رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الحادي عشر 11بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الجزء الثالث الفصل الحادي عشر 11بقلم سوما العربي
#شط_بحر_الهوى_الجزء٣_حلقة١١
#سوما_العربي
قوة حب أم جبروت وتبجح؟!
هي للحق لا تعلم، كل ما تفعله هو أنها وقفت فارغة فمها من الصدمة وإختلاط الأمر عليها.
جبينها مقضب وعقلها يُصفر، إنذار بالطاعه؟! كيف يعني ؟!
ألم يتطلقا؟! ألم يخبرها بذلك؟! هي تعي ذلك جيداً وتتذكره من شدة مراره.
تتذكر تلك اللحظة جيداً حين أخبرها وهي بأحضانه أنه قد طلق تقى لأجلها.
ظلت ترمش بأهدابها وهي وعقلها يحاولان الإستيعاب فبقت ثابته متشبثه بالأرض تحاول ان تفهم فقط.
وكذا والدها الذي تقدم من خلفها يصيح بغضب:
-هو هبل ايه الي انت جاي تهبله ده ، إنذار ايه طاعة لمين؟! انت أكيد جرى لمخك حاجة؟!
تقدمت أشجان تحاول تهدئته وتحدثت ببعض التروي والحكمة بعدما غمزته في كتفه كي يتروى:
-أستنى بس يا اخويا أنا نفهم، ده جايب معاه الحكومة، يعني معقوله هيجيب معاه الحكومة وهو بيهبل؟! إتك على الصبر وأفهم الأول.
هز كاظم رأسه بإستنكار وغضب رافض لما يجري لكنها تقدمت مبتسمة تتعامل هي وهي توجه حديثها للضابط:
- ماعلش بس يا باشا حكم انا فهمي على أدي، إنذار منين ولا ازاي والجدع الي جنبك ده مطلق البت؟!
-ماطلقتهاش.
رد ضياء ببجاحة منقطعة النظير لتصك أشجان على أسنانها وهي تجاهد كي لا تفتك به و تأكله فما يمنعها عن ان تفعل سوى وجود الضابط بينهم الأن، فيما تقدمت تقى تصرخ فيه:
-لا إتطلقنا.
-ماااحصلش.
مازال على بروده، كأنه يضمنها في جيبه، هي له والامر منتهي وحركاته تلك هي ما كانت تثير غضبها وجنونها فصرخت فيه:
-بطل بروووووود.
-أنا بارد؟! إثبت عندك يا حضرة الظابط.
-امشوا اطلعوا برا.
صرخت بغضب وهنا فقط تدخل الضابط يخبرها:
-مدام تقى حضرتك لاز….
قاطعته تصرخ فيه:
-مدااام؟؟!!!
إستنكرت بغضب ما وصفها به لينظر الضابط لضياء بإستفهام كأنه يسأله هل أنت بصحه جيدة أم لديك مشاكل؟
وصدحت صوت ضحكات مكتومه ساخرة من فم أشجان وكاظم وكل ذلك جعل وجه ضياء يحتقن من الغضب الشديد ورد على الضابط:
-أنا زي الفل، هي بس الي بتحب تستفزني.
نظرات الضابط كانت كلها شك وتضامن معها صوت أشجان وهي تردد:
-كلهم بيقولوا كده.
ونظرة الضابط على جسد وهيئة تقى الفتاكة لأعصاب أي رجل ثم إنتقاله ببصره على ضياء كانت تخبر بالكثير، ببساطة كانت عيناه تسأل كيف لأنثى بكل تلك الأنوثه والإغواء تكن مع رجل وتظل عذراء الا لو كان هذا الرجل بصحة غير جيدة إطلاقاً؟!
نظرة عينه قالت الكثير ليتعصب ضياء بزيادة ويصرخ بجنون:
-لا ايه البصه دي؟! أنا زي الفل بقولك.
رمش الضابط بأهدابه يتذكر أن مهمته ليست الصحة الجنسية لأحدهم هو قدم لأجل تنفيذ أمر نيابي فتقدم من تقى يردد:
-أستاذة تقى، حضرتك مطلوبة في بيت الطاعه و للأسف لازم حضرتك تنفذي حالاً.
-بقولك طلقني.
تنهد الضابط بتعب ثم كتف ذراعيه أمام معدته وردد بنفاذ صبر:
-جميل، ممكن أوراق طلاق حضرتك؟
صمتت لثواني، وحانت منها نظرة على والدها وأخرى على ضياء الذي أبتسم لها بتحدي ثم ردد:
-يالا، ورينا.
تلجلجت في إخراج صوتها وتخلله إبتلاع للرمق وهي تحاول أن تقول:
-هو…هما قالوا لي.
-قالوا لك ايه؟
-انت مش قولت لي على المركب اني طالق..وانا ماليش عدة.
ابتسم بخبثه ثم رد:
-قولت لك طلقت تقى، ماقولتش روحي وانتي طالق.
داهمها الدوار وتوقف عقلها لتتقدم أشجان وهي تصيح بغضب:
-ولااا، حد قالك اننا داقين عصافير ولا رابطين الفيل برا؟! هو لو ماحصلش طلاق كان ابوك واهلك جايبين المأذون تاني وبيحايلوها ليه؟!
-والله بقا دي حاجة بينا إحنا كعيلة ومانحبش حد غريب يتدخل في دواخلنا.
ختم حديثه بإبتسامة متكبره صفراء ومستفزة نجحت في زعزعة ثبات أشجان التي تهورت وتقدمت منه تصرخ:
-انت ياض انت ماتستفرنيييييش ببرود أهلك ده.
-شايف يا باشا؟!
قالها وهو يمثل البرود وينظر للضابط فصرخت فيه:
-انت فاكرني هخاف؟! انا مُسجلة أساساً.
=يا مدام مايصحش كده.
هتف الضابط متدخلاً بحسم لتتوقف وهي تلهث بغضب من شدة غلها الذي لن يشفى سوى بعض ذلك البارد المستفز.
فقرر الضابط :
-أستاذة تقى حضرتك لازم تتحركي مع جوزك دلوقتي وتنفذي الحكم عشان مايبقاش في أي تحرك تصعيدي وهيبقى الوضع مش لطيف خالص، ده أمر محكمة.
-يعني أعمل ايه يعني؟!
سألت بضياع ورعب ترفض ما قد تسمعه لكن الأمر ليس على هواها فالواقع أخبرها به الضابط:
-تتحركي مع جوز حضرتك بهدوء دلوقتي وتروحي معاه على مكان الزوجيه الي هو مقرره.
زاغ بصرها بضياع لا تتحمل ماتسمعه ليصرخ كاظم:
-بس هي مش عايزه، هو بالعافيه؟!
-دلوقتي هي لازم تنفذ الأمر عشان يبقى نقطة في صالحها مش ضدها وبعد كده ممكن ترفع دعوة طلاق أو خلع .
صمت ينظر على ضياء ثم على تقى ويعود بنطره لضياء يردد بنبره موحية:
-وأعتقد أسبابك معاكي وتطلقك من أول جلسة.
ضحكت أشجان فتعصب ضياء ثم هتف:
-لو سمحت يا حضرة الظابط انا عايز أنفذ مش معقول هنقف كل ده نحكي.
-مفهوم مفهوم.
قالها الضابط ثم نظر لتقى يردد:
-ياريت تتفضلي معانا بهدوء.
نظرت تقى حولها لترى والدها بلا قلة حيلة وكذا أشجان التي يعد صمتها أحدى عجائب الدنيا، وقتها فطنت أنه لا مفر ولا حل وعليها التحرك معه فعلاً.
ليتهلل وجه ضياء وتتراقص دقات قلبه طرباً وهو يراها بدأت تتحرك لتققدم معهم برضوخ تام لا يخلو من الغضب والتحفز.
فخرجت برفقتهم ومن خلفها كاظم واشجان يشيعانها ولم يخلو الأمر من تقطيم أشجان وحسبنتها :
-اللهي يحيروك مايريحوك زي مانت ملودنا يابعيد، اللهي وانت جاهي بحق جاه النبي لا تكسب ولا تربح.
-شكراً يا طنط.
قالها بأعين ضيقه متوعده، كأنه يرغب فقط بتنفيذ ما خطط له وبعدها سيتفرغ لتلك السيدة سليطة اللسان.
توقفت تقى أمام عربة الشرطة لا تعلم لأين تتحرك فقال الضابط:
-هتروحي بعربية جوزك واحنا وراكم.
-نعم؟!
صمت الضابط يهز كتفيه فنظرت لضياء ليزداد غضبها وهي تراه يبتسم لها بتسلية ونصر فلم تقدر على ان تفعل أي شئ سوى ان تفتح باب سيارته الفارهة وتجلس داخلها بحنق لذيذ زاد من ضحكته وسعادته.
التف حول السيارة وجلس خلف عجلة القيادة ثم تحرك، هو صامت سعيد مبتسم وهي صامته غاضبه ساخطة.
صمت مطبق يخيم عليهم ولم يقطعه سوى صوتها الغاضب الذي صدح بعد فترة من الترقب والقلق.
هي منذ فترة تراه يسلك طريق غير طريق البيت لكنها لم تحبذ التحدث له، لكن الأمر زاد عن حده وهي تجده ينحرف بعيداً عن محور القاهرة وسلك منفذا للصحراوي!
التفت له وصرخت:
-إنت رايح فين!!
ابتسم بسعادة، كان منتظر لصراخها واعتراضها منذ مدة لكنها كانت تجاهد حتى تداعى صبرها واخيراً نطقت.
وكم كانت بسمته السعيدة مستفزة جداً لها خصوصاً وهو لم يجيبها ويبتسم، هي تغلي من الغضب وهو سعيد ، ضياء الأهم دوماً، إنه يضغط على نقاط الضعف بقوة وهو لا يدري.
فصرخت بغل:
-ماترد عليا انا بكلمك.
-لما نوصل هتعرفي.
ضربته وهي تصك أسنانها بغل:
-ماتفكرش ان الي احنا فيه ده هيستمر.
-هنشوف .
قالها وبداخله أمل كبير بأن القادم أفضل ثم ردد ببرود:
-لسه قدامنا ساعتين على مانوصل لو حابه تنامي.
-ده انت مستفز.
تنهد بضيق ثم نظر على النافذة مرة وعاد يركز على الطريق بينما يردد:
-نامي يا تقى أحسن لك، الطريق طويل نامي.
تنهدت هي الاخرى بغضب وسكنت في مكانها حيث لم تجد بد سوى ذلك وبقت جالسه تفكر كيف حدث وكيف ستنتهي تلك القصه؟
______سوما العربي______
-الطماطم بخمسة جنيه.
حس عالي من مكبر الصوت أخترق زجاج بين العم صالح فأخترق أذني كل منهما ليفتحا عينهما بإنزعاج.
أخذ الأمر أكثر من ثانية ليتدارك هارون انه بغرفة نوم غنوة في بيت والدها ولتدرك غنوة أن هارون هنا لجوارها ويدرك الأثنان أنهما الأن عرايا بجوار بعضهما.
عضت غنوة على شفتيها وهي تسترجع ما جرى ليبستم هارون إبتسامة شقية ثم يقترب منها بحسيس ويمد يده يحرر شفتها السفلى من ضغط أسنانها وهو يهمس:
-ياريت كل واحد يحاسب على أملاك غيره بعد كده
التمعت عيناها وهي تستمع لتصريحه ثم همست:
-قصدك أيه؟!
لم يجب وقتها وانما مال يقبل شفتيها قبلة خفيفة ثم همس أمامهم:
-صباحية مباركة يا غنوتي.
مرر عيناه على وجهها الذي كان يشع سعاده وفرحه ليتنهد بتعب مردداً:
-اخيراً، طلعتي عيني حرام عليكي.
طالعته بصمت، كانت تنظر له كما لو أنها محتارة ثم سألت:
-بتحبني يا هارون.
إبتسم بغلب ثم ردد:
-للأسف…بحبك أه.
كشر وجهها وعبث بحنق ليقهقه عالياً ثم يقول من بين قهقهاته:
-مانتي سفاحة ياقلبي بردو.
-أنا؟! طب أوعى بقا.
تقلب على الجانب الأخر بغضب ليمد يده يحاول جلبها لعنده وهو لازال يقهقه عالياً فتقول:
-أبعد عني بقا مش أنا سفاحة!
قربها منه وهو يردد:
-مانتي كده فعلاً، ولا ناسية لما كنتي بتحاولي تقتليني، ده انا معتبر نفسي مهزء وبلا كرامة عشان بعد كل الي عملتيه ده و لسه معاكي وبحبك، غنوة ماتستعبطيش انتي عامله كوارث.
نظرت له بجانب عينها متوجسه ليكمل:
-حبيبتي انتي لوحدك أساساً كارثة.
حانت منها ضحكة فشلت في كتمها ليجذبها زيادة فتشهق بصدمة حين احتك جسدها العاري بجسده فيردد:
-بقا بذمتك ده الكلام الي المفروض نتكلمه في الوضع ده؟!
احمر وجهها وتخضب ليعض هو شفتيه ويردد:
-ده انا بقالي سنه متجوزك وبجري وراكي.
لمعت عيناها ومدت يدها تحرر شفته من أسنانه لتأثره وهي تقبله بخفه ثم تبتعد سارقه أنفاسه وهي تردد:
-ياريت كل واحد يحاسب على أملاك غيره بعد كده.
لم تكن تعلم أن بحركتها تلك قد جننت جنونه وأيقظت كل حواسه بل أشعلتها لتتسع عيناها برعب وهي تراه يعتدل لينقلب بها على الفراش فسألت:
-أيه؟!
-بتقلديني؟؟
-أممم.
-بتقلديني انتي؟! طب تعرفي تقلديني وانا بعمل كده؟!
قبلها قبله عميقه ومختلفه ثم أبتعد عنها يسألها بعيناه أن تقلده لكن المقابل كانت علامات الجهل الشديد ثم ردت بصوت مبحوح:
-مش بعرف.
زاد هوسه وجنونه بها وهمس راداً أمام شفتيها:
-أعلمك يا روحي، بصي ،كده.
قالها وهو يقترب يذيها كقطع المارشميلو بحرارته اللهابة وهي تستقبل بجهل شديد لم يسعفها فيها سوى فترتها الأنثوية التي تحركت له فقط.
فذابا معاً من جديد نيران مستعرة كانت متلبسه كل منهما، كل قبله وكل لمسة لها خلفية موافق صادمة قوية عن قصة حب ملتهبة، يتذكران فيها مرات الكر والفر والمكائد المدبرة، تبتسم بين قبلاته وأحضانه تتذكر كم كان وغداً وهو الاخر يضمها بين أحضانه يقبلها بجموح متذكراً كم هي ماكرة وخبيثة ، وهما عاشقان مستحقان لبعضهما البعض.
بعد مدة من العشق المتواصل، كان يضمها بين أحضانه متعبان وهو يهمس لها ضاحكاً:
-فاكرة لما سمتيني؟!
ضحكت وهي تجيب عليه بصوت متحشرج من فرط ما عاشاه:
-فاكر لما كنت عايز تتجوزني عرفي؟!
ضحك كل منهما بتعب نالهما ليزيد كل منهما من ضم الأخر له موقن أنه لا يليق بسواه.
_______سوما العربي_______
كادت أن تجن أو ربما جنت تماماً.
لقد أستقبل كل ما جرى وقيل بصمت، صمت رهيب، مطبق وقاتل.
وذهب الضيوف وأنفض المجلس على وعد بلقاء أخر يحدد موعد الزفاف كما إختار وأراد عثمان الباشا.
كل هذا جرى في حضور ماجد، هي لا تصدق حقاً، كيف تبدل الحال وتغيرت مجريات الأمور.
أمن الممكن أن ينضب الحب؟!
حزن وكسر قلبها شطرين وهي تسأل هذا السؤال.
دقت على باب غرفته لتسمع صوته وهو يردد:
-أدخل.
ولجت بغضب مكتوم زاد وهي تراه قد نظر لها بهدوء ثم عاد ينظر في هاتفه وسأل:
-في حاجة؟!
سؤاله جننها أكثر، أشعل النيران داخلها فصرخت فيه:
-في حاجة؟! ده سؤال بجد؟! انت مش شايف إن في حاجات؟!
-زي ايه؟!
مازال على بروده فتهورت:
-إنت راجل إنت؟!
هيجت كل حواسه بكلمتها لتحمر عيناه بغضب حاول كبحه وهو يسأل:
-ومش راجل ليه؟؟
اقتربت منه بغضب وهي تردد:
-بقا في راجل يبقى قاعد وسامع واحد تاني بيطلب إيد مراته للجواز؟! بذمتك ده يبقى راجل؟
-لا مايبقاش راجل طبعاً.
جواب مقراً فجننها وزاد يسأل:
-مين الراجل ده؟!
صرخت فيه:
-إنت؟! انت كنت قاعد وسامع بودنك راجل تاني عجبته وطلبني للجواز.
-وهو انتي مراتي؟!
سألها ببعض الغضب فتراجعت بصدمه تسأل:
-نعم؟! مش مراتك ازاي؟!
-انا اتجوزت فيروز شعبان، يعني ماجد محمود الدهبي اتجوز فيروز شعبان الدهبي وانتي دلوقتي فيروز محمود الدهبي وانا ماجد محمود الدهبي، يعني بالصلاة على النبي كده نلبس تلات اربع قضايا لو عملناها.
تاهت في كلماته ثم سألت مرتجفه:
-أمال ازاي؟! وعقد الجواز، و…
قاطعها يردد:
-كنت بضمنك، بربطك لحد ما أسافر اغير أسمي وتيجي معايا، ماكنتش اعرف انك مالكيش مالكة واني مش بربط غير نفسي وبس.
تنهد بتعب ثم أكمل:
-أنا مش هفضل أحب واحده مش بتحبني، ومش شيفاني، عماله تلاعبني شمال ويمين، كام مرة قربت منك منعتيني، كام مره قربت منك وانتي هربتي، الجواز قبول وحب ولو انتي مش عايزاني فانا هدوس على قلبي…عقد الجواز الي بنا بالعربي كده نبله ونشرب مايته لأنه مالوش لازمه ولا نافع قانوناً ولا أقدر أروح أسجله، انتي حره لسه وتقدري تتجوزي عثمان الباشا لو عاجبك .
ابتلعت رمقها بصعوبة وسألت:
-إنت بتهزر معايا مش كده؟!
-لأ مش بهزر، حسي بيا بقا انا بني أدم بحس وبتألم، وانتي زودتيها قوي، ويمكن دلعي ليكي هو الي مرعك عليا كده، بس اعمل أيه، كنت بحبك.
-كنت؟!!!!!
إتسعت عيناها تسأل برعب ليردد:
-قولت لك مش هفضل أحب في واحدة عمرها ماهتشوفني، أنا فيا اللي مكفيني، مش انتي لوحدك المظلومة على فكرة وانا ماجيتش خطفت عيشتك، انا كمان اتعذبت، وانا راجل شحط أد الباب بس مش عارف امي ولا قادر أبص في وش أبويا الي باعني ولا متقبل أخويا الي كل واحد بينا بيتكلم لهجة شكل وديانة شكل وانا اتربيت في نص دنيا وهو في نص الدنيا التاني، انا كمان بني أدم عنده مشاكله ومهما كنت جته وعضلات فانا محتاج أيد تطبطب عليا أو على الأقل تحبني.
صرخ فيها بقهر، وكم هو عظيم قهر الرجال….وقتها فقط بدأت فيروز تتدارك حجم ما ارتكبت من أخطاء في حقه.
فأخذت تتقدم منه بخطوات معتذرة ومتلفهه تردد:
-أنا أسفه، أنا…
قاطعها بحسم وهو يرفع كف يده يردد:
-الأسبوع الي قولت لك عايه خلص، انا مسافر بعد بكره…
اتسعت عيناها بصدمة مجدداً واقتربت منه تتمسك بكلتا كفيه تسأل:
-ايه الي بتقوله ده؟؟ طب وانا؟!
-انتي هنا مع عيلتك الجميلة وانا هروح اشوف ايه مستنيني.
-ايه الي هيبقى مستنيك يعني؟! وليه تبعد عن عيلة الدهبي ماهما الي ربوك وليهم فضل عليك ولا ناسي، ليه تمشي، خليك هنا.
-انا من حقي أعيش بقية عمري بني أدم، بأسم أبويا الحقيقي حتى لو كان حقير، عايزاني أفضل هنا ليه؟! قوليلي ليه؟!
-عشاني
-عملت عشانك كتير وجه دورك، معاكي لبكره تفكري .
صمت لثواني ثم رفع وجهه وجاهد كثيراً قبلما يقول:
-انتي لو بتحبيني مش هتاخدي وقت تفكري، لا النهاردة ولا بكرة، ماتفكريش اصلا الموضوع منتهي.
تنهد بحزن ثم قال:
-إطلعي برا عشان عايز أنام.
نظرت له بحزن وصدمة بأن، لم تكن تصدق ما وصلا له وكيف كان يتحدث.
تحركت بصمت تخرج وهو أرتمى على الأريكة يبكي، لأول مند سنوات بعدما توقف عن الخوف من تهديدات فريال.
_____سوما العربي____
كانت تجلس على الكرسي المقابل لسرير والدها تضم نفسها عليه تجاهد الا تبكي.
بداخلها أمل كبير يخبرها انها ليست بحاجه للبكاء وأن والدها سيصبح بخير ويعود معها لبيتهم.
وقتها فُتح الباب ودلف يوسف يقترب منها بخطى حثيثة يراها وهي جالسه متكورة على نفسها عينها تُسههيها وتغفل منها أحياناً.
فخلع عنه جاكيت بذلته واقترب ليضعه عليها يدثرها برفق في اللحظة التي بدأ فيها عبد العزيز يفتح عيناه بتشوش ليرى يوسف وهو يُغطي فيها ابنته وبيده مدد فستانها بعدما انزاح قليلاً مكشفاً عن ساقها .
فشعرت زينب بوجود أحدهم فتنتفض وتفتح عيناها ليحاول يوسف تهدئتها مردداً:
-ششش…أهدي ماتخافيش…ده انا يوسف.
سمعتها فسكنت بالفعل وسألت:
-الساعةً كام؟!
-تلاتة الفجر…قومي يالا كلي.
-مش قادرة ومش عايزه.
-يالا يا زينب انا جبت لك الساندويشتات الي بتحبيها و حاجة سخنه تشربيها .
-مش…
قاطعهم صوت عبدالعزيز حين رفعه يقول :
-أسمعي كلامه يا زينب.
قالها بتهدج فانتفضت زينب بوجه متهلل:
-بابا…إنت صحيت؟!
هز رأسه يحاول أن يبتسم ثم سأل يوسف:
-أبوك فين؟!
-كان تحت وجاي ورايا.
-ناديه بسرعه.
قالها بصعوبه وصوت بدأ يرتجف ويتقطع فأخرج يوسف هاتفه ليحدثه وهو يتحرك بنفس الوقت بحثاً عنه فيما بقا عبد العزيز ينظر لإبنته مبتسماً فقط لا يتحدث كأنه يشبع منها ثم ردد بحزن:
-انا مش خايف…. أموت أنا…أنا.. بس…زعلان عش…عشان…مش..هشو..فك ..تاني. يا…زينب.
سقط قلبها وتقطع إرباً مما سمعته وسألت:
-بابا..ليه بتقول كده يابابا..مش انت هتبقى كويس..مش وعدتني عمرك ما هتسيبني؟!
بتلك اللحظة دلف يحي مع ابنه بسرعه واقترب من عبد العزيز يردد بلهفه:
-عبد العزير، في ايه يا اخويا، عبد العزيز.
بات الحديث صعب عليه وقد ثقل لسانه، أخذ يشير على يوسف وزينب ويحي يحاول أن يسعفه يسأل:
-زينب؟! زينب أمانه في رقبتي والله، يوسف؟! ماله؟! قصدك زينب ويوسف؟!!
كان يسأله بإلحاح وخوف ولم يعلم انه بات يهز جثه بلا روح، سكن جسد عبد العزيز وصمت يحي بصدما بعدما مات صديق عمره بأحضانه، يوسف كان مزهولاً و زينب شقت صرختها صمت المشفي اللعين .
______سوما العربي______
كانت تدب الأرض بغضب شديد تصرخ في وجهه مردده:
-انت جايبني هنا فين؟! حابسني مثلاً؟!واخدني بعيد عشان ماقدرش اتصرف.
-بعيد أيه احنا في السخنة يعني القاهرة ١٠٠ كيلو.
نظرت على البيت الجميل المطل على البحر وسألت:
-وجايبني هنا ليه؟!
-بيت الزوجيه، لازم تنفذي انذار الطاعه.
عصبها بإستفزازه فصرخت فيه:
-لا تكون مفكرني بصمجيه مش فاهمه، انا ممكن اقدم طعن على الإنذار بتاعك ده .
ضحك ثم ردد:
-هههههه أااه، جدك ده، طلع نمس.
جعد مابين حاحبيها بشك ليردد:
-إنذار الطاعه ده طالع من ٢٩ يوم والنهاردة اليوم ال٣٠ مش هتقدري تطعني.
زاد غلها وغضبها عليهم لتصرخ فيه:
-كلكوا بتلعبوا بيا، كلكوا ، هما مش هاممهم غيرك؟! وانا؟! أولع؟!
-وليه ماتقوليش أنهم شايفن إن مصلحتك معايا و أد ايه بحبك؟
-هه بتحبني؟! إنت بتحب شكلي.
-ليه مافيش زيك وأحلى ؟! ده أنا لفيت العالم! بس انتي شدتيني واحنا كبار، ماكنش المفروض يعني أحبك وانتي طفله.
-ماكنش لازم تحبني بس كان لازم تراعي مشاعري.
ذم شفتيه بضيق ثم ردد:
-أعمل ايه عشان تعرفي اني بحبك؟ اعمل ايه عشان ترتاحي.
-تسيبني أمشي وتطلقني.
-ماقدرش.
نطق بلوع وهي جعدت مابين حاجبيها تسأل:
-هو ازاي أصلاً ما حصلش طلاق؟! وازاي عرفت تعمل أندار بالط…قعطعت حديتها تستدرك:
-الأنذاز طالع من ٢٩ يوم؟!! يعني ايه؟! يعني جدي وخالوا لعبوا بيا؟!
-ماحصلش طلاق أصلاً؟ أنا اتصلت بالمحامي يخلص الإجراءات وانا برا ولسه معاكي على المركب، المحامي كلمهم قالوا له يفهمني اني طلقت عشان يريحني لحد ما يعرفوا هيتصرفوا معايا ازاي، ماتظلميهمش هما كانوا بيفكروا فيكي زيي.
هزت رأسها بغضب تردد:
-وانا ايه؟! لعبه؟ عسكري شطارنج بيحركوه يمين وشمال؟!
دارت حول نفسها ثم عادت تردد:
-وبعدين هما كانوا عارفين ومخططين للكل حاجه وعارفين ان انا الي معاك على المركب وعملت كدا عشاني…كل همهم انت.
-وانا كل همي أنتي…أنا بحبك ياتقى والله بحبك.
اقترب منها يتمسك بيديها يهزها مردداً:
-أديني فرصه أثبت لك حبي، أدي نفسك فرصه وشوفي الي هيحصل.
-لأ.
ردت بنبرة متعنته ليزم شفتيه وقد فطن أن الأدب لن يصلح معها فقال:
-ولا خايفه؟!
-نعم؟! واخاف من ايه؟!
-من ايه؟! أنا ضياء شديد بردو، وانتي خايفه تضعفي قدامي…طب أيه رأيك في تحدي ..١٥ يوم بس مش أكتر هنعيش فيهم هنا أنا وانتي لوحدنا تحت سقف بيت واحد وباب مقفول علينا ومافيش حد يتدخل بينا لا بأيجاب ولا بسلب ونشوف ايه الي ممكن يحصل في الأسبوعين دول؟ أنتي كده كده مجبرة تنفذي حكم الطاعه، هااا أد التحدي؟؟
ناظرها بتحد وقوة لتقف صامته تراه مغتر بنفسه فجاوبت ببرود:
-أده عادي يعني.
قالتها بثبات وبداخلها خوف شديد من تواجدها معه وحدها خمسة عشر يوماً بدون تدخل من أحد يفصل بينهما
يتبع
😍😍😍
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا