سكريبت النداهه حصريه لمدونة قصر الروايات
سكريبت النداهه حصريه لمدونة قصر الروايات
_بيقولوا النَداهة رِجعت تاني بس المرة دي بتخطف البنات بس ، والناس كمان بلغت عن 3 حالات إختفاء إختفوا في نفس المكان !
كُنا متجمعين في المكتب بتاعنا كالعادة وفجأة انتفضنا في مكاننا على صوت سليم زميلنا إللي قال الكلام ده!، رغد سألته برعُب :
_فين المكان ده!
جاوبها ببساطة:
_في الشارع الجانبي اللي تحت الشركة .
حاولت أشغل نفسي في الورق قدامي وأنا من جوايا هموت من الرُعب أيوة أنا جبانة كده بالظبط وبخاف من خيالي كمان ، بس هو مش منطقي إن النَداهة ترجع صح؟، حاولت أتمسك بقوة وهمية وهي الكهرباء اللي بقت موجودة ومالية الدنيا واللي بناءًا على معلومات مش موجودة غير في دماغي بس النَداهة مش بتظهر في النور.
_أنتَ أكيد بتهزر، على أساس هنخاف وكده يعني!.
فُقت من شرودي على صوت سما زميلتي التانية وهي بتضحك وبتبص لسليم بتشنج وده معجبش رغد اللي بصتلها بضيق وقالت:
_بس ملامحه مبتقولش كده يا سما!
رِجعت تضحك تاني بنفس التريقة اللي خلتني أستغرب سكوت سليم وخلتني أرفع نظري تجاهه عشان أتصدم وأنا شايفاه متابعني أنا!، وغالبًا هو مش مركز مع سما اللي كملت كلامها:
_يا بنتي ده إسمه عبط ، وأنا بصراحة مش مصدقة كل الهبل ده .
بلعت ريقي بإحراج وتصنعت الجدية رغم اني من جوايا حرفيًا بدأت أشك أن ده كله حقيقي !!
_سوري يا سليم.
ضحك بنفس التريقة بتاعتها ورد عليها :
_وعلى إيه سوري بقى .
حلو طِلع متابع الحوار !..، سما هزت كتفها ببساطة وجاوبته بجدية شديدة:
_مش لازم أبقى صريحة معاك ، وبعدين نداهة إيه دي في القرن ال 21 يا سليم، احترم عقولنا شوية.
وهنا قررت أتابع حوارهم وأنا منتظرة بكُل شغف أشوف إيه هيكون رد سليم ، أنا جزء صغير مني بيوافق منطق سما بل وبيتمنى أنه يبقى حقيقي وجزء كبير قرر أصلًا أنه ميعتبش الشركة دي تاني لو كانت النتيجة هي...المو.ت من الرُعب على سيرة النِداهة.
سليم بصلها ببرود وقال:
_مش حاجة حلوة إنك تقرري تشوفي كل ده عبط وهبل رغم انه مش من نسيج عقلي ولا كلام أنا مألفه بالعكس دي حاجة حصلت وحبيت أبلغكم بيها ؛ عشان تاخدوا بالكوا مش أكتر.
حلو كده أنا عرفت إيه اللي هعمله بالظبط وهو إني هستقيل من الشركة دي تمامًا وهقعد جنب امي أتعلم الحياكة.
_نِهال بس اللي بتمشي من الشارع ده!
جميل أوي يا رغد ده اللي كان ناقصني والله ، سما بصتلها بسخرية وفجأة افتكروا إني قاعدة معاهم تقريبًا وده خلى سما تسألني:
_أنتِ إيه رأيك في الكلام ده يا نِهال، أكيد مش هتصدقي مش كده!
بصيتلهم ولقيت إن كل واحد فيهم مستني جوابي وسما كان باين عليها الثقة إني هتفق مع رأيها ، بس رغد عافتني عن الإجابة وهي بترد عليها بغضب:
_يا بنتي بيقولك 3 حالات إختفاء، لازم تصدق طبعًا، نِهال بلاش تمشي من هناك تاني ، أنتِ ممكن تمشي في طريقنا عادي ومش مهم تتأخري.
ضحكتها زادت أكتر وردت بعد ما بصتلها بإصرار:
_طب إيه رأيك عشان اصرارك ده أنا همشي معاها من المكان ده والنهاردة وهنشوف.
تجاهلت كل اللي بيحصل وأنا ببص لسليم بشوية أمل أنه ينكر كل اللي قاله ده ، ويأكدلي أنه بيهزر بس مش أكتر أو بيضايق في سما، فسألته بنبرة حاولت اتحكم فيها من خوفي:
_الكلام ده حقيقي فعلًا؟!
بصلي بنفس الطريقة اللي متعودة يبصلي بيها واللي كانت...بلا ردة فعل!، واتعدل في وقفته وكلمني:
_للأسف ده اللي أنا إتأكدت منه ، بس أنتِ مش مضطرة تقلقي خالص طول ما أنا موجود .
كنت في مجال يسمح إني أجري بسرعة قبل ما الدنيا تضلم عشان ده وقت ظهور النداهة في دماغي...لولا كلامه الأخير !
والظاهر اني مكنتش الوحيدة اللي ببصله بعدم فهم وده اللي لفت نظره عشان كده حمحم بخفة واتكلم:
_أنا أقصد يعني ..إني ممكن أمشي معاكي من نفس المكان لحد ما الدنيا تتظبط.
على أساس ده اللي هيحوش النداهة من إنها تخلص علينا إحنا الاتنين سوا وترتاح من ذكائك الخارق مثلًا!:
_بس دي ..دي نداهة.!
اتكلمت بخوف دفع سما تحدفني بقلمها في وشي وهي بتتكلم بجنون:
_لا متقوليش إنك خايفة من الهبل ده.
هزيت رأسي بنفي بسرعة وأنا برد عليها:
_أنا مش خايفة .
وقبل ما تتنفس براحة كنت كملت جملتي:
_أنا مرعوبة.
بصيتلي بتشنج عكس رغد اللي هزت رأسها بخوف هي كمان وعكس تمامًا ضحكة سليم اللي غطت على وشه واللي منافية تمامًا لحالة الرعب اللي طغت على المكتب:
_يبقى إتفقنا ، هستناكي لما تخلصي شغل تحت في الريسيبشن وهاخدك من الشركة لحد بيتك وفي ميعادك عشان والدتك ، ومش عايزك تقلقي خالص .
خلص كلامه واتحرك بسرعة وأنا لسة مكاني بحاول أستوعب!!
_اقطع دراعي من هنا، إن مكان الخبيث ده هو اللي مخترع الموضوع ؛ عشان يضحك على عقلك يا هبلة.
بصيت لسما بعدم فهم ورديت بشجاعة وهمية:
_مش مهم، المهم بالنسبالي دلوقتي إن النداهة متاكلنيش.
**********
_أنتَ سمعت الصوت ده!
وِقف في مكانه بإستغراب:
_صوت إيه؟!.
_ده شبه صوت النداهة بالظبط.
_أنتِ سبق وسمعتي صوت النداهة قبل كده؟
جاوبته ببساطة:
_لا.
ضحك وهو بيتابع مشيته تاني وبيسألني:
_اومال كان لزومها إيه بقى الروشنة دي.
ابتسمت بخجل رغم يقيني إني سمعت صوت فعلًا ورغم وضوحه إلا إن سليم مَسمعهوش!، بس كل ده تلاشى وأنا معاه وبالعكس كان ردي منافي تمامًا للي حصل:
_شُكرًا يا سليم.
إبتسم وسألني:
_العفو ، بس على إيه ؟!
_على إنك عطلت نفسك النهاردة واصريت تيجي توصلني بنفسك ، حقيقي أنا مُمتنة لشهامتك جدًا ، أنتَ فعلًا حد كويس أوي يا سليم.
كُنا وصلنا لنهاية الشارع فوقف ورد عليا بإبتسامة لطيفة أوي :
_لا شُكر على واجب ، أنا دايمًا موجود ولو إحتاجتيني في أي حاجة متتردديش تبلغيني.
_أكيد.
**********
_مالِك؟
كالعادة على مدار أسبوع كُنا ماشيين من نفس الشارع سوا والمرة دي سليم لاحظ شرودي الغريب ، فلما سألني بصيتله بخوف وأنا بحاول أتماسك وببص للشارع برعب:
_النهاردة بقوا 10 ضحـ.ـايا يا سليم.
رد بنفس جملته اللي بتنجح تبدل خوفي لإطمئنان:
_متخافيش طول ما أنا موجود.
ابتسمتله وسألته:
_هما ليه مجربوش يأمنوا المكان ده ويزرعوا فيه كاميرات ويحطوا فيه أمن ، طالما الضحـ.ـايا بتزيد.
_مش عارف جايز متراقب ،وده كله تمويه عشان اللي بيعمل كده يظهر!
_هو ممكن ميكونش نَداهة .
سألته بصدمة وهو رد بثقة:
_متهيألي مفيش حاجة إسمها كده دلوقتي، متنسيش إحنا في القرن ال 21 دلوقتي!
ورغم استغرابي إن ده مكانش كلامه من اسبوع إلا إني جاوبته بدهشة:
_بس ده كله غريب ، يعني ضحايا بتزيد ومفيش فايدة!
كمل كلامي ببسمة بسيطة:
_وكلهم بنات.
هزيت راسي بتأكيد:
_وكلهم بنات، مش غريبة؟!
_جايز يبقى سفاح بنات بس ، وجايز برضه العدد ده مجرد رقم وخلاص عشان يجيبوه.
نفيت بشرود:
_مفتكرش خالص.
_أفتكر وصلنا!.
*****
في اليوم التاني صحيت على أحلى خبر بعد رعب دام لأسبوع فجريت على سليم بمجرد ما وصل وأنا بتكلم بفرحة:
_عرفوا مين اللي عمل كل الجرائم دي ، طلع سفـ.ـاح متسلل.
بصلي بنفس ملامحه اللي مبقدرش أفسرها قبل ما يرد بنفس الجمود:
_اه الحمد لله أنهم..اكتشفوه.
نهى كلامه بصوت شبه مسموع، وأنا بصيتله بحرج وكملت:
_خلاص هريّحك ومبقتش هتضطر تتعب نفسك وتوصلني تاني.
رفع نظره ليا والمرة دي رد بنبرة غريبة وزي ما يكون كان ..متضايق!:
_ده عمره ما كان تعب يا نِهال أبدًا ، أنا عملت كده عشانك وبس، مكنتش محتاج لأي شكر خالص.
اتهربت من نظرته اللي بتنجح كل مرة في خجلي رغم اني مش فاهماها :
_طب أنا همشي دلوقتي عشان عندي شغل، هبقى أشوفك بعدين.
جريت على مكتبي من غير ما أنتظر منه رد وكملت شغلي وأنا كل شوية أتنفس براحة بسبب إن كل ده انتهى ، وفي نهاية اليوم بدأت أستعد عشان أمشي ولما كنت همشي رغد وقفتني بصدمة:
_هتروحي لوحدك النهاردة؟!
_أيوة .
_طب وسليم؟!
معرفش ليه حسيت فجأة بالضيق بس يمكن عشان كنت أخدت على إني أمشي معاه كل يوم على مدار الايام اللي فاتت !
رديت بإبتسامة خفيفة:
_خلاص مبقاش له لزوم يعطل نفسه ويوصلني ، أنتِ ناسية أنهم خلاص قبضوا على السفـ.ـاح؟!
ردت وقالت بخوف:
_الأمر ميسلمش برضه يا نِهال ، مكنش هيحصل حاجة لو وصلك النهاردة.
ابتسمت على خوفها من حاجة بقت خلاص مش موجودة وده خلاني أضحك قبل ما أمشي وأنا برد عليها بشجاعة:
_متحاوليش لأني مش هخاف برضه ، يلا مع السلامة.
وفعلًا خرجت ومشيت من نفس الشارع وكل شيء كان تمام لحد ما فجأة سمعت نفس الصوت!!!
الصوت كان بيقرب مني أكتر وده خلاني أتجمد مكاني من الرعب وأنا بهمس بخوف:
_لا لا ده مش حقيقي.
_على فين يا نِهال؟، مش من الواجب تسلمي عليا الأول!.
_على فين يا نِهال؟، مش من الواجب تسلمي عليا الأول!.
في وسط المكان اللي كان عبارة عن ظلام وبس ، صوت أقرب لفحيح نجح أنه يفصل روحي عن جسمي ، للحظة جسمي اتخشب في مكانه وأنا واقفة متجمدة من الخوف والرُعب ، وكل اللي جه في بالي وقتها إن دي أكيد.. النَداهة!!.
_أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
صوتي كان بيترعش وأنا واقفة ،صوتها مُرعب لدرجة إني فقدت حتى القدرة على الجري ، فضلت واقفة مكاني وأنا حرفيًا مش قادرة حتى أبُص للإتجاه اللي جاي منه الصوت.
_استنيتك كتير أوي تجيلي لوحدك ، بس واضح إن نهايتك مكتوبة النهاردة .
الصوت رِجع اتكلم للمرة التانية ، نفس الصوت بنفس البحة الأنثوية المُرعبة!، رجعت خطوة لورا وأنا ببص حواليا بهلع وبسألها بهمس:
_أنتِ مين؟!
صوت ضحكة أقل ما يتقال عنها إنها مُرعبة دوت في المكان، واللي كان في الوقت ده غرقان في ضلمة ملهاش حق وكأنه بقى بيت رُعب!، صوت رِجع يتكلم والمرة دي نبرتها كانت أشد حدة:
_أنا صاحبتك، صاحبتك اللي هتاخد مكانك يا نِهال و...حياتك.
فضلت أبص حواليا شبه المجنونة وأنا بحاول أعرف منين مصدر الصوت :
_أنتِ عايزة مني إيه؟؟، أنتِ مين وتعرفيني منين أصلًا!!
_معقول متعرفنيش! ،أنا أنتِ وأنتِ أنا.
كنت حاسة بنفسها ورايا بس مع كل مرة كنت بلتفت فيها كنت بكتشف إني زي ما أكون بتوهم؟!؟:
_إيه الجنان ده ، لو فاكرة إني هخاف فده مش حقيقي ، ده تهريج أكيد والهبل ده أنا لا يمكن أصدقه .
كنت بصرخ زي اللي في كابوس بتتمنى تفوق منه وتبعد عن كل الرعب ده ، بس صوتها الساخر وصلني وهي بتسخر مني وبتقول:
_الجنان ده هو قلة تصديقك في اللي جابك هنا.
_لو أنتِ حقيقية على كده ليه متظهريش نفسك ليا؟!
قلت كلامي رغم خوفي وتشنج صوتي اللي كان واضح للعيان ، بس اللي حصل بعدها كان أبعد عن أي شيء ممكن أفكر فيها ، رعبي كان بيزيد مع كل خطوة برجعها لورا وأنا بحاول أشوف ملامحها بعد ما بدأت تقرب مني!!
وفي لحظة وقفت مكاني ورجعت اتخشب بعد ما اقدرت أشوف ملامحها كاملة!!..بس الغريب أنها كانت زي ما أكون أنا أو هي فعلا أنا!!
_ده مش ...مش حقيقي.
وقفت قدامي وبصتلي وكأنها انعكاس لصورتي!، قبل مت تبتسم فجأة ليا إبتسامة مرعبة :
_بس ده حقيقي، أنا وأنتِ واحد يا نِهال.
حاولت اتحرك أو حتى أجري بس رجلي كأنها اتشلت في مكانها ..
_أنتِ مين وعايزة مني إيه؟؟!
_أنا نفسك، نفسك اللي استنيتك هنا كتير عشان نبقى واحد ، متتخيليش أنا مستنية اللحظة دي من امتى.
ومع كل كلمة كانت بتخرج منها كانت بتقرب مني أكتر وأكتر ، صوتي بالكاد خرج وأنا شبه بهمس برعب تملك مني:
_ابعدي عني...
_مش قبل ما أرجع لمكاني وآخد منك حياتك ، أنا كمان من حقي أبقى واحدة منكم.
_من..مين!؟
_من حقي أنا كمان أبقى بشر ، أنا بعمل كل ده عشان أرجع وأبقى بشر ، بس ده مش هيحصل غير وأنتِ ميتة.
دموعي اتحررت فجأة وأنا بكشف حالة الرعب اللي بعيشها بس بعد كلامها الأخير صوتي اتحول لشهقات!
_متعيطيش ، أنتِ آخر واحدة في العدد المطلوب يا نِهال ، أنتِ المحطة الأخيرة بيني وبين الدنيا، بمعنى آخر هتبقي القربان الأخير ليا.
كانت بتتكلم بجنون زي ما أكون فس نظرها فريسة شهية!
سألتها بخوف وأنا بحاول ابعدها عني ، يمكن رجلي تساعدني واهرب منها:
_وليه أنا؟؟؟!
ضحكت وهي بتبصلي بنفس ملامحي الشيطانية واللي رغم الضلمة قدرت أشوفها بنفس فستاني الأبيض:
_أنتِ مش حقيقة ، وأنا...أنا اكيد بتخيل بس مش أكتر، أيوة أنا بتخيل عشان...عشان اللي كان بيعمل كل ده وبيخطف البنات ، كان السـ.ــفاح اللي شوفته النهاردة في الأخبار.
خلصت وأنا شبه بقيت في نوبة هستيريا.!
_يا خسارة يا نِهال ، افتكرتك أذكى من كده بكتير.
_يعني طول الايام اللي فاتت دي ، أنتِ كنتِ مستنياني !؟
ده كان استنتاجي للي بيحصل بعد ما شُفتها بنفسي وافتكرت اللي حصل طول الأيام اللي فاتت ، وللأسف ده منجحش في حاجة غير أنه يرعبني أكتر.
_شوفتي أنتِ ذكية ازاي؟!، كنت مستنياكِ فعلًا بس زي ما تقولي كده إن اللي كان بيمشي معاكي من هنا كل يوم طاقة حبه ليكِ كبيرة، وده دايمًا كان مانعني إني أكمل الخطوة الأخيرة ، بس زي ما أنتِ شايفة النهاردة مفيش سليم يمنعني .!
ضيقت عيني بذهول رغم خوفي وسألت:
_طاقة سليم كانت بتمنعنك!
تجاهلت كل كلامي وهي بتتحرك في المكان بفرحة وبتسألني:
_ودلوقتي بعد ما خلصنا ، إيه رأيك نبدأ بدايتي ونهايتك ؟
وهنا لساني اتحرر وصرخت وأنا شايفاها بتقرب مني تاني:
_آآآآه.
_مش من العدل بعد ما دردشت معاكي وفهمتك كل حاجة بكل طيبة ، تبقى دي رد فعلك ، بس أنتِ زيهم يا نِهال، كلكوا استغليتوا طيبتي ودايمًا ترفضوا في الآخر .
وأخيرًا رجلي خدت خطوة وأول حاجة عملتها هي إني جريت من قدامها وأنا بصرخ بإسم الوحيد اللي جه في بالي وقتها:
_ســـلــــيـــــم!!!!
صوتها كان بيلحقني بنفس الحشرجة اللي فيه وهي بتقول:
_كل واحد بيمشي عشان حد غيره ييجي ، وكل واحد بيموت ..بيموت عشان غيره يعيش.
وفجأة حسيت بقوة بتسحبني للخلف لدرجة إني وقعت في الأرض ورغم يقيني إني خلاص مش هيبقالي وجود ده ممنعنيش إني أستنجد بيه للمرة التانية:
_ســـــــلـــــيــــــم!!!
غمضت عيني وأنا شايفاها بتمد ايديها ناحيتي وقبل ما تلمسني سمعت صوت اتمثل في اللحظة دي على أنه توق نجاتي:
_نِهال!!
حسيت إني في حلم وغبت عن العالم وأنا سامعة صوت سليم وده خلاني أتمسك في الحلم بعيدًا عن كابوس الواقع.
_فوقي يا نِهال ، فوقي متخافيش أنا هنا..
صوته وصلني تاني بس المرة دي قدرت استوعب أنه جاي من الواقع ففتحت عيني ببطء ولما لقيته قدامي همستله بخوف وبصعوبة:
_سليم أنا..أنا شوفتها ..طلعت حقيقية..أنا شوفتها!
ضيق عينيه بشك بس حاول يهيدني وهو بيتكلم وبيقول:
_اهدي..ومين دي اللي شوفتيها.
_النَداهة.
_النَداهة!!! الأخير
تجاهلت استنكاره وأنا بحاول أقف وبكلمه برجاء:
_عشان خاطري مشيني من هنا ، هي عايزاني وأنت الوحيد اللي تقدر تحميني منها، عشان خاطري يا سليم إبعدي عنها.
_أنا مش فاهم حاجة ؟، ونَداهة إيه اللي بتتكلمي عنها..
بصيت حواليا وأنا بحاول أستوعب هي اختفت فين !؟ لحد ما عيني وقعت فوقها وهي واقفة بعيد بتراقبني بنظرة غريبة زي ما تكون...لوم!، شاورت لسليم عليها وأنا بتكلم بصعوبة ورعب:
_هي ...هناك.
سليم بص للإتجاه اللي شاورت عليه وبعدها حرك رأسه بخفة وبعدين اتكلم وقال بلهجة جادة:
_بس نِهال ركزي معايا ، ممكن تهدي أنا هنا ومفيش أي حاجة.
وأخيرًا استوعبت إني الوحيدة اللي قادرة أشوفها، كنت واثقة إني مبتخيلش واني فعلًا شايفاها ، بس رغم كل ده امتثلت لإيد سليم اللي شدتني أقوم وكل اللي كان شاغل تفكيري وقتها إني أمشي من المكان ده ..
ركبنا تاكسي ووصلنا ولما إتأكدت إننا بعدنا عن المكان بمسافة كبيرة لدرجة إننا شبه بقينا قصاد بيتي اتنفست براحة وساعتها سليم سألني:
_أحسن دلوقتي؟
كنت لسة شاردة في اللي حصل وجسمي كان بينتفض كل ما يمر شريط اللي حصلي واللي عيشته قدام عيني .
_إيه اللي حصل هناك بالظبط؟!
انتبهت لصوته ولما استوعبت سؤاله سألته:
_هتصدقني؟
ضحك واتكلم:
_ولسة لحد دلوقتي بتسألي يا نِهال ، أنا بالذات لو قولتي إيه حتى لو كانت حاجة أبعد ما تكون عن الواقعية هصدقك..
ابتسمت بإمتنان وخدت نفس عميق قبل ما اسرد عليه كل حاجة حصلتلي في المكان ده بالتفصيل، ولما خلصت سألته :
_لسة عند كلامك اللي قولتهولك ومصدقني؟
مقدرتش اتبين ملامحه بس فضلت في نفس حالة الترقب مستنية أشوف رد فعله واللي مطولش لما أتكلم:
_هو دلوقتي خلينا متفقين ، إن النداهة دي عملت الحاجة إللي مقدرتش أعملها واعترفتلك بحبي.
بصيتله بدموع محبوسة وأنا شايفة سخريته اللي بيحاول يحجمها ولما مقدرتش أقاوم قدامه وقفت بعصبية وأنا بقول:
_واضح إنك حابب تتريق، أنا ماشية.
وقفني بسرعة وقال:
_استني .
بصيتلي بلوم بسبب إني كان عندي أمل أنه الوحيد اللي يصدقني وهو اخد نفس عميق وقال:
_من ناحية إني مصدقك ، ف للأسف ده حصل ، بس المشكلة دلوقتي مش معايا، هي هتبقى مع العالم وإزاي نقنعهم إن مفيش وجود أصلًا للسـ.ـفـاح ، وإن ده كله مش مجرد تخاريف!؟
_مش هتفرق دلوقتي ، أهم حاجة إني مروحش هناك تاني وبأي شكل مهما إن كان يا سليم.
_وده ليه؟
إتكلمت بخوف بيزيد كل ما بفتكر اللي حصل:
_عشان هي عايزاني ، هي طلباني أنا مش حد تاني، ومعنى إن أروح هناك يبقى بديها إذن نهايتي.
بصلي بذهول:
_طب وشغلك؟، أنتِ ممكن تروحي الشغل ومش شرط تمشي من نفس المكان يا نهال.
_وأموت؟!، إيه يضمنلي إني كده هعيش؟
ضحك بتريقة غريبة أول مرة أشوفه بيكلمني بيها وقال:
_بس ده شغلك وكيانك، ناسية أنتِ تعبتي ازاي لحد ما وصلتي للمكانة اللي أنتِ فيها دلوقتي؟، معقولة هضحي بكل ده بسبب خوفك؟!
غمضت عيني بتعب واتكلمت بإصرار أكبر:
_ده الصح يا سليم ، أنا كده هكون في آمان.
هز كتفه بقلة حيلة مع اصراري وقال:
_طالما ده هيريحك ، فأنا معاكِ في إقرار هتاخديه وهدعمك فيه كمان ؟!
ابتسمت بصعوبة وسألته:
_تحت إسم إيه؟!
بصلي بتشنج عكس صوته اللي خرج مذهول:
_بعد ده كله بتسألي ؟؟!، ده أنا النداهة زهقت مني وقررت تعترف نيابة عني؟!
تصنعت عدم الفهم للمرة التانية:
_تعترف بإبه بالظبط؟
_إني بحبك يا نِهال تمام كده ، بحبك وعايز أتجوزك.
قال كلامه مرة واحدة نجحت أنها تخلي قلبي يضرب بعنف بس رغم ده اتحركت في اتجاه بيتي بعد ما رديت وقولت:
_تمام .
لحقني ووقف قدامي وهو بيبصلي بصدمة:
_تمام إيه بقولك بحبك وعايز أتجوزك.
ضحكت وأنا بهز راسي وبجاوبه بحب:
_تمام أنا موافقة يا سليم..
ونقدر نقول إن سليم نجح هو واعترافه الحلو أنهم ينهوا اليوم بحاجة لطيفة، يوم مكنش على بالي اني اعيش فيه حاجة مفيش عقل يصدقها بس سليم الوحيد اللي صدقني ، عشان كده سليم هيبقى أول وآخر شخص أديله قلبي وأنا مطمنة لآخر يوم في عمري.
*عندما يتحدث الخيال*
#تمت.

تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا