِ_أسير
#بقلم_شهد_الشورى
صلوا على الحبيب المصطفى ♥️
البارت مسحته و كتبته من تاني عدلت فيه كتير والله و كتبته وانا متنكدة ع الآخر والله زائد ان النور قطع امبارح الساعة 12 مجاش غير الساعة 6 الصبح
هنزل البارت الجديد أول ما البارت ده يوصل لـ 400 لايك
https://instagram.com/shahd_el_shoura_2002?igshid=OGQ5ZDc2ODk2ZA==
.........
يركض الجميع خلف السرير الذي يحمل جثمانها لغرفة العمليات و القلق ينهش قلوبهم
بينما بداخل الغرفة كان الأطباء ملتفين حولها يحاولون اسعافها لكن يبدوا ان الاخرى مستسلمة تماماً للموت
سادت حالة من الفزع عندما بدأت نبضات قلبها تنخفض رويداً رويداً حتى تلاشت ليصرخ الطبيب عليهم بسرعة :
جهاز تنشيط القلب
قرب الجهاز من قلبها فعلها مرة....اثنان....ثلاثة....لكن لا استجابة لم ييأس الطبيب فعلها مرة أخرى حتى شهقت الاخرى فجأة و اعلن الجهاز عودة نبضات قلبها لطبيعتها معلنة عن عودتها للحياة لكن بهمس أخرى تختلف عن السابق بكثير....همس أخرى تكره جنس ادم 💔
.......
كان يجلس بحديقة الفيلا يضع رأسه بين يديه قلبه يؤلمه على ما وصلت له همس بسببه لقد اختار سعادته على حسابها مخطأ و لا يوجد مبرر لتصرفاته حتى ذلك التبرير السخيف الذي يحاول اقناع نفسه به لا يستطيع ان يتقبله هو نفسه :
اسيبها دلوقتي واحنا ع البر أحسن ما اسيبها بعدين ، هو ده الصح !!
دخل للفيلا بقدم ثقيلة ليتفاجأ امامه بوالده يقف ينظر له غاضباً و الشر يتطاير من عينيه بينما والدته تقف بجانبه تنظر له بخذلان و خيبة أمل
خلفها ببضع خطوات تقف ياسمين تنظر له مشمئزة بجانبها نادر الذي برع في رسم الحزن على ملامحه تنهد بحزن ز قبل ان ينطق بكلمة كانت يد والده تهوي على صدغة بصفعة قاسية قوية لأول مرة بحياته يتلقاها و من والده خصيصاً !!
ردد مصدوماً :
بابا !!
جذبه والده من مقدمة ثيابه قائلاً بغضب و احتقار :
ايه مصدوم من القلم ، دي نفس صدمتنا فيك ، بس العيب مش عليك العيب عليا انا كان لازم تاخد القلم ده مني من زمان عشان تفوق لنفسك و تتعلم تبقى راجل قد كلمتك
ردد يزن بحزن و ألم :
انا عشان راجل مرضتش أكمل في الجوازة دي ، بعد ما لقيت بسمة عايشة في كل الأحوال كنت هرجع لها ، فالأفضل اني ابعد عنها من دلوقتي أحسن من بعدين يا بابا
رد عليه والده بغضب :
لو فاكر ان اللي عملته ده رجولة تبقى غبي ، اللي عملته ده ميطلعش من عيل حتى ده يطلع من واحد خسيس واحد اناني مترباش أختار سعادته على حساب غيره
رد عليه يزن بغضب و نفاذ صبر من الضغوط التي يمر بها و نظراتهم التي لا ترحمه :
انا مضربتهاش على ايديها يا بابا ، هي عارفة من الأول اني بحب بسمة قولتلها و قبلت......
صفعة اقسى من سابقتها هوت على وجهه من كف والده الذي صرخ عليه بغضب :
عشان غبية ، غبية عشان وثقت في واحد زيك فاكر ان بنات الناس لعبة تحت امره وقت ما يحب ، راح لبيت اهلها و طلبها من ابوها عشان يستندل معاها فاكر ان اللي عمله رجولة و هو سبب ليها فضيحة بين الناس هتعيش بيها العمر كله هي و عيلتها
أخفض وجهه ارضاً بخزى من نفسه و والده يلقي عليه كلماته القاسية :
خسرت البنت سمعتها و شرفها اللي هيبقى لبانة في بوق كل واحد شوية ، دمرت سمعة ابوها اللي وثق فيك و سلمك بنته ، خسرت صاحب عمري بسببك ، بسبب انانيتك دمرت كل حاجة !!
ردد يزن بحزن و حدة :
حد غيري كان المفروض يعمل ايه في موقف زي ده ، صعبانة عليك و ابنك مش صعبان عليك يا بابا ، كأن هي اللي بنتك ، انا عارف اني......
دفعه والده بقسوة للخلف قائلاً بغضب :
ياريتك يا أخي ما كنت ابني و هي اللي بنتي ، يارتني كنت موت قبل ما اشوف اللي ربيت فيه سنين بالندالة دي
أشار صلاح للباب قائلاً بقسوة :
تلم حاجتك و تغور بره البيت ده ، معدش ليك مكان فيه تاني و تنسى ان ليك اب ، لأني ميشرفيش أكون اب لندل زيك !!!
تمسكت احلام بيده قائلة بصدمة :
انت بتقول ايه يا صلاح !!
رد عليها بقسوة :
اللي سمعتيه لو ابنك صعب عليكي افتكري اللي مرمية في المستشفى بين الحياة و الموت و خسرت كل حاجة بسبب ابنك و انانيته ، هتصعب عليكي اكتر منه و في الحقيقة ابنك ما يتزعلش عليه ده مكسب للبنت انها خسرته !!!!
صعد صلاح لأعلى و خلفه احلام التي نظرت لابنها بغضب و عتاب فأقتربت ياسمين منه قائلة بسخرية مريرة و خذلان :
شيفاك مش مستحمل نظراتنا ليك موجوع !!
اشاح بوجهه بعيداً فتابعت هي حديثها قائلة بغضب دافعة اياه بيدها في صدره :
ما بالك هي بقى اللي هتواجه الناس مش انت ، هي اللي هتسمع كلامهم و هتواجههم ده لو نجيت من الحادثة اللي أنت سبب فيها
ثم تابعت بغضب و تهكم :
عيشت سنين محمل نفسك ذنب موت بسمة و هتعيش محمل نفسك ذنب همس طول عمرك لأن ده ذنب حقيقي تعاقب نفسك عليه لأن اللي حصلها كان اختيارك انت مش زي بسمة اللي كان قدر و مكتوب و في الآخر أصلاً طلعت بتشتغلك ، تقدر تقولي كانت فين كل السنين دي !!!!
غادر يزن صافعاً الباب خلفه بقوة و غضب تاركاً ياسمين تنظر لاثره بغضب كان نادر يتابع مع يحدث سعيد و بنفس الوقت يرتجف من الداخل من الخوف بسمة حية اذا نهايته اقتربت ، عليه التصرف في اقرب وقت !!!
اقتربت ياسمين منه قائلة بغضب :
صبري بدأ ينفذ منك يا نادر لو اللي حصل انهاردة طلع من تدبيرك انت و الزبالة التانية ، ههد المعبد ع اللي فيه و مش هيهمني حد !!!
قالت ما قالت ثم صعدت و تركته يقف عقله يدور يحاول ايجاد حل للخروج من ذلك المأزق !!!
......
الأيام تمر سريعاً لكن عليها كانت تمر ببطىء شديد لقد مضى شهر و هي على ذلك الحال
تجلس كما هي كل يوم تخرج من منزلها قبل استيقاظ الجميع إلى هنا و لا تعود إلا بعد في المساء تهرب من نظرات الجميع حتى والديها حالتها يرثى لها خسرت الكثير من الوزن عيناها ذابلة فاقدة للحياة تحاوطها هالات سوداء
لا تبكي فقط صامتة تنظر لأمواج الشاطيء المتلاطمة بقدمها التي وضعتها بأهمال داخل المياه حل المساء عليها و هي بنفس الحالة انسابت دمعة ساخنة من عيناها بندم
شعرت بيد توضع على كتفها لم تلتفتت فهي تعرف من الفاعل و الذي من المؤكد انه " كارم "
جلس بجانبها قائلاً بحزن و ألم عليها :
وبعدين يا همس !!!
كان الجواب الصمت كحالها الأيام الماضية وضع يده على وجهها يديره تجاهه قائلاً بحزم :
كلميني زي ما بكلمك ، لأمتى هتفضلي كده ، شهر بحاله على نفس الحالة لأ أكل و لا شرب حتى الكلمة مش بتطلع منك ، والدك و والدتك هيموتوا من القلق عليكي ، ازعلي محدش قال متزعليش بس متوقفيش حياتك كده ما تموتيش نفسك بالبطيء و الزبالة التاني عايش حياته عادي
انسابت الدموع من عيناها بقهر و ندم فتابع هو بحزن و وجع لوجعها :
محدش في الدنيا متوجعش يا همس ، ربنا بيعيشنا الوجع عشان لما نعيش السعادة نفرح و نحس بقيمتها ، ربنا بيجيب الخير دايماً ، اللي حصلك أكيد خير ليكي من ربنا و ليه سبب ، بس قولي الحمد لله كويس انك لسه ع البر ، خسارة اللي زي يزن مكسب ليكي و خسارة ليه لأنه غبي و ضيعك من ايده !!
رفعت يدها تضعها على موضع قلبها قائلة بألم و دموع انسابت من عيناها بغزارة :
قلبي واجعني اوي يا كارم
جذبها لأحضانه معانقاً اياها بقوة متمتماً بحزن :
سلامة قلبك.....
ابتلع باقي جملته بداخله لو يستطيع ان يأخذ المها بدلاً عنها لو ان بيده شيئاً ليفعله حتى يشفي جراحها لفعل دون تردد لكن ليس بيده الأمر لكنه لن يستسلم سيظل بجانبها حتى تشفى جراحها و تعود همس كما كانت بالسابق !!
تمسكت بقميصه من الخلف تبكي بقوة و هو يحاوطها بذراعيه صامتاً ابتعد و ابعدها عنه بعد دقائق قائلاً برفق و هو يحاوط وجهها يزيل دموعها بيديه :
دموعك الغالية دي خسارة فيه والله ، هنرجع دلوقتي بيتك و لو ليا خاطر عندك عشان خاطر والدك و والدتك بلاش تعملي في نفسك و فيهم كده سيادة اللوا طلب مني ادور عليكي و ارجعك البيت والدتك اغمى عليها و تبعت اوي
انتفضت واقفة مرددة بصدمة و قلق :
ماما !!!
توقف هو الآخر قائلاً برفق :
بقت كويسة متقلقيش
ارتدت حذائها قائلة بسرعة و دموع :
روحني البيت يا كارم بسرعة ، هي في البيت صح
اومأ له بصمت ثم جذبها باتجاه سيارته متوجهاً حيث منزلها لتركض خارج السيارة لأعلى ما ان توقفت أسفل منزلها
دخلت على الفور لغرفة والدتها التي تجلس على الفراش بوجه متعب و لينا و همس اللتان لا يفارقان منزلها منذ ما حدث سوى للضرورة يجلسان بجانبها
قبلت يد والدتها قائلة بدموع و اعتذار :
حقك عليا يا ماما انا السبب
جذبتها هبة لاحضانها قائلة بدموع و حزن :
انتي مش السبب يا بنتي ، اللي كان السبب ربنا ينتقم منه ، متقلقنيش عليكي تاني يا همس انا و ابوكي هيجرالنا حاجة طول ما انتي بحالتك دي
اومأت لها همس بصمت اقترب عاصم الذي دخل للغرفة للتو جاذباً الاثنتان لأحضانه بقوة نظرت لينا لميان مشيرة لها برأسها حتى تخرج برفقتها ليتركوهم سوياً الآن !!
نزلوا للأسفل ليجدوا كارم يجلس برفقة عمار الذي جاء منذ دقائق ليوصل لينا و يطمئن على همس
سألهما عمار بقلق :
اخبارها ايه دلوقتي !!
لينا بحزن شديد :
مش كويسة خالص مفيش حد فيهم كويس
ميان بحزن :
ازمة و هتعدي ان شاء الله
رددت لينا بتعب :
محدش فيهم هينزل دلوقتي خلينا نسيبهم مع بعض ، و نبقى نيجي الصبح
وافقها الجميع الرأي غادر كارم معهم ملقياً نظرة اخيرة على صورة همس الكبيرة التي تزين الحائط تضحك فيها بسعادة وجهها يشع حيوية عكس الآن
اغمض عينيه يتذكر ما حدث بعد يومين من دخول همس المستشفى كيف ذهب لذلك الندل و لقنه درساً لا ينسى لكنه قليل جداً على ما فعله بحبيبة قلبه
كيف بحث عنه بكل مكان و ما ان علم انه بالجامعة الآن ذهب إليها كان يقف برفقة احد الطالبات بمنتصف الجامعة اندفع تجاهه و على بغته جذبه من مقدمة ثيابه ثم لكمه برأسه بمنتصف وجهه فسقط الآخر ارضاً و الدماء تسيل من انفه !!
صرخ الجميع و شهقوا بفزع من الصدمة لكن كارمخلم يعطيه فرصة ليصدم فقد جذبه مرة أخرى يلكمه بقوة جعلته يرتد للخلف مردداً بغضب :
قلبي علطول كان حاسس انك هتوجعها ، حبيتك من قلبها و انت متستاهلش الحب ده ، كسرت قلبها بعد ما وثقت فيك و فكرتك راجل و انت اب.....ندل غدرت بيها
رد له يزن اللكمة بغضب من اهانته له أمام الجميع بتلك الطريقة مسح كارم الدماء التي تسيل من جانب شفتيه ثم رد له اللكمة اقوى بكثير و اشتد النزاع بين الاثنان لكن كان لكارم التفوق نظراً لخبرته و غضبه المشحون تجاه الآخر حضر الأمن و فضوا النزاع بينعهما و كارم لم يتوقف عن سب الآخر
.......
في صباح اليوم التالي ارتدت ثيابها بأهمال على عكس عادتها تكون ثيابها مرتبة انيقة كادت ان تغادر غرفتها لتتوجه لجامعتها التي اهملتها الفترة الماضية لكنها توقفت بأخر لحظة ستذهب و ربما تراه و يراها لن تسمح له بأن يراها منكسرة حزينة و هو يعيش حياته مع تلك عديمة الضمير التي لم تمنعه حتى من فعلته بها و تركه لها يوم الزفاف بل كانت تقف صامتة موافقة على ما يفعل !!
بدلت ثيابها لبنطال جينز و كنزة صيفية جميلة مصففة خصلات شعرها و رفعته لأعلى مع لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل ثم اخذت اغراضها مغادرة المنزل تحت نظرات والديها القلقان عليها
ما ان فتحت باب المنزل كانت جارتها بالشقة المقابلة لها تخرج هي الأخرى رمقتها بشفقة غضبت و نزلت للأسفل دون استخدام المصعد راكضة تود الهروب من نظرات الجميع المصوبة إليها حتى حارس البناية لم تسلم من نظراته
استقلت سيارة أجرة متوجهة لجامعتها التي ما ان خطت بداخلها و وصلت لكليتها صوبت نظرات زملائها عليها و تعالت همساتها من سوء حظها ان زفافها كان كبيراً حضره زملائه سواء كان معيد او طبيب بالإضافة لعدد كبير من الطلاب هنا و من اتى نقل الخبر لمن لم يأتي
نظراتهم لا ترحمها سواء مشفق او شامت حديثهم الخافت يصل إليها ندمت و بشدة على مجيئها كادت ان تغادر لكنها التفت عندما شعرت بأحد يضع يده على كتفها
انها لينا التي وضعت يدها على كتفها الايمن مثلها ميان على الايسر قاصدين اخبارها نحن هنا بجانبك
ابتسمت لهما بامتنان فهمست لها لينا بدعم :
ميهمكيش حد ، تهربي من الناس لو انتي اللي غلطانة لكن انتي مظلومة و بريئة اللي يهرب الندل اللي سابك مش انتي !!
ميان بابتسامة :
يلا نحضر محاضراتنا و بعدها نفطر سوا و هنقعد معاكي نفهمك كل اللي فاتك مش فاضل كتير ع الامتحانات
اومأت لهما بصمت فرددت ميان بشماتة :
تعرفي ان كارم جيه الجامعة بعد الحادثة علطول و عطاه علقة محترمة و مسح بيه الأرض الكل لسه بيتكلم عليها لحد دلوقتي
بقت على صمتها ايضاً فحاوطتها لينا بذراعها قائلة بمغازلة و مرح :
بس ايه القمر ده يا هموسة
ابتسمت لها همس بخفوت و ما ان وصلت معهم باتجاه مبنى المحاضرات تفاجأت به يخرج منه يمسك بيدها يبتسم لها بحب سرعان ما اختفت ابتسامته ما ان رأها امامه اخفض وجهه بخزى مقترباً منها قائلاً بتوتر :
همس اا..انا.....
تجاوزته و مرت من جانبه دون ان تتفوه بأي كلمة لطالما كانت تؤمن ان في الصمت يكمن الكثير خاصة ان عجز اللسان عن الحديث رمقته ميان و لينا باشمئزاز فرددت لينا قبل ان تغادر هي و ميان ليلحقوا بهمس :
البجحين كتروا اليومين دول !!!
.......
- سيادة اللوا همس محتاجة تبعد شوية
قالها كارم لعاصم الذي يجلس خلف مكتبه يضع رأسه بين يديه حزين مهموم ما حدث لابنته ليس بسهل ابداً لا يعرف ما يفعل حتى تعود كما كانت
منديهاش فرصة تقعد مع نفسها
تابع كارم حديثه بجدية :
لازم ما تفضلش قاعدة مع نفسها و تقعد تفتكر اللي حصل ، لازم نشغلها طول الوقت بحيث ميكنش غي اي فرصة انها تفكر فيه
تنهد عاصم بحزن و لا يزال صامتاً فتابع كارم :
انا عندي اقتراح لحضرتك الامتحانات مش فاضل كتير عليها ، بعد ما تخلص ممكن همس تسافر تغير جو انا و والدتي و فارس كنا هنسافر شرم الشيخ عند عمي و مرات عمي ممكن همس تيجي معانا و حضرتك طبعاً و مدام هبة ده حتى انا كنت هقترح على ميان و لينا يبقوا معانا
اومأ عاصم برأسه قائلاً بحزن :
فكرة حلوة يا بني على بركة الله ، بس يارب همس توافق ، معنديش مانع أعمل اي حاجة بس المهم ترجع بنتي زي ما كانت
ردد كارم بألم و حزن :
ان شاء الله هتنسى مع الوقت هو بس الموضوع محتاج صبر حالتها النفسية الفترة دي مش هتكون أحسن حاجة هي محتاجة لينا نكون جنبها
اومأ له عاصم و قبل ان يغادر استوقفه نداء عاصم عليه مردداً بامتنان :
تسلم يا بني راجل و جدع زي ابوك الله يرحمه بالظبط ، عرف يربي
ابتسم له كارم بخفوت مترحماً عليه ثم غادر مكتب عاصم تاركاً اياه و الندم ينهش قلبه ليته عارض ابنته من البداية و فعل ما شعر به قلبه ذلك اليزن الحقير لم يحب ابنته و بالأخير غدر بها
.......
كانت تجلس تضم قدمها لصدرها تتذكر حديثها مع يزن عندما سألها أين كانت كل تلك السنوات و لم اختفت و كيف نجت اسئلة كثيرة انهالت عليها منه ليكون ردها للخروج من ذلك المأزق :
مش فاكرة اي حاجة يا يزن انا فوقت لقيت نفسي في بيت واحدة ما اعرفهاش و مكنتش فاكرة اي حاجة فضلت عايشة معاها لأني مكنتش عارفة اروح فين و اجي منين من كام يوم بس ابتديت افتكر كل حاجة و اليوم اللي سألت عليك فيه عشان اشوفك عرفت انك في الفندق بس مكنتش أعرف انك العريس !!!!
لقد قلبت الطاولة عليه لكي تخرج من ذلك المأزق عاتبته لأنه سيتزوج بغيرها و انه نساها بداخلها خوف كبير خوفها أكبر بكثير من حبها له تعالى رنين جرس المنزل ذهبت لتفتح الباب فتفاجأت به امامها رددت بصدمة و خوف :
نادر !!!
دفعها للداخل ثم دخل مغلقاً الباب خلفه مردداً بغل :
ده الحلوة طلعت عايشة و مغفلانة !!
صرخت عليه بغضب و خوف حاولت اخفائه :
انت جاي عاوز ايه
ربت بيده على وجنتها مردداً بمكر :
ايه يا حبي معقول نسيتي اللي كان بينا
دفعت يده بعيداً عنها باشمئزاز قائلة :
مفيش بيني و بينك حاجة لا فيه و عمره هيكون فيه يا نادر انت سامع !!!
غمزها بعيناه قائلاً بخبث :
طب الصور اللي معايا دي ايه
صرخت عليه بغضب :
بالغصب و مسيري يوم هفضحك قدام الكل
ضحك قائلاً :
عشم ابليس في الجنة يا روحي ده مش هيحصل ابداً كان غيرك اشطر
ثم جذبها من خصلات شعرها قائلاً بقسوة و شر :
مش هيحصل عشان لو بس فكرتي تفتحي بوقك و شرف امك هتتفضحي في كل حتة و صورك هتبقى بتتوزع ع الشمامين و في كل المواقع ع النت يتفرجوا ع الجمال الرباني ببلاش و لو فتحتي بوقك هتكوني خسرانة من كل النواحي هتخسري يزن ما هو مش هتطلعي بريئة ده انتي هتكوني شريكتي في كل حاجة ده غير الفضيحة اللي هتطولك !!
دفعته بعيداً عنها قائلة باحتقار :
انت احقر واحد انا شوفته في حياتي
سخر منها قائلاً ببرود :
ميرسي يا حياتي
ثم تابع بضيق و سخرية :
طلعتي بسبع ارواح بس أموت وأعرف نجيتي ازاي و غفلتينا كلنا !!!
تعالى رنين الجرس مرة أخرى ذهب ليرى الطارق من الاعين السحرية ليتفاجأ بياسمين ابتسم بسخرية ثم فتح لها الباب بنفسه قائلاً بتهكم :
نورتي يا زوجتي العزيزة !!!
دخلت للداخل و ما ان رأتها بسمة رددت بصدمة :
ياسمين !!
رمقتها باحتقار هي و هو قائلة :
اه ياسمين ، مصدومة من وجودي مش كده
ابتلعت بسمة ريقها بصعوبة فرددت الأخرى بقرف :
مكنتش اتخيل انك بالحقارة دي
بمسة بضيق :
انا مش هسمحلك تغلطي فيا
اشارت لها بأصبعها من أعلى لأسفل قائلة باحتقار :
مستغربة يزن حب في واحدة زيك ايه و ضحى بهمس عشانك ، محدش يعرف حقيقتك انتي و هو قدي و قريب اوي هتتكشفوا !!!
ثم تابعت بغضب كبير :
غيبتي سنين و دمرتي حياة اخويا و لما رجعتي دمرتي حياة بنت تانية بريئة جنس ملتك ايه ، بس هستغرب ليه معقول نادر هيجيب واحدة عندها اخلاق عشان ترسم على اخويا الحب و توافق تخدعه ما هي لازم هتكون معندهاش لا اخلاق و لا ضمير
بسمة بغضب :
أنتي متعرفيش حاجة
ردت عليها بغضب و نادر يتابع ما يحدث بصمت :
انا عارفة كل حاجة و يزن كمان هقوله عشان يعرف ان ضيع سنين من عمره و خسر بنت زي همس على واحدة زيك مستاهلش
رددت بسمة بخوف :
هتفضحي جوزك يعني !!
رد عليها نادر تلك المرة قائلاً بغضب و هو يقبض بيده على حجابها من الخلف :
مش هيحصل يا بيبي اعمليها كده و انا اعيشك عمرك كله بفضيحة انتي و اهلك و بالفضيحة دي هاخد ابنك و مش هتشوفيه طول حياتك و لا تشمي ريحته ابداً طول العمر !!!
دفعها بقسوة قائلاً و هو يرمق الاثنان باستخفاف مردداً قبل ان يغادر البيت :
رجالة بشنبات معرفوش يعملوا كده هيجي اتنين أهبل من بعض زيكم يهددوني
ردت عليه بمسة بغضب قبل ان يغادر :
عشان كده مش بتتشطر غير على الهبل و بتهدد فيهم خايف ليفضحوك عند الرجالة !!
........
جاء اليوم المنشود و هو سفر الجميع لشرم الشيخ أعتذر والدي كلاً من ميان و همس عن المجيء فذهب كارم و والدته وفارس وعمار ولينا و همس كذلك ميان بعد مرور ما يزيد عن الساعتان كان فارس يدخل بهم للفندق الكبير الذي يملكه والده رحب بهم الجميع ترحيباً شديداً
- مين التلت قمرات دول يا فارس !!
قالتها والدة فارس بابتسامة جميلة و هي ترحب بهم
أشار لهم فارس قائلاً بابتسامة :
همس بنت اللوا عاصم يا أمي و لينا و ميان اصحابها عمار خطيب لينا و ابن خالة ميان
ردد والد فارس و يدعى " ايمن " بابتسامة :
اهلاً و سهلاً نورتونا والله
رد عليه الاربعة بابتسامة :
اهلا بحضرتك
رددت والدة فارس و تدعى " كريمان " بابتسامة و هي تمسك بيد والدة كارم :
احلا جناح ع البحر لأجمل بنات اتجهز مخصوص عشانكم يارب يعجبكم
رددت ميان بابتسامة :
شكراً لحضرتك
ربتت كريمان على وجنتها قائلة بابتسامة لطيفة :
يا روحي عليكي زي القمر
ابتسمت لها ميان ببعض الخجل قادهم النادل و هو يقوم بجر حقائبهم و برفقتهم عمار الذي سيقيم في غرفة بجانبهم امسكت كريمان بيد فارس تجذبه لبعيداً قليلاً فسألها بتعجب :
نعم يا ماما مسكاني كده ليه !!
سألته باهتمام :
ميان دي مرتبطة !!!
نفى برأسه قائلاً بضيق و قد فهم نية والدته :
لأ مطلقة يا أمي
رددت بحزن :
ليه دي باين عليها لسه صغيرة
تنهد بحزن مردداً :
هي فعلاً كده بس قريب هتكون مرتبطة
قال الأخيرة بشرود فلكزته بذراعه قائلة بحزن :
يا خسارة انت يا واد طول عمرك فقري ضيعت انجي من ايدك و البنت دي كمان زي القمر والله اول ما شوفتها حسيتها ليك
زفر بضيق قائلاً بتهكم :
عندك حق يا أمي بس نعكس الجملة اللي يتجوز انجي ده يبقى فقري ، ده انا الحاجة الوحيدة اللي عملتها صح في حياتي اني طلقتها
تذمرت قائلة بضيق :
مش بقولك وش فقر دي انجي زي القمر
تنهد مردداً بسخرية :
ياريت جمال الشكل كان نفس جمال القلب !!
قالها قم توجه صوب كارم يسأله :
ليه قولت لعمك يجهز جناح كبير للبنات ما كانت اوضة لكل واحدة فيهم احسن عشان كل واحدة تبقى على راحتها الخصوصية و كده
ردد كارم بحزن :
مش عايز همس تكون لوحدها ، مش عايزها تفضل تفكر في اللي حصل و تتضايق اكتر
تنهد فارس بحزن على حال ابن عمه ربت على كتفه ثم غادر هو الآخر متوجهاً لغرفته التي لحسن حظه مجاورة لغرفة الفتيات !!
.......
في المساء اجتمع الجميع حول مائدة كبيرة مستديرة على الشاطيء جو ساحر جميل و الموسيقى تعم المكان من حولهم لكن رغم ذلك كان كلاً منهم شارداً بعالم آخر كارم الذي يتحدث مع همس التي تنظر لكل شيء حولها بفتور بمواضيع عدة يشغل عقلها عن التفكير في شيء آخر
بينما لينا و عمار بملكوت آخر كانت ميان تنظر لهما بابتسامة صغيرة دوماً ما كانت ترى لينا و عمار مثال جيد للحب يليقان ببعضهما جداً مرحان ذو طباع هادئة نوعاً ما بينما تناغم جميل جداً
تنهدت بحزن على حالها و ألم عاصف يضرب قلبها كل يوم لقد مر ما يزيد عن الخمسة أشهر منذ تلك الليلة المشئومة و الألم لا يقل بل يزداد روحها مهشمة تشعر بالانكسار ما مرت به أبشع شعور يمكن لفتاة ان تمر به اغمضت عيناها بحزن
كان فارس يتابعها بعيناه باهتمام و حزن عليها مال برأسه عليها متمتماً بخفوت :
انتي كويسة !!
اومأت له بنعم يريد ان يفتح معها حديث لكن كيف يفعل طوال الفترة الماضية حديثه معها بخصوص العمل فقط
سألها بابتسامة :
عجبك الاوتيل هنا
اومأت له قائلة بابتسامة :
جداً المكان حلو اوي و موقعه ممتاز حتى تصميمه كل حاجة فيه جميلة ما شاء الله
كان كلاً منهم منشغل مع من بجانبه والديه و زوجة عمه يتحدثان سوياً كذلك كارم و همس و لينا و عمار لا يوجد سوا هو و هي !!
لاحظت هي الأخرى نفس الشيء فرددت :
انت بتحب المكان هنا
اومأ لها قائلاً بابتسامة :
جدا بس للأسف شغلي في اسكندرية مقدرش اسيبه لكن بابا ما بيحبش يبعد عن هنا خالص فحياتي بين اسكندرية و شرم الشيخ
رددت بأعجاب بالمكان :
عنده حق ما يبعدش عنه ، اصل هو فيه مجنون يبعد عن الجنة دي
تذكرت لينا موقفاً ما عندما رأت الفرقة الموسيقية تصعد لمكانها لتبدأ بالعزف فرددت و هي تنظر للفتيات :
فاكرين يا بنات يوم حفلة التخرج من ثانوي لما طلبوا منا نغني في الحفلة و اتفقنا نغني أغنية و طلعنا غنينا أغنية تانية خالص
سألها فارس بتعجب :
انتوا التلاتة بتعرفوا تغنوا
اومأت له لينا قائلة بابتسامة :
انا صوتي مش اوي بس مقبول لكن همس و ميان صوتهم تحفة اصلا اتعرفنا على همس من واحنا صغيرين و اتصاحبنا من حصص الموسيقى في المدرسة
سألها عمار بفضول :
كان مطلوب منكم تغنوا ايه و غنيتوا ايه !!
ضحكت ميان قائلة بحنين لتلك الأيام :
كان مطلوب نغني أغنية امسك في حلمك لو تعرفها فأحنا بقى غنينا لشيرين صبري قليل
ضحك الجميع فرددت همس هي الأخرى بحنين :
احنا التلاتة بنحب صوتها اوي و كل اغانيها
تدخلت والدة فارس قائلة بحماس :
طب ما تغنوا يا بنات سمعونا صوتكم
تبادل الثلاثة النظرات بابتسامة ثم حركوا رأسهم بنعم اشارت كريمان بيدها للنادل ليأتي بميكروفون لهم اتفق الثلاثة على اغنية ما ثم بدئوا بالغناء اختارت ثلاثتهم " خليه يدور عليا "
تعالى التصفيق بالمكان بعد انتهاء الثلاثة من الغناء مال فارس على ميان قائلاً بخفوت :
صوتك حلو اوي
شكرته بابتسامة صغيرة بينما عمار قبل يد لينا بحب قبل ان يقول كارم شيئاً التفت ميان للخلف ما ان شعرت بأحدهم يضع يده على كتفها لتتفاجأ بسفيان انتفضت واقفة مرددة بصدمة و حدة :
انت بتعمل ايه هنا !!
توسلها قائلاً بخفوت متمسكاً بيدها و الجميع يراقب ما يحدث بتعجب و عمار يزفر بضيق :
ميان ارجوكي ، ممكن نتكلم شوية
ابعدت يدخا سريعاً قائلة باشمئزاز :
ابعد ايدك عني
اقترب عمار من شقيقه قائلاً بضيق و صوت خفيض :
امشي يا سفيان مش وقته الناس عيونها علينا و عيب اللي بيحصل ده
سفيان برفض :
انا عايز اتكلم معاها خليها تسمعني يا عمار هما خدعوني ، انا ندمان......
توقف عن الحديث و اقترب من ميان التي كادت ان تذهب يمسك بيدها قائلاً برجاء و هي تحاول ابعاد يده عنها :
مياان !!
انتفض فارس واقفاً يجذبها لتقف خلفه ثم ردد بغضب بوجه سفيان بعدما دفعه بصدره ليرتد الاخر للخلف عدة خطوات :
أنت عايز منها ايه ، طالما بتحبها اوي كده محافظتش عليها ليه ، قتلتها و قتلت سعادتها خليت أجمل يوم في حياة كل بنت اسوأ يوم ليها ليه !!!
ردد والد فارس بصرامة :
فارس
انتفض كارم مكانه يفصل بين الاثنان حيث كان سفيان على وشك لكم الآخر لكن كارم امسك به يمنعه من فعل ذلك
ضغطت ميان بيدها على ذراع فارس قائلة برجاء :
عشان خاطري بلاش خناق الناس كلها عيونها علينا
ثم تابعت و هي تنظر لسفيان باحتقار :
اللي زيه خسارة فيه الكلام ، قولت قبلك ياما و عملت لكن مفيش فايدة ، اللي زيه خسارة فيه الحب والكره كتير عليه كمان ده حتى ميتزعلش عليه ، خسارته مكسب لأي حد
عمار بضيق :
يلا يا سفيان نمشي بلاش مشاكل هنا كمان
لم يستمع له سفيان و اقترب منها قائلاً بتوسل :
انا بجد بحبك ليه مش مصدقاني
ارتفع صدرها و هبط لانفعال قائلة بغضب :
عايز تتكلم ماشي تعالى
قالت الأخيرة ثم ابتعدت بعيداً لخارج الحفل فلحق بها متلهفاً و عمار يزفر بضيق طوال الوقت جلس الجميع مرة اخرىغو اعتذر عمار عما حدث كان فارس ينظر لمكان ذهتب الاثنان بغضب و اخذ يتملل بجلسته غير مرتاحاً ينظر من الحين و الآخر لهناك بينما والديه لم تخفى عليهما نظراته كذلك كارم
بينما هناك حيث تقف ميان تصرخ على سفيان بغضب قاصدة اهانته و التقليل منه كما كان يفعل دوماً :
خلي عندك شوية كرامة مش عاوزاك و لا عاوزة اشوفك عامل زي اللازقة كل ما ابعد عنك ترجع تجري ورايا أخبار كرامتك ايه
زفر بضيق ليتحكم بأعصابه لتتابع هي بتهكم :
بالمناسبة هديتي عجبتك
نظر لها بعدم فهم فتابعت هي بحزن واهي :
تؤ تؤ اخص عليا ازاي معرفتكش !!!
سألها بتوجس :
عرفتيني ايه !!!!
رددت بابتسامة عريضة و تشفي :
مش انا اللي عملتلك الفضيحة و خليت مصر كلها تجيب في سيرتك و سببت ليك أزمة في الشغل
نظر لها مصدوماً كيف تكون هي حركت له رأسها بنعم قائلة ببراءة زائفة :
اه ما هو انا اللي خطفت نرمين من عندك و انا اللي بلغت عنها هي و زاهر مش بس كده انا اللي بلغت عن كاميليا شوف كل بلوة حصلت في حياتك آخر فترة انا اللي كنت وراها
بعد ان انتهت من سرد كل شيء ذمت شفتيها قائلة : قليل اللي عملته مش كده !!!
نفى برأسه قائلاً بصدمة و عدم تصديق :
انتي مستحيل تكوني عملتي كده يا ميان !!!
ضحكت بسخرية مرددة بتشفي :
لأ عملت ، اه والله زي ما بقولك كده ، مش انا قولتلك زمان ربنا ما يوريك قلبتي
- ليه !!!
رمقته باستهزاء قائلة بتهكم :
حد غيرك يسأل السؤال ده ، اي حاجة تحصل فيك حلال والله
اقترب منها قائلاً بحزن :
ارتاحتي كده !!
نفت برأسها قائلة بغل :
عمري ما هرتاح طول ما انت عايش على وش الدنيا ، انا بجد مش قادرة اصدق جايب منين البجاحة اللي تخليك تطلب مني اسامحك
ثم تابعت بسخرية ترد بها اهاناته السابقة لها :
طب بس سؤال لو حطينا أحتمال اني سامحتك مش محتاجة اقولك طبعا ان ده أحتمال صفر في المية
اشارت له قائلة باحتقار و قسوة :
هأمن على نفسي ازاي معاك ده العيلة كلها بسم الله ما شاء الله تعر باستثناء عمار طبعاً ربنا كان رحيم بيه ، جدتك و يضرب فيها المثل في البجاحة و البعيد ما شاء الله وارث عنها الحتة دي بس على اسوأ ، نيجي بقى للست الوالدة حدث و لا حرج غل ايه و قرف ايه و قلة أصل ايه و ندالة ايه يا أخي الواحد مش عارف يعد الصفات اللي زي الزفت اللي فيها من كترهم وارث منها كل حاجة ما شاء الله
صرخ عليها بحدة و عصبية :
ميان كفاية كده فوقي و اعرفي انتي بتقولي ايه !!!
لن تبالي بل ضمت يدها لصدرها قائلة ببرود :
مش أنت اللي طلبت نتكلم ، وبعدين انا فايقة بس للأسف اتأخرت اوي على ما فهمت اللي زيكم بيفهموا بأسلوب ايه
جز على اسنانه قائلاً بغضب :
ميااان
لن تصمت بل تابعت بقسوة قاصدة التقليل منه :
تصدق خوفت كنت الأولى روح زعق كده في اللي خانتك معايا شوية فيديوهات ليها انما ايه يخلوك تقعد في بيتكم العمر كله متعرفش توري وشك للناس من الفضايح ، عايز تشوفه اخليك تشوفه بس ابقى سلملي بقى على رجولتك
ثم تابعت بتهكم و الآخر يكور قبضة يده بغضب يحاول التحكم بأعصابه قدر المستطاع :
عاملي فيها مفتح و شايف نفسك عليا و بتقارني بيها ، اهي طلعت مغفلاك و مقضياها لأ و ايه كانت بترقص لمصر كلها معايا فيديو بردو تحب تشوف
قبض على كتفيها قائلاً بغضب :
ميااان بس اسكتي
سخرت منه قائلة :
اللي المفروض يسكت انت انا معنديش اللي يسكتني او اوطي راسي منه انما انت ما شاء الله كلمة فضايح كأنها اتعملت عشانك انت و عيلتك
قبض اكثر بيده على كتفها و الأخرى تحاول ابعاد يده عنها لقد اعماه غضبه منا قالت عما يفعل افيق من نوبة غضبه عندما وجد ذلك الطبيب البغيض الذي يلتصق بها كالعلكة الفترة الماضية يجذبها بقوة لتقف خلفه فلم يتحمل ان يبقى بمكانه فجأ ليراها ليتفاجأ به يمسكها بتلك الطريقة قائلاً بغضب :
في حاجة !!!
صرخ عليه بغضب و قد جاء بوقته يريد ان يخرج غضبه بأحدهم :
أنت مالك اهلك أنت !!
رمقه فارس باشمئزاز يسأل ميان بقلق :
عملك حاجة انتي كويسة
اومأت له قائلة بتهكم و هي تنظر صوب سفيان :
معلش يا دكتور فارس استحمله ، أصله لسه واخد درس محترم و اهو كل واحد عرف مكانته و اصله !!
ردد سفيان بحزن و صدره يعلو و يهبط بانفعال :
اتغيرتي اوي يا ميان
ردت عليه باستهزاء و سخرية مريرة قبل ان تغادر من أمامه لغرفتها :
البركة فيكم !!
نظر فارس لسفيان باحتقار ثم غادر خلفها و ما ان تأكد من وصولها لغرفتها نزل يتمشى على الشاطيء في صمت بفكر بحاله لما يشعر بانجذاب تجاهه شهور طويلة قضاها برفقتها بالعمل كمتدربة تحت يده بكل يوم يشعر بانجذاب نحوها يشعر بضيق شديد عند رؤيتها برفقة ذلك المدعو بسفيان بالإضافة لمشاعر أخرى تدفق بداخله ما ان يراها هو عازماً على قرار ما لا يعلم أن كان صواب ام لا بكل الأحوال لن يخسر شيئاً !!!
..........
استيقظت بعد على الظهيرة بعد ليل طويل لم تذوق فيه طعم النوم كوابيس تلك الليلة يطاردها بمنامها منذ شهور على هذا الحال
ارتدت ثيابها و نزلت للأسفل تمشي على الشاطيء تنظر له شاردة فيما حدث لها و لهمس لما الحياة هكذا لم تترك أحد إلا و عذبته
توقفت عندما لمحت طفل صغير يجلس على الرمال يبني بيوتاً رملية كانت تفعل هي ايضاً بصغرها ذلك لكن تعجبت من وجود فارس معها و الاثنان في انسجام تام كأنهما اب و طفله
قادتها قدمها إليهم تداعب شعر الصغير ما ان رآها فارس ابتسمت ملامح وجهه قائلاً :
صباح للخير
ردت عليه الصباح قائلة بعد ان جلست بجانب الصغير الذي ينظر نحوها بفضول :
مين القمور ده !!
رد عليها الصغير ذو الثماني سنوات ببراءة :
انا فراس و انتي مين
رد فارس بدلاً عنها :
فراس ابن اختي الله يرحمها
رددت بأسف و حزن على الصغير :
الله يرحمها
قبلت جبين الصغير بحنان قائلة :
انا اسمي ميان اسمك حلو اوي يا فراس
رد عليها بابتسامة واسعة :
زي اسم خالو نفس الحروف ماما اللي اختارته ليا
ربتت على رأسها قائلة بحنان :
ماما اختارتلك اسم حلو زيك و زيها
مسك الصغير يدها قائلاً بحماس :
العبي معايا انا و خالو يلا
اومأت له و بدأت تلهو معهم فردد الصغير بمرح :
خالو بيحب يلعب بالرملة زيي و يعمل بيوت بس لما جدو و تيته بيشوفونا بيجيبها فيا عشان محدش يضحك عليه
ضحكت ميان بمرح قائلة :
معلش بقى يا فراس ده خالو بردو و لازم تداري عليه
رد عليها فارس بجدية زائفة :
لأ على فكرة أنا بس بلعب معاك عشان متعلبش لوحدك انا غلطان يعني
ضحكت بخفوت و تابعت اللعب معهما بعد وقت نجد الصغير يلعب وحده بينما فارس و ميان يجلسان بجانب بعضهما يراقبوه
ردد بخفوت و صوت حزين :
فضلت كتير اوي مستنية تسمع كلمة ماما ، كانت فقدت الأمل انها تكون ام و يوم ما حلمها اتحقق الدنيا مكنتش سيعاها لكن سعادتها مكملتش للآخر اتوفت و هي بتولده
رددت بحزن :
ربنا يرحمها ، طب هو باباه فين !!
زفر بضيق قائلاً بحزن :
وجوده زي عدمه اتجوز بعد ما ماتت و شوية شوية بطل يسأل عليه و سابه لينا نربيه هو صحيح ده اللي احنا عاوزينه بس مش لدرجة ما يسألش على ابنه ، لو فيه غلطة في حياة اختي اللي يرحمها فهي جوازها منه كلنا كنا معارضين بس هي اختارته كانت بتحبه اوي
رددت بحزن و شرود :
اللي حوالينا ساعات كتير بيبقوا شايفين اللي احنا مش شايفينه خصوصاً اهلك ، المشكلة ان في الحب بالذات العقل بيقف و القلب بس اللي بيتحكم فيك ، ياريت كنت سمعت منهم أنا كمان عشان ما اقعش في الغلطة اللي هفضل ندمانة عليها طول عمري
ردد فارس بشرود و حزن :
تعرفي انها وحشتني اوي كانت أمي التانية صحيح هي اصغر مني بس كنت بحسها أمي بحنيتها و طيبة قلبها و رقتها
رددت ميان بحزن :
الاخوات أكبر نعمة الإنسان بيملكها الاخوات سند لبعض و ضهر
تنهدت مرددة بحزن و اشتياق :
أنا كمان مروان اخويا وحشني اوي ، كتير اوي بتمنى انه يكون لسه عايش متأكدة انه مش هيسيبني كده كان أكيد هيكون جنبي و يساندني ، مش هقدر اشتكي لا لبابا و لا لماما لكن ليه كنت هقدر ، اسراري أصلاً كلها كانت معاه في لحظة لقيته اختفى من حياتي من غير ما اودعه و احضنه لأخر مرة
ابتسمت بحنين قائلة بدموع :
كنت بحس دايماً ان انا و هو واحد
نظرت له قائلة بابتسامة صغيرة و دموع :
بس انت ع الأقل معاك حتة منها كل ما هتوحشك هتبص في وشه كأنك شايفها
ردد بحزن :
ربنا يرحمهم
امنت على دعائه وقفت لكي تغادر لكنها تعرقلت بفستانها الأخضر الطويل فاختل توازنها و سقطت فأقترب واضعاً يده على الفور خلف رأسها عندما فشل في منع سقوطها حتى لا يصطدم رأسها بالحجر الذي بالأرض ليكون الوضع كالتالي هي ارضاً و هو فوقها لحظات تغيب فيها عقله و بقى يتأمل ملامحها انتفضت هي واقفة محرجة من الوضع مرددة بحرج شديد و خجل :
انا اسفة مش قصدي
وضع يده على عنقه من الخلف كعادته عندما يشعر بالاحراج غادرت سريعاً من امامه لتصطدم بسفيان الذي ظهر امامها من العدم مردداً بغضب و غيرة كبيرة تنهش قلبه من الداخل :
ابعدي عنه ميان ، بلاش
رمقته باستهزاء كادت ان تغادر لكنه جذبها عنوة لأحد المراكب المصفوفة على الشاطيء حاولت الابتعاد لكنه لم يسمح بذلك
دخل بالمركب لداخل الشاطيء مبتعداً عن البر فصرخت عليه بغضب شديد :
ايه الجنان ده ، عاوز توصل لأيه باللي بتعمله ، رجعني حالاً و إلا مش هيحصلك خير ابداً
نفى برأسه قائلاً بصرامة :
مش هترجعي غير لما نتكلم انا و انتي بنحب بعض خلينا نحل اللي بينا لأمتى هنفضل كده يا ميان مرة أبعد و انتي تقربي و مرة تبعدي و انا اقرب لأمتى
نظرت إليه قائلة بتهكم :
بحبك ده ايه الثقة دي ، يا اخي ده مفيش حد بيقرف منك و يكرهك ادي ، حب مرة واحدة ده الكره خسارة فيك ما بالك الحب
جذبها من ذراعها لتنظر له قائلاً بغضب و ألم :
بقيتي بتحبيه يا ميان ليه علطول بتكوني معاه ، بلاش توجعيني بالطريقة دي بلاش تحبي غيري انا هتغير والله و هعوضك عن كل اللي عملته بس بلاش تكرهيني و تضيعي من ايدي !!!!
.......
- أنتي مين !!
قالها قصي بتساؤل ما ان دخل لمكتبه و رأى فتاة بملابس قصيرةخز ضيقة للغاية
ردت عليه بابتسامة رقيقة و صوت رقيق بشكل مبالغ فيه :
انا نانسي يا مستر قصي السكرتيرة الجديدة
أشار إلي هيئتها مردداً باحتقار و صرامة :
اللي عملاه في خلقتك ده يتشال و تلبسي لبس محترم انتي مش في كبارية هنا
رددت بتلعثم و توتر :
حاضر ، ااا...انا اسفة
جلس خلف مكتبه مردداً بصرامة دون النظر لها :
القهوة و الاجتماعات اللي عندي انهاردة
خرجت على الفور تنفذ ما قال فهاتف هو عمار على الفور يسأله بغضب :
مين اللي عين اللي بره دي !!
مدير الحسابات يا قصي قريبته و طلب مني اشغلها شوفت ورقها لقيتها مناسبة عينتها
قصي باستنكار و غضب :
دي تتعين في كبارية مش شركة محترمة
رد عليه عمار بمشاكسة :
ايه اتحرشت بيك
عنفه قائلاً بغضب :
اخرس يا زفت انت ترجع بسرعة عشان تعينها سكرتيرة ليك و هاخد انا سكرتيرتك مش أنت اللي قبلت و لبستها ليا قدامك حل من اتنين يا تعمل زي ما قولت يا همشيها !!
رد عليه عمار بعبث :
شكل سيلين مسيطرة !!
اغلق الهاتف بوجهه و هو يزفر بضيق اكان ينقصه تلك التي بالخارج يكفي العمل الذي سيديره بمفرده فقد سافر عمار و سفيان تاركين اياه يتحمل هو كل شيء وحده !!
......
بينما على الناحية الأخرى كانت همس تجلس بمطعم الفندق وحدها تنظر للفراغ بشرود اقترب كارم منها قائلاً بابتسامة :
القمر سرحانة في ايه
نفت برأسها قائلة :
مفيش
- طب قاعدة لوحدك ليه !!
تنهدت قائلة بفتور :
لينا مع عمار محبتش ازعجهم و ميان لسه نايمة
سألها بابتسامة :
فطرتي ولا لسه
ردت عليه بتعب :
مليش نفس
اشار للنادل ليأتي ثم طلب منه ان يأتي بطعام الافطار قائلاً :
مينفعش كده لازم تاكلي كويس عشان تقدري تلفي معايا الاماكن هنا تحفة و هتعجبك خصوصاً الاوتيل هنا هيعجبك اوي
اومأت له بصمت حتى لا تدخل بنقاش فليس لديها القدرة على الحديث حتى
سألها بابتسامة محاولاً فتح اي حديث معها حتى لا تفكر بأي شيء يزعجها :
مش عايزة تتصوري انا عارف انك بتحبي التصوير خصوصاً لو في مكان أول مرة تروحيه !!
اومأت له بصمت و اخرجت هاتفها تلتقط عدة صور لها بفتور جلس بجانبها قائلاً بمرح :
ايه الانانية دي انا كمان عاوز اتصور
ابتسمت بخفوت و التقطت لهم عدة صور فعاد ليجلس مكانه يتحدث معها بعدة مواضيع و هي ترد عليه بفتور عقلها بشيء اخر تفكر ماذا لو قامت بنشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يراها ليعلم ان حياتها لم تتوقف من بعده اختارت صورها مع كارم خصيصاً مقررة نشرها
عقلها يفكر بشيء ما تريد و بشدة فعله لكن ان فعلته ستحتقر نفسها كارم لا يستحق منها ذلك !!
........
كانت سيلين تضع طعام الغداء على المائدة في انتظار انتهاء قصي استحمامه تعالى رنين هاتفه برقم غريب نادت عليه لكنه لم يجيب
اجابت على الهاتف بفضول ليأتيها صوت امرأة تتحدث بدلال زائد و ميوعة :
مساء الخير مستر قصي انا نانسي !!!!
........
في المساء كان كارم يجلس برفقة فارس يسأله :
مش ملاحظ انك مهتم بميان بقالك فترة زيادة عن اللزوم يا فارس !!
تنهد فارس بعمق قائلاً :
عجباني يا كارم !!
نظر له كارم مصدوماً فتابع فارس :
عجباني يا كارم و حاسس انها تخصني ، ليا بتاعتي أنا عمري ما حبيت قبل كده مش عارف ان كان ده حب بجد و لا لأ ، عايزها دايماً تحت عيني و جنبي قربها من الزفت اللي كانت متجوزاه بيحرق قلبي من جوه كل ما بشوفها زعلانة و مكسورة كده ببقى عايز اولع فيه عشان عمل فيها كده
تنهد كارم قائلاً بحزن و هو يعلم ان ابن عمه في بداية ليعايش ألم عايشه هو سنوات طوال :
طب و بعدين ناوي على ايه يا بن عمي
ردد فارس بدون تردد :
عايز اتجوزها يا كارم , هكلم ابوها أول ما نرجع !!!
........
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا