القائمة الرئيسية

الصفحات

سكريبت كامل روووووعه وحصري لمدونة قصر الروايات

سكريبت كامل روووووعه وحصري لمدونة قصر الروايات 





سكريبت كامل روووووعه وحصري لمدونة قصر الروايات 



 _ الشاي بالقرنفل ده بيصلح حاجات مبوظهاش بجد.

غمغمت بتلك الجملة بعد ارتشافها من المشروب بسعادة 

أجابتها صديقتها مؤكدة:

_ بصراحة عندك حق، نشكرك على الميكس الجامد ده

_ أقل ما عندي يا هانم بس أنتِ اللي مش مُدركة قُدراتي

وكالعادة تمتمت صديقتها وهي تُقلدها بسخافة مما جعل «هَنا» تضحك على ملامح صديقتها

ولحظة واستكانت كلتاهما تُشاهدان السُحب التي غطت السماء رغم أنهم في فصل الصيف!


فقط رياح خفيفة، وأصوات عصافيرٍ عديدة

وأفئدةٌ تجلس هُنا تُشاهد من على أميال

وعقلٌ قرر أن يأخذ هُدنة من تلك الحياة المُعقدة، وجسدٌ أصبح يتخذ من الراحة سبيلًا لأجل نفسهِ


و الجلوس هنا على تلك المقاعد في وسط البلد يجعل كل اضطراباتهم تهدأ

_ تفتكري يا هَنا السُحب في وسط الجو الحر ده بتدي الأمل 

همهت لها تجيبها:

_ كل حاجة يا هُدى بتدي أمل

أبسط مثال شُرب الشاي بالقرنفل فالوقت ده، قِدرنا نغلب الضغط اليومي ونيجي هنا ونصفي عقلنا

اقتنعت الأخرى بحديثها

_ ايه أخبار شغلك يا هَنا

_ كويس، أو أنا اللي بحاول أمشي الدُنيا

عقدت «هدى» حاجبيها من كلماتها وسألتها بإهتمام:

_ في حاجة مضيقاكي ولا ايه؟

لو في حاجة مزعلاكي أو نفسك تحكي أنا هِنا

نفت الأخرى برأسها وأضافت بحديثها:

_ ضغط الشغل عادي، بس المدير بقالهُ فترة قارش مَلْحِتي منهُ لهُ منهُ لهُ

ضحكت صديقتها على حديثها 

وقضيا معظم وقتها بين الحديث والضحك والتأمل

حتى مرت نصف ساعة تقريبًا 

وقررا الذهاب لمنازلهم بعد جلستهم اللطيفة سويًا التي تُزيل عنهم هموم ما يُعاشينه في بعض فترات حياتهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


سماءٌ مشرقة

وغيومٌ ناصعة البياض 

وهواء خفيف يُرطب على القلوب التي تألمت من وقائع الحياة، ونسمات تُصيب أرواح أرهقتها رحلة البحث فتُرطب عليها من حرارة المسير

وصلت للشركة وأخيرًا بالرغم من الطريق المزدحم ووصلت للمكتب الخاص بها وأخرجت سماعة رأسها وبدأت بتشغيل إحدى أغانيها المُفضلة بعدما نزعت الموسيقى منها ووضعتها على رأسها وبدأت في العمل على التصميم الجديد 

ما مِن أغصان

تبقى عاريةً بردًا

حتى آخر الزمان

ما من أحزان

تبقى جارفة دهرًا

إلا ويغيبها النسيان

ما مِن ظلام 

يبقى يغطي الدنيا

إلا ويبدده النور


قطع اندماجها مع الكلمات والعمل أمامها تلك اليد التي خبطت على الطاولة أمامها هي بالطبع لم تسمع الصوت ولكن رأت اليد التي جعلتها تنتفض من المفاجأة 

وعندما رفعت أنظارها نحو الشخص تمتمت:

الليل بحاله هل علينا، ربنا يُستر

_ بتبرطمي بايه؟ 

_ مش ببرطم يا فندم، اتفضل في حاجة 

_ في حاجات مش حاجة، التصميم اللي بعتيه معجبش العميل وده من أهم عُملائنا ممكن أفهم ايه الإستهتار ده 

وبعدين لما بنشتغل مبنشغلش حاجة احنا بنقعد مركزين عشان لو حد خبط أو جه يكلمنا

أنتِ بجد إنسانة مُستهترة، وبأسلوبك ده رفدك هيبقى على ايدي عشان هِنا مفيش مكان للكُسلة والمستهترين.

كان يصرخ، وحديثه فظ ضغط على أوتارها بالفعل 

خرج وتركها مصدومة من حديثه؛ فهي لم تكن يومًا بالمستهترة لقد ظلمها وأوجع فؤادها حاولت كتم شهقتها التي كادت تفلت منها وأخذت نفسًا عميقًا يصاحبه إمساكها بورقةٍ بيضاء تخط عليها استقالتها... هي الآن ستتخلى عن حلمها


_ مستر زين جوا يا رُوفيدة

_ آه ثانيـة... مالك يا هنا عينك محمرة ليه؟

حاولت الأخرىٰ مُدارة وجهها ولكن فات الآوان؛ فقد اقترب منها «رُوفيدة» تُربت عليها مُرددة:

_ مالك بس، وايه الورقة دي

_ هستقيل

قالتها مُقررة وكأن حروفها تنبع بالقوة بالرغم من قسوة ما تشعر

_ تستقيلي ايه بس اهدي كده، مش ده المجال اللي كان حلمك تشتغلي فيه ازاي هتسيبي كل حاجة كده!

في هذه اللحظة أدمعت عينا المسكينة من ما تشعر فَـ قالت بصوتٍ متحشرج:

_ أعمل ايه طيب الدنيا صعبة بس أنا حاولت أكمل مكنتش متوقعة الضغط البشع ده بس استحملت، بس هو ظلمني

_ ظلمك ازاي؟

_ دخل يزعق ليا وقال عليا مستهترة، لو كان سألني قبل ما يهزق وخلاص كان هيعرف إن أنا بعد لما بعت للكلاينت التصميم سألتهُ لو محتاج تعديل وقتها قالي لاء بس هو حاول يتقرب مني فصديته فَـ قرر يشتكيني لمديري 

أنا اتهزقت ظلم وأنا مستهلش كده

احتضنتها صديقتها وهي تحاول تهدأتها ولكن الأخرى صَعُبت عليها نفسها بعد كل ما تبذله من جهد

_ آنسة هنا تعالي على المكتب بعد اذنك

كان صوت المدير الذي فصل هذه اللحظة، وعقب جملته دلف لغرفة مكتبهِ دون انتظار الرد حتى!

شجعتها صديقتها على الدلوف؛ فمسحت دموعها وأخذت عدة أنفاس ومن ثم دخلت إليه بعدما طرقت الباب وسمح لها بالدخول فوقفت أمام المكتب تضم يدها بهدوء فقال «زين» بهدوء:

_ اتفضلي يا آنسة هَنا عاوزة أتكلم معاكي

_ أولًا أنا آسف على طريقتي السيئة معاكِ ممكن متزعليش

رفعت رأسها مصدومة من أسفهِ وطريقته الهادئة هذه الغير مُعتادة وهو لاحظ نظراتها تلك بالفعل فـتحدث مُعقبًا:

_ أنا كنت متعصب وعصبيتي دي طلعت عليكي أنا آسف المفروض مكنتش أعمل كده

وحقك من العميل ده هيجي لحد عندك صدقيني.

_ محصلش حاجة يا مستر، بس ممكن تمضيلي على ورقة الإستقالة؟

_ يبقى أنتِ لسه مضايقة، ممكن نبدأ صفحة جديدة ووعد هكون شخص لطيف

وده مش هيتكرر تاني

تنفست هي بعمق ومن ثم أجابت بهدوء:

_ أنا مُقدرة أسف حضرتك ده وإنك اعترفت بخطأك وعشان كده بتمنى إنك تتغير عشان نفسك وعشان الكل هِنا يحبك ويحبوا يشتغلوا من قلبهم مش لمجرد وجود الضغط

وأتمنى حضرتك تفتكر إن احنا مش مسئوليين ولا مضطرين نخضع لأسلوب سيء بسبب عصبية ملناش دخل فيها.

_ حاضر يا هَنا وشكرا على كلامك، خلاص صافي يا لبن؟

_ حليب يا قشطة

قالتها بضحكة لطيفة ظهرت على محياها وضيق عينيها الذي يظهر ابتسامتها 

ولمعتهم اللطيفة عند شعورها بالسكينة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


« هدوء كان يستحق الإنتظار بحق!»


_ هَنا محتاجة خدمة ضروري 

_ في ايه يا هدى خضتيني

_ عندي مشوار ضروري ينفع أجبلك يوسف الشركة عشان ميتبهدلش معايا؟

أخذت الأخرى نفسًا بعد سماعها لكلمات صديقتها وقالت:

_ الخضة دي عشان كده، هاتيه يا ستي عادي كده كده احنا واخدين على بعض

شكرتها «هدى» وأغلقت معاها بينما هي عادت للعمل مرةً أخرى ومن ثم استقامت بعد مدة تذهب للمدير لتريه هذا التصميم الذي أصر على رويته

_ اتفضل

_ ممكن أدخل؟

ضحك هو بخفة مرددا:

_ أنتِ دخلتي فعلا، متكشريش كده طيب... محتاجة حاجة؟

نفت برأسها واقتربت تريه عملها بينما هو دقق بنظره وأردف:

_ تحفة جدًا، بس ممكن نخلي اللون أفتح ونخلي الخط كوفي بس براڤو 

ابتسمت هي على طريقة انتقاده تلك؛ فهو صار أهدأ وأكثر ألفة في التعامل ما عاد كما السابق يتسم بالجمود والجميع صار يحبه ويتقبله

_ تمام، عن إذنك

_ هَنا...

وقبل إكماله كان هاتفها يدق فاستأذنت منه للرد وسمح لها

_ طيب أنا نازلة بسرعة أهو متوترنيش

وأغلقت الخط وقالت سريعًا أثناء خروجها:

_ هعمل كل اللي قُلت عليه يا مستر عن إذنك 

وقبل أن يسألها عن ما يحدث فسرعتها تلك غير مبررة من وجهة نظره كانت خرجت بالفعل

_ چو حبيب عيوني عامل ايه؟

_ كويس، أنتِ عاملة ايه؟

داعبت خصلاته مرددة:

_ زي الفل وخاصة لما شُفتك

يلا سلام يا هدى وسبيني أنا وحبيبي.

ودعاها بينما هي أخذت الصغير وصعدت به لمكتبها وطلبت لهُ مخبوزات بالشكولاتة وبعض الحليب

_ اتفضل يا سيدي كل واستمتع يا حبيبي 

_ شكرا يا هَنا

ابتسمت لهُ وبدأت تشاهدهُ وهو يتناول الطعام ويشاهد الرسوم المتحركة التي قامت بتشغيلها لهُ ومن ثم عادت لـ تنهي ما بدأت وبعد قليل من الوقت استقامت ورددت بلطف:

_ يوسف أنا هروح للمدير أوريه حاجة، تقعد تستناني هِنا؟

نفى الصغير بقوله:

_ لا، خديني معاكي مش عاوز أبقى لوحدي

_ حاضر يلا بينا يا سُكر إنت.

أمسكت بكفهِ الصغير الرقيق بينما هو ضغط بكفه على كفها في حركة منهُ أنه يشعر بالأمان

وهكذا كانت هنا دائما محط الحُب للصغار، يعشقونها ويحبون اللعب معها

_ روفيدة خلي يوسف معاكي لحد ما أدخل لمستر زين

هزت لها الأخرى رأسها بنعم بينما هي وجهت كلماتها للصغير:

هدخل بسرعة وجاية ماشي

وقبلته على وجنته ومن ثم دلفت للمدير 

_ اتفضل حضرتك، كده مظبوط

_ هايل يا هَنا ابعتيهولي على الإيميل وخلي معاكي نسخة

_ تمام يا فندم، عن إذنك

وقبل خروجها ناداها سريعًا ويبدو أنه لاحظ لهفته فحاول الثبات وردد:

_ هو حصل حاجة أصل من شوية جالك مكالمة وخرجتي بسرعة

_ لا مفيش الموضوع بس..

_ هَنا تعالي بسرعة

قاطعتهم جملة رُوفيدة الخائفة وهي تُنادي عليها فَـ سألت الأخرى بخوف:

_ في ايه؟

_ يوسف وقع واتعور وعمال يعيط وأنا مش عارفة أهديه

خرجت بسرعة عقب جملتها وقلبها ينبض بين أضلعها رعبًا وعند وصولها وجدت الصغير جالسًا على الأرضية يبكي وكفهُ ملطخٌ بالدما.ء 

_ مالك يا عيوني، وريني

أمسكت بكفهِ تتفحصه وتمسح بخفة؛ خوفًا من أن تؤلمه وكان الجرح ليس بالكبير ويبدو أن منظر الدما.ء هي ما أخافته فقد هدأ بعد ملاحظته لمسحها

مسحت وجهه بخفة:

_ اهدى، اهدى مفيش حاجة خربوش صغنون 

شهق مرددا:

_ بيوجع

_ سلامتك من الوجع يا حبيبي 

هطهرها وألفهالك ببلاستر والوجع هيطير، ايه رأيك

ولكن الصغير مازال خائفًا وبان هذا في قوله الطفولي:

_ هتوجعني؟

_ امم، ممكن حبة قد كده

ورافق جملتها حركتها الشهيرة معه بضم اتهامها وسبابتها تجاه بعضهما قليلا وعندما ابتسم طمأنته بتربية على مكان الجرح:

_ متخافش أنا معاك، ولو وجعتك هعملك أي حاجة تحبها

والتفت لِـ روفيدة قائلة:

_ معلش يا روفيدة تجيبي ليا علبة الإسعافات اللي عندي في المكتب 

وبعد ذهاب الأخرى لتجلب لها ما تود تفاجأت بجلوس أحدهم بجانبها وقد كان زين الذي تحدث للصغير مُرحبا:

_ ازيك يا أستاذ عامل ايه

نظر لـِ هنا وكأنه يطمئن منها إن كان لا بأس بالتحدث مع هذا الشخص فابتسمت لهُ مع هزةٍ من رأسها:

_ كويس

_ متأكد

_ أيوة

_ طب وايدك المتعورة دي مش مديقاك؟

_ لاء عشان هنا معايا وهي مش هتوجعني

كلماتهُ البسيطة خطفت قلب المعنية حتى أنها من فرط عاطفتها قبلته من وجنتهِ 

_ خدي يا هنا الحاجة أهي

_ تسلميلي 

وبالفعل هي عقمت الجرح بخفة ولم يشعر بالألم وخاصة لأن زين كان يتحدث معه في مواضيع عدة لإلهاءه

_ شكرا يا مستر تعبناك معانا 

_ لا تعب ولا حاجة 

_ وآسفة إني جبته هنا بدون إذن

_ محصلش حاجة عادي وبعدين هو ولد شاطر وهادي والأهم لقيت صاحب جديد صح يوسف

أجابه الصغير بخفوت:

_ أيوة.

لاحظت هنا أن الصغير بدأ يغفوا بسبب كثرة البكاء فحملته وهي تربت على ظهره بينما هو وضع رأسه على منكبيها وهو يستكين في منظر لطيف يبهر من يرى

_ عن إذنكم 

_ شكلها عسول خالص

_ خير يا روفيدة ؟

_ يوه يا مستر مش قصدي حاجة، بس هنا من أيام الجامعة وهي حلاوتها ملفتة

_ نعم!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


« ومعاكَ الدُنيا بتحلى، وأنا وياك الشمس نورها بيعلى» 


_ رورو عروسة، مُبارك يا عيوني 

أنهت جملتها وهي تحتضن رفيقتها رُفيدة التي كانت معها في سنين جامعتها وفي عملها أيضا وهي الآن معها منذ بداية اليوم كصديقة العروس

_ شكرا يا هنا بجد ربنا يديمك ليا

كانت ممتنة لوجودها كونها في أغلب اللحظات وحدها لم يكن لها رفيقة سواها هي وهدى كانوا رفيقاتها وونسها

وها هي الآن تقف بثوبها الأبيض المنفوش من الأسفل ويغطيه حبات من اللؤلؤ المنثور كانت هيئتها في غاية الروعة وهي تنتظر قدوم العريس الذي أتى بالفعل و انبهر بها آخذًا إياها في عناقٍ طويل


«في قاعة الزفاف»


بدأت الأغنية التي كانت من اختيار هنا 

خوفي لو ننسى مرة

نحنا شو كنا مرة


والثنائيات يرقصون سويًا، حتى أتى يوسف وأمسك بكف هنا مرددا بحماس:

_ تعالي نرقص زيهم

_ يلا!

هي هكذا دائما من يبدأ بلمس فتيل حماسها يشتـ.ـعل 

كانت تتراقص مع الصغير وفستانها الذي يتكون من العديد من طبقات الشيفون الوردية والمزين بنقوشٍ لالية يعطيهم منظرا مميزا وصار مميزا أكثر عندما اجتمع عدد لا بأس به من الصغار يرقصون معها بكل حماس وكأنها مغناطيس يجذب تلك الكائنات اللطيفة 

صفقت العروس والعريس والجميع من المنظر اللطيف

بينما هي انسحبت بعدما ودعتهم تقف في الخارج ليضربها الهواء ونسيمه

_ شكلك كان عسول 

_ بسم الله خضتني 

ضحك وردد:

_ إنت اللي فرفورة 

_ يوه متضحكش

_ مش هضحك، بس بجد شكلك كان روعة

خجلت وأبعدت نظرها عنه مرددة:

_ شكرا من ذوقك

_ بقولك ايه عندكم قهوة في البيت

استنكرت سؤاله ولكنها أجابت:

_ ليه؟

_ مفيش أصل القهوة عندي خلصانة؛ فقولت لما أجي أشرب عندكم مع باباكي 

_ متهزرش 

_ كل الحكاية وما فيها إني غاوي لعينيكي، والغاوي غايته لازم تبقى في حياته ولا ايه!

_ اتثبت اتكل على الله


« الأحلام في يوم هتبقىٰ حقيقة!»


تعليقات

التنقل السريع