رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل الخامس والسادس بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل الخامس والسادس بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات
اباطرة العشق ج2
(عشق من نار )
الفصل الخامس
يمكن البارت الوحيد اللى مش هبدأه بخاطره كالعاده .. بس حابه اقول كلمتين على السريع
متخلوش اى حاجه مهما كانت تشغلكم عن ربنا .. متمناش اى شخص يكون بيقرا البارت دلوقت وهو مأجل صلاه ووو .. قربوا منه بقلوبكم هتلاقوا الورد اتزرع فى طريقكم الصحراوى بدون اى مجهود منكم .. محدش عارف هيمشي امتى .. بس الحقيقه اننا هنمشي كلنا وعاوزين نمشي خفيف خفيف الدنيا مش مستاهله والله ....
■■■
"كثيرا ما نتشبث بالخوف عندما نريد ان نحتفظ بأقصى درجات الامان "
على ارجوحه مخاوفها كل مابها يرتعش حتى تفككت اعضاء جسدها فجعلتها عاجزه عن الحركه .. وقفت متجمده فى مكانها منتظره جلادها الذي لا مفر منه .. اليوم اصدر حبيبها على روحها حُكم الاعدام وجاء عمها المنفذ للحكم بأشد انواعه .. التصق ظهرها بنهايه " درابزين " السلم وهى تلهث اخر انفاسها بصعوبه ..
زمجرت رياح غضب حيدر التى قررت أن تطيح بكل ما يقابلها بعدما قرأ الانذار بعنايه ثم عصر الورقه بين اصابعه القويه وينظر لها بعيون التهمتها ثوره الضجر ووجه لُطخ بدماء الشر وهو يصرخ فى الخفير
- ارمى ولد المحروق دا برا ..
صاعق كهربي فتك بها .. فتراجعت للخلف بخطوات سلحفيه وهى ترتعد وكل ما بها يصرخ خوفا كشعور البرئ المقبل على حبل مشنقته متسائلا " بأى ذنب قتلت " .. التفت سريعا كى تهرب من حصار نيرانه التى حولت كل ما بها لرماد .. ولكنها سرعان ماصدرت صرخه دوى صداها جميع انحاء المنزل حتى احتشد الجميع ...
بمنتهى اللا رحمه والجبروت قبض حيدر على شعرها المختبئ خلف حجابها وجذبها اليه حتى سقطت ارضا تتأوه بين يديه من شده الالم ..
استمر حيدر فى سحبها وهى تتوسل اليه برجاء والم وصراخ ممزوجا بكلمات غير مفهومه .. ركضت كوثر بلهفه لتجثو على ركبتيها مدافعه عن ابنتها باستغراب
- حوصل ايه بس .. هببت اى البت دي كمان !!
ركلة باب قويه التفت اليها عيون الجميع ممزوجه بصوت هاتفا كالرعد
- وانت مكنش حد قالك انه اللى يمد يده على مراة سليم الهوارى اقطعله !!
تلفظت باسمه مستغيثه وهى تزحف لتبتعد عن جبروت عمها الذي صدم بتواجد سليم امامه .. فاستقام بتثاقل وهو يدخل كفه بسترته ليخرج سلاحه ولكنه فوجئ بعساكر الشرطه تنتشر فى القصر ..
ركضت وجد عليه كالماء الذي يبحث عنها تائها فى الصحراء .. تعلقت بكتفه وهى تلهث انفاسها بصعوبه بالغه وكل ما بها يرتعش ..
دار سليم للخلف وهو يقول : اهو شوفت بعينك ياحضرة الظابط اثبت عندك .. خاطف مرتى وعيضربها كمان ومانعها تيجى بيت جوزها ..
كان النقيب يوسف هائما بملامح ورد التى اصيبت بحاله من الصدمه محاوله استيعاب ما يحدث امامها .. فالتفت الي سليم قائلا
- هااا .. تمام هنسجل كل اللي انت عاوزه ياسليم بيه ..
تعمد سليم ان يقرب وجد منه اكثر ثم اردف بصيغه آمره
- يلا ياورد هاتيلى حاجات وجد على السريع عشان نلحقوا نروحوا بيتنا ..
التفت يوسف اليها باعجاب : وكمان اسمك ورد !!
تدخل حيدر مزمجرا بغضب شديد
- تاخدها فين ومين قالك انى هسمحلكم تخرجوا على رجليكم اصلا ..دانا هقتلكم ولو هاخد فيكم اعدام
تتدخل النقيب يوسف سريعا ليقف امام حيدر
- لو سمحت مافيش داعى للشوشره اكتر من كده .. سليم بيه مقدم فيك بلاغ انك خاطف مراته وكمان بتضربها واحنا شوفنا دا بعنينا .. ممكن تتفضل معانا بهدوء ..
حيدر باقتضاب : اتفضل فيييين واخطف مين يابيه .. دي واحده قلـــ
جهر سليم مقاطعا : دي مراة سليم عادل الهوارى واللى يرشها بالميه ارشه بالنار !!
ثم رفع نظره بعيدا ليوجه حديثه لورد
- ولا اقولك ياورد بلاش مش عاوزين حاجه منيكم ياعتامنه .. انا اكده اخدت اللي يلزمنى والباقى له روّقه ..
التهبت كلتا عيني حيدر بنيران لم يكف المحيط على اخمادها .. تدخلت كوثر مردفه بضجر محاوله مد يدها على ابنتها
- حطيتى راسنا فى الطين ياوجد .. قصفتى راسنا خالص وارتحتى واتجوزتى من ورانا !!
زاح سليم وجد بلطف لتقف خلف ظهره ثم واجه مدفع نيران امها بنفسه قائلا
- سيبك من الحديت العفش ده .. بتك مرتى قدام الدنيا كلها وخالها شاهد واظن ان دي حاجه تفرحك متزعلكيش .. دى فى عصمة سليم الهوارى !! وانت عارفه زين مين هو سليم الهواري !
- ماهى دي المصيبه .. عندى تتجوز عبد ولا دمها يتخلط بدمكم المليان بالمكر والغدر ..
تنحنح سليم بخفوت قائلا
- طب يلا احنا ياوجد تكون امك هديت وفكرت وعرفت زين هى عتتكلم مع مين ..
اصدر يوسف الامر للعساكر قائلا وهو يشير على حيدر
- هاته يابنى لما نسمع اقواله !!
عاند حيدر مع العساكر غير قابل باقترابهم منه وهو يرتل كلمات غريبه غير مفهومه .. شرع سليم بالتحرك بعدما قبض على كف وجد بقوة امام الجيمع ولكنه توقف للحظه على سؤال يوسف
- سليم .. الا هو المحضر كان باسم وجد بس ولا وجد وورد عشان اعمل حسابى !!
غمز له سليم بفهم ثم ارسل نظر خاطفه لورد المغيبه عن العالم خاضعه تحت اثر صدمتها ثم قال
- هاتلى اعدام للراجل ده بس ومتقلقش هظبطك عشان شكلك واقع واقع يعني ..
تمازح الرفاق بصوت خافت ثم سحب سليم وجد مغادرا حصارها اللعين بخطوات متحرر من سجنه للتو وهى تتعلق بذراع سليم كالغرقان الذى عثر على طوق نجاته حالا .. ثم عاد يوسف لاستكمال مهمته ولم يخل ذلك من مهمته الاساسيه التى خضعت تحت رحمة تلك الحوريه التى تجلس لوحدها بعيدا فى ركن تشكل على مقاس جسدها الممشوق .
صعدت وجد سيارة سليم وهى لازالت تحت تاثير دهشتها .. قفلت باب السياره ثم التفت اليه مزمجره بصوت عال
- انت اتجننت ياسليم !! فى حد عاقل عيفكر لدقيقه ينيل اللى انت هببته ده !
- حبى ليكِ اجن من انه يتحمل غيابك ياوجد !!
- الحب الخالى من العقل بيداس بالرجلين ..
- وحب العاقلين ده مايلزمنيش .. انت لى لوحدى ياوجد حتى لو هطربق قنا بحالها فوق دماغ كُل من يبعدنى عنك ...
- دانا هخلى ايامك سودة عشان اللي عملته دا !!
شرع سليم فى التحرك بسيارته قائلا بمزاح
- احنا فيها ارجعك لحيدر ونقطع المحضر ونفضها سيره وعليه العوض فـ الخطه اللي سهرانين من امبارح نظبطوها دي ؟!منا مش عامل كل ده وتيجى تسوديها ف الاخر ..
- وتعالى هنا كمان انا تطلبنى في المحكمه ياسليم !! وطلب طاعه كمان اى الجبروت دا ؟
لوح راسها للخلف وهو يرجع بسيارته قائلا
- انت هبله يابت !! انا كل اللي عملته محضر بخطف وتعذيب مراتى وبس ا كده ........
ثم اعتدل واستراح على مقعده حتى لمست سيارته بوابات القصر الملعون .. لكزته وجد بحده : انجز كمل انت لسه هتاخد نفس
- وبس ياستى ظبطنا واحد من العساكر يعمل نفسه محضر من المحكمه اللي يومها بسنه وف نفس اللحظه نمسك دليل على حيدر يثبت كلامى ..
نظرت له بانبهار : كل دا عشانى !!
- لا عشان عيونك عمك .. ماتعدلى يابت !!
- مين صاحب الخطه الجباره دي بقي ؟!
ابتسم سليم وهو يدور بمقود سيارته : وفى غيره دماغ الخياط السم ..
- النقيب حمزه ؟!
هز راسه نفيا ثم قال : ملك الحب .. حمزه بيه الخياط هو اللى ساعدنا نعمل كل دا بصراحه قبل ما يمشي ..
نتهدت وجد بارتياح ثم قالت : ياخى انا الرجل دا بحبه لله ف لله كده
جحظ لها بطرف عنيه قائلا : ماتتلمى .. وبعدين دى مراته لو سمعتك تاكلك ..
ضحكت بسعاده تكسو الكون كله قائلا : خلينا فيك طيب .. كنت متاكده انك مش هتعديها ..
- مكنش ينفع تباتى بعيد عنى ليله زياده .. وانت صرمه وراسك انشف من الحجر قال طلقنى ياسليم .. فكرينى احاسبك على الكلمه دى بعدين !!
مسكت كفه بلطف ثم طبعت قُبله رقيقه عليه لتقول
- سيبك انت المهم انى اكتشفت حاجه مهمه جدا وهى انى طول الوقت ناقصه حتى لو مثلت الاكتمال ودلوقت حاسه انى واحده تانى وجديده اتولدت حالا على ايديك .. او واحده اول ماشافتك رمت كل هموم قلبها على كتافك وبقيت حره من اي هموم ..
سحب كفها ليقبله برفق ثم همس قائلا
- ارمى انت بس همومك فوق كتافى مايهمكيش .. المهم تكونى الملجأ اللى ارجعله كل ليله واطفى فيه كل نار الهموم دى ..
مالت لتستند على كتف كانه ركنها المفضل فى الكون مهما فاض اتساعه فلا يسعها الا كتفه الذى خلقت منه فهو مأمنها ومأواها .. صَدفتها التى تحتمى بداخلها من شر الطامعين بها ....
■■■
- الف الف مبرووك يايسر .. يعني انا هابقي خالتو خلااص !! انا بجد مش مصدقه .. ربنا يتم حملك على خير ياحبيبتى ..
قالت نورا جملتها بمنتهى السعاده وهى تحتضن اختها .. فظلا الاختان يتمازحان بهمس فى حديقه القصر .. فردت يسر قائلة
- ماتتخيليش انا مبسوطه اد ايه حقيقي احساس حلو اوي اوي يانورا .. احساس ان حته جوايا من محمد بتحرك بيها وبعد كام شهر هلمسها بين ايديا سعاده ماتتوصفش ..
- ربنا يكمل فرحتك ياحبيبتى .. المهم بقي محدش هيسمى البيبي غيرى !!
- والله لو هتعرفى تقنعى محمد يبقي برافو عليك
- احمم .. محمد لا ياعم الطيب احسن .. خلاص
ضحكت يسر بخفوت ثم اردفت بتلقائيه
- عقبالك كده انت وابيه عماد ..
تدخل عماد الذي اقتحم مجلسهم بدون قصد قائلا بمزاح
- مين بقي بيجيب سيرة عماد !!
التفت اليه نورا بحب وهى تتأمل طلته التى تبدو كالبدر في ليلة تمامه .. فنظر الاختان لبعضهما بتساؤل ثم ضحكا سويا .. مما ثار فضول عماد اكثر قائلا بمداعبه
- لا دا شكل الموضوع كبير ولا اييه .. خلاص اسيبكم كملوا نم عليا براحتكم ..
بتلقائيه تشبثت نورا فى كفه وهى تبسم
- تعالى بس وبارك ليسر ومحمد .. احم هتبقي عم قريب يامعالى المستشار ..
لبس رداء الفرح ولمعت عيناه بانبهار وهو يقول
- ده بجد !! الف الف مبروك يايسر .. شوفى الهوارى الصغير طلع صايع عملها قبلنا بس اشوفه ..
يسر بفضول : هو فيه ايييه !!
عماد وهو يدور ليجلس معهما قائلا : دا حوار كده .. المهم سيبك انت ربنا يقومك بالسلامه وتجيبلنا ولى العهد كده يكون بطل من صلب راجح الهواري ..
- يارب ياابيه .. وكمان عقبالكم انت ونورا وتبقي الفرحه اتنين ..
تبادلت الانظار سريعا مع ضحكه لم يفهم مغزاها غيرهم .. فاردف عماد قائلا بغمز وهو يتنوى لشيء ما
- احم قريب هنجيب ابن عم او بنت عم لحفيد الهواري .. ولا اى يانورا !!
اطرقت نورا بخجل واحمرت وجنتيها من نظرة عيناه التى لا تشع الا بحب يخطف انظار الاعمى .. فاقتحمت عفاف مجلسهم
- مجتمعين عند النبى ..
جميعهم : عليه افضل الصلاه والسلام ..
هلل عماد قائلا : هتبقي جده ياعفاف بعد كام شهر ..
شهقت عفاف بفرحه وعلمات الدهشه تعلو ملامحها قائله
- نورا حامل ... يافرحة قلبك ياعفاف ..
نورا بمرح : لا ياعمتى .. دى يسر ..
انحنت عفاف لتحتضن يسر بحب وهى تربت على ظهرها بامتنان وتتحدث بصوت جمهورى
- الف بركه يابتى .. ربنا يقومك بالسلامه ويفرح قلبك زى مافرحتينى ..
غمز عماد بطرف عينه لنورا فرفعت حاجبها باستغراب وهى ترتسم معالم عدم الفهم .. فمال عماد على اذنها ليهمس لها بثقه
- ايييييييييييييييه ..هو مش عقبالنا ولا ايييه ..
كتمت نورا ضحكتها محاوله ابتعاد عينها عن انظاره التى لا تصدر الا اسهم الحب صوب قلبها تحديدا .. فانضمت اليهم ماجده بفضول
- اى الانبساط دا .. يارب دايما فراحنين ..
نورا بتلقائيه وهى تدور براسها تجاهها : هتبقي خالتو ياميجو .. باركى ليسر يلا ..
يسر بمزاح لنورا : ااايييه وكالة ناسا .. نشره اخبار يابنتى ارحمى شويه ..
انقضت ماجده على اختها مهلله بمرح وهى تقبلها وتحتضنها وتتدلل فرحا بين ذراعيها : اللللللللللف مبـــــــــــــــروك ياحبيبتى .. فرحتلك اووووووووي ...
صف سليم سيارته امام باب القصر فالتفت وجد اليه والخوف يحتل ملامحها لتقول بخوف
- سليم مينفعش .. مش هقدر اواجهم واستحمل اهانتهم عشان خاطرى نمشي ..
خرج مفاتيح سيارته مردفا
- دى الحقيقه اللى لازمًا الكل يتقبلها ...
- طيب وماجده .. سليم دى بتحبك بلاش تبقي مفترى وانانى وماتشوفش غير نفسك
- ماجده لازمًا تعرف ان سعادتها مش معاى .. وانها امانه فى رقبتى واول ما الوضع يتحسن هطلقها واسلمها للراجل اللي يستاهلها .. قلوبنا مش بيدنا يا وجد ..
- اول مرة اشوفك انانى ياسليم !!
- مش انانيه .. وجد انا واثق ان ماجده عمرها ماحبتنى .. هى بس وخدانى تحدى مع نفسها رهان خدته وحلفت تكسبه .. انا ليا نظره ف اللي بيحب وعاوز واللى واخدها عافيه على قلبه .. ورحمة جدى ياوجد لو حسيت انها حبانى صوح لدقيقه ماكنت هسيبها ولا افكر اجرحها وكنت هرضي بنصيبى معاها واكمل .. بس ماجده ماحبتش .. فبخاول افوقها من وهمها ..
- اوووووف ربنا يستر ياسلييم ..
دلفت ثريا من اسفل ثم طافت بعينها لتجدهم متجمعين فى الخارج فتحركت صوبهم بفضول وهى تمد انظارها محاوله اكتشاف الامر .. فهتفت قائله
- خبر ايه اومال .. متجمعين وعاملين فرح ولا كأنى كان فى صوان من يومين ..
تنهدت عفاف بضيق مردفه : الحى ابقي من الميت ياثريا .. واللى خلق الخلق موجود وبيعوض وزى ما فى يده الحزن في يده الفرح اضعاف ..
تمايلت ثريا بغل وهى تدنو منهم اكثر : اها سبحان مغير الاحوال ياستى ... بس خير ايه اللي شقلب حالكم اكده ؟!
شرعت عفاف ان تتفوه باندفاع لترد علي ثريا ولكن جميهما التفتوا لسليم الذى يسحب وجد خلفه رغم عنها ويقتحم حديقه المنزل بشموخ .. والى وجد التى تنظر للجميع بخوف وجسد تجمدت الدماء به فاصبح كفها مثلج وتعالت ضربات قلبها على طبول الرعب .. وقف سليم بهيبته الفارهه ليقول
- انا جبتها لحد اهنه عشان متقولوش انى ععمل حاجه من وراكم .. ومش سليم اللى يتجوز فى السر ويدارى ..
احتشد الجميع بذهول وهما يتسائلون فيما بينهم بعيون متسعه يتدفق منها جيوش من الاسئله .. ضغطت يسر على كف ماجده اختها كانها اردت ان تطمئنها وعلى حدا تشبثت نورا بذراع عماد لتهدا من روعه فهى عثرت للتو على سبب غضبه ليله امس .. اما عن ثريا فجلست واضعه ساق فوق الاخر بشماته
- من مات كبيره ياتعاتيره ..
اختبئت وجد خلف ظهر سليم ومن عيونهم ونظارتهم التى كانت اشبه بقذائف ناريه .. فدنت عفاف وهى تحت مخدر صدمتها
- نفذت اللي فى راسك ياسليم !! جبتها لحدت اهنه .
سليم بثبات : مرتى ياما .. ومش هسيبها ..
انقضت عفاف على سترته منهاله عليه بضربات متتاليه
- مراتك بعيد عن اهنه .. روح شوفلها لوكانضه تلمكم وتستركم اما اهنه بيت راجح الهوارى مش هيتلوث بدمهم ..
تخلص عماد من حصار نورا ليقترب منه محاولا الاحتفاظ على ثباته
- هو لو راجح الهوارى كان عايش كنت هتستجرى تعملها ياسليم ..
تشبثت وجد بملابس سليم اكثر وهى تراقب نظراتهم اليها .. فرفع سليم راسه معاندا ملتزما صمته متجاهلا سؤال اخيه الذي القته عفاف علي مسامعه بنبره اقوى
- ماترد !! اتكتمت لييه ... ولا معندكش رد .
اكمل عمااد بنفس هدوئه : طبعا معندكش رد .. لاننا كلنا عارفين الاجابه زين ..
اكملت عفاف بحده وجبروت امراه الصعيد
- واللي مايرضيش الهوارى وهو وحي يحرم علينا فعله لما مات ..
رد عليهم سليم بانفعال مكتوم : راجح الهوارى الف رحمه ونور عليه .. وهو عارف سليم ومربيه اكيد مش هيزعل منه لانه اختار قلبه .. وانا شايف انكم تقبلوا الوضع لانه مش هيتغير ..
دندنت وجد بصوت مرتعد : سليم خلاص والنبى يلا بينا ..
رمقتها عفاف بسخريه : خايفه عليه قوى ياسنيوره بعد ما لفيتى سِمّــــك عليه زى الحيه ..
جهره سليم بحده : عفـــــــــــــــــــــــاف .
عماد بقويه : انت كمان هتعلى صوتك على امك ياسليم !!
عفاف بحسره : سيبه ياولدى دا ساق فى الكل ومحدش هامه..
اغمض عماد عينه لبرهه ثم اردف بتوعد
- اقسم بالله ياسليم لو ما لميت دورك ماهيحصل طيب
جهرت عفاف بتحدٍ : ويمين فوق يمينك بت العتامنه ما قاعده فيها ولا رجلها تهوب القصر ..
اكتظت ملامح سليم ليتشبث بكف وجد التى حاولت الفرار اكثر من مره قائلا
- مش هكسرلك كلمه ياعفاف .. وكل امرك مطاع .. وانا عارف هقعد مع وجد فين ومش هستاذن من حد .. بس يمين فوق يمينكم اللي هيفكر يضايقها يبقي هو الجانى على روحه ..
بمجرد ما انتهى سليم من تهديداته القويه .. دار الجميع يجهرون بصوت صراخ عال اثر سقوط ماجده المفاجيء وارتطام جسدها بالارض
يسر صارخه : مااااجده ..
ركضوا جميعا صوبها حتى سليم ترك وجد وجثى على ركبته ليساعد ماجده فى استعاده وعيها .. وقفت وجد تراقب المشهد وما بداخلها يحترق فاشعتله اكثر جملة عفاف الناريه
- يارب تكونى مبسوطه يابت كوثر ..
تلقت جملة عفاف باوجاع تتسابق بداخلها ولكنها قررت التحمل فمهما قالوه سيكون اهون من ليله واحده تعود فيها لعمها وتأسر نفسها داخل زنزانته ..
صرخت ثريا في سليم الذي يحتضن راس ماجده فوق فخذه
- بعد عن بتى ياولد عفاف .. هى محرمه عليك من الليله ..
تجاهل سليم حديثها واكتف بنظره حاده اخرستها ..بينما نورا حاولت اجراء اللازم لتساعدها على استعاده وعيها من جديد .. ظلت وجد تراقبهم من بعيد حتى وقف عماد بجوارها وهو يعقد ساعده وينظر بعيدا فيقول
- اتمنى انك تمشي وتقصري الشر .. اديكى شايفه قلبتى البيت حريقه كيف ..
ارتعدت وجد فابتعدت عنه خطوة .. فبدأت ماجده ان تستعيد وعيهها ببطء .. انثنى سليم ليحملها فوق الاريكه بعدما اطمئن على حالها ثم عاد الي وجد ليسحبها بسكوت خلفه تاركا مجلسهم تحت عيونهم الاشبه بطلقات الرصاص ..
■■■
- الدنيا مقلوبه كده ليه .. مالك يامراة عمى .. فى ايه يااماا ماتنطجوووا
يقف ادهم على اعتاب المنزل يتفتن حال الجميع الذين يجلسون ارضا ومنهما كوثر التى تعول بكلمات الوجع والقهر .. ربتت رود على كتفها
- اهدى ياما وجد محصلهاش حاجه لكل دا ..
دفعتها كوثر بعيدا حتى ارتطم ظهرها بالمقعد الخشبي
- ياريتها ماتت ولا حطت راسنا فى الطين ... هقتلها وهصفى دمها .
اقترب ادهم منها وهو يرتسم معالم الاستغراب
- خبر ايه ياما مالكم اوعوا يكون الحديت بتاع اهل البلد ده صوح !!
ردت ام ادهم قائله بشماته
- صوح ياولدى .. مااحنا بقينا فى بلد العجايب كل اللي تحبلها واحد تروح تتجوزه .. وجد بت عمك طلعت متجوزه سليم الهوارى فى السر ..
التهبت عيني ادهم بالغضب الذى كسا جسده وهو يجهر بصوت
- الكلام دا صوح ياكوثر .. بتك اتجوزت ولد الهواري من ورانا !! هى دي تربية سالم ..
ارتفع نواح كوثر وهى تتمايل على لحن الحسره : حطت راسنا فى الطين ياادهم ..
انحنى اليها وهو يحرقها بانظاره التى يتوهج منها ثوران الغضب وبصوت اهتزت له الجدران
- هتقلها ياكوثر ورحمه الميتين كلهم لاخليها تحصلهم .. هجيبلك راسها تحت رجلك .. طالما معرفتش تربى يبقى اخلص انا ..
تسحبت ورد كى تحتضن امها وتطيب خاطرها
- يعني هتفيد باايه عمايلك دى .. اهدى والنبى ..
صرخت كوثر قائله : اقتلها ياادهم واغسل عارنا ..
ام ادهم بسخريه : دى عاوزه يتولع فيها .. على اخر الزمن حتة بت دفنت راس العتامنه ف الطين واللى مرفوعه دايما ف السحاب ..
ركل المنضده بقدمه اثر انفعالاته الثائره وهو يجهر بعبارات توعديه تحت انظار الجميع .. خرج ادهم من المنزل وهو يناد على خفر منزلهم صارخا بحرقه
- ياااارجاله من الليله قامت الحرب اللي متاخره بقالها سنين .. من الليله نار العتامنه هتحرق مش هتقف قصاد حد مهما كان مين .. من الليله خراب لحد ما كله يعرف مين هما العتامنه .. جهزوا اسلحتكم وعاوز بدل الراجل ميه وبدل البندقيه دبابه .. والحق هيرجع لصحابه .
■■■
- يعني اى بردو نفذ اللى في دماغه ياعماد !!
اخيرا بعد ثوره كلمات غير مفهومه اردف محمد جملته وهو يحاول تمالك غضبه .. فاردف مجدي قائلا بفرحة انتصار
- بصرف النظر بس زمان العتامنه النار عندهم والعه .. ياما نفسي اشوفهم ..
محمد باغتياظ : بالنسبه اننا يعنى مش هنطول من الحب جانب!! .. النار دي هتحرق الكل ..
عماد لاول مره ينفث دخان سيجارته وكأن يفرغ كبته قائلا
- ركبت راسي ياولد امى وابوي
محمد باختناق : يبقي ياخدها ويمشي لو عنده دم .. وكمان مرته وبت عمه اى مفكرش فيها .. انا مش عارفه الواد دا جاب الجبروت دا كله منين ..
تدخل مجدي فى حديثهم بحكمه
- ماتهدوا وتفكروا بالعقل .. مالكم بقي حديتكم كيف النسوان !!
خلينا كلنا متفقين ان ضربه سليم كانت ضربه معلم للعتامنه وقلم محترم .. وخلينا متفقين ان سليم ووجد عاوزين بعض من زمان قبل الحرب دى وبردو اللي عاوزكم تتاكدوا منه انه عمره ما حب ماجده وهو قالها اكده بدل المره الف .. والاهم عاد اخوكم وانا عارفه زين فى راسه حاجه كبيره وهيوصلها عشان مش سليم اللي يفوت دم راجح ..
محمد بعصبيه : بس بردو مايدلهوش الحق يجيبها تعيش معانا !!
مجدي بحزم : مااحنا مش هنخسر اخونا عشان ست يامحمد ماتعقل !! مش هنقوله ارمى مرتك في الشارع خصوصا بعد الضربه اللي فى مقتل اللي سببوها للعتامنه
عماد بتفكير : كلام مجدي صح .. سليم ناوي على حاجه كبيره قوى
محمد باصرار : حاجه كبيره حاجه صغيره مرته تقعدش فيها ولو على رقبتى ..
&&جروب/ روايات بقلم نهال مصطفى &&
■■■
" فى قسم الشرطه "
- انت بتنكر ايه يابيه .. احنا شوفناك بعيننا وانت بتصرب بنت اخوك وبتعذبها وكمان مانعها تروح لجوزها .. انت عارف عقوبتها ايه ؟!
اردف النقيب يوسف جملته وهو يقفل محضر اقوال حيدر الذي استند على عكازه مستسلما عكس ما يشتعل بداخله قائلا
- اللي تشوفه يابيه معدتش فارقه ..
- يعني دا اخر كلام عندك ؟!
رد بنبره توعديه وهى ينتوى الشر
- لو ربنا عيحبهم اخرج من اهنه على القبر .. لانى لو خرجت علي رجليا مش هيشوفوا غير ضباب ..
يوسف بهدوء : طيب حضرتك هتنورنا هنا 24 ساعه وبعدين نشوف النيابه رايها ايه ..
ثم ضغط على الجرس قائلا للعسكرى : خده يابنى ف الاوضه اللي جنب المكتب .. واى حاجه يأمر بيها حيدر بيه تتنفذ ...
نفذ العسكري ما امره به النقيب يوسف وبعد برهه خرج النقيب حمزه من الباب الاخر بشموخ ليتسائل
- عاااااش يابطل .. الله ينور ..
اتكا يوسف للخلف وهو يشعل سيجارته : والله ياباشا انا نفسي اقوم ابوسك بس يلا اعتبرها وصلت ..
جلس حمزه على المقعد الامامى وهو يستمع له بفضول
- اى الانشكاح دا ... اشجينى ..
- ممممم هقولك ..
■■■
- علي جثتى تقعد فيها .. بت العتامنه تتهناش فى خير عمى واصل .. ولا دمها يتخلط بدم ولدى ابدددا
نورا بحكمه وهى تربت علي كتف عفاف الثائره غضبا
- اهدى ياعمتى متعملش كده ..
ضربت عفاف علي فخذها عدة مرات مما يعكس صوره لنيران الغضب بداخلها
- ااااه ياناارى ياسليم !! تعمل فى امك اكده ياووووولدى ..
قامت ثريا من جوار ابتها الراقده فى فراشها وهى تقول
- مش بت ناصر اللي يكونلها ضره ياعفاف ولدك باادب يطلق بتى والا هلففه محاكم مصر كلها
نورا بحنقه وهى تجز على اسنانها : ما تهديها انت كمان ياما .. ياربي ايه اللي بيحصل دا ..
اردفت صفوة بلا اهتمام : ولا تحطى ف دماغك يابت ياماجده فى داهيه بكره هيعرف قيمتك كويس وهيحفى وراكى كمان .. يلا كلهم صنف واطى مايملاش عينهم غير التراب ..
لكزتها يسر بغلب : ما تقولى حاجه عدله انت كمان يتنقطينا بسكاتك
اطلقت صفوة زفيرا قويا : اووووووف .. سبتهالكم وماشيه
ثم تحركت نحو شرفه الغرفه وهى تحمل بداخلها هما ثقله كالجبل على قلبها ناظره للسماء : ياااارب استرها
■■■
زاح سليم الستائر وعلى ثغره ابتسامه تروي القلب العطشان قائلا
- عارف انه مش قد المقام .. بس وحياة عيونك دي ياوجد لاجيبلك قصر يليق بمقامك ...
بيت صغير منفصل عن القصر يتكون من غرفه بحمام متصل وصاله صغيره ذات الطراز البدوى به اثاث فاره وفخم يتكون من اشياء بسيطه ولكنها تريح النفس مكان اشبه ب "شاليه" صيفي.
تطل الغرفه على حديقه القصر لتكشفه من ثلاث جهات .. للمنزل حديقه خاصه صغيره محاطه بالورود الخلابه ومنضده حولها مقعدين .. تفتنت وجد المنزل باعجاب فالتفت لحديث سليم قائلا
- هنا ياستى بهرب من دوشه قنا والنجع والناس وباخد قلبى بس وباجى ف مكانى الخاص اللي بستفرد بقلبى وبيكى فيه .. عجبك !!
اقتربت منه بابتسامه وسط الحزن : طالما انت معايا اى مكان هيبقي جنه ..
داعب شفتيها وخدها بابهام بحنيه بالغه وهو يقول
- منا عشان كده حاربت الكل عشان الجنه دي تكون ليا لوحدى ..
استندت بكتفيها على صدره وهى تطيل النظر بعينه
- انا خايفه قوي ياسليم .. مرعوبه من اللي جاى ... خايفه نرسم جنه مش مكتوبالنا .. امك مش طيقانى ولا اخواتك
- هو انا كنت مفهمك انهم هياخدوكى بالحضن !! ماتكبرى راسك ياوجد ..
هربت دمعه من طرف عينيها بألم
- وامى صعبانه عليا قوي ياسليم .. حاسه انى مش مكتوبلى افرح ابدا .. انا تعبت والله .
ابتسم بمكر وهو يمرر ظهر اصابعه على وجنتها قائلا
- وسليم كمان تعب قوى ع فكرة و هو مش كفايه ولا ايه ..
طوقت خصره بذراعيها بقوة وهى تاخذ انفاسها لاول مره بارتياح ..ضمها سليم اكثر اليه وهو يطبع قبله خفيفه على راسها ثم عاد ليقربها اكثر اليه كأنها يرمم قلبه بقربها
- متخافيش ياوجد هتتحل .. والله هتتعدل .
استندت براسها على صدره وهى تتشبث بملابسه كالطفل الصغير مردده بكلل
- يارب ياسليم ..
استغل سليم الفرصه لينحنى ويحملها بين ذراعيه برفق فرفعت عينيها اليه بتساؤل اجابه بغمزه سريعه من طرف عينه وهى يضعها بلطف فوق الفراش .. فك قبضه كفيها حول رقبته بلين ثم استدار ليغلق الباب وينزل الستائر مره اخرى .. ظلت وجد تتأمله وتتأمل ملامحه التى ينبعث منها نورًا يزيل عتمه جوفها وريدا رويدا .. كان يبدو امامها بهيئته العظيمه وبروز عضلات جسده تعطيه مظهرا انيقا .. عاد اليها وعلى ثغره ابتسامه شوق فتكورت وجد حول نفسها اكثر منتظره رد فعله قائلا بتعجب
- مالك !! مش مظبوطه ليه !!
هزت كتفيها بتلقائيه : مش عارفه بس
القى سليم جسده بجوارها بخفه وهو يجذبها بطريقها فكت كل قيود رعبها لتتحرر بنظر عينيه .. استسلمت له لتستريح على كتفه واضعه كفيها فوق بطنها ..
رفع سليم جزئه العلوى ليصبح مقابلا لمرمى انظارها ليزيل حجابها برفق .. تسارعت دقات قلبها وهى تراقب تصرفاته اللطيفه فتنتشي بها حواسها .. ابتسم لها سليم بحب
- خايفه منى ولا ايه ؟!
وضعت كفها الصغير على قلبه بلين وهى خاضعه لسطو عينيه
- هو دا حلم ..
ظل يداعب ملامح وجهها بانامله فرد قائلا
- دا لو واقع ان مش عاوزو .. خلينا كده نحلم .. اهم حاجه اننا سوا ...
- وانا مابقتش عاوزه اى حاجه من الدنيا غير اننا نبقي سوا ..
لم يسطع سليم التحكم فى مشاعره اكثر ... فعزم الامر على الفوز بها والارتواء منها حد التشبع .. دنى منها برفق ملامسا وجهها برحيق انفاسه مما جعلها تصمد فى موضعها تحت سحره .. وبعد طول انتظار اخيرا ارتوى مش شهد شفتيها ليطبع عدة قبلات متتاليه بهيام عاشق للتو عثر على معشوقته .. خضعت وجد لتصرفاته دون اى مقاومه منها بل كان هناك نورا ينبعث من عينيها يريد المزيد والمزيد منه .. همس سليم لها بصوت خافت
- وحشتينى يابت الايه ...
- احنا قولنا نيجوا بنفسينا نباركوا للعرسان .. عيب بردك الناس تقول علينا قليلين اصل ..
جهر صوت ادهم القوى ممزوجا مع ضربات الرصاص بالخارج مما جعل الجميع يرتعد ويركض ناظرا على مصدر الصوت .. اتفضت وجد من مكانها وهى تتشبث فى ذراع سليم بخوف
- قولتلك مش هيعودوها ياسليم .....
يتبع
*
عشق من نار( اباطرة العشق2)
الفصل 6
" ستصلك الرساله التى تنتظرها .. ولكن فى الوقت الذي ستتوق فيه عن انتظارها , ستقرأها وتبتسم وتُكمل وكأنك لم يكن كل ما رجوته يومًا .."
/
- احمد خالد توفيق
***
- انا قولتلك ياسليم .. ناسي وانا عرفاهم مش هيعدوها ..
جمله لحقت بآذان سليم وهو يتجه نحو الشرفه ليتفقد مصدر الصوت اللعين الذي يعرف حقيقته جيدا .. ظل يراقبه لبرهه ويرى تصرفات ادهم المشحونه بالغضب وهو يهذى بثرثره تفصح عن جبروت الشر بجوفه ..
وقفت وجد خلف سليم وهى تضع كفها على كتفه بوهن
- هتعمل ايه ياسليم ..
سألها سليم بفضول : مين اللي ورا ادهم دا ؟!
تعمدت ان تطيل انظارها للخارج وهى تقف على طراطيف اصابعها قليلا
- دا حسن ولد ابو قبيل .. بس هو طلع من السجن ميته ؟!
اسقط ستار الشرفه ثم استدار اليها قائلا بثبات
- طاب زين .. هطلع اشوفهم عاوزين اى !!
- خليك متأكد انى مش هقبل اى حاجه تبعدنى عنك تانى ..
طبع قبلة سريعه على رأسها ثم اتجه صوت صندوق خشبى موضوع فى ركن الغرفه ليخرج مسدسا ويضعه داخل سترته .. فزعت وجد فادرفت
- مالهوش لازمه ياسليم .. الحكومه برا متدخلش نفسك فى س وج ..
اومأ ايجابا كي يطمئنها ثم تأهب للذهاب سريعا تحت انظارها التى ترسل ادعيه مناجيه للسموات السبع
- هات العواقب سليمه يارب ...
ثم ركضت خلف الشرفه مرة اخرى لتتابع المعركه التى تخشي اثارها
***
- وطالما عتفهم فى الاصول وخايف قوى من كلام الناس محدش قالك انى زيارة العرسان تبقي بالدبايح والطبل ومش بالبلطجه والقتل ..
قوة صوت سليم جعلت ادهم يلتفت يسارا على مصدر الصوت ولكنه لم يمتلك اى تصرف غير ان يتبسم ابتسامه ماكره عندما راي منزل الهوارى يمتلا برجال الشرطه .. دنى سليم منه وهو يوصل حديثه بغمز
- بذمتك دى دخله تدخلها على عرايس فى ليلهم دخلتهم !!
ثقب كبريت اخر مشتعل القاه سليم فى جوف ادهم الممتلئ ببترول الشر .. فحاول قدر الامكان تمالك تصرفاته وهو يشق ثغره بضحكه تخفى براكين الشر ليقول
- لا عداك العيب فى دي !! وماله عريس طبعا وحقك تقول اللى عاوزه ..
ثم كور قبضة يده مما ساهم فى بروز عروقه التى اختزل بها صليد الشر .. اطال الاثنين النظر فى عيون بعضهما يتبادلان نيران الحقد .. ففاجئ ادهم سليم بضرب عنيفه من يده الحديديه فكان اثرها اختلال اتزان سلييم ورجوعه للخلف قليلا .. وهو يقول
- فكرك هخاف من الحكوومه ياسليم .. دانا ادفنك حى
ارتعد قلب وجد الواقفه بعيدا خلف شرفتها وعلى حده صدر صوت عويل وصراخ السيدات الاتى يترقبن الحدث من اعلى .. احتشد جمعوا العساكر حول ادهم فلم يكتفوا تلم المره بمحاصرته من بعيد .. ومن الخلف جهر صوت اخر لفت اذان الجميع .. اذًا بعماد جاهر وهو يخرج من بوابه المنزل
- وانت محدش قالك انى ممكن اخلص عليك دلوق ومش هاخد فيك ليله بنهارها !!
تقدم عماد اخوته فلحق به صوت محمد الذي سنحت له الفرصه على طبق من ذهب
- وشكلك مش واخد بالك ان اللي يمد يده على سليم الهوارى نقطعاله !!
ليواصل مجدى صوته بنفس القوه والهيئه الملفته التى تقرع لها القلوب رعبا
- انا مش عارف اي البجاحه دي ؟! وكمان جاى اهنه برجليك ومتحامى فى شويه خرفان !! عاوز ين ايه تانى يااحفاد العتامنه ...
هجم عساكر الشرطه ليقيدوا ادهم من ذراعيه ولكن اشار لهم عماد بأن يتركوه قائلا
- ده ضيف بردك .. عيب مايصحش !! هات اللي عندك
صرخ ادهم قائلا
- عاوز بت عمى الللى خطفتوها ياهوارة
سليم ببرود : اااه تقصد مرتى !! اسكت مش انا خدتها وقفلت عليها وحلفت ماهى شايفه الشارع تانى .. وحتى هى باعتالكم رساله تبلغها بكل ناسكم " وجد سليم الهواري بقيت خلاص منينا وعلينا واللي بيجرى فى عروقها دلوق دم هوارة يعني ماعاوزاش تشوفكم تانى "
قهقهه ادهم ساخرا بشر وهو يعلو بصوته اكثر
- خليك فاااكره ياوجد انك لعبتى في عداد عمرك .. والحكومه الي متنتوره دي هتيجى تاخدك من نص بيت جوزك اللي بعتى الكل واولهم مستقبلك عشانه ..
شهقت وجد بقلق عندما سمعت كلمات ادهم وفهمت ما يشير اليه من فيديوهات وهى تعد المخدر .. فوضعت اناملها المرتعشه على ثغرها
- انا ازاى معملتش حساب للموضوع ده !!
محمد بتهديد : صوتك لو على تانى في بيت الهوارة هكتمهولك .. وبعدين وجد فى حمايتنا دلوقت وياويله اللي يفكر يمس شعره من حاجه تخصنا .. فبلاش تصطاد ف الميه العكره ومستني تتغدى سمك ..
القي ادهم نظره على حسن الواقف خلفه وهو يحك ذقنه بتوعد
- طااب احنا عاملنا اللي علينا وباركلنا .. وجيت بس افهم وجد انا قصدى اييييه .. يلا فوتكم بعافيه ؟
مجدي : بالسلامه ماتقطعش الجوابات .. ومستنياك تعود يمكن تفتكر حاجه شكل رجلك خدت على المكان ..
التوى ثغر ادهم ضاحكا : الطلعه الجايه تكونوا انتوا اللي عندينا وعتحبوا على يدى وراسي ورجلى كمان ..
كانت اخر جمله القاها ادهم وهو يلتفت ويرتطم باحد العساكر الذي اشار لهم عماد بتوقف عن اى فعل مقيد للحريه .. تسلل ادهم ورجاله خلف بعضهم بعد ما القى قنبلته التى قلبت حاضر وجد لجحيم ..
نحرت عفاف من اعلى
- يارب تكون راضي عن كل المصايب دى اللي وقعتنا فيها ياسليم ..
مسح سليم على وجهه وهو يلتقط نفسا عميقا .. فرتب عماد على كتفه قائلا
- متخافش كلنا فى ضهرك ..
شعور غريب احتل قلب سليم منحه قوة جباره وبث الطمأنيه بجوف فاستدار ليحضن اخيه بامتنان فرتب مجدي على كتفه قائلا
- بارك للواد محمد عملها قبلنا ابن اللعيبه وهيجيبلنا ولى العهد قريب ..
ابتعد سليم عن عماد وهو يتلقى كلمات مجدى بثغر باسم ويفتح ذراعيه ليحتضن اخيه الذى ضمه اليه بقوه قائلا باسف
- تزعلش منى ياولد امى وابوي .. انت عارف غلاوة الهوارى عندى ..
ربت سليم على ظهره بصوت مسموع قائلا
- متقولش كده ياعبيط احنا ملناش غير بعض ....
ثم ابتعد عنه ممازحا
- سيبك انت مبروك ياعم .. طلع مايتخافش عليك .. الواد غلفنا كلنا وسابنا غرقانين فى الدم وهو لوحده خد كل العسل .. هنيالك ياعمم
ضحكوا الاربعه سويا بصوت عال كأنهما لم يروا الحزن قط .. فأكمل مجدي قائلا
- تصدق فتح نفسي على العسل كله .. لالا نشد يا الهواره احنا عاوزين رجاله تشد بره وجوه البطء دا ماينفعش ..
ثم ضرب على كتف محمد بمزاح : مش عاوزين عيل زي دا يشمت فينا ؟!
عماد بضحك : طيب يلا نسيب العريس يشوف عروسته .. احسن بكره يجيبها فينا ويقول انتوا السبب اخرتونى ..
سليم : وربنا انت الوحيد اللي بتفهم ف العيال دى .. يلا فوتكم بعافيه انا ..
كاد سليم ان ينصرف ثم نداه عماد قائلا
- سليم للمره العشره هقولهالك اخواتك فى ضهرك دايما ..
نظر لهم بامتنان : وهو ده العشم بردك ...
***
دخل سليم منزله الاشبه بجنته على الارض وهو يخرج سلاحه ويضعه جنبا بتسقط عيناه على وجد التى تجوب غرفتا ذهابا وايابا بقلق يقرضها من الداخل
- مالك يابوومه وشك مقلوب ليه ؟!
تأوهت بمراره : مصيبه ياسليم .. مصيبه !
دنى منها متعجبا : اوعى يكون قلقوكى الشويتين اللي عملهم ادهم دول .. ولا ياكلوا معاكى دا اخره شويه رجاله وصوت عال ..
- ياريته كانت دى الحكايه .. سليم ادهم ماسك عليا حاجات هتودينى في ستين داهيه ..
- حوصل اي ياوجد ..
فركت كفيها بقلق وهى تظر له بخجل فكيف تخبره بان اهلها تجار ممنوعات وهى كانت ستشترك معهما ؟؟!!
- اوووف بس طول بالك للاخر ؟!
***
- حبلى !!! طب كيف وازاااى !! هو دا كلامى ليك .. دانا محذراكى يابت بطنى .. انا عحاول اخلصكم وانت تشبيكينا ؟؟!! عملت فيكى ايه انا ؟؟!!
دفعت ثريا ابنتها بقوة داخل غرفتها وهى تنظر خلفها لتطمئن من ان لا احد يراها صارخه في وجهها .. تلفظت يسر انفاسها بصعوبه وهى ترتعد
- هو يعني فين الغلط اللي ارتكبته مش فاهمه !!
جذبتها من شعرها فاطلقت صرخه مكتوبه : تسلمى نفسك لولد عفاف وتقوليلي معملتش حاجه !! عاوزه تفرحى عفاف في !! ليييه يابتى لييييييييييييه تعملى في اكدده ..
تأوهت يسر الما تحت رحمة امها التى لم تشفق بحالتها .. ظلت تستجمع قوتها لتتحرر من ضربها المبرح على معالم جسدها .. وبعد عذاب استطاعت يسر فك قيود امها راكضه نحو الباب وهو تجهش ببكاء مكتوم .. ظلت تندب ثريا على وجهها كثير ثم ركضت نحو هاتفها لتجرى مكالمه وبعد برهه اردفت بنواح
- الحقنى ياحيدر انا فى نصيبه !!
يجلس حيدر في غرفه مكتب احد الظباط لقضاء مدة حبسه الاحتياطى .. فتراجع للخلف وهو يتكأ على الاريكه
- انا عاوز اللي يلحقنى ياثريا ..
- مالك يانضرى .. فيك ايه ..
- هخلص من اللي انا فيه وهكلمك لازما نتقابل عشان كل اللي فات دخان واللي جاي نار .. عاوزك تجهزى لاي حاجه وكل حاجه جايه ياثريا ..
***
- انا مبسوطه جدا على فكره باللى عملته .. ايوه كده هو دا عماد العاقل اللي انا اعرفه !!
فى مكتبه عماد الفخمه يقطن بها بصحبه نورا ليقرا بأحد كتب يوسف السباعى .. فاردفت نورا جملتها بفخر وهى تقف امام المكتبه الخشبيه وبيدها احد الكتب ..
رد عليها عماد قائلا : معلش بقي لازما تستحملينى في كل حالاتى .. مش بيقولوا وقت الغضب يعمى البصر !! انا عاوزك عيونى اللي اشوف بيها فى غضبى ..
اكتفت بارسال ابتسامه مستشرقه اليه ثم استدارات لتكمل البحث عن كتاب تقرأه .. ظل يراقبها بعيون حاده كالصقر الذي يراقب فرائسه بعنايه .. كانت تقف امامه كالطفل المدلله اللي تتمايل امام كل كتاب لتأثره للحظات مطلعه على افكاره الرئيسيه .. جثت امام عينيه على ركبيتها لتمسك بكتاب اخر تكتشف محتوياته في حين ان دلالها الغير مقصود امامه كشف له بدرا في ليله امامه .. جسدا جذابنا كعقد من الماس كل لؤلؤته موضوعه بعنايه فى مكانها المظبوط .. لوهله تذكرت كل غدده الصماء مهامها التى يتجاهلها كثيرا .. فقل مابيده قائلا فى سره
- معلش بقي ياعم يوسف .. عندنا طلعه مهمه زي ماكنت بتقول كده "العمر لحظه" وشكلها دقت ..
كانت نورا تقف على طراطيف اصابعها محاوله تناول الكتاب من الرف العلوي وهى تطلق انفاس مسموعه .. فسبقتها يد عماد بقامته العاليه ليحضره لها بعد ما اصبحت تحت حصاره ..
- طيب ما تقولى وانا اجيبهولك بدل الشعلقه دي ..
لوهله شعرت ان قلبها سقط منها وهى تتطوق بعبير انفاسه الذى عقدت حساب كبيره حولها ... فدارت بجسدها بتثاقل وهى تحاول ان تقنع نفسها بأن ذلك وهما الا انها ارتطمت بنزنزانه صدره التى تود الاستلقاء عليها عمرا .. فرفعت عينياها بتثاقل شديد كأن صخره فوقهم مردفه بصوت خافت
- عماد !!
اخفض انظاره لتلك الحوريه التى تصل لقلبه تحديدا قائلا
- ايوه !! هو في حد غيرنا هنا اصلا ؟! ولا حد يستجرى يقف قصادك كده غيرى !!
تعالت انفاسها ودقات قلبها وهو يدنو منها خطوة اخرى سلحفيه فظلت تبلل حلقها عدة مرات
- مش قصدى ..اصلك كنت قاعد هناك وانا عارفه انا بتحب يوسف السباعى جدا ولما بتقراه بيخطفك عن الدنيا ..
غمز لها بطرف عينه قائلا
- بس شكلوه كده جيه اللي هينافس يوسف ويبقي الترياق ضد اى حاجه تخطف قلبي غير ليها ..
القت نظره عاليه علي الكتاب الذي بين اصابعه ومستندا به فوقها فقالت
- انت جيت عشان الكتاب .. هاته بقا ..
هز راسه مع صدور صوتا نافيا هائما فقال
- اصلى قريت مشهد ليوسف وحابب اقولولك حالا ..
- واحنا وكده ؟؟!
- هو ماينفعش تقال غير واحنا كده ..
شرعت ان تتفوه ولكنه سبقها قائلا
- المشهد كان بيوصف فيه البطله وصف دقيق جدا وكان مشبهها بحوريات البحر اللي تخطف الكيان كله ليها .. وكانت واقفه تدلع قصاد عيون حبيبها .. وتقريبا كانت اجمل مره عيونه تشوفها فيها ..
نوره وهى تحت تاثير كلماته : هى مين دى ؟!
ازاح الخصله الهاربه من تحت قطعه القماش الملقاه على راسها بطريقه عشوائيه قائلا بهيام
- دى البطله !!
بللت حلقها مجددا فاكمل عماد قائلا
- كان فيها كل حاجه كفيله انها تدغدغ القلب بس البطل كان لسه واخد باله منها حالا وقرر انه يستغل الفرصه .. ومايسبهاش تهرب منه تانى زى ماكانت هربانه زمان .. تعرفى ان لون عيونك حلوين اوى ؟!
نورا بغباء : يوسف السباعى هو اللى بيقول كده ؟!
- تؤ دا عماد الهوارى .. انااا ..!!
اتسعت ابتسامتها الساحره التى جذبته من ياقته ليتذوق تلك البسمه التى بث بقلبه دقه شوق لم يستطع الالتفات عنها .. مع اصوات انفاسهم المتصاعده وعيونهم المتقابله التى لم تغمض للحظه .. وبطريقه ساحره طبع عماد شفتيه على ارنبة انفها ليقلى قُبله حب جعلت كل ما بها يتنشي ..
انتصب عود عماد مره اخرى فسقط الكتاب من يده مصدرا صوت مربكا ولكنه مقارنه بضجيج قلوبهم فهو هواء .. اقترب منه بعضلات صدره قائلا بتساؤل
- بتترعشي ليه ...
- هاااااا !!
- دانت مش معايا خالص ..
نحنحت بصعوبه كأنها تستجمع صوتها مرة اخرى فرفعت كفها بعشوائيه لتشير على الكتاب .. فاستغل عماد الفرصه ليقبض عليه ويرفعه الى اعلى بكفه الكبير مقارنة بكفها الرقيقه قائلا
- بتهرب من اى عاوز افهم ..
- انت مالك النهارده .. عماد لو سمحت ابعد افرض حد دخل علينا مايصحش ..
شق ثغره بضحكه هادئه وهو يطيل النظر في عينيها قائلا
- هو ايه دا اللى مايصحش .. هو انا لسه عملت حاجه !!
- هاااااا ..
اقترب منها مجددا ولكن تلك المره يحدد هدفه جيدا .. خدرت بأنفاسه قبل لمساته فلم تتمالك نفسها تحت حصاره فتشبث كفها الاخر بسترته مستقبله منه شهد حبه الذى سكبه على ثغرها .. كانت قبلة طويله حد ارتواء الروح اكتفت بالاستسلام لكل تصرفاته المبهجه التى دبت الحياه بقلبها مرة اخرى .. تغيب عماد عن وعيه حتى تناسي الزمان والمكان فكل مايريده ويفهمه الان " هى " فقط .. طوق خصرها حتى اصبح ملاصقه به تماما ذائبه فى شهد قربه حتى طرق سليم باب المكتب فجاة مناديا
- عماد !! ياااعماد ..
فاق الاثنين من كُسرهم المرغوب فدارت نورا بجسدها سريعا لتختبىء من عينيه بعدما ما لُطخ وجهها بدماء الخجل .. رتب عماد ملابسه وهو ينطق
- تعالى ياسليم ..
فتح سليم باب المكتبه ناظرا لاخيه بعيون يملكها القلق
- عماد .. عاوزك ضروري ...
نورا ارادت ان تهرب من سطو نظرات عماد قائلا بارتباك
- طيب هسيبكم انا .. بعد اذنكم ..
" بعد مرور نصف ساعه من حديثهم "
تنهد عماد بحماس
- متقلقش ياسليم احنا كده لقينا مربط الفرس !
- بتفكر فى ايه ياخوى ؟!
- بص انا ليا فترة بدور وراه وبكده عرفنا احنا هندور على ايه بالظبط !!
- يعنى ؟
- يعنى قول لمرتك متقلقش لان تسجيله من غير اذن نيابه يعنى ملهوش اى لازمه .. فيبله ويشرب ميته .. وليا قعده مع وجد بس اكيد مش دلوقت ياعريس ..
ابتسم سليم بارتاح
- طمنت قلبى ياعماد .. روح ربنا يريح قلبك ..
ربت عماد على ركبته بثقه
- قولتلك ماتقلقش يلا قوم متسبش مرتك لحالها ..
سليم بعفويه : هطلع اطمن على ماجده الاول .. واسيبك انت عاد ومتنساش تمسح الروج .. - ثم غمز له - دا عشان الحسد بس !!
بتلقائيه وضع عماد انامله على شفتيه وهو يحكها بعنف قائلا بعتب
- وساكت من الصبح !!
ضحك سليم بصوت عال وهو ينهض قائلا بمزاح
- يعنى نظرينى طلعت صح !! عموما بلاش الحركات دى فى القصر ياروميو .. وبالمناسبه مافيش روج ولا حاجه .. هى نورا بتحط مكياج اصلا ؟! ..
القى عماد المطفئه البلاستيكه على ظهر سليم الذي اوقع اخيه فى شر اعماله قائلا
- عيل ماشوفتش ب ٣ جنيه تربيه .. كل تفكيرك قذر .. اختفى من وشي عشان مش طايقك .....
غمر له سليم ضاحكا : ما طبيعى .. عريس عاد وكده 🙋♂️
غادر سليم المكتبه فوثب عماد قائما بحماس
- هى راحت فين دى كمان ؟! ياانا ياهى الليله ...
وصل سليم لغرفه ماجده وفتح بابها بهدوء وهو يرسم ابتسامه هاديه
- عامله ايه دلوق يابت عمى ؟!
حاولت التعكز على كفها لتنهض فاسرع سليم اليها ليساعدها ويضع وساده خلف ظهرها برفق .. فجلس امامها قائلا
- احسن مش كده ؟!
بللت حلقها بيأس : اه الحمد لله ..
سليم بأسف : ماجده .. انا اسف
- محصلش حاجه ياسليم .. روح جاى عندى ليه .. روح شوف عروستك ..
- ينفع تخرجيها خالص من حديتنا .. وجد حاجه وانت حاجه تانيه خالص
- جيت ليه ياسليم ..
- جيت اطمن عليكى يابت عمى !!
- لا فيك الخير .. متشكره لاهتمامك اللى مش مجبر عليه ..
- ماجده .. ينفع نتكلموا شويه ؟!
التزمت ماجده صمتها وهى تستمع لحديثه باهتمام .. اكمل سليم كلامه قائلا
- انت متأكده انك حابه سليم وعشقاه ؟!
جحظت له كلتا عينيها باستغراب .. فاشار لها سليم بعدم مقاطعتها
- اسمعينى ياماجده يمكن هقسي عليكى بكلامى بس لازم تسمعيه يابت عمى .. انت اكيد عارفه انى عحب وجد من سنين كتير يمكن من قبل ماتعرفى ان ليكى ابن عم اسمه سليم .. فتحت عينى على الدنيا ملقتش غيرها لحد مابقيت هى بالنسبالى الدنيا .. فمستحيل اسيبها مستحيل اقتل نفسي بالحييا واقتلها معاى ... انت بت عمى وعلى راسى وجوه عني كمان ومرتى قدام الناس .. وانا عمرى ما طلبت منك حاجه تحملك فوق طاقتك .. ماجده انت عارفه جوازنا بدا كيف ومصيره ينتهى بس على كل حال انت ملزمه منى لاخر نفس فيا لحد مااسلمك للشخص اللى يستاهلك ويحبك ويعوضك عن اللى لو عاش سليم عمره كله معاكى مايقدر يدهولك ..
ماجده بحزن : مكنتش عاوزه غير تبقي جوزى وبس ياسليم ..
- تظلميش قلبك ياماجده .. من حق قلبك يتحب ويترعرع ويدق .. خليكى انانيه واتعلمى تاخدى كل الحلو من الدنيا .. بلاش تهونى نفسك ..
مش طول عليك هسيبك تفكرى مع نفسك وتساليها كل يوم
- " اذا كانت فعلا بتحب سليم ولا لا " وهستنى من قلبك رد ..
■■■
- بصى قدامك 5 د وتكونى قدامى والا هطلعلك انا ..
كانت تلك الرساله التى وصلت لصفوة على هاتفه فزادت ضربات قلبها رعبا ..
طافت غرفتها ذهابا وايابا ثم ركضت نحو النافذة لتراه يصف بسيارته جانب القصر ففرت دمعه من عينيها باختناق
- اعمل ايه بس ياربى !!!!
ثم فزعت صوت قفل باب غرفتها بالمفتاح نتيجه لما فعله مجدى وتصرفه الغير متوقع .. ظلت ترمقه بنظرات متارجحه على حبال الخوف والقلق .. رفع مجدى حاجبه جاهرا
- اي !! متقلقيش دا حساب قديم وهيتصفى !!
تشبثت بستار الغرفه وهى تنظر له بتوسل
- مجدى فى ايه .. انت مالك وبتقفل الباب ليه ..
خلع مجدى شاله الصوف والقاه ارضا .. ثم اقترب منها بخطوات متثاقله
- هو انا مش لسه قايل حساب قديم ؟!
اختبئت خلف ستار التظاهر بالقوة وهى تقول
- بقولك اي الحركات دى انا متفرقش معايا يابابا .. احسنلك بلاش تلعب فى عداد عمرك معايا !!
ضحكه ساخره التوى لها ثغر مجدى فاردف
- طيب قربى هنا وتعالى نتكلم راجل لراجل بدل ماانت مستخبيه كده
- انت عاوز ايه !! انسي اللى فى بالك دا .. مستحيل .
- ومستحيل ليه .. ؟! احنا هنلحد ولا هنعمل حاجه عيب لسمح الله .. دانا بس كنت عاوز ارد على اتهاماتك العبيطه ..
انتهى مجدى من جملته ومعها انتهى من خلع جلبابه واقترب منها اكثر .. ركضت صفوة سريعا لتختبىء خلف الكرسي الخشبي قائله بصرااخ
- انت هتعمل ايييييه ! بقولك اى اعقل كده وبلاش تتصرف تصرف اخليك تندم عليه عمرك كله ..
مجدى ببرود : لا منا بحب اندم ..
اوشك ان انقض عليها ولكنها ركضت سريعا لتقف فوق السرير هاربه منه .. فأكملت ركض حتى وصلت الى باب الغرفه محاوله فتحته ولكن سرعان ما فشل مخططها عندما طوق مجدى خصرها وحملها قائلا بانتصار
- متحاوليش .. خلاص مش ورايا غيرك ..
ظلت تركله وضربه بصدره وساقيه محاولة التخلص من حصاره الذى انتوت ان تدمره .. وصل مجدى الى ركن صغير فى الغرفه بين الحائط وعمود الخرسان البارز ليقفها امامه محكم اقفال كل الجهات لم تمكنها من الهرب ..
مجموعه من الضربات المتتاليه التى كانت من نصيب صدره حتى فاض صبره منها فكبل كفيها بكفه قائلا
- ما بلاش حركات العيال دى .. خلاص اتكشفتى قدامى واحسنلك بلاش تعاندى ..
- انت بتوهم نفسك بكلام وعاوز تصدقه كمان .. يامجدى افهم انا مش عاوزاك وحل عن سمايا بقي ..
كانت تعاند امامه كالطفل المشاغبه .. لسانها يثرثر بكلام اما عينيها تنفيه تماما .. فاطرق مجدى قائلا ببرود
- متاكده؟!
- بقولك ابعد عنى ياخى هو بالعافيه .. اتفرضت عليا وقولنا ماشي وكمان عاوز تفرض نفسك على قلبى .. انت مابتفهمش ؟!
- مجدى الهوارى يعمل اللى عاوزو ومحدش يقدر يعارضه وخصوصا انت ..
- مجدى الهوارى .. مجدى الهوارى .. كان يوم اسود يوم ماوفقت على المهزله دى ؟!
ضحك بثقه ثم اقترب منها هامسا فى اذنها
- خليكى شاطرة عشان احبك اكتر .. عشان هى كبرت فى دماغى ومن الليله القطه ماهتبقاش قطه .. ماشي ياقطه .. عشان مش مجدى الهوارى اللى يتهان ويسكت ..
حاولت التخلص منه بشتى الطرق وهى تدفعه بعيدا عنها ولكنه كالجبل الراسخ الذي لا يتاثر بالعاصفه مهما اشتدت .. غلت دماء الحب بعروقه فاقترب منها حد الالتصاق ليضع علامات حبه على وجهها المعاند المتمرد على قوانين العشق .. استمر مجدى فى تقبيلها واستمرت صفوة فى تغخنها المعاند المتمرد حتى استطاع ان يسر مخدر حبه بجسدها رويدا رويدا حتى خدرت كل اعضاء تمردها .. لاحظ مجدى هدوء المتدرج وخضوعها له .. فهما تمرد الانسان على قلبه فلابد من ساعه تنهزم فيها جيوش التمرد ، فالنصره دائما للقلب .. استمر مجدى فى مواصله مخططه بشغف اكثر من الاول وتحولت هى امامه لواحده متجرده من كل شيء يعاند ماعدا شيئا واحدا فقط وهو " قلب " يجذبه اليها اكثر فاكثر .. طفلته المشاغبه اصبحت تحت حصاره حبيبه متيمه منذ زمن .. استراح قلب مجدى لانه تاكد مما يشعر به ومما يقراه دوما فى عينيها .. فابتعد عنها تدريجا هامسا فى اذانها ببرود
- متقلقيش .. انا كده اتاكدت من اللى جاي عشانه .. مستنيكى تيجى لحد عندى ياست الدكتوره ....
ثم ارسل اليها غمزه ليثير غضبها اكثر وهو يبتعد عنها ولكن ما جذب اذانه صوت رنين هاتفها المزعج .. فانحنى مجدى ليتناوله من الارض فوجده رقما غير مسجل .. فنظر اليها بتساؤل
- مين دا ..
كل ما خدر بداخله من قربه المرغوب اشتعل مره اخرى بسؤاله لها عن صاحب الرقم .. ظلت تنظر له بعيون منتفضه مرتعد وقلب يكاد ان ينخلع من موضعه .. فلم ينتظر مجدى اكثر فحرك زر قبول الاتصال مع تشغيل مكبر الصوت .. فصدر صوت كان اشبه بقنبله
- مش هفضل مستنى تحت كتير انا ياصافى !!
■■■
فتحت وجد الباب وهى تلقى حجابها بعشوائيه ففوجئت بعفاف امام عينيها تقف وبداخلها جبروت كاف لخلع قلبها فوق ارتعاده .. فاردفت عفاف بحزم وقوه امام معالم وجه وجد الحائره
- عاوزه اتكلم معاك لحالنا ...
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الأول من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا