رواية ملاك الاسد الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم اسراء الزغبي حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية ملاك الاسد الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم اسراء الزغبي حصريه في مدونة قصر الروايات
ملاك الأسد (صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى
الفصل ٢٥
بالطابق السفلى
همس باستغراب: هو فى إيه مالهم اتأخروا كدة ؟! أنا قلقانة
ترنيم بتوتر: تعالى نطلع نشوف
همس بخوف: لأ بلاش أنا خايفة وأسدى هيزعل لو اتحركت من مكانى
ترنيم بزهق: أوووووف قووووومى خلصى بلا أسدى بلا هبل
همس بغضب طفولى: متقوليش أسدى أنا بس إللى أقول أسدى
ترنيم بحسد مصطنع: آااه طبعا براحتك حد قدك
همس بصدمة وهى تضيق عينيها: إنتى بتحسدى ... طب والله لأقول لأسدى
ترنيم بصدمة مصطنعة:بنت عيب دا أنا أخلفك يا قزمة .... ومن غير كلام كتير قومى يلا نشوف فى إيه
همس باستسلام: ماشى
أسندتها صاعدين لأعلى واتجها للغرفة مفتوحة الباب ليستغربا أن الصراخ من تلك الغرفة
_________________________
داخل الغرفة
كلٌ متسمر مكانه بصدمة أمام ما رأوه لم يحاولوا التحدث ولو بحرف واحد حتى
أفاقا على شهقة قوية خرجت من همس لينظر لها بفزع
___________________
اتجها للغرفة فوجدا الجميع يقف بأعين متسعة ... تقدمت وقلبها يقرع بالطبول ... لم ينتبه لها أحد فكل شارد فيما أمامهم ... خطوة ... خطوتان ... الثالثة و ... شهقة
نظرت هى الأخرى بذهول لما تراه أمامها
والدتها ...... والدتها ممدة على الأرض الممتلئة بالدماء ... ذبحت بعنف حتى كاد ينفصل رأسها عن جسدها الذى لم يسلم هو الآخر من الطعنات المتتالية يزينه سكين الفواكه ... وذلك الذى من المفترض أنه والدها ... يجلس وهو يضحك بخفوت وكأنه قد قتل فأرا ومنتظر الجائزة
نظرت لكل شيء بذهول سرعان ما انهمرت الشلالات من عينيها وأطلقت صرخة متألمة ... شعرت بالأرض تميل بها وقبل سقوطها التقطتها يدان صلبتان تعرفهما جيدا وقد قررت إغلاق عينيها تاركة له زمام الأمور فهى بحضن أمانها
أسد بصراخ وفزع وهو يجلس بجانب ملاكه الغائبة عن تلك الحياة القاسية : ملاااكى ...... ملاكى اصحى أرجوكى
ضرب بخفة على وجنتيها ولكن لا استجابة
قام بسرعة حاملًا إياها متجه لغرفته
_____________________
فى غرفة جنى
أغلقت الهاتف سرعان ما انتفضت وهى تسمع صراخ أسد ... تجاهلت الصراخ فى البداية ظنا منها أنه احتفالا برجوع غريمتها .... ولكنه الآن قد زاد عن حده
خرجت من غرفتها فرأته يحمل تلك الغبية .... ولكن ووجها شاحب ؟!
اتجهت للغرفة التى خرج منها لتفزع بشدة من هول ما رأته ... ركضت بسرعة إلى غرفتها دون أن يلاحظها أحد
اتصلت به وهى تدعو أن يجيب وقد كان
شريف بإستغراب: فى إيه ؟!
جنى: مصيبة يا شريف ...... وحكت له عما رأته لتسمع ضحكة سعيدة ممتزجة بشماتة
شريف ببرود: طب دا شيء كويس
جنى بزهول: نعم
شريف بزهق: اتعلمى بقى يا غبية ....... أولا دا معناه إن الفرح اتأجل وبقى عندنا وقت أكبر ..... ثانيا دلوقتى الزفتة الصغيرة بقت مدمرة يعنى أسد اتدمر هو كمان يعنى فرصة نجاح خطتنا بقت أعلى وأعلى ..... فهمتى
جنى بإعجاب: يا ابن اللعيبة ... بتجيب الأفكار دى منين
شريف بغرور: أنا مش أى حد يا ماما ... المهم تخلصى كل حاجة اتفقنا عليها بسرعة وأنا بخلص فى موضوعى ووهحاول أخرج من هنا بأسرع وقت
أغلق بوجهها لتنظر للهاتف بزهول وحقد
جنى بكره: آخد أسد بس ووقتها هخلص منك
ظهرت ابتسامة على وجهها وهى تتخيل نجاح خطتها
______________________
فى غرفة أسد
اتصل بالطبيبة المسئولة عن ملاكه ... نظر لها بحزن عما رأته ...... يتمنى لو لم يدخل أحد حياتهم ... يتمنى لو كان هو وهى فقط ... خطأه ... لو أنه أخذها لمكان بعيد بعدما وجدها لما حدث كل هذا ... ليته لم يخف من أن يؤذيها أحد من عائلته فخوفه جعله يتركها فى القصر مع جده
خرج من أفكاره على طرق الباب
أسد بسرعة: لحظة واحدة
نظر لملاكه وأدخل شعرها الثائر على حجابها ثم خرج للطارق
أسد : إيه الجديد ؟!
سامر بحزن: البوليس جه و هياخد حمدى دلوقتى و الإسعاف دقايق وهتوصل
أسد: تمام أنا مش هقدر أروح معاكم ابقوا عرفونى بكل جديد
سامر: حاضر...... المهم هى عاملة إيه
أسد بتنهيدة حزن: الدكتورة على وصول
وضع سامر يده على كتف أسد يدعمه ثم خرج
عاد ليتأملها بحزن ... خائف مما هو قادم
سمع صوت الطبيبة فسمح لها بالدخول
بدأت بفحص همس تحت نظرات الحزن والقلق
الطبيبة: جالها انهيار عصبى ... وللأسف جسمها الضعيف مش بيساعدها أبدا ... فياريت تهتموا بأكلها وتكونوا جنبها دايما
أومأ لها ببرود سرعان ما تحول لعشق بعدما خرجت
جلس بجانبها وقبل يديها وجبينها ثم تمدد رافعًا إياها فوقه يحتضنها بشدة
______________________
مر يوم كامل دون أحداث تذكر
استيقظ على أنين وشهقات متتالية ... فتح عيونه بفزع ونظر للتى فوقه تبكى بشدة وقد احمر وجهها
عدل وضعيته ليصبح جالسا على الفراش وهى بحضنه
أسد بألم شديد وهو يشدد من احتضانها كأنه يريد ادخالها بين ضلوعه: ملاكى اهدى أرجوكى
همس بخفوت ومازالت تبكى بشدة: كنت ... كنت عايزة أسمعها بتقولى بنتى .... كنت بحبها .... كنت مستنياها تحبنى
أسد وقد امتلأت عينيه بالدموع لأجل صغيرته المتألمة: ملاكى أرجوكى خلاص اهدى
ظلت تبكى بشدة حتى نامت مرة أخرى فى أحضانه هاربة من ذاك الواقع المرير
نظر لها بحزن وقد أطلق سراح دموعه: آسف يا ملاكى سامحينى أرجوكى ... معرفتش أحميكى ... معرفتش أمنعك تشوفى منظر زى ده ... خليكى قوية ... إنتى لو ضعفتى أنا هتدمر ... كلكم مفكرين إنى قوتك ... بس بالنسبة ليا العكس .... إنتى هى قوتى .... إنتى الحاجة الوحيدة اللى ممكن أضحى بكل شيء وكل شخص عشانها ... إنتى نقطة قوتى وضعفى فى نفس الوقت ... دايما هدعى علطول إن يومى يكون نفس يومك .... مش عايزه يكون بعدك هتعذب كتير ... وأنا مش عايز أتعذب ولا أنتحر لإنى هخسر أغلى اتنين .... ربنا وإنتى ... ومش هقدر بردو أموت قبلك وأسيبك لوحدك تتعذبى .... أو أسيبك ليهم وأنا عارف إنك هتتلوثى بنظراتهم .... مش هقدر أسيبك لوحدك فى الدنيا دى .... مش هقدر إنى مكونش معاكى أحميكى منهم وأمنعهم عنك .... أرجوكى ما تستسلميش عشان خاطرى ... حاربى معايا للآخر واوعى تدمرى ... وأنا دايما هكون ضهرك وسندك .... وإنتى هتكونى ملاكى الحارس اللى هيحمينى ... مش عايز غير إنك تكونى ملاكى وبس ... دا لوحده بالدنيا وما فيها .... بعشقك لدرجة الهوس .... مش هسيبك إلا أما تعشقينى أضعاف عشقى .... عارف إنه صعب لإن عشقى وصل لغاية الهوس والجنون بس مش هيأس أبدا
قبل جبينها بعمق وأبقى شفتيه يتحسس نعومة بشرتها
سقطت بقايا دموعها على وجنتيه لتختلط مع دموعه كما اختلط قلباهما
ظل بجانبها لمدة طويلة ثم حملها ووضعها على الفراش واتجه للباب .... تطلع إليها مرة أخرى ثم خرج من الغرفة
______________________
اتجه لأسفل ليعرف ما حدث فوجد الجميع جالس فى صمت
أسد بحزن: ها عملتوا إيه
سامر بتنهيدة: ماتت .... مقدروش يعملولها أى حاجة .... وجثتها فى المشرحة دلوقتى مستنيين نستلمها ... أما حمدى فاتقبض عليه والمحامى بيقول إن المحكمة أكيد هتحوله لمصحة عشان يتعالج من المخدرات خاصة إن كتر شربها خلاه مش فى وعيه خالص وبقى عامل زى المجنون
أسد : محاكمته امتى ؟!
سامر: لسة محددوش هما حابسينه دلوقتى على ما يحددوا الجلسة
أسد بحزم: الموضوع ده يتقفل نهائى ... مش عايزه يتفتح تانى أبدا مهما حصل ... والعزا هيتم بكرا بس بعيد عن القصر
أومأ الجميع فى صمت ... على حق هو ... فتلك الصغيرة لن تحتمل أكثر من ذلك
تنهد بحزن وشرود يفكر بملاكه ... ستتأثر بما حدث بشدة ... وزفافهما سيلغى !
أسد مستدركا نفسه فى سره: بطل أنانية يا أسد ..... فرح إيه اللى بتفكر فيه دلوقتى ... بس ... لا من غير بس ... أهم حاجة هى
ظل الجميع صامت لفترة طويلة وكل منهم شارد فى ما حدث ..... حتى تحدث الجد فجأة
ماجد بصرامة : خلاص اقفلوا على الموضوع وانسوا كل حاجة حصلت ... بالنسبة لفرحك يا سامر إنت وترنيم وأسد وحفيدتى فهو هيتأجل لسنة على ما الأوضاع تهدى وحفيدتى تنسى اللى حصل
سامر بصدمة وقد بدأ يعلو صوته: لا معلش يا جدى هنأجل أكتر من كدة إيه ... أنا وترنيم فى التلاتينات وأنا مش هستنى أكتر من كدة ... أنا آسف يا أسد بس إنت والصغيرة لسة قدامكم العمر كله لكن احنا مش هينفع نستنى أكتر من كدة احنا شوية وهنعجز
شعرت ترنيم بالحرج من تحدثه عن عمرها وكلماته القاسية ... صعدت لأعلى فى صمت بينما نظر لها وهو يلعن نفسه .... جرحها دون قصد
لم يستطع تركها هكذا حزينة فصعد خلفها مباشرة
بينما صمت أسد فهو بين نارين إما يختار ملاكه فيؤجل الزفاف أو يختار عشقه لملاكه فيتمه
وبعد صراع طويل
أسد بهدوء مفتعل: مع احترامى يا جدى بس فرحى على ملاكى حاجة تخصنا ... أما موضوع سامر فأنا مليش دخل بيه
ماجد ببعض من العصبية: ماشى يا أسد ... بس باريت متكونش أنانى بالذات فى الموضوع ده ... أنا هسيبلك الحرية فى الموضوع ده لكن إنك تنام معاها فى أوضة واحدة لأ
انتفض أسد صارخا بغضب: يووه يلعن أبو دا موضوع ... إنت مالك إنت ... أنا وهى وموافقين إنت بتدخل ليه ... بطل بقى مش كفاية دخلت جنى وحمدى ومنار فى حياتنا ... والنتيجة اللى بيحصل فينا بسببهم ... عايز إيه تانى .... ليه مش عايزين تفهموا إن مفيش حاجة بعملها غلط
انتفض ماجد بعنف يضرب عكازه الأرض: هى كلمة واحدة يا أسد مفيش نوم معاها تانى ... وتحترم نفسك أنا جدك مش موظف عندك عشان تعلى صوتك
سعيد محاولا تهدئة الموضوع: خلاص يا جماعة صلو على النبى فى إيه
أسد وماجد : عليه الصلاة والسلام
سعيد : بابا عنده حق يا أسد
أسد بصراخ: نعم
سعيد بخوف مصطنع: وأسد معاه حق بردو يا بابا
ماجد بصراخ: نعم
سعيد ببعض من الغضب: أنا طالع فوق عمركم ما هتعقلوا أبدا
صعد لأعلى تاركا إياهم
ظل أسد وماجد ينظران بتحدى حتى سمعا سعيد
سعيد بصدمة : بنتى
__________________________
فى غرفة ترنيم
تجلس على الفراش تبكى بعنف وصوت عالٍ حتى أنها لم تسمع صوت طرق الباب
قلق عليها بشدة فاندفع للداخل بسرعة ليتحطم قلبه وهو يرى ترنيمته تحتضن الوسادة وهى تبكى بشدة
تقدم نحوها بسرعة وفى لحظة واحدة كان يحتضنها بدلا من الوسادة
سامر بحزن على حالها وهو يقبل أعلى رأسها فوق الحجاب: أنا آسف يا ترنيمتى والله ما قصدى حاجة ... أنا بس ... بس
لا يعلم كيف يفسر ... لا يعرف كيف يوصل لها ما فى عقله فاختار الصمت
ظلت لدقائق عديدة بين ذراعيه اللتان تشتدان عليها حتى هدأت أخيرًا
ابتعدت عنه ببطئ تنظر له ليتطلع إليها بعشق وندم
ترنيم ببحة: إنت ... إنت ممكن تسيبنى فى يوم
سامر بذهول: إنتى بتقولى إيه ؟! لا طبعا ... إزاى تفكرى كده
ترنيم ببكاء مرة أخرى: وليه لأ ... أنا فى التلاتينات يا سامر ... يعنى ... يعنى اللى أصغر منى بعشر سنين ويمكن أكتر اتجوزوا وخلفوا ... يبقى ليه تتحمل إنك تتجوز واحدة كبيرة لأ وكمان مطلقة
احتضنها سامر مرة أخرى يعنفها على كلامها: اخرسى يا ترنيم ... اخرسى ... إيه الهبل اللى بتقوليه دا ... إنتى مهما كبرتى دايما هتكونى ترنيمة قلبى ... فاهمة
ترنيم بخجل : بس ... بس أنا عارفة إنك كنت على ... يعنى... مع بنات وكدة
سامر متفهما إياها : بعترف إنى فى فترة كنت أعرف بنات كتير ...... بس وحياتك عندى أنا وقلبى إنى عمرى ما كنت على علاقة مع حد ... أنا عارف إن شربى وسهرى معاهم حرام ... بس على الأقل عمرى ما كنت زانى ولا قبل ما أشوفك ولا أكيد بعد ما شوفتك ... فاهمة يا ترنيمتى
أومأت بهدوء وقد أحست ببعض الراحة عقب كلماته التى زينت بعشقه
شرد بجمالها ليقترب منها بهدوء حتى أفاق على دفعها له ليبتعد عنها
ترنيم بنظرة لوم وعتاب: ما ينفعش يا سامر ... أنا لسة فى شهور عدتى ... وحتى لو مش كدة ... اللى بتعمله دا حرام مينفعش حتى حضننا حرام
سامر بخزى: أنا آسف والله مش قصدى بس مش بعرف أبعد عنك
ترنيم بابتسامة: طب إيه رأيك نتفق اتفاق
سامر باستغراب: اتفاق إيه
ترنيم بخجل: إيه رأيك كل أما تحس إنك عايز تحضنى أو حاجة يعنى زى كدة ... اتخيل إنك بتحضنى مرة فى النار ومرة فى الجنة وشوف إنت عايز إيه منهم واختار واختيارك أنا هحترمه بس متنساش إنى هبقى معاك سواء فى النار أو فى الجنة
نظر لها بفخر وابتسم ثم ابتعد عنها ببطئ ليخرج بهدوء وهو يشعر براحة غريبة سرعان ما عاد لها
سامر بعشق: متقلقيش بإذن الله الجنة
ثم خرج مرة أخرى
ابتسمت له بعشق هى الأخرى واحتضنت الوسادة ولكن تلك المرة بحالة مختلفة
_________________________
فى الأسفل
نظر لملاكه بصدمة .... جالسة على الدرج تبكى بصمت قاتل وتنظر لأسفل
اقترب منها بسرعة وصعد الدرج حتى وصل إليها وهى على حالتها من السكون
جاء ليحاوطها بيديه ولكن تفاجأ بابعادها لهما
نهضت وهى تنظر لهم ببرود ومازالت دموعها تهبط بهدوء مماثل لحالتها
همس ببرود: أنا موافقة ومن انهاردة هنقل أوضة تانية وبتمنى محدش يدخلها
قالت آخر جملة متطلعة إلى ذلك المصدوم ... أين ذهبت نظرة العشق والهيمان
دقق بعينيها عله يجد نظرة واحدة منهما ولكن كل ما وجده الحزن والبرود !
بقلم : إسراء الزغبى
الفصل ٢٦
لا يعلم لما ارتجف بدنه بعدما رأى تلك النظرة وممن ؟! من ملاكه ؟! صغيرته التى رباها
اقترب منها ببطئ ينافى دقات قلبه
يتمنى لو أنه يتخيل ولكن صدم بها تدفع يده الممدودة لها .... كيف ترفضه ؟! حتى فى قسوته لم تنفره أبدا
أسد بتقطع وارتجاف: مم...لاكى
همس ببرود ودموعها تتساقط: أنا موافقة ومن انهاردة هنام فى أوضة تانية
أسد بصدمة: إيه ؟!
ثم أضاف بعصبية شديدة: ملاكى إنتى اتجننتى ؟! إزاى عايزانى أبعد عنك
تطلعت إليه بألم شديد سرعان ما تحول للبرود مرة أخرى
نهضت من مكانها تحت أنظارهم ليجدوها اتجهت لغرفة إضافية فى الطابق معلنة إنتهاء الحديث وتنفيذها للقرار
ينظر لأثرها بتشتت وضياع ثم نظر للجميع ولم يدرك شيئا سوى ذلك السائل الدافئ على وجنتيه
يبكى ؟! ولما لا فتلك الكلمة لم يعرفها سوى مع معشوقته ومعذبته والصغيرة
شعر بالاختناق الشديد فخرج بسرعة تاركا إياهم فى صدمتهم بما حدث
سعيد بصدمة: إنتو شوفتو اللى حصل من شوية
الجد بذهول هو الآخر: دا أنا كنت فاكر إنهم هيرفضوا وهفشل زى كل مرة ..... الواضح إن الحادثة أثرت على حفيدتى ودمرت نفسيتها
ظل كلا منهما شارد فيما حدث وما سينتج عنه فى صمت قاتل
هبط سامر ليجدهم فى ذلك الوضع
سامر باستغراب: فى إيه ؟! مالكم واقفين كده ليه ؟!
نظر له الجد بشرود ثم صعد لغرفته وفعل سعيد المثل
سامر باستغراب: إيه العيلة دى؟! يلا بكرة نعرف
اتجه للشركة ليتابعها فقد أهملوها كثيرا الفترة السابقة
ذهب كل بطريقه ولم يلاحظوا تلك التى أشرق وجهها من الفرح وقد سهلت مهمتها أكثر وأكثر
جنى فى سرها بخبث: تصدقى بدأت أحبك يا همس ..... بس خليكى كدة أسبوع بس وكله هيبقى تمااااااام
______________________
يتجول سيرا على الطرق ونظرتها لا تفارقه أبدا حتى خرج من شروده على رنين هاتفه
تردد كثيرا فى الرد ... يعلم أن كلمة واحدة وينفجر فى البكاء كالطفل الضائع ولكنه يحتاج أحد يطمئنه ... يحتاج من يخبره أنها تعشقه ... يحتاج من يعده أنها لن تتركه
رد على الهاتف مستمعًا إلى كلمات مازن المعاتبة
مازن بعتاب: شكرا أوى يا صاحبى وأخويا ... الواضح إنى لازم أفتح التلفزيون عشان أعرف أخبارك ... المهم الصغيرة عاملة إيه
حاول ... ويعلم الله كم حاول بشدة أن يتماسك ... ولكن كل شيء رحل بمجرد ذكرها
انفجر فى البكاء الشديد وقد عادت نظرتها لعقله ... وكأنها فارقته ؟!
يبكى بشدة وقد ارتفعت أصوات تنفسه المصاحبة للشهقات العنيفة
لحسن حظه عدم وجود أحد حوله ..... لحسن حظه أنه بمنطقة شبه فارغة وإلا لكان الوضع أسوأ وأسوأ .... يكفيه أن يشاهد أحد آخر ضعفه غير ملاكه
سقط على ركبتيه وهو جالس فى منتصف الطريق وشهقاته تعلو وتعلو
أسد بوجع شديد وينظر للسماء: ياااارب
مازن بقلق: أسد ... أسد فى إيه مالك اهدى كده وقولى فى إيه
أسد ببحة وصوت متقطع: قو...لى إنها مش ... مش هتسيبنى أرجو....ك
أدرك أنه فى حالة لا وعى فقرر مجاراته حتى يفق
مازن : اهدى اهدى بإذن الله مش هتسيبك بس حصل إيه
هدأ قليلا يخبره بكل ما حدث
مازن برزانة: بص يا أسد .... إنت بتحبها بس بطريقة غلط .... يعنى حبك ليها مليان عقبات كتير لازم تتخلص منها ..... ومن أهم العقبات دى هى أنانيتك .... لازم تفكر فيها دايما يا أسد .... لازم تراعى مشاعرها وأنا متأكد إنها مكنتش فى وعيها وهى بتقولك كدة وكلنا عارفين إن أقل حاجة بتدمرها فلازم نعذرها ...... وبعدين أنا شايف إن ده الصح
أسد بأمل: يعنى هى بتعشقنى صح؟
مازن: أكيد صح
ابتسم بهيمان يفكر بمعشوقته الصغيرة وقد تناسى من على الهاتف
مازن : لا أبوس إيديك ركز معايا ... أنا مش بسافر أشتغل عشان أصرف على مكالماتك ... عايزين نفرح إحنا كمان
ضحك أسد بخفوت عليه قائلا باختناق من البكاء: يابنى ماقولتلك خليك هنا وأنا هساعدك فى أى حاجة
مازن بتنهيدة: بصراحة حاسس إنى مرتاح برة .... كل مكان فى مصر بيفكرنى بحاجة وحشة عملتها زمان فى حياتى .... وغير كدة شغلى برة أحسن من هنا ... واحتمال بعد ما ياسمين تولد أسفرها هى والولاد بره .... ومين عارف يمكن أرجع هنا تانى
أسد بهدوء: اللى يريحك يا مازن بس خليك فاكر إنى جنبك دايما
مازن بابتسامة: عارف يا صا ... إيه ده اقفل اقفل ياسمينتى بتتصل
أغلق دون انتظار إجابة حتى
نظر أسد للهاتف بذهول: آه يابن الجزمة بتبيعنى
سرعان ما ابتسم مرة أخرى وهو يتذكر ملاكه
يعلم أنها تعشقه ... يعلم أنها ليست بوعيها ... يعلم أنها ضعيفة أقل شيء يؤثر عليها
لا يستطيع ... لن يتحملها هكذا .... أنانى .... ويعلم ذلك ... لا يفكر سوى بنفسه ... لا يفكر سوى باحتياجاته ... ولكن أليست احتياجاته هى احتياجاتها .... أليس البعد يقتلهما معا
سوف يضع حد لرغباته ... سينتظرها لسنوات أخرى لو أرادت ... يكفى أنانية ... سيكون بجانبها دائما ... حتى لو فى غرفة أخرى سيظل روحه معها تساندها لتتخطى ما هى فيه
وأخيرا وجدت الابتسامة طريقها لوجهه
نهض من مكانه واتجه مرة أخرى للقصر بأفكار جديدة وأمل جديد
_____________________
شهر ... مر شهر كامل
ذلك العاشق أصبح مجنون بمعنى الكلمة ... كلما حاول التحدث معها لا تنظر له حتى ... تجرحه بتصرفاتها ... يعطيها العذر ولكن قلبه مشتاق
يذهب كل ليلة إليها ... يجدها نائمة فيحتضنها ويطلق العنان لدموعه ... يخبرها مدى شوقه وعذابه منها .... يرجوها أن تعود كما كانت .... يخبرها كل ما يحدث فى يومه ويرد على أسئلتها دون أن تتفوه بكلمة ... يحفظها ويعلم كيف تفكر وماذا تريد ... حتى وهى نائمة ... ويتركها قبل أن تستيقظ
أما تلك الملاك فقد ذبلت بشدة .... لا تتحدث ولا تأكل إلا للضرورة .... لا تعلم مابها .... تشعر أنها تريد الموت .... تشعر أنها غير مرغوب بها .... وما زاد الطين بله هى غريمتها ..... جنى ..... التى تتسلل وتسمم أفكارها بكونها عالة على الجميع حتى أنها فكرت أكثر من مرة فى إيذاء نفسها ... ولكن حارسها ... أسدها .... يحميها دائما .... تشعر به ليلا ولا تتحدث .... تستمع لكل كلمة ولا تجيب .... لا تعلم لماذا ولكن تشعر أنها لا تريد شيء .... تخاف أن يتركها هو ..... لذلك اختارت أن تبتعد هى
_____________________
فى غرفة جنى
جنى بعصبية فى الهاتف: وأنا مالى ..... أنا مش عارفة أقعد معاه دقيقتين حتى على بعض
27/28
شعر بالأرض تميل به ... كيف فعل ذلك ؟! ... كيف خان ملاكه ؟! ... إذا علمت قد تتركه ؟!
يتنفس بعنف شديد واحمر وجهه وقد تجمعت الدموع بعينيه ..... نظر حوله بتشتت سرعان ما تحول لغضب جحيمى عندما وقعت عينيه عليها ..... فكر فى قتلها ..... يجب أن يتخلص منها .... جاءت صورة خالته أمام عينيه فتراجع ... ثم جاءت صورة ملاكه فعزم .... لا يعلم ماذا يفعل ولكن كل ما يعلم أنه سيختار ملاكه حتى ولو على حساب عائلته كلها
خافت كثيرا منه خاصة بعد أن رمقها تلك النظرة القاتلة حتى شعرت بسخونة شديدة على وجنتها لتدرك أنه صفعها
سقطت على الأرض من شدة صفعته ...... لم يتركها ..... بل هجم عليها بالصفعات والركلات وهو يبكى ويصرخ وأمامه صورة ملاكه تذهب بعيدا عنه وتتركه وحيدا
ابتعد عنها وأمسك شعرها بيديه وأوقفها أمامه
أسد بغضب وصراخ: ليييه ... لييه عملتى كدة وإزاى .... انطقى
كانت صامتة تأخذ أنفاسها بصعوبة وانتفخ وجهها من شدة الصفعات
كاد أن يكمل لكن أفاق على رنين هاتفه
اتجه إليه ببطئ وكأنه يتجه لقاضٍ ليحكم عليه .....
تحقق خوفه ملاكه تتصل به.... ماذا يخبرها؟ .... كيف يخفى عنها الموضوع وهو كتاب مفتوح أمامها .... تفهمه دون قول أى شيء
أجاب عليها محاولًا التحكم بأنفاسه
همس ببكاء: أسدى
لم ينتظر ليسمع الباقى فركض للخارج بسرعة ليعرف ما بها ملاكه ..... خائف بشدة أن تكون علمت ولكن حتى لو عرفت لن يسمح لها بالبكاء أبدا .... مثلما لن يسمح لها بتركه !
اتجه لسيارته وتحرك وهو يحاول طمئنتها ولكنها لا تكف عن البكاء حتى انقطع الخط ففزع وأسرع أكثر وأكثر بالسيارة غير عابئ بالمخالفات أو الطريق
_____________________
فى الفيلا
تجلس على الفراش تتنفس براحة ..... لأول مرة تمتن لتلك الشمطاء الصغيرة أنها أنقذتها
ظلت تهاتف شريف حتى أجاب أخيرا
جنى بعصبية: اتأخرت ليه فى الرد هستنى سياتك
شريف باستفزاز ووقاحة: هههه اهدى أعصابك يا عروسة ... شكله كدة نفخك ضرب ههههه
جنى بعصبية: شريييييف
شريف: خلاص خلاص بس المهم تدعى إن كل حاجة تحصل زى ما خططنا .... لإن أقل حاجة هتبوظ كل الليلة ..... سلام عشان حد داخل
أغلق الهاتف لتشرد بما خططا
فلاش باك
شريف فى الهاتف: بصى يا ستى اللى هيحصل إنك هتجيبيه لأى مكان بعيد عن القصر .... اشترى المكان ده أو أجريه مش هتفرق أهم حاجة إنه ميكونش فى القصر وتتفقى مع أى راجل إنه يساعدك عشان يخدره وينقله للسرير .... بس أهم حاجة يكون مخدر خفيف يعنى ربع ساعة بالكتير ويصحى
جنى باستغراب: ليه
شريف: لإننا هنحتاجه مفتح عينيه وبيتحرك
جنى: بس وهو إحنا هنلحق نعمل أى حاجة فى ربع ساعة
شريف بمكر: ومين قالك إننا هنعمل حاجة فى الربع ساعة .... إحنا عايزين اللى بعد الربع ساعة .... إنتى هتروحى الصيدلية وتطلبى منه أى حاجة تخلى الإنسان مش فى وعيه خالص يعنى يتحرك ويتكلم من غير ما يحس ولو الصيدلى شك فيكى ارشيه أو عرفيه إنتى بنت مين والحاجة دى حطيها فى عصير أو مايه أى حاجة يكون سهل يبلعها ..... وخلى بالك لازم تلحقيه قبل ما يغمى عليه من المخدر
جنى : تمام وبعدين
شريف: لازم تروحى لدكتور وتكشفى عشان تعرفى إيه هى الفترة اللى نسبة الحمل فيها أعلى وتبدأى تنفذى فى الفترة دى وكمان تسألى عن حبوب تساعد عن الحمل بسرعة
ثم أضاف بتحذير: جنى ... الحمل هو اللعبة كلها ... يعنى لو محملتيش كله هيبوظ
جنى باعجاب: يابن اللعيبة .... بس ما أنا ممكن أمثل عليهم الحمل عادى من غير ما يكون حقيقى
شريف بسخرية: وبرأيك هيدخل على أسد الحوار ده
جنى : خلاص خلاص بس هخليه يلمسنى إزاى
شريف: متقلقيش خالص الحباية هى اللى هتعمل كل حاجة .... آه ومتنسيش تصورى كل حاجة وتظبطى الفيديو وتحذفى أى حاجة تدل إنه مش فى وعيه تمام
جنى: خلاص تمام
باك
جنى بابتسامة شر: أما نشوف الهانم الصغيرة هتعمل إيه لما أدخل عليها أنا واللى فى بطنى
خرجت من الفيلا وذهبت للصيدلية لشراء اختبار حمل حتى تستعمله فيما بعد للتأكد
_______________________
فى قصر ضرغام
دخل بسرعة وقلبه يتآكل خوفا ..... وصل لغرفتها وتردد ..... تذكر كم مرة دلف ورأى نفس النظرة .... تذكر كم مرة توسلها أن ترد عليه ولكن لم تستجب
حرك رأسه بعنف كأنه يخرج الأفكار من رأسه ... فتح باب غرفتها ودخل بهدوء ليجدها تتحرك فى الغرفة بعشوائية ودموعها تهبط ..... اقترب منها بسرعة وأحاط وجهها بكفيه
أسد بفزع: ملاكى ... بتعيطى ليه ؟!
نظرت له وهى تمط شفتيها كالأطفال سرعان ما ارتمت بأحضانه منفجرة فى بكاء أعنف
همس ببكاء وشهقات متتالية: أنا آسفة ... أنا بعشقك أوى ... أرجوك متسبنيش
أحس بنبضه يعود من جديد مزامنة مع عودته للحياة ..... شد على احتضانها وهو لا يصدق أن ملاكه عادت من جديد ...... نسى كل شيء وتذكر أنها فى أحضانه تخبره بمدى عشقها له
ابتسم ببلاهة وجنون وهو يرفعها لأعلى ومازالت بين أحضانه ..... يشتم رائحتها كالمدمن
يتنفس بسرعة وعنف يحاول تخزين أكبر قدر من رائحتها بداخله خوفا أن تعود تلك الباردة من جديد
أفاق من أفكاره على دفن رأسها فى عنقه ليشعر بالتوتر
ابتعدت عنه ببطئ ولازالت مرفوعة بين أحضانه تنظر له بعشق ودفئ
همس ببحة: مش هتسيبنى وتروح لجنى صح؟
وهنا وتذكر كل شيء فعلت أنفاسه لخوفه الشديد .... احضتنها بعنف يدفن رأسه بشعرها تارة وعنقها تارة غير عابئ لتألمها
همس بتألم: آه أسدى
رفعها كالعروس على يديه وذهب بها للفراش وسطحها عليه وسط استغرابها
وقبل أن تتفوه بكلمة وجدته نائم بجوارها ثم رفعها فوقه ويعود بدفن وجهه بعنقها
شعرت بالخوف الشديد عليه فصدره يعلو ويهبط بطريقة غريبة
صدمت وهى تستمع لصوت شهقاته العالية
همس بقلق: أسدى إنت بتعيط ؟!
أسد ببكاء: ليه دلوقتى؟ ... ليه مرجعتليش من شهر ؟ .... كانت كل حاجة اتغيرت
همس بحزن: خلاص والله آسفة بس متعيطش
ثم أضافت ببراءة وهى على حافة البكاء مرة أخرى: والله لو مبطلتش عياط هعيط أنا كمان وهبهدلك
ابتسمت مستمعة لصوت ضحكاته التى تضرب عنقها
رفعت رأسها عنه وظلا يتأملان بعضهما بعشق أهلكهما لمدة طويلة
أسد باستغراب: إنتى كنتى بتعيطى ليه ؟!
همس بغضب: عشان فى واحد بايت برة البيت من امبارح لأ وكمان أتصل بيه ألاقى الشرشوحة اللى اسمها جنى بترد عليا وقال إيه عرسان جداد .... وبعدين مش إنتم متجوزين بقالكم كتير إيه عرسان جداد دى ؟!
ابتلع ريقه بخوف وتوتر لا يعلم بما يجيبها
أسد بتوتر: ها ... لا ... يعنى هو ... أنا بعشقك أوى يا ملاكى
قالها باستسلام ... لم يجد نفسه سوى وهو يخبرها بمدى عشقه لها
تطلعت له بخجل وقد نست كل شيء ببساطة
نظر لها واقترب برأسه منها ببطئ
شعرت به يريد تقبيلها فوضعت يدها بسرعة على شفتيها مانعة إياه وتهز رأسها رافضة بعنف
نظر لها باستغراب لما فعلته لتجيب عليه
همس بتوتر: بصراحة يا أسدى .... إحنا هنخلينا كده لغاية لما نتجوز وأرجوك قبل ما تعترض دا طلبى ... هترفضه؟
زفر بعنف مجيبًا: ومن امتى برفضلك طلب
ابتسمت له سرعان ما شهقت وهى تسمعه
أسد: على العموم مش هتفرق لإن فرحنا بكرة
همس بصدمة: إيه فرح مين ؟!
ضربها على رأسها بخفة ومرح وهو يجيب: هيكون مين غيرنا يعنى .... وبعدين لو هتقدرى تبعدى عنى أنا مش هقدر
تطلعت إليه بعشق وقد استسلمت له فهى لن تقدر على بعده أبدا
أسد بحماس: سكوتك ده يعنى موافقة صح
هزت رأسها موافقة ... لم تكمل هز رأسها لتجد نفسها تسقط على السرير بعنف بعدما أزاحها وهو يركض للخارج صارخا
همس بذهول: يابن المجنونة ... يخربيتك هتفضحنا
ارتدت اسدالها والحجاب وخرجت وراءه بسرعة لتعلم ما سيفعل
_______________________
صرخ مناديًا كل من بالقصر حتى خرجوا من غرفهم
ماجد بغضب وتهكم: جرى إيه يالا مصحينى على صريخك ليه بتولد ومنعرفش
انفجر سامر ضاحكا ثم ابتلعها سريعا بعدما وجهت له تلك النظرة
أسد باستفزاز: معلش يا جدى عارف إنك عجزت وشيخت كان لازم أراعى وجود الناس اللى فى سنك
ماجد بغضب: قليل الأدب صحيح
سعيد بزهق: أووف ياجماعة خلصونا بقى ... فى إيه يا أسد
أسد بفرحة : بكرة فرحى أنا وهمس
نظر له الكل بصدمة وذهول ليضحك عليهم
أسد: ههههه لا بقولكم إيه أنا ورايا حاجات كتير .... خلوا صدمتكم دى بعدين
قال جملته وجاء ليخرج لكن وقع نظره على ملاكه ليتجهم وهو يراها بهذا الثوب
اتجه لها بسرعة وسحبها لغرفتها بغضب مغلقًا الباب بعنف
همس بقلق: فى إيه ؟!
أسد بغضب: إيه اللى إنتى لابساه دا يا هانم
همس باستغراب وهى تنظر لثوبها الأكثر من محتشم: ماله يا أسدى وحش ؟!
أسد بغضب وصوت عالى: إنتى يابت هتجننينى أنا مش مانعك من اللبس الضيق واللون الأزرق وبعدين أنا مش اشتريت الاسدال ده قبل كدة ولا شوفته
تطلعت إليه باتساع وكأنه برأس أفعى
همس بزهق: نعم .... أولا الاسدال واسع وحتى الحزام واسع عن وسطى كتير ثانيا إنت مانع الألوان كلها مش أزرق بس وثالثا ترنيم اللى ادتهولى هدية
أسد ببرود: أنا قولت ضيق يبقى ضيق وبعدين أنا مش مانع الألوان عنك
همس بغضب وهى ترفع اصبعها فى وجهه: مش مانع الألوان عنى ؟! دا إنت يا مؤمن بتلبسنى ألوان زى الزفت ... عمرك شفت حد بيلبس لون فوسفورى .... إيه خايف أتوه منك فى الضلمة .... آااااه
صرخت بألم بعدما عض اصبعها لتخرجه بصعوبة من فمه وهى تدعكه وتنظر له بحقد طفولى ثم تعطيه ظهرها
زفر بغضب متطلعًا إليها ثم اقترب وأدارها نحوه وهو يقول
أسد: خلاص بقى يا حبيبتى الله ... وبعدين ما إنتى اللى قمر أعملك إيه ؟!
همس بتريقة: خلاص بقى يا حبيبتى نانانانا
أسد بصدمة: نهارك اسوح بتقوليلى أنا نانانانا .... شكلك محتاجة أعض لسانك ده بدل صوبعك
شرد قليلا بها لتنجرف أفكاره تلقائيا
نظرت له بفزع بعدما علمت ما يدور بخلده سرعان ما بدأت تضربه على صدره وهى تسبه
همس بصراخ: آه يا سافل يا واطى يا حيوان يا منحرف يا ... يا ....
صمتت لا تعلم بما تسبه أيضا ليساعدها دون وعى منه وهو يقول
أسد بتلقائية: يا ***
وضعت يديها على فمها وهى تستمع لتلك السبة الوقحة ... كيف نطقها ؟!
نظر لها بصدمة لا يعلم كيف سب نفسه فتنحنح بخفوت لينسيها ما حدث
أسد بحرج: طب إنتى عايزة إيه دلوقتى
همس وقد نست ببراءة كعادتها: عايزة ألبس ألوان
أسد: زى إيه ؟!
همس بحماس: إسود
أسد بصدمة: نهار إسود على دماغك .... تلبسى إسود عشان ييجى عيل تافت يستظرف ويقولك الأسود يليق بك وبعدين يقدملك الكتاب ويكتبلك عبارات حب فيه ما تلمى نفسك يا بت إنتى
همس بزهق: طب أحمر
أسد بغضب: نعم ليه ناقصة إثارة إنتى يعنى ولا إيه
همس: أووف طبعا أزرق لأ
أسد ببرود: ومعاه الأخضر كمان أنا مش ناقص ألوان تبين عيونك أكتر
همس: طب نقسم البلد نصين وألبس أصفر
أسد: آاااه ما دا الناقص يا روح أمك .... تلبسيلى أصفر عشان تبانى أكتر بين الناس لأ ومختارالى لون أصفر وعيونك زرق وشعرك اسود.... أنا غلطان إنى بتكلم مع عيلة زيك .... أنا مقامى أكبر من كدة أساسا
همس بتريقة: مقامك ! ليه ما شوفتش نفسك برة من شوية .... كان شكلك مسخرة بصراحة ...... آاااه
صرخت بفزع راكضة قبل أن يمسكها حتى وصلت للحمام بصعوبة وأغلقت على نفسها
أسد من الخارج: ماشى ماشى والله لأوريكى بتجرى منى زى البطريق يا أوزعة
همس بكبرياء وشموخ ينافى حالها وهى تجرى منه: إنت اللى زرافة ولو سمحت وقتى ثمين ومش هضيعه معاك
ابتسم بخفوت على حالهما الذى يعشقه
أسد بتنهيدة: ماشى يا ملاكى ... المهم ... أنا هبعتلك كل حاجة تحتاحيها عشان الفرح وهخلص كام ورقة فى الشركة وآجى علطول .... ومتطلعيش برة عشان هبعت ناس يعاينوا القصر من برة ويجهزوه ... آه كنت هنسى .... هتوحشينى
همس بخجل من الداخل: وإنت كمان هتوحشنى
خرج من الغرفة متجها لشركته وهو فرح للغاية وقد نسى ما حدث فى الصباح وقرر أن يعيش بسعادة معها وسيتعامل بطريقته الخاصة مع جنى
_______________________
فى الشركة يتحدث أسد مع مازن على الهاتف
أسد : لازم تيجى الفرح
مازن بسعادة: يارب فرحتك تكمل وربنا يجمعكوا فى الخير يارب ..... أنا كنت هنزل كمان أسبوع بس عشان خاطرك هحجز طيارة بكرة وأجيلك يا معلم
أسد: تمام يلا سلام بقى عشان ألحق أخلص
مازن: سلام
انشغل فى إنهاء العمل حتى يأخذ أجازة طويلة يقضيها مع معشوقته الصغيرة
_______________________
عادت للقصر لتجد بعض المهندسين والعمال خارج القصر
جنى باستغراب: هو فى إيه
أحد العمال: أسد بيه بعتنا عشان نشوف القصر ونعاينه
جنى: ليه؟!!
العامل: أصل فرحه بكرة
صدمت مما سمعت لم يكن فى حسبانها أن يتزوجا بسرعة ... ظنت أنها ستحتاج شهر على الأقل حتى تقبل بزواجه وفى تلك المدة تتأكد من حملها ولكن الآن كل شيء قد تدمر
صعدت لغرفتها سريعا وقد أخبرت شريف بكل شيء
شريف بعصبية: إزاى ... لأ مش هسمح بكدة إنتى تتنيلى تتصرفى
جنى بعصبية: أتنيل أتصرف إزاى أنا عقلى وقف
شريف بغضب: جنى مليش فيه تتصرفى وتحلى الموضوع
جنى: ماشى تمام
_______________________
عاد ليلا بعد ساعات من العمل الشاق
دخل القصر ليجد الجميع جالس وملاكه تبكى وتنظر له بعتاب واتهام
وقع قلبه وهو يستمع لكلمات تلك الشيطانة
جنى بمكر: أهلا بجوزى أخيرا وصلت مشوفتكش من ساعة ما سيبتنى الصبح
الفصل ٢٨
تطلع إليهم بصدمة نقل بصره لملاكه الباكية فى حضن ترنيم ... لا يعلم ما يفعل ... حتى أنه لا يعلم ما يشعر به الآن ... ظل يتطلع إليها كأنه يرجوها أن تنسى ... ولكن كيف تنسى وهو لم ينسى؟
اقتربت جنى منه ووضعت يدها على صدره
جنى بخبث: كدة يا حبيبى تسيبنى يوم صبا ... آااه
أطلقت صرخة مؤلمة بعدما دفعها وصفعها بعنف حتى خرجت الدماء من شفتيها وأنفها
ماجد بغضب: أسد إي ...
أسد بصراخ وغضب وقد بدى عليه للجنون واللا وعى: إنت بالذات متتكلمش ... إنت السبب فى كل حاجة .... إنت اللى دخلت ال**** دى حياتنا .... أنا اترجيتك .... اترجيتك وإنت رفضت .... إنت السبب .... إنت السبب
يكرر تلك الجملة بجنون وهستيرية وهو يهز رأسه بعنف وقد عادت صورة ملاكه تبتعد عنه مرة أخرى
سامر بقلق: أسد إنت مش فى وعيك دلوقتى .... اهدى كدة
أفاق من نوبة جنونه على تلك الشهقات العالية التى تمزقه إربا
نظر لها بحزن وهو يقترب منها ..... توقف أمامها عاجزًا .... لا يستطيع البعد عنها وخائف .... خائف أن يقترب فتبتعد هى ... نظر لها وقد سقطت دموعه هو الآخر
رفع يده ببطئ وارتعاش ليتلمس وجهها لكن أفاق بصدمة على صوت تلك الكريهة
جنى بصوت عال: أنا حامل
أسد بصراخ وهو يقترب منها :نععم يا روح أمك حااااامل .... مفكرانى أهبل يا بت .... حمل إيه اللى يتعرف فى كام ساعة
جاء ليضربها ولكن وقف ماجد بينهما ليمنعه
ماجد بغضب: اهدى بقى عامل نفسك فتوة ليه خلينا نقعد ونسمع كل حاجة عشان نقرر
جاءت همس لتركض مبتعدة ولكن منعها صوت ماجد
ماجد: حفيدتى ..... إنتى كمان لازم تقعدى معانا
أغمض عينيه بعنف ..... ثم فتحهما وهو يرمق ماجد بكره ... هو سبب المشاكل ... وبعد كل هذا يطلب من ملاكه أن تجلس معهم لتفهم كل شيء
يعلم كم مؤلم هذا الشعور ... يعلم أنها تعانى بشدة وذلك العجوز يزيد معاناتها بجلوسها معهم
جاء ليعترض لكن صمت وهو يراها تتجه بآلية وتجلس
_____________________
جلس الجميع فى مكانه لا يسمع سوى صوت شهقات خافتة وأصوات تنفس عنيفة مرتفعة
ماجد بهدوء: دلوقتى جنى قالت إن جوازكم تم امبارح ... والكلام ده مفيهوش غلط يا أسد هى مراتك وأحق بيك لكن الغلط إنها تبقى حامل وإنتوا متفقين على طلاق ... صح؟
أسد بعنف: لأ مش صح ..... أنا مش فاكر حاجة .... كل اللى فاكره إن ال**** دى اتصلت بيا وهى بتصرخ وروحتلها وبعدها مش فاكر حاجة غير إنى صحيت وأنا .... وأنا ....
لم يستطع إكمال ما حدث وهو يرى الألم مرسوم على ملامح معشوقته البريئة
أسد : وبعدين إزاى قدرت تعرف إنها حامل فى كام ساعة بس بعد ... بعد اللى حصل
جنى بتوتر: ماهو ... ما هو الدكتور قالى إنى هتأكد أكتر كمان أسبوع بس قال إن بنسبة كبيرة جدا أنا حامل
أسد بصراخ: حتى لو حامل هينزل ... أنا مستحيل أخلف غير من ملاكى وبس
همس بصراخ وشهقات متتالية: بطل بقى .... ولما إنت مش بتحبها ..... ليه عملت اللى فى الفيديو ده
نظر لها بصدمة شديدة ..... هل رأت الفيديو؟ هل عرفت كل ما منعه عنها؟ يعلم أنه غبى لتفكيره بتلك الطريقة فى هذا الموقف ولكن ... لكن ..... آاااه سأقتلهم جميعا
اقترب منها بسرعة وهو يسألها بخوف
أسد بفزع: إنتى .... إنتى شوفتى إيه فى الفيديو
ماجد بنبرة ذات مغزى فهو يعلم كل شيء: متقلقش هى شافتكم وإنتم فى حضن بعض وبتبوسوا بعض وبعدها أنا أخدت الفيديو وقفلته
تنفس الصعداء بعدما ارتاح أنها لم تعلم .... على الأقل لديه مصيبة واحدة وليست اثنتين
ماجد برزانة: أسد .... بعد اللى حصل ده أنا بقول نأجل الفرح على ما ....
أسد بصراخ وخوف: مستحيل ... ده على جثتى أنا ... فرحى هيتم مش هيتأجل تانى أبدا
أمسكها من ذراعيها يرجوها وبدأت الدموع تتجمع فى عينيه
أسد باختناق: ملاك أرجوكى متعمليش كدة .... أنا بحبك ومقدرش أبعد عنك أبدا .... والله العظيم مش فاكر حاجة .... أنا بعشقك إنتى ومستحيل أخونك
ثم أضاف بضعف : أنا ..... أنا هموت لو بعدتى عنى أكتر من كدة ...... والله مش هقدر أكمل لو بعدتى يوم واحد ..... أرجوكى متضيعيش اللحظة دى من إيدى .... أرجو .... كى
قالها بتقطع وقد أطلق السراح لدموعه
وكالعادة ذلك الصغير النابض قد حن وخضع لصاحبه ومالكه ..... لم تستطع أن تراه بتلك الحالة ..... لم تقدر أن تكون السبب فى ضعفه
اتسعت عينيه وهو يشعر بها تحتضنه بشدة وقد ارتفع صوت بكائها
ضمها إليه بلهفة يقبلها بسرعة وعنفوان فوق حجابها وعلت شهقاته هو الآخر
أسد ببكاء: آسف سامحيني
ابتعدت ببطئ ومسحت دموعه بيديها الصغيرتين
همس ببكاء وهى تزم شفتيها: متعيطش ..... إنت أسدى اللى مش بينكسر أبدا
نظر لها بفرحة عارمة وجاء ليحتضنها مرة أخرى لكن أفاق على صوت ذلك الكريه
ماجد: يعنى موافقة إن بكرة يتم الفرح
نظرت لأسدها بابتسامة أسرته ثم هزت رأسها موافقة
فرح بشدة لموافقتها وأسرع بامساك يدها وأخذها خلفه حتى لا تتأثر بأى كلام منهم وتغير رأيها
توقف بمنتصف الدرج ثم نظر لجنى التى تتآكل غضبا وقد فشلت كل مخططاتها
أسد بغضب وقسوة: جنى ..... إنتى طالق بالتلاتة ..... أصحى بكرة ألاقيكى مش فى القصر ... وبالنسبة لحملك فجهزى نفسك عشان لو فعلا حامل يبقى اتشاهدى على روحك قبل روحه
قال كلماته ثم سحب خلفه ملاكه المتفاجئة من قسوته
تسمرة من صدمتها ثم ركضت لغرفتها بعصبية وهى تبكى بشدة وغضب
________________________
فى الأسفل
نظر سعيد لوالده بعتاب
زفر ماجد بعنف قائلا: نعم يا سعيد فى إيه؟
سعيد بعتاب: إنت غلطان من الأول يا بابا لو مكونتش دخلت جنى فى الموضوع من الأول كان زمانهم فرحانين فى حياتهم
ماجد بغضب: وأنا كنت أعرف منين إن حفيدتى هتحبه وتتمناه جوزها .... أنا كنت بحسبها بتعتبره أبوها فخوفت عليها إنه يضرها لما تكبر ..... وبعدين جنى اتغيرت أوى من بعد ما سافرت برة ..... أنا كنت فاكرها لسة جنى البنت الطيبة بس واضح إن العيشة برة غيرتها
ترنيم باستغراب: بس الموضوع فيه حاجة غلط إزاى أسد مش فاكر حاجة
ماجد بشرود: أنا متأكد إن جنى ورا كل ده .... أكيد عملتله حاجة لإن أسد مستحيل يخون حفيدتى بس مش هسمحله إنه ينفذ اللى قاله ويقتل ابنه أبدا
سامر بتنهيدة: مش مهم دلوقتى أى حاجة ...... خلونا نخلص من بكرة بس وبعدين نشوف كل حاجة
________________________
فى غرفة جنى
جنى فى الهاتف بعصبية وصراخ: كل حاجة فشلت .... كل حاجة فشلت
شريف بعصبية هو الآخر: يعنى إيه فشلت .... إزاى؟
جنى ببكاء: مش عارفة .... أنا قولت أتصرف فعرفتهم باللى حصل ووريتهم الفيديو وقولتلهم إنى حامل بس ولا حاجة نفعت ..... لأ وكمان .... وكمان طلقنى بالتلاتة وفرحهم هيتم بكرة
شريف محاولا الهدوء: خلاص اقفلى إنتى وأول ما أشوف حل هبقى أتصل بيكى
جنى بصراخ: نعم لسة هستنى بقولك طلقنى
شريف بعصبية: بت إنتى أنا مش خدام أهلك ... لو مش عجبك اتصرفى إنتى
أغلق الهاتف بوجهها لتلقيه باكية بشدة وقد قررت أن تبتعد تلك المدة حتى يجد شريف حلًا
لن تنتظر أن يتم طردها على يد من تعشقه
________________________
فى غرفة سعيد
يجلس أعلى فراشه يبكى وينظر لصورة تجمعه مع عائلته
سعيد بخزى: أنا السبب .... أنا اللى ما أخدتش بالى منكم ..... سامحينى يا سمر إنى اخترت سمية أم ليكم ...... يمكن لو مكونتش اتجوزتها وسمعت كلام أبويا كنتو مجيتوش الدنيا بس على الأقل محدش كان هيتعذب
سامحنى إنت كمان يا شريف ..... بس مهما حصل هفضل أحبكم وأفتكركم دايما
قبل الصورة ثم أخذها فى أحضانه كالعادة يبكى على عائلته التى لم يتبق منها سوى سامر
________________________
فى غرفة همس
استطاع بصعوبة اقناعها بأن تظل فى حضنه حتى تنام ثم يذهب لغرفته
ملس على شعرها بحنان وهى فوقه وقد أحس بحمل أزيح من عليه
أسد فجأة: قولى عايزة إيه يا ملاكى
همس بصدمة وعيون متسعة : إزاى عرفت إنى عايزة أقول حاجة
أسد بعشق وفخر: أنا اللى مربيكى .... أنا اللى شكلتك من وإنتى صغيرة ..... والأهم من كل ده إن .... إنى أنا اللى بعشقك أكتر من أى حد فى الكون ده كله
نظرت له بهيام وقد تأكدت الآن أنها لن تندم على مسامحتها له أبدا
أسد: يلا بقى قولى بتفكرى فى إيه
همس بتوتر وخجل: بص .... بصراحة كنت .... كنت عايزة أكشف
نظر لها بفزع : ليه إنتى تعبانة .... حاسة بإيه
همس مطمئنة إياه: أنا كويسة بس يعنى كنت ..... كنت عايزة أعرف أنا حامل ولا لأ
انتفض مكانه كمن لدغته أفعى وأمسكها من خصرها بسرعة وهى على قدميه حتى لا تقع
أسد بصراخ: نعم يا روح أمك .... حمل إيه يا بنت الج ....
همس بغضب طفولى: متشتمش
أسد محاولا الهدوء: ما إنتى اللى بتقولى كلام غريب بردو
همس بخجل: ليه يعنى مش إنت حضنت وبوست العقربة وبقت حامل .... وإنت عملت كدة معايا ليه ما كونش حامل أنا كمان
زفر براحة بعدما فهم قصدها سرعان ما توتر وهو لا يعلم بما يجيبها
أسد بتوتر: أصل .... أصل بصراحة مش ده يعنى
همس ببراءة: أمال إيه يا أسدى
أسد وهو يفرك خلف عنقه: هو .....هو يعنى ...
همس بإستغراب: هو إيه؟!
أسد بعصبية ليخفى توتره: خلاص بقى الله
نظت له بغضب طفولى ليضحك بخفوت عليها
أسد بهدوء: بصى بقى يا ملاكى ..... إحنا هنتجوز بكرة بإذن الله يبقى نوعد بعض إن محدش فينا يخبى أى حاجة عن التانى.
أومئت له موافقة بتردد سرعان ما تألمت وهو يمسكها من أذنها ويشدها
أسد: النظرة دى أنا عارفها كويس .... قولى يا مصيبتى القصيرة عملتى إيه ومخبياه عليا
همس بتردد: فاكر لما إنت شفرت التليفزيون ومخليتش فيه إلا قناة إو اتنين للكرتون
أومئ لها بهدوء يمنع ابتسامته من الظهور فقد علم ما تقصد
همس بتوتر: بصراحة ... بصراحة أنا خليت جدو يساعدنى إنه يشغل قنوات تانية كمان.
انفجر ضاحكا عليها وعلى غبائها
عقدت حاجبيها بغضب تلكزه فى صدره
تمدد على الفراش مرة أخرى وهى فوقه ومازال يضحك حتى قال
أسد بضحك وتهكم: آااه قصدك القنوات التعليمية للأطفال وقنوات ماتشات الكورة
شهقت بعنف وهى ترفع رأسها وتنظر له بصدمة
أسد بضحك: إنتى مفكرة إن ممكن يحصل حاجة تخصك من غير أمرى
همس بغضب: إنت بتستغفلنى يا أسدى
أسد ببراءة مصطنعة: طب ما إنتى عملتى كدة لما خبيتى عليا
همس بغباء: تصدق صح
ضحك عليها وعلى وسذاجتها سرعان ما اختفت وهو يستمع لها
همس: أسدى ..... لو هى حامل فعلا هتتخلى عن ابنك ..... بلاش القسوة دى يا أرجوك
أسد منهيا الحديث: نامى يا حبيبتى ... نامى عشان فرحنا بكرة وفى حاجات كتير هتجهز
ابتسمت بخفوت متذكرة أنها ستحمل اسمه غدا
اختفت ابتسامتها تدريجيًا تفكر من سيسلمها له
زفرت ببطئ ثم قررت النوم وعدم التفكير مرة أخرى فى ذلك
يعلم جيدا ما يدور بداخلها وقد أقسم أن يجعل ليلة زفافهم ليلة لا تنسى أبدا
احتضنها مبتسمًا بهيام ويفكر عما سيحدث غدا
________________________
حملت جنى أغراضها وقد قررت الذهاب لأحد الفنادق بعد الفجر لن تمنحهم فرصة النظر لها بانتصار
لن ترحل أمامهم منخفضة الرأس قضت ليلتها تفكر كيف تلغى الزفاف حتى أذن الفجر فارتدت ملابسها للرحيل
________________________
صباح يوم جديد
استيقظ الجميع وهم على قدم وساق يعملون بجد لينتهوا سريعا ولم يلحظ أحد غياب جنى
بالرغم من استياء هذان العاشقان لبعدهما ذلك اليوم عن بعضهما فكل منهما منشغل إلا أن كلما تذكرا السبب يبتسمان بهيام وسعادة شديدة
________________________
فى الشركة
جالس وابتسامة عاشقة على وجهه حتى زالت وهو يتذكر شيء هام
فتح درج مكتبه وحرك بعض الأوراق حتى وجد ضالته
ظل يقرأ الورقة أكثر من مرة خاصة تلك الجملة (عقد زواج) وتوقيعه هو وملاكه !!
شرد قليلا فى الماضى
تذكر وقت بلوغها ..... جهز تلك الورقة وجعلها توقع وكالعادة فعلت دون اعتراض فهى تثق به كثيرا
أعد كل ما يلزم ليتم هذا الزواج حتى ولو كان بواسطة محامٍ وليس قانونيا فعلى الأقل هو زواج بالنهاية
جعل مازن وكيلا لها يعلم أن مازن سيحفظ السر أو بمعنى أصح سينساه بمرور الزمن وجهز كل الأوراق اللازمة
ظن بتلك الورقة سيحلل قربه لها ولكنه قلل الشعور بالذنب ولم ينهيه أبدا
فى كل مرة يقترب منها يشعر بالذنب وتأنيب الضمير
لكن يذكر نفسه بتلك الورقة دائما فيشعر بالراحة قليلا على الأقل هى زوجته أمام الله حتى ولو لم تكن زوجته أمام الناس
لو علم بحبها لأخبرها فورا ولكن خاف أن تنفره
لذلك حافظ عليه سرا وللعجب قد تناسى هو أيضا أمر تلك الورقة ولم يتذكرها سوى الآن
نظر للورقة مطولا قبل أن يقطعها لأشلاء صغيرة
أسد بابتسامة للورقة: مش محتاجك تانى ولا دلوقتى ولا بعدين
ظل لوقت متأخر فى الشركة ينهى العديد من الأعمال حتى ذهب للقصر ليتجهز
________________________
حتى الآن كل شيء يحدث كما يريد عدا طبعا ذلك الكم من الذنوب التى أخذها وهو يسب ماجد الذى رفض أن يجعله يرى ملاكه الصغير
وقف أمام المرآة يعدل شعره وقد علت الموسيقى بالأسفل وبدأ الناس بالحضور
تمنى أن يقام الزفاف فى تلك القاعة التى بناها خصيصا لها ولكن الوقت ليس فى صالحهم وما شجعه على ذلك هى فرحة ملاكه بإقامة الزفاف فى حديقة القصر
يدندن بسعادة مع الموسيقى حتى أفاق على فتح الباب بعنف
نظر بعنف تجاه الباب سرعان ما تحول لفزع وهو يرى ملاكه تبكى بشدة وتندفع لحضنه
بقلم: إسراء الزغبى
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا