رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رنّ تليفون سالي، فردّت بسرعة، فسمعت صوت فريدة بيقول بحماس
"معتقدش إن تيم عنده جينوفوبيا زي ما قولتي."
سالي سكتت لحظة وقالت بنبرة فيها حيرة
"أنا كنت مفكّرة كده يا فريدة، بس عرفت مؤخرًا لما شُفته معاكي كذا مرة، تصرفاته متناقضة ومش فاهماه... ونفسي أفهمها."
فريدة ردّت وهي بتفتح الدولاب تجهّز هدومها
"أنا مش عارفة إذا كنت هفهمه ولا لاء، بس أوعدك إني هحاول... بحاول أفهم شخصيته وأعرف أصنّف مرضه... وعلاجه كمان."
سالي قالت بنبرة فيها نوع من القلق
"وابقي طمّنينى أول بأول... أنا مش هبقى موجودة في البيت خالص الفترة اللي جاية."
فريدة وقفت لحظة وقالت باعتذار
"آسفة على تدخلي، بس مامتك متقصدش يا سالي... إديها عذر، هيّا روحها فيكوا كلكوا، وممكن يكون تيم أقرب حد ليها مش أكتر، أو يمكن هو اللي بيفهمها."
سالي ردّت بجفاف واضح
"خلاص يا فريدة... اللي حصل حصل، هيّا فرضت قوانينها وأنا مش قابلاها... هيّا حرة آه... بس أنا كمان حرة."
فريدة قالت بإصرار
"متغيبيش... دي مهما كانت مامتك."
سالي اتنهدت وقالت بهدوء
"تمام يا فريدة... شكرًا."
قفلوا المكالمة، وفريدة بسرعة غيرت هدومها ونزلت لتيم.
خرجت من البيت، لقته واقف ساند على عربيته، فاتح فونه، وباين عليه مستني.
قربت منه بابتسامة خفيفة وقالت
"يلا؟"
بصلها من فوق لتحت وقال بنبرة هادية
"ما لسه بدري."
قالت وهي بتعدل شنطتها
"متأخرتش على فكرة."
فتح باب العربيه وقال
"طيب، يلا."
قالت وهي واقفة مكانها
"لاء... مش بالعربية، المكان قريب يعني."
بصلها لحظة، وبعدين قفل الباب وشاورلها
"اتفضلي."
ابتسمت ومشيت، وهو مشي جنبها.
مشيوا شويه في صمت، فريدة قررت تكسر الصمت وقالت
"ساكت ليه؟!"
مردش فعلّت صوتها شويه
"تيم؟!!!"
بصلها باستفهام، فقالت وهي بترفع حاجبها
"بكلمك على فكرة."
رفع إيده وشال الإيربودز من ودنه وقال ببرود
"بتقولي إيه؟!"
بصتله بحدة وقالت
"ما تقول إنك بتسمع ميوزك؟!"
رد وهو بيحط السماعة في جيبه
"ليه؟"
قالتله بحدة
"هو إيه اللي ليه؟"
قال بجفاف
"أقولك ليه يعني؟ وانتي مالك؟"
ردّت
"علشان بكلمك وانت مش بترد..."
قال وهو بيبص قدامه
"ده علشان انتي فصيلة بس مش أكتر"
قالت بتهكم
"والله إنك واحد... ممل."
سألها ببرود
"عايزة تقولي إيه؟"
قالت وهي بتتكلم بسخرية واضحة
"اسمع أغاني يا تيم... اسمع."
مشي تيم جنبها ساكت، وبعد فترة قال بنبرة ملل
"هو إحنا مش بنوصل ليه؟ إنتي مش قولتي قريب؟"
ردت فريدة وهي باصه قدامها
"خلاص قربنا."
قال وهو بيبص قدامه ببرود
"بعد كل ده ولسه قربنا؟"
ردت بنفَس البرود
"في إيه ما تجمد كده؟ أنا دايمًا بمشيها."
قال بنبرة فيها ضيق واضح
"بس عايز أرجع بدري... عايز أروح."
قالت وهي بترفع حاجبها
"وهتعمل إيه يعني لما تروح."
رد وهو بيبصلها
"هنام، قولتلك معاد نومي جه."
هزّت راسها وقالت بسخرية
"ده إيه الحياة المملة دي؟ كل حاجة عندك بمواعيد!"
قال ببروده المعتاد
"طبعًا، كل حاجة وليها وقتها."
قالت بنبرة فيها هجوم ناعم
"ماعدا حاجات... في حاجات عندك إنت لاغيها أصلًا."
بصّلها باستغراب وقال
"قصدك إيه؟"
قالت وهي بتتكلم بهدوء بس نظرتها فيها تحدّي
"يعني... في حاجات أساسية موجودة في حياة أي بني آدم، بس إنت لاء، وكل ده ليه؟ معرفش."
رد وهو بيحاول ينهى الحوار
"دي حياتي وأنا حر فيها."
قالتله بجدية أكتر
"ده مرض"
رد بسرعة وعصبية مكبوتة
"مش كل حاجة تكون مش عاجباكي تشخّصيها على إنها مرض، لو كده، يبقى إنتي كمان مريضة."
قالت بثبات
"بس إنت فعلاً مريض، ولو أي حد شاف حالتك، هيفهم إنك مريض."
هنا وقف تيم فجأة، وقال بنبرة متحدية
"مالها حالتي؟ وبعدين، اللي يقول يقول... الناس دي مش أهم من مامتي."
قالت وهي بتحاول تفهم
"ومين دخل مامتك في الموضوع؟ هو مرضك ليه علاقة بيها؟"
قال بنبرة قاطعة
"قولتلك أنا مش مريض، وبعدين أنا بساند ماما في أي موضوع، ولو هي قالت مش عايزة ومش حابة، يبقى انا كمان مش حابب ومش عايز... ومن غير ليه، لو سمحتي."
قالتله بانفعال مكتوم
"يعني إنت بِعت حياتك لمامتك؟"
بصلها وقال بحِدّة
"أديكي قولتي... مامتي."
وبعدين غيّر الموضوع فجأة، كأنه بينكر كل حاجة، وقال وهو بيبص حواليه
"هو في إيه؟ إحنا مش بنوصل ليه؟"
قالت وهي بتقف مكانها وبصت قدامها
"لاء، وصلنا أهو... آخر الشارع"
وقفوا قدام باب السوبر ماركت، فريدة كانت هتدخل، لكن تيم وقف وقال
"أنا هستناكي هنا."
بصّتله باستغراب وقالت
"إزاي يعني؟! تعالَ معايا."
رد بسرعة وهو بيرجع خطوة
"لاء مش عايز، هستناكي هنا."
من غير ما تناقشه كتير، دخلت وسحبت سلة، وخرجتله بيها ومدّتهاله وهي بتقول
"علشان ننجز بس، بدل ما أأخرك."
بصلها شوية وقال
"هو يوم باين من أوله أساسًا."
دخلوا مع بعض، هي قدامه وهو وراها ماشي بهدوء وهو شايل السلة.
بدأت تعدّي على الرفوف، تاخد الحاجات اللي هيا محتاجاها، وبعدين رفعت علبة مكرونة وسألته
"بتاكل دي؟"
قال وهو بيهز راسه
"لاء."
قالت وهي بترجعها مكانها
"آه، توقعت كده، علشان الكربوهيدرات أكيد."
سكتت لحظة وبعدين سألته وهي بتاخد كيس خضار مجمد
"أومّال بتاكل إيه؟"
قال ببساطة
"سلطات... خضار وفاكهة، ولحوم، وساعات سمك."
ردّت وهي بتبصله من فوق لتحت بنظرة سريعة
"آه، حاجات صحية يعني... ما هو باين على جسمك."
ابتسم بخفة وقال
"مش من الأكل بس... الرياضة كمان مهمة."
قالتله باستنكار
"رياضة إيه؟ أنت مكنتش قادر تمشي من البيت للسوبر ماركت!"
قال بهدوء
"بمشي عادي، أنا كل يوم بمشي ساعة إلا ربع الصبح."
ردّت وهي بترفع حاجبها
" ساعه الا ربع؟ وبتعدهم كمان، لاء نظام نظام يعني "
قال
" بمشي مسافة محددة على التراك، فعارف الوقت بالضبط."
هزّت راسها وقالت
" اممممم، نظام ووقت نظام ووقت"
رد من غير ما يبصلها
"كل حاجة ليها وقتها ونظامها."
مشيت قدامه وكملت وهو ماشي وراها بصبر
وصلوا عند الكاشير، فريدة بدأت تطلع الحاجات من السلة واحدة واحدة، وتيم واقف جنبها ساكت.
الكاشير بدأ يحاسب، وفريدة كانت بتطلع الفلوس من شنطتها لكن تيم مدّ إيده بسرعة وطلّع بطاقته.
قال بهدوء
"سيبي أنا هحاسب."
فريدة بصّتله بحدة بسيطة
"ليه يعني؟ لاء طبعا، دي حاجتي انا "
قال بإصرار وهو بيبص للكاشير
"أنا اللي هدفع خلاص."
الكاشير وقف محرج، بيبص للاتنين مش عارف ياخد من مين.
فريدة خدت نفس وقالت
"تيم... دي حاجتي انا، انا اللي جبتها، يبقى طبيعي أنا اللي ادفع "
قال بإصرار
" مش مهم كل ده، سمعيني سكاتك "
قالت بنبرة حاسمة
"كل واحد مسؤول عن نفسه، ماشي؟!"
سكت على مضض، ولسه هيرد، لكن فريدة بسرعة دفعت للكاشير وقالت بابتسامة هادية
"خلاص، يلا "
خرجوا من السوبر ماركت، تيم مكانش بيتكلم وكان واضح عليه الضيق، ومشي بخطوات سريعة شوية، ففريدة لحقته وقالت باستغراب
"مالك؟!"
رد وهو بيبص قدامه ببرود ممزوج بنفاد صبر
"مش بحب حد يحرجني"
رفعت حاجبها وقالت
"أحرجك في إيه؟! معلش يعني، أنت مين عشان تدفعلي؟ دي حاجتي أنا، والمفروض أنا اللي أدفع!"
وقف لحظة وبصلها، صوته كان ثابت لكنه مشبع بالغضب المكبوت
"بس من الجَنتلة إني ما اسيبش واحدة ست تدفع وهي معايا، مهما كان... بجد، بندم إني جيت معاكي"
ضحكت وقالت وهي بتعدل شنطتها على كتفها
"متبقاش قفوش كده بقى!"
قال بحزم
"مش هتتكرر أساساً."
قالت بهدوء وبنبرة متحدّية شوية
"هنبقى نشوف."
رد وهو بيكمل مشيه
"نشوف."
قالتله
"هات شنطة أشيلها عنك."
رد ببرود
"لاء"
ضحكت وقالت بسخرية خفيفة
"من الجَنتلة دي كمان؟!"
قال من غير ما يبص ليها
"امشي وانتي ساكتة… خليني أخلص"
مشيت جنبه، وهيا بتكتم ضحكتها
اتمشوا في صمت شوية، لحد ما فريدة قطعت السكوت وقالت بصوت هادي بس فيه لمحة شك وتساؤل
"يا ترى هيبقى مسموحلي أكمل شغلي، ولا برضو مش مسموح؟ أكيد انت أدرى."
تيم مبصّش ليها حتى، وقال بنبرة باردة
"مش عارف."
رفعت حاجبها بدهشة وقالت
"إزاي بقى؟! أنت عارف كل حاجة."
رد من غير ما يغير نبرة صوته
"قولت مش عارف… خلصنا."
قالت بإصرار، وهي بتحاول تسيطر على أعصابها
"وأنا بقولك عارف، وعايزة أعرف."
وقف لحظة، وبصلها بنظرة فيها نفور وقال
"أنا بتمنى إنك ما تكمليش… بس مش عارف، في حالتك دي ماما ممكن تعمل إيه."
اتشدت ملامحها وقالت بحدة
"وأنت مش عايزني أكمل ليه؟!"
بصلها بجمود، ونبرته كانت حادة وباردة
"مبحبّش وجودك... ومش عارف انتي طلعتي منين، بس كل اللي عارفه إنك متطفلة وغلسة، وعايزك تبعدي عني وتبطلي حك... وملكيش دعوة بيا أبدًا... ولو أنا مريض زي ما بتقولي، دي حاجة تخصني.
أنتي مجرد ممرضة لأخويا وبس، وملكيش مكان أكبر من كده."
وقفت فريدة مكانها، الكلام نزل عليها زي صدمة باردة.
بس مردّتش، ملقتش كلام تقوله اصلا
جرحها؟
آه… جرحها. جرحها بكلامه جدًا.
فضلوا ماشيين وصوت خطواتهم كان هو الوحيد اللي مسموع، لحد ما وصلوا للبيت.
تيم وقف، وعيونه بتتحاشى تبص ناحيتها، ملامحه لسه متصلبة.
فريدة مدت إيدها وخدت منه الشنط بهدوء، كانت ماسكة نفسها بصعوبة، سحبت الشنط بسرعه وانسحبت… مشيت بسرعة من قدامه من غير أي كلمه
دخلت البيت وهي بتحاول تثبت ملامحها بس ابتسمت لصابرين وهي بتقول بهدوء
"تيم مستني بره."
صابرين بصتلها بنعومة وقالت
"الوقت اتأخر، وهو أكيد عايز ينام"
صابرين بصت ناحية أختها، بصتلها بحب واضح وقالت
"أنا مشبعتش من قعدتك، ومش هبطل أجي… هاتي رقمك، هشوفك بكرة."
فريده سابتهم ودخلت المطبخ بخطوات سريعة، حطت الأكياس اللي كانت شايلها على الرخامة، وبنبرة هادية قالت للخدامة
"رصّي الحاجات دي في أماكنها"
الخدامة هزّت راسها بهدوء وبدأت تشتغل، وفريدة طلعت من المطبخ بس قبل ما تطلع اوضتها سمعت صوت صابرين بيناديها بهدوء
"فريدة…"
فريدة بصتلها، فصابرين ابتسمت وقالت بنبرة فيها دفا وصدق
"هتيجي بُكره؟!"
فريدة ردت بهزار خفيف
"وهتدخليني؟!"
صابرين بصتلها بنظرة حنونة وقالت بصوت هادي
"انتي بنتي… زي سالي بالظبط، هستناكي."
فريدة سكتت لحظة، ابتسمت بهدوء وهزت راسها علامة الموافقة، وبعين فيها حيرة وامتنان، طلعت أوضتها.
صابرين قالت لإيناس
" بكره هنتقابل وهقضي معاكي اليوم كله"
ودعوا بعض مؤقتا وإيناس خرجت معاها لبره
فريدة كانت قاعدة في اوضتها على طرف السرير، حاطة رجل على رجل وسرحانة بتفكر في اللي حصل طول اليوم، الباب خبط خبطتين خفاف، سمحت بالدخول ودخلت الخدامة وهي شايلة حاجة في إيدها.
فريدة رفعت عينيها وسألتها بنبرة هادية
"في إيه؟"
الخدامة قربت منها ومدت إيدها بفلوس وقالت
"لقيت دول، كانوا في كيس من اللي حضرتك اديتهولي أرص الحاجات اللي فيه."
فريدة خدت الفلوس وبصت فيهم باستغراب، بصتلها وقالت
"كيس إيه؟"
الخدامة ردت بهدوء
"اللي حضرتك لسه مدياني من شوية أرصه في المطبخ، كانوا محشورين بين الحاجات، يمكن وقعوا منك."
فريدة قلبت الفلوس في إيدها شوية وقالت
"تمام… شكراً إنك جبتيهم."
الخدامة ابتسمت وقالت
"العفو "
وطلعت من الأوضة وقفلت الباب وراها بهدوء.
فريدة فضلت تبص للفلوس شوية، مش فاهمه ايه دول وجم منين، عدتهم ولما عدتهم فهمت
قالت بهمس لنفسها
"دي الفلوس اللي كنت حطاهم لتيم…!"
سندت بضهرها على السرير، وابتدت تسأل نفسها
هو رجعهم إمتى؟
إزاي حطهم في الكيس من غير ما تحس؟
ليه عمل كده أصلاً؟
راحت حطت الفلوس في درجها، وقفلته بهدوء.
تاني يوم، صحيت فريدة على صوت مامتها وهي بتفتح الباب وتقول بنعومة
"فريدة، قومي يا حبيبتي."
فريدة فتحت عينيها بتكاسل وقالت بصوت مبحوح من النوم
"في إيه يا ماما؟"
مامتها سألتها
"هروح لصابرين… مش هتيجي معايا؟"
ردت فريدة وهي بتدفن وشها في المخدة تاني
"لاء، هنام، عندي شغل بالليل."
أمها قالت بهدوء
"براحتك يا حبيبتي."
وسابتها وخرجت من الأوضة.
بعدها بدقايق، الباب خبط تاني، ودخل إسلام.
قرب منها وصحاها.
قالت بانزعاج
" في ايه؟!!"
قال وهو بيقعد جنبها على طرف السرير
"صح اللي أنا سمعته؟"
فريدة اتعدلّت وقالتله ببرود خفيف
"وانت سمعت إيه؟"
قال وهو باصصلها
"اللي كنتي عايزة تقوليه امبارح."
ابتسمت بسخرية وقالت
"آه، بس سيادتك اتأخرت امبارح أساسًا."
قال وهو بيحاول يبرر
"كان عندي شغل مهم بجد."
ردت بسرعة وكلامها في سخريه
"آه، والشغل المهم ده حبيبة قلبك؟"
قال وهو بيهز راسه بنفي
"لاء، كان شغل بجد."
قالت وهي مش مقتنعة
"شغل إيه ده اللي الساعة عشرة بالليل؟"
قال وهو بيحاول يغير الموضوع
"كان ميتينج مهم… فكك دلوقتي، إزاي ماما لقت أختها؟"
فريدة اتنهدت، وقالت وهي بتبعد شعرها عن وشها وبتحاول ترتب أفكارها
"هحكيلك..."
وبدأت تحكيله كل حاجة وهو بيسمعها باهتمام حقيقي.
وفي نهاية كلامها، بعد ما حكيتله كل اللي حصل، قالتله وهي بتبتسم
"وبس يا سيدي… ده كل اللي حصل."
إسلام هز راسه وقال بنبرة مستغربة
"حاجة غريبة فعلًا…"
فريدة قامت من مكانها بهدوء، وهي رايحة ناحية الحمام
"يمكن بالنسبالك… ومش عايزة أقولك عندك ولاد خالة إيه… شُفت إنت سالي؟"
إسلام ابتسم وقال
"آه… بس حاسس إنك محكيتيش كل حاجة بالتفصيل."
فريدة فتحت باب الحمام، ولفتله وهي بتضحك وقالت
"جَيالك أهو… وهقولك اللي إنت عايزه."
يونس كان قاعد على سريره، الموبايل في إيده، وصوته فيه ذهول
"يعني… فريدة بنت خالتي؟"
ردت سالي من الطرف التاني، صوتها هادي بس فيه حسم
"آه… والباقي ممكن تسأل تيم عنه، هو عنده تفاصيل أكتر."
يونس مسح وشه بإيده وقال بنبرة شبه متوسلة
"سالي تعالي، أنا بكون لوحدي… وإنتِ اللي بتونسيني."
قالت بحزم
"مش هاجي… مش عاجباني العيشة دي يا يونس."
قالها بإحباط وهو بيبص للسقف
"وهيا تعجب حد أصلًا؟ بس معلش… أنا خلاص قربت اخف."
سالي سكتت لحظة، وبعدين قالت بصوت متوتر
"لاء... مش هاجي، سيبني كده شوية أهدى… حاسة بخنقة."
قالها بحذر
"هي… فريدة هتيجي طيب؟"
ردت بهدوء
"آه، هتيجي… قالتلي إنها هتكمل عادي."
قال وهو بيتنهّد براحة
"الحمد لله… كنت شايل هم، بحب وجودها… طب وإنتِ؟ هتعملي إيه؟"
سالي قالت بصوت متوتر بس فيه نبرة تحدي
"مش هسكت على الوضع ده… هجيب بنات تانيين في البيت، ومش ههدى غير لما أعرف السبب الحقيقي لكل اللي بيحصل."
وفجأة، الباب اتفتح، وتيم دخل من غير ما يخبط.
يونس بسرعة قال
"هكلمك تاني."
وقفل المكالمة، وبص لتيم اللي دخل بنظرة استغراب
"إنت مش المفروض تكون في شغلك؟"
تيم قفل الباب ووقف قدامه وقال بهدوء بس فيه حاجة مضايقاه
"جيت أطلب منك طلب."
يونس اتعدل في قعدته وقال
"قول."
تيم بص له بعين ثابتة وقال
"عايزك تقول لماما إنك مش عايز فريدة في البيت."
يتبع.........
بارت 11
تيم بص له بعين ثابتة وقال
"عايزك تقول لماما إنك مش عايز فريدة في البيت."
يونس رفع حاجبه ببطء وسأله
"إيه؟! بتقول إيه انت؟"
تيم قال بنفس النبرة الباردة
"زي ما سمعت… قولها إنك مش مرتاح لوجودها، ومش عايزها تفضل هنا."
يونس هز راسه وهو مش مصدق
"ليه؟ فريدة عملتلك إيه؟"
تيم بصله بحدة
"أنا مش مرتاح ليها... وجودها بيضايقني، مش عايز اشوفها تاني"
يونس قال ببطء
" بس هيا موجوده هنا علشاني أنا مش علشانك إنت."
تيم قال
"وإنت تقدر تطلب أي حد تاني... بس هي لاء."
يونس بصله بتركيز وقال
"هي مش بس ممرضة… هي بنت خالتنا، ده يخليني أتمسك بيها أكتر، مش أطردها."
تيم ضرب كفه في كفه بعصبية وقال
"حتى لو! أنا مش عايزها هنا، مش حابب اشوفها
يونس قال بجديّة
" يبقى إنت اللي عندك مشكلة، مش هي... فريده وجودها بالنسبالي مهم، ولو مش عاجبك روح قول لماما بنفسك"
تيم بصله وقال
" يونس… اسمع الكلام وقولها انت، وهيا هتمشي هييجي غيرها"
يونس قال بنبرة شبه متحدية
"لاء، مش هقول كده، بالعكس… أنا هقولها إني عايزها معايا كل يوم، فريده حد مريح… وجودها بيهون، وانا بقيت بحبها بجد كأخت وصاحبة"
تيم اتضايق من كلامه ورفضه بس تمالك نفسه وقال بنبرة باردة مصطنعة
"خلاص، براحتك"
ولف وخرج من الأوضه بغضب
فريدة خرجت من بيتها بدري شوية بعد ما قعدت مع إسلام وحكتله كل حاجة كان محتاج يفهمها.
وبعدها، قررت تروح ليَسر تتطمن عليها
وصلت عند بيتهم، وخبطت على الباب.
فتحت مامت يسر، وشها كان باين عليه ملامح إرهاق، فريده قالتلها بابتسامه خفيفه
"إزيك يا طنط؟"
"أهلا يا بنتي، نورتينا… اتفضلي."
سلمت فريدة عليها بحرارة، وسألتها باهتمام
"عاملة إيه؟ طمنيني عليكي."
اتنهدت وقالت بحزن
"بنحاول نتأقلم بصعوبة، بس بنحاول، البيت اتقلب، ويَسر مش بتخرج من أوضتها خالص."
سكتت لحظة، وبصّت لفريدة بعيون حزينه وقالت
"أنا مش فاهمة إزاي ياسمين تعمل فينا كده ويا ترى دلوقتي عايشه إزاي؟ بتنام إزاي؟ "
فريدة قربت منها، ومدت إيدها تطبطب على كفها
"أنا عارفة إن اللي حصل كبير، وصعب يتصدق، بس يسر قوية… وهتعدي، وهتكون أحسن من الأول، أما ياسمين فهتفهم غلطها وتصلحه"
مامت يسر قالت بنبرة متلغبطة بين الرجاء والحزن
"أنا عايزة أطمن عليها، عايزة أكلمها… شوفيلي طريقة، وصليني بيها... عايزه اتطمن"
فريدة سكتت شوية، بصّت في الأرض بتفكير، وبعدها رفعت عينيها وقالت بهدوء
"هحاول أوصلها، وهطمنك عليها، أوعدك."
فرحت الست بشكل واضح، وقالت من قلبها
"ربنا يريح قلبك زي ما بتحاولي تريحي قلوب الناس، يا بنتي."
ابتسمت فريدة بهدوء وقالت
"هطلع أشوف يَسر."
فريدة طلعت السلم بهدوء، وصلت قدام الباب، خبطت خبطة خفيفة.
مفيش رد.
خبطت تاني… وبرضو مفيش صوت.
فتحت الباب بهدوء، ودخلت.
كان في نور خفيف داخل من الشباك اللي نصه مقفول، ويَسر قاعدة على طرف السرير، لافة نفسها بشال خفيف، رفعت عينيها ببطء لما شافت فريدة… مفيش كلمة، بس الدموع في عينيها قالت كتير.
فريدة قفلت الباب وقرّبت منها، قعدت جنبها وسألت بهمس
"عاملة إيه؟"
يسر قالت بصوت باين فيه انكسار حاد
"بدأت أستوعب يا فريدة… ومش عايزة أستوعب."
سكتت لحظة، وبصت في الأرض
"أنا كنت بجهز علشان اتجوز واكون معاه، وهيا كانت معايا هنا "
دموعها نزلت تاني.
"بس هربت! في يوم كتب كتابي، مع خطيبي… اللي أنا كنت فاكرة إنه بيحبني، وكنت بصدق كل كلمة بيقولها... وأنا الغبية كنت بدافع عنه قدام الناس، حتى قدام نفسي!"
فريدة مدّت إيدها، مسكت إيد يسر وضغطت عليها بحنان
"مش غلطتك… ولا ضعف منك، الناس الوحشة بتستخبى في وشوش طيبة، لحد ما ييجي وقتهم الحقيقي... وبيبانوا"
يسر شهقت شهقة صغيرة، ومسحت دموعها بعصبية
" أنا جوّايا منهارة، أنا مش فاهمة أنا بعيط عشان خطيبي، ولا عشان أختي، ولا عشان نفسي اللي اتكسرت من اللي اتنين."
فريدة قربت أكتر، حضنتها جامد وقالت
"عيّطي براحتك، وعيشي وجعك، لأنك لازم تطلّعيه، بس بعد كده، قومي، لأن محدش يستاهل تنزلي دموعك عليه."
فضلت فريدة حاضنة يسر، وإيدها بتطبطب على ضهرها، بس قلبها بيتقطع عليها
يسر رفعت وشها بعد لحظة، وعينيها حمره، وقالت بصوت خافت
"أنا مش عايزة أعيش كده، كل حاجة حواليا سودة"
سكتت شوية، وبعدين قالت
"حاسّة إن مفيش لازمة لوجودي."
فريده مسكت وش يسر بإيديها، وبصت في عنيها وقالت بحدة فيها خوف
"متقوليش كده تاني أبداً! إنتي مهمة، ومحبوبة، ولو إنتي مش شايفة كده دلوقتي… فده لأنك موجوعة، مش لأنك قليلة، أو ملكيش لازمة."
يسر كانت بتبصلها، بس واضح إنها مش قادره تصدق
قالت بهمس
"أنا معرفتش أكون أخت كويسة، ولا كنت خطيبة صاحية، حاسة إني فاشلة في كل دور كان المفروض أكونه."
فريدة قربت منها أكتر، بصوت حنون قالت
"اللي حصل مش دليل على فشل... ده دليل إنك كنتي بتحبي بصدق، اللي حصل غدر مش تقصير، مش ذنبك إن اللي حواليكي اختاروا يدمروكي بدل ما يحمُّوكي."
يسر سكتت، بس دموعها نزلت تاني
فريدة كملت
"أنا مش هسيبك كده، انتي مش لوحدك، احنا كلنا حواليكي، وأنا معاكي لحد ما تقومي من الوجع ده على رجليكي تاني."
يسر قالت بصوت واطي
"أنا تعبت… تعبت أوي."
فريدة شدت البطانية وغطّتها بيها، وقعدت جنبها
"نامي دلوقتي… وريّحي، وحاولي تنسي شويه، عارفه أنه صعب بس لازم تتخطي علشان تعيشي"
في شقة محمد، بعد المغرب بشوية، النور خافت، والتلفزيون شغال بصوت واطي
ياسمين قاعدة على الكنبة، حاضنه رجليها بإيدها، وبتبص في الأرض من غير ما تتكلم.
محمد كان واقف في المطبخ بيحاول يعمل كوباية شاي، بس عينه عليها كل شوية.
خرج بالكوباية وقعد جنبها وقال بهدوء
"مش هتشربي معايا؟"
ردّت وهي بتهز راسها بنفي
"مش قادرة… نفسي مسدودة."
سكت لحظة وبعدين قال
"حاسس إنك مش مبسوطة... ومتوتره"
قالت بسرعة، وكأنها كانت مستنياه يسألها
"مش متوترة… أنا مرعوبة يا محمد."
بصلها واستغرب
"مرعوبة؟ من إيه؟"
"من بكره...من الجواز...من اللي احنا دخلنا عليه من غير ما نكون جاهزين، إنت شايف إحنا في ظروف تسمح؟ شايف إنك تقدر تفتح بيت بالمنظر ده؟!"
محمد اتنفس بصعوبة، حط الكوباية على الترابيزة قدامه وقال
"ببص حواليّا كل يوم، بلاقي ناس ظروفها أصعب وبيكملوا... وإحنا على الأقل عندنا شغل، ومع بعض"
قالت بيأس
"أنا معاك، بس التعب مش بيخلص، والخوف بيزيد، وأنا حاسة إني ماشية في طريق غامض، مش شايفة آخره، حاسه بخوف"
قرب منها شوية ومسك إيدها وقال
"وعد… وعد من قلبي، إني هفضل جنبك، وهبذل كل اللي أقدر عليه علشان متخافيش تاني… حتى لو اضطرينا نبدأ من الصفر."
ياسمين فضلت ساكتة، لكن مسحبتش إيدها… والسكوت كان فيه قبول رغم القلق.
فريدة دخلت أوضة يونس بهدوء بعد ما خبطت على باب الاوضه، يونس كان نايم على السرير، ولما شافها ابتسم
"فريدة! حمد الله على السلامة، قلقت لما اتأخرتي."
ردت بابتسامة خفيفة باهتة
"كنت مضغوطة شوية… آسفة لو اتأخرت."
قال بفرحه
"ولا يهمك، أنا مرتاح إنك كملتِ، متعرفيش فرحان ازاي انك طلعتي بنت خالتي وكمان انك هتكملي"
ردت وهي بتحط جهاز على دراعه
"طبعًا… ما إنت توقعت إني مش هكمل، وعمرك ما تخيلت اكون قريبتك"
يونس ابتسم وقال
"بس كنت مستعد أحارب ماما علشان تفضلي موجودة."
ابتسمت ابتسامة سريعة، وسحبت ملف من جنبه على الكومود، فتحته وقالت
"إيه ده؟"
رد
"الدكتور كان عندي النهارده… ده الكشف على حالتي دلوقتي."
فريدة فتحت الملف وبصت فيه بدقة، وبصوت مهني قالت
"كويس… في تحسّن، ياريت لو تسمع كلام الدكاترة والممرضين بتوعك، هتتحسّن أكتر، وتاخد بالك من نفسك كويس، ماشي؟"
قبل ما يرد، الباب خبط خبطتين خفاف، واتفتح.
تيم دخل، عينيه أول ما دخل راحت عليها، وقف عند الباب، صوته هادي لكن مشاعره مكبوتة
"كنت جاي أشوفك… محتاج حاجة؟"
يونس رفع عينه لتيم وقال بنبرة فيها مغزى
"أنا كويس… فريدة لسه جاية، هتتابع معايا زي ما كنا."
تيم بص لفريدة، مستني أي حاجة… كلمة، لمحة، حتى نظرة.
لكن فريدة كانت واقفة ثابتة، عينيها لسه على الملف، ملامحها زي ما هي، متحركتش، مبصتلوش، ولا كأن في حد دخل.
تيم فضل واقف، أما هي...فمكملة في شغلها، بنبرة عملية قالت
"ضغطك تمام… بس لازم ترتاح النهارده ومتتعبش نفسك بأي تفكير."
يونس حاول يكسر التوتر وقال لتيم
" تيم؟ عايز تقول حاجه؟!"
تيم مردش، وبعد ثواني تقيلة، لف وساب الأوضة، وقفل الباب وراه بهدوء.
فريدة لسه مركزه في اللي بتعمله ، ويونس كان شايف اللي حصل كله.
كان بيراقبها، ومن وقت للتاني بيبص لباب الأوضة اللي تيم خرج منه
قال بهدوء
"زعلانة منه؟"
فريدة رفعت عينيها ليه بسرعة وقالت
"أنا؟ لاء... هزعل ليه يعني؟"
يونس ابتسم ابتسامة صغيرة وقال
"إنتي مش بتعرفي تمثّلي."
سكتت، بس ملامحها اتشدت شوية.
يونس كمل بنبرة أخف
"ومش بتعرفي تكدبي"
فريدة قالت بصوت فيه نبرة دفاعية
"يونس… من فضلك، خلينا في شغلي وصحتك"
يونس اتفاجئ من حدتها وفريده اخدت بالها انها علت صوتها فقالت بنبرة واضحة لكن ناعمة
"يونس… أنا هنا علشان شغلي… ومش عايزة أي حاجة تتفهم غلط."
هز راسه باحترام وقال
"أنا آسف لو كلامي اتفهم بشكل تاني… أنا فعلًا مقدّر تعبك ووقفتك معايا."
فريدة نزلت عينيها وقالت بلطف
"وأنا مش قصدي أحرجك… بس لازم كل حاجة تفضل واضحة."
يونس ابتسم ابتسامة هادية وقال
"واضحة يا فريدة… ووعد إنك مش هتلاقي مني غير التقدير."
ردت
"شكرًا يا يونس… ده هيريّحني جدًا."
بدأت تكمل شغلها وعدى شوية صمت
سألته
"أنا هنزل أعمل قهوة، تحب أعملك معايا؟"
يونس ابتسم وقال بحماس
"ياريت! وبعدين تعالي احكيلي اللي حصل امبارح بقا."
ضحكت فريدة بخفة وهي بتلف تخرج
"مكتوب عليا أحكي بس!"
رد بسرعة وهو بيعدل نفسه في السرير
"ليه، حكيتي لمين تاني يعني؟"
ردت وهي واقفه على الباب
"لإسلام."
ابتسم يونس وقال
"آه، يبقى أنا وإسلام عادي، بما إنهم في البيت بيعاملوني على إني لسه صغير… أكمني أصغر واحد فيهم يعني!"
فريدة رفعت حاجبها بمرح وسألته
"بس سالي قالتلي إنك أصلاً مش بتقعد في البيت، دايمًا بره؟"
رد بضحكة قصيرة فيها نبرة سخرية خفيفة
"وده بيت يتقعد فيه! لولا اللي أنا فيه، مكنش حد شاف وشي والله."
ضحكت وهي بتهز راسها وقالت له
"هانت خلاص… على آخر الشهر هتبدأ تمشي بعكاز، لحد ما تتحسن على الآخر."
وقبل ما يكمل كلامه، سبقته وقالت بسرعة
"أو براحتك يعني… علشان انت لمض وهتقوللي عكاز إيه بس!"
ضحك يونس بصوت واضح وقال
"برافو عليكي، سبقتيني في الرد!"
قالت وهي خارجة من الأوضة
"هروح أعمل القهوة بقى."
بعد مرور أسبوع…
كل حاجة على وضعها، يمكن مفيش جديد، فريده احترمت رغبة تيم ومش بتقرب منه ابدا ولو شافته صدفه بتلف وترجع مطرح ما كانت، وهو جواه صراع، مش عارف هو عايز ايه بالظبط، وهل كده هو مرتاح ولا لاء
فريده بعد ما يونس نام والساعه عدت ١٢ نزلت المطبخ بهدوء، النور كان مطفي والدنيا هاديه
دخلت وفتحت النور
بس اتفاجئت لما لقت تيم واقف جوه لوحده قدّام الحوض، ضهره ليها، مخدش باله إنها دخلت.
بس لما فتحت النور هو لف بسرعه، نظراتهم اتقابلت، بس وشه كان باين عليه الإجهاد.
فريدة اتجمدت في مكانها، يمكن لأنها متوقعتش انها تشوفه دلوقتي.
لفت وكانت هتنسحب بهدوء بس تيم قال بصوت جاف
"مش لازم تهربي كده كل مرة تشوفيني."
فريدة ردت
"أنا مش بهرب، إنت اللي مش عايزني أكون موجوده في مكان انت موجود فيه"
سكت لحظة...وبعدين بص بعيد، كأنه مش قادر يواجهها
"أنا مش عايز أشوفك… علشان لما بشوفك،
ببقى مش عارف أتحكم في نفسي، بكون مش أنا"
كلامه دخل قلبها زي السهم، بس عقلها رفض يصدق
فضلت ساكتة، لكنه كمل بصوت أهدى كأنه اعترف غصب عنه وهو بيميل شويه
"كل مرة تبقي قريبة... بحس إن كل حاجة حواليا متلغبطه وانك بتغيري كل حاجه"
بصّتله وقالت وهيا مش فاهماه
"بس أنا مش قريبة، ومش بقرب منك زي ما طلبت،
أنا هنا بقوم بشغلي اللي خلاص قرب يخلص،
وساعتها؟
مش هتشوف وشي تاني... أبدًا."
كان هيميل أكتر، وكأنه هيفقد توازنه.
فريده اتحركت ناحيته بسرعة مسكته من دراعه وقالت بقلق
"تيم! إنت كويس؟!"
يتبع...........
بارت 12
" تيم، انت كويس ؟!"
حاول يبعد إيده، بس كان ضعيف، وهيا ما سابتهوش
"وشك شاحب، إنت كنت واقف هنا لوحدك من امتى؟!"
مردش علطول، شكله كان تعبان، تايه، ضايع.
قال بصوت واطي
"معرفتش أنام، نزلت أشرب مية بس."
قالت بنبرة أهدى، وهي لسه ماسكة دراعه
"اقعد طيب، هجيبلك مايه"
جابتله كوباية مايه وادتهاله، اخدها بس ايديه كانت بتترعش، شرب بق واحد بس وسابها على الترابيزه قدامه، فريدة فضلت واقفة جنبه، حاسة بكل نفس بياخده بالعافية.
كان بيحاول يتماسك، بس عينيه بتقفل غصب عنه
قالت بنبرة فيها حزم وقلق
"شكلك سخن، اخدت برد؟"
مردش، بس كان بيتنفس بصعوبه،
حطت إيدها على جبينه بدون تفكير، كان سخن فعلًا.
سحبت إيدها بسرعة، كأنها اتلسعت بس مش من حرارته، من اللحظة نفسها.
قالت وهي بتكتم اضطرابها
"إنت سخن فعلًا، ازاي محدش خد باله، تعالي اطلعك اوضتك"
قال بصوت مبحوح
" هعرف امشي لوحدي."
قالت برفض قاطع
"لاء، مش هتمشي لوحدك، كفاية عناد، تعالي"
مدتله إيدها...
اتردد، وبعدين مسكها...
إيده كانت سقعة جدا وكانت بترتجف
طلعوا السلم سوا، خطوة بخطوة وهو كان بيترنح
وصلوا أوضته، فتحت الباب، دخلته، وساعدته يقعد.
"ارتاح... هجيبلك دوا ولمون سخن"
قال بنبرة صوتها مبحوح من التعب
"أنا مش محتاج لكل ده"
بصتله وهي بتفتح الدولاب تدور على بطانية
"ممكن متكونش محتاجني انا... بس مش هقدر اسيبك في الحاله دي"
ساعدته يتسطح وغطته، وبعدين نزلت تجيبله اللي محتاجه
رجعت بصنية فيها كوباية لمون سخنة، ودوا خافض حرارة.
وهو نايم على ضهره، مغمض عينه بتعب
مدتله الكوباية
"اشرب"
"أنا مش قادر…"
"ماشي، ثواني"
ساعدته يتعدل وقربت الكوباية من شفايفه، وساعدته يشرب، وبعدها ساعدته يرجع ينام تاني
وقفت وهي بتبصله لحظة، كان نايم على السرير، عرقه غرق المخده، نفسه مش منتظم، ووشه شاحب جدًا.
همست وهي بتغطيه أكتر
"معلش، بس مش هقدر أسيبك كده، حتى لو كنت مش عايزني حواليك"
بهدوء خرجت من الأوضة، مشيت بسرعة في الطُرقه بقلق، وصلت عند أوضة صابرين، خبطت بهدوء وهي بتحاول تتحكم في صوتها، لكن كان واضح عليها التوتر.
صوت صابرين جه من جوه
"مين؟"
ردت فريدة
"أنا...فريدة."
فتحت الباب بسرعة، كانت لابسة روب خفيف وعلى وشها آثار قلق أول ما شافتها.
"في إيه يا فريدة؟ في حاجة؟"
قالت فريدة وهي بتحاول تحافظ على هدوئها
"تيم تعبان جدًا...حرارته عالية، وبيهلوس...شكله واخد دور برد شديد"
صابرين حست بقلق فعلا وقالت وهيا بتخرج من الاوضه
"يعني إيه؟! إزاي؟! كان كويس النهاردة..."
فريده قالت
"لقيته في المطبخ كان شكله باين تعبان... أنا نيمته وغطّيته، بس لازم دكتور يشوفه فورًا."
مشيوا بسرعة سوا وصابرين باين عليها قلق، دخلت بسرعه الأوضه وقربت منه، كان نايم على السرير، ملامحه شاحبة ووشه محمّر من الحرارة، نفسه متقطع وبيتكلم بكلام مش مفهوم، فريدة واقفة بعيد عينيها عليه، وصابرين قعدت جنبه ومسكت أيده برعب واضح
"تيم… تيم، رد عليا يا حبيبي"
لكن هو كان بيهذي بكلام مش مفهوم، جسمه بيتحرّك بخفة من السخونية، وعينه مغمضة ومش مستجيب.
فريدة قالت وهي بتخرج الفون من جيبها
"فيه دكتور أنا بشتغل معاه في الطوارئ، هكلمه دلوقتي وييجي يشوفه"
صابرين هزت راسها وفريده خرجت تكلمه وبعد كده دخلت وقالت
"جاي في الطريق... بس لازم نجهزله حاجات لحد ما يوصل، سخونية زي دي ممكن تعمل مضاعفات."
صابرين بصتلها بقلق
"قوليلي أعمل إيه؟"
" انا اللي هعمل، خليكي انتي جنبه"
صابرين هزت راسها، وفريده نزلت تجيب فوطة وميه ورجعت.
دخلت الأوضة وهي شايلة كل حاجة، حطّت الصينية، وبدأت بهدوء واحتراف تعمل الكمادات، وكل شوية كانت بتلمس جبينه تتابع الحرارة.
"لازم نخلّي حرارته تنزل شويه، عاليه جدا"
صابرين كانت قاعدة جنبها، بتساعدها وهي بتحاول تتمالك أعصابها، بس واضح إنها خايفه
مرت حوالي تلت ساعة... تيم بدأ يفتح عنيه بصعوبة.
قال بصوت متكسر وهو بيكح
" مش قا..در"
ردت فريدة بهدوء
"عارفة... هو دور برد تقيل، بس خليك معانا، متنامش تاني."
فضلت تتابع حالته لحد ما وصل الدكتور، دخل بسرعة، فرد أدواته، وبدأ يكشف عليه.
حط السماعة، قاس الحرارة، قاس الضغط، شاف صدره، سأل أسئلة لصابرين عن الأعراض
"من إمتى بدأت الحرارة؟"
قالت
"أنا لسه عارفه من شوية...فريدة هي اللي لحقته وشافته كده، قالتلي إنه كان بيهلوس ووقع تقريبًا."
بص الدكتور لفريدة، قال بهدوء
"هو كان بيعرّق كتير؟ جسمه بيترعش؟"
قالت
"أيوه، وكان بيقول كلام مش مترتب... ووشه كان مرهق جدًا."
الدكتور خرج حقنة من شنطته، وبدأ يجهزها
"واضح إنه واخد دور برد شديد جدًا، مع إجهاد نفسي، الحرارة وصلت ٤٠، ودي مرحلة خطيرة، لازم نبدأ في خفض الحرارة فورًا"
صابرين قالت بخوف
"هنوديه مستشفى؟"
رد بهدوء
"لسه مفيش داعي، ندي الحقنة دي، ونبدأ كمادات، ولازم يفضل على السوائل والراحة التامة، لو الحرارة ما نزلتش خلال ساعات، هنتحرك فورًا."
اداله الحقنه وفريدة قامت جابت فوطة مبلولة وبدأت تمسح وشه بهدوء.
الدكتور قال وهو بيقف
"هعدي عليه الصبح أطمن، بس لو في أي تغير سلبي، كلموني فورًا."
فريده قالت
"أنا هفضل معاه... هتابع الحرارة وأديه العلاج أول بأول."
الدكتور بصّلها بتقدير
" هيبقى افضل يا فريده، انا عارف تأثيرك على المرضي كويس"
بصتله بامتنان وابتسمت
صابرين قالت وهي بتشكره
"شكرًا...متشكرة جدًا."
الدكتور خرج وهيا خرجت معاه
بعد شويه صابرين رجعت، فريده قالتلها
"لو حابة تروحي ترتاحي شوية، أنا هكمل معاه."
قالت برفض
"لا...أنا هفضل معاه، مش هسيبه في الحالة دي، اتطمن أنه بقى كويس الأول"
كملت
"هبعت سليمان يجيب الأدويه اللي في الرشته"
خرجت بسرعة من الأوضة، وفريدة فضلت قاعدة جنب السرير، بتحط الكمادات بهدوء، لمست إيده اللي كانت سخنة جدًا.
تيم مكانش واعي، بس ملامحه بدأت تهدى شوية.
عدى اربع ايام، فريده بين يونس وتيم، بس المعظم مع تيم اللي طول الوقت نايم وتعبان
حرارته بدأت تنزل، بس جسمه مرهق جدًا ولسه مش قادر يقوم لوحده.
صابرين بتدخل تطمن عليه كل شوية، فريده رسميه جدًا، وبتتصرف كأنها مجرد ممرضة وبس
فريدة كانت مع يونس، كانت مستنيه معاد علاج تيم ييجي، ولما الوقت جه قامت فورًا تدخل أوضة تيم تطمن عليه وتديله العلاج كالعادة.
لكن أول ما دخلت، اتفاجئت إن السرير فاضي وهو مش موجود
بصّت حوالين الأوضة بقلق ونادت
"تيم؟"
مفيش رد.
نادت تاني، صوتها أعلى شوية
"تيم؟! إنت فين؟"
سمعت صوت مايه شغالة من جوا الحمام.
وقفت مكانها لحظة، خدت نفس طويل
قربت من الباب بهدوء، خبطت على الباب بسرعة، وقالت بقلق
"تيم! إنت كويس؟! "
مفيش رد
خبطت تاني، أقوى
"تيم، لو مفتحتش هضطر أنده لحد!"
لحظة وسمعت صوته جاي من جوه، مرهق جدًا، مخنوق شوية
"أنا... كويس..."
قالت بحزم
"لو كنت فعلاً كويس، اطلع فورًا وخليني أتطمن، أنت حتى مش قادر تمشي، إزاي تاخد شاور لوحدك؟!"
سمعت صوت المايه بيخف تدريجيا، وبعدها سمعت صوته بيقول بخفوت
"كنت محتاج أفوق... بس الدنيا بتلف، مش شايف كويس."
فريده فورًا قالت بقلق
"افتح الباب، دلوقتي."
فتح الباب بهدوء، كان واقف بالعافيه، ساند على الحيطة، وشه مبلول، شعره مبلول، ووشه باين عليه التعب بوضوح.
فريده دخلت بسرعة، سندته لحد السرير، ساعدته يقعد.
قال بصوت واطي وهو بيحاول يثبت صوته
"أنا خلاص بقيت كويس."
ردّت بدون ما تبصله
"الحمد لله إنك اتحسنت، بس مش معنى كده انك تهمل في نفسك."
قال بنفس النبرة
"أنا مش بهمل في نفسي."
ردت بنبرة عملية
"حاول ترتاح لحد ما تخف كليا، إنت كنت تعبان جدًا الأيام اللي فاتت، وما صدّقت إنك بقيت أحسن، لو احتاجت حاجة… قولي."
سكت، بدأت تديله العلاج، وقفت مكانها لحظة، بتراقب المؤشر الرقمي لحرارته وقالت
" الحمد لله نزل عن الأول كتير"
بعدين بصت عليه، كان مغمض عينه، بس نفسه مش منتظم.
قالت بهدوء
"هحطلك كمادة تانية، لسه جسمك محتاج تبريد بسيط."
مستنتش رد منه، ولا هو حاول يقول حاجة.
جابت الفوطة، بلّتها، وبدأت تحطها على جبهته بلطف.
فتح عنيه ببطء، عينه وقعت عليها، لكنها مبصّتش له، كانت مركزة في شغلها وبس
قال بنبرة باردة
"أنا ممكن أعمل ده لوحدي."
ردّت ببساطة
"وأنا موجودة علشان اعمله انا"
سادت لحظة صمت، رجّع عينه للسقف، وهي فضلت تحط الكمادة لحد ما خلصت
رنّ تليفون فريدة، لمّحت الاسم على الشاشة
"إسلام"
بص لتيم بسرعة وقالت بنبرة سريعة بس هادية
" الف سلامه، خد بالك من نفسك."
وسابت الأوضة بهدوء.
خرجت، وردّت بسرعة وهي ماشية في الطُرقة
"ألو؟"
إسلام قال بهدوء
" عامله ايه؟! والكل عندك عامل ايه ؟! تيم بقا كويس؟!"
ردّت وهي بتحاول توازن بين التعب اللي في صوتها والهدوء المعتاد
"آه، الحمد لله احسن"
سكتت لحظة وبعدين قالت
" عرفت حاجه عن ياسمين، كل ما أروح ليسر، طنط بتسألني عنها."
إسلام ردّ بهدوء
"أيوه... وصلتلها، خلاص."
قالت بدهشة مفاجئة
"بجد؟!"
رد
"آه... كتبوا الكتاب خلاص، وعايشين في بيت صغير بعيد عن الأنظار."
فريدة سكتت لحظة، كانت بتحاول تستوعب الكلام، وبعدين قالت بصوت واطي
" انت متاكد يا اسلام ؟!"
قال
"هو ده اللي حصل، خليني أحكيلك بالتفصيل بعدين، بس حبيت أعرفك دلوقتي باختصار يعني"
سكتت وبعدين قالت بهدوء
"تمام... باي"
تاني يوم…
فريدة كانت واقفة قدام باب بيت يسر، خبطت بلطف، وبعد لحظات الباب اتفتح.
يسر فتحت، كانت عينيها فيها إرهاق بس بتحاول تبان طبيعية.
ابتسمت فريدة ابتسامة بسيطة وقالت
"صباح الخير."
يسر رجّعت خطوة لورا وهي بتفتح الباب أكتر
"صباح النور، ادخلي."
دخلت فريدة وسلّمت عليها وقعدت على الكنبة.
سادت لحظة صمت خفيفة، فريدة قطعتها بهدوء
" عامله ايه ؟!"
يسر قعدت قصادها وقالت بصوت هادي، باين عليه التعب
"أنا كويسة... يعني، بحاول أكون كويسة."
فريدة بصتلها لحظة وقالت برقة خفيفة
"عارفة... وخدتي خطوة كبيرة لما نزلتي الشغل تاني، ده لوحده حاجة محترمة."
يسر حاولت تبتسم، لكن التعب كان ظاهر أكتر
"الشغل هو الحاجة الوحيدة اللي بتشغلني عن التفكير، بس أول ما برجع البيت كل حاجة بتفتكرني باللي حصل."
فريدة بصتلها بحزن، لكن قالت بنبرة ثابتة
" بس خليكي فاكره انك مش لوحدك وان كلنا معاكي"
يسر نزلت عينيها وقالت بصوت واطي
"هو مفيش أي خبر؟ متعرفيش عنهم حاجة؟"
اترددت فريدة ثواني، بس قالت بحذر وهي بتبص في الأرض
" اكيد معرفش، وانتي متحاوليش تعرفي، فكك منهم "
يسر هزّت راسها، وقالت وهي بتحاول تتحكم في صوتها
" عايزه، بس مش عارفه، الحوار صعب اوي "
فريدة مالت ناحيتها شوية وقالت بلطف
" وانتي اخدتي وقتك وزعلتي، دلوقتي حاولي تتعايشي، لسه الحياه قدامك، ولسه هتتعلمي، ولازم تكوني قويه"
قبل ما يسر ترد، مامتها جت، وشها باين عليه التعب.
ابتسمت وهي بتقرب
"إزيك يا فريدة يا حبيبتي، منورة."
فريدة قامت بسرعة وسلّمت عليها
"إزي حضرتك يا طنط؟ عامله ايه؟!"
الست بصّت على يسر وقالت
"قومي يا يسر شوفي باباكي، كان عايز يشرب شاي وطلب مني اقولك ."
يسر ردّت
"حاضر يا ماما"
وقامت وها بتقول لفريده
" اعملك شاي ؟! ولا عايزه حاجه تانيه؟!"
فريده قالت بلطف
" شاي ماشي"
مشيت واول ما اختفت من قدامهم، الست قعدت جنب فريدة وقالت بصوت واطي فيه رجفه
"مفيش أي خبر؟"
فريدة خدت نفس، بصّت في الأرض، وقالت بهدوء حريص
"يعني... اسلام عرف يوصل لاخبارهم الأخيره"
الست اتشدت قدامها وقالت
"طب قوليلي بسرعه هيا راحت فين؟! عايشة إزاي؟! محمد خدها فين؟!"
فريدة قالت بسرعة تحاول تهديها
"طنط...واحدة واحدة بس... مش عايزاكي تتخضي، أنا جيالك مخصوص علشان أقولك اللي عرفته."
الست همست
"قوليلي... بالله عليكي."
فريدة بصّت في عينيها وقالت بنبرة بطيئة واضحة
"همّا اتجوزوا، كتبوا الكتاب خلاص، وساكنين في بيت صغير، بعيد عن هنا"
الست جحظت عينيها، ضربت بإيدها على صدرها، كأن نفسها اتكتم
"اتجوزوا؟!"
فريدة أومأت
"أه... بس انا معرفش مكانهم فين بالظبط"
الست حطت إيديها على وشها، وبدأت دموعها تنزل، بدون صوت.
فريدة قربت، مسكت إيديها، وقالت بهدوء
"أنا عارفة إن الخبر صعب، وأنا آسفة… بس قولت لازم حضرتك تعرفي، ويسر مش لازم تعرف اي حاجة"
الست بصّتلها، الدموع في عينيها، وقالت بصوت مكسور
"أنا مش قادرة أصدق... بنتي تعمل كده؟! تسيب البيت وتروح تتجوز في السر؟! وخطيب اختها؟!"
فريدة شدّت على إيدها بلطف
" انا اسفه مكنتش حابه اقولك بس اكيد مش هتبطلي تسألي عنها، المهم دلوقتي محدش يعرف علشان ميحصلش مشاكل"
الست مسحت دموعها بسرعة لما سمعت صوت يسر جاية، وفريدة رجعت تقعد في مكانها كأن محصلش حاجة.
دخلت يسر بابتسامة بسيطه
"بابا بيقولك كلميه عايزك"
ردّت وهي بتحاول تخفي ارتباكها
"جايه يا حبيبتي."
خرجت، وفريدة فضلت قاعدة مكانها، قلبها تقيل من اللي حصل وبيحصل
رجعت فريدة البيت آخر اليوم، مجهَدة ومشوشة،
دخلت بهدوء، طلعت على أوضتها الأول، وبعدها راحت ناحية أوضة مامتها تطمن عليها.
خبطت خبطتين خفيفين وقالت بهمس
"ماما؟"
مفيش رد.
فتحت الباب بحذر، دخلت...الأوضة كانت فاضية، لكن صوت المياه كان شغال من الحمام.
فهمت إنها جوه، فقررت تستناها لحد ما تخرج.
قعدت على طرف السرير، لما طولت كانت ناوية تقوم تخرج، لكن صوت رنة موبايل فجأة شدّها.
بصّت حوالين الأوضة، لقت الفون على التسريحة بيرِن.
قربت تلقائيًا تبص، بصّت للموبايل... مكانش عليه اسم، بس بعدها على طول وصلت رسالة.
الشاشة نورت، وبشكل لا إرادي، عنيها وقعت على الكلمات
"كان يوم طويل، وكل لحظة فيه كنت بفكر فيكي،
مشتاق أتكلم معاكي براحتنا، من غير خوف ولا حسابات، بكرة الساعة 7، نفس المكان؟"
فريدة اتسمرت مكانها، صوت الميّه في الحمام كان شغال، وكل حاجة حواليها بقت مش واضحة.
قعدت على الكرسي، حطت إيدها على بقها، مش مصدقة...
حسّت إن الأرض بتتهز تحتها.
"ماما؟!"
الست اللي طول عمرها شايفاها ملاك؟...
دقيقة، اتنين...والمياه اتقفلت.
قامت بسرعة، خدت نفسها بالعافية، خرجت من الأوضة، وهي حاسه انها مش قادره تتنفس كويس
دخلت فريدة أوضتها وهي بتحاول تمسك أعصابها، قلبها بيدق بسرعة، وكل خطوة بتحسسها إنها ماشية على نار.
قعدت على السرير، وشها بين إيديها، بتسأل نفسها بصوت واطي
"يعني إيه؟... ممكن أكون فاهمة غلط؟ يمكن الرسالة مش ليها أصلاً؟"
لكن صوت جواها بيرد بقسوه
"بس ده فونها...والرسالة جاية حالًا..."
قامت وقعدت قدام اللابتوب بتاعها، وهي مش متأكدة هي بتعمل إيه أصلًا، بس عقلها مش راضي يسكت.
فاكرة إن زمان كانت مامتها دايمًا بتطلب منها تبص على إعدادات الجهاز أو تبعت حاجة من حساب فيسبوك كان مفتوح، أو واتساب ويب.
فكرة خبيثة لمعت في دماغها...
"ممكن تكون حساباتها لسه محفوظة؟"
فتحت المتصفح...
فتحت فيسبوك...
وضغطت على الحسابات المحفوظة.
قلبها كان بيخبط وحاسه بتوتر
لحظة صمت، بعدها ضغطت علي الحساب
فتح بدون كلمة مرور.
عينيها لمعت بدموع، مش عارفة إذا كانت عايزة تكمّل ولا لاء.
فتحت الرسايل...
دورت شوية أو كتير وايديها بترتجف
لحد ما قدرت تلاقي كلام بين مامتها وشخص مجهول، كلام عن اشتياق، عن لقاءات، عن أيام فاتت.
فيهم نبرة حب مش ممكن تتفهم غلط.
قفلت اللاب بسرعة مقدرتش تكمل، وقامت من مكانها، وشها شاحب...
مش قادرة تصدق اللي شافته.
ولا حتى قادره تقتنع
حست انها في كابوس
ازاي مامتها الست اللي دايما قدوتها تخون باباها.
تاني يوم، فريدة راحت ليونس
كان الجو هادي
دخلت، لقت يونس قاعد على الكنبة في اوضته، رجله ممدودة قدامه، والعكاز جنبه، بس ملامحه كانت مختلفة... باين عليه إنه بيتحسن فعلًا.
ابتسم أول ما شافها وقال
" بجد كل مره تدخلي فيها بحس أن انا كويس"
قعدت قدامه، حاولت تخفي التوتر اللي جوّاها، بس عينيها كانت فيها أثر سهرة منامتش فيها كويس.
يونس لاحظ، قال بنبرة فيها نوع من المزاح الخفيف
"إيه؟ مالك كده؟!"
ردّت بسرعة
"أنا كويسة... بس ضغط شغل."
سكت لحظة، وبعدين قال بهدوء أكتر
"لو في حاجة مضايقاكي، ممكن تقولي."
فريدة بصتله وقالت
" مفيش حاجه اكيد"
ابتسم يونس وقال
" لو حبيتي غيري رأيك انا موجود"
ابتسمت ابتسامه متخطتش شفايفها.
يونس حاول يخفف التوتر اللي في الجو وكان بيحكي عن التمارين الجديدة اللي بدأ يعملها، بس لاحظ إنها مش بترد، ولا حتى بتعلّق بكلمة أو ابتسامة.
سكت شوية، وبعدين قال
"فريدة؟"
رفعت عينيها عليه فجأة، كأنها كانت في حتة تانية خالص.
"ها؟"
قال
"إنتي مش مركزة خالص، في حاجة؟"
هزّت راسها بسرعة، وقالت بصوت واطي
"لا، لا... معلش، بس مرهقة شوية."
رد عليها بهدوء
" شكل الموضوع اكبر من مجرد إرهاق"
هيا معلّقتش، بس ملامحها اتشدت أكتر.
قال بلطف وهو بيحاول يغير الجو
"طب تعالي نشرب حاجة طيب، ايه رأيك تنادي حد من اللي تحت يعمل ايس كوفي "
ابتسمت ابتسامة باهتة، وقالت
" طيب هنزل اعملك"
قال
" خلاص خليكي شكلك مش عايزه اصلا"
فريدة رفعت راسها ليه بسرعة، كأنها كانت سرحانة في عالم تاني، وبعدين قالت بسرعة
"لا لا عادي طبعًا، أعملهالك حالًا."
قامت من مكانها، وخرجت من الأوضة باتجاه المطبخ. خطواتها كانت بطيئة، مرهقة، وملامحها شاحبه
تيم كان قاعد في الريسيبشن مع صاحبه، الترابيزة قدامه عليها أوراق وتقارير محطوطه بنظام، واللابتوب مفتوح، وعينيه بتتحرك بسرعه بين السطور، صاحبه قاعد جنبه وقاله وهو بيشاور على جزء معين في ورقه
"بص، الجزء ده محتاج يتراجع، الأرقام هنا مش متطابقة مع التقرير اللي طلع."
تيم أخد الورقه، بص فيها لحظة وقال بنبرة متوترة شويّة
"علشان كده قلتلك مستحيل أسلّم حاجة من غير ما أراجعها بنفسي، غيابي الأيام اللي فاتت عمل لخبطة كبيرة."
كان بيكلمه ومستني رده، لكن فجأة لاحظ إنه سرح، عينه مش عليه، باصص في اتجاه السلم، لف وشه بشك، وبص على نفس الاتجاه… لقاه مركز معاها، نازلة بسرعة من على السلم، ماشية بخطوات سريعة كأنها مستعجلة، ودخلت المطبخ من غير ما تاخد بالها إن في حد اصلا
بصله بحدة وقال بضيق واضح
"حسام، ركز معايا هنا، أنا بكلمك."
حسام فاق من شروده، رمش كذا مرة وقال وهو بيحاول يضحك
"هي مين دي؟ أول مرة أشوفها هنا."
قال بنبرة حادة فيها غيرة محبش يعترف بيها حتى لنفسه
"إنت جاي تشتغل ولا تبص على أهل البيت؟"
حسام لسه بيفتح بُقه علشان يرد، لكن فجأة سمعوا صوت خبط جامد جاي من المطبخ
يتبع............
بارت 13
تيم قام فورًا من مكانه، جري ناحية المطبخ من غير ما حتى يبص لحسام.
دخل بسرعة، لقا فريدة على الأرض، الإزاز مكسور حواليها، بتلمه بسرعه بايديها اللي اتعورت
وشها شاحب، وعنيها مش مركزة غير في الازاز اللي بتلمه بسرعه
قال بقلق واضح
"فريدة!"
قرب بسرعة، ركع جنبها، مسك إيدها بلطف لكنه كان متوتر جدًا، عينيه سابت الإزاز وركزت على كفها اللي اتعور
"إيه اللي حصل؟! إنتي كويسة؟!"
قالها بنبرة فيها خوف مش متعود عليها،
هي كانت بتحاول تتكلم، بس صوتها كان واطي ومبحوح
"الكوبايه وقعت اتكسرت، غصب عني معر..."
قاطعها بحدة
" مش مهم فداكي مش مشكله"
وقف ووقفها ونادي
" محمد، تعالي نضف الأرض بسرعه "
محمد دخل بسرعة وتيم بص له بنبرة حاسمة
"شيل كل ده بسرعة، خلِّي بالك وإنت بتنضف."
بعدين رجع عينيه على فريدة، كانت واقفة بصعوبة، باين عليها إنها مش قادرة تركز.
بصلها وبنبرة هادية بس مليانة اهتمام قال
"تعالي، إقعدي شويه في الجنينة... شكلك مش تمام."
مستناش موافقتها، وخرج بيها من المطبخ ناحية الجنينة.
قعدها على كرسي، وقعد جنبها، إيده لسه ماسكة طرف إيدها التانية.
طلع منديل من جيبه ومسح ايديها براحه وسألها، وصوته كان واطي
"إيه اللي مضايقك؟"
هزت راسها بنفي، وسكتت.
قال بنبرة هادية لكنها ثابتة
"مفيش حاجة تستاهل زعلك ده"
بصلها لحظة، شاف في ملامحها حاجة مش طبيعية... تعب، شرود، كأنها مش هنا.
قال وهو بيعدل قعدته قدامها
"واضح إنك مش تمام."
سكت ثواني، وبعدين كمل
" بس اكيد مش هضغط عليكي"
كانت فريدة باصه له، بس مش عارفة تقول حاجة.
شال عينه عنها، وقال بجملة مختصرة وهو بيقف
"هجيبلك مايه، إقعدي مكانك."
ومشي
رجع من جوا البيت ومعاه إزازة مايّه، بس قبل ما يخرج لقاها قدامه
مشيت ناحيته بخطوات أهدى من أول، وقفوا قصاد بعض لحظة.
قالت بصوت هادي، فيه نبرة امتنان مكبوتة
"أنا كويسة، شكراً على اهتمامك."
سكت ثانية، بصلها من غير ما يرد فورًا، وبعدين قال بنبرة فيها برود
"مش اهتمام... بس ماينفعش أشوفك كده وأسكت."
عدى جنبها بهدوء، ومدّ لها الإزازة
وقال بهدوء
"اشربي."
وسابها وكمل طريقه، كأن ما حصلش حاجة...
فريدة دخلت المطبخ، طلبت من واحد من اللي جوه يحضر طلب يونس.
وقفت لحظات تتابع تحضيره، وبعد ما خلص، شكرته وأخدت الصينية وخرجت.
في الوقت ده، كان تيم رجع لقعدة الشغل.
قعد على الكرسي من غير ما يتكلم، حاول يركز في الورق قدامه.
حسام بصله وسأله
"إيه اللي حصل؟"
رد تيم وهو بيقلب في ورقة قدامه، من غير ما يرفع عينه
" مفيش حاجه مهمه"
سكت حسام لحظة، وبعدين قال وهو موطي صوته
"هي مين دي؟ أول مرّة أشوف واحدة ست هنا أصلاً."
تيم بصله بسرعة، وبنبرة قصيرة قال
"ممرضة يونس... ماما اللي جابتها."
حسام رفع حواجبه باستغراب واضح
"مامتك جابت بنت؟ تدخل البيت؟ مش غريبة دي؟"
تيم ساب الورقة اللي في إيده وقال ببرود
"مش مهم، نركّز في الشغل؟!"
وبص تاني على اللابتوب قدامه، كأن الحوار انتهى تمامًا.
فريدة كانت طالعة، شايلة صينية فيها الآيس كوفي، وشكلها أهدى شوية من قبل كده، بس ما زال عليها أثر التعب.
تيم رفع عينه ليها لحظة، بس بسرعة رجّع نظره على اللابتوب
حسام قال بصوت وطي فيه هزار
"هاي ميس نيرس."
تيم رفع نظره لحسام، نبرته كانت واطية لكنها قاطعة
" ركز يا حسام في شغلك مش هقولك تاني "
حسام قال بضحكة خفيفة
"ما تعرفني عليها؟ البت حلوة."
تيم بصله بنظرة جامدة، ملامحه مبتتحركش.
نبرة صوته طالعة رخيمة، فيها غيظ مكتوم
"ركز في شغلك، ملكش دعوه بيها"
حسام ضحك وقال بنص جد
"يا عم إهدى، بهزر."
تيم قال ببرود
"وأنا مبهزرش"
فريده دخلت أوضة يونس وهي شايله صنية الايس كوفي، حطتها على الكومود بلُطف.
يونس كان قاعد على الكنبه فارد رجله
قال بهزار
"يا سلام! تسلم ايدك"
فريدة ابتسمت بخفوت
"بالهنا"
فريدة قعدت على الكرسي اللي جنبه، ملامحها كانت هادية بس فيها لمحة شرود خفيف.
يونس لاحظ، وبصلها شوية، وبعدين قال بنبرة أخوية فيها دفء
"أخبارك إيه بقى؟ شكلك مش على بعضك."
فريدة قالت بهروب
"أنا؟ لا عادي... اليوم طويل بس."
يونس قال بهدوء
"طيب بجد لو متضايقه وعايزه تحكي، فأنا هكون مستمع جيد"
فريدة ابتسمت ابتسامة باهتة، وقالت
"مفيش حكايات، يعني مضغوطه اليومين دول شويه"
بونس قال بمزح
"هو أنا اللي مضغوط مش إنتي، بس واضح إني محتاج أتعالج جسديا وانتي محتاجة أجازة."
ضحكت خفيفة خرجت منها غصب عنها، وقالت بنبرة أهدى
"إحنا الاتنين هنحتفل لما نخرج من هنا متقلقش"
يونس قال بابتسامة خفيفة وهو بيبصلها
"يعني انتي بجد هتمشي؟"
فريدة قال بهدوء وابتسامة
"الحمد لله انت بقيت أحسن."
يونس بص قدامه وقال بنبرة شبه تمثيلية
"لا تصدقي... حاسس إني مش قادر أحرّك رجلي... لسه محتاجه شويه وقت"
فريدة ضحكت
"هبقى أجي متقلقش، ده احنا ولاد خاله يعني"
يونس رجع يبصلها
"بس مش هتيجي كل يوم زي دلوقتي"
فريدة سألته
"يعني انت بعد ما تكون احسن هتقعد في بيتكوا بعد الحبسه دي كلها يعني؟!"
يونس قال بضحكة خفيفة
"أكيد لاء... سميرة وحشتني!"
في اللحظة دي موبايل فريدة رن، طلعته وبصت على الاسم، كان مامتها
فضلت تبص عليه كام ثانية، وبعدها قفلت الصوت من غير ما ترد.
يونس لمح اللي حصل، لكنه معلقش.
بعد شوية...
باب أوضة يونس خبط خبطتين خفاف، وبعدها دخل تيم
تيم بص على يونس وسأله بنبرته العملية المعتادة
"عامل إيه؟ محتاج حاجة؟"
يونس هز رأسه بابتسامة بسيطة
"كله تمام"
تيم بص بسرعة ناحية فريدة، كانت قاعدة في نفس الوضع، ملامحها لسه هادية.
عينه فضلت عليها لحظة، وبعدين قال بنبرة أهدى من المعتاد
"بقيتي أحسن؟"
فريدة رفعت عينيها له، وقالت بهدوء
"آه، الحمدلله."
تيم اكتفى بإيماءة
بعدين وجّه كلامه ليونس تاني
" ده دوا بدل اللي قرب يخلص، لسه واصل دلوقتي "
يونس قال
"تمام، شكراً."
تيم كان هيخرج بعد ما حط الكيس، لكن بص على فريدة مرة أخيرة، ومن غير ما يتكلم، وبعدها خرج وقفل الباب وراه
فريدة خرجت من أوضة يونس، وقفت شوية في الطرقة، خدت نفسها، وبعدين طلعت موبايلها وكلمت إسلام
"إسلام...ممكن تيجي تاخدني؟"
صوته كان باين عليه القلق
"حصل حاجة؟"
"لاء، بس... مش قادرة أكمل، تعبت شوية "
"خلاص، جاي حالًا."
قفلت وهي بتحاول تتماسك
دخلت قعدت جنب يونس، ساكتة.
يونس كان بيهرّج كعادته، بيحاول يضحّكها، بس لما سكتت فجأة، وبصّتله من غير ولا كلمة، فهم انها مش في المود
بصلها شوية، وبعدين قال بهدوء
"مالك؟"
هزت راسها وقالت بصوت واطي، وهي بتحاول متبانش متضايقة
"مش هقدر أكمل اليوم... عايزه امشي."
سكت، بصّلها لحظة، وبعدين ابتسم ابتسامة خفيفة وقال
"تمام، مفيش مشكلة... واضح إنك محتاجة ترتاحي."
بصتله وهي بتحاول ترد الضحكة اللي اختفت منها من بدري، بس طلعت ابتسامة خفيفة جدًا.
بعد شويه فونها رن وكان اسلام، قالها أنه خلاص قرب، قفلت معاه وضحكت ضحكة صغيرة ليونس وقالتله
"هشوفك بكره...لو احتجت حاجة، كلمني."
هز راسه، وبص للسقف وهو بيقول
"خلي بالك على نفسك."
ابتمست وخرجت من الأوضة بخطوات هادية.
نزلت تحت واستنت، دقيقة وظهر إسلام، أول ما شافته، جريت عليه، حضنته بقوة كأنها بتدور على أمانها، هو حاوطها من غير كلام، ووشه باين عليه إنه حاسس إنها مكسورة.
قال بهدوء وهو بيطبطب عليه
"مالِك يا فريدة؟"
"مفيش بس كنت محتاجة الحضن ده."
وفي اللحظة دي، تيم كان واقف في أوضته، جنب الشباك، وعينه فضلت متعلقة بيهم... متأكد انها مش كويسه بس ملهوش أنه يتدخل
بعد ثواني، سمعها بتقول بصوت مبحوح مخنوق
" اسلام...أنا مش قادرة... مش قادرة أكتم أكتر من كده."
سحبها من حضنه وهو ماسك كتفها بإيده، وبص في عينيها بتوتر
"فريدة! مالك؟ في إيه؟!"
هزت راسها ببطء، وعنيها كانت مليانة دموع محبوسة وقالت بصوت واطي
"مش قادرة."
"طيب... اركبي، تعالي نروح أي مكان هادي"
ركبوا العربيه، وهو فضل يبصلها كل شوية، كانت ساكتة ووشها متغير.
بس محبش يضغط عليها.
بعد حوالي تلت ساعة، وصلوا عند مكان هادي.
ركن العربية، وفتح الباب، وخرج...استناها تخرج، وهي فعلاً فتحت الباب وخرجت ووقفت جنبه، ساكتة.
بصلها وقال
"تعالي نقعد هنا، وقوليلي ايه مضايقك اوي كده"
دخلوا قعدوا جوا، سكتت شويه وهو محبش يضغط عليها، سألها براحتها، بس مستناش اكتر وسألها ووشه مليان قلق
"فريدة، قوليلي في إيه؟ مالك؟ شكلك مش طبيعي خالص."
نزلت عينيها، كانت بتشد في كمها بتوتر، بتدوّر على أي صيغة تهوّن بيها الكلام، بس لقت نفسها بتنهار من جوه أكتر.
قالت بصوت مهزوز
"مش عارفة أبدأ منين... مش عارفة حتى أقولك إزاي."
قالها بتشجيع
"متخافيش، قولي اللي جواكي وطلعيه، يمكن ترتاحي."
بصّتله، وفي عنيها نظرة مخلوطة بين الخوف والحزن والكسرة
"الموضوع كبير... وأنا مش عارفه أستوعبه حتى، ومش عايزه أكون غلطانة... بس..."
سكتت، خدت نفس طويل، وكملت بصوت مكسور "بس أنا شفت حاجه… حاجه كسرتني…"
قالها بقلق
"فريدة ركزي معايا، قوليلي إيه اللي حصل من غير مقدمات"
دمعة نزلت على خدها، بصّت في الأرض وقالت بنبرة مكسورة
"ماما…"
لفت وشها بسرعة وهو بصلها باستغراب
"ماما؟! مالها؟"
"ماما بتخون بابا يا إسلام...."
يتبع........
بارت 14
"ماما بتخون بابا يا إسلام...."
إسلام فضّل ساكت لحظة بعد كلامها، ملامحه ما بين التوتر والحزن، سكوته خنقها فبصّتله وقالت بصوت متوتر
"إنت مش مصدقني، صح؟"
بصّلها بسرعة، وقال بهدوء
"مصدقك يا فريدة، مصدقك طبعًا... بس كويس إنك فتحتي الموضوع."
فريدة وشها اتشد، ملامحها اتغيرت، وبصّتله بذهول
"إنت... إنت كنت عارف؟!"
إسلام أخد نفس عميق وقال بهدوء
"فريدة، اهدي... أنا عايز أشرحلك الموضوع من أوله، وأفهمك كل حاجه، بس الأول... قوليلي، إنتي شايفة الموضوع ازاي؟ فهمتي إيه؟"
فريدة صوتها كان بيترعش وهي بتتكلم، حركت راسها ببطء وقالت
"شايفه إيه؟ فهمت إيه؟... أنا شفت بعيني... شفت رسايل مش قادرة أنساها، مقدرتش أكمل اصلا، كنت مصدومة، وقلبي... قلبي كان مقهور، إزاي تعمل كده؟ طب بابا ذنبه إيه؟ ليه؟ دي كانت أكبر قدوة ليا، إزاي مفكّرتش فيا وفيك؟ فينا كلنا؟"
إسلام كان باصصلها بهدوء وقال بصوت فيه حنية
"فريدة... إنتي حكمتي باللي شُفتيه، بالظاهر... بس في حاجات كتير إنتي مش عارفاها، مش كل حاجة بنشوفها بتكون حقيقية، عايزك تهدي وتسمعي، تحاولي تفهمي وتعذريها."
فريدة بصتله بصدمه وقالت بصوت مبحوح
"إنت بتهزر، صح؟ أكيد بتهزر... إنت إزاي أصلاً متقبل حاجة زي دي؟"
إسلام سكت لحظة، وبعدين قال جملة واحدة كانت كفيلة تهز كيانها
"علشان اللي إنتي عرفتيه مش صدمة... الصدمة الحقيقية إن بابا متجوز على ماما... ومخلف كمان."
كأن الزمن اتشق نصين.
الهوا اتسحب من المكان، والصوت كله اتكتم، حتى نبضها وقف لحظة.
مش مستوعبة اللي سمعته... وشها اتجمد، وكأن الروح انسحبت منه.
شفايفها مفتوحة بصمت، بتدور على النفس... على كلمة... على أي حاجة تتقال.
بس مفيش.
كأن قلبها وقع على الأرض واتكسر، اتفتت لقطع
إيديها اترعشت ودموعها نزلت بصمت
قالها بصوت هادي بس حاسس بصدمتها
"فريده... أنا كنت مستني اقولك بس مش قادر،
كان لازم تعرفي، بس مكنتش حابب اوجعك واصدمك، بس غصب عني، كده كده كنتي هتعرفي"
فضلت ساكتة، صوتها مبحوح، وصدمتها لسه ماسكة في ملامحها، مش قادرة ترد
كمل
"عارفه قد إيه ماما استحملت؟
عارفه إن من سنين، وهي عارفه إنه متجوز؟
بس مطلبتش الطلاق علشاننا، علشان البيت، علشان إحنا نفضل سوا."
بص في الأرض، بيحاول يلم أعصابه
"بس أنا مش هسكت، هقولها كفايه لحد كده، لازم تشوف حياتها، لازم تفكر في نفسها شويه، مش هي اللي غلطانه، واللي حصل معاها غصب عنها...
وعلي بنفسه كلمني، وعرفني أنه عايز يتجوزها، وفهمني قد ايه هيا مضغوطه بس مش حابه تبين ده "
فريده أخيرًا نطقت، وبصوت مهزوز قالت وهيا بتحاول تبرر
"بابا...يمكن... يمكن كان لوحده، محتاج حد معاه، ويمكن... هو أصلًا مش مهم اوي بالنسبالي، أنا مش...."
قاطعها بسرعة، بصوت عالي شوية
"لا! ده مش مبرر يا فريده!
هو اللي اختار يبعد، كان ممكن يشتغل هنا، يعيش هنا، جنب ولاده...
بس هو اختار نفسه، اختار حياته الجديدة، وسابنا احنا."
سكت لحظة، وبعدين قال بهدوء
"انتي شوفتيه كام مرة في حياتك؟
كلمك كام مره؟
حسسك يوم إنه سند؟ إنه موجود؟"
الدموع نزلت من عنيها، بسبب حجم الحقيقة اللي ادركتها
قالها بنبرة فيها حنية
"أنا عاذرك، عارف إنها صدمة كبيرة...
بس كنت حابب تفضلي فاكراه نضيف، كنت خايف تتصدمي فيه بس ده اللي حصل، فريده الحياه مش دايما وردي، ولسه فيها صدمات، مش كل حاجه هتتمنيها هتتحقق، لازم طول ما انتي عايشه تاخدي صدمات وتتعلمي "
دموعها نزلت وقالت بصوت مكسور
"هو لسه في صدمات تانيه؟
أنا في شهر واحد اكتشفت إن عندي ولاد خاله، واخوات، ومرات أب... وجوز أم مستقبلي
لسه في حاجه تاني معرفتهاش؟ عايزه اعرفهم كلهم مره واحده علشان الحق استوعب"
سكتت ثواني ومسحت دموعها بسرعة وبصتله بنظرة موجوعة
"وانت هتتجوز...
وماما هتتجوز بعد ما تتطلق...
وفي ثواني بقينا من عيله صغيرة فيها أب وأم وولد وبنت... لعيله متفرقه وكل واحد في حته."
قرب منها، حط إيده على كتفها بلطف، وقال بصوت هادي
"بس أنا معاكي، وهفضل معاكي يا فريده، مهما حصل..."
هزت راسها برفض، وقالت بنبرة فيها وجع
"بس أنا مش هكون معاك... انت هتتجوز، وهتبقى في بيت تاني، وحياتك مع حد تاني، وأنا... هبقى لوحدي."
قالها بحسم
"مش هسيبك...احنا هنفضل مع بعض، في بيتنا، أنا وانتي وماما، زي ما احنا، بس لازم تفهمي، ماما تعبت كتير، وشالت كتير، وكانت لوحدها، بابا؟ كل اللي بيعمله إنه يبعت فلوس كل أول شهر وخلاص...
بس هو مش معانا، مبيشاركناش أي حاجة،
وهي اللي شايله، بتتوجع وبتسكت، وبتضحك، وكل ده علشاننا."
فضلت ساكته، بتحاول تهضم كل كلمه، وهو كمل
"وانتي عارفه إن الجواز ده مش بإيدها من الأول...
هي مختارتش تتجوزه أصلاً، اتجبرت تعيش معاه، واتجبرت تفضل معاه، بس عمرها ما خلتنا نحس، عمرها ما اشتكت...دلوقتي بس قررت تشوف نفسها، هي تعبانة نفسياً، بس بتخبي علشانا "
فريده كانت ساكتة، عينيها بتلمع بدموع، بس وشها كان باين عليه الإصرار، وصوتها طلع في نبرة وجع وغضب مكبوت
"معلش يا إسلام...
أنا مقدرش أبلّع اللي بتقوله ده...
تعبت؟ طب ما كلنا تعبنا! وبنتعب
بس ده يديها الحق تعمل كده؟
أنا مش ضد إنها تعيش وتفرح، بس متخونش!
هي عارفة إنه لسه جوزها...
طب مطلبتش الطلاق ليه؟ لو مش هتطلب الطلاق يبقى متخونش، لأنها هتفضل خيانه"
سكتت لحظة، وبصّت بعيد كأنها مش قادرة تبص في عينه
"أنا كنت شايفاها قدوه...
بس دلوقتي؟
مش قادرة أشوفها زي الأول، مش قادرة أصدق إن دي نفس الست اللي ربتنا على الصح، بتعمل الغلط بنفسها
دلوقتي أنا اللي مش فاهمة؟
لاء... هي اللي غلطانة، ومهما بررت... غلطانة."
إسلام سكت، خد نفس عميق وهو باصصلها، حس إنها مصمّمة على موقفها، وإن أي كلمة منه دلوقتي مش هتوصل لقلبها ولا لعقلها.
قال بهدوء فيه لمحة تعب
"قومي نروح... واضح إنك مش هتقتنعي،
ولا أنا هعرف أشرح أكتر من كده."
مستناش رد، قام بهدوء وخرج، وفريده مشيت وراه من غير ما تنطق، خطواتها تقيلة، وعنيها في الأرض.
ركبوا العربية، وقعدوا في صمت تام، مفيش صوت غير صوت الماتور، وكل واحد فيهم غرقان في أفكاره.
رجعوا البيت، أول ما دخلوا لقوا إيناس قاعدة في الريسيبشن، أول ما شافتهم دخلوا، قامت فورًا وقالت بلهفة
"كنتوا فين؟ برن عليكوا من بدري مش بتردوا ليه؟!"
فريدة مردتش، عدّت جنبها من غير ما تبصلها، وطلعت السلالم بسرعة وهي بتقول بصوت واطي
"تعبانة... طالعة أوضتي."
لكن إسلام وقفها قبل ما تكمل طريقها وقال بنبرة فيها إصرار
"لاء.. إحنا لازم نتكلم دلوقتي... كلنا."
فريدة وقفت وبصّتله، بس قبل ما تعترض قال برجاء
" لو سمحتي يا فريده، لازم نتكلم"
أخدت نفس عميق وقالت
"خلاص... ماشي."
رجعت ونزلت، قعدت على الكنبة، وإيناس واقفة مش فاهمة بس قلبها مقبوض.
إسلام بصلهم الاتنين وبدأ يتكلم بهدوء
"أنا عارف كل حاجة...عارف بعلاقتك بعلي، وعارف إنك بتحاولي تخبي علينا... بس إحنا كبرنا كفاية، ومينفعش يبقى في حاجه زي دي من ورانا."
إيناس بصتله بصدمة، جسمها اتشد، وقالت بصوت عالي
"إسلام! انت بتقول إيه؟!"
قال بهدوء وهو بيبصلها
"أنا مش بتهمك، أنا فاهمك كويس، بس عايزك تتكلمي مع فريده"
سكتوا كلهم لحظة، فريدة قاعدة ووشها محايد، بس عينيها كانت بتقول كل حاجة...صدمة، جرح، وعدم تصديق.
إيناس قربت منها، وقعدت جنبها على الكنبة، وقالت بنبرة فيها رجاء
"بصي يا فريدة...
أنا مش عارفة أبدأ منين، بس هقولك الحقيقة...
علي كان بيجي معايا ندوة كل فترة، وكان دايمًا بيسألني في حاجات تخص شغله، وكنا بنتكلم، كل مرة كلامنا يزيد، وكل فتره يكلمني يتطمن عليّا."
سكتت لحظة ومسحت على إيد فريدة اللي متحركتش، وقالت
"أنا كنت لوحدي، أبوك بعيد عني من سنين، بقى مجرد اسم، ولا عمره سأل فيا، ولا حسيت إن في حد شايفني، بس علي اهتم، وفضل يسأل، وحسيت إني موجودة فعلا واني متشافه، حاولت أبعد كتير، بس كنت كل مرة برجعلُه من غير ما أحس..."
بصّت لفريدة والدموع في عنيها
"مكنتش عايزة أخد خطوة غلط... بس ضعفت، وكل مرة كنت أقول خلاص، بس مقدرتش."
فريدة فضلت قاعدة مكانها، باصة قدامها من غير أي تعبير.
إسلام خد نفس طويل، وبص لإيناس بنظرة فيها هدوء وقال
"بصي يا ماما، أنا مش بلومك، ولا هقدر، انتي ستّ ضحيتي كتير، ومن حقك تعيشي وتفرحي."
إيناس كانت باصه له بتوتر وقالت وعينيها مليانه دموع
" انتوا اهم حاجه في حياتي"
بصت لفريده وكملت
"أنتوا روحي يا فريدة... أنا عمري ما كنت أقدر أسيبكوا، ولا أفكر أسيبكوا، ده أنتو حياتي كلها."
إسلام قال بهدوء
"احنا عارفين إن بابا متجوز..."
إيناس اتجمدت، وبصت لهم بنظرة مصدومة
"عرفتوا...؟ عرفتوا منين؟"
إسلام هز راسه وقال
"مش مهم عرفنا منين، المهم انتي كنتي عارفة وساكتة ليه؟"
ردت بنبرة مهزوزة، بس فيها صدق
"علشانكوا… علشان انتوا عندي بالدنيا.
مكنتش عايزة أكبر الحكاية... مكنتش عايزة أحطكوا في موقف إنكوا تبقوا أولاد عيلة منفصلة رسميًا، حتى لو احنا كنا منفصلين فعليًا بقالنا سنين."
سكتت لحظة ومسحت دموعها وكملت
"هو ميعرفش اني عارفة... وأنا بحاول أتعامل معاه عادي زي زمان، رغم إنه بيتحجج دايمًا بالشغل ومبيجيش كتير، بس كنت بقول مش مهم... المهم انتوا."
بصّت لفريدة، صوتها بقى مكسور أكتر
"أنا مش وحشة يا فريدة، غصب عني والله، مكنش في راجل يفهمني ولا يحس بيا، كنت دايمًا شايلة همّي لوحدي، وأول ما حسيت إن حد بيسأل، بيتطمن، مهتم بيا... اتشديت... غصب عني، بعدت مره واتنين، بس هو كان دايمًا بيرجعلي، وكنت بضعف."
مسكت إيد فريدة وهي بتعيط
"أنا مقدرتش أفكر في نفسي أبدًا، بس لقيت نفسي فجأة مخنوقة، وبتخنق أكتر كل يوم،
وفجأة... لقيت نفسي بعمل حاجة عمري ما تخيلت أعملها."
وشها كان باين عليه الانهيار وهي بتبص لفريدة نظرة كلها رجاء ووجع.
فريدة قالت وهي باين عليها الزعل
"بس انتي دايمًا كنتي معايا... وبعدتي.
أنا بقيت مشغولة اه، بس كل ما أجي أقولك ارجعي زي زمان... مش بتوافقي."
إيناس ردت بنبرة فيها وجع
"مش بإيدي... كنت حاسه ان الدنيا ضلمت مرة واحدة
أوعدك، أوعدك يا فريدة، مش هكلمه تاني...
مش مهم انا، المهم انتي عندي."
إسلام قال
"بس يا ماما انتي من حقك تعيشي زي ما هو عايش،
اتطلقي، وخليكي مع اللي يقدرك، وملكيش دعوه بينا."
إيناس ردت بحسم
"لاء يا حبيبي، انتوا أهم، مش هتطلق علشانكوا... علشان لما تتقدم لعروستك ميقولوش إن أمك وأبوك متطلقين."
قرب منها وقال بنبرة حنونة وواثقة
"ميهمنيش حد، اللي يهمني سعادتك وراحتك.
و على فكرة، هو كلمني، كلمني وقالي إنه عايز يتقدملك، عارف إنك متعرفيش، بس أنا بنفسي هطلقك من بابا وهجوزك، كفاية لحد كده"
قالت وهي عينيها مليانة دموع
"لاء يا إسلام، مقدرش أسيبكوا."
قالها وهو بيبتسم بحنان
"ومين قالك إنك هتسيبينا؟
إحنا هنفضل زي ما إحنا."
بص لفريدة وسألها
"ولا إيه يا فريدة؟"
فريدة وقفت وقالت بهدوء
"عن إذنكوا"
مشيت من قدامهم وطلعت اوضتها بسرعه
إسلام بص لأمه وقال بهدوء
"هي لسه مش مستوعبة، بس هتستوعب... اديلها وقتها."
إيناس هزت راسها وقالت
"أنا مش هقدر أعمل حاجة تزعلكوا يا إسلام... أنا مليش غيركوا."
قالها بحنية وهو ماسك إيدها
"ومش هتفضلي طول عمرك عايشة كده...من حقك تعيشي حياتك.
هييجي يوم ونتجوز، وقتها انتي هتكوني لوحدك يعني ؟ وبعدين هو شخص محترم... يبقى ليه لاء؟"
سكتت لحظة وقالت وهي بتقوم
"هطلع لفريدة أتكلم معاها... ومتفتحش الموضوع ده تاني يا إسلام."
عند تيم
كان قاعد على طرف السرير، سرحان وبيفكر
الباب اتفتح بهدوء، ودخلت صابرين، بصتله شوية وسألته بقلق
"لسه صاحي؟ الوقت اتأخر يا تيم، مش عوايدك تسهر لدلوقتي"
بصلها بسرعة وقال بتوتر
"مفيش...كنت بس بفكر شوية في الشغل... انتي عارفه اني منزلتش بقالي اسبوع"
قربت منه شوية، وقعدت على الكرسي اللي جنب السرير وقالت بهدوء وهي مركزه في ملامحه
"تيم... أنا أمك، وفاهماك كويس، أنت مش بتفكر في الشغل، في حاجة مضايقاك، مش كده؟"
سكت لحظة، وبعدها قال
"أنا كويس يا ماما بجد، متقلقيش."
صابرين فضلت ساكتة لحظة وهي بتراقبه بس محبتش تضغط عليه، قالت أخيرًا وهي بتقوم
"لو احتجت تتكلم، أنا هنا يا تيم، تصبح على خير."
قبل ما تخرج من الاوضه، صوته جه فجأة من وراها، هادي لكن فيه تردد
"ماما؟"
لفّت ناحيته، حاجبها مرفوع، ونظرتها فيها قلق ناعم
"نعم يا حبيبي؟"
سكت لحظة، عينيه مكانتش فيها الجرأة المعتادة، وبص بعيد عنها شوية، وبصوت خافت سأل
"لو في يوم... حبيت واحدة... هتسمحيلي؟"
يتبع........
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا