القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الرابع وعشىرون 24 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الرابع وعشىرون 24 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات 



رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الرابع وعشىرون 24 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات 


الفصل الرابع والعشرين

#دلال_حُرمت_على_قلبك

#الفراشة_شيما_سعيد


بعد 15 يوم بمنزل أبو الخير..


دلفت السيدة زينب غرفة نوم ناصر، الغرفة عبارة عن دخان يخرج من كل اتجاه مغلقة مظلمة رائحة السجائر مسيطرة على الأجواء، تنهدت بثقل وأغلقت الباب خلفها مردفة:


_ وبعدين معاك يا ناصر ؟!.. 


ناصر ؟!.. وأين ناصر ؟!.. جالس على الفراش عاري الصدر يأخذ سيجارة وراء الأخري يخرج بها غضبه، وضع السيجارة بالمطفاة وقال بهدوء:


_ خير يا حاجة في حاجة ؟!..


جلست أمامه على الفراش وقالت:


_ أنت اللي مالك بالظبط لما نفسك فيها وعايزها طلقتها ليه بس وسبتها تمشي؟!.. أقولك على حاجه روح اتكلم مع أيوب وجيبها وتعالى ريح قلبك وقلبي يا ابني... 


يعود بها من جديد ؟!.. يا ليته يقدر، لأول مرة يشعر إنه عاجز عن فعل شيء يرغبه وبشدة، حدق بالشرفة وقال:


_ مينفعش يا أمي مينفعش كده احسن ليها كتير..


قالت بحدة:


_ هو إيه اللي مينفعش وأحسن ليها، البنت بتحبك يا ناصر وأنت كمان بتحبها ولسه في عدتها ايه اللي يمنع بقى مش هتقدر تاكلها؟!.. 


أبتسم بتعب شديد وقال:


_ أكل إيه بس يا حاجة؟!.. حنين عايشة حياتها في قصور مش هتقدر تعيش في الحارة هنا كتير ده غير إني كنت متجوز تلاتة ومعايا عيال وفرق السن اللي بينا والتعليم، كل دي حاجات تبني بيني وبين حنين بدل السور 1000 كده أحسن لها.. 


ربما يكون معه حق لكن الحب دائما ما يكسر القواعد، فقالت:


_ هي لما حبيتك كانت عارفة كل ده وقابله بيه بلاش تكسر قلبك يا ابني، وبعدين اللي اعرفه بقى ان عمها متجوز بنت صغيرة برضو.. . 


_ ظروفهم كانت مختلفه وحياة أيوب مش زي حياتي مفيش مقارنة ، كفاية كلام بقى في الموضوع ده مش عايز افتحه تاني.. 


بقلة حيلة أومات إليه، ناصر إذا قال على شيء أنتهي فهو أنتهي، وضعت قبلة حنونة فوق رأسه وقالت:


_ ماشي يا حاج المهم عندي انك تبقي مرتاح..


خرجت من الغرفة لتخرج منه تنهيدة طويلة، أشتاق إليها ولا يستطيع أن ينكر ذلك، وجد يده تخونه وتأخذ الهاتف من فوق الطاولة ثم ضغطت على رقم هاتفها، تعالت دقات قلبه مع سماعه لرنين الهاتف، كلمة واحدة منها ردت به الروح من الجديد:


_ ألو..


هل الكلمة بهذا الجمال أم صوتها أعطي إليها هذا الكم من الحلاوة، للمرة الثانية تأثر عليه بصوتها:


_ ناصر..


يا الله على ناصر، ناصر مشتاق يا صغيرة مشتاق وقلبه يحرقه، حمحم بخفة مردفاً:


_ ازيك يا حنين ؟!..


حالها سئ ، سئ جدا جدا، إجابته بتعب:


_ الحمدلله بخير أنت عامل إيه يا حاج ؟!.. 


هل وضعت بينهما حدود الآن بطريقة شيك ؟!.. نعم يا حاج ناصر هذا ما حدث، بلحظة ضعف قال:


_ وحشتيني يا حنين ؟!.. 


الكلمة أصبحت بلا معني بقلبها، أخذت نفسها بهدوء وقالت:


_ مفيش لازمة للكلام ده يا ناصر مش هيفيدنا إحنا الاتنين بحاجة..


دق قلبه بخوف لأول مرة بحياته وقال:


_ يعني ايه يا حنين؟!..


_ إحنا الاتنين دلوقتي مطلقين تجربة وعدت وكل واحد فينا رجع لحياته، هيبقى احسن لو متصلتش بيا تاني.. 


اهتز بقوة وكأنه علم الآن فقط أنه بمرحلة الهزيمة سألها بترقب:


_ أنتِ شايفة كدة ؟!..


من أين أتت إليها القوة لا تعلم لكنها قالت بثقة:


_ ومش شايفة غير كده..


_ وحبك ليا؟!..


بصدق قالت:


_ أنا معرفش يعني إيه حب يا ناصر تقدر تقول عشت حياتي كلها بدور على الامان وكل ما لقيت الامان في مكان أحب صاحب المكان، لكن الحب اللي في دماغك أنا معرفهوش ولا عمري جربته...


رفض عقله بقوة معني حديثها فقام من فوق الفراش بجنون مردفاً:


_ أنا عايز اقابلك يا حنين لأزم نتكلم..


بتعب قالت:


_ عمو منعني من الخروج ما بقاش بيثق فيا وبصراحه عنده حق، أنا معملتش أي حاجة عشان استحق ثقته فيا لو عايز تقابلني تقدر تيجي القصر نتكلم براحتنا وفي وجود الكل..


أغلقت الهاتف بوجهه بتعب نفسي شديد، لابد أن تنتهي تلك الصفحة من حياتها إلي الأبد بكل ما فيها ، دارت بوجهها رأت مصطفي يقف خلفها فقالت بتعجب:


_ في حاجة يا مصطفي ؟!.. 


أبتسم إليها بحنان:


_ مبسوط بيكي يا حنين..


_ وده ليه ؟!..


_ بقيتي ناضجة وقوية..


ابتسمت إليه بسخرية وقالت:


_ بصراحه لو مبقيتش ناضجة وقوية بعد كل اللي حصل لي ده هبقى غبية، عن أذنك..


خطت خطوتين وسمعته يقول:


_ حنين استني..


دارت بوجهها إليه فقال بتوتر:


_ هو أنتِ ناوية ترجعي لناصر ؟!.. 


أخر من تريد الحديث معه هو أنت يا مصطفي، مسحت فوق خصلاتها بهدوء وقالت:


_ مش هرجع أي حاجة كانت في الماضي مش هرجع لها مش ناصر بس يا مصطفى في حاجه تانية عايز تعرفها؟!.. 


كانت رسالتها صريحة بعدم العودة لحبه هو الآخر من جديد، أبتسم إليها وقال:


_ وطبعا أنا من ضمن الماضي اللي مش ناوية ترجعي له مش كده يا حنين؟!.. 


أومأت إليه بهدوء وقالت:


_ كدة يا مصطفي..


______ شيما سعيد ______


بمكتب أيوب بالفندق..


دون سابق إذن فتحت عليه باب المكتب ثم دلفت بخطوات رشيقة وأغلقت الباب خلفها، رفع عينيه عن الورق الموضوع أمامه بتعجب ليري من تجرأ ودلف عليه دون إذن منه، وجدها هي ليبتسم إليها بحب قبل أن يخلع نظارته الطبية عنه مردفاً:


_ مش معقول دلال هانم بنفسها عندنا؟!.. 


أومأت إليه بكبرياء ثم جلست على المقعد المقابل إليه واضعة ساق فوق الآخر مردفة:


_ اطلبلي واحد شاي باللبن لو سمحت..


ضحك بخفة ثم رفع سماعة هاتفه مردفة بهدوء:


_ واحد شاي بلبن بسرعة يا دعاء..


أغلق الهاتف ثم قال:


_ هااا إيه سبب الزيارة الكريمة..


أشارت بكل أصابع يديها مردفة ببراءة:


_ أسباب مش بسبب واحد..


قام من مكانه ليأخذ تجلس بجواره على الأريكة الكبيرة وقال بحنان:


_  كلي آذان صاغية..


إبتسمت بحب وقالت:


_ بص عشان مواضيع كتير شوية مش عارفة أبدا منين أنت رأيك أبدا منين؟!.. 


_ ابدئي من الحتة اللي تعجبك المهم تتكلمي..


أومأت إليه بإبتسامة واسعة وقالت:


_ شوف يا أيوب باشا انا دلوقتي بقيت سيدة صاحبة مال زي زيك بالظبط، فقعدت أفكر وأقول يا بنت يا دلال إيه الحاجة اللي ممكن تستثمري فلوسك فيها لحد ما وصلت اني هعمل فندق لنفسي صغنن كده وبعدين لما يكبر هبقى انافسك رأيك إيه ؟!.. 


عقد حاجبه بتعجب مردفاً:


_ داخلة على طمع أنتِ يا دلوعة مش كدة ؟!..


أومأت إليه ويدها تلعب بخصلاته مردفة:


_ أنا دلوعه الباشا يعني أعمل كل اللي على مزاجي.. 


أومأ إليها بهدوء وقال:


_ ماشي يا دلوعة الباشا وعشان دلوعة الباشا لأزم تبدأ كبيرة هتبقي صاحبة أكبر فندق في مصر.. 


رفضت مردفة:


_ لأ يا أيوب انا عايزة أكبر لوحدي..


قرص أنفها بالقليل من القوة وقال:


_ ما أنتِ هتكبري لوحدك شكلك ناسية مهرك يا عروسة ؟!..


_ مهر ؟!..


_ أخص عليا بجد شكلي نسيت أقولك إن فرحنا الخميس الجاي يعني كمان خمس أيام، باقي فلوس الفندق مهرك هاا طلبك التاني إيه.. 


سعادتها معه لا توصف، ألقت بنفسها على صدره وقالت:


_ أنا بحبك أوي يا أيوب..


استقبلها بصدر رحب وضمها لصدر بقوة مغلقا ذراعيه عليها ليأخذ أكبر قدر من رائحة عطرها العاشق اليها ثم همس بنبرة خشنة:


_ وأنا مغرم يا دلال عارفة يعني إيه مغرم ؟!.... 


يا الله ما أجمله وما أجمل الحياة بين يديه، أبتعدت عنه قليلاً وقالت بتوتر:


_ امممم عارفة يعني إيه مغرم وعشان كده هيبقى عندي الشجاعة عشان أطلب منك الطلب التاني وارجوك يا أيوب متكسرليش خاطر.. 


عقد حاجبه بقلق وقال:


_ قولي في إيه ؟!..


أخذت نفسها بعمق حتي تستجمع قوتها وقالت:


_ إحنا لما طلعنا عمرة طلعنا عشان ربنا يسامحنا على كل اللي فات ونبدأ حياتنا من جديد بشكل صح مش كده؟!.. 


مع كثرة المط بدأت تفلت أعصابه فقال بحدة:


_ دلال ادخلي في الموضوع على طول..


أبتلعت ريقها بتوتر وقالت:


_ ليه من يوم ما رجعنا مجيتش القصر؟!.. ماما فوزية مقهورة وأنت بعيد عنها يا أيوب ده غير حنين يا حبيبتي كل يوم بتدبل عن اليوم اللي قبله البنت بتموت بالبطيء يا أيوب، كفاية اللي حصل لها وكفاية إنها خسرت مامتها وباباها وأخوها المفروض انك تبقى في ضهرها مش تزود همومها، وفي الآخر ترجع تقول أصلها غلطت عشان مفيش حد جنبها ووو.. 


معها حق هو الآخر أشتاق لحنين قلبه وعمته التي كانت بالنسبة إليه والدته، أخذ نفسه بتعب وقال:


_ عارف كل اللي أنتِ بتقوليه ده يا دلال، بس مش قادر أنا بني آدم وطول عمري مبعرفش اسامح خصوصا الناس اللي بحبهم.. 


هدوءه بالحديث أعطي إليها مساحة تقول ما تود قوله فقالت:


_ ماما فوزية عملت كده عشاني أنا اللي اتحايلت عليها عشان أمشي، عارفة ان احنا الاتنين غلطنا بس أنت سامحتني سامحها هي كمان وخلي قلبك أبيض، وبعدين حنين تعتبر طفلة في سن المراهقة محتاجة اللي يعلمها الصح من الغلط مش اللي يبعد عنها ومن غير زعل يا أيوب أنت مكنتش الشخص المثالي في حياه حنين بعد وفاه باباها، كل حاجة أوامر وكل حاجة مرفوضة مع أنك بتعمل إللي على مزاجك واللي أنت عايزه، أنا مقصدش أفتح في اللي فات بس نفسي نقفله ارجوك.. 


وضعت أمام مرايا الحقيقة وتركته بمفرده، هو السبب الرئيسي بما حدث مع حنين هو من جعلها تصل لتلك النهاية، جذبها ليضع رأسه على صدرها مردفاً بتعب:


_ خليكي في حضني كده على طول لما بشم ريحتك برتاح..


ضمته إليها بحب وقالت:


_ أنا في حضنك لحد آخر نفس فيا، بما إن فرحنا كمان خمس أيام فلازم نفرح كلنا مع بعض، أنا مليش حد غيرك أنت وعيلتك بقوا عيلتي عايزة أفرح وسطيكم ناوي تفرحني مش كده؟!.. 


طلبها أحب من على قلبه أخذ نفس عميق ثم وضع قبلة حنونة على رأسها مردفاً بقوة:


_ هفرحك يا دلال..


قامت من مكانها بحماس مردفة:


_ طيب يلا..


_ على فين؟!..


_ هنروح الأول القصر نصالح حنين وماما فوزية وبعدين هنروح كلنا نختار فساتين الفرح عندك مانع.. 


_ مفيش كلام بعد كلام الدلوعة..


____ شيما سعيد _____


دلفت لغرفة المعيشة بإبتسامة مشرقة ثم أقتربت من السيدة فوزية ووضعت قبلة فوق رأسها مردفة:


_ الحلو مكشر ليه ؟!..


بحزن قالت:


_ أيوب وحشني أوي يا دلال أول مرة يقسى عليا بالشكل ده..


أومأت إليها دلال ووجهت نظهرها على حنين الشاردة وقالت:


_ الأستاذة حنين مكشرة ليه؟!..


تنهدت بضيق مردفة:


_ عمو أيوب وحشني أوي يا دلال أنا عارفة إني غلطت وعارفة إنه لما يعرف الحقيقة هيزعل مني أكتر بس والله وحشني.. 


بنفس اللحظة دلف أيوب للغرفة بهيبته المعتادة وبقوة سألها:


_ مخبية إيه تاني يا حنين؟!..


تجمد جسد حنين بخوف فتدخلت دلال سريعا مردفة:


_ بصراحة حنين مخبية مصيبة كمان صغنونة خالص، صالح ماما فوزية وأدخل أنت وهي أوضة المكتب وتكلموا براحتكم.. 


ظلت عينيه متعلقة بحنين للحظات ثم أقترب من فوزية مردفة بهدوء:


_ أخبارك إيه يا فوزية ؟!..


بعتاب حزين نظرت إليه وقالت:


_ بقى كده يا أيوب وأنا اللي قولت ان مليش في الدنيا دي كلها غيرك يجي اليوم اللي قلبك يقسى عليا بالشكل ده وتحرمني حتى أشوفك ازاي هنت عليك تعمل فيا كده؟!.. 


فتح ذراعيه إليها لتلقي بنفسها داخل صدره باكية، تألم وقلبه عاتبه بقسوة أغلق يده عليها وقال:


_ حقك عليا يا عمتي أنا معنديش أغلى منك في الدنيا..


أبتعدت عنه وقالت:


_ معندكش أغلى مني بس قسيت عليا يا أيوب..


أبتسم نصف إبتسامة ثم مسح على خصلاتها بحنان مردفاً:


_ انتِ كمان معندكيش أغلى مني وقسيتي عليا يا فوزية..


_ عملتلك إيه ان شاء الله؟!..


حدق بدلال المبتسمة ثم أنحني ليصل لاذن عمته وهمس:


_ حرمتيني من حاجة روحي فيها وفضلت أدور عليها زي المجنون، فقررت إني احرمك من حاجه بتحبيها وأنا عارف إني أغلى حاجة عندك عشان تعرفي بعد الغاليين بيعمل إيه.. 


ضربته بصدره بغضب مردفة:


_ يعني البنت إللي هناك دي أغلي حاجة عندك ؟!..


رفع حاجبه بقوة ثم نظر لدلال وقال :


_ عايزة الصراحة يا فوزية ؟!..


_ قول الصراحة يا بخت فوزية المايل..


_ البت دي عندي إدمان..


شهقت فوزية وفلتت ضحكة من دلال فحمم بقوة ثم سحب حنين حنين من كفها مردفاً:


_ قدامي على المكتب..


بغرفة المكتب..


أنتهي وقت المرح وعاد لجبروت أيوب رسلان أغلق باب المكتب عليهما وجلس على الأريكة وأشار إليها بالجلوس بجواره، جلست برعب يسير بأعماق قلبها فقال:


_ عملتي إيه تاني يا حنين سامعك..


ماذا تقول أو من أين تبدأ الحديث ؟!.. نظرة أمان واحدة منه جعلتها تغلق عينيها وتتحدث قالت الحقيقة كاملة، أتسعت عينيه بذهول لا يصدق كانت تكذب من أجل الزواج من ناصر ؟!. جعلته يقترب منها وبعدها عادت إلي هنا ؟!.. بكت منتظرة صفعة جديدة منه إلا أنها تفاجات به يجذبها بداخل أحضانه، يتمني لو يقدر على البكاء معها لعله يخفف من ألم قلبه مسح على ظهرها وشهقاتها تعلو بعد فترة أبتعد عنها مردفاً:


_ أنا آسف يا حنين..


قالت من بين شهقاتها:


_ أنا إللي نزلت رأسك وأنا إللي المفروض أعتذر موتي مش هيغفر لي إللي عملته يا عمو..


ضم وجهها إليه وقال:


_ خلاص يا حنين مش عايز أسمع أي حاجة في المواضيع دي تاني كل حاجة خلصت وأنتِ دلوقتي جوا حضني..


سألته ببراءة:


_ بجد يا عمو يعني حضرتك سامحتني ومش زعلان مني؟!..


مسح دموعها من على وجهها الناعم ثم وضع قبلة حنونة فوق رأسها مردفاً بحنان:


_ سامحتك يا حنين بس عشان مكذبش عليكي زعلان وأوي كمان زعلان لأني وصلتك لهنا وخليتك تايهة وضايعة بتدوري على أي حاجه تحسي بنفسك فيها، سبتك لام مريضة وأنا بدور على نفسي وعامل فيها الكبير أنتِ اللي سامحيني يا حنين يمكن أقدر ارتاح..


ابتسمت بسعادة والقت بنفسها على صدره وقالت بحب:


_ انا بحبك قوي يا عمو واوعدك إني مش هعمل أي حاجة وحشة تاني ..


_ واثق فيكي يا بنت الغالي..


أبتعدت عنه بتوتر وقالت:


_ في حاجة كمان عايزة اقولها لك..


عقد حاجبه بقلق وقال:


_ حاجه إيه دي؟!..


_ أنا اتكلمت مع مامي وقالت لي إنها قتلت حد غالي عليها عشان ترجع البيت ده هي تقصد مين يا عمو.. 


اتسعت عينيه برعب من معني الحديث لكنه قال بهدوء:


_ سيبك منها يا حنين جومانة مجنونة وبتقول أي كلام روحي يلا البسيه وخلي فوزية تلبس هنجيب فستان الفرح لدلال وفساتين ليكم.. 


أومأت إليه بإبتسامة واسعة وخرجت فمسح على خصلاته بغضب وقال:


_ لو اللي في دماغي صح يا جومانة حتى الموت مش هيرحمك مني.. 


رفع هاتفه وقام بالاتصال على مصطفي وقال:


_ مصطفى عايزك تجيب لي الملف بتاع قضية موت خالد بالتفصيل.. 


تعجب مصطفي مردفاً:


_ ليه يا أيوب في ايه؟!..


_ شكلها ماكانتش قضاء وقدر وبما انك ظابط قديم عايزك تحط لي كل خبرتك في الملف ده وتقولي إيه الحكاية بالضبط.. 


_ ماشي.


_ هاخد معاك قد ايه؟!..


_ الموضوع مش سهل يا باشا أقل حاجة 15 يوم..


_ كتير أنا عايزك تتصرف بسرعة..


_ هحاول يا باشا..


______ شيما سعيد _______


بعد ساعة عن أكبر مصممة أزياء بالقاهرة..


كان يتابع حيرتها بين التصميمات ومعها إبنة أخيه وعمته بمتعة، لأول مرة بحياته يعيش جو أسري دافئ به محبة والكثير من المرح، أبتسم بخفة على معالم وجهها الطفولية وهي تقول:


_ هو حلو بس أيوب مش هيوافق عشان قصير..


أومأت إليها حنين وقالت:


_ عندك حق بصراحة ملفت أوي واحنا عايزين نعدي اليوم من غير ضحايا..


ضحكت دلال بمرح وقالت ثم قالت بغرور:


_ مش موضوع ضحايا أنا كده كده حلوة في القصير وفي الطويل بس أنا حالياً في مقام حاجة ومينفعش أعمل كده..


ابتسمت إليها فوزية وقالت:


_ شوفي من فساتين المحجبات ومتلبسيش طرحة..


ضربت الجملة برأسه فتدخل اخيرا بعدما أخد دور المشاهد لأكثر من ساعة وقال:


_ ومتلبسش طرحة ليه بقى؟!..


رفعت عينيها إليه بتعجب وقالت:


_ أنت عايزني البس الطرحة يا أيوب ؟!..


نعم يرغب أن لا يقف أمام الله يحاسب عليها، يرغب أن لا يراها أحد غيره فقال بهدوء:


_ لو قولتلك عايزك تتحجبي يا دلال هيبقى رأيك إيه ؟!.. 


أبتلعت ريقها بصعوبة لأول مرة تقف بموقف مثل هذا، أخذت نفسها ونظرت لمن حولها وجدت بعينيهم إنتظار الرد فعادت بنظرها إليه لتري بعينيه نظرة رجاء واضحة، إبتسمت وقالت:


_ ماشي بس من هنا رايح الكل يحترم رأيي وكلمتي ما أنا هبقى الحاجة دلال.. 


ضحك بسعادة ثم أقترب مقبلاً رأسها مردفاً:


_ ماشي يا حاجة دلال نبقي نأخد برأيك بعد كدة..


شعرت حنين بالغيرة رغماً عنها فأقتربت من أيوب مردفة:


_ بوس رأسي أنا كمان يا عمو..


قهقة أيوب ووضع قبلة فوق رأسها مردفاً:


_ عنينا يا حنون..


_ وأنا كمان اشمعنا هما ؟!..


حدق بعمته ثم قال بغيظ:


_ مش عندك جوزك المستفز ده بوسي فيه براحتك بعيد عننا.. 


ردت عليه فوزية بغضب:


_ الراجل غلبان يا أيوب حرام عليك المعاملة دي..


بغيرة طفل على والدته قال أيوب:


_ ده غلبان ده ؟!.. 


صرخت الحماس من دلال جعلته يحدق بها فقالت:


_ أنا عايزة الفستان ده يا أيوب بليزز..


هل لو قبلها الآن بمنتصف المكان بعد هذا الدلال سيحدث شئ ؟!.. لا والله لم يحدث، مال عليها هامسا:


_ دلال أنا عايزك دلوقتي اتصرفي..


أتسعت عينيها بذهول وهمست:


_ أنت بتقول إيه يا قليل الأدب إحنا وسط الناس..


_ ما أنا بوشوشك بصوت واطي أهو اتصرفي بقى قبل ما تبقى فضيحة عامة قدام كل الناس، دقيقة واحدة ومش هبقى ملزوم باللي هيحصل..


كانت الرغبة بعينيه ظاهرة مثل الشمس فجذبت حنين وذهبت إلي غرفة القياس بخطوات سريعة ليقول لنفسه:


_ بقيت مراهق يا أيوب..


______ شيما سعيد ______


بيوم الحناء...


_ أنت متأكد أنك عايز تعمل كدة يا باشا ؟!..


سأله مصطفي بذهول من طلبه فقال أيوب بغضب:


_ ما تخلص بقى يا مصطفى إيه الصعب في اللي بطلبه منك؟!.. 


فلتت منه ضحكة ساخرة قبل أن يقول:


_ كل طلباتك غريبة والله يا باشا عايزني أعملك حبل يطلعك لاوضة نومك من البلكونه طيب ما تدخل من الباب وخلاص.. 


أجابه أيوب بسخرية:


_ تصدق المعلومة المهمة دي كانت غايبة عني، ما انا مش عارف ادخل يا بني آدم فوزية قافلة الباب من برة بتقول دي حنه بنات مينفعش ادخل ولو دخلت وشوفت العروسة يبقى فال وحش، أخلص يا مصطفى عايز أدخل في ورق مهم جوا.. 


غمز إليه مصطفي بمكر مردفاً:


_  يعني أنت عايز تفهمني انك هتقل من نفسك وتطلع على الحبل ده عشان خاطر شويه ورق ما تقول ان الهانم وحشاك وعايز تشوفها.. 


عض على شفتيه من الغيظ وقال:


_ معاك خمس دقايق تتصرف فيهم وتطلعني فوق بدل ما أتصرف أنا واطلعك عند اللي خلقك.. 


تلك المرة كان جاد ومصطفى يعلم جبروت أيوب فأوما إليه مردفاً:


_ دقيقتين وهتبقى في جناحك يا باشا..


ذهب مصطفي دقيقة وتم تنفيذ الخطة بنجاح وتمدد أيوب على فراشه ثم أخرج هاتفه وقام بإرسال رسالة لدلال عبر الواتساب:


_ أطلعي الجناح بتاعي دلوقتي حالا..


بالاسفل..


كانت تتمايل مع أغاني المهرجانات وتغني معها، صوت هاتفها جعلها تنظر إليه ثم أرسلت له مردفة:


_ أعمل ايه في جناحك انا برقص مش فاضية، وبعدين هو أنت فين اصلا؟!.. مش ماما فوزية قالتك مش عايزة تشوف وشك غير بكره في الفندق.. 


ترقص يومك بلون خصلات شعرك يا دلال، أمرها بغضب شعرت به من مجرد كلمات:


_ ده أنتِ ليلتك طين على دماغك أطلعي يا بت الجناح بدل ما انزل افض الليله دي.. 


خافت من تنفيذه لما قال فقالت لفوزية بتوتر:


_ هطلع أوضتي خمس دقايق وجاية يا ماما..


_ أطلعي يا حبيبتي بس ما تتاخريش..


دقيقة وكانت تقف أمامه مردفة بتوتر:


_ في إيه أيوب مالك متعصب كده ليه ودخلت هنا ازاي؟!.. 


سحبها ليسقط جسدها فوقه ثم قال بغيرة:


_ أربط أيدي في أيدك عشان أبقى مرتاح بدل دمي اللي محروق بسببك طول النهار ده ؟!..


همست بنعومة:


_ ليه الاذية طيب هو أنا كنت عملت إيه لكل ده؟!.. 


_ جننتيني ووحشتيني وخليتيني زي عيل مراهق بنط من الشبابيك عشان بس أخدك في حضني ثواني.. 


لعبت بيدها على ذقنه وقالت:


_ طيب ما أنت كمان جننتني وخليتني مدمنة لريحتك مبقتش أقدر يعدي عليا يوم من غير ما اشمها.. 


إلي هنا وكفى أخذ شفتيها بين شفتيه بلهفة وهي بكل حب استقبلت قبلته بنفس شوقه وجنونه رفع يده ليزيل عنها فستانها ووو..


_ هو إيه اللي بيحصل هنا بالظبط وأنت بتعمل إيه يا ولا.. 


أبتعدت عنه دلال بفزع أم هو ضغط على شفتيه بغضب شديد وقال:


_ هو في إيه يا فوزية أهلك ما علمكوش وأنتِ صغيرة ان الباب ده اتعمل عشان نخبط عليه قطعتي لي الخلف.. 


بسخرية قالت:


_ كان علموك أنت الأول تحترم نفسك يا قليل الأدب يا سافل يا بجح بتستفرد بالبنت الغلبانة وأنت عارفها إنها متقدرش تقول لك لأ.. 


رفع حاجبه بتعجب مردفاً:


_ أنتِ بتقولي إيه دي مراتي وكله بمزاجها صح يا بت انطقي؟!..


نظرت لفوزية بخوف مردفة:


_ لأ يا ماما مش صدقيني هو غصبني..


ردد الكلمة بذهول:


_ غصبتك؟!..


جذبتها فوزية خلف ظهرها ثم أشارت إليه بتحذير مردفة:


_ أيوة غصبتها آمال أنت فاكر إيه؟!.. أنا بنتي متربية أحسن تربيه ومتسلمش نفسها كده بالساهل، يلا يا بنت قدامي على بره وانت عايزاك تختفي من البيت ده لحد بكره بدل ملغي الجوازة دي خالص.. 


لا يود أن دلاله لهما فاق الحد ونسوا من هو أيوب رسلان فقال بغضب:


_ لأ هي شكلها هبت منكم انتوا الاتنين على الآخر ونسيته مين هو أيوب رسلان، طب قسما بالله العظيم لهتنامي  يا دلال في حضني الليلة وكلمة كمان مش هيبقى نوم بس..


قالت بخوف:


_ بس..


_ مفيش بس على السرير يلا..


______ شيما سعيد_____


بصباح ليلة الزفاف..


وجد حاله يسير بخطوات ثقيلة لغرفة إبنه الروحي" خالد" أغلق على نفسه باب الغرفة وفتح غرفة الملابس أخذ ثوب من عنده ووضع على أنفه مردفا:


_ اه يا خالد محدش في الدنيا دي قدر يكسر ضهري غيرك..


عاد لغرفة النوم وجلس على الفراش مد يده لصورته المجاورة للفراش، مرر أصابعه عليها  باشتياق عقله يذكره بكل لحظاتهما الماضية معا منذ ولادته وحتى يوم موته، بخجل شديد قال:


_ النهاردة فرحي على دلال أنا عارف أنك كنت بتحبها بس أنا كمان بقيت عاشق ليها، هبقى اناني المرة دي هخليها بتاعتي دنيا واخرها سامحني يا خالد لأني مش هقدر اضحي عشانك.. 


سقطت من عينيه دمعة ألم رفع الصورة لشفتيه ثم قبلها مردفاً:


_ سامحني..


أخذ نفسه بتعب ثم فتح أحد الإدراج ليضع الصورة، وجد الاشياء التي خرجت من سيارته بعد الحادث، تعلقت عينيه بفلاشة معلق بها ميدالية مكتوب عليها " دلال" انقبض قلبه وشعر بشئ داخله يمنعه من فتحها ومع ذلك أخذها وخرج بها لجناحه..


جلس أمام اللاب توب الخاص به بتوتر ووضعها اتسعت عينيه من اسم الملف " الليلة الأولي مع دلال " يستحيل أن يكون ما دلف لعقله حقيقي فتحها ويا ليته لم يفعل..


لم يتخيل بأبشع كوابيسه إن يري زوجته بعلاقة حميمية عارية بأحضان رجل آخر وتردد بلذة مستمتعة:


_ خالد...


______ شيما سعيد ______




تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع