رواية سيطرة ناعمة الفصل الخاتمه2 الأخيره بقلم سوما العربى (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
رواية سيطرة ناعمة الفصل الخاتمه2 الأخيره بقلم سوما العربى (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
#سيطرة_ناعمة_ختام٢
#سوما_العربي
بمرور الشهور كانت لونا تزداد دلال ودلع، اغوائها أضحى فتاك تتلاعب بماهر الذي أمسى مسكيناً جوارها.
تقدمت بغنج تتمايل بخصرها وهي تسير حامله لطفلتها الصهياء.
عض على شفتيه بإثارة رافض فكرة البوح، فالمجرمة باتت تتحكم فيه، تعطي وتمنح بمزاجها.
ألأيام كانت كفيلة ليقتنع انه قد فقد السيطرة، يقسم انه لن يذهب، يعلم هي الان تراهن نفسها على نفاذ صبره وانه سيركض لعندها يطلب الرضا.
فسفاحة قلبه تتجول حوله بفستان اصفر منقوش بالأزرق جعلها مشعه ومضيئه...تتحداه الهانم....وهو لن يخسر التحدي.
ابتسمت بغرور زاد داخلها وهي تشعر بعيناه من الخلف تخترقها، تتلذذ برؤيته مُتعذب...لن تنكر.
راقبته بعينها وهي تمثل الإنشغال، مالت بجسدها تحاول تغيير ملابس ابنتها، لعلعت عيناه ببريق الشهوة وهو يأكلها بعيناه وهي منحنية.
لم يتحمل و وقف من فوره معلناً الإستسلام، ضرب بكل إيمانته وقسمه الا يذهب لها بعرض الحائط.
اختطفها يلفها عنده وعيونه تلمع رغبة وقد شهقت تمثل الصدمة والخوف هاسمه بدلال :
-ماهر، خضتني...في ايه؟؟
-في ايه؟! بتلاعبيني!
-وانا عملت حاجة؟!
-انتي مخصاني بقالك يومين، كل ده عشان وقفت في الحلفه مع رؤى؟!
حاولت إخفاء غيرتها ولكن لم تنجح بالقدر الكافي فقالت من بين أنيابها وهي تجز عليهم:
-ماتنطقش أسمها كده.
-ماشي بس تصالحيني، جبت اخري...وانتي..
قاطعته
-مالي؟! مانا حلوه اهو وعادي..لا زعقت ولا اتخانقت ولا ضربت بوز ولا قلبتها نكد، تنكر؟!
هز رأسه بتعب وحيرة، لونا باتت خطيرة؛ فهي بالفعل لم تفعل كل ما ذكر، هي لا تتعصب ولا تسوي نكد الحريم، خصامها مؤدب وحكيم لا تسب ولا تلعن ولا تعصي الأمر وتتمرد، هي تُفعل خاصية التجنب.
لا تحدثه ولا توجه له حديث او تتفاعل ولا تُريه شقاوتها وهزارها المتكرر، تُفعل وضع الصامت ، وبمرور ألأيام تزداد خبرتها وباتت في أوقات الخصام تصنع جرائم حرب حين ترتدي أكثر ثيابها أنوثة وجمال عليها، طوال الوقت بمكياج كامل ترتديه حذاء بيتي بكعب وتسير تدك الأرض دكاً تأجج براكينه حتى لو كانت خامله.
ودوماً ماهر أمامها فاشل أو بات كذلك بعدما ولى عهده وأن عهد لونا في السيطرة.
هز رأسه بقلة حيلة وردد:
-مانتي بقيتي معلمه، فعلاً مافيش عليكي غلطة ، بس لا بتكلميني ولا بتدلعيني وتناغشيني زي ما عودتيني.
ابتسمت بنجاح، تلك كانت هي خطتها، ابتسمت وقد أتت كورسات الأنوثة التي أخذتها مفعولها، خطة محكمة في منتهى الذكاء فقد تعمدت إفساده بدلالها، ذوقته طعم الدلال والدلع وعرفته بلونا حين ترضا عنه، ذاق حتى غرس وبات مدمن المناغشة والمعامله الجيدة حتى إذا حرمته أمسى كالموظف صباح أول يوم رمضان بلا فنجان قهوته الصباحي المعتاد.
هزت كتفيها تلتف نصف التفاته توليه ظهرها فمد ذراعه يعيدها مكانها لتتمنع بدلال:
-أوووعى كده.
-أوعى ايه انتي وحشاني..تعالي بس أقولك.
-بس ...."بيرلانتي" لازم تستحمى وتغير
-حمي أبوها الاول وغيريله.
قالها بتعب و وله فقد فاض صبره لتتمنع من جديد وتلتف تداري بسمتها الشامته وهي تراه يلهث خلفها كالمدمن وتردد:
-بس البنت.
نادى على الفور:
-مادلييين...مادلين.
-
دلفت خادمه ممتوسطة الحجم في منتصف الاربعين حيته بأدب فأمرها:
-خدي بيري غيري لها وخلي بالك منها.
-أوكي.
تدخلت لونا معترضه:
-انت هتعمل ايه؟!
لم يجيبها بل نظر لمادلين يكمل أمره:
-يالا مادلين.
تقدمت مادلين وحملت الصغيرة تخرج بها فتعصبت لونا وهتفت:
-انا مش موافقه
-ليه بس ده شغلها وانتي اصلا طول الوقت مش بتخليها تعمل حاجة، سبيها دلوقتى تاخد بالها من بيرلانتي وافضي لي.
-انا مش موافقه ..و رافضه المبدأ من البداية انا هربي بينتي زي ما امي ربتني ولا انت عايزاها لما تكبر تدخلني دار مسنين زي ما وهي صغيرة جبت لها داده؟!!
ضحك عليها وتقدم اكثر يردد:
-ايه التصعيد الغير مبرر ده يا لونا، دي بتبقى موجودة تساعد الام بدل ما يبقى عليها كل العبء وبعدين ما انا أمي جابت لي انا وجنا مربية واحنا صغيرين لما كبرنا ما رميناهاش في دار مسنين ولا حاجة.
زمت شفتيها مفكرة والفكرة باتت تقنعها خصوصاً بعدما نالها التعب من الصغيرة خصوصاً وهي شقية جداً وتحب السهر.
لاحظ إستكانتها فاقترب يلتحم بها ويلتقط قبلة ساخنه قطع بها انفاسها، فصلها بصعوبة لا يريد الابتعاد عنها لولا حاجتهما للهواء لما فعل.
ناظرها بشغف يعيد نرتيب خصلات شعرها خلف أذنها يردد:
-وحشتيني يا مجرمة…جالك قلب تحرميني منك كده؟!
-عشان تبطل تبص ل….
قطع كلامها يردد:
-أبص فين؟؟ هو انا بعرف اشوف غير لونا، ماعملتش حاجه انا، انا كنت واقف لاقيتها جت تسلم.
التفت بدلال:
-ولو بردو.
-بت.. عارفك من زمان انتي مش بتيجي غير بالعنف.
لم يعطيها الفرصه للصد أو الرد بل شهقت متفاجئة وهي تشعر بنفسها تطير في الهواء ثم ترتخي على ذراعيه الغليظة مقربه من أحضانه ويتحرك بها ناحية المرحاض فصرخت تسأل:
-بتعمل ايه؟!
-ولا حاجة بس ماهر كمان محتاج الي يغير له ويحميه.
اغلق الباب عليهما وبدأ لا يصدح سوى صوت قبلاته الحاره مع اعتراض متدلل منها همسه(وحشتيني)
________سوما العربي_______
-دي مابقتش عيشة
قالتها جنا وهي تهبد باب البيت وتدلف للداخل ومن بعدها كمال يصرخ فيها:
-لما ابقى بكلمك تقفي مكانك وتسمعي مش تسبيني وتمشي.
التفت بغضب تصرخ فيه:
-ايه مش مكفيك الي عملته برا جاي تكمل خناق هنا؟
-ده بدل ما تحمدي ربنا اني ساكت لك!
-ساكت لي؟! كل البلطجه والصوت العالي ده وساكت لي؟!
-الله، معني كلامك أصلاً انك مش شايفه انك غلطانه؟! يانهار أسود، ده بدال ما تعتذري
-انا لو هعتذر فأنا هكون مضطرة اعتذر من صحابي الي بهدلتهم.
-جنا وطي صوتك ولمي نفسك، انا مش هقف اشوف واحد بيسظرف وهو بيكلمك.
-وانا مالي وباقي صحابي مالهم لو واحد تجاوز حدوده
تعالى صوت صراخهم حتى ملأ القصر كله و وصل للطابق الثاني واخترق حوائط غرفة ماهر الذي زمجر رافضاً وهو يشعر بلونا تنفصل عن قبلته وتحاول الخروج من أحضانه العاريه منتبهه فأعادها يطبق ذراعيه عليها ويسأل بصوت أجش:
-ايه يا حبيبي؟
-في حد بيتخانق.
-سيبك منهم وركزي معايا.
حاول من جديد إثارة حواسها حتى انسجمت معه مجدداً، لكن ما لبثت أن تفعل حتى شهقت بصدمه وهي تسمع صوت دقات عاليه على الباب.
سب من بين انيابه وهو يسمع شقيقته تصرخ:
-ماهر يا ماهر…تعالى للمجنون ده وقفه عند حده، انا مش هستحمل جنانه ده كتير.
هز رأسه بجنون ثم نظر على لونته المحمرة بخجل، غطاها كلها بملائة السرير ثم وقف يردد بغضب وهو يرتدي مأزر حريري عليه:
-الاتنين دول هيجننوا اهلي، قربوا يطيروا برج من نافوخي.
ضحكت على حنقه اللذيذ فقال:
-هطلع أصرفهم وأرجع الاقيكي على وضعك، أوعي تتحركي.
هزت رأسها مبتسمه فألقى لها قبلة في الهواء ثم تحرك بغضب ناحية الباب يفتحه ليخرج لهم ثم يغلقه يواري لونا الممددة على الفراش عن أعينهم ثم صوخ فيهم:
-ايه فيه ايه؟! هو كل يوم؟!
-تعالى بنفسك شوف البيه وعمايله، ده مش دكتور سنان ده، ده بلطجي.
-كنت عايزاني اعمل ايه وانا شايفه داخل يسلم وهيحضن.
-وانا ذنبي اي؟! هو انا إلي قولت له تعالى خش في حضني خش!!
-جناااا ماتستفرنيييش.
-شايف بيتعصب عليا ازاي يا ماهر، بص انا مش عايزه الجواره دي، كلمهم الغي كل حاجه.
-تلغي ايه يابت ده انا …
-بت؟! هي مين دي الي بت
-انتي ، وانتي راجل يعني.
-سامع يا ماهر؟ خليك شاهد
-بسسسسسس
هتف ماهر بحده فصمت كل منهما ليصرخ فيهما:
-ايه؟ كل شويه خناق؟! وفرح ايه الي عايزة تلغيه، ده بعد أسبوع و الكروت اتطبعت واتوزعت، هو كل شويه فرح وطلاق؟!
-سامعه؟!
قالها كمال ليرد عليه ماهر:
-وانت ياريت تهديلنا نفسك شوية، ايه سيبت الطيب وبقيت بتقفل نوادي وشوارع دلوقتي؟! في ايه؟!
-هي الي مجننه اهلي؟! الي عملناه في الناس هيطلع علينا ولا أييه؟!
سحب ماهر نفس عميق ثم ردد بصوت حاسم:
-انتي، تنسي موضوع نلغي الفرح والقمص بتاع العيال ده، وانت ياريت تهديلي حالك كده عشان مش كل شوية نكد ومشاكل وانا نفسي زهقت لكم، ويالا من مطرود وحذاري…حذاري حد فيكم يخبط على باب أوضتي تاني…مفهووم.
صرخ فيهم فتراجع أثنتيهم، دلف واغلق الباب في وجههما بغضب ثم عاد بلهفه يخلع عنه مأزره وهو يقترب من لونا يزيحه عنها شرشف السرير لتظهر له فيلتحم جسده بجسدها بعدما شملها يلفها بذراعيه يردد:
-يخربيت فصلانهم، مش عارف اتلم عليكي، أخدك واطلع المقطم؟!
ضحكت ضحكه صاخبه فاقترب منها يضمها بجنون لكنها هتفت:
-مش كنت صالحتهم بدل ما تزعق لهم.
-أراهنك تلاقيهم أتصالحوا دلوقتي…وبعدين سيبك منهم وافصلي نفسك خالص وركزي معايا.
ضمها بشغف يدخلها عالم لا يمل منه معها هي وحدها من تحرك وجدانه.
بينما في حديقة البيت.
جلست جنا متأففة ليقترب منها كمال بتردد يقول:
-اتاخري شويه.
-المكان واسع اقعد بعيد.
-عايز أقعد على الكنبه دي.
لم تتحرك فتقدم يجلس ويلتصق بها أرغمها على التحرك، نظرت للجانب الاخر فنكزها بكتفها يردد:
-بلاش بوز
-…
-طب حقك عليا
مجدداً لا رد فانفعل:
-اعمل ايه، بغير عليكي يا جنا، وهو عيل بكس، مقبل وعارف ان الي بيعمله هيخليني أقلب القعده فوق دماغه.
لم تجيب ليكمل بنبرة أحن:
-جنا لازم تعرفي انا أد بحبك، بحبك قوي مش بطيق حد يقرب منك.
-بس انت عارف ان الكوميونتي بتاعتنا…
قاطعها يردد:
-عارف، الكوميونتي بتاعتنا بيعلموا كده عادي وبيسلموا ويحضنوا وهما مش في بالهم حاجة بس انا هعمل الكوميونتي بتاعتي وانتي أصلا طول عمرك مش بتسيبي حد يتعدى حدودك ايه الي حصل؟
-ماحصلش وإنآ ماكنتش هسيبه يحضن اخري اسلم بالأيد وانا اعتراضي على بلطجتك وقلبتك بتبقى عربجي.
-عربجي بس عسل، عسل ولا لأ؟
لكزها في كتفها وهو يتحدث فابتسمت رغما عنها تردد:
-بصراحة؟
-هاه؟
ضحكت رغماً عنها وهي تجيب:
-أه…قوووي
-بحبك.
-وانا كمان.
تهلل وجهه فرحاً ثم ردد:
-طب ماتجيبي حضن بسرعه قبل ما ماهر ييجي.
-كماااال.
حمحم بحرج ثم ردد:
-أحممم…ماشي…كلها أسبوع وأطلع على جتتك القديم والجديد.
وقفت لونا في شرفة غرفتها تطالعهم منها تطل على الحديقة وهي يبتسم فقد صدق حديث ماهر وتصالحا كالعاده بعد اقل من عشرة دقائق.
شعرت بماهر يحتضنها من الخلف وبيده كأس من عصير المانجو (فاكهتها المفضلة) ناولها إياه وهو يقول بحنان:
-خدي يا حبيبي.
ارتشفت منه القليل وهي بأحضانه تردد:
-كان عندك حق، اتصالحوا.
-عيب عليكي، ده انا ماهر.
ابتسمت بخفه ثم تذكرت شيء فقالت:
-تخيل كده مين كلمني النهارده!
-مين؟!
-أخر حد ممكن يخطر على بالك وبالي وبال اي حد.
-مين؟!
-باباك.
-ايه؟!
-والله.
-معقول؟!!
-انا كمان استغربت، بس على فكرة مش غريبة عليه هر بيعرف أمتى يماين، جالي قبل كده في الشركه.
رفع احدى حاجبيه وهكمل:
-وطبعاً عايزك عشان تكملي ماما وتساعديه يقرب منها.
-أممم
-وانتي هتعملي ايه؟!
-هتكلم معاها، بس بصراحة مش هبذل مجهود
ضحك يهز رأسه وهو يحتضنها مردداً:
-قلبك اسوووود.
التحمت بأحضانه ثم اضافت ممثلة:
-وفي حاجة كمان نسيت اقولك عليها.
-ايه تاني؟!
-جالك كارت دعوة لفرح هو بكرة
-فرح مين؟!
غمزت له بشقاوة تردد:
-الإكس، جميلة.
هز رأسه وعاد يحضنها وهو يردد:
-عمري ما كنت مرتبط بيها انا قلبي معاكي انتي من اول يوم شوفتك فيه…افهمي بقا انا بعشقك.
احتضنته بقوه وتلك المره كانت هي من يقبله بشغف جننه وجعله يتهور عليها ويأخذها في جوله مجنونه من جديد.
_____سوما العربي_____
وقف في مكتبه بلندن يصرخ بجنون وهو يسمع أحد الرجال في مصر يحدثه فهتف:
-يعني ايه؟! مشغل معايا شوية بهايم؟! نايمين على ودانكم، يعني ايه الفرح النهارده؟ وانت ماكنتش عارف؟
-ياباشا والله العيله عندكم مكتمة بشكل مش طبيعي .
هز رأسه بجنون كيف لم يخبره والديه وحتي لم يعزمه أخواله…هل باتوا يرونه خطر وتعمدوا التعتيم لإبعاده.
صرخ بغضب وهو يقذف منفضة السجائر الزجاجيه في الأرض، جز على أسنانه ثم صرخ ينادي مساعده الشخصي فدلف مسرعاً وأندهش من شظايا البلور وغضب مديره الذي هتف أمراً:
-أحجز لي اول رحله للقاهرة اليوم، بل حالاً
-يستحيل سيدي.
-ماذا؟؟ اتعصي أمري؟! أذهب ونفذ
-سيد رشيد، لقد تعبت على مدار عام كامل لإستعادة قواك في السوق من جديد بعد تلك الهزة المريعة التي كادت ان تقضي على مشوارك كله، البنك الفيدرالي اجتمع صباحاً وفي المساء لدينا اجتماع مهم لمناقشة تبعيات قراراتهم على عملنا وكل الشركاء موجودين، ستخسر كل شيء، الاجتماع مساءً مهم لعقد صفقات العام الحالي والمقبل الأمر الذي سيحدد مستقبلك كله، إما ان تجتاز تلك الهزة أو تهوى أرضاً، فكر جيداً انه مستقبلك.
صمت لثواني ثم أضاف:
-والمسلمين يتزوجون ويتطلقون، دينكم يسمح بذلك بكل سهولة و حالات الطلاق باتت أكثر من الزواج سيد رشيد.
انتبه له رشيد وقد لمعت عيناه مفكراً …..
في المساء تقدمت لونا تتهادى في ثوب أسود عاكس بياض بشرتها كانت ملكة تسير متأبطة ذراع ماهر الوراقي بعدما باتت تتقن وضع سيدة المجتمع الراقية…ماعادت لونا التي لا تعرف قيمة نفسها.
ابتسم ماهر وهو يقف بعيداً يتحدث مع أحد الرجال في أمور تخص المال والاقتصاد، يلاحظها تجلس تملئ كرسيها هبه وثقه، لونا باتت تعلم قيمة نفسها جيداً، وتغيرت النظره من الشك لليقين، هي تجلس وتتحدث احياناً مع الجميع وصيغة وضعيتها تقول انها تشعر بتفوّقها عليهم جيمعاً.
عام كامل كان كفيل لان تعمل على حالها فقد قرأت و أطلعت وتثقفت حتي باتت مشيتها ثقه، حديثها ثقه وصمتها منتهى الثقه.
باتت أنثى ينحني لها الرجال احتراماً وإجلالاً…كل هذا كان حقيقي ولونا نفسها تشعر به في قرارة نفسها.
لكن النفس عجيبة وهي معجزة صنعها الله…فلونا لازالت تجلس ونظرها يحين منها ناحية العروس جميلة…كم كانت جميلة وفستانها أرستقراطي وعرسها أسطوري….لازالت جميله هي منبع المقارنة بالنسبه للونا.
وكذلك لونا كانت منبع المقارنه بالنسبه لجميله التي تجلس لجوار شهاب المتأنق في بذلة بيضاء رائعه يبتسم لها وهو يلاحظ شرودها ونظرها ناحية فتاه بفستان أسود لينتشلها من تفكيرها ويردد:
-والله ما مصدق…إحنا بنتجوز، انتي متخيله؟!
-بحاول.
قالت وهي تبتسم ليردد:
-هو انا لو شيلتك وقرمنا نجري دلوقتي حد هيقول حاجة؟!
ضحكت بصخب ثم قالت:
-هيقولوا علينا مجانين بس
-مش قااادر…سنه ممنوع الاقتراب وانتي كل يوم تحلوي وتحلوي، هموت عليكي يابت.
-بت؟؟ انت مالك قلبت كده ليه؟! كل ما الفرح يقرب بتقلب ليه؟!
-لا خلي بالك أنا اصلا من المرج مش عشان كنت بدرب خيل وبعدين ربنا فتحنا عليا وبقيت بتاجر فيهن هنسى نووو، انا جوايا عربجي وهيطلع لك النهارده بس في البيت لما نروح.
قالها يغمز لها فصدمت ليقول:
-يالا أشيلك ونجري؟!
-نوو، عروسه وده يومي …قوم رقصني.
ابتسم بحب ثم جذبها بغشامه زائدة من فرط الحماس فرددت وهي تصرخ وسط ضحكاتها:
-براحه انت على طول عنيف كده
-ماعلش نسيت انك بسكوته، يالا يا بسكوته.
جذبها برفق وبدأ يراقصها بشقاوه،شهاب كان مزيج من الشاب الشيك وابن البلد اللذيذ صانعاً مزيج رائع يلفت الأنظار ويخطف القلب كما نجح في خطف قلب جميله التي كانت وجه السعد عليه كما يقول دوماً وانتقل من مرحلة التدريب على الخيول للمتاجرة والبيع والشراء فيها خصوصاًالخيل المصري
_____سوما العربي_____
صباح أحد الأيام
جلست لونا تضع لماهر شرائح اللانشون التي يفضلها على الإفطار ليلاحظ تقدم والدها بالورود ككل يوم يعطيها للخادمة مردداً:
-الورد بتاع نسرين هانم.
ابتسمت الخادمه وقالت:
-زمانها جايه دلوقتي.
مال ماهر على أذن لونا يهمس:
-أبوكي بقاله داخل في سنه كل يوم يجيب ورد لامي؟! ايه؟!
-ماتقلقش والله، ده اخرهم، يجيب لها ورد وهي تبتسم وخلصنا..هيفضلوا كده وبس.
-انا مش مسكتني عليه غير أدبه ده وانه مش بيرفع عينه فيها بس خليه يلايمها هااا.
-أهم بيسلوا بعض، هو يجيب لها ورد وهي تبعت له كتاب حلو مع الخدامه وشكراً.
صمت ماهر وقد اقتربت والدته ومازالت تتعكز على عكاز بسيط وتقدمت تقول:
-صباح الخير.
-صباح النور…ياريت نفطر كويس، النهارده يومنا طويل عندنا فرح بكره وعايزين نشوف الترتيبات الناقصه.
هزوا رأسهم جميعاً وشرعوا في الطعام وقد أنضم لهم كل من جنا وكمال ، انتهى محمد من تناول إفطاره فذهبت لونا معه تحضر له ولهم القهوة الصباحية، همت نسرين لتقف وتغسل يديها لكن ماهر أوقفها يردد:
-ماما…لو سمحتي دقيقه.
نظرت له وهي تخمن ما يريد قوله، ابنها وتحفظه وهو بالفعل لم يخيب ظنها فقال:
-بابا مش مبطل يكلمني.
ردت بحسم وقوة:
-قوله لأ.
-يا ماما ده مافقدش الامل خالص وبقاله سنه مستني.
-خليه مستني، ماهو سابني سنين عادي، لو ليك تأثير عليه قوله ينسى الموضوع.
-قولت وهو لسه عنده أمل ومستني
-سيبه يستنى
-بس هو جاي بكره.
-فرح بنته يشرف ويأنس.
-بس.
-مابسش…اقفل الموضوع ده يا ماهر، ولو سمحت مش عايزه حاجه تعكر فرحتي بجنا…لو كنت بتحبني.
هز رأسه طواعيه وهي تحركت تغسل يديها فيما نظر كل من ماهر وكمال وجنا لبعض بقلة حيلة واليأس من الأمر كان المسيطر.
في اليوم التالي تحلى بيت الوراقيين أستعدداً يليق بنمس بيت الرراقين وزير النساء التائب على يد جنا أضغر واحده في العائلة الكريمة.
عرس حضره فاخر بلا دور على اسحياء يقف يشعر بالخسارة والغضب وهر يرى لونا و والدها يتصرفان داخل ما كان بيته وبيت أمه على انه بيتهما ..القهر تملك خصوصاً وهو يشعر ويعلم انه ليس بيده حيلة.
وعزام يقف بعيداً لا يستطيع الفرح بابنته حيث تملكه الشعور بالندم على ما اقترفه وفرقه عن حبيبته الوحيدة لكنه لازال غير نادم على أفعاله مع لونا.
انتهى اليوم بغرفة لونا وهي ترقص لماهر بدلال على أنغام أغنية "الجو هادي خالص" وماهر يكاد يلامس السماء بيديه من شدة الشغف والفرحه
_______سوما العربي________
بعد مرور سنوات وسنوات
-هيييييييي
شهقه عالية صدحت من فتاة صهباء ملامحها خلابه داخل عربيتها البيضاء حين اصدمت بالحاجز المعدني لأحد الكمائن في شوارع القاهرة.
تقدم منها أمين الشرطة يردد:
-ايه يا انسه ده مش تاخدي بالك.
-ماعلش ما اخدتش بالي.
-ما أخدتيش بالك من أيه، اركني وانزلي.
قالها ضابط الكمين وتقدم بقامته الضخمة وجسده الممشوق يردد:
-رخصك.
-لا بلاش
-رخصك يا أنسه و أنزلي لو سمحتي.
ترجلت من سيارتها بغضب وشعرها يتطاير في الهواء تردد:
-انا ماعملتش حاجة لكل ده.
ناظرها وهو يبتسم بتسليه ثم ردد:
-خبطي القمع الأحمر بتاع الكمين.
-والله؟؟ لا الف سلامه على القمع.
-خدها يا أمين على البوكس.
قالها وهو يكافح ضحكته الا تظهر وهي صرخت:
-ياخد مين؟! وبوكس ايه؟! انا بيرلانتي ماهر الوراقي!
تقدم منها يقف مقابلها ليظهر فارق الحجم والطرل ثم يردد:
-و أنا حضرة الظابط أيهم محمد الكيلاني وريني هتقدري تعملي أيه.
تمت.
أتمنى تكون النهاية عجبتكم ونتقابل في روايات حلوه كتير مع الأيام
راجعوا قراءة شط بحر الهوى عشان خلاص هنبدأ فيها سوى
دمتم بخير يا حلوين مستنية رأيكم في الرواية ككل🩷🩷🩷🩷
لمتابعة الروايه الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا