رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل الثالث والرابع بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات
رواية أباطرة العشق الجزء الثاني (عشق من نار) الفصل الثالث والرابع بقلم نهال مصطفى حصريه في مدونة قصر الروايات
الفصل الثالث ج 2
امرح اليوم بطيف وجودك الذي يحاصرنى .. واخشي ساعه الفراق وفقدان الامل .. واحتلال اليأس محل طيفك .. كلمة سريه لك .. لازال قلبى يسد مسامه كى لا يتعكر صفوى امتلائى بك ولكن الحقيقه المُره المكتوبه فوق جباه العشاق " كلنا على موعد مع الغياب " .. كلنا سنتفترق مهما طال البقاء ..
/
نهال مصطفى
■■■
- " الحق ياحمزه بيه نصيييبه وحلت على النجع كله " ..
كانت تلك اخر جمله تلفظ بها الخفير قبل اقتحام مجدى مجلسهم .. فتفوه قائلا
- اى الدوشه دى ... فى اييه بره ؟!
جهر حمزه الخياط مردفا
- ماتنطق ياجدع انت .. فى اييه بره والناس دى ملمومه ليه ؟!
يقف الخفير يرتعد كأن ساقيه على ارض طينيه رخوه .. فاردف بصوتٍ متردد :
- اهل البلد كلهم متجمعين وعاوزين يهجموا على القصر ..
صوت سليم من الخلف وهو يستمع كلامه بعنايه
- ليييه ايه اللى حوصل .. الناس دى مش واخده مرتباتها ولا اييه ..؟!
الخفير بقلق : يابيه دول عاوزين ياخدوا تار راجح بيه الله يرحمه .. ومحدش قادر يقف قصادهم واصل ..
فى نفس ذات اللحظه اقتحم اهل البلده دهليز القصير .. استداروا جميعا ليجدوا احتشاد من عشرات الفلاحين بيدهم فوانيس تلتهب بالنيران مجمهرين بصوت تُقرع له القلوب .. اقتحم النقيب حمزه اجتماعهم متسائلا
- فى ايه هناك ؟؟!
استند حمزه الخياط على عكازه لييتقدمهم متجها نحو احتشادهم المفزعه الذي خكف القلوب قبل الانظار .. واكب سيره سليم ومجدى والنقيب حمزه وكلٌ منهما تعلو ملامحه علامات الدهشه والفضول .. انضم لهم محمد وعماد ف آنٍ واحدٍ وهما فى حالة من الذعر والذهول ..
■■■
" في شقة سليم "
تأكل خطاوى الارض اغتياظًا .. شيء ما يتأكل بجوفها كفأر يقطم في حواف قلبها بدون رحمه .. تجوب غرفتها ذهابا وايابا .. ثم اطلقت زفيرا قويًا وهى تنظر لاعلى
- اعمل اي بس ياربى .. انا تعبت والله ..
فالتفت سريعا نحو صوت هاتفها لتلقى نظرة على اسم المتصل " xxxx" صاحب الاسم المستعار .. اخذت شهيقا عميقا وبعد تفكير استمر لدقيقه عزمت على الرد .. نطقت بتأفف
- افندددم ..!!
اذاً بصوت يرتسم معالم الحزن ببراعه قائلا
- قبل اى حاجه مش عاوزك تاخدينى بذنب عمى وولد عمى فايز ..
تحركت في منتصف غرفتها بتثاقل .. فهتفت قائله بارتباك
- انتوا تقتلوا القتيل وتمشوا فى جنازته !! وبعدين انت متصل بيا ليه .. انا مش عاوزه اعرفك تانى ..
- حقك .. وحقك كمان تقولى اكتر من اكده .. بس واجبى انى اعزيكى !!
- شغل التعابين دا مش هياكل معايا .. انتوا اى خطتكم!! وجد بت عمك لسه قافله مع جوزى وانت جاى تكلمنى دلوقت .. ناويين على راس مين المره دى ؟!
صمت آدهم لبرهه ثم اردف قائلا بنبره هادئه يخفى خلفها شياطين افكاره .
- شوفتى عاد ان مصلحتنا واحده .. بصي انا مش هتقل عليكى .. احنا ياستى ولاد بلد وبنفهم فى الاصول وكنت مكلمك اعزيكِ .. بس شكل موت جدك مأثر .. عموما اسف على الازعاج ياست الستات ..
طافت عينيها يمينا ويسارا بحيره ثم اردفت بتردد
- استنى ..
ضحكة انتصار ارتسمت على ثغره ثم قال بتصنع
- خير ياهانم .. انا هقفل اهو ومش هزعجك تانى ؟!
وقفت على طراطيف صوابعها لجزء اقل من الثانيه ثم عادت لتجوب غرفتها مما يعكس صورة على ارتباكها وفوضى مشاعرها .. فاطرقت قائله بنبره متراقصه على اوتار القلق والحيره
- عاوزه اقابلك ..
نقطه آخرى تحسب لكيده وتدون فى سجل انتصاراته .. لبس ثوب التجاهل وعدم الاهتمام فرد قائلا
- طالما مش واثقه فيّ عاوزه تقابلينى ليه !!
- اووووف .. انا لازم اشوفك ضرورى .. لازم نشوف حل للمصايب دى كلها ..
- تمام ياست هانم .. شوفى فين وامتى وانا تحت امرك ..
- تمام .. الصبح بدرى فى مكاننا ..
■■■
- " عمد ومشايخ وكبار قنا عاوزين ايه ؟! "
صوت قوى جمهورى مصدره رجلٌ من جبل .. جهر حمزه الخياط بجملته وهو فى كامل هيبته التى تتهتز بها خطاوى الارض .. ارسل انظاره على الجميع منتظرا ردهم .. فاطرق شيخ الخفر قائلا
- عاوزين تار كبيرنا ياحمزه بيه اللى البلد كلها عايشه فى خيره .. مش راجح الهوارى اللى يتقتل على يد عيل مايساواش ..
اجابه حمزه بفظاظه
- اهاا انتوا عاوزينها حرب عااد !!
رد اخر : " حرب بشرف وبأخلاق ياحمزه بيه .. حرب نرد بيها كرامه النجع وكبيره .. مااحنا لو سبناها عايمه اكده هيركبونا لامؤاخذه وهتبقي بلد ملهاش كبير "
شرع عماد ان يتفوه ولكن سبقه حمزه الخياط قائلا
- حرب ايه اللى بشرف واخلاق واذا كانت الحرب وحدها منافيه للاخلاق والشرف !! .. عاوزين تقوموا حرب عشان تبقي الخساير اكتر "
تفوه اخر قائلا بنبره قويه
- الحرب هى اللى بتختارنا مش احنا اللى عنختاروها يابيه .. واحنا جايين اهنه نتكلموا مع رجالة الهوارة اللى لو سكتوا على تار جدهم ولبسوا طُرح احنا مش هنسكتوا واصل ..
اشتعلت النيران فى جوف الجميع .. ندبت عفاف على خديها بقهرة تترقب رد اولادها الذين لم يمروا الحديث كمرار الهواء المحمل بشظايا اتربه عابثه .. تأهب سليم ومحمد للانقضاض عليه ولكن انظار حمزه الخياط كانت اقوى من ثورتهم العارمه .. وعلى حِده جهر مجدى قائلا
- انتوا جايين تغلطوا فينا .. جرى ايه ياشيخ البلد ماتقول كلمه .. !!
شيخ البلد : معاد الحرب أذنت ياولدى ولازمن نكون يد واحده عشان النجع يفضل بقوته قصاد الكل واللى يستجرى ينطق بكلمه يفكر الف مرة قبل مايقولها .. احنا جاايين نكون مع بعض مش ضد بعض ..
اخترق حمزه الخياط صفوفهم المترابطه بمفرده .. هيبته وقوته اجبرت الجميع على الصمت والالتفات اليه باهتمام .. شرع فى التحدث بثقه وحكمه وهو يردد :
" عال!! .. عاوزين تقووا الحرب .. ونسيتوا ان الرغيف المغموس بالدم الكل عينفر منه .. انتو مفكرين ان الدم والقتل هو اللى هيرفعكم قصاد الخلق ؟! .. راجح الهوارى قضاه وحل اييه هتمنعوه ؟! هتستكتروه على اللى خلقه .. سايبين الشيطان يدغدغ فى مخكم ليه ويضحك عليكم ويجركم لطريق واعر انتوا مش قده !! انتوا عاوزين تتكلموا بالسلاح ليه وتتاحموا ورا زناده وانتوا اقوى بعقلكم وسماحتكم وتفكيركم .. عاوزين ترملوا حريمكم وتيتموا عيالكم ليه !! الكل ف الحرب خسران حتى الكسبان دا يعنى خسارته اقل .. كل الربكه دى عشان قوة ونفوذ خداعه بتجركم لطريق الخراب والفساد .. راجح الهوارى طول عمره ضد الدم والحرب وانتوا جاايين تعلقوا الدم على روحه !! الحرب طول عمرها كر وفّر يوم ليك وعشرة عليك .. لو كل دا انتوا عاملين سحابه ومتنازلين عنه اتفضلوا وانا اولكم نقتل فى خلق الله كأننا ملوك الارض .. سكتوا لييييه عاوز اسمع كلامكم واعرف الميزه اللى هتطلعوا بيها من الحرب ؟!"
تفوه آخر بجدال
- من قتل يُقتل يابيه .. وربنا قال " وَلَكُمْ فِى ٱلْقِصَاصِ حَيَوٰةٌ يَٰٓأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ..
رد عليه بحزم
- وربنا قال ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ واللى قتل اتقتل نبقوا خالصين ... ولا ايييه يارجاله .. ؟!
نظر محمد الى اخيه سليم بحيره .. فاقترب منه سليم متعمدا ان يلصق كتفه بكتف اخيه فهمس قائلا
- تخافش الحق هيرجع ومش بالدم .. بالنار !!
طأطأ شيخ البلد رأسه مردفا
- صوح كلامك ياحمزه بيه .. عندك حق فى كل كلمه قولتها ..
جهر حمزه قائلا
- هاا يارجاله اللى عاوز يكمل فى سكة الدم يتفضل احنا ممنعناش حد .. بس رجالة الهوارى عاقلين ومأمنين بقضاء ربهم وحقهم رجع والنصبه اللى هنا منصوبه عند عدوهم .. يبقي ليه تولعوا النار اكتر ما هى والعه ... روحوا لبيوتكم وعيالكم .. وواجب الهوارى عليكم انكم كلكم تقفوا فى عزاه وتدعوله ربنا يرحمه ...
بدات صفوف الاهالى تتفكك ببطء ويتراجعوا للخلف وكل منها يتهامس مع الاخر ليبدى رايه الذي يؤيد حديث حمزه الخياط والذى يستغفر ربه .. واخرون يتهامسون بكلمات غير واضحه .. بعد عدة دقائق اصبح القصر خاليا من اى شخص اجنبى .. استدار حمزه الى احتشاد اهل البيت فالقى سؤاله على الاخوه قائلا
- يارب تكونوا اقتنعتوا يا رجاله ؟!
عماد بحزم
- عداك العيب ياابو عاصم ..
نكز مجدى اخيه سليم معاتبا
- لموا دوركمم .. وبلاش فتونة الدراع دى ..
محمد بتحدٍ : ياويلهم من اللى هيجرالهم منينا ..
النقيب حمزه : انا شايف ان لمتنا هنا ملهاش لازمه وسايبين الصوان من غير صحابه ..
تحركوا جميعا نحو الصوان الضخم ليبداوا فى مراسم العزاء حتى انتهى اليوم بسلامٍ ..
&& جروب / روايات بقلم نهال مصطفى 🌸&&
■■■
" فى الصباح الباكر "
تقف امام المرآة ترتدى تي شيرت فضفاض باللون الاسود وبنطلون اسود وشال صوف لُفح على رأسها .. ضغطت على هاتفها بقبضه كفيها وهى تسحب نفسا عميقا كأنها تطفىء نيران جوفها ناسيه ان الاكسجين يزيد من اشتعال نيران الشوق والحقد معًا بدون تميز ..
- اخرتها اى ياماجده .. انت متاكده انك عاوزه سليم وبتحاربى عشانه !!
صوت اخر يخضعها تحت تاثير اوهامها
- انا بحميه .. وجد مش ناويه على خير معاه !!
اهتز بدنها على صوت ذبذبة الهاتف .. فردت سريعا
- ااه نص ساعه واكون عندك ..
يفتح باب سيارته مبتسما بمكر
- على نار .. مستنيكى على نار ..
تحركت سريعا وهى تأخذ مفاتيح منزلها وتركض وما بداخلها يركض معها خوفًا .. وصلت الى الحديقه المشتركه بين القصر وبنايه شققهم .. طافت بعيون مرتبكه حتى ارتعد جسدها بصوت سليم الذى اتاها من الخلف
- على فين العزم !!
شهقه عاليه انطلقت من جوفها وهى تردد بارتباك
- س سليم .. انت كنت فين طول الليل ؟!
- ما اكيد مش هسيب الرجاله واجيلك ..
اطرقت باسف
- ااه صح .. طيب انا كنت عاوزه مفاتيح عربيتك ياسليم .. ممكن .. !!
نظر لها بشكٍ
- رايحه فين على وش الصبح اكده !!
خفضت انظارها لاسفل وهى تحكم حبكة خطتها ..
- اصل ياسليم كنت راحه مشوار كده .. تقدر تيجى معايا على فكرة ..
زفر باختناق فاتحدث من خلف اسنانه قائلا
- انجزى ياماجده رايحه فين ٧ الصبح !!
دنت منه فجاة حتى اصبحت ملاصقه بجسده وهى تلبس رداء الخجل
- رايحه المستشفى اكشف ..
- تكشفى على ايه .. والدكاتره اللى هنا عندك اختك وعندك محمد .. ماتتعدلى وتحكى على طول ..
- اووف ياسليم .. مش هينفع محمد ولا صفوة ... لانى رايحه اكشف نسا ..
رفع حاجبه مستنكرا
- تكشفى اي يااختى ؟!!!!!
دمعه من طرف عينيها سالت كدموع التماسيح وهى تردف بخجل
- سليم بطنى من امبارح منيمتنيش وطول الليل بعيط وبشرب حاجات سخنه ومش عارفه فى ايه ووووووو اصلها متأخره وكده يعنى ؟!
رمقها باستغراب .. فاقال
- هى مين دى المتأخره !!
- سليم !! اوووف اصل اصل ... بص انا مش هينفع اقولك تقدر تيجى معايا بنفسك وتشوف الدكتورة هتقول لى ايه عشان انا مش مطمنه خالص ..
اختنق من حوارها فأخرج مفتاح سيارته سريعا وهو يتحدث بنبره آمره
- المفاتيح اهى ياماجده خدى واحده من اخواتك وروحى ومتعوقيش ..
- طيب ماتيجى معايا انت .. هو انت مش جوزى بردو قدام الناس ..!!
- انا ماليش خُلق للحوارات دى .. قولت تاخدى اختك معاكِ وتنجزى قبل ما حريم البلد يتلموا ..
اطرقت بطاعه
- حاضر ياسليم ..
ترقبت خطاوى سليم حتى اطمئن قلبها .. فاسرعت نحو سيارته لتفر هاربه نحو مقصدها الكيدي ..
■■■
" فى شقة مجدى "
تسلل على اطراف قدمه وهو يدخل الغرفه التى تقطن بها صفوة .. ففتح خزانه ملابسه ليخرج منها ما يلزمه .. قاصدا ألا يقلق نومها .. يستمع الى صوت انين متأوه يصدر منها فيمزق روحه لاشلاء .. تنهد مجدى قائلا برجاء
- سامحينى ياصفوة ..
علبه صغيره سقطت ارضا بدون قصد ففزعت من نومها وهى تشهق بصرخه مكبوته .. اشعل مجدى انارة الغرفه سريعا ليطمئنها
- متقلقيش مافيش حاجه حصلت ..
اكتظت ملامحها واصبحت اكثر عبثا وضيقا
- انت جاى هنا تعمل ايه .. اطلع بره مش عاوزه اشوفك اصلا ..
تعمد تجاهل حديثها تماما .. فدار بجسده ليلتقط ملابسه .. كررت جملتها مرة ثانيه ولكن الفارق ف تلك المرة كانت تقف خلفه تماما وهى تضرب على كتفه بقوة ..
ضغط مجدى على شفته السفليه دون ان يلتفت اليها قائلا
- حلى عن نفوخى ياصفوة !!
- انا مش طايقه اشوفك قدامى ولا طايقه مكان انت موجود فيه ..
ضرب بقبضة يده ضلفة الخزانه مما بث الرعب بداخلها فتراجعت خطوة للخلف وهى ترتعد لصوته
- متخليش الواحد يخرج من شعوره معاكى ..
- انت معندكش دم ولا احساس .. وبصراحه جيه الوقت اللى اقولك فيه انى مش عاوزاك من كل قلبى يامجدى .. انا مش هعيش مع بنى ادم رجعى متخلف كده زيك .. همجى كل حاجه عنده بالبلطجه ..
وضع المنشفه على كتفه وهو يتناول باقى ملابسه
- سبحان الله وامبارح كنتِ بتتخانقى معايا لانى مش بلطجى .. انت عندك انفصام ياما !! هااا تمام وايه تانى !
- شايفه انك تخلى عندك كرامه وتطلقنى .. خلاص اللى جوزنا مات .. نطلق بقي عاوزه ابقي حرة ياخى ..
تحرك بحريه ف غرفته وهو يبحث عن شيء ما بداخل الادراج متعمدا تجاهل حديثها تماما عاقدا العزم بأن بركان غضبه تلك المرة اقوى من انها تفجره بكلمات .. فهتفت قائلة بغضب
- كلمنى هنا زى مابكلمك ...
- اوووووف صفوة البسي عبايتك وانزلى اقعدى مع الحريم تحت وبطلى تصرفاات عيال لاوقتها ولا اوانها ..
وقفت امامه لتعيق طريقه بحده
- انت ازاى راجل وقابل على نفسك تفرض حياتك عليا .. !!
بعدها عن طريقه بلطفٍ متجاهلا سؤالها .. فصرخت ساخره
- هااا حتى دى بدات اشك فيها .. اى الغباء اللى انا فيه دا اصلا .. وهو فيه راجل يسيب مراته كده لحد دلوقت .. شكلى لبست بدل الخازوق اتنين .. عينى على بختك المايل ياصفوة !!
استدار اليها ببرود لامتناهى وابتسامه مثلجه قائلا
- طيب مش كنتِ تقول لى !! عموما كلامك دا هتتحاسبي عليه بعدين .. ليك روقه يابت عمى ونشوف ...
ثم دنى منها خطوة وهو يتحدث بنبرة اقوى
- ١٠د وألقى فطارى جاهز .. وعاوزك تعندى ومتعملهوش ياصفوة !!
- هتعمل ايه يعنى !!
نظرة حاده خلعت قلبها .. فلونها ببسمة ماكرة
- هعمله انا ...
بروده اشعل النيران بداخلها اكثر مما جعلها تضرب الارض بأقدامها كالاطفال .. مع كل كلمه تحاول بها ان تتفجر براكين ثورته كى تتخلص من حصاره فبمنتهى السهوله يلبسها ثوب كيدها ضاحكا ..
■■■
" فى مكان زراعى بعيدا عن الانظار "
صفت سيارتها مقابل سيارته ورمقته بنظرة خائفه .. اتخذ ادهم قراره سريعا ودلف من سيارته واتجه نحو السيارة التى تقطن بها ماجده ليفتح لبابها بجراءه ويجلس بجوارها ويتكأ للخلف :
- يا صباح الورد على الورد ..
استدارت بجسدها نحوه ولازالت طبول الخوف تُقرع بجوفها
- لا ورايق كمان !!
- وماروقش ليه وانا جمبى القمر بحاله ومنظر طبيعى وصوت العصافير واحلى جو يروق اى دماغ ..
- " هو انت شايفنى حلوة بجد " ؟!
هربت الجمله من بين شفتيها فاره من كبت مشاعرها المكبوته .. وكانت اشبه بصنارة جديده يعزف على طُعمها .. فاجابها بهيام
- المفروض واحده زيك متسائلش سؤال زى دا .. انت اللى يكون معاكِ يصلى ليل نهار شكر لربنا .. تعرفى ان سليم اول مرة يطلع غبى !! اول مرة يرفس النعمه ومايقبضش عليها زى كل مرة .. هو سليم معندهوش نظر للدرجه اللى تخليه يسيب واحده زيك ويبص لبره !!
كلماته كانت كمخدر لروحها الهرمه .. شعرت بقشعريره ربيع تدب الحياه بأرضيها البور مرة ثانيه .. ظلت تستمع اليه باهتمام بالغ تريد ان تسمع المزيد والمزيد من الكلمات التى تعطش لها قلبها حتى جف .. اخذت نفسا طويلا لتفيق من سطو كلامه على ممتلكات روحها .. ولكنه بادر بتصرف آخر انتشت له كل حواسها عندما تجرأه على كفها ليغتصبه بانفاسه الممزوجه بدفء المكر مقبلا اياه بحنو بالغ .. جذبت ماجده كفها كمن اصابه صاعق كهربى .. وهى تقول
- انت ازاى تعمل كده .. انت اتجننت ..
اكمل ادهم مسرحيته
- اسف مكنتش اقصد .. كنت عاوز اعبرلك عن مدى اعجابى بيكِ بس ..
- احنا هنا عشان نوصل لحل مش نعجب ببعض ..
اطرق بأسف مصطنع
- اسف ياست الكل .. مش هتتكرر .. ها نخش فالمهم ..
- ياريت تخلينا فى المهم ..
غمز لها بطرف عينه بطريقه لفتت انتباه قلبها
- هو فى اهم من انك قمر فعلا وكل مرة شافتك فيها عينيا دغدغتى قلبى ..
استدارت بجسدها متأففه كى تدلف من السياره .. فأحكم قبضته عليها بسرعه وهو يقول
- وسعى خُلقك عاد .. سكتت اهو مش هنطق تانى ..
عادت ماجده لمقعدها واتكأت للخلف وهى تسأله
- انت عاوز ايه !!
- فى ايه بالظبط ؟!
- منين انك متفق معايا عشان تبعد سليم عن بنت عمك لانك بتحبها ومنين شغال تتغزل فيا من الصبح !!
ضحكه ساخرة انطلقت من جوفه مع تنهيده مكتومه وهو يقول
- ااااااه .. ومين بس قالك انى حابب وجد .. عاوزك تفهمى ان وجد اتفرضت علىّ زيها زي نسبي للعتامنه .. فجاة لقيت نفسي يتيم الاب وعم بيربيه على كل حاجه تتدمر الانسان اللى جوايا من غير مااعترض ولا اقدر اقوله كلمه تعكس اوامره .. حتى وجد اتفرضت عليا عشان ورثها وعشان ابعدها عن سليم اللى طمعان ف مالها ..
شرعت ان تعترض كلامه لتخبره بأن سليم الهوارى لديه من الاموال ما يكفل بلده بأكملها ولكن سرعان ما رد ادهم قائلا
- عارفك هتقولى سليم مش محتاج بس البحر بيحب الزياده ياماجده .. تعرفى!! انا حقيقي مابقتش عارف عاوز اى نفسي اعيش حياه هاديه بعيده عن اى دم ومشاكل نفسي فى واحده تخطفنى من عالمى لعالمها .. انا بكره العتامنه كل يوم اكتر من اللى قبله ...
مابتستغربيش دى الحقيقه اللى مش بعرف اقولها حتى لنفسي .. انا مش عاوز اى حااجه حتى وجد متلزمنيش وسبب انى معاكى هنا انى عاوز اساعدك .. مش عاوزك تدوقى المر اللى انا فيه .. انا عارفك مظلومه ويمكن اكتر منى .. وانت ست مكسورة الجناح وزى القمر متستاهلش غير تعيش فوق السحاب مش فى بيت راجل بيجى عندها ويبقي اعمى ..
انخطرت دموع عينيها حسرة اثر حدة كلماته التى تبرى في حواف قلبها .. كلماته صحت كل الامها المكبوته .. فاكمل ادهم حديثه لاعبا على وتر اكثر حده
- واحده زيك تكون جمبى وشعرها زى الستاره الملفوحه على كتفى اروى منها روحى .. تفتكري الواحد عاوز اي اكتر من كده .. ماجده انت تستاهلى تتحبى وتكونى محور الكون لشخص مش شايف غيرك .. مش واحد عايشه معاه كأنك اخته .. مش هى دى الحقيقه !!
صرخه وجع انفجرت من ثغرها وهى تبعد انظارها عنه مستنده برأسها على مقود السياره
- انزل ... قولت انززززل .
هرب حجابها من فوق راسها .. فثارت جيوش الانتقام في عروق ادهم اكثر .. مد كفه كى يرويه من امواجها المنسدله خلف ظهرها وبعد تردد رفع كفه بصعوبه ثم ربت على كتفها بحنو
- ماجده مش بقولك كده عشان تبكى .. ممكن تهدى ..
صرخت بانفعال اكثر مع رجفة قويه احتلت جسدها
- قولت اتفضل انزل ..
استسلم ادهم تلك المرة لرغبتها ودلف من سيارتها وهو يضغط على شفته السفليه بتوعد كأنه يُحضر كل شياطين شره لتحقيق مخططه الجديد ..
■■■
" بعد مرور ثلاثة أيام "
مرت الايام بعقارب سلحفيه على قلوب الجميع .. ولم يختلف الحال كثيرا عن الايام السابقه .. كل منهما تقوقع داخل صدفة احزانه وهمومه ملتزما الصمت متسلحا بالدمع ..
اليوم بعد انتهاء العزاء قرر حمزه الخياط ان يعود لمنزله .. ولكن قبل مغادرته قرر ان يجتمع بهما كى يضع حدا نهائيا للوضع الذي تبدو معالمه مخيفه للغايه ..
- هتفضلى مبوزه كده كتير .. !!
اردف النقيب حمزه جملته وهو يستعد للخروج .. فتجاهلت حديثه تماما ولم ترفع نظرها اليه بل زاد تركيزها فى شاشه هاتفها .. فعاود مناديا عليها بحزم
- عششق !!
- اوووف هو مش واضح انى ليا ٣ ايام مش بكلمك ولا هكلمك ياحمزه ..
- اقولك ايه اتعدلى وبلاش جنانك دا ..
- براحتى ..
حمزة معاتبا
- كده ياعشق !!
رد معانده : هو كده يا حمزه ..
- تمام .. اللى يريحك ..
- تطلقنى ...
- وماله .. ادينا هنروح وابقي نشوف خالى رايه ايه ..
■■■
- عاوز اعرف رجاله الهوارى ناويين على ايه قبل ماامشي ..
اردف حمزه الخياط جملته على اذان الحاضرين من محمد وعماد وسليم ومجدى وامهم .. فردت عفاف سريعا
- ولادى هيفوقوا لمصلحتهم يااحمزه بيه ويديروا اشغال جدهم ولا اييه ؟!
عماد بحكمه : جدى قبل ما يتوفى كان وزع تركته وكل واحد فينا عارف اللى ليه واللى عليه ..
حمزه بتشجيع : عاااال .. يبقي كل واحد يراعى مصالحه وتكونوا يد واحده محدش هيقدر يفرقكم ابدا ..
رمقه محمد بنظره غاضبه لفت انتباه حمزه ليوجه حديثه اليه سريعا
- مالك ياامحمد .. هو الكلام مش عاجبك ولا ايه ؟!
- لا جنابك عداك العيب ومتشكرين على وقفتك جمبنا طول الفترة دى ..
- مافيش شكرانيه يامحمد خير جدك راجح على الكل واولهم عيلة الخياط واكراما ليه انى واقف جمبكم فى محنتكم ..
اجابه على مضضٍ
- عشان كده بردت ناره وردمت على دمه .. ونعم رد الجميل !!
جحظ عماد بكلتا عينيه لمحمد .. فرد حمزه سريعا
- وليه هو انا قفلت عليك ولا خدت منك سلاحك .. يلا طبنجتك فى يدك واتفضل اقتل اللى عاوز تقتله ..
عماد بحده : ماتفضها سيره بقي يامحمد !
- العتامنه تعابين سمهم لسه مالى البلد .. ولازمن نخلصوا الناس مش شرهم ..
مجدى بانفعال : ماتسيب الملك للمالك يااخى انت محمل نفسك فوق طاقتها ليههه ..
- راجح اتخطف من وسطينا ياعماد ومحدش فينا قدر يعمله حاجه .. انتوا ازاى قادرين تبقوا بالهدوء دا ؟! ولا طبعا واحد عاش حياته كلها ف اسكندريه والتاني متربي ف مصر مع خاله .. تعرفوش حاجه عن تاريخ الهوارى ..
سليم بهدوء : هو انا مش قولتلك اللى مابيرجعش بالدم عيرجع بالنار ياضكتور ...
محمد بانفعال : كيييف !! هااا اى هو مخطط الهوارى الصغير؟!
وقف سليم فى منتصف مجلسهم ليفجر قنبلته الموقوته وهو يقول
- لما وجد سالم عتمان مراة سليم الهوارى على سُنة الله ورسوله تشرف من بكره اهنه تبقي اول ضربه فى مقتل للعتامنه ..... كيف ماعيقولو حرب بارده !!
*
يتبع
*
الفصل الرابع ج 2
- والامسيه التى اتخذت فيها قرار نسيانك .. استيقظت لأجدك قابع فوق ساقى ككره زرقاء .. تبدو ان الروح تعاقبنى على قرار تخلصها منك .. كأنها تخشي ان تفقدك فلم يتبق منها لى شيئا .. وذات الليله اكرر خطأى ، فماذا سيكون العقاب ياترى ؟! اظن انها ستفر هاربه من ذلك الجسد الذي يؤلمها كثيرًا ..
/
نهال مصطفى
■■■
وقف سليم فى منتصف مجلسهم ليفجر قنبلته الموقوته وهو يقول
- لما وجد سالم عتمان مراة سليم الهوارى على سُنة الله ورسوله تشرف من بكره اهنه تبقي اول ضربه فى مقتل للعتامنه ..... كيف ماعيقولو حرب بارده !!
حاله من الصمت خيمت على الجميع وهما يتبادلون الانظار بصدمه شديده .. حاول كل منهما استيعاب عبث جملته بشتى الطرق ولكن دون جدوي مهما حاولت ان تهرب من الحقيقه ستعود إليها .. وقف عماد بتثاقل وهو يقترب من سليم متسائلا بشك
- اه دا مخططك الجديد اللى مش هيتم !! مش كده ..؟!
ثم تدخل محمد سريعا فى حوارهم
- انت عتخطط لجوازك منها بعد كل اللى حصل ياولد ابوى ؟!
صمد سليم فى مكانه عاقدا كفيه خلف ظهره فاردا كتفيه هاتفا بهدوء
- متحاولوش تكدبوا ودانكم .. انا عارف زين قولت اى .. وانتوا سمعتوا وفهمتوا اى !!
حاولت عفاف تستجمع قوتها كى تقف على ساقها مرة اخرى وبعد عدة محاولات اخيرا تشبثت بساعد عماد لتقف امامه جاهرة بلوم
- اتجوزت بت قتالين القُتله ياسليم !! ليييه ياولدى تعمل اكده ؟؟ ليه تموتنى بقهرتى عليك .. طب ميته وفين وكييف !! اتجوزت فى السر ياسليمممم ؟!
اجابها باختناق يكسو صوته
- القلب ومايريد ياعفاف .
- ياخى ملعون ابوه القلب اللى يحط راسنا كلنا فى الطين .. كيف هتأمن على اسمك معاها .. دى واحده خانت اهلها ونامت فى حضنك من وراهم .. قول لى كيف واحده سلمت نفسها رخيص تديها ثقتك .. ! فين عقلك ؟!
جهر سليم مقاطعا بحزم
- فى الحب والحرب لازمًا نخلعوا عقولنا .. وكلمة تانى وهنسي انك امى ياعفاف .. لأنك لو امى صوح كنت هتثقى فى ولدك واختياراته .. ومش تربية عفاف اللى تخلينى انام فى حضن واحده تانيه بالسر ..جوازى لوجد على ورق وبس ..
- يبقي احنا فيها وخالصين ياولدى .. تطلقها ويادار مادخلك شر .. ولا ايه يااعماد متنطق ياولدى !!
- وانا متجوزتهاش عشان اطلقها ياما .. وجد هتيجى تعيش اهنه وهتبقي ام احفادك اللى سليم مستعد يعيش محروم من الخِلفه عمره كله لو مكانتش هى ام ولاده ..
محمد بعصبيه ووجه لطخ بدماء الغضب
- انت اكيد جرى لمخ حاجه .. واعى لكلامك ياخوى ..
سليم بحده : شكلكم انتوا اللى مش واعيين انها بقيت مرتى يعنى حديتكم لا هيقدم ولا يأخر .. وياريت كلكم تقبلوا بالامر الواقع .
عماد بغضب مكبوت
- كنت رضيت بيه انت !! .. ومشيت مع الريح مش يمكن كانت هتاخدك لمكان ماتهواه روحك مش ماشي مع قلبك لحد ما هيوديك فى داهيه ..
- ماليش غيره امشي وراه ياخوى .. ولو مشيت مع الريح زى ماعتقول كان هيطفى نار شغفى وحبى ومكنتش هحييا بعديها .. هعيش ميت بلا قلب ..
قبض محمد على لياقة جلبابه بعصبيه
- البيه جاى يحبلنا واحنا فى قلب النار ..
ثم لكمه بقبضه يده بقوة صارخا
- ودى عشان تفوقك من وهمك ياولد الهوارى ..
صرخت عفاف بحسره .. وسرعان ماتدخل حمزه الخياط ومجدى فى حوارهم العنيف .. استطاع عماد ان يبعدهما بصعوبه بالغه .. فتراجع سليم خطوتين للخلف باتزان مختل .. صرخ عماد قائلا بعتاب
- هى حصلت تمد يدك على اخوك يا محمد ..
-اللى يبيع دمنا مايبقاش اخوى ..
حمزه بصرامه : ماتهدى يامحمد .. مالك طايح فى الكل ولا عامل احترام لحد .. هو كان جدك لوحدك اللى مات !!
مجدى وهو يربت على كتف سليم
- كويس ان الهوارى مات قبل مايشوف اليوم اللى بتستقوى فيه على بعض ياولاد عادل ..
دفع سليم مجدى بعيدا وهو يحدف اخر متفجراته
- عتمد يدك عليا ياضكتور !! طب اسمعوا كلكم سواء قبلتم او رفضتم مراة سليم الهوارى هتيجى اهنه .. والكل هيحترمها غصبا عنه .. والا انا اللى هتصدرله ..
صرخت عفاف بحسره وعتب
- روح دارى خيبتك وداويها ياولدى .. مش تجيبها لحد عندنا ... روووح ..
عماد بحزم : ماتحرجش نفسك وتجيبها ياسليم لانى وقتها انا اللى مش هخليهم يدخلوك ..
سليم بعناد : تمام .. هنشوفوا ..
لاول مرة يقف حمزه الخياط عاجزا عن التصرف .. فوضع امامه ميزان بكفتين باحدهما القلب الذي يقدسه والاخرى العقل الذي يتنافر مع كل مانميل اليه .. ضرب كف على الاخر قائلا
- لله الامر من قبل ومن بعد ..
خرج سليم يأكل خطاوى الارض غضبًا كل ما يملأ عقله وقلبه كيف يظفر بها كى يستمد منها قوته التى تهشمت فى بعدها .. مع صوت اخر بداخله يذيع ما يرميه اليه القدر دائما فيرتل دعنى انصب خيمة الشوق على بابك ، لعل جفن الغياب يرق لنا ولو ليله يدونها سجل الانتظار انه انتصر .. انتصر بليله واحده اروى منها عطش الغياب .. وجد امامه النقيب حمزه خارجا من غرفته فاشار له
اقترب حمزه بتعجب وهو يترقب هيئته قائلا
- خير ياسليم .. مالك ؟! ووشك ماله !!
- سيبك انت .. المهم عاوزك فى طلعه كده .. قولت اى ؟!
غمز له حمزه بمزاح
- رقبتى سداده !!
■■■
" فى قصر العتامنه "
- مالك ياوجد ماتهدى اكده .. جرالك اى راحه جايه كيفك كيف اللى فقد عقله !!
اردفت ورد جملتها وهى تقفل كتابها .. فتنهدت( وجد ) بكللٍ
- قلبى واكلنى قوى على سليم ياورد .. حاسه فى نصيبه ..
- نصيبه اى بس كفا لنا الشر .. بطلى جنان واقعدى او انزلى شغلك اللى منزلتهوش ليكِ اسبوع دا ..
- اووف ياورد انت كمان .. مش وقتك خالص ..
كانت اخر جمله اردفت بها قبل ان يصدر هاتفها صوت استغاثه لقلبها .. ورد بتعجب
- ادهم رجعلك محمولك ؟؟!!
- اشش اششش .. دا سليم مش قولتلك قلبى مش مطمن !!
ركضت ورد إليها بفضول حتى التصقت بها قائله
- ردى طيب .. يلا بسرعه ..
وجد بخوف مكبوت : سليم !! حصل حاجه ..
سليم بعصبيه : طبعا حصل وانت ولا على بالك ياهانم ..
عبثت ملامحها وخلع الرعب قلبها من مكانه .. فوجهت كلامها لاختها بتلقائيه وخوف بالغ
- مش قولتلك ياورد .. قلبى مش مطمن وحاسه فى نصيبه ...- ثم وجهت سؤالها لسليم -
" حصل اى ياسليم .. خلعت قلبى "
ابتسم ابتسامه نصر مردفًا بغزل
- حصل ان قلبى مش لاقيه من ساعة مابعدتى عنه .. حصل انك وحشتينى اكتر من اى مره قبل اكده .. حصل انى عاوز اغمض عينى وافتحها القاكى فى حضنى بالظبط ..
لكزه النقيب حمزه بنفاذ صبر : ماتخلصنا ياعم النحنوح ..
ضحكه سريعا انطلقت من ثغر سليم قائلا
- خلاص ياعم .. اسمعنى زين ياوجد ..
رفعت وجد نبرة صوتها باغتياظ مما جعل اختها تلصق اذنها اكثر فى الهاتف لتستمع لحديث سليم بفضول .. فجهرت وجد
- اسمع ايه دانت ايامك سودة معايا .. بتشتغلنى ياسليم ..!!
- لو مشتغلتكيش انت هشتغل مين ! المهم عاوزك تجهزى وجاى اخدك دلوق ..
- اجهز فين وتاخد مين ومنين .. انت مالك مش مظبوط فى كلامك ؟!
- وجد .. من الليله هتكونى مرتى قدامك الخلق كلهم وهاجى اخدك .. وعيلتك كلها ماهتقدر تقف قصادى ..
احتشدت الكلمات بحلقها محاولة استيعاب صاعق كلماته بذهول
- انت اتجننت ! تيجى تاخد مين!! .. عاوز تولعها ياسليم ..
سليم بحده : وجدددددددد
- وجد مين بس .. بص ياسليم انا مش هخاطر بيك .. ومن الاخر كل واحد فينا يروح لحاله يابن الناس .. انا ولا هاجى ولا هروح وانت طلقنى بسكات ونرضي بالمكتوب .. لكن كل اللى قولته دا مستحيل .. يامررررررى دا كانت تبقي مجزرة !!
سليم بهدوء اثار جنونها اكثر
- تمام .. خلصتى !!
- انت ناوى على ايه .. مش مرتحالك ؟!
- بكره هتعرفى .. يلا سكتك خضرة ..
- سليممم !!
- قولت سكتك خضررره ..
ثم قفل الهاتف سريعا بدون ماينتظر منها ردا .. موجها كلامه لحمزه
- قولتلك دى بوومه وراسها حجر .. ومايمشيش معاها الذوق
ابتسم حمزه ثم اردف
- يبقي طريق القانون .. مافيش غيره ..
ورد بفضول : تفتكرى سليم هيسمع الكلام !!
لازالت تحت تاثير صدمتها مردفه : سليم اللى اعرفه مش هيسمع كلام حد .. وهيقلبها مجزرة ... استرها يارب .. ناوى على ايه ياولدى الهوارى !!
■■■
- هتفضلى قاعده كده من غير مصلحه !!
اردف مجدى جملته وهو يدلف من باب شقته ويلقى مفاتيحه جنبا .. فركل الباب بساقه قائلا
- مش وراكى غير المخروب اللي في يدك دا ! هموت واعرف جايبه الروقان دا من فين !!
اعتدلت صفوة في جلستها متأففه
- ياريت كل واحد يخليه في حاله !!
رمقها بنظره خاطفه قبل ما يغادر مجلسها قائلا
- سبحان اللى مطول بالى عليكِ
ظلت تحرق ظهره بنظرات ناريه فانعكس دخانها علي قلبها ليشعرها بشيء ما قُرعت له طبول قلبها متنهدا سرا
- هو انا ليه طول اليوم كنت مستنياه يجي واول ماجيه الف حاجه جوايا عاوزه تتخانق معاه .. !
ثم عادت مره اخرى لتنظر في هاتفها متجاهله كم المشاعر المتدفقه بجوفها .. فشهقت بصوتٍ مكتوم عندما فتحت تطبيه "واتس اب" وجحظت كل اعضاء جسدها بذهول وزعر
- ياحيوووان .. يالهوووووووى ..
اذًا بمجموعه صور فاضحه من رقم غير مسجل ولكنها تعرف هويته جيدا .. تفحصت الصور بجسد منتفض وهى تلهث خوفا والما يحرقها بالداخل .. ثم ارسل لها رساله اخرى
"دي حاجه بسيطه من ياسر حبيبك يادكتوره .. والله كنت هبعتهم لجوزك اولى .. لولا انه سبق وطلعلك دلوقت "
جمله اخرى ارتعد لها كل ساكن .. جعلتها تتلفت حولها وكأنها تقف على مراجل تتوق .. استجمعت ما تبقي ما اعصابها لتكتب له رساله غمست بدموع عينيها
- انت عاوز اى منى ..
رد سريعا
- بصي كده من شباك شقتك وبعدين هقولك انا عاوز ايه !!
لملمت شتات روحها المفتته وتعكزت على عكاز الخوف لتنظر من النافذه فتراه يقطن بداخل سيارته مرتدي نظاره سوداء ويلوح لها بمكر .. عادت لتراسله مره اخرى ولكن تلك المره كانت اقوى
- انت لو ماقولتش عاوز اي مش هتروح من هنا سليم
- انت اعقل من انك تعمليها ياصافى .. اى عاوزه تفضحى نفسك وجوزك البيشمهندس وتوريله نفسك وانت فى حضنى علي البحر !!
- انت عارف ان الصور دي متفبركه ومش انا اللي اسلم نفسي لوحد قذر زيك .. وبلاش توهم نفسك مجدي مستحيل يصدق كده
- تيجي نشوف !!
طرق الخفير بهيئته المفزعه على باب سيارته قائلا
- انت ياخينه واقف ليه اهنه ..
الشهقه خرجت من جوفها اثنين عندما وجدت مجدي يقف خلفها يتسائل
- بتعملى ايه !
القت الستار سريعا وهى تلهث رعبا مردفه بارتباك
- هاا مافيش .. مافيش حاجه لوسمحت وسع من قدامى.
نظر اليها بشكٍ
- متاكده!!
دفعته من امامها وكأنها قاصده الهرب من حصار عينيه .. فاقترب مجدي من النافذه ليرى ما كانت تنظر له .. فلم ير شيئا فرفع حاجبه متعجبا
- اى وراكى يابت عمى ..
■■■
- والله واحشنى .. كده ياواد متسألش على ثريا .. دانا فى يوم من الايام كنت حماتك بردو !!
اردفت ثريا جملتها وهى تتاكد من غلق باب الغرفه خلفها كأنها تنصب خيمه مكيده جديده .. فرد عليها محسن قائلا
- فين بقى ما ست الدكتوره صدقت ما مشيت وقفلت الباب وراها .
ضحكه ماكره شقت ثغر الحييه
- افهم من اكده انك لسه باقى ومستنى ..!!
ضم محسن الفتاه العاريه الى صدره اكثر .. ليردف بخداع
- والا مستني .. وغلاوتك عندى ياحماتى قلبى وعينى ماعارفين يشوفوا ست تانيه بعد نورا .. انا من بعدها بقيت يتيم والله ..
ضحكت بانتصار وهى تتكأ على فراشها بتمايل
- عال .. يبقي اسمعنى وفتح ودانك معاي زين !!
■■■
- هو حصل حاجه .. يعني اقصد وشك متغير ليه !!
اردفت نورا سؤالها بعد تردد استمر طويلا وهى تراقب عبث ملامحه التى ينبعث من دخان الغضب .. رفع انظاره اليها قائلا بتساؤل
- هو انا ليا حق اقف فى وش اخواتى لو اللي بيعملوه غلط ..
غادرت مقعدها سريعا لتتجه اليه وتجلس بالقرب منه وكأن شيء ما بداخلها يقودها اليه ولكنه منتظرا فرصه واحده .. فاجابته بحكمه بعدما اطالت النظر بعينيه لتقول
- من حقك تنصح اخواتك .. ومن حقك تساندهم لكن مش من حقك ابدا تقف ضدتهم مهما عملوا كل واحد حر ف اختياراته !!
تنهد بمراره وهى يتأملها طويلا .. فاجابها باعتراض
- لا .. لأول مره متفقش معاك في حاجه .. انا اخوهم الكبير ومن حقى اكسر رقبتهم لما يغلطوا !!
ردت بهدوء
- بأى حق !! انت ترضي حد يتدخل في حياتك !! ويقولك تعمل اي ولا متعملش !!
- انا مش بعمل غلط عشان اسمح لحد يعدل عليا يانورا ..
اجابته باعتراض وثغر لم تفارقه ابتسامه الامل
- كلنا بنغلط .. احنا فيها عشان نغلط وفكرة انك تقول مابغلطش دا فى حد ذاته اكبر غلط .. احنا بشر مش ملايكه ياعماد .. طيب هو انت ممكن تقول لى حصل ايه !!
فكر عماد لوهله فماذا يجيبها ايخبرها بأن اخيه تزوج على اختها ويشعل النار التى يسعى لاخمادها !!
- مش مهم .. متشغليش بالك ..
- انت تفكيرك غريب وكلامك اغرب النهارده على فكره ..
ابتسم باستسلام فهربت جمله من جوف قلبه بدون اى رقابه منه قائلا
- انا اول مابشوفك ببقي شخص تانى مابعرفهوش !!
امتلأ وجهها بدماء الخجل .. فأطرقت بحياء قاصده استماع المزيد منه
- وياترى الشخص دا انت حابه ولا ....!!
تخلص من باقيا الحزن بجوفه بزفير عميق مردفا بعيون مضئيه كنجوم الليل
- مش عارف .. هو شخص كل مابيشوفك بيقي عاوز ياخدك فى حضنه كأن فى جوايا فراغ مش هيملاها اى حد غيرك ..
لاول مره تستشعر بقلبها يدب به الامل مجددا .. فزهر وجهها بورود الحب ورفرف فوقها طير الولع فوثبت هاربه من عذوبة كلماته التى استحوذت كيانها ولكنها فوجئت برد فعل اقوى عندما تشبث بكفها قائلا بعتب مصطنع
- هو انت مخدتش بالك انى قولت عاوزه اخدك فى حضنى !
بللت حلقها الذي جف من صاعق كلماته المفاجئه
- عماد .. فيك ايه !!
سحبها بلطفٍ يكاد شق قلبها لنصفين ليغرز به عشقا من نوعٍ خاص فجلس بجواره قائلا
- بس المره دي الالم فاض بيه .. فعاوز يشوف نفسه فى حضنك ..
لم ينتظر منها اى رد بل تركها فى غيوبة كلماته التى تدفقت من صميم الوجع فأزاح ذراعها بعيدا ووضع رأسه فوق قلبها تحديدا .. كأنه اراد ان يستمع للحنه الذى يتخدر به كل ما تبقى من اوجاعه .. فاقت نورا على يدها التى تمر على كتفه بحنان ام فـ ثمه نقص بنا لا يعوضه الا شخص واحد ..
■■■
"فى غرفة الضيوف التى يقطن بها حمزه الخياط وزوجته "
- يعنى مش هنمشي النهارده .. حمزه تقلنا على الناس ماينفعش كده !!
قالت وعد جملته وهى تزيح العباءه البُنيه من فوق كتفيه بلطف .. فنصب ظهره اكثر ليساعدها مردفا
- لا طبعا المسا هنروحوا .. عاصم والهام لوحدهم هناك وكمان امى بعافيه شويه وعندى مصالح ياوعد واقفه ..
تحركت بهدوء لتقف امامه وهى تظر له بعيونها التى تفيض بالحب
- طيب وسليم !!
شق ثغره ابتسامه لونت ملامحه بحب فريد من نوعه قائلا
- تصدقى عجبنى .. هو مجنون بس خلينا متفقين ان العشق من غير جنانه مايدومش ..
رفعت حاجبها باعجاب ثم اردفت معانده
- بس الريح المره دي مش فى صالحهم ياحمزه .. دا تار ودم ياحبيبى !
دنى منها بهيبته العظيمه ليضع كفه على خدها بحنان قاصدا اطالت النظر بعينيها فقال
- واى ذنب الريح طالما الحب من ورق ياوعد ..
ابتسمت بانبهار وهى تضع كفها على كفه قائله
- مافيش مرة فشلت انك تغلبنى ياابن الخياط ..
- ومافيش مره فشلت عيونك تخلينى اقدر اخبى حاجه جوايا عليكى ..
- ربنا يديمك فى حياتى ياابو عاصم .. اقولك صح فى حاجه ملاحظها كده بس مش عارفه تخمينى صح ولاا غلط
- خير ياوعد .. احكى
- مش عارفه بس شكل بنتك وجوزها متخنقين .. وخناقه كبيره اوى كمان !
تنهد بارتياح مردفا
- هى حكتلك !!
- تؤ مقالتش حاجه
- يبقي خلاص ولا كأنك شوفتى حاجه !!
- ازاي ياحمزه .. بنتك مجنونه وانا عارفاها ..
- ياستى كبري دماغك .. زي مابيقولوا اكده زيتهم يقليهم ..
- ياسلااام !!
- بس انت محلوة ليه النهارده كل دا عشان عرفتى اننا هنروح ؟؟
- حمزه متغيرش الموضوع ..
- متغيريش انت الموضوع وخليكى جدعه ..
- واجبك كأب لما تكون بنتك فى مشكله تحلها مش تعاكس فى امها ..
حاوط كتفيها بذراعه وتحرك نحو الاريكه مردفا
- واجبى كأب اخلى بتى تعيش حربها بنفسها .. ومش هقولك عشان انا معاها النهارده مش باقى لها بكره والجو دا .. لكن هقولك ان العيش ريحته مش بتفوح غير لما يدخل الفرن وتلسعه النار .. الحب كده لازم تلسعه النار عشان يعرفوا يعيشوا فى عزه ولا ايه ياام عاصم ..
وقفت مكانها لبرهه ثم عادت لتقف امامه مره اخرى وتلك المره تشيعه بابتسامه فخر قائله وهى تحضنه بشوق
- كده يااعظم ابو عاصم فى الدنيا كلها ..
■■■
- طيب انت مش هتقول لى متعصب ليه ..
اردفت يسر جملتها بفضول وهى تقترب من مرقده .. فــ زفر محمد باختناق
- يسر مش طايق نفسى حلى عن سمايا ورحمة جدك ..
بسطت جسدها بجواره برفق : طيب قول لى في ايه اوعى تكون اتخانقت مع اخواتك !!
تقلب في فراشه لينام على جنبه مبتعدا عنها
- يووووه انت مابتسمعيش الكلام ليييه !!
- يوووه يامحمد طيب خلاص بص لى طيب عاوزه اقولك على حاجه ..
تجاهل توسلها اليه مصطنع النوم فدفعته بقوة تجاهها
- منا مش هقدر اسكت اكتر من كده ..
اعتدل من نومته ليجلس متأففا
- عاوزه اى انت كمان !!
تشبثت فى كفه بحنيه وهى تتحدث بصوت منخفض
- عاوزه اقولك حاجه يمكن تفرحك !!
- مافيش حاجه هتفرحنى لانى مش شايف غير سواد قدامى .. فاحسنلك تسكتى !!
خطفت كفه بعنوه لتضعه فوق بطنها مردفه
- حتى ولو قولتلك ان راجح الصغير جاى فى الطريق !
نظر على موضع كفه فوق بطنها ونظره اخري لعينيها ثم عاود النظر لبطنها مره اخرى متسائلا بغباء بــّين
- مش فاهم !!
ابتسـمت كضياء الصباح الذى محى عتمة ليله قائله
- هو انا معرفش حصل امتى بس الواضح كده ان حتى حبوب منع الحمل مقدرتش تقف فى طريق حبنا وسعادتنا .. محمد انا مبسوطه اوى حاسه ان ربنا حب يعوضنا على غياب جدو الله يرحمه ..
جيوش من المشاعر المختلطه تهجمت بداخله .. فكانت تنظر له بابتسامه كافيه ان تقلع احزانه بجوفه من جذرها ..شيء ما بداخله اصبح مضئ جعله يحب الحياه اكثر لازال غائصا فى صمته حتى تحدثت يسر قائله
- يامحمد فى اي انت مش فرحان زيي !!
واخيرا زهرت ملامحه بابتسامه بعد ايام من الذبول .. خطفها بقوة بين ذراعيه مما جلعها تنفجر ضاحكه ومدتلله كطفله صغيره تمرح مع حبيبها .. تنهد محمد فى حضنها كثيرا ثم اردف قائلا
- متتصوريش انت بالخبر دا عملتى فيا ايه .. يسر انا بحبك اوى وحقيقي مابقاش ليا فى الدنيا غيرك انت والطفل اللي جاى دا ..
رفعت انظارها اليه ولازالت تتشبث بجلبابه : ربنا يخليك ليا ياروح قلبى .. كنت متاكده ان الخبر دا هيبسطك ..
جذبها اليه وهو يريح ظهرها حتى اصبح جزءها العلوى مستندا على صدره وهو يدلع كتفها بانامله قائلا
- ليك عليا لو طلع ولد هعمله ليله ولا الف ليله وليله وهدبحله عجل ولا اقولك اتنين بس هو يجي بالسلامه بس
- ياسلام اومال لو بنت !!
-هدبحلها 5 عجول .. دانا اتمنى تطلع بنت ياسلام اكيد هتكون اسد زي امها ولا اي !!.. تم فرحتنا يارب ..
استندت بذقنها على صدره قائله
- ممكن محدش يعرف بالموضوع دا .. وخصوصا ماما يامحمد ..
رفع حاجبه مستنكرا : حماتى !!
اومأت راسها ايجابا : ااه معلش .. عشان فرحتنا تتم !!
- اااها طيب اي رايك اول واحده هتعرف ثريا وتورينى هتعمل ايه
زغرت له بتوسل
- محمد ماينفعش .. لا عشان خاطري بلاش ..
■■■
" مساءًا "
- " اتمنى تكونى احسن دلوق "
رساله نصيه على " الواتس اب " من ادهم انارة شاشه جوالها فقرأتها مرات متعدده وبعد تفكير اجابت
- ااه بقيت احسن الحمد لله ..
- ينفع اسمع صوتك ....
ممم عشان بس اتاكد انك بخير فعلا ولا لا ...
- ملهوش لزوم .. واصلا سليم هنا
- ممممم .. تمام اسف لو ازعجتك
قرات الرساله ثم فكرت دقيقه وبعدها واصلت الكتابه قائله
- كنت بتطمن عليا بس !!
- بصراحه كل مااحاول انام كنت بشوفك فى كل مكان حوليا .. حتى جوايا حاسك بتجرى زي الدم فى عروقى .. فقولت اكلمك واقولك خفى جري جوايا عاوز انام ..
فتح سليم باب المرحاض وهو يجفف شعره بالمنشفه ..وبسرعه البرق حذفت ماجده الشات مع ادهم واغلقت بيانات الهاتف بتوتر بالغ ولكنه لم يلفت انتباه سليم الذى تناول باقى ملابسه وخرج من الغرفه بصمت تام .. ظلت تنظر له طويلا حتى نزف صوت بداخلها قائلا
- " تجاهلك يؤذينى حتى اشعر بألا يوجد قلب بصدرى "
&&جروب / روايات بقلم نهال مصطفى &&
■■■
" فى صباح اليوم التالى "
يقف امام باب القصر العملاق شخص معلقه بكتفه حقيبه جلديه ، يحمل بيده مجموعه من اوراق .. يرتدى على عينيه نظاره زجاجيه عدستها مُقعره وزى رديء باللون الرمادى .. خلفه الخفير بزيه الصعيدي حاملا سلاحه على كتفه .. هتف المُحضر قائلا
- يابتنى عاوز المُدعى عليها ( وجد سالم عتمان ) ..
رمقته ورد بنظرةِ حائرةٍ خائفه تتأرجح على اوتار القلق
- خير .. انت عاوز اختى لييه ؟! ماتنجز ياعم انت !!
اوشك الشخص على التحدث فأوقفه هتاف وجد المدلفه من أعلى مردده
- فى ايه عندك ياورد ؟! واقفه ليه اكده ؟!
تكورت اصابع قدمها قلقا لتجيبها بنبره مرتعده
- وجد .. تعالى في واحد عاوزك .. وشكله ميطمنش واصل !!
ودعت ساقيها درجات السلم لتلمس سطح الارض وتخطو بارتباك نحو اختها مردده
- ما تقول عاوز ايه ياجدع انت !!
صوت جمهورى انبعث من الخلف ليردد بفظاظةٍ
- فى اي يابت اهنه !!
كانت جملة اشبه بطلاقات الرصاص المنبعثه من فوهة بشرية لديها قدرة عجيبة فهى قادرة على اختراق جميع اجزاء الجسد ولست موضع نيشانها فقط ، تجمدت ( وجد ) بموضعها لترمق اختها بخوفٍ بدّت معالمه على اعينهم المنتفضة ، وحلقهم الذي جفّ .. تفوه المُحضر قائلا
- يابيه ماتخلصونا عاد !!
تقدم ( حيدر ) نحوه بغضبٍ
- جرى لك ايه ياجدع انت .. عاوز ايه ؟! وانت مين اصلا ؟!
- يابيه انا معايا انذار للمدام وجد سالم عتمان ..
كانت تلك المرة جملة اشبه بقنبله قُذفت من فمّ رجل غريبٍ لديها القدرة على تحطيم بلدة بأكملها .. شهقة مكتومه انبعثت من الفتيات وهما يرمقان بعضهما بهلعٍ .. اقتحم ( حيدر) مجلسهم ليهتف بزمجره
- مدام مين ياجدع !! ... انت اتخوتت في راسك اياك!! بتنا لسه خطوبتها على ولد عمها اخر الاسبوع .. اسمها الست الضكتورة وجد سالم عتمان ..
تأفف المُحضر قائلًا
- يابيه دا انذار ب ( طلب طاعه زوجيه ) من المدعى سليم الهواري بيتهم فيه الهانم بتغيبها عن منزل الزوجيه وهو عاوز مراته خلال ٣٠ يوم والا المحكمه هيكونلها تصرف تانى ... ماتتفضلى تمضي وتخلصينا ياست ....
تلعثمت الكلمات في حلقها محاولة استيعاب عواقب المصيبه التى حلت على رأسها .. تراجعت خطوة للخلف ليرتطم ظهرها بمؤخرة سور السلم منتظره رد فعل الاسد على تمرد احد سُكان عرينه .. لينبعث من جوفها صوت معاتبٍ
- كل مره بسحبنى منك جوايا بتنتهى كل محاولاتى بالفشل .. ليه كده ياسليم ليييه بتفتح فى وشنا طاقات نار احنا مش قدها !!
سالت دموع اختها رعبًا تترقب نظرات عمها المرعبة .. اما عن حيدر فأنقضّ على سترة المحضر مزمجرًا بعنف
- انت عتقول ايه ياولد المحروووق ... !!!!
" وجدك فاض بى ، وانتِ بناره جاهلةً ، استغيث بقربك لترحمى عاشق يحرقه غيابك ، اود ان اطفىء نار اشتياقى بقبلة او حضنِ تالله القلب من ملّح فقدانك ذاب ، إما اوص نار الشوق ان تكون بردًا وسلامًا على قلب عزيز ذلهُ عشق وجدانك "
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الأول من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا