روايةاكسيرالحياه الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم مروةشاهين حصريه في مدونة قصر الروايات
روايةاكسيرالحياه الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم مروةشاهين حصريه في مدونة قصر الروايات
#الحلقةالسادسةعشر
من رواية
#اكسيرالحياه
أما أشرف فقد أجاب والدته بعد أول رنين للهاتف بصوته الرخيم
الجاد الذي لا يخلو من الحنان وبالأخص مع والدته: "صباح الخير يا
ست الكل"....
ردت: "صباح النور يا حبيبي"، وفجأة صاحت هويدا: "أنا كلمتك كام
مرة ومعبرتنيش للدرجة مش طايق تسمع صوتي..
رد أشرف: "في إيه يا ماما؟" فقالت والدته: "والله يا حبيبي مش
عارفة "....
قال أشرف: "طيب ممكن أكلمها لو سمحتي: "أيوه يا هويدا كان عندي
اجتماع ولسه مخلص وبعدين شوفي تليفونك أنا رنيت عليكي كام
مرة".........فجأة تذكرت أنها تركت هاتفها في المنزل فلم تجد ما ترد
به... فأعطت الهاتف لعمتها وانصرفت....
فأكملت والدته حديثها قائلة: "حبيبي العشا في البيت عندي النهاردة
وما تنساش تقول لـ "علي" وأنا هكلم "نهى" خلاص حاول ترجع
بدري"، فقال لها: "بس يا ماما"
ردت: "ما فيش بس يلا يا حبيبي شوف شغلك ربنا ييسر لك الحال يا
بني"...
رد بحب: "ربنا ما يحرمنا منك ولا من دعواتك يا ست الكل" وأنهى
المكالمة..
ثم فجأة تذكر شيئا فقام بمحادثة أخته نهى: "ألو إزيك يا نهى عاملة
ايه يا حبيبتي؟ والولاد أخبارهم ايه؟"
ردت نهى: "الحمد لله يا أبيه كلنا بخير"
فقال: "كنت عايز أطلب منك طلب"......
ردت قائلة: "اتفضل... حضرتك تؤمر يا أبيه
فقال لها: "هبعتلك رقم والد "حياه" وعايزك تكلميها وتسأليها لو
محتاجة أي حاجة عشان بكرة"
ردت نهى: "طيب ما تبعتلي رقمها هي"......
رد عليها: "ما انا مش معايا رقمها"......
ردت: "طيب حاجة زي ايه؟؟؟ لبس مثلا؟"
رد: "لأ انا نزلت معاها امبارح واشتريت لها الدريس اللي اختارته أنا
قصدي يعني حاجات البنات دي… كوافير، ميكب يعني انتي فاهمة
بقى"......
فقالت له: "آآآآآه تمام حاضر من عنيا يا أبيه"، فقال لها: "تسلم عنيكي
يا نونو شوفي كده وعرفيني"، فقالت: "حاضر هكلمها دلوقتي سلام
مؤقتا يا أبيه" فقال لها: "آآآآه صح، العشا النهاردة عند ماما في البيت،
أنا هجيب "علي" وأنا راجع وانتي خدي الولاد وروحي"
فسألته: "خير يعني"... رد قائلا: "والله لحد دلوقتي مش عارف بس أ
أكيد هنعرف يعني.. يلا سلام" وأنهى المكالمة..
وقامت على الفور بالاتصال على والد "حياه" والذي أجاب مع أول
رنين للهاتف قائلا: "السلام عليكم" ردت نهى: "وعليكم السلام أنا نهى
أخت أشرف الشايب يا عمي ممكن أكلم حياه"....
رد قائلا: "آآآآه أهلا وسهلا حاضر ثواني وترد عليكي" ونادى على حياه
وأعطاها الهاتف وقال لها: "نهى أخت أشرف"
فقالت باستغراب: "السلام عليكم"، ردت نهى: "وعليكم السلام يعني
أنا لازم أقلب الدنيا عشان أعرف أكلمك"
فقالت حياه: "ازيك يا نهى أخبارك ايه؟" ردت نهى: " انتي أخبارك
ايه؟؟"
قالت حياه: "أكيد أخباري كلها عندك"....
فضحكت نهى وقالت: "شوفي يا ستي مش محتاجة أي حاجة عشان بكرة"
فسألتها حياه: "حاجة… حاجة زي ايه؟؟؟؟"
ردت نهى: "يعني الكوافير، الميكب..... حاجات البنات دي...."
ردت حياه: "لأ متشكرة مالوش لزوم أنا كده كده وشي متغطي"
فقالت نهى: "عامة أنا مش بسأل من نفسي ده أبيه أشرف افتكر انك
ممكن تكوني عايزة حاجة ومكسوفة تطلبي منه فطلب مني أكلمك
وأسألك" ،،،،،فظهر على وجه حياه شبح ابتسامة وسرعان ما اختفت
عندما قالت نهى: "احنا كلنا جايين بكرة ان شاء الله"
عند هذه النقطة بالتحديد خفق قلب حياه بشدة وارتبكت وظهر ذلك
في صوتها فأرادت أن تنهي المكالمة فقالت لها: "متشكرة جدا على
اتصالك يا نهى معلش عشان هقوم أصلي الظهر"....
ردت نهى : "ماشي يا حبيبتي لو محتاجة أي حاجة رقمي بقى معاكي"
ردت حياه: "تسلميلي" وأنهت المكالمة وقامت فعلا لتصلي
وفي نفس الوقت كانت نهى تجري اتصالا مع أشرف والذي قام بالرد
مع أول رنين للهاتف وكأنه كان ينتظر مكالمتها..........
#تتبع
#روايةاكسيرالحياه
بقلم
#مروةشاهين
#الحلقةالسابعةعشر
#روايةاكسيرالحياه
وفي نفس الوقت كانت نهى تجري اتصالا مع أشرف والذي قام بالرد
مع أول رنين للهاتف وكأنه كان ينتظر مكالمتها: "أيوا يا نهى"
ردت: "أيوا يا أبيه أنا كلمتها وسألتها بس قالت انها مش محتاجة حاجة وإن هي كده كده وشها متغطي"....
فسألها: "وهي عاملة ايه؟"؟؟؟
ردت نهى: "والله أنا حسيت بتوتر في صوتها وخصوصا لما جبت سيرة بكرة"....
ثم سألته: "هو حضرتك مش بتكلمها؟" أجابها قائلا: "لأ... دا حتى لما
خرجت معايا امبارح يمكن ما اتكلمتش كلمتين على بعض، عامة انا
بعذرها طبعا بس واحدة واحدة ان شاء الله الدنيا هتبقى تمام"....
فقالت له: "والله يا أبيه حضرتك ما فيش منك يا بختك يا حياه"
فقال لها: "بكاشة اوي يلا بقى عشان عندي شغل نتقابل عالعشا إن شاء الله مع السلامة".
في نفس الوقت كانت حياه تنهي صلاتها وبدأت بالدعاء في سجودها
وبكت لأنها لا تدري بما تدعو؟ أتدعو الله أن يقربه منها؟ أم يبعده
عنها؟ حقا لا تدري وأخذت تبكي وتبكي وتدعو الله أن يختار لها ولا
يخيرها فإنها لا تحسن الاختيار ثم أنهت صلاتها
ثم دخل عليها والدها وقال: "أشرف كلمني دلوقتي وبيقول هيكونوا
هنا بكرة إن شاء الله الساعة 7 وهيجيب المأذون معاه"، فأومأت
برأسها بكل هدوء متفهمة وكان ذلك عكس ما يعتمل بداخلها من
مشاعر متضاربة لا تستطيع البوح بها حتى لنفسها فإنها لم تجد كلمات
لتصف ما بها وكأن الكلمات ذابت داخل بركان مشاعرها وبالرغم من
وجودها مع عائلتها ولكنها دوما كانت تشعر بأنها في تلك الجزيرة
المنعزلة التي وضعها بها عادل ولم يترك لها طريقا للعودة، وقضت
يومها ما بين صلاة ودعاء ووحدة داخل غرفتها أو بالأحرى داخل
نفسها… وذلك في محاولة منها بالابتعاد قدر الإمكان عن إهانات
والدتها المستمرة..
إلى أن دخلت عليها سلمى ولكن حياه لم تشعر بها مطلقا..
حتى نكزتها سلمى وقالت: "ايه روحتي لحد فين؟" فنظرت اليها حياه ولم ترد....
فقالت لها سلمى: "إيه مش هتصلي العشا؟؟؟"
فقالت حياه: "هقوم أتوضأ وبدأت بالصلاة والتضرع الى الله لعله
يهديها الى طريق العودة الى الحياة ولا تدري كيف مر اليوم بهذه
السرعة؟!!!!!!!
هل لأن بعده يوم هي في قمة الخوف منه..... وبينها وبين حالها فقط
ورغما عنها تذكرت "أشرف" ووجدت ذلك السؤال يتردد داخل نفسها:
"يا ترى فكر في بكرة مجرد تفكير؟؟؟ ولا حياته مشغولة لدرجة إنه
ممكن يكون نسي بكرة إيه؟"
وفجأة نفضت تلك الأفكار من داخلها كما لامت نفسها.... على ذلك
فوضعت وسادتها فوق رأسها وكأنها تريد أن تمنع أفكارها من
الاسترسال ولم تكن تدري أنه في نفس الوقت كان الجميع في منزل
"مدام ندا" يجلس حول مائدة العشاء وعلى رأسها أشرف الشايب
بابتسامته الجذابة وجديته المعهودة وبجانبه والدته وزوجته وأخواته،
وقد ظهرت على الوجوه مشاعر مختلفة؛ فمنهم من يبتسم بصفاء قلب
ومنهم من يبتسم مجاملة ومنهم الغاضب.....
أما أشرف فكان سعيدا بتجمع عائلته من حوله ولكن ما زاد من
سعادته هو اقتراب يوم غد وما سيكون به من أحداث من المؤكد أنها
ستغير حياته... كل ذلك كان يدور بعقله ولم يكن يعلم أن هناك من
يراقبه ويراقب سكناته بل وأنفاسه..
وقد خلت قاعة الطعام إلا من بعض الهمسات غير واضحة المعالم
وعندما فرغ الجميع من الطعام... أرادت مدام ندا والدة أشرف
التحدث معه على انفراد فاستأذنت من الجميع وذهبا الى غرفتها،
وبدأت بالحديث: "عارف يا أشرف انا جمعتكم النهاردة ليه؟؟
فقال: "ليه يا ماما مع أن الموضوع ده مش غريب على حضرتك"…
فقالت والدته: "هويدا كانت عندي من الصبح وكانت منهارة وبتعيط
لدرجة إنها موافقة انك تتجوز أي واحدة إلا حياه أنا مش عارفة
ليه؟؟"!!!!!
فقال أشرف: "وإيه المطلوب مني يا ماما؟"
فقالت والدته: "معلش يا حبيبي لازم تتحملها شوية وتعذرها"...
رد قائلا: "أنا عارف يا ماما وبحاول على قد ما أقدر أحتوي الغضب
اللي جواها وأتحمل عصبيتها لكن مش هقدر أعمل أكتر من كده لأني
وعدت عادل الله يرحمه وعمري ما هقدر أخلف وعدي معاه"
ثم استكمل حديثه بصوت يقطر حزنا: "عمره ما سمع كلمة لحد مننا،
إنما سمع لأصحابه لما شجعوه يجيب الرييس اللي كان السبب في موته.....
ردت والدته : "حرام عليك يا بني دا قضاء ربنا ونصيبنا واحنا راضيين بيه"...
ثم قال وقد سيطر الحزن على ملامحه: "أنا عمري ما هنسى يا ماما لما
روحت له المستشفى يوم الحادثة" وعاد يتذكر ذلك اليوم عندما دق
هاتفه وأجاب: "ألو.... مين؟ أيوه أنا أشرف الشايب ..... عادل أخويا!!!!
ماله؟ حادثة؟ ازاى؟ مستشفى ايه؟؟" وذهب إليه لدرجة أنه لم يتذكر
كيف وصل الى ذلك المشفى والذي وجد مديره في انتظاره علي الباب،
وسأله أشرف: "إيه اللي حصل؟ وفين عادل؟؟"
أجاب مدير المشفى: "أنا آسف، حادثة وحالته خطيرة"
رد أشرف بعصبية: "يعني ايه حالته خطيرة؟؟؟ أنا عايز أسفره بره
حالا اعمل اجراءاتك لو سمحت"...
رد المدير: "حضرتك المفروض انه يدخل عمليات دلوقتي"...
فقال أشرف بغضب: "هو فين؟ انا عايز أشوفه"… فاصطحبه مدير
المشفى الى غرفته وقد رآه غارقا في دمائه فقد كانت حادثة كبيرة
بالفعل فضمه "أشرف" إليه وقال له: "عادل انت كويس يا حبيبي
ماتقلقش انا هنا معاك.."
فسمعه أشرف يهمس بـ اسم زوجته قائلا: "حياه.... حياه يا أبيه"
فسأله أشرف: "مالها يا حبيبي؟؟" قال عادل: "خد بالك منها عشان
خاطري" وصمت قليلا وكأنما جف حلقه.........
ثم قال بصوت أكثر ضعفا : "أنا عذبتها معايا كتير بس والله غصب
عني…. غصب عني.. أنا آسف يا أبيه على كل حاجة".....
وصمت عن الكلام ولكن تلك المرة للأبد فقد لفظ أنفاسه الأخيرة على
ذراع أخيه والذي لم يصدق ما حدث فأشار إلى مدير المشفى ليقوم
بفحصه وما إن قام الطبيب بذلك حتى أطرق برأسه وقال: "البقاء لله"
فلم يصدق أشرف أن أخيه بل ابنه قد فارق الحياة بهذه السرعة، وقد
شعر أشرف بأنه قد دفن جزءً من قلبه مع أخيه وهو يواريه التراب
وأخيرا انتهى يوم العزاء الطويل وقد اتشح بيت العائلة بالسواد ولم
يعد يُسمع به إلا صوت البكاء والنحيب ثم نظر الى والدته وقال
بصوت باكي..........
#تتبع
#روايةاكسيرالحياه
#بقلم
#مروةشاهين
#الحلقة18
#روايةاكسيرالحياه
وأخيرا انتهى يوم العزاء الطويل وقد اتشح بيت العائلة بالسواد ولم
يعد يُسمع به إلا صوت البكاء والنحيب ثم نظر الى والدته وقال
بصوت باكي: "ماعملش حساب حد فينا، ما عملش حساب لمراته اللي
مكملش معاها سنه....
ما فكرش مجرد تفكير هيسيبها لمين؟؟؟؟؟
لما يسافر مع أصحابه على الزفت اللي هما راكبينه ويسيبها لوحدها
حتى مارضيش يسكن جنبنا كانت على الأقل تبقى في وسطنا، عشان
كده أنا مش هخالف وصيته ولو مش عشانه يبقى عشان عذابها معاه..
ما فيش حد ممكن يكون عارف هي مرت بإيه؟؟؟
تخيلي يا ماما لما أكلمها من تليفون عادل وهي ترد وبتسأله اتأخرت
كده ليه؟؟
ولا نبرة الحزن اللي كانت في صوتها والله تقطع القلب،
اتفاجأت بيا أنا ولما عرفتها بنفسي وقولت لها ان عادل تعب شوية
وكلمني وانا معاه في المستشفى واديتها العنوان عشان تيجي،
وقفنا على باب المستشفى أنا والمدير منتظرينها وأول ما شوفتها
والله يا ماما تحسي انها تايهة،
انا اللي قربت منها وسألتها: مدام حياه؟
وعرفتها بنفسي بس كانت بتعيط مش عارف ليه؟؟
وقالت لي ممكن تحاسب التاكسي عشان مش معايا فلوس!!!!
تخيلي.... مرات عادل الشايب مش معاها فلوس!!
وبعدين سألتني عنه؟؟
قولت لها: اطمني اتفضلي معايا عشان تشوفيه،
مشيت ورايا وفجأة وقفت..... وسألتني بخوف شديد زي ما يكون قلبها
حاسس: هو عادل كويس؟...
ما قدرتش أرد وقولت لها هتشوفيه دلوقتي لحد ما وصلنا المشرحة
لقيتها بتبص على الباب واللي مكتوب عليه وبتبص لي؟؟؟
فقلت لها: البقاء لله......
والله يا ماما الكلمة اللي قالتها: أنا عايزة أشوفه ممكن؟
كان بيضربها يا ماما.. تخيلي..
كان في كدمة في جنب وشها أنا لمحتها وهي بترفع النقاب في
المشرحة.......
عيطت بس من غير صوت وخرجت من المشرحة ساكتة من غير ولا
كلمة.....
أنا مش هسيبها لحد ما أموت"،
ردت والدته: "ألف بعيد الشر عنك يا قلبي حقك عليا"..
رد قائلا: "حضرتك اللي حقك عليا اني فكرتك بالأيام دي تاني"...
قالت والدته بحزن: "أنا عمري مانسيت دا ابني الله يرحمه… ويبارك لي
فيكم يا حبيبي"...
فنظر اليها بحزن مماثل وقال: "ماما معلش أنا همشي تصبحي على
خير"...
قالت بعطف مشفقة على حاله: "وانت من أهله"،
وخرج على الجميع ولكن بوجه غير الذي ذهب به ولم يتكلم مع أحد
بل أشار الى زوجته بالرحيل ووصلا الى المنزل ولم تتجرأ على التفوه
ولو بكلمة لما رأته من الغضب والحزن المسيطرين على قسمات وجهه
واتجه الى الحمام مباشرة وكأنه يتمنى أن يذوب غضبه وحزنه مع
المياه الهادرة...
وانتظرته هويدا وبدأت بالحديث معه: "في إيه؟ مالك؟ انت كنت
كويس... عمتو كانت عايزاك ليه؟؟"
رد باقتضاب: "مفيش"...
استأنفت: "أومال كانت عايزاك امبارح في إيه؟"
فنظر إليها مطولا حتى بدأت تتهرب من نظراته،
ثم قال: "كانت بتسألني حياه هتسكن فين؟؟"
نظرت إليه متحفزة إلى أن قال: "قلت لها في الفيلا هنا"...
ردت بغضب شديد: "إيه!!! معانا ازاي... وفين؟؟"
رد أشرف: "في الدور التاني"
ردت بغيظ: "بتاع ولادك؟؟ للدرجة دي"،
تنهد قائلا: "ولادي بعد كده هشتري لكل واحد فيهم المكان اللي يشاور
عليه"...
ردت وقد تملك منها الغضب وبدأ صوتها يعلو: "ازاي عايزها تعيش
معانا هنا ؟؟ حرام عليك انت عايز تعمل فيا ايه ؟!"
رد وقد تمالك نفسه الى أقصى درجة: "المفروض إني أسكنها بره!!...
أولا أنا ما أقدرش أبعد لا عن أمي ولا عن إخواتي البنات،
ثانيا عشان شغلي وبعدين هي هتبقى في مكانها وإنتي في مكانك
وكمان عشان ما أبعدش عنك إنتي والولاد"،
ومازال الغضب يتصاعد في عينيها وكأنهما فوهتا بركان ثائر ولكنه لم
يتبقى لديه طاقة لذلك النقاش العقيم الذي لا جدوى منه على الأقل
في الوقت الحالي......
فقال لها: "تصبحي على خير "......وتركها وأغمض عينيه ليوحي لها أنه
استسلم للنوم"....
فوقفت مبهوتة من ردة فعله والغضب يسيطر عليها سيطرةً تامة…
ولكنه تذكر فجأة: أنه لم ير وجه من ستصبح زوجته غدا، فلا يدري
كيف غفل عن ذلك؟
ولكنه قال لنفسه: "أكيد حلوة زي عينيها وشعر وكأن قلبه يبتسم،
وظل يفكر بها إلى أن غفى وما أيقظه إلا صوت المنبه وصوت أذان
الفجر فهب دفعة واحدة مما أفزع زوجته لتقول له بصوت نائم: "في
إيه؟ ما تعرفش تقوم بالراحة أبدا"،
قال لها: "أنا آسف قومي يلا عشان تصلي".
قالت: "ماشي"
ثم انصرف الى المسجد وبعد الصلاة ظل يدعو الله أن يوفقه في
يومه القادم وأن يرحم روح أخيه الغالي.......
ثم عاد الى منزله لينام سويعات قليلة قبل موعد ذهابه لعمله..
وفي نفس الوقت كانت حياه تنهي صلاتها بالدعاء والتضرع لله أن
يوفقه في القادم...
وراودها سؤال غريب: "هو أنا عرفت عادل؟ رغم إني عشت معاه سنة؟
وبدأت تحادث نفسها: "مش عارفة..!! راجل جه طلبني للجواز والغريب
إن ماما وافقت وأقنعت بابا.".....
فبالرغم من حالتهم المادية الجيدة جدًا إلا أن والدتها كانت تطمع في
مصاهرة تلك العائلة المرموقة وكم كانت تحلم بما سيعود عليها من
تلك المصاهرة وقالت والدتها: "كفاية اسم عيلته حتى أنها رفضت إن
يكون في فترة خطوبة وقالت نكتب الكتاب علطول
وبعدين هو يرفض أي زيارة من أهله وقال: اننا مش هنبقى محتاجين
ليهم في حياتنا....
والغريب انه كان بيخرج لوحده من غيري وكمان كان بيسافر لوحده،
وبعدين عمره ما كلمني عن أي حد من عيلته غير أشرف وإنه كان
بيتمنى إنه يكون زيه ولما سألته يقصد إيه صرخ في وشي ...
حتى المرة اللي طلبت منه نزور أهله ضربني..
وللأسف ما كانتش آخر مرة"
وشعرت بغصة في حلقها على أثر تلك الذكريات المؤلمة
وعادت تحادث نفسها: "كان قصده إيه إنه عايز يبقى زي أشرف؟ أنا
مش فاهمة حاجة خلاص حاسة إني هتجنن ألف سؤال وسؤال من غير
إجابة"....
وظلت داخل تلك الدوامة المؤلمة إلى أن غفت وأيقظتها سلمى في
التاسعة وهي تقول........
#تتبع
تكملة الرواية بعد قليل

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا