رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل التاسع وعشرون 29بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل التاسع وعشرون 29بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
فريده استغربت سكوته، قربت الموبايل من ودنها اكتر وقالت بحذر
"تيم؟"
لكن مفيش رد برضو، مجرد صوت أنفاسه بس
كررت بس المره دي صوتها بدأ يترعش
"تيم... إنت سامعني؟"
وبرضو مفيش ولا كلمه، بس كانت سامعه أنفاسه... تقيله، مضطربه، كأن في حاجه جواه بتنهار، من غير ما يتكلم قدرت تفهم إنه مش كويس.
قالت بصوت مليان قلق
"لو سامعني طمّني... قول أي حاجه، حتى كلمه واحده، متسكتش كده!"
كان عايز يتكلم بس الكلام مش راضي يخرج أبدًا، كان لسانه عاجز عن الكلام.
كررت وقلقها بيزيد
"تيم؟ تيم إنت كويس؟ رد عليا!"
صوتها بقى يرتجف ونبرتها فيها رجاء
"تيم بالله عليك، لو سامعني رد... طمّنّي!"
الخط فصل، بصت للموبايل بسرعه لقته قفل المكالمه، قلبها وقع، وإيدها بقت بتتهز وهي بتحاول ترجع تتصل، بدأ يرن بس بعدها اداها إنه مقفول.
في اللحظه دي، حسام كان بيتابعها من بعيد، شايف ملامحها وهي بتتبدّل، نظرو الخوف في عينيها، ارتباك إيديها، وتنهيدتها اللي مش قادره تخرجها، قرب منها بهدوء، صوته واطي بس مليان قلق
"فريده؟ في إيه؟ مالك؟"
فريده كانت بتحاول تلملم نفسها، قالت بسرعه وهي بتحاول تتمالك
"أنا لازم أمشي حالًا."
سألها بسرعه وهو بيقرب خطوه
"ليه؟ حصل حاجه؟"
ردّت وهي بتلم حاجاتها بسرعه
"مش وقته دلوقتي، ممكن أمشي؟"
قال بلحظة صدق
"أكيد، تحبي أوصلك؟"
هزت راسها بسرعه وقالت
"لاء شكرًا... معايا عربيتي."
مشيت من قدامه بخطوات سريعه وملهوفه وهو خرج وراها ولسه مش قادر يفهم إيه اللي بيحصل... إيه اللي خلّاها تتحوّل بالشكل ده.
قبل ما تركب عربيتها قال بهدوء واهتمام صادق
"خلي بالك على نفسك كويس."
بصّتله بسرعه وقالت
"حاضر... هكلمك"
ركبت عربيتها ومشيت وسابته واقف مزهول من زهولها.
فريده حاولت تتصل بيه تاني، بس الموبايل لسه مقفول، قلبها كان بيدق بسرعه، وقلقها بيزيد كل لحظه، بسرعه رنت على سالي
أول ما سالي ردت فريده قالت بصوت مليان لهفه وخوف
"سالي، شوفي تيم فين، شوفيه بالله!"
سالي ردت وهي مش فاهماها وصوتها كان بيحاول يكون هادي
"في إيه؟ اهدي، تيم مالُه يعني؟"
فريده صوتها كان مليان توتر ودموع محبوسه
"روحي شوفيه عشان خاطري يا سالي، روحي!"
سالي قالت باستغراب
"تيم مش في البيت أصلًا يا فريده، خرج من شويه."
فريده بلعت ريقها بصعوبه وحاولت متنهارش وهيا بتقول
"ليه؟ هو فين؟ المفروض يكون فين يعني؟!"
سالي ردت وهي لسه مش فاهمه حاجه
"في إيه يا فريده؟ أنا مش فاهمه حاجه."
من غير ما ترد قفلت الخط بسرعه وفضلت تحاول تتصل بتيم تاني بس نفس الرد، الفون مقفول، قبضت بإيديها على الدركسيون، بتحاول تسيطر على أعصابها بس عقلها مش سايبها ف حالها...
الفون رن وكانت سالي، ردّت بسرعه وهي بتحاول تخلي صوتها ثابت
" نعم؟!"
سالي قالت بقلق
"فريده، ممكن تفهميني في إيه؟ إيه اللي بيحصل؟"
فريده قالت بنبره مضغوطه
" ممكن إنتي تقوليلي تيم فين؟"
سالي ردت
"مش عارفه، خرج من البيت."
فريده سألت
"خرج فين يعني؟ المفروض يكون في البيت، خرج راح فين؟!"
سالي قالت
"والله ما قالي، ولا حتى كلّمني... شكله كان متضايق، خد عربيته ومشي"
سكتت فريده لحظه وهي بتحاول تلمّ نفسها وبعدين قالت بسرعه
"طيب... أنا جايه عندكم"
سالي سألتها
"طب قوليلي في إيه طيب؟ إيه اللي حصل؟!"
فريده قالت بصوت مشوش
"معرفش... أنا لو أعرف كنت قلتلك... بس أنا والله ما عارفه"
سالي سألتها بشك
"إيه اللي خلاكي تسألي عليه فجأه كده؟ في إيه يا فريده؟"
فريده اتنهدت وقالت
"رن عليا."
سالي قالت بزهول
" رن عليكي؟!"
فريده قالت
"آه... ولما رديت، سكت... والخط فصل."
سالي قالت بصوت فيه ريبه
"طب وهو بيرن عليكي ليه أصلًا؟!"
فريده قالت بصدق وتوهان
"صدقيني... أنا نفسي مش عارفه"
سالي سكتت لحظه وبعدين قالت بصوت أخف
"تفتكري كان عايز يقولك حاجه؟"
فريده هزّت راسها وهي سايقه بسرعه، صوتها بيترعش
" مش عارفه يا سالي... بس هو كان ساكت، وكنت حاسه بأنفاسه، يعني كان موجود وساكت، ساكت ومش بيتكلم"
سالي قالت
" يمكن غلط واتصل بيكي بالغلط؟!"
فريده ردت بنبره أقرب للانفجار
"حتى لو! لما رديت ليه سكت؟ ليه قفل؟ ليه مش بيرد دلوقتي؟"
وقفت فجأه بالعربيه على جنب الطريق، خدت نفس عميق وهي بتحاول تسيطر على ارتباكها، وبعدين قالت بهمس
"أنا قلبي مش مطمن، في حاجه غلط"
سالي بدأت تتوتر هي كمان
"طب نعمل إيه؟"
فريده قالت بسرعه
" أنا جايه يا سالي هستناه ييجي واشوفه"
سالي قالت
"طيب هستناكي... خدي بالك من نفسك"
قفلت معاها وهي بتدعي يكون بخير
عند يسر
كانت قاعده في أوضتها بهدوء، بتحاول تركز وهي بترتب أوضتها بس فجأه الفون بدأ يرن رنات متتاليه، إشعارات ورا بعض، صوتهم عالي ومستفز والفون بيتهز بشكل مزعج.
فتحت الشاشه بسرعه، مستغربه كميه الرسايل، عايزه تعرف مين؟ ولما فتحت، اتصدمت، يونس، رسايل بتنزل فوق بعض، واحده ورا التانيه، مش بتقف، كأنه بيكتب وبيبعت من غير ما ياخد نفس.
حاولت تقرا، بس السرعه كانت مرعبه، الفون حرفيًا علّق، الشاشه بتتهز في إيديها، وكل ما تحاول توقفه، تلاقيه باعت كمان، وكمان، وكمان.
قلبها بدأ يدق بسرعه واتوترت، حاولت تضغط على زرار الباور يمكن تهدى الدنيا، تفصله شُويه... وفعلاً، ضغطت بقوه وقفلته بالعافيه.
قعدت تبص للفون في إيديها وهي بتقول بغيظ
"عيل مجنون."
وشها كان متوتر، وصوت قلبها بيعلى، مش عارفه ده غضب ولا توتر.
فريده وصلت البيت وهي بتنهج، سالي كانت مستنياها ولما شافتها خرجت، فريده قربت منها وسألتها بصوت مليان لهفه
"لسه مجاش؟"
سالي هزت راسها وقالت بقلق
"لاء لسه، في إيه يا فريده؟"
فريده كانت بتحاول تسيطر على مشاعرها بس صوتها فضحها وهي بتقول
"تيم مش كويس يا سالي، أنا حاسه بيه، والله حاسه بيه، هو كلمني بس مردش، كنت سامعه أنفاسه كأنه بيصارع، وبرنّ عليه تاني، لقيت فونه مقفول."
سالي اتوترت أكتر وقالت
"فريده، انتي قلقتيني أكتر، يا ترى في إيه؟"
فريده اتكلمت وهي بتحاول متنهارش
"دي أول مره يختفي كده؟!"
سالي قالت بتنهيده
"لاء، يعني هو على طول كده، يا في أوضته يا بره، بيختفي معظم الوقت عادي، بس انتي فعلاً خوفتيني."
فريده وقفت في مكانها بتحاول تمسك أعصابها وإيديها بتترعش، سالي قالت بهدوء
"تعالي نقعد طيب"
فريده هزت راسها وقالت بإصرار
"لاء خليني هنا، هستناه هنا."
سالي حاولت تهديها
"طب ما يمكن مفيش حاجه وانتي بس قلقانه على الفاضي."
فريده قربت منها ونظرتها مليانه وجع وهي بتقول
"سالي، انتي شفتي اللي شوفته في أوضته السريه، الموضوع كبير، وأنا متأكده إن ده عامل عليه ضغط، ضغط كبير جداً، وممكن يكون هو السبب في اللي بيحصله دلوقتي، احنا لازم نساعده يخرج من اللي هو فيه"
سالي قالت بنبره حزينه
"وإحنا بنحاول فعلاً يا فريده، بس مش بإيدينا حاجه."
فريده قالت بحزم
"وهنفضل نحاول، مش هينفع نسيبه."
سالي ردت بصوت عالي شويه
"ده أخويا يا فريده، وأكيد هخاف عليه أكتر منك."
فريده نزلت عينيها وهي بتقول بنبره مكسوره
"لما بحس إن في حد بيستنجد بيا وأنا مش قادره أعمله حاجه بحس إني عاجزه أكتر من الشخص ده نفسه، أنا حسيته... حسيته بيعافر عشان يتنفس، عشان يكمل، حسيته في لحظه ضعف."
سالي قالت بصوت هادي
"بس انتي عارفه إنه بيحبك."
فريده قالت بقهر
"وده بالذات اللي قاهرني، لأنه لا مريح نفسه، ولا مريحني معاه."
سالي سألتها
"كلمتيه في الموضوع؟"
فريده قالت
"روحتله... وطلبت رأيه في حسام، وهو قالي إنه كويس، ولو وافقت عليه مش هندم"
سالي سألت بدهشه
"وعملتي إيه؟"
فريده ردت
"وافقت على حسام."
سالي قالت بغيظ وهي بترفع صوتها
"شاطره! شاطره يا فريده! انتي أصلاً بتحبي حسام علشان توافقي؟!"
فريده بصت بعيد وقالت
"الحياه مش بتقف على حد."
سالي قالت وهي بتحاول تكتم غضبها
"انتي مش بس بتظلمي نفسك، انتي بتظلمي حسام نفسه، حسام ميستاهلش منك كده، متنتقميش من تيم في حسام!"
فريده قالت وهي بتحاول توضحلها
"أنا مش بنتقم، أنا فعلاً بحاول أشوف حياتي، تيم عمره ما هيتكلم، وحسام موجود وبيحبني، فاختارته، عشان أعيش حياتي زي ما الكل عاشها، كلهم شافوا حياتهم، مجتش عليّا، مش عايزه أصحى ألاقي نفسي لوحدي."
سالي قالت بصوت واطي وهي بتحاول تهدى
"مش بكده يا فريده، هتندمي، صدقيني هتندمي."
فريده ردت بحزم
"حتى لو ندمت، أنا خدت قراري خلاص."
سالي قالت بعصبيه
"ولما خدتي قرارك، جايه ليه علشان تيم؟! بلاش تعلقيه بيكي أكتر من كده! سيبيه يتعايش مع وجعه الجديد، وهو هيقدر يقوم منه، سيبيه يا فريده وامشي، متظهريش في حياته بما إنك اخترتي طريقك، هو أصلاً مش ناقص وجع جديد."
فريده قالت بصوت واطي وهي بتقاوم دموعها
"علشان كده جيت، لأنه مش مستحمل، ممكن نعرض عليه يروح لدكتوره وتتابع معاه، يمكن يتحسن، يمكن تصيب المرادي"
سالي قالت بيأس
"هتخيب يا فريده، انتي مش فاهمه حاجه، ماما عمرها ما هتوافق يروح لدكاتره، حاولت كتير أوي، ده غير إنه هو أصلاً مش معترف إنه فعلاً محتاج دكتور، الموضوع معقد، فابعدي وشوفي حياتك زي ما بتقولي، هو أكيد هينساكي."
فريده مقدرتش تمسك دموعها أكتر وقالت بصوت مكسور
"بس أنا عايزه أشوفه، حتى لو مره أخيره."
سالي سألتها بحده
"ليه؟ ليه يا فريده تشوفيه؟"
فريده قالت بوجع
"عايزه أتطمّن عليه، مش هرتاح لو ما شفتهوش يا سالي."
سالي كانت لسه هترد، لكن صوت موتور العربيه قطع كلامهم، والاتنين بصّوا بسرعه ناحية البوابه.
فريده شهقت
"هو، جه"
العربيه وقفت وتيم نزل، كانت ملامحه مرهقه وعينيه مجهده جداً، شافهم واقفين واتجمد مكانه للحظه، مفاجأه واضحه في عينيه لما شاف فريده قدامه، لكن سرعان ما اتبدلت بنظره بارده ومقفوله.
سالي راحت ناحيته وقالت بقلق
"تيم! كنت فين؟!"
فريده لحقتها وقلبها بيخبط وهي بتقرب منه وقالت بصوت كله لهفه
"تيم، انت كويس؟ كنت فين؟ أنا كنت هموت من القلق عليك!"
تيم وقف وقال بصوت واطي بس حاد
"أنا كويس، مفيش حاجه."
فريده قربت أكتر، وشها باين عليه التوتر
"بس أنا سمعت صوتك، كنت تعبان... كنت بتنهج، كنت..."
قطع كلامها وهو بيبصلها لأول مره، وبنظره فيها وجع مكتوم قال بحده
"فريده، متدوريش ورا حاجات ملكيش علاقه بيها"
سالي اتدخلت بسرعه
"تيم، فريده كانت بس خايفه عليك مش أكتر."
تيم بص لسالي وبعدين رجع عينيه لفريده وقال ببرود
"أنا بخير، ومش محتاج حد يقلق عليا، وخصوصًا انتي."
فريده حاولت تتمالك نفسها وقالت بهدوء
"أنا جيت بس علشان أطمن... مش أكتر."
تيم اتنهد وسابهم واقفين وقال وهو بيعدي جنبهم
"مفيش داعي أصلاً لوجودك في حياتنا"
ودخل البيت، طلع أوضته من غير ما يبص وراه.
فريده وقفت مكانها، عينيها بتلمع بالدموع اللي بتحاول تمنعها، وسالي بصتله وهو بيبعد وقالت بصوت مكسور
"مش كده يا تيم... مش كده."
فريده قالت وهي بتهمس، كأنها بتكلم نفسها
"هو مش كويس... أنا متأكده"
سالي قالت بهدوء وهي بتحاول تخرجها من صدمتها
"فكك يا فريده، مش وقته نواجهه دلوقتي، لازم نسيبه شويه."
قالت بصوت مكسور
"المره دي مش هسكت، مش هسيبه يضيع نفسه أكتر من كده"
فريده طلعت وراه بسرعه وهياه مصممه تكلمه، قلبها بيدق بعنف، وصلت لاوضته وفتحت الباب من غير ما تخبط، دخلت بسرعه بس الأوضه كانت فاضيه.
بصّت حواليها ونادت بصوت مهزوز
"تيم؟"
سمعته بيخرج من الدريسينج وبنبره بارده قال
"ايه اللي جابك؟"
وقفت قدامه، نظراتها متلغبطه بين الغضب والقلق وقالت
"سيادتك اللي جبتني والله، انت كلمتني، وبعدها فضلت ساكت! وده قلقني."
رد بنبره فيها تهكم خفيف
"آه...سوري، قطعت عليكي عشاكي"
بصتله بذهول وقالت
"تيم، إيه اللي بتقوله بجد؟"
رد بجفاف
"أنا مكنتش أقصد خالص إني أكلمك، كان بالغلط، مكنتش أعرف إنك ما هتصدقي وتيجي."
صوتها بدأ يعلى من التوتر
"بالغلط ورنيت مرتين؟! طب ما أنا مردتش عليك أصلًا أول مره، ليه رنيت تاني؟ ها؟ أنا مش فاهماك، مش فاهمه انت عايز إيه بجد! هتفضل كده لحد إمتى؟ هتفضل محبوس لحد إمتى؟!"
سكتت لحظه ودموعها بتتزاحم في عينيها وكملت
"انت بجد مريض... ولازم تتعالج، انت أكتر شخص معقّد شوفته في حياتي."
قال بنبره هاديه مستسلمه بعد ما بص على ايديها وشاف الخاتم
"كلامك كله صح...اتفضلي امشي، وشوفي حياتك بعيد عني."
بصّتله بجمود، وسألت بنبره مكسوره
"ده بجد؟ يعني ده آخر كلام عندك؟"
رد وهو بيبص بعيد عنها
"ومعنديش غيره."
بلعت ريقها بالعافيه وحسّت بقلبها بينهار بس قالت بوضوح
"تيم، صدقني لو خرجت من الباب ده... مش هتشوف وشي تاني، مش هحاول حتى مره كمان معاك، دي آخر مره همدلك إيدي، اتنازلت عن كرامتي كذا مره عشانك بس انت مش مقدّر ده."
سكت وهو بيبص بعيد عنها فكمّلت بصوت بيترعش
"دي آخر فرصه هقدر أقدمهالك، والله اللي مبيتحلفش بيه كدب لو خرجت من هنا... ما هحاول تاني عشانك، القرار قرارك."
اتنفس ببطء وقال بجمود ظاهر مخبي وراه عاصفه
"يبقى ربنا معاكي ويوفقك."
بصّتله بنظره مكسوره، نظره وجع وخيبه عمره ما هينساها طول عمره ولفت تخرج، وقفت على الباب وبصّتله مره أخيره وقالت
"هتفضل مريض طول عمرك… يا خساره بجد."
قلبه اتخلع من مكانه بس متحركش، كان بيصارع نفسه، عارف إن قدامه فرصه، وإن لو ضاعت...هيفضل كده طول عمره، بس غصب عنه هوا فعلًا كان خايف عليها، وخايف منها.
غمض عينيه بقوه، ودماغه كلها صراخ صامت، بيدعي من قلبه انها متمشيش بس للاسف، فتحت باب الأوضه وخرجت وخدت روحه معاها.
خرجت فريده بخطوات متوتره، أول ما سابت الباب ولفت شافت صابرين جايه عليها بتبصلها بدهشه وملامحها كلها استغراب.
قالت بصوت فيه نبرة استنكار
"فريده، انتي كنتي بتعملي إيه جوه عند تيم؟"
فريده اتفاجئت بالسؤال واتلغبطت وحاولت تلم نفسها بسرعه، ردّت وهيا بتتهته
"كنت... كنت بس بقوله حاجه."
صابرين رفعت حاجبها وسألت وهيا بتراقب رد فعلها
"وانتي ليكي كلام معاه أصلًا؟"
بلعت ريقها وقالت وهيا بتحاول تحافظ على هدوئها
"لاء بس كنت بعرفه حاجه بس مش أكتر."
صابرين فضلت ساكته لحظه وبعدين قالت بنبره فيها شك واضح
"طيب... انتي هتروحي دلوقتي؟"
هزّت راسها وقالت
"آه، همشي دلوقتي."
ردّت صابرين بسرعه
"وأنا برضو كنت رايحه لإيناس."
فريده شافت فرصه تغير جو التوتر فقالت
"طب تمام، آخدك معايا في طريقي."
صابرين هزت راسها وقالت بنبره فيها تحفظ بسيط
"وارجع إزاي لو روحت معاكي؟ سليمان هيوصلني...سالي ممكن تروح معاكي، كانت ناويه تيجي"
فريده ردّت بهدوء
"تمام"
نزلت مع صابرين والسكون بينهم تقيل، صابرين كانت كل شويه تبص لفريده بطرف عينها، كأنها مش قادره تهضم تبريرها وفريده كانت بتحاول تمسك أعصابها، أول ما وصلوا للباب لقوا سالي واقفه بتتكلم في التليفون، وأول ما شافتهم قالت بسرعه
"كنت طالعه أشوفك يا فريده."
فريده قالت بهدوء
"كنت نازله خلاص."
صابرين قالت وهيا بتبص لسالي
"انا هسبق انا وانتي تعالي مع فريده"
سالي هزّت راسها وقالت
"حاضر"
صابرين مشيت وسالي بصّت لفريده وسألتها
" كلمتيه؟!"
فريده مردتش في الأول، وبعد ثواني قالت بصوت مبحوح
"آه...كلمته"
سالي قربت منها وقالت بهمس
"طب عامل إيه؟"
فريده قالت وهيا بتحاول متنهارش
"زي ما هو... مبيتغيرش"
سالي سألتها
"يعني عملتي إيه؟"
فريده اخدت نفس طويل وقالت بنبره واطيه
"معملتش حاجه... كنت غلطانه إني جيت."
سالي اتشدت ملامحها وقالت
"طيب استني، هطلعله أنا أتكلم معاه."
فريده هزت راسها وقالت بسرعه
"سالي... مش عايزه أفضل هنا أكتر من كده."
سالي بصتلها بحزن وقالت بحزم
"مش هتأخر... هاجي على طول، استنيني."
سابتها وطلعت وفريده وقفت لحظه مكانها وبعدين راحت عربيتها تستناها، ركبت وقفلت الباب بهدوء، قعدت وهيا بتحاول تسيطر على نفسها.
فتحت موبايلها ولقت مكالمه فائته من حسام.
اتنهدت ورنت عليه، ردّ بصوت هادي
"فريده؟ إنتي كويسه؟"
قالت وهيا بتحاول تثبت صوتها
"آه، تمام."
سألها بحذر
"إيه اللي حصل خلاكي تمشي كده؟"
سكتت لحظه وبعدين ردّت بحسم
"دي حاجه... أنا مش عايزه أقولها، ممكن أحتفظ بيها لنفسي؟"
اتفاجئ من ردها بس خلى نبرته لينه وقال
"أكيد، أكيد طبعًا... كنت بس بتطمن عليكي."
قالت بهدوء
"شكرًا يا حسام... هقفل دلوقتي."
قفلت الخط وهيا ماسكه الفون في ايديها، وبهدوء نزلت دموعها وهيا مش قادره توقفها.
عند ياسمين
كانت قاعده على الأرض في اوضتها وضهرها للباب، صوت محمد وهو بيخبط ورا الباب مليان ضيق وتعب
"ياسمين، افتحي الباب، مينفعش كده، اسمعيني بس."
ردت بصوت ناشف
"مش هفتح، أنا قولتلك شرطي وانت منفذتهوش، تنفذ اللي قولتهولك الأول، بعدين تعالى كلمني."
قال بتنهيده حاول يطوّل بيها باله
"يا بنتي استهدي بالله، مينفعش اللي بتقوليه."
قالت بغيظ وبصوت عالي
"أنا قلت كلامي، خليك عندك بقى وسيبني فحالي!"
في اللحظه دي، أم محمد خرجت من أوضتها بعد ما كانت بتسمع الكلام كله وهيا بتغلي من جوه، قربت من ابنها وقالت بنبره مليانه سم
"إيه اللي بيحصل يا محمد؟ الست هانم طرداك ليه من اوضتك؟!"
محمد قال بسرعه وهو بيحاول يهدّي الجو
"مفيش يا ماما عادي، مشكله وهنحلها"
رجع يخبط تاني على الباب وقال
"افتحي يا ياسمين، كفايه كده."
قالت بعند
"مش هفتح، أعلى ما في خيلك اركبه."
أم محمد خبطت جامد على الباب وقالت بصوت عالي
"يعني إيه أعلى ما في خيلك؟! إنتي فاكره نفسك فين؟ في بيت أبوكي؟!"
ياسمين قالت بصوت أعلى من ورا الباب
"ده بيتي انا بقا، مش بيت أبويا!"
ضحكت أم محمد بسخريه وهيا بتقول
"بيت مين يا عنيا؟ انتي اتجنيتي في عقلك ولا إيه؟"
لفت لمحمد وقالت بنبره حاسمه
"اللي يقعد هنا يقعد باحترامه، واللي مش عاجبه يمشي."
فتحت ياسمين الباب بعصبيه وقالت بحده
"مش أنا اللي همشي، انتوا اللي هتمشوا!"
خرجت إيه من أوضتها، ملامحها باين عليها الغضب وقالت
"مين دول اللي يمشوا يا بت؟ انتي اتجننتي ولا إيه؟"
ردت ياسمين بنظره متحديه
"هتمشوا يا حبيبتي... يا أنا يا انتوا في البيت ده!"
إيه اتقدمت خطوتين وقالت بنبرة تحدي وهيا بتقرب من ياسمين
"يا بت انتي فاكره نفسك مين؟ دي قعدة حنين مننا إنك لسه موجوده هنا، شكلك محتاجه تتربّي من أول وجديد!"
ياسمين قربت أكتر وقالت
"انتي اللي محتاجه حد يعلمك يعني إيه احترام، دي شقة جوزي، واللي مش عاجبه يشوفله حته تانيه يروّح فيها!"
أم محمد قالت بغيظ وصوت عالي
"البت دي اتجننت رسمي! انتي دخيله علينا ورافعه صوتك؟ انتي فعلًا محتاجه تتربي"
وهنا، ايه مدت إيديها ومسكت شعر ياسمين وقالت
"يبقى نربيها احنا بقا، اللي مترباش يتربي"
يتبع.......
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا