رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثامن والاربعون48بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثامن والاربعون48بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
فريده قاعدة في أوضتها بالليل، النور خافت وهيا سرحانه، بتبص في الفراغ، عينيها فيها لمعة وجع وتفكير طويل.
الباب خبط بخفه، قالت بهدوء
"اتفضل."
دخلت إيناس بخطوات هادية، قفلت الباب وراها وقعدت قدام فريده، ملامحها كلها حنان وقلق وقالت بصوت دافي
"إيه يا فريده، متضايقة ليه دلوقتي؟"
فريده بصتلها بحيرة وقالت بصوت واطي
"مكنتش متخيلة حسام يسيبني كده من غير ما يسأل عني كل الفترة دي... معقول بايعني أوي كده؟"
إيناس خدت نفس طويل وقالت بهدوء وهي بتحاول تهديها
"انتي اللي غلطانة يا فريده، حطي نفسك مكانه وهتفهمي قصدي."
فريده بصتلها بسرعة وقالت بنبرة فيها وجع
"طب ما هو سابني أمشي برضو."
إيناس ردت بعقلانية
"بس انتي قولتي إنك انتي اللي سبتي البيت، وهو لا اعترض ولا وافقك، انتي اللي كبرتي المشكلة بينكوا."
فريده قالت بانفعال مكتوم
"أنا اتضايقت من تحكمه المبالغ فيه فيا، ليه مش مقدّر إنّي بحب شغلي؟ ولو اتأخرت شوية فيها إيه؟"
إيناس قالت بنبرة هاديه
"يا بنتي مينفعش تيجي عليه عشان شغلك، انتي عنده رقم واحد، بس هو شايف إن شغلك عندك رقم واحد وده ضايقه، وفوق كل ده اتخليتي عنه وسبتيه ومشيتي... ومستنياه هو اللي يصالحك؟! مينفعش وانتي اللي غلطانة."
فريده قالت بصوت مهزوز
"بس ازاي ميكلمنيش حتى مرة واحدة خلال الفترة دي؟ أنا مكنتش بقدر أعدي يومي غير لما أسمع صوته، معقول كل كلامه كان كدب لما قال إني أول أولوياته؟"
إيناس ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت
"زي ما انتي بتحافظي على كرامتك، هو كمان عنده كرامة وبيحافظ عليها، انتي اللي غلطانة يا فريده ولازم تعترفي بغلطك."
فريده قالت بعد لحظة صمت
"طب أعمل إيه؟ هو وحشني جدًا وعايزة أشوفه، اكتشفت إني مش قادرة أكمل يومي من غيره."
إيناس مدت ايديها ومسكت ايد فريده وقالت بابتسامة دافية
"ارجعي البيت... ارجعي يا فريده وصالحيه."
فريده رفعت عينيها ليها وقالت بتردد
"طيب... ما هو ممكن يكون ساب البيت هو كمان."
إيناس هزت راسها وقالت بثقة
"معتقدش... مش هيسيب البيت، ارجعي يا حبيبتي وشوفي حياتك، أنا واثقة من حبه ليكي، وهتيجي يوم وتقوليلي إنك غلطانة لما فكرتي إنك مش أول أولوياته."
فريده سكتت ثواني وبعدين هزت راسها بخفة وقالت بابتسامة صغيرة باهتة
"هرجع بكرة."
إيناس ابتسمت وقالت بحنان
"عين العقل يا حبيبتي."
سالي كانت قاعدة جنب تيم في المستشفى، الجو هادي الا من صوتها، صوتها وهيا بتحاول بكل طريقة تديه طاقة حتى وهو في غيبوبته، بقت تتكلم معاه طول الوقت، تحكيله عن ذكرياتهم، عن مواقف حلوه حصلت، عن قد إيه البيت بقى فاضي من غيره، وقد إيه الكل مستني يسمع صوته من تاني، كانت بتحاول تحفزه بالكلام، وبعد كتير... كتير اوي، حست بإيده بتتحرك بخفه وهيا ماسكاها، سكتت، قلبها وقف لحظة، بصتله لحظه وبعدين قالت
"تيم؟!"
قالتها بصوت مخنوق بين الرجاء والدهشة.
بصت بسرعة على إيده تاني... فعلاً اتحركت، حركة خفيفة جدًا بس اتحركت، دموعها نزلت وقامت بسرعة تنادي على الدكتور.
تاني يوم
فريده جهزت نفسها ترجع البيت، كانت حاسه إن قرارها ده هو الصح، بس وهي بتجهز فضلت تفكر في حالة تيم خاصة بعد ما سالي كلمتها بالليل وقالتلها إن حالته بدأت تتحسن وإن في احتمال كبير يفوق قريب، قعدت على طرف السرير شوية، مدت إيدها على الكومود، خدت الكارت اللي موجود عليه من امبارح، فضلت تبص عليه ثواني، بتفكر إذا كانت تعمل كده فعلًا ولا مش دلوقتي، بتردد فتحت موبايلها وفضلت تبص في الرقم المكتوب على الكارت وبعدين اتصلت...
عند يونس
كان قاعد في اوضته، ماسك صوره بتجمعه مع مامته وأخواته وباباه، ولسه لحد دلوقتي بيفكر وصوت سليمان لسه بيرن جواه كأنه بيعيد المشهد من أوله، لما سأل سليمان عن اللي يعرفه، سليمان وقتها سكت لحظة، بص حواليه كأنه بيدوّر على مخرج، وبعدين ابتسم الابتسامة الباردة اللي عمر يونس ما هينساها وقال
"إنت متحمس أوي يا يونس بس صدقني، قريب هتعرف اللي مش عارفه، وهتفهم كل حاجة بنفسك، انت مش محتاجني"
يونس اتقدم خطوة، الغضب في صوته واضح
"أنا بسألك سؤال واضح، انت تعرف ايه بالظبط؟!"
سليمان رفع إيده كأنه بيهديه وقال بهدوء مصطنع
"اهدَى يا ابني، الكلام اللي انت عايزه مش هتسمعه مني، اصبر وكل حاجه مع الوقت هتعرفها"
" وانت عارف كل حاجه، ايه اللي يجبرني استنى، انت طول عمرك هنا وعارف كل حاجه"
سليمان ضحك ضحكة خفيفة وقال
"أنا مبقاش ليا شغل هنا يا يونس... اعتبر إن مهمتي خلصت."
يونس حاول يوقفه
"استنى! يعني إيه خلصت؟! مش هتمشي غير لما تجاوبني!"
سليمان بصله بغموض وقال وهو بيمشي
"كل حاجه في وقتها حلوه"
يونس سأله
" وليه محاولتش تنقذها، انت طول عمرك كنت مخلص ليها"
سليمان رد وهو بيبعد
" مقدرتش أنقذها هيا بس قدرت انقذكوا انتوا، وده كفايه بالنسبالها"
يونس فتح عينيه ورجع للواقع، قلبه بيخبط بعنف كأنه لسه خارج من نفس اللحظة دي، مسح على وشه بإيده وبص قدامه، عينيه فيها إصرار وغضب مكتوم.
حسام رجع البيت بالليل، كان في نور خفيف والجو ساكت وهادي، أول ما دخل شم ريحتها، وقف لحظة في مكانه، قلبه ضرب بعنف، فريده اول ما سمعت صوت المفتاح في الباب قلبها دق بسرعه، وقفت ورفعت عينيها بسرعه ناحية مدخل الصاله.
حسام اخد نفس عميق، دخل بخطوات بطيئة، كان واضح عليه التعب بس عينيه أول ما وقعت عليها ملامحه اتغيرت تمامًا، كانت واقفة عند بداية الصالون، لابسة فستان بسيط وناعم بلون هادي، كان مِلكيّ عليها، ووشها فيه هدوء غريب، مزيج بين التوتر والحب، إيديها متشابكة قدامها وبصاله بتردد
حسام وقف مكانه، نسي نفسه للحظه وهو شايفها قدامه، مكنش متوقع يشوفها انهارده وخصوصًا كده... بالجمال الهادي اللي خلاه يقع في أشباكها من أول يوم شافها فيه، عينيه لفت في المكان وشاف السفره اللي متحضره بعناية وعليها شموع وورود، ابتسمت بخجل وقالت بصوت واطي
"وحشتني يا حسام."
وقف مكانه، مش قادر يرد ولا حتى يتحرك، نظرته ليها مزيج من دهشة واشتياق، قرب منها بخطوات بطيئة، عيونه متعلقة بيها وقال بهدوء
"رجعتي؟"
هزت راسها بابتسامة فيها لمعه وقالت
"رجعت... رجعتلك."
حسام وقف مكانه، ملامحه متجمدة، لا اتكلم ولا حتى ابتسم، مشي بخطوات هادية ناحية الأوضة من غير ما يقول ولا كلمة زياده.
فريدة فضلت واقفة مكانها، ابتسامتها اتهزت بس حاولت تفضل متماسكة، نادت عليه بصوت واطي متحشرج
"حسام..."
مردش ودخل الاوضه، فريدة وقفت لحظة مكانها، بتحاول تستوعب رد فعله البارد، قلبها وجعها من بروده، بس خدت نفس عميق وقررت متستسلمش،
بخطوات هادية لكنها متوترة راحت واره، الباب كان مفتوح نص فتحة، خبطت بخفة وقالت بصوت فيه رجاء خفي
"ممكن أدخل؟"
حسام كان واقف عند الكومود بيقلع ساعته ووشه في المراية، باين عليه إنه بيحاول يخبّي كل حاجة جواه بس انعكاس عينيه في المراية فضحه... كان باين عليه التوهان والوجع، سكت تمامًا وتجاهل طلبها كأنه مش سامعها اصلا، فريدة وقفت ثواني، لما شافت تجاهله حست بضيق بس دخلت بخطوات بطيئة وقفلت الباب وراها بهدوء.
قربت منه شوية وقالت بصوت واطي
" علفكره انت وحشتني جدا"
بصلها وقال ببرود
"واضح."
حاولت تقرب بس هو رجع خطوه لورا وقال وهو بيحاول يسيطر على صوته وعلى نفسه
" فريده... متقربيش"
بلعت ريقها بصعوبه وقالت بخفوت وعيونها بتلمع بدموع
" ليه بتعمل كده؟ مش قادره اصدق انك حسام، للدرجادي بجد؟!"
حسام بعد خطوه، هيا مش فاهمه انها كل ما تقرب حصونه بتنهار وهيضعف قدامها وهو مش عايز كده.
فريده قالت بصوت هادي
"أنا غلطت عارفه، بس انا راجعه أصلح غلطي ده، راجعه عشان اقولك اني من غيرك ضايعه والله"
خدت نفس عميق وقربت منه خطوة لحد ما بقت قدامه تمامًا، بصتله بترجي وقالت
" مش عايزه اعيش من غيرك ابدا، مش عايزه يونس يعدي من غير ما اسمع صوتك، مش عايزه حياتي لو انت مش فيها، كنت فاكره اني ممكن اعيش من غيرك، بس اتضح إني ولا حاجة من غيرك."
كلامها خبط في قلبه بس حاول يفضل متماسك، قال بصوت هادي مرتبك
"فريدة... كفاية."
هزت راسها وقالت بإصرار
"لاء مش كفايه، أنا كل يوم كنت بصحي على أمل انك تكلمني، حتى لو كنت غلطانه، بس محصلش، لقيتك نسيتني، كنت بحاول أصدق إنك مش فارقلي بس مقدرتش، أنا كنت بموت في اليوم ألف مرة من غيرك."
قربت أكتر، همست بصوت واطي جدًا
"أنا بحبك يا حسام."
حسام وقف مكانه كأنه اتجمد في اللحظه دي، كل الأصوات حواليه اختفت حتى أنفاسه بقت تقيلة، الكلمة اللي سمعها منه كانت كفيلة تهد كل اللي بناه من جفا، كانت بتتردد في ودانه كأنه أول مرة يسمعها في حياته.
مخه عطل عند الكلمه دي بالرغم من انها كملت
"كنت عنيدة وغلطت، وعرفت إني مهما كنت بحب شغلي، مفيش شغل في الدنيا ينسيني وجودك،
إنت مكاني الآمن، إنت راحتي."
سكتت لحظة، بصت في الأرض وقالت بصوت مبحوح
" مش عايزه اخسرك"
حسام قرب منها، بصلها بصدمه وهمس بصوت مبحوح
"قولتي إيه؟"
بصتله وقالت بخفه
"أنا قولت كلام كتير."
قرب أكتر، المسافة بينهم بقت شبه معدومة، قال بصوت خافت جدًا
"آخر حاجة قولتيها إيه هيا؟"
نزلت راسها للأرض وقالت بخجل
"خوفت أخسرك."
مد إيده ورفع وشها بإيده، بص في عينيها وقال
"اللي قبلها."
ابتسمت بخفة وقالت
"قولت إنك أماني... وإنك راحتي."
همس وهو بيقول بإصرار كأنه بيتوسل يسمعها مرة تانية
"اللي قبلها يا فريدة... اللي قبلها."
ابتسمت ابتسامة صغيرة وسط دموعها، رفعت عينيها ليه وقالت بهمس واضح وصادق
"قولت اني بحبك يا حسام... بحبك."
في اللحظة دي كل التماسك اللي كان متمسك بيه وقع، عينيه لمعت، اتنفس بقوة، ضمها لصدره بقوة ودفن وشه في رقبتها وهو بيقول
"اخيرا يا فريده!... اخيرا"
تاني يوم
فريدة كانت عند تيم، بتحاول هيا كمان تكلمه وتكون داعم ليه، قاطعها فونها اللى رن برقم د. نورين اللي كلمتها عن حالته، لما عرفت إنها وصلت المستشفى، خرجت بسرعه تقابلها، اول ما شافتها ابتسمتلها ورحبت بيها بحراره
فريدة سألتها بقلق
"تفتكري لو حس أننا جبناله دكتوره نفسيه هيأثر عليه؟"
نورين بصتلها بتفهم وقالت
"هو ممكن يستغرب في البداية، خاصة إنك قولتيلي إن مامته كانت رافضه أنه يتعالج، بس دلوقتي أنا عايزة أفهم كل حاجة عنه، انتي حكيتلي الوضع باختصار، بس انا حاليا محتاجة أعرف كل التفاصيل من البداية لحد دلوقتي، كل حاجه يا فريده"
فريدة أومأت وقالت بابتسامة خفيفة
"تمام، وأخته كمان هتكون معاكي وهتجاوبك على أي سؤال تحتاجيه."
نورين ابتسمت وقالت
" هيكون افضل كتير"
عند يونس
كان قاعد في أوضة صابرين وحاسس بالضيق، بيدور في كل حاجة عندها بمكن يلاقي اي أثر يوصلّه بالناس دي، فونه رن قطع شروده، وشه اتغيّر لما شاف اسم يسر على الشاشة، رد بصوت متحشرج
"نعم؟"
يسر جه صوتها الناحية التانية، صوتها كله حنية وخفه
"ايه الاخبار؟ عامل ايه؟ احسن دلوقتي؟"
يونس قال بحزن وصوت مكسور
"عمري ما هكون كويس بعد دلوقتي يا يسر، صعب."
يسر سكتت لحظه وبعدين قالت بحزم وحنان مع بعض
"مفيش في إيدك حاجه تعملها يا يونس، خلاص انسى كل اللي فات وابدأ صفحة جديدة."
قال وعينيه بتلمع بالغضب والوجع
"مش هقدر، انا السبب وانا اللي هجيب حقها."
يسر قالت بصوت قاسي وهيا بتحاول توضحله الحقيقه بدون تهويل
"يونس، حسب اللي فهمته إن مامتك ملهاش حق، اللي حصل كان بشع واعتقد إنها عارفه إن دي نهايتها في الاول وفي الاخر، مفيش أصلا حق عشان يرجع، إلا لو انت عايز نهايتك تبقى زيها وتحرمني منك، وقتها عمري ما هسامحك."
يونس اتنهد، قال بقهر
"بس انا مش قادر أسامح نفسي يا يسر، مش قادر."
يسر حاولت ترجعه عن قراره وقالت
"بس انت معملتش حاجة غلط بالمعنى اللي انت بتحسبه، انت مأجبرتهاش على كده يا يونس، بلاش تحمل نفسك غلط مش بتاعك، عمرك ما هترتاح لو فضلت عايش في الشعور ده، اللي حصل خلاك إنسان تاني، استغل الإنسان ده في حاجة كويسة، انزل اشتغل، امسك مكان أخوك، حاول تحسّن حياتك، فكّك من صحابك القدام، وفكك من الحزن اللي انتي فيه ده، الحياة مبتقفش على حد، شوف اللي مستنيك، حاول تصلّح نفسك بدل ما تفكر في انتقام ملوش اي لازمه، عشان خاطري يا يونس."
سكت لحظة يحاول يستوعب كلامها وقال بانكسار
"طب... خليكي جنبي."
يسر مترددتش لحظه وقالت بحنان
"أنا جنبك وعمري ما هسيبك، بس عايزة أشوف يونس مُختلف عن دلوقتي، توعدني إنك هتحاول؟"
سكت واخد نفس عميق فقالت بإصرار
" يونس؟ قولت ايه؟!"
اتنهد وقال
"طيب، أوعدك."
عدت الأيام ووالأوضاع بدأت تستقر إلى حد ما، تيم كان في تحسن واضح بالرغم من أنه مازال محتاج رعايه واهتمام، سالي وفريده ونورين كانوا واقفين حواليه في يوم، نورين قاعده بتسألهم شوية حاجات عن تيم، وبعد لحظات لاحظوا أنه بدأ يفتح عينيه ببطء وحذر....
يتبع.....
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا