سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
سكريبت كامل وحصري لمدونة قصر الروايات
_تُقى انزلي يلا عشان العشاء قربت تأذن
صوت عالي هَدم فقاعة الهدوء اللي أنا كُنت فيها في مكاني المُفضل ـ السطح ـ
أخدت آخر ما في فنجان القهوة وكأني بفارق صديقي المُفضل بس هو بالفعل أنا بفارق صديقي المُفضل أهو!
أخدت الفنجان ونزلت للدور اللي شقتنا فيه وكان بابا وماما وإخواتي جهزوا بالفعل وهينزلوا يتجمعوا في الدور الأرضي مع بقيت أعمامي وأولادهم عشان نروح سوا
_ متتأخريش يا تقى، هنسبقك احنا على تحت
هزيت راسي بموافقة على كلام بابا واتجهت لجوا اتوضى وألبس عبايتي الجديدة اللي كانت مخلياني شبه السُكر بجد بلونها الأسود وأكمامها الواسعة لحدٍ ما والخطوط الزيتي اللي كانت ضايفة ليها اللمسة الإبداعية، لفيت خُماري اللي اشتريتهُ مخصوص لأجل الوقت ده ونزلت للدور الأرضي مكان التجمع
_ السلام عليكم
ألقيت السلام عليهم بصوت عالي شوية عشان يسمعوني وردوا السلام ناداني عمي الكبير " ياسين" ابتسمت وأنا بقرب منه وقُلت:
_رمضان مُبارك عليك يا عمي
_ أصل انهاردة تسعة وعشرين شعبان رمضان 2024_
مسح على راسي بحنان معروف بيه وقال:
_ علينا وعليكم، شكلك تبارك الله عسل ربنا يثبتك.
آمنت وراه وأنا بتمنى إني أخرج من رمضان بِـ " تُقى " جديدة نفسي فيها
عدى كام دقيقة ونزل عمي الأصغر " يوسف" ومراتهُ
" ماجدة" وبناتهُ " لوچين" و
" إسراء" الدور الأرضي اتملى دوشة بمجيتهم وبالذات بعد اندماجهم مع إخواتي " ليلي" و "محمد" خاصة لأن أعمارهم مُتقاربة والكُبار بيتكلموا مع بعض وفي وسط ده كله والدوشة دي كُنت قاعدة على الكرسي منتظرة الآذان يأذن وأصلي وأرجع لفقاعتي تاني اللي بقت مكاني المُفضل
وفي وسط سرحاني فيهم نزلت مرات عمي ياسين
" فاطمة" وبنتهم " بسملة"
كل أبناء العيلة هَللوا بشوفتها وقربوا يسلموا عليها، بسملة طول عمرها كده شخص محبوب وشها فيه قبول وشخصيتها حلوة وهي نفسها حلوة...
بحس إني صغيرة جدًا لو اتحطيت في مقارنة معاها!
انتبهت على حمحمة منها وقالت بإبتسامة
_ كل سنة وأنتِ طيبة يا تُقى
_ وأنتِ بخير يا بسملة
قعدت جنبي وهي بتتكلم مع الكل وبيهزروا سوا، المُضحك إن احنا قد بعض بس عمرنا ما كُنا زي بعض أنا دايما الشبح وهي النور
محبتش أركز كتير عشان أنا اللي هتعب وأنا اللي هفضل أفتكر كل لحظة سيئة مرت عليا... صوت الآذان عِلي وبدأنا نردد وراه وبعدها خرجنا ووقتها عدت " ليلى" أختي من جنبي ابتسمت ليها وطبطت على رأسها وقُلت وأنا بمدح فيها:
_ شكلك زي العسل، كأنكِ حتة من القمر
_ بجد؟
هزيت دماغي بتأكيد ليها وهي ابتسامتها وفرحتها زادت وأنا فرحتها زارت قلبي أنا كمان وخلتني أفضل على وَعدي لنفسي إن أخليها النسخة الأفضل!
« الأول من رمضان »
مَرحب شهر الصوم مَرحب
لياليك عادت بأمان
بعد انتظارنا وشوقنا إليك
جيت يا رمضان.
رَمضان جديد جِه بمعنى إن عام جديد مَر بس المرة دي أنا مش هفضل بَمُر بس!
الساعة بقت خمسة ونص وكُل الستات بتلف في المطبخ عشان نلحق نخلص الأكل بس اللي محدش كان متوقعه رجوع ابن عمي ياسين "مُلهم"
وده عرفته من صَرخة
" نسمة" الفرحانة برجوع أخوها لما خرجت تجيب حاجة من بره مرتات أعمامي خرجوا لبره وأنا وقفت لحظة أستوعب إن رفيقي من الطفولة رجع، نزل أجازة وأخيرًا بالرغم من هروبي أثناء المُكالمات وقِلة السؤال بس هيفضل الصديق اللي القهوة أخدت مكانهُ بسبب الحياة، خرجت للصالة بعد ما لفيت طرحة الإسدال ووقفت على باب المطبخ الكُل كان متجمع عليه وبيسلموا عليه بشوق وهو بيبتسم ابتسامتهُ المميزة نهرت نفسي على سرحاني في ابتسامته وهو رفع عينه اتجاهي ابتسامتهُ زادت وكأنه بيرحب بيا!
هزيت رأسي بمعنى أهلًا أصل أنا مش هروح هِناك أكيد!
_كفاية غُربة بقى يا ابني
ابتسم وقال بهدوء
_ خلاص مفيش غُربة تاني، أنا صفيت كل شغلي هِناك وجيت للشركة اللي هِنا لأنهم محتاجيني أكتر وهستقر هِنا خلاص
مرات عمي حضنته بفرحة ومرة واحدة زغرطت ضحكنا على رد فعلها العفوي وبابا قال بسرعة وهو بينهي التجمع ده
_ يلا كملوا شغلكم عشان الراجل يفطر في الميعاد من غير تأخير
وبالفعل رجعنا تاني للمطبخ والمرة دي كان في حَماس مغطي على الجو برجوع الحفيد الأكبر والشخص الخفيف على قلوب الجميع
ميعاد الفطار وأخيرًا كُنت عطشانة جدًا وعطشانة أكتر لريحة وطعم القهوة
رصينا الأطباق على السُفرة الكبيرة في الدور الأرضي مكان التجمع بتاع العيلة في أغلب الوقت واحنا بناكل قال عمي
" يوسف" لِـ " ليلى":
_ براحة شوية يا ليلى خدودك هتفر.قع، تحسوها ماشية على نمط أختها
فقالت إسراء:
_ هما أصلا فيهم شبه من بعض، حتى خدودهم تحسها هتنفجـ.ـر من كتر كُبرهم وكأنهم بلالين
بصيت على " ليلى" اللي جاريتهم في الضحك بس الموضوع مش مُضحك سيبت المعلقة وقومت وأنا بقول بجمود اتلبسني غصب عني:
_ عن إذنكم أنا شبعت
_متبقيش قفوشة يا تقى ده هزار
لفيت لِـ بسملة وقُلت:
_ أنتِ بتحبي الهزار ده يبقى مشكلتك مش مشكلتي لأن جسمي وشكلي مش مادة خام للهزار، وعلفكرة ليلى أجمل ما فيها خدودها أو بالأصح هي كلها جميلة
رميت كلامي وأنا بحاول متعصبش احترامًا للكبار
طلعت شقتنا وطلعت الكنكة والقهوة وبدأت أحط البن فيها وحطتها على النا.ر وبدأت تقليب وأنا بفكر نفسي إن دي طريقتهم من زمان ودي عيلتي وبالرغم من عيبهم ده إلا إنهم وقت الحاجة موجدين بس أنا طول عمري كارهة للكلمات السا.مة اللي بنحب نزوقها في بند الهزار
صبيت القهوة في فنجاني العسلي وأخدته وطلعت على السطح وبدأت أشرب منهُ بتمزج
_ متغيرتيش يا تُقى، لسه بتتحمقي للي بتحبيهم أكتر من نفسك
عرفتهُ من صوته الهادي
" مُلهم"!
شوف يا أخي الواحد يفضل يتهرب بس بردو فالآخر لازم نواجه
قعد على الكُرسي اللي جنبي وقال بهدوء
_ متزعليش إنت عارفة إنهم طول عمرهم كده بس هما مش وحشين
هزيت راسي وأنا بشرب من القهوة وبعدها زودت على كلامه
_ أنا عارفة إنهم مش وحشين، بس لازم الطريقة دي تتغير
فالأول كُنت بقول مش مشكلة دول أعمامي بس لما توصل إن حتى عيالهم يبدأوا يقلدوا ويرموا الكلام اللي عارفين إنه بيدايق يبقى كفاية
ولو حدودي دي هتخليني الشبح وسطهم أنا راضية
غصب عني انفعلت وايدي اترعشت من عصبيتي منهم ومن نفسي اللي بقت بواقي إنسانة بتحاول تحب نفسها
_ إنت طيبة يا تُقى وتستاهلي كل الخير بلاش تخلي الكلام يأثر فيكي، وأنا رجعت وشكل أيام الشقاوة هترجع تاني
وهبقى أنا طيب وهعمل نفسي مخدتش بالي إنك مسلمتيش عليا
ابتسمت بخجل عشان هو لاحظ وقلت
_ حقك عليا بس هما كانوا زحمة، وحمدلله على السلامة
نهيتها وأنا ببص ناحيته فلقيتهُ باصص عليا ومُبتسم ابتسامة هادية وبالرغم من ده غمازته كانت باينة وعينه الرمادي بتلمع تحت نور السطح
استوعبت اللي أنا بهببه ورجعت أشرب تاني من القهوة وأنا بفكر نفسي إنه مينفعش ومستحيل...
عدى اليوم بعد صلاة التراويح بس أنا فضلت أقعد في شقتنا وبابا طلع يحاول ينزلني بس أنا فعلا مكنتش حابة أحتك انهاردة بحد رغم علمي وتأكدي إن بابا طلب منهم ميتكلموش معايا كده تاني أو يعلقوا على شكلي خاصةً عيالهم بس أنا حَبيت أفضل معايا؛ لأن إجابتهم دايمًا معروفة وهي إني أوفر وده هزار.
«الخامس عشر من رمضان »
نص الشهر عدى!
الأيام بتجري بسرعة جدًا كنت بتمنى لو أفكاري بتمشي بسرعة بردو
قبل العصر وقاعدة بقرأ وردي انهاردة في محاولة جدية لخِتم القرءان إن شاء الله، باب الأوضة خبط صدّقت وأنا بسمح للي بيخبط يدخل
دخلت " ليلى" وقربت مني بابتسامة وقالت
_ ممكن أسألك على حاجة؟
ابتسمت ليها بهدوء وجاوبتها بكل لطف
_ اتفضلي يا سِت
_ أنتِ ازاي بقيتي كده؟
_ كده ازاي يعني!
استعجبت من سؤالها اللي أنا أصلا مكنتش فهماه؛ فوضحت
_ بقيتي قوية وبتردي على اللي بيزعلك، زمان لما كان حد بيقولك حاجة كنتِ بتعيطي
فهمت دلوقتي هي عاوزة ايه؛ فسألتها أنا المرة دي وأنا حاسة إني عارفة الإجابة
_ ليه هو هزارهم بيضايقك؟
فركت ايديها بتوتر وقالت
_ آه، وبقيت أحس إني مش حلوة ومش كفاية
بس بسكت لما بلاقيهم كلهم كده وبقول إن المشكلة فيا وأنا اللي حساسة زيادة
_ بُصي يا ليلى إنت الموضوع مش مُريح بالنسبة ليكي بس في نفس الوقت مش عاوزة تبقي لوحدك ولو حد كلمك يقولوا ملكش دعوة بيها أصل هي بتزعل وبتتقمص
طب ما ده حقك لما يَصدر فعل مش عاجبك من أي شخص لازم تبيني استياءك من الفعل ده، المرحلة اللي أنتِ فيها دي لازم تطلعي منها واثقة من نفسك ومؤمنة بيها عشان متتعبيش فالآخر
أخدت نفس وكملت
_ تعرفي أنا اللي خلاني فيما بعد أعترض إن حتى أولادهم بقوا يتريقوا على شكلي وإني شبه البطريق وإنك أختك شكلها أحلى منكِ
وقتها بابا كان لما حد من ولاد أعمامنا يتكلم كان بيمنعهم بس طب وبعدين! بعد ما كانوا بيقارنوني بيكي مجرد ما في حاجة فينا بتتغير بنرجع لنفس النقطة للأسف هما بقى عندهم الهزار على الشكل عادي لأن محدش اعترض فلما شخص ما يعجبهوش الكلام يبقى مش حلو ونبعد عنه
نفسي يستوعبوا إن ده تنمـ.ـر، مش هزار الهزار عُمره ما بيكون تريقة فهمتي؟
هزيت رأسها وحضنتني
_ شكرا لوجودك يا تُقى
طبطبت على ضهرها وهي خرجت، كلامها رجع ليا ذكريات بالرغم من إنها كانت السبب في تضييع أكتر من فرصة مني بسبب عدم كفايتي في نظري بس كان وقتها " مُلهم" موجود كان بيحمني بكل ما يملك وأي كلمة وحشة كاد لازم يرد ويجيب حقي وقتها مكنش عندي صحاب غيره ومع الوقت كبرنا وبقى كل واحد فينا ليه دنيته بس هي دي الدُنيا...
مرّ الوقت بسرعة وجه ميعاد الفطار بس اللي مكنش في بالي إن هتجرح من حتة إزازة حقيرة آه والله
كُنت بخرج الأطباق بس كان في حتة إزاز أنا ملمحتهاش للأسف ودوست عليها
فاللحظة اللي دخلت في رجلي كنت بصوت من الألم حرفيا ونظرا لأن المطبخ مش بعيد عن الصالة اللي بره سمعوا صوت صرختي واللي كانوا خارجين من المطبخ اتفزعوا وبالذات لما قعدت على الأرض وأنا ماسكة رجلي وبعيط ومش شايفة غير د.م عيطت أكتر ووقتها الكل شبه اتلم عليا وساعتها بابا لاحظ الإزازة، كان حجمها متوسط وداخل جزء كبير منها في رجلي
فضلت أعيط وصوت شهقاتي عِلي أنا مش بحب أعيط قُدام حد بس الوجع كان بشع
بابا مقدرش يشد الإزازة من خوفه
_ وسعلي يا عمي بعد إذنك أنا هشيلها
ولسه " مُلهم" هيشليها اتكلمت بعياط أكتر
_ هتوجعني
_ متخافيش هشيلها براحة، بس الكداب شلها جامد حتى لو بسبب إنها غارزة أوي ومش بمزاجه بس اتوجعت
وأديني قاعدة أهو بعد ما لفولي رجلي وعقمولي الجرح ومقعدني هانم
قرب بابا مني وطبطب على راسي وقال
_ لسه موجوعة؟
هزيت راسي بنفي وقُلت
_ الحمدلله الوجع هِدي
طبطب عليا وخرج هو والباقي عشان يروحوا يصلوا العشاء والتروايح وإسراء ولوچين وليلى وماما فضلوا في البيت وصلينا سوا
وبعد ما خلصنا ماما راحت تجيب لينا حلويات
فقولتلهم بحماس
_ايه رأيكم أحكي حدوتة ليكم؟
وافقوا في ثانية أي نعم هما مُراهقين بس لسه الجزء الطفولي اللي جواهم بينور
_ كان في بنت طول حياتها بتتقارن بأختها المُحامية الشاطرة الجميلة ودايما يرددوا إن هي عمرها ما هتعرف تشتغل ولا حد يحبها، لحد ما في مرة اتريقوا جامد على شكلها ومشيت معيطة فقابلتها ست عجوزة بتبيع ورد واديتها إسورة فالبنت أخدتها ومشيت ودموعها شبه موقفتش ومرة واحدة اتفاجأت بإنها بقت بنت جميلة من وجهة نظرها طبعا اتخضت لحد ما اكتشفت إن الإسورة بتخليها تتحول لأي شكل كأنها فلتر وبعد فترة بتلاقي نفسها بقت خفية ومحدش شايفها غير خطيبها اللي كان عارف بموضوع الإسورة ده بس جالها إشارة بمكان وجود الست العجوزة وطبعا كانت لازم تروح عشان ترجع لحياتها وشكلها حتى لو هترجع لشكلها الأصلي ولما قابلت الست العجوزة قالتلها إن الإسورة بس خلتها تكتشف نفسها وإنها مكنتش محتاجة فلاتر وإنها حلوة
كان باين عليهم التأثر جدًا من الحكاية وأنا طلعت صورة من تيلفوني وورتها ليهم وقُلت
_ دي البنت، شايفنها وحشة؟
_ لاء خالص
التلاتة ردوا في نفس الوقت ابتسمت وكملت
_ دي حكاية من مسلسل، بس عبرتها كانت حِلوة أوي لازم نُدرك أهمية وجودنا وإن الشكل مش كل حاجة في جوانا شخصية بتعبر عننا ودي الأهم
_ والله يا يونس بنتك أحيانا بتبهرني
كان صوت عمي "ياسين" وهو بيكلم بابا بعد ما رجعوا وشكلهم سمعوا القصة، الحقيقة مكنتش محرجة على عكس طبيعتي وقُلت
_ أقل ما عندي، أهم حاجة الإستفادة
وهو كأنه فِهم تلميحي المُبطن فقرب وقعد جنبي وقال
_ عندك حق احنا كنا بايخين ومكنش ينفع أبدًا تكون دي طريقة كلامنا ليكم، أنتم المفروض أميرات وليكم الدلال، حقك عليا ووعد هنتغير
ابتسمت من اعترافه ووعده
وضِفت
_ أنتم عيلتي وأنا بحبها والله مفيش أشخاص مثاليين بس أنتم في أي حاجة بتسندوني واللي يجي عليا تاكلوه بس الكلام كان بيجرحـ.ـني بس خلاص أنت اديتني كلمتك
ضحك وكلنا ضحكنا كانت ضحكة فرحة إن في جزء جوانا حزين بدأنا نحاول نمحيه ونحسن من نفسنا
الكل كان قاعد معايا في الأوضة بنهزر وبنكلم والمرة دي محدش كان بيعلق على حد نقدر نقول إن دي الدوشة اللي بتحسسك بالدفا
_ تُقى مين my love اللي بيرن ده؟
كان سؤال من لوچين اللي خلى في صمت حَل ورنة التيلفون بقت مسموعة وقبل ما أوضح قال " مُلهم" بنرفزة مصحوبة بسخرية
_ my ايه يا عنيا!
_اصبر بس وأنا هفهمكم والله
وقبل ما أتكلم كان التيلفون بيرن للمرة التانية عشان أنا مردتش وقبل ما أقفل قال بزعيق
_إياك تقفلي افتحي، ده بيرن فيديو كمان
_ يا بابا
ناديت عليه بغيظ من كلام الغتيت المُتسرع ده ومش مخليني عارفة أتهنى
_ ابن عمك وخايف عليكي، يلا افتحي
_ أنتم شاكين فيا!
رد عمي الكبير
_ لا طبعًا احنا لو زي ما بتقولي مكنش ده هيبقى رد الفعل
وللمرة التالتة الموبايل يرن فتحت بقلة حيلة من تجمهرهم حرفيا فوق راسي وفي اللي واقف ورايا
_ شو يا بنت عم دِق من زمـا...ن
سكتت بعد ما لقت التجمهر ده كله حواليا فقالت
_ لكِ تُقى إنت بالإستاد ولا شو
_ لا في بيتنا، ودي عيلتي الكريمة... عيلتي الكريمة دي رغد
_ أهلا بيكم
رحبت بيهم وقالتلي
_ أنتم كتير حلوين تؤبوروني
_ واحدة كمان بالله
كانت " إسراء" اللي نطقت وأنا فهمت قصدها فضحكت ووضحت لرغد
_ عاوزاكِ تقولي ليها تؤبريني
_ لكِ تؤبريني يا عيوني
إسراء بعتت بوسة ليها، أحلى حاجة عندنا هو إن الرهاب الإجتماعي بيخاف مننا
_ طب هكلمك بعدين، سلام
نهيت معاها وهي فهمت إنه بسبب الزحمة
فسألني أخويا
_ مين العسلية دي؟
ضربته في كتفه وأنا بقول
_ اتلم يلا دي صاحبتي
وكملت شرح عشان يبقوا عارفين هي مين
_ دي بنوتة اتعرفت عليها social media بقالي تلت سنين ونص هي سورية كانت لطيفة معايا جدا وتقريبا شخصياتنا متشابهة فبقينا صُحاب وحوار المكالمات ده لسه من قريب وهي بتحب تكلمني علطول وتشاركني كل حاجة بس كده، ويلا هِش عشان تعبانة وعاوزة أنام
وماما بعد اذنك جيبي ليا مسكن عشان أعرف أنام
وقبل ما الكل يخرج استأذن
" مُلهم" من بابا إنه هيقعد يقولي حاجة وبعد موافقة بابا وخروج الكل قعد قُدامي وقال
_ مقموصة؟
_ كلك نظر
مسح بكف ايده على راسه بحركة متوترة وقال
_ متزعليش مني بس والله قلقت، خليكي كريمة
عملت نفسي لسه زعلانة فكمل هو
_ متغتتيش بقى وبعدين أنا جايب للبنات حاجات حِلوة عشان العيد ولو فضلتي مقموصة يبقى ملكيش حاجة
انتفضت بسرعة وقُلت
_ أنا زعلانة! يعني ايه زعلانة أصلا
ضحك بهدوء ووقف وقال
_ وبعدين صاحبتك my love آمال جوزك هيبقى ايه
_ my cupcake
خرجت مني بعفوية فحطيت ايدي على بُقي من الكسوف وهو صوت ضحكه عِلي وقال وهو خارج بره الأوضة
_ حلو، عجبني
وهو يعجبه ليه وهو ماله؟
كان سؤال جوايا عليه وعلى ردة فعله الواد ده بقى خبيث.
«العشرون من رمضان»
رمضان مر بسرعة وانهاردة أول يوم من العشرة الآواخر
كان في جوايا جزء بدء يشتاق من دلوقتي لرمضان لأن خلاص أيامهُ بتفوت وجزء مني فرحان بِقدوم العيد
صليت العشاء والتراويح زي ما متعودة من تالت يوم تقريبا وده لأني حسيت بالراحة أكتر وأنا بصلي هِنا في البيت وبدعي براحتي وخَلصت الوِرد وزي المُعتاد عملت كوباية قهوة وأخدتها وطلعت للسطح؛ المكان المُفضل ليا ودايما برتبه بكل حُب محدش منهم بيطلع كتير هِنا بس أنا لو عليا أعيش هِنا... سمعت صوت خطوات لشخص ابتسمت بقلة حيلة وقُلت
_ خير، كل واحد فيكم بيطلع يزورني يوم! سيبوني شوية مع فنجاني وقهوتي
_ ممكن أقعد هِنا؟
لفيت وشي أشوف مين المؤدبة اللي بستأذن تقعد معايا وكانت المفاجأة إنها
« بسملة!»
خرجت من صدمتي وقلت بلطف
_ اتفضلي طبعًا مش محتاجة إذن
جابت كُرسي وقعدت جنبي وفضل بينا لحظات طويلة من الصمت، احنا في الأغلب مفيش بينا كلام كتير وهزارنا قليل جدا بالرغم من إننا نفس السن بس يمكن المقارنات اللي كنت بعملها جوايا هي السبب في البعد، طلع عدو الإنسان الحقيقي هو نفسه بجد
_ هو أنتِ بتكرهيني؟
اتصدمت من سؤالها واتصدمت أكتر من الكلمة أنا مش بهول الأمور بس الكُره حاجة كبيرة جدا مش مُجرد كلمة فنطقت بعد برهة من الصمت
_ بكرهك! ازاي تفكري كده، أنتِ من عيلتي!
اتعدلت وهي بتبص قدامها تاني وقالت
_ بحسك دايمًا بعيدة ومش بتحبي تقربي مني بالرغم من إننا قد بعض، لما كنا في المدرسة كان نفسي أبقى معاكي ونبقى زي التؤام حتى لو مش نفس الأب والأم
أنا كنت دايما بشوفك بتلمعي وشخص يعتمد عليه كنت عاوزة أكون معاكِ أو حتى أكون زيك
الحقيقة اتصدمت من كلامها إن هي كانت شايفاني كده
بسملة عمرها ما كانت شخص شرير هي كانت بتحاول وأنا مغمضة عيني بكل سذاجة
_ أنا مش بكرهك يا بسملة أنا بس بحس إن قُدامك شخص لا يسوى شيء، إنت مبهرة والعيلة بتحبك وشكلك تحفة وشخصيتك تجنن فدايمًا كنت بسأل نفسي أنا مش زيك ليه؟
طب لو عوزت أقرب منها هترضى ولا هتصد واحدة فاشلة زيي؟
أنا كنت شخص سلبي وغير مُلم بنفسه بس وقتها أنا مكنتش فاهمة ده كان كل اللي في بالي إن دايما أنا الأسوء.
لحظة صمت تانية وكأن كل واحدة فينا بتوزن كلمات التانية ويبدوا إن كل واحدة فينا كانت بتحب التانية بس شايفين نفسنا قليلين ودي من أسوء معارك الإنسان
قربت منها وأخدتها في حُضني وأنا بردد
_ أنا مش بكرهك يا بسملة
بالنسبة ليا إنت شخص مميز ويشرفني إن الشخص ده يكون بيحبني
زادت من ضغطها في أحضاني وكأنها بتثبت ليا إني زيها ويمكن أحسن من وجهة نظرها...
سنين ضاعت في جفا بسبب عدم إعطاء أهلنا الحب الكافي لي لو أنهم فقط أدركوا وقتها أن تنمر.هم المتنكر في هيئة مزاح سيكون سببا للتفكك ما فعلوها وقتها، ولكن ليس عليهم كل اللوم؛ فأحيانًا النشئة تكون سببًا في زرع نفس البذرة في كل موسم.
«الخامس والعشرون من رمضان»
ها نحن ذا على مشارف الإنتهاء، يتم الإشتياق لرمضان من دلوقتي والله
الساعة سبعة الصبح وكل ستات البيت متجمعين عشان نعمل الكحك والبسكويت
_ أنا وتقى وليلى هنعمل البسكويت، وبسملة ولوچين وإسراء هيعملوا الكحك مع ماجدة وفاطمة
كانت توجيهات ماما لينا وكالعادة بدأنا بحماس ماما بتلف مكنة البسكويت وأنا باخد منها أنا وليلى
وطنط فاطمة وماجدة بيوروا البنات يعملوا ايه
قمت بحماس ومسحت ايدي في القماش اللي جنبي من السمن ومسكت التيلفون وقلت ليهم
_ استنوا هنعمل فيديو تيك توك
بصوا ليا بعدم فهم فشرحت بحماس
_ هنعمل اللي هو وراحت متكيالي على السين
ايه اتكت على السين
ضحك الكل ما عدا الكبار لأنهم مفهموش فوريت ليهم فيديو شبه اللي هنعمله وعجبهم الموضوع وبعدها وثقت حبة عشوائيات ورجعت أعمل تاني
ومن هِنا أقدر أقول لكم "تُقى" بقت أقوى وأشجع ومُحبة رددت بيني وبين نفسي
_" الحمدلله"
كانت راحة وأخيرا، أخيرا بقيت متشافة ومش شبح وده كله بدأ من عندي.
ميعاد الفطار جِه والمفاجأة إن الرجالة هما اللي عملوا الأكل عشان احنا تعبنا في الكحك والتسوية والترويق وغسيل المواعين
كل مرة بتأكد إنهم حنين وإن مهما كانت المشاكل هتتحل عشان هما موجدين
_ اتفضلي يا ست
_ الله قهوة، شكرا يا مُلهم كنت محتاجاها بجد
مد ايده لقدام وشاور بحركة سينمائية
_ تحت أمر الأميرة
ضحكت عليه وعلى حركاته وبدأت أشرب في القهوة
وهو ناداني فهمهمت ليه وكما
_فاكرة لما كنا صغيرين وعيل كان عاوز يضربني، وقتها أنتِ حرفيا مسكتيه عجنتيه عشان حاول يأذيني وقتها انبهرت من قوتك ومن البنت العيوطة
بس اكتشفت إن اللي بيجي على حد بتحبيه مبتسكتيش وكأنك بتنعزلي صح يا تقى؟
_ براڤو عليك أنا كده فعلا، أنا معرفش بجيب الطاقة دي منين بس أهم حاجة بتبقى قدامي وقتها إن محدش يجي ناحية اللي بحبهم
قام وقف قدامي وبعدها قعد على ركبه استغربت جدًا ورجعت تلقائيا لورا بضهري وأنا ببصله بشك؛ مهو ممكن يبقى عاوز يعمل مقلب فيا!
أخدت بالي من حركاته اللي كانت نفس طويل وترديد كلام مسمعتوش ومرة واحدة نطق
_ ايه رأيك أبقى الـ cupcake بتاعك؟
_ آه عادي، ايه!
استوعبت اللي قاله واستوعبت اللقب اللي أنا كنت معرفاه إني هقوله لزوجي
هل هو يقصد!
« الثلاثون من رمضان »
انهاردة الوقفة آخر خمس أيام عدو هما كمان وبالرغم من افتقادي للشهر الفضيل بس دعيت إنهُ ينعاد عليّ وعلى أحبتي بخير حال وبكده نقدر نقول يا ليلة العيد أنستينا
تجمع لنساء المنزل بعد ما خلصنا ترويق وأخيرًا وحان الوقت للدلال بس
_ طب والله أنا أخري أبقى مجرد بنوتة عسولة
_ متأكدة يا تُقى من حتة عسولة!
قالتها بسملة ليا بخبث وأنا فهمت الـ... ولا بلاش احنا لسه خارجين من رمضان
عِرفت بموضوع أخوها أو تقريبا البيت كله لأنه اتقدم ليا
بعد ما قومت جري من قدامه واحنا على السطح
ولهذا هو حَب يحطني قدام الأمر الواقع وطلبني من بابا بس أنا لسه متردد وخايفة أنا آه بقيت أحسن من الأول بس لسه شايفة نفسي مش تحفة للدرجة أو بمعنى أصح لمُلهم بالذات
_ كِني يا بسملة عشان معجنكيش
سكتت لأنها استفزتني ونرفزتني فوصلت لمرادها من الآخر
مسكت تيلفوني وفضل أقلب في حالات الواتساب لحد ما واحدة عجبتني بمعنى أصح ضحكتني أخدت لقطة شاشة ونزلتها عندي وقفلت كام دقيقة ولقيت اشعار برسالة فتحتها ولقيتها من مُلهم بيرد على الحالة بِـ
_ يا بنت الحلال منا عمال أتحايل عليكي وهتبقي العيد والعيدية بس خليكي لينة كده
يلهوي نسيت خالص إنه بقى عندي ونسيت أعمله hide لو رقعت بالصوت حد هيتكلم؟
بعت رسالة تانية
_ علفكرة أنا لُقطة فالحقيني
_ليه هو أنت من الآثار
رد عليا برسالة
_ دمك مش خفيف خالص علفكرة، بس مراتي بقى
_ يا ابني اهمد
_ تقى بلاش عِند، أنا عمري ما هلاقي حد يكون ونيسي غيرك
وبتمنى دعوة رمضان تتحقق
دعوة رمضان!
أنا دعوة رمضان!
الحقيقة اتأثرت جدًا وعشان كده بعت
_ بيقولوا السكوت علامة الرضا
_ لاء وحياتك ده بسببه هبقى الـ cupcake وأنتِ الـ cake
ضحكت بصوت عالي على غزله الغريب ووقتها البنات قربوا برخامة يشوفوا بضحك ليه وفهموا ولم يُسمع بعدها سوى الزغاريد
وفي اليوم الأول من العيد كنت العيد والعيدية للحَبيب
يا ليلة العيد أنستينا
وجددتي الأمل فينا
يا ليلة العيد
مازال الأمل يلوح في الأفق
وأنا سأظل كثيرًا يسعى للرفرفة

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا