رواية نسمه متمردة الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم أمل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية نسمه متمردة الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم أمل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات
نسمه متمردة
بقلمي أمل مصطفي
البارت ٢٤
**********
انحنت نسمه على شهد، تسألها بسخرية: «مين دي؟»
ردت شهد بغيظ: «بيقولوا مامتي.»
زاد سخريّة نسمه، لأنّ بين ابنتها وبين تلك المرأة شتان،
أنت متأكدة من الكلام ده .
ضحكت شهد بمرح: «أنا في الأول ما صدقتش الموضوع ده، بس للأسف لاقيت اسمها جنب اسمي في شهادة الميلاد.»
تبادلتا النظرات وضحكتا بقوة، وصوت ضحكاتهما العالي جعل الكل ينظر إليهما باستفهام، فكل ما يحدث يحرق الدم.
خجلت نسمه وشهد ونظرتا إلى الأسفل.
أكملت حياة حديثها: «يعني أنت عايز تبعد بنتي عني؟»
هتف أحمد نافياً: «لا طبعا، بنتك تزورك كل فترة، وحضرتك تشرفينا في أي وقت، ودي سنة الحياة.»
قال حمزة: «ها، خلصت كل طلباتك يا حياة؟»
ردت بغضب: «أه.»
وجه حمزة كلماته لأحمد: «بصي يا بني، زي ما قلتلك قبل كده، أنا شاريك، وأهم حاجة عندي سعادة بنتي. وأنا متأكد إنها هتكون معاك أسعد إنسانة.
وأي حاجة تانية مجرد شكليات، وأنا موافق حتى لو هتلبسها دبلة عند الجوهرجي.»
اعترضت حياة: «إيه اللي بتقوله ده؟»
رمقها حمزة بنظرة أخافتها وجعلتها تصمت، فهو يترك لها حرية الحياة لكنها تخاف غضبه.
لقد وجد حمزة في أحمد القوة والرجولة، وهي أصبحت عملة نادرة في تلك الأيام، وهو رجل أعمال ناجح لا يترك الفرصة المربحة، وأحمد بالنسبة له تلك الفرصة.
ويرى الحب في عيونه، وليس المال أو الطمع في اسم العائلة.
قال أحمد: «يلا يا جماعة نقرأ الفاتحة.»
أضاف: «حضرتك، أنا لسه قدامي أسبوعين، ونسلم المشروع بعد الافتتاح، هلبس الشبكة وأكتب الكتاب، وبعدها بشهرين الفرح.»
قال حمزة: «على خيرت الله، أنا معاك.»
*********
بعد رجوع الجميع إلى فيلا مروان، في غرفة خالد، هتف أحمد بإحراج:
— أنا آسف يا ماما، ولحضرتك يا بابا، على الموقف البايخ اللي حصل.
ردت والده بحنان:
— أنت مالكش ذنب، وبعدين أنا مخلف راجل، وعارف إنك كنت هتوقفها عند حدها.
الغريبة أن بنتها مختلفة تمامًا، وده الأهم.
هيام وباين عليها هي أن نسمه مرتبطين ببعض جدًا.
قال أحمد:
— هي نسمه و بيحبوا بعض ومتفاهمين، يا أمي.
رغم أن طريقة حياة لم تعجب خالد، إلا أنه لم يرد إحزان ابنه، فاحتضنه وهو يهنئه:
— ألف مبروك، وما تقلقش، إحنا معاك وسندك، زي ما أنت سندنا بعد ربنا.
رد أحمد بتأثر:
— ربنا ما يحرمنيش منكم أبدا.
واحتضن والدته وقبلها.
********
قال حمزة بهدوء وهو ينظر إلى زوجته:
— خفّي شوية عن أحمد يا حياة.
ردت حياة بعدم رضا:
— وأنا عملت إيه؟
أجابه بنبرة حازمة:
— طلباتك ملهاش مبرر، وطريقة كلامك معاه قدام أهله كانت بايخة جدًا.
تنهدت حياة بامتعاض:
— كان نفسي بنتي تتجوز من عيلة كبيرة زي عيلتنا.
ابتسم حمزة وقال بثقة:
— ده نسيب مروان، يعني بقى من العيلة، والكل بيعمله حساب لأنه تبع مروان، يعني مش قليل.
وغير كده، أنا ما صدقت لاقيت لبنتي راجل بجد، ابن أصول، ويحافظ عليها.
بنتك بتحبه، وهو بيعشقها.
أيد فريد كلامه قائلاً:
— وعنده مبادئ وأخلاق عالية.
يوم الحادثة، بنتك رمت نفسها في حضنه، ورغم حبه ليها، عنفها وقال لها "كده غلط".
قاطعتهم حياة بسخرية:
— يعني إنسان معقد!
هتف فريد نافياً:
— لا، إنسان محترم يا ماما.
علّقت حياة بتهكم:
— يعني أنا دلوقتي الأم الشريرة؟ بس علشان عايزة لبنتي إنسان من نفس مستواها؟
رد حمزة بجديّة:
— أنا راجل في السوق، و كتير مر عليا ناس خسرت كل ثروتها وبقوا في الشارع.
وكل اللي طلبوا ايدها كانوا طمعانين في اسم العيلة و ثروتها.
أنتِ نفسك متأكدة إن صديقاتك اللي معاكي، كلهم طمعانين فيكي.
وقت ما ثروتك تضيع، مش هتلاقي حد منهم.
فاكرة جيجي ومديحة الأغا؟
ثم نظر إليها بتحذير:
— الولد عنده عزة نفس وكبرياء... أوعي تكوني سبب في خسارته.
*********
هتف أيهم بفرحة وصدق:
— مبروك يا عريس! عقبالي.
رد أحمد وهو يبتسم:
— الله يبارك فيك، و عقبالك. كفاية عزوبية لحد كده!
ضحك أيهم وقال ممازحًا:
— يسمع منك ربنا! أنا و الواد فريد لسه... سيف خطب، وأنت هتخطب.
اقترب أحمد من نسمه و احتضنها قائلاً:
— هتوحشيني.
ردت وهي تبتسم بحنان:
— وأنت أكتر. خلي بالك من نفسك.
ثم التفت إلى حنين و احتضنها أيضًا، وقال ممازحًا:
— وأنتِ كمان يا حبيبتي... أكتر من نسمه!
نظرت إليه حنين بدهشة وسألته:
— بجد؟
أجابها أحمد بثقة وابتسامة صادقة:
— بجد.
*******
اتصل أحمد بنادر وقال ممازحًا:
— وصلت لفين يا عريس؟
رد نادر بسعادة:
— قدامي نص ساعة وأكون في بيت أهلي.
قال أحمد:
— لا، روح على شقتي، ارتاح، وبعدين روح لهم.
هتف نادر بفرحة:
— هو أنت مش في الشقة؟
ضحك أحمد وقال:
— لا، سبْت لك المفتاح تحت المشاية اللي قدام الباب، ولما ترتاح هاجي لك. و اعمِل حسابك، هنسافر بكرة.
رد نادر مازحًا:
— طب ما ينفعش تسيب أخوك أسبوع كمان؟ الجواز حلو أوي أوي.
أجابه أحمد بمكر:
— لا يا خفيف، بعد أسبوعين خد أجازة. سلام!
وصل نادر تحت البيت، نزل هو ولمار، وحمل الشنطة.
قال وهو يبتسم:
— أحمد ساب الشقة النهارده.
ثم جذب لمار من خصرها وهمس:
— أنا كنت زعلان عشان مش هعرف أنام في حضنك النهارده، ومافيش مكان عند أبويا.
بس أحمد طلع عنده ذوق وحس بيا.
ولما نرجع من السفر، هسلّبط عليه و آخد المفتاح تاني!
هتفت لمار بخجل:
— طيب، ابعد شوية، إحنا على السلم... حد يشوفنا!
رد مازحًا وهو يغمز:
— ماشي يا جميل، لما نطلع و يتقفل علينا الباب... نشوف الكسوف ده!
عند الباب، وقف نادر متفاجئً:
— إيه ده؟ هو أحمد غيّر لون الباب؟
رفع المشاية، أخذ المفتاح، وفتح الباب، لكنه تراجع خطوة، وألقى نظرة على رقم الشقة.
سألته لمار باستغراب:
— مالك يا نادر؟ عمال تدخل وتخرج كده؟ هو أحمد موجود؟
تأمل المكان بدهشة وقال:
— لا، بس الشقة...
لمار بدهشة من حالته:
— مالها؟
اتصل نادر بأحمد فورًا:
— هي الشقة حد أجرها؟
رد أحمد:
— لا، ليه؟
قال نادر مذهولًا:
— أصل دي شقة عروسة! الموبيليا، والسجاد، والدهان... كله جديد! كأن ما فيش حد دخلها قبل كده!
ضحك أحمد وقال:
— ألف مبروك! ادخل بس، ريّح، ولما تصحى نتكلم.
سأله نادر بعدم فهم:
— يعني أدخل بقلب جامد؟
وصله صوت أحمد مشجعًا:
— آه، طبعًا!
دخل نادر الشقة وهو يحمل الشنطة، ثم خرج وحمل لمار التي صرخت من المفاجأة، ونظرت
للشقة بإعجاب:
— إيه ده؟ الشقة بقت حاجة تانية غير المرة اللي جيت فيها معاك!
تأمل نادر كل ركن بدهشة:
— فعلاً! مش عارف أحمد قدر يعمل ده في أسبوع إزاي! حتى المطبخ... مش معقول!
قالت لمار:
— طيب، مش هنروح لماما؟
رد نادر بابتسامة واسعة:
— نروح فين بقى؟ دي جتلي على طبق من دهب! نجرب الشقة الجديدة، وبعدين نرتاح ونتصل بيهم، لأن أحمد جاي يبارك لنا.
دخل غرفة النوم، ووجدها غرفة جديدة وكاملة.
قال بشقاوة:
— هموت وأجرب ده!
ردت بخجل:
— وبعدين معاك!
جذبها إلى أحضانه وهمس:
— تعالي بس... لما أقولك.
**********
دلف مروان إلى المنزل، ووجد والده ووالدته جالسين يشاهدون التلفاز. ألقى التحية قائلًا:
— مساء الخير.
رد والداه دون أن يشيحا بأعينهما عن الفيلم القديم الذي كانا منسجمين معه.
سأل مروان باستغراب:
— هي نَسمة وحنين ناموا بدري كده؟
ردت والدته:
— لا يا حبيبي، في المطبخ هي وحنين وأيهم، عاملين مسابقة حلويات.
تغيّر وجه مروان، وتحدث بغضب وغيرة:
— إزاي يعني؟ وإيه يخليها توقف معاه في المطبخ لوحدهم؟!
تعجبت سهير من موقفه وردت:
— مالك يا مروان؟ أيهم أخوك!
لم تعجبه كلماتها، فهتف بغضب:
— ماما، لو سمحتي...
ثم توجه إلى الداخل بخطوات سريعة.
******
في المطبخ، كانت نَسمة تتحدث بغرور وهي تُجهّز طبق الحلوى:
— لا يا حبيبي، ما تحاولش. أنت في منطقتي، والحلويات دي لعبتي!
كان أيهم ينهي تزيين طبق الحلوى بيده، فرد بثقة:
— لا يا قلبي، أنا أيهم، ومافيش حاجة تستعصي عليّا. والحكم موجود، ورأيه هو الفاصل!
ضحكت نَسمة، ثم غمزت لحنين وقالت:
— الحكم في صفي، حتى لو عملت أيه. اسألها!
اقترب أيهم من حنين بخفة، محاولًا جذب
انتباهها:
— حَنون، حبيبة يويو... أنتي معايا ولا مع مامي؟
أجابت حنين ببراءة:
— مع مامي طبعًا!
ابتسمت نَسمه وهي تحتضنها و تغمز لأيهم:
— قلب مامي أنتي!
رد أيهم وهو يضحك:
— كده يا حَنون؟ طيب شوفي مين هيرسملك أو يفسّحك!
قالت حنين بصوت هادئ:
— معلش يا يويو، بس حاجة ماما بتكون أجمل... بس ممكن المرة دي أقف في صفك.
شهقت نَسمة بتظاهر:
— كده يا حَنون؟ بتبعيني؟
ردت حنين بضيق:
— يوه بقى، تعبتوني أنتم الاتنين!
تبادل أيهم و نَسمة نظرات ضاحكة، وما هي إلا لحظات حتى التفتت نَسمة، لتجد مروان واقفًا عند باب المطبخ، يسند كتفه عليه، وعلى وجهه ملامح ضيق واضحة.
تحدثت بتوتر:
— حبيبي، حمد الله على السلامة!
رفع أيهم عينيه، التي اصطدمت بنظرة مروان الغيورة، فحاول تغيير الموضوع سريعًا...
دخل مروان إلى المطبخ، فهتف أيهم مازحًا:
— تعال يا سيدي، شوف مراتك دوختني معاها!
ركضت حنين بسرعة إلى والدها، قائلة ببراءة:
— بابي ، تعال شوف، أيهم عايز يغلب مامي!
احتضنها مروان و قبّلها، ثم وضعها على الكرسي برفق.
توجه بنظراته إلى نَسمة وقال بجدية:
— نَسمة، عايزك فوق.
ثم التفت وغادر المكان دون أن ينطق بكلمة أخرى.
نظرت نَسمة إلى أيهم بتوتر وسألته:
— هو مالُه؟
رد أيهم بهدوء:
— راجل غيران، وليه حق... أنا لو مكانه، مش هسمح لأي راجل يلمّحك.
قالت نَسمة بضيق:
— وبعدين معاك؟ خلي بالك من حنين!
**********
صعدت نسمة إلى جناحها، وجدت مروان وقد خلع جاكيت بدلته، واقفًا في منتصف الغرفة، يظهر عليه الغضب الشديد.
قالت بتوتر:
— خير يا حبيبي؟
هتف بغضب وقد اعمته الغيرة:
— ممكن أعرف إيه اللي بيحصل؟! و إزاي تقفي معاه في المطبخ لوحدكم؟! هو معدش فيه احترام ليا ولا إيه؟
حاولت نسمة تهدئته وهي تقترب منه:
— حبيبي، أنا بعامله زي أحمد، أخويا... ولو كنت شايفة منه حاجة وحشة، كنت عملت حدود.
(طبعا شرعا مافيش حاجه اسمها زي أخويا
ووقفها معاه من غير محرم حرام )
لكن مروان رفع يده يمنع اقترابها، وصوته لا يزال يحمل الغضب:
— ما فيش حاجة حصلت؟!
ثم دفعها برفق إلى الحائط خلفها، وضع إحدى يديه لتثبيتها، والأخرى كانت تتحرك على شفتيها بعنف، وكأنه يمحو آثار كلمة خرجت منها دون قصد.
قال من بين أسنانه:
— لا، فيه! لما شفايفك تقول لواحد غيري "حبيبي"، وتوقفي معاه بالساعات... رغميبقى فيه!
أما لما تكوني عارفة إن رب، بغير، وبرغم كده ما تعمليش حساب لمشاعري... يبقى فيه!
حاولت نسمة الحديث، لكن حركته العنيفة على شفتيها أربكتها، فلم تستطع أن تنطق بكلمة.
كان أيهم قد صعد خلفهم، قلقًا من تصرفات مروان، ووقف بجوار الباب، مترددًا في الدخول.
اقترب مروان أكثر، وسحق جسدها الصغير بجسده الضخم نحو الحائط خلفها، ثم همس بانفعال:
— يا غبية... أنا بغير! بغير عليكي من أي عيون تبصّلك بإعجاب، أو تتأمل ملامحك.
أنا لو بإيدي، مش هخليكي تتعاملي مع أي راجل، حتى لو كان أحمد أخوكي!
فاهمة؟ أنا خايف عليكي من نفسي... من غيرتي. وخايف أخسر أيهم، لأني مش دايمًا هقدر أتحكم في إحساسي ده.
نظرت له نسمة بعيون تنطق عشقًا له وحده، و همست:
— أنا بعشقك يا مارو...
لانت ملامح مروان، واقترب منها أكثر، وقال بصوت منخفض:
— وأنا عديت العشق بمراحل، يا قلب مارو...
ثم ضمها بحب، وهمس جوار أذنها:
— أوعي تفتكري إن غيرتي دي شك... ده هوس وجنون بحبك.
قالت وهي تقرب جسدها منه أكثر:
— عارفة... وحاسة.
قبّلها بعشق، وهي بادَلته القبلة بسعادة وحب.
أما أيهم، الذي كان واقفًا عند الباب، فغادر بصمت واتجه إلى غرفته.
********
يتبع
نسمه متمردة
بقلمي أمل مصطفي
البارت ٢٥
*******
وصل أحمد إلى بيت نادر، يحمل في يده علبة شوكولاتة. فتح نادر الباب، فقد كان على علم بزيارته.
احتضنه نادر بقوة قائلاً بحنين:
– وحشتني يا بوب.
رد أحمد وهو يبادله العناق مبتسمًا:
– متأكد من الكلام ده؟ يعني كنت بتفكر فيا وإنت في شهر العسل؟
غمز نادر بخفة وقال مازحًا:
– بذمتك، أنا كنت فاضي؟ ده حتى تبقى عيبة في حقي!
ضحك أحمد وقال:
– لا، دانتَ جيت على الجواز!
---
جلس أحمد في "الأنترية"، فتوجه إليه نادر بسؤال فضولي:
– إنت عملت في الشقة كده إزاي في الوقت ده؟
عدل أحمد من هندامه متفاخرًا وقال:
– إنت بتشك في قدراتي؟ أنا سوبر هيرو!
وكان لازم أجهزها في وقت قياسي، عشان لما العريس يرجع يلاقي عش الزوجية جاهز.
رد نادر ببعض الغباء:
– عريس مين؟
ضحك أحمد وأشار إليه:
– الحمار القاعد قدامي!
قال نادر بعدم تصديق:
– يعني الشقة...؟
– آه، كل اللي فيها هدية جوازك. إنت عارف، أنا دافع إيجار سنتين، وخليت صاحب البيت يزود سنة قصاد التوضيب اللي عملته. والعفش والأجهزة دي بتاعتك.
نظر إليه نادر بذهول وقال:
– إنت ليه بتعمل معايا كده؟
أجابه أحمد بمحبة:
– لأنك صاحبي وأخويا. آه، إحنا نعرف بعض من مدة صغيرة، بس أنا حاسس إننا صداقة عمر.
نهض نادر واحتضنه بقوة قائلاً:
– لو عطيتك عمري مش هيكفي!
ضحك أحمد وهتف بمرح:
– لا يا خويا، مش عايز عمرك! أنا عايز أخلص المشروع وأفرح أنا كمان. كتب كتابي كمان أسبوعين.
قال نادر بفرح:
– ألف ألف مبروك! بس الشقة والعفش ده اتكلف كتير، وإنت أولى دلوقتي.
أجابه أحمد مطمئنًا:
– لا، دي هدية جواز، وشاركنا فيها كلنا. مروان، وأيهم، وسيف، حتى فريد. كانوا يوم فرحك هيعطوك نقوط، بس أنا اقترحت عليهم الموضوع ده، وسابولي التصرف... وإنت عارف صاحبك يفوت في الحديد.
ابتسم نادر بامتنان وقال:
– طبعًا راجل عمرك يا صاحبي!
ثم أضاف ممازحًا:
– أومال! ما شُفتش واجب الضيافة؟ هو أنتم بخلاء، ولا إنت بتوزعني بطريقة غير مباشرة؟
********
قالت وهي تبتسم بحماس:
– حبيبي، أنا هخرج بكرة مع شهد أشتري فستان الخطوبة.
كان يُعدّل هيئته أمام المرآة حين التفت إليها قائلاً بحزم:
– أنا جاي معاكي.
رفعت عينيها إليه بدهشة، تنظر له بعدم تصديق:
– بجد؟
التفت نحوها، ولم يترك بينهما أي مسافة، فقط خطوة واحدة احتضنها بعدها قائلاً بحنان:
– بجد، يا قلبي... نفسي أعوّضك عن كل حاجة اتحرمنا منها بسبب غبائي.
ابتسمت ابتسامة حزينة، تلك الذكرى مرّت في ذهنها، فتمتمت بصوت مكسور:
– أنا كان نفسي تشتري معايا فستان الخطوبة... أو نختار سوا فستان الفرح.
قبّلها برقة وهمس معتذرًا:
– آسف... آسف لأني كسرت فرحتك في الفترة دي.
هزّت رأسها نافية، وقالت بصوت دافئ:
– متقولش كده... إنت حبيبي من أول لحظة شوفتك فيها.
ثم تابعت وهي تسرح في الذكريات:
– إنت عارف؟ كان بيتقدملّي عرسان كتير، من عائلات كبيرة، وأصحاب مال ونفوذ.
مافيش واحد منهم لفت نظري...
لكن يوم ما شوفتك، رغم إهانتك، بس قلبي اتعلّق بيك جدًا.
أضافت بنبرة خافتة:
– ولما حكيت مشاعري لأحمد، لما شوفتك، قال لي: "بنوتي كبرت وبتحب!"
ردّيت عليه: "أنا بحبّه، بس هو عمره ما يحبّني... أو حتى يشوفني."
ضحك أحمد وقتها وقال:
– ده أنا أجبْهولِك لحد عندك غصبًا عنه!
همست وهي تنظر لعينيه بصدق:
– أنا بحبك أوي أوي يا مروان...
أجابها مروان بعينين دامعتين:
– ومروان بيعشقك... وندمان على كل مرة جرَحك فيها.
********
يوم الخطوبة
تم عقد القران قبل الذهاب إلى القاعة.
وعندما وصل المأذون إلى قوله: "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"،
توجّه أحمد إلى شهد، ووسط خجلها قام باحتضانها، ثم حملها بين ذراعيه ودار بها في سعادة، بينما كانت متعلقة بعنقه.
– ألف مبروك يا قلبي.
لم يكن الكون يسع فرحتها، كانت عيناها
تلمعان من البهجة وهي تهمس بسعادة:
– الله يبارك فيك يا حبيبي... أنا مش مصدقة، أخيرًا بقيت ملكك.
ضحك أحمد وهتف:
– بعشق أنا اللي ملكك، يا عمري. أنتي عارفة أنا نفسي في إيه دلوقتي؟
نظرت إليه بلهفة وسألته:
– في إيه؟
اقترب منها، ومال على أذنها، وهمس:
– نفسي أجرّب إحساس أول بوسة ليا مع حبيبي.
تورد وجهها من شدة الخجل، وابتعدت عنه بسرعة:
– مش ممكن! إنت برضه بتفكر في الحاجات دي؟ أنا كنت فاكراك غير كده!
ضحك وهو يرد بخفة:
– فاكراني غير كده إزاي؟ أنا بشر من دم ولحم، بس كنت براعي ربنا.
لكن لو هراعيه مع مراتي... أقعد جنب أمي أحسن! و غمزلها، ولا إيه رأيك؟
قطع تلك اللحظة صوت مروان وهو يقترب منهما بمرح:
– إنت نسيت نفسك ولا إيه؟ بقالك ساعة حضنها والناس مستنيين! ابعدوا عن بعض ونروح القاعة!
التفت إليه أحمد بضيق وقال:
– روحوا إنتوا، وإحنا هنحصلكم.
تدخل فريد مازحًا:
– لا يا أخويا، نروح القاعة وبعدين اسهروا براحتكم.
**********
وصل أحمد إلى القاعة وهو يحتضن يد شهد بين يديه، والسعادة ترتسم بوضوح على وجهيهما.
كانت القاعة على مستوى عالٍ من الفخامة، تليق بعائلة "الفيومي".
جلس أحمد وشهد على طاولتهما، في حين وقفت "حياة" تتابعهما من بعيد، تشعر بالفخر والسعادة، وقد كانت تسمع أحاديث صديقاتها عن أحمد، وعن وسامته وطِلّته الرجولية الطاغية.
كان يرتدي قميصًا وبنطالًا أسود، مع بليزر أزرق يتماشى تمامًا مع لون فستان شهد.
أما شهد، فقد تألقت بفستان أزرق بحزام أسود، وتزينت بحجاب أسود أنيق.
على طاولة أخرى، جلست "أسيل" تتابع ما يحدث بنظرات مليئة بالغيرة والحقد.
تمتمت بغيظ:
– مين يصدق إن شهد، البنت العبيطة دي، ترتبط بواحد زي ده؟!
أكدت كلامها صديقتها "جني" بانبهار:
– آه يا أسيل، ده يجنّن! جنتلمان ووسامة...
شايفة قميصه لما خلع الجاكيت؟ القميص هينفجر من العضلات! والله خسارة فيها!
تدخلت "سوسن" قائلة:
– مش كده وبس! ده مهندس، ونسيب مروان! يعني مش أي حد... وسامة وشياكة ونسب كمان!
هتفت "جني" بغرور:
– أنا قررت آخده منها... لأنه خسارة فيها!
ردّت الأخرى وكأنهن في مزاد:
– لا، أنا اللي هاخده!
ضحكت والدة "جني" التي كانت تجلس بجوارهن، وقالت بلهجة ساخرة:
– خلاص يا بنات، اللي تقدر تشغله فيكم... حلال عليها!
ضحكت "جني" بانبساط، فقد أتت كلمات والدتها على هواها:
– صح يا مامي!
همست إحداهن بسرعة:
– اسكتوا... "حياة" جاية علينا!
قالت "أسيل" بنبرة شيطانية:
– طب إيه رأيكم نروح نبارك لشهد و... نضايقها شوية؟
ضحكت "جني" وقالت:
– آه والله! أنا عارفاها حسّاسة... وهتخاف نخطفه منها!
وقبل أن يتحركن، أوقفتهم "حياة" مستغربة:
– رايحين فين يا جماعة؟ الحفلة لسه في أولها!
ردّت "جني" بخبث ظاهر:
– هنبارك لشهد يا طنط، حضرتك عارفة إحنا بنحبها قد إيه!
أجابت "حياة" بسخرية واضحة:
– آه، طبعًا... عارفة.
تقدّم الجميع من شهد، وبمجرد اقترابهن،
شعر أحمد بتوترها وتغير ملامح وجهها.
اقترب منها وهمس بقلق:
– مالك يا قلبي؟ متوترة ليه؟
ضغطت شهد على يد أحمد التي كانت تحتضن يدها، وهمست بصوت خافت:
– البنات اللي جايين دول... تملي بيسخروا مني، لأني كنت خجولة. وجودهم دايمًا بيخليني أحس بخوف وتوتر.
اقتربت "أسيل" و"جني" وهما ترسمان ابتسامة مصطنعة على وجهيهما،
قالت جني بنبرة مبالغ فيها:
– ألف مبروك يا شهد! إحنا فرحنالك جدًا.
– ميرسي يا جني... عقبالك إنتي وأسيل.
مدّت جني يدها لأحمد بدلال ونعومة، وقالت:
– هاي... أنا جني.
نظر أحمد إلى يدها بابتسامة متكلّفة، وقال بهدوء:
– آسف، مش بسلم على حريم.
سحبت جني يدها بإحراج وسألته:
– ليه؟
– أصل ده حرام في ديننا.
خرجت كلمات أسيل بسخرية لاذعة:
– مين يصدق! البنت الخجولة اللي مش بتعرف تتعامل مع الناس... تتخطب قبلنا!
ردّ أحمد بدلًا من شهد، بصوت واثق:
– ما هي دي أكتر حاجة شدتني ليها... خجلها وبراءتها.
كانت كلماته مثل البلسم على قلب "حياة"، فاعتدلت في وقفتها، وامتلأ وجهها بالفرح والفخر.
لقد رأت عشق أحمد في عينيه، يقف كأنه أسد مستعد للانقضاض على أي شخص يقترب من ابنتها.
لكن "سوسن" لم يعجبها الموقف، تحدثت بضيق واضح:
– خافي يا حياة على خطيب بنتك!
أصل ممكن يتخطف منها... أو تعجبه واحدة من بناتنا أكتر!
لم يعطيها أحمد فرصه للرد بل هتف بقوة واعتزاز، وهو ينظر مباشرة إلى "سوسن":
– للأسف... أنا ملك "شهدي"، ومفيش واحدة في الدنيا تملى عيني غيرها، حتى لو كانت أجمل أو أجرأ.
"شهد" فيها حاجة مش موجودة في أي واحدة قابلتها.
سألته "جني" بغيرة واضحة:
– إيه هي بقى؟
هتف أحمد، وهو يقرّب شهد أكثر إلى أحضانه:
– إنها ملكة قلبي وروحي... وهي المتحكمة الوحيدة فيه.
تركه الجميع بغيظ ظاهر، بينما اقتربت منه "حياة" بسعادة، واحتضنته قائلة:
– ربنا يفرّحكم يا حبيبي.
رد أحمد بمرح وهو يضحك:
– مش عايز أقولك يا ماما... لتقولي بيكبرني!
ضحكت حياة وهي تضربه على كتفه بلطف:
– قول كل اللي نفسك فيه.
– طب، حيث كده... عايز أغنية رومانسية على ذوقك أرقص عليها مع حبيبة قلبي.
– بس كده؟ حاضر.
نظرت له شهد بحب وامتنان وهمست:
– شكرًا يا حبيبي... ما تعرفش أنا كنت متوترة من وجودهم قد إيه.
ضغط على أناملها الصغيرة القابعة بين كفّه، وقال بصوت دافئ:
– أنا أمانك وحمايتك، ومش ممكن أسمح لحد إنه يأذيكي... حتى بالنظرة.
طلبت حياة أغنية (جوايا ليك) لإليسا.
وقف أحمد، وجذب شهد برقة، وبدآ يرقصان على نغمات الموسيقى، وعيونهما متعانقة بشغف.
كانا يشعران بسعادة الكون كله بين ذراعي بعضهما.
في تلك اللحظة، جذب مروان يد "نسمة" وهو يهتف بحماس:
– تعالي نرقص معاهم!
هتفت برفض خجول:
– لا، سيبهم. أنا مش مصدقة إنّي شايفة أحمد بالرومانسية دي! أبدًا... ربنا يفرّحه.
أضافت وهي تنظر لهما بإعجاب:
– لأيقين على بعض... إنت عارف من أول مرة شافها وهو حاسس بحبها، بس كان بيداري.
كان هيجنن من لبسها، ولما لبسها جاكيت بدلته... شايف حاضنها إزاي؟ كأن قلبه هو اللي حضنها!
وفي الزاوية الأخرى، تابعت "هيام" ابنها بعينين تشعّان حنانًا وفرحًا كبيرًا، وهمست لنفسها:
– شايف... ابنك كبر... وعشقان.
قال خالد، وهو يحتضن يد زوجته ويتحدث بنبرة يملؤها الغرام:
– أنا عارف النظرة دي كويس... البنت دي ملكته خلاص.
ابنك متيم بحبها، وأنا كنت خايف عليه من كسرة قلبه، بس الحمد لله... نظرتها طمّنتني.
ومع انتهاء الأغنية، حمل أحمد شهد بين ذراعيه، ودار بها وسط القاعة، وهو يصرخ من قلبه:
– بحبك! بحبك!
بكت شهد بين يديه من شدة السعادة. لم تكن تتوقع منه هذا الاعتراف العلني بحبها أمام هذا الحشد.
وفي الجهة الأخرى، بكت نسمة هي الأخرى...
فأحمد ليس مجرد أخيها الكبير، بل توأم روحها، وتشعر بسعادته في قلبها كما لو كانت تعيشها هي.
ظن مروان أن دموع نسمة حزينة، لأنها لم تعش مثل هذه المشاعر يوم زفافهما.
تألم في صمت، فقد تجاهلها تمامًا في يوم فرحهما.
شعر بالندم، واقترب منها وضمّها إلى أحضانه وهمس بإحساس صادق:
– بحبك يا نسمة... بحبك بجنون. سامحيني.
ثم التفت إلى "حياة"، وقال ممازحًا:
– شايفة؟ اللي كنتِ عايزة تطفشيه... بيبص لبنتك إزاي؟ كأنها محور دوران الأرض!
كانت "حياة" تبكي، ولكن من شدّة الفرح.
طالما تمنت أن تعيش هذا الإحساس مع زوجها...
لكن للأسف، كان زواجهما تبادل مصالح، وعلاقتهما باردة، بلا دفء المشاعر
قالت جني، وهي تنظر نحو أحمد وشهد بغيرة تقطر من عينيها:
– شايفة يا مامي؟ بيبصلها إزاي! أنا مش مصدقة...
"شهد" تعيش الرومانسية دي؟ وأنا الأجمل منها!
الكل عايزني مصلحة... أو عشان جسمي بس!
ثم هتفت بتحدٍ وغِيرة:
– والله... لأخده منها!
تدخلت "سوسن" بنبرة هادئة، لكنها حاسمة:
– محدش هيعرف ياخده منها... دي نظرة عاشق.
يعني عمره ما يخون.
تبادل بعض الفتيات نظرات متواطئة، قبل أن تقول إحداهن بخبث:
– خلاص... ننكد عليها حياتها بالغيرة والشك.
اعترضت أخرى بحذر:
– بلاش! إحنا مش قد "مروان"... باباها وأخوها ماكنوش بيسألوا، لكن "مروان" غيرهم...
مش هيسكت لو سبناه.
وأبهاتكم اللي بتتغرّوا بيهم؟ بيخافوا منه، وبيعملوا له ألف حساب.
********
جلس كل من فريد وأيهم على طاولة مستقلة، وعيونهما تملؤها حالة من الشجن و التمنّي... تمنٍّ أن يختبرا مشاعر الحب التي غمرت من حولهم.
هتف أيهم بإحباط:
– وبعدين؟ شايف كل اللي حوالينا بيعيش الحب... إلا إحنا!
رد فريد بندم ظاهر:
– ده عقاب ربنا... أصل إحنا عكينا كتير.
ثم أضاف بجدية:
– والله بقالي شهور بعيد عن السكة دي.
في تلك اللحظة، التفت فريد بعفوية، ليجد فتاة تنحني على قدمها وتبكي بألم.
نهض واقترب منها بسرعة، وسأل بلطف:
– مالك يا آنسة؟
ردّت بصوت مخنوق:
– رجلي بتوجعني أوي...
قال فريد بتعاطف:
– طيب، ممكن أساعدك وأسندك؟
هتفت بتوتر واضح:
– لا، شكرًا... ما ينفعش.
– طيب، معاكي حد؟ ممكن أناديه لك؟
قالت بتردد:
– آه، لو سمحت... ممكن تسأل على أخت العريس وتبعتهالي؟
سألها فريد وهو يحدّق بها:
– نِسمة؟ هو حضرتك تعرفيها؟
ابتسمت بخفة وقالت:
– طبعًا... مرات ابن عمي، وأنا أخو العروسة.
ثواني وراجع لك.
بدأ فريد يبحث عنها بعينيه، حتى وجدها جالسة على طاولة عمه. اقترب منها وقال:
– نسمة، في واحدة صاحبتك عايزاكي.
تدخل مروان باستغراب:
– طيب ما تيجي هي ليه؟ نسمة تروحلها ؟
رد فريد بهدوء:
– هي اتصلت، بس نسمة ما سمعتهاش... أصلها مخبوطة في رجلها.
نظرت نسمة إلى هاتفها، وفجأة وقفت بفزع عندما رأت أن رقم "نغم" اتصل بها أكثر من مرة.
هرعت وهي تسأل بخوف:
– مالك يا نغم؟ إيه اللي حصل؟
ردّت نغم بتألم:
– اتخبطت في ركبتي... و بتوجعني جدًا.
ساعدتها نسمة على الوقوف، وقالت بحنان:
– طيب، هجيب أونكل مصطفى ونروح المستشفى.
وبعد نصف ساعة، خرجت نسمة من غرفة الفحص، وقالت بارتياح:
– الحمد لله... طلعت كدمة بس، ومافيش كسر.
نغم اعتذرت بصدق:
– آسفة والله... بس الوجع كان صعب.
– ولا يهمك... المهم إننا اطّمنّا.
قال مصطفى موجّهًا حديثه لفريد:
– شكرًا لذوقك يا ابني.
ابتسم مروان وقال بودّ:
– لا شكر على واجب... أهل نِسمة أهلنا.
*******
ظل فريد يتابع "نغم" من بعيد، يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يمنع نفسه من اتخاذ الخطوة التالية، لكن شيئًا ما في داخله دفعه لأن يفعلها في النهاية.
بتردد واضح، توجه إلى حيث يجلس والدها، وسار بخطوات ثقيلة وكأنه يزن كل خطوة.
وقف أمامه وقال بهدوء:
– ممكن يا عمي... كلمة؟
رفع "مصطفى" عينيه إليه وأجاب باهتمام:
– خير يا بني؟
تنفس فريد بعمق، ثم نطق بصدق:
– أنا طالب إيد الآنسة نغم.
بدت الحيرة على وجه مصطفى، وقال مترددًا:
– بس أنت ما تعرفناش... وإحنا كمان ما نعرفش عنك حاجة.
أجابه فريد بنبرة واثقة:
– مش محتاج أعرف عنها حاجة... كفاية إنها تبع أحمد ونسمة.
أما بالنسبة ليا، ممكن تسأل عني أحمد أو مروان.
أومأ مصطفى بتفهم، وقال:
– طيب... ممكن تعطيني فرصة يومين، وهبعتلك الرد مع أحمد.
عاد فريد إلى والده، وعلى وجهه ملامح جدية لم يعتدها منه.
قال فور أن جلس:
– أنا عايز أتجوز.
رد حمزة مازحًا:
– مش لما تخطب الأول؟
ابتسم فريد وقال:
– أنا عجبتني واحدة صاحبة نسمة... وكلمت والدها.
*********
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا