القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت المطلقات بقلم حور حمدان

 


سكريبت المطلقات بقلم حور حمدان 




سكريبت المطلقات بقلم حور حمدان 



ليه مينفعش واحدة مطلّقة تعيش حياتها زي أي إنسان طبيعي؟

ليه لازم المجتمع المريض ييجي عليها بدل المرة مليون؟

ليه نظرات الناس بتتغير للست المطلّقة؟

ليه؟ وألف ليه بجد؟


الأسئلة دي كانت بتلف في دماغي من بعد كلام حماتي… أو الست اللي كانت هتكون حماتي.


كنت مصدومة، صدمة مجمّداني مكاني من اللي قالتهولي.

أنا كل اللي عملته إني بعتلها مسدچ فيه صورة كيك الخطوبة، وكتبتلها تحته:


إزيك يا ماما، أخبارك إيه؟ كنت حابة آخد رأيك في الكيك اللي هيتعرض في الخطوبة، وحبيت أشاركك كل التفاصيل بما إن يزن ابنك الوحيد.


بس هي ما اتوصّتش.


لقيتها باعتالي مسدچ صدّمني:


تمام الحمد لله.

والله يا حبيبتي، بيني وبينك، أنا كان نفسي ابني ياخد واحدة أول بختها زي ما هو أول بختها، مش واحدة مطلّقة ومعاها عيلين.


وبعدها مسدچ تاني… حرفيًا موتني من القهر:


أنا أصلًا مش فاهمة إنتِ إزاي تفكري تبصي حتى لابني وتعلّقيه بيكي لدرجة إنه يقف قصادي أنا. عامةً أعتقد إنك فهمتي قصدي، وياريت تنسحبي من حياته، عشان أنا عايزة أفرح بيه، مش أحس إن يوم فرحه جنازة مش جوازة.


ولا وكمان بعتت:


وياريت ما تعرفيهوش إني قلتلك أي حاجة…


بس اللي هي ما تعرفوش إن اللي كان قايلّي أبعتلها أصلًا هو يزن، وكان قاعد جنبي وقتها… وهو كمان اتصدم من تفكير مامته.


سرحت شوية بخيالي وأنا بفتكر ذكرياتي.


أنا دكتورة.

كنت متجوزة، والنصيب خلص، فانفصلنا.

معايا طفلين: معتصم وأيوب.


بعد انفصالي بدأت أشتغل، والحقيقة طليقي ما كانش مقصّر في حق الأولاد أبدًا، بس كنت محتاجة أشتغل عشان أكفي نفسي، وما أطلبش من حد حاجة. وكده كده شغلي جميل، والحمد لله مرتاحة فيه.


عدّى 3 سنين على انفصالي، وأنا كل اللي في بالي أولادي وبس.

لحد ما اتعيّن يزن في المستشفى.


يزن أكبر مني بشهور. كان بيشتغل في مستشفى تانية، بس اتنقل عندنا.

كان شخص مريح… ما بيفوّتش فرض، عمره ما جرح حد، موجود دايمًا، وبيساعد أي بني آدم. كان يتحب بجد.


مكنتش أبدًا أتوقع إن إنسانة مربّية شخص زي ده يطلع تفكيرها كده… أبدًا.


كنت عارفة إنه مش متجوز، بس غصب عني حبيته، ودعيت ربنا بيه.

ولو حد هيسألني: غصب عنك إزاي؟

هقوله: اسأل ملك القلوب، ما تسألنيش أنا.


كنت دايمًا بتعامل مع الكل بحدّة شوية، حتى هو.

لحد ما في يوم وقفني وفتح معايا موضوع إنه يتقدملي.


ما وافقتش.

مستغربين؟ حقكم.


بس فعلًا ما وافقتش…

من غير سبب، غير إني كنت خايفة على عيالي. خايفة أبوهم ياخدهم مني عشان اتجوزت.


بعدها بفترة رجع فتح الموضوع تاني.

قررت أستخير، وأقول لأولادي، وأشوف رأيهم.

ما كانش عندي غيرهم… لأني يتيمة، وماليش إخوات.


وفعلًا سألتهم، وكانوا مبسوطين.

أولادي توأم في رابعة ابتدائي، وده ما يعنيش إني كبيرة… أنا اتجوزت صغيرة.


المهم، بلّغت يزن بموافقتي، وكل حاجة كانت ماشية كويس… لحد دلوقتي.


مسحت دموعي، وقومت وقفت، وبصّيت ليزن، وقلتله بابتسامة موجوعة:


فرصة سعيدة… وربنا يكتبلك اللي فيه الخير.

يزن ما سابنيش أمشي.

مسك إيدي وقال بهدوء حاول يخبي وراه وجع كبير:


استني… لو سمحتي.


قعدني قدامه، وبصلي نظرة عمري ما هنساها، وقال:


أنا مش هسيبك تمشي بسبب كلام مش منطقي.


وبعدها بساعات… كلّـم أمه.


قالها وهو ثابت، صوته لا عالي ولا واطي، بس واثق:


ماما، أنا محتاج أفهم. ليه المطلّقات لازم ياخدوا رجالة مطلّقة زيهم؟ أو كبار في السن؟ ليه ما ينفعش واحدة عدّت بتجربة فاشلة تعيش طبيعي؟ مع ان لو العكس ف الراجل من حقه ياخد واحدة متجوزتش وعادي وطبيعي. 


سكت شوية، وبعدين كمّل:


هي مش أقل من أي بنت. دي ست اشتغلت على نفسها، وربّت ولادها، وما مدّت إيدها لحد. غلطتها الوحيدة إن نصيبها ما كمّلش؟


قالتله كلمتين من نوعية الخوف والكلام اللي المجتمع حفظهولنا.

الخوف من كلام الناس…

من شكلها قدّام قرايبها…

من جوازة “مش شبه اللي كانت متخيلاها”.


قاطعها بهدوء، بس بحزم:


الناس مش هتعيش مكاني، ولا هتنام في سريري، ولا هتتحاسب بدلّي. أنا اللي هعيش معاها، وأنا اللي مختار.


وبعدين قال الجملة اللي كسرت كل مقاومة عندها:


لو الجواز ده مش هيريّحني، كنت أول واحد مشيت. بس أنا عمري ما كنت مطمّن زي ما أنا مطمّن معاها.


سكتت…

السكات المربك اللي بييجي قبل الهزيمة.


قالتله بعد شوية:


إنت شايفها كده؟


رد من غير تردد:


شايفها نعمة.


فضل يكلمها يوم ورا يوم.

يفكّك مخاوفها واحدة واحدة.

يحكي لها عني… عن شغلي، عن أخلاقي، عن ولادي، وعن قد إيه وجودي في حياته مفرّق.


لحد ما في يوم… رنّ تليفوني.


كان رقمها.


قلبي كان بيدق بعنف، وإيدي بترتعش وأنا بفتح الخط.


قالت بصوت هادي على غير عادتها:


تعالي يا بنتي… محتاجة أقعد معاكي.


قعدت قدّامها، بصّتلي طويل، وبعدين قالت:


يمكن كنت ظالمة… ويمكن خوفي غلب عقلي. بس أنا شفت إصرار ابني، وشفت راحته، وده كفاية.


وسكتت لحظة، قبل ما تكمل:


لو هتحافظي عليه، وتحافظي على بيتك، أنا موافقة.


الدموع نزلت من غير ما آخد بالي.

مش دموع انتصار…

دموع تعب خلص.


بصّيت ليزن، لقيته مبتسم… ابتسامة واحد أخيرًا اتحقّق له اللي تمناه.


قلت في سري:


ربنا ما بيكسّرش بخاطر حد صادق… حتى لو الدنيا كلها كانت ضده.


#تمتت

#حكاوي_كاتبة

#المطلقات

#حور_حمدان

تعليقات

التنقل السريع