رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
نزل من عربيته بشموخ ودخل شركته بس قبل ما يكمل خرج تاني لما لمح كائن غريب بالنسباله، قلع نضارته وبصلها باشمئزاز وبص للأمن اللي جنبه وقال بغضب وحده " دي دخلت هنا ازاي ؟!"
بصله بتوتر وقال بتردد " قالت إنها مستنيه حد جوه وهتمشي علطول حتى مدخلنهاش جوه "
قرب منه وقال بتهديد " ولا حتى براها، مش عايز اشوف اي واحده في شركتي أو قريبه منها "
رجع لورا شويه وبصله بخوف وقال " تحت امرك مش هتتكرر "
لبس نضارته وسأل بنفس الحده" جايه تبع مين ؟!"
بص للأرض وقال بصوت واطي" تبع واحد بيقدم للوظيفه الجديده "
دخل الشركه وطلع مكتبه وطلب من السكرتير بتاعه يبعتله المسؤول عن التوظيف وبعد شويه كان في مكتبه
بصله باستفسار وقال " حضرتك طلبتني ؟!"
كان فاتح اللابتوب بيراجع الكاميرات ووقفها على شخص، بصله وقال بهدوء " تعالي يا محمد قرب "
قرب منه وقال " اتفضل "
لفله اللابتوب وقال بضيق " الشخص ده جه قدم انهارده ؟!"
بص للشاشه بتركيز وبصله وقال " ده شكله جديد هنا اكيد كان جاي يقدم اه "
رجع بضهره على الكرسي وقال بغضب " مش عايزه هنا تاني اعتبره مجاش "
بصله باستفسار وقال بهدوء " ضايق حضرتك في حاجه ؟"
قال بضيق حاول يخفيه وبعض الحده" دي حاجه متخصكش ياريت تنفذ اللي قولتهولك مش عايز اشوفه هنا تاني "
هز راسه بموافقه وقال بعمليه " تمام، تحت امرك يا باشمهندس "
نروح لمكان تاني، كانت قاعده مع اخوها بتحاول تقنعه وقالت برجاء " عشان خاطري وافق انت عارف المرتب اللي هاخده كام ؟ "
قال برفض " ولو مليون جنيه برضو لاء، انتي عايزه تنزلي نبطشيه من ٦ المغرب ل ٦ الصبح وكل يوم، انتي بتهزري يا فريده؟! "
حاولت تقنعه وقالت برجاء" دي فتره مؤقته والله يا اسلام، وبعدين انت عارف ان ده شغلي وموافق عليه من زمان فليه دلوقتي معارض ؟"
بصلها وقال بحنيه " يا حبيبتي مش حكاية معارض بس الوضع اللي انتي قولتيه نفسه معارض، اولا المكان، بعيد جدا عن هنا وصعب عليا اروح اجيبك يوميا"
جت تتكلم بس شاورلها تسمعه وكمل كلامه" وثانيا عند ناس احنا مش عارفين هما مين، والأهم من كل ده التوقيت، ازاي من المغرب للفجر وكمان..... "
قاطعته بزهول " اهدي طيب وسيبني اتكلم، خلينا نتكلم بالعقل طيب، دلوقتي ده شغل عادي وساعات بروح نبطشيات في المستشفى عادي بالليل، فاعتبرني بروح المستشفي، وكمان الفلوس اللي هاخدها حلوه جدا وده هيساعدني اعمل كل اللي نفسي فيه، هحقق احلامي كلها، وبعدين الشغل ده اسهل بكتير من المستشفى لأنها حاله مش كذا حاله مع بعض وكمان المشوار اللي انت شايل همه ده ففي سواق، يعني بصراحه الشغل فخم ومفيهوش غلطه وأنا مش فاهمه لحد دلوقتي سبب اعتراضك، انا لما سمعت مميزاته دي كان هاين عليا اوافق وقتي"
سكت شويه وبعدها قال بعدم اقتناع" مش ضامن يا فريده مش ضامن بصراحه، وبعدين احنا مش ناقصين فلوس يعني، قولتلك كذا مره اي فلوس انت....."
قاطعته" مش عايزه، انتوا كلكوا عارفين اني عايزه اعتمد على نفسي، وبعدين انت مش موافق علشان انت مش عايز تقتنع، اسلام صدقني الشغل هناك مريح جدا، هو اه هيكون ممل بس ده العيب الوحيد، فاحنا نعمل اسكيب للعيوب البسيطه ونركز في المميزات، وفي الاول وفي الاخر ده شغل يعني "
فكر شويه وهيا كانت متحمسه لرده واستقر على رد اخير " هسأل الأول واشوف وبعدها أقرر "
ردت باعتراض " بس....."
قاطعها بحزم" مبسش، هشوف الاول وهرد عليكي بالليل "
وضحت" كنت هقول الشغل انهارده اساسا"
بصلها باستنكار " وجايه تقوليلي دلوقتي يا فريده ؟!"
حركت راسها برفض " مش كده، بس لسه مدير المستشفي معرفني الصبح وقالي ارد عليه بسرعه عشان لو رفضت يشوف غيري "
قام وقف وقال بهدوء " ساعه وهرن عليكي اقولك ووقتها ابقي عرفي مديرك " وقفت زيه وقالت بابتسامه " اتفقنا يا احلى اخ في حياتي "
قالها بابتسامه " ماشي يا بكاشه، سلام"
انسحب وهيا استنت اتصاله بفارغ الصبر وهيا متحمسه لشغلها اللي بتحبه وللمكان الجديد اللي هتروحه، الوقت عدى عليها ببطء لحد ما فونها رن باسم اخوها، ردت بسرعه ولهفه " قول انك موافق "
استغرب لهفتها بس رد بسخريه " وعليكم السلام ورحمه الله"
تجاهلت سخريته وقالت " اسلام؟ قول بقا قررت ايه ؟!"
اتنهد وقال " جهزي نفسك، هاجي اوصلك"
اتنططت بفرحه وقالت بابتسامه واسعه " والله مليش غيرك، احلى اخ في حياتي كلها، سلام عشان اقول لمديري اني موافقه "
قفلت ومستنتش رده وهو ضرب كف علي كف، كلمت مديرها وادته موافقتها وهو اداها رقم البنت اللي هتتواصل معاها، وبعد ما قفل معاها رن عليها، أول ما فتحت الخط رد بترحيب" اهلا يا مدام سالي "
رحبت بيه وسألت بترقب " البنت وافقت؟ "
رد بابتسامه واسعه " هتيجي في ميعادها انهارده إن شاء الله، بس زي ما اتفقنا فهمي فريده الوضع بشكل غير مباشر "
قالت بتفهم " زي ما اتفقت مع حضرتك بالظبط، ويارب المرادي تجيب نتيجه، ومضطرش اتعامل مع دكاتره تانيين "
رد عليها بإقناع " زي ما قولتلك الطريقه دي فعاله، والمرادي معتمده عليكي بشكل أكبر، مستني اخبار حلوه "
شكرته وقفلت معاه وهيا بتفكر يا ترى المرادي خطتها هتنجح ولا زي كل مره هتبوء بالفشل، نفضت فكرة الفشل من دماغها وطلعت لأخوها فوق اللي كان قاعد على السرير بملل والممرض جنبه بيغيرله المحلول، قربت منه وقعدت على الكرسي جنبه وسألته باهتمام " عامل ايه انهارده؟ احسن؟ "
بصلها بملل " اسوء، عايز امشي زهقت من القعده دي، قولي للدكتور يفكلي البتاع ده بقا "
قالتله بعتاب " كذا مره حذرتك تنتبه على نفسك اكتر من كده بس دايما ترمي بكلامي عرض الحائط، لو سمعت الكلام لمره واحده حتى مش هتشتكي ولا هتضطر تلازم سريرك كل فتره "
نفخ بضيق وقال"سالي خلاص فكك مني، مش كل مره نفس المحاضره بالله "
بصتله وقالت بجديه " المرادي مش جايه اديك محاضره، عايزه اقولك قرار خدته جديد"
بصلها بانتباه وسأل بفضول " سامعك "
بصت للمرض وطلبت منه يسيبهم لوحدهم وهيا قربت منه بكرسيها وقالت بصوت واطي شويه "اللي هيتابع حالتك بالليل هتكون ممرضه مش ممرض"
بصله بدهشه وقال " ممرضه ؟"
هزت راسها بتأكيد فسألها بزهول " اللي آخرها تاء مربوطه بتاع التأنيث دي، اللي هيا مؤنث يعني "
قالت بتأكيد " بالظبط "
سألها بدهشه " بس ازاي ؟! "
اتنهدت وقالت بتفكير " الموضوع هيكون صعب بس مش مستحيل، هعمل كل جهدي علشان اخليها تكمل هنا اطول فتره ممكنه ولازم اخلي تيم يتقبل وجودها "
سكت يحلل كلامها وهيا كملت " وإن شاء الله البنت تتقبل اللي ممكن يحصل لما يشوفها "
اعترض " بس البنت دي ملهاش ذنب يا سالي، كان لازم تفهميها الوضع الاول "
بصله بتأكيد " لما تيجي هعرفها بس بطريقه غير مباشره"
بصت لساعتها وقالت " اصلا زمانها على وصول، هنزل استقبلها "
أما فريده كانت مع اخوها في عربيته بيوصلها، كان بيمشي ورا اللوكيشن لحد ما وصل لمكان هادي ومفيهوش أي بيوت، بص لأخته بحيره وقال " انتي متأكده من أن اللوكيشن ده صح ؟"
هزت راسها بتأكيد وهيا بتبص حواليها وقالت " اه هو، مدام سالي كلمتها وبعتتلي اللوكيشن ده، اكلمها طيب ؟"
وافقها " اه عرفيها أن احنا وصلنا للمكان اللي قالت عليه "
رنت عليها وهيا ردت بسرعه، قفلت معاها بعد ما فهمتها هتتحرك ازاي، بصت لاخوها وقالت " امشي لآخر الشارع واقف قدام البوابه الكبيره وهتتفتح لوحدها "
اتحرك بالعربيه زي ما قالت ووصلوا قدام قصر كبير، سألها " هو ده؟!"
ردت بتأكيد " اه هو اكيد"
قرب للبوابه شويه وبالفعل اتفتحت لوحدها ودخل بعربيته، اتحرك لحد ما شاف واحده قدامه واقفه على جنب، وقف عربيته ونزل هو وفريده وسالي قربت منهم بابتسامه ورحبت بيهم وعرفتهم على نفسها وبعدها بصت لاسلام وحاولت تطمنه " فريده هنا في آمان متقلقش عليها، وأي حاجه هيا هتحتاجها هتكون موجوده، وهيكون ليها سواق خاص ومفيش داعي تيجي توصلها أو حتى تاخدها وتتعب نفسك "
رد بابتسامه " مفيش داعي، انا هبعتلها سواق من عندنا"
محبتش تعترض وسابته على راحته، ركب عربيته ومشي بعد ما اتطمن على أخته وقالها لو محتاجه حاجه تكلمه علطول، بمجرد ما مشي سالي بصت لفريده بابتسامه عريضه وقالت " نورتي والله، فرحت جدا لما دكتور سمير كلمني وقالي انك هتيجي "
ابتسمتلها وسالي قالتلها بحماس " تعالي اعرفك على يونس "
فريده بصتلها باستغراب فسالي وضحت " يونس اخويا اللي انتي جايه تتابعي حالته "
هزت راسها بتفهم ومشيت وراها، كانت ماشيه منبهره بالبيت وأساسه ونظامه لحد ما لقت نفسها قدام اوضه مقفوله، سالي بصتلها قبل ما تفتحها وقالت " يونس شخصيه لطيفه وواثقه انك هتعرفي تتعاملي معاه، لكن تيم شخصيته صعبه جدا وصعب التعامل معاه، هو اخويا برضه بس حبيت اقولك علشان تتجنبيه تماما وكده كده انتي مش مضطره تتعاملي معاه "
هزت راسها بتفهم وسالي فتحت الباب لقت يونس ماسك دراع اللعبه ومندمج في الشاشه اللي قدامه، دخلت سالي ووقفت قدامه فبصلها بغضب وقال " ابعدي كده "
قربت من الشاشه وفصلت الفيشه، كان لسه هيعترض بس قالت " فريده، تعالي واقفه عندك ليه ؟!"
انتبه ورمى الدراع من ايديه، دخلت فريده وسالي بصت ليونس " ممرضتك الجديده "
بصلها بابتسامه " اهلا بممرضتي الجديده اللي هتشاركني لياليا الكئيبه اهلا "
ابتسمت بحرج وسالي قالتلها بود " تعالي قربي انتي متكملتيش ليه من ساعة ما جيتي "
رد يونس بهزار " اوعي تكوني مبتتكلميش"
بصتله بابتسامه وردت بنفي "بتكلم طبعا ولساني طويل كمان بس obsessed بأساس البيت"
" لقينا حد زوقه زي زوق ماما"
سالي بصتلها وبدأت تشرحلها حالة يونس وتفهمها كل حاجه مطلوبه منها، خلصت كلامها وفريده دخلت تغير هدومها ولبست الاسكراب، اما سالي فخرجت من الاوضه ودعت بصمت الأمور تعدي على خير، بعد شويه سمعت صوت عربيه بره فغمضت عينيها بخوف من اللي هيحصل، وقفت في انتظاره وبمجرد ما دخل استقبلته بابتسامه " انت جاي بدري ولا أنا متهيألي "
بص في ساعته وقال بجديه " أنا جاي في ميعادي عادي "
سألته بمراوغه " حسيتك مبدر معرفش ليه ؟!"
بصلها بشك وسأل " وأنا امتى غيرت مواعيدي ؟!"
" وعلشان كده سألت، انهارده كان يوم مليان شويه فمحسيتش بالوقت وعشان كده سألت " قالت الجمله تحاول تخفي توترها، سابها ومشي فوقفته بسؤالها" انت طالع ليونس ؟!"
استغرب نبرتها المتوتره وقال بتأكيد " اه طالع اتطمن عليه "
كمل طريقه وهيا توترها زاد وخاصه بعد ثواني لما نطق اسمها بصوت عالي
يتبع......
بارت 1
تيم طلع السلم بخطواته الثابتة، وقف قدام أوضة يونس وخبط خبطتين خفاف قبل ما يفتح الباب ويدخل، بس أول ما عينه وقعت على البنت اللي واقفة جنب سرير يونس، حس كأن الدنيا لفت بيه، كور ايده بغضب ونده بصوته كله على اخته، يونس بص لفريده بأسف وهيا بصت للي واقف على الباب ومش فاهمه ماله ولا ليه اتضايق كده، يونس حاول يتدخل بسرعة، رفع إيده بإشارة تهدية وهو بيقول
"تيم، اسمعني بس—"
تيم بصله وقاطعه بتحذير
" خليك ساكت احسن، خليك ساكت"
سالي طلعت بسرعة، وقلبها بيدق بقوة، بمجرد ما شافها، ثبت نظراته عليها وقال بصوت حاد
" هاااااااا؟ ايه تبريرك المرادي؟!"
سالي وقفت قدامه، رفعت راسها بشجاعة رغم إنها حاسة بتوتر شديد وقالت
" مفيش تبرير، فريده هيا الممرضه الجديدة اللي هتكمل مع يونس"
بس كأنها زودت البنزين على النار، لأنه فجأة انفجر بغضب، ضرب الكومودينو اللي جنبه بإيده، وصوته علي أكتر وهو بيقول
" انتي ليه مصممه تخربي البيت ده؟! ايه غرضك قوليلي، عايزه ايه يا سالي هاا؟!"
يونس حاول يتكلم تاني، لكن تيم بصله بنظرة حاسمة سكتته فورًا.
فريدة كانت لسه مش مستوعبة في ايه وايه اللي بيحصل، بصّت لسالي باستغراب كأنها بتسأل بعينيها "هو في إيه؟!"
لكن سالي كانت ثابتة في مكانها، رغم كل التوتر والغضب اللي في الجو
قال بهدوء مخيف قبل ما يتحرك
" خلال ١٠ دقايق مش عايز اشوف ضلها في البيت "
كانت هتتكلم بس سابها ومشي، قربت منها فريده وسألت باستغراب
" ايه المشكله ؟ هو يقصدني ؟!"
اتنهدت بضيق وقالتلها
" متهتميش باللي حصل، كملي شغلك "
جت تمشي بس فريده وقفتها
" لاء معلش عايزه افهم، لو في غلط ارتكبته بالرغم من اني م......"
قاطعتها سالي
" مفيش غلط ارتكبتيه لاء، بس انا قولتلك ان تيم شخصيه صعبه شويه وخصوصا مع أي بنت يشوفها حتى لو ميعرفهاش ودي مشكله عندنا في البيت، بس لازم يتقبلوا ده، فاتفضلي شوفي شغلك "
مشيت وسابتها محتاره تعمل ايه، هيا مش فاهمه ايه اللي حصل اصلا، قاطع شرودها صوت يونس بيناديها، لفتله وقربت منه، قالها بأسف
" انا بجد اسف على اللي تيم قاله "
بصتله وحاولت تبتسم
" حصل خير "
سالي راحت ورا تيم، دخلت اوضته مكانش موجود، سمعت صوت مايه جاي من الحمام فعرفت أنه جوه، قعدت تستناه لحد ما خرج، خرج وشافها قاعده مستنياه، قالها بتمنى
" ياريت تقفلي الموضوع ده نهائي يا سالي، مش كل فتره تطلعيلي بموضوع جديد وتبوظي النظام بتاع البيت "
قامت وقفت وقربت منه وقالت بتحدي
" فريده مش هتمشي يا تيم، هتكمل مع يونس لحد ما يقدر يقوم ويمشي على رجله ومش هجيب ممرض يتابع معاه، والنظام اللي انت فاكرني ببوظه فده بسبب تفكيرك اللي اتغير ١٨٠ درجه، لكن أن بحاول اظبط النظام واخلي حياتنا حياه طبيعيه وعاديه بدل النظام اللي ماما حطته زمان وحضرتك مشيت عليه بحذافيره من ساعة ما بابا سابلك كل حاجه "
اخد نفس طويل وحاول يداري غضبه من كلامها
" سالي، بلاش تفتحي الموضوع ده وياريت لو تمشي على نظام البيت، النظام ده عاجب الكل ومش هيتغير "
قالت بإصرار
" هيتغير يا تيم، وده لانه مش عاجب الكل، فاكر زمان لما كنا مش طايقين حياتنا بسبب النظام الصارم اللي ماما حطته، دلوقتي بالنسبالك بقا حلو ؟ انت اتغيرت اوي وانا بجد مش عارفه ارجعك، وللاسف بالطريقه دي حياتك هتفضل مملوكه لماما وبس "
تجاهل كلامها وقال بصرامه
" مشي البنت ومتتدخليش مره تانيه في نظام البيت، واللي مش عاجبه اكيد عارف يعمل ايه "
سكتت شويه تحاول تتحكم في نفسها وبعدها قالت بتحدي
" فريده مش هتمشي، ولو مشيت انا كمان همشي، هاخد ابني وهروح بيتي استنى جوزي هناك، قدامك حل من اتنين يا تيم، يا نمشي انا وفريده يا نفضل انا وفريده "
" بلاش الأسلوب ده عشان انتي عارفه أنه مش بينفع معايا " قالها بتحذير خفي فعلت صوتها بغضب" طب اعمل ايه انا، قولتلك حل اهو، رد على الحل يا تيم، يا نمشي يا نفضل "
" في حل تالت، اني امشي انا، وانتي براحتك بقا اعملي اللي تعمليه"
قال كلامه ودخل اوضة الدريسنج يلم حاجته فدخلت وراه وحاولت توقفه بس هو تجاهلها، مسكت دراعه تعطله عن اللي بيعمله وقالتله برجاء
" متتصرفش كده عشان خاطري، بلاش تكبر الأمور بالطريقه دي، لو بجد ليا خاطر عندك هتتجاهل اللي حصل انهارده "
سحب دراعه وقالها
" طيب تمام، هنعمل اسكيب ليا، وماما اللي هتيجي بعد اسبوع دي هتعملي معاها ايه ؟ اكيد انتي عارفه رأيها في الموضوع ده وعارفه هتقولك ايه بالظبط"
حاول يقلدها وقال بتريقه
" البيت ده ليه نظامه من اكتر من ٢٠ سنه ومش هسمح لأي حد مهما كان أنه يلغي النظام ده... مهما كان "
رجع لطبيعته وكمل
" مستعده تواجهيها وتعملي مشكله تانيه، انا ويونس تقبلنا نظامها ومشينا عليه ويشهد عليا ربنا اني ماشي على نظامها ده بما يرضي الله، وانتي الوحيده اللي بتحاولي تغيريه ومقتنعه انك هتقدري، بابا نفسه مش قادر يعترض على كلامها ولا يفتح بوقه، هتيجي انتي تعترضي وكمان تغيريه؟!"
اتكلمت بهدوء ممزوج برجاء
" سيبني أعمل اللي انا عايزاه ومتوقفش في وشي، ادعمني زي يونس وبس، وأنا عارفه أنك عندك مشكله زي ماما في وجود اي واحده ست قريبه من البيت أو الشركه او اي مكان عندنا، الموضوع ده عاملي عقده نفسيه ومش عارفه ايه وجه اعتراضكوا بجد، حاول تحل مشكلتك يا تيم علشان انا مش هيأس، يا تثبت انك فعلا مش بتعاني من فوبيا من المؤنثات ومعندكش تروما من تعاملهم يا اما تعترف انك مريض فعلا والمرض عمره م....."
قاطعها بغضب
" قولتلك انا طبيعي ومعنديش اي مشكله، بس انا مش مستعد اضايق ماما في موضوع زي ده"
ربعت ايديها وقالت
" يبقى وريني دعمك ليا، ساعدنا نغير النظام اللي خنقنا ده "
اتنهد بغضب بس استسلم لرغبتها وقال
" تمام يا سالي، براحتك"
ابتسمت وحضنته وقالت بحب
" كنت عارفه انك مش هترفضلي طلب "
بعد عنها وقال بعتاب
" انتي عارفه اللي فيها، وبرغم كده جايه عليا جامد"
اتنهدت بضيق
" سيب الباقي عليا، وبس كده يا تيم"
خرجت من عنده فرحانه أنه مش هيقف في وشها واول حاجه عملتها راحت ليونس، دخلت بس كان نايم
سألت فريده
" هو مش كان صاحي ؟!"
ردت فريده بعمليه
" لسه واخد مسكن تقيل شويه فنام "
هزت راسها بتفهم وجت تمشي بس فريده وقفتها بسؤالها
" هو انا غلطت في حاجه في شغلي ؟!"
لفتلها وقالت بنفي
" لاء يفريده محدش قال انك غلطتي "
سألتها
" طب واللي حصل من شويه ده كان ايه ؟!"
بصت في ساعتها وقالت بإيجاز
" لينا قعده مع بعض يا فريده، بس دلوقتي عايزه اكلم ياسين ابني اتطمن عليه واشوفه هيرجع امتى من النادي، بكره إن شاء الله بعد ما يونس ياخد المسكن وينام هفهمك اللي محيرك، اتفقنا ؟!"
هزت راسها بموافقه وقالت
" تمام "
عدى الوقت ببطء وحست بملل قطعه رنة فونها، ابتسامتها وسعت وردت بترحيب
" هلا باللي نزلت من غيري انهارده هلا "
سألتها
" انا اللي قولتلك عندي شغل جديد صح ؟!"
" متدخلنيش في تفاصيل دلوقتي "
ردت بابتسامه
" ماشي يا ستي، المهم ايه اخبار وضعك الجديد؟"
اتنهدت بملل
" ممل بطريقه اوفر، بس اكيد مريح عن شغل المستشفى بالنسبالي"
قالت بمزاح
" طول عمرك متعبه، هنعمل ايه بقا"
قبل ما ترد عليها لقت الباب بيخبط، قربت تفتح وبمجرد ما فتحت لقت حد مسكها من دراعها وبيشدها وراه، حاولت تستوعب ايه اللي بيحصل لحد ما لقته دخلها اوضته وقفل الباب، بصتله بعصبية وقالت بغضب
" ايه اللي حصل ده ؟! انت شكلك مجنون رسمي فعلا "
تجاهل كلامها وقال بصرامه وحده
" عايزه كام ؟!"
بصتله باستغراب وهيا مش فاهمه بيتكلم عن ايه وردت
" افندم ؟!"
كرر كلامه
" عايزه كام ؟ كلامي واضح "
سألته بعدم فهم
" مش فاهمه؟ عايز ايه يعني ؟!"
بص لعينيها مباشرةً وقال بتوضيح
" انتي جايه تشتغلي هنا عشان الفلوس صح ؟! انا دلوقتي بعرض عليكي تاخدي اي مبلغ انتي محتاجاه بس تمشي من هنا، اختاري مبلغ ايا كان هو كام وزودي الأصفار اللي تحبيها بس في المقابل تمشي من هنا "
بصتله بصدمه وحاولت تستوعب كلامه وقالت بتلعثم " انت.... انت؟"
كمل
" بعرض عليكي عرض عمرك ما حلمتي بيه ولا كنتي بتحلمي، بقولك اي مبلغ تحتاجيه هديهولك، وكمان من غير ما تشتغلي، مش مصدقه نفسك صح ؟!"
غمضت عينيها بغضب وجت تخرج بس مسك دراعها وقال
" هتفكري في العرض صح ؟ بس هو مش محتاج تفكير علفكره، يكفي تقولي موافقه بس "
شدت دراعها وبصتله بغضب، دورت بعينيها على اي حاجه تخبطه بيها وبدون اي مقدمات مسكت ڤازه وحدفتها عليه بس هو تلاشاها، بصتله بغضب وقالت
" مهزق "
خرجت بسرعه وفضلت تمشي بسرعه وحست انها تايهه في البيت الكبير ده،مشيت في الرواق الكبير وهي بتلف حوالي نفسها ومش عارفة تروح فين.
المكان فعلاً ضخم وبيتهم مختلف عن أي بيت شافته قبل كده
سمعت صوت خطوات وراها، قلبها دق بسرعة، لفت بفزع… بس لقت واحدة من الشغالات مبتسمة لها وبتسألها بهدوء
"حضرتك محتاجة حاجه؟"
ردت فريده وهي بتحاول تهدي صوتها
"كنت بدور على أوضة يونس… أنا لسه مش متعودة على المكان."
الشغالة ابتسمت وقالت
"تعالي أوصلك"
مشيت وراها ووصلتها واستأذنت بأدب
تيم خرج من أوضته وملامحه حاده، نزل السلم بخطوات ثابته، سالي كانت واقفة بتتكلم في التليفون، ضحكتها خافتة، لكن أول ما شافته، عينيها راحت فورًا على الشنطة في إيده.
قفلت المكالمة بسرعة وقالت بقلق
"تيم؟ إيه الشنطة دي؟ رايح فين؟"
بص لها وهو بيحاول يثبت نبرته رغم الرجفة في صوته
"أنا مش قادر أكون هنا... أنا مش هقدر أواجه ماما لما تيجي وأسكت، هتحس إني خذلتها."
سالي قربت منه، صوتها بقى أهدى لكن فيه نبرة رجاء
"بس إحنا اتفقنا يا تيم، أنت وافقت خلاص... ليه بتهرب دلوقتي؟"
هز راسه ببطء وقال
"أنا متفقتش يا سالي، انا سيبتك براحتك، بس مش هقدر ادعمك في حاجه زي دي "
قال كلامه ومشي، انسحب بهدوء، وقفت مكانها، شايفاه وهو بيبعد، قلبها مقبوض، مش عارفة تمنعه ولا حتى تطمنه، بس المرادي لازم تاخد موقف وبجد
عند فريده، الباب خبط تاني، خافت يكون هو بس قربت وفتحت بتوتر، مكانش في حد بس لمحت ورقة صغيرة متعلقة على الباب، مكتوب فيها بخط واضح
" لو فكرتي تكملي هنا، هتشوفي أيام سوده، مش بس هتتعبك، هتخلي كل حاجة حواليكي ضدك، اعتبريها تحذير من حد عارف إزاي يحمّل الكلمة وزنها، البيت ده مش لعب، وأنا مش هسمح لأي حد يتمادى"
يتبع.......
وقفت فريدة شايلة الورقة في إيدها، وعينيها بتتحرك على السطور الباردة اللي مكتوبة بخط حاد وواضح
"تهديد؟... أنا لسه داخلة البيت من كام ساعة!"
لفت الورقة بين إيديها بتوتر، مش عارفة تتجاهل ولا تواجه، تمشي؟ ولا تكمل
قطعت الورقه ورمتها في باسكت الزباله، ده شغلها ومش تهديد زي ده يخليها تفكر اصلا، بس فجأه الباب خبط تاني.
وقف قلبها للحظة، قربت من الباب ببطء،
فتحت…
بس مفيش حد.
ولا صوت.
ولا حتى خيال بعيد.
بصّت يمين وشمال، الرواق فاضي، والإضاءة خافتة وعاملة ضل غريب على الحيطان،
رجعت تقفل الباب… بس لفت نظرها حاجة على الأرض.
نفس الورقة اللي لسه رامياها، متنية ومرمية قدام الباب.
ركعت بسرعة تشوف الورقة… نفس الخط، نفس الكلمات.
دخلت الاوضه وقفلت الباب بسرعة، فضلت ماسكة الورقة في إيدها، عنيها ثابتة عليها، بس فجأة، أخدت نفس عميق، وقامت بسرعة.
ما ينفعش تفضل خايفة. لازم تلاقي سالي وتعرفها.
فتحت الباب بحذر، خرجت، والبيت ساكت بطريقة غريبة، كأن حتى الأنفاس اتمنعت.
نزلت السلم بخطوات سريعة، بس رجليها كانت بتتهز من التوتر.
كل خطوة بتاخدها بتحس إنها أقرب لحاجة مش مفهومة.
الأنوار خافتة أكتر من العادي…
صوت خفيف جه من وراها، كأن في همسة، بصّت بسرعة وراها…
مفيش حاجة.
سرّعت خطواتها أكتر، قلبها بيدق في ودانها.
وصلت للريسبشن… فاضي.
"سالي؟!"
نادت بصوت مهزوز، حاولت ترفعه شوية.
"سالي، أنتي هنا؟!"
الصمت كان هو الرد الوحيد.
لكن بعد لحظة… سمعت صوت باب بيترزع من بعيد، جاي من المطبخ،
لفت، وبلعت ريقها، مش قادرة تقرر تروح ناحية الصوت… ولا ترجع الاوضه وتقفل الباب
لفت بسرعة لما حست بإيد بتتحط على كتفها، شهقت بقوة، والرعب مسيطر عليها، بس صوت سالي جه يطمنها
"في إيه؟ اهدي، مالك؟"
فريدة قالت وهي بتحاول تلم نفسها
"كنت… كنت بدوّر عليكي."
سالي بصّت لها باستغراب
"ومتوترة ليه كده؟!"
فريدة ردّت بسرعة، وهي لسه قلبها بيدق بعنف
"في حاجة مش طبيعية هنا… في حاجة غريبة بتحصل."
سالي سألت بهدوء
"حاجة زي إيه؟"
فريدة مدت إيدها وادتها الورقة
"بصي الورقة دي… حد خبط فوق، ولما فتحت لقيت دي قدام الباب!"
سالي خدت الورقة منها، فتحتها وبصّت فيها شوية، وبعدين رفعت عينيها لفريدة وقالت باستغراب
"دي ورقة فاضية يا فريدة."
فريدة خدت الورقة بسرعة، وبصّت فيها، صوتها اتقطع من الصدمة
"والله… والله كان مكتوب فيها! كان فيها كلام… وتهديد كمان!"
سالي قالت بهدوء
"وفين الكلام ده دلوقتي؟"
فريدة بصّت للورقة بحيرة، وقالت بصوت خافت
"معرفش…"
سالي قربت منها وقالت بنبرة فيها حنية
"شكلك تعبانة شوية يا فريدة، اغسلي وشك واهدي، يمكن بس متوترة شوية."
فريدة هزت راسها
"بس أنا كويسة… مش عارفة إيه اللي حصل، وكمان، كان في واحدة هنا، شغالة… وهي اللي ودتني أوضة يونس، مع إنك قلتي إنكوا مش بتشغلوا غير رجالة بس!"
سالي عقدت حواجبها وقالت
"شغالة إيه يا فريدة؟ مفيش أي شغالات ستات هنا، إحنا عندنا ٣ شغالين وكلهم رجالة."
فريدة قالت بحدة ممزوجة بالذعر
"لأ! أنا شفتها بعيني! واحدة ست، وهي اللي خدتني لاوضة يونس "
سالي حطت إيدها على كتفها وقالت بهدوء أكتر
"فريدة، شكلك تعبانة فعلاً… إيه رأيك تغسلي وشك؟ ولو حابة تمشي النهاردة روحي."
فريدة سكتت لحظة، وبعدين قالت بصوت أهدى لكنه مليان شك
"بس أنا بجد بقولك اللي شوفته… ممكن يكون أخوكي اللي بيعمل كده؟ عشان يمشيني من هنا؟"
سالي هزت راسها بالنفي وقالت
"تيم أصلاً مش في البيت، ومش هييجي لحد آخر الأسبوع، يمكن فعلًا تكوني متوترة أو مجهدة."
فريدة اتنهدت وقالت بصوت واطي
"يمكن… عن إذنك."
دخلت فريدة الحمام، والماية الباردة نزلت على وشها تحاول تصحيها من دوامة الرعب اللي حساها، لكن الإحساس بالخطر مبيختفيش…
كل حركة، كل نفس… كأن في عينين بتراقبها.
رفعت راسها وبصّت في المراية، تحاول تشوف ملامحها وتطمن نفسها…
بس فجأة، لمحت انعكاس حد واقف وراها.
حد طويل… واقف ثابت… ساكت.
شهقت، ولفت بسرعة، قلبها بيخبط في صدرها بعنف…
لكن مفيش حد.
الحمام فاضي…
الهدوء مرعب أكتر من الصوت.
بصّت وراها تاني، وبعدين رجعت تبص في المراية…
مافيش أثر لأي حد، كأن اللحظة دي محصلتش.
اتنهدت بعصبية، وتمتمت لنفسها
"أنا لازم أهدى… يمكن فعلاً متوترة…"
خرجت من الحمام بهدوء، عينها بتتحرك في كل زاوية وهي بتدور على أي علامة… أي تفسير، قعدت على الكنبة وهي ضامة نفسها، عينيها بتجري في المكان،
بس عقلها بيجري أسرع، بيراجع كل حاجه
"الورقة، الست اللي شافتها، المراية..."
رفعت عنيها وبصت حوالين الأوضة،
كل حاجة هادية، هادية زيادة عن اللزوم…
لكن الهوا في الأوضة تقيل، حضنت نفسها أكتر، وسندت راسها، لازم تفهم اللي حصل ده"
اليوم عدى بالعافية عليها،كل لحظة عدت كانت كأنها بتسحب من روحها، أخيرًا وصلت بيتها، طلعت أوضتها بخطوات تقيلة.
البيت كان هادي جدًا، هدوء مريب، بس مختلف عن بيت سالي… هدوء أليف، رغم إن عقلها مش سايبها ترتاح.
قعدت على سريرها، سندت ضهرها، وعينيها سرحانة في السقف "هو أنا اتجننت؟ ولا اللي حصل ده كان حقيقي؟"
قطع أفكارها صوت رنة موبايلها.
بصّت على الشاشة… إسلام بيتصل
فريدة ردت بصوت هادي
"ألو؟"
إسلام قال بلهجة فيها اهتمام واضح "رجعتي البيت؟"
اتنهدت
" أيوه، وصلت من شوية… أخيرًا."
قال بابتسامة خفيفة باينة في صوته "حسيت إنك مرهقة، كله تمام؟"
قالت وهيا بتتاوب
"آه الحمد لله… اليوم كان طويل شوية بس عدى."
غيرت الموضوع وقالت" هيا ماما فين، دورت عليها، مش لاقياها."
إسلام رد باهتمام
" راحت النادي… كانت بتقول هتقابل أصحابها"
ردت بهدوء"تمام…"
سألها بنبرة فضول واهتمام أخوي
"طيب قوليلي، الشغل ماشي إزاي؟ مرتاحه؟!"
كان نفسها تحكيله كل حاجة، تقوله على الورقة، والباب اللي خبط، والشغالة الغريبة، بس هيا مش عايزة تسمع جملة "يمكن تكوني متوترة".
هي مش متوترة… هي شافت اللي شافته.
قالت بإيجاز" كويس "
قالها بابتسامه "طيب لو احتجتي حاجة كلميني، خدي بالك من نفسك."
قفلت معاه، وسكتت للحظة، صوت نفسها بس هو اللي مالي الأوضة.
قامت، غيرت هدومها، ووقفت قدام المراية… عمرها ما اتهيألها اي حاجه، اشمعنا امبارح
قعدت تكتب شوية ملاحظات في النوت عندها… تفاصيل الشغالة، شكل الورقة، كلام سالي، توقيت الأصوات.
كل حاجة.
حاولت تنام بعد وقت طويل من التفكير، وأخيرًا غلبها النوم، فاقت على صوت المنبه، فتحت عينيها ببطء وهي حاسة إنها لسه مرهقة، بس قامت بسرعة تجهز نفسها للشغل، خرجت من أوضتها وندهت على مامتها
"ماما؟!"
لكن محدش رد.
خرجت واحدة من المطبخ، كانت لابسة لبس شغالة وقالت بهدوء
"مفيش حد في البيت."
فريدة هزت راسها بتفهم وسكتت، خدت شنطتها وخرجت، لقت السواق مستنيها قدام الباب، ركبِت العربية، بعد شويه وفونها رن…
كانت صاحبتها
"إيه يا يسر؟" قالتها فريدة وهي بتحاول تفوق.
يسر قالت بانفعال
"برن عليكي مش بتردي ليه؟!"
ردت فريدة
"كنت نايمة، في حاجة مهمة؟!"
يسر سألتها
"مش هتيجي معايا؟ هنزل أشوف دريس النهارده."
فريدة اعتذرت
"طب خليها بكرة الساعة ٤ مثلًا، إنتي عارفة شغلي الجديد."
يسر قالت بنبرة فيها عتاب بسيط
"عارفة، وعشان كده كنت برن بدري شوية، أنتي عارفة كتب الكتاب يوم الخميس."
فريدة قالت
"عارفة، بس لسه في وقت، بصي، سلام دلوقتي، هكلمك بالليل لما أكون فاضية."
قفلت معاها، والعربية وقفت قدام الفيلا، نزلت فريدة وسلّمت على سالي وبعدها وطلعت على أوضة يونس.
دخلت وهي بتقول بابتسامة
"مساء الخير."
يونس رد بنفس الحماس
"مساء الفل، مش مصدق إني شوفتك تاني."
ضحكت وسألته
"ليه يعني؟!"
قال
"بصراحة… مفيش واحدة جت هنا يوم ورجعت تاني، فمستغرب شوية، خصوصًا إنك امبارح كنتي متوترة وسرحانة، لما صحيت بالليل شوفتك قاعدة سرحانة على الآخر… حب جديد ده ولا إيه؟"
فريدة ضحكت وقالت
"حب إيه بس، أنا بس كنت زهقانة."
رد وقال
"بصراحة لما لقيتك كده، كملت نوم وقلت بلاش أتطفل… أسيبك براحتك أحسن."
ابتسمت وسابته، دخلت تغير هدومها في الحمام، وهي بتبص حواليها، كل حاجة شكلها طبيعي، مفيش أي حاجة غريبة… الجو هادي، مريح… بس جواها، كانت لسه مش مرتاحة.
خرجت فريدة من الحمام، لقت يونس قاعد في الأوضة قدام التلفزيون، ماسك دراع البلاي ستيشن ومركز جدًا في اللعبة.
قربت منه وسألته بنبرة فيها فضول
"إيه سبب اللي إنت فيه ده؟!"
بصلها يونس بسرعة وقال
"حادثة."
فريدة قربت أكتر، وقالت باستغراب
"حادثة؟! إزاي يعني؟ حصل إيه؟"
يونس سكت لحظة، عيونه كانت على الشاشة وقال
" حادثه عاديه، كنت راجع البيت بالليل بالموتوسيكل وهوب فوقت لقيت نفسي زي ما انتي شايفه كده"
فريدة قعدت جنبه وسألته باهتمام
"يعني كنت راكب موتوسيكل وقت الحادثة؟"
ابتسم يونس وقال بنبرة فيها تهكم على نفسه
"طبعًا، هو أنا بعرف أمشي من غيره؟!"
فريدة قالت
"بس انت شكلك متهور جدًا… سمعت إنك بتحب الموتسيكلات وعندك كتير."
رد وهو بيرفع حاجبه
"أيوه… دي أكتر حاجة بحبها في الدنيا، بس المرة دي كنت ماشي بالعقل، والله… بس القدر بيلعب لعبته."
فريدة بصت له وقالت بنبرة فيها مزيج من قلق واهتمام
"بس اللي حصل كان ممكن ينتهي بأسوأ من كده… ليه بتجازف بروحك؟"
قال بهدوء
"السرعة بالنسبالي حرية… بس الظاهر إن الحرية ساعات بتدفع تمنها غالي."
الباب خبط ودخلت سالي سألت باهتمام " ايه الاخبار؟!"
يونس قالها بملل " أبو ام ده سؤال...."
سالي ضحكت وقالت
" طب يا عم مساء الفل كده كويس؟!"
يونس رد وهو بيكمل اللعب
"لا يا شيخة، قوليلي مساء الحوادث والجبس والهموم."
فريدة ضحكت وقالت
"واضح إنك بتستمتع بالتنكيد يا يونس."
سالي قربت منهم وقالت
"هو كده من يومه، بس معلش، هتخف وترجع تجري على الموتسيكلات تاني، وتعمل حوادث تاني"
يونس قال وهو بيغمز
"أهو ده الأمل اللي عايش عشانه."
فريده قالت بزهول " حوادث؟!"
سالي وضحت " البيه كل شويه ييجي متدغدغ، انبهه يبني ارحم نفسك بس لا حياة لمن تنادي "
فريده قالت بسخريه " لاء شاطر"
سالي بصّت لفريدة وقالت بنبرة هادية
"لما تدي يونس المسكن، ابقي انزلي اتكلم معاكي شوية."
يونس اتنهد وهو بيعدل وضعه على السرير وقال بنبرة متضرره
"أهو كل يوم المسكن ده… بمجرد ما بتحطّي الحقنة في الكانولا، بحس إن روحي بتطلع!"
فريدة ابتسمت له وقالت
"علشان هو مسكن قوي، ومينفعش يتاخد مع بنج، لأنه هيبطل مفعوله، معلش، كلها كام يوم وتكون أحسن."
سالي ابتسمت ليهم بلطف وخرجت من الأوضة
يونس بص لفريدة بنظرة طفولية وقال بنبرة شبه متوسلة
"تلاعبيني؟!"
فريدة ضحكت وقالت وهي بترفع حاجبها
"بلاش هغلبك."
قال بثقه
"عيب عليكي، تعالي لاعبيني بدل ما أنا حاسس إني هنفجر من الملل."
فريدة ضحكت وقالت وهي بتقرب منه
"طب ماشي، بس لو غلبتك متزعلش."
يونس ابتسم وقال
"ده لو عرفتي تغلبيني أصلاً!"
قعدت جنبه، خدت الكنترولر وبدأت اللعبة، في الأول كانت بتحاول تركز، بس واضح إنها مبتدئه، فكان يونس كل شوية يضحك وهو بيقول
"ده إنتي محتاجالك كورس تدريب قبل ما تلعبي معايا."
فريدة قالت بإصرار
"استنى بس، أنا لسه بسخن."
الجو مرح، فضلت تلعب معاه لحد ما جه وقت المسكن
يونس أخد المسكن وسند راسه على المخدة وهو بيقول بنبرة نعسانه
"مش قادر أقاوم الحقنة دي... خمس دقايق وهكون نايم في سابع نومة."
فريدة ابتسمت وقالت بهدوء
"نام وارتاح... أنا هفضل هنا شوية."
سكتت الدنيا، والهدوء بقى تقيل في الاوضة. يونس نام فعلا، وفريدة قعدت على الكرسي، بتحاول تهدى، لكن عقلها مش ساكت.
فجأة، وهي قاعدة، لمحت في المراية الصغيرة اللي على التسريحة…
فيه انعكاس حد وراها.
شخص واقف، ساكن، مش بيتحرك.
قلبها وقع، لفّت بسرعة…
مفيش حد.
رجعت تبص في المراية…
الانعكاس اختفى.
وقبل ما تلحق تستوعب، اللمبة اللي فوقها بدأت تنور وتطفي بسرعة
"تكتكتكتك…"
الصوت عالي والإضاءة مرعبة.
فريدة وقفت بسرعة، بصت للسقف، بتهمس لنفسها
"في إيه؟! إيه اللي بيحصل؟!"
وبعدين…
صوت أنين خفيف بدأ ييجي من الدولاب.
أنين مكتوم… وكأنه في حد جوه.
فريدة بصت للدولاب، رجليها تقلّت، بس قربت، بإيد بترتعش فتحته
يتبع….
فتحت الدولاب، قلبها بيدق بخوف، لكن أول ما فتحته…
كل اللي شافته كان هدوم متعلقة زي ما هي، وشنطة تحت على الرف.
الأنين اختفى.
فضلت واقفة لحظة، بتتأكد بعينيها إن مفيش حاجة غريبة،
بعدها اتنفست بعمق، وسندت راسها على باب الدولاب المفتوح، رجعت قفلت الباب، ببطء، ولمحت اللمبة بدأت تثبت نورها تاني.
راحت قعدت على الكرسي ومدت إيديها على وشها، تحاول تهدى، هيا حاسه ان في حد بيحاول يلعب بأعصابها، جواها يقين إن تيم هو اللي ورا كل ده، يمكن بيحاول يخوفها علشان تمشي من نفسها، لكن مش هتستسلم، خدت القرار تنزل وتقعد مع سالي ومتديش للموضوع اكبر من حجمه
نزلت الصالون لسالي، وهناك شافتها، سالي أول ما دخلت، ابتسمت لها ابتسامة خفيفة، وفريدة قعدت جنبها، سالي بدأت الكلام، بنبرة فيها دفا واهتمام
"عاملة إيه دلوقتي؟"
فريدة ردت بهدوء
"الحمد لله."
سالي أخدت نفس، وبصت لها بنظرة جدية وقالت
"بصي يا فريدة… تيم شخصية هادية جدًا، بيحب النظام بشكل مبالغ فيه، ومنظم لدرجة الوسواس، فعلاً عنده وسواس قهري، وبيحب ماما أكتر حد في الكون، أي حاجة تطلبها بينفذها من غير نقاش، مهما كانت صعبة أو غريبة، وماما من زمان مانعة أي بنت تدخل البيت، أو تشتغل في الشركة، منع نهائي، أنا نفسي مش عارفة السبب، بس متأكدة إن تيم يعرفه، وعلشان كده، انتي مش أول بنت تيجي هنا، في غيرك كتير جربوا، بس محدش كمل، وأنا متأكدة إن السبب في ده هو تيم، هو اللي بيخليهم يبعدوا."
فريدة سألتها
"البنات دول بيمشوا ليه؟!"
سالي ردت
"علشان تيم بيعرض عليهم فلوس من نفسه، من غير ما يقول لحد، أنا لما رحت المستشفى عندكم كنت بدور على ممرضة مناسبة، ودكتور سامي رشحك ليا بنفسه، وقالي إنك قد المسؤولية، وشكلك فعلاً طلعتؤ قدها… وإلا ما كنتيش لسه هنا لحد دلوقتي."
فريدة رفعت راسها، وقالت بثقة
"أنا فعلاً قدها… ومش ناوية أمشي، غير لما يونس يقوم على رجليه ويكون كويس، حتى لو اللي بيحصل حواليا كله بيقولي امشي."
سالي ابتسمت وقالت
"إنتي أثبتتي ده… بس، هل انتي مستعدة تفضلي حتى بعد ما ماما ترجع؟"
فريدة بصتلها بثبات وقالت
"مستعدة… متقلقيش، مش همشي."
من زاوية عالية في ركن الصاله، كاميرا صغيرة بالكاد تُلاحظ كانت بتسجل كل حاجة، هو كان قاعد قدام الشاشة، بيراقبهم، وصوتهم واصله بوضوح، سمع كل كلمة اتقالت، وشايف كل حاجه، لما فريدة قالت بصوت ثابت "مش همشي" شد قبضة إيده بغضب، عض على شفايفه
هي مش ناوية تمشي بالرغم من كل اللي عمله؟!
هو حاول بكل الطرق يخوفها… يوترها… يخلّيها تسيب المكان من نفسها.
بس شكلها… عنيدة.
عنيدة أكتر مما كان متوقع.
ودي حاجه بتستفزه
لازم ياخد قرار جديد، أو يعرف حتي نقطة ضعفها
تاني يوم، فريدة صحيت على صوت الموبايل بيرن، مدّت إيدها بتكاسل وبصت… يسر.
ردت وهي لسه صوتها نايم
"ألو؟"
يسر قالت بسرعة
"يلا يا فريدة، متنسيش هتنزلي معايا النهارده."
فريدة مسحت وشها وقالت بنبرة كسوله
"عارفة والله… أول ما اجهز هكلمك "
يسر قالت
"تمام… هستناكي أنا وياسمين."
فريد قالت بضيق
"ما بلاش تجيبيها معاكي… أنا عارفة إنها أختك، بس بلاش يا يسر، اليوم مش ناقص توتر."
يسر اتلخبطت وقالت
"هي اللي قالتلي عايزة تيجي وماما قالتلي خديها ، أعمل إيه؟"
فريدة قالت بحدة خفيفة
"انتي أدرى، بس بقولك اهو… بلاش."
يسر تنهدت وقالت
"معلش… كلها كام يوم وهمشي."
قفلت فريدة المكالمة، قامت من السرير، خدت شاور وغيرت هدومها ونزلت تحت.
أول ما دخلت الصالون، لقت مامتها قاعدة.
ابتسمت، قربت منها بسرعة وحضنتها جامد
"وحشتيني يا ماما."
مامتها بعد ما حضنتها شوية، قالت بنبرة فيها عتاب
"انتي يا جزمة! نايمة طول النهار ورايحة تشتغلي بالليل؟!"
فريدة ضحكت وقالت
"ما هو غصب عني، وبعدين انتي طول الوقت يا مش في البيت يا قافلة على نفسك في أوضتك… ليه كده؟ ليه مش معانا زي زمان؟"
أمها سكتت ثواني، كأن الكلام وجعها، وبعدين غيرت الموضوع وسألتها
"الشغل عامل إيه؟"
فريدة قالت بابتسامة صغيرة
"حلو… ومريح… الحمد لله."
فريدة بعد ما خلصت كلام مع مامتها شويه، خرجت من البيت، وصلت عند الكافيه اللي اتفقت تقابل يسر فيه، دخلت وهي بتبص حواليها، لقت يسر قاعدة… وياسمين جنبها طبعًا.
قربت عليهم ويسر أول ما شافتها قامت تسلم عليها
"أخيرًا يا بنتي!"
فريدة سلمت عليها وقالت بفتور وهي تبص لياسمين
"أهو جيت خلاص، عاملة إيه؟"
ياسمين ابتسمت ابتسامة متصنعة وقالت
"الحمد لله… وانتي؟"
فريدة قالت وهي بتقعد
"الحمد لله… ماشية."
كان في شوية توتر بين فريدة وياسمين، يسر حست بيه كالعادة، فحاولت تغيّر الجو بسرعة
" ايه يا فريده، الشغل خدك خلاص "
فريدة ردت بسرعة
"الشغل واخدني شوية… وانتي عارفة، مواعيده صعبة."
يسر بصتلها وقالت
"بس باين إن في حاجه تانية… احكيلي."
فريدة هزت كتافها وقالت وهي بتحاول تبين إنها تمام
"كل حاجة تمام… بس في شوية حاجات بتحصل هناك مش فاهمة تفسيرها."
ياسمين قالت بنظرة فضولية
"يعني إيه؟!"
فريدة بصتلها وقالت بنبرة واضحة
"يعني حاجات مش مهمة ليكي، متقلقيش."
سكتت ياسمين، وبان الغيظ في وشها، ويسر حاولت تلطف الجو شويه
خرجوا من الكافيه واتحركوا على الأتيليه، الجو كان حر شوية، وفريدة ماشية جنب يسر وبيتكلموا، وياسمين ماشية وراهم بتبص حواليها ومفيش كلمة طالعة منها.
دخلوا الأتيليه، وفريدة قالت وهي بتبص حواليها
"حلو المكان… أهو أشيك من اللي كنا فيه قبل كده."
يسر ابتسمت وقالت بحماس
"أنا متحمسة بجد، نفسي ألاقي حاجة حلوة النهارده."
البنت اللي شغالة في الأتيليه سلمت عليهم بابتسامة وقالت ليسر
"تحبي تبدأي تشوفي الموديلات الجاهزة؟!"
يسر قالت بحماس
" اكيد "
دخلت يسر وبدأت تقيس الفساتين، فريدة قاعدة برا على الكنبة وياسمين قاعدة جنبها مستنيين يسر
لبست يسر أول فستان وخرجت،
كان بسيط أوي، لونه باهت ومافيهوش تفاصيل كتير، سمبل جدا
فريدة أول ما شافتها قالت
"لاء مش حلو، مش لمناسبة زي دي "
بس ياسمين بسرعة قالت
"إيه الكلام ده؟ بالعكس، شكلك زي القمر فيه!"
يسر وقفت قدام المراية وبتبص لنفسها بحيره، رجعت ولبست فستان تاني، ده كان تحفة… قماشه ناعم ومضبوط على جسمها، ألوانه مبهجة وفعلاً حلو
فريدة أول ما شافتها قالت باندهاش
" والله انتي اللي حلتيه"
لكن ياسمين قالت وهي بتلف وشها
"ممم… مش لايق، فيه حاجة غلط، حساه مديكي حجم أكبر شوية."
يسر بصتلها باستغراب وقالت "بجد؟ أنا حبيته… مش وحش برضو"
فريدة قالت وهي كاتمه غيظها
"متسمعيش كلامها، الفستان حلو جدًا"
ياسمين قالت بنبرة شبه باردة
"أنا بقول رأيي بس، براحتكم طبعًا."
فريدة لاحظت إن كل ما يسر تلبس حاجة حلوة، ياسمين ترفضها، ولما تلبس حاجة مش قد كده، تمدحها… ابتسمت لنفسها وهيا عارفه أنها اكيد غيرانه
يسر دخلت تجرّب فستان تاني، كان منفوش شوية وفيه لمعة واضحة، أول ما خرجت بيه، فريدة ضحكت وقالت
"ده لو دخلتي بيه قاعة كتب الكتاب، الناس هتفتكر إنك رايحة تصوري إعلان!"
يسر بصّت لنفسها في المراية وقالت وهي بتضحك
"آه فعلاً، حاساه تقيل وكأنه فستان سندريلا."
لكن ياسمين قالت
"بالعكس، ده شيك جدًا ومميز، مخليكي باينة ومش تقليدية."
فريدة رفعت حواجبها وقالت
"شيك إيه يا شيخة؟ ده هيوقعها وهي داخلة"
يسر ضحكت وقالت
"مش ده خالص… خليني أجرب ده."
دخلت تاني ولبست فستان تاني ، ده كان بسيط، سادة، وفيه لمسة دانتيل على الأطراف.
خرجت بيه وقالت
"إيه رأيكم؟"
فريدة بصّت وقالت
"ده حلو… لايق عليكي وناعم."
أما ياسمين، فرمشت بسرعة وقالت
"ممم… مش حلو، لونه باهت ومش مديكي أي لمعة."
يسر بصّت لفريدة، وفريدة ابتسمت وقالت بهدوء
"ده ذوقك، بس أنا شايفاه شيك وبسيط، وانتي أصلاً مش محتاجة بهرجة."
جربت كمان فستان تاني، كان مجنون شوية، ألوانه خارجة عن المألوف وتصميمه غريب.
خرجت وقالت بضحكة
"ده أنا نفسي مش فاهماني فيه!"
فريدة ضحكت وقالت
"هو ده بقى اللي لو لبستيه، الناس هتمشي واولهم خطيبك المبجل "
ياسمين قالت في عالم موازي
" بس جرئ... حبيته"
فريدة بصتلها وقالت بصوت واطي
"واضح إنك بتحبي كل حاجة غريبة ومش مناسبة لأختك."
ياسمين ردت ببرود
"أنا بحب الحاجات اللي مش تقليدية، مش غلط."
فريدة مردتش، بس عينيها قالت كتير…
الغيرة كانت باينة، وياسمين مش قادرة تخبيها
البنت اللي شغالة في الأتيليه قربت منها وهي متحمسة وقالت
"بصي، في دريس لسه واصل امبارح، جديد جدًا، جاي من بره، وفي منه نسخة واحدة بس… بصراحة حساه هيبقى تحفة عليكي، بس انتي قولتيلي عايزة حاجه سعرها معقول."
فريدة مستنتش ولا لحظة، ردت بسرعة
"هاتيه… ملكيش دعوة بالأسعار!"
يسر اتفاجئت وقالت بنبرة اعتراض
"بس يا فريدة إحنا قولنا…"
فريدة قطعتها وقالت بحزم
"قلتلك ملكيش دعوة… سيبيني أنا أتصرف."
البنت راحت جابت الفستان، وكان فعلاً حاجة تانية، تحفة بكل المقاييس، قماشه ناعم، والقصّة بتاعته فخمة، وفيه لمعة بسيطة كده تدّي رُقي من غير ما تكون مبهرجة، يسر دخلت تقيسه، وبعد شوية خرجت…
التلاته انبهروا
فريدة بصّتلها وقالت بعيون بتلمع
"يا نهار أبيض! هو ده… ده الفستان اللي يخطف!"
حتى البنت اللي شغالة قالت وهي مبتسمة
"هو معمول ليكي بالظبط… يجنن عليكي."
يسر كانت فرحانة، بس بتحاول تبين إنها هادية.
أما ياسمين، فكانت واقفة، عينيها بتتحرك بسرعة من الفستان لوش أختها… هو عاجبها بس قالت ببرود
"يعني… مش عارفة، مش حاسة إنه مميز أوي."
فريدة بصتلها من فوق لتحت وقالت
"مش مهم تحسي، إحنا حسينا وخلاص…"
وبعدين بصّت للبنت اللي شغالة وقالت
"احجزيه، ده اللي هايتاخد."
ياسمين لسه بتحاول تعترض وقالت
"بس إحنا قولنا مش هنجيب حاجات غالية كده!"
فريدة ردت وهي بتزق الكلام
"قلتلك ملكيش دعوة… انتي بس خليكِ ساكتة."
وبالفعل حجزوا الدريس وخرجوا من الاتيليه والفرحه باينه على وش يسر، فريدة بصّت في ساعتها وقالت " هخلع انا، يدوب الحق اوصل
سلموا على بعض، وفريدة وقفت تاكسي وركبت، وهي في الطريق كانت بتفكر في يسر، وسعادتها، وفي ياسمين اللي غيرتها كانت واضحة جدًا… بس دماغها سابت كل ده لما افتكرت إنها رايحة شغل، والشغل هناك مش طبيعي.
وصلت الفيلا، دخلت وهي بتحاول تهدي نفسها، حست بخنقة أول ما دخلت الفيلا، كأن الجو نفسه بيضغط على صدرها… بس قالت لنفسها إنها المرة دي مش هتسكت، لازم تفهم كل حاجة، وتواجه اللي بيحصل، خصوصًا بعد ما بدأت تشك إن تيم هو اللي ورا كل ده.
دخلت أوضة يونس، وبعد ما خد المسكن ونام، بدأت تبص حواليها… كل حاجة طبيعية، الأوضة زي ما هي، مفيش حاجة غريبة، بس الإحساس اللي جواها بيقول عكس كده.
مسكت موبايلها وشغلت قرآن بصوت واطي ، علشان لو فيه أي حاجة مش طبيعية تحصل، تبقى متأكدة إن تيم هو السبب، وده يزود يقينها إنه بيراقبها.
بدأت تفكر… هو بيعرف منين إنها لوحدها؟
إزاي كل مرة تحس بالخوف تلاقي حاجة بتحصل فجأة؟
أكيد بيراقب البيت، بس افتكرت أن سالي قالت إن تيم بيكره حد يدخل أوضته، طيب تمام… هي هتجرب تدخل أوضته، ولو حد منعها أو الخدم ظهر فجأة، يبقى فعلاً في مراقبة.
بخطوات هاديه خرجت من أوضة يونس، وبدأت تدور على أوضة تيم، فضلت تمشي في الممرات لحد ما لقتها، وقفت شوية قدام الباب، قلبها بيدق بسرعة، بس فتحت الباب ودخلت.
الأوضة كانت كبيرة جداً… منظمة لدرجة مزعجة، كأن كل حاجة محطوطة بمسطرة.
كل حاجة فيها بتقول إن الشخص اللي ساكن هنا بيكره الفوضى بجنون.
فريدة ابتسمت لنفسها وقالت
"وماله… نقلبها فوضى."
دخلت ناحية الدريسينج، وكانت خلاص هتفتح الدولاب، لكن فجأة…
"حضرتك محتاجة حاجة؟"
الصوت جه من وراها، هادي لكن حازم.
لفت بسرعة، وابتسمت بانتصار وهي شايفة واحد من الشغالين واقف قدامها.
قربت منه وسألته وهي رافعة حاجبها "إنت عرفت منين إن أنا هنا؟!"
اتوتر شوية وقال
"تيم بيه قبل ما يمشي نبهني أخد بالي من أوضته."
فريدة بصّتله بتركيز وسألته
"يعني إنت بتراقب الأوضه ٢٤ ساعة، صح؟"
قال بسرعة
"الأوضة متوصلة بإنذار، حضرتك… لو حد دخلها بعرف على طول."
فريدة قربت خطوة تانية، وقالت وهي بتفكر بصوت عالي
"أنا حاسة إني شوفتك قبل كده… مع إن دي أول مرة اشوفك"
قال بابتسامة خفيفة
"جايز تكوني شوفتيني، حضرتك بقالك ٣ أيام هنا وانا شغال هنا"
فريدة هزت راسها ببطء وقالت
"تؤ تؤ، أنا مش شوفتك أنت… أنا شوفت واحدة ست شبهك بالظبط من ٣ أيام."
اتجمد مكانه، وقال بسرعة
"مفيش ستات هنا يا فندم."
فريدة ضيقت عينيها وقالت بهدوء مرعب
" ما أنا عارفة، بس تفتكر ده معناه إيه؟"
سكت فقالت وهي ماسكة أعصابها بالعافية
"وريني جهاز الإنذار ده، عايزة أشوفه بعيني."
اتلخبط وبصلها بحذر
"حضرتك محتاجة إيه؟"
بصتله بحدة، لهجتها اتحولت لتهديد صريح
"أنا مش همشي من هنا، لو قلبتوا البيت ده مقبرة مش همشي! أنا عارفة إنكم بتتعاونوا سوا علشان تعيشوني في جو الرعب ده، بس خلّي بالك… أنا مبخافش، ومفيش حاجة هتمشيني من هنا غير بمزاجي، فاهم؟!"
قالت كلامها ومشيت من قدامه بخطوات ثابتة.
وقبل ما تخرج راحت ناحية التسريحة المنظمة بعناية مبالغ فيها، مدت إيدها وقلبت البرفانات كلها على الأرض، اتكسر بعضها، والباقي وقع واتبهدل، وريحة قوية ملت المكان.
بصّتله وقالت بسخرية
"أكتر حاجة بيكرهها الفوضى… صح؟ وماله، يدوّق."
خرجت من الاوضه بخطوات واثقه وسابته واقف مكانه
من ورا الكاميرات، تيم كان قاعد، عينيه مش بتفارق الشاشة اللي قدامه، بيراقب كل حركة فريدة عملتها، شافها وهي بتواجه العامل، شافها وهي بتقلب الأوضة وبتبهدل التسريحة.
شد قبضة إيده بعصبية، عض على شفايفه بقهر
الضيق باين على وشه، ملامحه اتغيرت، العروق في رقبته بدأت توضح، وكل حاجة فيه كانت بتغلي.
مش مصدق إن فيه واحدة لسه مصممة تكمّل، ومش بس كده، دي بتستفزه كمان!
لف الكرسي بعصبية، قام واقف، وركل الكرسي برجله بقوة، فوقع على الأرض بخبطة عالية
فريدة كانت قاعدة جنب يونس في الأوضة، بس عقلها مشغول وملهوف على فنجان قهوة يصحصحها ويفوقها شويه، قامت بهدوء وخرجت من الأوضة، نزلت ودخلت المطبخ، لقت فيه اتنين من الخدم بيشتغلوا بهدوء، رفعت صوتها شوية وقالت بابتسامة بسيطة
"مساء الخير."
بصولها وردوا بأدب
"مساء النور، حضرتك محتاجة حاجة؟"
قالت وهي بتقرب ناحية الرخامة
"آه، كنت عايزة أعمل قهوة."
واحد رد بسرعة
"حضرتك اقعدي وإحنا نعملها لحضرتك."
لكن فريدة هزت راسها برفض واضح وقالت بنبرة فيها لطف بس حسم
"لا متشغلوش نفسكم، أنا بس عايزة أعرف فين الكوفي وأنا أتعامل."
الخدم بصوا لبعض ثواني، وبعدين واحد منهم شاور على الضلفة اللي فيها حاجات القهوة، وفريدة ابتسمت وشكرتهم، وبدأت تجهز قهوتها بنفسها
خرجت من المطبخ بخطوات ثابتة، بس وقفت فجأة وشافته
تيم كان واقف قدامها بالظبط، ملامحه متجمدة، عينيه فيها غضب واضح، وبيشد في عضلات وشه كأن بينه وبين الهدوء عداوة.
كان واقف وبيبصلها بنظرة جامدة، فيها كره واضح… كأنه بيقول من غير ما ينطق "كفاية، ولازم أحطلك حد."
فريدة رفعت حاجبها ببرود، مسكت الكوباية كويس، وفضلت ساكتة، مستنية يشيل الصمت بكلمة، أو حتى بانفجار، لكن هو فضل ساكت… وسكوتهم كان مليان تحدي.
يتبع........
بارت 4
تيم قرب من فريده بغضب وقال من بين اسنانه
"إنتي دخلتي أوضتي؟"
فريدة رفعت حاجبها وقالت ببرود
"آه، عندك مانع؟"
تيم قرب ناحيتها خطوتين بسرعة، صوته عالي وباين عليه الغضب، مفيهوش أي تهذيب
"عندك مانع؟! دي أوضتي، دي حدودي! وأنا آخر حد تقربي من خصوصيته، فاهمة؟!"
فريدة وقفت مكانها، ماسكة الفنجان، وقالت بنبرة متحدّية
"إنت اللي بتخليني أعمل كده… كل شوية ترعبني كأنك شبح في البيت ده، فـكان لازم أفهم إيه بيحصل."
تيم ضحك ضحكة قصيرة فيها غضب أكتر من السخرية، وبصوت واطي بس مرعب
"تفهمي؟! على حساب خصوصيتي؟! تخشي أوضتي؟! وتبوّظي حاجتي؟! وتقفي قدامي دلوقتي وبتتكلمي عن فهم؟"
قرب منها أكتر، وقال بصوت واطي، لكنه مليان نار
"أقسم بالله، لو لمستِ حاجة تخصني تاني، هتندمي… ندم يخليكي تتمني مكنتيش جيتي هنا من الأساس."
فريدة بصتله من فوق لتحت وقالت
"أنا أصلاً ندمانة… بس مش خايفة، لا منك ولا من تهديدك"
سكت ثانية، عينيه بتغلي، صدره بيطلع وينزل من شدة العصبية، قال بحدة
"هتلمّي حاجتك وتخرجي من البيت ده حالًا."
فريدة شربت من القهوة براحتها، كأنها سمعاه بيقول تقرير عادي
ردت ببرود
"مش همشي."
شد فكّه، قرب خطوة كمان، صوته اتعمّق وبقى أخطر
"أنا مش باخد رأيك، أنا بقول امشي."
قالت بهدوء قاتل، وعينيها ثابته عليه
"لو آخر حاجة أعملها قبل ما أموت… إني أخرج من هنا، برضو مش هيحصل."
تيم اتحرك بسرعة، خبط بإيده على الكومود قدامه جامد، بس فريدة ما رمشتش حتى.
صرخ فيها
"إنتي بتتعمدي تستفزيني؟! عايزة توصلي لإيه؟!"
قالت بنفس النبرة الهادية، كأنها بتحكي عن فيلم
"إني أعرف أنت ليه مصر تعيشني في كابوس… وإزاي بتعرف كل مره أبقى فيها لوحدي… أنا مش همشي ، بالعكس، كل ما تغضب أكتر، هثبت أكتر."
سكت ثانية، عينيه مبتتحركش من عنيها، بيقيس كلامها.
قال بصوت واطي، بس في لُبّه تهديد
"هتدفعي تمن ده غالي… غالي أوي."
فريدة رفعت حاجبها، ورشفت آخر بق من القهوة، وقالت
"هستنى الفاتورة… بس مش همشي برضو"
تيم قرب منها أكتر، صوته كان حاد ومليان سيطرة
"هتفضلي تحت عيني طول ما انتي هنا… خليكي واثقة إنك علطول تحت المراقبة، ومش هتعرفي تاخدي راحتك أبدًا في البيت ده."
ضحكت بسخريه كأنها مش سامعة التهديد اللي في صوته، وبصّتله بثبات وقالت
"عادي… أنا مش بعمل حاجة غلط."
حطّت الكوباية بهدوء على الكاونتر اللي وراها وكملت
"أنا مش هتأذي، بالعكس… إنت اللي هتتأذي، راقبني براحتك وشقلب يومك بسببي، وريني قد ايه انا مضايقاك بوجودي"
نظراتها كانت فيها تحدي، فيها برود مستفز، وهو كان واقف قدامها، ناره بتغلي، ومش قادر يرد من كتر الغضب اللي مش لاقي ليه مخرج.
هي فضلت ثابته… وهو اتحرك أخيرًا، ومشي بخطوات تقيلة، كأن كل خطوة بيكتم فيها انفجار.
وسابها واقفة، مبتسمة بثقة.
الصبح، فريدة خرجت من الحمام بعد ما غيرت هدومها، لقت يونس صاحي ومتحمس
قالت وهي بتضحك
"إيه الحماس ده؟ كل ده عشان قولتلك هحاول أمرنك شوية؟"
رد وهو عامل فيه اللي مكفيه
"انتي مش عارفة أنا جضيت إزاي من أم القعدة دي! ده أنا عملت افلام رعب لوحدي في دماغي."
ضحكت وقالت وهي بتقرب منه
"معلش، خلاص بقا… إنت بتتحسن، وهكلم الممرض بتاعك يمرنك النهارده، ولما أرجع بالليل عايزة أسمع نتايج حلوة، وهكمل معاك"
قال وهو بيعمل إيده زي اللي بيدعي
"يارب، بس لو حصل ووقفت… هاخد سيلفي وأنزلك بوست شكر!"
فريدة ضحكت وقالت بتحذير
"بس بعد التدريب، أوعى... اوعى تحاول تحرك رجلك لوحدك."
قال وهو بيبص لرجله بغيظ
"هو أنا عارف أحركها أصلاً؟! أنا رسمي بقيت شبه مشلول، بلاش الأمل الزايد ده!"
قالت له بحزم بس بهزار
"بعد الشر عليك، شوية صبر بس… وكام يوم كمان هتمشي بعكاز، وبعدها هترجع تجري."
رد بسرعة وبنبرة درامية
"لاء سايبنهولكوا العكاز ده، أنا مش همشي بعكاز انا"
قالت وهي بتضحك
"تؤتؤ يا أستاذ، لازم تحافظ على رجلك، وخلي بالك على نفسك شوية، مش كل حاجة تاخدها هزار."
قال وهو بيحط إيده على قلبه بشكل درامي
"أعدي بس الأيام دي… وبعد كده ربنا يحلها من عنده، وهاخد من هنا لباريس جوله بسميره"
سألته
" سميره مين ؟!"
قالها بجديه
" الموتوسيكله بتاعتي طبعا، دي انا مخليها لبعد الحوادث "
قالت وهي خارجة من الأوضة
"إن شاء الله يا ابو سميره، يلا باي يا يويو، هشوفك بالليل."
بص لها بصدمة مصطنعة وقال بصوت مبحوح
"يويو؟! يا نهار أبيض… دي عيلت خالص، أنا فقدت كرامتي في اللحظة دي."
ضحكت فريدة وهي بتقفل الباب وقالت
"خلاص يا يويو… اقعد هادي وفكّر في سيلفي البوست بتاع الشكر!"
وسابته قاعد بيضحك وهو بيهز رأسه ويقول
"يا ربي على المصايب اللي بتيجيلي في شكل ستات!"
فريده بعد ما قفلت باب اوضة يونس ولفت تنزل لقت تيم نازل من السلم المقابل، اتجمدت لحظة وهي شايفاه قدامها، لابس طقم رياضي أسود، تيشيرت بسيط وبنطلون رياضي، شعره مرفوع سنة بستايل عملي، وسماعات في ودنه كأنه رايح الجيم أو نازل يجري.
بصّلها لحظة، النظرة كانت سريعة بس فيها نفس التحدي اللي بقى شبه دائم بينهم، وبعدها كمل طريقه من غير ولا كلمة، كأنه شايفها مجرد هوا
فاقت من شرودها على رنة فونها، فتحته لقت السواق الخاص بيها وصل تحت ومستني فنزلت بسرعه
فريده وصلت البيت، ولسه هتدخل بس ظهر أخوها إسلام خارج في نفس اللحظة.
ابتسمت أول ما شافته، وقالت بحفاوة
"يا صباح الفل يا سيدي، ماشي كده من غير ما أشوفك؟!"
رد وهو بيبتسم وبيفتح دراعه يحضنها
" وهو انا اقدر اعدي يومي من غير ما اشوفك، مستنيكي اصلا ولما سمعت صوت العربيه وصلت فنزلت استقبلك بنفسي"
حضنته وهي بتضحك، وسألته
"رايح فين كده؟"
قال بتأكيد
"الشغل طبعًا، وانتي؟ هتاخدي اليوم كله نوم طبعا"
قالت
" اكيد، هو في احلى من النوم"
إسلام هز راسه وهو بيتمتم بنص صوت
"ربنا يعينك…"
سألته
"ماما صحيت؟"
"لسه نايمة في أوضتها، بس ما تقلقيش أنا شوفتها الصبح كانت كويسة."
هزت راسها، بصلها وقال بنبرة فيها حنية
"بس انتي معرفتيش شغلك ده مستمر لحد إمتى؟ عايز أخرج معاكي بليل، البيت وحش من غيرك."
ضحكت وقالت وهي بتعدل شنطتها
"معلش هانت، غالبًا لآخر الشهر، وبعدها هظبط جدولي ونقعد مع بعض براحتنا."
هز دماغه وقال وهو بيضحك بخفة
"أنا أصلاً غلطان إني وافقت من الأول تشتغلي في شغل ياخدك مني كده!"
قالت وهي بتهزر معاه
"قصدك غلطان إنك وافقت تخليني أعتمد على نفسي؟! اندم للصبح بقا"
ضحكوا هما الاتنين، وبعدها ودّعها بسرعة
فريده طلعت أوضتها، رمت نفسها على السرير بتعب، فكرت في البيت اللي كانت فيه من شويه، تيم الشخصيه الصعبه العصبيه، ويونس المرح، ازاي دول اخوات اصلا، ليه يونس متقبلها عادي بس تيم لاء، طيب ليه اصلا، هيا عايزه تعرف السبب بأي طريقه، فضلت تفكر وتخطط، لحد ما افتكرت إنها فاضلها يومين بالكثير وتشوف مامتهم، يا ترى هتكون عامله ازاي؟، ايه اللي ممكن يحصل والقدر مخبيلها ايه؟!!
فجأه افتكرت مامتها، قامت بسرعة وراحت على أوضتها.
خبطت خبطة خفيفة، ولما دخلت، لقتها قاعدة على السرير، وبتتكلم في التليفون بصوت واطي.
فريده دخلت وقالت بنبرة خفيفة
"بتكلمي بابا؟"
مامتها اتفاجئت بوجودها وقفلت المكالمة بسرعة وقالت
"لاء... دي واحدة صاحبتي، معرِفة قديمة."
فريده قربت وقعدت على طرف السرير.
قالت وهي بتبص في الأرض
"ماما، انتي كويسة؟ حاسة إنك مش زي الأول… حتى لما ببقى في البيت مش بلاقيكي، نفسي أقعد معاكي زي زمان، نحكي ونضحك، نطبخ سوا، أو حتى نتفرج على فيلم… بس مش لاقياكي، مش حاسة بوجودك."
مامتها بصتلها بحنان، بس في لمعة غريبة في عنيها… لمعة خوف أو حزن، فريده معرفتش تحدد بالظبط
مامتها فتحت دراعتها وفريده حضنتها جامد
بالليل، الأوضة كانت فيها هدوء غير صوت أنين يونس الخفيف كل ما فريدة تحاول تمرنه على تحريك رجله، كانت واقفه قدامه، بتحاول تمسك رجله بحذر.
قالت وهي بتحرك رجله بلُطف
"استحمل يا يونس، شوية بس… جسمك لازم يفتكر الحركة."
يونس كتم صوته بالعافية وقال وهو بيكشر من الوجع
"ده مش تدريب، ده انتقام."
فريدة ضحكت وقالت
"ده انت اللي عامل نفسك بطل، ووقت الجد بتعيط زي الأطفال."
فجأة الباب اتفتح على اخره، ودخل ياسين، طفل صغير مش أكبر من خمس سنين، بيجري بخطوات سريعة وصوته مليان براءة وهو بيقول بصوت عالى
"خالوووو!"
فريدة ويونس لفوا في نفس اللحظة، ويونس وشه نور وقال
"حبيبي! تعالى عندي يا ياسين."
ياسين جري عليه وراح طالع على السرير بصعوبة، قعد جنب خاله وباسه في خده وهو بيقول
"ماما قالت إنك لسه عيان، أنا جبتلك رسمة عملتها النهارده."
وطلع من ورا ضهره ورقة فيها رسمه وحروف ملخبطة كاتب فيها "خالو يونس بحبك".
يونس خده اتحمر من الفرحة وقال وهو بيحضنه بإيد واحدة
"إيه ده؟ دي أحلى رسمة في الدنيا يا فنان!"
فريدة كانت بتبص عليهم وابتسامتها مليانة حنية، وقالت لياسين
"يعني مجبتليش أنا كمان رسمة؟"
ياسين بصلها بعين بريئة وقال
"لاء… علشان إنتي بتوجعيه."
ضحك يونس بصوت عالي وقال
"شايفه؟ حتى الأطفال شايفين العذاب اللي أنا فيه!"
فريدة خبطته على كتفه بخفة وقالت لياسين
" علشان يخف يا حبيبي، ايه رأيك تدربه معايا"
ياسين فتح عينه بحماس وقال
"أيوه! وأنا هجيب الصفارة زي الكابتن!"
فضلوا يضحكوا، ياسين قال
"ماما قالتلي لو خلصت مذاكرتي هقعد معاك شوية… وأنا خلصت كله!"
يونس ضحك وقال وهو بيهز راسه
"أمك دي مفتريه… أقسم بالله! تحطلك شرط عشان تشوف خالك المريض؟"
فريدة ضحكت وهي بتبص لياسين وقالت
"روحت المدرسة النهارده يا عم ياسين؟"
هز راسه بقوة وقال
"أيوه! وكان في ولد وقع من على الكرسي، وكل الفصل ضحك، بس أنا لاء… روحت ساعدته!"
يونس عمل حركة بإيده كأنه منبهر وقال
" تربيتي ده "
فريدة بصت ليونس بسخريه بس بصت لياسين وقال
"ما شاء الله، أخدت إيه بقى النهارده؟"
قال وهو بيعد على صوابعه
"أخدت maths، و science، french… بس نسيت الpencel بتاعي عند كريم!"
كان بيحكي بحماس عن يومه وفريده متابعاه باهتمام، سابت ياسين مع يونس وقررت تنزل لسالي شويه
فريده نزلت لسالي، ملامحها متوترة بس بتحاول تبان عادي، بعد شوية كلام هادي، قالتها بنبرة شبه معتذرة
"أنا مش هقدر أجي الخميس، ممكن اجيب زميل ليا يومها"
سالي بصتلها بذهول وسألت بسرعة
"ليه؟ هتمشي؟!"
فريده هزت راسها بنفي سريع وقالت بحسم
"لاء طبعًا، يوم واحد بس، هرجع تاني عادي بس عندي كتب كتاب صاحبتي، كتب الكتاب ده مهم جدًا بالنسبالي، لازم أكون موجودة."
سالي ابتسمت وقالت بود
"مبروك لصاحبتك، أكيد يوم زي ده مينفعش يتفوت."
اتكلموا شوية مع بعض، الجو كان هادي، بس سالي سألتها بفضول
"اشمعنى دخلتي تمريض؟"
فريده ردت ببساطة، بس في صوتها إصرار
"مجموعي جاب الكلية دي وأنا كنت عايزه حاجه طبيه، بس دخلتها عن قناعة، كنت ممكن أختار طريق أسهل، بس حبيت أثبت لنفسي إني أقدر أحقق حاجة بمجهودي، مش بفلوس أو واسطة."
سالي ابتسمت بإعجاب وقالت
"أنا بحترم النوع ده من الناس جدًا."
قاطعهم تيم بدخوله، وشه ملامحه متشددة، وقال لسالي بنبرة جافة
"أنا ماشي."
سالي استغربت وقالت بقلق
"ليه بقا؟!"
رد من غير ما يبص لفريده حتى
"انتي عارفة السبب."
فريده رفعت عينيها وبصتله
سالي حاولت تهديه وقالت
"لو ماما جت، مش هتبقى مشكلتك، هتبقى مشكلتي، أنا اللي قررت مش انت، صدقني."
رد بحدة وهو بيبص بعيد عنها
"سالي، أنا بقولك إني ماشي، مش باخد رأيك."
سكتت، استسملت قدام إصراره
تيم خرج من البيت وركب عربيته، لكن قبل ما يحركها لمح فريده واقفة قدام عربيته.
عينه جت في عينيها، لحظة صمت كأن الزمن وقف، ملامحه جامدة، وهي وقفت بثبات.
يتبع......
بارت 5
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا