القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية السند الفصل الثانى 2 بقلم امل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية السند الفصل الثانى 2 بقلم امل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات 






رواية السند الفصل الثانى 2 بقلم امل مصطفي حصريه في مدونة قصر الروايات 



#_السند 

#بقلمي _أمل _مصطفي 

#_ ٢

****************


طلب من المطرب التوقف، بينما توجه هو وأخته إلى العريس، الذي كانت عيناه تفترسان تلك الحورية.

فضوله يقتله ليعرف هويتها، ما جعل الغيرة تنهش قلب العروس.


وقف شادي يتحدث مع هيثم، دون أن تبتعد عيناه عن شهد، وسأله بفضول:

- "مين القمر ده يا هيثم؟ جوّ جديد ولا إيه؟"


شعر هيثم بغرور من نظرة الإعجاب في عيون شادي، فأمسك يدها يقربها منه قائلًا:

- "دي شهد، أختي."


توسّعت عينا شادي بدهشة، لا يُصدق ما سمعه، ثم نظر لها بإعجاب:

- "كنتِ مخبّية الجمال ده فين يا شهد؟"


لم ترفع عينيها، ولم ترد. كانت تتمنى الموت في تلك اللحظة التي عُرِضت فيها بالرخيص، بعد أن كانت جوهرة مكنونة، غالية الثمن.


لعنته في سرها، حين رد على صديقه قائلًا:

- "ولسه لما تشوف الأجمل... وهي بترقص في فرحك، عشان تعرف معزتك عندي."


توجّه للـ DJ، وطلب أغنية، ثم عاد إليها، وانحنى عند أذنها يهمس بتهديد:

- "يلا يا قطة، نفّذي طلبي. عايز كل الرجالة هنا يخرجوا من هدومهم، وإلّا الفيديو يطير."


رفعت له عينيها، تلعنه وتدعو عليه بكل لغات العالم.

بدأت تتمايل على نغمات الأغنية الصاخبة، والرجال يتهافتون للرقص بجوارها.

تأملها أمير بإعجاب، فقد كان رقصها يسكر، خاصة مع ذلك الفستان الذي يُبرز منحنياتها بإغراءٍ شديد.

من يراها يجزم أن الرقص مهنتها منذ نعومة أظافرها، أما من ينظر لوجهها، فيرى كل أشكال الألم، الضياع، الخزي، والانهيار الوشيك.


أما قلبها، فأه من الإعصار الذي داهمه دون سابق إنذار.

دمّر كل معالم العرف والأصول، وحوّله لبيتٍ عقيمٍ، هجره أصحابه.

وحده، يبكي ويشكو حاله إلى الله.


تحدث أمير بإعجاب شديد، يسأل فوزي عنها، لكن فوزي لم يكن حاضرًا في عقله، فالصدمة كانت أقوى من أن تُحتمل.

من تتعرى الآن وتتمايل، هي من اختارها شريكة لحياته...

أم أولاده.

كأن الله كشف سترها، قبل أن يُبتلى بها.


هزّ رأسه بعدم تصديق:

- "لا... مستحيل، شهد مش كده. أكيد الحيوان... أخوها."


أفاق على يد رامز تهزّه:

- "روحت فين يا أخينا؟ مين المزّة دي؟"


قال فوزي، بتيهٍ شديد:

- "دي... شهد."


نظر كل من أمير ورامز لبعضهما، قبل أن يرد أمير:

- "يعني... سكتها إيه؟ ومين نتعامل معاه؟ أصلها دخلت مزاجي."


تحدث فوزي برفض قاطع:

- "لا، لا... شهد مالهاش في السكة دي. دي بنت محترمة جدًا."


ضحك كلا من أمير ورامز:

- "هو إيه معلوماتك عن الاحترام؟"


انتهت الأغنية... وانتهت معها حياتها، سمعتها، واحترام الناس لها.

نزلت مسرعة، لم تتوقف حتى وصلت باب شقتها.

فتحته بيدٍ مرتعشة، ثم دخلت إلى الحمام، شهقاتها ترتفع.

جلست تحت الدش، لا تصدق ما حدث.

يمر شريط حياتها أمامها، منذ وفاة والدها، تبكي تارة، وتستغفر تارة أخرى.


---


عاد هيثم إلى طاولته الخاصة، رفقة من يُدعى عبقرينو، الذي قال بحقد:

- "أوووف يا هيثم... معقول دي شهد؟ البت نار.

أنا مش قادر أتحكم في نفسي من النار اللي ولّعت جوايا من حركتها... ولا جسمها؟ ولعة!

لها حق تداري الكنز ده!"


قال هيثم بغرور:

- "مش عايزك إنت اللي تولع، أنا عايزك تشوف حد من الناس اللي تشتري الحاجات دي بفلوس حلوة...

وأنا وإنت نكسب."


قطع حديثهم وقوف فوزي أمامه، نظراته تَجلِده نارًا.

استدار هيثم، وضع قدمًا فوق الأخرى، وابتسامة ساخرة تزيّن وجهه، فقد كان يعلم بانجذاب فوزي الشديد لشهد، رغم عدم الوفاق بينهما.


هيثم، عنوان للحقارة والندالة...

وفوزي، شاب طيب، يحبه الجميع.


- "خير، عايز إيه؟" قالها هيثم.


رد فوزي باختناق:

- "مش أنا اللي عايز... الباشا بتاعي اللي عايزك."


ضحك هيثم بقوة:

- "أخيرًا اصطدت طُعم! سمكة قرش... ما توقعتهاش.

اللي عايزني، ييجي لحد عندي!"


ضحك فوزي بسخرية:

- "الشِت منك يا هيثم...

الباشا بتاعي مش بيروح لحد.

الكل بيروح له، ويبوس إيده ورجله.

ده بإشارة من صباعه الصغير، يمحي الحارة باللي فيها."


توتّر هيثم، واعتدل في جلسته:

- "يعني... عايز إيه؟"


تحرك فوزي بجواره، ووقف أمامهم.

- "خير يا بشوات؟"


- "عايز كام... مقابل أسبوع؟"


---


ظلت تسجد، تبكي، وتستغفر، لا تدري ما العمل.

تعلم أن هذا أول طلب، لكنه لن يكون الأخير.

رأت في عينيه قسوة لم ترَ مثلها من قبل.


قامت، ارتدت ملابسها، وقررت الهروب.

الشارع، أرحم من بقائه.


سمعت صوته يناديها.

أخفت حقيبتها تحت السرير، وسحبت شيئًا بيدها، أخفته تحت ملابسها الواسعة.


خرجت، ترمقه بنظرات حارقة.

- "تحدثت بكرة عايز إيه؟! مش خلاص؟ عريت لحمك... وخلّيت كلاب السكك تنهش فيه؟

كده خلاص، قطعت كل اللي بيني وبينك!"


لم ترَ هؤلاء الرجال من قبل...

من هم؟ ماذا يفعلون؟ شعرت برعبٍ من وجودهم.


نظر لها أمير ورامز بصدمة.

مستحيل أن تكون هذه، نفس الحورية التي كانت تتمايل منذ لحظات.

لباسها الواسع لا يُظهر شيئًا من جسدها.


أدرك فوزي أن ما حدث كان من حقارة أخيها، فوعد نفسه أن يتزوجها ويحميها.


عيونها تنتقل بينهم، بحيرة وخوف:

- "مين دول يا هيثم؟ وليه تنادي عليا وإنت معاك رجالة؟"


وقف بينهم، يبتسم بانتصار، وأشار إلى أمير:

- "الباشا عايزك... تقضي معاه أسبوع.

آه يا بنت المحظوظة! ضربت معاكي من أول يوم...

دافع فيكي مبلغ لو اشتغلنا ٢٠ سنة ما نحصل نصه!"


رجعت خطوة للوراء، نظراتها تحمل صدمة وضياعًا، ودموعها تنهمر كمطر سبتمبر الغزير.


- "معقول؟! إنت مش بشر... حتى الحيوان ما يفكرش كده!"


تظاهرت بالثبات رغم انهيارها:

- "إنت عريتني، وأنا اتغصبت على كده.

بس أوعى تفتكر إني ممكن أوافق على حاجة تانية...

أو أفرّط في شرفي لأي سبب.

الموت أهون عندي من إن حد يلمسني في الحرام."


ردّ بسخرية:

- "طب... والفيديو اللي معايا؟"


جلسوا جميعًا في صمت، يشاهدون المشهد دون تدخل.


رفعت عينيها إليه، ردّت بسخرية ونظرة لن ينساها:

- "بلّه واشرب ميّته.

عمرك سمعت عن حد ميت... خايف من الفضيحة؟"


رفع حاجبه


رفع حاجبه، يردف بتهكم:

- "قصدك إيه؟"


قابلته بابتسامة مستهترة، حملت كل معاني التحدي والانكسار معًا.

وفي أقل من لحظة، رفعت يدها بسكين المطبخ... وغرزته بلا تردد في جسدها.


سال الدم ساخنًا، وارتجفت أناملها وهي تتهاوى.

سالت دموعها من شدة الألم، لا حزنًا... بل فرحًا، وكأنها تودّع هذا العالم القاسي ببهجة النصر.


صرخات ارتفعت من حولها، والفزع استولى على الجميع،

وأولهم أمير، الذي انتفض من مكانه فور أن رأى لمعة الخلاص في عينيها.


ركض نحوها، لم يستطع إنقاذها...

لكنه تلقف جسدها المنهار بين ذراعيه، قبل أن تلمس الأرض، وكأنها كانت تبحث عن حضن نظيف تودّع فيه الحياة.


******

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 

تعليقات

التنقل السريع