القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليتني لم أحبك الفصل السابع 7 بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات

 

رواية ليتني لم أحبك الفصل السابع 7 بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية ليتني لم أحبك الفصل السابع 7 بقلم الكاتبة شهد الشورى حصريه في مدونة قصر الروايات 


#الفصل_السابع

#رواية_ليتني_لم_أحبك

#الكاتبة_شهد_الشورى

صلوا على الحبيب المصطفى 🩷 ✨ 

__________


خرجت ديما من منزلها وداخلها خليطٌ من التوتر وتأنيب الضمير كذبت على والدتها… لكنها كانت مجبرة. قلبها لم يحتمل الاستمرار في العيش بين ظنون وشكوك دون يقين


أرادت الحقيقة....؟!

أرادت أن تعرف لماذا والدها وعائلته بعيدًا عنها...؟!

لماذا لم يكن يومًا حنونًا....؟!!

لما لا يحتضنها.....؟!

ربما يكون لديه مبرر، وربما لا.....

لكن قلبها، مهما حاولت إنكاره، لا يزال يتوق إليه....إلى نظرة دفء.....إلى كلمة "يا بنتي"


بعد ساعة ونصف تقريبًا، توقفت الحافلة في محافظة الإسكندرية بدأ مشرفو الرحلة بتنظيم الطلاب وإعطائهم التعليمات، وفي الزاوية كانت ديما تميل على صديقتها ريهام، تغافل أعينًا راقبتها بشغف من بعيد 


همست لها ديما بخفوت :

– ريهام انا هعمل زي ما اتفقنا، هتابع معاكي ع الفون، هخلص وارجع بسرعة، غطي عليا انتي


ردت عليها ريهام بقلق :

– ما بلاش يا ديما… أنا خايفة عليكي.


ديما بإصرار :

– مش هرجع البيت غير وأنا عارفة الحقيقة


ريهام بقلق ورجاء :

– طب خلي بالك من نفسك وطمنيني أول ما توصلي


أومأت ديما، ثم انسحبت بهدوء من المجموعة دون أن يلاحظ أحد… أو هكذا اعتقدت !!!


فقد لاحظ سيف وأخذ يراقب خطواتها بخوف وفضول، وبدون أن تُدرك، لحق بها وما إن ابتعدت لمسافة مناسبة، حتى اعترض طريقها وسألها بحدة :

– رايحة فين يا ديما؟ سبتي الرحلة ومشيتي ليه؟


نظرت له بصدمة:

– سيف؟! إنت ماشي ورايا ليه؟!


رد عليها بضيق :

– جاوبي… إنتي مشيتي ليه من غير ما تقولي لحد؟


ارتبكت ديما وقالت بتوتر :

– مفيش… كنت رايحة أشتري حاجة


نظر لها بغضب وقال :

– كدابة يا ديما… قولي الحقيقة


صرخت عليه ديما بعصبية :

– وانت مالك، ليه بتتدخل في اللي ميخصكش؟


رد عليها سيف بحدة :

– بتدخل عشان خايف عليكي، يا تقوليلي رايحة فين، يا إما أرجع أبلغ إنك هربتي من الرحلة


نظرت له بتوتر وقالت برجاء :

– سيف، عشان خاطري، سيبني امشي انا مفيش معايا وقت


لكنه لم يتراجع وقال بصرامة لا تليق بسنه :

– مش هسيبك تمشي غير لما أعرف رايحة فين


صرخت عليه بنفاذ صبر :

– رايحة عند بابا !!!!!!!


تجمد سيف وسألها بحدة :

– باباكي؟! هو عايش هنا في إسكندرية


أومأت وقالت :

– أيوه… بابا اسمه محمد الزيني


الصدمة ارتسمت على ملامحه، كاد يسألها مجددًا، لكنها سبقته وقالت :

– سيبني أمشي بقى، الوقت بيجري !!!!


نظر لها لثوانٍ، ثم فجأة جذب يدها وأوقف سيارة أجرة، أملى العنوان للسائق، ثم ركب بجوارها، قائلاً بجدية :

– دلوقتي احكيلي من الأول كل حاجة ومن غير كدب، يمكن أقدر أساعدك


نظرت له بحيرة، ثم تنهدت واستسلمت للحقيقة، حكت له كل ما في قلبها… وأثناء حديثها، كانت الدموع تنهمر دون توقف، استمع لها سيف بصمت وشفقة تملأ قلبه... هذا القلب الذي عشقها منذ أول مرة رآها فيها قبل سنتين… في أحد دروس الثانوية !!!!!


ولما انتهت، قال بحزم :

– امسحي دموعك، أنا معاكي ومش هسيبك هاخدك لحد باباكي… وبعدين أرجعك لبيت مامتك


نظرت له ودموعها تلمع، ثم أومأت بصمت، مسحت وجنتيها وهي لا تعلم إن كانت دموعها من الحزن… أم من شعور بالأمان لأول مرة منذ سنوات !!!!!

...........

توقفت سيارة الأجرة بهدوء أمام قصر "الزيني"، بينما كانت ديما تحدق في واجهته الفخمة بعينين تغمرهما الدموع !!! التفت إليها سيف، رأى الارتباك والحزن في ملامحها، فأمسك بيدها برفق، ثم شدد قبضته عليها دعمًا لها


دون أن ينطق بكلمة، تقدم بها نحو بوابة القصر، وأبرز هوية ديما الشخصية لحراس الأمن، الذين سمحوا لهما بالدخول فور التأكد من هويتها !!!!


ما إن دخلا حتى أسرعت إحدى الخادمات إلى الداخل، تصعد الدرج بخفة لتخبر الجميع بوصول الضيفة وفي تلك اللحظة، كانت دولت تمر في بهو القصر، فتوقفت فور أن التقطت أذناها حديثًا لم تتوقع أن تسمعه في مثل هذا اليوم


أما في الطابق العلوي، فكانت الخادمة قد وصلت إلى مكتب صلاح الزيني، حيث يجلس مع ولديه، لتخبرهم بوصول فتاة تدعى "ديما محمد الزيني"


في الأسفل، اقتربت دولت من ديما ببطء، ترمقها بنظرة متفحصة مليئة بالازدراء، وقد ازداد احتقارها لها حين وقعت عيناها على ملابسها بنطال جينز أزرق باهت، وتيشيرت أصفر يبدو بحالة لا تقلّ بهتانًا عن البنطال


لكن ديما، ورغم الموقف، وقفت بثبات. نظرت إليها دولت شزرًا وقالت بسخرية:

– يا ترى... بنت الخدامة بتعمل إيه في قصر الزيني؟


رفعت ديما رأسها بشموخ، وتقدمت خطوة إلى الأمام، ثم ردت بلهجة غاضبة متحدية:

– خادم القوم سيدهم، يعني أمي ستك وكفاية إن أبويا لما حب يتجوز، اتجوز الخدامة على دولت هانم اللي مكنتش مالية عينه وخليته يتجوز عليها ويبص لبره !!!!!


تحول وجه دولت إلى قناع من الغضب، وصرخت بها وقد خرجت عن طورها :

– إنتي إزاي يا حيوانة تردي على أسيادك...؟!!!


ردت عليها ديما بغضب حتى وان لم تقتنع بكل كلمة تقولها الآن :

– إلزمي حدودك واتكلمي كويس وإلا والله ما هيحصل طيب،  ولو إنتي بتتحامي في انك مراة محمد الزيني... فأنا بنته يعني لحمه ودمه ومش هتبقي عنده اغلى من بنته !!!!


ضحكت دولت بسخرية وقد لمعت عيناها بالغيظ وهي تقول :

– محمد باشارة مني مش بس يطردك انتي وامك لا ده يمحيكم من على وش الدنيا !!!!!


ثم تابعت باحتقار وغضب :

اطلعي بره من بيتي وبيت ابني يا....يا بنت الخدامة  !!!!!!


وفجأة، دوى صوت صلاح الزيني من خلفهم، وهو يدخل إلى القاعة بصحبة عليا، وجمال، ومحمد، قائلًا بلهجة حازمة وصوت مملوء بالصرامة:

– قصر الزيني هيفضل دايمًا ملك صلاح الزيني، لحد ما يموت، ومن بعده ولاده، وبعدهم أحفاده وإنتي يا دولت، اتجرأتي وطردتي حفيدتي الوحيدة من بيتها؟ من بيت أبوها وجدها؟!


ابتسمت ديما، ولمعت عيناها بدموع الفرح الخافتة حين رأت جدها الذي لم تراه ابدًا سوى في الصور، أعجبها دفاعه عنها، لكنه – وبرغم كل شيء – لم يشفع له عندها !!!!!


قالت دولت وهي تتقدم بخطى غاضبة، تتطاير منها شرارة الكِبر :

– قصدك إيه يا عمي؟! مش كفاية الخدامة لفت على جوزي زمان وسرقته مني خطافة الرجالة


لكن صلاح تجاهل كلماتها، واقترب من ديما بابتسامة دافئة، وقال بحنان :

– ديما... حفيدتي!!!!!!


تراجعت ديما خطوة للوراء، ومنعت نفسها من احتضان جدها، ثم قالت بنبرة حاولت جاهدًة أن تخلو من أي مشاعر:

– سبب وجودي في القصر ده إني عاوزة أسمع إجابات على أسئلتي... وياريت بسرعة، عشان لازم أمشي حالاً


سألها صلاح بدهشة :

– أسئلة إيه وليه عاوزة تمشي بسرعة؟ هي والدتك مش معاكي...؟!!!!


أجابته ديما بجدية :

– ماما ماتعرفش إني جيت، أنا جيت من وراها... وياريت نتكلم لوحدنا يا.....يا صلاح باشا !!


تبادل صلاح ومحمد نظرات الدهشة، فابتسم محمد ابتسامة صغيرة وقال :

– إزيك يا ديما؟ أخبارك إيه؟


نظرت إليه ديما بسخرية مريرة، ثم قالت:

– مظنش إن أخباري تهمك يا محمد باشا... وع العموم، شكرًا ع السؤال اللي غصبت نفسك تسأله 


تنهد صلاح، ثم قال :

– جمال، خد عليا وسيبونا لوحدنا


اقترب جمال من ابنة شقيقه، ولثم جبينها بحنان، وقال:

– نورتي بيتك وبيت عيلتك يا بنتي


اكتفت ديما بابتسامة مجاملة، ثم غادر هو وشقيقته عليا، وبقي الثلاثة وحدهم


بدأ محمد الحديث، بصوت مرتبك :

– إنتي وامك عايشين فين؟ وليه سبتوا الشقة؟


ابتسمت بسخرية، ثم قالت:

– مش ده موضوعنا... أنا عايزة أعرف ليه طلقت أمي؟ وطالما مش عاوزها، ليه اتجوزتها وخلفتني؟


حاول محمد أن يرد، لكن صلاح قاطعه قائلاً بجدية:

– وإيه لزمته نفتح في الماضي دلوقتي يا بنتي؟


قالت ديما، بصوت منخفض يحمل كل غضب السنين:

– الماضي اللي حضرتك مش عاوز تفتحه... أنا بدفع تمنه من وأنا طفلة، الماضي اللي خلاه يكرهني من غير ما أفهم السبب... أنا ليا حق أعرف الحقيقة !!!!


رد عليها محمد بنبرة هادئة :

– أنا مش بكرهك يا ديما


رمقته بنظرة غاضبة، وقالت بسخرية:

– مش بتكرهني؟ أومال لو بتكرهني كنت عملت إيه؟! ولو فرضنا إني صدقتك، اديني تصرف واحد أو سبب يخلي كلامك يتصدق، أنا مش باخد بالكلام... أنا عايزة أفعال تثبت


قال محمد بهدوء مصطنع يخالف اضطرابه الداخلي:

– عايزة إيه يا ديما؟


أجابته بنبرة حاسمة:

– عايزة إجابة على أسئلتي، مش عايزة أظلم حد، بس لازم أعرف الحقيقة... علشان أرتاح


أطرق محمد رأسه، ثم رفعه قائلًا بجدية:

– أنا وزينب اتجوزنا....


وقبل أن يُكمل، قاطعه صلاح بغضب، مانعًا إياه من الاسترسال، لكن محمد رفع رأسه بثقة، ثم التفت إليه :

– سيبنا لوحدنا يا بابا، لو سمحت !!!


نظر له صلاح نظرة حادة، لكنه انصاع أخيرًا لرغبته، ثم غادر الغرفة ببطء، يضرب كفًا بكف، وهو يشعر بالقلق مما قد يحدث عندما تعرف ديما الحقيقة... يخشى أن تكرهه أكثر حين تعلم ما فعله قديمًا بوالدتها !!!!!!


نظر محمد إلى ديما بعينين يغلب عليهما الأسى، ثم قال بصوت هادئ:

– صدقيني... أمك، حبيتها من كل قلبي بس أوقات الحب لوحده ما بيكفيش، مش دايمًا بيكون كفاية عشان العلاقة تنجح.


نظرت إليه ديما باستفهام، وقالت بتساؤل :

– ليه مكنش ينفع؟ وطالما عارف إنه مكنش ينفع، اتجوزتها ليه من الأول؟


تنهد محمد بضيق، ثم تابع، وصوته يقطر حزنًا:

– اتعرفت على زينب قبل ما اتجوز دولت... كانت بتشتغل عندنا في القصر، خدامة، ولسه جديدة... كانت جميلة جدًا وهادية. ابتديت أتشد ليها، وعجبتني من أول مرة، وحاولت أقرب منها، أتعرف عليها، بس هي كانت دايمًا بترفض...

لقيت نفسي مع الوقت مش قادر أعدي يوم من غير ما أشوفها أو أتكلم معاها، بقيت باخترع أي سبب عشان أكلمها، بس هي كانت مصممة تبعد.

اعترفتلها بحبي، وهي في الأول رفضت، ولما فضلت ألح، اعترفت هي كمان إنها بتحبني... بس رفضت نكمل، علشان الفرق اللي بيننا، جدك وجدتك الله يرحمها حاسوا إني ميال ليها، ولما واجهوني، ما أنكرتش... قولتلهم إني بحبها بس

جدتك كانت شديدة جدًا، بتحب كل حاجة تمشي على مزاجها... وكانت أول واحدة تعارض حبي لأمك شايفة إن ابن الزيني مينفعش يحب خدامة، فطردت زينب من القصر، وقالتلي اختار يا إما أسيبها، يا إما اخسر كل حاجة... يتبروا مني ويحرموني من كل حاجة فــ


قاطعته ديما قائلة بسخرية مريرة :

– فاتخليت عن أمي... مش كده؟


أخفض محمد رأسه، وقال بحزن وخزى:

– مكنش ينفع أختارها وقتها... كنت لسه ما اتخرجتش، وماكنتش أقدر أفتح بيت، ولا أتحمل مسؤولية، كنت شايف وقتها إن الأصح... إني أسيبها !!!


تنهد بعمق وهو ينظر إلى الفراغ أمامه، كأن الذكريات تثقل صدره، ثم بدأ يحكي بصوت منخفض:

– بعدها...جدك وجدتك قرروا إني أتجوز دولت، بنت راجل أعمال صديق العيلة، عشان يضمنوا إني مشوفش زينب تاني،

ضغطوا عليا بكل الطرق، وراحوا وحددوا ميعاد الخطوبة من غير ما ياخدوا رأيي...اتحطيت قدام الأمر الواقع


توقف لثوانٍ، كأنه يستعيد لحظة القرار، ثم أكمل بصوت أكثر استسلامًا:

– ساعتها... اضطريت أوافق، واتخطبت أنا ودولت ومع الوقت اتعرفت عليها، لقينا إن في بينا ميول مشتركة، وتشابه في الأفكار وجدتك ما كانتش بتبطل تقولي إنها من عيلة كبيرة وتليق بيا وباسمي


ابتسم ابتسامة باهتة، ثم أكمل بندم :

– مع الوقت...ابتديت أعجب بشخصيتها، وقولت لنفسي لو اتجوزتها، هقدر أنسى زينب، ساعتها كنت مقتنع إن لو كنت حبيت زينب بجد، مكنتش هعجب بحد غيرها، الفكرة دي كانت مسيطرة عليا


أطرق برأسه قليلًا، ثم قال:

– اتجوزت أنا ودولت بعد سنة، وجدتك قالتلها على علاقتي القديمة بزينب، ووصتها تاخد بالها مني، عشان ما ارجعش لزينب من تاني ومن هنا... ابتدت الخناقات


رفع عينيه نحو ديما، وقال بصوت يحمل مرارة الماضي:

– كل ما أشرد لحظة...كأني بفكر في زينب، الدنيا بقت كلها توتر وخناق، حتى لما دولت حملت وخلفت فريد، الإعجاب اللي كنت فاكره هيتحول لحب...محصلش بالعكس اتحول لنفور وكره 


هز رأسه بأسى، متابعًا:

– يعني لا كان فيه حب، ولا حتى راحة كانت كل حياتها خروجات، وسهرات، وحفلات وأنا مستحمل....مستحمل عشان فريد، ماكنتش عاوزه يعيش بين أب وأم مفصلين


صمت للحظات، ثم تنحنح وهو يشعر بالحرج يتسلل إلى صوته :

– أحم....بقيت أخرج وأسهر، وأتعرف على ستات وفي مرة نزلت القاهرة كام يوم عشان الشغل، نزلت في فندق، وهناك... قابلت زينب !!!!


صوته أصبح أكثر رقة، ممزوجًا بندم خفي:

– كانت لسه جميلة زي ما هي...بس عينيها كانت مطفية، حزينة، مش هي نفس البنت اللي عرفتها زمان، أول ما شوفتها قلبي دق، وكأني رجعت شاب عنده خمسة وعشرين سنة لحظة ما قابلتها 


تنهد بعمق وكأنه يعيش اللحظة مجددًا:

– لما جيت أكلمها....اتجاهلتني، بس قبل ما أسافر بيوم كنت شربت كتير، وسكرت وهي... شافتني وساعدتني أدخل أوضتي، ماكنتش في حالتي الطبيعية فقربت منها....قربت منها غصب !!!!!


توقف، ثم قال بانكسار وخزى :

– لما صحيت تاني يوم...اكتشفت الكارثة، ماكنش في حل... غير إني أتجوزها واتجوزنا فعلًا....عند مأذون، من غير ما حد يعرف، زينب قبلت اني اكتب عليها بشرط اني اطلقها بعدين بس عشان نصلح الكارثة اللي انا عملتها


ابتلعت ديما غصة مريرة بحلقها فتابع محمد بحزن :

– بس قبل الطلاق......عرفت إنها حامل فيكي


نظر لعيني ديما مباشرة، كأنه يعترف بجريمته:

– كنت مصدوم، ماكنتش عارف أعمل إيه، مفيش حل...

غير إني أقول للكل على جوازنا، خصوصًا لما زينب قالتلي إنها موافقة تفضل على ذمتي، بس عشان تربي بنتها.....عشان تربيكي هتقبل انها تكون زوجة تانية !!!!!


صوته أصبح أكثر حزنًا، ووجهه امتلأ ندمًا:

– الكل اعترض جدتك تعبت جدًا لما عرفت ودولت رفضت !!


صمت لدقائق ثم تابع بخزى :

– ساعتها....دولت خيرتني بينها وبين زينب ولأول مرة فريد اخوكي وقف قدامي، وقالي إنه عمره ما هيسامحني لو فضلت متجوز على أمه وقاللي إن الست دي سبب كل المشاكل اللي بيني وبين والدته من زمان...


حركت ديما رأسها، وواصلت بكلمات تشق قلبها حزنًا :

– فاتخليت عن أمي... للمرة التانية !!


أومأ ببطء، واعترف بصوت خافت مليء بالخزى :

– لو كنت اختارتها كنت هخسر حب ابني، بعت لزينب ورقة طلاقها، واشتريت شقة في إسكندرية تعيشوا فيها، جدتك كانت عاوزاها تنزل الجنين اللي في بطنها، بس والدتك رفضت وفجأة... زينب اختفت، ما عدتش ظهرت، سابت الشقة ومالقتهاش وبعد كام شهر رجعت، شيلاكي على دراعها، وطلبت إني أسجلك باسمي وانها هربت وقتها خافت لتخسرك 


تنهد بعمق وتابع بحزن:

– وبعدها اضطريت أسافر ألمانيا أتابع الشغل هناك، ودولت سافرت معايا، هي وفريد، فضلنا هناك سنين، ولما رجعنا...آآ...


قاطعته ديما بسخرية موجعة :

– ولما رجعت...كنت نسيت إن ليك بنت، واتعودت على عدم وجودها، إنت أصلًا كنت ناسيها أنت لما اتخليت عن امي اتخليت معاها عني انا كمان 


ابتلع غصته، وتحول صوته إلى همس مبحوح:

– كل مرة كنت ببقى عاوز أكون مع زينب....بلاقي نفسي مخير بين حاجتين، والاتنين أصعب من بعض، كنت عايز أجيلك، أخدك في حضني....بس كنت بخاف، كنت بقول بعد السنين دي... هروح لها أقولها إيه؟ هبرر بإيه؟ مكنش عندي حاجة أقولها...


ضحكت ديما بسخرية مريرة، وهي تهز كتفيها:

– عندك حق مش هيبقى عندك اللي تقوله، عشان مفيش كلام يتقال، لو كنت مهتم، مكالمة تليفون بس كانت كفاية تطمنك عليا، بس إنت ريحت دماغك، أنا مجرد بنت جت نتيجة غلطة !!!!!


أخذت نفسًا عميقًا، وقالت بنبرة خنقتها المرارة:

– على فكرة...العيب مش على والدك، ولا على مراتك، ولا فريد، ولا حتى جدتي...اللوم كله عليك انت !!!!!!


أغمضت عينيها لثوانٍ، ثم فتحتهما ونظراتها تشتعل بالقهر:

– أمي كانت قالتلي زمان إن مرات عمي جمال كانت من عيلة بسيطة، وهو حبها أوي، وعانى كتير عشان يتجوزها.

عمل كل حاجة علشانها....بس انت لو كنت حبيت أمي بجد،

كنت دافعت عنها، كنت اختارتها ولو مرة واحدة، ووريت الناس كلها إنك متمسك بيها، مكنش حصل اللي حصل.

لكن إنت...كل مرة كنت بتتخلى عنها، لدرجة إن حتى الكل عرف انها مش فارقة معاك، وإنك مش هتزعل عليها...


كاد ان يتحدث، لكنها رفعت يدها تحذره من الكلام، وأردفت بسخرية مريرة :

– وبلاش تقول إنك حبيتها، لإن إنت والحب ما تتحطوش في جملة واحدة، إنت ماكنتش شجاع كفاية تدافع عن اللي بتحبها يا....يا محمد باشا !!!!!


وقفت فجأة، والدموع في عينيها تلمع تحت ضوء الغرفة ، ثم انفجرت في ضحكة ساخرة مملوءة بالخذلان:

– ببساطة....إنت دايمًا كنت بتختار الحل اللي يناسبك،

وتريح بيه ضميرك عملت كل حاجة علشان ابنك ميكرهكش،

وفي المقابل....كنت أنا وأمي بندفع التمن، أمي...اللي تستاهل حد أحسن منك ألف مرة، أمي...اللي كل مرة كانت بتحط في مقارنة، كنت بتخذلها، عمرك ما اخترتها


رفعت حاجبها بسخرية لاذعة، وختمت بقسوة:

– إنت اتجنبت اللي يزعل ابنك...بس أحب أقولك...

في المقابل، كسبت كره بنتك، بنتك...اللي زمان كانت بتحاول تلاقي ليك مبرر على بعدك وغيابك، لكن دلوقتي، بتعتبرك مت، ومش عاوزة تشوفك تاني !!!!


كادت ديما أن تخرج من القصر حين توقفت خطواتها فجأة، إذ وجدت فريد، شقيقها، يدخل بصحبة جدها وشاب وفتاة، ونظرات التعجب مرتسمة على وجهه وهو يسأل :

– مين دي؟


أجابه صلاح بهدوء، ونبرة لا تخلو من الحزم:

– ديما، أختك الصغيرة يا فريد !!!!!


تبدلت ملامح وجه فريد فجأة إلى وجوم وغضب، ثم صرخ:

– جاية تعمل إيه هنا في قصر الزيني؟ هي وأمها مالهمش مكان هنا، كفاية اللي عملته أمها زمان...تغور تطلع بره حالاً


رفعت ديما حاجبيها بسخرية مريرة، وقالت بنبرة هادئة تخفي وراءها انكسارًا:

– مش هلومك إنك بتطردني من بيت المفروض إنه بيت أبويا زيي زيك، بس هلومك ليه؟ إذا كان أبويا نفسه طلعني من حياته كلها، مش من البيت بس...يبقى طبيعي إن أخويا يعمل كده، طالما اللي أنا من صلبه اتخلى عني


نظرت إليهم نظرة قاسية، وعيونها تلمع بالدموع:

– أمي كان عندها حق...البُعد عنكم راحة، أنا دلوقتي مديونة لأمي باعتذار إني مصدقتش كل كلمة كانت بتقولها لي، ومديونة لنفسي باعتذار على كل لحظة حاولت ألقى ليكم فيها مبرر على قسوتكم


تنفست بعمق، وصوتها اختنق بالحزن:

– أنا كنت جاية أعرف... وعرفت وعهد على نفسي...

باب القصر ده ما هدخله برجلي تاني طول ما أنا عايشة.

عيشتي مع أمي في أوضة وصالة أرحم من العيشة وسط ناس زيكم


ثم التفتت إلى فريد، تنظر إليه نظرة تحمل كل القهر والسخرية:

– مش عارفة...إنت كارهني ليه؟ مع إن المفروض العكس، محمد باشا الزيني لما جيه يختار، اختارك إنت ووالدتك،

اختارك إنت...واتخلى عني أنا وأمي إنت عيشت في حنانه... وعِزه وأنا لأ، مع ان المفروض العكس يا أخويا يا كبير...


في تلك اللحظة، دخل سيف إلى القاعة يخبرها بتأخر الوقت، وكان قد سمع كل ما قيل، فاقترب منها، التفتت إليه، وبدت واهنة مرهقة، وهي تقول بصوت خافت:

– روحني ع البيت لو سمحت، يا سيف...


أومأ سيف دون أن ينطق، حمل عنها حقيبة ظهرها، وأمسك بيدها برفق يحثها على المشي، بينما تعلو وجهه نظرات الحزن والشفقة، تحت أنظار من بداخل القصر محمد، وصلاح، وفريد، الذين تبادلوا النظرات، ما بين الضيق والحزن والتساؤل عن علاقة سيف بها !!!!


ما إن خرجت من القصر، حتى أوقفها سيف بسؤال قلق:

– ديما... انتي كويسة؟


هزت رأسها نفيًا، ثم جلست على الرصيف وانفجرت في نوبة بكاء عنيفة، جسدها يهتز وهي تشهق بقوة. جلس بجانبها مذعورًا، يحاول تهدئتها:

– اهدي، متعيطيش...صدقيني، دموعك غالية...محدش يستاهل تنزل عشان خاطره...اهدي عشان خاطري يا ديما 


لكنها لم تهدأ بل ازداد بكاؤها بشدة، وكأن كلمات والدها وأخيها تعصف في أذنيها، لم يجد سيف أمامه سوى أن يجذبها إلى حضنه، يطوقها بذراعيه بقوة وحنان، بينما هي تتشبث به وتنتحب بشدة


همس في أذنها بصوت مفعم بالحزن والعشق :

– اهدي يا ديما...


ثم قال بخفوت لم يصل إلى مسامعها :

– اهدي... يا قلب سيف اللي ما حبش... ولا هيحب غيرك !!

.........

كانت جيانا تركض داخل أروقة قسم الشرطة، والذعر يسيطر على ملامحها. قلبها ينبض بعنف لا تُحسد عليه، وصوت أختها المتهدج الممزوج بالبكاء ما يزال يرن في أذنيها. بالكاد استطاعت تيا أن تخبرها باسم القسم الذي اقتادها إليه رجال الشرطة، وما إن التقطت جيانا ذلك الاسم حتى اندفعت بسيارتها دون تفكير، تتبعها سيارة فريد الذي لحق بها فورًا مصطحبًا معه رونزي وأيهم، الذي لما سمع باسم "تيا" حتى شعر بقلق غريب اجتاح كيانه، فقرر الذهاب معهم دون لحظة تردد


كانت تركض، لا تلقي بالًا لمن حولها، لتصطدم فجأة بعدد من الرجال الخارجين من أحد المكاتب، بدت على وجوههم علامات الغضب والانزعاج.


امتدت يد لتُحيطها سريعًا وتمنعها من السقوط، وما إن التقت عيناها به حتى شهقت قائلة:

ـ آسر!!


كان فريد يراقب المشهد بعينين دامعتين من شدة الغيرة، يده مشدودة على قبضتها بقوة، يُكتم بداخل صدره رغبة مجنونة في الاقتراب منها وانتزاعها من بين يد ذلك الغريب، بل وربما توجيه لكمة أو اثنتين لذلك "الغبي" كما وصفه في نفسه.


سألها آسر بقلق وصدمة:

ـ جيانا، إيه اللي جابك هنا....؟!


أجابته بسرعة وقلق ينهش قلبها :

ـ تيا كلمتني، وقالتلي إنها في القسم، وكانت بتعيط جامد..!!!!


اقترب سمير وهو يسأل بقلق:

ـ إيه اللي جابها القسم أصلًا؟!


صاح آسر بنبرة غاضبة:

ـ مش وقت أسئلة دلوقتي


انطلقت جيانا نحو نهاية الممر حيث وقفت كل من رغد ومي، ثم أشارت إليهما قائلة:

ـ دول مي ورغدة...... أصحاب تيا


تبعها آسر وسمير، وما إن اقتربا حتى سأل آسر بجدية:

ـ تيا فين؟ وإيه اللي حصل؟!


أجابته رغد وهي تبكي:

ـ كنا رايحين نحضر المحاضرة، فجأة سراج واصحابه بدأوا يضايقونا، خصوصًا تيا... حاول يلمسها، فشدت نفسها منه وضربته بالقلم، راح هو كلم البوليس وقال إنها سرقت محفظته وتليفونه، وإنها كانت بتعرض نفسها عليه، واصحابه كلهم شهدوا بكده، والبوليس جابها وجي بيها هنا، الظابط اللي جوه طردنا ومخلاناش نقعد معاها، ولما قالتله إنها ما سرقتش حاجة، ضربها بالقلم وشتمها، خصوصًا لما عرف إن سراج ده ابن راجل أعمال كبير... وهو قاعد جوا دلوقتي حاطط رجل على رجل واخدوا تيا من شوية ع الحبس


زمت جيانا شفتيها بغضب وقالت:

ـ ده ليلة اهله مش فايته !!!!!


همت بالدخول، لكنها فوجئت بيد آسر تعترض طريقها بقوة وهو يقول بحدة:

ـ اقفي مكانك ساكتة وعلى الله يا جيانا تتكلمي أو تعملي أي حاجة وتهوري....سامعة !!!!


نظرت إليه بغضب وقالت:

ـ وأقف ساكتة ليه إن شاء الله؟! دي أختي اللي جوه


رد عليها بصوت صارم :

ـ وبنت عمي أنا كمان، اقفي ساكتة ومسمعش صوتك، وإلا والله هيحصل اللي مش هيعجبك أبدًا !!!!


زفرت بضيق، بينما قال آسر لسمير:

ـ خليك معاها، وماتخليهاش تدخل جوه


أومأ له سمير، بينما كانت جيانا تنظر له بحنق حينها قالت رونزي محاولة تهدئتها:

ـ اهدي يا جيانا... قريبك قال هيتصرف


أما فريد وأيهم، فكانا يقفان في الخلف يتبادلان نظرات صامتة، أحدهما يشعر بغيرة تكاد تخنقه، والآخر لا يفهم ما يشعر به...فقط هناك نار غريبة اشتعلت بداخله منذ سمع اسم تيا مقرونًا بكلمة "ضرب".


دخل آسر القسم، فوجد سراج يجلس بثقة، واضعًا ساقًا فوق الأخرى، نهض الضابط، وابتسامة مصطنعة على وجهه وهو يقول بترحاب :

ـ أهلا بسيادة المقدم آسر باشا... نورتنا، اتفضل


رفض آسر مصافحته، ثم قال بصرامة:

ـ تيا أكمل النويري... تكون قدامي حالًا


قطّب الضابط حاجبيه وقال:

ـ تيا مين يا باشا؟


رد عليه آسر بسخرية:

ـ بقى معقول تدخل واحدة السجن وإنت مش عارف اسمها؟ ولا حضرة الظابط مش شايف شغله كويس؟


ارتبك الضابط وتنحنح بحرج، فتابع آسر بحدة:

ـ تيا النويري... اللي البيه ده مقدم بلاغ فيها


أمر الضابط أحد العساكر بإحضارها في تلك اللحظة، نهض سراج غاضبًا:

ـ البت دي مش هتطلع من هنا غير لما آخد حقي، وتيجي تعتذرلي كمان 


نظر له آسر ببرود مثير للأعصاب، ثم قال بنبرة غامضة:

ـ ماتخافش... حقك هتاخده، وبزيادة كمان


ارتبك سراج قليلًا، وظهر القلق على وجهه مهما حاول اخفاء ذلك !!!!!


بعد قليل دخلت تيا برفقة العسكري، تبكي بشدة، وعلى وجهها آثار أصابع بشرية، دليل على صفعة موجعة، تجمد آسر في مكانه، الغضب يشتعل في عينيه، لكنه تمالك نفسه وقال بهدوء زائف:

ـ التعويض اللي الأستاذ سراج هيطلبه هيتدفع، ويتنازل عن المحضر


قال سراج بعصبية:

ـ تدفع وتعـتذر كمان!!!!!


اقترب آسر منه، وهمس بجانب أذنه بسخرية قاتلة:

ـ تمام... هتعتذر، وبعدها نفتح كاميرات الجامعة، ونشوف مين اللي كان بيحاول يتحرش بمين وناخد شهادات الطلبة، مش صحابك اللي اشترتهم، ونعمل كشف طبي... وأظن النتيجة هتطلع إنك متعاطي، يعني تبقى قضية تحرش... وتعاطي، تحب نمشيها كده، ولا تروح البيت لماما يا ننوس عين ماما


تراجع سراج قليلًا، وابتلع ريقه بصعوبة ثم قال بتوتر:

ـ أنا... أنا هتنازل عن المحضر


نفذ الضابط ما طُلب منه، خرجت تيا برفقة آسر، وما إن رأتها جيانا حتى كادت تنقضّ على سراج، لكن سمير أمسك بها برجاء:

ـ أبوس إيدك اهدي... طلعنا واحدة، هندخل التانية السجن بدالها؟


تنهدت بغضب، فقال آسر:

ـ خدهم ع البيت يا سمير... أنا هحصلكم بعدين


ثم نظر إلى جيانا وقال بصرامة:

ـ بلاش تصرفات متهورة... حق تيا أنا هاخده وخروج الزبالة ده من هنا مش نهاية الحكاية... اهدي، واتصرفي بعقل يا بنت عمي.


أومأت له بتردد، ثم أسندت أختها المنهارة، وغادروا المكان. بقي آسر داخل القسم، يجري مكالمة هامة، ثم خرج بعدها متوجهًا إلى مكان مجهول


أما مي، فكانت لا تكف عن التحديق في أيهم، تتنهد وتهمس لنفسها:

ـ يخربيته... قمر ابن الإيه


وأيهم؟ لم يكن يبادلها النظرات، بل كان شاردًا، كلمتان لا تفارقان أذنه "الظابط ضربها بالقلم... وشتمها"


ابتسم ببرود... ونار في داخله تتوعد لكل من أهانها ولا يعلم ما سبب ذلك !!!


في سيارة جيانا، جلست تيا باكية، وجيانا تهمس لها بطمأنينة، بينما سمير قاد السيارة بهدوء، أما رونزي فقد عادت لتحضيرات خطبتها برفقة أيهم وفريد، الذي كان ينظر من نافذته الخلفية بحزن... وعينيه لا تفارق جيانا


مي ورغد رحلن بسيارة مي، وسط صمت ثقيل ومشاعر متداخلة !!!!!!

...........

وصلوا إلى البناية التي يسكنون بها، وكلٌ منهم اتجه إلى منزله، منهكين من هول ما مر بهم.


رافقت جيانا أختها إلى الداخل، ساعدتها على الاسترخاء، سقتها كوبًا من الماء، وطمأنتها ببضع كلمات حنونة حتى هدأت أنفاسها شيئًا فشيئًا. لم تتركها إلا بعد أن غفت فوق وسادتها، فتركت الغرفة بهدوء وأغلقت الباب خلفها.


اتجهت إلى غرفتها وهي تسحب جسدها المنهك بتعب نفسي يفوق قدرتها على الاحتمال وما إن وضعت حقيبتها على السرير، حتى تعالى رنين هاتفها، رقم مجهول يظهر على الشاشة.


ترددت لثوانٍ، ثم ضغطت على زر الإجابة، لتسمع صوتًا خبيثًا، مليئًا بالتهديد والكراهية، جعل الدماء تتجمد في عروقها، والغضب يغلي بداخلها:

ـ المرة دي كانت قرصة ودن... المرة الجاية مش ههزر، هنفذ علطول... عندك اللي تخافي عليه يا بنت النويري !!!!!


تجمدت مكانها، قبضت على الهاتف بقوة وكأنها تحاول خنق ذلك الصوت، ووجهها اكتسى بحمرة الغضب... قلبها بدأ يخفق بعنف، ليس خوفًا، بل قهرًا وحنقًا على تلك اليد التي امتدت لتؤذي أختها، وتتوعد بالمزيد


همست من بين أسنانها بعد ان اغلق الخط بوجهها، ، وكأنها تُقسم :

ـ انت اللي لازم تخاف مش أنا !!!!!

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع