القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ملاك الاسد الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم اسراء الزغبي حصريه في مدونة قصر الروايات

 


رواية ملاك الاسد الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم اسراء الزغبي حصريه في مدونة قصر الروايات 





رواية ملاك الاسد الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم اسراء الزغبي حصريه في مدونة قصر الروايات 



الاول والثانى

فى مكان ما حيث هذه الفتاة أو عفوا لنقل طفلة بفستانها البالى الذى يصل لركبتيها وقد خطت عليه آثار زمن لا تعرف مدته 


وكيف تعرف مدته وهى قد وجدته فى الطريق ؟!!!

فلقد تخلص منه أصحابه لقدمه 


لكنه حبل نجاتها الوحيد مما كانت ترتديه من بنطال وقميص أو بالأحرى قطعتى قماش 


بالرغم من قدم الفستان إلا أنه جديد بالنسبة لها فارتدته ببسمة عارمة وكأن أباها

قد أهداها ثوبا باهظ الثمن لتحضر به العيد


بالطبع تلوث بالتراب فقد مضى عليه أشهر وهى ترتديه إلا أنها مازالت تتمسك به ...... وهل لها خيار آخر؟؟؟؟! 


تجرى هنا وهناك تنظر فى كل مكان بعيونها المتسعة بانبهار من هذه المنطقة الراقية بمنازلها وسياراتها  فارهة الثمن حتى وجدت ضالتها 


همس بفرحة عارمة: الله أخيرا لقيتك 


انطلقت بسرعة تجاه ضالتها فدخلت من بوابة هذا المنزل الضخم حيث كان القدر فى صفها لأول مرة وجعل أصحاب المنزل ينسون غلق بوابة الحديقة الشاسعة بأزهارها وورودها متعددة الألوان 


وعند هذه النقطة اتسعت عينيها أكثر وأكثر فأصبحت فى غاية الفتنة 

أزهار وورود ملونة؟

وهل تحتاج أكثر من هذا؟؟؟؟! بالطبع لا


اندفعت هذه الصغيرة للحديقة الشاسعة تقتطف ما تقدر يداها الصغيرة على حملها من الأزهار والورود فجمعت حوالى ثمان أو تسع ورود كبيرة بألوان مختلفة 


جمعتها خلال تلمسها لشفتيها بلسانها الصغير  متخيلة نفسها تأكل وجبة لذيذة بثمن هذه الورود!


نعم ؟! 

هل كنت تتخيل أنها تقتطفهم لأجل الاستمتاع برائحتها ؟!


بالطبع ملاك مثلها يعشق الزهور والورود 

ولكن إن اتبعت عشقها وسارت وراء رغباتها

فكيف تعيش؟؟؟!


تلك الورود تجلب لها المال لتشترى وجبة تعيش عليها ليوم كامل


ولكن للقدر رأى آخر فقد قطع عليها لحظتها الرائعة مع البستان رجل كبير السن غاضب بشدة من رؤية زهوره تُقتطف وتسرق أمام عينيه!


أمسك العجوز عكازه ورفعه عاليا منطلقا إليها صارخا بأعلى صوته عليها 


الرجل وهو يجرى تجاهها: إنتى يا حرامية ابعدى عن الورد والله مهسيبك


  

همس بفزع وهى تقبض على الورود التى قطفتها وقد تركت لساقيها الصغيرتين القصيرتين العنان: أنا .... أنا ... أنا معملتث حاجة 


قالت جملتها بتلعثم ثم جرت بأقصى سرعة خارج هذا المنزل وقد حمدت ربها أن الرجل كان عجوزا بطئ الحركة فإذا كانت أرنبا فهو سلحفاه


أرنبا وسلحفاه؟؟؟!!!! بربك همس اصمتى واجرى فقط إذا نال منك لن يتركك 


وأخيراً ابتعدت عنه 

همس: الحمت لله .. الحمت لله .... كنت هموت 

إيه ده أنا رحت فين ؟

الله إيه المكان التحفة ده ؟ 

دا طريق فيه عربيات كتيرة ! هقدر أبيع الورد بثرعة 

يلا يا همث بطلى كلام وثوفى ثغلك بقى 


بدأت همس تجرى من سيارة لأخرى لتبيع الورود وهى سعيدة 

على الرغم من خوفها من ذاك العجوز وحزنها الشديد لبعدها عن منطقة راقية تجلب لها الرزق إلا أنها فرحت كثيرا


وقد انتقلت من الرقى إلى الجنة

فهذه كقطعة من الجنة على الأرض 


المنطقة كانت راقية جدا بالمطاعم والشركات والسيارات وكل شيء بها 


بدأت تعمل كالعادة بهمة وهى تتمنى أن تبيع تلك الوردات القليلة بثمن كاف لإشباعها


ولكن متى كان المال يكفيها؟!


____________________________________


بمكان آخر يتميز بالرقى والثراء الشديد فهذه المنطقة نالت شرف بناء قصر عائلة ضرغام عليها


فى إحدى الغرف الواسعة والتى تستطيع أن تجعلها منزل وحدها 


ولما لا؟!!!  فهذه غرفة الأسد أكبر غرفة بالقصر  بما تحتويه من حمام واسع وصالة رياضة كاملة بجميع الآلات 


على فراش واسع حيث ينام شاب طويل عريض المنكبين ذو عضلات متناسقة بالرغم من ضخامتها أنفه حاد أرستقراطى وعيونه لا متسعة ولا ضيقة مناسبة لوجهه بلونهما الرمادى وشعره حالك السواد وحاجبيه المعقودان 


يدق الباب دون فتحه فمن الأحمق الذى يدخل عرين الأسد بقدميه؟؟! لينزعج ويعقد حاجبيه أكثر وأكثر وهو يقول للخادمة 


أسد بغضب شديد: أنا مش قلت محدش يصحينى وأنا هصحى لوحدى فى الوقت اللى أنا عايزه 


الخادمة بخوف شديد وارتجاف: حححضرتك أنا قولت كده لماجد بيه بس هو زعق وأصر إن حضرتك تنزل دلوقتى 


أسد بصياح: امشى بررره وأنا هنزل فى الوقت اللى عاوزه 


الخادمة: بس...


زمجر كالأسد وكان هذا كافى لترتعب الخادمة حتى كادت تفقد وعيها فجرت بسرعة للأسفل 


____________________________________


بالطابق السفلى حيث تجتمع عائلة ضرغام 

الخادمة وهى تدمع: ماجد بيه أسد بيه بيقول هيصحى فى الوقت اللى عايزه وطردنى بره وزعق فى وشى


ماجد بقسوة: ميزعق ويطرد براحته دا أسد حفيدى ابن الغالى ويا تتحمليه يا تمشى ويلا شوفى شغلك


ذهبت الخادمة وهى حزينة 


فالجد عطوف ورقيق القلب إلا أنه لا يظهره ذلك حتى لأعز أحفاده 


معروف هو بالقسوة الشديدة على الكل .... يعتقد أن الحب خسارة كبيرة ولو كان مثل من يتعاملون بقلوبهم لما كون هذه الإمبراطورية 


سعيد بغضب: هو حضرتك يا بابا هتفضل مدلع أسد كده دا حتى مش أكبر حفيد ليك عشان أقول إن دى معزة خاصة 


ماجد بغضب أكبر: اتكلم عدل معايا يا سعيد أنا أعمل اللى عايزه وبعدين دا أسد ابن الغالى صلاح ابنى يعنى مش أى حد وبعدين أنا حر 


سعيد بتراجع خوفا مما يستطيع والده فعله: يا بابا مش قصدى والله أنا قصدى إنه المفروض فيه عدل يعنى أسد لا هو أكبر حفيد ليك ولا الصغير ولا حتى الوحيد ما إنت عندل ولادى التلاتة 

ما شاء الله سامر ابنى أكبر منه بخمس سنين وأول حفيد ليك وغير كده مخلص جامعة مش لسة بيدرس فى سنة أولى زى أسد 


ماجد: بس عمره مكان فى كفاءة أسد متنساش إن أسد بدأ يشتغل من سن ١٤ سنة يعنى بعد موت أبوه وأمه الله يرحمهم بسنة واحدة ومع إنه كان لسة صغير بس أصر إنه يشيل الحمل ورا أبوه ومحدش ياخد شغل أبوه غيره وكان قدها وغير كده سامر مين اللى بتتكلم عنه ابنك الفاشل الصايع اللى شغال خمرة ونسوان واللى دخلناه هندسة خاص بعد ما كان ساقط ثانوى ولولا إن أسد بيشرف على كل الممتلكات كان ضيعنا ولا سمر بنتك اللى مقضياها وهى لسة فى تالتة ثانوى  بس ما شاء الله على سمعتها اللى زى الزفت ومقضياها نايت كلاب 


سعيد بأمل: طب ابنى شريف مهو زى أسد ومحترم والسنة دى آخر سنة ليه وغير كده يعرف كل حاجة فى الشغل


ماجد: وهو عرفه لوحده يعنى ما أسد هو اللى بيوجهه وصدقنى اللى بيشفعلك عندى دايما انت وسامر وسمر هو شريف لإنه محترم ومعدنه أصيل ومبيهونش عليه أهله سامع يا سعيد 

سعيد بخضوع: أيوة يا بابا سامع 


كل ذلك أمام سمية زوجة سعيد وسمر وسامر الذين يزدادون حقدا بينما شريف لا يهتم بهذا الحديث فهو يتكرر كل يوم وما يهمه هو أسد وجده فقط 


سعيد فى سره: والله لأوريك إنت وأسد بتاعك ده يعنى فى الأول تحب ابنك صلاح ومراته ناهد أكتر منى ومن سمية وقولت ماشى لكن تيجى تانى وتفضل ابنهم على ولادى لا مش هسكت أبدا على كده والأيام بينا 


____________________________________


بعد أن نهض من فراشه استحم ومارس الرياضة وكأنه آلة اعتادت على مهامها ينفذ دون إحساس أو شعور وكيف يأتى الشعور والإحساس وهما قد أخذا معهما كل شيء


والداه كانا كل شيء له فهما الحب والحياة ، جده قاس دائما وعمه وزوجة عمه وأبنائه لا يحبونه أبدا سوى شريف الذى يعتبره أخاه وصديقه وذراعه الأيمن وسامر صديقه المفضل فى طفولته والذى تحول لشخص لا يعرفه ولكنه متأكد أن والديه السبب فى كرهه له ومهما حدث لن يعوض أحد حنان الوالدين ولكنهم قد تركوه فى عمر الثالثة عشر وحيدا وبعد عام من موتهما أصر ألا يتولى أحد المسئولية بعد أبيه سواه وفى أشهر قليلة علم كل شيء عن الشركات والمصانع والمستشفيات والفنادق والمطاعم وكل ممتلكات العائلة فأصبح اسما على مسمى


أسدا يهابه الجميع حافظ على كل ما تمتلكه العائلة بل زادها ونماها  


هبط حيث الغرفة المخصصة للطعام 

أسد بصوت ميت وبارد: صباح الخير 

رد الكل التحية إما بلامبالاة أو حقد أو مرح 


شريف بمرح لتخفيف الجو : يا ساتر يارب قل أعوذ برب الفلق إيه يا عم مالك شايل طاجن ستك ليه اضحك يا حبيبى هو حد ضامن عمره 

ولا إنت بقى عشان لسه مقطقط ومسمسم ومز كده وعندك ١٨ سنة يبقى خلاص ضامن عمرك لا يا حبيبى مش لاعب 


أسد بقرف مصطنع: مقطقط ومسمسم ؟! فى واحد محترم يقول كده وبعدين إيه ١٨ سنة دى على أساس إنك عندك ٧٠ سنة ما إنت أكبر منى بأربع سنين بس

يعنى يعتبر زيى ولا هو حسد على الفاضى


شريف بمرحه المعتاد: لا اوعى تفهمنى غلط أنا مش بحسد أنا بقر وبحقد بس 


أسد: يا ريتك ما فهمتنى الصح ..... الغلط كان أرحم 


بدأوا بتناول الطعام وسط جمود الجد وأسد وحقد سعيد وسمية وسامى وهيام سمر بأسد وابتسامة شريف 


أسد: الحمد لله أنا رايح الشركة يلا يا شريف 

شريف: طيب جاى أهو 


خرجا للشركة ليلتفت ماجد لابنه


ماجد بتهكم: إيه يا سعيد مش شايف سامر راح يشوف مصالحه يعنى ولا هو كلام على الفاضى 


سامر بغير نفس: أوووف قايم أهو يا جدى سلام 


ماجد: سمر اوعى تكونى فاكرة إنى مش عارف شغل النايت كلاب كل يوم ها أنا مش هسكت كتير 


سمر بزهق: حاضر يا جدو..... أنا طالعة فوق 


وتفرق الجميع ..... ذهب كل شخص لمكانه المعتاد ولكن بأحداث غير معتادة

   

                         بقلم : إسراء الزغبى


الشخصيات


أسد: ١٨ سنة 

همس: ٦ سنين ونصف

ماجد: ٧٠ سنة 

سعيد: ٤٨ سنة 

سمية: ٤٧ سنة 

سامى: ٢٣ سنة 

شريف: ٢٢ سنة 

سمر: ١٧ سنة 


ملاك الأسد(صغيرتى) بقلم إسراء الزغبى

الفصل ٢


تجرى من سيارة لأخرى محاولة البحث عمن يترأف بحالها فمنهم من ينظر لها باحتقار ومن ينظر باشمئزاز وسخط ومن ينظر بشفقة وغيرها من النظرات 


همس بدموع بعينينها وهى تتلمس بطنها الصغيرة التى تصدر أصواتا لا تتناسب مع حجمها: خلاث اهدى متزعليث لو مث لقينا فلوث هناكل من الزبالة زى كل مرة


ثم عادت لعملها مرة أخرى حتى وجدت ضالتها 


سيارة فخمة بها شاب وسيم ينتظر إشارة المرور ليتحرك فركضت له بسعادة وهى تقول

همس بفرحة: ورد يا بيه 


نظر لها الشاب بخبث ووقاحة لم تدركها عينيها البريئة 


الشاب: أيوة طبعا يا حبيبتى بس إدخلى العربية عشان مش عارف أتحرك 

همس بسعادة : حاضر 


دخلت السيارة وأغلقت الباب وهى تتخيل وجبتها التى ستتناولها بثمن هذه الورود 

قد لا توفر لها وجبة كاملة ولكنها ستفى بالغرض 


قال الشاب بوقاحة: تعالى بقى حطيلى وردة فى جيب الجاكت 

همس ببراءة: طب متحط إنت 


الشاب بكذب : مش هعرف لو الإشارة فتحت ومتحركتش هتحصل مشكلة ولازم أبقى مستعد

همس بابتسامة : طب خلاث ماثى 


وقفت على مقعد السيارة واقتربت منه لتضع وردة حمراء فى جيبه

استغل قربها منه وظل يشم رائحتها الطفولية الرائعة الممزوجة بالبراءة والتى لم يطمرها الزمن مهما مر


وضع يده على خصرها فخافت وابتعدت عنه بسرعة وهى ترتعش ووضعت بقية الورود فى السيارة وأمسكت مقبض السيارة مستعدة للخروج ووجهت كلامها للشاب 


همس: هات الفلوث بقى عثان أمثى 

الشاب : طب استنى بس


وحاول الاقتراب منها لكنها ابتعدت أكتر وهى تحاول فتح الباب بالرغم من عدم علمها بما يريده لكنه يزعجها ويقلقها 


ابتسم بخبث فقد أصبحت إشارات المرور فى صفه فتحرك بسرعة مع السيارات قبل أن تستطع الخروج 


همس ببكاء شديد وصراخ : بطّل ..... ضعايزة أمثى .... وقفهااااااا 


كل هذا والشاب يحاول لمسها بطريقة مقززة وهى تبكى 


الشاب بخوف: يا نهار اسود دا فيه ظابط بيفتش أعمل إيه دلوقتى


فتح باب السيارة من جانبها وألقاها بعيدا بلا رحمة

تدحرجت على الأرض وجرحت ركبتيها وأجزاء من ذراعيها حتى استطاعت الوقوف بالرغم من حزنها الشديد لفقدانها المال والورود إلا أنها فرحت بالتخلص منه فهو يقلقها 


وفى وسط تفكيرها اصطدمت بفتاة ما تكاد لا ترتدى ما يسترها


الفتاة بغضب وتدعى منى: إنتى غبية ومتخلفة إزاي الأشكال دى تقف هنا إنتى مش عارفة إنتى فين


همس وهى تقوس شفتيها بزعل طفولى: هكون فين يعنى 

منى: إنتى فى منطقة الأسد يا غبية 


همس بانبهار وهى تنظر فى كل اتجاه: الله فين... فين... ثورينى معاه بث من بعيد لاحثن يكلنى 

منى: بجد متخلفة أسد ده إنسان صاحب الشركة اللى وراكى دى يا حيوانة 


همس وهى تنظر وراءها بانبهار وبراءة : الله إيه المبنى ده يا بخته أكيد عنده أوض كتير ممكن لو طلبت منه يثلفنى وحدة هيديهالى 


منى باشمئزاز: أنا مش عارفة واقفة معاكى ليه أصلا 

همس: طب بالله عليكى دخلينى معاكى 

منى: هو إحنا رايحين المراجيح

همس: طب إنتى بتعملى هنا إيه طيب 


منى: لولا إنى مضطرة مكنتش هقف مع أمثالك على العموم مستنية حد يجيبلى ورق نسيته فى البيت


همس بفضول طفولى: ورق إيه


منى بغرور: ورق يخلينى أشتغل هنا


همس بحزن بسرها: يا ريتنى كان معايا فلوث كنت اثتريت ورق زيه يا خثارة 


جاءت فتاة أخرى وأعطت منى بعض الأوراق فأخذتها ولكنها أثناء استعدادها للدخول انزلقت فوقعت على الأرض 

استغلت الفرصة وأخذت أوراقها التى تناثرت وجرت بأقصى سرعتها 


منى بصياح: يا حرامية تعالى هنا 


ولكنها كانت ابتعدت مختبئة بإحدى الأماكن القريبة 

همس وهى تحدث الاوراق محتضنة إياها لصدرها: الله هثتغل بيكى وهيبقى معايا فلوث كتير 

لازم أرجع الثركة بث أما تمثى البت دى الأول 


بعد فترة وقد يئست منى من البحث فذهبت وهى تندب حظها بينما فرحت همس وجرت إلى الشركة


دخلتها بسهولة فمن بحجمها من الصعب رؤيته فقد تخفت فى مجموعة فتيات جاءوا من أجل الوظيفة الجديدة


_______________________________


فى مكتب أسد 


أسد بصياح: يعنى إيه يا شريف الورق اختفى


شريف: اهدى يا أسد هنعرف أكيد هو فين


أسد بغضب عارم: وإيه لازمتها أما نعرف ما هو اللى خده يقدر يصوره وبعدين يرجعه وغير كده دى تانى مرة تحصل 


شريف: خلاص بقى يا أسد وبعدين الأوراق مش مهمة أوى ..... كده كده إنت مش بتسيب الأوراق المهمة هنا


أسد وقد بدأ يهدأ: خلاص ماشى أخرج دلوقتى وقول لتسنيم تبدأ تدخل البنات


شريف بغمزة : تحب أساعدك وأشوف معاك قصدى مؤهلاتهم يعنى


أسد بابتسامة خفيفة: لا يا خفيف دى وظيفة ليا أنا أبقى شوفلك سكرتيرة خاصة وشوف براحتك طبعا قصدى مؤهلاتهم يعنى 


خرج شريف وهو يضحك وقد بلغ تسنيم بالأوامر وبدأت الفتيات تدخل واحدة تلو الأخرى


دخلت همس للغرفة ومعها الأوراق 


همس وهى تنظر الموجودين: ينهار اثود هما قالعين ليه وبعدين كلهم كبار ليه هو مينفعث ثغيرين يجوا هنا ولا إيه ... لا يا همث أكيد ينفع إنتى معاكى الورق متقلقيث هتثتغلى


نظرت سكرتيرة مكتب أسد للموجودين وقبل أن تنادى على الاسم التالى رأت همس


تسنيم وهى تتجه صوبها 


تسنيم : إنتى يا حيوانة إزاى تدخلى كده 

همس بعيون متسعة : أنا مث حيوانة 

تسنيم: لا دا إنتى قليلة الأدب كمان مش عارفة إزاى سمحولك تدخلى 

همس ببراءة: الكل دخل اثمعنا أنا بقى 

تسنيم بقرف : بعيدا عن إنك عندك خمس ست سنين كده إلا إنك جاية من الشارع يعنى جربوعة ولو مطلعتيش حالا هنادى الأمن يا معفنة إنتى


همس بصوت عالى وطفولى مغمضة عينيها بشدة: أنا عندى ثت ثنين ونث وأنا مث جربوعة ومث معفنة


وقبل إضافة كلمة أخرى 


فتح الباب فجأة وخرج منه شاب بالرغم من صغر سنه الذى لا يتجاوز الثامنة عشر إلا أن له هيبة وهالة مخيفة تجعل القلوب ترتعد رعبا


الشاب بصراخ وحدة : إيه الهمجية دى 


تسنيم بخوف ممزوج بإعجاب: يا فندم البت دى جاية من الشارع عايزة تشتغل فى الوظيفة الجديدة لا وكمان سرقت cv بتاع وحدة تانية وجاية بيه على إنها هى


أسد بعيون حمراء من شدة الغضب وهو ينظر فى كل الاتجاهات بحثا عن تلك الفتاة ولكنه لا يجدها 

كل من تطلع لهن يظهر من ملابسهن الترف واستعدادهن للوظيفة جيدا


أسد: هى فين أنا مش شايفها

همس ببراءة وعيون متسعة طبيعيا: أنا هنا بُث تحت 


قالت ذلك وهى تمسك بجزء من بنطاله بيدها الصغيرة وتحركه فى كل اتجاه حتى ينتبه لها 

نظر لأسفل فوجد طفلة تكاد تصل لركبتيه 


ولكنها ليست مجرد طفلة يا الله على هذا الجمال إنها كالملاك الصغير البريء والذى بالرغم من تلوث جسدها بالتراب وفستانها الطفولى الصغير القديم جدا إلا أن الدنس والتراب لم يستطعا أن يخفيا ملامحها كأنه يستحى من ذلك 


بالرغم من كل هذا إلا أن عيونها غريبة حقا لا يعرف لونها من بعيد كالثلج المتساقط فى ليلة ظلماء 


كل هذا دار بخلد أسد وهو ينظر لها كأن العالم توقف فى هذه اللحظة 


ما بك يا أسد إنها طفلة لا يجب عليك التفكير هكذا أنت الأسد لا أحد يؤثر بك لا تنسى من أنت 


همس بانبهار: إنت أثد ثاحب الثركة ثح 


أسد محاولا التماسك وهو يوجه كلامه لهمس: تعالى ورايا 


فرحت وذهبت وراءه رافعة رأسها بشموخ وكأنها تقول أنا فزت ودخلت مكتبه


أسد بعدما جلس على مقعده : اقفلى الباب وراكى


حاولت ولكنها لم تستطع فهى قصيرة جدا ولكنها لم تيأس فقد ذهبت لمقعد لترفعه ولكنها لم تستطع أيضا 


نظرت له ببراءة وكأنها تقول لقد فعلت كل ما بوسعى


يا الله لا أستطيع سأنفجر ضحكا ما كتلة البراءة واللطافة هذه أريد التهامها كاملة ....... كم هى لذيذة


ماذا ؟! ما بك أسد إنها طفلة


تحرك وأغلق الباب ثم عاد بمقعده مرة أخرى

أسد وهو يشير على كرسى مقابلا له: اقعدى 

جلست همس بصعوبة لطول الكرسى أو بالأحرى لقصرها


وهنا ولم يستطع كتم ضحكته أكثر فانفجر ضاحكا التهمها كلا من الكرسى والمكتب فلم يعد بإمكانه رؤيتها


أسد: ههههههههه طب ارفعى نفسك شويتين تلاتة أنا مش شايفك


تأففت .....أكثر ما تكرهه فى حياتها هو السخرية من قصرها


قامت وجلست على سطح المكتب أمامه مربعة رجليها


همس: ها هثتغل امتى


أسد بسخرية وهو يجاريها : مش لما أشوف مؤهلاتك الأول


أسد بجدية : ممممم اسمك إيه الحقيقى لإنى متأكد إنك إما سرقتى الملف أو شوفتيه فقومتى وخداه


همس بخزى: همث


أسد: طب فين عيلتك 

همس بحزن: مث ليا حد انا معرفث مين بابا 

وماما ثابتنى لوحدى من وأنا ٤ ثنين


حزن أسد بشدة عليها ثم قال: طب إنتى عايشة فين

همس: فى الثارع


يا الله ماذا يفعل الآن هل يتركها فى الشارع 

لا مستحيل سيكون خطرا على كتلة اللطافة تلك


آااه وجدتها ملجأ سأرسلها لملجأ لتتربى مع غيرها

من الفتيات و.... والأولاد؟؟!


لا لا لا لا مستحيل أن أتركها مع أولاد يتمتعون بجمالها


يا الله ما بك أسد إنها طفلة اتركها فى الملجأ 


وهنا رد قلبه مستحيل أتخلى عنها إنها لى 


وبعد حوار طويل أقنع أسد نفسه أنه فقط يخاف عليها لذلك سيأخذها ويهتم بها


أسد: همس إيه رأيك تعيشى معايا وأجبلك أكل ولبس ولعب كتير اعتبرينى صاحبك


ماذا هل تتوقعون أن يجعلها تعتبره أب أو أخ لها هذا من رابع المستحيلات


همس بفرحة : بجد 

أسد: أيوة بجد يا ملاكى


همس بتعجب : ملاكى!... بس أنا اثمى همث مث ملاك 

أسد: عارف بس أنا حاسك الملاك بتاعى فهتبقى ملاكى 

همس: خلاث وإنت هتبقى أثدى


هل سمعتم صوت ضربات قلبه يكاد يجزم أن من بالخارج سمعها اهدأ أسد إنها تثق بك لا تخيفها


أسد: يبقى خلاص تعالى بقى 


حملها أسد ووضعها على أريكة أمامه حتى يستطيع رؤيتها جيدا


أسد وهو يملس على شعرها الأسود الناعم : خليكى هنا هخلص وهنخرج مع بعض ماشى

همس : ماثى


وبدأ أسد يختار سكرتيرته الخاصة ووقع اختياره فى النهاية على فتاة جميلة محجبة ترتدى ملابس محتشمة تسمى ياسمين

فوجهها الأبيض البشوش الخالى من مستحضرات التجميل يدل على احترامها وغير ذلك فقد أحبتها همس وهو يريد من يهتم بملاكه أثناء انشغاله بعمله


أسد وهو يحمل همس: يلا بقى يا ملاكى خلصنا تعالى نروح الأول نرتاح وبعدين نروح المول نشتريلك حاجات

همس: ماثى


وهنا دخل شريف 

شريف بمرحه المعتاد: يا أهل الد.... إيه ده مين دى 

أسد : دى همس الفرد الجديد فى عيلتنا


وحكى أسد له باختصار ما حدث 


شريف وهو يقترب: يا ربى على الجمال ...... بقى دى جاية من الشارع؟! ده على كده إحنا جايين من المقابر بقى يخربيت حلاوتها متجوزهالى يا عم بما إنك بقيت أبوها 


قال جملتها وهو يلاعب خديها الممتلئين وسط ضحكات همس فقد أحبته


أسد بغضب وصراخ وقد أعمته الغيرة وأبعد يد شريف بعنف: احترم نفسك يا شريف متقربش منها تانى وأنا مش أبوها

شريف: يخربيتك براحة الله.... بس برضو حلوة


لو كانت النظرات تقتل لوقع شريف صريعا 


شريف: خلاص يا عم أنا خوفت بجد بس دلوقتى محدش هيوافق عليها فى القصر


أسد بلا مبالاة وهو يلاعب همس التى بدأت تنام : غصب عنهم هيوافقوا ولو موافقوش هخدها وهمشى وإنت عارف إنى ملياردير ومعايا فلوسى الخاصة اللى أقدر أعيش بيها ألف سنة من غير فقر 

بس جدك هيخاف أبعد عنه وهيضطر يوافق 


شريف: خلاص إنت وراحتك على العموم أنا قربت أخلص وهبقى أروح يلا سلام 

أسد: سلام


نظر أسد لملاكه فوجدها نامت على يديه بسلام وهى مستندة على كتفه 

ظل يتأملها ويتفحص كل إنش بها ثم اقترب برأسه منها ودفن رأسه فى عنقها وهو يشتم رائحتها الطفولية 

قبل أعلى جبينها وشعرها اللامع


أسد: إنتى دخلتى عرين الأسد ومش هتطلعى منه أبدا إلا وأنا معاكى واليوم ده هو موتنا لإن حتى الموت لما ياخدك هياخدنى معاكى 


ياسمين: فتاة جميلة محجبة بعيون عسلى عمرها  ٢١ مازالت تدرس فى الجامعة ومع ذلك فهى لها مؤهلات عالية وشديدة الذكاء


                                  بقلم : إسراء الزغبى

3/4/5

خرج  من مكتبه حاملا همس النائمة بسلام وعمق فى أحضانه فمر على تسنيم 


أسد ببروده المعتاد: إياكى ثم إياكى أشوفك بتتعملى معاها كدا تانى دا أول تحذير ليكى 


نهضت مصدومة من حديثه عن تلك الشمطاء الصغيرة


اقترب أسد من تسنيم ناظرا بعينيها مباشرة مما أربكها من هالته الجذابة والمخيفة بنفس الوقت


أسد: المرة دى تحذير عشان مكنتيش تعرفى بس المرة الجاية فيها موتك وإنتى عارفة أنا أقدر أعمل إيه كله إلا هى فاهمة 


عقدت الصدمة لسانها ولم تجب عليه 


أسد بصياح: فااااااهمة 

تسنيم بخوف: أيوة أيوة فاهمة حضرتك


ابتسم أسد بجانبية: شاطرة أتمنى تنفذى اللى فهمتيه بقى 


ابتعد عنها فأدركت الآن أنها كانت تحبس أنفاسها 


أسد بصرامة: مش عايز إزعاج النهاردة أو بكرة كل الشغل توديه لشريف ولو حاجة ضرورى تستنينى أما أرجع كمان يومين


رحل أسد دون أن يبالى حتى بردها ولم يهتم فكل ما يريده بين يديه.... فى أحضانه تنام بأمان وكأنها تعلم أن من تحتضنه يفديها بروحه فقررت الاطمئنان وترك زمام الأمور له 


بينما وقفت تسنيم وهى تغلى من الغضب: ماشى والله لأوريكى يا جربوعة بقى يزعقلى عشانك .... بس ليه مهتم بيها أوى كده؟!!!! ... لازم أعرف 


خرج من الشركة وركب سيارته بالمقعد الخلفى آمرا السائق بالتحرك إلى القصر 


أسد بهمس لتلك النائمة على أقدامه: مش عارف إيه الجديد فيكى يخلينى أتشد ليكى بالطريقة المرعبة دى.... اللى تخلينى ممكن أقتل أى حد يقرب منك أو يلمسك أو حتى يبصلك مجرد نظرة 

مش عارف ليه بنجذبلك وبعدين الإنجذاب بييجى ليه...  إنتى لسة طفلة صغيرة

عشان البراءة ممكن إنتى عندك براءة بس معاها طفولة 

وأى حد ينجذب لواحدة بريئة بس عاقلة وكبيرة ومناسبة ليه مش طفلة بريئة 

ولو قولنا متعلق بحاجة جديدة دخلت حياتى 

فإنتى مش أول طفلة أشوفها أنا بنيت ملاجئ كتير وبزور أطفالهم كل مدة ومحدش شدنى  وشوفت أطفال لناس بشتغل معاهم بنفس براءتك منكرش إنى كنت بحب أهزر معاهم بس كمان كنت بحس معاهم بأبوة إنما إنتى .... أنا حتى مش قادر إنى أقولك أنا أبوكى أو أخوكى لما شريف قالى إنى هكون أبوكى اترعبت من مجرد الفكرة دى... خوفت تعتبرينى فعلا كده .... واتخيلت إنى بسلمك لجوزك... صدقينى عمرى ما اترعبت قد ما اترعبت لما اتخيلت ده .... عشان كده أنا هعوضك عن شعور الأب والأخ  اللى مفتقداهم بس عمرى ما هسمح إنى أكون أبوكى أو أخوكى فعليا 

مش عارف ده عشق ولا تملك ولا مجرد إعجاب بس اللى أعرفه إنك أكيد هتغيرى حاجات كتير فى حياتى يا كل ما أملك 


ثم لثم جبينها بلطف 


ضمها إليه أكثر وأكثر عله يشعر بالأمان 


________________________


فى مكان آخر  بإحدى المنازل الفخمة ما 


سمر: أوووف بقى 


مازن بوقاحة وهو يتفحصها على الفراش:  مالك بس يا جميل 

سمر بزهق: إزاى لحد الآن مش حاسس بيا دا أنا مجنونة بيه ومستعدة أعمله كل اللى عايزه وبردو مش قابلنى فى حياته 

مازن: معلش يا جميل سيبك منه وخليكى معايا أنا 

قالها وهو يقترب منها مرة أخرى 


سمر وهى تبعده:  اللى بينا سد فراغ مش أكتر أنا أدفعلك وإنت تعمل اللى أنا عاوزاه غير كده متعشمش نفسك كتير 


مازن بزهق: إيه لازمته الكلام ده يعنى 

سمر: عشان حساك بدأت تنسى نفسك لأ فوق إنت من غيرى كان زمانك لسة مرمى فى المطاعم عمال تجرى على شغل من مطعم للتانى فمتنساش أصلك ولا تنسى أنا مين


مازن بتشفى وشماتة: وهو لما إنتى جامدة أوى كده ليه مش معبرك 

سمر بغضب: ماااازن احترم نفسك أنا بعشقه ومش عايزاه ييجى غصب 

مازن: أسد ضرغام ييجى غصب؟! ده إزاى ده إن شاء الله

سمر: عادى لو قولت لجدو إنى مش بنت هيبقى عايز حد يدارى الفضيحة وهيلاقى مين غير أسد يعنى 


مازن: بس ده يموتك

سمر: جدى ميهمهوش غير الفلوس والسلطة والسمعة لكن الباقى لا ... يعنى مثلا هو عارف إنى مش بحضر ولا دروس ولا مدرسة وبكلم رجالة كتير ودايما فى النايت كلاب وبيكتفى بتحذير بس ... يعنى برأيك ماجد بيه ميقدرش يمنعنى مثلا ... لا يقدر طبعا بس طالما محدش طلع كلمة وحشة على العيلة يبقى خلاص مش همه 


مازن: طب ومعملتيش كده ليه

سمر: قولتلك بعشقه ومش عايزاه يتجوزنى غصب

لأ عايزاه يحبنى بس فعلا لو مجاش بمزاجه هجيبه غصب 


ثم أردفت بوقاحة وهى تغمزه: مش كفاية كلام ولا إيه

مازن: طبعا يا قمر

لينغمسوا فيما حرمه الله 


________________________________


فى قصر ضرغام 

يدخل أسد القصر حاملا ملاكه ليقف الجميع مستغربين لهذه الطفلة والتى لا يروا فيها إلا ترابا فقط 


سمية بقرف: مين دى ؟!

أسد ببرود بعد أن جلس على الأريكة 

وعلى قدميه همس

أسد: دى ليها اسم وهو همس 

سعيد: وبتعمل إيه هنا يا ابن صلاح

أسد: هتعيش معانا يا ... أخو صلاح


سامر بغضب وصوت مرتفع: يعنى إيه هتعيش معانا هى زريبة هنلم فيها بهايم المقرفة دى تطلعها بره مش ناقصين هبل على المسا 


خرج الجد من غرفته على أثر الصوت العالى 

ماجد بغضب: فيه إيه

سامر بحقد : شوف ابن الغالى بتاعك جايب واحدة من الشارع وعاي........

توقف عن الكلام وتراجع للخلف بخوف عندما وجد أسد يقوم فجأة حاملا همس 


نظر له أسد باستهجان ثم صعد لأعلى لغرفته وهو يقول: أنا مش هتناقش دلوقتى لسببين الأول إن ملاكى تعبانة وعايزة تنام وهتصحى على الصوت العالى والتانى إنى مش هعيد كلامى مرتين فهستنى سمر وشريف أما ييجوا وبعدين نتناقش ومش عايز أى إزعاج ثم صعد ببرود وكأنه لم يفجر أى قنبلة بكلامه هذا 


سمية بغضب: شايف يا عمى بيعمل إيه مهو من دلعك


ماجد بغضب وهو يضرب الأرض بعكازه: سمية احترمى نفسك إنتى نسيتى أصلك ولا إيه وأسد ليه حساب معايا بس زى ما قال لما نتجمع كلنا


صعد لغرفته هو الآخر  تاركا الثلاثى الحاقد يخططون 


سمية: إيه إحنا هنسكت ولا إيه 

سعيد: لأ طبعا نسكت إيه ده هو لوحده وواكل الفلوس علينا أمال أما يجيبلنا واحدة تكمل مسيرته لأ والواضح إنها من الشارع يعنى هيصرف عليها كتير 


سامى: وحياتكوا لأخليه يجيلى راكع هو وكل اللى بيحبهم .. مهو لو ابنك شريف يساعدنا ضده ... لكن ده غبى ٠٠٠٠٠ ما قولتلكم من الأول نعرفه إن جدى كاتب كل حاجة لأسد وهو أكيد هيساعدنا ..... دا حقنا 


سعيد بارتباك: لا ..... انت وعدتنا مش هتقول لحد 


سامر باستغراب: ليه يعنى

سمية: خلاص بقى يا سامر ...... وبعدين معلش يا حبيبى بكرة يعقل ويعرف إن ملوش غيرنا وخلينا نستنى أما نشوف النقاش المهم أوى عن الشوارعية دى 


____________________________________

فى الأعلى بغرفة أسد

وضعها برفق على سريره وقبل جبينها 


أسد: معلش مضطرين نستحملهم... لولا إنى عارف إن مهما كان جدى قاسى إلا إنه شهم وبيحمى كل اللى تحت إيده حتى لو عدوه كنت خدتك بعيد بس كان هيبقى بالى مشغول وخايف لسمية وسعيد واولادهم يأذوكى بس متقلقيش إنتى هتبقى معايا فى كل لحظة ومش هسيبك أبدا 


وغطاها جيدا ثم ابتعد عنها ليغير ملابسه فخلع الجاكت الخاص به والذى امتلأت بعبقها الطفولى الرائع فاستنشقها  دون كلل أو ملل وكأن العالم يتوقف على ذلك وأثناء استكماله تغيير ملابسه لاحظ على قميصه قطرات دم


أسد باستغراب: إيه الدم ده أنا متعورتش من حاجة 

ثم جاء بباله ملاكه فجرى إليها برعب وهو خائف وانتشلها من فراشه متفحصا إياها  حتى وجد جروح تملئها


يا الله إن الدماء من ركبتيها وساقيها ماذا حدث لها 

أسد بحزن: آسف يا ملاكى إنى مأخدتش بالى من جرحك 


وضعها على الفراش مرة أخرى وأحضر علبة الإسعافات وأثناء محاولته لتطهير الجرح ظهر الألم على معالم وجهها فاستيقظت وتثاءبت وهى تفرك عينيها بطفولية شديدة


كل ذلك تحت نظراته الحانية

همس وهى تنظر للغرفة بانبهار: الله... إحنا فين يا أثدى 


أسد بفرحة لأنها مازلت مصرة على الاسم الذى لقبته به ولم تنساه : إحنا فى بيتى يا ملاكى واللى هو بقى بيتك دلوقتى 

همس: بجد ... أنا هعيث هنا الله ... وهبقى زى الأميرات اللى بثوفهم على المحلات 

أسد: أيوة يا حياتى وهتبقى أحسن كمان 


ثم تذكر جرحها فأمسك يدها وهو يطهرها 


همس وعينيها بدأت تمتلئ بالدموع: أثدى لأ بتوجع أوى وبيحرقنى

أسد بمواساة: بس بس يا حبيبتى إحنا خلصنا أهو .... بس خلاص شطورة 


ثم قبل عينيها الباكيتين لتضحك بطفولة وهى تقول 

همس بطفولة: أنا قوية ومكنتث خايفة إنت اللى كنت خايف 


سحرته ضحكتها ودعا أن تظل دائما تضحك فهذا يكفيه


أسد بمرح غير معتاد : بتجبيها فيا يا مكارة على العموم ماشى ياستى هعديها .... المهم دلوقتى قوليلى اتعورتى من إيه؟! 


بدأت همس تحكى له ما حدث معها ولم تنتبه لذلك الذى أصبحت عيونه حمراء بشده وحدقتيه اسودا بطريقة مخيفة ووجهه احمر وانتفخ كأنه سينفجر فاحتضنها بسرعة حتى لا تراه بهذه الحالة 


أسد وهو يحاول كبت غضبه: خلاص يا ملاكى متخافيش أنا جنبك دايما .. قوليلى بقى تاكلى تحت ولا هنا ..... ملاكى إنتى سمعانى 


أبعدها قليلا ليجدها نامت من جديد فابتسم عليها ثم أكمل تغيير ملابسه وعند إنتهائه وضعها كاملة فوقه فأصبح هو سريرها وهى غطاؤه  ونام ولأول مرة والبسمة على وجهه وهو يشعر بحنان وأمان غريب بجانبها


مازن: ٢٥ سنة تخرج من كلية حقوق ذو ملامح جميلة هادئة متمكن فى مجاله وكان من الأوائل فى جامعته ولكنه لم يحظى بأى فرصة لفقره الشديد ولأنه تربى فى ملجأ وظل يعمل فى المطاعم حتى قابل سمر واضطر للإتجاه لهذه الطريقة حتى يعيش


                                  بقلم : إسراء الزغبى

ملاك_الأسد


بارت 4

*********

استيقظ فجرا وأحس بثقل خفيف على صدره فنظر لهذا الثقل فوجد ملاكه نائمة بسلام وقد احمر وجهها بسبب آثار نومها وهى تحتضنه بيديها الصغيرتين وقد أحاطته بقدميها الصغيرتين حول خصره فكان مشهدا رائع بها دفء وحنان


لا يعلم لما لوهلة تخيلها تحمل أطفاله منتظرة إيه من العمل


ودعا خالقه أن يحقق مراده سرعان ما أزالك الفكرة من رأسه مستغفرا ربه

ظل يتأملها لمدة ليست قصيرة حتى أذان الفجر فحاول أن يتحرك بخفة دون أن يوقظها ولكنها استيقظت 


ظلت تتثاءب وتفرك عينيها ثم نظرت ٱلى أسد فابتسمت بشدة

همس: ثباح الخير يا أثدى

أسد: صباح النور يا ملاكى .... يلا بقى بما إنك صحيتى فلازم ناخد شاور عشان نبقى حلوين 


همس: يعنى إيه ثاور

أسد : يعنى تستحمى يا حبيبتى

همس بحماسة: الله فى هنا نافورة

أسد: نافورة ليه؟!

همس ببراءة: أنا كنت بثتحمى فيها


أسد بغيرة شديدة وبدأ يضغط على خصر همس دون قصد: بتقلعى هدومك وتستحمى إزاي أدام الناس


همس بتألم: آه إنت بتوجعنى

أسد بعدما انتبه لنفسه خفف قبضته وقبل جبهتها: آسف ... آسف يا حبيبتى ... أوعدك مش هيحصل تانى 


همس ببراءة ولطف: مثامحاك خلاث وأنا مث هزعل منك أبدا ....... وأنا مث بقلع هدومى أنا بثتحمى بيهم


وأخيراً أخرج أنفاسه براحة


أسد: طب تعالى بقى تاخدى شاور وتغيرى هدومك عشان هتتفرجى عليا وأنا بصلى


همس: بجد .... يلا أنا عايزة أتعلم إزاى أثلى ..... بث هو .... يعنى ....


الأسد بحنان: مالك يا حبيبتى متخافيش أو تترددى أبدا وإنتى معايا 


همس: أصل أنا أتكثف إنك تثوفنى بثتحمى وأغير هتومى


انفجر أسد ضاحكا على ملاكه وكلامها المضحك ولكنه شعر بالفخر بأنها تحافظ على نفسها حتى أمامه

سرعان ما تحول لحزن

فهو متأكد أن كلامها غير سليم لوحدتها وعدم تواصلها مع الأشخاص


أسد فى سره: طب مين هيساعدها أكيد مش رجالة بس برضوا مش عايز ستات يشوفوها ؟!؟! 

المهم مصلحتها


أسد : خلاص يا ملاكى خليكى هنا وأنا هنزل هنادى على خدامة تساعدك

همس: ماثى


حملها واضعا إياها على الفراش وهبط لأسفل 


بعد مدة جاء مع خادمة


حملها حتى وصل بها للمرحاض قبل جبهتها ثم تركها 


أسد فى الهاتف: ها لقيتوه 

الرجل: أيوة يا باشا حظنا إن كاميرات المبانى عرفت تجيبه وجيبنا الفيديو


أسد: تبعتلى الفيديو ... وتروقه كويس وبعدين لبسه قضية مش أقل من خمس سنين سجن

الرجل: حاضر يا باشا .... والفيديو ثوانى ويبقى معاك

أسد: تمام


أغلق الخط وبعد ثوانى وصل له الفيديو فرأى ملاكه تقذف من السيارة وكأنها لا تسوى شيئا 


ضغط على يده بشده ثم مسح الفيديو

أسد لنفسه: دا جزاء أى حد يفكر يمس ملاكى بسوء


بعد مدة خرجت الخادمة 

الخدامة: أسد بيه همس ملهاش هدوم جديدة تلبسها

أسد: أولا متنطقيش اسمها قولى الهانم الصغيرة 

... ثانيا امسكى ده 


وأعطاها قميصا أبيضا له فأخذته الخادمة وألبست همس 


خرجت همس مرتدية القميص وما إن نظر لها أسد حتى انفجر فى الضحك حتى كادت أن تنقطع أنفاسه


يا الله سأجن منها بالتأكيد!!! هذا ما فكر به أسد وهو يراها كالخيمة البيضاء ذات رأس صغير بالمنتصف


قميصه قد تحول إلى جلباب عليها 

جزء ليس بالصغير منه على الأرض فأصبحت قدماها غير ظاهرة كيديها التى يغطيها نصف الكم والباقى على الأرض مثل أخيه فى الأسفل


نظرت الخادمة ببلاهة وهيام لأسد بالرغم من أن عمرها ضعف عمره!! لكن من لا يتمنى نظرة من أسد؟!


وكأن الله حقق لها أمنيتها فنظر لها أسد ولكنها نظرة قاتلة ؟! 

خرجت مسرعة بارتباك من غرفته 


رفعت همس ذراعيها لأعلى ليحملها 

حملها بحنان وهدوء

همس بخجل سحره: إنت جعان يا أثدى؟!

أسد متصنعا الغباء فهو يعلم بجوعها ويريدها أن تقولها صريحة ولا تخجل منه: لأ


نظرت له همس بصدمة ثم قالت

همس: لأ إنت جعان ومكلتث يلا عثان آكل .. قثدى تاك.... ثم قطع كلامها صوت معدتها العالى الذى يصرخ ويعنفها فهذا ليس وقت خجل 


ضحك أسد وسط خجل همس ثم قال بلطف

أسد: تعالى يا حبيبتى هصلى علطول وهننزل تاكلى كتير واقعدى هنا شوفينى بصلى إزاي وأنا هعلى صوتى 


وبعد انتهائه من الصلاة انطلق بها لأسفل


______________________________


فى مكان آخر

ارتدت سمر ملابسها واستعدت للخروج

سمر: سلام يا مازن وخد دول فلوس يكفوك شهر بحاله 


مازن بقرف ليس منها فقط بل من نفسه أيضا: تمام

بس خلينى أوصلك بعربيتى كدا كدا أنا نازل أشترى حاجات

سمر بتهكم وشماتة: قصدك العربية اللى جبتهالك.. على العموم أوكى يلا


خرج مازن وسمر ونزلت بعيدا عن القصر حتى لا يراها أحد


أثناء عودة مازن لشقته وجد مجموعة من الشباب تجرى خلف فتاة ما


مازن وهو يترجل من سيارته: إيه اللى بيحصل هنا 


ما إن رأته الفتاة حتى ارتمت فى أحضانه


أحس مازن بشعور غريب عليه فأصبح قلبه ينبض بشدة وبدون وعى منه قرب أنفه ليشم عطرها يا الله إنها رائحة الياسمين 


بينما الحال لم يختلف عندها فبالرغم من خوفها إلا أنها أحست بأمان ودفء غريب معه


خرج كل منهم من سكرته على أيدى انتشلتها من أحضانه


نظر بغضب لهؤلاء الثلاثة فعرف على الفور أنهم سكارى 


مازن بهدوء مفتعل: سيبوها 

أحد الشباب: طب مهى تكفينا كلنا يا برنس

مازن بغضب وغيرة لا يعرف سببها: ماشى يا روح أمك


وفجأة أصبح هذا الشاب على الأرض ينزف الدماء من وجهه


خاف الآخران ففرا بسرعة وهما يحملان  صديقهم فاقد الوعى 


الفتاة: شكرا بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن يحصل إيه 


مازن بعصبية وهو يمسكها من ذراعيها: مهو مفيش واحدة محترمة بتخرج الفجر من بيتها وماشية كمان فى شوارع زبالة


الفتاة بدموع: أنا آسفة بس المفروض إن حضرتك متحكمش من غير متعرف حاجة وعلى العموم شكرا تانى 


وكادت أن تذهب ولكن منعها مازن محاولا أن يهدأ: خلاص يا ستى أنا اللى آسف بس خلينى أوصلك مينفعش أسيبك تمشى كده 


الفتاة وقد اقتنعت بكلامه: ماشى


مازن بابتسامة وفرحة لأنها وثقت به: تعالى يلا


فى السيارة

مازن: بالمناسبة اسمى مازن وإنتى 

الفتاة: ياسمين 


يا الله كنت متيقن أن اسمها كرائحتها الزكية


مازن: طب إنتى فين بيتك وإيه اللى خرجك بالليل كده

ياسمين: أنا كنت بجيب دوا لماما وبيتى فى ............


مازن : أوكى بس حاولى متخرجيش تانى بالليل كده


هزت ياسمين رأسها موافقة وهى تستغرب حالها فهى كانت دائما الفتاة المتمردة حتى ولو كانت على خطأ ما بها الآن خاضعة له؟!


________________________________


فى قصر ضرغام 


هبطت همس للأسفل محمولة كالعادة فوجدت مائدة بها كل ما كانت تراه سواء على الأوراق أو فى المطاعم أو التلفاز بالرغم من أنها لم تذقه يوما أو تعرف اسمه ولكن شكلهم كان كاف لوصفهم 


أسد للخادمات: جهزتوا كل أنواع الأكلات اللى قولت عليها 

ردت إحداهما: أيوة يا بيه وعملنا عصير ولبن لهم... قصدى الهانم الصغيرة 


فهى علمت من صديقتها ما حدث ألا تنادى الطفلة باسمها


أسد برضا: تمام روحوا إنتوا ناموا والوقت اللى ضاع منكوا فى التحضير بالليل خدوا قده أجازه بكرة واللى مصحاش هو اللى يشتغل 


الخادمات بسعادة: حاضر يا بيه 

برغم عصبيته وبروده إلا أنه حكيم وعادل كمن هم فى الخمسين من عمرهم


نظر أسد لهمس فابتسم بشدة على مظهرها 

عينيها متسعتان ويكاد يخرج منها قلوب موجهة للمائدة وفاتحة فمها للغاية 


أسد وهو يقبل وجنتها : يا ربى على الجمال ده عايز أكلك

همس ببراءة: ماثى كلنى بث ثيبلى الأكل ده ليا لوحدى


ضحك أسد بشدة وقال: يا حبيبتى كل حاجة ليكى لوحدك 


ثم تنهد وأضاف فى سره: حتى أنا


جلس أسد مع همس وهو يطعمها حتى شبعت 

ثم أخذها لأعلى ليناموا فغدا يوم شاق لهما


_______________________________


فى منطقة شعبية 

مازن : فين بيتك؟!

ياسمين: اللى هناك ده 

ياسمين: أيوة هنا ... سلام

مازن: سلام


وظل يراقبها وهى تبتعد حتى دخلت منزلها فتنهد وتحرك لمنزله 


دخلت ياسمين منزلها


أمها وتدعى ثريا: مين اللى كنتى راكبة معاه يا ياسمين 

ياسمين : دا مازن يا ماما .... وحكت كل ما حدث


ثريا: ما أنا قولتلك نستنى بكرة تجيبى الدوا مسمعتيش كلامى..... بس يا حبيبتى مكنش ينفع يوصلك لحد البيت لو حد شافك هيطلع كلام وحش

ومينفعش تركبى معاه أساسا 


ياسمين: خلاص آسفة يا ماما والله مفكرت فى كده وبعدين خدى بقى الدوا يلا عشان قلبك ميوجعكيش

ثريا: حاضر يا حبيبتى


_____________________________


فى الطريق إلى منزله رن هاتفه 

مازن: ألو 

المتصل:..............

مازن بصراخ والدموع فى عينيه : إييييييه أنا جاى حالا

ثم أغلق الهاتف وهو يسرع بالسيارة ويصرخ بشدة والدموع تنهمر على وجنتيه ثم صرخ فجأة

مازن: لاااااااااااااااا


_______________________________


فى مكان ما 

الشاب: إنتى غبية بتسرقيلى ملفات ملهمش لازمة أنا عايز ملفات مهمة 

الفتاة: وأنا ذنبى إيه؟ وبعدين إنت نفسك مش عارف تجيبهم أنا هعرف

الشاب: تسنيييييم إنتى نسيتى أنا مين ولا إيه تشوفى الملفات المهمة بيخبيها فين أنا بدور فى كل حتة مش لاقى حاجة 


تسنيم: خلاص هحاول مع إنه بقى مش بيطيقنى أكتر بعد الجربوعة الصغيرة دى


الشاب: أما نشوف البيه هيعمل إيه تانى


_____________________________


فى قصر ضرغام

بغرفة سعيد وسمية


سعيد: بقولك إيه يا سمية متكلمى مع سمر مينفعش اللى بتعمله ده.... دى لسة راجعة البيت من شوية


سمية: سيبها تعيش حياتها البنت فى ثانوية ومضغوطة الله


سعيد: والله ساعات بحس إنى فعلا مليش إلا شريف اللى هيبقى سندى وسامر اللى شكلنا هنضيعه 

سمية: إنت بتفرق بين شريف وسامر ليه ..... الواد سامر بيصعب عليا

سعيد: وهو فين سامر ... ابنك لسة بره لحد الآن .... والله خايف يطلع كلام أبويا صح وأنا اللى غلط


سمية بخوف أن يذهب كل ما تفعله هدر: إنت هتنسى معاملة أبوك ليك ولا إيه فاكر أما كان بيحب صلاح أكتر منك وبيحققله كل اللى هو عاوزه مع إنك الكبير 


سعيد وقد أعماه الحقد مرة أخرى: ودى حاجة تتنسى معاكى حق يا سمية 

سمية بخبث: يبقى تعقل بقى ونفكر إزاى نخلص من المشاكل مع إنى قولتلك حلها كذا مرة


سعيد: وأنا قولت مستحيل أنفذ اللى فى دماغك ده على جثتى

سمية بسرها: مهو شكله فعلا فى الآخر هيبقى على جثتك 


يتبع.....

     بقلم : إسراء الزغبى


******************

الكلام مني انا🤔

خبر جميل😻😹بسبب تفاعلكو الحلو دا قررت انزل حلقتين ف اليوم تحبو بقا يكون واحده الصبح وواحده بالليل ولا انزل الاتنين بالليل عرفوني وهاخد بالاغلبيه والي مش هيرود مش هنزل غير فصل واحد بس وقد اعزر من فزر😹🙄🙄 وشكرا

ملاك_الأسد


البارت ٥

فى مكان ما حيث ملجأ تابع لعائلة ضرغام 


 يجرى بين الطرقات والدموع فى عينيه 


دخل غرفة ما  فوجد الطبيب واقف أمام هذا الجسد الهزيل وعلامات الأسف على وجهه


اقترب مازن منها وهو يبكى: ماما ... قالوا إنك عايزانى أنا جيت يا روحى


نظرت له المرأة بوهن فهى على حافة الموت: قوله يطلع يا مازن عايزة أتكلم معاك لوحدك 


خرج الطبيب بعدما طلب ذلك 


مازن وهو يحاول الابتسام: جرى إيه يا سوسو بتدلعى وعاملة نفسك عيانة ليه


سعاد بابتسامة وهى تتلمس وجهه: خلاص يا مازن أنا عمرى لغاية هنا وبس أنا ربيتك من أول لحظة جيت فيه هنا كنت إنت لسة بترضع وعيلتك ماتت بعد ما البيت ولع بيهم ووقتها ابنى كان مات

فخدتك واعتبرتك ابنى ورضعتك وفضلتك عن كل اللى كانوا فى الملجأ وإنت كنت نعم الابن ماعدا فى حاجة وحده بس


مازن: إيه يا ماما الكلام ده ارتاحى بس

سعاد: أنا هرتاح فعلا بس بعد ما أقولك اللى أنا عايزاه


ثم أضافت ببكاء: مكنتش أعرف إنى أم فاشلة كدة لدرجة إن ابنى يبقى زانى ويعيش من فلوس حرام 


مازن وهو يحاول التكلم: ما ......


سعاد: اسمعنى للآخر يابنى إنت بقالك مدة متغير وبتغيب كتير فخليت حد من الميتم يراقبك وعرفت إنك على علاقة بسمر ويا ريته جواز لأ دا بالحرام ..

عارف نتيجة الحرام ده إيه يا مازن .... إن الدوا اللى بتجيبه ليا طلع مضروب وزودلى التعب وهو اللى بيموت فيا بالبطئ دلوقتى... أنا مش بعاتبك لأ أنا بشكرك لإنى مكنتش هقدر أعيش بعد اللى عرفته عنك ده ..... بس لو عاوزنى أسامحك وأرضى عنك روح لأسد إنت رفضت كتير تروحله وتطلب منه المساعدة ودلوقتى أنا بترجاك تروحله وتخليه يسامحك ويحميك من ماجد واللى هيعمله فيك لو عرف وأسد فيه الخير هو اللى خد باله من الملجأ ده وبيوفرله كل حاجة وكان بيعتبرنى أمه التانية ومتأكدة إنه هيسامحك 


مازن وهو يحتضنها بانهيار وبكاء شديد:  حاضر هعمل كل اللى إنتى عاوزاه بس سامحينى ومتسبينيش إنتى اللى باقيالى ... ماشى .... ماما مش بتردى ليه 


نظر لها مازن 


وجدها صامتة فروحها قد ذهبت لخلاقها 


ظل مازن يحتضنها وهو يبكى بشدة وكيف لا فهى من عوضته عن كل شيء 


دخل الطبيب بعد سماع البكاء فعلم بموتها وأبعد مازن عنها وبدأ باتخاذ الإجراءات لدفنها وكل هذا ومازن صامت لا يشعر بأى شيء


_____________________________


فى قصر ضرغام 

يستيقظ أسد على صوت الهاتف فيسرع بالإجابة حتى لا تستيقظ ملاكه ثم يزيحها من عليه ويضعها على الفراش بهدوء ويخرج للشرفة

أسد: ألو 

المتصل: أستاذ أسد معايا

أسد: أيوة مين معايا

المتصل: أنا مدير الملجأ اللى حضرتك مسئول عنه

وحبيت أبلغ حضرتك إن مدام سعاد ماتت انهاردة وإحنا هنغسلها والدفنة كمان ساعتين 


انصدم أسد بشدة فهو كان يحبها فقد عوضته قليلا عن حنان الأم 


أسد بجمود: ساعة بالظبط وهكون هناك متدفنش إلا أما آجى

المتصل: حاضر يا فندم


أغلق أسد الهاتف ثم تنهد بحزن 


شعر بأيدٍ صغيرة تشد على بنطاله ليخفض بصره فيجد ملاكه تنظر له ثم ترفع يديها ليحملها 


ليتنهد وهو يزداد تعلقا بهذه الصغيرة 


حملها بين يديه 


ليتوقف نبضه وهو يشعر بشيء ناعم ورطب على خده ليجدها كرزتى ملاكه الممتلئتين تعانقان وجنته 


ابتعدت عنه فبدأ قلبه بالنبض من جديد وابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لها بشرود


همس : متزعلش يا أثدى

أسد وهو ينظر لها ببلاهة: هااا

همس: أنا ثوفتك زعلان وحزين فقولت أثالحك زى أحمد


أسد عاقدا حاجبيه والصغيرة تفتك به فكيف لها أن تنطق اسم أحد آخر غيره


أسد بغضب شديد وبدأ الضغط علي خصرها بيده: مين أحمد ده 


همس ببراءة وتألم: دا ثاحبى كنت لما بزعل كان بيبوثنى من خدى بث هو بعد عنى وبقى بيثتغل فى مكان تانى 


احمرت عيونه بشدة واسودت حدقتيه وهو يتخيل أحد يقبل ملاكه 


أسد بصراخ وعصبية وهو يصيح بها: إزااااااى إزاااى تخلى حد يبوسك إيااااااكى حد يعمل كدة تانى إنتى فاهمة ..... فااااااهمممممة 


قوست شفتيها لأسفل ثم انفجرت فى بكاء طفولى مرير وهى تدفعه بيديها وتحاول النزول 


أسد بعدما تدارك نفسه وخاف بشدة من فكرة كونها أصبحت تهابه ولا تريده وعند هذا الحد وقد توقف قلبه 


ليتلمس وجهها بلهفة وسرعة شديدة: بس بس بس يا حبيبتى أنا .... أنا آسف أرجوكى سامحينى مش قصدى والله .... ملاكى ... ملاكى بصيلى أنا .. أنا أسدك .... اوعى تخاف منى أرجوكى 


سقطت دمعة من عينيه؟! نعم يبكى فهذه هى أول مرة يبكى بعد موت والديه 


أقسم ألا تسقط دموعه أبدا ولكنها جعلته يخلف وعده وهو لم يقضى معها حتى يوم كامل 


ظلت دموعه تتساقط وهو يتنفس بصعوبه وشيء واحد يجول فى خاطره( ملاكه تكرهه ..... ملاكه تبكى بسببه....... ملاكه ستتركه)


ليسقط أسد على الأرض وهى مازالت فى أحضانه تبكى 


ليتظر لها بوهن ويهمس بخفوت شديد : ملاكى

فتنظر له وتتوقف عن البكاء وبقايا دموعها على وجنتها

ثم تحرك يدها الصغيرة لتزيل دموعه ويفعل هو المثل 


اندفعت لأحضانه فحاوطها بذراعيه ضخام الحجم وشدد من احتضانها حتى كادت تنكسر عظامها 

ولكنها لم تبالى فهى بأحضان أسدها وأمانها 

الذى انكسر قلبها عندما رأته يبكى 


همس بصوت متحشرج: خلاث أنا آثفة يا أثدى بث مث تعيط


أحس  بالراحة لأنها لازالت تعتبره أمانه


أسد بحب وقد عاد لرشده وتماسكه : أنا اللى آسف يا ملاكى أوعدك هحاول أغير من نفسى ماشى يا قلبى


بالرغم أنها لم تفهم ما يقصد إلا أنها أرادت ابتسامة منه فقط فهزت رأسها له موافقة 


فرح أسد بشدة ثم تذكر خبر موت سعاد فأبعد همس عنه وحملها لإعادتها للفراش مرة أخرى 


أسد: حبيبتى خليكى هنا دلوقتى وأنا ورايا مشوار وراجع علطول 


همس: لأ خدنى معاك أنا خايفة 


كاد أن يوافق أسد لكنه تذكر وجود أطفال فى عمرها وأكبر منها بسنوات قليلة وقد تعتاد عليهم وهو لن يسمح بذلك أبدا 


أسد محاولا الهدوء فأكثر شيء يكرهه فى حياته هو دموعها


أسد: مش هينفع يا حبيبتى ومتخافيش أنا مش هغيب عليكى 

همس: خلاث ماثى بث مث تتأخر


أسد مقبلا وجنتها بقوة: ملاكى تؤمر وأنا أنفذ .... من عيونى يا حبيبتى مش هتأخر عليكى حاولى تنامى بس 

همس: حاضر


ذهب لغرفة الملابس وغير ملابسه وقبلها على جبينها وخرج متجها للملجأ


___________________________


فى مكان آخر

الشاب: ها عرفتى تجيبى حاجة 

تسنيم: لا لسة والمفروض هييجى بكرة بس هحاول تانى 

الشاب: خلصى أنا محتاج ورق مهم مش صفقات بملاليم فاهمة 

تسنيم بزهق : أوووووف حاضر حاضر


________________________


فى قصر ضرغام

شعرت بالملل فحاولت الوصول لمقبض باب الغرفة حتى تخرج وقد استطاعت بالفعل


أثناء سيرها فى الممر سمعت صوت سعال قوى من إحدى الغرف فاتجهت لها وفتحت الباب بصعوبة 


عند دخولها وجدت رجل يسعل بشدة ووجهه أحمر يكاد يختنق فجرت ناحيته بسرعة 


همس ببراءة: عمو إنت كويث


ماجد باختناق ويشير بعينيه ويديه لأحد الأدراج فتجرى للدرج وتخرج كل ما به وتعطيه له 


أخذ أنبوبة التنفس الخاصة بالربو وظل يتنفس حتى عاد لون وجهه طبيعيا 


همس : إنت كويث يا عمو 

ماجد بصرامة محاولا عدم الضحك على شكلها المضحك بقميص أسد: عمو مين أنا عندى ٧٠ سنة يا بنت إنتى


همس بذهول وهى فاتحة فمها: هااااا هو إنت جمعت أعمار كل اللى هنا ليه أنا عايزة ثنك إنت بث


لم يستطع الجد تمالك فانفجر ضاحكا لأول مرة منذ ما يقارب الثلاثون عاما 

أصبح جامدا قاسيا بعد وفاة حبيبته وزوجته فاطمة


حاول تمالك نفسه ولأول مرة ينظر لها بحنان


مس على شعرها قائلا: إنتى عارفة إنك بتفكرينى بواحدة غالية عليا 


همس وبدأت تندمج معه: مين

ماجد: فاطمة 

همس بثرثرة طفولية: مين فاطمة .... وتعرفها منين .... وبفكرك بيها ليه..... وهى حلوة ذيك كده.... وهى في.....


ماجد مقاطعا إياها: بس بس فى إيه براحة هقولك كل حاجة واحدة واحدة


ماجد: فاطمة دى مراتى الله يرحمها وجدة أسد كانت بنت عمى وأنا اللى ربيتها بالرغم من إنها كانت أصغر منى بتلات سنين بس ... بس كنت بعتبرها بنتى لغاية ما بدأنا نحب بعض واتجوزنا وخلفنا سعيد وصلاح بس ماتت بعدها بكام سنة وسابتنى لوحدى


همس ببراءة وهى تحرك يدها على كتفه د تواسيه وقد قوست شفتيها بحزن: خلاث متزعلث أنا هكون مكانها وهخلى بالى منك وهكون مراتك بث إنت اضحك بث


ماجد : هههههههههههههه وهو أنا أطول القمر ده يبقى مراتى ... المهم دلوقتى احكيلى إنتى مين وجيتى هنا إزاي

بدأت تحكى له كل شيء


____________________________


فى الملجأ 

تم دفن سعاد وسط حزن الجميع 

عندما استعد أسد للرحيل أسرع مازن له 

مازن: حضرتك أستاذ أسد مش كدة


أسد: أيوة مين حضرتك؟ 

مازن: أنا مازن ابن سعاد اللى هى ربيته


نظر له أسد نظرة أربكته ولكنه تماسك فقد عزم على التغير والتكفير عن ذنوبه 

مازن: ممكن نتكلم فى أى أوضة لوحدنا


بعد مدة ليست بالقصيرة

وفى إحدى الغرف 

يقف أسد وهو يلهث بشدة من ذلك المجهود


بينما ذلك المسكين يئن بألم وينزف من جميع أنحاء جسده 


أسد ببرود: دا عقاب ليك ..... ولعلمك سعاد قالتلى كل حاجة قبل ما تموت بكام يوم ... وده اللى خفف عقابك ... أنا كنت هقتلك بس هى اللى حلفتنى وأقنعتنى إن موتك مش هيحل حاجة 


كل هذا وسط دهشة مازن


مازن بصدمة: يعنى كنت عارف 

أسد: أيوة ومتفكرش إن ده عقابك بس لأ إنت اعمل حسابك إنك هتجوز سمر بس أما تكمل ٢١ سنة 


مازن وقد خطر بباله ياسمين ..... لا يعلم لماذا فكر بها ولكنه كره أن يكون لأحد غيرها 


مازن: بس ...

أسد: مفيش بس ... اللى قولته هيحصل وإنت أساسا هتتجوزها لمدة بسيطة وبعدين تطلقها 

مازن: ماشى


مد أسد يده له ليساعده فيقف مازن 


أسد وهو يحتضنه : أنا دلوقتى سامحتك لإنك جيت وحكيتلى الحقيقة وعشان لما لمست سمر مكنتش بنت يعنى مش إنت السبب الرئيسى وغير كده إنت اتعاقبت خلاص 

بالمناسبة بكرة هتجيلى الشركة وهتدرب مع المحاميين عندى عشان تبقى المحامى الرئيسى لشركاتنا وأنا عارف قد إيه إنت شاطر فى مجالك 


احتضنه مازن بشدة ونظر له بامتنان 

مازن بسعادة: بجد شكرا ليك ... ماما كان عندها حق ... يا ريتنى كنت روحتلك من الأول 


أسد: أنا دلوقتى أخوك يعنى احكيلى كل حاجة وامسك دى مفاتيح شقة قريبة من الشركة وتسيب شقة سمر وكل حاجة خاصة بيها وتقطع علاقتك بيها خالص


مازن: مقدرش أقبل الشقة


أسد: خدها وأبقى رجعها لما تلاقى مكان تانى تمام 

مازن: بجد شكرا 

أسد: يلا بقى ظبط أمورك وبكرة ألاقيك فى الشركة

ثم خرج أسد متجها إلى قصره 


____________________________


قبل دخوله لغرفته سمع ضحكات من حجرة جده صدم بشدة هذه أول مرة يسمع ضحكات جده 


دخل لغرفة الجد


ذهل وهو يجد ملاكه تجلس على قدم جده و يضحكان بشدة وهو يحيطها بيديه 


قبض على يديه بشدة حتى نزفت وتكاد عروقه تخرج واحمرت عينيه بشدة تكاد تفتك بهما 

أسد بصياح شديد ولأول مرة ينطق اسمها : همممممممممس


                     بقلم : إسراء الزغبى


يتبع.......... 

تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع