القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية غرام الذئاب الفصل السابع وعشرون 27بقلم ولاء رفعت (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات )



رواية غرام الذئاب الفصل السابع وعشرون 27بقلم ولاء رفعت (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات )





رواية غرام الذئاب الفصل السابع وعشرون 27بقلم ولاء رفعت (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات )




#الفصل_السابع_والعشرون

#غرام_الذئاب

#الجزء_الرابع_من_سلسلة_صراع_الذئاب

#ولاء_رفعت_علي


أُريد أن نحيا من جديد يا حبيبتي،

لا أن نعود كما كنا، بل أن نبدأ من أول لحظة صدق جمعت بين أرواحنا قبل أن تتكلم الشفاه.

أريد للأيام أن تمضي بيننا على مهل،

نمر في الطرقات ذاتها، ولكن بقلوب جديدة، لا تحمل خذلان، ولا تذكر وجع.


أريد أن نصنع ذكريات أخرى،

ضحكات لم تلوثها الدموع، وصور تحفظ دفء قلوبنا حين يبرد كل شيء.

أريد أن نحكي لبعضنا عن الجراح القديمة، لا لننبشها، بل لنتخفف منها...

أن نتحدث كي نرتاح، لا كي نؤلم من جديد.


وحين تلمح عيني وجهك، أريد للزمن أن يتوقف قليلًا، كي أستشعر أن الأمان لم يغب، وأن حضنك ما زال الوطن الذي يأوي إليه قلبي من ضجيج الدنيا.


لا أريد من الحياة كثيرًا،

كل ما أرجوه أن نحيا بسلام بلا خوف، بلا وعد مكسور أو كلمة جارحة.


ليتنا نحياها كأنها البداية الأولى، لكن بعقلين تعلما، وقلبين أدركا أن الحب ليس وجعًا، بل ستر ودفء وسكون حين يضج العالم من حولنا.


ولو كُتب لي عمر آخر...

لجعلت بدايته من عينيكِ. 


ياسين البحيري


لم تكن تكترث بما يُقال من حولها، فكل ما أرادته هو أن تهرب... تهرب من تلك العيون التي تحدق فيها بفضول لا يرحم. 


هيهات وانتبهت إلي صوت مألوف اخترق شرودها، صوت ياسين وضحكاتُ صغيرته التي تهبط معه على الدرج بمرح .


التفتت الأنظار نحوهما، بينما كان هو ينزل بخطوات مفعمة بالحنان، يمسك بكف طفلته التي تتعلق به كأنها تخشى أن تضيعه مرة أخرى.


توقف أسفل الدرج، ثم انحنى نحو الصغيرة مبتسماً، وأشار بيده إلى الجهة التي تجلس فيها ياسمين، قائلاً بنبرة مفعمة بالإثارة والدفء

"المفاجأة قاعدة أهي ما بين عمتو ملك وخالتو شيماء"


اتبعت الصغيرة إشارة والدها بعينيها اللامعتين، وما إن وقع بصرها على وجه ياسمين حتى اتسعت حدقتاها بدهشة بريئة، فها هو حلمها يتحقق و يتجسد أمامها فجأة.


صرخت بفرحة غامرة، اخترقت سكون القصر

"مامااا!"


دوت الكلمة في المكان كالجرس ارتجت له القلوب قبل الجدران. 

تجمدت ياسمين في موضعها، كأن الزمن قد توقف عند تلك اللحظة، بينما دمعة مرتعشة انسابت على خدها بلا إرادة.


كانت تلك الصرخة الصغيرة كأنها مفاتيح الذاكرة، ذاكرة قلبها تطرق أبواب النسيان بعنف لتوقظ مشاعر الأمومة لديها من بين الركام.


تلك الكلمة ـ مام ـ اخترقت صدرها كالسهم، لكنها في الوقت نفسه شعرت بالتوتر، اضطربت روحها بينما فؤادها يهديها إلي حقيقتها و مشاعرها التي تكنها لصغيرتها. 


تراجعت خطوة إلى الوراء، نظراتها تتشتت بين الصغيرة المندفعة نحوها والوجوه المحيطة بها، كأنها تبحث عن منقذ يفسر لها هذا الإحساس الغامر الذي يغزوها دون إذن.


اقتربت ياسمينا الصغيرة بخطوات سريعة ودموعها تلمع كحبات المطر، حتى وقفت أمامها، ترفع وجهها الصغير وتنظر إليها بعينين تتوسلان حضنها أكثر مما تتوسلان ردً.


قالت بصوت متهدج بين بكاء وابتسامة طفولية

"ماما؟!، كان قلبي حاسس إنك عايشة، و بحلم بيكي كل يوم، كنت بدعي لربنا قبل ما أنام إني أشوفك تاني"


جفلت ياسمين، حاولت أن تتحدث أو أن تقول شيئًا، لكن الكلمات خانتها، فمدت يدها دون وعي تمسح دمعة على خد الصغيرة، فاهتز كيانها كله من تلك اللمسة. هناك دفء مألوف في بشرتها، عطـر صغيرتها التي لم تخطأه ذاكرة الشم لديها، و الذي تعرفه روحها وإن أنكره عقلها.


همست بصوت واهن

"انتي ياسمينا، بنتي"


شهقت الصغيرة بسعادة ثم قالت بصوت خافت 

"أنا ياسمينا... بابي كان دايماً يقولي إنه هو سماني علي نفس اسمك لأنه بيحبك أوي"


تجمدت الدموع في عيني ياسمين،  ما اخبرته به الصغيرة للتو كان له صدى علي مسامعها و تردد في أعماقها فحرك شيئ دفين، يخفق له فؤادها العاشق.


أمسكت رأسها بين يديها، تنفست بعمق مؤلم، بينما صور مشوشة بدأت تلوح في ذهنها؛ ضحكة صغيرة، يديها وهي تُصفف شعر ابنتها عندما كانت صغيرة، وعندما كانت تداعبها وهي رضيعة، توالت ذكريات طفيفة كالوميض ثم ساد الظلام.


ابتسمت إلي صغيرتها 

"و أنا برغم مش فاكرة أي حاجة، بس قلبي فاكرك وعارفك وقالي إنك أغلي حاجة في حياتي"

و فتحت ذراعيها لترتمي الصغيرة بينهما، بين احضان والدتها التي اجهشت في البكاء، و كذلك ابنتها أخذت تبكي. 


فالمشهد لا يوصف، كم من المشاعر التي جعلت قلوب من يروا و يسمعوا هذا اللقاء يبكون، ليس بكاء سببه حزن، بل بكاء من فرط الفرح والسعادة بعد أن ألتقت ابنة شقيقهم بأمها بعد عذاب فراق لأيام و ليال مضت. 


انسحبت ياسمينا من حضن أمها، ووضعت كفيها الصغيرتين على وجه الأخرى، وقالت برجاء يقطع القلب

"أوعي تسيبيني تاني يا مامي، عشان خاطري ماتبعديش عني تاني، أنا مش عايزه أي حاجة خالص غيرك أنتي وبس"


انفجرت الدموع من عيني ياسمين كالسيل، ثم جذبت الصغيرة إليها بعنف واحتضنتها بقوة تكاد تؤلم، وهي تهمس بين شهقاتها

"مش هاسيبك تاني يا حبيبتي، عمري ما هابعد عنك أبداً يا روحي"


تعلقت الطفلة بعنقها أكثر، وقالت بصوت مبحوح من البكاء

"أنا بحب ربنا أوي، و بقوله شكراً يارب عشان رجعك ليا"


أغمضت ياسمين عينيها، غارقة في ذلك الدفء الذي بدأ يذيب الجليد في أعماقها. لم تكن تتذكر الماضي، لكنها كانت تشعر به ينبض بين ذراعيها.

رفعت وجهها نحو ياسين الذي كان يقف صامتًا عند أسفل الدرج، يتأمل المشهد وملامحه ترتجف ما بين الفرح والوجع، ثم نظرت مجددًا إلى الصغيرة وهمست بصوت حنون

"و أنا كمان بحمد ربنا وبشكره إنه جمعنا من جديد، و مش هتفارقي حضني أبداً يا نور عيني"


أمسكت الصغيرة يدها، وضحكت وسط دموعها 

"أنا عايزه أوريكي رسومات كتير، كنت برسمهالك "


ابتسمت ياسمين وهي تمسح على شعرها الصغير وتخبرها

"و أنا كمان هاقعد معاكي نتكلم و نحكي لبعض وهاشوف رسوماتك الجميلة"


وانحنت تُقبلها، هنا أيقن الجميع من حولهما بأن لا تمحوها الذاكرة مهما جارت عليها الأيام. 


اقترب ياسين بخطوات بطيئة، كأن كل خطوة منه تُثقله بالذكريات، فالمشهد أمامه كالحلم الذي تاق إليه لسنوات. 

توقف على بُعد خطوتين منهما، نظر إلى ياسمين وهي تحتضن ابنتهما كأنها تحتضن الحياة نفسها، فارتسمت على وجهه ابتسامة واهنة، تتنازعها الراحة والرهبة.

عقب بهمس و بقلب لم يشعر بالسعادة سوى الآن

"الحمد لله، كنت فاكر اللحظة دي مش هتيجي أبداً"


رفعت ياسمين عينيها نحوه، لا تعرف كيف تنظر إليه، ولا ماذا تقول. 

شعرت مرة أخرى بشيء دافئ يربطها به.، شعور بالطمأنينة، ممزوج بشيء غامض لا تدري أهو خوف أم حنين أو بالأحرى حب كالجمر الخامد ينتظر رياح العشق ليشتعل من جديد. 


ابتسم ياسين ابتسامة مبللة بالدموع، وقال بنبرة وادعةٍ تخفي وجع عميق

"شوفتي أنتي إيه بالنسبة لينا، أنا كمان مش هسيبك، ولو ذاكرتك مارجعتش، هانكون  ذكريات من جديد لحد أخر العمر"


تبادلا نظرة طويلة، حملت ما لا تقدر عليه الكلمات؛ مزيج من الشوق، والحنين، والخوف من الفقد ثانية.

بينهما كانت ابنتهما، امسكت يد كل منهما، وضمت يديهما معاً وتقول بضحكتها البريئة

"يبقى خلاص هنبدأ من أول وجديد، و بابي عمره ما هيزعلك تاني، صح يا بابي؟"


نظر ياسين إلي صغيرته وهز رأسه

"عمري ما هزعلها تاني" 


نظرت زوجته إليه في تلك اللحظة ورأت صدق مشاعره، فكلمات الصغيرة اعطت وعد جديد بينهما، عهد يُكتب بالدموع والابتسامة في آن واحد.


باغتهما من حولهم بصقفة حارة و صفير اطلقه شقيقه يونس

"ياسو يا جامد" 

فتلقيا التهاني من جديد، وبعدها صدح صوت جيهان تخبرهم بعد أن همست لها سميرة بشئ ما

"يلا يا شباب، السفرة جاهزة، و أخيراً كلنا اتجمعنا أخيراً، و المرة دي ياسمين منورانا و منوره القصر كله" 


          

                      ❈-❈-❈


تعانقت الأحاديث والضحكات فوق مائدة عامرة بالحب قبل الطعام. 

اجتمعت الأسرة حول المائدة الكبيرة، تجلس جيهان و إلى جوارها جلس زوجها عابد، تتأمل ابنائها الذين كبروا أمام عينيها حتى صاروا اليوم رجال متزوجون، و ابنه أصبحت زوجة. 


جلس ياسين إلى جوار زوجته ياسمين وجوارها ابنتها، بينما توزع بقية الإخوة في أماكنهمر قصي وزوجته صبا، آدم وزوجته خديجة، يونس وزوجته كارين، وملك وزوجها مصعب، وابن عمهم طه مع زوجته شيماء. 

كانت المائدة عامرة بكل صنوف الطعام. 


وبينما كانت جيهان توزع نظراتها بين أبنائها بحنو الأم التي تتفقد النعمة بعين الرضا، لمحت المقاعد الخالية وقالت متسائلة بنبرة قلق خافتة

"أومال فين يوسف وعلياء؟، حتى لوجي وعز الدين مش موجودين من إمبارح"


تجمد آدم لوهلة، وعاد الشرود  في عينيه، تردد قبل أن يجيبها بصوت حاول أن يجعله مطمئناً

"يوسف بقاله يومين في المستشفى عنده عمليات، وكل ما أكلمه ما بيردش، بس خديجة كلمت علياء الصبح وقالت إنها عند مامتها عشان تعبانة، وخدت معاها لوجي و عز عشان بتراجع وبتابع معاهم دروسهم ، ولما عرفت إن ياسمين رجعت قالت إنها جاية"


أومأت جيهان برأسها محاولة أن تطرد القلق الذي أرخى ظلاله على وجهها، بينما كانت ياسمين في الجهة الأخرى من المائدة تُطعم ابنتها الصغيرة بلهفة الأم التي استعادت حضنها بعد غياب. 

كانت الطفلة تضحك ملء قلبها، وياسمين تغمرها بعينيها شوق وحنان. 


اقترب منها ياسين وهمس في أذنها بصوت خافت لا يسمعه سواها

"عمالة تأكلي ياسمينا في بوقها، وأنا ماليش نفس تأكليني من ايديكي؟"


رمقته بعينين ضيقتين، همست له بدورها وهي تحاول كبح ابتسامة على شفتيها "اتلم، إحنا مش لوحدنا، وبعدين لو كنا لوحدنا برضه مش هأكلك، أنت صدقت الحوار اللي حصل من شوية، أنا بس مرضتش أحرج البنت، وجيت على نفسي ومسكت إيدك عشان خاطرها، غير كده ما تحلمش"


ابتسم ياسين بملامح ماكرة وقال وهو ينظر لها نظرة جعلتها تبتلع ريقها متوترة

"اتقلي عليا براحتك، بس مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة"


لم تتمالك نفسها من كتم الضحك، بينما جاءت ضحكة شيماء المجلجلة من الجهة المقابلة وهي تراقب ياسين و ياسمين

"الله على الحب وناسه، ولا أجدعها مسلسل تركي يا جدعان، دول غلبوا السلطان ومراته هويام خانوم"


ألتفت إليها ياسين، وضحك وهو يمرر ذراعه حول كتف ياسمين قائلاً بفخر لا يخلو من الدعابة

"مجاش ولا هايجي حد زيي أنا وياسمينتي في قصة حبنار السلطان ده كان بتاع حريم، إنما أنا مفيش في قلبي غير ياسمينتي وبس"


قهقهت شيماء وهي تنظر لطه قائلة بنبرة لاذعة تمزج المزاح بجدية خفية

"ربنا يخليكم لبعض يا أبو ياسمينا ويباركلكم، أصل الرجالة المخلصة اليومين دول بقوا عملة نادرة، قربوا ينقرضوا، إنما اللي قلبهم يسيع من الحبايب ألف، ما شاء الله ماليين الدنيا، ومهما الست تعمل لهم مابيطمرش"


تبدلت ملامح طه إلي الغضب، وهمس لها من بين أسنانه دون أن يسمعه أحد

"اتلمي يا شيماء وبطلي شغل الحواري والمصاطب بتاعك ده، قبل ما آخدك من إيدك دلوقتي ونمشي، ومش هخليكي تدخلي هنا تاني"


رفعت حاجبها في تحد وتوبخه

"وليك عين كمان وبتهددني؟، أنت تسكت خالص، بدل ما أخلي تلقيح الحواري يبقى كلام علني وأشهد ولاد عمك على عملتك السودة"


حدق إليها والغضب يشتعل في عينيه كجمرة مشتعلة، ثم نهض فجأة وقال بصوت متماسك مصطنع الهدوء

"الحمد لله"


نظرت إليه جيهان بتعجب فقالت له

"انت لحقت تاكل؟، اقعد كمل أكلك يا طه"


ابتسم ابتسامة مقتضبة وأجاب

"آه الحمد لله، سفرة دايمة، ويا رب دايماً متجمعين على الخير"


في الجهة الأخرى، كان قصي يربت على ظهر زوجته، حين لاحظ شحوب خفيف على وجهها، فسألها بلطف

"انتي كويسة يا حبيبتي؟"


ابتسمت سريعاً وقالت

"أنا بخير، ما تقلقش شوية دوخة كده مش أكتر"


اخبرها وهو يتأملها بقلق ظاهر

"طب تعالي نستأذنهم ونروح ترتاحي شوية"


أجابته بخفوت حنون

"مش للدرجدي يا حبيبي، دي بس دوخة خفيفة بتيجي من وقت للتاني، وبعدين ما ينفعش نمشي ونسيبهم، جيجي وبابي واخواتك هايِزعلوا"


وفجأة جاء صوت شيماء يقاطع حديثهما

"ألا قوليلي يا أم مالك، شكلك مرهق حبتين، هفتانة كده يعني، خدي بالك من صحتك يا حبيبتي، لا رجالة ولا عيال بينفعوا لما الصحة بتروح"


كتم طه غيظه وهو يعض على شفته، فابتسم قصي في محاولة لتلطيف الجو قائلاً

"ما إحنا كنا مستنين الوقت المناسب عشان نقولكم إننا مستنيين ضيف جديد جاي في السكة إن شاء الله"


شهقت كارين بدهشة وسعادة ورددت بعينين لامعتين

"انتي حامل يا صبا؟!"


أومأت صبا مبتسمة

"أيوه… مستنين قيصو صغير"


تعالت الأصوات بالتهنئة، فابتسم آدم قائلاً

"تقومى بالسلامة ويتربى في عزكم يا رب"


وأضاف يونس ضاحكاً

"ولو هيطلع ولد، ياريت تسموه على اسم عمو يونس حبيبه"


قالت ملك وهي تضحك

"ولو بنوتة، أكيد هاتسموها على اسمي، إحنا سيبنالكم الحرية في أسامي لوكا وزوزو"


عقب ياسين مازحاً وهو يشد ياسمين نحوه

"ولا انتي ولا عم يونس، إن شاء الله هيطلع ولد وتسموه ياسين على اسم عمه، ويا ريت كمان يطلع نسخة مني، يبقى خليفتي في الملاعب"


ضحكت صبا وقالت

"خلاص ادعولي بس أقوم بالسلامة، وهاعمل قرعة بالأسماء، واللي يطلع اسمه هو اللي هايكسب"


ابتسمت چيهان وقالت بنبرة مفعمة بالدعاء

"ربنا يحفظكم كلكم ويبارك في ولادكم، واللي نفسه في تاني ربنا يرزقه، ويرزق كل مشتاق يارب"


فاحتضن ياسين زوجته أكثر وقال 

"آه يا ماما، الله على دعواتك الحلوة، أنا فعلاً نفسي ربنا يرزقني من ياسمينتي بأربعة خمسة ستة كده ولاد وبنات"


اتسعت عينا ياسمين بدهشة، ثم وضعت يديها على جانبي رأسها بألم مفاجئ، كأن الصداع اخترقها كلدغة عقرب. 

لاحظ ياسين توترها، فسألها بقلق واضح

"مالك يا حبيبتي؟، حاسة بإيه؟"


سألته وهي تحاول الوقوف

"هو فين الحمام؟"


تقدمت منها سميرة مسرعة وقالت بلطف

"تعالي يا حبيبتي معايا"


لكن ياسين نهض فوراً وقال وهو يمد يده ليسندها

"عنك إنت يا داده أنا هوصلها بنفسي"


                       ❈-❈-❈


أمسك يدها وسار بها نحو الرواق المتفرع من غرفة المائدة، و حينما أصبحا بمفردهما، تركت يده و زجرته

"مش هاتبطل حركاتك و لا كلامك اللي كله تلميحات سخيفة؟" 


اقترب منها حتي جعلها استندت علي الحائط بظهرها، حاوطها بين ذراعيه وقال لها ببرود مصطنع

"هو أنا عملتلك حاجة؟!، و تلميحات إيه بس إنتي اللي نيتك مش صافية" 

غمز بعينه، فرمقته بامتعاض، تخفي ما انتابها للتو من شعور يسيطر علي جسدها و هي تقع بين ذراعيه و علي قرب شديد منه حتي شعرت بأنفاسه.


"اه عملت، و نيتي الحمدلله صافية، بس فاهمة كلامك كويس" 

ابتسم بمكر، ومسح علي شفته السفلي بلسانه، سألها بخبث 

"طيب فهمتي إيه؟" 


ابتلعت ريقها واجابت بصوت خرج بصعوبة

"اللي قولته دلوقتي بره علي السفرة"


مازال يسألها بمراوغة

"و أنا قولت إيه؟" 


أجابت ببراءة

"قولت هانجيب خمسة ستة ولاد و بنات، علي أساس إن أنا أصلاً هخليك تقرب مني و لا تلمس شعره مني؟!" 


اعتدل في وقفته وضحك، مد يده إلي بعض الشعيرات الهاربة من أسفل وشاحها قائلاً

"أهو، اديني لمست كذا شعراية منك، و لو شوفتهم تاني خارجين من طرحتك هقصهملك، وريني بقي هاتعمليلي إيه!" 


رمقته بغيظ و حنق

"أنت مستفز و بارد علي فكرة" 


دنا منها بقرب مهلك لها وقال بصوت عذب أذاب قلبها

"و أنتي زي المانجاية الساقعة اللي لسه خارجة من التلاجة في عز الصيف، وعايزها ترطب علي قلبي المسكين" 


ضحكت رغماً عنها 

"واضح إنك لسه جعان، روح كمل أكلك و أنا داخله الحمام، ممكن بقي تعديني؟" 


تفحص ملامحها بقلق، فسألها

"أنتي حاسه بإيه؟" 


وضعت كفها علي جبهتها واخبرته

"من إمبارح و حاسه بصداع جامد وهاموت و أنام، و مش عارفه أنام في نفس الوقت" 


اهتز قلبه بقلق وخوف عليها، فامسك يدها، وقال لها

"تعالي معايا" 


سحبها إلي داخل الحمام، فتوقفت لتدفعه نحو الخارج 

"إيه ده؟!، أنت داخل معايا الحمام ليه!، أنا عايزه أبقي لوحدي" 


"ده حمام كله أحواض ميه بس، لو عايزه التويليت تعالي أوديكي" 


أوقفته و تركت يده

"أنا عايزة الحوض أغسل وشي و إيدي و هاقعد مع نفسي شويه" 


ألتفت خلفه وسار نحو الباب، فأوصده بالقفل ثم عاد إليها، فانتابها شعور بالقلق والريبة نحوه

"أنت بتقفل ليه الباب من جوه؟"


حدق بها وتظاهر بالجدية

"بقفله عشان هقلعك الطرحة" 


امسكت بوشاحها خوفاً من أن يخلعه لها بنفسه

"نعم!" 


"قصدي يعني هاقلعك الطرحة، عشان اعملك مساج في فروة راسك أضيعلك الصداع، الحركة دي كنت بعملهالك علي طول و بتضيعلك الصداع من غير ما تلجأي للمسكن" 


اخبرته برفض

"وأنا مش هاينفع أقلع الطرحة" 


"ماتخافيش أنا قفلت الباب من جوه" 


فاوضحت له بحدة

"أنا مش بقول كده عشان اللي قاعدين بره، أنا قصدي عليك أنت، أنا لسه متعودتش عليك لدرجة أقلع حجابي قدامك" 


رفع حاجبيه بسخرية

"مكسوفة تقلعيه قدام جوزك، لكن في فرحك علي اللي ما يتسمي، خلعتيه و لابسالي فستان كاشف جسمك، و نعم الأدب و الأخلاق!" 


شعرت بالحرج من حديثه اللاذع

"شكراً علي ذوقك في الكلام، عن إذنك أنا رايحة لبنتي" 


وقف أمامها وحدقها بندم

"حقك عليا ما أقصدش خالص أحرجك، بس أنا برضه لما شوفتك بشعرك و فستان الفرح غلي الدم في عروقي غصب عني، أنا ما بستحملش عليكي أي حاجة و لا حتي نظرة من أي حد، أعمل إيه بحبك و بغير عليكي، و مش غيرة عادية، غيرة لدرجة نفسي أخدك في حضني و أخبيكي عن العالم كله و محدش يشوفك غيري أنا وبس" 


غرت شفاها، فكلماته و نظرات عينيه كالحرب الجامحة علي حصونها التي بدأت تنهار أمامه، عقلها توقف عن التفكير بينما قلبها و جسدها كانا لهما رأي آخر.


ابتلعت ريقها وشعرت ببرودة في أطرافها و هي تراه يمد يده إلي طرف وشاحها "إهدي بس و سيبيلي نفسك، هاضيعلك الصداع خالص، و لما أخلصلك مساچ هخلي داده سميرة تعملك حاجة دافيه تشربيها و تطلعي تنامي، أنتي مانمتيش بقالك يومين، و غلط علي صحتك" 


كان يتحدث بنبرة هادئة للغاية وبحنان غادق أيضًا، فوقعت تحت تأثير كلماته ونظرات عينيه، تركته يخلع لها وشاحها الذي علقه علي مشجب المنشفة، ظل يتأملها بشوق ووله، فقد ازدادت جمالاً أكثر من قبل، وخصلاتها الذهبية التي يعشقها مازالت ذات ملمس حريري.

رفعها من خصرها ليجعلها تجلس علي طاولة الحوض الرخامية المصقولة. 

مد أنامله و تخلل خصلاتها، أمرها بهمس

"غمضي عينيكي وماتفكريش في أي حاجة تعملك صداع" 


فعلت ما أمرها به دون تردد، حيث شعرت بالاسترخاء من لمسات أنامله لفروة رأسها، يدلكها بحركات دائرية.

يفعل ذلك و عينيه لا تبرح وجهها الملائكي الذي يعشق كل إنش به.

يبتلع ريقه، فهيئتها أمامه اضرمت نيران الحب و الرغبة به، لكنه يعي جيداً إنه مازال هناك وقت حتي تتقبله، فهو لا يريدها أن تنفر منه، بل يريد كسب ودها و قلبها، وأن تبادله نفس مشاعره بإرادتها ورغبة منها.


همس لها بأنفاسه التي شعرت بها علي بشرتها

"حاسه بإيه دلوقتي يا ياسمينتي؟" 


همهمت باسترخاء ثم أجابت بصوت يشعر بالراحة

" حاسة الصداع بدأ يخف"


هبط بأنامله إلي أسفل أذنيها يفعل حركات التدليك الدائرية وسألها

"و حاسة بإيه تاني؟" 


أجابت بصوت ناعم ورقيق للغاية سلب عقله و لم يعد يتحمل

"حاسه باسترخاء و...


صمتت عندما داهم ذاكرتها لقطات مطابقة لما يحدث بينهما الآن، في مكان أخر، داخل غرفة، تتمدد علي مقعد الاسترخاء، يجلس عند رأسها، يدلك فروة رأسها و يقبل كل إنش في وجهها كل حين و الآخر.

يتحدث معها بنفس النبرة التي يتحدث بها معها الآن.

نفس دفء أنفاسه علي وجهها، كل شئ و كأن الموقف يعاد مرة أخرى.


" سكتي ليه يا حبيبتي؟" 

انتبهت لسؤاله، فاجابت و هي تحت تأثير ما يحدث معاها دون وعي كامل

"أنا عماله أفتكر حاجات" 


"حاجات إيه؟"

سألها و قلبه يخفق من الفرح، كم أسعده إنها تذكرت حدث من بعض اللحظات الرائعة التي جمعتهما سوياً، تحفزت مسامعه للمزيد فسألها مرة أخرى

"افتكرتي إيه؟"


أجابت و كأنها تحت وقع تأثير النوم المغناطيسي

"شايفة أوضة، شيزلونج أنا نايمة عليه، و أنت بتعملي نفس اللي بتعمله دلوقتي" 


"و إيه كمان؟" 


"بتقرب مني و...." 

صمتت وابتلعت ريقها، فعلم ماذا أرادت أن تقول لكن خجلها يمنعها عن التحدث بجرأة.

عافاها عن الإجابة فسألها

"كنت بقرب منك و بعملك كده" 


اقترب بشفتيه نحو جبهتها وقام بتقبيلها، شعر برجفة جسدها أثر ما فعله، لكن لم ترفضه أو تدفعه عنها كما فعلت من قبل، ابتسم و رأي إنها فرصة لا تعوض.


فأردف

"و بعمل كده"

وقام بتقبيل خدها، ثم خدها الأخر، عينيها المغلقة، و مازال يقوم بتدليك أسفل أذنيها لتظل تحت تأثيره.


"و عارفة كنت بعملك إيه كمان؟"

لم يتلق إجابة منها، فألقي نظرة علي شفتيها وكأنها نبع العسل، فأراد أن يرتوي منها.

ألتقط شفاها بين خاصته في قبلة ناعمة، و تحولت لمسات أنامله من أذنها إلي مؤخرة رأسها، ليبدأ في تعميق القبلة.


شعر لوهلة و كأنها المرة الأولى له معها، يستمتع بمذاق فمها، بينما هي كانت في عالم أخر، عالم هو به الحاكم والمسيطر،  تشعر بشفتيه ولسانه وكأنه يعزف بهما علي خاصتها، و بدون وعي بادلته القبلة، و عندما شعر باستجابتها، ابتعد لثوان يلتقط أنفاسه و تأمل وجهها، مازالت تغلق عينيها و تنتظر المزيد من الارتواء، فعاد يقبلها بنهم ويعانقها بحرارة.


انتقلت قبلاته من شفتيها إلي عنقها، و كانت بين يديه كقطعة الهلام التي تذوب بفعل الحرارة، تأن من أثر قبلاته علي جيدها.

لم تسلم يديها أيضاً من شفتيه، حيث قبّل باطن كفها في كل يد علي حده، وعاد إلي موطن كلماتها لينهال عليهما من جديد.


تحركت يده نحو بداية فتحة الصدر لثوبها، وقام بفك أزرار المقدمة و جذب الثوب عن كتفيها ليتثني له تقبيلهما، رائحة جسدها مازالت كما هي، تلك الرائحة التي يعشقها ولم ينساها، ملمس جلدها المياس، دفء بشرتها، كل هذا يشعر به.

هيهات وبدأت تنتقل قبلاته إلي مقدمة الكنزة القطنية الداخلية، لم يستطع السيطرة علي نفسه، فطمع في المزيد. 


أوقفه فجأة صوت ضجيج و صياح في الخارج دوى صداه بين جدران القصر، اجفله و اجفلها، فتحت عينيها وكأنها استيقظت وعادت إلي الواقع.


ألقت نظرة علي انعكاس صورتها في المرآه، رأت مظهرها وحالتها، شهقت بخجل شديد، لم يمهلها وقت للسؤال عن ما كان يحدث بينهما، فأمرها

"اعدلي هدومك و ألبسي طرحتك بسرعة، وأنا خارج هاشوف إيه اللي بيحصل بره وابقي حصليني" 

وقبل أن يذهب، مسح علي شعره و اعدل  من مظهره، تريث قليلاً قبل أن يخرج، فخديه تغلبهما الحُمرة، يتنفس و يزفر الهواء عدة مرات، حتي تراخي جسده وهدأ قليلاً.


                     ❈-❈-❈


منذ قليل، كانت علياء تقود سيارتها بهدوء ورزانة ، نظارتها الشمسية تعلو وجهها . جوارها جلست لوجي، تجلس بتوتر، ساقها تهتز، وتقضم أظافرها بقلق. 


نظرت إليها علياء، وصوتها يفيض حنان يشوبه الحزم

"لوچي حبيبتي اهدي، من وقت ما نزلنا من البيت وشايفاكي متوترة، ما تقلقيش محدش من العيلة يعرف حاجة خالص، والحمدلله الموضوع عدى على خير، المهم تكوني اتعلمتي من اللي فات وتعرفي محدش بيحبك ولا هايخاف عليكي غيري أنا وباباكي"


أجابت الفتاه، تختزل في حديثها مرارة ساخرة وحزن باطن

"ما هو أنا مش خايفة غير من بابي، تخيلي إنه مكلمنيش ولا اهتم بيا ولا حتى زعقلي على اللي حصل؟!، أنا مش في دماغه خالص وأوقات كتير بحس إنه ما بيحبنيش أصلاً"


خفضت علياء سرعة السيارة، حتى توقفت أمام بوابة القصر، وألتفت إليها قبل أن تعبر للداخل

"حبيبتي ما تقوليش كده، بابي بالتأكيد بيحبك؛ هو بس شكوكه وأفكاره الغريبة خلته مشغول عنك، اديني ريحته مني خالص عشان يفوق لنفسه"


ردت الأخرى بصعوبة من فرط حزنها

"أنا عارفه اللي بابي عمله معاكي ما ينفعش تسامحيه خالص، بس بليز ما تسيبينيش وتبعدي، أنا دلوقتي ما بقاش ليا غيرك"


احتضنتها علياء بحنان، ألقت كلماتها كأنها عهد ووعد

"حبيبتي أنا عمري ما هابعد عنك، وزي ما قولتلك قبل كده، أنتي وعز الدين واحد في قلبي، وبيت أهلي هو بيتك، بس معلشي سامحيني، مش هقدر أسامح باباكي على اللي عمله معايا، ده أهان كرامتي واتهمني في شرفي وكأنه ما يعرفنيش من سنين"


تنهدت بحزن ثم اردفت 

"في حاجات يا لوچي مش هاتفهميها غير لما تكبري"


"أنا ما بقيتش صغيرة يا علياء، وفاهمة كل اللي بيحصل حواليا"


ربتت الأخرى على ظهرها بلطف، و استدارت لتُخبرها 

"عارفة، بس أنا عايزاكي تركزي مع نفسك، وتديها اهتمام، وبعدين عايزين نستعد للامتحانات الفينال اللي خلاص بقت على الأبواب"


هزت لوجي رأسها بشبه ابتسامة

"تمام"


اعتدلت علياء على مقعدها، وكانت على وشك الانطلاق بالسيارة، حين انبثق صوتُ محرك مندفع فجأة، سيارة يقودها يوسف انطلقت نحوهما؛ صرخت لوجي من الخوف وتشبثت بذراع علياء التي اتسعت عيناها بخوف، ظنت أنه سيصدمهم، فتوقف فجأة.

رمقته علياء من خلف زجاج نظارتها السوداء بغضب محدق، وقالت لابنة زوجها

"خليكي هنا وما تتحركيش"


نزلت من سيارتها، فوضع يوسف قدميه على الأرض مبتسمًا بابتسامة مليئة بالتهكم.

اقتربت منه وهي توبخه

"إيه الغباء اللي عملته ده؟، عايز تموتنا؟!"


أجابها ببرود استفزازي 

"أبداً يا حبيبتي، أنا بس من فرحتي لرجوعك لبيتك نسيت أهدي السرعة، بس لحقت نفسي على آخر لحظة"


أشعلت كلماته نار حنقها، فاختارت أن تلفظ شعلة بكلمات تحرق أعصابه

"أنا جاية زيارة وأبارك لياسمين على رجوعها بالسلامة، مش زي ما خيالك مصورلك خالص"


عقد ما بين حاجبيه، وسألها بحدة واضعًا يقينه وراء سؤال يريد تأكيد علمه 

"هو إنتي عرفتي بحوار ياسمين منين، حد كلمك ولا من على الفيس بوك؟"


خلعت نظارتها الشمسية وأجابته بصراحة  "خديجة كلمتني، وقبل ما تكلمني عرفت من السوشيال ميديا، الناس على الفيس بوك والصحافة مالهمش سيرة أصلاً غير عيلة البحيري، وأنا هنا عشان أقف جنبهم مش عشانك، لأنك خلاص بقيت مجرد ذكرى سودة بالنسبة لي، وبدعي كل يوم وبطلب من ربنا إني أنساك خالص"


جز علي أسنانه عند ذكر ضجيج أخبار العائلة المنتشرة على تطبيقات التواصل الاجتماعي؛ تظاهر بالصمت ثم تفجر ضحك ساخر على شفتيه، وقال بتحد  "هابقى ذكرى!، ده على أساس إن أنا طلقتك؟!، أنا رديتك بس سايبك تهديلك يومين، وبعدها هاترجعي القصر سواء بمزاجك أو بالغصب"


صاحت بقوة 

"نجوم السما أقرب لك يا يوسف، ولو على الطلاق سهل جدًا أتطلق منك أو أخلعك، ومش بس كده، ياسلام بقى في يوم النطق بحكم الخلع يتسرب الخبر للصحافة وهم مش هايتوصوا، دول ما هايصدقوا يطلعوك تريند يا دكتور"


طرقت بكلماتها عليه بقوة، حيث تعلم أن ما يكرهه أكثر من كل شيء هي الفضائح. أطلق جموح غضبه، فقبض على ذراعها بقسوة، وأطلق سهام كلماته من بين أسنانه، حادة كالطعنات

"أبقي جربي بس واعمليها، وأنا هخلي حياتك جحيم؛ هدمرلك حياتك وشغلك ومش هايبقى ليكي في الآخر حد غيري أنا"


نزلت ابنته من السيارة مهرولة وقلقة على علياء؛ فانتبه والدها إليها وحدق بها بنظرة من الجحيم، وبخها بحدة لاذعة لا ترحم

"أهلاً بالهانم الصايعة الفاشلة، اللي دايرالي على حل شعرها في الكباريه مع حتة عيل نصاب، ويا عالم كنتِ بتروحي معاه فين تاني، ما أنا مش هااستغرب عمايلك المهببة، ما طالعة منحلة زي أمك"


شهقت علياء من قسوة كلماته التي وقعت على قلب ابنته  كصفعة عاتية ، فانفجرت  في البكاء، وركضت عبر البوابة إلى داخل القصر، بينما علياء صاحت في وجهه بغضب يتأجج

"إيه القرف اللي قولته لبنتك ده يا بني آدم؟!، بدل ما تاخدها في حضنك وتحتويها، تقوم تهينها وتعايرها بذنب مامتها؟!، قلبك ده إيه؟!، أنا بجد مشفقة عليك وعلى الحالة اللي أنت وصلت ليها، أنت مريض نفسي بجد ومحتاج تتعالج"


رفع يده كأنه ينوء بالضرب، فقبضت على رسغه قبل أن يسقط كفه على خدها، ونظرت إليه بتحذير صارم

"إياك، ولو فكرت تعملها تاني هاقطعها لك"


نفضت يده بعنف، ورمقته بازدراء كأنه شئ مقزز أمامها، فتركته وذهبت لتركب سيارتها وعبرت البوابة. 


                        ❈-❈-❈


عودة إلى الوقت الحاضر...


خرج ياسين على صوت صياح شقيقه، الذي لم يدع قولًا أحمق إلا ولفظ به، بصوت يقطر سخرية وحقد دفين

"أهلاً بياسين بيه، اللي فضل معيشنا في سنتين نكد، وطلعت في الآخر مراته هربانة منه وراحت تتجوز واحد تاني وهي على ذمته، وبسببها سمعة العيلة بقت على كل لسان"


رمقه ياسين بنظرة نارية، ثم صاح بغضب وبصوت يهدر كالرعد

"أبو الناس، وأبو أم سمعة العيلة اللي قرفت بيها ميتين أبونا يا أخي"


شهق الجميع، وتجمدت الأجواء، فصاحت جيهان منادية باسمه بنبرة حادة تحذيرية:

"ياسين!"


التفت إليها، وعروق عنقه نافره من الغضب

"بتزعقيلي أنا ليه؟!، مش سامعة كلام ابنك؟!"

ثم أدار وجهه نحو شقيقه الثائر، وصاح مهددًا إياه

"أقسم بالله، لولا إنك أخويا وأكبر مني، كان زماني جايبك تحت رجلي وما كنتش خليت فيك حتة سليمة"


ضحك يوسف ببرود وقال بحدة لا تخلو من اللؤم

"يعني أنا قولت إيه غلط؟، الدنيا كلها على السوشيال ميديا مالهاش سيرة غير عملة مراتك، ولو أنت سمعة العيلة ماتهمكش لأنك بجح ومش فارقة معاك، أنا بقى يهمني اسمي واسم عيلة البحيري"


أشارت جيهان إلى المربية سميرة، تأمرها

"خدي الولاد وطلعيهم يلعبوا في الجاردن"


"أمرك يا مدام چيهان"

قالتها سميرة بصوت خافت وهي تجمع الأحفاد، ثم خرجت بهم مسرعة إلى الحديقة، تخفيهم عن مشهد يتوشح بالعار والغضب.


وفي تلك اللحظة، ولجت ياسمين إلى غرفة المائدة، وقد التقطت أذنها آخر ما تفوه به يوسف، لتتجمد في مكانها. 

كلماته الجارحة كانت كصفعات تتوالى على وجهها.


لمحها يوسف، فابتسم بسخرية جارحة وقال

"حمد الله على السلامة يا مرات أخويا، ولا أقولك يا مرات دكتور رحيم!"


كانت تلك القشة التي قصمت ظهر صبر ياسين، فبلغ غضبه ذروته، وصاح بصوت  هادر

"ما هو مش عشان أنت أخويا وأكبر مني، هاسيبك تتعدى حدودك وتغلط فيها وأسكتلك"


اندفع نحوه كالعاصفة، وسدد إليه لكمة قوية جعلته يسقط أرضًا، شهق الجميع وصرخت جيهان محاولة إيقافهما، لكن يوسف نهض ثائرًا، وبدأ في الاشتباك مع شقيقه. 

تدخل آدم ومصعب، كل منهما يحاول الإمساك بواحد منهما، بينما علا صوت قصي بغضب هادر  

"جرى إيه إنت وهو؟!، لا محترمين وجودنا ولا وجود والدتكم؟!"


رمقهم يونس شقيقيه باستياء واضح، ثم قال بلهجة صارمة 

"يوسف غلطان، والمفروض يعتذر لأخوه ومراته"


قهقه يوسف ضاحكًا بسخرية متغطرسة قائلاً

"طبعًا لازم تنحاز لياسين، ما هي مراتك أنت كمان خلت اللي يسوى واللي ما يسواش يجيب سيرتنا"


رفع قصي يده إشارة ليونس حتى لا يرد أو يفعل شئ، ثم خطا نحو يوسف بثبات مرعب، وصوته هادئ كحد السيف

"أنت من أول ما دخلت، ومالكش غير الغلط والكلام اللي ما يطلعش غير من واحد مش عايز أقول وصفه احترامًا للستات اللي قاعدة، لكن إنك تغلط في أختي، ده اللي استحالة أعديه لك، واللي عمله فيك ياسين دلوقتي يعتبر لعب عيال، شكلك عايز حاجة تفوقك بجد"


وما إن أنهى كلماته، حتى باغته قصي بلكمة قاصمة، جعلته يسقط أرضًا بعنف، ووقع معه آدم الذي كان يقيد ذراعيه إلى الوراء، وقد نزف الدم من أنف يوسف وغطى وجهه في لحظة واحدة.


وفي تلك اللحظة، دخلت علياء برفقة لوجي التي خبأت وجهها بين كفيها، ترتعد بخوف من رؤية أبيها على تلك الحال.


نفض قصي يده ببرود قاتل، بينما عمّ الصمت المهيب أرجاء القصر، والوجوه بين الخوف والذهول والحزن.


انتبه ياسين إلى ياسمين، فرأى وجهها شاحب كأن الدم انسحب منه دفعة واحدة، وعينيها تسبحان في غيبوبة من الهلع، فأسرع إليها قبل أن تهوي، وصرخ باسمها

"ياسمين!"


ركضت علياء نحوها، وأسندت رأسها على صدرها، وأمرت الخدم بصوت قلق حازم

"هاتوا كوباية عصير بسرعة"


دقائق معدودة وفتحت ياسمين عينيها على ضوء قوي ينبعث من الثريا، لتجد نفسها ممددة على الأريكة، وبجوارها ياسين جاثياً على ركبتيه، يمسك بيدها ويتأمل وجهها بقلق وخوف عليها. 


وقفت علياء تبتسم لها وقالت بمزاح لتخفف من الأجواء

"حمد الله على سلامتك، كده تخضينا عليكي"


ثم جلست إلى جوارها، وأمسكت بيدها الأخرى تُربت عليها بلطف واخبرتها عندما تذكرت إنها فاقدة للذاكرة

"أنا علياء، طليقة يوسف أخو ياسين"


التفت إليها ياسين بدهشة، واتسعت عينا جيهان، والجميع من حولها تبادل النظرات المندهشة كمن تلقوا صدمة أخرى.


مالت جيهان على ابنتها ملك، وهمست لها بأمر صارم

"خدي ياسمين واطلعوا فوق"


فما كان من ياسين إلا أن نهض ثم حمل ياسمين علي ذراعيه برفق،  وصعد بها الدرج متجه إلى غرفته، ولحقت به ملك وكارين أيضاً من خلفه، تتبعهما أنفاس مثقلة بالضيق والاختناق، بعد أن غلف الجو أثر كلمات يوسف القاسية وفضائح غضبه. 


                  

بينما كانت علياء على وشك أن تلفظ حرفًا، التقطت عيناها نظرات تحذيرية من يوسف الذي يضع كيس ثلج على أنفه، فتهاونت في الانصراف عن غضب كان على وشك الانفجار. 

لم تبالِ بنظراته القاطعة، وقالت بدون تردد

"بتبصلي كده ليه يا دكتور؟!، أنا كنت بركن العربية وتقريبًا سمعت كلامك عن الفضايح وسمعة العيلة، والمفروض أنت آخر واحد يتكلم عن سمعة العيلة" 


التفتتْ بعد ذلك لتنظر إلى إخوته وحماتها، فاردفت بنبرة مملوءة بالحقائق المرة، لا ترفق بها ولا تهادن

"أنا كنت جاية عشان أهني وأبارك لياسين وياسمين، بس دكتور يوسف مصمم يخلي كل واحد فينا يخرج عن شعوره، وبدأها بيا و ببنته علي البوابة ودخل كملها مع أخواته، البيه مدّعي المثل العليا والمبادئ اتهمني بالخيانة، لأ وكمان بيتهمني إني بخونه مع أقرب صديق ليه واللي هو جوز بنت خالتي واللي في مقام أخويا، دكتور آسر، بسبب سوء تفاهم منه ومن غير ما يسمع ولا يفهم حكم عليّ بالتهمة البشعة دي وطلقني؛ يعني حكم ونفذ الحكم وبعد ما عرف الحقيقة، عايزني أرجعله بعد ما أهان كرامتي وسمّعني كلام، والله لو لآخر نفس في عمري مش هسامحه أبداً" 


نظرت جيهان إلى ابنها، فكانت تساؤلاتها تحمل حاجة إلى تأكيد وسؤال أخلاقي

"اللي بتقوله علياء صح؟" 


ترك يوسف كيس الثلج ووقف بحرج أمام الجميع، فأجاب بخفوت وقلق

"صح، بس يا ريت محدش يتدخل، الحوار يخصني أنا وهي" 


فقالت علياء بتحد لا يخلو من حزم وصرامة

"وأنا بقولهم يتدخلوا، عشان يبقوا عارفين حقيقة أخوهم، ومدى غباؤه اللي خسره أقرب الناس ليه حتى بنته مسلمتش منه" 


صاح يوسف بغيظ واحتدام

"ما هو كل اللي حصل بسببها بنت الـ...." 


وما أن كاد لفظه أن ينقضي إلى سب، رمقته علياء بتحذير صارم، واقترب آدم من أذنه وهمس إليه بغضب مكتوم

"أنت مجنون؟!، بطلع غلطك على بنتك ليه؟" 


قالت علياء بحزم واضح

"عشان تخليكم شاهدين على أسلوبه وكلامه، وليا حق أتطلق منه، وهاخد لوجي وعز الدين يعيشوا معايا في جو سوي" 


اقترب يوسف منها مهددًا إياها

"شوفي مين اللي هايطلقك، ولو ده حصل، أخرك إنك تاخدي ابنك بس، لكن لوجي مش بنتك" 


صاحت ابنته بعد صمت موجع 

"وأنا مش هاسيب ماما علياء حتى لو هي اتطلقت منك" 


صاح بسخرية جارحة علي ابنته

"عشان يخلى لك الجو وتعرفي تصيعي براحتك" 


فافجعت لوجي بالبكاء، وكادت تغادر المكان من كثر الضيق، فاوقفتها جدتها 

"استني عندك يا لوجي" 


ثم التفت إلى علياء وقالت لها

"خديها واطلعوا على أوضتها" 


فأخذت علياء لوجي وصعد كليهما إلي الأعلي،  لتعود جيهان فتقترب من ابنها يوسف بنظرة قاسية، ولأول مرة تفعل ما لم تفعل من قبل، هوت بكفها على خده، وصاحت به بوجوم متأجج

"اطلع بره، ورجلك ما تعتبش القصر هنا تاني؛ طالما ما بتحترمش أي حد، وعلياء هتنفذ لها اللي عايزاه؛ هاتطلقها وهي اللي هتربي بنتك وابنك" 


لم يتحمل الأخر الإهانة التي وجهتها له والدته، فاندفع نحو الخارج، غادر القصر دون كلمة واحدة، تاركًا خلفه نظرات دهشة و تعجب. 


                       ❈-❈-❈


جلس أدهم في قاعة الاجتماعات محاطا بلوح إلكتروني متوهج، وأوراق مرتبة على مائدة لامعة، وجوه الموظفين تتابعه بابتسامات متباينة بين اهتمام وملل، لكن ذهنه كان بعيدًا عن هذه الجدران، عالقًا في فوضى صورة واحدة لا تهدأ.

صورة تلك التي سلبت عقله في مخيلته كظل يلاحقه، كلما لم تجب علي إتصاله أو رسائله أو أغلقت هاتفها، تضخم في صدره بحر من الأسئلة.


كانت إحدى الموظفات تشرح خطة العمل بصوت واضح ومرتب، تُعرض الأفكار تباعًا، بينما عينيه لا تبرح شاشة هاتفه.


وحين ظهر اسم الرجل الذي أرسله لمراقبة منزل عائلة منار على شاشة المتصلين، انتفض  فجأة حتى خلت الغرفة من صخبها، وارتجف في صدره نبض كالسيف الحاد. 

  أشار إلى الموظفة أن تنتظر ريثما ينتهي من أمر خاص، ونهض بخطوات سريعة إلى ركن بعيد من القاعة، ثم أجاب علي الإتصال

"شوفتها؟"

سأل بصوت مكبوت.


"أه يا أدهم باشا، لسه نازلة من التاكسي ومعاها شنطة سفر"


"معاها حد؟"


"لاء، لوحدها"


"تمام، خليك عندك لحد ما أجي"


أنهى المكالمة على عجل، وعاد إلى الحضور وقال بصوت متماسك

"معلش يا جماعة، مضطر أنهي الميتينج ونكمّله بكره أو بعده"


ألقى كلماته بتلقائية رجل اضطره قدره إلى الرحيل، ثم غادر الشركة مسرعًا. 

خرج والهواء في صدره يلهث، جلس خلف مقود سيارته يقود بسرعة كأنه يطارد الهواء وخياله معًا، وقال في نفسه بوعيد 

"وأخيرًا ظهرتي يا منار هانم، لما نشوف بتهربي مني ليه؟!"


و في منزلها، فتحت منار حقيبة السفر، أخرجت ملابسها واحدة تلو الأخرى ورتبتها في الخزانة بعينين غارقتين في تعب، وفي داخلها قلب مثقل بالندم والقلق. 

  لم تكد تضع آخر قطعة حتى اهتز هاتفها فوق طاولة الزينة، فهرعت نحوه بعصبية، فإذا بالمتصل "راغب". 

  أجابت بصوت مرتجف

"ألو يا راغب؟"


رد الأخر بلهجة ماكرة فيها مزاح مصطنع

"إخص عليكي يا موني!، بقي كده؟، أغيب عنك كام يوم ما تسأليش عليا؟، ده أنا كنت بموت في السرير ومحدش عبرني، مكنتش قادر حتى أمسك الموبايل، أقولك تعاليلي اعمليلي شوربة خضار من إيديكي الحلويين"


أبعدت الهاتف عن أذنها وهمست في غضب خافت

"ياريتك كنت موت أحسن"


ثم أعادت الهاتف وقالت ببرود متعمد

"معلش بقى، مكنتش فاضية"


رد بنبرة عتاب خبيثة

"هي دي ألف سلامة عليك يا جوزي يا حبيبي؟!"


اشتد الغضب في نبرتها قائلة بتحذير

"عارف لو كررت كلمة جوزي دي تاني، هعملك بلوك، ولو اتعرضتلي تاني هصوت وألم الناس عليك"


قهقه واخبرها بدهاء ساخر

"تصدقي ضحكتيني، وأنا  ماليش نفس أضحك، بس الظاهر أسلوبي الناعم مش على هواكي، ما أنتي كيفك التهزيئ، بس ملحوقة، الجايات كتير، اخلصي أنا مستنيكي على ناصية شارعكم، هاخدك ونروح مطعم أو كافيه نتكلم شوية"


قالت بحدة 

"مش هاينفع"


"وإيه اللي مانفعهوش يا قطتي؟، مش هتعرفي تقولي للحجة ماما أي حوار كده زي زمان لما كنتي بتزوغي وتجيلي؟!"


جلست على طرف الفراش، تلعن اللحظة التي جمعتها به، ثم التقطت أنفاسها وقالت بحيلة لتفادي اللقاء

"مش هاينفع أنزل، ناس قرايبنا جايين على وصول"


سكت لحظة ثم قال بريبة

"قرايبكم ولا يكون عريس جايلك يا موني؟، ده أنا كده هزعل وأجيب ناس تزعل، أوعي تكوني مخبية عليا حاجة"


أجابت بغضب دفين

"عريس إيه بس؟، بقولك ناس قرايبنا، ممكن تأجل المشوار لبعدين؟، أنا هابقي أكلمك وأحدد معاك الميعاد والمكان"


رد بابتسامة خبيثة تسمعها هي من نبرته

"ماشي يا قطتي، خليها علينا المرة دي، بس ما تتعوديش على كده، وهاستنى منك مكالمة بالليل قبل ما تنامي، أصل عندي أرق ومحتاج صوت حنين ينيمني"


أبعدت الهاتف، رفعت يدها نحو السماء وقالت بضيق

"يا رب تنام ما تقوم يا بعيد"


ثم قالت له بصوت مصطنع الهدوء

"حاضر، عن إذنك، مضطرة أقفل، الضيوف وصلوا، سلام"


أنهت المكالمة دون أن تمنحه فرصة للرد، تنفست الصعداء، وألقت الهاتف على الفراش وهي تزفر بقوة

"الله يحرق دمك يا رامي الكلب"


نهضت وأمسكت معطفها القطني ومنشفة صغيرة ثم ذهبت إلى الحمام، دون أن تنتبه لاتصال آخر وارد.

فكان المتصل هذه المرة أدهم. 


وبالقرب من المنزل، كان رامي يقترب بسيارته، فرأى سيارة فاخرة تصف بجوار الرصيف المقابل للعمارة التي تسكنها منار. توقف والتقط بسرعة صورة لأدهم دون أن ينتبه الأخير إليه، أرسلها إلى أحد أصدقائه مع رسالة صوتية

"بقولك يا صاحبي، هابعتلك صورة واحد بشبه عليه، وقولي هو ده الواد اللي قولت لي كنت بتشوفه مع البت منار كذا مرة ولا لاء؟"


أرسل الرسالة، وبعد دقائق تلقى رد صوتي قصير

"أه، هو يا زميلي"


تجمدت ملامح رامي، واتسعت نظراته وقال لنفسه

"يعني بتكدبي عليا وتقوليلي إنتي وأهلك مستنين ضيوف!، وانتي لسه راجعة من السفر وقاعدة لوحدك وبتتهربي مني!، أتاريكي مستنية حبيب القلب اللي زمانه مقضيها معاكي فوق يا..."


نظر إلى شاشة هاتفه، وصعد بالدردشة لأعلى، توقف أمام رابط وضغط عليه فظهرت الصفحة الشخصية لأدهم، ثم كتب رسالة مقتضبة أرفقها بمقطع فيديو وابتسامة شماتة تملأ وجهه، قائلاً مع نفسه

"وعشان مش أنا اللي آخد على قفايا وفاكراني بهددك وخلاص، هقرصلك ودنك قرصة كده على الماشي، وأحلى بلوك عشان ما يصدعناش، بالشفا يا قطتي"

ثم أغلق الهاتف وهو يبتسم ابتسامة نصر زائف . 


يتبع... 


تكملة الرواية من هناااااااا 

 جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع