رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
" يبقي انتي يا فريده اللي لازم تقربي منه... تكوني معاه... مش أنا... انتي فاهماه أكتر، وعرفتي شخصيته بالتحديد، وأنا حاولت كتير جدًا وفشلت، لكن انتي... لو حاولتي، هتقدري توصلي لأي حاجة."
فريدة بصتلها باستغراب وقالت بنبرة هادية
"بس أنا خلاص خلصت شغلي... يعني لو شُفته مش هيكون زي الأول، مجرد زيارات كده كل فترة، وبعدين انتي ناسية؟ هو أصلاً دايمًا كان بيتهرب مني، مش عايزني في البيت... أكيد أنا الشخص الغلط."
سالي هزت راسها بسرعة وقالت بإصرار
"بالعكس! انتي أكتر شخص صح يا فريدة، يمكن هو بيتهرب علشان خايف، أو يمكن علشان شايف فيكي حاجه بيحاول يهرب منها... بس اللي أنا متأكدة منه، إنك أكتر واحدة ممكن توصليله، ومتقلقيش، أنا هتصرف، وهخليكي تقربي منه، بس علشان خاطري يا فريدة، خليكي معايا للآخر، أنا مش هرتاح غير لما أفهم السبب."
فريدة خدت نفس وقالت بنبرة فيها تفهم
"تمام، بس دلوقتي ارجعي البيت... واسمعي كلام مامتك، بلاش تعاندي أكتر، خلي الدنيا تهدى شوية."
"هرجع... ومؤقتًا هحاول أسمع الكلام."
يوم جديد
قاعدة هادية جمعت صابرين بإيناس، لكن صابرين بسرعة لاحظت إن في حاجة مش مظبوطة، إيناس مش على بعضها، بتسرح وتضطرب، وتتنهد كل شوية.
صابرين قالت بقلق
"إيناس، في إيه؟ مالك؟"
إيناس اتوترت، وبصت في الأرض، وقالت وهي بتلف في الكلام
"مش عارفة... مش متأكدة لو المفروض أقولك ولا لاء..."
صابرين قربت منها، مسكت إيدها وقالت بحزم ودفا
"يا بنتي قولي، إحنا خوات، وسرك في بير زي ما بيقولوا، متخبيش عني."
سكتت إيناس لحظة، وبعدين بدأت تحكي، الكلام طلع من قلبها كأنه انفجار مشاعر مكبوتة، حكت عن جوزها، وإنه اتجوز عليها من وراها، وحكت كمان عن "علي"، زميلها، اللي بدأت تتعلق بيه، ورد فعل اسلام وفريده
صابرين شهقت
"إيييييييييييه؟! اتجوز عليكي؟! وانتي ازاي سكتيله؟! ازاي سمحتي لواحدة تفرق ما بينكوا كده؟!"
إيناس بحزن
"والله ما كنت أعرف، هو خبى عليا، وانا عرفت بالصدفة، مكانش بإيدي أعمل حاجة..."
صابرين زادت عصبيتها وهي مصدومة أكتر
"يعني مش بس سكتيله، لا، ده فوق كل ده كمان روحتي تتعرفي على راجل تاني؟! بدل ما تحاولي ترجعي جوزك؟!"
إيناس بسرعة حاولت توضح، دموعها في عينيها
"كان زميلي في النادي، وهو اللي بدأ الأول، أنا عارفة إني غلطت، بس غصب عني، لقيت اهتمام، أنا عمري ما سمعت كلمة حلوة، عمري! ولما لقيت حد يسمعني ويهتم، حبيته... بس بعدت، والله بعدت، حاولت كتير أقاوم، بس قوليلي أعمل إيه؟"
صابرين هزت راسها، مش مصدقة اللي بتسمعه، وقالت بانفعال
"تعملي إيه؟! كنتي تقدري تعملي كتير جدا، كنتي تهزأي جوزك ده، ده خاين! اتجوز عليكي من ورا ضهرك! كنتي لازم توقفيه عند حده، ترجعيه بالعقل، بالذوق أو بالعافيه، أو لو انتي مش عايزاه، كنتي تتطلقي وتشوفي حياتك... وتخليه هو اللي يندم!
لكن عايشالي دور المنكسره! انتي بتستهبلي؟! وكمان سمحتي لراجل يدخل حياتك وانتي لسه على ذمة راجل؟
لو ليكي حق فانتي ضيعتيه بغبائك، فريدة معاها حق في كل اللي قالته، بس إسلام... مش عارفه اقولك عليه ايه بصراحه بأفكاره دي... مش قادرة أفهمك، ولا أفهم انتي إزاي عايشة كده أصلاً..."
إيناس نزلت راسها، مش قادرة تبص في عنيها.
صابرين كملت، وهي بتحاول تمسك أعصابها
"كنتي تقدر تعملي كتير يا إيناس... بدل ما تسيبي نفسك للضعف كده، يوم ما عرفتي إنه اتجوز عليكي، كنتي قادرة توقفي وتواجهي، كنتي تقدري ترفعي عليه قضية طلاق للضرر... تقدري تخلي أهله يقفوا معاكي... تقدري تشتغلي وتنجحي، بس بقلب صاحي، مش بقلب تايه... بس لاء، روحتي لزميلك، فتحتيله قلبك، وادي النتيجة."
إيناس بصوت مخنوق
"مكنتش اقدر أعمل حاجة يا صابرين، كنت لوحدي، كنت وحيده، مكانش حد معايا، قررت اعيش عشان اسلام وفريده وبس، لحد ما علي دخل حياتي"
صابرين قربت منها، مسكت إيديها وقالت بهدوء
"الوحدة فعلاً صعبة، بس مش مبرر... الوحدة بتخلينا نضعف، لكن ما تبررش إننا نغلط"
كملت باصرار
"كنتي تقدري ترفعي نفسك، تكسريه بنجاحك، بحب ولادك ليكي، باحترامك لنفسك، كنت ماشيه كويس في الاول، بس في الاول وفي الاخر سمحتي لحد يدخل قلبك وانتي لسه على ذمة راجل... حتى لو بينكم جفاف، كنتي ترجعيه ليكي ولولادك مش تستسلمي وتديه لواحده غيرك"
ربتت على ايديها وقالت
"قومي، اقفلي الصفحة دي، واعملي الصح... مش علشان هو يستاهل، لاء... علشان انتي تستاهلي تكوني أحسن."
عند فريده
دخلت المستشفى بهدوء، لبسها بسيط، شعرها مربوط بسرعة، البادج اللي عليه اسمها
وصلت عند كاونتر التمريض في قسم الطوارئ، ولسه متكلمتش، صاحبتها داليا لمحتها وابتسمت
" فريده؟!"
فريدة ابتسمت وقالت
" دودو، وحشتيني وحشتيني"
داليا فتحت دراعها بحماس وحضنتها جامد"
"أخيرًا رجعتي! كنت فاكرة إنك هتطولي أكتر من كده."
فريدة ضحكت وهي بتفك الحضن
"أنا كمان افتكرت كده... وحشتوني كلكوا."
داليا قالت بفرحه
" تعالي يلا، لسه الباقيين مجوش، انا هنا من بالليل انا ومروه"
فريده دخلت معاها وكانت مروه جوه، رحبت بيها بحراره، مروه قالت بهزار
" حد يرجع للمرمطه دي تاني ، كان عندك شغل مريح ومرتب زي الفل."
ضحكت فريدة وقالت
"يعني فكرتكوا دي مبالغ فيها شوية، بس فعلاً كان هادي... مفيش دوشة، ولا عياط أهالي، ولا مريض بيشخط."
داليا قالت وهي بتهزر
"يعني تقصدي إننا هنا بنتهزّأ؟ لاء يا أختي، إحنا هنا بنتمرن على الصبر."
فريده قالت
" احنا بنتمرن لما يجيلنا الضغط نتعامل ازاي "
وقبل ما يكملوا كلام، دخلت واحده وقالت وهيا بتبص ناحيتهم
"اللي فاضية فيكم تدخل تشوف الحالة اللي في سرير 4... محتاجين متابعة ضغط وسكر حالًا."
فريدة قامت من مكانها وقالت "أنا رايحة... بما انكوا هنا من امبارح"
بالليل، كانت فريدة قاعدة في أوضتها، النور خافت، والهدوء مالي المكان.
رغم تعب الشغل، كانت لسه صاحيه عقلها بيلف، مش قادرة تهرب من فكرة واحدة بتزنّ في دماغها
هل مامتها فعلاً قطعت علاقتها بعلي؟
ولا كانت مجرد كلام وخلاص؟
مدت إيدها وسحبت اللابتوب من على الكومود، فتحته ببطء، وحركت الماوس بإيد شبه مترددة وقلبها بيدق
قعدت تدور وتتأكد لو لسه في كلام بينهم ولا لاء بس كل حاجه بتأكدلها أن فعلا مامتها عملت بلوك
قعدت لحظة تبص في الشاشة، وبعدين اتنهدت بارتياح
قفلت اللابتوب وهي بتقول لنفسها بصوت واطي
"كويس... كده أنا اتطمنت"
وقبل ما ترجع اللابتوب مكانه، موبايلها رن وكانت سالي
فريدة ردت بنبرة عادية
"ألو؟"
سالي قالت بضحكة خفيفة
"عاملة إيه ؟ حسيت انك زهقانه قولت اكلمك"
فريدة اتنهدت وقالت
"وهو في غير كده؟ يوم طويل شوية بس ماشي... انتي عاملة إيه؟"
سالي ردت
"أنا تمام، بس حبيت أطمن عليكي..."
فريده قالت
" بس كده؟!"
سالي ضحكت وقالت
" انا تحت يا فريده "
فريدة استغربت وقالت بسرعة
"تحت؟! قصدك في البيت؟!"
سالي ردت بنبرة عفوية
"أيوه، أنا وماما... وتيم كمان معانا."
سكتت فريدة لحظة، قلبها دق بسرعه، واتشدت ملامحها من المفاجأة
"تيم؟!"
قالت الكلمة كأنها مش مستوعبة، وبصّت لنفسها بسرعة، لبسها كان بيتي بزيادة، وشعرها مفكوك ومبهدل، قامت من على السرير في لحظة، وهي بتتكلم بسرعة
"طيب... انا هنزل اهو"
فريدة قفلت المكالمه، وبعدين فتحت الدولاب بسرعة، بدأت تختار حاجة بسيطة ولفت شعرها بسرعه
فريدة نزلت من فوق، ملامحها فيها توتر خفيف متعرفش سببه، دخلت الريسيبشن، لقت صابرين قاعده جنب إيناس وسالي على الكنبه اللي قدامهم، وتيم قاعد جنبها، باين عليه الملل
فريدة قالت بصوت واطي نسبيا
" مساء الخير"
صابرين ابتسمت وقالت
" صباح النور يا حبيبتي"
فريدة قربت، سلّمت عليهم، وقعدت جنب مامتها.
عينها راحت بسرعة لتيم اللي رفع عينه بصّلها ثواني، وبعدين رجع يبص في فونه كأنه مشافهاش.
فريدة بصّت لسالي، وشاورتلها بإيدها من غير ما حد ياخد باله، بنظرة مستغربة اللي هو
" ماله ده وجه ازاي اصلا؟!"
سالي هزت أكتافها
فريدة بلعت ريقها، ورجعت تبص قدامها...
قامت فجأة وهي بتقول
"أنا هدخل أعمل حاجة تتشرب، عايزين ايه؟"
سالي قالت
"أنا عايزة نسكافيه... وماما بتحب الشاي بالنعناع، وتيم أكيد قهوه سادة، صح؟"
تيم قال من غير ما يبص
" مش عايز "
فريدة قالت بابتسامة خفيفة
" مش عايز قهوه، ولا مش عايز عموما"
بصلها وسكت شويه وبعدين قال
" مش عايز عموما"
قالت ببرود
" براحتك"
وانسحبت على المطبخ
عدي دقيقتين وسالي وقفت وقالت لتيم
"تيم، روح ساعد فريدة شوية لحد ما أرجع، هرد ع الفون"
ومشيت بسرعة من غير ما تديه فرصة يرفض، حس بملل بس قام ودخل لقاها واقفة مركزة في اللي بتعمله.
وقف على الباب ثواني، ساكت، بيبصلها وهي مش واخدة بالها، ولما حست بيه رفعت عينيها فجأة وقالت بنبرة فيها اندهاش خفيف
" انت هنا من امتى؟"
رد وهو بيقرب خطوه
" لسه جاي"
قالتله
"متوقعتش أشوفك بالسرعة دي، بصراحة."
رد ببرود
"ولا أنا... بس اتجبرت."
رفعت حاجبها وهي بتقول
"ومين ممكن يجبرك يعني؟ أنت مش بتعمل حاجة غير بمزاجك."
رد وهو بيبص بعيد
"ده الظاهر."
كلمته كانت بسيطة، بس تقيلة... فريدة حست بيها، بس كتمت فضولها، قررت تمشيها بهدوء.
مدتله كوباية قهوة وقالت بابتسامة بسيطة
"مدام كده كده اتجبرت، خد اشرب قهوه بالإجبار كمان"
خد الكوباية، وبص فيها، وسكت، وهي قررت تسيب المساحة مفتوحة... علشان لو قرر يتكلم، يحس إن المكان آمن
بعد لحظة صمت قالت
"لو طلبت منك نكون صحاب... هتوافق؟"
تيم سكت... ثواني تقيلة عدت كأن الزمن وقف، ساب الكوباية على الرخامة، بص ناحيتها ببطء، بعد كده قال بهدوء
"صحاب؟"
فريدة ابتسمت ابتسامة خفيفة وهيا بتخبي ارتباكها
"يعني... اه، نكون صحاب"
تيم رجع يبص بعيد، خبط صوابعه بخفة على الرخامة وقال
"أنا مش من النوع اللي بيعرف يكون صاحب حد."
فريدة بصتله بصمت، مش هتضغط عليه، مستنية يكمل.
تيم كمل وهو لسه باصص بعيد
" علشان الصحوبية معناها إنك تفتحي قلبك... وأنا قلبي معمول عليه 100 قفل."
سكت لحظة، وبعدين ضحك ضحكة باهتة وقال
"أنا مش بس مقفول... أنا حتى بنسى المفاتيح فين."
فريدة بصتله بثبات وعينيها فيها لمعة تحدي خفيف
"ولو أنا اللي عايزة أفتح قلبي؟ مش أنت؟"
بصلها، استغرب من الرد... مش متوقعها ترد كده
سكت شوية، وبعدين قال بنبرة فيها مزيج بين الاندهاش
" يعني انتي مش عندك صحاب بتفتحيلهم قلبك؟!"
فريدة رفعت حواجبها بخفة وقالت
" تؤ، مش كلهم اقدر افتحلهم قلبي، بس انت شايل كتير في قلبك، معاك اسرار كتير مش بتطلعها"
ضحكة صغيرة خرجت من تيم، أول مرة تبان على وشه، لكنها اختفت بسرعة، ورجع للهدوء اللي متعود عليه، وقال بصوت واطي
"يعني... لو قررت تفتحي قلبك، اكيد مش هقفلك الباب، بس انا بحسك بتشكلي خطر عليا، من ساعة ما عرفتك وانا مش انا"
فريدة بصتله، قلبها بيدق بس ملامحها هادية وقالت
"ولو...، اصلا محدش هيقدر يقفل باب أنا ناوية أعدي منه."
تيم سكت، عينيه ثابتة عليها، كأن بينه وبين نفسه في صراع.
فريده بصتله لحظة، وبعدين رجعت تبص للصينية وكملت تحط الكوبايات.
قالت بنبرة هادية وهي بتحاول تكسر الصمت
"مش لازم تجاوب دلوقتي... بس فكر فيها، يمكن تلاقي نفسك محتاج تقول حاجه في يوم، وقتها هكون بسمعك."
تيم اتحرك خطوة بسيطة ناحيتها، قال بصوت واطي جدًا، كأنه بيكلم نفسه
"أنا عمري ما هفتح قلبي لأي حد مهما كان هو مين، حطي تحت الكلام ده 100 خط أحمر"
فريدة وقفت، وبصتله بهدوء، وقالت بنبرة أهدى
"أنا مش أي حد يا تيم... وجربني لما تحب، مش لما تضطر."
لحظة صمت عدت بينهم، فيها ألف كلمة متقالتش، بس اتفهمت.
قاطعهم صوت خطوات سالي وهي داخلة المطبخ بسرعة
"أنا آسفة اتأخرت، الموبايل كان بيرن ولازم ارد"
بصّت لتيم وقالت بنبرة مرحة
" ساعدتها ولا كنت واقف تتفرج؟"
تيم قال بهدوء وهو بيعدّل من وقفته
" لو هيا محتاجه مساعده كانت قالت اصلا"
سالي ضحكت، وفريدة شالت الصينية وقالت
"يلا بينا قبل ما الحاجه تبرد."
وخرجوا من المطبخ، بس نظرة تيم الأخيرة لفريدة كانت مختلفة... فيها تساؤل، يمكن أول لمحة من الفضول أو الرغبة إنه يجرّب يسمع، حتى لو جزء صغير...
فريدة بصّت بسرعة لسالي وسألت بنبرة فضول خفيف
"يونس مجاش ليه هو كمان؟!"
سالي ردت بسخريه
"يونس؟ ده بقاله يومين مش بيبات في البيت اصلا."
فريدة ابتسمت نص ابتسامة، وهزت راسها بتفهم، وقالت بهدوء
" توقعت "
إيناس كانت قاعدة على الكنبة، عينيها فيها لمعة حزن، وصابرين قصادها، بتبص عليها بنظرة فيها مزيج بين العتاب والخوف عليها.
صابرين سألتها بنبره مهتمه
"قررتي إيه؟"
إيناس اتنهدت وقالت بنبرة مستسلمة
"مقررتش حاجة... كل حاجة زي ما كانت، هعيش لولادي وبس."
صابرين رفعت حاجبها وقالت باستنكار
"بس ده مش صح يا إيناس، يا تتطلقي وتشوفي حياتك، يا توصلي مع جوزك لحل، لكن الوضع ده مش نافع."
إيناس بصّت بعيد وقالت بحسم
"بس أنا مش هتطلق، ومش هتجوز تاني، خلاص، سيبيني زي ما أنا عايزه..."
صابرين بصتلها، مش قادرة تستوعب
"بس دي مش حياة! إنتي لسه صغيرة، عندك فرصة تبدأي من جديد."
إيناس ردت بسرعة بنبرة فيها حسم
"لاء... أنا مش صغيرة، عندي بنت وولد على وش جواز"
صابرين بصتلها بنظرة فيها لوم وقالت
"ومفكرتيش فيهم ليه لما كنتي بتكلمي علي؟"
إيناس خدت نفس طويل وقالت بصوت مبحوح
"علي كان غلطة... لحظة ضعف، وانتهت، فوقت وفهمت غلطي، وقررت أعيش في سلام، من غير أي راجل في حياتي، ده قراري وخلاص."
صابرين هزت راسها، ولسه هترد، بس قاطعها دخول فريده وسالي وتيم
دخلت فريدة وهي شايلة صينية عليها الكوبايات، وراها سالي، وتيم دخل بعدهم بخطوات هادية، ملامحه شبه محايدة.
فريدة وزعت الكوبايات عليهم، وبعدين راحت وقعدت جنب سالي.
سالي قربت من فريدة وهمست بصوت واطي
"اتكلمتي معاه؟"
فريدة هزت راسها بخفة، وقالت
"حاولت... جسيت نبضه شوية، بس عارفة؟ تيم علشان يتكلم مع حد، ده شئ شبه مستحيل، لازم يكون بيثق فيه ثقة عمياء."
سالي سألت باستغراب وهمس
"يعني؟"
فريدة ردت بنبرة فيها حزن بسيط وتفهم
"يعني مش أنا الشخص المناسب اللي ممكن تيم يثق فيه."
سالي عضت شفايفها وقالت بتفكير
"بس أنا مش حاسة كده... جربي، مش هتخسري."
فريدة هزت كتفها وقالت بنبرة هادية لكن محبطة شوية
"صعب جدًا يا سالي، بجد الحوار صعب... شخصية تيم من النوع المستحيل اللي ممكن يقول حاجه زي دي... هل هيتكلم مستقبلًا؟ الله أعلم."
سالي قالت بتشجيع
"ولو حاولتي؟ يمكن يجيب معاكي نتيجة إيجابية..."
فريدة سكتت لحظة، وبعدين سألت باستغراب خفيف
"هو إزاي جه أصلاً؟ يعني متوقعتش ييجي."
سالي ردت ببساطة وهي بتعدل قعدتها
"ماما اللي قالتله... وهو بصراحة معترضش."
فريدة بصت لها باستغراب أكبر وقالت
"معرفش ليه استغربت."
سالي ابتسمت وقالت بنبرة خفيفة
"يمكن علشان الساعة عدت 12؟ بس تيم نومه مبقاش متظبط خالص، مش عارف يظبطه، حتى بقى يصحى يادوب على معاد الشغل... يعني أنا كمان مستغربة، لأنه كان منظم جدًا... خصوصًا في مواعيده."
فريدة رفعت عينها ناحيته تلقائي، لاقته باصصلها...
لكن أول ما شافها بصّتله، بسرعة بص بعيد عنها...
صابرين كانت بتتكلم عن حاجة وسكتت فجأة لما سمعت صوت الباب الخارجي بيتفتح وقالت باستغراب
"هو في حد جاي؟"
ايناس ردّت بسرعه
"لاء خالص... مفيش حد وإسلام في أوضته."
سالي بصّت ناحية الباب من بعيد وقالت
"طب مين اللي فتح الباب؟!"
الكل سكت، نظراتهم رايحة ناحية المدخل، الخطوات رجولية، تقيلة وواثقة.
دخل راجل في الخمسينات، طويل، أنيق جدًا، لابس بدلة كلاسيك غامقة، ريحته فخمة، ونظرة عينه قوية وواضحة، وقف في أول الريسيبشن.
الراجل مقالش ولا كلمة، عينيه راحت على إيناس، اللي كانت قاعده مكانها واتسمرت.
إيناس شهقت بهدوء، ووشها اتغير تمامًا ومقدرتش تقول أي كلمه
فريدة وقفت ببطء، وكل جسمها اتشد، وبصّتله بذهول وهي بتقول بصوت مهزوز
"بابا؟!"
يتبع..........
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا