رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثامن والثلاثون 38بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
رواية استثنائيه في دائرة الرفض الفصل الثامن والثلاثون 38بقلم بتول عبد الرحمن حصريه
تيم وهو بيقرب حس بخطواته بتتقل أكتر وأكتر، كأن الأرض تحت رجليه مش بتساعده يكمل، وكل نفس بيسحبه كان محتاج قوه عشان يكمل، من برّه شكله واقف زي الجبل، أكتافه مرفوعه، ملامحه متماسكه، لكن جواه... كان فيه إعصار.
كل ضحكه طلعت من فريده لحسام كانت بتقطع جوه قلبه، وكل لمعة في عين حسام وهو بيبصلها كانت بتقيد نار في صدره، ومع ذلك، كان بيجاهد بكل قوته عشان ملامحه تفضل ثابته.
وصل عندهم اخيرا، حسام أول ما شافه ابتسامته وسعت، قام وقف يستقبله وهو بيمد إيده، تيم مد إيده وسلم عليه، ضمّه بخطوات صغيره لحد ما اتعانقوا، اللحظه دي قلبه اتلغبط أكتر، ده صاحبه اللي بيتمناله كل الخير... وفي نفس الوقت، ده الشخص اللي واقف مكانه في الحلم اللي كان بيتمنى يعيشه، قال بثبات مزيف
"مبروك يا حسام... من قلبي."
حسام ابتسم ابتسامه كبيره وقال
"الله يبارك فيك، وجودك فرحني بالرغم من اني كنت محتاجك من أول اليوم"
تيم هز راسه، ابتسم ابتسامه صغيره باهته وهو بيبعد، عينيه اتحركت لفريده، كانت لسه قاعده مكانها بس وشها متغير، ابتسامتها اللي كانت من شويه خفيفه وبسيطه، دلوقتي اتبدلت بارتباك واضح، قلبها كان بيتخبط بسرعه غريبه، كأن وجوده فجأة رجّعها لحاله مش مفهومه.
تيم مد إيده ليها، بص في عينيها مباشرة، قال بصوت هادي، متماسك، ثابت
"مبروك يا فريده"
اترددت ثواني قبل ما تمد ايديها، ولما لمست إيديه، حست ببروده متجمّده من بره، لكنها في نفس الوقت حست بحراره مستخبيه جواه، قلبها دق بقوه، عينيها ثبتت عليه كأنها مش قادرة تبعد، كأنها بتحاول تفهم كل اللي مستخبي وراه في اللحظه دي.
وهو... هو كان بيقاوم بكل قواه عشان ميطولش اللحظه أكتر، ساب إيديها بسرعه وهو بيبتسم ابتسامه صغيره ورجع خطوه لورا، انسحب بهدوء كأنه بيجر رجليه جر، راح وقف بعيد شويه، مكان مش شايفهم فيه بوضوح، بعدها بلحظات يونس جه وقف جنبه بعد ما باركلهم هو كمان، يونس لمحه واقف متجمد، إيديه في جيبه، عينيه مش مستقره، كل شويه تروح ناحيتهم وترجع بسرعه
سأله بصوت هادي
"انت كويس؟"
تيم شد نفسه وقال بجمود
"كويس... أنا تمام."
يونس زفر، عارف إنه مش تمام، بس مرديش يضغط عليه، وقف جنبه ساكت.
يونس عينيه بدأت تلف في القاعه من غير ما يقصد... أو ده اللي وهم عقله بيه، كان بيدور عليها بعينيه، عايز يشوفها، وشافها... كانت واقفه مع أصحابها، ضحكتها هاديه، يونس اتسمر مكانه، عينيه اتشدت عليها بقوه، ووشه اتغير للحظه... كأن قلبه نط من مكانه.
كانت لابسه فستان طويل من قماش شيفون ناعم بلون أزرق غامق، مناسب جدا لبشرتها وبيبرز ملامحها الهاديه، كان بأكمام طويله شفافه، ضيقه عند المعصم ومنتهيه بتطريز رقيق بخرز فضي، وفي الوسط حزام رفيع من نفس اللون محدد خصرها بطريقه أنيقه، الجزء العلوي من الفستان مطرز بخطوط بسيطه بتلمع مع كل حركه خفيفه، أما الجزء السفلي فكان واسع.
شعرها كان سايب، مفرود على كتافها بتموجات ناعمه، متزين بـ إكسسوار صغير فضي على الجنب، بسيط بس زود من جمالها.
مكياجها كان هادي جدًا وبسيط
تيم لمح نظراته وقال بهدوء جاف
"لقيتها؟!"
يونس اتفاجئ إنه اتكشف، اتوتر ثواني وبعدين رد وهو بيبص بعيد
"مين دي؟"
تيم ابتسم ابتسامه باهته، فيها سخريه موجوعه
"بلاش لف ودوران... بس إيه اللي مانعك؟"
يونس شد نفسه وقال
"طب وإنت؟ إيه اللي مانعك؟"
تيم سكت لحظه، وبعدين رد وعينيه غرقانه في الضياع
"حاجه خارجه عن إرادتي يا يونس... بس على الأقل إنت مسموحلك عادي، لو قلبك دق لواحده دلوقتي، إيه اللي مانعك تروح وتقولها؟"
يونس عض شفايفه وقال ببطء
"ولو كنت مكاني... كنت هتعمل كده؟"
تيم مترددش، صوته كان ثابت
"من غير تفكير... أنا لو كنت مكانك، كانت حاجات كتير أوي اتغيرت، وأول ما قلبي يدق لواحده هروحلها وأقولها، هقولها قد إيه بحبها... عمري ما هسيبها تضيع من بين إيديا."
يونس سأله
"حتى لو هي رافضه؟"
تيم بص بعيد، سكت لحظه وبعدين قال بهدوء
"لو رافضه... هفهم السبب، لو السبب إنها مش حباني يبقى خلاص... مش هضغط عليها، لكن لو أي سبب تاني؟ هحاول... هحاول عشانها لآخر نفس."
يونس بصله باستغراب، حسه شخص تاني خالص، وقال وهو متفاجئ فعلا
"مش باين خالص إن دي ممكن تكون شخصيتك في يوم."
تيم ضحك ضحكه صغيره مش واصله لعينه وقال بشرود
"شخصيتي دي اتفرضت عليا... مش شخصيتي الحقيقيه"
يونس هز راسه وقال بصدق
"وأول مره أسمعك تتكلم كلام زي ده بصراحه، مستغربك."
تيم رفع عينه للسقف وكأنه بيكتم غصه وقال بصوت متماسك بس في نفس الوقت مكسور
"بحاول أخرج شويه من اللي جوايا عشان منفجرش، لأن أكتر من كده؟ مش عارف إيه ممكن يحصل."
تيم بعد ما قال كلمته الأخيره، سكت فجأة كأنه بنفسه اتخض من اللي طلع منه.
يونس فضّل يبصله، شاف الحده اللي رجعت لملامحه تاني، كأن الباب اللي اتفتح للحظه اتقفل بقفل حديد.
تيم عدّل وضع وقفته، نفخ نفس تقيل، ورجع يلبس قناع الجمود
"ركز معايا يا يونس... أنا كنت بقدملك نصيحه وبس كده، مش عايزين نفتح مواضيع أكتر "
يونس رفع حواجبه باستغراب
"إنت اللي فتحت الكلام مش أنا."
تيم بصله بحده وقال
" ودلوقتي بقفله تاني"
يونس عض شفايفه، سكت بس من جواه حس بثقل أخوه، حس إنه مليان وجع، وجع كبير أوي، بس مغطيه بدرع من حديد.
وتيم كان واقف مكانه كأنه حجر، بس عينيه مسابتش فريده ولا لحظه، بيراقبها من بعيد وهو شايف الضحكه على وشها، وكل حركه تلقائيه منها كانت بتيجي على قلبه زي وخزه، ولما تبص لحسام يلاقي نفسه بيتقطع من جوه كأن حد بيضغط على صدره بإيد من حديد.
ومن الناحيه التانيه فريده، كانت عايشه نص حياه ونص ضياع، من ساعة ما شافته واقف على باب القاعه، قلبها اتخبط خبطه مش مفهومه، بتحاول تركز مع حسام، تضحك مع اللي حواليها، تبين إنها مبسوطه، بس جواها حاجه مش مستقره، عينيها ساعات تزوغ غصب عنها تدور عليه وسط الزحمه، ولما عينيها تيجي عليه بتحس بتوتر.
حسام بيتكلم معاها، وهيا بتبتسم، بس ابتسامتها ناقصه، مش طالعه من القلب زي ما هو متخيل، عقلها مشغول، ومش قادرة تحدد
"هو ده مجرد توتر عادي؟ ولا السبب الحقيقي واقف هناك، بعيد... بيراقبها بعينيه الجامدين اللي شايله كل اللي مش قادر يقوله"
تيم وقف مكانه عشر دقايق بالظبط، عشر دقايق كانوا بالنسباله أطول من عمر كامل، كل ثانيه فيهم كانت خنقه، وكل لمحه منه ليها بتوجعه أكتر، كأنه بيشوف حلم حياته بيتسحب قدامه وهو مش قادر يمد إيده، وشه كان جامد، ماسك نفسه بكل قوه، بس عينيه فضحاه، فاضحه كل اللي مش قادر يقوله، فجأه اخد نفس عميق كأنه بيحاول يطرد كل حاجه جواه، واتحرك ناحية باب القاعه يخرج، خطواته كانت تقيله بس سريعه.
يونس لمح انسحابه، نده عليه بصوت عالي نسبيا
"تيم...!"
لكن تيم ملتفتش ولا وقف، كمل طريقه وخرج من القاعه وهو مش قادر يفضل لحظه زياده، كل حاجه جوه بقت زياده عن احتماله.
أول ما خرج من القاعه الهوا البارد ضرب وشه بس مداهوش أي فرق... جواه كان نار، فضل ماشي بخطوات تقيله ناحية الجنينه اللي جنب القاعه، قعد على كرسي بعيد، عينيه سابحه في الفراغ، بيحاول يلملم نفسه.
وبينما هو قاعد، فكر في كلمته ليونس
"أول ما قلبي يدق لواحده... هروحلها."
واللي كسر قلبه بزياده إنه هو فعلًا قلبه دق.. بس مش مسموحله يقرب.
قفل عينيه جامد محاوله أنه يخفف الوجع اللي حاسس بيه، بس كل ما يقفلها صورتها تظهر قدامه، سمع خطوات ورا منه، فتح عينيه ولقا يونس واقف، باصصله بقلق.
يونس قال بنبره هاديه
"إنت مش مضطر تعذب نفسك كده يا تيم."
تيم ابتسم ابتسامه كلها مراره وقال
"أنا مضطر... لأن دي ضريبه غلطات كتير أنا عملتها، والنهارده... جزء من الحساب "
يونس قعد جنبه، ساب لحظه صمت تقيله عدت، وبعدها قال بنبره هاديه
"طيب لحد إمتى هتفضل شايل الضريبه دي على كتافك؟ لحد ما تكسر نفسك خالص؟"
تيم بص قدامه للفراغ، سكت شويه وبعدين قال
"ده طريقي يا يونس، مفيش رجوع، في ناس بتتولد عشان تحب وتتبسط، وفي ناس بتتولد عشان تدفع التمن ... أنا من النوع التاني."
يونس شد نفسه وقال بإصرار
"لا مش صح... كلنا بنغلط، بس مش معنى كده ندفن نفسنا، إنت لسه عايش... ولسه قدامك فرص كتير"
تيم ضحك ضحكه قصيره باهته مليانه وجع
" ده في نظرك انت بس، انت معيشتش اللي أنا عيشته، مش هتقدر تفهمني"
يونس مد إيده وحطها على كتفه وقال بقلق
"إنت محتاج تواجه نفسك... مش تهرب، مش تحط قناع وتكتم كل حاجه جواك، لأن في يوم... هييجي وقت مش هتعرف تمسك نفسك فيه...وساعتها..."
تيم قاطعه بسرعه
"ساعتها هتخلص الحكايه كلها..."
الكلام وقع تقيل على يونس، خلى قلبه ينقبض، حس بالخطر اللي مستخبي في نبرة تيم، حاول يفتح بُقه يقول حاجه بس تيم سبقه، قام واقف، عدّل هدومه كأنه بيلبس القناع تاني وقال بجمود
"يلا نرجع، علشان شويه وهمشي"
جوه في القاعه، فريده كانت قاعده جنب حسام، بتحاول ترسم ابتسامه خفيفه، بس قلبها متلغبط من ساعة ما عينيها وقعت على تيم، الجو حواليها مليان ضحك وزفه وتهاني، بس هيا حاسة إن صوت الناس بيتباعد، وكأنها محبوسه في فقاعه غريبه.
عينيها بين وقت والتاني تزوغ ناحية المدخل، يمكن يدخل بعد ما خرج، الغياب بتاعه وجعها أكتر من وجوده.
حسام لاحظ تغيرها، الشرود اللي حاولت تخفيه ورجع بسرعه لابتسامه، مال ناحيتها وقال بصوت هادي
"مالك يا فريده؟ حاسس إنك سرحتي."
فريده بسرعه شدت نفسها، ابتسمت وقالت وهي بتبصله
"لا مفيش، يمكن بس توتر طبيعي."
حسام فضل يبصلها للحظه، بس بعدها ابتسم ابتسامه كلها حنان وقال
" مفيش داعي للتوتر، يلا نقوم نكمل رقص وهتنسي توترك"
حسام مد إيده لفريده، وهي اترددت لحظه صغيره قبل ما تقوم معاه.
يسر من بعيد كانت متابعاها وشايفه توترها من ساعة ما تيم ظهر، بس قررت تسيبها تندمج مع حسام دلوقتي لأنها عارفه هيا بتعاني قد ايه من فتره.
تيم واقف جنب يونس، عينيه مركزه في الفون بتاعه، شكله متحجر بيحاول يلهي نفسه لحد ما الوقت يعدي ويقدر ينسحب عادي
صابرين ظهرت، قالت بابتسامه
"كويس إني لقيتكوا... قولت أتطمن عليكوا."
بصت لتيم بسرعه نظره سريعة تتطمن بعينيها،
تيم مرفعش عينيه من على الفون، رد ببرود
"إحنا تمام."
صابرين هزت راسها بإيماءه خفيفه وقالت
"لو حاسس انك متضايق امشي مش لازم تفضل أكتر."
تيم رفع عينيه ليها لحظه وبعد كده رجع يبص في الفون تاني من غير ما يتكلم.
صابرين كملت بنفس الهدوء
"أهم حاجه متخليش أي حاجه تعكر عليك... اللي فات خلاص."
تيم هز راسه وقال
" متشغليش بالك"
صابرين اكتفت بإيماءه خفيفه وابتسامه شكليه قبل ما تتحرك وتسيبهم.
يونس بص لتيم بقلق، لكن تيم فضل ساكت، عينيه غرقانه في شاشة الفون كأنه بيدفن نفسه فيها لحد ما الوقت يعدي.
يسر قربت من فريده بالفون وقالتلها في ودنها
"دي سالي... عايزة تباركلك."
مدت الفون لفريده اللي ابتسمت بفرحه واضحه وأخدته بسرعه، لكن مقدرتش تسمع كويس في الدوشه، انسحبت بعد ما قالت لحسام في مكان هادي تقدر تسمعها فيه ويسر راحت معاها
فريده ردت بصوت مليان حماس
"سالي! إزيك؟ وحشاني فوق ما تتخيلي "
سالي ردت بفرحه
"أنا كويسه يا قلبي، مبروك! فرحنالك من قلبي."
فريده ابتسمت ابتسامه صافيه وقالت
"تسلميلي بجد، اتصالك فرق معايا بجد."
سالي ردت بحنان
"وإنتي تفرقي معايا أكتر يا فريده، إزاي أسيب اليوم ده يعدي من غير ما أكلمك؟"
فريده سألتها
"طب ناويه تيجي قريب ولا نسيتينا؟"
سالي ردت
"مش عارفه لسه يا فريده، بس أكيد هاجي مع ياسر لما ينزل يزور أهله."
فريده ابتسمت أكتر وقالت بخفه
"مستنياكي من دلوقتي."
سالي ابتسمت وقالت
" طيب يا ديدا، يلا باي مش عايزه أعطلك اكتر، وباركي لحسام بالنيابه عني"
فريده ضحكت بخفّة وقالت
"حاضر يا سالي، هبلغه، خلي بالك من نفسك."
قفلت المكالمه، وبصت للفون لحظه بابتسامه، يسر قربت منها وقالت بصوت واطي
"فريده... أنا ملاحظه إنك سرحانه علطول جوه، مينفعش كده."
فريده اتنهدت وردت وهيا بتبرر
"غصب عني والله، بس بحاول أدخل في المود وأندمج."
يسر هزت راسها وقالت بنبره جاده
"إحنا اتكلمنا كتير في الموضوع ده، وخلاص دخلنا في الجد... مش هينفع نندم دلوقتي."
فريده بصت قدامها لحظه، ملامحها اتبدلت لحزن واضح، وقالت بهمس متقطع وهيا بتدخل تاني
"خلاص يا يسر... سيبيني باللي أنا فيه."
يسر مشيت وراها بخطوات سريعه، قالت بنبره حازمه وهاديه في نفس الوقت
"مش هسيبك يا فريده، لازم تفتكري إنك اخترتي خلاص… ومفيش رجوع."
فريده كتمت نفسها للحظه، حسّت بجملة يسر زي خنجر، بس في نفس الوقت عارفه إنها صح، مردتش، كملت طريقها بابتسامه واسعه تخفي بيها توترها.
بعد لحظات، تيم بقا خلاص مش قادر يستحمل أكتر، لم نفسه بهدوء، وبإشاره صغيره ليونس خرجوا سوا، كان ماشي بخطوات سريعه لانه عايز يخرج بسرعه، يخرج من المكان اللي حس فيه بالضيق من اول لحظه، المكان اللي كرهه في الشويه اللي قعدهم، وصلوا عند العربيه، يونس بصله وقال بنبره هاديه فيها حرص
"سيبني أنا أسوق."
تيم وقف لحظه، بصله من غير أي اعتراض وكأنه ما عندوش طاقه يرفض، أداله المفتاح من غير ما ينطق بكلمه ولف للكرسي التاني.
يونس شغل العربيه واتحرك بيها بهدوء، ومن وقت للتاني يبص لتيم اللي واضح عليه أنه هينفجر، أخد قرار، ركن على جنب، طفى الماتور وقال بهدوء
"انزل."
تيم بصله باستغراب صامت فيونس وضح
" على الأقل بلاش نروح دلوقتي، لأن اول ما نروح وتكون لوحدك في اوضتك هتكسرها للمره المليون من غضبك، خلينا ننزل شويه هنا في الهدوء ده"
نزلوا هما الاتنين، قعدوا قدام العربيه على الأرض، قعدوا فتره من غير كلمه، بعد فتره، تيم مسك حجر صغير من الأرض، قلبه بين صوابعه شويه ورماه بعيد، وبعدين قال بصوت واطي جدًا
"إيه أكتر حاجه ممكن تنسي الواحد نفسه... تخليه ينسى كل حاجه حواليه؟"
يونس قال وهو بيرمي حجر صغير قصاده
" عايز الصراحه"
سكت لحظه وبعدين قال بصدق
"الخمره يا تيم... دي أكتر حاجه بتنسي الواحد نفسه وكل حاجه حواليه، بتخليك مش شايف حاجه ولا فاكر حاجه، كأن الدنيا بتتمسح من دماغك."
سكت لحظه وبص لتيم بابتسامه ساخره
"بس إوعى تفتكر إني بقولك جرب... إنت مش هتعرف، دي مش طريقتك"
تيم بصله ببرود وقال
" دي بتبوظ مش بتنسي، تأثيرها لحظي ومع الوقت بتبقى ادمان، لا هتنجز حاجه في يومك ولا هتقدر تعيش حياتك زي ما بتتمنى، استلطاخ من نوع آخر"
يونس ضحك ضحكه قصيره وهو بيولع سجاره
"أهو على الأقل بتنسي شويه... أحسن من اني اقعد وافكر وانهار"
تيم مردش، اكتفى إنه بص قدامه ببرود، ورجع يسند ضهره على العربيه في صمت، يونس كمل
" بس اللي أنا بعمله غلط، وانا عارف ده كويس، بس وقعت في الغلط وخلاص بقا"
تيم قال بشرود
" بس غلطك ممكن تستغني عنه مع الوقت وتصلحه"
يونس نفخ دخان السجاره لفوق وقال بمراره
"إنت فاكر إن الواحد بيقدر يصلح بسهوله؟ في حاجات بتشدك لتحت يا تيم، كل ما تقول هبعد، تلاقي نفسك غرقان أكتر."
تيم حرّك عينيه ناحيته، وبنظره ثابته وبارده قال
" يا عم اتفلق، هتقعد تجادلني"
يونس قال
"أنا مش هجادلك خالص غير في حاجه واحده، اني مش هسيبك تروح البيت وتولع في الدنيا زي كل مره، هسيبك تروح لما بس اتأكد انك عايز تنام"
تيم بص قدامه وقال بحزن
"شكلها مفيهاش نوم انهارده."
A FEW DAYS LATER
فريده كانت قاعده في الصالون، فونها جنبها على الكنبه، عينها شارده، وباين عليها الضيق
حسام جه من وراها بخطوات هاديه، قال بدفا
"صباح الهنا."
قرب منها وقعد جنبها، لاحظ الشرود اللي مسيطر عليها، مال عليها شويه وقال بنبرة قلق
"مالك؟ في إيه؟"
مردتش، حسام نده بصوت عالي
"فريده؟!"
بصتله اخيرا فكرر سؤاله
"فينك؟ بقولك مالك؟"
اتنهدت وقالت
"كنت بكلم ماما."
رفع حاجبه باستفهام وقال
"أممم... وبعدين؟"
ردت بصوت واطي
"هتكتب كتابها الأسبوع الجاي."
سكت لحظه يستوعب كلامها وبعدين قال ببساطه
"ألف مبروك... فين المشكله؟"
هزت راسها وقالت بتردد
"معرفش... بس لما قالتلي اتضايقت."
بصلها باستغراب وقال
"وإيه السبب؟ علشان حد غير باباكي يعني؟"
هزت راسها بسرعه
"لاء بس أنا مش قادره أتقبل العلاقه دي، حاسه إني مش عايزاها تتجوز، أو بالأخص... مش عايزاها تتجوز علي."
حسام رد بهدوء
"وإيه السبب؟ هي بتحبه وهو بيحبها، يبقى ليه لاء؟ وبعدين من حقها تعيش، هيا لسه صغيره وانتي خلاص مبقتيش عايشة معاها، وإسلام كمان هيتجوز."
فريده قطعت كلامه بضيق
"حسام بلاش تتكلم زي إسلام بالله! أنا أصلاً متضايقه خلقه."
حسام بصلها بهدوء وقال
"طب ممكن تقوليلي إيه اللي مضايقك بجد؟"
ردت وهي بتتنهد
"مش عارفه، يمكن الطريقه اللي عرفته بيها، يمكن أنا مش متقبلاه، يمكن برضو مش عايزه ماما تتجوز."
قال بنبره عمليه
"طب لو إنتي مش قابلاه مفيهاش مشكله، ممكن متختلطيش بيه أساسًا، يعني تزوري مامتك في وقت انتي عارفه إنه مش موجود فيه، كده لا شوفتيه ولا حسيتي إن مامتك اتجوزت."
اتنهدت وقالت بنبره خافته
"مش هتفهمني، ولا حد هيفهمني."
مد إيده على إيدها وقال بهدوء
"لاء أنا فاهمك كويس، بس أنا بديكي حلول، لأنك مش هتقدري تمنعي الجوازه دي."
سكتت لحظه وبعدين قالت
"بس أنا كنت فاكراها نسيت، لأنها مش بتجيب سيرته خالص بقالها كتير"
ابتسم حسام ابتسامه صغيرة وقال
"يمكن مكانتش بتجيبها عشان متضايقكيش، ويمكن كمان أجلت لحد ما تتجوزي انتي... علشان متكونيش متضايقه، ممكن تشوفيها من جانب تاني علفكره"
فريده سكتت لحظه وبصت قدامها بضيق، حسام بصلها وسأل
"يعني هو ده اللي مضايقك؟"
هزت راسها من غير كلام، سأل تاني
" وانتي لسه عارفه دلوقتي الحكايه دي ؟!"
فضلت ساكته، هزت راسها تاني من غير إجابه، اتنهد وقال
" لو كنتي تعرفي من بدري كنت قولت أن سبب شرودك ساعات وضيقك هو الموضوع ده، بس انتي لسه عارفاه دلوقتي، يبقى ايه بقا اللي كان شاغل بالك قبل كده الأيام اللي فاتت؟!"
بصتله وقالت
"يمكن لسه مش مستوعبه اللي أنا فيه... حاسه إني ورطت نفسي، دلوقتي بقيت واحده متجوزه، وأكيد في مسؤوليات كتير لازم أتحملها."
ضحك بخفه وقال
"ولا مسؤوليات ولا حاجه، إنتي مش عليكي أي حاجه غير إنك تكوني متجوزاني... وأنا يا ستي عليا كل حاجه، عيب تقولي كده وأنا موجود."
اتنهدت وقالت
"ده في الأول وفي الآخر كلام."
قرب منها أكتر وبصلها بعين ثابته وقال بنبرة فيها حزم وحنان
"أنا بتاع كلام برضو؟ صدقيني... مش هتحسي في يوم إنك شايله أي مسؤوليات، ولو حسيتي يا ستي..."
سكت لحظه، ابتسم بخفه وقال
"هكون أنا موجود أشيلها عنك اصلا"
قالت وهيا بتقلب شفتها
" كلهم بيقولوا كده في الاول، والأيام هتبين بعدين"
قال بثقه
" يبقى اتفقنا، الأيام هتبين"
فريده سكتت، رجعت لشرودها تاني ومسكت الموبايل تسكرول فيه، حسام مد إيده خد الموبايل من إيديها وحطه على الترابيزه وبصلها بابتسامه صغيره وقال
"هو إيه؟ هنفضل مكشرين كده من أول النهار؟"
قرب أكتر منها، حط إيده على كتفها وقال
"بصي، مفيش حد يستاهل يبوظلك يومك، ولا أنا اصلا هسمحلك تبوظي يومي."
ابتسمت غصب عنها وقالت
"إنت عارف إني مش بعرف أهرب من التفكير بسهوله."
قال
"عارف... وعشان كده أنا هنا، هسيبك تفضلي غرقانه في التفكير؟ ولا أخرجك منه؟"
بصتله وقالت
"وإنت هتخرجني إزاي؟"
ضحك وقال
"سيبها عليا... هنسيكي اسمك اصلا، خاصةً أن انهارده اخر يوم عسل يا عسل"
عند صابرين
يونس كان نازل السلالم عادي لحد ما لمح صابرين خارجه من الباب بهدوء بس حركتها أبطأ من المعتاد، وقف لحظه وهو مش فاهم ايه التوتر اللي شايفه على وشها ده، خرج وراها بخطوات سريعه بس من غير ما يعمل أي صوت، عينيه عليها وهيا بتبعد، لقائها وقفت عند آخر الجنينه، ورا الشجره الضخمه اللي في الركن، يونس ضيق حواجبه وهو متابعها لحد ما اختفت ورا الشجره وكأن مفيش حد، قرب بخطوات متردده ناحية الشجره يشوفها اختفت فين....
يتبع.......
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا