القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات

 رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات 



رواية دلال حرمت على قلبك الفصل الثامن عشر 18 بقلم شيما سعيد حصريه في مدونة قصر الروايات 



الفصل الثامن عشر

#دلال_حُرمت_على_قلبك

#الفراشة_شيما_سعيد


بحفل افتتاح فرع أحد فنادق رسلان بدبي دلف أيوب ودلال متعلقة بذراعه أمام عدسات التصوير، رسم على وجهه ابتسامة خفيفة ثم مال عليها قليلا هامساً:


_ أفردي بوزك ده شوية احنا بنتصور..


يا الله على كم الاستفزاز الموضوع بهذا الرجل، آت بها رغماً عنها والان يجبرها على تقبل وجودها معه، ردت عليه من بين أسنانها:


_ مش مكسوف من نفسك وأنت جايبني معاك بالشاش والقطن في دماغي.. 


فلتت منه ضحكة مستمتعة ثم قال:


_ مفيش حاجة باينة يا دلوعة وبعدين أنتِ قمر في كل حالاتك..


الحديث معه يزيد من الضغط على أعصابها فالافضل الصمت، وصل بها أمام المؤتمر الصحفي ليدق قلبها برعب مع أول سؤال وجه إليه:


_ ممكن تعرف على الجملية اللي معاك يا باشا ؟!..


كيف لم تفكر أنها إلي الآن أمام الجميع مجهولة الهوية؟!.. أبتلعت ريقها مفكرة بالفرار من أمامه إلا إنه ضمها لصدره يعلن ملكيته إليها مردفاً بإبتسامة مشرقة:


_ طبعاً أحب اعرفكم الآنسة دلال حسان خطيبتي وخلال أسبوعين بالكتير هنعمل فرحنا..


فجر رجل الأعمال المصري قنبلة الموسم، تعالت الأصوات من حولها وهي فقط تحدق بها بتوهان، هل أعترف بها ؟!. ينوي على زواجها أمام الجميع ؟!. بكلمات بسيطة منه علمت أن الحب أفعال تنفذ بعيدا كل البعد عن الكلمات المعسولة..


همس إليها بحنان:


_ دلال الصحفي بيسألك يا حبيبتي..


فاقت بتوتر ليقول بهدوء:


_ اتعرفنا إزاي يا روحي ؟!.. 


لا تعلم حقا لا تعلم الإجابة ليحثها على قول أي شئ وهو سيصدق عليه فقالت بتوتر:


_ لما عربيتي عطلت على الطريق أيوب وقف عربيته وصلني ومن وقتها واحنا مع بعض..


سؤال وراء الآخر يزيد من توترها شعر بها أيوب فقال بهدوء:


_ طيب يا شباب كفاية كدة إحنا أتاخرنا على الإفتتاح واحنا طالعين هنتكلم براحتنا.. 


سحبها بخطوات سريعة للداخل مع حراسة لهما من كل اتجاه، سألته بحيرة:


_ أنت عملت كدة ليه ؟!.


أجابها بهدوء:


_ عملت إيه ؟!..


_ قولت اني خطيبتك..


وضع قبلة حانة فوق رأسها أمام أعين الجميع ثم قال بجدية:


_ ما هي دي الحقيقة يا دلال أنتِ خطيبتي لحد ما اعملك فرح..


دق قلبها بسعادة، مثلها مثل أي فتاة تحلم بالفستان الابيض والزفاف الكبير والزوج المحب، همست بتردد:


_ فرح ؟!..


أومأ إليها بحنان مردفاً:


_ أكبر فرح في مصر كلها لدلوعة الباشا..


توقعت عن الحديث مع استقبال بعد رجال الأعمال بدبي بترحيب شديد، لأول مرة بحياتها تشعر إنها ذات قيمة، يتعامل معها بحنان مفرط يحرص عليها وعينيه متعلقة بها حتى وهو يتحدث مع أكبر الرجال، أقترب منه رجل واعطي إليه المقص ليقدمه إليها مردفاً بإبتسامة:


_ مينفعش محافظ ولا وزير يقص الشريط المرة دي، يلا يا دلال قصي بنفسك شريط افتتاح الفندق بتاعك..


للمرة المليون الليلة تتسع عينيها بذهول، أشارت على نفسها مردفة:


_ بتاعي ؟!.


وضع المقص بين يديها وقال:


_ امممم مهرك يا عروسة... 


أكثر من مفاجأة بنفس الدقيقة صعب جداً عليها، بضغطة بسيطة من يده حثها على قص الشريط، أخذت نفسها بالكثير من التوتر ثم مدت كفها المرتجف بالقرب من الشريط وضع يده فوق بيدها فأخذت منه بعض القوة وقصته، تعالت التصفيقات من حولهما ليقول بهدوء:


_ مبروك..


بداخلها مشاعر تعجز كل العجز عن وصفها، ابتسمت إليه ابتسامة متوترة ثم قالت:


_ الله يبارك فيك.


دلف بها لداخل الحفل ووصل إلي طاولته الخاصة، سحب مقعد إليها مردفاً:


_ أقعدي ارتاحي حقك عليا تعبتك النهاردة وأنا عارف أنك مش قادرة تقفي...


جلست وقالت:


_ شكراً يا أيوب..


جلس بجوارها وسألها:


_ شكراً على إيه ؟!..


أخذت نفسها بتوتر مردفة:


_ يعني كل اللي أنت عملته النهاردة لازم اشكرك عليه، قولت للناس اني خطيبتك وناوي تعمل فرح، حتى لو مش هنكمل مع بعض بس اللي أنت عملته هيخلي البيبي اللي جاي قدام الناس ابنك وهيخليني أقدر أرفع رأسي وأقول أنا كنت متجوزة.. 


رفع حاجبه بتعجب مردفاً:


_ ومين بقى اللي نزل قرار إن إحنا مش هنكمل مع بعض؟!.. 


_ أنا..


رد عليها بسخرية:


_ رأيك ولا يفرق معايا في حاجة، أنتِ مراتي يا دلال ومش ناوي أطلق لو مسكتي سلك الكهربا عريان هسيبك تموتي برضو وأنتِ مراتي...


رحمها منه أحد رجال الأعمال المصريين الذي طلب من أيوب الحديث معه على إنفراد..


أومأ إليه ثم أشار إليها مردفاً:


_ ما تتحركيش من مكانك دقيقتين بالظبط وهكون عندك..


_____ شيما سعيد _____


على طاولة قريبة منها قال أيوب بهدوء:


_ خير يا عادل باشا موضوع إيه إللي محتاجني فيه ؟!..


نظر السيد عادل لدلال ثم أشار عليها بتعجب مردفاً:


_ أنت متأكد يا باشا من حته انها خطيبتك دي؟!..


رفع أيوب حاجبه بتعجب مردفاً:


_ وايه اللي هيخليني مش متأكد ؟!..


حمحم الرجل بالقليل من التوتر ثم قال:


_ اللي اعرفه عنها يعني إنها مغنية صغيرة كده في الافراح وده مش هينفع مع مكانتك الاجتماعية خصوصا إني كنت ناوي اقترح عليك ترشح نفسك في مجلس الشعب.


تغيرت معالم وجه أيوب بلحظة قبل أن يقول بقوة:


_ وأنت عرفت منين إنها مغنية ؟!..


أبتلع السيد عادل ريقه بتوتر من نظرات أيوب وقال:


_ شوفتها في أكتر من فرح قبل كده أيوب باشا أنا مش بقولك كده غير عشان مصلحتك....


كل ما يفرق معه الآن أن غيره رآها مثلما رآها على اليخت أول مرة والأسوء إنه مازال يتذكرها، ضغط على كفه بقوة مردفاً:


_ ما شاء الله عليك يا عادل بيه ذكرتك قوية أوي لدرجه أنك تفتكر مغنيه في فرح زي ما قولت صغيرة ومش مشهورة.. 


ربما السيد عادل أحمق لا لا هو بالفعل أحمق خصوصاً عندما قال بمدح:


_ أنت عارفنا يا باشا ما بنفتكرش أي حد بس لو حد ما شاء الله عليه هيبقى أنت ذوقك حلو أوي، مش هنكر ان المدام محدش يقدر ينساها خصوصا إني اتكلمت معاها قبل كدة.


ضرب على طاولة بقوة بعدما انتهت قدرته على السيطرة برد فعله، ثم أمسك عادل من مقدمة ملابسه مردفاً بغضب:


_ بقى أنت يا كلب واقف بتتكلم معايا وعينك على مراتي الليله دي مش هتبات الا في قبرك..


رآه مصطفي فأقترب منه بسرعة واقف بينهما ثم قال بتعجب:


_ اهدى يا باشا في إيه إحنا في مكان عام والكل بيصور..


أخذ أيوب نفسه بغضب ثم أبتعد عن الآخر مشيراً إليه على باب المكان بجبروت مردفاً:


_ تأخد نفسك من غرفه 60 داهية من هنا لحد ما افضي لك..


نظر السيد عادل للناس من حوله ثم انسحب فقال مصطفي:


_ في إيه عيوب من أمتى وأنت بتفقد السيطرة قدام الناس بالشكل ده وبعدين هو الراجل عمل إيه عشان خاطر كل ده؟!..


_ عمله أسود ومهبب حط عينه على مراتي فاهم يعني إيه حط عينه على مراتي يا مصطفى، أنا عايز أول حاجة اصحى عليها الصبح ان الراجل ده بيبيع بيته من الفقر.. 


أومأ إليه مصطفي بتوتر ثم قال:


_ طيب حاضر هعمل كل اللي أنت عايزه بس أرجوك بلاش فضايح النهاردة، بلاش تنسى من الإفتتاح مباشر على التلفزيون.. 


مسح أيوب على وجهه من الغضب ثم تذكرها فعاد إليها بخطوات غاضبة سألته بتوتر:


_ مالك بتبص لي كده ليه ما أنا قاعدة زي ما أنت قولتلي؟!..


جذبها من خصرها لتلتصق به وهمس بنبرة مشتعلة:


_ الكلب اللي كان بيتكلم معايا من شوية ده تعرفيه؟!..


تألمت من قبضته عليها ومع ذلك قالت بهدوء:


_ اعرفه منين يا أيوب يعني وبعدين أبعد أيدك عني أنت بتوجعني..


هو الآخر الآن يتألم وبشدة، بداخل قلبه نيران تحرق كل جزء به، لم يفكر ولم يهتم بمن حوله جذبها خلفه للمرحاض الخاص به بالمكان فقالت بذهول:


_ أنت جايبنا نتكلم في الحمام يا أيوب ؟!.


نفي بحركة سريعة من رأسه ثم قال:


_ لأ جايبك عشان عايزك دلوقتي..


أتسعت عينيها لعدة لحظات بعدم فهم ثم سألته بشك:


_ أكيد مش إللي في بالي ؟!..


أقترب من باب المرحاض وأغلق بالمفتاح من الداخل ثم عاد إليها ورفع جسدها بالقليل من القوة لتجلس على الحوض مردفاً:


_ اللي في بالك يا دلال..


_ مستحيل اخليك تقرب مني بالطريقه دي ولا في المكان ده، ابعد عني عايزة انزل.. 


لف ذراعيه حول خصرها مردفا:


_ الكلب ده كان بيبص لك واقف قدامي وقالي انك حلوة شافك وأنتِ بتغني في الافراح زي ما كنتي على اليخت حس بنفس اللي انا حسيت بيه وقت ما كنتي واقفه قدامي ومش قادر اطولك أنا هقتله يا دلال.. 


الغيرة جعلت منه شخص آخر، أبتلعت ريقها بخوف ثم وضعت يدها على وجهه مردفة:


_ أهدى يا أيوب مفيش حاجة تستحق كل ده وبعدين مين قالك إني كنت بعمل في الافراح زي اليخت؟!.. يوم اليخت عملت كده عشانك عشان تشوفني.. 


ضمها لصدره يثبت لنفسها إنها حقه وبين يديه همس بنعومة:


_ عايزك دلوقتي يا دلوعة..


هذا جنون ولا تعلم كيف يمكنها السيطرة عليه، حاولت التعامل معه كأنه طفل صغير وقالت:


_ لما نروح هعملك كل إللي أنت عايزه دلوقتي لأزم نبقي مع الناس برة اتفقنا؟!.. 


دفن وجهه بعنقها وقال بالفعل وكأنه طفل عنيد:


_ تؤ دلوقتي ولما نروح نبقي نشوف هعمل إيه تاني..


_ أيوب..


قالتها برجاء شديد بعدما شعرت بعدم قدرتها على السيطرة بنفسها ليقول ما جعلها ترفع راية الاستسلام:


_ يا دلوعة أيوب أنتِ..


بكل أسف هو خبير وهي عاشقة والأمر خرج عن السيطرة وأصبح كارثي، مر من الوقت ما مر وهو غارق بها يثبت فقط أنها امرأته وبين يديه..


أبتعد عنها بنشوة مفرطة ووضع رأسه على رأسها مردفاً:


_ أنتِ إزاي كدة ؟!.. إزاي بتقدري تعملي فيا كل ده وتخليني مبسوط في حضنك بالحلاوة دي ؟!..


لم تقدر على الرد فقط أغلقت عينيها بهروب، كان كتلة من النيران وبين أحضانها عاد إلي طبيعته دقات إلي حد ما عالية جعلتها تتعلق به برعب مردفة:


_ يا لهوي حد بيخبط..


_ اهدي يا بت في إيه ؟!..


دفنت رأسها بصدره ليحاول أخذ نفسه بهدوء قبل أن يقول بنبرة عادية:


_ مين ؟!..


أجابه مصطفي بسخرية:


_ هيكون مين يعني اللي عارفك اكتر من نفسك يا باشا غيري اتمنى انك تكون ارتحت وتطلع لنا..


حمحم أيوب وقال:


_ عايز مني ايه ؟!..


_ هعوز منك إيه يعني المفروض انك هتقول كلمه دلوقتي أطلع يا أيوب مش عايزين فضايح بدل ما أبلغ عنك بوليس الاداب.. 


أبتعدت عنه ليقول:


_ روح وأنا ثواني وهكون برة..


ضربته بصدره بغضب مردفة:


_ عاجبك الفضيحه دي وبعدين تعالى هنا هو متعود عليك كده على طول ولا إيه ؟!.. 


ببراءة شديدة قال:


_ ضميرك وحش من ناحيتي خدي بالك بس عموما أنا مسامحك يا دلوعة.. 


_____ شيما سعيد ______


بقصر رسلان بالقاهرة..


دلفت جومانة لغرفة المعيشة لتجد فوزية تتابع الإفتتاح، جلس بجوارها على الأريكة الكبيرة وقالت:


_ هتفرج معاكي..


زفرت السيدة فوزية بضيق مردفة:


_ معندكيش شاشة في جناحك؟!..


_ لأ طبعا عندي بس قولت ندردش انا وأنتِ مع بعض واحنا بنتفرج.. 


_ وانا وأنتِ ممكن ندردش مع بعض في إيه يا جومانة؟!.. 


ابتسمت جومانة وقالت:


_ انا فاهماكي كويس يا فوزية من زمان وأنتِ مش بتطيقيني ودلوقتي بقى عايزة حتة البنت السنكوحه دي تتجوز أيوب بقى بذمتك تفكيرك ده مش غلط.. 


_ بقولك ايه يا جومانة أنتِ ست كبيرة مش عيله في بوقك الرضعة، زمان كنتي تليقي بأيوب أيام ما كنت زميلته في الكلية مش متجوزة بدل الراجل اتنين وعندك عيال ما شاء الله وواحد منهم دفنتيه في التراب، والبنت ضاع مستقبلها عشان أمها مش فاضية غير ان هي تجري ورا الفلوس شويه وورا عمها شوية، ريحي نفسك أنتِ لو آخر ست في الدنيا أيوب مش هيبص لك اذا كانت دلال موجوده أو لأ.. 


ردت عليها جومانة بغضب:


_ ده على اساس إن أنا كبرت وهو في عز شبابه ؟!.


اجابتها فوزية بسخرية:


_ هو حر يا جومانة واه أيوب لسة في عز شبابه وعايز يخلف بدل العيل عشرة..


_ يعني برضو هتلعبي في دماغه لحد ما يتجوز البنت دي ؟!..


قبل أن ترد عليها فوزية أتت إليها الإجابة عبر الشاشة مع إعلان أيوب خطوبته من دلال فأشارت إليها فوزية مردفة:


_ سمعتي الرد منه قبل ما أنا أتكلم أساساً..


شعرت جومانة بقلبها يحترق مهما حاولت الوصول إليه تكون النهاية البعد، سقطت من عينيها دمعة مقهورة قبل أن تقوم من محلها مردفة:


_ سمعت..


صعدت لغرفتها من هنا وانهارت بالبكاء من هنا، مع كل يوم مر بينهما كان بداخلها بصيص من الامل فقدته مع أول مرة رأت بها دلال، سقطت على أرضية الغرفة مردفة بغل:


_ حتي لو مش هتبقى ليا مش هسيبك للبنت دي..


_____ شيما سعيد _____


مع نهاية الحفل أخذها أيوب للسيارة فتح لها الباب الخلفي ثم ذهب ليجلس بجوارها، وجدها تغلق عينيها بتعب شديد فقال بقلق:


_ مالك حاسة بإيه في حاجة بتوجعك ؟!..


أومات إليه بتعب مردفة:


_ بطني وضهري الأتنين بيوجعوني..


تأنيب ضمير رهيب شعر به، ضمها إليه ووضع عدة قبلات معتذرة على رأسها مردفاً:


_ حقك عليا..


_ هو أنت كل شوية تعمل مصيبة وتقولي حقك عليا ؟!..


قرص أنفها بالقليل من الحدة ثم قال:


_  أحمدي ربك إني عملت كدة بس..


استفزها أسلوبه بالتهديد فابتعدت عنه بغضب مردفة:


_ تعرف أنا متأكدة إني عملت حاجة لأ حاجة ايه قول حاجات عشان ربنا يبليني بيك..


رفع حاجبه بسخرية قبل أن يقول بوقاحة:


_ يا بت آمال مين إللي كانت بتقول من شوية وو.....


وضعت يدها على فمه تمنعه من الحديث مردفة:


_ أسكت أرجوك أسكت..


ابتسامة واسعة قال:


_ بوسني وأنا أسكت..


ما هذا ؟!.. ما هذا حقا ؟!.. من أين سقطت عليها تلك الكارثة ؟!.. أبتعدت عنه ثم سندت ظهرها على المقعد مردفة من بين أسنانها:


_ مستفز..


صعد السائق مردفاً بهدوء:


_ على فين يا باشا ؟!..


_ على الفيلا..


_ أمرك يا باشا..


سحبها رغماً عنها ليضعها على صدره مردفا بهدوء:


_ نامي يا دلوعة..


بغضب حاولت الإبتعاد مردفة:


_ أبعد عني أبعد بقولك..


حمحم بنبرة خشنة ثم مال على أذنها هامسا:


_  بطلي فرك بدل ما أنزل السواق ونجرب العربية..


_____ شيما سعيد _____


وصل بها للجناح نائمة فوضعها على الفراش برقة ثم دلف للمطبخ، وقف صامت لأكثر من دقيقة يفكر من أن يمكنه البداية، حسنا أولا يفتح الثلاجة ليري ما بها من طعام يمكنه طبخه..


يا ليته لم يفعل بها كل ما لذ وطاب ومع ذلك لا يعرف طهي كوب من الشاي، زفر بضيق ثم فتح هاتفه وكتب بقلة حيلة " طريقة عمل شوربة اللحم" الاف الفيديوهات ولم يصل لشئ فكتب تجربة أخري" طريقة عمل المكرونه الصلصة" رأي جملة غريبة" طريقة سهلة وسريعة ومن غير مكونات خزعبلية" ببريق من الأمل فتح الفيديو..


بدأ يفعل مثلما تقول الشيف وبعد أكثر من ساعة ألقي بنفسه على أقرب مقعد بغضب مردفاً:


_ كل ده عشان شوية مكرونة صلصة آمال لو طلبت منها حلة محشي؟!..


رائحة تعلن عن بداية حريق جعلته ينتفض من فوق مقعده أغلق النار على آخر لحظة وفتح الحلة مردفاً:


_ أخد إللي على الوش لدلال واتنيل أكل جبنة وبيض وخلاص ...


فتح عليها باب غرفة النوم ودلف ثم أغلق الباب خلفه بأحد قدميه، وضع صنية الطعام على الفراش وجلس بجوارها هامسا بحنان:


_ دلال يلا يا دلوعة صحي النوم وكفاية كسل...


لمسته الحنونة وصوته الدافئ دلفوا إليها بأعماق نومها لتفتح عينيها بتعب مردفة:


_ في إيه عايزة أنام؟!..


مسح على خصلاتها بحنان وقال:


_ معلش أصحي كلي الأول وبعدين نامي براحتك..


أعتدلت بجلستها بتعجب مردفة:


_ إيه الريحة الغريبة إللي في الاوضة دي؟!.. 


أبتسم بفخر شديد ثم أشار على طبق المعكرونة مردفاً:


_ المكرونة الصلصة دي عملتها بأيدي ليكي مخصوص..


اتسعت عينيها بصدمة، أيوب رسلان وقف بمطبخ بعمل طعاماً خصيصاً لها؟!.. حدقت بالطبق ثم أشارت إليه مردفة بنبرة متقطعة:


_ أنت دخلت المطبخ عشاني؟!..


أومأ إليها بإبتسامة حنونة مردفا:


_ أنا أدخل في النار عشانك يا دلوعة .. 


صممت لم تجد كلمة واحدة مناسبة تصف مشاعرها، أخذ أول معلقة من الطبق ثم وضعها أمام شفتيها قائلا:


_ يلا بسم الله أفتحي بوقك..


من تجد الدلال وتتمرد عليه حمقاء كبيرة وهي لديها من الذكاء ما يجعلها تستمتع بكل لحظة تمر عليها معه، فتحت شفتيها وأخذت أول معلقة، لتكون صادقة الطعم جيد مع زيادة القليل من الملح لأ الكثير من الملح ومع ذلك ابتسمت مردفة:


_ شكراً أنك تعبت نفسك عشاني..


بحماس قال:


_ حلوة ؟!..


فلتت منها ابتسامة راضية وقالت:


_ أي حاجة منك بتبقي حلوة يا أيوب..


أخذ نفسه براحة شديدة من حلاوة حديثها وأخذ هو الآخر معلقة لتتغير معالم وجهه بتقزز مردفاً:


_ إيه إزاي بلعتي القرف ده ؟!..


وضعت يدها فوق يده وقالت بنظرة حب خالصة:


_ أول حاجة مينفعش تقول على نعمة ربنا قرف، تاني حاجة بقي إني قولتلك قبل كده يا أيوب أي حاجة منك بالنسبه لي حلوه يا ريت تفهم ده.. 


فهم وأصبح أكثر من مرحب، لا يود غيرها عوضه وحواء خاصته، نظر لساعته ليجدها الحادية عشر مساءا فقام من مكانه مردفاً:


_ هتطلع لك واحدة دلوقتي سيبي نفسك ليها خالص لحد ما أرجعلك اتفقنا.. 


_ لأ طبعا ما اتفقناش يعني إيه أسيب نفسي ليها دي..


قبل أن تكمل كان تركها بكل بساطة وذهب فزفرت بضيق مردفة:


_ مستفز..


بعد ساعة  كانت تجلس على أحد المقاعد أمام المرايا وبالمقابل لها أحد أكبر خبيرات التجميل بالعالم، لا تعلم ما يحدث حولها فقط تنفذ أوامره حتى تعلم إلي أين ستصل معه..


أغلقت عينيها عينيها بالقليل من التعب حتي انتهت السيدة مردفة بالانجليزية:


_ انتهينا يا سيدتي وملامح وجهك قبل وبعد أكثر من رائعة..


ابتسمت إليها دلال مردفة:


_ شكراً لك..


_ الآن حان وقت ارتداء الفستان..


_ أي فستان ؟!..


اقتربت السيدة من صندوق كبير ثم أخرجت منه فستان سهرة رائع من اللون الأبيض وقالت:


_ هذا يا سيدتي..


تعجبت دلال من كل هذا ومع ذلك ارتدت الفستان، ألقت على نفسها نظرة أخيرة بالمرايا برضاء تام عن حالها لتقول السيدة:


_ هيا بنا..


_ إلي أين ؟!..


_ للسيد أيوب فهو في انتظارك بالسيارة..


أومات إليها دلال بذهول قائلة:


_ حسنا هيا نذهب لنري آخر كوارث فعله السيد أيوب رسلان..


بخطوات رشيقة وصلت إليه، وجدته يقف أمام باب السيارة بانتظار قدومها، ذهبت السيدة بإشارة من يده ثم أقترب منها مردفاً بإعجاب:


_ سبحان من خلقك في أجمل صورة يا دلوعة..


ابتسمت بخجل وقالت:


_ شكراً..


جذبها لتسير معه فقالت بتوتر:


_ هو إحنا هنروح فين ؟!..


_ هتروحي معايا وده كفاية..


صمتت وصعدت للسيارة، رأته يجلس بمحل السائق فقالت:


_ غريبة هو أنت إللي هتسوق ؟!..


غمز إليها بمرح مردفاً:


_ ما هو التهزيق اللي أنا هعمله في نفسي كمان شوية ده ما ينفعش حد يشوف غيرك يا دلوعة .. 


فلتت منها ضحكة وبعدها صمتت، بعد عشر دقائق وقفت السيارة أمام بوابة كبيرة فنزل من السيارة ثم فتح بابها مردفاً:


_  هتبقي كويسة وتغمضي عينكي لحد ما اقولك فتحي ولا أربط لك عينك؟!.. 


يبدو أن هناك مفاجأة ستجعلها تعيش لحظات سعيدة بانتظارها فاغلقت عينيها بحماس:


_ هغمض عيني..


سألها بشك:


_ وعد وإلا ناوية تنصبي؟!..


نفت ببراءة اذابت قلبه:


_ وعد والله صدقني..


سحبها بخفة لتخرج معه من السيارة وسار بها بخطوات حذرة حتي وصل لمكان رائع، أرض خضراء مزينة بالورود الحمراء والبيضاء، طاولة ضخمة عليها قالب كيك خمس طوابق، بها صورها بكل قطعة وفوق شمعتين برقم "٢٣" ، بلالين معلقة هنا وهناك مكتوب عليها جملته المفضلة " دلوعة الباشا "  ..


همس بنبرة خشنة:


_ أفتحي عينكي يا روحي..


فتحت عينيها ليدلف إلي قلبها بحر من السعادة، دقة وراء الثانية مع رجفة لذلذة سارت بعمودها الفقري، رأت رقم ميلادها فسقطت دمعة منها قائلة:


_ أنت عرفت عيد ميلادي منين ؟!..


أزال دمعتها مردفاً:


_ أنا أعرف عنك كل حاجة يا دلال، كل سنة وأنتِ في حضني..


بللت شفتيها بطرف لسانها ثم قالت بحزن:


_ بس أنا من وقت ما ماما وبابا ماتوا مش بحب عيد ميلادي ولا بحتفل بيه..


ضم وجهها بين يديه قائلا:


_ ده كان زمان لكن دلوقتي كل حاجة اتغيرت، أنا معاكي وجانبك..


وضع يده على بطنها بحب مردفاً:


_ وبنتنا كمان هتبقي معانا..


حدقت به بحيرة قائلة:


_ أنت بتعمل معايا كل ده ليه ؟!.. 


أبتعد عنها قليلاً ثم أخذ نفسه بتوتر، لا يعلم كيف لأيوب رسلان أن يفعل ما خطط لفعله، بعد ضغط كبير على كبريائه لم يقدر فأخرج من جيب جكيته علبة وفتحتها ليظهر بها أجمل خاتم من الألماس ثم قال بقوة:


_ بصراحة كنت مخطط أعمل جوا العيال التوتو وانزل على رجلي بس طلع مش أيوب رسلان إللي يعمل كدة فمن الآخر كدة يا بنت الناس أنا بطلب أيدك للجواز موافقة ؟!..


قبل أن تنطق بكلمة واحدة أو على الأقل تستوعب ما قاله وضع الخاتم بأحد أصابعها مردفاً بإبتسامة مشرقة:


_ ألف مبروك يا دلوعة ربنا يتمم لنا على خير....


_ أنت بتعمل إيه يا أيوب ؟!..


مل أيوب من الهروب فقال بتعب شديد:


_ أنا بحبك يا دلال..


______ شيما سعيد ______



تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع