القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ثأر الشيطان الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات



رواية ثأر الشيطان الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية ثأر الشيطان الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم سارة بركات حصريه في مدونة قصر الروايات 




رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


الفصل السادس والعشرون


"الحقيقة المُرَّة"


كانت تجلس بفراشها تتصفح هاتفها ولكنها انتفضت عندما دخل جواد غرفتها دون استئذان وما فاجأها شعرت بالخجل الشديد بسبب فعلته تلك ودخوله المفاجئ للغرفة .. ترددت في أن تلمس شعره ولكنها فعلتها بعد عدة ثوانٍ من التفكير وملست على شعره الأسود بهدوء .. أغمض عينيه بإرهاق على لمساتها تلك كأنه كان تائهًا لفترة طويلة جدا وقد وجد ملجأه أخيرًا بعد معاناة .. حاولت أن تتحدث ببعض الكلمات المصرية التي تعلمتها خلال اليومين الماضيين لأنها لغةٌ سهلة التعلم ..


- مالك؟!


تحدث بإرتياح وعينيه مغلقة:


- مش عارف، حاجات كتير جوايا متلخبط بسببها وكمان مباقتش فاهمها، وكل اللي ببقى محتاج أعمله وقتها إني أخدك وأهرب بيكِ على مصر وأنسى كل حاجة فاتت .. بس لا لازم أكمل إنتقامي من اللي عمل فيكِ كده.


أردفت بتأثر:


- إحكيلي وأنا هسمعك، أنا معاك يا جواد، إيه اللي حصل خلاك تايه كده؟


قام بفتح عينيه واعتدل وجلس بجانبها على فراشها وأمسك بيدها وأردف بهدوء وهو يطالعها في عمق عينيها:


- فيليب باعتني مهمة خطيرة يا عالم هقدر أخرج منها ولا لا.


كانت تطالعه باستفسار تنتظر منه أن يُكمل حديثه:


- باعتني أسرق أطنان من الدهب من الأمن القومي في روسيا.


طالعته بذهول وكادت أن تعتدل لتخرج من فراشها ولكنه أمسك بيدها بقوة يمنعها.


أردفت بضيق بسبب منعه لها:


- إنت سامع نفسك بتقول إيه؟ لازم يعرف إنك ابنه، عشان يخاف عليك من أي حاجة ممكن تأذيك.


تحدث جواد بهدوء:


- إهدي ياشمس، هيعرف في الوقت المناسب، بس دلوقتي أنا محتاج أفكر معاكِ حاسس إني تايه.


طالعته في المقابل واقتربت منه حتى أصبحت المسابقة بينهما منعدمة والتمست لحيته البسيطة بيدها:


- لا متعملش كده، تعالى نهرب يا جواد.


أغمض عينيه وهو يستند بمقدمة رأسها على خاصتها وأردف:


- كان نفسي .. بس مينفعش لازم أكمل اللي أنا بعمله ... انا خلاص قربت أوصل، خلاص النهاية قربت.


كانت تشعر بالخطر يقترب منه وأردف وهي تحاول منع عبراتها من النزول:


- ليه بتعمل ده كله؟


قام بفتح عينيه وابتعد عنها مسافة بسيطة ثم أردف:


- عشانك .. حتى لو فيها موتي بس المهم عندي إنك تكوني في أمان، تعرفي .. أنا كنت فاكرك نقطة ضعفي بس إتضح إنك الحرب كلها يا شمس! الحرب اللي وصلتني لكل حاجة أنا كنت مفتقدها في حياتي .. أنا محتاج أكمل عشان أوصل للنهاية.


كانت تبكي بسبب حديثه ذلك ثم أردفت بالإنجليزية:


- لم أكن أعلم أن شمس محظوظة لتلك الدرجة لأن لديها شخصٌ مثلك يعشقها كثيرًا.


أغمض جواد عينيه مرة أخرى ثم عاد يُقرب مقدمة رأسه من خاصتها وأردف:


- أنتما الإثنتين واحدٌ بالنسبة إلي .. ما تبقى فقط هو أنكِ تحتاجين تذكر الماضي حبيبتي.


- أنا خائفة من التذكُر! أشعر أن هناكَ جحيمًا عشته لذلك لا أستطيع تذكر الما ضي.


طالعها بحزن وقام بضمها بقوة بين ذراعيه وأردف:


- لا تخافي؛ فأنا بجانبك عزيزتي!


ظلت هكذا تبكي بين ذراعيه وهو يربت بهدوء على ظهرها حتى انتبه الإثنان لصوت يُصدر من هاتفها، وابتعدت عنه بتذكر وهي تغلق ذلك التنبيه.


- في إيه؟


طالعها باستفسار وأردفت بتوتر وخجل في آنٍ واحد:


- ميعاد الجيم.


اعتدلت من فراشها واقتربت من خزانة ملابسها وهي تشعر بالإحراج من وجوده في غرفتها ولعله يفهم أن تلك رسالة له لكي يخرج من الغرفة .. اعتدل من فراشها ثم اقترب منها حتى توقف خلفها قبل رأسها وهو يمسك بكتفيها بيديه ثم أردف:


- تحبي أوصلك؟


التفتت للخلف تطالعه ثم أردف بتوتر:


- استريح إنت، حساك مُرهق من التفكير وأنا مش هتأخر.


هز رأسه وهو يطالعها ولكنها ظلت تنتظره لكي يخرج من الغرفة ولكنه لم يخرج .. حمحمت بإحراج ثم أردفت:


- ممكن تخرج محتاجة أغير هدومي.


ابتسم بهدوء ثم خرج من الغرفة دون أن يتحدث بكلمة إضافية أما بالنسبة إليها فقد تنهدت بارتياح عندما خرج وبدأت بتغيير ثيابها .. دخل غرفته وقام بتغيير ثيابه وجلس بفراشه وهو يفكر بالعديد من الأشياء كيف سيقوم بتنفيذ تلك المهمة؟ كيف إذا لم تنجح مهمته؟ شمس! كيف ستعيش بدونه؟ .. والدته؟ من سيجدها؟ هل ستظل حبيسة طوال عمرها؟! العديد من الأفكار السيئة هاجمته ولكنه هز رأسه نافيًا وعقد حاجبيه يتمنى أن كل ماهو قادم سيمر! .. استلقى بجسده على فراشه يغمض عينيه قليلًا ولكن عقله يعمل ويفكر!


...............................


خرجت من غرفتها ونزلت على أدراج القصر وكادت أن تخرج من بابه تقابلت مع فيليب الذي خرج من قاعة الإجتماعات بهدوء وخلفه أندريه ..


- مرحبًا عزيزتي.


تحدث أندريه بتلك الجملة وهو يقترب منها؛ أما فيليب فقد ظل صامتًا وهو يطالعها، تساءلت بهدوء:


- ماذا هناك عمي؟


- لا شيء عزيزتي .. إلى أين تذهبين؟


طالعته حقيبة الظهر التي ترتديها ثم أردفت بعدم فهم:


- من الواضح أنني ذاهبة إلى الصالة الرياضية، هل تريد مني شيئًا ما.


- لا شيء! أنا فقط كنت أُلقي التحية عزيزتي.


وابتسم ابتسامة هادئة وهو يطالعها ..


- حسنًا عمي إلى اللقاء.


ظل يطالعها وهي تخرج من القصر وانتبه لتساؤل أندريه:


- لماذا كنت تنظر إليها هكذا، أخي؟


أردف فيليب ببساطة:


- لأنها زوجة جواد، ويؤلمني ضميري الذي يجعلني أحزن بسبب أنني سأقوم بقتل زوجها.


التفت لأندريه وهو يبتسم بهدوء ثم استأنف:


- ولكن هكذا هي الحياة أخي .. يومٌ لك ويومٌ عليك!


...............................


ركبت سيارتها في الخلف وقام السائق بالقيادة وذلك تحت أعين الرجال الذين يراقبوها من على بُعد مسافات، وقاموا بتصويرها وارسال الصورة إلى *ماتيوس!* الذي خرج من غرفة آسيا في مصحة مجهولة في روسيا وهو يبتسم وأخيرًا نال مراده وانقلبت آسيا تمامًا على فيليب! .. يشعر بنشوة الإنتصار عندما تركها وهي تبكي في غرفتها وتلعن فيليب الذي ينوي أذية ابنها! .. انتبه لهاتفه الذي يُعلن عن وصول رسالة .. قام بفتح الصورة التي وصلته للتو وعقد حاجبيه عندما وجد أنها صورة لشمس زوجة جواد أمام قصر فيليب! .. آتتة معلومة حالية انتبه لها وهي:


- صوفيا قريبة السيد فيليب.


شعر ماتيوس بالغضب الشديد حيث أن وجود تلك الفتاة بالقرب من فيليب دليلًا على نهايته لأنها من الممكن أن تتذكر كل شيء.. أجرى إتصالا هاتفيًا لرجاله الذين يراقبونها وأمرهم:


- أقتلوها، فورًا!


ثم أغلق الهاتف وهو ينتظر خبر وفاتها على أحَّر من الجمر! وصلت أمام الصالة الرياضية ونزلت من السيارة وودعت سائقها، دلفت إلى الصالة وقامت بتغيير ثيابها في غرفة تبديل الملابس .. ووضعت حقيبتها الخلفية في خزينة صغيرة في الغرفة وأغلقت عليها بالقفل، حملت زجاجة المياة التي تخصها وأخذت هاتفها وهي ترتدي السماعة اللاسلكية تستمع لبعض النغمات الإنجليزية للفنان الذي تحب السماع إليه وأيضًا لفنانة مشهورة أيضًا، وقفت على آلة السير الرياضية وبدأت بالتحرك سريعًا لعدة دقايق بسيطة ثم ركضت عليها وهي تستمع لنغماتها المفضلة منعزلة عن العالم حولها .. ظلت تركض لعدة دقائق ثم أوقفت الآلة عندما انتهت من عدد الدقائق التي حددتها.


أخذت منشقتها تقوم بمسح وجهها وذراعيها وشربت المياة والتفتت لكي تذهب للآلة التي تليها ولكنها انتبهت على خلو الصالة الرياضية من الأشخاص! تعجبت لأنها قبل أن تركض كانت الصالة مليئة بالكثير من الأشخاص، شعرت بالتوتر فهي تشعر أن ذلك الهدوء المفاجئ ليس خيرًا أبدًا، أوقفت الأغاني التي تستمع إليها تحاول أن تدرُس ذلك الهدوء وأخذت تبحث عنهم ولكنهم إختفوا فجأة! .. شعرت بخيفة في نفسها وأن داخلها يخبرها أن تهرب الآن وخاصة عندما سمعت صوت أقدامًا هادئة .. ركضت بسرعة واستطاعت أن تختبئ في غرفة تغيير الملابس وأغلقت الباب خلفها بهدوء .. وأصبحت تتحرك للخلف وهي تطالع باب الغرفة حتى انتبهت لخيالات في الخارج ورجل يتحدث:


- يجب أن نجدها في أسرع وقت ونقتلها.


زاد خوفها لأن إحساسها صحيح! هناك أحدٌ يريد قتلها! ولكن لم؟!!! .. أخذت هاتفها وقامت بمحاولة الإتصال بجواد الذي كان نائمًا بفراشه ولكنه فتح عينيه عندما رن هاتفه وأجاب بنعاس عندما وجدها شمس..


- أيوه يا حبيبتي؟


ولكنها كانت تتحدث بهمس وارتعاش وبالإنجليزية:


- جواد، أنقذني .. إنهم يريدون قتلي!


ولكنها أغلقت بسرعة عندما كان أحدهم يحاول فتح باب الغرفة.


انتفض جواد من فراشه عندما تحدثت هكذا ولم يشعر بنفسه سوى وهو يخرج من القصر بمنامته! ركب سيارته بسرعة وتحرك بسرعة القصر تحت أعين فيليب الذي تعجب من خروجه المفاجئ وأيضًا بمنامته! وأمر رجاله بملاحقته ليعلم ما السبب! .. بعد مرور وقت قصيرٍ جدا وصل جواد إلى الصالة الرياضية في أسرع وقت وأصدرت عجلات سيارته صريرًا عاليا عندما توقف أمامها جعل المُجرمين الذين بداخل الصالة ينتبهون لما يحدث بالخارج، قام بفتح حقيبة السيارة الخلفية وأخرج منها رشاشًا آليًا ودخل الصالة وأصبح يتنقل بداخلها بخفة ... كان يبحث عنهم بعينيه بترقب لكي يجدهم وبالفعل وجد مجموعة منهم يبحثون عن أحدٍ وخمن أنهم يبحثون عن شمسه.


صوب الرشاش على أقدامهم ووقعوا أرضًا وصوت الطلقات جعلت المتبقين بالصالة كلها يقتربون نحوه وإختبأ عندما أطلق أحدهم النيران نحوه وأخذ نفسًا عميقًا يتنقل لكي يُصيبَهم .. حدث عراكٌ وصدامٌ كبيرٌ بينه وبينهم مما جعل رجال فيليب يشتركون معه في تلك المعركة يقاتلون معه وعندما وجد رجال ماتيوس أن عدد العدو أصبحَ كبيرًا بعضهم هرب و الآخرون قاموا بالإنتحار لكي لا يحاول أحدٌ الوصول إلى معرفة مع من يعملون.


لم يهتم لكل ذلك بل كان ما يهمه هو البحث عن شمس .. خائف! نعم خائفُ كثيرًا من فكرة أن بضيبها أذى، أخذ يناديها بقلق وصوتٍ عالٍ قليلًا:


- شمس.


كانت تختبي أسفل إحدى الأرائك الموجودة في غرفة تبديل الملابس ولكنها انتبهت عندما سمعت صوت جواد يناديها بعد هدوء طلقات النيران التي انتشرت فجأة في المكان .. خرجت بلهفة تركض نحوه ببكاء قام بضمها بقوة وهو يتنهد بارتياح .. ظلا هكذا لعدة دقائق لأنهما نسيا العالم من حولهما وفي نفس الوقت يهاجم شمس شيٌ ما بذاكرتها .. شيءٌ مشوش ولكنه يبدو شيطاني .. سوط! .. أدوات تعذيب! .. صرخات تملأ قبوٌ مُظلِم! هل تلك صرخاتها هي؟! استفاقت عندما ابتعد جواد عنها يطالعها في عُمقِ عينيها ..


- إنتِ بخير متقلقيش.


ظلت تطالعه بصدمة شديدة مما حدث لها للتو وأيضًا من تلك الرؤية الغريبة! .. هل تشخيص طبيبها النفسي كان صحيحًا؟ هل عقلها هو من رفض ان يتذكر أي شيء من كثرة المآسي والألم والخذلان التي عاشتهم في حياتها سابقًا والتي لا تتذكر أي شيءً منهم من الأساس! أغمضت عينيها وهي تبكي وعادت تختبئ في أحضانه مرة أخرى، كان يُربِتُ على ظهرها وهو يطالع الأسلحة التي كانت بحوزة الرجال الذين كان يهاجمونه .. كانت أسلحته هو! أسلحته التي قام ببيعها للمافيا الروسية.


رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


في المساء:


كان يجلس مع فيليب في مكتبه ويطالعه بهدوء ..


- محتاج نتكلم على المكشوف شويه.


أردف فيليب بتعجب:


- أنا اللي أتكلم على المكشوف!


- أيوه مظبوط .. الأسلحة اللي أنا اديتهالكم .. ليه كانت مع اللي كانوا بيهاجموا شمس!


أردف فيليب ببساطة:


- ماحنا وصلنا قبل كده إن اللي بيعمل الكلام ده جوا المافيا بتاعتي.


أردف جواد بهدوء:


- وليه مدورتش عليه لحد دلوقتي؟ ليه موصلتلوش؟


أردف فيليب بابتسامة:


- إنت بتستجوبني؟


- لا مش بستجوبك أنا عايز أعرف إيه اللي بيحصل! لو كنت اللي بتعمل ده كله قول!


- وأنا قولتلك إن مش أنا اللي بعمل كده


غضب جواد بشدة وأردف بصراخ:


- أومال مين؟؟ هاه؟؟ شخص ليه نفس سُلطتك، يقدر ياخد الأسلحة الخاصة بيكم! يتصرف بيها على هواه! إنت فاكرها لعبة يا فيليب! نوع الأسلحة دي كانت خارجة ليكم إنتوا وبس!! ليكم دي يعني فريقك إنت يا فيليب! وارد يكون أقرب الناس ليك هو اللي بيعمل كده! ممكن يكون أخوك! ممكن يكون أقرب أصدقاءك!


أكمل فيليب بالنيابة عنه:


- وممكن يكون إنت يا جواد.


طالعه جواد بغضب ولكن فيليب أخذ نفسًا عميقًا واستأنف بهدوءٍ قاتل:


- فاهم وجهة نظرك، إن الخيانة ممكن تيجي من أقرب الناس ليك .. متقلقش! من جهة الأسلحة فأنا عارف إن فريقنا هو اللي شغال بيها، بالنسبة للناس اللي هاجموكم أنا هعرف هويتهم في أقرب وقت عشان أوصل للي عمل كده في شمس.


عقد جواد حاجبيه بضيق من طريقة حديثه تلك وكاد أن يخرج من مكتبه:


- جواد.


التفت يطالعه بضيق، ولكن فيليب أردف بتنبيه:


- المهمة بعد يومين .. الفريق بيجهز خلاص هتتعرف عليهم في بداية المهمة وبعدها ولا كإنكم تعرفوا بعض.


طالعه جواد بهدوء ثم خرج من الغرفة دون أن يوجه إليه أي كلمة إضافية.


كانت ترتعش وهي تجلس بفراشها تحاول أن تتذكر ماضيها ولكنها لا تتذكر أي شيء! .. تلك الصور المُخيفة التي لا تترك عقلها هل عاشتها بالفعل؟! انتبهت عندما دخل جواد للغرفة وجلس بجانبها على فراشها وقام بضمها يربت على ظهرها بهدوء ..


- متخافيش خلاص عدا


- لا معداش .. مفيش حاجة عدت! حاسة إني بتسحب للظلام أكتر ... مباقتش حاسة بالأمان طول مانا بتنفس.


ابتعد عنها مسافات قليلة ليطالعها في عمق عينيها:


- قولتلك، متقلقيش طول مانا معاكِ يا شمس.


ولكنها ظلت صامته وحزينة انتبه لتوترها ذلك وأردف بابتسامة هادئة:


- ايه رأيك، أعملنا نعناع يروق أعصابنا شويه؟


هزت رأسها وخرج من الغرفة وبعد عدة دقائق عاد مرة أخرى وأعطاها كوبها عندما جلس بجانبها على الفراش وأخذ يشرب كوبه ..


أردفت باستفسار:


- كنت بتعمل إيه عند فيليب؟


أردف جواد بتنهيدة:


- بيبلغني بميعاد المهمة.


- إمتى؟


- بعد يومين.


طالعته بتأثر ولكنه أردف بابتسامة:


- متقلقيش هتعدي.


يوم المهمة:


فوق قمة أحد الجبال في روسيا بالقرب من مكان السرقة:


كان جواد يقف أمام مجموعة من الأشخاص مختلفي الجنسيات من الدول العربية والدول الأجنبية .. يبدو أن الأوغاد قد استولوا على العالم بالفعل! وبالطبع على ذكر ذلك فوالده هو أكبر وغد لأنه زعيم تلك المافيا الغبية! ... أغمض عينيه بضيق يحاول منعَ نفسه من إلقاء السُباب في حق والده لأن ذلك لا يجوز يتذكر دائمًا قول الله تعالى "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" الإسراء {23}


انتبه لقرب أحدهم نحوه يقدم يده له ليصافحه كان يبدو عليه أنه شابٌ عربي.


- مرحبًا أنا أُدعى إيهاب!


صافحه جواد بالمقابل وأردف:


- جواد.


تحدث إيهاب بدهشة:


- يا لطيف إنتِ عربي؟!


تحدث جواد بابتسامة:


- لا، أنا مصري!


عقد إيهاب حاجبيه بعدم فهم وأردف:


-المصري يعني عربي ياخَي عَ كِل حال اتشرفت بمعرفتك، أنا خيّك من لبنان.


- أهلا بيك.


أخذ جواد نفسًا عميقًا يحاول التحكم بتوتره لأنه من المفترض أن ينتبه لنجاح تلك المهمة فهو من سيُشرِف عليهم .. نظر لجميع الشاحنات المُلتفين حول الجبل كل شاحنة تخص زعيمًا في كل دولة تخص كل شخص هنا .. وبالطبع شاحنة فيليب كانت موجودة أمامه ويفكر كثيرًا بالاستسلام والعودة.


- إذا، ماذا سنفعل الآن؟


تحدث بتلك الجملة شخصٌ إيطالي يُدعَى *إنزو* .. طالع ساعة يده ثم أردف:


- الآن!.


توزع الجميع كل واحدٌ على شاحنته وبجانب كل شخص سائق الشاحنة لأن المطلوب من كل شخصٍ مسئولٌ عن شاحنته البقاء داخل الشاحنة من الخلف مع الذهب الذي سيتم سرقته!


كانت شمس قلقة كثيرًا منذ خروج جواد فقلبها يؤلمها بشدة .. خرجت من غرفتها لتشرب القليل من المياة وانتبهت لدخول فيليب لقاعة الإجتماعات وخلفه أندريه! تعجبت هل يُدِير إجتماعًا الآن!! .. ولكنها لم تهتم بسبب قلقها على جواد .. دخلت المطبخ وشربت كوبًا من الماء وبدلًا من أن تصعد ظلت جالسة به تُهدئ من روعها وتتمنى أن كل شيء سيكون على مايرام مثلما طمأنها زوجها!.


كان المكان كما أخبره فيليب .. المكان هادئ الحراسة موجودة ولكنهم كلاب المافيا وليسوا من الأمن الوطني! ولذلك سمحوا لهم بالمرور .. قاموا بفتح غرف الخزائن الخاصة بالذهب وكانت غرفًا ضخمة جدا بداخلها الكثير من أطنان الذهب! .. ذُهِل الجميع عدا جواد بحجم الذهب الذي بتلك الغرف! وقاموا جميعا بمحاولة حمل الذهب على الناقلات الصغيرة التي معهم .. كل شخص يجمع نصيب زعيمه من الذهب وبعد إن انتهوا وضعوا الذهب بالشاحنات .. وبالطبع كان فيليب يراقب كل مايحدث من خلال الكاميرات المزروعة في الشاحنات والمكان أيضًا فقد إخترق كاميرات المكان بواسطة هاكر عالمي! كان يجلس مع أندريه في قاعة الإجتماعات التي بها شاشة عرضٍ ضخمة ويتحدث بهدوء:


- لقد اقتربنا.


تحركت الشاحنات ماعدا شاحنة فيليب التي كان بها مشكلة في قِفل الباب الخلفي والذي انكسَرَ فجأة ..


- جواد صاير شي؟


ذلك ماتحدث به إيهاب وهو يصعد لشاحنته من الخلف، هز جواد رأسه وأكمل عمله يحاول إصلاح ذلك القفل، خرج إيهاب من الشاحنة واقترب نحوه يساعده ..


- مالهوش داعي.


- نحنا إخوات يا زلمي!


- هيدا مكسور وما بيتصلح، معي بديل!


عاد لشاحنته وأعطاه قفلٌ آخر:


- شوف معي، هيدا القفل مارَح يسكر معك كتير منيح متل الأصلي بس بيفي بالغرض.


هز جواد رأسه وعاد إيهاب ليصعد إلى شاحنته من الخلف ويغلق على نفسه من الداخل وتحركت شاحنته.. تنهد جواد وطالع القفل الموجود معه وكاد أن يصعد للشاحنة في ذات الوقت ابتسم فيليب بشر وضغط على زرٍ جعل صافرات الإنذار تنطلق من ذلك المكان .. عقد جواد حاجبيه بضيق مما حدث للتو! ولكنه صعد بسرعة عندما اقترب جيش الأمن نحو المكان بأسلحتهم .. أغلق على نفسه من الداخل مثلما فعل الآخرين وتحركت الشاحنة بأقصى سرعة .. كان فيليب يضحك وكان أندريه يطالعه بهدوء لا يُعجبه الأمر تمامًا ولكن يجب أن يحدث ذلك فجواد خائن، خرجت شمس من المطبخ وأثناء صعودها لغرفتها انتبهت لضحكات فيليب المستمرة مما جعلها تنزل على الدرج مرة أخرى واقتربت من قاعة الإجتماعات لكي ترى ما يحدث! ..قامت بفتح الباب فتحاتٍ بسيطة لتراقب ما يفعلون .. انتبهت لتلك الشاشة الضخمة التي تتوسط القاعة .. وظهور جواد بها .. ذُهلت مما رأته إنه يراقبهم!! رأت مطاردة الأمن القومي للشاحنة التي بها جواد ولكن السائق كان ماهرًا بالهرب واستطاع الإبتعاد عنهم كثيرًا.


تنهد جواد بعمق فتلك المهمة صعبة جدا وأخذت منه كامل طاقته، يكفي الأثقال التي حملها والتوتر الذي عاشه بداخل تلك المهمة! والأهم أنه لم يعلم أحدٌ هويته لو كانوا رأوه لكان في كارثة حقًا! انتبه عندما حدثه فيليب من خلال اللاسلكي الموجود بسترته ..


- جواد! المهمة ماشية تمام؟؟


زفر جواد بتوتر وأردف وهو يلتقط اللاسلكي:


- يعتبر خلصنا.


قهقه فيليب بقوة وتعجب جواد من ضحكاته تلك:


- في إيه؟ إيه اللي يضحك مش فاهم؟


أردف فيليب بابتسامة:


- في حاجة مهمة جدًا عايزك تعرفها وهي إن نهاية المهمة دي عبارة عن نهايتك .. مع السلامة يا جواد


زادت ضربات قلبه يشعر أن هناك من قام بطعنه في ظهره بقوة للتو وأردف بصدمة وعدم فهم:


-فيليب! تقصد إيه!!


ولكن لا يوجد أي رد من فيليب الذي اختفي صوته تمامًا، وفجأة إهتزت الشاحنة التي كان موجودًا بها بعدما سمع تفجيرًا بأحد عجلاتها الخلفية وانقلبت الشاحنة رأسًا على عقب حتى وقعت في بحيرة عميقة جدا!


في تلك اللحظة دخلت شمس الغرفة وهي تصرخ ..


- لا تفعل ذلك أرجوك!


تحدث أندريه بحدة:


- صوفيا ابتعدي لا دخل لكِ بذلك.


بدأت شمس بالبكاء:


- أرجوكم، إنه لا يستحق كل ذلك!


ثم التفتت إلى فيليب الذي كان يطالعها بابتسامة:


- أرجوك عمي! إن جواد لا يستحق!


اقترب منها فيليب وتحدث بقوة:


- لا إنه يستحق الأسوأ .. الخائن نهايته الموت ولكن بطريقتي أنا.


انهمرت عبراتها من مقلتيها لقد وعدت جواد أنها ستحفظ سره ولكنها لا تستطيع أن تتركه للموت وأردفت ببكاء:


- كيف لأبٍ أن يقتل ابنه؟ كيف تفعل ذلك بطفلك الذي أنجبته من صُلبك؟


طالعها فيليب بعدم فهم وتشتت في آنٍ واحد! ..


- ماذا تقولين؟!


أردفت ببكاء شديد:


- إن جواد يكون ابنك.


شعر أنه سيُجَن! أمسكها بقوة من كتفيها يصرخ بها..


- من أين جئتِ بتلك الترهات صوفيا؟َ!، إنني لم أكن بعلاقة قط سوى مع زوجتي الراحلة والتي لم تُنجب أبدًا.


ظلت صامته وهي تبكي يجب أن تخبره كل شيء:


- لا، إن زوجتك على قيد الحياة فيليب.


في تلك الأثناء كان جواد يصارع أسفل المياة داخل الشاحنة من الخلف والتي بدأت المياة تدخل إليها شيئًا فشيئًا .. كان يطرق على الزجاج الفاصل بينه وبين مقعد السائق ولكن السائق لا يستجيب تأكد جواد بأنه فقد حياته أخذ جواد إحدى سبائك الذهب الثقيلة يحاول أن يكسر بها ذلك الزجاج المتين ولكن مع الأسف هو لاينكسر، حاول أن يكسر القُفل ولكنه كان لا ينكسر ولا يستطيع أن يجد مفتاح القفل لأنه وقع منه أسفل المياة .. حمل اللاسلكي مرة أخرى وهو ينادي:


- فيليب! رد عليا!


ظل ينتظر إجابته ولكنه لم يُجِبه .. انتبه فيليب على صوت جواد الذي عاد مرة أخرى وهو يناديه ولكنه كان متجمدًا ... لا يفهم شيئًا يحاول ربط الأحداث لكن لا يوجد أي سبب منطقي لحياة زوجته !! على الرغم من وجود تشابه قوي بينه وبين جواد.


انتبه مرة أخرى على صوت جواد والذي تلك المرة تحدث بهدوء:


- فيليب.


ترك فيليب كتفي شمس التي تبكي بقهر على زوجها وعاد للاسلكي يحمله بارتعاش ولا يفهم ماذا يحدث يشعر أنه قد شُلَّ تمامًا، وتلك المرة اشتعلت مشاعر الأبوة بداخله عندما سمع جواد مرة أخرى:


- بابا، سامعني!


................................................


أرائكم؟ توقعاتكم؟

رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


الفصل السابع والعشرون


تحدث جواد بتلك الجملة عندما شعر أن تلك آخر مرة سيتحدث بها مع والده فاض به الكيل وهويطالع إرتفاع منسوب المياة في الشاحنة من الخلف أثناء جلوسه على مرتفع عالٍ من سبائك الذهب وذلك لكي يكون لديه وقتٌ أطول في البقاء على قيد الحياة .. كان فيليب يتمسك بقوة باللاسلكي ولم يخرج من صدمته حتى الآن .. فقط مشاعر مضطربة بداخله، يقوم بتجميع الأحداث من الماضي حتى الآن .. بدايةً من حريق المنزل! .. انتبه عندما أخذ أندريه اللاسلكي من يديه ..


- جواد.


انتبه جواد لمن يتحدث..


- معاك أندريه، حاول تدور حواليك على أي مصدر خروج!


أردف جواد باستسلام:


- مفيش أي مصدر خروج.


قام أندريه بالضغط على عدة أزرار فهو يعلم تمامًا الطريقة التي صُمِمت بها تلك الأقفال ثم أردف بعدما انتهى:


- قِفل العربية يا جواد هيفتح ببصمة إبهامك! جرب دلوقتي.


أغمض جواد عينيه بقوة ثم قام بفتحهما:


- القفل اللي كان معايا اتكسر مش عارف ازاي! خلصنا كل حاجة وخرجت لقيته مكسور! كان سليم لما وصلت المكان!


أردف أندريه باستفسار:


- أومال الباب مقفول بإيه؟!


ابتلع جواد غصته عندما أدرك الفخ الذي وقع به! لقد قام أحدهم بكسر القفل عمدًا!، وأردف بمرارة:


- قِفل عادي، بس المفتاح مش لاقيه وقع في المياه.


أردف أندريه بهدوء وهو يحدق في وجه فيليب الشاحب:


- حاول تنزل تدور عليه .. أنا عارف إنها صعبة بس هتلاقيه.


قام جواد بإغلاق اللاسلكي وهو يطالع الشاحنة التي إمتلأ نصفها بالمياة .. نزل ببطئ للأسفل وقام بالسباحة يبحث بعينيه عن المفتاح وانتبه لوجوده في فراغات موجودة بين بعض السبائك .. سبح للأسفل وأخذه بيده وصعد للأعلى لكي يلتقط أنفاسه ثم قام بحبسها مرة أخرى وسبح أسفل المياة مرة أخرى ليقوم بفتح القفل ولكن للمفاجأة! القفل لم يُفتَح! غضب جواد بشدة ثم عاد للسطح مرة أخرى ليجلس حيث كان .. وفي تلك الأثناء


كان ماتيوس يبتسم بشر وهو يتحدث بالهاتف مع إيهاب:


- لا تقلق، اعتبره في عداد الأموات فقد أعطيته المفتاح الخاطئ.


قهقه ماتيوس بشر ثم أردف:


- إن لك مفاجأة كبيرة جدا عندي! لقد فعلت ما رفضه بنو جنسك وأنت تستحق هديتك!


أردف إيهاب بابتسامة شرير:


- وأنا في انتظارها!


عند جواد:


أمسك باللاسلكي مرة أخرى لكي يتحدث مع أندريه:


- أندريه، لقيت المفتاح بس مبيفتحش!


في تلك الأثناء اقتربت شمس تلتقط اللاسلكي من أندريه وهي تبكي:


- جواد حبيبي، حاول تخرج من هناك بأي طريقة .. مينفعش ده يحصل مينفعش دي تبقى النهاية بينا.


أردف جواد بحب:


- متقلقيش يا شمس هخرج من هنا بأي طريقة، أنا وعدتك وأنا قد وعدي.


- سامحني يا جواد .. انا قولت لفيليب على كل حاجة.


صمت جواد ثم أردف بابتسامة:


- مفيش مشكلة يا حبيبتي، متقلقيش عليا هجيلك تاني.


هزت رأسها كأنه يراها ثم صمت جواد قليلًا وهو يُطالع الشاحنة حوله بتركيز ثم وقعت عينيه على شيءٍ ما بالخارج، ثم أردف:


- بابا؟!


ارتجف قلب فيليب حينما سمع تلك الكلمة منه مرة أخرى .. ولكنه كان متسمرًا غير قادرًا على الحراك!


- فيليب سامعني!


اقترب يمسك باللاسلكي بارتعاش وأخيرًا تحدث:


- نعم؟


ابتسم جواد بهدوء وهو يطالع الشاحنة حوله ثم أردف:


- الأحبال دي متينة قد إيه؟


تحدث فيليب بهدوء:


- مش فاهم سؤالك.


توقف جواد راكعًا في مجلسه لأنه وصل لسقف الشاحنة وهو يُخرج سكينًا حادًا صغيرًا من جيبة (مطوه) ويقترب من أحد الأحبال التي تمسك جيدًا وتمنع السبائك من الوقوع ..


- يعني لو حبيت أقطع الأحبال اللي ماسكة السبايك هتتقطع بسكينه عاديه؟


أجاب فيليب بهدوء:


- أيوه بس حاول تركز عليها بقوتك شويه! الأحبال دي صعبة.


- متقلقش.


- هتعمل إيه يا جواد؟


ولكن جواد تجاهل سؤاله ثم أردف بابتسامة كأنه يراه:


- شويه وراجعلك.


ثم أغلق جواد اللاسلكي واقترب نحو جهة من الأحبال وقام بمحاولة قطعها بإستخدام أقصى طاقته بذراعيه الإثنتين مما جعل عروقه تبرز بقسوة ..وبعد صعوبة قام بتقطيع جُزء وتبقى جُزء أخير وهو الجزء الأسهل! .. لأن ما يُحكم ثبات تلك السبائك العديدة كانوا جهتين والآن انقطعت واحدة وتبقت الأخرى حيث أنها هي الجهة الوحيدة الآن التي تُمسك بالسبائك، سبح نحوها وذلك نظرًا لإمتلاء الشاحنة بالمياء وتَبَقى رُبعُها تقريبًا .. كان هناك سهولة في تقطيع الجهة المتبقيه وأمسك جواد بقوة بسلاسل حديدية موجود في أعلى سقيفة الشاحنة وبمجرد إنفلات الأحبال الأخيرة تفككت السبائك والتي كانت تعتبر معلقة في الشاحنة .. ولكن قوة سقوطها تلك سحبت الشاحنة لأسفل البحيرة بقوة ما سبب إصطدامٌ قويٌ جدًا في الشاحنة من الخلف بسبب صخرة كبيرة موجودة أسفل المياة ونتج عن ذلك الإصطدام تَحَطُّم باب الشاحنة! .. سبح جواد بقوة في المياة بعدما خرج من الشاحنة .. ثم ارتفع لسطح المياة ليلتقط أنفاسه بقوة كأنه قد عاد للحياة مرة أخرى! ... حاول أن يتنفس بعمق وهو ينظر في أعماق البحيرة ثم أخذ يسبح بداخلها مرة أخرى ليقترب نحو السائق المتوفى داخل الشاحنة لكي يقوم بإخراج جثته من المياة، قام بفتح بابه بصعوبة وأمسك بالسائق وصعد به لسطح المياة، ثم خرج بصعوبة من البحيرة وذلك بعدما أمسك بأحد جذور الأشجار القريبة منها لكي يصعد للخارج من خلالها وبعدما صعد ارتمى وهو يتنفس بعمق نظرًا للمجهود الذي قام به وبجانبه جثة السائق المتوفى، اعتدل وقام بوضع الجثة جانبًا لجعلها تستند على أحد الأشجار ثم أخد يركض بقوة في الطريق الذي هو به لكي يذهب للطريق الخارجي لكي يستقل أي سيارة ستقابله وبالفعل ركب مع إحدى العائلات لكي يأخذوه في طريقهم! .. كانوا جالسين يُطالعون اللاسلكي بذهول متعجبين من تأخيره بحديثه معهم! هل ... هل .. هل حدث له شيئٌ سيء .. لما كلهم متسمرين هكذا في أماكنهم؟ أمِن حجم المفاجآت والصدمات التي عاشوا بها للتو؟ كان فيليب يداه ترتعشان ثم ارتمى على كرسيه يحاول أن يلتقط أنفاسه يقوم بتعديل رابطة عنقه! يشعر أنه سيموت! .. كيف يفعل ذلك؟ لماذا يؤنبه ضميره هكذا؟ .. لا لا لا .. إنه ليس إبنه .. لا لا يمكن أن يكون كذلك ولكن شمس قالت أن آسيا على قيد الحياة .. بكى بنحيب عندما تذكر يوم وفاتها .. اليوم الذي مات فيه معنويًا .. لقد تحول من سيءٍ إلى أسوأ! حاول أن يهدأ يمكن أن يكون هُناك عدم توضيح في شيءٍ ما لا يُمكن أن يكون كل ماعاشه مجرد رماد! .. لقد مرت سبعة وثلاثون عامًا على وفاتها أو هو من ظن ذلك .. طالع يديه الإثنتين بعدم فهم وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه انتبه أندريه لحالته تلك وأسقاهُ كوبًا من المياه بهدوء .. كان حقًا يرتعش ربت أندريه بهدوء على ذراعيه .. أما شمس كانت تبكي بهيستريا وهي تُطالعهما .. كل مايهمها الآن هو أن يعود أن جواد والآن! لا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونه! لا .. بعد أن هدأ فيليب قليلًا من حالته تلك طالع شمس بأعين حمراء من البكاء وأردف وهو يقترب منها بوهن:


- أرجوكِ صوفيا، حبًا بالله إذا كنتِ تعلمين أين توجد آسيا أخبريني.


ظلت تطالعه وهي تبكي ولكنها لم تتحدث وجن جنون فيليب وأردف بغضب وهو يمسك ذراعها بقوة:


- أخبريني أين هي؟؟! أم أن تلك حيلة منكِ أنتِ وجواد لكي أتراجع عن فكرة قتله؟!


أمسكه أندريه من ذراعه يبعده بقوة عنوة عنه وأردف:


- إهدأ فيليب! أنت لست بحالة جيدة.


أردف فيليب بغضب وهو يسحب ذراعه منه بقوة:


- أصمت أنت! إن حديثي معها.


عاد يمسكها مرة أخرى بقوة قد آلمتها ولكنها أردفت وهي تبكي بقهر:


- أنا لا أتذكر.


طالعها بعدم فهم وذهول من إجابتها تلك! وأردف بتشتت:


- ماذا تعنين بأنكِ لا تتذكرين؟؟!


أردف ببكاء:


- كل ما أعلمه أنها من أنقذتني لكي أهرب مِن مَن قَام بخطفي، لقد كانت في ذات المكان الذي كنتُ أنا به.


صُعِق! نعم صُعِق هل هي مخطوفة! هل كل ماتقوله صوفيا صحيح!! .. كادت أن تتحدث ولكنهم جميعًا انتبهوا لدخول جواد للقصر بثيابه المبتلة! صرخت شمس بإسمه عندما رأته وركضت نحوه حتى استقرت بين ذراعيه تضمه بقوة .. كانت تبكي بقهر وهي تضمه بقوة ..


- ماتسبنيش تاني يا جواد! أنا مش هقدر أعيش من غيرك.


ربَت جواد على شعرها بحب وفي ذات الوقت يُطالع فيليب الذي يطالعه في المقابل بغضب لا يُمكن التحكُم به .. ابتعدت عنه تطالعه بحب لتطمئن أنه بخير ..


- متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس.


قال تلك الجملة وهو يلتمس ذقنها برقة بابتسامة لطيفة ولكن بملامح مرهقة نظرًا للمجهود القاسي الذي قام به أسفل المياة.


ابتعدت شمس قليلًا جانبًا عندما رأت نظرات جواد وفيليب لبعضهما .. وكل ما تحدث به فيليب كان:


- آسيا فين؟


طالعه جواد بهدوء لا يعلم كيف يُجيبه على سؤاله هذا! ولكنه أردف بهدوء:


- معرفش.


اقترب فيليب نحوه بغضب ولكن أندريه توقف بسرعة بينهما في المنتصف ..


- ابعد أندريه.


أردف أندريه بغضب مكتوم من تصرف أخيه:


- إهدى يا فيليب وفكر بعقل!


أردف بغضب شديد:


- هما خلوا فيها عقل!!! مراتي اللي بقالها سبعة وتلاتين سنة ميته وفجأة يقولولي إنها عايشه؟! ومش بس كده ده بيقولوا إن ده ... *أشار على جواد* .. يبقى ابني أنا! .. عايزني أتصرف إزاي وإنت مش في مكاني!!


كاد أندريه أن يتحدث ولكن جواد من تحدث بدلا عنه:


- نقدر نعمل تحليل DNA زي مانا عملت لما شكيت في الموضوع .. تعالي نعمل التحليل عشان تتأكد.


طالعه فيليب بغضب ولكنه أردف بكلمات آلمت قلب جواد:


- ميهمنيش، اللي يهمني إني أعرف مراتي فين طالما هي لسه عايشه، ده اللي يهمني وبس! عايز أعرف مين اللي عمل فيها كده وأنا هخليه يتمنى الموت بدل المرة مليون مرة بس مش هناولهاله.


أردف جواد بعد صمت دامَ لعدة ثوانٍ يحاول إستيعاب وَقعَ الكلام على آذانه:


- آخر مرة خطفوها مني في الفيلا ومن وقتها مش بلاقيها بس انا قربت و.....


- دورك انتهى لحد كده أنا هوصل لآسيا بطريقتي .. أنا هحرق الأرض كلها عشان ألاقيها.


ثم صعد فيليب لغرفته ليقوم بتجهيز نفسه لكي يخرج ويجد طريقة ليجد بها آسيا .. كان جواد يمكانه غير مستوعب ماحدث كان يتوقع تصرفًا آخر عندما يعلم فيليب أنه ابنه ولكنه قد خذله! ولكنه برر أن صدمة معرفته بالحقيقة قد جعلته يتصرف هكذا وأكيد عندما يهدأ سيضمه ويربت على كتفه ويقول له مرحبًا بك بني.


"رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات"


هبطت عبرة من مقلتي جواد جاهد أن يُخفيها ولكنه لم يستطع وقام بمسحها بسرعة لكي لا ينتبه له حد .. التفت أندريه يطالع جواد ثم أردف:


- كان في حاجة جوايا بتقولي إنك من لحمي ودمي بس أنا كنت غبي ماسمعتش للي جوايا لإن ببساطة فيليب محبش غير آسيا ومتجوزش غير آسيا وملمسش غيرها! الموضوع بالنسبالنا مش منطقي، اعذر فيليب يا جواد هو بس في صدمة إن آسيا لسه عايشه بس صدقني لما يفوق هياخدك في حضنه.


ظل جواد يُطالعه بهدوء وهز رأسه بهدوء وربت أندريه على كتفه بابتسامة:


- Welcome to our crazy family


ابتسم له جواد ابتسامة سطحية وانتبه الجميع عندما نزل فيليب على أدراج القصر وكاد أن يخرج منه أردف جواد بهدوء:


- مش هتلاقيها


التفت فيليب له يطالعه بغضب:


- أنا مش إنت!


ابتسم جواد بإرهاق وأردف:


- تعرف إيه أنا معرفوش؟


- أنا أعرف كتير! وأعرف مين اللي ليه مصلحة في إنه ياخد مراتي مني، الموضوع قديم بس هو لسه صاحي جواه وانا هوريه!


جواد باستفسار هادئ:


- مين؟


أردف فيليب بابتسامة شيطانية مجنونة:


- مش مهم مين! المهم إن أنا هقدر أجيبها! وهوصل لمكانها انت متعرفش أي حاجة عن حياتي أنا ومراتي فماتتدخلش.


- أنا ابنها وده حقي.


أردف فيليب بغضب:


- وأنا جوزها


أردفت شمس بغضب من طريقة فيليب:


- إنت إزاي كده!! إزاي بتعامل إبنك كده كإنه جاي من الشارع؟؟


أردف أندريه بصرامة:


- صوفيا، صوتك ميعلاش على عمك.


صرخت شمس في وجهه وهي تطالعه:


- هو مش عمي! .. وانت مش أبويا! .. انتوا كتر خيركم قعدتوني عندكم لكن أنا .. انا ماليش غير جواد البني آدم اللي هو بيعامله وحش!


- ده انتوا طابخينها سوا بقا؟ طلعتي عارفة تتكلمي مصري وطلعتي عارفة إنه جوزك.


ذلك ماتحدث به فيليب وهو يطالعها بغضب هي وجواد ..


- مسمحلكش.


ذلك ما أردف به جواد بهدوء وهو يطالعه واستأنف بتوضيح:


- شمس عرفت كل حاجة من يومين بس وكانت عايزة تحكيلك بس أنا اللي رفضت كنت مدي لنفسي وعد إني أجيبلك آسيا لحد عندك!


ذلك ما أردف به جواد بصوت مهزوز وهو يطالع والده الذي يطالعه ببرود لثوانٍ معدودة، التفت فيليب لشمس يُجيب على سؤالها:


- عايزة إجابة لسؤالك؟ اللي هو إزاي بعامل إبني كإنه جاي من الشارع؟ أنا هجاوبك .. ببساطة ومش هتكسف منكم، أنا كنت بتمنى أعيش إحساس لما مراتي تيجي تقولي إنها حامل! أو إني أروح معاها عند الدكتور نتابع الحمل! أو إني أشيله بين إيديا بعد ماتولده وأشوفه بيكبر قدامي عيوني! .. *ثم تحدث بغضب كبير* .. انتوا متخيلين إنتوا طالبين مني إيه؟؟ طالبين مني أصدق إن شاب في السن ده يبقى إبني .. لا مش شاب ده داخل على الأربعينات! ومش بس كده! ده الشخص اللي خان ثقتي فيه وسلمني للبوليس وهو بيضحك في وشي!! إنتوا مستوعبين!، دلوقتي أنا مطلوب مني إيه؟؟!!! مطلوب مني أتخلي عن كل أحلامي اللي اتمنيت اعيشها مع مراتي ومبادئي اللي عشت عليها سنين كتير وأصدق وأتعامل إنه ابني وأخده في حضني! ده اللي انتوا متوقعينه!!!!


هز فيليب رأسه بيأس وإرهاق وقام بمسح عبرة خرجت من مقلتيه رغمًا ثم أردف بهدوء:


- أنا آسف يا جواد ماتستناش مني أكون الأب اللي كنت تتمناه! في أقرب وقت لِم حاجتك وارجع لمصر انت ومراتك ..مبقاش مرحب بيكم هنا! أما بالنسبة لآسيا؛فأنا هرجعها بطريقت.


ثم خرج من القصر واستقل سيارته ولاحقه أغلب رجاله الذين يقومون بحراسة القصر .. تنهد أندريه بضيق ثم أردف وهو يُطالع جواد:


- متصدقش كلامه، ده الدمعة فرِّت من عينه بجد؟ هو بس محتاج يهدى ويستوعِب حجم الصدمة اللي هو مش مصدقها أصلا! إنت متخيل من صدمته مصممش يعمل تحليل DNA؟! ده راح جري يدور على آسيا!


ظل جواد يُطالعه بهدوء ثم وجه حديثه لشمس:


- يلا نمشي ياشمس، أنا حاجز أوضة في فندق و....


قاطعه أندريه بإصرار:


- مفيش الكلام ده! متتضايقش من كلمتين فيليب قالهم! اطلعوا بس وارتاحوا متقلقوش شويه وفيليب هيبقى كويس.


هز جواد رأسه وأخبره بمكان وجود جثة السائِق ثم قام أندريه بإرسال باقي الرجال المتواجدين في القصر ليُخفوا آثار الجثة .. صعد جواد وشمس لغرفته وجلس بفراشه وهي بجانبه تُمسك بيده؛ أما هو فقد كان ينظر للفراغ .. لم يكُن يتوقع أن يحدث كل ذلك ولكنه مُحق حتى هو لا يعلم كيف سيتعامل والده فيما بعد أو كيف ستكون الحياة بينهما .. لم يعيشا لحظاتٍ أبوية سعيدة من قبل! .. لديه كل الحق! كيف سيتعامل فيليب معه على أنه ابنه؟ .. تنهد جواد بصعوبة وتقابلت عينيه مع شمس التي وضعت يدها تلتمس وجنته وتبتسم بحب وهي تطالعه وأردفت بهدوء:


- معلش هو بس مصدوم! ده فيليب.


أردف جواد بابتسامة هادئ وأردف:


- لحقتي تقعدي معاه سنة وحفظتيه.


هزت رأسها وأردفت:


- هو حقيقي من أحسن الشخصيات اللي ممكن تقابلها هو بس في حالة صدمة متزعلش منه.


- وأنا مش زعلان .. أنا بس بفكر.


أردفت بحيرة:


- بتفكر في إيه؟


إحتدت ملامح جواد وهو ينظر للفراغ مرة أخرى:


- بفكر آخد حقي إزاي في اللي حبسني تحت المياة.


اعتدل من جلسته وأردف:


- أنا هروح مشوار مهم، هحتاجك تكوني مع أندريه وأنا على أما أرجع يكون فيليب رجع هو كمان.


تحدث بتلك الجملة وهو يقترب من خزانة ملابسه ويخرج ثيابًا نظيفة ليستحم ..


- تمام.


تحركت ببطئ وهدوء نحو باب الغرفة ولكنه أمسكها من ذراعها يقربها نحوها ليقبلها من مُقدمة رأسها ثم أردف:


- متقلقيش عليا أنا كويس.


استندت برأسها على صدره وأغمضت عينيها وبعد عدة دقائق ابتعدت وهي تبتسم بهدوء:


- هستناك.


- مش هتأخر، أوعدك.


خرجت من الغرفة بابتسامة جميلة؛ أما هو فقد دخل الحمام ليأخذ حمامًا منعشًا وبعدها قام بارتداء ثيابه وتحرك بسيارته من أمام القصر .. كانت شمس جالسة مع أندريه الذي يُطالعها بهدوء .. وكانت مُحرجَةً كثيرًا منه وأردفت باعتذار:


- أنا آسفة لو عليت صوتي عليكم .. أنا مستحملتش أشوفه بيعامله كده مهما كان السبب إيه.


ابتسم أندريه وهو يُربت على يدها بحنان أبوي:


- ماتقلقيش هو الموقف نفسه صعب علينا كلنا .. فكل ردود الأفعال اللي حصلت النهاردة دي مش هتفرق قد ما عيلتنا اكتملت.


ابتسمت له بامتنان بينما أندريه تحدث:


- تعرفي ياصوفيا...


طالعته بتنبيه .. وحمحم مستأنفًا:


- تسمحيلي أناديكي بصوفيا.


أردفت بابتسامة:


- مفيش مشكلة، اتفضل.


استأنف أندريه وهو يُطالعها:


- أنا مبسوط جدا من اللي حصل ده، متستغربيش .. بس أنا مبسوط عشان هبقى معاكِ دايمًا.


طالعته بعدم فهم ولكنه أردف مستأنفًا محاولًا التحكم في حزنه:


- أنا لما عاملتك كإنك بنتي فده كان فعلا نابع من جوايا، أنا كان عندي بنتي كانت جميلة زيك كده كانت في سنين حياتها الأولى، بس هي ماتت بسبب مرض خطير! .. ولما شوفتك فكرتيني بيها وقتها حسيت إن بنتي رجعتلي وإني لقيت عوضي فيكِ، فاتمسكت بيكِ كإنِك نجاتي في الحياة، وده الجانب المُظلِم اللي جوايا واللي مش قادر أحكي لحد عنه، بس أنا حكيتلك.


كادت عبراته أن تنزل ولكنه تحكم في ذلك بل كان متأثرًا فقط بالماضي واستأنف:


- عشان كده أنا فاهم إحساس فيليب .. اللحظة اللي حد قريب منك يطلع عايش بعد ما تكوني عيشتي على كذبه إنه مات وأخد روحك معاه بتلاقي نفسك اتجننتي كإنك كنتِ على أمل إنه يبقى عايش فعلا!


هزت شمس رأسها وأردفت:


- فهمت حضرتك.


اعتدل أندريه وأردف:


- أنا محتاج أطلع أوضتي شويه وهنزل على الغداء.


هزت رأسها وبالفعل تركها وصعد لغرفته أما بالنسبة لشمس فقد كانت تشعر بالضيق بسبب ماحدث اليوم بالكامل، تنهدت بثقلٍ وأمسكت برأسها تشعر بألم في رأسها وفي ذات الوقت تفكر في طريقة تساعد فيليب وجواد أن يكونا على وفاق، استفاقت من شرودها ذلك عندما انتبهة على صوت هاتفها يُصدرُ رنينًا مستمر، وأجابت على الهاتف:


- ألو.


- آنسة صوفيا؟


- نعم هذه أنا، من معي؟


- كان هناك طلبًا طلبتيه عبر الإنترنت منذ عدة أيام .. أنا الآن أمام القصر للتسليم.


- حسنًا سأخرج.


خرجت من القصر وأخذت تبحث عن من ينتظرها بعينيها ولكنها لم تجده .. خرجت خارج بوابة القصر تبحث عنه وجدته يقف على بعد مسافة يبدو أنه يتحدث بالهاتف أشارت له واقتربت نحوه وحينما كانت على بُعد خطواتٍ منه .. خرج بعض الرجال من بين الأشجار وقاموا بتكميم فمها حاولت أن تصرخ وتقاومهم ولكن خارت قواها وفقد وعيها.


...............................................


كان جواد يُطرق على باب شقة مجهولٌ صاحبها حتى قام بفتح باب الشقة للطارق وتفاجأ بلكمة قويةً في وجهه، اعتدل إيهاب وهو يُطالع جواد بعدم استيعاب:


- إنت بعدك عايش لهلّق؟!


اقترب جواد منه بغضب وهو يغلق باب الشقة خلفه:


- مفاجأة مش كده؟ مين اللي بعتك يا كلب عشان تخلص مني؟


ولكن إيهاب لم يتحدث وظل يبتعد خطوات للوراء، ولكن جواد اقترب منه يُمسكه من تلابيبه متحدثًا بغضب جحيمي وهو يلكمه مرة أخرى:


- مين؟!!


ولكنه لم يُجِبه وقام جواد بضربه بقوة حتى أصدر إيهاب أنينًا..


- مين؟!!!


ذلك ما هدر به جواد بغضبٍ وصراخٍ مرة أخرى..


أردف إيهاب بألم وهو يٌغمض عينيه:


- ما بقدر إحكي… رح يقتلني إذا عرف إني قلتلك.


- وأنا هقتلك قبله لو ماقولتليش هو مين.


تنهد إيهاب بألم وأردف بنبرة مرتجفة:


- ماتيوس هو اللي كان بدّو يقتلك… واللي فهمتو إنّو ناوي يقتلكن كلكن.


ظل جواد يُطالعه عندما سمع إسم ذلك الشخص! صديق فيليب هو من فعل ذلك!! ... لحظة! إثنان!! ثلاثة!!! حتى استوعب ما فعله ... ماذا فعل؟؟ إن رجال فيليب ليسوا بالقصر! حيث أنهم لاحقوه حيث ذهب! والباقي ذهبوا تبعًا لأوامر أندريه، وشمس وأندريه همُ الوحيدين الموجودين هناك!! لم يُشعر بنفسه سوى وهو يركض خارج الشقة يركض بأقصى سرعته ليركب سيارته ليذهب إلى قصر فيليب.


في ذات الوقت:


كان فيليب يقف أمام قصر ماتيوس يُطالعه بهدوء .. وكان رجاله يحيطون القصر بسرية تامة .. يُملي عليهم حرصهم على مراقبته جيدًا في الفترة القادمة، حيث أنه قد وصل للتو بعدما خرج ماتيوس من قصره مباشرة! .. أغمض فيليب عينيه يتذكر جيدًا اليوم الذي تقابل فيه مع شمس لأول مرة .. طريق الغابة، حيث أن بداية ذلك الطريق يؤدي الى المدينة التي يوجد بها قصر ماتيوس .. أغمض عينيه بقوة يحاول التحكم بغضبه من أن يقتل ماتيوس .. إنه الوحيد المشكوك به الآن لأن يوجد بينهما موقفٌ قديمٌ لم ينساه سيُريه من العذاب ألوان ولكن ليس قبل أن يجد آسيا! .. انتبه عندما آتته مكاملة هاتفيه من أحد رجاله ..


- وصل السيد ماتيوس إلى مكانٍ مجهول الهوية يبدو أنها مصحة نفسية، ولكن أتاه خبرٌ ما حيث لم يُكمل خمس دقائق في ذلك المكان وخرج منه مُسرِعًا.


- أعطِني العنوان.


وبعد عدة دقائق:


كان فيليب يقف أمام تلك المصحة يطالعها بريبة! أمن الممكن أن يجد شيئًا هُنا ذات صِلةٍ بآسيا؟ أخذَ نفسًا عميقًا ودخل المكان يبحث بعينيه عن شيءٍ يَدُلُه عليها.


أخذ يفتح كل أبواب الغرف الموجودة بتلك المصحة ولكنه لم يجد أي شيء! .. صعد للطابق العُلوي وأخذ يبحث في الغرف التي به أيضًا ولكن لا يوجد بها شيء! كلهم مرضى نفسيين بالفطرة! ولكنه انتبه لغرفة متبقية في نهاية الرواق اقترب نحو الغرفة ببطئ شديد ووقع قلبه في قدمه عندما سمع صوت دندنة يعلمها جيدًا .. دق قلبه بعنف وهو يفتح باب الغرفة خائفًا مما سيراه! ... كانت تجلس على كرسيها تنظر للفراغ بملامحها الباهته والتي شاخَت باكرًا عن المعتاد! بسبب ما رأته بحياتها وسوء التغذية كان هو العامل الأساسي لما حدث لها، كانت تدتدن دندنتها المُفضلة والتي حفظتها منذ الصغر .. تلك الدندنه كانت تغنيها قبل رحيلها عنه! .. هو يتذكرها جيدًا يتذكر ضمتها الأخيرة له .. وقعت عينيه عليها ولم يصدق .. إنها هي! إن آسيا موجودة أمامه!! يا الله إن هذا حقيقي!! ارتعش فيليب وهو يقترب بخطوات هادئة لم تنتبه لها حتى توقف بالقرب منها وهو يُطالِعُها بذهول! .. أردف بهمس سمعته .. تعلم صوته جيدًا صوته الذي لم يَغِب تمامًا عن عقلها!


- آسيا.


صُدِمَت عندما سمعته ورفعت رأسها ببطئ وطالعته وأردفت بعدم استيعاب:


- فيليب!


....................................................................... 


آرائكم؟؟ توقعاكم؟؟ تحليلاتكم؟؟ ماتنسوش الفوت .. أتمنى البارت يعجبكم



رواية/ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


الفصل الثامن والعشرون


كان يقف أمامها مشدوهًا لا يصدق أنها حية!! كانا يطالعان بعضهما بتعجب وذهول! .. وفي ثانية! مرت ذكرياتهما أمام عينيهما! .. رقصاتهما، ضحكاتهما! وأيضًا تواجدهما بين ذراعي بعضهما .. لم يستطع فيليب أن يسيطر على عبراته التي خرجت من مقلتيه بهدوء وهو يطالع هيئتها تلك، هيئتها الحزينة والضعيفة! .. ماذا حدث لها؟ لماذا جسدها هزيلًا؟! آخر مرة كانا سويًا كانت صغيرة لطيفة جميلة وكثيرة الضحك! .. والآن هي مازالت جميلة ولكنها شاحبة! .. اختفت لمعة عينيها واشراقتها، اقترب فيليب بخطوة نحوها ولكنها اعتدلت بإرهاق من الكرسي حتى توقفت وابتعدت خطوة مماثلة للخلف نحو الفراش بخوف شديد مما جعله يتعجب من ردة فعلها تلك! ولكنه لم يأبه لذلك واقترب أكثر ولكنها صفته بقوة على وجهه ولكنها كانت ضعيفة بالنسبة إليه، وأردفت بصراخ:


- إبعد عني.


توقف ثانية يحاول أن يستوعب مافعلته ولكنه لم يهمه ذلك الأمر، واقترب رغمًا عنها ويضمها بقوة بين ذراعيه لترتفع قدماها على الأرض، كاد فيليب أن يكسر ضلوعها بسبب اشتياقه لها، لأول مرة كان يبكي كالطفل الصغير بنحيب عالٍ:


- آسيا.


ذلك ما أردف به بين بكاءه؛ أما هي فقد كانت تبكي بنحيب وفي ذات الوقت تحاول أن تبتعد عنه ولكنه له يترك لها أي فرصة للخروج من بين ذراعيه لأنه لم يشعر بالعالم حوله، يشعر أنه قد غاب عن العالم عندما ضم الإنسانة الوحيدة التي طالما تمنى أن يراها .. أخد يستنشق عبيرها (يَشتَّمُ رائحتها) وأردف بصوت ضعيف ومُرهق:


– وحشتيني أوي، أنا كنت بموت من بعدك .. محدش يعرف أبدًا اللي أنا مريت بيه في حياتي يا آسيا .. أنا حياتي كانت وحشة أوي من غيرك .. متبعديش تاني أرجوكِ مش هقدر أستحمل أعيش نفس الحياة اللي أنا كنت فيها دي من غيرك .. اااه .. أنا كبرت يا آسيا .. كبرت من غيرك.


لم تتحدث وظلت صامته تبكي في صمت فقط تُعيد ذكرياتها التي مرت سابقًا على مخيلتها من بعد اختطافها وأخذ عقلها يترجم كل ماحدث لها، والذي كان سببه الرئيسي فيليب! زعيم المافيا الروسية!، أغمضت عينيها بقوة تقوم بجمع قوتها .. حينما هدأت موجة المشاعر تلك بداخله ابتعد بوجهه عنها ليطالعها تقابلت نظراتهما .. كان يطالعها بعشق أما هي كانت تطالعه بغضب .. عَقِد حاجبيه بتعجب من ردة فعلها تلك وكاد أن يتحدث ولكنها دفعته للخلف ليبتعد عنها بجسده واستطاعت فعل ذلك وأرفت:


- إنت عايز مني إيه!!!


تعجب من كلماتها تلك! ألا يجدر بها أن تبادله هي أيضًا؟ .. ألا يجب أن تخبره أنها أيضًا اشتاقت إليه؟ .. انتبه عندما استأنفت بصراخ:


- فين ابني؟


طالعها بعدم فهم ولكنها استأنفت بصراخ:


- فين جواد ابني؟؟ عملت إيه في ابني يا فيليب؟


لم يجد فيليب الكلمات المناسبة لكي يتحدث بها لأنه يحاول استيعاب مايحدث في حياته .. الآن زوجته على قيد الحياة! ولكنها تتحدث الآن عن جواد والذي تصفه بابنها! متى أنجبته؟؟ هل هو والده حقًا كما كان يَزعُم من دقائق؟ استفاق من شروده ذلك عندما قامت بضربه بقوة على صدره لعله يجيبها ويُريح قلبها .. قلب الأم المكلوم على ابنها! ..


- انطق عملت في ابني إيه؟


كانت في حالة هيستيريا بسبب غضبها وخوفها على ابنها ولكنه أمسك كفي يديها بقوة يمنعها من استمرارها في ضربها له .. وأردف بعدم فهم:


- آسيا .. في إيه؟


ولكنها نظرت في عينيه بقوة وأردفت بصراخ:


- أنا بكرهك .. ابعد عني متلمسنيش!


صُدِم! نعم صُدِمَ من كلماتها تلك حاول أن تُخرِجَ يداها من قبضته ولكنها لم تستطع لأنه كان قويًا عنها ..


- آسيا، اسمعيني.


تجاهلت كلماته تلك، وأردفت بانهيار:


- أرجوك! سيب ابني عايش أنا مليش غيره .. خد حياتي قصاد حياته .. لكن جواد لازم يعيش.


كان يتعجب من طريقة حديثها تلك .. منذ متى وهي تتحدث هكذا؟ ولماذا تتحدث بتلك النبرة؟ يأخذ حياتها مقابل حياة جواد!! ماذا تظنه؟ ألا تدري أن قلبه عاد ينبض بالحياة لمجرد سماعه أنها على قيد الحياة؟؟ انتبه عندما وضعت مقدمة رأسها على صدره بهدوء وهي تبكي لأنها شعرت بالدوار وقدماها لم تعد تحملانها! .. لقد خارت قواها وجسدها قد خانها وأغمضت عينيها وهي بين ذراعيه


حاوطها بذراعيه لكي لا تقع، طالعها بحُزن بسبب حالتها تلك! .. طالع جسدها الضعيف الهش مرة أخرى! واشتعلت نيران الغضب بداخله بسبب حالتها تلك ومافعله ماتيوس به وبها ويقسم أنه سيذيقه أشد أنواع العذاب لدرجة أنه سيتمنى الموت ولكنه لن يناله.


رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


.........................


صعد جواد لسيارته مسرعًا وتحرك من أمام المبنى الذي يبقى به إيهاب وأثناء تحركه كان يحاول الإتصال بشمس ولكنهم لم تُجِب .. تفاجأ باتصال أندريه .. وأجاب بلهفة:


- ألو .. أندريه ..شمس كويسه؟


ولكن أندريه تحدث وهو يلهث:


- في ناس خطفوها من قدام القصر يا جواد! وأنا بجري وراهم بالعربية حاول انت بس تيجي لطريق ****


هز جواد رأسه وتحرك صوب المكان الذي أخبره أندريه به .. كان أندريه يقود سيارته بسرعةٍ كبيرةٍ وهو يلاحق السيارة التي بها شمس .. لا يستطيع أن يفسر المشاعر التي شعر بها عندما انتبه وهو في غرفته أن شيئًا مايحدث خارج القصر ورأى أن شمس يتم إختطافها .. شعر أن ابنته تموت مرة أخرى أمام عينيه لا .. لن يسمح بذلك أبدًا ضغطَ على بدّالة الوقود بقوة فانطلقت السيارة بسرعة حتى أصبح بجانب السيارة التي توجد بها شمس .. طالع السائق بغضب واتجه نحوه لكي يصدمه بسيارته وبالفعل اصطدمت السيارة ولكن السائق تحكم بها وطالع أندريه بغضب وأصبح الإثنان يتسابقان ولكن أندريه أخرج عياره الناري وأخذ يطلق على السائق طلقات متعددة ولكن السائق كان يتفاداها بتحركاته بالسيارة .. تفاجأ أندريه بالسيارات السوداء التي خرجت في منتصف الطريق وأصبحوا يلاحقونه هو .. استطاع السائق أن يبتعد بالسيارة عن أندريه الذي كان ينظر لكل السيارات التي تحاول أن تحيطه .. تقدمت سيارة لتصبح أمام أندريه وواحدة بجانبه الأيمن وأخرى عند جانبه الأيسر وواحدة رابعة خلفه .. يشعر أنه قد حُوصِرَ تمامًا .. فكر بضيق قليلًا ثم قام بمد ذراعه اليُمنى للمقعد الخلفي لكي يحمل أحد بنادقه يضعها على بدالة الوقود ويثبت وقوفها على البدالة من خلال كرسيه، وقام بأخذ أحد الأربطة وقام بربطها بعجلة القيادة وبجزءٍ من السيارة لكي يقوم بتثبيت السيارة على الطريق لكي لا تنحرف .. انتقل من كرسي القيادة وقام بتدخين سيجاره البُنِي وابتسم وهو يحمل رشاشين بيديه وصعد لسقيفة السياره بمنتصف جسده وذلك عندما فتح نافذتها العلوية، أخذ يطلق النيران على السيارات من حوله وأيضًا كان يُصيبُ الرجال الذين يحاولون إطلاق النار عليه .. كان صامدًا وهو يقوم بتفجير السيارة التي كانت تسير خلفه، ابتسم بشر والسيجار في فمه وعاد يقوم بإطلاق النيران على الرجال الذين يحاولون قتله في السيارات الأخرى ولكنهم لم يصمدوا وانحرفت السيارات عن الطريق بسبب موت سائقيها وانفجرت إحداهما أيضًا والثالثة انقلبت رأسا على على عقب بعدما انحرفت عن الطريق أيضًا .. التفت أندريه وهو يطالع السيارة التي تسير أمامه والتي تبقت بعد أن سارت مسافة بعيدة عن السيارات المتبقية .. كاد أن يُطلق النيران عليها ولكنه انتبه للسيارة التي خرجت من طريق جانبي وأخذت تسير في الطريق بجانب سيارته .. كان بها طفلين يجلسان في المقعد الخلفي ويبدو أن والدتهم من كانت تقود السيارة كانت جميلة! بأعينها الدامعتين تلك! فيروزتيها رائعتين .. شعرها الأسود كان يطير خلفها بسبب الهواء .. طالعها أندريه أثناء سير سيارتها بجانبه وانتبهت له وهو يبتسم لها ويقوم بالإشارة لها بيده بـ*مرحبًا*، كان الأطفال يُطالعانه بانبهار فقد كان ذلك الرجل في هيئة بطلٍ من أحد الأفلام الأكشن التي يشاهدونها:


- يا الله إن لديه عضلات ضخمة! أريد أن أُصبح مثل هذا الرجل يا أمي.


كانت تُطالعه بين عبراتها ولكنها لم تهتم وأغلقت زجاج سيارتها استفاق أندريه عندما أطلق أحد الرجال الرصاص على سيارته .. جز على أسنانه بغضب والسيجار في فمه وخاصة عندما رأى أن الأطفال قد انتبهوا لما يحدث، رفع رشاشَهُ مرة أخرى وقام بالتصويب على الرجل وأصابه في كتفه، وبسبب صوت طلقات النيران تلك خرجت السيارة التي كان بها الأطفال عن الطريق خوفًا مما يحدث .. وتوقفت الأم بالسيارة بجانب الطريق تُطالعه بذهول وخوف.


أردف أندريه بصوت عالٍ بجملة يقصد وهو يرفع ذراعًا لها يودعها:


- سأعود بعد قليلٍ يا جميلة!


تحدثت بذهول وعدم فهم:


- يا الله ... لقد كَثُرَ المخلتون عقليًا تلك الأيام!


وعاد أندريه يُطلق النيران على السيارة التي تسير أمامه حتى انحرفت عن الطريق وانفجرت ..أخرج السيجار من فمه وهو يأخذ نفسًا عميقًا .. وطالع الطريق حوله كانت السيارة التي بها شمس قد اختفت تمامًا، الأوغاد! .. لقد ألهوه تمامًا عن اللحاق بها.


نزل من سقيفة السيارة وعاد لعجلة القيادة يُزيل البندقة وأيضًا الأربطة وأخذ يُهدئ سُرعة السيارة رويدًا رويدًا .. وعاد بالسيارة مرة أخرى حيث يوجد أحد الرجال الذي استطاعوا الخروج من السيارة الأخيرة قبل أن تتفجر بصعوبة وتوقف أمام الرجل المُلقى أرضًا ويلفظ آخر أنفاسه .. وضع أندريه السيجار في فمه مرة أخرى وحرك جسده بقدمة لكي يصبح على ظهره وتحدث:


- إلى أين تأخذونها؟


كان الرجل يطالع السماء بصمت لا يجيب؛ فزمجر أندريه بغضب:


- هيا يا أحمق، إفعل شيئًا صحيحًا قبل أن تموت؟!


ولكن الرجل التقط آخر أنفاسه ولم يُخبره عن أي شيء .. أغمض أندريه عينيه بغيظ وهو يزمجر:


- أوغاد!


انتبه لهاتفه الذي يُصدِرُ رنينًا عاليًا:


- أيوه يا جواد! اطلع قدام شويه هتلاقيني علطول.


انتبه أندريه للسيدة التي تقف وبجانبها طفليها وتتحدث في الهاتف يبدو أنها تطلب النجدة .. عَقِدَ أندريه وتساءل:


- هل ضايقها أحدٌ في شيء؟!


اقترب نحوها ووجدها تعود للخلف وهي تقوم بإخفاء أطفالها المبهورين به خلفها، أخذت شيئًا ما بالسيارة وأمسكت بعصا بيسبول تلوح بها بخوف حقيقي:


- لا تقترب! سأقوم بضربك!


طالع أندريه عصا البيسبول بسخرية ثم طالع الرشاش الذي بيده وأردف وأخفاه خلف ظهره:


- لا تقلقي يا جميلة! إن حربي ليست معكِ.


خرج طفل من خلفها وهو يقول بحماسٍ شديد:


- أمي، إن هذا الرجل رائع أريدُ أن أُصبِحَ مثله!


ابتسم أندريه وغمز له بعينيه مردفًا:


- إذًا ستُصبح بطلًا في المستقبل يا صغيري ولكن إحذر أن تقترب من المسدسات والرشاشات إنها خطيرة للغاية فهي ليست لعبه!.


عاد أندريه للسيارة عندما انتبه لاقتراب جواد نحوه وقبل أن يركب التفت لها مرة أخيرة وقال بابتسامة جانبية:


- في المرة القادمة عندما نتقابل ستكون الزهور بيدي وليست الأسلحة يا جميلة!


تحرك بسيارته وهو يشير لجواد أن يلاحقه .. حتى توقفا أمام مفترق طٌرق .. قام أندريه بفتح نافذة سيارته وتحدث بصوتٍ عالٍ لكي يسمعه جيدًا:


- أنا واقف هنا مش عارف أنهي طريق اللي العربية دخلت منه.


كانت ملامح جواد غاضبه بسبب ماحدث! ...


- هروح أنا الطريق ده وانت روح التاني.


هز أندريه رأسه وتحرك الإثنان في الطريقان المختلفان لعلهما يجدا شمس.


....................................


كان فيليب يجلس في سيارته في المقعد الخلفي وبين ذراعيه آسيا الغائبة عن الوعي، كان يضمها بقوة ويملس على وجهها برفق .. يُقرب أنفه من أنفها ليتنفس أنفاسها .. أغمض عينينه وهو يستند بجبهته على خاصتها وأردف بتنهيدة مؤلمة:


- اه يا آسيا!


أمسك بهاتفه ليسأل رجاله عن مكان ماتيوس ولكنهم أخبروه بأنه لا يوجد له أثر! لقد اختفى أثناء مراقبتهم له .. حاول التحكم بغضبه ولكنه لم يستطع وألقى السُبَاب بحقه وأصبح يُقسم بالكثير حينما يتقابلان .. وذلك سيكون قريبًا جدًا فلن يهرب منه ماتيوس طويلًا! انتبه عندما وجد الكثير من محاولات الإتصال التي آتته وجدها من أندريه! قام بالإتصال به وصُدم عندما علم بما حدث لشمس .. فرك وجهه بضيق وطالع آسيا مرة أخرى ولكن بحزن!


......................


في المساء:


ظلام! مكانٌ هادئٌ يسوده الظلام فقط ولكن يخترق ذلك الهدوء صرخات شمس القوية لكي يسمعها أحد ولكن لا حياة لمن تنادي!


لم تكن تستطيع أن ترى أمامها فالمكان مُظلِمٌ كثيرًا، تحاول أن تُحرر قيدها من تلك السلاسل الحديدية التي هي مقيدة بها ولكن يبدو أنها مُغلقة بإحكام! .. سمعت صوت أقدام تقترب نحوها ولكنها لا تعلم من أين تأتي تلك الأقدام، تفاجأت بالباب الذي فُتِحَ في سقيفة الغرفة ونزل على أدراجه رجل يبد أنه في الستين من عمره! وأردف عندما أصبح أمامها بعدما أضاء مصباحًا صغيرًا في الغرفة مما أظهرلها أنها موجودة في قبو!


أردف ماتيوس بابتسامة:


- مرحبًا بكِ صوفيا .. أو أقول مرحبًا بعودتكِ شمس!


طالعته بعدم فهم فهي لم تراه قبلًا! حاولت أن تعصر ذاكرتها قليلًا وتذكرت أنها رأته قبلًا في صورة مع فيليب منذ الصغر! هل .. هل يكون صديقه! .. ابتسم ماتيوس بشر عندما لاحظ نظراتها المرعوبة تلك! .. وأردف:


- هل تتذكرين ما كان بيننا، عزيزتي؟!


كان تُطالعه دون فهم! لا تستطيع أن تتحدث فهي مذهولة من تلك الصدمة! لقد خطفها صديق فيليب! ..


- يبدو أنكِ لا تتذكرين ولكن لا بأس سأقوم بتذكيرك.


ذلك ما أردف به ماتيوس وهو يُخرِجُ جهازًا صغيرًا من جيب قميصه ..


- أحب أن أُعرفك بأحدث أجهزة المخابرات الروسية! .. جهازٌ قادرٌ أن ينسيكِ من أنتِ وقادرٌ على إعادتها لكِ أيضًا.


همهم ماتيوس مُخبرًا إياها:


- بالطبع لديه بعض العيوب هو أنه يترك بعض الومضات في العقل الباطن ولكن لا بأس فهو يعمل بشكل جيد! وأنتِ كنتِ أول تجربة أخوضها بهذا الجهاز! كانت أفضل سرقة سرقتها من أحد ضباط المخابرات الذين قتلهم بيداي!.


ثم طالعها بخبث وأردف:


- حان الآن وقت استرجاع ذاكرتك، عزيزتي!


ظلت تصرخ وهو يقرب الجهاز منها حتى وضعه أمام عينيها وقام بتشغيله على وضع معين! توقفت للحظات تسترجع كل ذكرياتها بداية من طفولتها حتى يوم محوه لذاكرتها بذلك الجهاز أيضًا .. ابتسم ماتيوس بشر عندما رأى نظرة الخوف والرعب عادت لعينيها مثل آخر مرة تقابلا بها وأردف:


- حسنًا عزيزتي فلنُكمل ما كُنا قد توقفنا عنده سابقًا منذ سنة!


بكيت بقهر وصرخت بقوة:


- لا .. لا .. لا .. جواد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


...........................


آرائكم؟ توقعاتكم؟ 




البارت نزل من غير مراجعة لو قابلتكم أي غلطة إملائية عدووووها


رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


الفصل التاسع والعشرون


وصل جواد الى نهاية الطريق الذي سلَكَهُ ولكنه لم يجد أي أثرٍ لها! .. انتبه لرنين هاتفه وكان أندريه المُتصِل:


- لقيتها؟؟


تحدث جواد بخيبة أمل:


- لا ملقتهاش!


تنهد أندريه وهو يغمض عينيه بضيق وأردف:


- أنا جايلك طيب.


أغلق جواد معه وقام بضرب المقود بغضب كبير، يشعر العجز لأنه لا يستطيع إيجادها هو حتى لا يعلم أين يُمكن أن تكون! .. أتى على باله فكرة ثم قام بالتواصل مرة أخرى مع أندريه:


- أنا خلاص مقرب عليك.


ولكن جواد تحدث:


- إيه الأماكن الخاصة بماتيوس ده؟ يعني ممكن يبقى موجود فين؟


صمت أندريه يفكر قليلًا ثم أردف:


- مش عارف، بس فيليب هو كان أقرب حد لماتيوس .. ممكن يبقى عنده إجابة السؤال ده بس فيليب مش بيرد عليا من ساعة ماكلمته آخر مرة فمش عارف أوصله!


- خلينا طيب نجرب نروح بيته؟


- تمام يلا بينا.


قام جواد بقيادة سيارته ليتقابل مع أندريه في الطريق ويذهبا سويًا لمنزل ماتيوس؛ أما بالنسبة لفيليب فقد كان يجلس بجوار آسيا بفراشه في القصر يُطالع ملامحها جيدًا وأيضًا يُطالع هزل جسدها لا يصدق حتى الآن أنها أمامه! .. اقترب نحوها بهدوء وقام بلمس وجنتيها بيده يعبر عن إشتياقه لها ولنعومتها اقترب بأصابعه نحو شفاهها الزرقاء والتي كانتا ذات لونٍ زهري في الماضي! .. طالعها بحسرة لا يفهم شيء فقد توقف عقله تمامًا يريد أن يعلم منها كل شيء .. استفاق من شروده على انتفاضة من آسيا وهي تبتعد عنه عندما شعرت بلمساته وأردفت:


- ابعد عني.


أردف فيليب وهو يرفع يديها الإثنين يعبر عن استسلامه:


- أنا مش هعمل حاجة! انتي بس وحشاني.


ظلت تُطالعه بغضب مكتوم ولكنه كان يطالعها بحزن وأردف:


- إيه اللي حصل يا آسيا؟ أنا مش فاهم حاجة، أنا حاسس إني تايه.


- كل اللي حصلي ده بسببك أنت .. أنا وجواد حياتنا باقت كده بسببك إنت يا فيليب.


ذلك ماتحدثت به آسيا بصراخ .. لم يكن يستوعب ما تقول ولكنها استأنفت حديثها:


- عايز تعرف إيه اللي حصل بالظبط؟؟؟ أنا هحكيلك يمكن أوجعك لكن وجعك عمره ماهييجي حاجة قصاد وجعي السنين دي كلها.


وأخذت تسرُدُ عليه ماحدث منذ أن قام ماتيوس بخطفها من شقتهما بعدما ذهب لعمله المزعوم .. حتى وجدها! .. ظلت تُخبره بقصتها لكي يتألم فقط .. وقد حققت مرادها! فقد تألم فيليب ولكن ألمه كان يفوق ألمها .. بداية من إحساسه بالذنب وخيانة صديقه له وأيضًا بالعذاب الذي تلقته طيلة حياتها .. وما كسر ظهره أكثر هو علمه باغتصاب ماتيوس لها عدة مرات ولكن لم يكفه ذلك بل كان يريد تعذيب جواد طفله الرضيع ولكن آسيا من قامت بحمايته بجسدها وأخذت كل العذاب بدلًا عنه .. بكى! كان فيليب يبكي بقهر لا يستطيع أن يتخيل المزيد من المعاناة التي عاشتها آسيا والتي كانت تُطالعه وهي تبكي وأردفت بصوت مهزوز:


- عرفت خلاص؟ أنا عايزة ابني .. فين جواد؟


لم يستطِع فيليب أن يتحدث أو حتى ينظُر في عينيها لقد شعر أنه حقيرٌ جدا فكل ذلك حدث بسببه .. اعتدل من فراشه وكاد أن يخرج من الغرفة ولكن آسيا أردفت بصراخ:


- ابني فين يا فيليب؟! عملت فيه إيه؟


ولكن تحدث وهو يُعطيها ظهره:


- متقلقيش ابنك عايش.


ثم خرج من الغرفة والغضب الشديد يرتسم على ملامحه..


في القبو:


شهقت لكي تلتقط أنفاسها بعدما أخرج رأسها من دورق المياة وأردفت برجاء:


- أرجوك!


ولكنه لم يستمع لرجائها وعاد يُغرق رأسها في المياة مرة أخرى .. لم تستطع أن تُحرر نفسها لأنه مُقيدة الجسد تمامًا .. ظل ماتيوس يتصفح هاتفه بيد واليد الأخرى تُمسك رأسها بقوة تُغرقها في المياة .. قام بالتقاط صورة لها وهي في هذا الوضع وأرسلها إلى فيليب وتلك المرة لعب ماتيوس على المكشوف لأنه وصلته أخبارًا أن فيليب قد وجد آسيا وبالطبع علم كل شيء .. أرسل صورتها تلك على رقم فيليب ومكتوب بعدها:


"سأعطيك شمس مقابل آسيا، إنني أنتظر قرارك"


انتبه عندما هزت شمس رأسها بقوة أسفل المياة وأخرج رأسها وهي تشهق بقوة وقرب رأسه منها:


- لماذا تُعافرين في تلك الحياة يا صغيرة؟ إنها لا تستحق كل ذلك.


كانت تلتقط أنفاسها بقوة لأنه لو كان تأخر ثانية واحدة لكانت فقدت حياتها.


- يكفي ذلك اليوم من المياة .. لندخل على مرحلة التعذيب بالكهرباء.


فتحت عينيها على وسعيهما! وسحبها خلفه عنوة عنها حتى توقف أمام كُرسيٌ بالكهرباء .. وقام بفك قيد يدها المعقودة خلف ظهرها وفي تلك اللحظة أمسكت شمس به تلف ذراعها حول رقبته في نية لقتله! .. ضحك ماتيوس بهيستيريا وهو يحاول الفُكاك من قبضتها الضعيفة تلك .. وبالفعل استطاع ذلك وابتعد عنها عدة خطوة .. اما هي ابتعدت بهدوء بقدميها المعقودتان تستند على أحد جُدران القبو .. تحاول فك ربط عقدتهما بيد والآخرى تستند بها على الحائط وهي تُطالعه .. ابتسم ماتيوس بهدوء وهو يُطالعها وأردف:


- لقد أصبحتِ مُختلفة شمس.


كانت تُطالعه وهي تتنفس بسرعة تحاول فك قيدها بسرعة لكي تخرج من ذاك المكان المقزز بأية طريقة .. طالعها وهي تقوم بفك ربط عقدة قدمها بيد واحدة ثم توققت باعتدال تجهز نفسها لوضع الهجوم عليه .. اقترب الإثنان لكي يتقاتلا بيديهما .. كانت شمس ماهرة في الفنون القتالية .. أردف ماتيوس بضحك وهو يتفادى ضرباتها:


- ذاك الأحمق أندريه قام بتدريبكِ جيدًا! إنني منبهرٌ حقًا، ألا تعلمين أنني أكره التحدي يا فتاة؟


- وأنا أكره القذارة مثلك.


أردفت بتلك الجملة وهي ترفع قدمها اليُسرى لتسدد ضربة مباشرة إلى وجهه بكل ما أوتيت من قوة، لكنه أمسك بقدمها واتسعت ابتسماته ببطء وأردف بهدوء:


- ألا يوجد عندكِ ذرة إحترامٍ للكبار يا صغيرة؟؟! كيف ترفعين قدمكِ في وجهي؟


حاولت أن تُحرر قدمها ولكن قبضته كانت كالفولاذ وفجأة سحب قدمها المرفوعة في الهواء بقوة مما جعلها ترتطم أرضًا وارتج جسدها وارتفع أنين مكتوم من بين شفتيها، ثم جاءتها ضربة قاسية على رأسها أدت إلى نزيف قوي في رأسها.


- حقيرة!


تحدث ماتيوس بتلك الكلمة وهو يرمي عصا الهوكي جانبًا وقام بسحب جسدها أرضًا وهو يُمسك ذراعها حتى وصل إلى كرسي الكهرباء وضعها على الكُرسي وقام بتقييدها مرة .. ووضع الجهاز حول رأسها وأمسك بجهاز التشغيل وقام بتشغيله صرخت وهي تستيقظ من غفلتها التي كانت فيها تحاول التماسك .. تقابلت نظراتهما .. كانت تحاول أن تقاوم الكهرباء التي تتعرض لها دماغها وبعد عدة دقائق قام ماتيوس بإطفاء الجهاز مما جعلها تُخفض رأسها .. التمس ذقنها ليرفع وجهها المليء بدمائها .. كانت عينيها خاملة! تتألم؟ نعم تتألم! لقد أرهقها ذلك الحقير .. تشعر أنها شِبهُ مُخدرة بسبب ماتعرضت له من تعذيب .. تحدث ماتيوس بهمس:


- كان ساجد مُحِقَّا، أنتِ تُيقظين السادية التي بداخل الجميع يا صغيرة.


بصقت شمس في وجهه مما جعله يغمض عينيه بتقزز وأردف وهو يُمسك شعرها بقوة مُتجاهلًا صرخاتها وتأوهاتها وأردف بغضب:


- والآن أنتِ تثيرين بداخلي غريزة قتلك.


وقام بضرب رأسها بالكرسي مما جعلها تفقد الوعي وتركها مُكبلة بالكرسي ثم خرج من القبو وأغلق الباب خلفه .. دقائق .. فقط دقائق استيقظت وهي تُطالع غرفة القبو بشرود تتذكر جيدًا هذا المكان .. المكان الذي شهد على تعذيبها مرارًا وتكرارًا منذ أن تم خطفها في يوم زفافها، كانت فتاةً سعيدة لأنها وأخيرًا تزوجت من جواد! .. أغمضت عينيها بحسرة متذكرة حديث أندريه لها منذ سنة!..


منذ سنة وفي ذات القبو:


كانت شمس مُكبلة بسلاسل حديدية في أحد جُدران القبو وشعرها الكستنائي يُخفي نصف وجهها، ولكنها كانت خائفة .. تبكي .. تصرخ فقط بإسم جواد! انتبهت عندما نزل ماتيوس من الأعلى وأردفت بالمصرية:


- أرجوك! خرجني من هنا..


كانت تترجاه ببكاء طفلة .. تحدث ماتيوس بالإنجليزية:


- لا أفهم المصرية يا صغيرة.


تحدثت شمس مرة أخرى بالإنجليزية:


- أرجوك أخرجني من هُنا.


ضحك ماتيوس بهيستيريا وأردف:


- لا أستطيع مع الأسف، يوجد ثأر قديمٌ بيني وبين زوجكِ العزيز جواد وأريد أن أراه يبكي من الألم على فقدانكِ.


أردفت شمس ببكاء:


- ماذا فعل جواد لك؟ إنه ليس شخصٌ سيء.


- فعل الكثير مثل والده عزيزتي لقد أخذا مني كل ما أملك.


طالعته بعدم فهم وكادت أن تتحدث ولكنه استأنف:


- ألا تعلمين يا صغيرة أن جواد يخدعك؟ ألم يُخبركِ عن والدته؟


صُدِمَت عندما أخبرها بذلك ضحك ماتيوس بشر وهو يُطالع ملامحها المصدومة تلك ..


- مسكينة.


اقترب منها أكثر يلتمس وجنتها، حاولت أن تبتعد بوجهها عنه ولكنها لم تستطع لأنها مُكبَلة .. أمسك بوجهها بقوة وأردف:


- هل تعلمين أيضًا أن كل ماحدث لكِ بسبب زوجك؟


كانت تًطالعه بخوف وبكاء واستأنف حديثه وهو يطالعها جمالها:


- كان ساجد محقًا عندما أخبرني أنكِ جميلة.


وسعت عينيها بدهشة عندما سمعت اسم طليقها منه .. ضحك ماتيوس بقوة وأردف:


- ألا تعلمين يا صغيرة أنني أنا من أمرتُ روما وساجد بالتقرب منكِ؟ وذلك ليس لأجلكِ بالطبع ولا حتى لأجل والدكِ طيب القلب، أنا كنتُ أريدُ تدمير أي شيء يخصُ فيليب فأنتِ زوجة ابنه الذي لا يعلم بوجوده من الأساس، أو بمعنى آخر كنتِ أنتِ الفتاة التي أحبها طيلة حياته فلما لا أؤلمه قليلًا عليكِ؟


لم تستطع أن تتحدث لأنها تشعر أنها في متاهة دائرية بسبب الحقائق التي تستمع إليها الآن .. تنهد ماتيوس وأردف:


- غيبة روما، تلك الفتاة عاطفتها كانت تؤثر على عملنا فأمرتُ بقتلها لأنني شعرت أنها ستجعلني أخسر ما خططت له لسنوات .. ولكن ساجد طليقُكِ العزيز لم يخذلني أبدًا لقد اخترت أنسب رجالي لكِ يا صغيرة!.


كانت تبكي دون أن تتحدث فكل تلك صدمات كثيرة تتوالي فوق رأسها .. هل كُلُ ما عاشته بسبب جواد! .. تحدث ماتيوس كأنه يقرأ أفكارها:


- بالطبع زوجكِ هو سبب ماحدث لكِ، يكفي أنه ابن فيليب وليس ذلك فقط .. بل أخذ آسيا مني! فقررت أن أُذيقه المر أيضًا بفقدانك.


أغمضت عينيها وهي تتذكر كم تعذبت على يد ذلك المهووس من جلد بالسوطٍ وصعق بالكهرباء .. لقد أذاقها ألوان العذاب وليس ذلك فقط بل لم تكن تأكل! سوى مرتين أسبوعيًا .. كان ذلك المجنون قاسيًا جدًا معها .. كانت في حالة ذُعرٍ دائمًا .. استندت برأسها على الكرسي وشعرها الأسود ملتصق بوجهها بسبب دمائها التي جفت، انهمرت عبرة من مقلتيها وحمدت الله أنها مازالت على قيد الحياة.


كان جواد وأندريه يقفان أمام قصر ماتيوس الخالي حيث لا يوجد أي مخلوقٌ به! ..


أردف أندريه:


- من الواضح إن المجنون ده عرف إننا جايين!


طالعه جواد بغضب ثم طالعا الإثنان المنطقة جيدًا ولكن لا يوجد أثر حتى بعدما دخلا القصر وتفحصاه جيدًا بعدما انتهى الإثنان من البحث انتبها على اقتراب فيليب نحوهما وتلك المرة .. كان غاضبًا! غاضبًا كثيرًا ..


وأردف بهدوء شيطاني:


- أين ماتيوس؟


لم يُجبهُ جواد ولكن أندريه هو من تحدث:


- لا يوجد أحدٌ هنا


أشار فيليب لأحدٍ من رجالة الذين كانوا يراقبون القصر بسرية تامة وتساءل:


- ألم يأت بعدما ذهبت من هنا.


- لا سيد فيليب .. لم يأت وما تفاجأنا به هو أن كل من يعمل بالقصر قاموا بجمع أشيائهم وأخذنا نراقبهم لعل أحدهم يرشدنا إلى مكان تواجده ولكن اتضح لنا أن الكل ترك العمل في القصر .. ظل فيليب واقفًا أمام بملامح مبهمة وظل يفكر في أين يمكن أن يكون .. طالَعَ المنطقة حوله كانت فارغة .. حاول أن يتذكر أي شيء أو أي معلومة ولكن لا لم يستطع .. كان جواد صامتًا لا يتحدث إليه ولم ينظر إليه حتى كل ماكان يهمه هو البحث عن مكان شمس، قلبه كان يعتصر لأنه يشعر أنها تُناديه لكي يأتي إليها ولكنه كان عاجزًا عن فعل ذلك ..


- هنعمل إيه يافيليب؟


ذلك ماتحدث به أندريه وهو يُطالعه ولكن فيليب كان غارقًا في تفكيره .. يتذكر الطريق الذي تقابل به مع شمس منذ عام حينما صدمها بسيارته .. لا بُد أنها مُحتجزة في ذات المكان الذي اختطفت به سابقًا ولكن أين؟ .. اقترب من سيارته وتبعه أندريه الذي أمسك بذراع جواد وأردف:


- مش وقته قَمص دلوقتي! مراتك مخطوفة ولازم نلاقيها.


ركبا سيارة فيليب وتركا سياراتهما، قاد فيليب السيارة بأقصى سُرعة لكي يذهب إلى الطريق المنشود وبعد عدة دقائق توقف بسيارته عندما وصل إلى وجهته وكان بعضًا من رجاله خلفه يستعدون لأي مواجهة من الممكن أن تحدث .. نزل فيليب من السيارة وتبعه جواد وأندريه يسيرون خلفه بين الغابات .. حتى توقف فيليب فجأة عندما رأى الكثير من الرجال يقومون بحراسة منطقةٍ ما بين الغابات! .. اختبأ الثلاثة وهم يراقبونهم .. شغل جواد بالغضب عندما لَمَحَ ماتيوس يتحدث مع أحد رجاله ولكن أندريه أمسك ذراعه يمنعه من الإقتراب .. أما فيليب فكانت حالته مختلفة! كان يُريد شيئًا آخر! إسودت عيناه وهو يُطالع ماتيوس الذي عاد لداخل منزله الموجود بين الغابات .. عاد مرة أخرى وخلفة أندريه وجواد الغاضب والذي لم يتحدث معه بكلمة حتى الآن .. قام فيليب بتجميع رجاله يتحدث في خطةٍ ما ثم عاد يُطالع أندريه وجواد مرة أخرى وأردف بملامح مبهمة:


- هنتحرك يلا.


جهز الجميع أسلحتهم ودخلوا الغابة مرة أخرى يقتربون نحو منزل ماتيوس مرة وقاموا بإطلاق النيران على رجاله وحصلت طلق ناري متبادل مع باقي الرجال المُتبقين وأثناء حربهم تلك نزل ماتيوس للقبو يُحرر شمس من الكُرسي ليُمسك بها ويوجه سلاحه على رأسها .. كانت مغيبة لا تستطيع الوقوف ولكنه كان يُمسكها بإحكام ينتظر نزولهم بابتسامة .. انتهت حرب المسدسات بينهم وبين الحرس وأخذوا يبحثون عن ماتيوس ولكنهم لم يجدونه في المنزل! عقِدَ فيليب حاجبيه بغضب شديد:


- راح فين؟! كان هنا!


- بحثوا عنه في جميع أرجاء المنزل ولكنهم لم يجدوا له أي أثر .. خرج فيليب من المكان غاضبًا وهو يضغط على مسدسه بقوة وتبعه أندريه للخارج أما جواد فقد كان يقف بالداخل ينظر للمكان حوله قلبه يخبره أنها هنا .. إن زوجته وحبيبته هنا قلبه لن يُخطئَ أبدًا .. تحرك بهدوء داخل المكان لعل يوجد به ممر سري خلف الحائط ولكنه لم يجد أي شيء .. تحرك ببطئ في المكان حتى توقف على أرضية فارغة! .. ضغط بقدمه بهدوء وجد تلك الأرضية عبارة عن خشبًا فقط وليست مثل باقي الأرضية في الغرفة .. ضغط بقدمة على الأرصدة مرة أخرى وتأكد بالفعل أن هناك ممر أسفل المنزل! أخذ يبحث في الأرضية عن وجودِ باب خفيٌ به .. حتى وجد مقبضًا صغير بأحد جوانب المنزل .. التفت للخلف ينظر لفيليب الذي يتحدث مع أندريه ولكنه تجاهلهما وقام بفتح باب القبو بهدوء ونزل بداخله وتفاجأ بوجود ماتيوس أمامه وهو يمسك شمس يقوم بتصويب المسدس على رأسها..


- مرحبًا بكَ سيد جواد!


- اتركها.


ذلك ماتحدث به جواد بتحذير ولكنه لم يستمع إليه وظل على نفس وضعه، أردف جواد بغضب شديد:


- أنزل سلاحك ماتيوس.


- لن أفعل.


ذلك ماتحدث به ماتيوس بابتسامة مستفزة وأردف:


- كانت أيامًا جميلة عشناها أنا وشمس سويًا .. واليوم أعدنا الذكريات عندما عادت ذاكرتها، أليس كذلك عزيزتي؟


أردف بتلك الجملة بهمسٍ مسموع ونظراته تتقابل مع نظرات جواد الذي شعر بالغضب ينمو بداخله أكثر ..


همست شمس بصعوبة وهي تطالع جواد:


- جواد، أنا خايفة.


كانت عينيها دامعتان تطالعه بنفس نظراتها عندما كانت صغيرة .. كانت كالطفلة الصغيرة الذي لا يوجد لها سواه ..


انتبهوا عندما نزل فيليب وأندريه للقبو وأردف أندريه بضيق:


- أُترك إبنتي ماتيوس.


هز ماتيوس رأسه نافيًا وأردف وهو يُطالع فيليب:


- أين آسيا فيليب لكي نقوم بالمبادلة؟


في تلك اللحظة طالع الجميع فيليب الذي يُطالعه بهدوء شديد ولكنه لم يُجِبه أردف ماتيوس بغضب:


- قُلت لك أين آسيا؟


- في جَيْبِي!


ذلك ما أردف به فيليب باستهزاء وهو يُطالعه أردف ماتيوس بغضب:


- حسنًا إذا أنتَ منِ إخترت!


دفع شمس أمامه بقوة مما جعلها قريبة منهم وكادت أن تركض نحو جواد الذي ترك سلاحه واقترب نحوها ليضمها بقوة بين ذراعيه ولكن ماتيوس قام بإطلاق النار عليها دون تردد .. ثانية .. كانت ثانية واحدة .. وكان أندريه هو من تأهب لأخذ الرصاصة بدلًا عنها وبالفعل أصابته في صدره وقع أرضًا واقترب فيليب منه بغضب وأخذ يقوم بضربه بقوة دون أن يشعر بالعالم من حوله حتى كاد أن يموت بيديه ولكنه توقف وأمسكه من تلابيبه يتحدث بغضب شديد:


- أُقسم بمن أحلَّ القسم لأجعلنَّك تتمنى الموت في كلِ ثانيةٍ تَمُرُ عليك!


ثم قام بضربه في رأسه جعلته يفقد الوعي ثم ركض فيليب نحو أندريه الذي أُصيبَ في صدره ويحاول أن يتنفس بصعوبة كانت شمس تبكي بجانبه وجواد يحاول أن يساعده على الوقوف اقترب فيليب نحوه أيضًا واستطاعوا أن يجعلوه يقف على قدميه..


فيليب لشمس:


- اطلعي نادي على الرجالة فوق.


هزت رأسها بدون وعي وصعدت للأعلى وأتى الرجال بعد عد ثوانٍ ليحملوا أندريه ليخرجوه من القبو أما بالنسبة لماتيوس فقد قام الرجال بتقييده في أحد جُدران الغرفة بناءًا على أوامر فيليب ..


................................


رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات


بعد مرور عدة دقائق:


كان فيليب يركض هو وجواد بجانب النقالة التي تحمل جسد أندريه الغائب عن وعيه حتى دخل غرفة العمليات .. وكانت شمس تهرول خلفهم تحاول أن تُجاريهم، توقف الإثنان بالخارج بتوتر وقلق! وأيضًا شمس كانت في مثل حالتهم تلك .. انتبه جواد لحالتها تلك واقترب منها يتحدث بقلق:


- شمس راسك.


ولكنها أردفت بهدوء لتطمئنة:


- متقلقش ياجواد أنا كويسه .. أنا بس قلقانه على أندريه.


- متقلقيش هيبقى كويس، تعالي بس أطمن على جرحك.


هزت رأسها وذهب الإثنان من أمام غرفة العمليات أما بالنسبة لفيليب فقد كان يُطالعهما وخاصة جواد ولكنه التفت مرة أُخرى ينتظر أن يطمئن على أخيه .. يعلم أنها بسيطة ولكنه يريد أن يطمئن عليه لكي لا يتشتت أثناء وجوده مع ماتيوس في الفترة القادمة!


..............................


بعد مرور عدة دقائق:


كانت الممرضات يقُمنَ بتنظيف جرح رأسها وقمن بإلصاق لاصقٍ طبي عليه، تحدث جواد بعد أن خرجت الممرضات من الغرفة:


- ماتيوس قال إن الذاكرة رجعتلك، الكلام ده صح؟


أماءت وأردف جواد بقلق وهو يُطالعها:


- إنتِ كويسه؟


أماءت مرة أخرى بهدوء ثم أردفت وهي تضغط بيدها على يده:


- الحمدلله إني قدرت أتحكم في أعصابي لإني لو معرفتش كان زماني اتجننت لما افتكرت كل حاجة .. زي مايكون أخدت فترة نقاهة في السنة اللي فقدت فيها الذاكرة دي، أنا شوفت اللي يشيب الراس.


أردف برجاء وهو يُطالعها في عٌمقِ عينيها:


- عمل فيكِ حاجة؟


نفت برأسها، قرب يدها نحو قمه ليقبلها وأردف بحزن:


- أتمنى تسامحيني! أنا السبب في كل اللي حصلك.


ظلت تُطالعه بهدوء ثم أردفت:


- مش ذنبك يا جواد .. مش ذنبك.


كاد أن يتحدث ولكن انتبه الإثنان للباب الذي فُتِحَ وكان فيليب من يقف عند الباب:


- مالهوش لازمة وجودكم هنا في المستشفى، أنا هكون هنا جنب أندريه وانتوا خليكم في البيت ..


صمت قليلًا ثم أستأنف بنبرة يملؤها الخذلان:


- مع آسيا.


ثم خرج من الغرفة دون أن يُضيف كلمة أخرى وذهب ينتظر أمام غرف أندريه.. كان جواد يحاول أن يستوعب أن والدته الآن موجودة في قصر والده .. شعر بالتوتر كيف سيقابلها بعد تلك السنوات؟ هل ستَقبلَهُ كما هو؟ هو لم يَعُد طفلها البريء الذي رأته سابقًا انتبه على شمس التي أمسكت بيده وأردفت:


- أنا حاسة بقلقك وتوترك ده .. اللي حصل مكنش بإيدك يا جواد .. تعالى نروح ونطمن على ماما آسيا.


هز رأسه واعتدل بهدوء يمسك بيدها لكي يخرجا من الغرفة تقابلت نظرات جواد مع فيليب الذي كان يقف في آخر الممر الذي هم فيه .. وركبا سيارة أتت لتوصلهما إلى القصر .. كانت تبكي بقوة بسبب ماحدث بينها وبين فيليب .. كيف يفعل بها ذلك؟ طوال تلك السنوات كانت تعيش مخلصة له .. تحبه فقط .. ولكن الآن اكتشفت أنها لم تكن تعرفه قبلًا إنه الآن شخصٌ مختلف .. إنه زعيم المافيا الروسية!


انتبهت عندما دخلت فتاةٌ شابةٌ جميلة إلى الغرفة طالعتها آسيا بهدوء وابتسمت ابتسامة شاحبة عندما تذكرتها:


- عزيزتي! هل أنتِ بخير؟


اقتربت منها شمس وهي تضُمُّها بقوة ..


- أنا كويسه.


ابتسمت شمس وهي تُطالعها وتتحدث المصرية بطلاقة ..


- إنتِ مصرية؟


ذلك ماتحدثت به آسيا بتعجب ثم أردفت عندما استوعبت أنها هنا في قصر فيليب:


- إنتي ليكِ علاقة بفيليب؟ تعرفيه؟


كانت شمس تُطالعها وابتسمت وهي تُمسك بيدها:


- اه .. ليا علاقة بيه من قريب كمان.


طالعتها آسيا باستفسار ولكنها استأنفت:


- أبقى مرات ابنه.


عقدت آسيا مابين حاجبيها تحاول أن تستوعب ماتقوله الفتاة .. ولكن قطع تشتتها ذلك هو دخول جواد للغرفة.


- ماما.


انتفض قلب آسيا ينبض بقوة على إثر تلك الكلمة التي لم تسمعها منذ مايقرب الثلاثون عامًا وأخيرًا سمعتها مرة أخرى! .. التفتت تُطالعه بلهفة أمٍ تريد أن تضم ابنها بقوة وقد كان اقترب جواد منها يضمها بقوة .. بكت آسيا قهرًا وهي تبادله بقوة أيضًا ..


- جواد حبيبي


.........................................................................


آرائكم؟ توقعاتكم؟

تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع