رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الثاني وعشىرون 22 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الثاني وعشىرون 22 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثاني والعشرين
#دلال_حُرمت_على_قلبك
#الفراشة_شيما_سعيد
_ تقصد أنه مات ؟!..
قالتها بضياع تتمني لو نفي ما فهمته، هي فعلت كل شيء حتي يبقي صغيرها بأمان تحملت من أجله وعادت من الموت على أمل أن تجده بخيره، نظرة أيوب كفيلة لتعلم الإجابة، نظرة خذلان ، قهر ، والاصعب إنها نظرة عتاب هل هي السبب الرئيسي بموت صغيرها، تحدثت برجاء:
_ أيوب أرجوك أنا عارفة إن انا غلطانة لما خرجت من نفسي بعد أنت ما رفضت ومستعدة لأي عقاب، بس بلاش تعمل فيا كده بلاش تقول ان البيبي مات عشان تحسسني بالمسؤوليه وتفهمني اللي انا عملته غلط قول الحقيقه وانا والله العظيم ما هعمل كده تاني..
لا يعلم ما عليه فعله يأخذها بعناق يشعرها بالأمان يداوي جرحها أم يداوي جرحه هو ويبكي على حاله؟!.. أيوب رسلان رجل صعب هزمه مسح على وجهها بحنان وقال:
_ مش بعاقبك ومش بحملك مسؤولية اللي حصل رغم اني زعلان منك، بس اللي حصل ده أساسه بسببي أنا واللي عمل فيكي كده كان يقصدني أنا، ابننا دلوقتي عند اللي خلقه يا دلال في مكان احسن وهيستناكي على باب الجنه، هيشفع لينا يا دلال واحنا الاتنين غلطنا كتير يمكن ربنا اخده من باب الرحمه لنا...
مات ؟!.. ذهب قبل أن تراه ؟!.. تضمه تشم رائحة عطره تسمعه منه كلمة امي ، ذهب وهي كانت تنتظره لتبدأ معه حياة جديدة تعويضاً عن ما مرت به، نفت برأسها عدة مرات وبكت، بكت بقلب محروق يعيش شعور اليتم من جديد، صرخت، رفضت، تألمت أمام عينيه، جذبها رغماً عنها ليضعها على صدره بقوة مردفاً:
_ بس أهدي أنتِ تعبانة واللي بتعمليه ده غلط عليكي..
تعلقت بصدره وقالت بقهر:
_ البيبي ده كان هيبقى دنيتي لما عرفت إني حامل فيه قولت خلاص أنا مش هبقى يتيمة تاني ليه يموت يا أيوب وهو معملش حاجة ليه ؟!.. بس أنا استاهل انا بدفع تمن اللي انا عملته جوازي من خالد وجوازي منك انا استاهل العقاب ده بس هو ما كانش يستاهل..
زاد انهيارها وبدأ يفقد سيطرته عليها فضغط على الزر المجاور للفراش ودقيقة مرت قبل أن تعود للنوم بحقنة مهدئ..
______شيما سعيد _____
بمنزل أبو الخير..
طال غياب ناصر بعد ذهاب حنين، رفض دخول المنزل لأول مرة وهو يعلم جيداً إنه خالي من صوتها، صعد على السطح ليأخذه عقله لأول قبلة بينهما، أغلق عينيه بتعب وهمس:
_ آه منك يا حنين..
شعر بحركة حوله تخيل للحظة إنها قررت العودة بين أحضانه فتح عينيه بأمل كبير، وجد عزة أتت لتجلس قليلاً من الحمام الخاص بها، أخذت نفسها بتوتر ثم أقتربت منه مردفة:
_ مالك يا أبو مهران؟!..
_ تعبان..
كلمة واحدة وصف بها كل ما يؤلمه، قلبها اللعين جعلها تشعر باللهفة والقلق عليه جلست على بعد مسافة بعيدة عنه وقالت:
_ عندك إيه يا حاج ؟؟..
حاج ؟!.. كلمة ورثها من صغره لدرجة أنه صدق كبر سنه رغم سنوات عمره الخامسة والثلاثون، نظر لعزة وقال بندم شديد:
_ أنا آسف..
اتسعت عينيها بذهول، هل ما سمعته الآن حقيقي ؟!.. ناصر أعتذر منها ؟!.. سألته بنبرة حنونة:
_ على إيه بس ؟!..
أبتسم بسخرية من حاله وقال:
_ على كل حاجة، أنتِ أكتر واحدة اتظلمتي معايا يا عزة، اتجوزت عليكي بدل الواحدة إتنين وطلقت معاهم وأنتِ مكنش ليكي ذنب، كنتي أمانة عمي في رقبتي وأنا معملتش حساب للأمانة دي..
يا ليته يعلم كم تحبه، يا ليته يري صورته بعينيها، إبتسمت بحب وقالت:
_ أنت إللي مظلوم معايا يا ناصر، في الأول اتجوزتني مع أنك شايفني أختك عشان أبويا وأبوك، وبعدين ربنا حرمني من الخلفة وعشت معايا وخبيت لحد ما عمي الله يرحمه ما عرف وجوزك شامية، أنا مش زعلانة منك يا ناصر كفاية أوي عليا أشوفك قدام عيني كل يوم، حنين غلبانة وبتحبك وأنت كمان بتحبها ربنا يسعدكم..
بحنانها تزيد عليه همومه، مسح على وجهه بتعب وقال:
_ أنا طلقت حنين يا عزة..
ضربت على صدرها مردفة:
_ يا لهوي ليه كدة يا ناصر البنت صغيرة على كلمة زي دي..
هي بالفعل صغيرة جداً عليه، أخذ نفسه بتعب وقال:
_ مهو عشان صغيرة كان لأزم ابعد، أنا عشت كل حاجة يا عزة وهي لسة وردة بتفتح للدنيا ومن حقها تأخد إللي يستحقها..
_ بس أنت بتحبها هتعيش من غيرها إزاي ؟!..
أبتسم إليها مردفاً بهدوء:
_ زي ما أنتِ عيشتي سنين من غيري وأنتِ بتحبيني، الحب لوحده مش كفاية عشان نعيش تحت سقف واحدة، حنين من دنيا وأنا من دنيا ومستحيل نتقابل في النص...
لأول مرة يفتح قلبه إليها بتلك الاريحية ويتحدث، أومات إليه بحزن مردفة:
_ ربنا يريح قلبك يا ناصر..
_____ شيما سعيد _____
ساعتين وهو يجلس على المقعد المقابل لفراشها، يتابعها وهي تبكي أثناء نومها أخذ نفسه بثقل لتدخل عليه فوزية مردفة بغضب:
_ أنا ساكتة من الصبح وبقول مش وقته لكن دلوقتي حالا عايزة أعرف عيل مين اللي نزل ده وابن مين ؟!.
هذا ما كان ينقصه معرفة فوزية للحقيقة، نظر إليها بتعب وقال:
_ إبني..
ضربت على صدرها بغضب وقال:
_ إبنك أنت عملت إيه في البنت اليتيمة مش كافية إبن أخوك ؟!..
كثير عليه ما يحدث والله كثير، زفر بضيق وقال:
_ دلال مراتي من شهور واللي كان في بطنها ابني بالحلال وعلى أيد مأذون، فيا ريت تهدي بقى عمتي عشان أنتِ شايفه محدش فينا مستحمل يسمع كلمة من التاني..
_ وأنت مين اللي ضحك عليك وقالك إن الجواز في السر حلال؟!.. الجواز إشهار يا باشا يعني اللي أنت كنت بتعمله ميفرقش عن الزنا كتير الفرق بينهم بس ورقة..
أتت إليه بالوقت الخطأ لذلك انفجر بها مردفاً:
_ هو إيه اللي زنا دلال مراتي رسمي وعمها عارف كده؟!..
_ عمها مين ؟!.. اللي رماها في دار الايتام وأكل حقها ده بدل ما تأخد حقها منه بتحط أيدك في ايده وتستقوى عليها، وجبت منين أصلا ان الجواز ده حلال تقدر تقولي ان لو بطنها كانت كبرت كنت هتقول العيل ده إبن مين؟!.. .
صرخ بغضب:
_ في إيه يا فوزية أنتِ شايفاني عيل عشان أهرب من المسؤولية؟!.. كنت هقول ابني وأنتِ شوفتي بنفسك إن فرحنا كان قدامه أيام دلال عندي غالية ومش أنا اللي أقل منها..
همهمة ضعيفة خرجت من بين شفتيه دلال جعلته يعود إليها بلهفة، مسح على خصلاته مردفاً:
_ دلوعة وحشتيني..
_ مياة عايزة مياة..
أسرعت السيدة فوزية بوضع القليل من الماء بالكوب أخذه منها أيوب بيد والاخري وضعها على ظهر دلال مردفاً:
_ أفتحي بوقك يا حبيبتي المياه أهي..
أخذت الكوب بأكمله ومازال ريقها جاف، أغلقت عينيها بتعب وقالت:
_ عايزة أمشي من هنا..
_ مينفعش أنتِ تعبانة دلوقتي يجي الدكتور يطمننا عليكي، قوليلي حاسة بأي حاجة بتوجعك ؟!..
لا تشعر بشيء ربما فقدت الإحساس بجسدها، قلبها فقط يحترق أبتلعت ريقها بتعب وقالت:
_ عايزة أبقي لوحدي سبني لوحدي لو سمحت..
حديثها جعله يشعر ببوادر خطر، همس بترقب:
_ مش هسيبك لوحدك أنتِ هتفضلي جوا حضني أصرخي واعملي كل إللي نفسك فيه وأنتِ جوا حضني..
لا تريد هذا العناق حقا لا تريده، تشعر بالضياع ترغب بالبقاء بمفردها لعلها تعلم ما وصلت إليه ذنب من منهما، رأت فوزية فقالت برجاء:
_ لو سمحتي خديه واخرجي عايزة أبقي لوحدي..
اشفقت فوزية على حالها وقالت لأيوب:
_ تعالي برة شوية يا أيوب..
حدق بها بضياع، كيف تطلب منه أن يتركها بمفردها ؟!.. كيف وهي تعلم تعلق روحها بها ؟!.. وضع يده فوق يدها وقال:
_ دلال يا حبيبتي العمر لسة قدامنا هنخلف تاني وهنحمد ربنا على أنك بخير وقصاد عيني أي حاجة تانية مش مهم طالما أنتِ جوا حضني..
مسحت على رأسها بتعب شديد وصرخت:
_ وأنا مش عايزة حضنك يا ريت تفهم ده وتبعد عني..
_ يعني إيه ؟!.
_ يعني أنا مش ادك ولا اد حياتك كفاية إللي خسرته لحد كدة وخلينا نطلق..
عاد خطوة للخلف على أثر حديثها، لم يصدق أن تتخلي عنه بتلك البساطة سألها بتعجب:
_ ببساطة كدة نطلق ؟!.. للدرجة دي أنا ولا حاجة عندك ؟!..
_ أنا تعبت..
لم يجيب فقط ألقي عليها نظرة عتاب وترك إليها الغرفة..
_____ شيما سعيد _____
خارج غرفة دلال..
أقترب مصطفي من حنين مردفاً:
_ ناصر مجاش معاكي ليه ؟!..
يا الله مصطفي!!.. لأول مرة تشعر انها لا تعلم شئ عن الحب ولم تعيشه من قبل، أخذت نفسها بهدوء مردفة:
_ أنا وناصر اطلقنا وهو ميعرفش أي حاجة عن إللي حصل لدلال..
حقا لا يعلم لما شعر بالسعادة من هذا الحب، رسمت ابتسامة واسعة على وجهه وقال:
_ كدة تقدري ترجعي حياتك..
واين هي حياتها حتي تعود إليها ؟!.. حركت رأسها بتعب وقالت:
_ بس أنا مش ناوية أرجع لأي حاجة من إللي فات أنا هبدأ من جديد..
تغيرت، كل شئ تغير بها حتي نظرات عينيها إليه، سألها سؤال لا يعلم لما سأله:
_ حبيتي ناصر يا حنين ؟!..
وضعها أمام نفسها لتري الإجابة بوضوح، عن أي حب كانت تبحث ؟!.. هل هي تعلم معني للحب من الأساس، صمتت ثواني ثم رفعت عينيها إليه مردفة بضياع:
_ هو الحب ده بيبقي عامل إيه يا مصطفي ؟!.. كنت بتحب مراتك إزاي ؟!..
على سيرة زوجته الراحلة اهتز قلبه، مع كل يوم يمر يتمني النسيان، ماتت أمام عينيه بين يديه، فارقت الحياة بسببه وبسبب عمله، هل كان بالفعل يحبها أم فقط يقتله ضميره بسبب ما حدث إليها؟!.. سؤالها جعله يتوقف ويسأل ما هو الحب وكيف يكون ؟!... حرك كتفه بعجز مردفاً:
_ مش عارفة ، أنتِ رأيك إيه ؟!..
_ ولا أنا عارفة، بس أنا عايزة اعتذر منك يا مصطفي..
_ على إيه ؟!..
هي نفسها لا تعلم عن ماذا تعتذر إلا إن عقلها قال بصراحة أنها المذنب الوحيد بحق نفسها، خرجت منها تنهيدة طويلة وقالت:
_ على اني وقت مشكلة آدم اتهمتك انك السبب، أنا السبب في اللي حصلي مش أنت، اتخطت حدودي معاك وشوفتك بصورة مختلفة عن اللي المفروض أشوفك بيها، خلينا ننسى كل اللي فات ونتعامل مع بعض على أساس إنك صاحب عمي وأنا حنين الصغيرة.. ..
حنين ترتب لحياتها من جديد بشكل مختلف ومن الواضح أمامه بكل وضوح أنه خارج هذا الترتيب، سمعها تقول بهدوء:
_ آدم ملمسنيش يا مصطفى أنا مش زانية..
_ يعني أنتِ لسه بنت بنوت؟!..
سقطت من عينيها دمعة ونفت مردفة:
_ لأ..
_ يعني إيه وووو..
صمت بعدما فهم فقال:
_ ناصر قرب منك وأنتِ في بيته؟!..
لسؤاله ألف معنى وصلوا إليها بوضوح فقالت بقوة:
_ ناصر قرب مني وأنا مراته وحقه..
_____ شيما سعيد ______
بالمساء..
عاد وجدها نائمة وفوزية وحنين على الأريكة الكبيرة، أقترب من فوزية وقال:
_ روحوا البيت أنتوا يا عمتو أنا هفضل جنب مراتي..
رفضت فوزية مردفة:
_ مش هسيبها وأمشي يا أيوب دلال في مقام بنتي وهي مش عايزك معاها..
أخذ نفسه بمحاولة منه على الصبر وقال:
_ يعني إيه مش عايزاني معاها؟!.. دلال مراتي ومشاكلنا هنحلها مع بعض من غير ما حد يتدخل..
_ أنا متاكدة انك غصبت عليها في الجوازة دي واستحليت إنها ملهاش ضهر وأنا مش هسيبها لك ...
الصبر من عندك يا الله حتي يستطيع السيطرة على غضبه، أشار على دلال وقال:
_ مراتي ملهاش ضهر غيري وصدقيني يا فوزية اللي هيقف في وشي ويمنع عني دلال مين ما كان هشيله من على وش الدنيا فبلاش تبقى أنتِ ..
أتسعت عين السيدة فوزية مردفة:
_ أنت بتهددني يا أيوب ؟!..
_ بفهمك مش بهددك..
مع قوة نظراته ومع تربيتها إليه علم صدق حديثه فأخذت نفسها وخرجت، ظلت معه حنين أبعد نظره عنها قالت بخجل:
_ عمو أنا عارفة أنك بتكرهني بس اديني فرصة أقولك الحقيقة وبعدها أعمل فيا اللي أنت عايزه...
أبعد وجهه عنها وقال كلمة واحدة:
_ أخرجي..
عضت على شفتيها بقوة تمنع نفسها من البكاء ثم ركضت للخارج استقبلتها فوزيه بعناق حنون مردفة:
_ سيبي كله لوقته يا حنون أيوب بيحبك بس مقهور منك، عايزاكي تبقي قويه وتنسي كل اللي فات وأنا هفضل في ضهرك مش هسيبك...
همست حنين بقهر:
_ ما أنتِ هتسيبيني وتسافري مع اونكل يا عمتو وأنا هرجع تاني وحيدة..
ضربتها فوزية بخفة على ظهرها وقالت:
_ مين دي اللي هتسيبك وتسافر يا بنت رجلك من هنا ورايح هتبقى على رجلي لحد ما أوصلك بأيدي لبيت جوزك اللي يستحقك..
بالداخل جلس أمامها ومسح على خصلاتها بحنان مردفاً:
_ بقى كدة برضو يا دلوعه أيوب هان عليكي لدرجة أنك مش عايزة تشوفيني ؟!.. قوليلي اعملك إيه عشان ترضي..
_ تطلقني..
همست بها وهي تفتحت عينيها بتعب، جنت يبدو إنها حقا جنت ؟!.. وضع يده على رأسها وقال بتعجب:
_ مش سخنة يعني دي مش تخاريف سخونية، دلوعة حد ضربك على دماغك قوليلي وأنا اقسمه نصين؟!..
قالت بغضب:
_ أنت بتقول إيه ؟!..
_ ما هو الحل الوحيد أنك تطلعي مضروبة على دماغك واللي بتقولي ده عبط عشان ما افتحلكيش أنا دماغك..
_ أحترم نفسك إيه تفتح لي دماغي دي؟!.. وبعدين هي عافيه مش عايزاك..
أومأ إليها بإبتسامة ساخرة وقال:
_ ده إحنا وصلنا بقى لدرجة مش عايزاك وده من إيه ؟!..
من وجع قلبها كلما سارت معه خطوة تخسر بها الكثير وتعود عشر خطوات إلي الخلف، أخذت نفسها بثقل وقالت:
_ الحياة قبول وأنا مبقاش عندي قبول أعيش معاك، خلينا نطلق أحسن وتبقى بينا أيام حلوة نفتكرها بدل ما كل يوم بيمر بينا تحصل حاجة وحشه تهدي الحاجات الحلوة، أنا مش عايزة أكرهك ولا عايزاك تكرهني..
يااا هل قيمته بقلبها ضعيفة إلي هذا الحد ؟!.. حدق بها بسخرية مردفاً:
_ وراحت فين بحبك يا أيوب ؟!..
_ اندفعت مع ابني اللي مات امبارح..
صرخ بغضب:
_ اللي مات إمبارح ده كان إبني أنا كمان مش ابنك لوحدك ولو حد المفروض يتحاسب هيبقي أنتِ لاني قولتلك بلاش ومش مستريح، نزلت كلمتي الارض وعرضتي حياتك وحياه إبني للموت، أحمدي رب انك ليكي مكانه في قلبي مخلياني ما حاسبكيش زي اللي حاسبتهم..
_ مش فارق معايا تعمل إيه، اللي شوفته اليومين إللي فاتوا كفاية..
أشفق على حالها، فأخذ نفسه بهدوء بعدها خلع جكيت بذلته وألقي به على الأريكة ثم دفعها قليلاً ونام بجوارها مردفاً:
_ تصبحي على خير يا دلوعة أنا تعبان ومحتاج حضنك عشان اطمن وانام..
حاولت دفعه فقال بغضب:
_ اتخمدي..
_____ شيما سعيد _____
بعد مرور عشر أيام كان بيهم أيوب يتابع حالة دلال من بعيدا دون أي لقاء مباشر بينها، ينتظر نومها حتى ينام بين أحضانها وبالصباح يتركها مع السيدة فوزية..
بغرفة الطبيب المتابع لحالة دلال سأله أيوب بهدوء:
_ ينفع تخرج دلوقتي وإلا في خطر عليها ؟!..
_ مفيش أي حاجة المدام حاليا كويسة هتحتاج بس رعاية نفسية الفترة اللي جاية وطبعاً الإهتمام بالادوية والاكل..
أومأ إليه أيوب بهدوء ثم عاد إليها حملها بحنان بين ذراعيه وسار بها بخطوات هادئة حتي وصل أمام سيارته أشار للعم منصور ليفتح إليه الباب وضعها بالداخل وقال:
_ خد تاكس وأرجع بيتك يا عم منصور أنا اللي هسوق..
_ خد بالك منها يا إبني دلال طيبة..
العالم كله يطلب منه أخذ باله منها ولا أحد يعلم كم يحتاج هو لأخذ بالها منه، صعد السيارة وتحرك من المكان نصف ساعة وكانت السيارة تقف أمام فيلا رسلان، دلف بها ليجد الجميع نائم فذهب إلي غرفة نومه، وضعها على الفراش ثم قال:
_ دلال أنتِ يا بت أصحي.
فتحت عينيها بهدوء ثانية هل غادرت المشفي ؟!.. نظرت حولها بترقب ثم قالت:
_ أنا جيت هنا إزاي ؟!..
_ شيلتك في حضني لحد ما جبتك سريرك يا دلوعة قلبي أنتِ..
زفرت بضيق وقالت:
_ وبعمل إيه في الاوضة دي ؟!..
_ الحلوة تحب تتخمد فين؟!..
صرخت بغضب:
_ أحترم نفسك واتكلم معايا بأدب إيه تتخمد دي؟!..
رد عليها بنفس الغضب:
_ لما تلمي نفسك أنتِ الاول وتكلمي جوزك بأدب هبقى أكلمك بدري..
يا الله لما يحاول الضغط عليها بهذا الشكل هي لا تود إلا البعد عن ما يؤلم قلبها، قالت بتعب:
_ إحنا مش اتفقنا على الطلاق بتتعب قلبي معاك ليه؟!..
هو من يتعب قلبها ؟!.. حدق بها بذهول وقال:
_ أنتِ حصل لعقلك إيه بتعملي كده ليه؟!.. المفروض نبقى قريبين من بعض المفروض أننا بنحب بعض وان الأزمة دي كل واحد فينا يخفف عن التاني، بتعملي معايا كده ليه انطقي..
لا تعلم حقا لا تعلم، فقط تود البعد، تود الهروب تشعر إنها السبب الرئيسي بما حدث ترغب بعقاب نفسها وعقابها الوحيد البعد عنه، حركت رأسها بتعب وقالت:
_ إحنا بدأنا غلط لو كملنا حياتنا هتبقي كلها غلط أنت كتير أوي عليا وحياتك مش شبهي وووو...
_ دلال أنا قولت الأول كلامك من تحت تأثير الصدمة إللي أنتِ فيه ده ملوش إلا معني واحد أنك ما صدقتي إن إللي كان بيربط بنا مات وعايزة تخلعي ..
_ اخلع ؟!..
أومأ إليها بقوة مردفاً:
_ أيوة يا دلال تخلعي شايفة أيوب رسلان لعبة في أيدك..
_ لأ شايفة نفسي كل يوم بخسر حاجة جديدة من يوم ما دخلت العيلة دي أنا تعبت والله العظيم حرام عليكم ارحموني بقي أنا مش قدكم ولا عارفة أكون قدكم..
سحبها إليه بحنان لتبكي على صدره بقهر لا تعلم كيف تتعايش مع عالمهم، تخشي الفقدان لم يتبقي لها إلا هو تخشي أن تخسره قالت بضياع:
_ أنا بحبك أوي يا أيوب..
_ وأنا بعشقك يا قلب أيوب..
_ تعمل أي حاجة عشاني ؟!..
_ عشانك أجيب الدنيا واحطها تحت رجلك..
رمشت بعينيها برجاء شديد وقالت:
_ طيب طلقني الله يخليك..
أومأ إليها كأنه يتعامل مع طفلة صغيرها يأخذها على حجم عقلها، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي إليها بعض الطراوة ثم قالت برجاء:
_ بجد..
ماذا يفعل يصفعها لعلها تفوق أم يقبلها حتى تفقد الوعي ؟!.. من بين أسنانه قال:
_ بجد يا حبيبتي هعملك كل اللي أنتِ عايزاه بس أنتِ دلوقتي لأزم تنامي عشان جسمك تعبان ومحتاج راحة، والصبح نطلق ونضرب بعض بالجزم وانزل بوست أشتمك فيه على فيسبوك ونزلي أنتِ بوست تردي عليا بشتيمة برضو ونعاير بعض، وهعملك كل أجواء الطلاق إللي نفسك فيها..
الليلة هي الليلة الأخيرة بينهما ؟!.. نعم دلال إنها ليلة الوداع، علقت ذراعيها حول عنقه وقالت:
_ طيب خليني الليلة دي في حضنك يا أيوب..
تعجب من طلبها ووضع قبلة حنونة على رأسها مردفاً:
_ أنتِ تعبانة يا دلوعة مينفعش النهاردة الأيام بنا كتير..
نفت بحركة حزينة وقالت:
_ لأ ما هو إحنا هنتطلق بكرا فمفيش قدامنا غير النهاردة..
ما هذا الجنون لا يعلم لكنه سيسير معها إلي مكان ما تحب، مسح على خصلاتها بحنان وقال:
_ ما هو مش هينفع عشان انتِ تعبانة، إيه رأيك ناجل الطلاق سنتين تلاتة تكوني استرديتي صحتك فيهم ونعمل قلة ادب براحتك..
حدقت به بغضب وقالت:
_ أنت فاكرني مجنونة وإلا ايه ؟!.. إيه سنتين تلاتة دول والله لو ما طلقتني لكون خلعاك..
يا صبر أيوب هنا انطبقت عليه الجملة جداً، أخذ نفس طويل قبل أن يضع قبلة على خديها واحد وراء الآخر ثم قال:
_ لأ وعلى إيه أخلص منك من غير شوشرة أحسن..
بكت من جديد بكاء بشهقات عالية، قلبها يحترق وعقلها أصبح متأكد من فكرة إنها " نحس" تخرب أي حياة تدلف إليها، همست بحزن:
_ خليك دايما فاكرني يا أيوب حتي لما تتجوز تاني حبني وخلي ليا مكان في قلبك حتي لو صغير، وأنا مش هتجوز هفضل عايشة على الأيام الحلوة إللي فاتت بنا..
قال بتعب:
_ مالك بس يا دلوعة قلبي أنتِ..
لم تتحدث فقط أبتعدت عنه قليلاً وقامت بفتح أول زر من قميصه، شعر بتصميمها وليكون صادق هو مشتاق ونيران الاشتياق تحرقه وإذا طلبته اليوم ربما ترفض هذا غدا فالافضل اليه استغلال الفرصة، هي من بدأت وهو من أكمل العملية بنجاح..
بصباح اليوم التالي..
استيقظ بنشاط رغم جنونها إلا انتهت معاناه بالايام الماضيه بليله رائعة غرق بها ببحر اللذة،
وضع يده حول خصرها ليجد محلها فارغ والفراش يقول إنها ذهبت من فترة، قام من محله بسرعة دق على باب المرحاض لم يجد رد ففتحه ليراه خالي، بخطوات سريعة دلف لغرفة الملابس وكانت النتيجة واحدة..
نزل إلي الأسفل وجد فوزية تجلس مع حنين فقال بقلق:
_ حد فيكم شاف دلال ؟!..
قالت فوزية بهدوء:
_ لمت هدومها ومشيت..
_____ شيما سعيد ______
تكملة الرواية بعد قليل
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا