القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات



سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات 


كنت قاعدة على السرير، ببرد ضوافري ودماغي فاضية، والمزيكا شغالة وانا منسجمة جدًا… الجو هادي، بس جوايا دوشة. فجأة الموبايل نور، رسالة من محمد على الواتس.


فتحته، ولقيته كاتبلي:

بقااا دي هدية؟ يا شيخة منك لله على القرف ده! وكمان مفيش أدب؟ كاتبة لأمي: جايبلك تعابين؟! على الله يتمر ومتبقيش زيهم! إنتِ إيه يا سُهى؟ مفيش تربية؟ أبوكي مربكيش ولا إيه؟


قلبي ولع، ودمي فار من الغيظ.

إزاي يتكلم كده؟ ده أنا اللي دفعت التمن غالي بسببه.


مسكت الموبايل وكتبتله:

آه يا خويا، ما أمك زي العقربة، دي حيلة قراية فاتحة! وبدل ما تشكرني، جاي تحقق معايا؟! أمك دي وليه مش سالكة؟ وأنا عارفة دماغ التعابين دي كويس، ومش هتعملهم عليا… أنا كشفتها من أول نظرة.


ما لحقتش أتنفس، لقيته بيرد بسرعة:

غوري من وشي دلوقتي! ولما أجيلك عند أبوكي، هيكون ليا تصرف تاني على قلة أدبك دي! ومتفكريش إنك هتهربي، هاخدك يعني هاخدك!


قريت الرسالة وأنا متغاظة، وبصيت فيها كأنها سكينة بتتغرز في قلبي.

رجعت بذاكرتي لورا…


فاكرة يوم ما بابا رفض فارس أحلامي، اللي كنت بحبه من قلبي، كريم.

شاب بسيط، بس محترم، وكان بيحبني بصدق.

بس محمد دخل وقتها، بكلامه المعسول، ولبسه المرتب، وابتسامته اللي بتخدع.

بابا قال: محمد ابن الناس، وده اللي ينفعك.

وأنا؟ سكت، ورضيت… ودفنت قلبي.


بس محمد طلع حية، ناعم في كلامه، سام في أفعاله.

كنت فاكرة إنه أمان… طلع هو السبب في كل وجع.


قررت من يومها إني مش هسكت.

هنتقم… بس بهدوء.

مش هصرخ، مش هعيط، هخليه يندم على كل لحظة ظلمني فيها.


عدّى يومين، وفجأة لقيت بابا بيندهلي.

سُهى، الكلام اللي سمعته ده حصل بجد؟


بكل هدوء، وأنا شايفة محمد واقف ورا بابا، قولتله:

أيوه، حصل. هو اللي بدأ، وهو اللي قفلها قلة أدب.


بابا اتعصب، وبدأ يزعق، بس أنا كنت ثابتة.

بصيت لمحمد، وكان واقف زي التمثال، ولا كأنه عمل حاجة.

صرخت فيه:

إنت إيه؟! معندكش دم؟ ولا نخوة؟ ولا حتى رجولة؟!

فيه راجل يتحمل كلمة على أمه ويسكت؟!

بس إنت؟! ولا فارق معاك!

غور من وشي، مش عايزاك، ولا عايزة أشوفك تاني!

كفاية اللي عملته فيا… كفاية!


خرج محمد من البيت، بس أنا كنت عارفة… دي مش النهاية.

ده لسه في جوايا نار، ولسه في حاجات كتير لازم تتقال.


بعدها بأسبوع…


وصلني ظرف غريب على باب الشقة.

جواه صورة… صورة قديمة لمحمد مع واحدة ست بوضع مش محترم، مش أمه، ولا أخته.

وفي ضهر الصورة مكتوب:

اللي بيزرع سم، لازم يذوقه.


ابتسمت… بس مش من المفاجأة.

لإني كنت عارفة مين اللي بعتها.


كريم.

آه، كريم… أول حب، وأول خسارة.

من وقت ما سابني، وهو اختفى.

بس من فترة، بعتلي رسالة صغيرة على إنستجرام:

أنا لسه شايفك، ولسه شايف حقيقتهم.

ما فهمتش وقتها، بس دلوقتي فهمت.


هو اللي بعت الصورة.

مش عشان يرجع، ولا عشان ينتقم.

بس عشان يفتح عيني…

وعيني فعلاً اتفتحت.


بعد الصورة…


فضلت ماسكة الصورة في إيدي، قلبي بيخبط، بس مش من الخوف… من القرار.

الصورة دي مش بس فضيحة، دي مفتاح.

مفتاح يفتح باب الحقيقة… بس كمان باب وجع جديد.


قررت أواجه.


نزلت تحت، لقيت بابا قاعد في الصالة، بيشرب شاي وسرحان.

قُلتله: بابا، في حاجة لازم تشوفها.


مديتله الصورة، وسكت.

عينه وقعت على الصورة، ووشه اتبدل.

كان دايمًا شايف محمد ابن الناس، ابن العيلة، اللي يستاهل بنته.

بس الصورة دي؟ كسرت الصورة اللي في دماغه.


قاللي بصوت مخنوق:

أنا آسف يا سُهى… ظلمتك. كنت فاكر إني بحميكي، بس طلعت أنا اللي سلمتك بإيدي.


قُلتله: مش ذنبك يا بابا… بس كفاية. أنا مش عايزة حد يختارلي تاني. لا إنت، ولا هو.


وفي نفس اليوم… محمد رجع.


جه البيت من غير استئذان، كأنه لسه ليه مكان.

بس المرة دي، لقى بابا واقفله.


قالله: اطلع بره، قبل ما أوريك يعني إيه راجل بجد.


محمد حاول يتكلم، بس بابا رفع إيده وقالله:

أنا اللي غلطت لما صدقتك، بس مش هسيبك تأذي بنتي تاني. ولو قربت منها، هتشوف مني اللي عمرك ما شوفته.


محمد بصلي، وقال:

أنا كنت بحبك… بس إنتي اللي خنتيني.


ضحكت، ضحكة كلها وجع.

أنا خنتك؟ ولا إنت اللي خنت كل حاجة؟ خنت ثقتي، وخنت نفسك، وخنت حتى أمك اللي بتستخبى وراها؟


سكت، وبص في الأرض.

مكنش عنده رد.

مكنش عنده حاجة يدافع بيها عن نفسه.


خرج من البيت، بس المرة دي… خرج مهزوم.

مش بس من بابا، من الحقيقة، من نفسه.


بعدها بشهر…


بدأت أرجع لحياتي.

مش بسهولة، بس بخطوة ورا خطوة.


رجعت أشتغل، رجعت أضحك، رجعت أعيش.

بس المرة دي، مش عشان أنسى…

عشان أفتكر إني استاهل أكتر.


وفي يوم، لقيت رسالة على الإيميل.


من محمد.

مش تهديد، ولا اعتذار.

مجرد سطر واحد:

أنا خسرتك، بس يمكن ده اللي خلاني أشوف أنا كنت إيه.


قريتها، ومسحتها.

مش عشان نسيت، بس عشان خلصت.


الرسالة الحقيقية؟


مش إن الانتقام بيشفي، ولا إنك لازم ترد الضربة.

الرسالة إنك لما تعرف قيمتك، مش هتسمح لحد يقلل منها تاني.

مش هتستنى حد ينقذك…

لإنك خلاص، بقيتِ بتعرفي تنقذي نفسك.


#تمتت

تعليقات

التنقل السريع